مفاجأة الترابي والبشير.. تحليل سياسي (3)/شوقي إبراهيم عثمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 06:05 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-03-2014, 04:03 PM

شوقي إبراهيم عثمان
<aشوقي إبراهيم عثمان
تاريخ التسجيل: 01-13-2014
مجموع المشاركات: 56

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مفاجأة الترابي والبشير.. تحليل سياسي (3)/شوقي إبراهيم عثمان

    (في مقالنا الثاني تحدثنا عن تحرير الإعلام السوداني من قبضة التمكين للشيخ حسن الترابي في سياق واحد مع مشروع وطني سوداني كمقابل موضوعي. في هذه المقالة سنتحدث ليس عن الجيش، والشرطة والقضاء، بل قبل الانعراج إلى تفسير كيفية تحرير الجيش، والشرطة والقضاء بعملية عكسية أي بأثر رجعي، سنرسم ملامح المشروع الوطني السوداني، ناسخين عملية التمكين. هذه الأركان الثلاثة السليبة الجيش، والشرطة والقضاء سيحتل كل منها مقالة قائمة بذاتها.)

    تعمدنا في مقالنا الثاني التحدث عن الإعلام، لأهميته. لا نفسر من جانبنا السيطرة على الإعلام لأن دولة حسن الترابي دكتاتورية شمولية فحسب، كما تُخْتَزل عادةً المسألة، بل لأنه إذا لم تسيطر على الإعلام لن تنتصر. وبسيطرة الترابي على الإعلام أنتصر على الشعب السوداني. إذن، كي تنتصر على الشيخ حسن الترابي ودولته، يجب أن يستعيد الشعب السوداني الإعلام بعملية عكسية أي تفكيك عملية التمكين، وعلى الشعب السوداني أن يستنبط الوسائل الخلاقة للعملية العكسية. أهمها محاصرة صحفيي التمكين وتسفيههم، وعدم نشر مقالاتهم في الصحف الإسفيرية، مع وضع قائمة سوداء بأسمائهم.

    وفي تقديرنا، لا يعتبر التمكين من الإعلام عملية إستاتيكية، بل ديناميكية، فهنالك جهاز خاص للمؤتمر الوطني معني بمتابعة ليس فقط المقالات، بل أيضا لقياس رأي الشعب السوداني والمعارضة على الخصوص، ثم عمل اللازم لضخ الإشاعات المضادة أو اللعب على أحلام الشعب السوداني في التنمية والرخاء.

    وقد كتب الشيخ حسن الترابي الخطاب الذي ألقاه رئيس الجمهورية اعتمادا على الفقرة السابقة، أي دراسة الرأي العام. ولقد تم تلخيص أهم النقاط التي تضرب عليها المعارضة وترا. فيمكن ملاحظة أن خطاب الوثبة هو مليء بالإدعاء إنهم يحترمون الشعب السوداني، إضافة أن الخطاب سرق معظم مفردات المعارضة اللفظية والاصطلاحية.

    ولكي يتمكن الدكتور حسن الترابي إنقاذ مشروع دولته الذي يترنح وأخذ يهتز بعد سقوط الإسلام السياسي الإقليمي، مارس الدكتور الترابي نفس الخدعة التي مارسها الدكتور الراحل جون قرنق على المؤتمر الوطني. وفي الحق مارس الترابي هذه الخدعة منذ أن جلس في كرسي المعارضة – ولكن بشكل خاص أولى الخدعة الكثير من العناية بعد أن وضحت للشعب السوداني قرائن فساد المؤتمر الوطني وفساد الإسلامويين بشكل لا يمكن نكرانه، وبعد أن فشلت كل مشاريع المؤتمر الوطني التنموية التي بل تم نهب المال العام باسمها. هذه الخدعة مع الأسف مرت على الأستاذ فاروق أبو عيسى والحزب الشيوعي، والبعثي، والناصري، وبقية الأحزاب الوطنية الصغيرة التي في جبهة قوى المعارضة.

    ما هي هذه الخدعة؟ وكيف نوصفها؟ تقول هذه الخدعة:

    Conceal your Intentions, Keep people off-balance and in the dark by never revealing the purpose behind your actions. If they have no clue what you are up to, they cannot prepare a defense. Guide them far enough down the wrong path, envelope them in enough smoke, and by the time they realize your intentions, it will be too late.

    ,وهنا ترجمة الخدعة أعلاه:

    (أخفي نواياك، ضع الآخرين في حالة عدم التوازن في الظلام عندما لا تكشف أبدا الغرض خلف أفعالك. عندما لا يكون لديهم معلومات عن ماذا أنت مقبل عليه لا يستطيعون ترتيب دفاعاتهم. قودهم بما فيه الكفاية في الطريق الخطأ، وغلفهم بما يكفي من الدخان، وفي الوقت الذي يكتشفون فيه نواياك، سيكون الوقت قد فات.)

    نقول، في الوقت الذي يجلس الترابي مع قوى المعارضة ويعطل مشاريعها بالخداع والكثير من الحجج الفارغة لسنوات، مثل افتعاله معركة لفظية حول: هل المطلوب دولة مدنية أم دولة مواطنة؟ أو افتعال مناكفة مع الصادق المهدي، أو حين يضعه الصادق المهدي في زاوية يهرب الترابي منها غاضبا مع الملاسنة، نقول، كان الترابي طوال وقت جلوسه هذا في كرسي المعارضة يقوي من دولته ويعمل على سد ثغراتها وثقوبها من خلف ظهر تجمع قوى المعارضة، ويعطي جل وقته في الملعب الإقليمي. لم يغلف الجميع فقط بدخان كونه معارضا، بل كان يقودهم إلى الطريق الخطأ ليهدر طاقاتهم حتى لا يصنعوا البدائل السياسية أو يطوروها، ونجح في تضييع وقتهم .. وحين قرر موعد لم شمل الإسلاميين بعد سقوط العميل مرسي، قرَّب إليه الصادق المهدي فجأة، ثم عاجل قوى المعارضة بلكمة فجائية بخطابه الذي قرأه البشير، وأهمل تقديم الدعوات لمن لا يرغب فيهم الخ، لذا نحن لا نصدق الغندور البتة حين يقول إنه قدم الدعوات للكافة. لقد أعد الترابي العدة بخبث ليفاجئ المعارضة بلكمة – وفي ظنه قد فات الوقت عليهم أن يلحقوا بقطاره.

    ولإكمال ضرب المعارضة دفع الدكتور الترابي صحفيي التمكين بإشارة خفية عبر تحريك أجهزة دولته لشن حملة على الشيوعيين و "العلمانيين"، وحين تتأمل ماذا يكتب المدعو الرزيقي عن فاروق أبو عيسى، أو حين تلاحظ لهث الرزيقي لكي يجر حركة الإصلاح الآن إلى صحيفته الصفراء، ستفهم أن كافة قيادات المعارضة تم إسقاطها من الحساب ما عدا "السيدين" الصادق والميرغني، بينما لن تكون حركة الإصلاح الآن لقمة سائغة أبدا، لسوء حظ الشيخ حسن الترابي.

    كتب الرزيقي في فاروق أبو عيسى تحت عنوان: هذيان أبو عيسى

    "لا يثير حديث فاروق أبو عيسى إلا حالة من الضحك المتواصل والسخرية من الساذجة السياسية التي يتحدث بها، لأنه بلا حزب ولا وزن له ولا أتباع ولا شعبية بل مجرد طحلب سياسي يلتصق بقوى المعارضة، وتبقيه هذه القوى المعارضة لأنه لا يضرها ولا نفعها، فيجد نفسه في هلع وجزع وخوف وإحساس بالضياع كلما شعر وشاهد إن هنالك حوارا وطنيا جادا بين الأحزاب الكبيرة والمؤثرة في البلاد، ويخشى أن يفقد التصاقه الطحلبي فيضيع.. فتراه يطلق تصريحات نارية على شاكلة إنه ومعارضته التي يدعي تمثيلها وهي لا ترى بالعين المجردة "ستسد الطريق أمام محاولة تلك القوى من جديد لحماية المصالح الإمبريالية العالمية وعلى رأسها أمريكا."

    ملحوظة: طبعا الرزيقي كان يعرف أن الواجهة المالية وواجهة المؤتمر الوطني جمال الوالي سيعزم بمنزله أساطين الإتحاد الأوروبي، وسفير أمريكا..الذي نزل عليه الوحي الإسلامي فجأة وأطلق الرزيقي حوله إشاعة عبر صحيفته الصفراء إنه أسلم. لقد تلقى الرزيقي بصفته رئيس تحرير دعوة لحضور هذا اللقاء الإمبريالي!!

    ويواصل الرزيقي المرتزق:

    "ويظن الرجل وهو في هذيان خريف العمر أن أية محاولة جادة للحوار الوطني وتحقيق وفاق السودانيين تأتي خدمة لمصالح قوى خارجية يتوهمها، وهو أول من يتهم بالتعامل معها وما زال. هذا الرجل ذو الارتباطات المشبوهة والأدوار المعادية لمصالح الوطن وشعب السودان يخادع نفسه بأن ما يحدث هو إملاء خارجي وتقف وراءه قوى أجنبية."

    ملحوظة: الرزيقي فجأة أصبح حريصا على مصالح الوطن وشعب السودان!! عجبي!! وهو هو صحفي النظام والكثير الأسفار للدوحة. الدوحة... هذا الوكر الصهيوني المتعفن... واسألوا الصحفي محمد محمد خير الذي عدد زملائه صحفيين ببهو فندق الدوحة بحركة ذكية وخبيثة واحدا واحدا، قاصدا تعريتهم. أووب ظهر الرزيقي، أوووب ظهر طارق المغربي، أوووب ظهر البلال، أوووب ظهر حسن البطري!! لأن الرزيقي وأصحابه يخفون رحلاتهم هذه ويخجلون من أنفسهم كونهم يقبضون باليمين واليسار. أو رحلات الرزيقي لتركيا حيث جحر الضب، هذه الدولة المتعفنة التي تذبح الشعب السوري ذبحا ولا يستحي الرزيقي أن يدافع عن أردوغان وجبهة النصرة وداعش، ووو.. كلاب آل سعود والناتو الخ ولم يخطئ أبو عيسى، فمن يقف ضد عبد الفتاح السيسي والشعب المصري، ويدافع عن العميل محمد مرسي الذي سيعدم حقا، هو في قلب معسكر الصهيونية والمعسكر الإمبريالي. والمؤتمر الوطني بقيادة الترابي هو في قلب هذا المعسكر، وأسال مصطفى عثمان إسماعيل صاحب أوراق ويكيليكس.

    ويواصل الرزيقي الأبله هجومه على أبي عيسى:

    "هذا الحديث المضحك الساذج يعبر بالفعل عن شخصية أبو عيسى الضائعة في أوهام نهايات العمر وحصاد الهشيم، ويريد فقط بهذه التصريحات أن ينتبه الناس له ويشعروا بوجوده غير المرئي في الساحة السياسية .. مسكين لماذا لم يدع لحضور خطاب الرئيس، ولو دعي لاستجاب!! فهل داسته أقدام الفيلة من أحزاب المعارضة وراح في غابة الأرجل وغبارها!!"

    وفي اليوم التالي (أي اليوم) يواصل الرزيقي هجومه على القوى المدنية المعارضة يسارها ووسطها ويمينها، وأخذ يبحث كال###### البوليسي عمن يكون وراء هذا الموقف؟ (لاحظ أن الرجل أخترع موقف!!) مما يؤكد إنها حملة مسعورة مبرمجة خطط لها حسن الترابي بدقة فائقة، ولا نشك أن الرزيقي المرتزق يعمل بتنسيق مع الإدارة الإعلامية بجهاز الأمن، ويتساءل الرزيقي:

    (من وراء هذا الموقف؟ لا صوت يعلو فوق صوت الحوار الوطني هذه الأيام، ولا يغرد خارج السرب إلا من أبى، ومن بينهم أحزاب اليسار السوداني المختلفة وهي تختار موقفاً غريباً بعد أن صدعت الأذن السودانية بالحديث والصراخ عن الوحدة والوفاق وجمع الصف وغيرها من الشعارات التي يتشدَّق بها اليساريون، وعندما يطل أوانها يتوارون عنها ويلعنونها كأنها رجس من عمل الشياطين!!

    في حالات الانعطاف الكبيرة يختار السودانيون بطوعهم السبيل الذي يقربهم إلى بعضهم، ويتشاركون المسعى نحو القواسم المشتركة التي تجنب البلاد الانقسام والشقاق والفرقة والتباعد، ولا يوجد ظرف أدعى للوحدة والتلاقي بين كل الفرقاء أكثر مما هو الآن، ولا يقرب الجميع من بعضهم البعض في هذه اللحظة، سوى رغبة الحكومة في المقام الأول في طرح المبادرة وتقديم يدها بيضاء من غير سوء لمعارضيها ووضع اللبنات لقاعدة صلبة من التفاهم، وينبغي على كل المشتغلين في الساحة السياسية بأطيافهم المختلفة ومواقفهم المتباعدة التفكير بعمق في ضرورة الحوار وطي صفحات الخلاف والتوجه نحو هدف واحد هو تقدير حجم التحديات والمخاطر التي يجابهها الوطن.

    لكن قوى اليسار هي الجهة الوحيدة التي تقف في الدرب الآخر وتسبح عكس التيار وتختار الخيار المناهض لتوحيد الإرادة الوطنية حول الأهداف الكبرى لبناء أمة سودانية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ بلادنا التي تتناوشها الرياح وتحاول نهش لحمها الذئاب.

    وتعزل هذه التكوينات السياسية الشوهاء نفسها بمواقف مخزية وبمبررات واهية لا صلة لها بالواقع، فالتراص الوطني خلف المشتركات والثوابت الواضحة غير المختلف عليها، لا يمكن القفز فوقها بمثل الأحاديث البلهاء الصادرة عن المتحدثين باسم الأحزاب اليسارية التي تمتطي ظهر ما يسمى قوى الإجماع وتحالف المعارضة.

    لكن السؤال المهم الأكثر حدة هو: لمصلحة من يتعالى صوت اليسار الرافض للحوار الوطني والمشكك في توافقات الأحزاب الكبيرة التي التقت حول خطاب الرئيس البشير الأخير ومبادرته باسم حزبه الحاكم لمعالجة الأزمة السياسية وتخليص الساحة الوطنية من الأشواك التي أدمت الجسد وفتت عزمه وأضعفت حركته ووجوده؟) أ.هـ.

    ونقول، هذه عينةor template exemplar من كتَّاب وصحفيي التمكين للمؤتمر الوطني!! صحفي للإيجار، ينطق باسم الإدارة الإعلامية بجهاز الأمن، يؤمر فيكتب.. فيتبرز فمه ثعابين وضفادع وعقارب. ونسأله متى توافقت الأحزاب "الكبيرة" على خطاب الرئيس؟ ما كتبه الرزيقي وأمثاله هو ابتزاز سياسي و "بلطجة" وتشويش متعمد مدروس، يهدف على إلى إرغام الشعب السوداني إرغاما لركوب قطار المؤتمر الوطني الذي ينطلق بسرعة الصاروخ نحو الهاوية. لم لا يقرأ الرزيقي ما كتبه الكاتب الصحفي المحترم في صحيفته هاشم عبد الفتاح بعنوان: نبض المجالس "إنتشاءة الترابي". ونسأل الصحفي الأمنجي الرزيقي لم كان الترابي حقا منتشيا في حفلة المؤامرة والخداع؟

    نقول للصحفي الأبله أحترم نفسك "يا ولد"، فأنت لا شيء سوى شخصا نكرة يأكل من سنام الشعب السوداني سحتا... لا تتطاول على شخص فاروق أبو عيسى، وليس هنالك كبار على الشعب السوداني، ومن تقصدهم بالكبار أمثال الصادق المهدي أطمئنك أن شخصي الضعيف طُلِبَ منه عبر وسائط ووشائج مرارا وتكرارا زيارة الصادق المهدي في راكوبته الكئيبة التي تشبه زريبة بني ساعدة فرفضت، ولن يحدث لأنه شخص لا يستحق.

    أما كون فاروق أبو عيسى لا يمتلك حزبا فهذا صحيح، لكنه زعيم كتلة المعارضة التاريخية التي فشل المؤتمر الوطني في جرها خلفه، ولم يستلب المؤتمر الوطني هذه البلاد إلا بالخديعة والكذب. ولولا خديعة الترابي لفاروق أبو عيسى ولقوى المعارضة لسنوات لتفتقت قدرات هذه الشخصية الوطنية. ونقول لم يفت الوقت، ولن يفوت، فبإمكان أبي عيسى أن يجعل له صفحة مثل الإماراتي فريق أول ضاحي خلفان يحرك بها كافة الجماهير السودانية عبر الانترنيت والواتس آب، فماذا تستطيع هيئة المؤتمر الوطني للاتصالات والبريد والبرق أن تفعل؟ هذه الهيئة التي ترتعب من العلامة الأزهري يوسف الدجوي المتوفي عام 1948م فتغلق عليه وعلى كتبه!!

    أي هشاشة هذه التي تسمى دولة الترابي؟ ترتعب من الميت يوسف الدجوي!! والله نكتة. وهذا الرعب من المرحوم يوسف الدجوي دليل على أن الدولة الآيلة للسقوط وصاحبها سلفيان وهابيان (السلفية الوهابية ليست محصورة في السعودية، بل قطر أيضا دولة سلفية وهابية!!)، يدعي صاحبها التجديد وإلا لماذا تغلق هذه الهيئة التي دخولها أصعب من دخول وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) على كتب يوسف الدجوي؟ ما السر؟ هل الدجوي شيعي؟ كلا، سني أشعري.

    وبما أن الخطوط العريضة لدولة الترابي الحالية تتمثل في التالي:

    الدولة – لا الدين
    الرسالة – لا محمد
    الصلاة - لا العقيدة

    • علينا أن نعكس خيارات الدكتور حسن الترابي:

    1. أن ننزع منه الدولة، وأن يصبح الدين وفقهه مشروعا شعبيا، لا يكون الدين في يد قلة أو جماعة تتاجر بالدين، فاسدة، وأثبتت مؤخرا إنها جماعة إرهابية. وثبت إنها مشروع فتنة بريطاني في العالم العربي والإسلامي.
    2. أن نركز على محمد لا على الرسالة، فمحمد هو القرآن الناطق، والرحمة النازلة والأخلاق والإنسانية، والشفاعة، حيا وميتا. أما الرسالة فهناك عدة رسالات، الرسالة الإخوانية، والرسالة السرورية، والرسالة القطبية، والرسالة الوهابية الخوارجية، والرسالة السنية، والرسالة الشيعية، ورسالة القاعدة، ورسالة العرعور، ورسالة داعش الخ
    3. أن نركز على العقيدة لا الصلاة. رغم أن الصلاة واجبة، لكن العقيدة أهم من الصلاة. فالخوارج كان صحابة رسول الله يحقرون صلاتهم بصلاتهم!! ولكن الخوارج رغم كثرة صلاتهم وتعبدهم هم في النار - هم كلاب النار كما قال نبينا!! والوهابيون خوارج، فهم أيضا في النار، ماذا تنفع صلاتهم أو صيحاتهم المايكروفونية قوة 1200 وات؟ هذه الظاهرة الصوتية شيطانية. لذا يجب فهم التوحيد والتنزيه الحق أولا، ثم يجب محاربة الوهابية الخبيثة في السودان وقطع دابرها.

    ونتلمس مشروعنا الوطني قدما في التالي:

    كثيرا ما فشخر الشيخ الدكتور حسن الترابي أن الولايات المتحدة الأمريكية تضطهدهم!! خاصة الأب بوش الكبير. لذا هو قفز على السلطة بمسرحية عام 1989م لـ "ينقذ" السودانيين.

    مرت بضعة سنين قليلة وأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية هي الرافعة للإخوان المسلمين والوهابية السلفية في العالم العربي والإسلامي، ومع ذلك ما زالت الولايات المتحدة الأمريكية تضطهد دولة حسن الترابي، ويرفض الجميع مقابلة عمر البشير، والسودان تم رفع أسمه من كافة شركات العالم – لقد محوه محوا.

    شيء عجيب!! لماذا الإصرار على اضطهاد واحتقار السودان والسودانيين؟

    الجماعة الذين يحكمون ازدادوا غرورا واعتقدوا أن هذا الاضطهاد سببه إنهم يمثلون دولة إسلامية!! هكذا أخذوا يخدعون أنفسهم، ويخدعهم الشيطان. زين لهم الشيطان أن أمريكا لا ترغب في حكمهم. ولكن هذا الزعم المبني على الغرور الشيطاني مغالطة لا تصمد أمام الحجج والبراهين. خذ مثلا دول وشعوب أمريكا اللاتينية جميعهم مسيحيون، والولايات المتحدة الأمريكية مسيحية، ومع ذلك ذبحتهم الولايات المتحدة ذبحا. إذن الدين ليس سببا.
    إذن يجب أن نفتش عن سبب آخر لماذا تستمر واشنطون في اضطهاد السودان والسودانيين إلى حد الاحتقار رغم إنها الآن الرافعة الإسلامية في العالم العربي والإسلامي والحليف الإستراتيجي للإسلاميين؟ ولماذا يقاطع العالم الغربي وشركاته الضخمة السودان؟

    أنتبه الآن وصاعدا، ركز في الموقع الجيوسياسي للسودان، واسأل نفسك أية دولة من دول العالم لها تسع حدود؟ لن تجد. لاحظ مع الموقع الجيوسياسي للسودان كبر مساحته الجغرافية، وخيراته، ونيله الخ. وإذا كنت أكثر خيالا ضم جزر القمر، والصومال وجيبوتي يصبح المجموع أثنا عشرة دولة من الجيران.

    الولايات المتحدة الأمريكية، تخشى أن يصبح السودان قوة إقليمية بفضل هذا الموقع المركزي للسودان. وهذا هو السبب في كون واشنطون والعواصم الغربية تضطهد السودان وتضغط عليه حتى يتمزق.

    بعد استجلاء هذه النقطة الهامة والحيوية، والغامضة، هل يستحق هؤلاء أن يحكموننا، أمثال مصطفى عثمان إسماعيل، والغندور، والمتهته أمين حسن عمر، وسبدرات، وكرمنجو (والله لا أذكر أسمه جيدا!!) الخ هل يستحق مثل هذا شعب وأرض أن يلعب بهما الشيخ حسن الترابي كما يشاء بفضل تهويمات شيطانية؟ أكرر شيطانية، وأتحدى الدكتور حسن الترابي.

    عند هذه النقطة وضحت بجلية ملامح المشروع الوطني السوداني. الشعب السوداني ضحية لكلاهما، حسن الترابي والولايات المتحدة الأمريكية. والصادق المهدي أنساه، أنساه مطلقا. ولا أظن سبب الكارثة إلا بسبب هذا الديو (الثنائي) الترابي والصادق، مثل الديوك.. وكلاهما كذاب. الصادق المهدي يدعي أنه درس سياسة وفلسفة.. بذمتكم هل هذه حالة شخص دارس سياسة؟ أما الترابي الذي يفشخر إنه قانوني، يلغي السلطات الثلاثة ويدمجها في سلطة واحدة وتسبب هذا الدمج في كل هذا الفساد، هذا بسبب فكره القانوني الضعيف بل الكئيب وفي اعتقاده أن جميع السلطات يجب أن تكون في يد واحدة لصالح مشروعه الإسلاموي التعيس. وليس أدل من ضعف فكر الترابي كون السودان منذ 1993م يعمل بميزانيتين، واحدة سرية يديرها القصر أي رئاسة الجمهورية، والأخرى بند من الميزانية السرية يعطونها لوزير المالية أي للشعب المسكين، يضربوا اللحمة ويعطوا الشعب العظمة..

    إذن مشروعنا الوطني السوداني عليك أن تتخيله، مركزا ودائرة، يكون مركز الدائرة السودان وأثنا عشرة دولة تحيط بالسودان مثل السوار من المعصم، جميعهم يمكن أن يدوروا في فلك السودان سياسة واقتصادا وأمنا وسوقا استهلاكية في القرن الأفريقي. ولكن لكي يتحقق هذا المشروع الوطني يجب أن يصبح المؤتمر اللا- وطني حزبا مثل أي حزب آخر، لن نقول عليه أن يتبخر. وأن يكون للسودان دولة مدنية ديمقراطية. وعند هذه النقطة وددت أن أتحدث مطولا عن مصطلح العلمانية الذي تجتره البغال الإسلاموية بغباء منقطع النظير. يكفي أن نقول أن الإسلام منذ نزوله على محمد صلى الله عليه وآله هو علماني، وقد يبدو هنالك تناقض ظاهري، ولكن نجزم إنه لا يوجد تناقض. فمصطلح العلمانية لا يعني سوى البيعة، ولكن لآل سعود وكلابهم ومشروع الفتنة البريطاني مآرب أخرى، هم من روج للمصطلح حتى تنشطر المجتمعات العربية والإسلامية إلى نصفين متقابلين.

    إذا لم يتنازل المؤتمر الوطني عن الحكم للشعب السوداني طواعية، وبشكل كامل لا مفر من ثورة وانتفاضة عبر العصيان المدني الشامل. يكفي حكمهم أربع وعشرين سنة، إذ لا مكان للأغبياء والخونة واللصوص وعديمي الموهبة في المستقبل.

    ولكن لكي يكتمل المشروع الوطني السوداني كما تصورناه أعلاه، دولة كبرى قوية إقليميا تربط أثني عشرة دولة باقتصادها وأمنها، لا بد أن يرجع الجنوب إلى حضن الشمال والعكس صحيح، ليس بالضرورة وحدة مدمجة بل عبر كونفيدرالية، أن يحكم شعب الجنوب نفسه، بينما الشعبان يستمتعان بكل حقوق وامتيازات الشعب الواحد.

    هذا هو تصورنا الأولى عن مشروع وطني سوداني، وأخشى ما أخشاه أن يسرق المؤتمر الوطني هذه الفكرة ويتاجر بها علينا، وقد يخدر بها الشعب السوداني بماكينته الإعلامية التشويشية. يكفي أن مصطفى عثمان إسماعيل سرق أفكار كتابي "جهاز الاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا على طاولة التشريح السودانية"، ونسأل م. ويكيليكس، من أين أتيت بفكرة أن يتعامل السودان مع الصين بالعملة الصينية؟ إن لم يك من كتابي، فمن أين؟

    شوقي إبراهيم عثمان























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de