|
|
 المهدي والميرغني>>أما آن للفارسين ان يترجلا
|
المهدي والميرغني (1)
أما آن للفارسين ان يترجلا
قالت لي أختي والتي تبلغ من العمر سبعة عشر ربيعا وكنا حينها نتابع مادة إخبارية بثتها احدي الفضائيات عرضت فيها صورتين السيدان الصادق المهدي رئيس حزب الأمة وكيان الأنصار ومحمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي وراعي طائفة الختمية قالت لي أختي وهي جازمة أنها تعرف السيدين منذ ان كانت صغيرة جدا فأجبتها دون تفكير في باديء الأمر وأنا كذلك اعرفهما منذ ان كنت صغيرا واستطرت سائلا إياها وكيف وأنت يافعة جدا وقتها كيف تسني لك ذلك ؟ فأجابتني بجزم أكثر أتذكر الأول حينما كان يتحدث في التلفزيون لساعات طوال لا يكل ولا يمل وكانت أمي تتابع مسلسلا عربيا وقتها فتجلسني أمام التلفزيون وتذهب هي إلي المطبخ لتجهز العشاء قبل مجيء أبي والمسلسل وتأمرني رعاها اللة ان اخبرها متي ما رحل السيد. وتمر الساعات بطيئة وأنا مسمرة في مكاني والسيد لا يتحرك عن الشاشة وكنت لا اعي شيئا مما يقول(والحديث هنا لاختي) فقط كانت تستهويني الطريقة التي يلف بة عمامتة الصغيرة التي تماثل شكلا ولفا عمامة جدي يرحمة اللة ويمضي الوقت رتيبا لايقطعة إلا دخول أمي لتتأكد هي بنفسها من رحيلة، وهي تظن وليس كل الظن إثم إنني قد انصرفت لعبا ولهوا بأحدي عروساتي ودمييء وتركت أمر رحيل السيد وحينما تجدني جاثمة في مكاني اسمعها تطنطن وتبرطم والمس من قولها أنها غير راضية بهذا الاحتلال للتلفزيون من قبل السيد. ويظل السيد مرسوما علي الشاشة حتى موعد نشرة الأخبار فيهل مرة أخري وفي هذة المرة يتقاسما التلفزيون ومعة هذا السيد الآخر إشارة للسيد محمد عثمان الميرغني.
وحينما أتمت أختي حديثها البريء هذا أدركت وقتها فقط كم هي قد كبرت وكم قد طال عمر الإنقاذ بلا إنقاذ يذكر وكم هي طويلة الأيام التي قضيناها في المهجر ابعد ما نكون جسمانيا عن الوطن والأهل . فجال بخاطري سؤال بريء وهو لماذا يتمسك القادة والحكام في دول العالم الثالث عامة وقادتنا السياسيين في الوطن الحبيب خاصة يتمسكون بتلابيب الحكم والسلطة ولا يسعون عنة انفلات ؟ رغم فشلهم الدائم والمتكرر في تقديم ماهو مفيد لشعبهم وإدمانهم المتكرر لنفس الأخطاء الجسيمة التي وقعوا فيها سابقا , مجرد أسئلة بريئة وددت طرحها عليكم أيها السادة علكم تشاطروني الإجابة عليها حتى نسمع كل من باذنة وقرا وفتق ونمهد الطريق لأبناء حواء الاخري كي يادوا دورهم،في خدمة وطن الكل ، وهائنذا أدلو بدلوي وأنا اعلم مسبقا بان حديثي هذا لا يعجب الكثيرون وخاصة المعنيين منهم وتابعيهم وتابعي تابعيهم
وأنا هنا اعني ساستنا الذين لا تقل أعمارهم في العمل السياسي الفعلي ما يقارب الثلاثة أو الأربعة عقود وهم الساسة الميامين السادة الصادق المهدي محمد عثمان الميرغني د.حسن عبد اللة الترابي احمد إبراهيم دريج محمد نقد وبقية العقد الفريد الذين حملوا الهم السوداني سنين عددا أتسائل ومع تقديري واحترامي الأكيدين لأشخاصهم وتاريخهم في السياسة السودانية رغم تحفظي علي ما قدمة بعضهم أتسائل فقط ماذا في جعبة هولاء من جديد ليقدموة ويضيفوة علي ما سبق
ونبدأ أولا بالولوج إلي حزب الأمة الحزب العتيق صاحب القدح المعلي في عدد النواب في الجمعية التأسيسية سابقا وصاحب الكم الهائل من المشاكل الآن ورئيسة السيد الصادق المهدي الذي يدور حولة جدل منقطع النظير حول اخفاقاتة ونجاحاتة في السياسة السودانية . وليعلم الجميع بأنني لست بعيدا جدا منهم( أي حزب الأمة) حتى لا أكون ملما بما يدور في أروقة الحزب فانا أولا من منطقة تصدر النواب للحزب سابقا زرافات ووحدانا وأنا من بيت اسمع منهم دوما القسم بالمهدي وابنائة وما سمعتهم يوما قط يذكرون اسم المهدي أو احد ابنائة خالية دون سيدي ولقد كنت قاب قوسين أو ادني من انتهاج نهجهم لولا لطفا من اللة وسترة واحمدة علي ذلك وأنا حينما أتحدث في هذا المر ناقدا لا ارمي ألا إلي الإصلاح وترميم الدار وصحنة لما رأيت ورأي الكثيرون غيري من انشقاقات أضرت بحال الحزب أيما ضرر وسيضر بحال السودان ولاشك أخوتي الأعزاء ألا تلحظون معي بأننا كلما عقدنا أملا ورجاء في الحزب وسلمناة امرنا قام هو بدورة وسلم امرنا للعسكر ولقد تكرر هذا الأمر مرات ويصبح بعدها امرنا في مهب الريح حتى أصبحت المنافي تألفنا واضحي ما نقضية في حضن الوطن أمنا وهناء اقل مما نقضية في دول المهجر معارضة للعسكر، ونحن والعسكر للعلم طرفي نقيض لا نبيت في دار معا وان افترشنا العراء ولا نأكل من صحن معا وان بتنا الطوي .
كثر الحديث هذة الأيام عن الحزب والخلل الذي يسكنة وانشطر الحزب نصفين وهو قابل للانشطار مرة أخري وآثر كثيرون الفرار بجلدهم فرار الصحيح من الأجرب، فروا مما اسمية الموت ألسريري للحزب ولا نظن ان كل ذلك نابع عن فراغ، واترك الاقربون جدا يتحدثون في ما جري ويجري داخل البيت العريق حتى لا انعت بالهرطقة ولأنهم أكثر مني علما بالأمور وبواطنها علما بان غسيل الحزب غير النظيف أصبح بمقدور أي فرد رؤيتة فهو منشور علي كافة الحبال ومن اعلي المستويات والمراتب يقول الأخ المهندس أسامة بلة من أمريكا ( وصلت عملية التسلط السياسي داخل الحزب وكيان الأنصار إلي حد مخيف ومزهل وأصبحت آراء وأمزجة ورغبات رئيس الحزب بخيرها وشرها أمرا نافذا بمنزلة القدر الذي لا فكاك منة والذي لابد ان يعاني منة الحزب حتى يقضي اللة أمرا كان مفعولا وهو أمر لا يستقيم مع سنن الحياة )
والأستاذ احمد جلال في احدي مقالاتة أيضا يقول ( ان الانقسامات والخلافات داخل حزب الأمة هي مسالة قديمة متجددة والسبب في رايى هو غياب الموسسية والشفافية وافتخار التقييم الموضوعي لتجربة ستون عاما من عمر الحزب هذا الوضع شجع مجموعات وأفراد وبيوتات علي التمرد والانسلاخ ) ولنضع كل ذلك جانبا ودوننا فقط انشطار السيد مبارك الفاضل المهدي وتكوين جناح للحزب واوي إلي جبل هو ومن شايئة من الأنصار تاركا سفينة الحزب ونوح ومن شايئة من الأنصار غير الإصلاحيين . أيضا الجميع يعلم إخفاقات السيد وحزبة في حكوماتة الائتلافية السابقة، من إخفاقات اقتصادية عصفت بالبلاد عصفا وإخفاقات أمنية جعلت المرء منا ينام بعين واحدة والاخري تظل مفتوحة لحراسة أهل بيتة ومالة وهذا ليس حصرا وعدا . واستصحابا لكل ذلك نناشدك أيها ( الصادق المهدي) ونحن مقبلون علي فترة جديدة لبناء سودان جديد نريد فية أحزاب عملاقة بقامة هذا الوطن الجديد، ونحن الآن في الألفية الثالثة والعالم يتحدث عن نهاية التاريخ وكوكب المريخ والناس تتكلم عن العولمة والتكنولوجيا والبلدان المفتوحة ونحن لا نريد في الوقت الراهن من اللة سوي ان نعيش بأمان ويبعد عنا الملاريا والجهل والفقر، فبأفكارك النيرة نناشدك ان تعمل علي جمع هذة الأمة الحزب وتوحيدها وكن لها أبا وراعيا ولتعلم أنة قد ان أوان ترجلك من صحوة الوزارات ورئاستها( فالذين يصلون يا سيدي في الصف الثاني والثالث يقبل اللة صلاتهم أيضا متي كانت صلاتهم خاشعة للة) فالكل يعلم ان الحزب ينضح كوادرا من أبناء السودان يمتلكون ناصيتي العلم والقدرة علي قيادة السودان ومنهم من تخرج من ذات الجامعة التي تخرج منها حضرتكم ومنهم من نال درجات علمية عليا من جامعات لا تقل درجة منها فدعهم سيدي يبرزون كوامن مواهبهم فرجالات الصف الثاني والثالث في حزبكم منهم من مات ومنهم من شاب وهم ابعد ما يكونون من الصف الأول ورونقة وبريقة أما عن الشباب فالأمر مهبط جدا أضحوا لا يحلمون البتة بأيلولة الأمر إليهم يوما طالما جيل الثلاثينيات مازال قابض علي الأمر بكل ما أوتوا من قوة فآثر كثيرون منهم طرق أبواب أحزاب اخري ليجدوا تقييمهم الحقيقي وحتى لا يقبروا وهم أحياء.
سيدي دعنا نري حزبا ان قدر لة يوما ان يحكم السودان مرة اخري ان يكون ممسكا جيدا بزمام الأمور، وعلي تصريفة قادر، وعلي تسليمنا أبدا للعسكر غير راضي فالحنين سيدي متأجج للحرية ولأحدي حسنات فترات حكمك حينما كنا نقول ما نريد ونقرأ كل ما نريد بل ونغني ونرقص كما نريد . وإذا قدر لنا ان نعيش نحن الهجرة والترحال والشتات اليوم فالندع صغارنا ينعمون بدفيء الوطن وكناحتة غدا ولنترك هذة اليافعة والتي تحمل اسم بنتا من بناتك، نتركها حينما تعود للوطن تملئة أطفالا يحملون الشعلة ولك العتبى حتى ترضي ان أصابك سهما من سهامي شخصك دون قصد.
وسنلتقي مرة اخري أحبتي القراء لنتحدث عن بقية العقد الفريد
وكل ذلك من اجل سودانا جديد
محمد أبوكيفو / ليبيا
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست