توثيق خاص مانديلا يعود لمسقط راسه ليدفن فيه بعد تشييعه لمثواه الاخير ايليا أرومي كوكو

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 00:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-16-2013, 05:57 PM

ايليا أرومي كوكو
<aايليا أرومي كوكو
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
توثيق خاص مانديلا يعود لمسقط راسه ليدفن فيه بعد تشييعه لمثواه الاخير ايليا أرومي كوكو

    توثيق خاص مانديلا يعود لمسقط راسه ليدفن فيه بعد تشييعه لمثواه الاخير

    ايليا أرومي كوكو
    [email protected]

    ****
    أخبار المدينه
    عدد توثيقى خاص عن مانديلا بمناسبة تشييعه لمثواه الاخير
    فى هذا العدد :
    كلمة العدد ، مانديلا يعود لمسقط راسه ليدفن فيه، نظام الفصل العنصرى الذى حاربه مانديلا ، زعماء العالم فى تابين مانديلا ، سته حقائق غير معروفه عن مانديلا ، خمسة عشر حكمه لمانديلا ، مانديلا متدربا فى الجزائر ،هؤلاء كتبوا عنه فيصل الدابى المحامى وايليا ارومى كوكو ، محمد عبدالله برقاوى ، وهؤلاء نعوه الصادق المهدى ، اتحاد علماء المسلمين ، اتحاد الكتاب السودانيين، من اقوال الصحف عن مانديلا يعلم زملائه بالسجن ، الشاشه الفضيه خلال عرض سينمائى صدمه خبر وفاة مانديلا ، كمال الجزولى فى حى الشعراء بهاء!:(الى نلسون مانديلا) ، الملاعب الخضراء فى ذمة الله مؤرح الهلال على الفكى
    كلام الناسنور الدين مدني,، ود/اللداوى يكتب عن العاصفه
    ********
    سعيد شاهين
    اخبار المدينه وهى تشارك العالم وكل الشرفاء فى العالم خاصة اولئك الذين يتخذون من الشفافيه والمؤسسيه نفسا والديمقراطيه واحترام حقوق الانسان والتداول السلمى للسلطه مسلكا وسلوكا واولئك الذين لا يتاجرون بقضايا شعوبهم ويستعينون بالاجنبى ليحملوا شعوبهم رهق تسديد فواتير نضالهم من اجل وجاهتهم وامتلاء خزائنهم من اجل سلطة زائفه عندما ينالونها ينسون مآسى من ادعوا النضال باسمهم
    اذ نشارك كل هؤلاء الاحزان والشعور الحقيقى بفداحة الفقد نقدم هذا العدد الثوثيقى احتراما لهذا الرجل الذى حفر باظافره مسيرة تاريخ ناصعه وفكرا وسلوكا يكون هاديا لمحترمى حق شعوبهم بالعيش الكريم وليسود العالم السلام دون ضغائن وكراهيه وفى تسامح .
    نكرر التعازى لانفنسنا ولكل الذين فجعوا حقيقه بفقده
    *****
    تشييع جثمان نيلسون مانديلا إلى مثواه الأخير

    في مقبرة قرب منزل عائلته بمسقط رأسه في كونو

    كونو (جنوب أفريقيا):«الشرق الأوسط»

    nelsonmandela
    ووري نيلسون مانديلا الثرى أمس في مقبرة إلى جانب والديه وثلاثة من أبنائه في قرية طفولته كونو مع كل التشريفات العسكرية. وحضر مراسم دفن الزعيم الراحل أفراد من عائلته وقادة من جنوب أفريقيا بعد جنازة رسمية اختتمت 10 أيام من مراسم التأبين لأسطورة مناهضة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، الذي توفي في 5 ديسمبر (كانون الأول) عن 95 عاما.
    ووقف رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما عندما أنزل النعش في القبر، فيما بقيت أرملته غراسا ماشيل وزوجته السابقة ويني مانديلا جالستين تحت خيمة بيضاء نصبت خصيصا للمناسبة. في هذه الأثناء حلقت مروحيات عسكرية وطائرات حربية فوق الموقع وأطلقت المدافع طلقاتها. أما كاميرات التلفزيونات التي كانت تنقل وقائع وداع بطل النضال ضد نظام الفصل العنصري في الصباح، فتمكنت من متابعة نعشه حتى أرض أجداده على بعد مئات الأمتار.
    وانسجاما مع رغبات العائلة ابتعدت ساعة دفنه فيما استمرت الطائرات والمروحيات في التحليق، ثم عادت بعد ثوان إلى المكان الذي بات خاويا، حيث كان يوضع نعش أول رئيس أسود للبلاد.
    وقد توارت بعد ذلك لتترك المكان للمراسم الدينية والتقليدية في حضور 450 مدعوا تم انتقاؤهم بعناية كبير من جهة أخرى ألقى أحمد كاثرادا، أحد رفقاء الزعيم مانديلا في مناهضة الفصل العنصري، والذي أمضى معه 26 عاما خلف القضبان، كلمة تأبين مفعمة بالعواطف في جنازة الزعيم الراحل أمس، حيث قال، إن «حياته أصبحت خاوية الآن». واسترجع كاثرادا 84 عاما، والذي أطلق سراحه من السجن في عام 1989 قبل عام من إطلاق سراح مانديلا، ذكرياته مع «الرجل القوي الطويل، الملاكم، الذي كان يستخدم بسهولة الفأس والمجرفة عندما كانوا لا يستطيعون فعل ذلك».
    وقال كاثرادا «والآن وقع الأمر المحتوم، تركنا لينضم للفريق الأول من حزب المؤتمر الأفريقي»، لينضم إلى قائمة من الأشخاص المبجلين من أبطال مكافحة العنصرية مثل وولتر سيسولو وأوليفر تامبو.
    وقال كاثرادا أمام المشاركين في جنازة مانديلا بقرية كونو موطن أسلافه، «عندما توفي وولتر، فقدت أبا والآن فقدت شقيقا»، وأضاف وصوته متكسر «حياتي أصبحت خاوية، لا أعرف إلى من ألجأ إليه الآن. شكرا لكم».
    ***********
    مانديلا يعود إلى مسقط رأسه قبل ساعات من الوداع الأخير
    يوارى التراب في مقابر أجداده بحضور أفراد من قبيلته
    بريتوريا – فرانس برس، كونو – رويترز
    وصل جثمان نلسون مانديلا إلى قريته كونو بمنطقة الكاب الشرقي في جنوب إفريقيا، السبت، قبل المراسم الرسمية لتشييع ودفن زعيم مكافحة الفصل العنصري، الأحد
    nelsonmandela
    ونقل نعش أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا في عربة من مطار ماثاثا، الذي يقع على مسافة 700 كيلومتر جنوبي جوهانسبرغ وسط حراسة عسكرية، فيما اصطفت حشود على الجانبين في أجزاء من الطريق لوداعه
    وظل جثمان مانديلا مسجى لمدة 3 أيام في بريتوريا، وسط تزاحم من المواطنين لإلقاء النظرة الأخيرة عليه
    وصباح الأحد، سيجري الجزء الأول من مراسم التشييع بحضور حوالي خمسة آلاف شخص، بينهم عدد من الشخصيات الأجنبية، مثل ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز، ورئيس الوزراء ووزير الخارجية الفرنسيين السابقين ليونيل جوسبان وآلان جوبيه. وبعد هذه المراسم ينقل الجثمان إلى مقبرة العائلة الصغيرة التي تبعد مئات الأمتار
    وسيدفن مانديلا، الذي توفي في الخامس من ديسمبر، بالقرب من والديه وأبنائه الثلاثة المتوفين. وأكدت العائلة عدة مرات أنها تريد أن يدفن مانديلا من دون ضجيج، وأنها لن تسمح بالتقاط أي صور أو تسجيل فيديو. وستحيط بالدفن شعائر قبائل الكوزا، بما في ذلك ذبح ثور، ثم يلقي وجهاء من التيمبو كلمات أمام القبر
    **********
    نظام الفصل العنصري الذي حاربه مانديلا
    الشرق الاوسط
    كان نظام «الأبرتايد»، الذي ساهم نيلسون مانديلا في تسريع سقوطه، عقيدة تهدف إلى فرض تمييز عنصري صارم على المجتمع على كل المستويات. وقد طبقت لفترة طويلة في جنوب أفريقيا.
    وأصبحت سياسة الأبرتايد، الكلمة التي تعني بلغة الأفريكان تفريق الأشياء وتترجم عادة بـ«التنمية المنفصلة»، نظاما مطبقا بشكل منهجي بعد فوز الحزب الوطني في انتخابات 1948. والصورة التي ستبقى على الأرجح في الأذهان عن هذه السياسة هي صورة اللوحات التي تخصص للبيض حصرا المطاعم ومراكز البريد والمراحيض والشواطئ وغيرها.
    لكن البلاد بدأت أصلا عملية فصل بين الأعراق منذ المستوطنين الهولنديين الأوائل الذين أقاموا سياجا من أشجار اللوز لحماية «الكاب» من السكان الأصليين في القرن السابع عشر. وأُجبر «الهوتنتو»، أحد شعوب المنطقة، على الحصول على تصريح خاص للتنقل، اعتبارا من عام 1797، بينما أبعدت مدينة مثل جوهانسبورغ منذ تأسيسها في عام 1886 سكانها السود إلى أحياء واقعة في أطرافها. وعاش غاندي الذي أمضى أكثر من عشرين عاما في جنوب أفريقيا هذه التجربة عندما طرد من عربة للدرجة الأولى في قطار مخصصة للبيض عند وصوله عام 1893.
    وفي تجاهل كامل لأبنائها السود، ولدت جنوب أفريقيا المعاصرة في عام 1910 من اتحاد «بين بيض» ضم «أسياد» البلاد الإنجليز والأفريكان (أو بورز) أحفاد المستعمرين الهولنديين.
    ورد بعض السود بإنشاء «المؤتمر الوطني الأفريقي» الحزب الذي قاده مانديلا لاحقا، إلا أن هؤلاء لم يتمكنوا من منع تبني سلسلة قوانين تعزز الفصل العنصري في العقدين الثاني والثالث من القرن الماضي، وبينها منع السود من شراء أراض خارج المحميات الفقيرة والضيقة ومن مزاولة بعض المهن.
    وأصبحت العملية منهجية في عام 1948 بعد فوز الحزب الوطني، الحركة التي تجاهر بعنصريتها وتريد حماية مصالح الأفريكان من «الخطر الأسود» الذي اختلط بسرعة «بالخطر الأحمر» الشيوعي في أجواء الحرب الباردة، مما جعل الغرب يتعاطف معها، بينما سلكت دول باقي أفريقيا طريق إزالة الاستعمار مرسية في غالب الأحيان نظاما اشتراكيا.
    وسرعان ما امتد مفعول ترسانة الإجراءات التي اتخذها قادة البلاد المتأثرون بالآيديولوجيا النازية، ليشمل جميع أوجه حياة سكان جنوب أفريقيا وصولا إلى غرف نومهم.
    ومنع قانون أول الزواج بين الأعراق (1949) ثم العلاقات الجنسية بين أشخاص من أعراق مختلفة (1950).
    ويقوم هذا النظام على قانون عرف بقانون تسجيل السكان (1950) وقد صنف السكان في أربع فئات أو «أعراق» بحسب لون بشرتهم وهي البيض والهنود والخلاسيون والسود، محددا بذلك كل أوجه حياتهم، من المهد حتى اللحد.
    وأرسى قانون حول السكن المنفصل (قانون مناطق المجموعات) في 1950 الفصل في الأماكن وأصبح كل شبر في المدينة مخصصا لهذا العرق أو ذاك. وبذلك أزيلت أحياء بأكملها مثل صوفياتاون في جوهانسبورغ والمنطقة السادسة (ديستريكت 6) في الكاب بينما أُبعد السكان السود إلى أبعد ما يمكن، في «مدن من صفيح».
    وطرد نحو 3.5 مليون شخص بالقوة بسبب نظام الفصل العنصري، إذ جرت مصادرة أحيائهم أو مزارعهم لتمنح إلى البيض.
    لكن مدن الصفيح لم تكن سوى أماكن إقامة مؤقتة للسود، إذ لم يكن الأمر متوقفا على تحويلهم إلى مواطنين من الدرجة الثانية، بل كانوا يصبحون تاليا غرباء في أرضهم يحملون جنسية «معزل» مخصص لعرقيتهم. وهذه «الدويلات» التي تقوم على تقسيم جغرافي اعتباطي، لم تعترف به الأسرة الدولية يوما.
    وكان على السود أن يحملوا معهم دائما «تصريح مرور» يثبت أن لديهم عملا في منطقة للبيض. ولم يكن يحق لهم سوى تلقي «تعليم في المعزل» بدائي ولا يكفي لشغل وظائف رفيعة قد يطمحون لها.
    يبقى أن سلطات البيض لم تنجح يوما في التوفيق بين رغبتها في التخلص من السود واعتمادها على اليد العاملة السوداء بأسعارها الزهيدة. ودفعت حركات العصيان التي باشرها السود بقيادة «المؤتمر الوطني الأفريقي» والضغوط التي مارستها الأسرة الدولية، التي عزلت تدريجيا جنوب أفريقيا، والصعوبات الاقتصادية، بريتوريا إلى إلغاء القوانين العنصرية الواحد تلو الآخر اعتبارا من الثمانينات.
    وزالت العنصرية فعليا مع الانتخابات المتعددة الأعراق عام 1994 ووصول مانديلا إلى السلطة، لكن خطوط التقسيم القديمة ما زالت واضحة في الحياة اليومية لسكان جنوب أفريقيا حيث لا تزال الإشارة إلى الأعراق أمرا شائعا
    ******
    العالم في وداع مانديلا
    زعماء وحشود يشاركون في مراسم التأبين
    * أوباما: حقق الحرية لأمة بكاملها من دون سلاح
    سويتو (جنوب أفريقيا): «الشرق الأوسط»
    شارك عشرات من زعماء العالم، وعشرات الآلاف من مواطني جنوب أفريقيا، وأفراد عائلة الزعيم الأفريقي ورمز مكافحة سياسة التمييز العنصري، الراحل نيلسون مانديلا، في مراسم تأبينه باستاد لكرة القدم بمستوطنة سويتو أمس.
    ووسط سقوط الأمطار، بدأ واحد من أكبر التجمعات لقادة العالم في التاريخ الحديث، متأخرا ساعة تقريبا عن الموعد المحدد، واستهل بأداء النشيد الوطني على أنغام الموسيقى العسكرية. ومن بين الحضور، الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الكوبي راؤول كاسترو. ووصل أوباما وزوجته ميشيل متأخرين، واستقبلا بهتافات صاخبة، بينما استقبل رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما بصيحات الاستهجان. وتقام مراسم التأبين باستاد البنك الوطني الأول (إف إن بي) قرب مدينة سويتو، حيث عاش مانديلا يوما ما. ولم ينل سقوط الأمطار من حماس الجماهير الذين وفدوا من أنحاء جنوب أفريقيا والعالم لتوديع مانديلا، حيث رددوا الأغاني المناهضة للفصل العنصري. وأشار الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال مراسم تأبين زعيم جنوب أفريقيا الأسبق نيلسون مانديلا، إلى أنه «من الصعب أن نجد الكلمات التي تصف مانديلا»، لافتا إلى أن «إرث مانديلا كان الحرية والديمقراطية».
    ولفت إلى أنه «نظرا إلى ما قام به خلال حياته ونظرا إلى حجم إنجازاته، يجب أن نتذكر أنه مثال لنا»، وقال: «مانديلا حقق الحرية لأمة بكاملها دون سلاح وكان صوتا للضعفاء حول العالم». وأكد أننا «تعلمنا من مانديلا الكثير ونستطيع أن نتعلم منه المزيد»، مشددا على أنه «سيبقى رمزا للباحثين عن العدالة».
    اوباما
    ودعا أوباما مواطني أفريقيا الوسطى إلى «نبذ دوامة العنف التي تمزق بلادهم وإلى توقيف مرتكبي الجرائم». بينما قال سيريل رامافوسا، نائب رئيس حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» الحاكم وأحد الأصدقاء المقربين لمانديلا: «في تقاليدنا الأفريقية، عندما تمطر السماء خلال دفن شخص، فهذا يعني أن الآلهة ترحب به وأن أبواب السماء مفتوحة أيضا». وأضاف أن أكثر من 100 دولة ممثلة في التجمع، مما يعكس الشعور العالمي بالخسارة التي تمثلها وفاة مانديلا. وقال رامافوسا إن «مانديلا أقنع السود والبيض ببدء رحلة للتصالح والصفح عن أخطاء الماضي، ودفن الكراهية، وتبني حقوق الإنسان واللاعنصرية وعدم التمييز على أساس الجنس، وبدء مهمة ورحلة طويلة شاقة لنصبح أمة متنوعة الثقافات ومتنوعة الأديان ومتنوعة الأعراق». كما استطرد قائلا: «بطرق كثيرة، نحن هنا اليوم لنقول لماديبا (اسم قبيلة مانديلا) إن مسيرته الطويلة انتهت، وإنه أخيرا يمكنه أن يرتاح». وظهر التأثير العالمي لمانديلا في هذا الحشد. وحضر المراسم ثلاثة رؤساء أميركيين سابقين: جورج دبليو بوش وبيل كلينتون وجيمي كارتر. كما حضر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ونائب الرئيس الصيني لي يوانتشاو، والرئيس الكوبي راؤول كاسترو، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وجاءت صيحات الاستهجان التي قوبل بها زوما على النقيض من مشهد استقبال مانديلا في الاستاد نفسه عند الظهور العلني الأخير للزعيم الراحل خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2010. واستقبل معظم قادة العالم بشكل حافل لدى وصولهم الاستاد أيضا، وبالمثل أفراد عائلة مانديلا، ولا سيما زوجته السابقة ويني ماديكيزيلا – مانديلا التي بقيت قريبة منه حتى لحظة وفاته، وأرملته جراسا ماشيل. ومع بداية المراسم، كان نصف مقاعد الاستاد الذي يسع 94 ألف متفرج، خالية ولكن استمر في التكدس بالمواطنين الذين وصلوا بالحافلات والقطارات وعلى الأقدام.
    وتوفي مانديلا بمنزله في جوهانسبرغ، حيث كان يتلقى رعاية طبية مكثفة نظرا لمعاناته عدة أمراض منذ فترة طويلة، بينها عدوى في الرئة. وترك مانديلا، الذي كان أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، كما نال جائزة نوبل للسلام، عائلة تضم: أرملته وزوجته السابقة وثلاث بنات و18 حفيدا و12 من أبناء الأحفاد. وسوف يسجى جثمان مانديلا لإلقاء النظرة الأخيرة عليه بدءا من اليوم وحتى الجمعة، ثم ينقل جوا إلى إيسترن كيب الريفية حيث يوارى الثرى يوم الأحد المقبل في جنازة رسمية، بقرية أجداده «كونو». ومن المتوقع أن يشارك 5 آلاف شخص، على الأقل، في مراسم الجنازة والدفن.
    وقضى مانديلا 27 عاما خلف القضبان قبل إطلاق سراحه عام 1990، حيث سعى للمصالحة بين أفراد الأمة ودعا إلى العفو والتسامح. وانتخب عام 1994 رئيسا للبلاد في أول انتخابات تشارك فيها جميع الأعراق، وتخلى مانديلا عن المنصب بعد فترة ولاية واحدة.
    *************
    ست حقائق غير معروفة عن مانديلا
    حظى نيلسون مانديلا بشهرة عالمية، ويعرف الكثيرون قدرا كبيرا من التفاصيل عن حياته وعن سجله كسياسي ومناضل ضد الفصل العنصري (الأربارتيد) في جنوب افريقيا. ولكن هناك ست حقائق قد لا تعلمها عن الزعيم الجنوب افريقي.
    كان مولعاً بالملاكمة
    كان مناديلا معجبا باستراتيجية الدفاع والهجوم في الملاكمة.
    كان مانديلا في شبابه مولعا بالملاكمة وبعدو المسافات الطويلة. حتى في سنوات سجنه التي دامت 27 عاما، كان يحرص على آداء التمارين الرياضية.
    وقال مانديلا في سيرته الشخصية “الطريق الطويل الى الحرية” ويقول: “لم اكن معجبا بعنف الملاكمة بقدر اعجابي بالتقنية وراءها. ما كان يثير اهتمامي كيف يمكن للمرء التحرك لحماية نفسه، وبكيفية استخدام استراتيجية الهجوم والانسحاب وكيف يمكن للمرء ان ينظم نفسه طوال المباراة”.
    كما كتب مانديلا: “الملاكمة تساوي بين الجميع. في الحلبة ينتفي السن والطبقة واللون… لم أمارس الملاكمة بعد دخولي عالم السياسة. كان اهتمامي الرئيسي هو التدريب. وجدت ان المواظبة على التمرين يحد من التوتر. بعد تدريب مشدد، كنت اشعر بالخفة جسديا وعقليا”.
    ومن بين التذكارات في متحف عائلة مانديلا في سويتو، يمكنك ان تجد حزام بطولة العالم الذي اهداه له الملاكم الامريكي شوغر راي لينارد.
    اسمه الاصلي لم يكن نيلسون
    ينتمي مانديلا لقبيلة ماديبا
    كان روليهلاهلا مانديلا في التاسعة من عمره، عندما أطلق عليه مدرس في المدرسة الابتدائية التي كان يدرس بها في كونو بجنوب افريقيا الاسم الانجليزي نيلسون وفقا لتقليد منح جميع الاطفال اسما جديدا.
    وكانت هذه ممارسة شائعة في جنوب افريقيا وفي مناطق اخرى من القارة حيث يطلق على الشخص اسم انجليزي يسهل على الاجانب نطقه.
    وروليهلاهلا ليس اسما شائعا بلغة الخوسا في جنوب افريقيا فهو باحدى اللغات الاحدى عشرة الرسمية في جنوب افريقيا ويتحدثها 18 بالمئة فقط من السكان. ويعني الاسم حرفيا “جذب غصن الشجرة” ولكنه بصورة مجازية يعني “الطفل المشاغب”. ولكن في جنوب افريقيا كان يطلق على مناديلا اسم “ماديبا” وهو اسم قبيلته وكان الناس ينادونه به تأدبا.
    كان ضمن قائمة مراقبة الإرهاب الأمريكية حتى عام 2008
    قبل ذلك التاريخ لم يكن مانديلا وأعضاء آخرون في قيادة الحزب المؤتمر الأفريقي قادرين على زيارة الولايات المتحدة دون ترخيص خاص من وزير الخارجية. فقد كان الحزب مصنفاً كمنظمة إرهابية من قبل حكومة الفصل العنصري (الأبارتيد) في جنوب أفريقيا.
    وفي عام 2008 أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك كونداليزا عن امتعاضها من الأمر قائلا إنه “ينطوي على إحراج كبير”. ثم ألغي التصنيف بقانون وضعه رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، هاورد بيرمان.
    وكان الرئيس السابق، رونالد ريغان، هو الذي أضاف المؤتمر الوطني الأفريقي الى القائمة في الثمانينيات.
    نسي نظارته عندما اطلق سراحه من السجن
    اطلق سراح مانديلا في 11 فبراير / شباط 1990 بعد سنوات من الضغوط السياسية ضد التفرقة العنصرية. وفي يوم اطلاق سراحه شعر “بالدهشة وببعض القلق”، كما قال لاحقا.
    وتم نقل مانديلا وزوجته انذاك ويني ليلقي كلمة في حشد ضخم مبتهج بالافراج عنه. ولكن عندما فتح نص كلمته، اكتشف انه نسي نظارته، واستعار نظارة ويني.
    كان يرتدي زي سائق لتجنب الشرطة
    بعد اختبائه بسبب انشطته في “المؤتمر الوطني الافريقي”، لقب مانديلا باسم “بمبرنيل الاسود” بسبب قدرته على التخفي وتفادي الشرطة، تيمنا برواية “بمبرنيل القرمزي”، التي تدور احداثها عن بطل سري الهوية.
    وثيقة سفر مزورة لمانديلا
    وتنكر مانديلا كسائق وطاهٍ وبستاني حتى يسافر في البلاد دون ان تلحظه السلطات. ولا يعلم احد كيف تم في نهاية المطاف الكشف عن هوية مانديلا والقاء القبض عليه رغم ان تحركاته كانت سرية وبهوية مختلقة.
    شارك في تأسيس مكتب محاماة، لكن الحصول على درجة في القانون استغرق أعواما طويلة
    درس مانديلا القانون بصورة متقطعة لمدة خمسين عاما منذ 1939، واخفق في نحو نصف المواد الدراسية.
    ولكن دراسته الدبلوم لمدة عامين بعد انهاء الدراسة الجامعية سمحت له بممارسة المحاماة، وفي اغسطس/ اب 1952 أسس بالاشتراك مع اوليفر تامبو اول مكتب محاماة بإدارة محامين سود في جنوب افريقيا في جوهانسبرغ. وثابر مانديلا حتى حصل على درجة في الحقوق اثناء وجوده في السجن عام 1989.
    *******
    أحسن 15 حِكمة لنيلسون مانديلا
    ترجمة: معمر حبار
    [email protected]
    يبدو لنا دائما مستحيلا، حتى ننجزه
    تعلمت أن الشجاعة لاتعني غياب الخوف، لكن القدرة على هزمه
    أن تعيش حرا، لايعني التخلص من القيود فقط ، لكن العيش بطريقة تحترم وتعزّز حرية الآخرين
    السياسة يمكن لها أن تتعزّز بالموسيقى، لكن للموسيقى قوة تتحدى السياسة
    الرجال الذين يخوضون المخاطر الكبرى، عليهم أن ينتظروا غالبا تحمل العواقب الثقيلة
    أمة قوس قزح، تعيش بسلام مع نفسها، ومع العالم
    من ذا الذي يتحكم في الحرية، لأن الشمس أبدا لم تحجب إنجازات إنسانية مجيدة
    التعليم هو سلاحك الأقوى لتغيير العالم
    قلب طيب وعقل سليم يُكوِّنانِ دائما تناسقا رائعا
    لايمكن معرفة روح المجتمع بصفة واضحة، إلا بالطريقة التي يتعامل فيها مع أبناءه
    الأموال لاتخلق النجاح، بل الحرية التي ننالها هي التي تحققه
    الناس الشجعان لايخافون التسامح، باسم السلام
    كل إنسان أو كل هيئة تسعى لسرقة كرامتي سيخسرون
    لم أكن قديسا، إنما أنا إنسان عادي أصبح قائدا بسبب ظروف غير عادية
    ناضلت طيلة حياتي من أجل الشعب الإفريقي. حاربت ضد سيطرة البيض، وحاربت ضد سيطرة السود. حلمي الأغلى كان في مجتمع حر وديمقراطي، حيث يعيش فيه الجميع بانسجام وفرص متساوية. أتمنى أن أعيش بالقدر الذي أصل إليه. لكن إذا كان هذا ضروري، فإنه يبقى حلم الذي من أجله أنا مستعد لأموت لأجله
    النص الأصلي في المرجع
    Top 15 des plus belles citations de Nelson Mandela, l’homme qui croyait au lendemain
    http://www.topito.com/top-plus-belles-citations mandela?fb_action_ids=729653890396032andfb_action_types=og.likesandfb_source=other_multilineandaction_object_map=%5B161123094070161%5Dandaction_type_map=%5B%22og.likes%22%5Dandaction_ref_map=%5B%5D
    *********
    اتحاد الكتاب السودانيين ينعي نيلسون مانديلا
    برحيله انطفأ مصباح ضخم في تاريخ البشرية
    ببالغ الحزن، وعميق الأسى، ينعي اتحاد الكتاب السودانيين الزعيم والقائد الفذ نلسون روليهلاهلا مانديلا الذي بذل حياته، ليس، فحسب، كنموذج رائع للتصدي للعنصرية، والفقر، والظلم، والاستبداد، أو كثوري ملتزم قاد شعبه في مسيرة طويلة وشاقة على طريق تفكيك نظام الأبارتيد، وإرساء قواعد العدل والمساواة في جنوب أفريقيا، بل، وبوجه عام، كمشعل وهاج من مشاعل الاستنارة والديموقراطية في التاريخ المعاصر بأسره.
    تعكس حياة ماديبا، وفق اللقب القبلي الذي يطلق على عظماء بلاده في معنى العظيم المبجل، كما تعكس سيرته النضالية، من العبر ما هو جدير بالاعتبار، عن حق، وأبرز ذلك المشوار الذي قطعه، مع رفاقه في المؤتمر الوطني الأفريقي، من منابر المقاومة السلمية إلى ساحات الكفاح المسلح. لقد كانت مجزرة شاربفيل ضد الأفارقة عام 1960م، وما استتبعت من تشريعات تستهدف النشاط السياسي للمؤتمر، الحد الفاصل بين النهجين. اعتقل مانديلا في العام التالي. وعند إطلاق سراحه أنشأ وقاد الجناح العسكري للمؤتمر، حيث غادر، عام 1962م، إلى الجزائر لتلقي وترتيب دورات تدريبية لمقاتليه. وفور عودته إلى البلاد في نفس العام، اعتقل، وحوكم بتهمة السفر غير المشروع، والتحريض على الإضرابات وأعمال العنف. وانتهت تلك المحاكمة الجائرة بسجنه لمدة خمس سنوات.لكنه ما لبث أن قدم، وهو لما يزل في السجن، إلى محكمة أخرى لا تقل جوراً، أدانته بتهمة التخريب، وقضت بسجنه سجناً مؤبداً بجزيرة روبن. منذ ذلك الحين، وعلى مدى سبع وعشرين سنة، تحول مانديلا إلى أيقونة للصمود والبسالة، وصار النداء بتحريره أنشودة على شفاه مختلف أجيال الأحرار في كل أنحاء المعمورة. ولم يغير مانديلا من مواقفه، أو يتزحزح عنها، رغم الإغراءات الكثيرة، حتى رضخ نظام الفصل العنصري، فأطلق سراحه في 11 فبراير 1990م، حيث أعلن عن نهاية الصراع المسلح، والدخول في عملية سياسية، نتج عنها، في خواتيم 1993م، دستور جديد، أقر حكم الأغلبية، لأول مرة في تاريخ البلاد، وسمح للأفارقة بالتصويت، فكان أن منح مانديلا، بالاشتراك مع رئيس جنوب إفريقيا، وقتها، فريدريك ويليام ديكليرك، جائزة نوبل للسلام. ومثلما كان متوقعاً اكتسح مانديلا، في 27 أبريل 1994م، أول انتخابات رئاسية أجريت، على ذلك الأساس، ليصبح أول رئيس أفريقي لجنوب أفريقيا خلال دورة امتدت حتى يونيو 2000م.
    على أن المأثرة العظمى من مآثر مانديلا التي سيحفظها التاريخ، وتلهج بذكرها الأجيال، هي تعاليه الإنساني النبيل على جراحه الشخصية جراء اضطراره لسلخ تلك السنوات الطوال من عمره في السجن، وقيادته، من ثمَّ، مع القس ديزموند توتو والبروفيسير أليكس بورين، لإحدى أهم تجارب “العدالة الانتقالية” في العالم، والتي تقوم على فكرة “العفو” و”المصالحة الوطنية” مقابل الكشف عن “حقيقة” ما جرى، بغرض إبراء الجراح، وتسوية تركة الماضي المثقلة، والتمهيد لاستشراف المستقبل الجديد.
    في 2004م قرر مانديلا التقاعد لأسباب صحية، حيث ظل يعاني من الأمراض التي نجمت عن سنوات السجن الطويلة، حتى وافته المنية بالخميس الخامس من ديسمبر 2013م. واتحادنا، إذ ينعيه، فإنما يعبر عن عميق الأسف لكون رحيله إنما يمثل، بالحق، انطفاء مصباح ضخم في تاريخ البشرية. ومع ذلك فإن العزاء الحقيقي يبقى في ما خلفه من إرث نضالي وإنساني ملهم لكل عقل ووجدان شريفين، في الحاضر كما في المستقبل.
    اللجنة التنفيذية
    7 ديسمبر 2013م
    **************
    مانديلا تلقى أول تدريب عسكري في صفوف جيش تحرير الجزائر
    لعمامرة: الجزائر كانت السند الثابت للمؤتمر الوطني الإفريقي
    الجزائر – عثمان لحياني
    يعرف عن الزعيم التاريخي نيلسون مانديلا علاقته التاريخية بثورة التحرير الجزائرية، حيث تلقى في صفوف جيش التحرير الوطني في الجزائر تدريبه العسكري الأول.
    وكشف وزير الخارجية الجزائري رمضان لعمامرة اليوم في تصريح للصحافيين على هامش ندوة الإيليزي في باريس حول السلم والأمن في إفريقيا أن “الزعيم مانديلا تلقى تدريباً عسكرياً أولياً على يد ثوار جبهة التحرير الوطني في الجزائر، في بداية الستينات، بعدما قرر تأسيس جناح عسكري للمؤتمر الوطني الإفريقي”.
    وأضاف لعمامرة أن “الجزائر كانت منذ ذلك الوقت السند الثابت والقوي للمؤتمر الوطني الإفريقي الذي استعمل عددا من إطاراته إما أسلحة وفرتها الجزائر وإما جوازات سفر أو وسائل أخرى للمساهمة في هذا الانتصار التاريخي على الأبارتيد والتمييز العنصري”.
    الثورة الجزائرية مصدر إلهام
    ويعترف نيلسون مانديلا في مذكراته التي كتبها بعنوان “الدرب الطويل نحو الحرية” باستلهامه لقيم الحرية من الثورة الجزائرية، وكتب يقول: “الثورة الجزائرية هي النموذج الأقرب لثورتنا كون المجاهدين الجزائريين واجهوا جالية هامة من المستعمرين البيض الذين كانوا يحكمون أغلبية الأهالي”.
    وزار نيلسون مانديلا سنة 1961 وحدات قتالية من جيش التحرير الجزائري التي كانت ترابط في مدينة وجدة على الحدود مع الجزائر، والتي كانت تحتضن قاعدة خلفية لجيش التحرير الجزائري، وتتكفل بتأمين تهريب السلاح إلى الثوار في داخل الجزائر.
    ودعي بعدها إلى مدينة وجدة المغربية على الحدود مع الجزائر، حيث زار وحدة قتال تابعة لجيش التحرير الوطني كانت تحارب في الميدان.
    ويضيف الزعيم مانديلا في مذكراته، “كانوا جيشا مغوارا يضم محاربين كسبوا رتبهم في خضم الحروب وكانوا مولوعين بالحرب والاستراتيجية القتالية أكثر منه بالزي العسكري والاستعراضات العسكرية”.
    وكتب مانديلا “كنت أعلم أن قواتنا تشبه أكثر جنود الجزائر، وكنت آمل أن يحاربوا بمثل هذه البسالة”.
    وفي عام 1962، توجه مانديلا إلى جبال في داخل الجزائر حيث تلقى وتابع إدماج عدد من مقاومي المؤتمر الوطني الإفريقي في مخيمات التدريب إلى جانب مجاهدي جيش التحرير الوطني الجزائري.
    دعم سياسي
    وقد تأثر مانديلا كثيرا بالثوار الجزائريين خلال اتصالاته الأولى بهم وساهموا في تشجيعه على خوض مسيرته النضالية فيما بعد، ويشير مانديلا في مذكراته الى أن ممثل الحكومة الجزائرية المؤقتة في المغرب الدكتور شوقي مصطفاي، “نصحنا بأن لا نهمل الجانب السياسي للحرب مع تنظيم القوات العسكرية، خاصة وأن أهمية وقوة الرأي العام الدولي تفوق أحيانا قوة أسطول من الطائرات الحربية”.
    وابتداء من سنة 1965 قدم العديد من مناضلي المؤتمر الوطني الإفريقي في زيارات سرية إلى الجزائر لتلقي تدريبات عسكرية والعودة إلى جنوب إفريقيا لتنفيذ عمليات عسكرية.
    وقرر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة اليوم تنكيس العلم الوطني في الجزائر لمدة 8 أيام بدءا من الجمعة، تخليداً لذكرى وروح هذه الشخصية الإفريقية المرموقة”.
    واعتبر الرئيس بوتفليقة أن “الزعيم مانديلا كان الصديق الوفي للجزائر”، وكانت الجزائر البلد الأول الذي يزوره مانديلا بعد إطلاق سراحه يوم 11 فبراير 1990، وبعدما قضى 27 سنة في السجن، اعترافاً بالدعم الذي قدمته الجزائر لكفاح شعب جنوب إفريقيا ضد نظام الأبارتيد.
    *****
    كتبوا عن مانديلا
    أعظم العبر من حياة الراحل المقيم مانديلا! ..
    بقلم: فيصل الدابي/المحامي
    [email protected]
    كان مانديلا يهرب من الرئاسة وهي تطارده بإصرار ، فقد خطط عمه لتعينه زعيماً لقبيلته في قرية كونو فهرب لمدينة جوهانسبيرج ، وعندما دخل السجن أصبح رئيساً للسجناء ، وعندما خرج منه تم انتخابه رئيساً لجنوب أفريقيا في عام 1994 لكنه استقال عام 1999 ورفض الترشح لفترة ثانية ثم أصبح رئيساً لجمعية مانديلا لمكافحة الفقر والايدز إلا أنه فر من رئاستها واعتكف في منزله، ولا شك أن سيرته الزاهدة في الرئاسات رغم استحقاقه لها تسبب حرجاً رئاسياً بالغاً لذلك الصنف من الرؤساء الذين يحكمون بلا مؤهلات لعشرات السنين ويتسببون في قتل وتشريد الملايين من بني جلدتهم من أجل البقاء المزمن في كراسي الرئاسة!
    كان مانديلا أول محام أسود في جنوب أفريقيا وتخصص مكتبه في الدفاع عن السود في القضايا الجنائية التي كانت تُرفع ضدهم إذا دخلوا مطاعم البيض أو استقلوا باصات البيض لكنه ترك المحاماة حينما اقتنع بأن المحامي الأسود العاجز عن الدفاع عن نفسه أمام القانون العنصري لا يجب إن يدافع عن المقهورين من أمثاله أمام المحاكم العنصرية مقابل المال وإنما الأشرف له أن يدافع سياسياً وبدون مقابل عن حرية كل الشعب المقهور ، ولا شك أن سلوكه في التضحية بمهنته الخاصة المربحة من أجل الدفاع المجاني عن أنبل القضايا السياسية العامة ودخوله السجن عشرات المرات بسبب ذلك هو الذي مهد له الطريق لرئاسة المؤتمر الوطني الأفريقي ورئاسة حركة عدم الانحياز في الفترة ما بين 1998 إلى 1999 ومكنه من الفوز بأكثر من 250 جائزة منها جائزة نوبل للسلام في عام 1993!
    عاش مانديلا 95 عاماً قضى منها 27 عاماً في السجن، وبعد لجوء المؤتمر الوطني الأفريقي للكفاح المسلح عقب وقوع مذبحة شاربفيل البشعة في 21 مارس 1960 التي قتلت خلالها الحكومة العنصرية بالرصاص حوالي 70 من طلاب المدارس الابتدائية والإعدادية ، ساومت الحكومة مانديلا وعرضت عليه الخروج من السجن مقابل إدانة الكفاح المسلح إلا أنه رفض وقال في رسالة وجهها للشعب “إن حريتي وحريتكم لا تتجزأ أبداً وأن الحرية لا تُعطى على جرعات فإما أن يكون الانسان حراً أو لا يكون حراً” ، وأجبر موقفه الصلب الحكومة العنصرية على إطلاق سراحه في نهاية المطاف بدون قيد أو شرط وأثبت مانديلا بذلك الموقف أن المسجون صاحب القضية العادلة يستطيع أن يحاصر سجانه الظالم محلياً ودولياً بالتشبث بمطالبه العادلة مهما ساءت الظروف!
    حينما خرج مانديلا من السجن وأصبح رئيساً لدولة جنوب أفريقيا لم يستغل سلطاته للانتقام من خصومه السياسيين الذين عذبوه في السجون وإنما لجأ للمصالحة التي انتهت بتسويات حقنت دماء البيض والسود معاً وفتحت المجال أمام التطور الاقتصادي لدولة جنوب أفريقيا، الأمر الذي صنع من مانديلا رمزاً عالمياً للسلام لأنه أثبت أن العنف والعنف المضاد شران متسلسلان يقودان دائماً لأفدح الخسائر وأن الخير كل الخير يكمن في المصالحة والسلام!
    عندما توفى مانديلا في 5 ديسمبر 2013 ، نعاه عدد كبير من رؤساء الدول ونكست الكثير من دول العالم أعلامها حداداً عليه ونعاه الفلسطينيون والاسرائيليون المختلفون سياسياً ، نعاه أطفال الهند بإيقاد الشموع ونعاه بعض الجنوب أفريقيين بالصمت والدموع ونعاه بعضهم بالرقص والانشاد الحزين أما أنا فلا أملك إلا أن أنعيه ببيت الشعر الذي نظمه الشاعر السوداني الراحل ادريس جماع في رثاء النبلاء وقال فيه: يكفيــه نبـلاً أنـه أدى الرسـالة وانتـهى!
    *************
    مانديلا الممسك بسر الحياة مترجلاً يخطو بثات نحو الخلود أين شوكتك يا موت ؟
    ايليا أرومي كوكو
    مانديلا الممسك بسر الحياة مترجلاً يخطو بثات نحو الخلود أين شوكتك يا موت ؟
    اليوم اسمعك تقول للردي ها انا قد غلبت فاين شوكتك يا موت ؟
    ماديبا العظيم يصارع الموت حتي الرمق الاخير و يفوز منتصراً .
    أن مانديلا الممسك بسر الحياة مترجلاً يخطو بثات نحو الخلود .
    مات نيلسون مانديلا واقفاً كشجرة الباوباب أعجوبة افريفيا !
    دخل مانديلا العظيم رجل افريقيا الي ديار الرب مطوباً بالفرح
    فيا من سعيت في الوراء السعي الحسن مكملاً العمل الحسن
    يا من أوفيت و كنت أميناً في كل شي منذ البدء والي النهاية
    طوباك يا رجل افريقيا العظيم في الاحياء انت خالد دوراً فدور
    طوباك يا اعظم العظماء في العالمين بين الاجيال الي دهر الدهور
    حملت الامانة الثقيلة علي منكبيك العاريتين بصبر و جلد و مثابرة
    كأنبياء العهد القديمقد قلت الحق كل الحق في وجه قوي الغاشمين
    كرسل العهد الجديد دخلت سجون الطغاة فأهتزت قلاع المجرمين
    في العلماء انت عالم مجدد و في الفكر انت أب المفكرين المستنيرين
    يا صاحب الكلمة و الارادة انت الشكيمة فقلت بلا خوف بلا وجل
    السلام و الراحة الابدية لروح آبينا العظيم نيلسون مانديلا ماديبا
    لانه مكتوب من الان طوبي للاموات الذين يموتون في الرب
    طوبي لهم لآنهم يستريحون من اتعابهم و أعمالهم تتبعهم .
    يا قيثارة الحب انت ملهم و يا عاشق الحرية انت لحن الاحرار
    يا أغنية افريقيا الشجية … كل افريقيا باحرف كلماتك تغني
    ايها الانسان الفذ الفريد قد امتزت بين الناس عجباً ضد التمييز
    و انت السامي بين البشر تساوي فابغضت كارهاً روح العنصرية
    كالهة افريقيا في العصورالقديمة تسامح فاحببت كل البنين
    فلك التحية و الاجلال … لك الانحناءة و التوقير و لك الصلاة
    انت في الارض سلام انت للناس المسرة انت في المجد الحرية
    مانديلا …. يا مانديلا سنه حلوة كل عام و انت بالف خير و خير
    ابداً .. ابداً فأن شمس مانديلا المشرقة بالامل سوف لن تغيب ابداً
    أنت في الاوطان ملهم أنت للأجيال معلم و أنت لأفريقيا من الانبياء
    حتماً في لحظةعن قريب ستغمض عينيك عن العالم يا ما ديبا لتشرق
    ستشرق شمسك يا مانديلا من جديد في أرض جديد و سماوات جديدة
    *******
    ما أعظم رحيلك الى الخلود .. ماديبا
    محمد عبدالله برقاوى
    حقاً شتان بين أن يقضي الرجل المناضل سبعة وعشرين عاما تحتبس حريته خلف جدران جلاده ..ولكن شعاع مبادئه كان ينسل كل صباح ٍ عبر نافذة زنزانته الضيقة ليتفّجر شموساً من لون الحرية في كل فضاءات بلاده و لتملاء صدور أبناء وبنات شعبه عزة وكرامة ..وحينما تحطمت أصفادة .. لم يلعن
    الحقة أنبل من مرارات الإنتقام سجانه ..بل أخذه بحضن السماح الذي يظل طعمه في مذاقات الإنسانية
    شتان بينه وبين قادة يحبسون رقاب شعوبهم بمقدار ذات المدة مطبقين عليها إعتصارا بأكف الظلم ..ليعيثوا هم تعتيماً لفضاءات عزة الشعوب والأوطان ويصادرونها من الطرقات لتفسح الممرات لمواكب هروبهم خوفاً من أشعة الحرية وهم لا يدرون أنهم أحياء ولكنه أموات في قوائم التاريخ التي فقط تخّلد الأموات العظماء ليظلوا أحياءاً مثل بابا ماديبا .. الذي رحل بالأمس وهو يخطو في موكب زفافه بعظمة الى حيث الخلود وليس الفناء
    فنم قرير العين يا نيلسون .. وستتقاسم كل الشعوب المحبة لكل نسمات الحرية التي تتراقص مع نفحات روحك في كل سماوات المجد والسمو فقد عشت كبيراً .. ورحلت عملاقاً ..وستظل رمزا ينحني امام إسمك المجد كله ..كلما طافت ذكراك التي لن تندثر أبد الدهر ، فقد رفعت رأس شعبك بتضحيتك من أجله و أخجلت جلادك بتسامحك الرائع كروعة إنسانيتك أيها المعلم .وليس كرحيل الهالكين ممن أهلكوا شعوبهم وسيسقطهم التاريخ من ركبه الذي لا يحتفي إلا بمن أحبتهم الشعوب
    لا نقول لك وداعا ..بل مرحباً في مواكب الخالدين و في كل القلوب
    **********
    بسم الله الرحمن الرحيم
    نعي بطل النضال والسلام والديمقراطية
    6 ديسمبر 2013
    توفي نلسون مانديلا عن 95 عاماً. بطل النضال ضد الفصل العنصري الذي أمضى في السجن 27 عاماً واصل أثناءها المؤتمر الإفريقي نضاله ضد نظام الفاشستية العنصرية الذي مارس القهر الإثني بصورة غير مسبوقة في التاريخ، ما وحد شعب جنوب إفريقيا ضده؛ وأيقظت فظاعاته ضمير العالم، فأحاط النظام المجرم بعزلة خانقة، ما جعل التيار الأكثر وعياً بين البيض يدرك أنه هزم رغم ما عنده من أسلحة نارية بل نووية وأجهزة قمعية؛ فأطلق هؤلاء بقيادة دي كلارك سراح مانديلا في عام 1990م، وأبدى النظام استعداده التخلي من نظام الفصل العنصري والتفاوض من أجل نظام جديد.
    كان مانديلا قوي التمسك بالمبادئ، جمع بصورة عبقرية بين صلابة المبدأ ومرونة الوسائل، فأورث تاريخ النضال آلية الكوديسا (مؤتمر جنوب أفريقيا الديمقراطي) كوسيلة سلمية للانتقال من الظلمات إلى النور.
    sad8almahidi
    وعلى الصعيد الإنساني كان الراحل العظيم مثالاً للتسامح. قال في أول خطاب بعد إطلاق سراحه: أنا مستعد لتجاوز الماضي لبناء المستقبل. وكان مثالاً للتواضع قال معلقاً على مقولة من رفعه إلى مرتبة القديسين: لست قديساً اللهم إلا إذا أطلق هذا الوصف على من هو محمل بالخطايا. يواصل السعي بلا يأس. ولم يكن فظاً غليظ القلب مارس القيادة بالقدوة الحسنة لا بالأمر والنهي.
    رحمه الله رحمة واسعة ولأسرته وشعبه في جنوب إفريقيا، بل إفريقيا كلها، والعالم العريض حسن العزاء.
    وللذين يحشرون رحمة الله في مواعينهم، قال تعالى في أمثاله: (وَمَا يَفْعَلُونَ مِنْ خَيْر فَلَنْ يُكْفَرُوهُ) . وقال نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم ما قال في النجاشي. وقال : (الْخَلْقُ عِيَالُ اللَّهِ ، فَأَحَبُّهُمْ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِعِيَالِهِ) .
    الصادق المهديJoomla Templates and Joomla Extensions by ZooTemplate.Com
    *********
    الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ينعى نيلسون مانديلا
    قدم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين التعزية والمواساة إلى شعب وحكومة جنوب أفريقيا، في رحيل الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، الذي وافته المنية، الخميس الماضي
    ووصف الاتحاد في بيان أصدره، السبت، «مانديلا» بأنه «كان رمزًا للنضال من أجل الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية
    وقال البيان إنه «يقدّم تعزية مماثلة لكل أنصار الحرية والمناضلين ضد الظلم والتمييز بكل أنواعه في أفريقيا والعالم
    وأضاف الاتحاد أنه ينتهز هذه المناسبة ليدعو شعوب العالم و«مناضلي الحرية والحقوق» فيه إلى الوقوف مع القضايا الإسلامية والإنسانية العادلة، وأولها القضية الفلسطينية وقضايا الثورات العربية الراهنة، وكذلك كل القضايا الإنسانية
    ودعا الاتحاد الشعوب إلى أن «يبذلوا جهودًا مضاعفة من أجل إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين بغير حق، والدفاع عن مكتسبات الشعوب وخياراتها الحرة
    وكان رئيس جنوب أفريقيا، جاكوب زوما، أعلن في ساعة متأخرة من، مساء الخميس الماضي، نبأ رحيل مانديلا عن عمر يناهز 95 عامًا
    وتستعد جنوب أفريقيا لجنازة مانديلا في، 15 ديسمبر الجاري، بمشاركة عالمية لرؤساء حاليين وسابقين
    وقاد «مانديلا» جنوب أفريقيا في المرحلة الانتقالية لنقل السلطة من الأقلية البيضاء إلى الأغلبية السوداء في تسعينيات القرن الماضي، بعد أن قضى 27 عامًا في السجن، لذلك أصبح «أيقونة» في التاريخ الحديث لجنوب أفريقيا بنضاله ضد «نظام الفصل العنصري
    ***********
    من اقوال الصحف
    مانديلا.. معلم لزملائه في السجن وأب لسجانيه
    الشرق الاوسط
    ارتبط سجن جزيرة روبن آيلاند الذي كان أكثر سجون جنوب أفريقيا إثارة للرعب في فترة الفصل العنصري ارتباطا لا ينفصم بنيلسون مانديلا أشهر نزلائه والذي قضى هناك عقودا من الأشغال الشاقة يعلم زملاءه ويأسر حتى قلوب سجانيه التي قدت من حجر.
    كان السجناء السياسيون السود يحتجزون في عزلة بالسجن المشيد من صخور تعصف بها الرياح وسط مياه تمتلئ بأسماك القرش قبالة ساحل كيب تاون لفترة امتدت ثلاثة عقود إلى أن بدأ الرئيس الأسبق فريدريك دو كليرك في إنهاء حكم الأقلية البيضاء عام 1990. وتحول السجن الآن إلى متحف ومزار سياحي شهير.
    كانت أول مرة يدخل فيها مانديلا الذي توفي أول من أمس إلى سجن جزيرة روبن آيلاند عام 1962 ليقضي عقوبة قصيرة عن جرائم سياسية بسيطة ثم عاد بعد عامين ليقضي عقوبة السجن المؤبد بعد إدانته بالتخريب والتآمر للإطاحة بالدولة. وصدرت الأحكام على مانديلا وكان عمره آنذاك 46 عاما مع أعضاء بارزين آخرين في المؤتمر الوطني الأفريقي بالأشغال الشاقة فكانوا يكسرون الصخور في محجر جيري. كان السجناء الذين يقيد كل أربعة منهم في سلاسل تربطهم معا يعملون من ثماني إلى عشر ساعات يوميا خمسة أيام في الأسبوع. وألحق وهج الشمس المحرقة على الصخور البيضاء وتصاعد الغبار في المحجر أضرارا دائمة بعيني مانديلا.
    وعلى الرغم من المشقة والعناء لم يصب مانديلا جام إحباطاته على سجانيه. وقال كريستو براند السجان الذي صاحب مانديلا من عام 1978 حتى إطلاق سراحه في 1990 لوكالة «رويترز»: «كان دائما ودودا ومهذبا ومعينا لغيره». وأضاف براند الذي يعمل الآن في متحف جزيرة روبن آيلاند «أصبح مثل الأب بالنسبة لي. إذا ما احتجت بعض العون أو المساعدة في شيء كان دائما حاضرا».
    في سيرته الذاتية «رحلتي الطويلة إلى الحرية» التي كتب معظمها في زنزانته يتذكر مانديلا مشاعر الوحدة والعزلة التي كانت تنتاب السجناء. وكتب يقول: «كان سجن جزيرة روبن آيلاند بلا شك أكثر المراكز قسوة وبطشا في نظام العقوبات في جنوب أفريقيا».
    قد تبدو الجزيرة التي تقع على بعد عشرة كيلومترات من مدينة كيب تاون الساحلية البراقة قريبة من الشاطئ. لكن خلال رحلة مدتها 30 دقيقة بالزورق في مياه شديدة البرودة في جنوب المحيط الأطلسي تتراءى الظلال تحت مستوى الأفق وتبدو المسافة أبعد. وكتب مانديلا «السفر إلى سجن جزيرة روبن آيلاند كان مثل الذهاب إلى بلد آخر. كانت عزلته تجعله ليس مجرد سجن آخر بل عالما منفصلا بذاته بعيد كل البعد عن العالم الذي جئنا منه».
    كان الطريق من ميناء موراي المحصن حيث يحشد السجناء بعد وصولهم يؤدي إلى مبنى من الحجر الرمادي تحيطه حواجز تعلوها الأسلاك الشائكة. وفي طريقهم إلى جناح من طابق واحد كان في استقبال السجناء كلمات ساخرة كتبت على قوس يعلو الطريق تقول «مرحبا بكم في سجن جزيرة روبن. نحن نخدم بفخر».
    وفي القسم «ب» يرشد سجناء سياسيون سابقون الزوار إلى زنزانة السجن الانفرادي لمانديلا. وهناك تجد منضدة صغيرة عليها فنجان معدني وطبق وعلبة للاغتسال من الصفيح المنبعج كما كانت قبل عقود.
    تطل نافذة صغيرة على الفناء وعلى الأرض حشية من الليف الأبيض عليها ثلاثة أغطية رمادية اللون تستخدم كسرير حتى لا ينام النزلاء فوق الأرضية الإسمنتية الباردة. وكتب مانديلا الذي كان ذات يوم ملاكما هاويا نحيلا: «كان بإمكاني أن أقطع الزنزانة في ثلاث خطوات. عندما كنت أرقد كان بوسعي أن أتحسس الجدار بقدمي بينما يلامس رأسي الجدار الإسمنتي على الجانب الآخر».
    كان رقم مانديلا في السجن 64-466 وأصبح مشهورا الآن في الحملات العالمية لجمع الأموال لمكافحة مرض الإيدز ولمؤسسة مانديلا للطفولة.
    وتغيرت الظروف خلال 18 عاما قضاها في الجزيرة تبعا للأوضاع السياسية في البلاد فضلا عن هوى المسؤولين القائمين على السجن. وخضع السجن لنظام قاس بعد اغتيال رئيس الوزراء هندريك فيرورد في سبتمبر (أيلول) 1966.
    لكن مانديلا استغل مهاراته في المحاماة لمنع محاولات كثيرة من الحراس لمضايقة النزلاء وأصر على حقهم في الدراسة للحصول على درجات جامعية. كما كان يحرص على محاولة التواصل مع الحراس ومعظمهم من البيض الذين يتحدثون اللغة الأفريكانية. وإلى جانب إرادته الحديدية ومواقفه التي تستند إلى المبادئ ساعد كرم مانديلا وسحره الذي يمس القلوب سريعا في تخفيف القواعد الصارمة في السجن. في بعض الأحيان كان يسمح للسجناء بطهو المحار وبلح البحر وجرد البحر خلال وقت الغداء بينما يجمعون الأعشاب البحرية لتصديرها إلى اليابان. كما كان بوسعهم إجراء عمليات الختان وهي جزء مهم من طقوس قبلية تمهد لمرحلة الرجولة. ويقول مانديلا «كان يبدو أن النزلاء هم من يديرون السجن وليس السلطات».
    وسجن أول معتقل سياسي ويدعى أوتشوماتو في الجزيرة عام 1658 لكنه فر بعد عام مع سجناء آخرين في قارب مسروق في واحدة من محاولات فرار ناجحة معدودة سجلها المؤرخون. وفي القرن التاسع عشر كانت سلطات الاستعمار البريطاني ترسل مرضى الجذام والمختلين عقليا إلى الجزيرة التي سماها المستعمرون الهولنديون على اسم الفقمة التي تعيش فيها والفقمة بالهولندية تعني «روبن». ويعيش حاليا نحو 200 شخص على الجزيرة بينهم سجناء سياسيون سابقون والعاملون في المتحف. وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) في عام 1999 الجزيرة موقعا للتراث العالمي. وللمساعدة في استكمال تحويلها من مكان للنفي تستضيف الجزيرة حاليا حفلات للزفاف في عيد الحب وتجتذب أزواجا من كل أنحاء العالم لعقد قرأنهم في الكنيسة التاريخية الرئيسة هناك.
    *********
    الشاشه الفضيه
    إعلان خبر وفاة مانديلا خلال عرض فيلم في لندن يتناول سيرته الذاتية
    بحضور الأمير ويليام ودوقة كمبردج.. وابنته زيندزي صدمت عند سماعها النبأ
    لندن: «الشرق الأوسط»
    قال ابن ولي عهد بريطانيا الأمير ويليام عندما حضر مع زوجته كيت ميدلتون، دوقة كمبردج، العرض الافتتاحي لفيلم يتناول حياة الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، إنه كان رجلا «استثنائيا وملهما». وكان الأمير ويليام يشاهد العرض الأوروبي الأول للفيلم في لندن «مانديلا: مشوار طويل على طريق الحرية» عن حياة ونضال أول رئيس لجنوب أفريقيا بعد نهاية نظام الأبارتايد عندما انتشر نبأ الوفاة، وكان الحضور بما في ذلك ابنة مانديلا زيندزي، لا يعلم بالخبر الذي أعلن لهم بعد انتهاء عرض الفيلم.
    وقال الأمير: «لقد كان خبرا حزينا للغاية ومأساويا»، مقدما تعازيه الحارة لأسرة الزعيم الراحل.
    وقالت ابنة مانديلا، زيندزي، التي كانت في قاعة العرض في تصريحات للصحافيين لدى وصولها المكان: «أبي على ما يرام. إنه يبلغ من العمر 95 عاما وهو ضعيف جدا».
    وقال الأمير لدى مغادرته المكان بعد سماع الخبر: «كان استثنائيا وملهما. في مثل هذه اللحظات لا يسعني غير أن أقدم الصلوات له ولعائلته».
    وأصيبت زيندزي مانديلا والحضور بالصدمة لدى سماع الخبر الذي أعلن لهم بعد انتهاء الفيلم، الذي عرض في ليستر سكوير في وسط لندن بحضور طاقم الفيلم والمشاهير، الذين أجهش بعضهم بالبكاء، بما في ذلك الممثل إدريس ألبا، الذي جسد دور الزعيم مانديلا في الفيلم. وصرح الممثل (41 سنة) بعد العرض: «شرفت بتجسيدي له في هذا الدور»، مضيفا: «إنه هذا الإنسان الذي أزال الحواجز بين الناس، وناضل من أجل حقوق الإنسان في العالم».
    أما منتج الفيلم هاري وينستاين فقال: «كنت محظوظا جدا لأني التقيته مرارا وقضيت ساعات طويلة معه. يتمتع بخفة الروح ومليء بالأمل. إنه ليوم حزين أن نخسر هذا الإنسان».
    ومن جانب آخر نعى الكثير من المشاهير الزعيم مانديلا. وكتب الممثل الأميركي الشهير مورغان فريمان على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «كان نيلسون مانديلا رجلا يتمتع بمجد لا مثيل له وقوة لا تقهر وعزم لا يلين».
    تجدر الإشارة إلى أن فريمان جسد شخصية مانديلا في فيلم بعنوان «إنفكتوس» عام 2009. كما نعى مؤسس شركة مايكروسوفت العملاقة للبرمجيات، بيل غيتس، الرئيس الأسبق لجنوب أفريقيا، وكتب على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «غيرت سماحته وشجاعته العالم.. هذا يوم حزين». وتذكرت المغنية الأميركية أليسيا كيز لقاءها بمانديلا في عيد ميلاده الحادي والتسعين، وكتبت على موقعها الإلكتروني: «أعجبت برجل روحه مفعمة حبا غير مشروط وغير عادي».
    ************
    حى الشعراء
    بـَهَاءْ!: (إلى نلسون مانديلا) ..
    بقلم: كمال الجزولي
    [email protected]
    سبعٌ وعشرونَ سنةْ
    قطرةً
    قطرةً
    تحلَّبَتْ،
    من ضِرعِ أفريقيا،
    على
    ملايينِ الشفاهِ
    الساكِنةْ
    سبعٌ وعشرونَ سنةْ!
    تفتحُ الكواكِبُ
    أكمامَها،
    فى المجرَّاتِ،
    كلَّ يومٍ
    ثمَّ تختفى،
    ساحِبةً ظلالها الخريفيَّةَ،
    كالمجاريفِ
    فوقَ
    جبينِك
    المديدْ،
    والخناجِرُ ،
    تحتَ المعاطفِ
    والقُبُّعاتِ،
    تسطعُ،
    لحظةً
    منْ
    بعدِ
    لحظةٍ،
    لتنطفىْ،
    وأنتَ ،
    وحدُكَ أنتَ،
    نشعُ القرنفلِ فى ..
    رئةِ
    المدارِ
    البعيدْ !
    سبعٌ وعشرونَ سنةْ !
    فلا الغيومُ
    عَتَّمَتْ بهاءكَ،
    يا سيِّدَ
    البهاءِ،
    فى احتقاناتِها الآسِنةْ ،
    ولا الخناجرُ ،
    مَرَّةً،
    حَزَّتْ ..
    معابرَ الشهداءِ فيكَ،
    من
    الوريدِ
    إلى
    الوريدْ!
    سبعٌ وعشرونَ سنةْ !
    منذُ الملوكِ فى ..
    أقمِطةِ
    الطفولةْ،
    والجنرالاتِ العُتاةِ،
    بعدُ،
    فى الأسِرَّةِ
    المُبَلَّلََةْ،
    يوعدونَ بالإماءِ
    ـ قبلَ عُتوِّهِم ـ
    وبالعبيدِ،
    والممالكِ المُزَلَّلَةْ
    …………….
    حينذاكَ كانت البطولةْ،
    تقرعُ ،
    وحدها،
    دونَ
    مارشٍ
    عسكـرىٍّ
    ولا هُتافاتٍ مُجَلْجِلَةْ،
    بَوَّابةَ الرُّعبِ، فى صمتِهِ
    الموحِشِ،
    والزَّلْزَلةْ،
    راسمةً،
    بالقبضةِ
    اليُمنى،
    على الفضاءِ:
    لا ،
    وناثرةً،
    بالقبضةِ
    اليُسرى،
    رذاذَ الصحوِ ..
    فى
    كُلِّ
    العيونِ
    الذاهِلةْ!
    سبعٌ وعشرونَ سنةْ!
    من قبلِ أن يصيرَ كلُّ صنمٍ
    ملِكاً متوَّجاً،
    وكلُّ جنرالٍ تميمةً من النحاسِ ..
    والأحزمةِ
    المُلوَّنةْ!
    سبعٌ وعشرونَ سنةْ!
    آهِ ، أيَّتُها الجِباهْ،
    ترفَّعىْ
    ترفَّعىْ
    كفى خُنوعاً راكِعاً ..
    وذلَّةً
    ومَسْكَنَةْ،
    فكم مليكٍ من الشمعِ،
    زيَّنَ الذلُّ مجدَهُ الشمعىَّ،
    وكم إلهْ ..
    شيَّدَ الركوعُ الطويلُ
    عَرشَهُ
    ـ من العَجْوَة ِـ
    فوقَ تماوُجِ الغاباتِ
    وفى مصباتِ المياهْ،
    وكم جيفةٍ ..
    ضمَّخها الخنوعُ المُرُّ
    بالعطورِ،
    حتى
    تبخَّرت العطورُ
    روحاً
    وبدنَا ،
    فأنْتَنَتْ ،
    كما فى أصلِها
    كانـتْ
    تفــوحُ
    نتنَا!
    سبعٌ وعشرونَ سنةْ!
    قطرةً
    قطرةً
    تحلَّبَتْ ،
    على
    ملايينِ الشِّفاهِ
    الساكِنةْ!
    بورتسودان 1990م
    *********
    هدية العدد
    الكابلى
    اسيا وافريقيا
    كلمات الشاعر تاج السر حسن
    http://www.youtube.com/watch?v=OHHpH9fbnl8
    *******
    الملاعب الخضراء
    فى ذمة الله مؤرح الهلال على الفكى
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    نعى الناعى من القاهرة رحيل مؤرخ الهلال الاستاذ على الفكى الذى كان اصيب قبيل اشهر بجلطة تعافى منها ثم سافر الاسبوع الماضى للقاهرة لمتابعة الحالة هناك ، الا ان القدر لم يمهله طويلا حيث اسلم الروح لبارئها بعد ان تم نقله للمشفى بعد ساعات ..
    الفقيد يعد من كبار عشاق الهلال وقد رفد المكتبة التوثيقية بمؤلف ضخم عن الهلال كان الاول من نوعه فى التوثيق الرياضى للهلال
    اخبار المدينه اذ تنعيه تشاطر المجتمع الرياضى عامة والاسرهالهلاللايه واسرته ومعرفه واصدقائه العزاء سائلين المولى ان بتقبله قبولا حسنا ويسكنه مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا ولا حول ولا قوة الا بالله
    **********
    كلام الناس
    nour
    بقلم :- نور الدين مدني
    هموم الوطن والمواطنين في اللقاء المبادرة
    * ابتدر النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن بكري حسن صالح – في بداية مباشرة مهامه – ابتدر لقاء مفتوحا مع رؤساء تحرير الصحف وقادة الأجهزة الإعلامية نهار أمس بالقصر الجمهوري.
    * لا يمكن وصف هذا اللقاء بأنه لقاء تعارف لأن علاقتنا بالفريق أول ركن بكري قديمة، لكنه كان قليل الحديث للصحف وأجهزة الإعلام لأسباب تتعلق بطبيعة المهام التي كان مكلفاً بها في مختلف المواقع السابقة.
    * دار اللقاء وزير الدولة بوزارة الإعلام ياسر يوسف بعد مقدمة مختصرة قبل أن يعطي الفرصة للمداخلات المفتوحة التي أثار فيها رؤساء التحرير وقادة الأجهزة الإعلامية بعض القضايا المهمة المتعلقة بهموم الوطن والمواطنين وقضايا الصحافة وهمومها والقضايا المعيشية والتحديات الماثلة التي تحتاج إلى حلول عاجلة.
    * تحدث النائب الأول لرئيس الجمهورية عن حيثيات التغيير الذي قال إنه سياسة كلية للدولة وللحزب، وانتهزها فرصة ليحيي الذين ترجلوا طواعية التزاماً بهذه السياسة الكلية، واعترف بأنه كان شريكاً في المسؤولية وأن بعض المشكلات والمعضلات لم تحل، في مقدمتها مشكلات الاقتصاد واستمرار النزاعات التي بدورها تؤثر سلباً على الاقتصاد ومعيشة الناس.
    * أكد الفريق أول ركن بكري أن التغيير تم بقناعات ورؤية مشتركة بين القيادة والأجهزة المختصة، تم عبره الدفع بالشباب في المقدمة دون إهمال لعملية تواصل الأجيال، وقال إن إستراتيجية الدولة أنما تستهدف الوصول إلى السلام بالحوار والاتفاق.
    * وقال إن الحديث عن الحريات الصحفية يحتاج إلى المزيد من التشاور، وأعلن عن لقاءات رئاسية ستتم بصورة دورية لتمليك المعلومات للرأي العام عبر الصحف وأجهزة الإعلام، مؤكداً أن غياب المعلومات يفتح المجال أمام “الشوشرة” والتشويش.
    * هذا اللقاء المبادرة عزز شراكة– كانت قائمة أصلا– بين المسؤولين في مختلف المواقع التشريعية والتنفيذية وبين المؤسسات الصحفية والأجهزة الإعلامية، لأنهم جميعاً كما قال الفريق أول ركن بكري حسن صالح (شايلين هم البلد).
    ******
    انطلاقة حماس وعاصفة السماء
    imagesCAJQUA3H
    د/مصطفى يوسف اللداوى
    كلتاهما عاصفة، وكلتاهما مروعة، انطلاقة حماس وموجة الصقيع الباردة، فقد شغلتا العالم، وأجبرتا دول المنطقة كلها على الانتباه واليقظة، وأخذ الحيطة والحذر، فهناك حدثٌ كبير قد وقع على الأرض، كنيزكٍ عظيمٍ من السماء قد سقط، فكان أكبر من أن يتجاوزه أحد، أو أن ينأى بنفسه عن آثاره، أو يدعي أنه لن يتأثر به، ولن يضطر لتغيير عاداته بسببه، ولكن الواقع أكد أن الحدثين كان لهما ما بعدهما، وقد فرضا نفسيهما على الأجندة الدولية، رغم أنف المستكبرين والجاحدين والمنكرين، وكما كانت العاصفة من السماء راعدةً مزمجرة، فقد كانت الانطلاقة عاصفةً ومزلزلة، حملت الأولى برداً وصقيعاً لم تعهده المنطقة من قبل، وجاءت الانطلاقةُ بحركةٍ لم تعرف المنطقة مثلها، ولا عهد لها برجالها، ولا حيلة لها أمام مقاومتها، وعملياتها النوعية الجديدة.
    ولئن كانت العاصفة أليسكا هي الأولى التي تهب على المنطقة بهذه القوة والقسوة، وبهذه الدرجة من البرودة والصقيع، إذ انخفظت درجات الحرارة لتقترب من الصفر، وغطى الجليد مناطق ومدن لا عهد لها بالثلج، ولا تعرف الكسوة البيضاء التي غطت أديمها، ومنحتها لوناً جميلاً وإن كان بارداً، وعانى سكان المنطقة من شدة البرد، وغزارة الأمطار، وكثرة السيول، وسرعة الرياح، وتتالي الرعد المخيف، والبرق اللامع الذي يكاد يخطف الأبصار لشدته.
    فإن حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، قد انطلقت قبل ستٍ وعشرين سنة، فكانت انطلاقتها عظيمة، وهبتها مفاجئة، وآثارها مدوية، وتداعياتها خطيرة، ربما لم تتنبأ بها المخابرات الإسرائيلية، ولا الأجهزة الأمنية الأخرى، التي ظنت أن الأمة قد استخذت، وأنها قد استمرأت الذل والهوان، وارتضت العيش في ظل الاحتلال، وأنه لن يخرج من هذا الشعب جيلٌ ماردٌ جبار، ينهض بالمقاومة، ويرتقي بأساليبها، ويبدع في أشكالها، ويفاجأ الإسرائيليين كل يومٍ بالجديد والغريب، والفتاك والقادر، والموجع والمؤلم.
    فكانت حماس كالعاصفة في فعلها، قد تشابهت معها في أثرها، ولم يكن لدى العدو قدرةً على صدها أو منعها، ولا وسيلة لتجنب ضرباتها والتخلص من مقاتليها، اللهم إلا المزيد من الحيطة والحذر، فضلاً عن توجيه ضرباتٍ أمنية موجعة للحركة، لكنها ورغم شدتها وضراوتها، وتعددها واستمرارها، وشمولها واتساعها، إلا أنها لم تتمكن من كسر شوكة الحركة، ولا التأثير عليها، أو اضعاف قوتها، وتراجعها عن ثوابتها، وتنازلها عن قناعاتها، أو إجبار ودفع الشعب للتخلي والابتعاد عنها.
    ولئن كان الفلسطينيون هم أكثر الناس، إلى جانب الشعب السوري الشقيق تضرراً بهذه الموجة من الصقيع البارد، التي هاجمتهم في بيوتهم، ودخلت عليهم في مكامنهم، وتسللت إلى أجسادهم عبر الثياب، وانساب ماء المطر إلى داخل البيوت، وغرقت الشوارع وتعذر فيها السير إلا سباحةً أو على ظهر قاربٍ صغير، بينما لم يشكُ الإسرائيليون من شدتها، ولم يعانوا من بردها، ولم يقاسوا أهوالها في البر أو البحر، إذ أن حكومتهم قد اهتمت بهم، وتجهزت للموجة، وأعدت العدة لمواجهتها والتصدي لها، وأعدت طواقم الاسعاف والدفاع المدني لنجدة كل مستغيث، ومساعدة كل محتاج، وانتشال من تتهددهم السيول الجارفة والأمطار الغزيرة.
    لكن انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” كانت مختلفة، فقد أخافت الإسرائيليين وأرعبتهم، وبثت في قلوبهم الفزع، إذ حملت معها عملياتٍ عسكرية بطولية، وإن كانت قد بدأتها بالحجر، ومضت بها بالسكين والمدية، فقد واصلت هبتها لتصنع ثورة العمليات الاستشهادية، التي آلمت العدو الصهيوني وأوجعته، ونالت منه وكبدته خسائر حقيقية، حتى بات الإسرائيليون يخافون استخدام الحافلات، والتجمع في المواقف والمحطات، ودخول المقاهي والنوادي وإحياء الاحتفالات، خوفاً من سيل الاستشهاديين الذي لم ينقطع، وأفواج المقاتلين الذين يزيدون ولا ينقصون.
    ربما تكون حركة حماس قد اضطربت لهول العاصفة، وارتبكت لشدة رياحها، وغزارة أمطارها، وتفاجئت من تحول اتجاهاتها، ولم تكن مستعدة لتطوراتها، وربما تكون قد أخطأت في قراءة الأرصاد الجوية، أو أنها استمعت إلى نشرة أخبارٍ مضللة، قدمها هواةٌ لا يفهمون في علم الأرصاد، ولا يملكون أدوات القياس، ولا يحسنون التقدير، ولا يجيدون حساب سرعة الرياح ولا معرفة اتجاهاتها، وليس لديهم خبرة ولا سجل بياناتٍ سابقة، تمكنهم من إجراء مقارنات، أو توقع نتائج، أو أن غيرهم قد كتبها لهم، وطلب منهم قراءتها وتعميمها، لغايةٍ هم يعرفونها، ولنتيجةٍ هم قد خططوا لها.
    لكن يخطئ من يظن أن حركة حماس قد أصابتها العاصفة بالذهول، فأعمت بصيرتها، وضربت بوصلتها، ولحقت بها آثارها من الصقيع والبرد، والسيول والمطر، فغيرت في ظل العاصفة قناعاتها، أو بدلت آراءها، أو انحرفت عن مسارها، أو أنها تخلت عن مبادائها الأولى التي انطلقت على أساسها، وأنها تاهت الطريق، وضلت الاتجاه، وفقدت الصديق، وأضاعت الرفيق، وتخلت عن السند، بل إن الحركة التي لم تشلها الضربات الإسرائيلية، ولم تفقدها الحرب المستمرة عليها، فإن اجتهادات الأغرار، وقناعات الصغار، وحملات المتفيقهين وأشباه المثقفين لن تقعدها، ولن تجرها لغير ما تريد، ولن ترغمها على المضي في طريقهم، والسقوط في هاويتهم، أو الوقوع في حفرهم، أياً كانت مغرياتهم وعطاءاتهم، فحماس حركةٌ ربانيةٌ طاهرة، ومقاومة شريفة، حرةٌ أبية، ستبقى على الدرب، وستصون العهد، وستحفظ الوعد، وسيحفظها الله، ولن يترها أعمالها، فطوبى لها منشأوها، وهنيئاً لها انطلاقتها.

    أخبار المدينه
    عدد توثيقى خاص عن مانديلا بمناسبة تشييعه لمثواه الاخير
    16/12/2013 الموافق12/2/1435 هجريه
    أسسها بتورنتو سعيد عبدالله سعيد شاهين
    فى يوم الثلاثاء 8/3/2011
    الراى والراى الآخر النقد والنقد الذاتى
    أخبار المدينه أدب الحوار وتقبل الآخر























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de