أكتوبر بوركينا فاسو محمد محمود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 01:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-01-2014, 07:39 AM

محمد محمود
<aمحمد محمود
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 51

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أكتوبر بوركينا فاسو محمد محمود

    يوم الخميس 30 أكتوبر 2014 أتت تلك اللحظة التاريخية في حياة شعب بوركينا فاسو ليقول "كفى" ويقطع حبل الصبر ويخرج إلى الشوارع في ملحمته الأكتوبرية ليسقط حكما استبداديا دام سبعة وعشرين عاما. وهكذا يفعلها الشعب مرة أخرى --- يخرج المواطنوان العزل وهم لا يملكون إلا حلمهم الكبير بالتغيير ويواجهون قوى النظام المدججة بالسلاح ويستطيعون أن يقهروا النظام بإرادتهم الشعبية الموحّدة. وما يدهش ما استطاع البوركينابيون تحقيقه في غضون يومين فقط.
    تفجّرت الإرادة الشعبية في صباح الخميس الباكر لتمنع الانقلاب الدستوري الذي كان رئيس الجمهورية بليز كومبوريه ينوي القيام به بتعديل الدستور لإعطائه الحق لإعادة ترشيح نفسه. وتقدمت الجماهير لتحتل مبنى البرلمان وتحرقه، وتواصل مسيرتها لتحتل مبنى الإذاعة. وبنهاية اليوم كانت الجماهير قد فرضت إرادتها، وعبّر عن هذه الإرادة مواطن عادي أمسك بميكرفون وسط جمع حاشد من المتظاهرين المبتهجين وأعلن حلّ الحكومة.
    وحاول النظام استعادة زمام المبادرة والإمساك بالوضع الذي انفلت من يديه. تحرّك الجيش ليفعل ما تخصّصت وبرعت الجيوش الأفريقية في فعله، أي محاولة الانقلاب عسكريا على إرادة المواطنين، وأعلن حظر التجوّل في الحال بدعوى الحفاظ على الحياة والممتلكات مع محاولة فرض وضع انتقالي يستمر عاما. وبتناغم مع تحرّك الجيش أعلن كومبوريه تراجعه عن تعديل الدستور مع قراره في نفس الوقت بالبقاء حتى نوفمبر 2014 بدعوى شرعية إكمال فترته الرئاسية.
    إلا أن البوركينابيين رفضوا الصيغة التي دخل بها الجيش الساحة ورفضوا استمرار كومبوريه، وبنهاية يوم الجمعة اضطر الجيش لإزاحة كومبوريه.
    إن بوركينا فاسو (أو "وطن الصادقين" بلغة الموري والديولا) من أفقر بلاد العالم وأقلها تنمية حسب مؤشرات الأمم المتحدة، وهو فقر وتخلف تفاقم على مدى العقود الثلاثة لحكم كومبوريه. إلا أن البوركينابيين وبرغم فقرهم المُدْقِع وتخلف بلدهم استطاعوا أن يرفعوا هاماتهم بين الشعوب ويفرضوا حريتهم وإرادتهم الشعبية ليس بإزاء استبداد فَرَضَ نفسه عليهم باسم الديمقراطية فحسب وإنما أيضا بإزاء النظام العالمي الذي جعل استمرار نظام مثل نظام كومبوريه ممكنا.
    إن ما حدث على مدى العقود الثلاثة الماضية في بوركينا فاسو لا يختلف عما حدث في أغلب بلدان أفريقيا: انقلاب عسكري يستبدل فيه الجنرال بزّته العسكرية ببدلة مدنية ويسبغ على استبداده قشرةَ شرعيةٍ في ظل ترتيبات "ديمقراطية" يمسك بخيوطها ويتحكّم فيها تحكما تاما. ما كان من الممكن لكومبوريه أن يقتدي بفلاديمير بيوتن فيتحايل على الدستور بوضع صنيعة مثل ديمتري ميدفيديف ليزيحه بعد ذلك ويعيد استلام مقاليد الأمور، فالحياة قصيرة والمصالح التي لابد من حراستها وتنميتها لا تحتمل المخاطرة وخيانته لتوما سانكرا بانقلابه عليه واغتياله من الممكن أن تنقلب عليه هو نفسه فيشرب من عين كأس الغدر. لا، إن الطريق الأضمن والأقصر هو تعديل تلك الوثيقة التي تسمى الدستور والتي لا تعني في نهاية الأمر شيئا لأنه تعوّد على دوسها كل الوقت.
    وكان خطأ كومبوريه القاتل، على خبرته الطويلة ومراسه في المكر والمخادعة والكيد، أنه نسى أن هناك شيئا اسمه الشعب. اعتقد، مثل كل مستبد، أن العالم هو بطانته وقصره والمصالح التي يخدمها. اعتقد، وهو الذي بَلّدَ الاستبداد والفساد وعيه وأحاسيسه، أن الشعب قد تبلّد بفعل القهر المتواصل والإفقار المحيط به. وفاجأ البوركينابيون النظام والعالم برد فعلهم، رأوا في محاولة تعديل الدستور القشة الأخيرة وانفجرت ثورتهم ونجحت وبسرعة عاصفة (تشبه النجاح العاصف لثورة أكتوبر السودانية) في تحقيق هدفها الأولي وهو إزاحة كومبوريه. إلا أن ثورة أكتوبر البوركينابية لا تختلف عن ثورة أكتوبر السودانية في أنها تحمل أحلام تغيير كبرى، وهذا هو التحدي الضخم الماثل أمام شعب "وطن الصادقين" الآن.
    إن الدرس لأفريقيا، ولنا في السودان خاصة، واضح: الشعب هو المنطلق والمنتهى. إن من أخطر الأشياء أن نستهين بقوة المواطن العادي وبقدرة الجماهير عندما تقول "كفى" وتنطلق إرادةً شعبيةً تمتدّ يداها للإمساك بشمس حريتها.



    محمد محمود أستاذ سابق بكلية الآداب بجامعة الخرطوم ومدير مركز الدراسات النقدية للأديان.
    mailto:[email protected]@hotmail.com























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de