حلمنتيشيات جامعة الخرطوم (الحنكوشة)! بقلم فيصل الدابي/المحامي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 09:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-27-2015, 06:02 PM

فيصل الدابي المحامي
<aفيصل الدابي المحامي
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 628

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حلمنتيشيات جامعة الخرطوم (الحنكوشة)! بقلم فيصل الدابي/المحامي

    06:02 PM Aug, 27 2015
    سودانيز اون لاين
    فيصل الدابي المحامي-الدوحة-قطر
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    اقسم بالله العظيم وكتابه الكريم بأن أقول الحق ، كل الحق ولا شيء غير الحق ، حينما كنا طلبة في جامعة الخرطوم في أوائل وأواسط الثمانينيات، كان مستوى الطعام ومستوى النظافة في الصفرة ممتازاً إلى أبعد الحدود بحيث كان بإمكاننا الاكل أو حتى النوم على أرضية الصفرة دونما أي انزعاج!
    كنا نأكل ثلاث وجبات صحية متوازنة ومنتظمة في كل يوم، الفطور والعشاء كانا متماثلين ، حيث كان يقدم في الصباح والمساء صحن فول أو عدس مع كبدة أو بيض أو لحم أو سمك! أما الغداء فكان يتكون من الفاصوليا أو الخدرة أو البطاطس أو القرع مع السلطة والتحلية (كاستر وأرز) والفاكهة وكان الحليب والشاي متوفرين بكثرة! وفي يوم الاثنين ، أي يوم الاسبيشال، كانت تُقدم لنا وجبة ملكية بخمسة نجوم عديل كده ، أما تناول الطعام في الصفرة وسط قفشات وضحكات الأصدقاء والزملاء من أولاد الدفعة ، وخصوصاً توتو وزيكو وسقدي وسام وشالو وشخص وود الشامي والحلبي، فقد كان يجعلنا نأكل بنفس مفتوحة إلى درجة أنه كان يمكن للطالب أن يبتلع فيلاً بخرطومه دون أن يشعر ثم يقوم بعد ذلك ويتحرك بنشاط بالغ في جميع الاتجاهات داخل وخارج الجامعة !!
    بصراحة كده، فإن مستوى الأكل ومستوى جو الأكل في الصفرة لم أجده في منزل أهلى في كوستى وكسلا وعطبرة في الماضي ولم أجده حتى في منزلي في الدوحة القطرية في الوقت الحاضر وما زلت افتقد الصفرة بشدة حتى الآن! اليوم وبسبب ظروف الدوام الطويل والارهاق الشديد وقيادة السيارة لمسافات طويلة جيئة وذهاباً في الشوارع المزدحمة بمدينة الدوحة أصبحت محكوماً بتناول وجبة رئيسية واحدة فقط لا غير مع زوجتي وأولادي في المنزل عند الرابعة مساء وبعدها أشعر بأنني أصبحت مثل الأصلة التي ابتلعت حملاً ولم تعد تقوى على الحراك حتى صباح اليوم التالي!!
    صديقي حمزة (ود الامتداد) كان من رفقاء الصفرة وكان نباتياً ولعله السوداني النباتي الوحيد في هذا العالم ، وبما أنني كنت من آكلات اللحوم وآكلات كل شيء فقد كان بيننا اتفاق جنتلمان يقوم بموجبه حمزة بتسليمى صحن اللحمة أو الكبدة الذي يأتي به إلى المائدة مقابل استلامه لصحن العدس أو الفول من جانبي أي كنا نقوم بعمل مقايطة مفيدة للطرفين وكنت اعتقد دائما أنني الرابح الأكبر وأنه الخاسر الأكبر!! صديقي عثمان الرشيد (ود البنش) كان من عشاق الصفرة وكان مهووساً بالنظافة إلى أبعد الحدود فقد كان يقوم بغسل السلطة والفاكهة قبل أن يتناولهما وكان عندما يفرغ من برنامج غسل سلطة الخضار والفاكهة يجدني قد ابتلعت كل طعامي وقضيت على الأخضر واليابس بسرعة البرق وعندها كان يضحك بأعلى صوته ويتحوقل ويتبسمل ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم!
    ذات يوم دخلت إلى الصفرة ، وأحضرت الطعام إلى المائدة ثم ارتميت على طعامي ورحت اتناوله بسرعة البرق بينما كانت (مداغاتي) تعلو وتهبط بهمة ونشاط من جراء سرعة المضع والبلع ، فجأة انتبهت ورفعت رأسي ، فرايت حنكوشاً صغيراً (من أولاد الهندسة) ينظر إلى بدهشة بالغة دون أن يمس طعامه وعندها انفجرت ضاحكاً حتى تتطاير الطعام من فمي فما كان من الحنكوش الصغير إلا أن غادر المائدة واندفع إلى خارج الصفرة دون أن يتناول طعامه وهو يلعن في سره ذلك اليوم الذي جعله يصادف غولاً بشرياً مطلق السراح ويشكل وجوده طليقاً خطراً على مجتمع الحناكيش (جمع حنكوش أي ميكي بلغة شباب اليوم)!!
    في إحدى عطلات عيد الأضحى المبارك ، غادر جميع طلبة جامعة الخرطوم إلى ديار ذويهم بالخرطوم وبالمدن الاقليمية الأخرى أما أنا فقد شعرت بدبرسة عجيبة وقررت عدم السفر إلى أهلي في مدينة كسلا وعدم زيارة أقاربي في الخرطوم وأمدرمان وفضلت قضاء عيد الأضحى لوحدي في البركس، في أمسية الوقفة كنت البشر الوحيد الذي يتواجد في داخلية عطبرة (أ)، أما الداخليات الأخرى فقد كان بها عدد قليل جداً من الطلبة الفلسطينيين واليوغنديين ، في تلك الليلة اعتقدت أن الصفرة ستغلق أبوابها في أيام عطلة عيد الأضحى ، لكن في صباح أول أيام عيد الأضحى فؤجئت بأن صفرتنا العزيزة كانت مفتوحة الأبواب على مصراعيها وأنها تقوم بذبح 4 خراف يومياً في أول وثاني وثالث عيد الأضحى ، وحيث إن الطلبة الفلسطينيين واليوغنديين لا يعرفون المرارة أو ام فتفت ولا ياكلونها أبداً وبما أنني كنت سحاري كبير ومن كبار مدمني أكل المرارة، فقد قمت مع الطباخين وحرس الصفرة بضرب مرارة 12 خروف ولم اصب بأي تلبك معدي أو خلافه ، فكان ذلك أعظم عيد اضحى مر بي في حياتي كلها !!
    في بعض الليالي ، كنت أقوم بجولات تفقدية في أطراف الخرطوم وامدرمان وبحري واعود إلى الداخلية بعد منتصف الليل ثم اقوم بتفليس باب الصفرة (بطريقة فنية كده!) وأقوم بسحب حلة الفول الضخمة وصينية الباسطة إلى الميدان الذي يقع خلف داخلية عطبرة (أ) ثم أعمل فتة فول مدنكلة في الواحدة أو الثانية صباحاً ولدهشتي، فقد كنت أجد دائماً من يشاركني في اكل فتة ما بعد منتصف الليل ثم التحلية بالباسطة فالحيارى والسهارى كانوا كثيرين في ذلك الوقت!
    ذات يوم سألت إحدى حنكوشات كلية القانون عن أحد الطلاب فقيل لها أنه ذهب إلى الصفرة فامتعضت أشد الامتعاض وقالت : هوى سجمي هو حتى فلان بيفوت الصفرة ؟! وعندما بلغني الخبر ، قمت على الفور بتأليف قصيدة حلمنتيشية على النحو الآتي:
    والحنكوشة سالت فلان فات وين؟!
    وجاها الرد الشين!
    فلان فات الصفرة!
    هوى سجمي هو حتى فلان بيفوت الصفرة؟!!
    آخ أنا آخ يا بت يا طفرة!
    فيها ايه لو حنكوشك فات الصفرة!
    فيها ايه لو دقلوشك وقف في الصف!
    وراح ماخد مية كف
    ومن جاي دفرة ومن جاي دفرة !
    كان ينشد حيلو شوية ويبقى روجيل!!


    امال كنتي تقولي شنو
    لو عرفتي انو
    انحنا فطورنا بكون في الصفرة
    غدانا بكون في الصفرة
    عشانا بكون في الصفرة
    وبرضو في نص الليل بنط ونخش الصفرة
    وناكل بواقي الفول وبواقي العيش!
    اصلو انحنا اسمنا كدايس الصفرة!!


    الفول مالو والعيش مالو؟!
    يوم حاولتا اجرب اكلكم
    ولو لدقيقة ابقى متلكم!
    اشتريت شي اسمو شاورمة
    يمين اخير منو ملاح قاورمة!
    اشتريت شي اسمو الهمبرقر
    وضحكتا قرقرقر
    يمين اخير منو اللقمة بويكة!
    اخير منو ملاح تمليكة!
    واخير ليك تقولى لي حنكوشك احسن ليكا
    طوالي تفوت الصفرة!!


    وهوي يا بنية
    لو كنتي دايرة الجد مابية الهظار
    هدومك غالية لاكين ما بتنفع إلا لظار!
    ورغم عطورك ريحتك زفرة!
    ماشة تنططي جاية تنططي!
    تقول قدامك مية حفرة!
    آخ أنا آخ يا بت ياطفرة!!


    اليوم سمعنا أن بعض الصفر في جامعة الخرطوم قد تم إغلاقها نهائياً وأن بعضها يقدم أسوأ أنواع الطعام وأنها محاصرة بالنفايات إلى الدرجة التي تدفع الطلبة إلى الخروج للشوارع والتظاهر ضد الحكومة، أما صفرتنا الحبيبة في البركس والتي كنا نعتبرها ملك يميننا فقد سمعنا أنه قد تم احتلالها من قبل البنات بوضع اليد والكراع فقلنا من على البعد وبحسرة تاريخية بالغة : بلدن ما فيها التماسيح تقدل فيها الورلات !!

    فيصل الدابي/المحامي




    أحدث المقالات

  • لماذا يصرخ الغرب من اللآجئين ....... هذه بضاعتهم ردت لهم بقلم هاشم محمد علي احمد 08-27-15, 06:00 PM, هاشم محمد علي احمد
  • دراسات الهجرة القسرية و الاتجار فى البشر مركز بقلم د. طارق مصباح يوسف 08-27-15, 05:57 PM, طارق مصباح يوسف
  • الذهب و دقيق القمح : أين الحقيقة ؟ بقلم بابكر فيصل بابكر 08-27-15, 05:56 PM, بابكر فيصل بابكر
  • العراق 2015 التنمية واللامركزية (الفعلية) بقلم يوسف بن مئيــر 08-27-15, 05:55 PM, يوسف بن مئيــر
  • المجلس الوطني بين عباس وابو الاديب بقلم سميح خلف 08-27-15, 05:49 PM, سميح خلف
  • اللصوص والقتلة والفاشلون وسيدنا عمر بقلم شوقي بدري 08-27-15, 04:17 PM, شوقي بدرى
  • الانتهازيون في الحياة السودانية بين الرفض والتطبيع بقلم حسن احمد الحسن 08-27-15, 04:14 PM, حسن احمد الحسن
  • المحاولات الفاشلة (لأدلجة) معاوية محمد نور و(تجييره) حزبيا! (8 من 11) بقلم محمد وقيع الله 08-27-15, 04:13 PM, محمد وقيع الله
  • المدمرة الصينية مهمة عسكرية ام اقتصادية؟ بقلم أمانى ابوريش 08-27-15, 04:11 PM, امانى ابوريش
  • الصحفي حسن اسماعيل في جمهورية (كوز)ستان! بقلم عثمان محمد حسن 08-27-15, 03:56 PM, عثمان محمد حسن
  • حزب.. بالتي هي أخشن! بقلم عثمان ميرغني 08-27-15, 03:00 PM, عثمان ميرغني
  • كيف تصبح الخرطوم.. دبي؟! بقلم عثمان ميرغني 08-27-15, 02:56 PM, عثمان ميرغني
  • أمنيتك؟ مبروك !! بقلم صلاح الدين عووضة 08-27-15, 02:54 PM, صلاح الدين عووضة
  • الأمية.. المأساة المنسية ! بقلم الطيب مصطفى 08-27-15, 02:52 PM, الطيب مصطفى
  • دال تٌعقب بقلم عمر عشاري 08-27-15, 02:51 PM, الطاهر ساتي
  • المحرقة:سكر ، قمح ، طفيليات!! بقلم حيدر احمد خيرالله 08-27-15, 06:19 AM, حيدر احمد خيرالله
  • رخصة دولية للدول بقلم عمر الشريف 08-27-15, 06:16 AM, عمر الشريف
  • مآلات الديمقراطية كقيمة أمريكية في مصرن بقلم عبد الله علي إبراهيم 08-27-15, 02:28 AM, عبدالله علي إبراهيم
  • حكومة عنصرية للعاصمة القومية مبروك للمهمشين بقلم ادريس حامد أوهاج 08-27-15, 02:24 AM, مقالات سودانيزاونلاين
  • الوسطية والانفتاح المطلوب على العالم بقلم نورالدين مدني 08-27-15, 02:22 AM, نور الدين مدني
  • Blaise Kaptue Fotso الشاعر والمسرحى الكاميرونى بليز كابتو فاتو بقلم د.الهادي عجب الدور 08-27-15, 02:21 AM, الهادى عجب الدور
  • الخديعة الكبري بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 08-27-15, 02:17 AM, سيد عبد القادر قنات
  • أمبيكي ؟ قبض الريح وشئ من سدر قليل ؟ بقلم ثروت قاسم 08-27-15, 02:14 AM, ثروت قاسم























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de