عواصف في (العصب) الحيوي/د. حسن بشير محمد نور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 09:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-11-2014, 03:12 PM

حسن بشير محمد نور
<aحسن بشير محمد نور
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 45

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عواصف في (العصب) الحيوي/د. حسن بشير محمد نور

    د. حسن بشير محمد نور


    عواصف سياسية عاتية تهب علي السودان في هذه المرة شرقية الاتجاه. هذه العواصف ذات اثار اقتصادية مدمرة منها الفوري اما الاسوأ فهو القادم في الطريق. منهجية التعاطي السياسي في السودان مع المقاطعة الاقتصادية او القرارات السياسية الكبري من المنظمات الدولية او الدول ذات التأثير العالمي علي العوامل السياسية والاقتصادية، هي منهجية الاستخفاف والتهوين او في بعض الاحيان الازدراء او حتي الخفة السياسية التي لا تعبأ بدراسة او تخطيط. هذا ما حدث مع المقاطعة الامريكية المتطاولة مع السودان، اضافة لمنهجية التعامل مع القرارات الاممية الصادرة في حق البلاد ومنها قرارات مجلس الامن الدولي التي وصلت في بعض الاحيان الي الفصل السابع وما ادراك به.

    بعد حراك ما عرف بالربيع العربي سادت الاحلام والاوهام معا، فاعتقد البعض ان ما تريده امريكا من تمكين لحركات الاسلام السياسي هو نافذ لا محالة لدرجة تصريح واحدا من المحسوبين علي الاخوان في مصر انهم سيبقون في الحكم لثلاثمائة عام. الا ان الامور دارت في اتجاه معاكس فتعثر حراك الربيع العربي ونجحت سياسة الاحتواء لقوي التغيير الحقيقية فانحرف الربيع العربي نحو الفوضي او الارهاب الذي قطع مفاصل الثورة السورية وحول تلك البلاد الآمنة الي وكر للارهاب العالمي. وهكذا دارت الدوائر الي حين قيام حركة الثلاثين من يونيو في مصر. حراك الثلاثين من يونيو كان مفصليا وغير كثير من المفاهيم وقلب مراكز القوة راسا علي عقب.

    تسارعت الاحداث بعد ذلك نتيجة للمواجهة بين السلطة الجديدة في مصر وداعميها الاقليمين وتطورت الاحداث بشكل لم يدخل في حسابات الاستراتيجيا والتكتيك التي تم اتباعها مباشرة بعد حراك الربيع العربي. وصلت التداعيات الي مستوي فاق التوقعات عندما اعُلنت جماعة الاخوان المسلمين كجماعة ارهابية في مصري وتبعتها قرارات سعودية تدرجت الي مستوي القطيعة مع ركن اساسي في (عناقيد) مشاكل دول المنطقة هو دولة قطر. لم تتوقف العواصف عند هذا الحد ولم تفقد قوتها بل اشتدت لتٌعلن السعودية بدورها جماعة الاخوان المسلمين (جماعة ارهابية) مع غيرها من منظمات تمت صناعتها وتمويلها بايدي عرابين تخلوا عنها او انكروها. لكن جماعة الاخوان ليست جماعة عادية او مجموعة منعزلة من المقاتلين تمت صناعتها وتمويلها بايدي الوكلاء، هذا تنظيم ضارب الجذور في عمق الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في اغلب الدول العربية، بل هو جماعة موجودة في السلطة في عدد من الدول العربية، بشكل كامل او جزئي او علي الاقل بشكل مؤثر، بطريقة او اخري علي سير الحياة السياسية - الاقتصادية.

    تكاملت العناصر اعلاه ، الدولية والاقليمية مع بعضها البعض مكونة واقع شديد التعقيد. في ذلك الواقع يجب قراءة ازدياد وتيرة الحصار والقطيعة الاقتصادية علي السودان. هنا تكامل العنصر الامريكي مع السعودي متداخلا مع المصري، القطري، الايراني وتشابكت العوامل السياسية مع الاقتصادية والامنية لتدخل في منظومة استراتيجية متكاملة ذات ابعاد دولية – اقليمية – محلية وهكذا اكتمل المشهد ليصبح مرعبا باثاره المحتملة علي السودان. هنا ستكون الاثار الاقتصادية هي الاسرع والاكثر وضوحا والبقية تأتي. لا يمكن لعالم بابسط القواعد الاقتصادية الاستهانة او التقليل من شأن ايقاف التعامل المصرفي مع السودان مع بنوك سعودية وخليجية، باضافة ذلك للعقوبات الامريكية يصبح ذلك متوافقا مع المقولة الاقتصادية المحكمة " اذا اردت ان تدمر اقتصاد بلد ما فدمر نظامه النقدي"، ذلك الاجراء سيصيب اي اقتصاد، معتمد علي السوق وتقسيم العمل بالشلل.

    لم تبقي للسودان اي مساحة للمناورة فعليه الان الاختيار في اي منعرج يسير واي مصير يختار، الخيار الان اصبح بين الحياة والضياع. باي حساب كان ، احسبوا ما هو المحتمل والممكن؟ كيف يمكن الخروج من الازمة القومية الشاملة بتعقيداتها السياسية والاقتصادية؟ بالتأكيد يبقي طريق الانتحار سهلا ومعبدا مثل تفخيخ عربة بكمية من المتفجرات ووضع حزام ناسف في الخصر والضغط عليه والعواقب هنا واضحة والنتائج مضمونة. الا ان طريق الحياة والخروج من الازمة بسلام وانقاذ البلاد من مشاكلها بما فيها (انقاذها)، فهذا هو الطريق الشائك، وقديما قالو ( ان ... الدخول في الشباك سهل ولكن التأمل في الخروج). فهل هناك مخرجا ما، ام الدوران في حلقة مفرغة الي وقت الانفجار الكبير. لقد دخلت البلاد في مأزق وصل الي العصب الحيوي لوجود السودان وتحديد مستقبله. اتمني ان لا تتم الاستهانة بالتحديات الاقتصادية النوعية – بتداعياتها وابعادها السياسية - التي انشبت اظافرها في العصب الحي للاقتصاد السوداني وتصويرها كسحابة صيف عابرة، لا بل هي عاصفة هوجاء ضارية ضاربة تحتاج لمصدات علي درجة من المتانة بحيث لا تتوفر لحزب او جماعة منفردة ، كما تحتاج لسرعة في التصرف وعقلانية في القرار حتي لا يتحول هذا الوطن الي ركام لا فائدة منه.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de