بقايا رقيــق ..... / مبارك اردول

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 00:49 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-21-2013, 07:58 PM

هاشم محمد علي احمد


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بقايا رقيــق ..... / مبارك اردول

    بقايا رقيــق .....
    بسم الله الرحمن الرحيم ....
    يجالسني دائما وهو شخصية مرحة ومحبة للحياة بحكم العمل والمحل الذي مستأجر من دارهم الكبيرة ، وهي عمارة في منطقة هادئة وجميلة تشعر فيها بكل الطمأنينة وأنت محاط بكثير من الحدائق الجميلة الغناء إنه قصر جميل تشعر فيه الذوق الرفيع والحب للحياة ، وكان دائما يجالسني بحكم أنني سوداني وكنت أشعر أنه دائما يريد أن يقول شيئا ولكنه يتراجع في آخر لحظة من الحديث ، كنت لا أحاول أبدا أن ادفعه ليكمل أو يحاول أن يواصل في حديثه رغم أنني كنت أشعر بداخله شئ يريد أن يقوله وكنت أشعر بكبرياء منكسر في داخله يشعرني أن هنالك موضوع معين لم يمتلك الشجاعة بأن يطرحه لي في وقت معين ، بذلك إمتد حبل الود بيننا وتباينت مشاعر اي واحدا منا تجاه الآخر وتكسرت كثير من الفوارق بيننا ، ونحن في جلسة صفاء ونحن نطالع للشارع العام خلف الزجاج والتبريد يملأ الغرفة لينساب بين الأصابع ويبردها حتي تشعر به مثل الخدر ونحن في هجير يوم ظالم والحر الشديد في الخارج والشمس تلهب الظهور كانت الطرق فارغة في تلك الساعات إلآ من العربات الفاخرة الفارهة والتي تقطع الشارع بكل خيلاء مع ركابها الذين يتبردون في هذا الجو الحار داخل تلك السيارة الجميلة . وفي لحظة برز شخص وهو يحمل حملا ثقيلا والعرق يتصبب منه في تلك الساعة الملتهبة من نهار ذلك اليوم ولفت نظر صديقي ذلك الموقف ورأيت فيه إحساس لم أكن أجد لذلك الإحساس أية ترجمة في أي قاموس فهو إحساس غريب وكأننا في حلم حلم يعيده إلي ماض بعيد لقد سرح وغاب في فكره أو غيبوبة نقلته إلي دار أخري ودنيا أخري غير التي يعيشها معي في تلك الساعة بالذات وغاب وغاب بعيدا وشرد ذهنه أبعد من الدائرة التي تحيطنا إلي حياة أخري ، وتركته في تلك الساعة وهو شارد الذهن ومعكر المزاج ، شعرت به شحصية أخري والآن يريد الحديث ، نعم في تلك اللحظة أراد أن يتحدث ويقول الكثير الكثير .....
    لقد عشنا حياة العبودية بأقسي معانيها في زمان كان الأنسان يستغل ويبيع أخوه الانسان لقد وجدنا أنفسنا مملوكين لشخص يبيعنا ويشترينا متي ما كانت له حاجة للمال ، هل تعرف لماذا سرحت بعقلي بعيدا كل تلك المسافة عندما شاهدت ذلك الحامل وهو يحمل كل تلك الحمولة فوق ظهره في حر هذا اليوم .....كنا نعيش في واقع بائس جدا تحت سيد لا يرحم وكنا صغارا حينها وكان والدنا يخرج منذ ساعات الصباح الأولي بأمر سيده في العمل وسيده الحقيقي ، وطوال النهار كان والدنا يعمل بالحمار بدون أجر وكان يتأخر كثيرا علينا بالليل وكانت البلاد مظلمة ونحن نقف أمام الباب في إنتظار والدنا والقلق يقتلنا والجوع كذلك ، وبعد أن نشعر بتأخر والدنا أكثر من الآزم كانت والدتي تصحبنا لنبحث عنه في الحواري والمناطق التي يتواجد فيها للعمل في تلك الساعات من الليل ، وكنا نجد والدي وهو يحمل في ظهره حمل تنوء عنه الجبال التعب والعرق يتصبب من كل جسمه وهو يحاول أن يوصل ذلك الحمل لدار سيدنا وسيده بحسبة أننا عبيده ، كنا نساعد والدنا ونقتسم معه كل هذا الحمل ونساعده في إيصاله لدار سيدنا ونعود بوالدنا للبيت في ظل ظروف قاهرة وظلم وجوع لنقتات ما يجود به سيدنا من الفتات ليعود والدي إلي نفس الدوامة في اليوم الآخر .
    هل تعرف كيف كان يتم سرقة الأطفال الصغار من الحواري التي يتوالد فيها العبيد في ذلك الحين حيث لم تكن توجد سيارات ولا طرق ولا كهرباء ، لقد كان يأتي سيد من الأسياد وهو راكبا حمارا ويضع بجنبات الحمار خرجان ( خرج ) باليمين واليسار وهو يحمل معه قطع من الشحم ويدخل حوارينا تلك ويقوم بإشعال نار ويضع عليها الشحم لتخرج رائحة الشحم وتملأ المكان مما يدل وجود لحم في تلك المنطقة وهي كانت خدعة يمارسها لصوص الأطفال ، وعندما يشتم الأطفال الفقراء رائحة الشواء يتجمعون حول ذلك الرجل والذي بدوره يستغفل الأطفال الصغار ويقوم بخطف طفلين ويضعهم في الجراب الذي يحمله في الحمار ويهرب وبذلك يبتدأون حياة عبودية جديدة مع سيد جديد .
    الرق يذكرني بمثل يقوله صديقي دائما ( يموت حمار في رزق ###### ) لقد عانت البشرية وبالذات أفريقيا من الرق ومات الكثير ووصل الكثير لأسواق سوق النخاسة ولو قمنا بعمل مقارنة بسيطة للرق بين الدول الغربية والدول الإسلامية نجد أن رقيق الدول الغربية علي أقل تقدير كانت لهم دفاتر ومسميات من المناطق التي جلبوا منها لأن تلك البلاد تضع تاريخ للحيوان وكيف لا تترك تاريخ للعبد ، ولكن عبيد البلاد الإسلامية فهم مجهولي الهوية لأن صديقي يقول إن أسرتي تم إحضارها من السودان وفي إحدي السنوات سافرنا للسودان لنبحث عن أصولنا والقري التي تم إستجلاب أجدادنا منها ولكننا دخلنا في جبال وفي أودية وخيران وللأسف كل تلك القري تم تدميرها بشكل كامل وبيعت كلها وتشتتنا في كل الدنيا ولم نجدأي اثر يدلنا علي المنطقة التي كنا نعيش فيها ، نرجع للمثل القائل ( يموت حمار في رزق ###### ) بعد تحرر كل العبيد في كل العالم أظهروا التعليم والذكاء وبرزوا في الفنون والرياضة والتمثيل والكثير منهم يعيش حياة كريمة وعالية وشهرة ملأت الآفاق بينما الأجداد عاشوا حياة أقل مايقال عنها حيوانية ، شعرت به يتنفس بقوة وكأنه يفرغ حمل كان جاثما علي صدره وبعدها شعرت به وأحببته ولا زلت أحبه وأحترمه وأقدره وهو في تلك الرفاهية .


    هاشم محمد علي احمد























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de