|  | 
  |  محمد نور البطل المظلوم /شوقي بدرى1 |  | العميد محمد نور سعد نورين ، اعدم في ماعرف بالغزو الليبي . غرر به واستغل  ، لكنه مات كبطل . عرفته وعرفت والدته واخته الرضية سعد . سكنوا علي بعد خطوات من  منزلنا البيت مقابل البيت . وتداخلنا كجيران .
 
 ابن العم يوسف بدر عبد الرحيم سكن في نفس الحي. وزامل محمد نور في برلين في فترة الدراسة . وهو والمحامي التجاني الكارب كان أخر من كان يزوره قبل اغتياله . والصحفي احمد عمر هو من سجل شهادة يوسف بدر في حلقات في جريدة التيار . وكنت انا قد تطرقت لمحمد نور طيب الله ثراة في كتاب حكاوي امدرمان قبل عقدين . وفي مواضيع اسفيرية . ساورد شهادة يوسف بدر واحد الظباط وآ خرين .
 
 يوسف بدر متعه الله بالصحة ، ذكر انه ذهب لبرلين للدراسة قبل اكثر من نصف قرن . واحس وزميله عبد الوهاب بقسوة الغربة . وكانوا يبحثون عن اي سوداني . وعرفوا بوجود ظابط مبعوث . ولكنهم تجنبوا الاتصال به . لانهم لم يريدا مقابلة ظابط يزكرهم بنظام عبود  العسكري . ولكن كانوا في اتصال عبد اللطيف الريح العيدروس . وربما لانه من ابناء امدرمان ومن اسري معروفة . ومحمد نور من كردفان .ومن اسرة فقيرة .
 
 وعندما يحضر المهندس الزراعي  احمد دفع الله شبيكة  يطلب من الالمان ان يصلوه بابن اخته يوسف بدر . ويدله الالمان علي الظابط محمد نور . وعندما يحضر الخال مصحوبا بمحمد نور يكتشفون انه شخص رائع . وانه كان يعرف بانهم عارفين بوجودة . ونكون صداقة امتدت الي موت محمد نور .
 
 يقول يوسف بدر ان محمد نور كان من اسرة فقيرة . كان من الطلاب المتفوقين في مدرسة خور طقت . وتحصل علي الدرجة الاولي لدخول الجامعة  . وكان يمكن ان يلتحق بأي كلية ، لكنه اراد ان يساعد اسرته . الكلية الحربية كانت تدفع 20 جنيها للطالب الحربي . وهذا يعني 60 دولارا . وهذا يكغي لاجار منزل ولوازم الحياة لاسرة متوسطة الحال . ومحمد نور كان انصاريا من اسرة تدين بالولاء للانصار .
 
 لان الالمان قد انشئوا مصنع الذخيرة ومجال صناعة السلاح فقد قرروا اختيار بعض الظباط المتفوقين للدراسة في جامعة برلين ، لكي يقوموا بادارة المصنع . وكان محمد نور هو اختيارهم . وكانت له سيارة ومنزل . وكان كريما يفرح لكثرة الضيوف ، باسم كل الوقت لدرجة المبالغة . يحب النكتة والموسيقي .
 
 ما اعجبنا من سلوك محمد نور ، تواضعه الجم  وافتخاره بوالده الحاج سعد  نورين . ابوه كان رجلا ورعا وتقيا يعمل خفيرا لحوض السباحة . وبعض الطلبة كانوا يحضرون الي برلين خلال برنامج التباد الاكاديمي ، منهم الدكتور علي نور الجليل والصادق الرشيد وآخرين . وكان محمد نور كلما يتعرف بهم يبادرهم بالسؤال ,, بتعرفوا عمكم سعد نورين  غفير الحوض ؟ ده ابوي ,,. وكان يفرغ نفسه  تماما لخدمة ومرافقة المبتعثين طيلة فترة زيارتهم .
 
 يوسف رجع قبل محمد الي السودان وعمل كخبير بصريات  . وعندمارجع محمد نور وعمل في  سلاح الاسلحة ، صارا لا يفترقان . وتطور العلاقة الي علاقة اسرية .
 
 وازكر انا شوقي ،   ان شقيقة محمد نور الرضية سعد وزوجها  كمال جابر فني الصوت في الاذاعة كانو جيراننا . ولان الفتيات من كورس الاذاعة وبعض الفنانين يتواجدون في منزلهم  ، كانوا يجدون التحرش والاستفذاذ من شباب الحي . ولكن منزلنا كان مرحبا بهم دائما خاصة والدة محمد نور وهي سيدة لطيفة قليلة الكلام .
 
 ويواصل يوسف بدر قائلا ان محمد نور لم  يكن مهتما بالسياسة .  همة الاساسي الاساسي وشغله الشاغل كان الجيش السوداني وانضباطه . وفي اوائل حكم نميري كان يشتكي من من صار الفريق محمد عثمان هاشم الذي بوظ الجيش عن طريق الترقيات الاثتثنائية , وبدأت عداوة بين الاثنين . وحدثت بينهما مواجهات . وبدأ  محمد عثمان هاشم في استهداف محمد نور  . وصار محمد نور يفكر في التغيير . وكثفت المخابرات العسكرية مراقبة محمد نور .   ويخبر ميرغني سليمان دفعة محمد نور في الكلية الحربية يوسف بدر ليخبر صديقه بأنهم يراقبونه . ويضحك محمد نور ويقول ان ميرغني سليمان زول كويس . وعاوز يوصل رسالة وانا فهمتها .
 
 وبعد فترة عزل محمد نور ووضع لفترة في سجن كوبر . وبعد اطلاق سراحه قرر الذهاب لالمانيا لارجاع زوجته الالمانية ام ابنه سعد . ولتغيير الجو . ولم يكن في امكانه احضارها الي السودان فلم يكن مسموحا لظباط الجيش ان يتزوجوا بأوربيات .
 
 بعد اشهر يستلم يوسف بدر خطابا  عن طريق محي الدين عثمان هاشم شقيق  الفريق محمد عثمان هاشم  . ومحي الدين كان ابن الحي وبمثابة الاخ الاصغر ليوسف بدر . وكان في المانيا لانه متزوج من المانية كما ازكر انا شوقي . وهو من مجموعى طلبة براتسلافا ، الذين تزوجوا من المانيات من شرق المانيا مبعوثات الي تشيكوسلوفاكيا .
 
 وطلب محمد نور تسليم غرفة نوم لابنة شقيقته موجودة عند صلاح الكارب ، وقطعة ارض اشتراها من زكريا الهاشمي  ، والاوراق عند صديقه  الصادق محي الدين . وانه سيواصل دراسته في المانيا . وهذا يعني انه غسل اياديه من السودان  . وينقطع الاتصال لفترة طويلة .
 
 القدر لم يترك محمد نور بعيدا عن السودان . عمر نور الدائم  يتصل بمحمد نور لقيادة الانقلاب . واعطي ضمانات لابنه وزوجته وعائلته في السودان في حالة فشل التحرك . وهذه نقطة جد مهمة سنرجع لها .
 
 مرارة العزل والسجن جعلت محمد نور يوافق علي محاولة التغيير العسكري . ذهب محمد نور متخفيا الي السودان . وسكن في منزل مبارك الفاضل المهدي في تقاطع المك نمر وشارع البلدية . وكان لايخرج الا في الليل . وكان يجوب العاصمة بالسيارة مستكشفا المداخل والمخارج والمناطق التي سيتحرك فيها جنوده . وكانت معسكرات الجبهة الوطنية تدرب شباب الانصار والاخوان المسلمين علي فنون القتال في ليبيا , وبدأت افواج منهم في الدخول الي السودان عن طريق الصحراء , واعدت لهم اماكن ايواء في العاصمة وحول العاصمة . والاسلحة التي سيستخدموها مدفونة في الجبال غرب امدرمان .
 
 ونواصل .
 
 
 | 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 |  
  |     |  |  |  |