الإسلام و الحداثة بقلم / نوري حمدون – الأبيض – السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 06:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-12-2013, 08:17 PM

نوري حمدون


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإسلام و الحداثة بقلم / نوري حمدون – الأبيض – السودان



    الإسلام و الحداثة
    بقلم / نوري حمدون – الأبيض – السودان
    معلوم أن الإسلام ظهر قبل أكثر من 1400 عام في شبه صحراء الجزيرة العربية وسط قوم لم تعرف لهم حضارة من صنيعهم قبل ذلك التاريخ . فألأرض كانت أقسى من أن تحتمل أي شكل من أشكال الحياة الطبيعية . و لعل النازحين الأوائل الذين شكلوا فيما بعد السكان الأصليين لتلك المنطقة قد جاؤوا اليها فرارا بأرواحهم من المناطق الحضرية حول الجزيرة العربية في اليمن و الشام أو مصر و أفريقيا . فهجرة الناس الى الجزيرة العربية لم تكن كهجرة
    الناس الى الأرض الجديدة في أمريكا حيث كل شئ مثمر و يانع و أخضر . و الجزيرة العربية كانت الأرض التي لا تعرف غير الحجر و الغبار و السعير . و كان أفضل شكل للحياة يمكن تكوينة هو الحياة الجاهلية القائمة على القوة و القسوة و الجفاف . و مع مرور الزمن صار لتلك البيئة الجاهلية قبائل و أعراف و أديان و حوار مع السكان المجاورين من أدنى الجنوب الى أقصى الشمال . و أبرز ما نتج عن ذلك المجتمع الجاهلي هو التعددية الدينية لأن الحياة كانت أشرس من أن تترك مجالا للتقاتل بسبب الدين . عرف المجتمع الجاهلي الحنيفية و اليهودية و المسيحية و الوثنية و الإلحاد .. و لكنه لم يعرف الحروب الدينية . عرف المجتمع الجاهلي كعبة مكة التي كانت يقبع فيها مئات الأصنام إلى جانب صورة مريم البتول . فإذا جاء دين جديد يخاطب أولئك الناس فماذا سيكون فحوى ذلك الخطاب ؟
    لقد جاء الدين الإسلامي ليجمع الناس حول المفهوم الحقيقي للدين و هو الإيمان بالله و العمل الصالح . و كان بعضهم بعيدين عن عبادة الله لدرجة عبادة الأصنام .. و كان بعضهم بعيدين عن العمل الصالح لدرجة قتل الموؤودة . و لقد سلك الخطاب الإسلامي مسالكهم في الكلام و التعبير و في الإفحام و التبرير و أدواتهم في العمل و الإنجاز . و كان البون شاسعا بين الذي يطلبه الإسلام و بين الذي عليه الجاهليين . و لم يكن ممكنا و لا حتى بعد عشرة قرون من الدعوة في مكة أن يخرج بأفضل مما خرج به بعد عشرة أعوام و هو في طريقه الى يثرب . و عندما مات الرسول (ص) لا يستطيع أفضل المتفائلين أن يقول أكثر من أن الرسول قد بلغ الرسالة أو الخطاب الذي فحواه كما قلنا هو الإيمان بالله و العمل الصالح . أما القول ان الجاهليين قد صاروا مؤمنين و يعملون العمل الصالح فذلك ما لا سبيل الى قوله بالفم الملآن إلا أماني . فذلك أبوبكر تمردت عليه القبائل و أضطر الى حربها الى أن مات . و هذا عمر ينطلق بالناس لفتح الدول المجاورة . و هذا عثمان يحاصره الثوار فيقتلونه بدم بارد . و هذا على يخرج من عاصمته ليخمد الثورات المتعددة هنا و هناك و لا يعود الى تلك العاصمة إلا مقتولا . و هذا معاوية جاء الى الخلافة فجعلها ملكا عضوضا . لقد كانت رسالة الإسلام واضحة و محددة .. الإيمان بالله و العمل الصالح . كما قدمت رسالة الإسلام آليات واضحات و محددات لمعالجة أهم الآفات في ذلك المجتمع مثل السكر و الزنا و قذف المحصنات و مثل السرقة و الربا و قتل النفس التي حرم الله . و لم يحتج ذلك المجتمع الى قانون أو دستور مكتوب بل و لم يحتج الى قرآن مكتوب في أفضل فتراته . و أما الحديث النبوي فلم يكتبوه حتى بعد أن كتبوا القرآن . و رغم ذلك فلم تكن رسالة الإسلام بسيطة و سهلة ليهضمها الجاهلييون في عشرة أعوام . و لكنها أيضا لم تكن واسعة و ناطقة بلسان زمانها و الزمان الآتي أيضا . لقد فهمها أفضل تلاميذ الرسول (ص) .. و هم الصحابة .. علي خير وجه لدرجة أن مارسوا معها الإجتهاد في أفضل صوره على النحو الذي أشرنا اليه أعلاه .
    ثم .. مضت الأيام .. و السنين .. و القرون .. لنجد أنفسنا نحن أبناء القرن الحادي و العشرين أمام مطلبين : الأول يدعونا الى إعمال الآليات التي أصلحت المجتمع الجاهلي و المتمثلة فيما يسمى أحكام الشريعة الإسلامية . و الثاني يدعونا الى أن نصدق بأن رسالة الإسلام تحمل نفس مفاهيم القرن الحادي و العشرين و التي تسمى بأفكار الحداثة . و الواقع , فإن تطبيق الشريعة اليوم لأسهل بكثير من تصديق أن رسالة الإسلام تحمل أفكار الحداثة . نحن هنا أمام منتجات فكرية منوط بها تغيير وجه الحياة تعود الى حقبتين زمنيتين بينهما زهاء ألف و أربعمائة عام . فهما إذن ليسا في موقع التنافس و لا نحن إزاءهما في موقع الإختيار أصلا . فما أسهل أن تحمل الشريعة بيد , و الحداثة باليد الأخرى و تواصل المسير الحثيث الى المستقبل الموعود . فنحن نرى أن الإسلام لا يتناقض (عند القراءة الحثيثة) مع أفكار الحداثة . و لكننا نؤكد على أن الإسلام لم يأت على ذكر أفكار الحداثة .
    إن البعض الذين يرون أن الإسلام قد حوى أفكار الحداثة يدفعهم الحنين الكبير الى الماضي الجميل من جانب و التقديس المفرط لأهم مفردات ذلك الماضي التي يمثلها القرآن من جانب آخر . و إلا فأين نجد أن الرسول قد تحدث الى المكيين و اليثاربة عن الديمقراطية و حقوق الإنسان و العولمة و الحكومة المدنية و المنهج العلمي ؟ إن الدعوة للمشاورة في الأمر تحتاج الي آلية تشير اليها كلمات مثل : الدستور و القانون و الأحزاب و الإنتخابات و الترشيح و التصويت و الفرز و لجان المراقبة و المراقبة الدولية و إعلان الفائز و قبول النتيجة و البرلمان و ممثل الدائرة و الناخبين و تكوين الحكومة و رقابتها و محاسبتها و عزلها . فأين الشورى من كل ذلك ؟ و أما القول أن الله قد كرم بني آدم فقول يجب ان تدعمه الآليات التي تشير اليها كلمات مثل : تحريم الرق .. و المساواة بين الرجل و المرأة في الحقوق و الواجبات في الزواج و العمل و الدراسة .. و عدم تفضيل أحد على أحد بالتقوى أو الدين أو اللون أو الجنس أو العنصر أو اللغة .. و الشراكة في ماء الشرب النظيف و التعليم و الصحة و الأمن .. و المشاركة في إتخاذ القرار .. و الحق في تكوين جماعات و نقابات و أحزاب . و هل البشرية إستوعبت هذه المفاهيم في عشرة قرون ليستوعبها الجاهليون في عشرة أعوام إن كانت قد قدمت لهم فعلا ؟ كيف للجاهليين أن يستوعبوا مفاهيم العولمة و هم لم يعرفوا عن العالم سوى أسواق رحلتى الشتاء و الصيف و معظمها أسواق للنخاسة ؟ و كيف يكون القرآن قد جاء على ذكر العولمة و قد كان خطابه خاصا للناس في مكة ثم المؤمنين في يثرب .. ثم خاطب ما عداهم بالمشركين و الكافرين و أهل الكتاب و المنافقين و أشار الى مكانهم المميز في نار جهنم ؟ و هل تحدث القرآن عن الحكومة المدنية و عن مفهوم الفصل بين السلطات و أن الدولة لا دين لها و أنها على الأصح تقف على مسافة واحدة من أصحاب الأديان .. و أن القوانين يؤلفها البشر وفق منظورهم الثقافي و يعدلوا فيها كل حين وفق مصالحهم المتجددة ؟ و أخيرا .. ماذا قال القرآن عن المنهج العلمي القائم على الملاحظة و التجربة و الإستنتاج بوجدان و عقل تم عزله عن جميع المؤثرات بما فيها المؤثرات الغيبية و الأخرى المتعلقة بالحلال و الحرام ؟ و عند هذه النقطة بالذات يتضح جليا أننا نتحدث عن مستويين من المفاهيم و الأفكار و العوالم . و لا يمكن لأى عنصر في أحد المستويين أن يكون فاعلا و نشطا بنفس الدرجة و الكفاءة في المستوى الآخر . و القرآن نفسه يقول أنه قد جعل لكل أمة شرعة و منهاجا . فلم يكن ممكنا للرسول (ص) أن يحدث الجاهليين عن أفكار الحداثة قبل زمنها بألف و أربعمائة عام .
    إن القمر يبعد عنا بعدا واضحا . و لطالما أعجبنا منظره الجميل و ضوؤه الفضي و أعجبنا منه أكثر ذلك التقلب السحري في حجمه من حين لآخر . و لكن الحقيقة هي أننا لا يمكننا أن نفكر في العيش فوق سطحه كما نحيا على سطح الأرض . و إذا كنا عنيدين بما يكفي لنفعل ذلك فإننا حتما سنحتاج لكبسولة تحقق لنا شروطنا التي نعرفها و نحيا عليها في بيئة الأرض و في نفس الوقت تقوم هذه الكبسولة أيضا بحمايتنا من أضرار و شروط بيئة القمر . لقد أصبح كل واحد منا في مستوى مختلف و عالم آخر . و لذلك يكفي أن نأخذ من القمر ضوءه الفضي الساحر الكافي ليؤثر علي كل المسطحات المائية مدا و جزرا و يدفع بإتجاه الحياة الإيجابية فوق الأرض .. تلك الحياة المتشوقة للمستقبل و التي تستعصي على الوقوف عند اللحظة .. و يستحيل ان تبذل أي جهد بإتجاه العودة الى الماضي .
    بقلم / نوري حمدون – الأبيض – السودان























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de