الانقاذ .... المتمحنون الممحنون

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 09:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-08-2014, 01:31 AM

شوقي بدرى
<aشوقي بدرى
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 975

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الانقاذ .... المتمحنون الممحنون

    كل ما يظهر البشيروبقية العصابة في اي فيديو او صورة تجدهم ,,متمحنين ,, . ويدهم دائما عل خدهم وفي الوجة تكشيرة او بعض مظاهر تعب الدلاليات والوداعيات . وكأن اعناقهم تنوء بحمل رؤوسهم . ويضطرون للاستعانة بشعبة كأي حاحاية في انقاية. وبطل المتحمنين والذي يمحن هو نافع . الحاحاية اشبه بالراكوبة يجلس عل راسها شخص لطرد الطير . والانقاية نص حواشة .
    لا ادري لماذا يعطيني نافع عندما اراه شعور ا بالتفكر في العتوت الرايح . وربما مبالغته في ايذاء البشر والتفاخر بذالك ناتج عن عقدة الدونية والاحساس بانه اقل من السلطة التي اتته بدون حق .ولقد قال بعد تحجيمه الاخير انه يعتذراللذين درشهم . وهذا فخر مبطن بارتكاب افظع الجرائم التي لا يقبلها عرف او شرع . هل تعرض نافع للدرش من قبل ولهذا يفتخر بدرش البشر ؟؟
    عندما اري نافع متمحننا او نائما وسط رهط من سيدات الانقاذ ، اقول اننا قد بلغنا الحضيض . فالسوداني كان يتادب ويظهركالفارس المدافع الذي يسهر لتنعم الحرائر بالامن والنوم . ولا ينام في المحافل الا شاربي البقنية والعسلية .
    لقد قال العم حسن الكد وهو مع توئمه وآخرين من جمعية ابروف التي شملت بعض جهابذة الفكر والادب والسياسة ... ليس كل من شارك في العمل او النضال ضد سياسة الاستعمار يستحق العمل في حكومات الاستقلال .... ولكن مشكلة افريقيا والسودان ان من خرج في المظاهرات او تعرض لسجن بسيط، يعتبر ان السلطة هي ملك له بسب ما قدم ، وبدون التفكير في هل هو صالح ام مناسب وله المقدرة علي ان يملأ ذالك المنصب . والانقاذ منذ صافرة البداية قد طرحت جثة الوطن لكي تنهش . وبعقلية الطلاب والحاقدين ومن قالوا مفتخرين ... ليس منا من هو من العاصمة .. دلقوا حقدهم وجشعهم . وتلوث المجتمع . وصاروا مجموعة من الذئاب . وعندما لا تجد الذئاب ما تفترس فقد تفترس بعضها البعض . وهذا مايحدث الآن . واليوم لا يتحدثون عن الانقاذ بل حزب البشير .
    وعرف البشير ان الكيزان لا امان لهم وهم الذين قدموا رأس الترابي مثل رأس سيدنا يحيي المعمدان الي الراقص البشير . وتراجع البشير وتمترس خلف عسكرة وعسسة وزبانيته . فالكيزان اثبتوا للبشير ان لا امان لهم . لقد قلص البلد العظيم الذي عرف بالسودان في شخص مطلوب للعدالة . ولاول مرة في التاريخ يكون هنالك جنرلات في الخدمة وهم قد تخطوا السبعين . ان الجندية تعني الشباب والقوة والحيوية والمقدرة الجسدية . وظهور شيوخ متهدمين يسئ الي العسكرية ,و يجلب لنا سخرية العالم .
    اذكر في الخمسينات ونحن اطفال صغار ان مررنا باسطبلات الخيل بالقرب من سجن امدرمان . وقام البيطري باطلاق النار علي حصان يبدوا قويا وعرفنا ان الحصان عندما يبلغ من العمر 21 عاما ، يحال الي الاستيداع. حتي لا تظهر خيول الحكومة بصورة مزرية . ولا يباع الحصان . وحتي لا يقع الحصان في قبضة من لا يرحم يطلقون عليه الرصاص .
    الزعماء القبليين كانوا يختارون ابنائهم ويهيئونهم لمناصب معينة حسب قدراتهم . فكان هنالك من يتفرغ للزراعة ومن يتفرغ للرعي ومن يتفرغ للتجارة ومن يقود الناس في الفزع وحل الاشتباكات ودفع الدية والوصاطات وعقد الزيجات . واذا لم يجد في اهل بيته من يملا ذالك المنصب يستعين بآخرين . وقد يعطي احد رقيقة تلك المهمة ولكن يتحصل الشيخ او الزعيم علي موافقة الجميع .
    وحتي شيوخ الطرق الصوفية قد لا يعطون الطريقة او الاجازة الي اهل بيتهم . وود العازة لازم الشيخ دفع الله الغرقان وكان يضرب النوبة طيلة حياته ويلازم الشيخ ولكن الشيخ لم يعطه وآخرين الطريقة ، لانه لم تكن لهم المقومات حتي لا تكن الطريقة مبتذلة . والانقاذ قد اعطت السلطة للسوقة وشذاذ الآفاق .
    نابيليون الذي ستتذكره البشرية دائما كاعظم قائد ، بدأ حياته في فرنسا كطفل قصير القامة اتي من جزيرة كورسيكا . وكان موضح سخرية زملائه بسبب لهجته وشكله . ولكن كانت عنده مقومات القائد من ذكاء واتزان وكاريزما وشجاعة . عندما تعرضت الثورة الفرنسية للخطر تقدم الصفوف وتصرف بمعقولية . وفي بداية الحروب الفرنسية طالب بخسمئة جندي لللقيام بمهمة انتحارية ، ونجح نجاحا باهرا . وصار يتقدم جنوده ويقول لهم اذا شاهدتموني اتراجع فلتطلقوا علي النار . واذا قتلت فلتتقدموا لتأخذوا بثأري .
    القائد هو من يتقدم الصفوف ويخاطر ويضحي من اجل الآخرين وليس من يسرق وينهب ويسرق شعبه. ويضع الصعايك علي رأس الوزارات والمؤسسات. ويسمح بالاغتصاب ويزين قهر المواطن والخطة باء اباحت قتل وسحل المواطن الاعزل في انتفاضة سبتمبر . وقضية الشهيدة عوضية عجبنا خير مثال لفظائع النظام . ولكن هذه القضية لم يتمكنوا من لملمتها واحتوائها .
    الاسكندر الاكبر لم يكن قائدا حربيا فقط . فلقد تعلم منذ تعومة اظافره علي ايدي اكبر الفلاسفة اليونانيين . وعرف الادب والفلسفة والتاريخ وعلم الانسانيات . وتعلم حسن التصرف واحترام الآخرين وقيادتهم ومشاركتهم الصعوبات والمشاق ، والتصق بجنده .وكان يتقدم جيوشه وهو اول من يتسلق الاسوار حاملا ترسه الذي لم يكن كافيا ليقيه سهما اصابه في الصدر اثناء تسور احدي قلاع الهند . وبعد احتلال الهند اراد ان يعود الي موطنه . وسار الي مدينة اكرن لكي يقابل سفنه المتجهة الي الغرب . وتعرض الجيش لفقدان الماء . واتوا له بخوذة مليئة بقليل من الماء . فسكب الماء علي الارض وقال ان القائد لايشرب الا بعد ان يشرب جنوده . واهل الانقاذ ينتزعون اللقمة من فم المواطن وشعارهم احقر بيت شعر في تاريخ البشرية ، ويمثل تفسية مريضة.
    ونشرب اذا وردنا الماء صفوا
    ويشرب غيرنا كدرا وطينا
    و عمر البشير يجب ان يكون كعمر الفاروق رضي الله عنه . ولكن الدين عند البشير وعصابته خواء .
    ذكر لي الاستاذ والرجل المحيط عبد الكريم الكابلي متعه الله بالصحة ، ان رئيسهم البريطاني في الهيئة القضائية كان نعم القائد . كان آخر من يترك المكتب بعد ان يتأكد ان كل شئ في مكانه . وعندما تختفي احدي الاوراق كان يعرف دائما اين هي . وعرف الاستاذ الكابلي بعد سنين من الفراش ان البريطاني بعد انصراف كل الموظفين، يتفقد كل المكاتب قبل ان يطلب من الفراشين قفل الابواب . وفي اليوم التالي عندما يبحثون عن الورقة ولا يجدوها ، يدلهم البريطاني لمكانها وكانه ساحر . وكان هذا يحفذهم للمثابرة علي العمل .
    لقد كان الرعيل الاول من ال######## مسئولا . والحقيقة انهم قد تأثروا بالبريطانيين ، ولكن البريطانيين لم يتركوا ########ا عظام كالسودانيين في كل مكان . السبب الاول ان الخامة التي صنع منها السودانيين كانت جيده . ولقد اشاروا البريطانيون الي ذالك في كتبهم وكاد اعجابهم ان يصل الي حد الوله . والسودان لم يكن تابعا ابدا لوزارة المستعمرات البريطانية ، بل كان تابعا لوزارة الخارجية . وكانوا يرسلون خيرة ابنائهم من خريجي اكسفورد وكيمبريدج .
    وكان في بريطانيا المتسكعون والسكاري واللصوص كذالك . ولقد قام القاضي الدرديري بجلد بريطاني بحار في بوسودان لسرقته تمثالا . وحكم علي اثنين من البريطانيين بالسجن للتصرف في بعض مواد التموين في ايام الحرب العالمية .
    عندما استلم مكاوي سليمان اكرت مديرية كردفان كان يطوف كل انحاء المديرية ويتفقد الناس . وكان كل المديرين من امثال الاستاذ محمد عثمان يس المعروف بسيرانو وبسببه الف الشاعر توفيق صالخ جبريل قصيدة كسلا ، مديرا علي اعالي النيل . وعندما استلم اكرت بلدية امدرمان كان يطوف كل شبر فيها . واستلم محمد صالح عبد اللطيف بلدية امدرمان ولم يكن عنده حاجب يمنع الناس . كان مكتبه مفتوحا للجميع في اكبر بلدية في السودان . ولم تكن هنالك معاملة تبقي الي الغد كل المكتب مكون من ثلاثة ادراج . وبعده تسلم البلدية البطل مامون الامين طور امدرمان بكفائة ونشاط عظيم .
    محمد صالح عبد اللطيف والجميع كانو يتصرفون بادب ونبل لا يهاترون ولا يتشنجون . حتي اشاراتهم وطريقة تحريك ايديهم وطريقة سيرهم وحركتهم مدروسة من دروس كلية الادارة . ويختارون فقط من يمكن ان يحافظ عي المظهر والاحترام والمعقولية . و يظهرون دائما في احسن هندام. كل حركة وايمائة في مكانها . ياكلون بطريقة متزنة . وشاهدنا من من مثل السودان في مؤتمرات عالمية بعدهم يشربون الشاي وكانهم ينادون علي انسان ضائع . ويهجمون علي الاكل وكان بينهم وبين الاكل ضغينة . وممثل السودان في الامم المتحدة ، كان يجادل مساعده قبل القاء خطبة . المساعد كان يطالب السفير بالتخلي من العبائة التي يضعها علي كتفه والسفير يقول له .... ما كدي كويس .ولا يعرف ان كل شي يترجم وموثق بالصوت والصورة .
    وبعدها وقف ممثل السودان ممسكا بكريز وكانه احد رباطي ابو عنجة او الفنان سرور كعادة الفنانين قديما . وحسبناة قد اتي ليلقي ببعض الدوبيت . الجلابية والعمامة دخيلة علي العرب وعلي السودان انها هندية . والعبائة ليست لبس انتاج وتقديم .انها لبس خمالة وكسل وليست عملية .
    الوالد ناصر بلال طيب الله تراه كان رجل دين بمعني الكلمة . كان يصلي بالناس في الموردة والعباسية . ويدرس الناس امور دينهم ودنياهم . وياتون الي منزله العامر في شارع الاربعين لحل المشاكل وتلقي النصائح والفتاوي في شئون دينهم . وكان في الصباح يرتدي البنطلون الانيق والقميص المكوي ويتوجه الي القراند هوتيل للعمل . والقراند هوتيل كان ينزل فيه والرؤساء وكبار الزوار . يأتي الحاكم العام للجلوس فيه . وكان عمل الوالد ناصر كنجار اصلاح الابواب والاقفال والطاولات والاسرة وتقريبا كل شئ , حكي لنا ان المدير شاهد موظفال يأكل شيئا وهو يمشي ، وكاد ان يموت من الغضب . والمدير كان سودانيا . فجمع كل العاملين . واشار الي الموظف الذي كان يأكل ,, ماسك مزيكة ,, ويضعها في فمه . ويقصد الهارمونكا . والمدير كان يقول لهم ان الموظف لا ياكل او يشرب امام النزلاء والضيوف . ويجب ان يكون مهندما ومنظبطا .
    ولقد كتب الممثل شارلي شابلن البريطاني والذي كتن يحمل افكارا اشتراكية سببت في طرده من امريكا، انهم احبوا الزعيم غاندي ولكن عندما حضر الي هوليوود مرتديا قطعة القماش التي يلفها حول وسطة لم يكن مظهره مناسبا . وغاندي محامي تخرج من انجلترة . كان من المفروض ان يعرف ان مظهرة العاري لن يجلب الاحترام لثاني اكبر دولة في العالم سكانيا. فالمظهر يرتبط بالمكان والزمان والظروف والملابسات . ويذهب ممثلو السودان لمؤتمرات البيئة وهم يرتدون مراكيب النمر والاصلة .
    والصور التي تظهر الرئيس عبود واعضاء وفده في صحبة كينيدي وعقيلته جاكلين ، يرتدون فيها ارقي ملابس السهرة ,, اسموكنق ,, التي فصلت بواسطة العم عابدين عوض الذي كان يخيط ملابس رجال الدولة والجيش السوداني وكل القوات النظامية . وتلك الملابس كانت علي مستوي عالمي ,
    وكان سائق القطاروالعطشجي والكمساري والمفتش مرتبين منتظمين بملابس موحدة. ورجال السنطوروالمرطبا في القطارات والبواخر بملابس نظيفة انيقة تشهي الزول الاكل . والتمرجية والفراشين في المستشفيات والمراسلات في المكاتب و في كل مكان مشرفون يجبرون البعيد قبل القريب علي احترامهم .
    وعندما يتكئ البشير ويتحدث مع وزير خارجية السعودية ، يبدو في الصور كمتسول او شخص سوقي كامل الدسم وغير جدير بالاحترام . ولكن السعودي يجلس وكانه منحوت من الرخام . لا يضع يده علي خدة ولا يتكئ كصاحب فراشة في آخر اليوم .
    والغريبة ان الانجليز قد اوصوا اهل الخليج ان لا يوظفوا الا السودانيين . ولقد استعان اهل الخليج بالسودانيين امثال العالم الاستاذ الكاتب جمال محمد احمد وزير خارجيتنا لتدريب كوادرهم الدبلوماسية . ووظف الجميع السودانيين في سفاراتهم . وبعضهم من احيلوا الي الصالح العام ومنهم السفراء الشاعر صلاح احمد ابراهيم والكاتب السفير فاروق عبد الرحمن والقائمة تطول . الم يجد مطاليق الانقاذ من يدربهم . وبعلمهم الجلوس والحديث والمشي . فبعضهم يمشي مثل بقر الكرور . والكرور هو البقر الاثيوبي الهزيل .
    الورقة الملصقة بقوارير الدواء او الشراب والتي توضح اسم ونوع المحتويات ، تعرف بأتكيت . وهي من الكلمه الفرنسية . وهذه الورقة الصغيرة كان المدعوون قديما يحملونا ويقرؤونها خلسة في البلاط او في الحفلات الكبيرة لتذكرهم بطريقة التصرف والمطلوب منهم . ومن هنا اتت كلمة اتكيت وتعني حسن التصرف .
    والانجليز كانوا يرسلون لرجالهم في السودان نشرات اسمها ... ريد آند بيرن ... او اقرأ واحرق . وتصف لهم كيف يتصرفون مع السودانيين . وما هو المطلوب عمله حتي لا يظهر البريطاني بمظهر غير محترم كما يحدث اليوم من تتار الزمن الاغبر . وكانوا يعرفون كيف يخلعون احذيتهم عند الخول الي المساجد والقبب . واين يجلسون عندما يزورون الزعماء الدينيين . از يكونوا مدعوين الي حفل زفاف . او عندما يذهبون معزين في مأتم .
    عمنا الرباطابي ابو سنينة كان بسحب كرسيا ويجلس بالقرب من الناظر ابو سن . وكان ابو سن يتضايق . وفي احد الايام طلب ابو سن من الفراش ان يضع كرسيه فوق العنقريب قائلا , اشوف بعد دة الرباطابي ده حيقعد وين ؟؟ وبعد ان ركب ابوسن المركب الي الحصاحيصا اكتشف انه قد نسي حقة الصعوط في المشرع . فقدم له احد البدو حقته بسرعة . وبعد ان اخذ ابوسن سفة القي بالحقة في النيل . وقال للبدوي المندهش ,, بتدور تخلف كراعك في الحلة وتقول حقتي دي الليلة سف منا الناطر ,,. والغرض وضع حد بين الناظر الذي يمثل الامن والنظام والآخرين . واضاعة الناظر لحقته ليست محمدة ، والكلام عن الحادثة يفتح الباب لتساؤلات . الاخ الاكبر حامد شاش عمل مع محمد صالح عبد اللطيف وقيع الله بعد تخرجهم من جامعة الخرطوم في الاربعينات في جبال النوبة , وكان المفتش هو البريطاني المشهور مونتيث. وكان رجلا منظبطا ودقيقا . اتي تلغراف في المساء . واخذ المامور محمد صالح التلغراف الي منزل المفتش علي راس الجبل في رشاد . ولدهشته وجد البريطاني يجلس لوحده ويتناول طعام العشاء . ولكنه كان يرتدي بذلة العشاء حتي الحزام الحريري العريض الذي يفصل البنطلون من السترة . وكانت رتينتان يضيئان غرفة الطعام . لقد كان البريطاني يحافظ علي هيبة السلطة التي اضعناها نحن عند اول منحني .
    واسقاط السلطة كان من الاسباب التي كلفت السودان آلاف الضحايا وربما انفصال الجنوب ومشاكل اخري . فبعد السودنة تسودن كل شئ . فالمفتشون الشماليون بدئوا في الجلوس امام الدكاكين في الجنوب وبعضهم كان يلعب الطاولة والضمنة مع التجار. وبعضهم لم يكن قد تخرج من مدارس الادارة بل كان باشكاتبا او موظفا فقط . والاحتكاك قد يولد عدم الاحترام .
    سمعت من احد البريطانيين ان القروي ذهب الي المدينة لمشاهدة الملك وعندما طلع الملك قال البوي .... ولكن هذا رجل . فقالول له ان الملك رجل . فقال البدوي هذا لا يصح الملك هو ملك ؟ وحكام الانقاذ ليسوا بحكام .
    عندما حضر ظابط البوليس السماني الي جودة لتنفيذ الاوامر بتخليص الشاحنات التي رفض المزارعون السماح لها بالتحرك بدون دفع حساباتهم التي لم تدفع لعدة سنين تصرف بعفوية لانه محسوب علي اهل المنطقة . وكان يجادل ابشاتين مساعد العمدة المكادي . وحسب احد العساكر ان ابشاتين يريد شرا بالظابط وكان الطلق الناري الذي ادي الي فتل كل القوة . وحضور العساكر الذين ارتكبوا مذبحة كريهة . وتبعتا مذبحة عنبر جودة الي راح ضحيتها 300 من الابرياء . السبب اننا لم نتعلم ان نحترم السلطة التي سلمت الينا ، او ان نحسن استغلالها . وقبلها كان حوادث اول مارس في القصر الجمهوري . ومات فيها رجال البوليس وقائدهم البريطاني وكثير من رجال الانصار . وكان هذا في اول مارس 1954 . وبدأت عملية سقوط السلطة . والآن لا توجد سلطة ، بل بعض المجرمين . لا تهمهم جريمة اغتصاب ممنهج من قوات نظامية . وتم اغتصاب مئات النساء بعضهم من الاطفال . ولا يزال البشير يأكل ويشرب ويتجشأ . انها ليست بمحن انها كوارث
    قابلت حامد شاش في الثمانينات عندما كان محافظا علي البحر الاحمر . وكان يرافق الاوربيين وخاصة الدنماركيين الذين حفروا الآبار وبنوا الحفائر والسدود كمساعدة للسودان . وكان يقول انه كبجاوي وهدندوي اولي بمساعدة اهله من الاوربيين . ولم يكن يذهب عرضيا فقط . بل كان يرافقهم بالاسابيع وينام في الاحراش وفي اي مكان . ويذكرني محمد صالح ان صديقه وزميله شاش مشي في الخريف علي رجلية لقرابى الاربعمئة كيلو متر في رحلة ادارية بين رشاد وتلودي .
    وعندما خلف البريطاني كندريكس المفتش مونتيس . ظهر نوع آخر من جيل الحرب . وهم الجيل الاشتراكي الذي تدفق نحو المستعمرات وكان يؤمن بالاستقلال والمساواة . وبعضهم كان شيوعيا امميا . وهذا بجانب حب العمل والانضباط . وبسبب حادثة قتل في ابو جبيهة تحرك البريطاني كندركس الذي لم يتعود عاي ركوب الحمير مثل محمد صالح الذي ولد في رفاعة . وكانت رحلتهم حوالي ستين كيلو مترا . والآن يجلس البشير وعصابته في المكاتب المكندشة . ويقول بكل بساطة ان كل الذين قتلوا في دارفور هم 12 الف من البشرفقط .
    كندركس كان انسانا بمعني الكلمة كان يعامل مروسيه بكل احترام, ويطلب من محمد صالح وشاش ان يتركوا له العمل ويقوم به عوضا عنهم . ولم يكن يشتكي ابدا من التعب او سوء الاكل . بل كان فقط يسخر من نفسه لعدم مقدرته للتعود علي الادبخانات السودانية ، وقضاء الحاجة في العراء . وكندريكس بعد موت والدته التي كان شديد التعلق بها وقد اتت لزيارته في رشاد ، انضم كندريكس الي الدير كراهب . والدين دائما عظيم اذا خرج عن السياسة والغرض والجشع .

    والمحكمة قديما كانت لها هيبة لا يدخل المحامي الا وهو يرتدي الروب الاسود فوق البدلة الكاملة حتي لو كانت من الدمور . وكان القضاة يلبسون باروكة وفي مظهر يدعو الي الاحترام . وليس هنالك الا الهمس في المحكمة . وحارس مهيب يضرب الارض بعصا طويلة معلنا انعقاد المحكمة ويقف الجميع بنشاط احتراما للسلطة , ويعرف المواطن ان القانون في ايدي امينة . والآن لاول مرة يقوم جيش باغتصاب المئات من نساء وطنه .























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de