الذكري السادسه والخمسون لاعلان تنظيم مؤتمرالبجا - العام 1958م بقلم ابراهيم طه بليه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 09:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-25-2014, 04:29 PM

ابراهيم طه بليه
<aابراهيم طه بليه
تاريخ التسجيل: 03-27-2014
مجموع المشاركات: 19

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الذكري السادسه والخمسون لاعلان تنظيم مؤتمرالبجا - العام 1958م بقلم ابراهيم طه بليه

    بسم الله الرحمن الرحيم



    مبادئ مؤتمـر البجـا أساس فكري وإجتماعي بجـاويه في بيـئتها ولغتها وفي حملة رسـالتها

    ان تعريف التأريخ بأنه علم التغيير - ينبغي ان يكون الأس الصلد الذي ترسي عليه قواعد الرؤيه القوميه . وضرورة توظيف تراثها - وبخاصة التراث التاريخي في عملية العقلنه والتغيير – خصوصا في المرحله التاريخيه التي يمر بها الوطن السودان وكان من الطبيعي أن تبحث قيادة مؤتمر البجا التأريخيه عن عناصر القوة والمناعه والتقدم في تاريخها – الحافل بالاحداث ومحاولة توظيف العناصر الايجابيه في تراثها الحضاري من أجل تحقيق النصر في معركتها الحضاريه اليوم كأنهم يقرؤون الغيب يومئذ (1958 م) – وتزداد هذه تأكيدا وإلحاحا حين تتردي الأوضاع وتزداد خطر التجزئه والتبعيه – كما هو الشأن اليوم – الإمر الذي أخذ يولد موجة يأس كبيره ويوحي حتي بخلل ذاتي في القياده السودانيه التي سادت تحكم دون أن تعير الاهتمام لغيرها – لإننا لا ندرك في ضوء وعي علمي صحيح طبيعتها وطريقنا الي الخروج منها – وعند توفر هذا الادراك نستطيع تجميد أكثر الآثار السلبيه التي تترتب عليها وخصوصا الآثار النفسيه الخطيره التي تهدد بالغاء وحدة البلاد واخراجنا مع الوقت من القوميه السودانيه وتمزيق خارطة البلاد إلي دول ومسميات جديده وعليه من الطبيعي أن نتدارك ذلك ونعد العدة له إعتماد علي الثقه بالنفس لأنها من أهم مقومات بناء الشخصيه حتي تكون في حالة مستمره من تحرك وتطور مستمرين وأن تساعد نفسها علي إتخاذ القرارات المصيريه وإذا افتقدتها فإنها لن تستطيع أن تتحقق أي إنجاز وستكون علي هامش الحياة بلا قيمة تذكر- وهذه الشخصيه في أمس الحاجة إلي من يدفعها حتي تدرك أن بداخلها ماردا يريد أن ينطلق حتي تبدأ بالتفكير وتدرك في الحياة دروبا - قضي أن تعز من أعز نفسه – تحقق له التقديرالذاتي وتحقق له الانجازات الذاتيه وغيرها مما هو وثيق الصله بالثقه وما علي هذا الانسان أن يغادر أرض المؤثرات السلبيه ويهاجر إالي التركيز علي الاهداف البنائه لأنها تحقق الاعجاز وتولد الطاقه المتجمده بسبب وأخر - تنتج الانجاز الذاتي الذي يستطيع بكل قوه إجتياز ما يعترضه من ظروف وعقبات – فتحقق التفوق والابداع - وأخري تزل من أضعف نفسه وتودي به الي الهوان والتهلكه- وتلك سنن الحياة الماضيه منذ أن خلق الانسان من سلالة من طين واعلم أن الحياة واحده وليس لها أعاده فإذا انتهت لم تعد – فمن اجتهد وعمل بسننها الايجابيه كانت له معينا لحياة أفضل ومن تركها خسر كل شئ دون أن تضار الحياة شيئا فاللحياة إستراتيجية واضحه .
    إذا أعظم الرجال من يبشر بما في الحرية من العزة والحياه ومنذرا بما في الذل من الموت والعار ويحرر وينقذ امته من ربقة الذل والعار والاستعباد ويخلقون الظروف ويصنعون الاحداث ويملون إرادتهم ويحققون تطلعات أمتهم – وهكذا قيادة مؤتمر البجا التاريخيه علي رأسهم الشهيد الدكتور طه عثمان محمد بليه إخصائي الباطنيه
    أول طبيب بجاوي - رجال عظماء صنعوا التاريخ السياسي لشعب البجا – رجال لم
    تلدهم الظروف ولم تبعثهم المطامع وستظل ذكراهم علي تراخي الحقب وتوالي الاجيال - أنواط بالقلب وأعلق بالذاكره – فزعامة هؤلاء أشبه بأصحاب الرسالات – زهدوا في الثراء والحكم – فعاشوا للمبدأ والفكره وماتوا للقدوة والعبر – وماتوا رضوان الله عليهم ميتة الشهداء .
    قال القائد الفذ محمد آدم موسي ( غاندي البجا ) - نحن بدأنا تجربتنا النضاليه من تراث طويل بدأ في التأريخ القديم وقد كتب علينا الانتفاض الدائم في مواجهة آليات الاستعباد والاستبعاد منذ وقت طويل وكان يملك الدليل للوقائع كما حدثت والاحداث كما وقعت – لايضفي عليها مشاعره أو مواقفه الشخصيه بقدر ما يؤكد علي أهميه الحقيقه وتوثيقها عند اذهان الناس علها تساعد في حفظ قوميتهم البجا أو تسهل من عمليات جبر الضرر أو تكرس مشاعر وحدتها كهوية قائمه بذاتها ارتبطت بالمكان للآف السنين ماقبل الميلاد وساهمت في الاحداث التي تعرض لها السودان خلال القرون الماضيه والأخيره علي أقل تقدير ومن ثم رؤيته في المكونات الاسريه والتشبيكات القبليه وارتباطها بآليات الضبط الاجتماعي من حيث العادات وفترات العبور ومدي قدراتها الكبيره من تفعيل آليات الصمود المتينه للتكافل والتراحم الاجتماعي عندما تشتد عواصف الفتن الارتزاق لهدم صرح امتنا المتين- منوحا للحاضر المرتبط بسياسات التهميش التي وظفتها النظم التي تعاقبت علي حكم البلاد منذ عقود طويله وإستمرار نضال البجا في سبيل العداله والمشاركه في السلطه - ومات كما ولد ثائرا فذا - وهب ما يملكه لابنائه البجا دون أن يورثه - دور للنشئ تمحو الجهل وتزرع الوعي ولم يستغل السياسه لكي تكون له مغنما وهكذا رفقاء دربه الباشمهندس هدلول وآخرين فليرحمهم الله جميعا رحمة واسعه.
    لم تكن الحركه السياسيه للبجا في الفترة مابعد الاستقلال وحتي 1958م إلا إمتداد لتنامي الوعي السياسي بالبلاد عقب تاريخ استقلال السودان في العام 1956 م - لذلك كان طبيعيا أن تبرز الحركه السياسيه بعض القيادات من أبناء البجا وسط الأحزاب السياسيه التي كانت تعبر خلالها الجماهير من تطلعاتها وهمومها وأرائها السياسيه وماينبقي أن تكون عليه صورة مستقبلها – فقد كان الاعتقاد في ما سمي بالاحزاب الوطنيه انذاك والحركه القوميه السياسيه أن تحمل همومها وتطللعاتها وترفع عنهم تلك المعاناه التي يعيشونها – بحيث يجدون أنفسهم جنبا الي جنب رصفائهم بالبلاد شركاء في السلطه يخططون ويقودون بلادهم التي ضحوا من أجلها تضحيات كبيره – إلا أن ذلك للاسف لم يحدث – وهكذا إنتقل الغبن والاحتقانات التأريخيه إلي الاجيال اللاحقه.إذن لم تكن الاحزاب السياسيه قدر الطموح الذي تحلق حوله الناخبون في مناطق البجا ومناطق اخري بالبلاد - إذ لم تبدو حرصا لوجزئيا التعبير عن واقع المنطقه والنهوض بها من معاناتها التي إزدادت مع رحيل السنين - لذلك كان طبيعيا في تلك الظروف الحرجه في تأريخ البلاد – أن تبحث النخب السياسيه المثقفه بالبجا عن مواعين سياسيه بديله تستوعب قضايا المنطقه وهمومها وتخاطب وجدانهم وتكون قريب من أحلامهم في وطن ملئ بالاحترام والمساواة والانعتاق .
    إن الاخفاقات التي لازمت حكومة ما بعدالاستقلال 1956 – 1958 م وفشلها في تحقيق حتي ولو جزء يسير من مصالح البجا – وقد وفرت تلك الظروف المحبطه - مناخا جيدا وعوامل ساعدت في قيام تنظيم مؤتمر البجا في أواخر العام 1958 م - تنظيما سياسي رائدا بأهدافه وهمومه القوميه المحليه الواضحه – إلا أن ذلك لم يشفع لدي الحكومه المركزيه برئاسة المرحوم عبدالله خليل رئيس الوزراء وقئتذ وبعض القوي السياسيه التي وصمته بالتكتل الجهوي والعنصري – والتاريخ يشهد أن البجا رفضت مبدأ ( محميه بريطانيه ) تنال استقلالها الكامل كدوله ذات كيان و سيادة في العام 1947 م - ورغم الرؤيه السياسيه المنفتحه التي أقرها مؤتمر البجا التي توفرالاستقراروالأمن بالبلاد والتأريخ المكتوب بقلم الاعداء قبل المؤرخ السوداني - يشهد للبجا أن كانت لهم اليد الطولي في الدفاع عن الوطن ضد الامبراطورية العثمانيه والاستعمار البريطاني– بإفشال المربع الانجليزي الشهير وهزيمة الغزاه وطردهم وتطهيرالأرض من دنسهم – حيث أبرزوا وقوفا وإقداما نادرين وبسالة منقطعة النظير وسلوك عسكريه غاية في الانضباط وأظهروا أصالة معدنهم الحقيقي في ميادين القتال وأثبتوا كفاءة نادرة واقتدارعظيم تفوقوا بها علي قوة بريطانيا العظمي ومن معها من الاجناس الاخري – حيث حملوا العبء كله في معارك ارض البجا بوابة السودان الشرقيه رغم تفوق العدو عددا وعتادا متقدما بمقاييس تلكم الإيام – إلا أن هذا الاخلاص والوطنيه والوفاء – لم يحقق لهم الحق في المواطنه المتساويه أوالاعتراف لهم بإختلاف ثقافتهم . ونحن أحفاد دقنه وصحبه سنحمي دائما هذه الحقيقه المقدسه التي لاتخبو – ولن نسمح بخيانة أو طمس سيرة هؤلاء الابطال الذين لم يهتموا بأنفسهم ودائما حافظوا علي الدين وحموا العرض والارض – والدعوة الخبيثه لنسيان أولئك الذين هزموا بريطانيا العظمي التي لم تكن الشمس تغيب عن مستعمراتها - لها دلاله – لأن البجا في حاضرها حذرت من مخاطر يمثلها زعماء تري أنهم يمثلون حقبة إستعماريه جديده في السودان وحثت كتابة التاريخ الحقيقي – لتؤكد الاخلاص للحقيقه التاريخيه الخالده لأجدادنا الابطال وتضحياتهم في سبيل الدين والوطـن.
    في نهاية العام 1989 م - كانت بداية النضال السري تحت راية الحركه الثوريه لمؤتمر البجا – بتكوين الخلايا الثوريه بالمدن والقري والاعلان عن أهداف التحرك بتوزيع المنشورات والاتصال بالحركه الشعبيه بقيادة القائد جون قرنق وكان أول شهدائنا إدريس أبوعلي و عبدالعزيز موسي محمد نبي - شهداء تفجير كبري الاشراف بجبيت في بداية العام 1994 م وكانت تلك البدايه الحقيقيه للكفاح السلح الذي اعلن عنه في الايام الاولي من شهرابريل 1994 م – بخروج عدد يزيد عن المائه والخمسون من أبناء البجا تحت قيادة المناضل الجسورمحمد طاهر ابوبكر في ثورة مسلحه لاتخمد جذوتها حتي ينالوا حقوقهم المشروعه وفي سبيل هذا قدمت التضحيات الجسيمه وحققت الانتصارات الكبيره وحقق عنصر المفأجأه الانتفاضه الشعبيه بإجماع بجــــــــــاوي صـــــــــــرف.
    إن أروع ما قدمته الثورة البجاويه لاينحصر فقط في انتصاراتها الميدانيه والتضحيات الجسيمه التي قدمها شهداؤها ومقاتلوها الابطال – بل يتعدي ذلك إلي المد الشعبي الذي التف حولها عارما علي مساحة أرض البجا من مثلث حلايب الغاليه الي الحدود الارتريه والاثيوبيه في الجنوب ومن البحر الاحمر الي الاقليم الاوسط في السودان – وحققت الثورة البجاويه ما عجزت كثيرا من التنظيمات السودانيه ألا وهو الانتفاضه الشعبيه من الداخل فقد كان شعارا وئد في مرحلة الطرح النظري عند الفصائل والتنظيمات المعارضه بالبلاد ولكنه تحقق علي الارض في ملحمة التاسع والعشرون من يناير 2005 م – فيومئذ شهد التأريخ إستشهاد أنبل شبابنا وأطهر الاخيار ومئات من الجرحيوالمعوقين - في انتفاضة حضاريه مشهوده تتمسك بحقوقها المشروع في السلطة والثروه - و رغم بشاعة الجريمه التي ارتكبت من قبل ملشيات النظام بالاسلحة المميته قتلا واعاقةوجرحا (جريمة حرب ترفضها شريعة السماء وقانون حقوق الانسان) - أثبتوا أن هذه الامه امة واحده لاتتجزء وتؤكد أن البجا ليست في حاجة لان تصبح أمة أخري ويجب أن تظل كما هي فقط وحققوا شعار أن الكفاح المسلح هو الممثل الشرعي للبجا عند التفاوض عن حقوقها ومطالبها المشروعه - وأثبتوا للتاريخ أن البجا لم تتواني يوما عن مطالب الاحرار ولم ترهبها تهديدات المركز الممنهجه التي تمارسها بإهمال مطالب البجا ونشر المجاعات وطرد المنظمات الانسانيه وخلق الموانئ الجافه بالمركز بديلا للموانئ البحريه وتشريد عمال الشحن والتفريغ داخل وخارج البواخر بعد حملوا علي ظهورهم وأك########م اقتصاد السودان في صادره ووارده لأكثر من نصف قرن من الزمان وعانوا ماعانوا اضرار صحيه وجسديه مستديمه دون أن ينالوا مكافأة ما بعد الخدمه وفي تاريخ الاسلام أن سيدنا عمر بن الخطاب خليفة رسول الله (ص ) بينما يتفقد احوال الرعيه رأي يهوديا عجوزا يتوكأ علي عصا يتسول الناس – فأخذ به وقسم له نصيبا من بيت مال المسلمين – فقيل له أيهوديا يأخذ من بيت مال المسلمين يا خليفة رسول الله ؟ فقال القوي الإمين أخذنا منه الجزيه وهو قوي ونتركه يتسول الناس وهو ضعيف رحم الله بن الخطاب فقد كان عادلا - و سياسة تشريد العاملين بالخدمه المدنيه بالاقصاء - والمجاعات المهلكه وحصادها المر من الفقر المدقع والامراض المعديه وانتشار السل الرئوي وسوء التغذيه وانتشار العمي الليلي والنسبه العاليه المخيفه في وفيات الاطفال والامهات وسياسة التوطين والتمكين للاجناب – ومن هنا نجد لزاما علينا أن نحي هذه المسيرة النضاليه ونحي شهدائها كما نحي ماسات ذلك العقد المتلألئ من قوائم المعوقين والجرحي وكما نحي كوكبة الافذاذ الرعيل الأول من آبائنا وأجدادنا د/طه بليه وصحبه الكريم الذين زرعوا شتلات الأمل والحلم والاباء وسطروا تايخنا السياسي بالاحرف الخالده .
    لقد جاءت اتفاقية سلام الشرق 2006 م أو التسويق الاعلامي لاتفاقيه لامحل من الاعراب في الواقع لأنها مؤامره اقتضتها الظروف الامنيه بين دولتي السودان وارتريا – لتضع حدا لحرب استمرت لاربعة عشر عاما لأصالة القضيه التي حمل من أجلها السلاح ومن أجلها قاتل البجاوي واستشهد – وسط شعور عام وأمل عريض بعودة الاستقرار للمنطقه وبداية تنمية ظلت غائبه لعقود من الزمان طويله ووسط آمال كبيره بعودة تماسك النسيج السياسي والاجتماعي والثقافي السوداني ومشاركة في وحدة البلاد – الا أن تطورات الاحداث بعد الاتفاقيه أطاح بذاك الشعور والأمل في الاستقرار – فقد انكشفت عورتها فلم تكن إلا مجرد رقم ( 60 ) وظيفه عامه معلقه علي حائط الواجهه السياسيه - بنسب متفاوته بين التبداويت والتقري والرشايده والكيانات الاخري ليتأكد ان الوظيفه العامه حكرا لثقافة بعينها وما علي الثقافات المهمشه أن تدفع الثمن غاليا حتي تجد مدخلا للوظيفه العامه - لتتحول المنطقة إلي منطقة منسيه وتأزمت الاوضاع الانسانيه والسياسيه بسبب أن المركز دائما لايقف مسافة واحدة من مكونات السودان – فظهرت الاستراتيحيات التي تعتمد سياسة فرق تسد ومحاور إعادة النخب التي نبذت في العراء بعد انقلاب الجبهه الاسلاميه القوميه الي مائدة السلطه وللتاريخ أن ماسمي بإتفاقية سلام الشرق وقعت بإسم جبهة الشرق وليس بإسم مؤتمر البجا الذي ناضل وحده وقدم الشهداء وحده – وبهذا أرادوا باطلا وتبقي الحقيقه التأريخيه - أن الأمه قد تتعثر ولكنها لاتموت.
    للحقيقه والتأريخ - إن عدم الاعتراف بقدرما من الخصوصيه والشرعيه للهوية الثقافيه الغيرعربيه كأساس تنهض عليه الشخصيه السودانيه والاقرار بعروبة الوطن وهو مايعني نفي واقصاء افريقيته وهو الموقف المعلن رسميا الذي لم يعترف بأية شراكة وطنيه عادله من ناحيه أو خصوصيه قوميه وتعامل بصورة استبداديه وغلو واستعلاء ظاهرين مما يؤكد خصوصيه العداله السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه في واقعهم العرقي الثقافي الماثل والمعاش- ثقافة انموذج يجب تمثلها فرضا دون مشورة أحد وهي إرادة مجتمع النخب العربيه - الذي ظل يحكم السودان ويسوسه كما يشاء مما يؤكد أن هؤلاء تستبد بهم مفاهيم ثقافة الرق ومعالم وملامح الاقليميه العرقيه وسياساته تجاه الهوامش وهو في الحقيقه التمركز حول ذات العرقيه الثقافيه للمركز مع أنهم وقواهم الفاعله – جهة من الجهات في خارطة السودان بكل اركانه المتبقيه وفق علم الجغرافيا - فليس هناك من يتهم المتعصبين له ولعنصره بالتحيز والجهويه والعنصريه بينما هي قلادة عار وخروج في جيد كل من ينادي بالمساواة في الحقوق والواجبات وما هي إلا إزدواجية معايير صارخه .ان فكرة عروبة كل السودانين ومافيها من تبسيط وتعميم كاسح تجعل قضية الهويهالقوميه والثقافيه والعرقيه للسودانين نقطة ضعف فبنظرة موضوعيه لواقع مكونات العرقيه وإنتماءت قبائله تجعل منها بضاعة قليلة مزجاة مفتقره للحيله والمقدرة علي الاقناع والإبتياع – ولكنها مع ذلك فكرة سوف تظل تتسبب في حروب قادمه مثلما تسببت في حروب وإنفصال كائنيين وستظل قضيه الهويه في السودان – قضية معقده ولايمكن حلها بآليات الحسم الظرفي والطلاء والتنظيري – ولم يعد مكننا التحايل علي الواقع بدعاوي الحرص علي وحده أو مشتركات واقعيه أو مفترصه وأن المشكله ليست في نظام الجبهه الاسلاميه القوميه فحسب بل في الوضعيه التاريخيه وهيمنة المركزيه الثقافه العربيه برمتها – لإن من هو جاهل بالحقائق اليوم لابد عارف بها غدا ومن لايملك سلاحا اليوم يدافع به عن هويته وحقه المستلب تاريخيا – فلا بد مالكه غدا وما يدور حول محاور أو وثبة قائد إنقلاب 1989م – أعاد التفكير حول هوية السودانيين القوميه إلي مربع التداول والحوار ولمنضدة التشريح والبحث – ويعني هوية السودان لم تحسم بفصل الجنوب وهو الأمر الذي راهن عليه الكثيرون من خلال المواقف والتصريحات الماحقه - وهي حاله من التمزق السياسي بين ماضي دامي لخص تاريخ الإرهاب كما يلخص الجنين تاريخ الانسان وحاضر تصالحي في زاهره -والدروس والعبر التي استقيناها منذ أن فرضت الإنقاذ نظامها بقوة الدبابه والكلاشن - تعرضت مصداقيتها السياسيه لإختبارات صعبه وحقيقيه.
    عندما ننظر الي وضعنا التاريخي كسودانين- فإن الواقعه الاساسيه الكبري التي تطالعنا هي الظلام الدامس الذي يلف هذا الوطن من أقصاه إلي أقصاه – هي الحلقه المفرغه التي ندور فيها مراوحين في مكاننا – هي الشعورالخانق بأننا نواجه طريقا مسدوده لكسر هذا الواقع وتجاوزه وهي الحقيقه التي يجب الاعتراف بها والانطلاق منها – لأننا منذ العام 1956 م وحتي وحتي اللحظه في حالة تناقض تماما وجذريا مع هذه الحاله - فبمقارنة الوضع الذي كنا فيه كماروي شيخ عاش ورأي ما رأي في زمانه – بالوضع الذي نجد أنفسنا فيه- فإن إدراك الجمود الذي نحن فيه يجب أن يحدث فينا رعبا فظيعا لأننا نتجاهل إدراك طبيعته وجدليته الموضوعيه وللإسف ماتت القدرة علي المبادره التأريخيه التي تميز الحق من الباطل وتعطي كل ذي حق حقه – حتي أصبح معظم السودانين فريسة اليأس والبلبله والفوضي بدلا من الآمال المشرقه والأهداف الواضحه التي كانت تكشف عن طاقاتهم وتوجيهما في وجهة تأريخيه واضحة وجدية القصد والمنطلق وفي تلك المرحلة السابقه من التاريخ كان لنا نحن البجا – إرادة تاريخيه واحده نتكلم بها مع التاريخ والســودان ومن حاربها زرع التنافر والتناقص وتحول هذا الوطن إلي مستنقع يزداد إتساعا وروائح دولة عرقيه وسمومها القاتله مع الوقت لم تبقي خيارات كثيره حتي أصبحنا نحيا وكأن معالم الحياة نفسها ضاعت عنا.إن السودان وطبيعته الجغرافيه وتركبيه السكاني وكبر مساحته وتوسطه بين الدول الافريقيه والعربيه والافريقيه الزنجيه – فقد أوجدت به خصائص المجتمعات العربيه والتركيب الافريقي ليتعايش السودان مع سياسة الهيمنه والتهميش الاحاديه الثقافه لاكثر من نصف قرن حتي انتشرت الروح الطائفيه ونمت النعره العنصريه تحقق المصالح الخاصه الأمر أدي للقضاء علي ماسمي بالديمقراطيه الاولي في السودان وقيام حزب الامه الطائفي بقيادة المرحوم عبدالله خليل رئيس الوزراء بتسليم السلطه الي الجيش في نوفمبر 1958 م - يقود واجهة الانقلاب المرحوم الفريق ابراهيم عبود إلي أن اندلعت أول ثورة شعبيه في اكتوبر 1964 م فكانت النهايه لأول ديكتاتوريه عسكريه بالبلاد بإرادة الشعب وحده وتضحياته العظيمه من أجل الحريه والكرامه ووئدت ماسمي بالديمقراطيه الثانيه بقيام إنقلاب مايو 1969 م بتخطيط حزبي أيضا إلي أن انفجرت الثوره الشعبيه الثانيه في ابريل 1985 تحقق نهاية الديكتاتوريه العسكريه الثانيه وفرضت مرحلة انتقاليه لعام واحد بقيادة المشير عبدالرحمن سوار الدهب ووئدت الديمقراطيه الثالثه بإنقلاب الجبهه الاسلاميه القوميه برعاية الترابي علي نظام الحكم تحت عباءة النظام العسكري في 30 / يونيو / 1989 م لتمسك الجبهه الاسلاميه القوميه بأنفاس الديمقراطيه – فتفتت وحدة البلاد بالحروب وانفصال جنوب السودان وايضا تفتت علاقات السودان بمعظم دول العالم وتدهورت الاوضاع الاقتصاديه وذهبت القـــــيم الاجتماعيه وبنيت علي انغاضها سياسة الاقصاء والتهميش– ربع قرن من الزمان مع القسوة والانقسام الاجتماعي ويبقي الارهاب و الفساد وفقه الضروره وفقه الستره أبرز المشكلات بالبلاد - رغم كل هذا لم نجد اتهاما واحدا يوجه بالعنصريه والجهويه للأنظمة الطائفيه والعسكريه التي حكمت كيفما شاءت بينما اتهم إنقلاب المقدم حسن حسين في 5/ سبتمبر / 1975 م بالعنصريه والجهويه لمجرد افريقيته السوداء - إذا فلا مناص من الرضوخ للواقعيه
    العربيه ونظرية إحلال مفهوم العرب الوافدة محل الافريقيه المتجذره .
    فإذا كانت مبادئ مؤتمرالبجا - أرادت في الإنسان السوداني أن يفرض إنسانيته ممارسة إرادة يعلو بها علي ذاته وواقعه ويحاول بها سيادة الحياه وصنع التاريخ – أصبحت متلطلبات المرحله الراهنه مليئه بالتحديات الخطيره إن لم تكن كتبت نهاية وطن إسمه السودان- وفي التاريخ عقب الاستقلال وحتي بعد ثورتي اكتوبر 1964 م وشقيقتها ابريل 1984 و وهي ثورات حقيقيه وتلقائيه اقتلعت ديكتاتورية العسكر من جذورها تطلب الامن والاستقرار لنفسها ووطنها – فإن أداء النخب السياسيه والفكريه كان دون تطلعات الجماهير التي حاربت بيديها البيضاء و قدمت الشهداء ومحبطه إزاء التعامل مع قضية اليمقراطيه – حتي تلاشت الآمال بسبب نقص الرغبه الحقيقيه والملحه لتلك النخب السودانيه لإستيعاب الدروس والعبر من الفتره الماضيه- من واقع العوده إلي التكتل العرقي و سياسية التوريث - فبعد الآباء يلحق بركب السلطه
    الأبناء والاحفاد إستنادا الي فقه الاهواء كأن الوطن حكرا لهم – مما يعيد الماضي في الحاضر لنعيش الدوران في الحلقه المفرغه والشعارات الخادعه والقيادات المصطنعه وهي ومرحلة متأخره من الفشل والعجز والشلل والانهيار علي كافة الاوجه – ولكن إلي متي وخارطة البلاد تتمزق بفعل إستكبارهم ؟
    وفي الختام أقرؤوا ما تيسر من مؤشر الفساد التابع لمنظمة الشفافيه الدوليه لعام 2013 م – فقد حل السودان عند العشر الاوائل الأكثر فسادا في العالم وخلصت دراسة جديده أجراها باحثون في جامعة (كوينزلاند) الاستراليه الي ان سكان منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيه يأتون ضمن الشعوب الأكثر اكتئابا بين شعوب العالم- كما ان ارتفاع معدلات الاكتئاب يكلف سكان المنطقه سنوات كثيره من أعمارهم وقد تبوأ السودان مركز متقدم في هذه الدراسه – وأفادت دراسة اخري ان السودان يأتي في مقدمة الدول التي يصاب سكانها بالاكتئاب - ورصدت مؤسسات دوليه ومواقع الكترونيه عديده قائمه تضم اكثر الشعوب تعاسة في العالم بناء علي عدد من المؤشرات من بينها التعليم والاقتصاد والادارة الرشيده لموارد الدوله وتسهم عوامل عديده في تصنيف اكثر الشعوب تعاسة من بينها تفشي الامراض والحروب الاهليه وسوء العلاقات بين القوميات العرقيه والدينيه المختلفه والفقر وتفشي الجهل حيث جاء السودان في المركز الثامن عشر عالميا وعلقت الدراسه بقولها علي الرغم من ان السودان يعتبر احد الاقطار الغنيه بالموارد الطبيعيه والثروه الحيوانيه والمعدنيه بالاضافه الي الثروة السمكيه والنفطيه والموارد البشريه إلا أن الاقتصاد السوداني واجه خسائر فادحه نتيجة الحرب الأهليه وفصل جنوب السودان وسوء الاداره.
    ومن المصاعب الكبري اشارت سبعه تقارير لتصنيفات الجامعات العالميه أن جامعات السودان وكلياتها بمختلف اشكالها إحتلت مراكز متأخره بين الجامعات في العالم – وهناك خمسه جامعات سودانيه فقط في الصنيف العالمي ل 12 ألف جامعه –ومن افريفيا دخلت جامعتان فقط المائه الاوائل ولكن بعد الخمسين .جاء السودان ضمن العشره الاوائل في غسيل الاموال وهو ضمن الأسوأ في حقوق الانسان والحريات الصحفيه.وفي هذا خلاصة نتائج السودان في العام 2013 م علي مستوي العالم وهذا يعني اننا نعيش في مستوي متخلف جدا من حيث القضايا التي تجعلنا نحلم بالرفاهيه ومستوي معيشه يضمن لنا الكرامه الانسانيه – ومما لا شك فيه أن هذا النوع من الاوضاع سيجعلنا شعب عاجز محدود التفكير والطموح شعب يعيش ليس محبطا وتعيسا فحسب بل يعيش ميتا من الفقر والمرض والجهل والحروب ليصبحح الوطن قبر للأحياء وإن ظلت حكومة الجبهه الاسلاميه القوميه هذه تعبث بنا بهذا المستوي فسيتم تصنبف السودان أكبره مقبرة جماعيه في العالم.
    عاش كفاح مؤتمر البجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
    التقدير والاعزارلقيادتنا المناضله بالخارج بقيادة الاسد الجسور د/أبوآمنه
    والتحيه لقيادات الداخل التي ترفع رايات الصمود والتحدي
    والمجد والخلود لشهدائنا الابرار في جنات النعيم مع الصديقين والشهداء.والخزي العار للخونة والجبناء .
    ابراهيم طه بليه
    مؤتمــــر البجـــا القـــــــياده العامـــه
    13 / اكــــــتوبر / 2014 م























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de