الحلقة الثانية، اكاديمية النعيم -خالد الحاج عبدالمحمود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 05:56 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-29-2014, 07:09 PM

خالد الحاج عبدالمحمود
<aخالد الحاج عبدالمحمود
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحلقة الثانية، اكاديمية النعيم -خالد الحاج عبدالمحمود

    بسم الله الرحمن الرحيم
    "أَفَلَمْ يَسِيرُواand##1759; فِى and##1649;لْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌand##1773; يَعْقِلُونَ بِهَآ أَوْ ءَاذَانٌand##1773; يَسْمَعُونَ بِهَا and##1750; فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى and##1649;لْأَبْصَـand##1648;رُ وَلَـand##1648;كِن تَعْمَى and##1649;لْقُلُوبُ and##1649;لَّتِى فِى and##1649;لصُّدُورِ"
    2/ أكاديمية النعيم
    هل د.النعيم أكاديمي؟؟ لا أعني د.النعيم كما كان أستاذاً للقانون في جامعة الخرطوم.. فهذا كان أكاديمياً، وقد كتبت عن ذلك.. أعني د.النعيم في عمله الجاري الآن، والذي نال بمقتضاه الجائزة المذكورة.. هل د.النعيم هذا، أكاديمي!؟
    ما هي الشروط الأساسية التي يجب أن تتوفر في الأكاديمي، حتى يستحق هذا الوصف؟ أعتقد أن أهم هذه الشروط الأمانة الفكرية والموضوعية، والالتزام بقيم وأسس منهج البحث العلمي.. هذا، مع توخي القيام بعمل نافع للإنسانية، والفكر البشري.
    أنا لا أطالب النعيم باستيفاء كل شروط الأكاديمي.. ولا أقيم عمله على هذا الأساس.. وإنما أطالبه بالحد الأدنى، الذي من دون استيفائه لا يكون الأكاديمي أكاديمياً.. وهذا الحد الأدنى هو الموضوعية، والالتزام بمنهج البحث العلمي.. إن أهم ما يعطيه الأكاديمي لطلابه هو أسس منهج البحث العلمي، وتدريبهم على استخدامه.. وأدنى أسس منهج البحث العلمي، صحة المعلومة، وتوثيقها.. ودون هذا المستوى لا يوجد بحث علمي.. ثم صحة المنطق في التحليل والاستدلال، بحيث تكون المقدمات المنطقية صحيحة، والنتيجة المستخلصة منها صحيحة، ومبنية على مقدماتها بصورة واضحة، ليس فيها تعسف، ولا مغالطات منطقية ـ fallacy .
    ولنبدأ بالحد الأدنى: الأمانة الفكرية، وصحة المعلومة، ونذكر عدة نماذج.. يقول د.النعيم: "واهتداء بالنموذج التأسيسى لرسالة النبى محمد فى غرب الجزيرة العربية فى مطلع القرن السابع، يسعى المسلمون دائما للتكيف مع الظروف الاجتماعية والثقافية التى يجدونها سائدة فى المجتمعات التى يقدمون إليها، دون ان يفرضوا آراءهم الدينية أو السياسية وأساليب حياتهم على المجتمعات إلا فى أدنى مستوى.. وبالتالى فان صفة مسلم أو إسلامى قد تطورت دائما فى الزمن" الحلقة الثانية نص رقم (36).. وهذه معلومة تاريخية كاذبة، هي عكس الواقع الفعلي.. فالمسلمون غيروا واقع المجتمعات بصورة جذرية: دينياً وثقافياً، وفي أساليب الحياة.. وخاضوا حروباً طويلة في سبيل ذلك.. فهم في الجزيرة العربية، بدل 360 صنم، جعلوا الإله واحداً.. وحطموا الأصنام، وغيروا كل العادات الجاهلية، وفرضوا الشريعة الإسلامية.. وكان هذا بناءً على آية السيف، وقد قال المعصوم: "امرت ان اقاتل الناس حتي يشهدوا ان لا اله الا الله، وان محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، ويصوموا الشهر، ويحجوا البيت، من استطاع اليه سبيلا، فاذا فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم الا بحقها، وأمرهم الي الله".. وخاض في سبيل ذلك الحروب الجهادية.. وهذه معلومة بديهية، يعرفها كل إنسان يعرف التاريخ الإسلامي.. ولكن النعيم في سبيل دعم نظريته في (المنظور التاريخي) يُحرف تاريخ حضارة كاملة.. ويسمي هذا التحريف "واهتداء بالنموذج التأسيسى لرسالة النبى محمد"!! فهو يُحرف رسالة النبي، لتصبح ما يريده هو، على الرغم من أن ما يريده هذا، هو عكس الرسالة.. وهذا ما فعله في جميع أساسيات الإسلام، وأساسيات الفكرة الجمهورية.
    ورغم قوله هذا، هو عندما يريد إدانة الإسلام، يتحدث عن الحروب الجهادية، بصورة لا علاقة لها بها.. فهو قد قال عن الجهاد: "لمصطلح الجهاد معانٍ كثيرة، كما أن هنالك عدة متطلبات لصحة ممارسته.. وأنا هنا استخدمه لأعني به: الاستخدام للقوة من جانب واحد من قبل المسلمين لتحقيق أهداف سياسية خارج الإطار المؤسسي للشرعية الدولية، وخارج حكم القانون بصورة عامة" الحلقة الأولى نص رقم (33).. وتعريفه هذا لا علاقة له بالجهاد في الإسلام، لا من بعيد ولا من قريب.. فالجهاد ليس من أغراضه "تحقيق أهداف سياسية" ولا وجود لشيء أسمه "الشرعية الدولية"، ولا هو خارج القانون، وإنما هو في وقته، القانون نفسه ـ قانون الشريعة.. النصين المذكورين يقومان على تناقض واضح، ومخالفة أساسية للإسلام والتاريخ.. وفيهما د.النعيم يقرر حقائق التاريخ وحقائق الإسلام من عنده، دون أي سند.
    قال عن الشريعة أنها ليست من عند الله وإنما وضعها الفقهاء.. وقال عن شريعة الأحوال الشخصية "الشريعة الإسلامية لم تكن أبداً أساساً لقانون الأحوال الشخصية، ولا يجب أن تكون".. والحق الذي يعرفه كل مسلم، أن الشريعة كانت ولا تزال أساس قانون الأحوال الشخصية، وهي في جميع أركانها تقوم على القرآن والحديث النبوي، والسنة العملية للمعصوم، وبالطبع كل هذا بداهة.. وحكم النعيم هذا، يجعل جميع زيجات المسلمين غير شرعية.. وهذا ما يريده النعيم حيث يقول من النص "ولا يجب أن تكون أساساً له"!! فهو كما يريد أن تكون الدولة مدنية، يريد للزواج والعلاقات الزوجية ـ بل والعلاقات الجنسية ـ أن تكون مدنية، الحلال والحرام فيها يقررهما الأفراد فهو يقول: "نقطتي هي أن أي مسألة تتعلق بسياسة الدولة، سواء كانت تشريعا أو سياسة، يجب أن تتم عبر المنطق المدني، وليس من أي منظور ديني أو مرجعية دينية. مثلا، موضوع الحدود، وأنا أعارض أيضا فرض الحدود من قبل الدولة، فسواء كان الموضوع يتعلق بالحدود أو العلاقات الجنسية، أو أي موضوع آخر، يجب علينا أن نناقش الموضوع ونضع أسباب تكون قابلة للنقاش أو القبول دون أي مرجعية للدين أو العقيدة الدينية" الحلقة الثانية نص رقم (32).
    هو يقرر القرار الخطأ، ويتناقض مع الواقع الفعلي، ومع المبدأ الأساسي للدين، بغرض أن يبني على تقريره هذا هواه الخاص، فهو يقول: "بما أن التفاسير التقليدية للشريعة هي نتاج جهد بشري، وليست وحياً إلهياً، فإنها قابلة للتغيير عبر نفس عملية إعادة النظر في الفهم، وتأسيس إجماع جديد على الفهم الحديث" الحلقة الثانية نص رقم (46).. فهو أساساً يرغب في تغيير الإسلام، والشريعة، على أساس ما أسماه: المنطق المدني!! ومن أجل هذا يبدأ بالزعم بأن ما يقوم به ليس جديداً، وإنما عليه الأمر منذ البداية.. فمنذ البداية الشريعة جهد بشري وليست وحياً.. وبالطبع الدين كله، عنده صناعة بشرية.. فما يتحدث عنه النعيم هو إسلام من صناعة النعيم.
    وقد أوردنا أقواله عن أن القرآن ليس مصدراً للتشريع ولا حتى للشريعة، وهو يقول بأن الإيمان بأنها منزلة من الله هو مصدر المشاكل، والنفاق، والمعايير المزدوجة التي نعيشها اليوم.
    وقد سبق أن ذكرنا، أنه يكذب على الله، وعلى القرآن، كذباً لا يجوز على طفل، فهو مثلا يقول: "بالمناسبة مفهوم جريمة (الحد) نفسه، مفهوم صاغه وابتدعه الفقهاء.. وليس هناك أي ذكر لهذا المفهوم في القرآن".. هو أضاف هنا أنه ليس هنالك أي ذكر لمفهوم الحدود في القرآن!! وقال عن النسخ: "وعلى هذا، فإن النسخ الذي حدث كان خيارا اتخذه الفقهاء المشرعون والقضاة!! لا يوجد نص في القرآن يقرّر النسخ!!".. بالطبع أي إنسان يمكن أن يورد له آيات النسخ، ولكن هذا لا يهمه، ولا يغير عنده شيئاً، فعنده ما يقرره هو الصحيح، مهما كانت مناقضته للواقع الفعلي.
    بالطبع أقوال النعيم، في هذا الصدد، لا حصر لها.. وقد حصرنا بعضها في القوائم الثلاث التي نشرناها فليرجع لها من أراد.
    هذه نماذج عن الإسلام، وعن القرآن والشريعة.. والنعيم يتعامل مع كل شيء آخر، بنفس الصورة، فمثلاً يقرر من عنده أن سيدنا أبوبكر أمر سيدنا خالد بن الوليد بقتل مالك بن نويرة، دون أن يشير إلى أي مصدر، مع أن كل مصادر التاريخ تقول أن أبوبكر لم يعلم بقتل مالك إلا بعد رجوع الحملة.. ويقول د.النعيم عن القانون الطبيعي: "مرة أخرى، مصطلح القانون الطبيعي مصطلح مسيحي ينبع من ظروف معينة"!! وأي طالب قانون يعلم خطأ المعلومة، وهو قال هذا القول لأستاذ قانون!! فأضطر الأستاذ لتصحيحه.. والقانون الطبيعي في الإسلام، عند الأستاذ محمود هو القانون الأساسي، الذي يقوم عليه كل الوجود.. والنعيم قطعاً يعلم ذلك، ولكنه أراد أن يتفادى ذكره!!
    والنعيم يزعم أن الدافع لقيام المهدية في السودان، هو زواج رجل من رجل اسمعه يقول: "مسألة مثلا المثلية الجنسية!! زمان أنا بتذكر نحن مثلا لمن قرينا تاريخ، قالوا المهدي لمن جاء ماشي قبل ما يبعث في بعثته، جاء، موش لقى في محل شيخو، قال في زفة كبيرة، وبتاع، وقال دا شنو، قالوا في زواج!! زواج منو؟ راجل بي راجل قالوا".. وخرج د.النعيم من هذه القصة، بما يريده هو في الواقع، فقال: "لكن الوجه الآخر الواقع، الوقائع، أن الظاهرة موجودة في المجتمع.. وكانت معروفة".. هل يمكن أن يكون هذا تفكير أكاديمي، يحترم أكاديميته!؟ كل من درس تاريخ المهدية يعلم سبب قيامها، وهو لا علاقة له من قريب أو بعيد بما زعمه النعيم.. ففي خطابات محمد أحمد المهدي ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبره، وهو خالٍ من الموانع الشرعية، لا بسكر، ولا بجنون، ولا بنوم، أنه المهدي المنتظر، وأجلسه على كرسيه مراراً.. والخطاب متوفر في خطابات المهدية.. وكان يمكن للنعيم أن يورده حتى مع القصة التي أوردها، ثم يقول رأيه فيه كما يشاء.. هذا هو الحد الأدنى من العمل الأكاديمي، والأمانة الفكرية، ولكن كل هذا لا يعني النعيم.. هو فقط يرغب في أن تكون الظاهرة موجودة في السودان.. ووجود ظاهرة ما، في أي مجتمع لا يعني أنها صحيحة.. ولو كان النعيم صادقاً لأورد لنا خبراً مماثلاً لما ذكره، تم في فترة حياته هو.. أنا الآن، والحمد لله، جاوز عمري السبعين عاماً، ولم أسمع في حياتي مثل هذه الظاهرة في السودان.. ولم يخبرني والدي، ولا جدي بمثل هذه الظاهرة.. فهي لا وجود لها إلا في رغبة النعيم.. هو يريدها أن تكون موجودة ليبرر ما يدعو له، وليقلل من شأن الشعب السوداني.. وبعد مجهودات النعيم، ومن هم خلفه، من دعاة المثلية، والذين يريدون أن يفرضوها على الشعوب، حتى الآن، لم ينجحوا، في السودان، في فرض مثل هذا العمل القبيح.. نعم هم نجحوا في إقامة موقعين، وربما أكثر للمثليين، في الشبكة.. ولكن، بإذن الله سيكون عملهم مخزياً، ولا ينالون ما يطمعوا فيه، من إفساد أخلاق الشعب السوداني.
    فإذا كان عدم الأمانة الفكرية، والتحريف المتعمد للمعلومة، يصل إلى هذا الحد الذي ذكرنا نماذج له، يصبح الحديث عن أكاديمية النعيم عبث.
    أما تحديد المفاهيم، فيكفي أن نذكر أنه يقول بأنه لا يوجد أي مفهوم محدد للإسلام، كما لا يوجد مفهوم محدد للإنسان.
    أما عن المنطق، فقد سبق لي أن كتبت حلقة خاصة به، عندما تحدثت عن المنطق المدني.. والمنطق كله يعتمد على صحة النتائج المستخلصة من المقدمات الصحيحة فإذا كانت مقدمات النعيم أساساً خاطئة كما بينا ـ فالنتائج بالضرورة خاطئة.
    وقد سبق أن ذكر أن منطقه يقوم على مغالطات منطقية، ومنها المغالطات اللغوية.. ففي قضيته عن عدم وجود دولة دينية حجته الأساسية، أن الدولة لا تملك أن تضمر العقيدة ولا أن تمارس الطقوس الدينية.. وهذا خطأ في اللغة: ففي جملة (دولة دينية).. كلمة دينية نسب، وليست صفة.. الصفة: دولة متدينة.. ثم لا أحد من الذين تحدثوا عن الدولة الدينية أورد ما افترض النعيم، أنه تعريف الدولة الدينية.. وأبسط ما يقوم عليه منهج البحث العلمي، هو أن تورد التعريف كما يستخدمه أصحابه، ثم تنقده.
    د.النعيم يقرر في أخطر القضايا، دون إيراد أي دليل.. فهو يتحدث عن الطبيعة البشرية فيقرر: "الصراع الإنساني والاختلاف هي الصفة اللازمة للطبيعة البشرية، وستبقى كذلك حتى يوم القيامة" الحلقة الأولى نص رقم (74).. ويقول: "وقد جُبِل الإنسان كذلك على الاختلاف مع الإنسان الآخر، فلا يتفق اثنان على أمر إلا في حدود ضيقة ولوقت محدد. وبالتالي، فكلما ذهبنا الى التفصيل في الفهم والاستمرارية والمواصلة في العمل، وكل ذلك ضروري ولازم في أمور الحكم والإدارة والقضاء، زادت احتمالات الاختلاف. وكذلك من طبيعة الانسان أنه لا يحتمل النقد ولا يصبر على الاختلاف في الرأي، بل بدايات الاختلاف نفسها تبعث على دواعي المزيد من الاختلاف واحتمالات الفجور في الخصومة).. الإسلام وعلمانية الدولة ص 394..
    ولأنه لا توجد أي مركزية، في تفكير د.النعيم، ولعدم وجود المصداقية، فإن أقواله كثيرة التناقض الحاد.. فهو مثلاً، يقول أنه لا توجد دولة دينية، ولا يمكن أن توجد، وفي نفس الوقت يقول عن الدولة المدنية، أنه لا يوجد فيها شيء ليس ديني، أسمعه يقول: "جدليتي تحديداً هي أنه ليس هنالك شيء غير إسلامي، فيما يتعلق بالدولة المدنية، كإطار ضروري لمفاوضة الدور، الطبيعي والشرعي، للإسلام في الحياة العامة"!!الاسلام وعلمانية الدولة ص435.. هكذا، وبهذا التصميم!! فأي دولة مدنية مع اختلاف الدول المدنية، هي تقوم على الإسلام، وليس فيها شيء غير إسلامي!! الدولة الوحيدة غير الدينية، هي الدولة الدينية!! فدولة النبي صلى الله عليه وسلم، سياسة وليست دين "دولة المدينة هي دولة سياسية، وليست دينية.. هي معادلة سياسية بين قطاعات وقوى سياسية واجتماعية في واقع معين.. دولة أبوبكر الصديق ليست دينية" الحلقة الأولى نص رقم (19).. ويقول: "أياً كان شكل الدولة الذي يأخذ به المسلمون من أجل خدمة تلك الأغراض الحيوية فسيكون مفهوماً بشرياً بالضرورة، والذي بدوره سيكون علمانياً "أي مادياً بشرياً"، وليس إسلامياً مقدساً"..الإسلام وعلمانية الدولة ص 436.. ويقول أيضاً: "ما تفرضه الدولة باسم الشريعة، هو بالضرورة مدني، ونتاج للإرادة السياسية للحكام لا للمرجعية الإسلامية، حتى وإن كان ممكناً الاتفاق على تلك المرجعية بين المسلمين"!! الإسلام وعلمانية الدولة ص 34.. فعنده، كل دولة مدنية هي دولة دينية، بمعنى أنه ليس فيها شيء غير إسلامي، ولكن أي دولة تقوم على الإسلام، حتى ولو كانت دولة الرسول نفسه، هي غير دينية!! هل يمكن أن يكون هذا تفكير سليم!؟
    لقد بنى د.النعيم، جميع طرحه على ما أسماه (المنطق المدني) وأبعد المنطق الديني من أجل هذا المنطق.. وقام بنسف جميع أسس الإسلام، وأسس الأخلاق الفاضلة، بناءً على هذا المنطق!! ثم يأتي أخيراً ليقول: "في ختام هذا القسم، أحب أن أعترف بأن مفهوم المنطق المدني عندي لا يزال مؤقتاً وفي طور النمو، واعتبر أنها علامة صحة أن لا أكون محصوراً في نظرة معينة. أو مفصلة لهذا المفهوم"!!الاسلام وعلمانية الدولة ص 145.
    د.النعيم، في طرحه هذا، لا علاقة له بالعمل الأكاديمي، ولا حتى بالتفكير المستقيم.. هل النعيم ملتزم بأسس وبمباديء منهج البحث العلمي!؟ قطعاً لا، القضية ليست قضية جهل بهذه الأمور الأولية، وإنما هي أزمة أخلاق طاحنة.
    عمل النعيم الجامعي ليس عملاً أكاديمياً، وإنما هو عمل سياسي، يقوم على هدم الإسلام والفكرة الجمهورية، بشتى الوسائل والسبل، غير الفكرية، وغير الأخلاقية.
    وتكريم النعيم، مهما كان نوع الغطاء الذي يتخذه، هو تكريم لما يقوم به من نشاط في محاربة الإسلام، والفكرة الجمهورية بالذات، في إطار العمل الإستراتيجي، الذي يقوم به الغرب، في حربه ضد الإسلام، باسم (صراع الحضارات).
    أي تأييد أو إشادة نالها د. النعيم، بسبب تكريمه، لنيله جائزة الكنيسة المذكورة، هو يصبح في دعم وتأييد عمله المذكور، وهو دعم وتشجيع له، للاستمرار في هذا الصنيع البشع.
    وأنا لم أتحدث عن مفارقة النعيم، لأوليات أسس البحث العلمي، عندما يتناول الفكرة الجمهورية، سأتناول هذا الجانب من تهافته في عنوان جانبي خاص، أوضح فيه موقف د.النعيم من الأستاذ محمود محمد طه، وكيف أن هذا الموقف ينبني على نفس الأسس التي ذكرناها، ولنفس الغرض، ولكن بصورة أسوأ بكثير.
    مفتاح تفكيره:
    يقول النعيم: "ليس هنالك شيء اسمه الإسلام بالمفهوم المجرد!! إن الاعتقاد بأن الإسلام مفهوم أو فكرة، ليس أمراً مجدياً، وغير معين.. لكن الناس يعتقدون ذلك".. ويقول: "فكل ما يدخل في فهم البشر وتجربتهم ليس منزلاً من الله"!! اعتقد أن النصين، يُشكلان مفتاح فكر النعيم ـ إذا صح أنه فكر.. فهو صاحب لبس، ومشكلة حقيقية، فيما يتعلق بالتجريد!! "الاعتقاد بأن الإسلام مفهوم أو فكرة، ليس أمراً مجدياً"!! لماذا!؟ هو لا يبين أي سبب!! في الواقع الإسلام مفهوم وفكرة.. يقول د.النعيم: "ما تفهمه أو تحاول أن توصله للآخرين، هو فهمك أنت للفكرة، وليس الفكرة في تجريدها، وهذا قول يصح أن يقال في حق القرآن، أو الإسلام، أو أي شيء آخر نتعامل معه في هذا المستوى".. كوني أفهم الإسلام، وغيري يفهم، لا يمكن بداهةً، أن يعني أنه لا يوجد شيء اسمه الإسلام!! العكس صحيح.. فلولا وجود الإسلام كفكرة منفصلة عني وعن الآخرين، لاستحال تماماً أن يكون لنا فهم له، حتى لو اختلفنا في هذا الفهم.. فالإسلام موجود بصورةٍ مستقلة عن الأفراد، وكذلك القرآن، وأي فكرة أخرى.. فالاختلاف في الفهم ـ إذا صح ـ لا يعني أن موضوع الفهم ـ الإسلام، القرآن، الفكر ..إلخ غير موجود.. بل بالعكس هو يؤكد، وجود الفكرة، كشيء مستقل عن الذوات.. وإذا كان الأمر كما تقول، لماذا تتحدث أنت عن العلمانية!؟ بنفس منطقك، يمكن أن يقال: ليس هنالك شيء اسمه العلمانية بالمفهوم المجرد!!
    ومن قال لك أن الإسلام مفهوم مجرد أو القرآن مفهوم مجرد!؟ في الواقع كلاهما محسوس!! القرآن كتاب.. والسنة كُتب.. وكلها، مكتوبة بلغة مأخوذة من التجربة البشرية، ويشترك في فهمها أصحاب هذه اللغة.. اللغة اصطلاح بين أصحاب اللغة المعينة.. فعندما أقول شجرة، مثلاً، كل من يعرف اللغة العربية، ينبعث في ذهنه معنى شجرة.. وهو معنى جاء من التجربة الطويلة، في المجتمع.. ولأن الموضوع يتعلق بتجربة حسية، من ليس له إلمام باللغة العربية، وليس له تجربة في تعلمها، لا تبعث كلمة شجرة في ذهنه، ما تبعثه في ذهن من يعرف اللغة العربية.. قولك هذا محض لغو.. وأنت تبني عليه الكثير جداً من المغالطات الفجة.
    المقدرة على التجريد، هي ميزة أساسية للإنسان، ميزته على الأحياء دونه.
    وفهمي للقرآن، هو إما يتفق مع القرآن أو يخالفه.. وكذلك فهم كل إنسان آخر.. فالقرآن هو معيار صحة الفهوم، في هذه الحالة.. وعندما نختلف، يمكننا جميعاً أن نرجع إليه.
    اللغة بطبيعتها ظاهرة اجتماعية.. هي وسيلة تواصل بين أفراد المجتمع.. وتقوم على الاصطلاح، الذي فيه الكلمات والجمل تعبر عما اصطلح المجتمع على استخدامها في التعبير عنه.. وهذا يجعل النص اللغوي دائماً قابل لأن يكون مفهوماً لجميع أفراد المجتمع الذين يعرفون هذه اللغة.. وإذا حدث اختلاف بينهم في الفهم، المرجعية لتصحيح هذا الاختلاف هي النص نفسه.. وبالطبع هذا من بدائه الأمور.. فاللغة تعطي الجماعة، مفهوماً واحداً مشتركاً، حتى وإن اختلفت التصورات في التفاصيل حسب التجربة.. ولولا هذا لاستحال أن يفهم البشر بعضهم بعضاً.. ولاستحال أن يتحاوروا.. ونقطتك هذه، التي تقولها وكأنها شيء ذكي، هي شديدة الغباء!!
    ولماذا "فكل ما يدخل في فهم البشر وتجربتهم ليس منزلاً من الله"!؟ يقول العبارة وكأنها بداهة!! وهي في الواقع تدل على خلل كبير في التفكير!! طالما أن البشر يفهمون عن طريق عقولهم، الأمر الطبيعي، أن يخاطبهم الله تعالى من خلال عقولهم.. وعبارة "منزل من الله"!! تفيد أنه منزل إلى المستوى الذي تدركه العقول، ويمكن أن تقوم عليه التجربة.. وما هو البديل عند النعيم!؟ ليس عند النعيم إجابة.. هو يقرر فقط.. هو قرر أن الدين صناعة بشرية، ثم أخذ يُدلل بعد أن قرر، فجاء الدليل أضعف من القرار نفسه.
    وإذا كان المجرد غير موجود، حتى في مستوى الأفكار "ليس هناك شيء اسمه الإسلام بالمفهوم المجرد".. هل الله المطلق موجود!؟ عبارة النعيم يمكن أن تُمدد لتقول "ليس هناك شيء اسمه الله، بالمفهوم المجرد"!!
    وبنفس المنطق يقول النعيم أنه لا يوجد شيء اسمه المجتمع وإنما الأفراد.. وإذا كان المجتمع غير موجود، بالضرورة، الدولة والقانون، غير موجودين!!
    هذا هو الأساس الذي يبني عليه النعيم، أن الدين صناعة بشرية، وليس من الله، لأن "فكل ما يدخل في فهم البشر وتجربتهم ليس منزلاً من الله".. وهو عنده بالضرورة علماني ـ دنيوي.. وعلى هذا الفهم، العبادات التي جاء بها الإسلام، وكل الأديان السماوية الأخرى، هي ليست من الله وإنما صناعة بشرية.. ولذلك عندما تُؤَدَى، لا تكون لله، وإنما لمن صنعها.. وهكذا لا يوجد شيء في الدين لم ينقضه النعيم، بهذا التفكير السقيم.
    في التفكير الديني السليم، الله تعالى في ذاته المطلقة، هو أصل الوجود.. وهو وحده الموجود بذاته، وكل ما عداه موجود به.. ولذلك بصورةٍ مبدئية المجرد هو الأصل، والتجسيد هو مظهر المجرد.
    يقول د.النعيم: "هدفي هو نفي المعنى الباطن، ونزع القداسة عن كل شيء يمكن للبشر أن يتحدثوا عنه، أو يفكروا فيه، أو حتى يتصورونه"!!.. لماذا اخترت لنفسك هذا الهدف الشرير!؟ وهل يمكن لهدفك هذا أن يكون مقنعاً للآخرين، فيتبنونه!؟ أنك حقاً، واهمٌ عابث!!
    وفقاً لمغالطة النعيم هذه، هو يعتبر كل الناس يغالطون!! أسمعه يقول: "ولكني أحب أن أوضح وجهة نظري بصراحة كما يلي: ليس هناك إسلام!! وبالطبع هذا نوع من المغالطة يتورط فيه المسلمون، كما يتورط فيه الآخرون، الذين يتجهون للحديث عن تعريف محدد للإسلام.. وذلك أن أي واحد منا عندما يتحدث عن معنى الإسلام يتحدث عن فهمه هو للإسلام.. وليس عن الإسلام كما هو"!!.. "لا يمكننا الحديث عن دين متسق، سواء أن كان ذلك ديناً كتابياً، مما نسميه الأديان الثلاثة الإبراهيمية، أو أي دين آخر.. أن كلمة (دين) نفسها مُشكِلة للغاية"!!.. كل الناس يغالطون إلا هو!! وعندما قال: "إن كلمة دين نفسها كلمة مشكلة للغاية، كما يعلم جميعنا".. عبارة "كما يعلم جميعنا"، عبارة تنسف كل مغالطاته الفجة.. فإذا كان من الممكن أن نفهم جميعنا شيئاً واحداً، مثل أن كلمة (دين) كلمة مشكلة للغاية، فلماذا هذا يمتنع في الأمور الأخرى مثل الإسلام، والقرآن، والفكرة الجمهورية.. علينا أن نتذكر أن النعيم يتطلع إلى اجماع على دعوته!! وهو كثير الحديث عن الإجماع.. فالشريعة عنده، نتيجة إجماع.. وفي نفس الوقت يزعم أن الاختلاف والصراع قائم إلى يوم القيامة!!
    وبالطبع طالما أنه لا يوجد إسلام، عند النعيم، فمن الطبيعي أن لا يتولى الإسلام توجيه أمور الناس.. فالنعيم يقول: "لا يمكن إطلاقاً أن تكون الريادة في توجيه أمور الناس للدين.. نظراً لأن الدين ليس فاعلاً بذاته"!!.. أنظر إلى موقفه من القرآن، فهو يقول: "فنحن نعتقد أن القرآن منزل من الله.. ولكن كيف نعرف أن (المصحف) الذي نقرأه اليوم هو في الواقع ما أوحي من الله؟ إنها مجرد عقيدتنا أن هذا النص تم تداوله من جيل لجيل وسط المسلمين طوال الألف وخمسمائة عام الماضية! ولذلك مفهوم الإجماع البشري هو في الواقع أمر حاسم وهام لإمكانية الاعتراف بالقرآن كنص شرعي ومهيمن"!!.. عموم المسلمين يؤمنون بأن القرآن من الله، ليس بسبب ما يسميه النعيم "الإجماع البشري"، وإنما بسبب إيمانهم بأن محمد صلى الله عليه وسلم هو رسول الله، وأن القرآن أنزل إليه من الله، عن طريق ملك الوحي جبريل.. يقول النعيم: "إن السلطة التي يستمدها نص القرآن تنبع من تعاقب الإجماع، الإجماع عليه بين الأجيال، كما أسمّيه، وليس من كونه ببساطة منزل!! نظرا لأننا لم نره ينزل.. إننا لم نستلم ملفا مرفقا مع رسالة إلكترونية، وقيل لنا إن هذا هو القرآن"!!.. سلطة القرآن عند المسلم، تأتي من أنه كلام الله، ولذلك هو مقدس عند المسلم.. وعشرات الكتب متداولة، لآلاف السنين، ولكن ليس لها سلطة، لأنها كلام بشر.. أنظر إلى مثال الرسالة الإلكترونية العابث السخيف.. المؤمنون صدقوا النبي صلى الله عليه وسلم، بأن القرآن من الله، لأنه صادق، لم يجربوا عليه كذباً.. ولأن القرآن مُعجز، كان، ولا يزال، ولن ينفك.. اليوم يعرض علينا د. زغلول النجار عالم الجيلوجيا، الذي اشتهر بكتاباته عن الإعجاز العلمي في القرآن، نماذج لغربيين اقتنعوا بأن القرآن من الله، بدليل بعض الحقائق العلمية التي وردت فيه، والتي لم تُعرف إلا في القرن العشرين ومن المستحيل أن تُعرف في القرن السابع الميلادي، في الجزيرة العربية.. ونذكر آية واحدة، اقنعت الكثيرين.. وهي قوله تعالى: "والبحر المسجور".. والمسجور تعني الملتهب ناراً.. ولم يُكتشف إلا في القرن العشرين أن قيعان البحار ملتهبة ناراً بسبب البراكين.. وقد وسع الأصحاب ومن تلاهم إيمانهم.
    يقول النعيم ضمن أكاذيبه: "فالقرآن لغة بشرية! وبالتالي هو نتاج تاريخي! وفهمه أيضا نتاج تاريخي" هذا ما يريده د.النعيم، ومن هم وراءه.. وهيهات!! القرآن ليس لغة عربية، وإنما صب في قوالب اللغة "إِنَّا جَعَلْنَـand##1648;هُ قُرْءَ and##1648;نًا عَرَبِيًّand##1773;ا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ".. جُعل بعد أن لم يكن.. القرآن كلام الله، وفهمه يقوم على خلق الصلة بالله، وأخذ المعاني منه تعالى "وَand##1649;تَّقُواand##1759; and##1649;للَّهَ، وَيُعَلِّمُكُمُ and##1649;للَّهُ، وَand##1649;للَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌand##1773;"
    د.النعيم يظن أن أقواله هذه، يمكن أن تشكك المسلمين!! وفي الواقع هي أضعف من أن تشكك أي إنسان يهمه أمر دينه، لأنها تخالف بدائه العقول.. ومن تشككه مثل هذه الأقوال الضعيفة، هو مثل د.النعيم أصلاً متشكك، أو هو طامع، رقيق الدين.
    لقد جعل د.النعيم حياته كلها وقفاً على تشويه الإسلام عامة، والفكرة الجمهورية خاصة.. وهذا هو عمله الرسمي، فهو أجير عند الغربيين، ومتحالف معهم على أن يعمل على تشويه الإسلام، مقابل أن يغدقوا عليه الأموال والألقاب.. هو رجل باع نفسه، في سبيل الدنيا، ولن يفلح إلا في أذى نفسه.. فلا دنيا دائمة له، ولا هو دائم لها!! اللهم نعوذ بك من مكرك، ونسألك سلامة الدين، قبل كل شيء.. فلا معصوم إلا من عصمته!!
    خالد الحاج عبدالمحمود
    رفاعة في 29/4/2014م

    (عدل بواسطة بكرى ابوبكر on 10-22-2014, 03:25 AM)
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de