|  | 
  |  لمناصرة النساء ، وكشف سياسات الإنقاذ لها  بقلم فيصل الباقر |  | 01:34 PM Feb, 26 2015
 سودانيز أون لاين
 فيصل الباقر  -   نيروبى-كينيا
 مكتبتي في سودانيزاونلاين
 
 
 
 فى كل منعطف تاريخى ، فى تاريخ وطننا الحبيب ، المكلوم بالعنف والنزاعات المُسلّحة ، و " غير المُسلّحة " ، وبخاصّة فى ( العصر الإنقاذي " الحجرى ) ، يتأكّد بالممارسة - قولاً وفعلاً وعملاً - أنّ الإعتداء على حقوق وحريّات ( المجتمع ) ، يبدأ  وينتهى - دوماً - بالهجوم السافرعلى حقوق النساء ، و( شيطنتهن) وتجريمن فى كُل حالات ( الحل والترحال والسفر والإقامة والحركة والسكون) ، إذ يتم إستهدافهن بصورة مُذلّة ومُهينة للكرامة الإنسانيّة ، فى حقوقهن الدستوريّة ، والتى إنتزعنها عنوةً وإقتدارا ، عبر عقودٍ من النضال الجسور،  ضد ( تقنين قهر النساء وقمعهن ) ، بمُختلف الصُور والأساليب و( الأسلحة ) ، إذ يتم قهر النساء ، فى السودان ( الفضل ) مرّات بإستخدام الدين ، والفقه ، والتفسير الرجعى للنصوص المُقدّسة ، ومرّات بالإتّكاء على الموروث المُنتقى من الماضى من العادات والتقاليد ، والأقوال والأمثال السالبة التى تحط من قدر النساء " المرة كان بقت فاس ، ما بتكسر الراس " !، وجميعنا يذكر، ويشهد على بدايات ( عصر ) عنف الإنقاذ ضد النساء ، فى الأسواق والمواصلات وأماكن الترفيه ، و( غزواتها ) و هجماتها على النساء العاملات، بحملات إخلاء الفضاء العام من النساء ( عبر الترهيب ) بفرض ( الزى المُستجلب من بلدان و ومُجتمعات ومناخات جُغرافية أُخرى) بإعتباره الزى ( الرسمى) للدولة ( الرسالية ) ، وتسميته - زوراً وبُهتاناً - بالزى ( الإسلامى ) أو ( الشرعى ) ، فأختفى للأسف (الثوب الأبيض ) ، لتحل محلّه ( العباءة ) ذات الألوان الداكنة ، إذ تمّت مُحاربة من تجرؤ من النساء ، لمُقاومة هذا ( المسخ ) الإنقاذى ، وقد شهدت الخدمة المدنيّة ، مجازر شنعاء ، كانت ضحيتها الأولى النساء ، بالإحالة للصالح العام ، أو إلغاء الوظيفة ، أو بالتحرُّش ، والمُضايقات التى تفرض على النساء ، لإجبارهن على المُغادرة ( الطوعية ) أوالتنازل عن بعض الحقوق ، فى سبيل السماح لهن بمواصلة المشوار فى الخدمة العامة ، والغريب فى الأمر ( إستثناء ) نساء التنظيم والحزب والمسئولين ، من الإستهداف ، فكانت النتيجة أن صعدت فى السلم الوظيفى - وبسرعة البرق – المحظوظات من النساء ( المجاهدات ) ، و( أخوات نُسيبة ) ،  فأصبحن -  بين عشيّةٍ وضُحاها -  وزيرات ، و دبلوماسيات ، و( ضابطات عظيمات) فى القوات النظامية (الجيش والشرطة والأمن) ، وذوات حظوة فى الخدمة المدنية ، كما صرن سيّدات أعمال واموال يُشار لهن بالبنان !.
 أمّا فى الجامعات ، والمعاهد العُليا ، فقد حُرمت النساء من الدراسة فى بعض الكُليّات و( الأقسام ) و( التخصّصات ) ، بحُجج وتبريرات واهية ، وقوانين ولوائح - غالباً ليست مكتوبة - نسفت مبدأ المُساواة فى الحقوق والواجبات، وكرّست للتمييز ضد النساء !.
 وقد وصل الإستهداف ، قمّته ضد نساء الشرائح الضعيفة فى المجتمع ، بمُصادرة حقّهن فى العمل فى قطاعات بعينها ، ظللن يعملن فيها، بنجاح وكفاءة عالية ، فجاءت خُطط تجفيف الأسواق من النساء العاملات فى قطاعات تقليدية مثل ( الشاى – الكسرة – الاطعمة ...إلخ )، وأستمرّت هذه ( الحملات ) ، و ( المُطاردات ) لتصل إلى مرحلة ( التشكيك فى النوايا ) ، و( الطعن ) فى الأخلاق ، بحيث أصبح عمل المرأة الأماكن العامّة ، مثل الأسواق وأطراف المُنتزهات والطُرقات ( وصمة ) ، و ( عار ) ، و( إثم ) عظيم ، فهُنّ – دوماً - ( أهداف) و( مُستهدفات ) من قِبل شرطة النظام العام ( الكشّات ) ، وضحايا قانون النظام العام ، وغيره من القوانين المُكرّسة ضد النوع !.
 ومن أخطر أنواع إستهداف النساء ، المرصودة والمُوثقة ، تلك الإنتهاكات والجرائم التى ظلّت تُرتكب بسهولة ويُسرضد النساء ، من مُنفّذى القانون ( شؤطة وأمن ) ، وقد وصل ( الإستهداف ) ، إلى القتل خارج القانون ، وإستخدام العُنف " الزائد عن الحاجة " ، ضد النساء المُشاركات فى المُظاهرات والمسيرات ذات الطابع السلمى ، فأصبح قتل النساء ، سمةً بارزة ، من سمات العصر الإنقاذى !.
 أمّا أوضاع النساء فى مناطق النزاعات والحروب ، فى دارفور،  وجنوب كردفان ، والنيل الأزرق ، فهذه أبواب ( جهنمية ) من العنف ، والإستغلال والإستهداف المكرّس ضد النساء ، يستحق أن تُفرد له صفحات وصفحات ! ،
 هذا هو المشروع الحضارى ، وهذا بعض ( كسبه ) فى مُعاداة النساء ، وما سردناه مُجرّد  ملامح بسيطة ، من رحلته الطويلة فى مُعادة النساء ، من مرحلة  شيطنة النساء ، وقهرهن ، إلى قتلهن خارج القانون !..  فهل هُناك -  يا تُرى -  من جديد يُذكر ، فى الإستراتيجيات والسياسات والمُمارسات الإنقاذيّة الباطشة بالنساء ، عشيّة البحث عن أساليب وترتيبات جديدة – قديمة ، لكسب الإنتخابات بتزويرها عبر " الخج " ، وبتركيز خاص على أصوات النساء ، وتزوير إرادتهن !. دعونا ننتظر لنرى المزيد من عجائب الإنقاذ فى مُعادة النساء !.
 25 فبراير 2015
 
 
 
 مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
 
 ذاكرة المُصادرة الأمنية : من حريق الميدان إلى مُصادرة صحف الحيران !  بقلم فيصل الباقر 19-02-15, 02:44 PM, فيصل الباقرإتحاد الكُتّاب السودانيين : أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض !.  بقلم فيصل الباقر 12-02-15, 06:08 PM, فيصل الباقرخبر اليوم : عن منعم رحمة وقصر الصين العظيم  بقلم فيصل الباقر  29-01-15, 04:18 PM, فيصل الباقرإمبراطوريّة الناشرين : الصحافة ملك المُجتمع ! بقلم فيصل الباقر 22-01-15, 02:23 PM, فيصل الباقرغزوة باريس : إنتصاراً للرسول أم إنتقاماً للزعيم !  بقلم فيصل الباقر  14-01-15, 07:53 PM, فيصل الباقرالتعديلات الشِرّيرة !!.   بقلم فيصل الباقر  07-01-15, 10:48 PM, فيصل الباقرنداء السودان  .... قبل أن يصبح فسادستان ! بقلم فيصل الباقر  31-12-14, 06:13 PM, فيصل الباقرالحوار بمن فتر :  لماذا الإصرار على تجريب المُجرّب !  بقلم فيصل الباقر 25-12-14, 02:17 PM, فيصل الباقرنساء تابت : الواجب المُقدّم حقوق الضحايا  12-11-14, 03:46 PM, فيصل الباقرالأخبار الصادمة والأخبار الصامدة ... رسالة إلى هؤلاء !  06-11-14, 02:21 PM, فيصل الباقرفى طريق إنتزاع  حريّة الصحافة والتعبير : التنظيم أرقى أشكال الوعى !  30-10-14, 12:59 PM, فيصل الباقرجنوب السودان : الحكمة جنوبيّة  - أروشا على الخط الساخن  23-10-14, 01:37 PM, فيصل الباقرالإسلام الإنقاذى :يخلق من الشبىه أربعين !  15-10-14, 02:34 PM, فيصل الباقريوم الزيارة ... يوم المهرجان !  بقلم فيصل الباقر 18-09-14, 03:19 PM, فيصل الباقرRe: في ذكرى شهداء سبتمبر: سيُسألون!....../بلّة البكري 23-09-14, 07:38 PM, فيصل الباقرمؤتمر إعدام الإعلام !  25-06-14, 09:41 PM, فيصل الباقرقمّة لندن : ضرورة المرحلة ...حان الوقت للتحرُّك !  16-06-14, 03:27 PM, فيصل الباقرالعدالة الإنتقائيّة ..عايرة وأدُّوها سوط !  / 05-05-14, 01:55 PM, فيصل الباقرود أُم بُعلُّو يُصادر الميدان ! 14-04-14, 03:02 PM, فيصل الباقرعبدالحميد موسى كاشا..السقوط إلى أسفل  بقلم عبدالرحمن العاجب  23-09-13, 09:01 PM, فيصل الباقر
 | 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 |  
  |     |  |  |  |