رئاسة الجنوبيين للسودان تتصدر خيارات الوحدة الجاذبة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 12:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-28-2004, 08:22 AM

بدر الدين أبو القاسم محمد


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رئاسة الجنوبيين للسودان تتصدر خيارات الوحدة الجاذبة

    تمهيد:-
    السؤال الأساسي هو كيف يمكن إقناع الجنوبيين بالتصويت لصالح الوحدة ؟ في ظل ظروف يعلمها الجميع من أنها أشد تعقيدا من أي وقت مضي ، مما أستدعى رجل بقامة الأستاذ الصحفي المخضرم محمد حسنين هيكل الذي خصص حلقته الأخيرة عن السودان في برنامج " مع هيكل" على شاشة قناة الجزيرة من جملة عشر حلقات عن الشأن الجاري في المنطقة العربية خصوصا والعالم على وجه العموم. وأستطيع أن أقول أنه أول مراقب غير سوداني يرى ويصف الوضع السوداني بعيون سودانية.
    أود أن أسجل الحقائق التالية قبل الاسترسال في الموضوع:-
    1- الثقة بين الجنوب والشمال من الناحية السياسية والاجتماعية ومن خلال خلفية الحرب و نقد العهود والمواثيق تكاد تكون شبه معدومة.
    2- اتفاقية السلام في نيفاشا يمكن أن تؤدي في حال اكتمالها إلي إيقاف الحرب وبناء نوع من الثقة بين النخب الجنوبية والشمالية أما المواطن الجنوبي العادي صاحب المصلحة الحقيقية والقرار النهائي فلديه مفهومه الخاص لمعالجة ما أفسده الدهر وعليه فالوحدة الحقيقية هذه المرة ستكون كالحسناء ومن يطلبها بالطبع يغلها المهر.
    3- يتطلب خيار الوحدة اتخاذ إجراءات حقيقية وملموسة ويجب أن تكون فوق العادة إذا أريد لنتيجتها أن تكون مضمونة لصالح بناء دولة سودانية قوية بقوة الدستور والقانون والمؤسسات وتنطلق من المساواة والعدالة الاجتماعية بين كل مواطنيها لا فرق بين شمالي وجنوبي وشرقي وغرباوي إلا بالحب والإخلاص لهذا الوطن، من خلال معايير معلومة للجميع ، ليس للدجل والسحر والتملق مكان بينها.
    الانفصال أو دولة الجنوب المستقلة
    مجرد كلمة " انفصال " تصيب الكثيرين بالذعر والسخط وهو شيء مفهوم ومقدر ولكن إذا كان الانفصال يفعل في النفوس كل ذلك فيجب أن نكون واعين بالنتيجة النهائية ، وهي ظهور دولة الجنوب المستقلة وحينها لن يجدي نفعا الضرب علي الخدود وإلقاء اللوم إذا لم نفكر بالجدية والواقعية المطلوبتين والفرصة لا تزال في اعتقاد بين أيدينا كسودانيين موحدين قبل أن نكون دولتين أو أكثر. أما كيف فسوف أبين ذلك لاحقا. وبشكل عام لحل هذه الإشكالية يتطلب الأمر استلهام العقل النقدي الهادف إلي معرفة وتبان الحقيقة بصرف النظر عن مذاقها حلوة أو مرة. أعتقد أن الخطأ الذي يقع فيه الكثير من المحللين وهوتسفيه الداعين إلي الانفصال من الشمال والجنوب ونعتهم بأوصاف الغرض منها التقليل والتحقير والاستهجان. والأنفع للكل وحدويين وانفصاليين الحوار الحر البناء والهادف وبأسلوب علمي موضوعي. فمثلا قد يقول قائل بدلا من استمرار الحرب فدعونا نعيش بسلام حتى لو كان ثمن ذلك خيار الانفصال وليس الوحدة القائمة علي الشك والاتهامات المتبادلة وأننا لسنا مؤهلين لإنجاز الوحدة بسبب الحواجز النفسية والفكرية التي أقمنها طيلة السنوات الماضية. وتستمد الدعوة الانفصالية قوتها وسندها من الصورة القاتمة التي رسمت أثناء الحرب من قتل ودمار لم يستثني شيء راح ضحيتها مليونين و4.3 مليون نازح. هؤلاء النازحون سوف يمارسون حقهم في التصويت ومعهم تلك الخلفية والجراحات والآلام التي يصعب محوها وإزالتها خلال أيام ومن تكرار للوعود والأخطاء السياسية من قبل الحكومات المتعاقبة. ومما يزيد الأمر تعقيدا أن اتفاق السلام لم يأتي نتيجة قناعة سودانية خالصة ، بل كان نتيجة ضغوط خارجية تهدف إلي تحقيق أجندتها الخاصة إلي جانب المصلحة السودانية العامة. ولا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل تصريحات الانفصاليون الشماليون من أن الجنوب مجرد " ترلة" أرهقت قطار الشمال وأنه قد آن الأوان للتخلص منه. ألا يتجاهل هذا الرأي أن المواطن الجنوبي بلغ درجة من النضج والوعي ترشده كيف يدافع عن حقوقه و كرامته ومصلحته.
    الوحدة الجاذبة
    أما الوحدة التي تبعث الراحة في النفوس والطمائنينة شيء وكونها جاذبة شيء آخر. وأعتقد أن المتفاوضين في نيفاشا كانوا مثقلين بالجراح وعبء التاريخ وقلقين تماما من المستقبل والخوف من النتائج عبروا عن ذلك في مشاكوس الإطاريء ، وإلا لما اشترطوا أن تكون الوحدة جاذبة. صحيح أن الجهد يجب أن يكون تكامليا رسميا وشعبيا باعتبار أن الرسمي هو الأكبر لأنه المسئول مباشرة عن إدارة العملية التفاوضية وما تسفر عنه من نتائج وتطبيقها علي الأرض. ولكن الساحة السياسية السودانية منقسمة علي نفسها وتجاه العملية السلمية وتداعياتها علي مستوى النخب الفكرية والسياسية هنالك فريقان حتى الآن حددا موقفيهما .. فريق أعلن دعمه اللامحدود لمشروع السودان الجديد للحركة الشعبية لتحرير السودان وفريق آخر شكك فيه، مصراً على أن للحركة الشعبية أجندة خفية لم تعلن عنها محاولاً إيجاد، مسوغ يربط بينه ومشرع الولايات المتحدة الأمريكية القاضي بإعادة صياغة المنطقة لصالحه. لا أحد ينكر أن المناخ مليء إلي درجة كبيرة بالتكهنات والاستنتاجات وكل حر فيما يذهب إليه ولكن تبقي الحقيقة بيد من يصنعها وهو الذي يقرر متى سيتم الإفراج عنها. ويبقى السؤال المهم والأساسي وهو هل نحن كسودانيين لدينا الرغبة الصادقة بالعيش في وطن واحد اسمه السودان ومساحته مليون ميل مربع ؟ وكما قال الفنان الكبير محمد وردي "وطن حدادي مدادي وما بنبنيه فرادي ولا بالضجة في الرادي ولا الخطب الحماسية " . وإذا كانت الإجابة بنعم فما هو السبيل لتحقيق ذلك؟ وهل اتفاقية السلام في نيفاشا إذا ما طبقت تطبيقا صحيحا على الأرض كافية لتحقيق الوحدة الجاذبة؟ وإذا كنا لسنا متأكدين فما هي جملة الإجراءات التي يجب اتخاذها حتى نجعل خيار الوحدة خيارا جاذبا؟ أعتقد أنها تتمثل في الآتي :-
    1- إعادة النظر في موضوع رئاسة السودان خاصة في ظل التسوية المطروحة الآن وإفساح المجال للدكتور جون قرنق دي مبيور بتقاسم الفترة الانتقالية مع الرئيس عمر البشير الذي حكم حتى الآن ( خمسة عشر عاما) وهي مفتوحة وإذا ما أضفنا إليها الست سنوات فسيكون أول رئيس سوداني يظل فترة طويلة في الحكم . هذا الإجراء في تقديري المتواضع مهم جدا لتعزيز الثقة لدى المواطن الجنوبي وإقناعه بالتصويت لصالح وحدة السودان . لا أظن أن الرئاسة غالية إلي هذا الحد إذا كانت هي المهر الذي يجب تقديمه لصالح الوحدة وإذا كابرنا ورضينا بالإمعان في التمييز الذي جلب علينا مصائب الماضي ، تلك التي لا يستبعد تكرارها في المستقبل ،علينا التدارك أو سنكون حتما أمام الأمر الواقع وساعتها سنضطر لاستقبال د. جون أو أي جنوبي آخر كرئيس لدولة الجنوب كامل الصلاحيات فهل نعي الدرس ونفهم قبل أن نوضع أمام الحقيقة التي لا مفر منها إلا إليها؟. يحتاج الأمر إلي إثبات لحسن النية بصورة عملية وليس عبر النصوص التي قل ما تتطابق مع الواقع . إجراء كهذا يؤكد لكل جنوبي الوصول في المستقبل إلي كرسي الرئاسة إذا ما كسب ثقة الشعب عبر صناديق الاقتراع يوما ما.
    2- يجب الاعتذار رسميا عن الحرب و كل الأخطاء التي لحقت بالجنوبيين وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق طيلة السنوات الماضية لفتح صفحة جديدة للتآخي والتضامن والسلام الحقيقي لكل أبناء الوطن الواحد.
    3- لابد من إجراء استطلاع الرأي للجنوبيين من قبل أطراف محايدة سودانية ودولية حول السبل المناسبة لتحقيق الوحدة وعلي صانعي القرار النظر إلي نتائجه بعين الاعتبار ووضعها موضع التنفيذ.
    الخلاصة
    وحدة السودان ليست بالأمر الهين كما يرى الكثيرون ، لكنها تتطلب تضحيات حقيقية غايتها لم شمل السودانيين في وطن واحد يشعرون جميعا بالانتماء له وقادرون في نفس الوقت لبذل أرواحهم فداءا له إذا ما تعرض لأي خطر. لا يمكن بأي حال من الأحوال التفريط في وحدة البلاد نتيجة أسباب وإشكاليات ليست عصية على الحل إذا ما أردنا ذلك. فهل نفعل ؟ هذا هو التحدي الذي يواجهنا وأنوه إلي أن الأسباب التي تملي علي الجنوبيين بتقرير مصيرهم واختيار الانفصال هي ذات الأسباب التي تملي علي آخرين إتباع ذات السبيل ، فإما أن يبقى السودان موحدا أو يتفتت إلي عدة دويلات.
    معا من أجل سودان جديد
    بدر الدين أبو القاسم محمد























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de