إلى أبي إيثار في ذكرى رحيله الثالثة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 11:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-27-2014, 02:40 PM

مقالات سودانيزاونلاين
<aمقالات سودانيزاونلاين
تاريخ التسجيل: 09-12-2013
مجموع المشاركات: 2043

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إلى أبي إيثار في ذكرى رحيله الثالثة

    انقضت ثلاثة أعوام ثقال على النفس و على الثورة و على الشعب السوداني قاطبة على رحيلك المفجع الصاعق، و افتقدك الثوار و النازحون و اللاجئون و الثكالى و اليتامى و الأرامل و الفقراء و كل من يبحث عن قائد مقدام و وطني غيور، يعيد الأمل إلى بلد يتدحرج بإيقاع متسارع نحو التفتت و الهلاك. و قديماً قيل: "و في الليلة الظلماء يقتقد البدر".
    انقضت السنون الثلاث العجاف، و مضت الأيام الكالحات و قد أحال نظام الإنقاذ بلادنا إلى خراب يباب، و إلى جحيم لا يطاق. أهلكوا الحرث و النسل، و أحرقوا القرى، و هجّروا مزيداً من المدنيين العزّل إلى معسكرات النزوح و اللجوء. انتهكوا الأعراض بالجملة دونما حياء، و نهبوا المال العام، و أحالوا شعبنا إلى زمر من المساكين، بعد أن قزّموا همّته و حاصروا تطلعاته و طموحاته و وقته في كسب وجبة لأطفال يضورون جوعاً، و مترفو النظام المتخمون يتندّرون و يسخرون من الجياع من على أبراجهم التي تطاولوا في بنيانها تطاول مستجد النعمة المتلهف عبثاً لطمس ماضيه البائس القريب من ذاكرته و من ذاكرة المجتمع. وضعوا الجيش السوداني في رف التهميش، و دجّنوا قادته بمكافآت و معاشات يسيل لها لعاب الذين ينسون هادم اللذات، و استعاضوا بالجيش أرتالاً من المرتزقة الأجانب، و من الرعاع المغرر بهم الذين لا يميزون الخبيث من الطيب، و لا يدرون أنهم يقفون في صف عدوهم الحقيقي لتوجيه السلاح إلى صدور من ثاروا لرفع الظلم و الضيم الإستثنائي الذي يرزح فيه المساكين و هم لا يعلمون. استأسد من بعدكم أخي الحبيب جهاز الأمن أكثر فأكثر، و تغوّل على وظائف وزاراتي الدفاع و الخارجية، و صار يتحدث باسم النظام بعنجهية مفرطة لا يضاهيها إلا إفراطه في تعذيب الأبرياء و إهانة الطالبات و القيادات الوطنية و الاعلامية. بل أضحى مدير الجهاز يتوعّد الدول و يعلن الحرب عليها من على المنابر و لا عجب في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل، و صار فيه الأفراد هم المؤسسات و الرئيس هو الدولة.
    و من أخبار أهل السودان من بعدكم أخي الحبيب، أن النظام الذي إستمرأ الحلول الأمنية، قد عنّ له أن يعلن عن مبادرة للحوار اشتهرت ب"الوثبة"؛ أراد بها النظام إلهاء الشعب و المحيط الإقليمي و الدولي، و شراء الوقت إلى حين الانتهاء من مسرحية الانتخابات التي مجّها الشعب السوداني، و ما عاد يطيق رؤية شخوصها على خشبة المسرح العبثي. إلا أن الشعب و المعارضة كانوا أوعى من أن تنطلي عليهم ألاعيب النظام و أحابيله، فأعلنوا قبولهم بمبدأ الحوار، و طالبوا النظام في ذات الوقت بتوفير مقوماته، و بتهيئة البيئة التي يمكن أن تثمر فيها الحوار؛ فسقط النظام في اختبار الجدّية، و انكشف زيف مبادرته، فقرر الانكفاء على حوار الذات المخمورة بسكرة السلطة التي أعمت بصيرته.
    و لكن، نم قرير العين، أخي الحبيب، في مرقدك الذي أثق أن الله قد جعله روضة من روضات جنانه، و أطمئن إلى أن الأمور في الضفة الأخرى من نهر السياسة في السودان، تسير بما لا تشتهي سفن النظام. ففي الوقت الذي أُصيب فيه المؤتمر الوطني بداء التشرذم و تفرق أيدي سبأ و وقع في حفرة العنصرية البغيضة التي سعّر نيراها للآخرين، أخذت المعارضة مأخذ الجد وصيّتك لها بالوحدة في آخر حوار لك مع راديو دبنقا، و بدأت في رصّ صفها عبر لقاءات و مواثيق تطورت من "الفجر الجديد" حتى "نداء السودان" مروراً ب"اعلان باريس"، و كسرت الحواجز الوهمية المفتعلة التي كانت تحول دون لقاء الجناح المسلح من المعارضة مع الطرف غير المسلح فيها. فصارت المعارضة الآن أكثر قرباً لبعضها من أي وقت مضى، و أدرك تماماً أن بقاء النظام رهين بضعفها و تمزقها لا بقوته. و قد أخذ تقارب المعارضة و تجاوزها لخلافاتها النظام الذي راهن على استحالة مثل هذا السيناريو، و عمل طوال عمره الذي تجاوز ربع قرن من الزمان على الحيلولة دونه، على حين غرة. و أصيب من جراء ذلك بهلع هستيري عاصف، و طفق يُودع قادة المعارضة المخضرمين المعتقلات، و يكيل لهم التهم و السباب، ثم يعود ليستجدي ودّهم ب"تخانة جلد" يُحسد عليها.
    كما أبشرك أخي الحبيب، بأن المعارضة السودانية، و في مقدمتها الجبهة الثورية السودانية، قد حققت في العام المنصرم إختراقات كبيرة في ساحات الدبلوماسية الإقليمية و الدولية، ففُتحت لها أبواب البرلمان الأوربي و الاتحاد الإفريقي، و استقبلتها الكثير من الدول بالأحضان، و أفردت لها وقتاً و آذاناً صاغية للاستماع لقضيتها، و أفلحت في اقناع المجتمع الإقليمي و الدولي بعدم جدوى الحلول و الاتفاقات الجزئية، و بضرورة الأخذ بالحلول الشاملة، مما حدا بالمجتمع الإقليمي و الدولي إلى توحيد الوساطة و منبر التفاوض في أديس أبابا رغم تمنّع النظام و إصراره على تعدد المنابر لهثاً وراء حلول جزئية محكوم عليها بالفشل و البوار.
    أما شبابك من أشاوس الحركة القابضين على الزناد، فلسانهم رطب بذكرك بعد ذكر الله، و على العهد باقون و بقضيتهم و مشروعهم مستمسكون، و هم اليوم أكثر عدداً و عدة، و أشد عزماً على تغيير هذا النظام المستبد بأيديهم، و التضحية بأعز ما حباهم الله بها، ليسعد شعبنا من بعدهم ببلد يسود فيه العدل و الرخاء، و تتحقق فيه المواطنة المتساوية، و يعتز الناس بالهجرة و الانتماء إليه لا بالهجرة منها. و قد أعدوا لل"كوماج" لوازمه، و غداً سيعلم النظام أن قهر جيش جُبل على التضحية و الفداء، و تشرّب قضيته على يد الدكتور الشهيد خليل إبراهيم، صاحب الرؤيته النضالية الثاقبة، و القدرات التنظيمية الفذة، بجوقة من المرتزقة المستجلبين، أمر من رابع المستحيلات، و نيل الثريا منه أقرب. و من راهن على هزيمة قوات حركة العدل و المساواة السودانية، قطف ثمار الخيبة و باء بالخسران المبين.
    و أخيراً، الأسرة الصغيرة بخير، و يجتهدون في توطين أنفسهم على حقيقة أنك قد فارقتهم إلى غير رجعة إلى هذه الفانية، و هم سعداء أيما سعادة و فخورون حقاً بما تركت لهم من ذكرى طيبة عطرة و سمعة يحسدك عليها الأحياء، و ثق أنهم عند حسن تربيتك و ظنك بهم، و لن يخذلوك أبداً.

    أخوك أبداً/ أبوريان























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de