إنتفاضة جودة وإفتراءات ” شاهد شاف كل حاجة“ محمود محمد ياسين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 00:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-08-2014, 11:38 PM

محمود محمد ياسين
<aمحمود محمد ياسين
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 141

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إنتفاضة جودة وإفتراءات ” شاهد شاف كل حاجة“ محمود محمد ياسين

    فى إطار جهوده المثابرة على ترجمة الكثير من الكتابات فى المجالات السياسية والعلوم الإجتماعية والتاريخية والادبية المتعلقة بالسودان، قدم الأستاذ بدر الدين الهاشمي ترجمة إحتوت على تلخيص مستفيض لمقال لاستفني. ف. بيزويك (Stephanie F. Beswik) الاستاذة حالياً بجامعة بول بولاية إنديانا الامريكية بعنوان:

    ” ثقب كوستي الاسود: اغتيال معتقلين من البقارة على ايدي رجال بوليس من الشايقية في ثكنة بكوستي، السودان، 1956“

    "The Black Hole of Kosti: the Murder of Baggara Detainees by Shaigi Police in a Kosti Barracks, Sudan, 1956," Northeast African Studies Vol. 2 No 1 (1995).pp 61-83
    والغرض من هذا المقال هو التعليق على ما كتبه السيد على حمد ابراهيم حول الموضوع المترجم تحت عنوان” حول كتاب (ثقب كوستى الاسود) أو مأساة عنبر جودة للمؤلفة ستيلا بزويك“ بتاريخ 29 /4/2014

    استخف السيد على حمد ابراهيم بمقال استفني. ف. بيزويك بوصفه له بالعمل البائس وتوبيخ المترجم على إضاعة الجهد الذى بذله فى ترجتمة؛ فهو يقول أن المقال المترجم ” حمل اخطاء تاريخية معيبة لا تليق باستاذة جامعية بل وابنة مدير عام مشروع جودة وكانت موجودة فى مدينة جودة اثناء تلك الحوادث. ولكنها كانت صغيرة السن وقتها. وواضح انها كتبت من ذاكرتها الصغيرة تلك عن تلك الاحداث ونقلت روايات شفاهية ممعنة فى الجهل بما جرى وما كان يجرى من احداث سبقت وتلت وقوع الكارثة.“ ولخص الكاتب "اخطاء المقال المعيبة" فى أن ” المزارعين فى مشروع جودة لم يكونوا من البقارة حصرا“ وأن تقدير عدد القتلى فى الأحداث مبالغ فيه.

    وقع السيد على حمد ابراهيم فى أخطاء كبيرة تدل على عدم قراءته للمقال المترجم؛ فهو قد عزا المقال لإستيلا بيزويك بينما الكاتبة هى استفني.ف. بيزويك. والخطا الأفدح الذى ارتكبه الكاتب هو أن جانب الاحداث التى تتعلق بالعلاقات بين اصحاب مشروع جودة والمزراعيين التى ضمّنتها استفني. ف. بيزويك فى المقال لم تأتى من معايشة واقعية للمؤلفة بل هى إفادة شفهية لدوغلاس بزويك(Douglas Beswick) المفتش الزراعى للمشروع، وهذا الامر يتضح بشكل جلى لكل من قرا مُولَّفها؛ فهى ” لم تنقل من ذاكرتها الصغيرة“ كما تخيل الكاتب. واود ان أشير عرضاً الى أن أحد مصادر الكاتبة بحث أكاديمى لدكتور تيسير محمد على منشور فى الدورية التالية:

    Taisier Mohamed Ali, “The Road to Jouda,” Review of African Political Economy, no. 26, 1983.

    ومحتوى بحث د. تيسير مضمن فى كتابه: ”زراعة الجوع فى السودان“، مركز الدراسات السودانية (القاهرة)، 1994

    وتناول د. تيسير لأحداث جودة يحتوى على عرض دقيق وشامل لعلاقات الانتاج فى مشروع جودة ووضعها فى إطار يشمل دراسة علاقات الإنتاج فى الزراعة السودانية للفترة (1956-64) والعمل الأكاديمى الذى أنجزه د. تيسير محمد على يعتبر مرجعاً لا غنى عنه لاى دارس أو باحث فى الموضوع.

    بالعودة الى موضوعنا، فحول نسب بزويك المزارعين الى البقارة، الذى أثار غضب السيد على حمد ابراهيم المصطنع بعد ان تعجل تخطُّفه من عنوان مقال استفني. ف. بيزويك، نشير الى أن المترجم قد ذكر فى تقديمه للمقال تنبيهاً واضحاً الى خطل فكرة تصوير المتصارعين مزارعين ينتمون للبقارة وأن البوليس الذى قتلهم من الشايقية. وبدورنا نضيف الى ما ذكره المترجم ان القيمة الكبيرة لإفادة بيزويك الواردة فى المقال هى تسليطه الضوء على علاقة الانتاج بين أصحاب المشروع وجماهير المزارعين والاشكال التى إتخذها الصراع بينهما. وفى الجزء من شهادته الذى تناول فيه الصراع الدائر فى مشروع جودة بين المزارعين والمالكين، فإن بيزويك لا يُرجع الصراع لاسباب اثنية بل نتيجة لشراكة غير منصفة؛ هذا بالإضافة الى إبانته لممارسة الغش التى كان يمارسها أصحاب المشروع والصعوبات التى ظل يواجهها المزارعون في الحصول على نصيبهم المستحق من الأرباح السنوية للمشروع.

    وبعد ان أصدر حكمه المتعجل على مقال الكاتبة، إكتفى على حمد إبراهيم فى مقاله بالاسترسال فى إطلاع القارئ على صلته بمشروع جودة ومعرفته بما كان يجرى امام عينه وإنه خلافاً للكاتبة يعالج أحداث جودة معتمداً على القول الدارج ” شاهد شاف كل حاجة “ قائلاً ” كنت ملما بما كان يجرى من حولى لاننى كنت اعايش ما كان يجرى صباح مساء من وقائع لأن اسرتى كانت فى قلب الاحداث . فجدى لأمى ، الشيخ اسماعيل يونس ، كان عمدة وزعيم البادية التى تسكنها عشائر ( نزّى )، احدى عشائر بوادى دار محارب. وهى العشيرة الاكبر فى المنطقة، والحاكمة. وخالى كان وكيل البادية بينما كان والدى احد كبار شيوخ الادارة الاهلية.“

    لكن الشوف (الرصد من واقع المُعايشة) لا يعفى من التحرى الدقيق للاحداث المراد تحليلها والتحقق منها بتبنى إطار معرفى ينطلق من الواقع الموضوعى. وغير هذا يكون السرد مجرد ” طق حنك “وأحاجى!

    من أجل أن يصور أحداث جودة على أنها أحداث عرضية، استخف على حمد إبراهيم بعِظم الاسباب التى أدت الى الصدام الدموى وتكذيب شهادة بيزويك فيما يخص عدد القتلى فى الحقل. ووصف أحداث جودة بأنها عرضية وهو الوصف الذى كان يردده وزراء حكومة الأزهرى التى قمعت إنتفاضة المزارعين.

    أقحم الكاتب فى تعليقه المستخف بعمل استفني.ف. بيزويك الاكاديمى الاشارة الى انه صاحب رواية عن أحداث جودة نفذت فى ايام معدودة من نشرها، وصفتها صحيفة الأيام بأنها رواية لكل الاجيال وقرظتها جميع الصحف السودانية. وجدير بالذكر أن المترجم فى مقدمة مقاله أشار الى بعض الكتاب والادباء الذين كتبوا عن أحداث جودة وحددهم بصلاح أحمد إبراهيم و د. عبد الله علي إبراهيم و محجوب شريف وحسن العبيد مدني.

    إن إنتفاضة جودة لم تكن حادثاً عرضياً إذ أنها شكلت معلما بارزا فى المفاصلة التاريخة التى ظلت تسم الصراع السياسى فى السودان، صعوداً وهبوطاً، بين القوى التقليدية والقوى الوطنية الديمقراطية. وهى المفاصلة التى وضع على عبد اللطيف أولى فصولها عندما أعلن التصدى للعمل الوطنى بإستقلال عن الزعماء الطائفيين والعمد والنظار والشيوخ الذين نزعوا الى مهادنة المستعمر آنذاك. مرت فترة من الزمن قبل أن يبرز الصراع بين القوى الطائفية والإدارات الاهلية السائرة فى ركابها والقوى الديمقراطية للسطح متخذاً شكلا حاداً خلال فترة الحكم الذاتى فى البرلمان السودانى الأول، وهذا إنعكس فى المداخلات البرلمانية لحسن الطاهر زروق فى ذلك الوقت. بلغت المفاصلة ذروتها بعد أقل من شهرين على إستقلال البلاد حيث واجهت القوى التقليدية مزارعى جودة بالقوة المفرطة لقمع حركتهم من أجل تحقيق مطالبهم المتمثلة فى دفع متأخرات استحقاقات المزارعين لموسمين زراعيين وزيادة نصيبهم فى الشراكة مع المالكين. لقد مثلت أحداث جودة تصميم القوى التقليدية على محاربة ومحاصرة القوى الوطنية الديمقراطية، التى تدعم النشاطات النقابية كحق التنظيم والاضراب، بكل ما تملك الدولة من أدوات قمعية.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de