مجتمعات القرن الأفريقي في أستراليا ما بين تضخم الذات وحالة العلاقة المشوهة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 11:36 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-25-2003, 09:18 AM

آدم قلايدوس-استراليا


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مجتمعات القرن الأفريقي في أستراليا ما بين تضخم الذات وحالة العلاقة المشوهة

    مجتمعات القرن الأفريقي في أستراليا ما بين تضخم الذات
    وحالة العلاقة المشوهة مع النفس
    بقلم آدم قلايدوس
    ( أعرف أن الكلمات مخيفة . . ولكن الصمت تتجمع فيه الأوساخ )
    " بريشت "

    كنت كلما أطالع طروحاتنا التي إكتست الطابع الميتافيزيقي في محاولاتها الخجولة لممارسة العملية النقدية لسوسيولوجيا مجتمعات القرن الأفريقي أستشعر وكأن الرؤوس تغوص أكثر في الرمال , مما يدفعني أن أستعير قراءة (علي حرب) في نقده لتشومسكى " إن النقد هو إستراتيجية فكرية تأويلية وسلطوية , تتشابك فيها الحوافز والدوافع , بقدر ما تتداخل الجواذب والمقاصد مما يعني أنه لا نقد يتصف بالبراءة والحياد." ( علي حرب ـ أصنام النظرية وأطياف الحرية )
    كنت دائما أتمسك بتلك المقولة كلما تأملت ما يرد إلينا من التسطيح والتهميش ومجافاة الموضوعية وكل ذلك السيل من المقولات الجاهزة المحسوبة جورا علي النقد , إلا أن اطلعت علي مقالة الأخ عبد الخالق السر تحت عنوان تداعيات ثقافة الفقر وأثرها علي سلوك مجتمعات القرن الأفريقي باستراليا الواردة في سودانييز أون لاين بتاريخ 7/9/2003 وفي عونا بتاريخ 17/09/2003
    لقد توهجت كلمات عبد الخالق بحرارة هذا الإنتماء الأفريقي والإتكاء إلي يقين الأصالة السودانية , ولن أكون مبالغا إذا قلت أن ما كتبه قد حرك المياه الآسنة بإتجاه محاولة نقد الذات وكشف الغطاء عنها.
    لقد حاول عبد الخالق بكل أمانة تشخيص حالة وعينا وإستيعاب أبعاد إرثه المثقل بالتخلف والأعباء , ولكي يصل إلي تداعيات هذه اللحظة فقد حاول قراءة التاريخ قراءة جيدة , واستخدم منهجية علمية ليستشف الصورة الحقيقية لمستقبلنا الذي سيولد مسخا مشوها.
    لا شك أن مجتمعاتنا في أستراليا قد وجدت نفسها أمام تحد أكبر من إمكانياتها وطاقاتها ولم توفق في إستيعاب النظام المؤسساتي الخاضع للمحاسبة والقانون .فعقليتنا المثقلة بعبء الماضي المتخلف فشلت في مواجهة الحاضر المتقدم وبإلقاء نظرة سريعة علي طريقة تأسيس جالياتنا تظهر لنا ملامح هذه العلاقة المتناقضة المشوهة, فالقيادات التي يفترض أن تشرف علي العمل وتوجهه, لا يتم إختيارها وفقا للكفاءات , إنما يتم إختيارها عبر أسلوب التوازنات "الميكنزمات" بغرض تحقيق توافق الإجماع وليس الأغلبية بين الأطراف, الأمر الذي يؤكد أن هذه القيادات قد تم زجها بطريقة لا تمكنها من أن تستوعب التحديات الجديدة , ليس هذا فحسب بل أن هذه القيادات كانت قرائتها للواقع الجديد قراءة خاطئة, بل أنها ظلت داخل هذه القراءة ولم تتخطاها, في حين أن العلاقة بين الأفراد وهذه القيادة تشوبها الفوضي العارمة, إذ أن الأفراد ما زالوا يحملون في دواخلهم ذلك الفهم الأسطوري لمفهوم القيادة والسلطة , وهذا ما شجع علي تخليهم عن تحمل مسؤوليتهم وترك الحبل علي الغارب , الأمر الذي مكن تلك القيادات أن تعيث فسادا دون وازع , يضاف إلي ذلك أن أجواء الفوضي هذه قد أوجدت مناخا ملائما لنمو مجموعة طفيلية تتكون من أشباه المتعلمين وفي غالب الأحيان بعض الأميين , والمسألة المثيرة للسخرية أن الفراغ السائد قد دفع بمثل هؤلاء لكي يمارسوا أعمالا لم تكن في يوم من الأيام من إختصاصهم , فأصبح حالهم كحال الثور في مستودع الخزف
    إن عجزنا وتمردنا علي العمل المؤسساتي والهروب من المواجهة , ورفض الألتزام, ومحاولة تحاشي النزاع , والتنصل من المسؤولية , كل هذا يطرح سؤالا مهما لماذا نصر علي هذا السلوك ؟ ما هي الأسباب والدوافع لمثل هذا السلوك الذي بات يشكل العنصر الأساسي في علاقتنا المشوهة مع النفس.
    الإجابة علي هذه التساؤلات تدفعنا أن نقر بأن العلاقة التي تحكمنا مع ببعضنا البعض هي علاقة بطريركية " أبوية" تتألف من خليط متضارب من علاقات وقيم , وبني إجتماعية تقليدية , من ناحية تعود في تركيبها ومصدرها إلي أقدم مراحل المجتمع البطركي وقيمه القبلية والعشائرية والعائلية ( عد فلان ) , ومن علاقات وبني مستحدثة ينقصها الإستقلال الذاتي, هذا الإستحداث يأتي مزيفا لايتجه بنا إلي الحداثة الحقيقية لأن البنية الإجتماعية تظل قائمة مما يؤكد أننا نمارس عملية وضع النبيذ القديم في قوارير جديدة .
    إن فهم أفراد مجتمعاتنا في أستراليا في ظل هذه الحالة البطركية لمفهوم العلاقة مع القيادة ,لا يخرج عن الإطار التقليدي للخضوع والطاعة للذين يعتبرون أعلي منهم سلطة , ويكون هذا الشعور بالإحترام علاقة وحيدة الجانب , فهي تربط بين ما هو أدني مكانة وبين ما هو أعلي مكانة,وهي بذلك ليست علاقة متبادلة تقوم علي إحترام متبادل ,مما يعني أن هذه العلاقات الهرمية تستمر في هيمنتها بشكل آخر,وتبقي قيم الحرية والتعاون والمساواة قيما لفظية فاقدة المفعول علي الصعيدين الإجتماعي والنفسي , وتكون النتيجة أن المجتمع يفرز إنسانا يخاف من الحياة ويخاف من السلطة أي القيادة ,مما يمكن حفنة من الأفراد المسيطرين علي إخضاع الغالبية .
    يضاف إلي ذلك أن الشباب في مجتمعات القرن الأفريقي في أسترالياـ في علاقتهم بقياداتهم ـ يظلون مرتبطين بسلطة أبوية, بحيث أنهم يبقون في ظل (الكبار) , وهكذا يتلقي الشباب تربية تجعلهم متفرجين,يوكلون الشؤون العامة لمن يكبرونهم سنا.إن هذا النوع من التربية ينتج أفرادا منسلخين عن مجتمعهم لا يشعرون تجاهه بالتزام, ولا يتحسسون إلا بما يتعلق مباشرة بأنفسهم.فالشأن العام في نظرهم أمر نظري ومجرد,وهم يشعرون بالعجز عن التأثير فيه .
    أما المتعلم في هذه المجتمعات وفي ظل هذه العلاقة البطركية فانه يحرص دائما أن يعيش حياته في طمأنينة ورفاه وهذا في نظره قيمة نهائية .
    في الختام أتمني أن أكون قد أضفت لما بدأه عبد الخالق السر الذي قد نجح في إخضاع حالة مجتمعات القرن الأفريقي في استراليا في علاقاتها السوسيولوجية المعقدة إلي هاجس المساءلة النقدية من خلال إستجوابه للذات وإخضاعها للعملية النقدية, ومن هنا لا أبالغ إذا قلت أن ما قام به يعد بمثابة المقدمة الأبستمولجية التي نحتاجها بالفعل في هذا الظرف الراهن لتطوير أدواتنا النقدية لأجل تحويل مجتمعاتنا والسير بها نحو غد أفضل.

    إشارات توثيق:

    = علي حرب المصدر السابق
    = القبيلة والدولة والمجتمع – مجلة الأجتهاد العدد 17 1992
    = جورج بوردو الدولة























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de