مقارنة أولية بين ورقة الحكومة والموقف التفاوضي للحركة الشعبية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 04:43 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-23-2004, 05:50 AM

ضياء الدين بلال


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مقارنة أولية بين ورقة الحكومة والموقف التفاوضي للحركة الشعبية

    بعد أبيي وقبل وصول قطار التفاوض للعاصمة الخرطوم

    مقارنة أولية بين ورقة الحكومة والموقف التفاوضي للحركة الشعبية

    بقلم/ ضياء الدين بلال
    [email protected]

    * لم يعد في رصيد الصبر الأمريكي ما يغطي قلق متابعة المفاوضات السودانية
    بنيفاشا وتمديدها فترة بعد فترة.. باعتيادية وبرود اعصاب المتفاوضين الذي لا
    تحتمله توترات الادارة الأمريكية ورئىسها بوش وحزبه الجمهوري الذي يطارده شبح
    الفشل في الانتخابات القادمة والخوف من مصير خوسيه إثنار الاسباني. تطاولت
    اجتماعات النائب الأول والعقيد جون قرنق وتثاقلت أقدامهما في وحل «أبيي» أتبقى
    بكردفان أم تذهب لبحر الغزال؟!! وما بين الاجتماع والآخر يقضون الوقت في ممارسة
    الرياضة والذهاب لبحيرة سمبا لرؤية «القرنتية الكينية» التي أصبحت لها رفيقة..
    ويتناول النائب الأول وجباته بجناحه الخاص.. وجون قرنق بمطعم المنتجع..
    والوسطاء ينظرون اليهما من على جمر الانتظار.. ويدركون جيداً أن كل طرف لا يريد
    أن يشعر الآخر بأن مرور الوقت لا يأتي في صالحه.. إذا ذهب علي عثمان للخرطوم
    للتشاور.. غادر قرنق المنتجع الى نيروبي ليقضي الوقت في معية زوجته ربيكا
    وأبنائه الصغار.. واذا عاد علي عثمان تأخر قرنق في نيروبي.. كل طرف يريد أن
    يرسل رسالة مزعجة للآخر « الوقت لا يعني لي شيئاً».. ولكن الوقت يعني الكثير
    لأندرو ناتسيوس مدير المعونة الأمريكية ولشارلز سنايدر مساعد وزير الخارجية
    الأمريكي للشؤون الافريقية ولشركاء إيقاد وللجنرال لازاراس سيمبويو ولإدارة
    منتجع «سمبا لوج» وللقس جون دانفورث.. الذي ملّ المراوغة بين واشنطن ونيروبي
    والخرطوم.. وقبلهم جميعاً الرئىس جورج دبليو بوش.

    دانفورث في مؤتمره الصحفي الذي عقد أمس الأول بفندق كنتري كلوب بمدينة نيفاشا..
    وهو يخرج زفرات صبره الأخيرة قال: «أبلغني الرئيس بوش ان المحادثات تعطلت
    لشهرين وقد تنتهي الى لا شيء» لم ينس دانفورث قبل أن يغادر المنصة أن يلوح
    بقانون سلام السودان.. بعد أن شعر بأن «جذرة» الوعود والفرص لم تحدث أثرها على
    المتفاوضين.. حيث اتبع قائلاً: «الرئيس بوش وبحسب قانون سلام السودان سيبلغ
    الكونغرس في العشرين من أبريل بمدى التقدم في المحادثات.. آجلاً أم عاجلاً
    سيأتي وقت تحدد فيه الولايات المتحدة والدول المشا ركة في عملية السلام في
    السودان ما إذا كان من الضروري والمفيد الاستمرار في هذه العملية حتى تبلغ
    مراميها النهائىة أم لا؟»..!!.

    وقد يكون الهدف من تكتيكات التباطؤ واللعب بالوقت هو انتظار هذه اللحظة التي
    تصبح فيها الكلمة الأمريكية هي الكلمة «الفاصلة» في كل مواضع الخلاف وخاصة في
    أزمة أبيي وذلك لتجاوز التعقيدات الداخلية لكل طرف ورفع الحرج عن مجموعته
    التفاوضية.. فالحركة الشعبية التي صعب عليها تقديم تنازلات مقدرة في موضوع أبيي
    لاعتبارات داخلية متعلقة بالوجود الكثيف لأبناء المنطقة في مراكز القيادة وفي
    صفوف المقاتلين.. وما يمكن أن تجرّه تلك التنازلات من تنازعات وسوء ظن من قبل
    أبناء المنطقة تجاه متخذي القرار في الحركة تحت مبرر أنهم تخلوا عن حقوق
    الرفقاء مقابل مكاسب يعود عائدها لأبناء الجنوب التقليديين «بحر الغزال
    والاستوائىة وأعالي النيل»..!!.

    وعلى جانب الحكومة يريد المفاوض أن يوجد لنفسه مبررات وأعذاراً في داخل الحكومة
    وحزبها.. وفي جانب قبائل التماس الحليف الاستراتيجي .. حتى يقبلوا بما قسمته
    أمريكا لهم.. لأن بديل ذلك هو العودة الى الحرب وانتظار نذر قانون سلام السودان
    فكل طرف لا يريد للأمر أن يتم بيده.. ولكن فليكن بيد القس دانفورث..!!

    رغم تضارب موقف الحركة من مقترحات دانفورث للخروج من مستنقع أبيي التفاوضي..
    حيث رحب ياسر عرمان الناطق الرسمي بالمقترحات مع تسجيل إشارة تكتيكية ماكرة حيث
    قال: « الحركة قبلت المقترحات الأمريكية بالرغم أنها لا تلبي طموحاتنا أو
    طموحات الحكومة».. وتصريح آخر لمصدر في الحركة أفاد بأن المقترحات ستخضع للبحث
    والتقييم.. أما في جانب الحكومة فقد جاء رد الفعل مهادناً عبرت عنه شخصية عرفت
    بحدة تصريحاتها وهو الدكتور أمين حسن عمر الذي قال إن الوفد الحكومي وأجهزة
    الدولة ستجري دراسة جادة وعميقة للمقترحات الأمريكية..!!.

    ولكن السؤال المهم هل مقترحات دانفورث حول قضية أبيي التي ألقاها على طاولة
    الطرفين ثم توجه لمطار نيروبي مغادراً لواشنطن دون أن ينتظر الرد عليها هل هي
    مقترحات نهائىة غير قابلة للمراجعة والتعديل والملاحظات من هنا وهناك.. أم هي
    ورقة مقترحات تحمل كل ذلك وغيره؟!!.

    ردة فعل المتفاوضين وتصريحاتهم الأولية تعطي انطباعاً بأن الطرفين قد أدركا
    بأنه لم يعد أمامهما أو خلفهما مساحة زمنية للمناورة.. وأن الوقت الأمريكي لم
    يعد فيه زمن إضافي يمكن أن يمنح لهما..!!

    هذا الوضع يفرض على كل طرف أن يذهب الى أهله ليقنعهم بأن ما تحقق هو كل الممكن
    وبعض المستحيل. وأن بديل ذلك هو العودة للمربع الأول..!!

    ولكن ما لا يغيب عن النظر أن مقترحات جون دانفورث أشاحت بوجهها تماماً عن
    المقترحات الحكومية التي أرادت إحداث قفزة نوعية في مسار التفاوض والوصول
    للنهايات عبر توحيد مسار التفاوض دون فرزه لمسارين «فرعي ورئيسي» لتناقش قضية
    أبيي ضمن حزمة معالجات ملف السلطة حتى تحدث مقايضة داخلية بمنطق «هذه.. بتلك»..
    ولكن دانفورث أراد أن يحسم قضية أبيي أولاً دون أن يشير لمقترحات الحكومة
    المتعلقة بالسلطة..!!

    محاولة الحكومة للجمع بين المسارين يبرر أنها جاءت متأخرة لتعالج خطأ تفاوضياً
    وقعت فيه عندما قبلت أن تعالج كل ملف بمعزل عن الآخر دون رابط أساسي بين كل هذه
    الملفات.. فراج على مدى واسع أن الفصل بين مسارات التفاوض أوقع الحكومة في
    دائرة القابلية للإبتزاز وأصبحت تقدم السبت تلو السبت في انتظار مكاسب احد لم
    تجد به الحركة بعد..!!

    السخرية التي استبطنتها تعليقات ممثلي الحركة في الرد على مقترحات الحكومة
    وإعلان دينق ألور بأن ردهم على ورقة الحكومة سيكون في 70 صفحة.. وأن من كل ورقة
    الحكومة لم يجدوا ما يوافقون عليه باستثناء المقترح الخاص بنسبة الولايات في
    المجلس الفيدرالي.. وهي قضية تقاس على أنها فرعية.. يتضح أن ملف السلطة سيكون
    كذلك في انتظار زيارة أخرى للقس دانفورث أو غضبة أخرى للجنرال لازاراس سيمبويو
    شبيهة بتلك التي أغلق بعدها القاعة على ممثلي الحركة والحكومة في مشاكوس
    وطالبهما بجدية عسكرية حاسمة إما أن يوقعا على الاتفاق أو يرفضا التوقيع.. ولم
    يكن أمامهما من خيار سوى أن يتلفتا يمنة ويسرى ثم يخضعا لإرادة الأمر
    الواقع..!!

    والذي يمكن ملاحظته من خلال تصريحات دينق ألور التي أفاد فيها بأن الحركة
    تنازلت عن مقترح الرئاسة الدورية إيماناً منها بضرورة دفع المفاوضات الى الأمام
    لكنه في المقابل أكد على إصرار الحركة على وجود نائب واحد لرئيس الجمهورية من
    الحركة الشعبية على أن يكون في نفس الوقت رئىساً لحكومة الجنوب.. يمكن ملاحظة
    أن الحركة أرادت من ذلك أن تخرج جون قرنق النائب المقترح ضمناً من افتراض أن
    يكون في القصر الجمهوري محاصراً بالبشير وعلي عثمان طه.. لمربع يكون فيه هو
    والبشير رأساً برأس دون أن يكون هنالك ثالث يرجح واحداً على الآخر في مؤسسة
    الرئاسة فالحركة تريدها رئاسة ثنائية لا ثلاثية.. وقد تكون الحركة تريد
    بمقترحها الرئاسي أن تقذف كرة ملتهبة في ملعب الحكومة.. عندما يصبح موضع علي
    عثمان المفاوض الرئيسي في ترتيبات ما بعد السلام أمراً غامضاً يقدر في ظرفه!!
    زيارة السيد محمد عثمان الميرغني لنيفاشا في هذا التوقيت الحرج سارعت الحركة
    لاستثمارها إعلامياً وسياسياً بما يخدم صورتها ويدعم موقفها داخل التفاوض وفي
    المسرح السياسي العريض.. حيث أبدت الحركة احتفاء مقدراً بزيارة الميرغني
    واستقبلته استقبالاً حاراً نقلته صور الفضائيات وفي المقابل كان استقبال وفد
    الحكومة للميرغني فاتراً.. فهي لا تزال تعتب عليه منذ اجتماع هيئة قيادة التجمع
    بأسمرا في فبراير الماضي وقبول التجمع عضوية حركة تحرير دارفور بالحركة الشعبية
    لم تفوت فرصة وجود الميرغني في نيفاشا، إذ سرعان ما سارعت بإعلان اعتراضها على
    نصيب بقية القوى السياسية المقدم في ورقة الحكومة ووصفته بالضعف وبذا تكون
    الحكومة قد أظهرت للرأي العام وللقوى السياسية بأنها حريصة على إقصاء الآخرين
    بينما تسعى الحركة لزيادة نصيبهم..!!

    وفي المقابل سعت الحكومة لتصوير الحركة بأنها تسعى لفرض سيطرة قابضة على الجنوب
    دون أن تسمح للآخرين بأن يكون لهم تمثيل مقدر هنالك.. حيث اقترحت تمثيل الحركة
    في المجلس الاقليمي لجنوب السودان بـ «6.66» وحزب المؤتمر الوطني «4.33» ويقوم
    الطرفان بتمثيل القوى السياسية الأخرى في الجنوب هذا الاقتراح قوبل برفض مباشر
    وحاد من الحركة التي قالت في ورقتها إنها ترفض رفضاً تاماً أن يكون للمؤتمر
    الوطني أي تمثيل في الحكومة الاقليمية في الجنوب وأن تشكيل حكومة وبرلمانات
    الجنوب يجب أن يكون من قبل الحركة تعينهم كما ترى هي لا كما تحدده الحكومة..!!

    واذا كانت مقترحات دانفورث قادرة على تجاوز عقبة أبيي.. يبدو أن قطار السلام
    سيتعرض لإعاقة أخرى أكثر حساسية عندما يصل القطار للعاصمة الخرطوم.. التي سكتت
    عنها الحكومة في ورقتها باعتبارها أمراً محسوماً وفق بنود بروتكول مشاكوس..
    بينما أصبحت الحركة تؤكد بجزم قاطع أنها لن ترضى بغير عاصمة محايدة خالية من
    التشريعات الإسلامية ولن تضع أقدامها في الخرطوم إلا بعد الإعلان والإقرار
    بذلك.. وهنا قد تجد الحكومة نفسها أن ظروف السياسة والمفاوضات قد فرضت عليها
    التراجع وكفكفت مشروعها الإسلامي من الجنوب والمناطق الثلاث إلى أن أصبحت تدافع
    عنه على أعتاب الخرطوم..!!























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de