نهاية .. الحب الذى لم يبدأ بقلم الاستاذ. سليم عبد الرحمن دكين لندن بريطانيا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-16-2024, 05:32 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-11-2014, 02:57 PM

سليم عبد الرحمن دكين
<aسليم عبد الرحمن دكين
تاريخ التسجيل: 01-13-2014
مجموع المشاركات: 175

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نهاية .. الحب الذى لم يبدأ بقلم الاستاذ. سليم عبد الرحمن دكين لندن بريطانيا




    كياسة ولطافة وسامة وقامة عالية. نزاز ابن السابع عشر من العمر. اخر اخواته الخمسة اخر العنقود كما يقال. لم يكن من مواليد الخرطوم.انما انتقلت اسرته الى الخرطوم عندما كان عمره خمسة سنوات فقط من احد مناطق شمال السودان. نشأ فى احضان الحب والحنان الذى منحته اياه اسرته. معروف فى المجتمع السودانى حسب العادات والتقاليد ان اخر العنقود له او لها مكانة خاصة داخل الاسرة. نزاز واحد منهم وليس كونه فقط اخر البيت انما هو الذكر الوحيد بين الاناث الخمسة. والدته وققت عن الانتاج لذلك منحته صفة اخر العنقود. منحته هذه المكانة والاهتمام والاهمية ايضا. حيث انه هو الذى سيحمل الراية من بعد والده فالعناية والاهتمام به ليست عنصرية او تمييز بينه وبين اخواته الاناث. انما جزءاً اساسيا من ثقافة وقييم والموروثات الاجتماعية. اصبح يكبر يوما بعد يوم ويكبر معه ايضا حب وحنان الاسرة وبالاخص والدته التى لم تغمض لها عين حتى ان تتاكد من ان احتياجاته الحيوية والضرورية من اكل وشراب قد قضيت. و كما انه على اتم الصحة والعافية لايعانى من مرض او ألم. يجب ان تكون ملابسه مغسوله و مكوية على الدوام. ايضا ملايات سريره يجب تغييرها على الدوام ومعها اكياس مخداته ايضا. والدته تريد ان ترى ابنها دكتور يوما ما (طبيب بشرى) احد امنياتها الكبرى التى ترددها على الدوام اينما حلت فى البيت فى الشارع فى السوق. لم يكن جباراً اوغليظ القلب. انما كان لطيفا بادل والده والدته واخواته نفس الشعور والاحساس والمشاعر والاحترام والتقدير الذى منحته اياه اسرته. هوياته عديدة كرة القدم والموسيقة والاطلاع. فاما برنامج المستشفى الصدفة هى التى خلقته فاصبح واحد من برامجه المفضلة. فكانت زيارته الاولى للمستشفى عندما انحشر فى وسط البعثة الزائرة لأحد زملائه. بعد ان صافح زميله المريض واقاربه خرج الى الخارج. لان الروائح النتنة المنبعثة من العنبر ومعها روائح الادوية كتمت على انفاسه. جلس فى احد المقاعد يتامل المارة من زوار وعاملين مشدوه بالحركة والهرولة نالت اعجابه ورضاه. و فى غضون تلك اللحظة لاحظ ان كل الانظار موجهة نحوه بالاخص الجنس اللطيف فلا قرابة فى ذلك. لانه شاب وسيم بكل المقاييس والمعايير طويل القامة شعره كثيف وعيناه كبيرتان وجميلتان. ولكن انقطعت لحظة الانسجام والتفاعل عندما خرجوا زملائه معلنين انتهاء الزيارة فخرج معهم. ولكن فى غرار نفسه انه حتما سيعود فى الزيارة القادمة لاشك فى ذلك حتى لو وحده. فلما عاد للمرة الثانية ومعه اثنين من زملائه لزيارة الثانية للاسف كان موعد الزيارة قد انتهى. فحاول هو وزملائه كل السبل والطرق اقناع خفير البوابة بان يسمح لهم بالدخول الا ان المحاولة باتت بلا نجاح. لم يكن هو وزملائه ضحايا عناد الخفير او الخفر. بل النساء ايضا بالاخص القادمات من اطراف العاصمة الخرطوم كالجيلى وام دوم والعليفون. بصراحة لا احد يلوم الخفر فى ذلك. لان مشكلة النساء تكمن فى عددهن الكبير الذى يترواح فى بعض الاحيان من خمسة عشر الى عشرون امرأة. الضجيج و الصراخ فى كل مكان. وايضا اصرارهن على الدخول بعد انتهى مواعيد الزيارة فكان سببا مباشر فى تعكير مزاج الخفير. ومع ذلك يحاولن كسب ود وعطف الخفير باستعمال العبارات الجميلة الملطفة
    عسى ولعل ان يلين قلبه
    يا ود الحلال يا ود الحلال
    لا ود حلال ولا ود حرام أبعدن يا نسوان قلتا مواعيد الزيارة انتهت
    متخمخمات كدا ماشات بيت بكا
    زحن يا نسوان من الباب ما تعملن ليى جن فى راسى
    فماذا عن نزار الذى وقع فى حب المستشفى. لابد ان ياتى بأستراتيجية واضحة المعالم لكى يتمكن من زيارة المستشفى متى ما شاء. اولا لابد من اقامة علاقة طيبة وحميمة مع الخفير حتى لو تاخر عن مواعيد الزيارة المقررة لظروف قد تحول دون ذلك فى المستقبل. فعاد ومعه ثلاثة من زملائه لزيارة زميلهم قبل مواعيد الزيارة بنصف ساعة
    اقتراب نزار من الخفير السلام عليك يا حاج
    وعليكم السلام
    انت يا حاج من مواليد البلد ديى
    لا انا من مواليد ايطاليا
    لا انا كنت بقصد يعنى
    قصدك شنو يعنى اما سؤال عجيب
    يا حاج انت زعلان مالك
    و البسرنى شنو
    معليش يا حاج
    معليش دى شنو يا زول أتهوى
    زح يا زول من هنا
    ما تعذبنى معاك ساكت ما فى ليك دخول
    الا وقت الزيارة بس
    اخيرا دخل وزملائه بعد الحرب الكلامية مع الخفير حاملين اكياس فواكة لزميلهم المريض. سلم كالعادة ثم خرج مسرعا الى الخارج ليستنشق الهواء الطلق بعيدا عن روائح العنبر الكريهة التى جثمت على انفاسه. نزار شاب لازال فى سن المراهقة يبحث عن تجارب ومغامرات ودروس كما يبحث عن الحب وحلوة الاحلام والعواطف. برنامج المستشفى من البرامج المحبوبة لدى الشباب من الجنسين بين ان يخرج شباب ويدخل شباب تتلاحم الاحلام وتتقاطع الامنيات. ويدخل فى القلوب الشعور بالحياة وتنطفى شرارت الحب الاول وتتواصل علاقات وتنتهى علاقات. وتخرج الى الحياة علاقات جديدة. فكان كل شباب ياتى او شباب يغادر يترك فى الذاكرة حقيقة ذلك الحب الذى سيتعمق فى الاعماق حيث تتكون تلك الخيوط ويكون الشجن ثم تحرضة وتحوله الى واقع ملموس وحي. قرر ان يدخل فى تسوية سلمية مع الخفير الذى نهره وزمجر فيه لكى لا يحرمه من الحب والاحلام والعواطف. لايمانع ان يدفع رشوة مالية اذا دعت الضرورة. ولكن الضرورة الاولى يجب ان يعرف نوعية المكيفات المفضلة لدى الخفر (الصاعود مثلاً) او السجاير غالبا ما يكون سجاير البرنجى حبيب الشعب. لم يعد الى المستشفى منذ زيارته الاخيرة. لان الذى حدث له لا احد كان يتوقعه ولا حتى هو نفسه. عندما لقاه الحب الاول وهو فى طريقه الى البيت عائداً من التمرين فى احد الحارات البعيدة عن حارته عندما اعترض طريقه الحائط. بتكيز مفاجى نظر فى اتجاة الحائط شاهد مخلوقة فى غاية الجمال تطل بصدرها العالى. فى اثناء تلك الاطلالة نظر اليها ورسم عل وجهه ابتسامة تعبيرا عن سعادة تجاة ذلك والوجه الجميل والنضر الذى تنبض منه الصحة والعافية. تحركت كل الشرايين والاوردة وكل شى فى جسده وحفق قلبه وارتفعت نبضاته. تأكد تماما من ان قضايا العشق تحال الى القلب. فلاذ نزار الى عمود الكهرباء وكانه يخفى ما حدث له. ضبط نفسه واتكا عل العمود وما تزال الحورية على الحائط بجمالها الذى يشيع تنظر فى اتجاهه. نسى مواعيد العودة الى البيت حسب القاعدة الموضوعة له. نظر اليها مليئا تمكن ان يلاحظ شعرها الطويل والكثيف. بدافع شجاع من عاطفته التى استلمت تجاة ذلك الحائط . سلم نزار امره على الله و على ما تبقى من قوته وقرر ان يملا نظره من وجهها الحورى الجميل. نظر اليها بشدة حتى ادركت انه وسيم وسامة غير عادية بادلته بابتسامة جميلة رتبتها بعناية ملكت كيانه وارتعش وجرى فى دواخله ما لايمكن وصفه من انفعال. فلما راته يحطو خطواته نحوها منحته ابتسامة لطيفة ثم اختفت وارء الحائط. عاد فى اليوم الثانى حاملا معه امله وحلمه وقراره الجاد فى تقريب المسافة بينه وبين ذلك الحائط . فأوى الى العمود فخوراً بأنتمائه الى ذلك الحائط املاً فى ان يكلمها. وما ان اطلت الحورية براسها من وراء الحائط تنفس نزار الصعدا. وامطرته بالابتسامات لطيفة وبادلها ايضا بابتسامة واشارات الحب الخفية التى لايعرفها الا العشاق. فى غضون غمرة الحب والغيبوبة عن العالم الكبير. لا احد يعلم قد تكون هناك عيون تتابع وتراقب تجليات الحب فى غياب معرفته وادركه بانه مراقب. كان يشعر بان العالم كله ملكه. وكان الحائط عبارة عن حنان دافى متدفق غطى المكان والزمان ومعها العواطف وحلوة الاحلام. حسب مقاييس الارادة والرغبة والعشق كانت مسافة المائة متر بينها تساوى مائة الف متراً. فلما اردت الحورية ان تختفى وراء الحائط رفعت شعرها الكثيف والطويل الى الامام ثم الى الخلف. لم تنسى ان تردفها بابتسامة كل العشاقين. غادر العمود منتشعا معلنا انتمائه المطلق الى ذلك الحائط. فعاد فى اليوم الثالث تكاد ان لا تسعه الارض من شدة الفرحة والهمة والحماس. كان ينظم فى دماغة كلمات الحب الرنانة الجميلة العذبة التى يجب ان يعبر بها عن حقيقة حبه و عشقه لها. معلنا عن ثقته وانتمائة الى ذلك الحائط انه مربوطا ايضا بقراره الحاسم الذى لايمكن التنازل منه فى مقابلتها والتحدث اليها وجها لوجه. وقف نزار تحت العمود فترة تجاوزت نصف الساعة قبل ان تطل الحورية بوجهها الجميل المشرق وانوثتها الوهاجة. وامطرته بوابل من الابتسامات. تحرك نحو الحائط فلما توغل اكثر فاكثر فجاة احتفت الحورية وراء حائط الحب والاحلام والعواطف. قرر نزار قراره والشجاع والحاسم والاخير فى اقتحام البيت كان ما كان فليكن ما يكون. طرق الباب ثلاثة مرات متتالية قابلته على الباب امرأة كبيرة السن وكانت حوريته خلفها.

    يا حاجة البت الوراكى ديى بتك
    ديى ما سوسن ما عرفتها ولا شنو
    ديى ما سوسن بت عفاف. عفاف بتى الكبيرة
    نسيتا ما هيى سوسن ذاتا البكما والطرشا


    جمد نزار بلا حراك كما و لو صقعته شحنة كهربائية. واحتارت الحاجة فى امر هذا الشاب الذى جمد امام اعينها لا كلام ولا حراك. واغلقت الحاجة الباب. فكانت نهاية البداية المحزنة.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de