صراع المصالح- رفقاء أمس أعداء اليوم2-4 مدينق ودا منيل – القاهرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 07:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-22-2014, 04:31 PM

مدينق ودا منيل


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صراع المصالح- رفقاء أمس أعداء اليوم2-4 مدينق ودا منيل – القاهرة

    صراع المصالح- رفقاء أمس أعداء اليوم2-4

    مدينق ودا منيل – القاهرة.

    في ليلة يوم الأحد تحديدا في ساعة العاشرة ونصف,وأثناء نومي العميق في غرفتي بالفندق رنت جوالي رفعت هاتفي تبين على الشاشة رقم الزميل باشمهندس شول تونق, رديت ألو باشمهندس فأجابني هل أنتم بخير يا مدينف نعم. لماذا؟ فأجابني بأن هنالك إطلاق نار كثيف في مدينة جوبا خاص من الناحية الجنوبية. حيث يوجد وحدات خاصة بالحرس الجمهوري, فأجيت لن نسمع إطلاق نار. كنت في غرفة وحدي وعائلتي في غرفة أخرى. توجهت فورا للغرفة المجاورة . نقرت باب الغرفة فتحت زوجتي الباب في ذهول ماذا جرى لك, ذهبت مسرعا وفتحت باب البلكونة المقابل للشارع الرئيسي. لم أصدق ما رايته من اطلاق نار كثيف وعشوائي, كان صرخة زوجتي أقفل الباب أنه أطلاق نار, ماذا يجري هنا؟ يارب هل نحن في جوبا عاصمة جنوبنا الحبيب, قفلت باب البلكونة وجاوبت على مكالمة الرفيق شول تونق, نعم نحن بالخير يابشمهندس, لقد شهدنا ما يجري الأن من إطلاق نار كثيف. مع السلامة.أجابني خلي بالك من العيال. لاتخرج من الفندق أبدا مهما كان الظروف, أنها المكان الوحيد الأمن في أعتقادي. تصبحوا على الخير, لم ننام أبدا من شدة أطلاق النار والخوف من إحتمالات الأصابة بطلق طائشة أو قذيفة من الدبابة أو الهاون , وفي تمام الساعة الرابعة صباحا أتصلت بالباشمهندس شول مرة أخرى فأخبرني بأنه بخير في منزله وأسرته. لم أتصل بالرجل مرة أخرى ألا أن سمعت في وسائل إعلام بخبر اعتقاله وأتهامه بالمشاركة في أنقلاب المزعوم. إستيغظ الجميع وقمنا بخطة عمل عاجل ومتفق. أولا عدم فتح الباب لأي شخص غريب. النزول من فوق السرير والنوم على الارض. بغية تفادي أي أحتمالات الاصابة بطلقات نارية, هذا ما كنا نقوم بفعله عندما كنا أطفالا في ستينيات من القرن الماضي. أبان الحرب الأهلية الأولي في الجنوب والتي أنتهت بتوقيع أتفاقية أديس أبابا عام 1972 أبان حكم الرئيس الراحل جعفر محمد نميري. لن نذوق طعم النوم خلال الليل من شدة كثافة النيران العشوائي وهدير الدبابات المتحركة من رئاسة الجيش في بيلفام لأتجاه القيادة الجنوبية سابقا مقر الحرس الجمهوري. بعد ساعة تقرييا جاء ألا الفندق رجل أمن وطلب من إدارة الفندق إغلاق مولد كهرباء الوحيد, علما بأن لا توجد كهرباء عام في عاصمة جنوب السودان ألا في خطوط معينة, تقوم بتذويد بعض مرافق الدولة كمستشفى جوبا ومقرات كبار رجال الدولة, طلب رجل الأمن من إدارة الفندق الوقف الفوري للمولد لأنها مصدر ضجيج, يسبب صعوبة بالغة للقوى الأمنية المرابطة في المنطقة تحديد مصدر إطلاق نار, مما قد تعرض حياة أفراد القوى للخطر. شعرنا بأنزعاج شديد بعد وقف المولد, لأن الجو حار والبعوض تتجول في الغرفة كما يشاء, صبر الجميع معلليين بظروف الأمنية التي تمر بها مدينة جوبا.

    أصبح الصبح ولازال الوضع في غاية من الضبابية, شوارع مدينة جوبا خالية تماما من المارة ما عدا حركة رجال بلباس العسكري مدججين بالسلاح مثل أفلام الرامبو. جوبا فجأة أصبح مدينة إشباح، قوات نظامية وسياراتها المدججة بالسلاح أطلاق نار عشوائي. عاد رجل الأمن مرة أخري ألى الفندق, وبتعليمات أخرى ليخبربنا بأن هناك محاولة إنقلابية يقوده دكتور رياك مشار نائب رئيس الجمهورية المقال. طلبنا من رجل الأمن أذا كان في وسعيه سماحة لإدارة الفندق بتشغيل مولد كهرباء حتى نتمكن من إستخدام هواتفنا النقال. رفض طلبنا بدواعي أمنية, غادر رجل الأمن الذي أصبح الحاكم الفعلي في المنطقة. حاولنا تشغيل الهاتف و لكن للأسف تم إغلاق شبكات إتصال في مدينة جوبا مما خلق غلق وبلبلة وسط المواطنيين.
    فتحنا باب البلكونة ولحسن الحظ جاء رجل الامن مار في الشارع الرئيسي في إتجاه الفندق قلت للمدام ذاك هو رجل الامن, بدأت المدام صارخا أنه فيتر أبن خالتي قلت أنت متاكدة والله دي فيتر يارب, بدأت أصرخ فييتر فييتر نعم ماذا تريد, أجابت زوجتي أنا فلانة إبنة خالتك الفلانة, يالله ماذا تفعلين هنا متى جئتم من أستراليا, أمس السبت, خلاص أنا جاي عندكم في الغرفة بدأت أبنتي تتحدث لوالدتها صحيح أنه أبن خالتك رجل الأمن ( أنه بوص ) هل يمكنه أخذنا للمطار لكي نقادر فورا لاستراليا, بالصراح يا ماما لن أراء الدبابة ولا شخص حامل سلاح ويطلق النار عشوائيا, أن حياتنا في الخطر من فضلك أطلب من أبن خالتك أن يذهب بنا للمطار للمغادرة فورا, نقر رجل الأمن الباب سلامات يا نسيب دي بلدنا كده, تفضل يا أخ تحيا خاص مع زوجتي, بدأنا الحديث بالله يا فيتر ورينا بالضبط ماذا يحدث’ أجاب أنقلاب فاشل يخوضه المأجور رياك مشار و ذمرته. أبنتي تتدخل يا خالي عند طلب بسيط هل من الممكن أن تذهب بنا للمطار لكي نغادر فورا, إبتسم فيتر أنه طلب مستحيل ياصغيرتي, نحن في شنو الأن. كان لحظة إحباط بالنسبة لأبنتي بل ليس صدمة بالنسبة علينا لأدراكنا بما يدور. جاءت سيدة من غرفة المجاورة وهي من قبيلة نوير مستفسرا, أنا سمعت أنتم قادمون من أستراليا مش كده؟ أجبت بنعم. من ياتو مدينة؟ نحن من سيدني في ولاية نيوساوث ويلز. ولكن من وين هنا في الجنوب؟ نحن من رومبيك مسقط رأسي وزوجتي, أبنتى ولكن يابابا أنا مولودة في بومباي في الهند وأمي مولودة في الخرطوم. أنت من مواد رومبيك مسقط رأسك, بس ناس حبوبة هناك. تدخلت السيدة. والله أنتم من رومبيك معنا واحدة من بناتكم ديل معنا في ميلبورن متزوجة من أبن عم زوجي وزير في ولاية جونقلى, قلت نعم أعرفها جيدا, وكمان زوجها كانوا معنا في سيدني قبل أن ينتقلوا إلى ميلبورن, نعم والله أنت أخوي نعم أنا أخوك أبناء هذا الوطن, الولية دي كانت جاية لعرس أخوها هنا في جوبا بس محجوزين في دبي, لأن المطار مقفول في جوبا هنا, بس يا أخوي في أخبار غير سارة جاءني مكالمة من بعض الأهل هم نوير يقولون بأن سحق كل النوير في حي 107 قرب قيادة بيلفام. بدأت فى إرتباك ليه الحصل شنو ما ديل أهلك يا أخوي مدينق أهلك الدينكا يقتلون كل نويراوي, أخوك سلفاكير دي بالغ عديل جون قرنق ما عمل كده عام 1991 لما رياك مشار أنشق من الحركة. والله يا أخت دي لو حصل سيكون خطاء تاريخي يصعب تدارك عوقبه. قلت هل أتصلتم بالسفارة الأسترالية في نيروبي أو القاهرة ولا خط الساخن بوزارة الخارجية في كينبرا, بالله من وين لقيت كل معلمومات ديل أنا ما عندي تلفونات ناس حكومة أستراليا ديل. خلاص أصبري أنا عندي بعض أرقام , والله أنتم المتعلمين ديل بتخلوا حاجة يعنى كنت عارف أنه في مشكل قدام عشان كده عندك تلفون خواجات نا ديل, بس دي للطؤاري بس لحظة نأخذ أرقام من المفكرة في الغرفة, سجلت الأرقام وسلمتها للسيدة.
    عدت إلى غرفتي و في حوالي الساعة الخامسة مساءا أتصل أبن خالي منقوك مستفسرا, اذا كان هناك غرف خالية في الفندق التي أقيم به ,ولعدد 4 أشخاص. لأن في الفندق التي يقطن به لا توجد غرف خالية أبدا, أخبرني بأن بعض زملاؤنا وأصدقاؤنا يسكنون في حي 107 قد لجاءوا ويبحثون عن مأوي مؤقتة حتى تنجلي الأوضاع . قمت بأبلاغ صاحب الفندق الإرتري الجنسية ملتمسا منه على الأقل غرفة واحدة لهؤلاء الشباب حتى صبيحة اليوم التالي. وافق صاحب الفندق فأخبرت الشباب وكان ذلك حوالي الساعة الخامسة و نصف مساءا. علما بأن حذر التجوال كان قد أعلن من الساعة السادسة مساء ألى السادسة صباحا, لحسن حظ هؤلاء الشباب كان لديهم سيارة خاص بهم فقدموا للفندق فورا, كانوا مرهقين من تعب الليل والخوف جرى القتال التي دارت في الحي التي يقطنون به. فقام إدارة الفندق مشكورين بتوفير 3 غرف, قمنا بإدخال حقائب في الغرف وتوفير وجبة عشاء سريع بمساعدة زوجتي. تناولنا ذكريات الدراسة في الهند, وين البنت الصغيرة المولودة زمان في بومباي يا مدينق, يا مكير و دانيال هي أمامك ماشاءالله كبرت, الأيام ماشي بسرعة ياشباب 16 سنة.

    قضينا ليلة إخرى عصيب دارت قتال عنيف في مناطق مجاورة للفندق, ولكن أقل ضراوة من الليل المنصرم. في يوم التالي سارت الوترة كما هي, الخوف من الغيب والضبابية من أجواء المعارك.
    أتصلت بأبنى خالي بعد أن سمعت من وسائل أعلام المملوكة للدولة, ومنها تلفزيون جنوب السودان وراديو جوبا. بخبر عن فتح مطار جوبا الدولي أمام ملاحة التى توقفت جرى المعارك , وخوف المسؤؤلون الحكوميون من تسلل بعض الساسة من قيادات الحركة المتهمين وعلى رأسهم السيد رياك مشار. قائد الأنقلاب المزعوم ضد حكومة شرعي.

    بدأت أجوء مدينة جوبا مليئة بأشاعات خاص بعد المؤتمر الصحفي الذي القاه سعادة الرئيس سلفا كير ميارديت. أتهم فيه نائبه السابق دكتور ريك مشار وبعض قيادات السياسية من الصف الأمامي في الحركة الشعبية بالضلوع في إنقلاب المزعوم. تارة أن ريك قد لجئ في حضين عشيقته هيلدا جونسون ممثلة المنظمة الدولية في دولة جنوب السودان .الوزيرة النرويجية السابقة التى بذلت جهدا خارقا في المفاوضات التى أفضت بتوقيع إتفاقية نيفاشا, هيلدا جونسون الصديقة الوفية لأهل الجنوب.
    أتصلت بممثل الخطوط. فأخبرني أن أحضر صبيحة اليوم الغد, أي الأربعاء في تمام الساعة الثامنة صباحا للسفر إلى مدينة رومبيك مسقط رأسي. فتنفسنا صعداء بمجرد سماع الخبر المفرح فأخبرت أسرتي بذلك. وقضينا يوما أفضل من الأيام الماضية.
    في صباح ذهبنا ألى المطار بمساعدة الأخ دانيال الذي تبرع بسيارته لأخذنا للمطار علما بأن الأخ دانيال من ضمن الشباب اللذين حجزت لها الغرف في الفندق. وهو صديق وزميل دراسة منذ أكثر من 30 عام. وصلنا المطار في تمام الساعة التاسعة صباحا مرعبين بسبب التأخر. كان أبنتي تقول تأخرنا يا بابا, قلت لها لسنا في أستراليا ديل مش خواجات نحن في جنوب السودان و في أجواء الحرب تريثي شويه. وأخيرا وصلنا المطار. الذي كان يعج بألوف من المسافرين الأجانب المقادرين دولة جنوب السودان إلى دول الجوار, كل من يوغندا , كينيا, السودان ومصر. كذلك رحلات الداخلية لولايات الجنوبية. أصبحت ضمن الأشخاص الهاربين من القتال والأوضاع الأمنية المتدهورة في جوبا.
    رأيت وقابلت أعداد غفيرة من المسافرين منهم بعض أخوة الجنوبيون حاملى الجنسية ألاسترالية. وبصدف رأيت المرأة الجنوبية من قبيلة النوير ومعها ثمانية من أبناءها. قدموا التحايا ( أنكل, أنكل) نحن خلاص مسافرين إلى نيروبي بواسطة طائرة أمريكية تعال معنا نرجع الى أستراليا ما نحن مش أستراليين ولا أنت دينكاوي أصحاب البلد, بألم شديد نعم نحن أستراليين ودينكاوي لكن أخوكم جنوبي مثلكم كلنا أسياد هذه البلد. لن تدوم الحديث حتى تفرقنا ذهبوا ألى صالة خاص بلأجانب المسافرين في رحلات دولية.

    قلت الحمدالله يارب أنشاءالله يصلوا بخير وأمان, قلت في نفسي يا للوطن الطارد, هل سيعود هؤلاء الأطفال إلى جنوب بعد أن شهدواء كل ما حدث. هؤلاء السياسيين الأوغاد لايهمهم مصير هؤلاء المساكين الغبش. خلافا كراسيهم. لم أراهم بعد. تم شحن الحقائب منتظرين متى ستقلع بنا الطائرة المتوجهة لرومبيك. بدأت الرحلات العالمية, والكل فرحان, نيروبي .الجمهور ياه, كمبالا ياه. المائات مسرعين للطائرة. ولازال منتظرين رحلة رومبيك, ولسواء حظ وفي تمام الساعة الثانية ظهرا تلقينا أنباء غير سار بأن طائرة تابعة (لفلايت دبي) قد نزل في المطار وتفجر إطاره الأمامي مما تسبب في توقف كل الملاحة الجوية في المطار , أصابتنا الإحباط, في المطار قابلت رجل شرطي من أبناء رومبيك تحدثنا وتعارفنا, قلت له مازحا يا أخي يمكن أن نتبرع نحن الركاب بدفر الطائرة خارج المدرج حتي نتمكن من السفر ضحك , دي ما حصل عندنا هنافي جوبا يمكن عندكم في أستراليا , الله في أستراليا في اكثر من مدرج .كان معي 4 من ركاب طائرة( كارغو) المتجهة إلى الخرطوم. أنتظرنا بضع ساعات حتى تم إخلاء المدرج من الطائرة التى تسببت في حدوث البلبلة. ولكن تأخر الرحلات الداخلية, لأن الأولوية كانت للرحلات الدولية. وفي تمام الساعة الخامسة أعلن عن الغاء كل رحلات الداخلية لليوم التالية. تلقينا دوى الخبر بزعل شديد, حتى بعض النسوة من المسافرات أجهشنا بكاءا.
    أتصلت بأبن خالي الذي يعمل مهندسا في شركة البترول, فجأ بسيارته وتحدثنا معه أن يرجعنا في نفس الفندق, ولكن الأخ كمال أصر على المبيت معه في منزله الكائن في حي قودلي. حتي يأخذا يوم التالي للمطار.ذهبنا وقضينا الليل وخوف شديد. علما بأن هذا الحي كان من ضمن مناطق حدثت به بعض تجاوزات وقتل مرعب. وفي الصباح وصلنا المطار. وأقلع بنا الطائرة من مطار جوبا ألى مدينة رومبيك رحلة مدتها 55 دقيقة. عندما جلسنا داخل الطائرة الروسية الصنع من حنتوف وصلنا مطار رومبيك في تمام الساعة الواحدة ظهرا. كان في إستقبالنا جمع غفير من الأهل في المطار, أخذنا سيارة خالي الذي يعمل موظفا في جامعة رومبيك. وصلنا البيت في حي أكوج . الحي التى قضيت فيه أيام طفولتي . كان في أستقبالنا والدتي التي بدأت تظهر عليها علامات الشيخوخة, أذ قد دخلت عقدها الثامن.
    وعمي تينج منيل الشقيق الأصغر لوالدي وأخواتي وأخواني عمامي وأبناءهم. بعد أن نزلنا من سيارة على بوابة الحوش. جاء عمي لكى تمارس طقوسه الدينة. علما بأن زوجتي المولودة في الخرطوم لم تزور الجنوب من قبل في حياتها, وأبنتي أيضا. علما بأن عمي تينج منيل أصر على ممارسة طقوس الكجور وهو مشهور في المنطقة ببمارسة هذه الطقوس. قلت لعمي أنني لا أؤمن بتلك الطقوس لأنني رجل مسيحي أنجليكاني. أصر على ذلك, وبالفعل تم كل ذلك دون رضائي. خاص بعد أن تدخل والدتي بعض الأهل.

    مكثنا أجمل أيام. بل وصل والدي من القاهرة ألى جوبا ثم توجه فورا ألى رومبيك في يوم 24 من شهر ديسمبر. قضينا أجمل أيام الكريسماس, أتفقنا أن نقضي رأس السنة مع جميع أفراد العائلة. ولكن للأسف الشديد في يوم 29 ديسمبر نشب قتال عنيف بالأسلحة النارية بين عشيرتن(نيانق) وعشيرة (جوس) التي تنتمي أليه جدتي من طرف والدي. كان ذلك في منطقة أبير التي تبعد 8 أميال من مدينة رومبيك قتل في تلك المعركة أبن عمي يدعى دينق. بدأت الأجواء في غاية خطورة, أذ تم تداول بعض إشاعات وأقوال بأن حياتي في الخطر لأني من عشيرة نيانق. بدأت تدب حالة الخوف على أسرتي .

    في كل ليلة أقوم بتغيير موقع منامي, صار ذلك الطابع اليومي. أسواء لحظات في حياتي عدم أستقرار الخوف من الموت دون ذنب, لأنني من أسرة منيل شندوت سلطان كوي أهل مدينة رومبيك سابقا. وأن بعض أخواني يشاركون في القتال الدائر دئما بين العشائر المتنازع.

    ذهبنا ألى منطقة أكوت التي تبعد 33 ميل شرق مدينة رومبيك وهي معقل عشيرة السلطان ملوال أروب جد زوجتي. في أثناء وجودنا هناك بدأت حديث عن جنود من أبناء نوير اللذين أنشقوا من قوات الجيش الشعبي المرابط في رومبيك. كنا برفقة عمي زوجتي وهو رجل أمن, فطلب منا مقادرة المنطقة قبل غروب الشمس لأسباب أمنية. تأجلنا كل الطقوس وتركنا ذباح وليمة التي أقيمت على شرفنا . وصلنا رومبيك مساءا في تمام الساعة السادسة. قضينا ليلة الخميس ثم الجمعة. مدعوين من طرف عم زوجتي شاب ودود يعمل في وزارة البنية التحتية. أتفق الأهل بأن نغادرو رومبيك صبيحة السبت ذهبنا للمطار ومعي بعض الأهل من المودعيين. قابلة الكثيرين من الأهل وأعيان المنطقة, الكل في وداع شخص عزيز . كل من قابلته في المطار كان وصيته ليه أن قرار بمغادرة رومبيك كان قرار سليم نسبة لعدم الأستقرار.

    أقلع بنا الطائرة من مدينة رومبيك تأخر الطائرة أكثر من ساعة و15 دقيقة. كان في أستقبالنا أبن عمي جيمس الذي أخذنا للفتدق, في غرفة محجوزة لأخته التي سافرت للخرطوم هربا من أوضاع السائدة في جوبا. في تلك الليلة حدث هجوم على مدينة جوبا, وبدأت أطلاق نار كثيف. كنت قد نمت نموما عميق, حدث حالة من الفوضى الفزع . جاءت زوجتي وأبنتي وأبن خالى اللذي يسكن في نفس الفندق, لإبلاغي عن حدوث إطلاق نار في جوبا ولكن من شدة التعب وإرهاق في رومبيك, لم أتمكن من الأجابة, كانت أسمع أصوتها بعيدة جدا, تارة وكأنها حلم. في صباح اليوم التالي كان حكايتي قصة الحديث في كل أرجاء الفندق. خاص العم أندريا مبور السياسي المخضرم اللذي يقيم في نفس الفندق, كان أجابتي لا يهمني ما جرى وما سيجرى, لأن اطلاق نار كان أمرعام يهم كل أهل الجنوب. ما كان يهمني, كان وضحعي الشاذ في رومبيك عندم كانت هدف لبعض الناغمين من عشيرتي. الكل يضحك. في صبيحة اليوم التالي. في صبيحة يوم الأثنين ذهبت لمطار جوبا. وعند مكتب الخطوط الجوية المصرية حصلنا للحجز بتاريخ 8 من يناير 2014 كان ذلك يوم ألاربعاء, وسط قلق شديد بين الأهل خاص والدي لعدم أستقرار الأوضاع في جوبا. وأخيرا ذهبنا للمطار وأقلع بنا الطائرة المصرية المتجهة للقاهرة. وأخيرا وصلنا مطار القاهرة في تمام الساعة الثامنة ونصف مساءا وكان في إستقبالنا أبن عمي سادات .أخذنا التاكسي للشقة وبدأنا أجازتنا في مصر بالرغم من بعض إشكاليات الخاص بما تمر به دولة مصر من أنقسام سياسي وظروف تصويت على الدستور الجديد.

    [email protected]
    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de