محنة التيار الثقافي العربي في السُودان (1-2) حامد حجر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 11:05 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-20-2014, 04:34 PM

حامد حجر
<aحامد حجر
تاريخ التسجيل: 01-13-2014
مجموع المشاركات: 10

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محنة التيار الثقافي العربي في السُودان (1-2) حامد حجر

    محنة التيار الثقافي العربي في السُودان (1-2)
    حامد حجر
    ما أردت قوله من خلال البرنامج الإزاعي لراديو "عافية دارفور"، والتي تُذاع حلقاتها تباعاً هذه الأيام، هو الإجابة علي السؤال هل من دور يستطيع التيار الثقافي العربي "غير الحزبي" من الإسهام به في بناء المسُتقبل، أي في مرحلة ما بعد الحرب في الهامش، وبذلك يكون قد سد الفجوة التحريفية إن جاز التعبير، والذي أحدثته المواقف الحزبية المأزومة بفعل الإنشقاقات في الخرطوم، مما أضعفت دورها الطليعي في أن يكون جزء من حل مشكلة السودان في الهامش.
    طبعاً الإجابة علي هذا السؤال لا يمكن إبتساره في كلمتي نعم أو لا، وإنما يحتاج الموضوع برُمته إلي "عصَف ذهني"، حسب تعبير مُعد ومقدم برنامج ( دارفور .. تراث وحضارة)، الأستاذ صلاح شعيب، الذي أبتدر حلقاته من دون إعداد مسبق لجانب الضيف، ويري في ذلك أن يسجيه الحيوية والواقعية أكثر من الهندسة المسبقة وقوالب الإخراج الهامدة الباردة.
    فالواقع الثقافي لدارفور يتسم بالتعدد، ومدينة الفاشر القديمة أحسن إنعكاس لها، وبذلك ترتبت الأشياء إبتداءً من أسماء الأحياء السكنية، زنقو، الهوارة، دادينقا، أسرة، جوامعة، شرفة والزيادية؛ مروراً بساحة الكرنفال الموحد(النقعة)، وأسماء المدارس كالنموزجية، الأهلية، الجيل، دارفور، والفاشر، ثم يستمر الأمر كذلك حتي يصل إلي الريف والمدن مثل نيالا، الجنينة وزالنجي. الواقع الثقافي في الثمانينيات من القرن الماضي كان متنوعاً ومستوعباً لكل تيارات الفكر العالمي بتياريها الماركسي والإسلاموي، بالإضافة إلي تيارات الفكر القومي العربي من ناصرية، بعثية، والنظرية العالمية الثالثة بمثابة السودان مع عدم إغفال تواجد الاحزاب التقليدية في جو لبرالي عام. أما وأن هذه التيارات كانت تنتج معرفة، والمتلقين من الشباب الدارفوري كانوا علي الإستعداد لفتح أشرعهم لكل الرياح بمعناها الإيجابي الذي قصدها المهاتما غاندي، فإن "مكتبة النجاح" كانت تجلب إليها مجلة الصين الشعبية في عهد ماو تسي تونق، ومجلة المصور المصرية والهلال والروزليوسف، بل هناك ميكي ماوث، الصبيان، وكل الجرائد من كل الأزمنة، حتي ولو تأت متأخرة عن مواعيدها لأسبوع، بالطبع تتكدس مئات الكتب في الأرفف، وتزينها الريع العقاري، وفائض القيمة، رأس المال، وربيع براغ.
    فالتراكم المعرفي في صيغتها"الأبستملوجي"، وبحراك دائم لفعاليات واعية في دارفور، أصبحت بيئة ذات خلفية ليست بيضاء بمعني "العدمية" المعرفية، من هنا يتفرد الشاعر الكبير عبدالفتاح الفيتوري من دارأندوكا، عباس عالم من حي الوكالة، ومحمدعلي الطيناوي من حي كفوت، كما يتفرد مدرسة البنجاوي في الخط العربي، أما الروائي عبدالعزيز بركة ساكن فقد أبدع لإنه ينتمي ويعايش الجنقو مسامير الأرض، ويجعل من معاناتهم عملاً أدبياً شارف أبواب العالمية، في مساحات الغناء المصاحب للفلكلور الشعبي بوحي جماعي فلا يمكنك تخطي المبدع عمر إحساس، أو أحمد شارف، بل لا يمكنك إلا وأن تنحني إحتراماً للموسيقار عبد الماجد كوربيا الذي سار في طريق الغناء الملتزم بقضايا الوطن، بل هناك أيضاً الصوت النسوي التي تمثلها الميرم مريم أمو ذات الصوت الرخيم آتٍ من عمق سلطنة الفور. نستطيع القول وبثقة كاملة بأن التعددية الثقافية هي سمة مجتمع دارفور، تبادلوها علي مر العصور، وتعايشوا مع بعضهم بعضاً ووضعوا من بنات أفكارهم منهجاً للحكم السلطاني وبطريقة إدارية معقدة، تنم عن إدراك واسع وثقافة حكم قل نظيرها في المنطقة المحيطة، كل ذلك بفضل خلفيتهم الملونة ثقافياً والتي لا تعتريها الآحادية والإنغلاق، هذه الميزة تستطيع تجسير المرحلة القادمة التي أسميناها ما بعد الحرب في الهامش، وذلك بتأطير الإتجاه العام لتسوية تأريخية ومصالحة وعدالة مع الذات الدارفورية والمركز علي حدٍ سواء.
    ثم إن المكون الثقافي العربي هو جزء من المكون الثقافي الدارفوري منذ أمدٍ بعيد، والقرآن الكريم كمؤئل حامل للثقافة والدين، دخلت دارفور وتفاعل الناس معها ولم يكن يوماً في حالة عداء مع بعضهم، لذلك يجب أن يكون لهذا التيار الدور في تقريب وجهات النظر، والقيام بدورٍ تأريخي في المصالحة والمصارحة والحقيقة، كيف يتم ذلك؟ هذا ما يجب أن يُعمل عليه أعمال العقل منذ الآن، والبرنامج الإزاعي لراديو عافية دارفور، قد أطلقت العنان للفكرة ليتم تبنيها والحوار حولها من قبل مثقفي دارفور والهامش؛ قلنا بأن مشروع نظام الإنقاذ منذ بدايته، كان خصماً علي المجتمع السوداني، وذلك عندما رفعت الشعارات الإسلاموية والعربية في نفس الوقت، فأصبح بقدرة قادر الناطق الرسمي بإسم الإله والروح القدس، في برنامجه القروسطي. وكذلك لم يوفر الإنقاذ للتيار الثقافي العربي شيئاً بإفتعال ظاهرة المغرر بهم من بعض القبائل العربية في دارفور وكردفان، للوقوف في وجه الثورة، وتم إستغلالهم بشكل مريع من قبل شعُبة شوؤن القبائل بجهاز الأمن والمخابرات، قبل أن يفيق البعض في صيغة "الجندي المظلوم"، أو الإعتراض بشكل علني كما يفعل البعض الآخر هذه الأيام، لكن المهم أنه نجح النظام في خلط الأوراق وجعل كل ما هو "عربي" مرتبط بتلك الفظائع من قتل ودمار علي الهوية، مما أدي إلي إتهام الرئيس عمر البشير وإدانته من قبل المحكمة الدولية.
    الحقيقة الناصعة هي أن النظام قد لعب دوراً تحريضياً غير أخلاقي، مما ألب الرأي العام علي التيار الثقافي العربي بشكل عام، ولإزلة فكرة أن القومية العربية هي من تمتطي الحصان وتصول بحوافرها لقتل النساء والأطفال، بالإضافة إلي الدور السلبي من قبل بعض الأقطار العربية ومدهم للنظام بأسباب الحرب والتطهير العرقي، يكون من الصعوبة بمكان فعل ذلك في الوقت القريب، والسبيل الوحيد لحدوث ذلك هو بذهاب النظام، الذي فعل كل ذلك تجاه مواطنيه وضعضعت تماسك لحمتهم الوطنية، من أجل البقاء في السلطة، إذن الكراهية الحالية تجاه ما هو عربي وبروز التيار المناهض للعروبة في راهنها الحالي إنما فعلٌ مقصود من قبل الإسلام السياسي لعدم قدرتها علي طرح خط وطني بديل وصحيح يجعل الناس تلتف حوله.
    ويستمر الإسلامويون في بعثرة الأشياء الثمينة لأهل السودان، ففي وقت مبكر من العام 2007م، يتأبط الوزير الأخواني كمال عبيد، لأحد أعضاء قيادة قطر السودان لحزب البعث العربي، في ندوة مشتركة بينهما في النادي السوداني بيروت، أرملة الشرق، وكال الوزير الأخواني أقذع العبارات بحق الحركات الدارفورية، وهذا شيئٌ طبيعي، ثم تلاه علي المنصه، صاحب النخوة اليعربية، وقال ما معناه: (ما يحدث في دارفور جزء من الإستهداف الأمبريالي الصهيوني علي المنطقة ومن بينها السودان)، ولم يمض من الوقت إلا بضع أشهر وكتب موقع (smc )، كتاباً بعنوان "دارفور الحقيقة الغائبة"، فيه الكثير من المغالطات التأريخية التي لا ترقي بها إلي مصاف الكتب، وإنما يمكننا تسميته بتقرير "أمني مدسوس" لتغبيش الرؤية أذاء الثورة في الهامش، وللأسف ورد أسماء أربعه محررين للكِتاب من ضمنهم شاعر بعثيٌ كنا نشير إليه بالبنان، ونكنه بأبي نضال، كنا نحسبه قوميٌ غير نرجسي، يبشرنا بفجر الحرية، والشمس والخبز، لكن الكيزان عرفوا حتي الفزاعة التي تخيف البعثيين كيف يجلبونه لحقلهم.
    هذا ما فعل الإنقاذ بكل الأحزاب، وبالكثير من أبناء الهامش إستخدمهم كترميز تضليلي، ومارست من خلالهم كل المهام القذرة، ولكن تبقي الحقيقة أن الوعي يملأ كل مساحات عقول السودانيين، وأن ليل الظلم قد طال، لكن حتماً ستطلع الشمس، ألا أن الفجر لآت.
    كمبالا 20/2/2014م
    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de