الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 06:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة أسعد الطيب العباسي(Asaad Alabbasi)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-29-2008, 11:45 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ

    الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ

    القاضي الطيب محمد سعيدالعباسي شاعرٌ مشبوب العاطفة ، مرهف الاحاسيس ، مترف المشاعر ، وقد نشأ في بيت دينٍ وعلمٍ وادبٍ سمت امجاده حتى تراءت تكادُ تطوف بالسبعِ الشِدادِ ، وقد ورث أحاسيسه ومشاعره من بيئته الضاربة الجذور في الارضية الصوفية الادبية ، فهو فرع لدوحة صوفية امتدت ظلالها الوريفة على أرياف مصر وربوع السودان ، والده هو الشاعر الجهير شاعر الصولة والجولة وباعث نهضة الشعر العربي في السودان ، الشيخ محمد سعيد العباسي إبن الاستاذ محمد شريف (أستاذ الإمام محمد أحمد المهدي محرر السودان) بن الشيخ نور الدائم بن سيدي أحمد الطيب مؤسس الطريقة السمانية في مصر والسودان ، وقد نشأ شاعرنا في كنف والده العباسي عميد شعراء العربية في السودان بلا منازع، وقد تنزل إليه الشعر من جده الرابع فهو شاعرٌ بن شاعرٍ بن شاعر بن شاعر بن شاعر ، وسليل أشياخ كرام ذوي مكانة راسخة في دنيا الأوراد المسجوعة والاناشيد المنظومة.ولد شاعرنا الطيب في العام 1926 وتلقى تعليمه الأول بحفظ أجزاء من القرآن الكريم في خلوة عمه الشيخ محي الدين ود ابو قرين بقرية الجيلي موطن جده لأمه البطل القومي الزبيرباشا رحمة منصور العباسي وبعد فترة دراسية أخرى شَدَّ رحاله صوب أرض الكنانة حيث درس المرحلة الثانوية في مدرسه حلوان التي إنتقل منها إلى جامعة القاهرة الأم التي تخرج فيها بكلية الحقوق العام 1953 . كانت لمدينة حلوان ومكتبتها العامرة بأمهات الكتب الأثر العميق في تشكيل الثقافة الأدبية لشاعرنا الطيب العباسي وصقل موهبته الشعرية حيث نهل من معين مكتبتها الثرة الكبيرة الكثير من علوم الأدب والشعر والعروض ، وقد برزت هذه المدينة في اشعاره بروزاً رائعاً يقول في قصيدته حلوان :-



    أنــا مَـنْ جَهِــلِتُم يـا صحا بي داءه ** والجهـلُ أحرى في تَقَـري دَائيه
    حُـــلــوان تعلمُ سِرَّ ما أُخـْـــفي ** فإمَّا شئتمــو فسلـو رُبا حُلوانيه
    يــــَـممتُ وجهي شطرها وبأضلعي ** سهــمٌ بــه هذا الزمـانُ رمانيه
    فاستقـــــبلتني مــثلما يــستقبِلُ** الأعرابُ في البيداءِ صـوبَ الغاديه
    ووجدتــها نـشوى يـزيـن ربـوعها** حُسـنُ الحضـارةِ وابتهاجُ الباديه


    ويقول عن حلوانه في خاتمة هذه القصيدة :-

    تـاللهِ يـاحلوانُ لـــو أنـــي أُدواى **كنــتِ أنتِ طبيبتي ودوائيه
    شَيــــــَّـدتِ في قلبي مَفاتِنَ غضةً ** ثَمِلتْ بها روحي فغنتْ شاديه
    وسكبتِ هـذا السحر مــلء جوانـحي ** فانساب رقراقاً إلـى أشعاريه
    أنا لا أُردِدُ غــير وحيٍ في دمـــي **مغنـاكِ منبعــه وليس خياليه

    وفي القاهرة أخذ شاعرنا يؤم الندوات الأدبيه مصطحباً معه أحياناً صديقه الشاعر العظيم إدريس جماع ويلتقي بكبارلأادباء والشعراء ويحفظ من أقوالهم الكثير وقد بلغ به الإعجاب بالشاعر محمود طه المهندس حداً جعله يحفظ كل حرفٍ قاله، واتخذ شاعرنا مكانه بندوة العقاد وصالونه الأدبي حيث توثقت هناك علاقاته بأساطين الأدب والشعر العربي، ويقول شاعرنا أنه أ عجب جداً بابيات من الشعر للعقاد قالها في تلك الايام تقولُ:-

    إذا شيـــعـوني يـــوم تُقضى منيتي **وقــالوا أراحَ الله ذاك المُعـذبا
    فلا تحمــلوني صامتيــنَ إلى الثــرى ** فإني أخاف اللحــدَ أن يتهـيبا
    وغنــوا فإن المــوتَ كـأسٌ شهيــةٌ ** وما يزال يحلو أن يُغنى ويُشـرَبا
    ولا تتبعُوني بالبُـــكاءِ وإنمــا أعيدوا ** إلى ســمعي القصــيدَ لأطربا

    وهكذا أضحت القاهرة جبلاً أدبياً آخر تسلقه شاعرنا بإقتدار وهو يدرس فيها الحقوق التي ولج إلى كليتها برغبالدكتور العلامة السنهوري إذ كان شاعرنا يرغب في دراسة الآداب ‘وهكذا صار الشاعر الطيب العباسي هديةُ الأدب للقانون وفي هذه المرحلة بلغت شاعريته أوجها إذ تخلقت فيها قصيدته ذائعة الصيت ( ذات الفراء ) التي وُسِمَتْ فيما بعد بـ ( يا فتاتي ) والتي انشأها في العام 1950 قبل تخرجه باعوام ثلاثة، وبدأت من بعد تتمازج في ذهنيته عقلية الأديب بعقلية القانوني وصارتا بحكم الدراسه والاطلاع والخبرة هجيناً لم ينفصل وأخذ ينمو نموًا مضطرداً ومذهلاً وهذا ما يفسر لنا تلك الاحكام التي أصدرها كقاضٍ مرموق ـ ترقى أعلى درجات سلم القضاءـ وحشدها بفنون الأدب والشعر كقضيه القاتله الحسناء التي اتينا على تفاصيلها في حلقات ماضيه في هذا الموضع ومن رحمها وُلدتْ قصيدته الفريدة (قضية لقيطة) ويقول شاعرنا وقاضينا الأديب الطيب العباسي: إن الأدب والقانون وجهان لعملة واحده، فالقانوني الناجح هو الذي يعبر عن ارءه القانونيه باللغه الفصيحه والبليغه وبالأدب القانوني السامي، ولعله كما يقول إن التصاقه في القاهرة مع الرعيل الأول الذي سبقه من القانونيين السودانيين أفاده كثيرًا، كتلك الصلة التي جمعته بالدكاترة أمثال أحمد السيد حمد وعقيل أحمد عقيل وأمين الشبلي كما افاد كثيرا من عمله كمحام ـ قبل التحاقه بالقضاءـ بمكتب المحامي المعروف الاستاذ الراحل الرشيد نايل، واكتسب خبرةً مبكرةً من عمله كمدير لمكتب معالي وزير العدل آنذاك السيد /علي عبد الرحمن ،,عرف شاعرنا الطيب العباسي بأدائه الشعري الآسِر المتوغل في السهولة والامتناع بالةٍ عروضيةٍ جبارةٍ ومعرفةٍ بأصول اللغة وقواعدها معرفة تامه مستفيداً في ذلك من موهبته الشعرية الضخمة وملكته الصحيحة وثقافته الأدبية العالية التي سلكت في دروب الأدب العربي بعمق، وادركت مآلات الأدب الغربي إدراكاً مماثلاً ، ولعل أكثر مايميزه كشاعرٍ أنه شاعِرٌ غَزِلٌ من الطراز الأول، وعاشقٌ تراه يتمسك بعشقه وإن تجاوز الثمانين التي قال عنها زهير بن أبي سلمى في معلقته : -

    سَئمتُ تكاليفَ الحياةِ ومن يَعِشْ **ثمانينَ حولاً لا أبالكَ يَسْأمِ

    رغم ذلك تحتوش نصوصه المتأخرة بكائية العمر والعشق، وهذا ما يمكن أن نطالعه في ديباجته الجزلة التي إبتدر بها قصيدته الفخيمة (خواطر مغترب في عيد الاستقلال ):-


    لــدى الغيــدِ الـحســانِ خــبــا زنــادي**وفــي ســاحِ الغــرامِ كَبَا جــوادي
    أطـــلَّ الشــــيـبُ مـن راســي اذا بــي ** أُحِــسُ بــه سهــاماً ًفـي فـؤادي
    وكــــــــل خريــــدةٍ حسنــاء أضحت ** تــنـاديـنـي أبــي لـمَّـا تُـنـادي
    فأُبـــــــتُ وقـــد سَــلتْ حُـبي سُليمى ** وبِــتُ عــلى جــفاءٍٍ مــن سـعادِ
    عــلى عــهـدِ الشبــابِ ســكبتُ دمعــي ** ومــا عــهــدُ الشبــابِ بِمُـستعادِ
    بنــيتُ الــحُّـبَ قــصــراً مــن شــعورٍ **فأضحـى اليـومَ كومــاً مــن رمــادِ
    وهـــذا إن ســـألتَ حـصــادُ عـمـــري** أ لا يــا مــا امـرَّكَ مـن حـصــادِ

    وأخذت تستمر معه هذه البكائية مُتخذةً شكلاً واضِحاً ومؤثراً في عصمائه الأخيرة التي أعطاها إسمين هما (بهجة الروح ) و ( اللحن الأخير) نجتزئ منها قوله :

    أراكِ تمـــشينَ بين الخـلقِ في حذرٍ ** وتتقينَ عيــونَ النـاسِ في خَـفرِ
    تحاذريـــنَ لِحــاظـاً شَدَّ ما ظَمئتْ ** لترتوي منكِ في وردٍ وفي صــدرِ
    أنــتِ الملاكُ الذي إن غابَ عن نظري ** يا ويلتا من طـويلِ الهــمِّ والسهرِ
    وفي الغرامِ كمـا في الحــبِ معـركةٌ ** أبليت فيهــا بلاء العــاشق الخطرِ
    وكنـــــتُ ذا صولةٍ في كل معركةٍ ** سيفي شبابي سلي يُنبيكِ عن خبري
    ينبيـكِ أنَّ الشبـابَ الغـضَ يأخـذ من ** غيدِ الحسانِ هواها أخـذ مــقتدرِ
    ينبيـكِ أنـي متى مـا خضتُ ساحتها ** حصنتُ نفسي بآدابِ الهوى العذري
    ذاك الشبـــابُ مضى والقـلبُ يتبعه ** أنى مضى لإيــابٍ غير منتظــرِ
    أمـا الثمانونَ لا أهـلاً بهــا أبـدًا ** أحالني مُــرُّها قوســاً بلا وتــرِ
    وإن أردت فقـُلْ أصبـحت في كِبَري ** كدوحةٍ عَقُمتْ أضــحتْ بِــلا ثمرِ
    والحـــبُ تَكْـمُنُ في قلبي لواعِجه ** كالنــارِ كامنة في بــاطنِ الحجرِ
    تهزني النـــار في قلبي وقد وقدتْ ** هزّ البراكيــنِ للأطــوادِ والجُُدرِ

    الإسم الثاني لهذه القصيدة ( اللحن الأخير ) يشي برغبة الشاعر في إعتزال الشعر وهو أمرٌ مخيف إذا ما إستدعينا قول هدباء وصدقناه، فقد قالت الأديبة هدباء عن والدها الشاعر الراحل نزار قباني: ( إن أبي مات حينما توقف عن الكتابة..) والرغبة في إعتزال الشعر لم يوحي به عنوان القصيدة فقط بل كان تصريحاً حملته خاتمة القصيدة والتي يقول فيها الشاعر:_

    فإنْ قَرُبْتِ فإني لستُ اطمعُ في **شيئٍ سوى الهمس والبسمات والسمرِ
    وإنْ بَعُدْتِ فَحَالي كلها كــرمٌ **أرعى الهوى بين أضلاعي مدى عمري
    ولن أُلَحِنِ شعراً بعد ذي أبداً ** فهذه آخــرُ الألحــان مــن شعري

    الغزل هو أيقونة الشاعر التي أجاد العزف على اوتارها والنفخ على مزمارها بأنغامٍ ما شداها قَبلُ شادي وله في ذلك من جيد الشعر وأرقه ما له، فعندما قالت له حسناؤه آمال عبر الهاتف : زواجي بعد اسبوع فهل تتكرم بتشريفنا ؟ إعتذر ..فقالت إذن هنئني بابيات من الشعر فقال لها كيف يهنئي حبيب محبوبه بزواجه من غيره ؟!! ورغم ذلك أرسل لها قصيدة يهنؤها فيها بالزواج يقول في مطلعها :-

    أدارَ عليـــكِ السعدَ ربٌ يديرُهُ **وجَادَكِ من غيثِ الهناءِ غزيرُهُ
    ويُسعدني أني أراكِ سعيدةً **وحَسْبُ فؤادي طيفٌ من هواكِ يزورُهُ
    وكيـــف يزور الطـيف قلبا سكنته**ألا أنه لغو الحديثِ وزورُهُ

    توقفت الشاعرة والاديبة (طلاسم ) عند هذه الابيات السابقة وعلقت قائلة : إن هذا الكلام يمثل منتهى الخُلق . ونأتي الآن الي الصورة التي رسمها الشاعر ليوم زفاف آمال وأترك للقارئ أن يتملاها ويتمثلها ريثما أذهب الي ظبيةِ الثغر:

    كأني بذاك الحــي يومَ زفافــها ** تكادُ تغني دورُهُ وقصوُرهُ
    كأني بذاك الوجه قد فاض حسنه ** وعَمَّ البوادي والمدائن نورُهُ
    كأن العذارى في ذرى البيتِ أنجُمٌ**وأنك من دون العذارى منيرُهُ

    بعد ما بنى الشاعر قصيدتة المغناة (ظبيه الثغر ) وهو يقضي بمدينه بورتسودان واسرته بعيدة عنه بالخرطوم تملكته الهواجس وأنتابه القلق بسبب الوفاء والحب الذي ظل يكنه لاسرته المكونة آنذاك من زوجته سلمى وابنته اسماء أخذ يعاتب قلبه في قصيدة رائعه بعنوان (عتاب قلب ) يقول في بعض منها :-

    أَمِــنْ بعد سلــمى يافــؤادي وأسمـاءِ**تُعاقِرُ حُباً اوتهيمُ بحسناءِ ؟
    عَشقتَ عذارى البحرِ من بعد أن نأتْ **عذارى ضفافُ النيلِ من كلِ غيداءِ
    فـهذه فتاةُ الثــغرِ اصمــاكَ لحظُها **فبتّ على نارٍ من الوجدِ رعناءِ
    أراكَ بــرغمـي قد تنكبتَ واضــحاً **وبعت ببورتسودان دُراً بحصباءِ
    ثَكَلْـُتكَ قلبـي فالمنـايــا أحــبُ لي **إذا رمت ما لا أرتضي لأخلائي
    سأمــضي الى حي الأحبــاء تــاركاً **ربيعاً بلا زهرٍ ونهراً بلا ماءِ
    هنــاك تــرى أن كان حبـك كاذباً **فليست ظباء الحي كالمعزِ والشاءِ

    لم يكن الغزل هو الباب الشعري الوحيد الذي طرقه شاعرنا الطيب العباسي وإن كان هو شاعرٌ قد إتخذ من الغزل عنواناً له ، فقد ضم ديوانه (العباسيات) باباً للاجتماعيات وباباً للمراثي وقصائد للوطن والعروبة ، وهو يؤمن بالقومية العربية التي لا تقدح في إفريقيته وقد قال في مطلع قصيدته (صنعاء) وهو يسعى إليها من الخرطوم :-

    قَدِمْتُ من وطني أسعى إلى وطني ** كالطيرِ من فننٍ قد حلَّ في فننِ
    إن يــَكُ دمُ ترهــاقا سرى بدمي ** فاني إبن سيفَ إبن ذي يَزَنِ

    وقال عندما قدم الى الخليج وعمل مستشاراً قانونياً للمجلس الاستشاري الوطني لإمارة أبو ظبي :-

    وجـئتُ الى الخليجِ وكان زادي ** شعـوري أنه إحدى بلادي
    وفــارقت الاحــبة عن يقينٍ ** بأنهــمو هنا رغم البُعادِ
    فمــن أهلي سوى قومٍ أراهم** يعادونَ العــدوَّ كما أعادي ؟
    ويعــتنقون دينـا وهو ديني ** وينطق كلهمُ ضاداً كضادي
    ويجمعنـي بهـم نسبٌ عريقٌ ** يوحد بيننا من قبــلِ عادِ
    نزلتُ بأرضِـهم فحللت سهلا **وكم لهمو علي من الأيـادي
    ولست بِمُنـكِرٍ لهـمو جميلاً**كما قد أنكـرتْ هنـدٌ سوادي
    ولستُ بمـادِحٍ ..كلا .. فإني **أعافُ البيعَ في سوقِ الكسادِ

    أما مصر فلها شأن من الحب آخر في قلب ووجدان شاعرنا الطيب العباسي وهو حب لم يرثه من والده عاشق مصر المتيم الذي قال عنها :-
    مِصرٌ وما مصر سوى الشمس التي بهرتْ**بثاقبِ نورها كل الورى
    والـناسُ فيـك إثنانِ شخـصـاً رأى حُسْـنًا**فهامَ به وآخرُ لايرى

    إنما كان حبا تسلل الى قلبه وتمكن ـ فليس من رأى كمن سمع ـ وقد ساقه هذا الحب في وقت مبكر الى مناصرة شقيقه المصري الذي كان يقاوم المستعمر الإنجليزي على ضفاف قناه السويس على خلفية صراع عنيف شب عندما الغت مصر معاهدة 1936م وتوابعها فأنشأ قصيدته المزمجرة (أخي في شمال الوادي) يقول في بعضها :-

    أخي يا ابن مصــرَ فتاةِِ الكــفاحِ**وأمِ الحضــارةِ بيـن الأمـمْ
    إذا مـا طوتــكَ غـيــومُ الزمانِ **طوتني دياجيــرٌُها والظُـلَمْ
    وإن سقــطَ الـدمـعُ من مـقلتيكَ **بكيــت بقلبي دموعـاً ودمْ
    وتـأسى روافـِدُ بـحــرِ الغــزال** إذامـا بِدميــاطَ خطبٌ ألمْ
    وإمــا زأرتَ بـشــطِ الـقــنالِ **وثَبتُ إليكَ خفيف ألقــدمْ
    نذود مـعاً عن حيــاضِ الجــدود **ورهْطِ الأبوة منذ القِــدمْ
    أخــي إن تجنبتَ قصفُ الرعــودِ ** وحاذرت بركانها والحممْ
    فـمـا أنت ـ والله ـ مــن يعْرُبٍ **ولست حفيد بُناةِ الهــرمْ

    كما يضج ديوان الشاعر بالإخوانيات والمرثيات التي تدل على وفائه وإخلاصه وقد خلا رغم غزلياته المثيرة من الأدب الفاضح أو الجنوح نحوها أو حتى نحو الأيروتيكية، وسلاسة شعر هذا الشاعر حصنته من الرمز الغامض والهلامية والخطاب الشعري الإستعلائي رغم أنه شاعِرٌ مطبوع وعالمٌ باللغة العربية اللتي سبر غورها وتمكن من مفاصلها و راوية مجيد لطرائف الأدب وملحه مما أهله دائماً أن يكون زهرة المجالس وريحانتها فالأدب والشعر عند الطيب العباسي ليس هواية وموهبة فحسب إنما إتخذ ذلك أسلوباً لحياته وأنغاماً دائمة تنتظم حياته في كافة مجالاتها وكم حزنت عندما بحثت في عروة بذلته فلم أجد وساماً علقته الدولة تكريماً لهذا الأديب الضخم وكثيراً ما كنت أرى مثل هذه الأوسمة تمنح لمن هم دونه قامة وأخفض سقفاً على أنه تكفيه دعوات البسطاء من أهله ومحبيه ومعجبيه وأصدقائه وهو يعاني السقم وجسده العليل مسجى خلف باب الغرفة رقم 504 بمستشفى ساهرون ، اللهم إشفه شفاء لايغادر سقما إنك أنت الشافي المعافي، وأخيراً أقول لوالدي الشاعر الطيب العباسي ما قاله هو لوالده الشاعر محمد سعيد العباسي بذات إحساسه :

    أبي إن أخلَّ الناسُ أوفى وإن دعوا ** أجاب وإما أبهموا القولَ أعْرَبَا
    فلو لم تكُن أنتَ الذي قد ؤولدتني ** لما رضِيتْ نفسي بغيرِك لي أبَـا

    أسعد الطيب العباسي
    [email protected]












                  

08-29-2008, 11:57 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    (الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ) هذا العنوان للمقال الذي نشرته لي اليوم صحيفة السوداني الغراء وقد كتبته وفاءً للوالد الذي يلازم هذه الايام السرير الابيض بمستشفي ساهرون ـ شفاه الله - واعتزم ان يكون هذا البوست بوستا توثيقيا لحياة وادب الوالد واشعاره آملا ان يشاركني الجميع في هذه الرحلة التوثيقية .
                  

08-29-2008, 12:30 PM

سمية الحسن طلحة

تاريخ التسجيل: 11-19-2006
مجموع المشاركات: 4735

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    Quote: واعتزم ان يكون هذا البوست بوستا توثيقيا لحياة وادب الوالد واشعاره آملا ان يشاركني الجميع في هذه الرحلة التوثيقية .

    الله نسأل للوالد تمام الشفاء
    لك التحية وأنت هدية القانون للأدب والقراء
                  

08-29-2008, 12:53 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: سمية الحسن طلحة)

    Quote: الله نسأل للوالد تمام الشفاء
    لك التحية وأنت هدية القانون للأدب والقراء


    شكراً أختي الأديبة سمية... لقد عودتنا دائماً أنك صاحبة المبادرة والأسبق في الفضل وأن أقداحك تسبق الآخرين في موائد العافين وأنت جزلى.
                  

08-29-2008, 01:28 PM

الطيب عبدالرازق النقر
<aالطيب عبدالرازق النقر
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 1955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)


    شفى الله الاديب الاريب ومتعه الله بالصحة والعافية
    حتى يتحفنا بخرائده وشعره المصقول روعة
                  

08-29-2008, 05:00 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: الطيب عبدالرازق النقر)

    Quote: شفى الله الاديب الاريب ومتعه الله بالصحة والعافية
    حتى يتحفنا بخرائده وشعره المصقول روعة


    أخي الطيب عبد الرازق النقر
    لك التحية والتقدير والشكر لك على دعائك الصادق وتقريظك الجميل.ِ
                  

08-29-2008, 01:18 PM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: سمية الحسن طلحة)

    أديبنا والقانوني الأستاذ أسعد الطيب العباسي ,,, جمعة مباركة

    أتمني من إلهي أن يتم الشفاء لوالدك

    وحتماً متابعون هذا البوست التوثيقي فبالتأكيد كله درراً








    ــ
    قد طلبت إيملي من قبل فهو لك
    [email protected]
                  

08-30-2008, 02:51 AM

اسيا ربيع
<aاسيا ربيع
تاريخ التسجيل: 01-20-2008
مجموع المشاركات: 1551

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: emad altaib)

    ( هدية الادب للقانون )

    كان الله فى عونك ابي العزيز الطيب العباسي

    كيف تستطيع الجمع بين كل هذه المهام ؟؟

    لكنني اومن بأن الروح لا يشحذها الا العمل

    مهما قلنا ومهما تخيلنا ورسمنا ومهما اتعبنا انفسنا

    بالبحث والسؤال, ربما لن نوفيك حقك ايها ( العباسي )

    حبنا لك باذخة لكاتب غاية فى البذخ الادبي الجميل

    كن بخير ابي العزيز

    شكرآ لك اخي العزيز أسعد لهذه الفسحة التي اتاحت لي وستتيح لغيري ان ينثر بعض من عطره على المارين من هنا.

    شاعرنا الكبير الطيب العباسي.. وعلى حجرو الاخ العزيز اسعد الطيب العباسي ( واحلتو يا ناس )



                  

08-30-2008, 03:25 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: اسيا ربيع)

    اللهم اشفه يا رب

    اللهم اشفه يا رب
                  

08-30-2008, 06:07 AM

Saifeldin Gibreel
<aSaifeldin Gibreel
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Seif Elyazal Burae)

    الاخ العزيز اسعد العباسي، ان والدكم ترجم احاسيس غالبية السودانيين وخاصة من هم فى ارض المهجر، كانت اغنية يا فتاتي ايام اقامتى فى اوروبا، من الاغنيات التى نهرب لها، فصاغت وجداننا واحاسيسنا لسنين عددة، أتمنى من الله العلي القدير ان ينزل تاج الصحة والعافية على والدكم.

    Quote:



    pluginspage="http://microsoft.com/windows/mediaplayer/en/download/"
    id="mediaPlayer" name="mediaPlayer" bgcolor="#000000" showcontrols="false"
    showaudiocontrols="false" showtracker="-1" showdisplay="0" showstatusbar="0"
    videoborder3d="-1" enabletracker="false"
    src="/nsdoc/06ece687-494b-4c47-811e-b39392434543/?id=1158825828424"
    url="/nsdoc/06ece687-494b-4c47-811e-b39392434543/?id=1158825828424"
    autostart="-1" designtimesp="5311" loop="false">



    أغنية يا فتاتي وهى من كلمات والدكم الطيب العباسي وغناء الفنان الطيب عبدالله



    يا فتاتى ما للهوى بلدُ كل قلبٍ فى الحب يبتردُ
    أنا ماخلقتُ فى وطنٍ
    فى حماهُ الحبُّ مضطهدُ
    ألأنَّ السواادَ يغمرنى؟
    ليس لى فيه يا فتاةُ يدُ
    *****
    أغريبٌ إنْ تعلمى لى ديارٌ ولى بلدُ
    لى بدنياىَ مثلما لكُمُ
    لى ماضٍ وحاضرٌ وغدُ
    فلماذا أراكِ ثائرةً
    وعلامَ السبابُ يضطردُ
    أىَّ ذنبٍ جنيتُ فاندلعتْ
    ثورةً منكِ خانها الجَلَدُ
    الوداعَ الوداعَ قاتلتى
    ها أنا عن حماكِ أبتعدُ
    سوف تنأى خطاىَ عن بلدٍ
    حجرٌ قلبُ حوَّائِهِ صلدْ
    وسأكتمُ الجراحَ فى كبدى
    غائراتٍ ما لها عدد
                  

09-01-2008, 09:44 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Saifeldin Gibreel)

    Quote: الاخ العزيز اسعد العباسي، ان والدكم ترجم احاسيس غالبية السودانيين وخاصة من هم فى ارض المهجر، كانت اغنية يا فتاتي ايام اقامتى فى اوروبا، من الاغنيات التى نهرب لها، فصاغت وجداننا واحاسيسنا لسنين عددة، أتمنى من الله العلي القدير ان ينزل تاج الصحة والعافية على والدكم.


    الأخ العزيز سيف الدين جبريل لك تحياتي و تقديري لدعائك الصادق وشكري وأنت تضع لنا هنا أغنية يا فتاتي غير أني أود أن أوضح مسألة هامة وهي أن قصيدة ذات الفراء التي ُوسِمتْ فيما بعد بـ ( يا فتاتي) لم تُُغنى كاملةً بل أن الفنان الكبير الطيب عبد الله عندما أتى لبيت الشعر الذي يقول:
    أغريبٌ ؟..إن تعلمي فأنا ** لي دِيارٌ فيحا ولي بلدُ
    أسقط كلمة فيحا مما أخل بوزن البيت الشعري وكم كان سيكون رائعاً لو تغنى الفنان الطيب عبد الله بالأغنية كاملة وبدون الخطأ الذي أشرت إليه ، قال لي والدي أنه إستمع للأغنية من الإذاعة في بداية الستينيات وكانت بالنسبة إليه مفاجأة إذ أنه لايعرف الفنان الطيب عبدالله معرفة شخصية ولم يعطه النص ليغنية واتضح له فيما بعد أن من أعطاه النص هو زميله القاضي محمد حمزة الصديق الذي كان يعمل آنذاك قاضياً بمدينة شندي وهي ذات المدينة التي كان يعمل بها الطيب عبدالله مدرساً في إحدى مدارسها، وقد رجح الوالد أن السبب في أن الفنان الطيب عبد الله لم يتغني بالنص كاملاً هو أن القاضي محمد حمزة لم يكن يحفظه كاملاً ‘ الوالد كثيراً ما يردد بأن الفنان الطيب عبد الله كان جيداً في لحنه وأدائه للأغنية ، كما يقول بأن الأغنية كان لها فضلاً في شهرته .

    يطيب لي الآن أن أورد النص كاملاً كما جاء بديوان الوالد ( العباسيات) مع إيراد قصة القصيدة كما أوضحها الشاع[cente`
    ذات الفراء
    (يا فتاتي)

    في ليلةٍ من ليالي الشتاء..
    وفي ميدان الجيزة بمصر....
    رأيتها تتهادى كغُصنِ بانٍ تأود....
    وعلى كتفيها الفراء الأبيض الجميل...
    وعلى صدرها الصليب....
    أرسلت لها قُبْلةً مع الهواء..!
    فثارت..
    وقالت لي:
    ( إخْـــــرَسْ..يا أسود..يابربري مد رجلك على قَدِ لحافك)..
    فأنشأت أقول:

    يا فتاتي..ماللهوى بلدُ ** كل قلبٍ في الحُبِ يبْتَرِدُ
    وأنا ما خُلِقْتُ في وطنٍ ** الهوى في حِماهُ مضطهَدُ
    فلماذا أراكِ ثائرةً ** وعلامَ السِبابُ يتضطرِدُ
    والفِراءُ الثمينُ مُنتَفِضٌ ** كفؤادٍ يشقى بِه الجَسَدُ
    ألأنَ السوادَ يغمُرُني ** ليس لي فيهِ يا فتاةُ يَدُ
    أغريبٌ؟..إن تعلمي فأنا ** لي دِيارٌ فيحا ولي بلدُ
    كم تغنيتُ بين أرْبُعِهِ** لحبيبٍ في ثغرِه رَغَدُ
    ولَكَمْ زارني وطوقني ** بذِراعيهِ فاتِنٌ غَرِدُ
    أيَ ذنبٍ جنيت فاندلعتْ ** ثورةٌ مِنْكِ خَانَها الجَلَدُ؟
    أو ذنبي في قُبْلةٍ خطرتْ ** مَعْ نسيمٍ إليكِ يتَئدُ؟
    ألهذا فالنَهدُ مضطرِبٌ ** ولهذا العيونُ تَتَقِدُ؟
    ولماذا هذا الصليبُ تُرى ** بين نهديكِ راحَ يرتعِدُ؟
    خَبِريني ذات الفِراء فقد ** جَفَّ جِناني وأجْدَبَ الرَشَدُ
    أيمُرُ النُمَيرُ بي ألِقاً** وأنا ظامِئٌ ولا أرِدُ؟
    أو غيري هواكِ ينهبه ** وفؤادي لديكِ مضطهدُ؟
    ألِيَ الهجْرُ والقِلى أبداً ** ولغيري الشِفاهُ والجسدُ؟
    لي كغيري يا زهرتي أملٌ ** وفؤاد يهوى ولي كَبِدُ
    لي بِدُنيايَ مِثلما لَهُمُو ** ليَ ماضٍ وحاضِر وغَدُ
    فالوداعَ الوداعَ قاتِلتي ** ها أنا عن حِماكِ أبتعِدُ
    سوفَ تنأى خُطايَ عن بَلدٍ** حجرٌ قلبُ حوائه صَلِدُ
    وسأطوي الجِراحَ في كَبِدي ** غائراتٍ ما لها عَدَدُ
                  

08-31-2008, 01:39 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Seif Elyazal Burae)

    اللهم اشفه يا رب

    اللهم اشفه يا رب


    شكراً أخي سيف اليزل على هذا الدعاء الصادق.
                  

08-30-2008, 07:21 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: اسيا ربيع)


    الأخت العزيزة والصديقة الودودة آسيا ربيع
    تحياتي لك بقدر ذرات الهواء اللتي تفصل بيننا وأشكرك على هذه المداخلة الثرة المحلاة بكلماتك الرقيقة وبالصورة النادرة(كلنا تامين إنشاالله كمان دايماً تامين..!!) وبصوت الفنان الطيب عبدالله وهو يترنم بأغنية والدي الخالدة ( يافتاتي) وسأهديك والقراء ياآسيا قصة عجيبة أبطالها الوالد وصديقه الإداري المعروف والمحافظ السابق عمر محمد إسماعيل وشقيقتي الكبرى أسماء ‘ وتفاصيلها كما يلي:ـ

    نسجت الصداقة خيوطها بين والدنا وبين الإداري المعروف عمر محمد إسماعيل برفق وإحكام منذ لقائهما بمدينة دنقلا، حيث كان عمر يعمل بها ضابطاً إدارياً، وكان شاعرنا قاضيها، وأثمرت تلك الصداقة عن حدث جميل، إذ وقع عمر في حب ابنة صديقه (أسماء الطيب العباسي)، وكان حباً عنيفاً وجارفاً، إلا أن عمر فاجأ الجميع، وغادر مدينة دنقلا الى بلدة المسيد حيث أهله ليتزوج هناك، تاركاً أسماء خلفه تعاني الأسى والفراق المر، ومن المسيد أرسل عمر الى صديقه الطيب العباسي بطاقة من خلالها يدعوه لحضور حفل زواجه، فاعتذر الشاعر العباسي، وقبل أن يرد إليه البطاقة كتب على ظهرها أبياتاً شعرية يدافع بها عن حب ابنته له، مصوراً دموعها التي أثقلت أجفانها وبكاءها المستمر، وكيف أنها جزعت من زواجه، غير أنها ما زالت تحمل له في قلبها حباً ووفاءً رغم خيانته العهد، فجاءت الأبيات دامعة القافية يقول فيها:
    جَزعتْ مِن زواجِكمُ أسماءُ وهي ثكلى كأنها الخنساءُ
    لا تمِلَ البكاءَ إن أشرقَ الصبحُ عليها أو إن أطلّ مساءُ
    مُقْلتاها مَقْروحتانِ ومِن فَرطِ أساها دموعُها حَمْراءُ
    ولئن خنتُ عَهْدَها لكَ بالأمسِ ففي قَلْبِها إليكَ وفاءُ
    وعندما بلغت تلك الأبيات عمر وهو يقضي شهر عسله طافت بذهنه أطياف أسماء الغابرة، فتذكر كيف أن اسماء كانت ترافقه رفقة ودودة في سيارته، ويطوفان شوارع دنقلا، وكيف كان يبث في أسماعها أحاديث تلذُ لها وتضحكها من أعماقها، وعندما لاحظت زوجته شروده سألته عما يشغل ذهنه، وكانت دهشتها عظيمة عندما اعترف لها بأنه يحب ابنة صديقه القاضي الطيب العباسي، بيد أن هذه الدهشة تلاشت عندما همّ العروسان بالمغادرة إلى دنقلا والزم عمر عروسته بشراء هدية تناسب اسماء في عيد ميلادها الخامس..!!

    (عدل بواسطة Asaad Alabbasi on 09-01-2008, 03:19 PM)

                  

08-30-2008, 05:43 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: emad altaib)

    Quote: أديبنا والقانوني الأستاذ أسعد الطيب العباسي ,,, جمعة مباركة

    أتمني من إلهي أن يتم الشفاء لوالدك

    وحتماً متابعون هذا البوست التوثيقي فبالتأكيد كله درراً


    أخي العزيز عماد الطيب

    لك التحية والتقدير والشكر كل الشكر لدعائك المتصل والصادق وإهتمامك

    الكبير للتوثيق لوالدي القاضي الشاعر الطيب العباسي أطال الله بقاءه.
                  

08-30-2008, 06:50 AM

abuguta
<aabuguta
تاريخ التسجيل: 04-20-2003
مجموع المشاركات: 8276

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    الاخ اسعد
    تحياتى
    ربنا يشفى الوالد فانه مدرسة تتلمذنا منها كنا على البعد
    وان لم نلتقيه لكن حفظت ديوان عباسيات عن قلب ,,وديوان الجد الكبير محمد سعيد

    لله قلب صب يهوى الحسان ويظرب

    وفى قصيدته التى حفظها جميع اهل السودان
    وبيتها المشهور

    علموا النشىء علم تستبين به سبل الحياة
    وقبل العلم اخلاقا,,,
    غيرى شدى فتاعلوا اليوم استمعوا
    الى شعر النواسى من تلحين اسحاقا

    وقد كنت مصاب بهذا الداء وقت ذاك وانا طالب فى شبه القارة الهندية,اذكر يوما القيت قصيدة فى محفل (مطلعها يقول,,,,,,,,
    هذه قوافى من شعر عباسى ..
    وصياغة احمد وتلحين السمندل
    اخص بها كل خريج
    عاقل واعى مؤمن بطل
    عرف البلاد عن قرب وبعد
    واراد نهضتها وكان ذو امل
    فيابلادى سلمت من داء عضال
    وانشدى بنيك لنضة العمل
    وعدد حكام وولو سراعا
    فما زلت عزراء ذات شعر مرجل
    وانا طالب جديد,,ومن عادتى اقلب طرفى فى الحضور فرايت شاب ملتحى على ما اذكر يراقبنى بشقف وعينه تبرق اعجابا ,,وايضا هنالك زميلة سنير تصفق وتصفق عند كل قافية فسالت منهم ففيل لى انهم مجاهد وهويدا ابناء الطيب العياسى,,فقلت للشباب ان الشعر جينات موروثة داخل الشخص وليس تعلم,,فالشاعر يولد شاعر,,والشعر يورث
    فتحياتى لهم عبر الاسير,,,وتمنياتى للوالد بالشفاء العاجل
                  

08-30-2008, 08:20 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: abuguta)

    Quote: وانا طالب جديد,,ومن عادتى اقلب طرفى فى الحضور فرايت شاب ملتحى على ما اذكر يراقبنى بشقف وعينه تبرق اعجابا ,,وايضا هنالك زميلة سنير تصفق وتصفق عند كل قافية فسالت منهم ففيل لى انهم مجاهد وهويدا ابناء الطيب العياسى,,فقلت للشباب ان الشعر جينات موروثة داخل الشخص وليس تعلم,,فالشاعر يولد شاعر,,والشعر يورث
    فتحياتى لهم عبر الاسير,,,وتمنياتى للوالد بالشفاء العاجل


    الأخ أحمد صديق (أبو قوتة)
    تحياتي لك وأشكرك جزيل الشكر على هذه المداخلة الضافية والثرية ودعواتك الصادقة، وتقبل تحيات الأخت هويدة التي قدمت من الخليج للإطمئنان على والدها والتحية موصولة لك من الأخوين العباسي ومجاهد الطيب العباسي,
                  

08-30-2008, 07:20 AM

khalid Elkhidir
<akhalid Elkhidir
تاريخ التسجيل: 06-08-2010
مجموع المشاركات: 106

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    الاستاذ أسعد الطيب

    اولآ حياك الله و شفاء الوالد ورفعه إن شاء الله و بلغه من العافيه ما يريد. والله هذا هو التوثيق الذى يثير المواجع عن شاعر عملاق و قانونى من الزمن الجميل...!
    أنا من المتابعين لمسيرت حياة والدك الأدبيه و كل ما كتبه هو وشاح على صدر كل سودانى , و أمثاله " زينوا ألدهرخير تزيينا" لذلك وشاحات الحكومه ما اكثر من محض صدفه لمسمى, وكم شعرت بى الفخر عندما ادخل على صديقى البنانى بير بدر فى اوتاوا وينشدنى "يا فتاتى اما للهوى وطن" او بيته المحبب " عبدت الله فى سرى لأن الله سواك". لذلك أستاذى هو الذى وشحنا فخرا و جعل صوتنا الشعرى مسموعا حتى فى اوتاوا.

    الله يقويه ويرفعه من هذه النكبه الصحيه و يديم عطاه حتى يورق ما تبقى من شجيرات عمرنا فى هذا الزمن الذى تستنطقِِ فيه الرويبضه.

    أخوك خالــــــد عبداللــــــه الخضر

    (عدل بواسطة khalid Elkhidir on 08-30-2008, 07:22 AM)
    (عدل بواسطة khalid Elkhidir on 08-30-2008, 01:51 PM)

                  

08-30-2008, 12:48 PM

Saifeldin Gibreel
<aSaifeldin Gibreel
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: khalid Elkhidir)





    تهنئة آمال بالزواج - قصيدة للشاعر الطيب العباسي من ديوانه(عباسيات) قدم لها بهذه الكلمات:

    قالت لي عبر الهاتف زواجي بعد أسبوع، فهل تتكرم بتشريفنااعتذرت.. قالت، ابعث لي بأبيات تهنئني، قلت، كيف يهنئ حبيبٌ محبوبه بزواجه من غيره، قالت: "عشان خاطري". فأرسلت إليها الأبيات التالية

    أدار عليكِ السّعدَ ربٌ يديرُه وجادكِ من غيثِ الهناءِ غزيرُه
    ويسعدني أني أراكِ سعيدةً وحسبُ فؤادي منكِ طيفٌ يزورُه
    وكيف يزور الطيفُ قلباً سكنته؟ ألا إنّه لغو الحديثِ وزورُه
    فما أنت يا آمال إلا خريدةٌ تدينُ لها غيدُ الجنانِ وحورُه
    وطهركِ لولا الدين جاء مبكراً لجاء به فرقانُه وزبورُه
    كأني بذاك الحيّ يوم زفافها تكاد تغني دوره وقصورُه
    كأنّ العذارى في ذرى البيتِ أنجمٌ وإنّكِ من دون العذارى منيرُه
    بلى كنتِ شمساً والعذارى كواكباً وهل كوكبٌ يبدو مع الشمسِ نورُه
    يطالعني أنّى توجهتُ وجهها ويسكرني أنّى عبرتُ عبيرُه
    وما طوّفت بي عن حماها رغائبٌ ولكنه حكم الزمان وجورُه
    هنيئاً لذاك البعلِ أن يقطف الجنى ندياً وأن تحوي محيّاكِ دورُه
    ألا هل لقلبٍ شفّه الوجد سلوة ٌ ؟ وهل من لظىً يشقى بها من يجيرُه
    ويا ربِّ إمّا كنتُ في الحبِّ مذنباً فإنّك ماحي الذنبِ - ربّي - غفورُه
                  

08-30-2008, 01:11 PM

Saifeldin Gibreel
<aSaifeldin Gibreel
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Saifeldin Gibreel)

    كان الشاعر الاديب الطيب العباسي قاضيآ فى مدينة حلفا، وفى قضية من اشهر القضايا الاجتماعية التى مرت على تاريخ القضاء السوداني، وهى ما كانت تعرف بقضية لقيطة، وهى شابة سودانية، كانت فى قاية من الحسن والجمال،وفى تلك المحكمة قدمت مرافعة تأثر كل من كان حاضرآ، تلك المحاكمة، بما فيهم مولانا الطيب العباسي، حيث نظم قصيدته المشهورة بأسم لقيطة:

    لقيطة


    فَتَحْتُ عَينِي في الحَياةِ وَحيـــــدَةً
    مَا قَادَني في دَرْبهـا أَبَوايـــــا
    أنا لَم أَجِد أُمِي تُهَدْهِدُ مَرْقـَـــدِي
    أو وَالدِي حَمـلَتْ يداهُ هَدَايـــــا
    أَنَا مَا لَعِبـــْتُ بِحُضْنِ أُمِي مـــَرةً
    مَا شَـاهَدَتْ عَينَي أَبي عَينَايـــــا
    عِشْتُ السِنِينَ طَويلــــةً وَعَرِيضَـــةً
    فِي فَيـْـضِ أَحــــْزَانٍ وَنَبْعِ رَزَايَـا
    وَشَقِيتُ مِن هِجْـــــرَانِ أَتْرَابــــِي
    وَمَا أَحْـلَاهُمُو مِـن صِبْيـَةٍ وَصَبَايـا
    فِي مَلْجَأٍ قَذِرٍ وَأَدْتُ طُفُولَتـِــــــي
    وَسَكَبْتُ فِي الطُـــرُقاَتِ نًورَ صِـبَايا
    وَخُطَايَ فِي الأَشـْـوَاكِ مَا عَــــادَتْ
    عَلَى الدَرْبِ العَسِيرِ كَمَا عَهَدْتُ خُطَايا
    دُنْيَايَ تُشْقِينِـي وَتُكْثِرُ لَوعَتــــي
    مـَـاذَا جَنَــيتُ أَنَا عَـلَـى دُنيَايا
                  

09-01-2008, 09:27 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Saifeldin Gibreel)



    أخي سيف الدين جبريل لك التحية مجدداً وأنت تأت لنا بجزء من قصيدة شاعرنا ( قضية لقيطه) وسأورد لك وللإخوة الأعضاءوالقراء هذه
    القصيدة كاملة من خلال قصة محاكمة القاتلة الحسناء اللتي نشرتها لي صحيفة السوداني الغراء على حلقات متسلسلة كما أورتها من قبل كبوست في هذا المنتدى، حتى ندرك تماماً أن شاعرنا القاضي الطيب العباسي هو هدية الأدب للقانون.

    محاكمة القاتلة الحسناء
    (القصة الواقعية للمحاكمة التي عرفت "بقضية لقيطة" وجرت برئاسة القاضي والشاعر الطيب محمد سعيد العباسي)
    بقلم: أسعد الطيب العباسي
    عندما أذن الزمان لشهر يونيو ليبدأ دورته في العام 1957م وفي مساء من مساءا ته المثيرة والشمس تلتحم مع غروبها النحاسي الآفل, تسورت نبيلة إبنة العاشرة حائط الملجأ ورمت بنفسها خارجه، هي لحظةُ كانت تخطط لها منذ أمد بعيد, فلم تكن نبيلة مسرورة بوجودها في هذا الملجأ القذر وكم كرهت تلك الغلظة التي كانت تبدو على وجه تلك المشرفة, ولم تحب حماقات ومشاكسات أولئك الأطفال اللقطاء الذين كان يضمهم الملجأ معها. بدأت نبيلة تركض مبتعدة عن الملجأ الذي بدا لها فى احمرار الأفق كنقطة سوداء تتباعد حتى تلاشت تماماً.
    أخذت نبيلة تجوب بأقدامها الصغيرة شوارع مدينة القضارف دون هدف, فقد كان هدفها الوحيد هو الهروب من جحيم ذلك الملجأ, وعندما أخذ التعب منها كل مأخذ وأطبقت شفاهها الجافة على لهاتها اليابسة بفعل العطش وأحست بالجوع يهجم على معدتها طرقت أول باب صادفته وما أن فتح الباب حتى سقطت نبيلة عل مدخله, وأفاقت من إغماءتها وهي على فرش لم تعهده من قبل كأن حواشيه من المخمل الأرجواني, وبجوارها سيدة تنظر إليها في حنو وتحنان.. من أنت؟, ومن أين جئت يا ابنتي؟, لم تحاول نبيلة الكذب وردت عليها قائلة: هربت مساء أمس من الملجأ ولا أود الرجوع إلى ذلك المكان الذي كرهته. ورغم أن السيدة أدركت أن نبيلة لقيطة غير أنها عادت وسألتها عن عائلتها, فردت عليها نبيلة قائلة: قالت لي المشرفة على الملجأ أن أبي إنفصل عن والدتي وهاجر إلى مصر ولم يعد, وأن والدتي توفيت عندما كانت تضعني , وعندما لم يجدوا لي أهلا أتوا بي لأتربى في هذا الملجأ,هكذا رووا لى حكايتى. ثم بكت, فهدأت السيدة من روعها وهي تقول لها حسناَ يا ابنتي إني امرأة وحيدة أعيش بهذا المنزل بعد أن هجرني زوجي ولم أرزق بأبناء وأتكسب بصناعة الخبز من خلال هذا المخبز البلدي الذي شيدته بذلك الركن من المنزل وأريد أن أتخذك إبنة لي لتساعديني في العمل وتعيشي معي .فرقص قلب نبيلة فرحاً وبعد أن استعادت طاقتها بقليل من المأكل والمشرب بدأت عملها بمساعدة السيدة سكينة صاحبة المنزل وأبدت جدة ومثابرة في العمل واستطاعت أن تكسب ثقة سيدتها وعطفها في وقت وجيز, وتعرفت نبيلة على زبائن سيدتها في الحي وتفتحت عيناها على نوع جديد من الحياة ألفته بسرعة وأحبته بعمق. غير أن ما كان يقلقها ويؤذي مشاعرها أن صبية وصبايا الحي يتفادونها ولا يقبلون اللعب معها أو مسامرتها, فرغم أن نبيلة عرفت بابنة الحاجة سكينة إلا أن خبر هروبها من الملجأ وحقيقة أنها ابنة سفاح ذاع في الحي وانتشر.
    مرت أربعة أعوام ونبيلة تنعم بوجودها مع الحاجة سكينة, غير أن طارئاً قد حدث فقلب حياتها رأسا على عقب, ففي صباح باكر سمعت نبيلة طرقا على الباب أفزعها, ففي مثل هذا الوقت لا يأتي الزبائن, فتوجست خيفة فربما علمت إدارة الملجأ بوجودها هنا وأتوا لانتزاعها فأسرعت ورمت بنفسها بين أحضان الحاجة سكينة فكم أحبتها ووجدت فيها حنان الأم الذي افتقدته فأخذت سيدتها تطمئنها وتعدها بأن لا قوة في الأرض تستطيع أن تنتزعها من هذا المنزل, واتجهت سكينة صوب الباب وفتحته وهي تستعد بكل ما تمتلكه من التحدي لمواجهة أي أمر يتهددها أو يتهدد إبنتها نبيلة, فإذا بها وجها لوجه أمام زوجها الذي هجرها, فقد عاد الحبيب الغائب وكأن شيئاَ لم يكن وبراءة الأطفال في عينيه, وكم أحبت سكينة هذا الغائب ولم تتغير مشاعره نحوه ف وجوده أو في غيابه وكم تمنت أن تقضي كل عمرها معه فنظرت إليه كأنما تنظر الى أجمل هدية يمكن أن تقدمها لها السماء وعندما التقت الاعين التقت على ذلك الود القديم وصارت سكينة كتلة من مشاعر الود والصفح والغفران, غير أن هذا اللقاء كان كفيلاً بأن يعيد نبيلة إلى الشارع حيث أتت, إذ لم يقبل عثمان وهو يعود إلى زوجته وجود لقيطة في منزله. فغادرت نبيلة المنزل وهي تحمل متاعها القليل وذكريات أجمل أربع سنوات في عمرها كله كان ختامها دمع تقاطر على خدها ليختلط بدموع سكينة في ساعة وداع أليمة, ومن ثم بدأت ملامح أخرى أكثر قسوة تتشكل على دروب نبيلة وعندما عادت نبيلة الى الشارع وهي لا تدري ماذا يخبأ لها القدر وماذا تفعل بها الأيام تأملت حياتها الماضية وأرهقها التفكير أين تذهب؟ وماذا تعمل؟, فغشيتها فكرة في جوف خاطر مباغت لماذا لا تجرب حظها في المدينة الجديدة (حلفا) التي أقيمت حديثاً على أرض البطانة أرض الجمال والشعر وهناك عملت خادمة بالمنازل وعاملة بمصنع السكر وفي المزارع وبائعة في سوق الخضار, وهكذا سارت بها الحياة وتقاذفتها الطرقات ولاقت من صنوف العذاب ما لاقت في هذه المدينة وكانت قد قدمت إليها وهي تمني النفس باستشراف مستقبل أفضل غير أنها لم تبارح القاع في معاناة متصلة الى أن كبرت وأضحت حسناء المدينة شابة فاتنة دعجاء العينين فارعة القوام ذهبية اللون فاحمه الشعر متكورة الصدر. لم تكن نبيلة منتبهة لهبة الجمال الذي وهبه لها الله إلا عندما أحست أن أعناق الرجال والشباب تشرأب إليها وأعينهم ترنوا إليها بنهم شديد, وكانت تعلم جيداً أن جميعهم ذئاب بيد أنها الآن بحاجة إلى رجل يسعدها ويبث جذوة عاطفته ليشعل الضرام في مفاتنها, ويبعدها عن هذا الشقاء إلى شاطئ الأمان, أنها بحاجة إلى رجل تحتمي به ويحوطها بالعناية والطف والحنان الذي طالما افتقدته منذ أن سرق منها عثمان الحاجة سكينة ومنذ أن وضعتها من قبل والدتها وهي وليدة في لفافة على قارعة الطريق, وعندما اشتدت هذه الرؤى وألحت على خاطرها قفز إلى ذهنها ذلك الشاب الوسيم الوافد إلى حلفا من الشمال ليعمل في محلج القطن, تذكرت نظراته المليئة بالحب وكلماته التي تحمل في جوفها سحرا ومحبة, تذكرت كيف كان يلقي بالكلمات على مسامعها برقة متناهية ويقرأ لها أشعار الدوبيت الغزلية وينغمها بصوت عذب تذكرته وهو يقول لها:
    غَنَّايـِكْ وَقَـفْ عِنْـدَ العِيـُونْ غَلَبَـنُّو
    وُعَاقْدَاتْ حَاجْبِكْ آ الدَرْعَه الكَلاَمْ خَلَبَنُّو
    مَا دَامْ عَقْـلِي شِلْتِي وَقَلْبِي مَـافِي لأَنُّو
    عِنْدِكْ مِنْ زَمَانْ عَـادْ الوَصِـفْ كَيفِنُّو؟!
    كان يأخذها الطرب لذلك مآخذاً بعيدة ولكنها كانت تبتعد عنه فى كل مرة. غير أنها الآن تحس أن حبا بدأ ينمو فى قلبها تجاهه ، فأخذت تحدث نفسها لماذا لا تكون زوجة لهشام, إنه شاب يمتاز بطلعته البهية ويعمل في وظيفة بالمحلج وله منزل متواضع ولكنه جميل بحي المصنع,وفوق ذلك فهو شاعر وهي تحب الشعراء وتعتبرهم كائنات أثيرية وكل ذلك كفيل بإنـهاء حالة التشرد التي تعاني منـها وبإرواء أنوثتـها المتفجرة ووجدانها الوثاب. وعند أول لقاء بينهما أخذ هشام يهذي بكلمات حبه وسحر قوافيه وأخذ يقول لها:
    جُزَيعِي وعَدَم صَبرِي و زَلاَزْلِي وخَوفِي
    مِن سَـــــرَاجَة الدَعَجَا الوَضـــــيبَا مِقَوفِي
    الخَـــــلانِي مــــِن الغَــــيرَا كَِتــــِر عَوفِي
    رَيـــــدْها وعِشقــــَها البَنَـا في مَدَايِن جَوفِي
    فقالت له نبيلة: أتريد الزواج بي يا هشام أم أنك تريد أن تغويني؟, قال: أتزوجك. قالت: إني بائسة لا أهل لي. قال: أتزوجك. قالت: إني لقيطة وعشت حياة اللقيطات. قال: أتزوجك. فأحست نبيلة بحب عميق يضرب كيانها والتهبت مشاعرها وشبت الحرائق في قلبها. وعندها أحس هشام أنه يسيطر على الموقف سيطرة كاملة اقترح على نبيلة أن تترك العمل وتأتي لتعيش في منزله ريثما يرتب أمر زواجهما, فبدا لها الاقتراح مريبا فرفضته ولكنه أردف قائلا سيكون الزواج في غضون أسبوع أسافر خلاله للأهل بالشمال لأخطارهم بزواجي ولن أكون معك بالمنزل سأقضي فيه هذه الليلة و سأحزم حقائبي باكراً للسفر, سأكون بغرفتي وستكونين بالغرفة الأخرى الملحقة بالسكن...صدقته...ثم رافقته لمنزله وبدأ الزمان يقرأ صفحة أخرى من كتاب مأساة نبيلة. فلم يكن هشام إلا ذئبا بشريا وكاذبا أشرا يتلفع بسحر كلماته وبراقة وعوده وعن طريق ذلك استطاع أن يستميل فتاته في ليلته تلك وتمكن منها و أخذ يعاشرها معاشرة الأزواج, وكادت نبيلة أن تذعن لهذا الأمر الواقع فهي الآن تعيش مع من تحبه وتقضي معه أحلى الأيام والليالي, وقد استقر لها المأوى والمأكل والمشرب غير أنها كانت تنتفض بين الحين والآخر وتذكر هشام بوعوده المتكررة لها بالزواج , وعندما بدأت تلح عليه فى ذلك أسفر لها هشام عن وجهه الحقيقي وتوقف عن وعوده الكاذبة ورد عليها بحسم وعنف أن أهلي لن يقبلوا بأن أتزوج لقيطة ولن أقبل لنفسي بذلك, فإما أن نعيش كما نحن أو نفترق. صمتت نبيلة صمتاً حزيناً وعزمت على أمر وهو ألا تملكه جسدها بعد اليوم أبداً وصبر هشام على هذا الهجر طويلاً آملاً أن ترضخ فتاته بحسن المعاملة وحلو الحديث وأخذ يغرقها بالهدايا ولكن نبيلة ظلت على موقفها. وفي ذات ليلة عاد هشام وقد لعبت الخمر برأسه فرأى نبيلة نائمة فأخذ يتملى حسنها ويقول:
    قَصَبَةْ مَنصَحْ الوَادي الســَــــحَابُو إِدَانَا
    صِبْحَتْ نَاديَه مِن وَرَتـَــــــابَا لا سَيقَانَا
    القَلَلْ صَبُرنَا ونَومْــــــــــــنَا زَاتُو أَبَانَا
    وَجَدْتَها غَافْيه أَعْجَبْ نَومَا مِن صَحَيَانَا
    وأيقظها وهو يتمتم بكل كلمات الحب الذي يكنه لها فأزاحته بيدها قائلة: ابتعد. ولكنه كان يحمل في تلك اللحظة أحاسيسا قوية تمنعه من الإبتعاد تماما فهجم عليها بضراوة واغتصبها بعنف ثم استسلم إلى نوم متوتر واستسلمت هي الى نحيب ودموع. وفي الصباح غادر هشام إلى عمله ومن بعده غادرت نبيلة المنزل وفي نفسها عزم بعدم العودة إليه مرة أخرى, وعندما عاد هشام ووجد المنزل خلوا من نبيلة جن جنونه واجتاحته وحدة موحشة فأخذ يزرع المنزل جيئة وذهابا هكذا إلى أن أتى الليل وأوغل ولم تعد نبيلة والدجى يحمل إليه كل أسباب الأرق ويترافق معه في سهر طويل وتباريح قاسية فقال:
    بَعَد مَا اللَيلْ هِدَا وَسَكَتَنْ جَنَادْبُــو صــــــَرِيخِنْ
    وَلَوَشْ نَجْمُو غَرَبْ وُبُومُو زَادْ فِـــــــي نَوِيحِنْ
    عُيونْ الرَمَاد لَجَنْ وَزَاد الأَسَـــــــــى تَجْرِيحٍنْ
    مِن وَينْ اَجِيبْ لَيهِنْ مَنَامْ طَولَ مَعَـاي تَبْرِيحِنْ
    وفجأة فغر باب المنزل فاه عن القمر, جاءت نبيلة اضطرارا فلم يعد لها في ضفاف المأوى سوى هذا المنزل فأقبل عليها هشام فاتحاً ذراعيه ليحتضنها وتسبقه كلمات الاعتذار وتمتمات الحب ولكنها كانت منهكة فانزوت عنه إلى مقعد تهالكت عليه ولم تحدثه, أغاظه صمتها فقال لها لماذا تصمتين وأين كنت؟, فلم يسمع هشام ردا ولا جوابا, فقال وقد تملكه الإستياء: ردي يا فاجرة, فبصقت على وجهه, فهاج وتحول إلى كيان من الغضب وقال لها: أتبصقين على وجهي أيتها البغي المومس؟, أتبصقين على وجه سيدك أيتها اللقيطة الهاربة المتشردة؟, ورفع كفه وأخذ يضربها على وجهها ضربا مبرحا فهبت واقفة وهي تحاول الهروب من ضربات هشام بأنحاء الغرفة, وعندما رأت في وجهه إصرارا على العنف ورأت خنجره مسجيا على المنضدة التقطته واستلته من غمده بسرعة ووجهته بعنف إلى صدره حتى غاب فيه تماما فخر هشام ساقطا على أرض الغرفة مضرجا بدمائه وسرعان ما أسلم الروح, فجلست نبيلة إلى جوار الجثة وأخذت تجهش ببكاء مر ومن ثم قررت أن تسلم نفسها إلى السلطات وبخطوات واجفة ومرتعشة اتجهت إلى مركز بوليس حلفا الجديدة وأخبرتهم وهي تتهدج بما حدث, على إثر ذلك سارع البوليس إلى مكان الحادث ورفع الجثة وتحقق منها وتم فتح بلاغ جنائي بالرقم 95 لسنة 1968م تحت المادة 251 من قانون العقوبات السوداني القتل العمد ضد نبيلة توفيق صالح وتم إيداعها الحراسة القانونية وتمت مواراة الجثة بعد التشريح وبعد أمر القاضي المختص وكتابة التقرير الطبي بأسباب الوفاة الذي قرر وجود منفذ جرحي بسب آلة حادة بعمق عشر سنتيمترات وعرض ثلاث سنتمترات بالصدر اخترق القلب وسبب نزيفا حادا أدى إلى الوفاة. رفعت البصمات عن الخنجر وتم وضعه كمعروض فى إجراءات البلاغ واكتملت التحريات التي ضمت اعترافا قضائيا من القاتلة وأعد قاضي الإحالة مذكرته بعد أن اكتملت لديه التحقيقات ومن ثم أحال البلاغ إلى المحكمة الكبرى التي ترأسها آنذاك قاضي مدينة حلفا الجديدة المقيم الشاعر الطيب محمد سعيد العباسي وعضوية كل من القاضيين بشرى الأمين مضوي ومحمد صلح النور علي.
    بدأت إجراءات المحاكمة وسط حضور جماهيري طاغي اكتظت به قاعة المحكمة وكان الحضور يزداد مع كل جلسة جديدة وأخذت المدينة تتحدث جهرا وهمسا بهذه القضية والكل يتكهن ويصدر حكمه, وما أكثر ما كان هناك من تباين بين آراء الناس حول هذه القضية التي تأرجحت مابين التعاطف مع نبيلة والقسوة عليها.. نبيلة كانت تبدو مطرقة وقليلة التوتر وهي داخل قفص الاتهام وبين الحين والآخر كانت تحاول حبس دموعها فتفشل فتنثال على محاجرها...هرع إلى الدفاع عن نبيلة عدد من المحامين على رأسهم محامي بور تسودان الشهير الهادي سليم. مع بداية الجلسة الأولى أمر رئيس المحكمة المتهمة بالوقوف وسألها:-
    س:- اسمك؟
    ج:- نبيلة توفيق صالح.
    س:- عمرك؟
    ج:- 21 عاما.
    س:- جنسيتك؟
    ج:- سودانية.
    س:- ديانتك؟
    ج:- مسلمة.
    س:- مهنتك؟
    ج:- عاملة.
    س:- مكان سكنك؟
    ج:- حي المصنع.
    س:- أتجيدين القراءة والكتابة؟
    ج:- لا.
    ثم طلب منها رئيس المحكمة الجلوس فجلست وقد إزداد توترها وبلغ قمته عندما بدأ المتحري بسرد وقائع القضية والإجراءات التي قام باتخاذها والبينات التي جمعها حول الاتهام وأهمها إعتراف المتهمة القضائي الذي سرده وأقرت به المتهمة أمام المحكمة واختتم المتحري أقواله بقوله: إنه يقدم المتهمة لمحاكمتها عن جريمة القتل العمد تحت نص المادة 251 من قانون العقوبات. وبعد أن تمت مناقشة المتحري استمعت المحكمة لأقوال الدكتور محمد عبد الحميد موسى وهو الطبيب الذي أعد التقرير الطبي بسبب الوفاة ثم استمعت المحكمة إلى خبير البصمات الذي أكد وجود بصمات المتهمة على الخنجر الذي أستعمل فى القتل, ومن ثم طلب الإتهام قفل قضيته وتم رفع الجلسة لمدة عشر دقائق لإستجواب المتهمة.
    عادت الحكمة للانعقاد بعد مضي عشرة دقائق من رفعها وفور انعقادها أمر رئيسها المتهمة بالوقوف وطلب منها أن توضح للمحكمة ماتريد أن توضحه حول القضية، فوقفت نبيلة ولم يخف الإنهاك الجسدي والنفسي جمالها الأخاذ وحسنها الطاغي وبدأ الكل يتهيأ لسماع أقوال نبيلة التي بدأت حبيبات العرق تبدو على جبينها وتسيل لتختلط مع دموعها وفجأة وقبل أن تبدأ بالكلام سقطت مغشيا عليها على أرض قفص الاتهام فسارع نحوها الحرس وأمر رئيس المحكمة بنقلها إلى المستشفى وحدد جلسة أخرى لاستجوابها.
    في جلسة الاستجواب الجديدة التي انعقدت بعد مضي عشرة أيام من سابقتها بدت نبيلة أكثر إشراقاً وأقل توتراً وأطلت على المحكمة بقوامها الفارع وقدها المياس وأخذت توجه حديثها لرئيس المحكمة وهي تسرد قصة حياتها كاملة منذ أن كانت بالملجأ وحتى ارتكابها لجريمة القتل بكل تفاصيلها البشعة وكانت كلماتها البسيطة وعباراتها المؤثرة والصادقة والمعبرة وقصة حياتها المأساوية سببا كافيا جعل أكثر الحاضرين يتعاطفون معها ويعبرون عن هذا التعاطف بإيماءاتهم وآهاتهم تارة وبدموعهم وبكاءهم تارة أخرى, وكانت نبيلة قد سبحت في بحر الكلام واستعادت رباطة جأشها كأنما كانت تقول مرافعة تبكي فيها ماضيها وترثي حاضرها.
    فيما بعد قام رئيس المحكمة القاضي والشاعر الطيب محمد سعيد العباسي بترجمة ما قالته المتهمة في استجوابها شعرا من خلال قصيدة ذاع صيتها وطارت بأجنحة الشهرة. قال في مقدمتها النثرية:-
    نشأت بين أترابها لقيطة تتقاذفها الطرقات وعندما كبرت أصبحت حسناء المدينة, بادلها شاب وسيم الغرام وقضت معه أحلى الليالي فرأت فيه شاطئ الأمان ومع مر الأيام بدأ يشك في سلوكها بلا مبرر وأصبح يشتمها ويعيرها بأنها مومس بغي ويضربها فصممت على الانتقام منه ومن المجتمع في شخصه فطعنته في صدره بخنجر فمات...
    وقد عقدت محكمة كبرى بحلفا الجديدة لمحاكمتها وكنت آنذاك رئيسا للمحكمة وبعد أن استمعنا لأقوال الشهود وقفت تلك الحسناء المتهمة وقالت مرافعتها دفاعاً عن نفسها بلغتها العامية فعربت المرافعة شعرا. قالت موجهة كلامها لرئيس المحكمة:-
    مولايَ سامحني ولاتَعْتِبْ إذا ** ما خانني التعبيرُ يا مولايا
    واغفِر إذا كَدَّرتُ ساحة عدلِنا ** بمقالٍ مشئؤمةٍ كصِبايا
    ما ضَرَّ عالمنا إذا هو لم تكُن ** فيه قرابينٌ وفيه ضحايا
    فَتَحْتُ عَينِي في الحَياةِ وَحيدَة** ما قادني فيها أبوايا
    أنا لم أجد أمي تُهَدهِدُ مرقدي ** أو والدي حَمَلت يداهُ هدايا
    أَنَا مَا لَعِبْتُ بِحُضْنِ أُمِي مَرةً ** ما شاهدت عيني أبي عينايا
    عِشْتُ السِنِينَ طَويلةً وَعَرِيضَةً** في نَبعِ أحزانٍ وفيضِ رزايا
    وشقيت من هجران أترابي وما** أحلاهمو من صبيةٍ وصبايا
    في ملجأٍ قذِرٍ وأدتُ طُفولَتي ** وسكبتُ في الطُرُقاتِ نورَ صِبَايا
    وُخُطَايَ في الأشواك ماعادتْ**على الدربِ العسيرِ كما عهدتُ خُطايا
    دُنيايَ تشقيني وتكثِرُ لوعتي ** ماذا جنيتُ أنا على دُنيايا
    حتى التقيتُ به وسيماً ساحِراً ** فجَعَلتُه دون الذئابِ حِمايا
    قد كنتُ أهواهُ وتهوى عينه ** عيني وتعشقُ ثغره شَفتايا
    هذا مُنى قلبي وكُنتُ غريرةً ** إن الأماني بعضهن منايا
    بَعْضُ الرِجالِ وكان منهم ـ سيدي ـ ** تَخِذَ النساء موائداً وسبايا
    قد كان يأتيني كَوَحَشٍ جائعٍ ** وينال مني الشيئ دون رضايا
    وأنا على فمِهِ بَغيٌ مومِسٌ ** وأنا بناظِرِه نتاجُ خطايا
    كلماته ظلت سعيراً في دمي ** نظراته أضحتْ مُدىً وشظايا
    قد كان يسقيني الهوان وهذه ** صفعاته شهِدَتْ بها خدايا
    حتى إذا حان القضاءُ ولم يعُد ** للصبرِ يا مولايَ أيُّ بقايا
    أغمَدتُ خِنجَرَه بِصدرٍ طالما سَكِرتْ لِضَمةِ زندِهِ نهدايا
    مولايَ سامحني ولاتَعْتِبْ إذا ** ما خانني التعبيرُ يا مولايا
    واغفِر إذا كَدَّرتُ ساحة عدلِنا ** بمقالٍ مشئؤمةٍ كصِبايا
    هذي هي الأقدارُ هل لي حِيلةٌ ** إن طاوعَتْ أقدارَهُنَّ يدايا
    أنا لست ُ مُذنِبةً ولستُ بريئةً ** فاحكُم ونفِذ ما ترى مولايا

    بعد استجواب المتهمة حررت المحكمة التهمة ووجهتها للمتهمة بالصياغة التالية: (تتهمك هذه المحكمة بأنك وفي تاريخ 14\7\1968م قمت بقتل المجني عليه هشام عبدا لحميد أحمد عمداً عن طريق طعنه بالخنجر المعروض بصدره وبذلك تكوني قد خالفت نص المادة 251 من قانون العقوبات السوداني), ما هو ردك على التهمة؟, مذنبة أم غير مذنبة؟.
    نهض الأستاذ الهادي سليم المحامي متصدياً للرد على التهمة نيابة عن موكلته قائلاً: ( موكلتي غير مذنبة تحت نص المادة 251 من قانون العقوبات وأن قتلها للمجني عليه كان نتاجاً لمعركة مفاجئة وان إدانتها تبعاً لذلك يجب أن تكون القتل الجنائي وليس القتل العمد, كما تقرر المادة 253 من ذات القانون).
    ثم طلب المحامي بالسماح له بتقديم شهود الدفاع فجاءت إلى منصة الشهادة السيدة عواطف عباس أحمد التي كانت تشرف على ملجأ الأيتام ومن بعدها السيدة سكينة أحمد إبراهيم و أدليتا بأقوالهما وأبانتا حقيقة ما عانته نبيلة في حياتها وأضاءتا جوانب شخصيتها ومن ثم جاء للشهادة كل من خضر الماحي إسماعيل أحد العمال بمصنع السكر حيث كانت تعمل نبيلة فيه لبعض الوقت, واستمعت المحكمة لشهادة أحمد إسماعيل عبد الكريم الذي زامل المجني عليه بمحلج القطن وأوضح هذا الشاهد ما كان يرويه له المجني عليه وكيف أنه تعذب في حبها وهواها حتى أنه كان يضطر أحياناً إلى اغتصابها.
    قفلت قضية الدفاع وطلبت المحكمة من هيئتي الاتهام والدفاع بتقديم المرافعات النهائية في الجلسة التالية التي انتهى فيها الاتهام في مرافعته مطالباً بإدانة نبيلة تحت طائلة المادة 251 من قانون العقوبات السوداني وتوقيع أقصى العقوبة عليها وهي الإعدام شنقاً حتى الموت بينما طالب الدفاع في مرافعته بإدانة المتهمة بالقتل الجنائي لا العمد وأخذها لأقصى درجات الرأفة والرحمة. أصبح ملف القضية صالحاً للحكم فيه وحددت الحكمة جلسة 18\9\1968م موعداً للنطق بالحكم وكان هذا اليوم يوماً مشهوداً في تاريخ محاكم مدينة حلفا الجديدة, وأخذ الجمهور يتوافد إلى مباني المحكمة منذ السادسة صباحاً وعندما تم فتح قاعة المحكمة عن التاسعة صباحاً امتلأت عن آخرها في وقت وجيز ولم يجد البعض موقعه إلا تزاحماً على النوافذ فلا مكان لموضع قدم داخل القاعة, في العاشرة تماماً اعتلت هيئة المحكمة الكبرى منصة القاعة ووقف الحاضرون قبل أن يستوي القضاة على مقاعدهم وعندها طلب رئيس المحكمة من الحاضرين أن يتفضلوا بالجلوس وأن يلتزموا الهدوء, فساد القاعة صمت عميق إلا من تهدج الأنفاس وصوت الأوراق التي كان يقلبها رئيس المحكمة وبدأت نبيلة بقفص الاتهام يلفها الترقب والتوتر وبدأ رئيس المحكم في تلاوة حيثيات القرار.
    بسم الله الرحمن الرحيم
    محكمة حلفا الجديدة الكبرى
    حيثيات الحكم في القضية رقم 95 لسنة 1968م
    محاكمة المتهمة: نبيلة توفيق صالح
    المادة: 251 عقوبات
    هذه القضية التي نحن بصدد إصدار حكم فيها اليوم تنبئ عن جريمة قتل غير أن ما صاحبها من تفاصيل سابقة تفصح عن قضايا اجتماعية وأخلاقية خطيرة لا نود أن تسود مجتمعنا الذي يحمل قيما نبيلة وجبل على مكارم الأخلاق فالوقوع في براثن الزنا والرذيلة يجب أن يحارب, ففيهما مكامن كثيرة للخطر وأن دعم المؤسسات التربوية كالملاجئ وغيرها والاهتمام بها هو واجب أخلاقي يجب الأخذ به, وأن رفد قيمة التكافل الاجتماعي باعتباره موروثاً أخلاقيا وإنسانيا يجب الحفاظ عليه , نقول ذلك ونحن نعلم أن هنالك العديد من الجهات الأهلية والرسمية يقع عليها عبء صيانة تقاليد المجتمع وتنقية قيمه, على أننا نشير إلى ذلك باعتبار أن هذه القضية استحوذت اهتمام الرأي العام استحواذاً ملحوظاً ويجب ألا ننكر واجبنا القضائي الذي يهدف ضمن ما يهدف إلى ردع كل من تسول له نفسه مخالفة القانون بالعقوبة التي تعود به فرداً صالحاً للمجتمع و إذا ما وقعنا عقوبة استئصاليه كالإعدام فإن في ذلك عبرة وعظة للآخرين, قال تعالى ( ولكم في القصاص حيوة يا أولي الألباب), وبذلك نسير بطريق النجاح للحد من الجرائم الخطيرة كجرائم القتل .
    نعود الآن إلى قضيتنا الماثلة وهي كقضية جنائية خلت من التعقيد فوقائعها واضحة ولكن لابد من تحليل هذه الوقائع تحليلا قانونيا سليما لنصل إلى القرار الصائب حولها, فقد انحصرت وقائع هذه القضية بأنه وبتاريخ 14\7\1968م حضرت المتهمة لمركز بوليس حلفا معترفة بارتكابها جريمة قتل في حق المجني عليه هشام عبد الحميد أحمد وبعد الإجراءات اللازمة التي اتخذها البوليس تحت إشراف القاضي المختص رفعت إلينا الأوراق من قاضي الإحالة ومن ثم بدأت إجراءات هذه المحاكمة وبعد الانتهاء من قضيتي الاتهام والدفاع توصلت المحكمة للحقائق التالية:
    أولاً: إن المتهمة ودون سواها هي التي قامت بقتل المجني عليه وذلك ثابت باعترافها القضائي والذي أقرت به أمام هذه المحكمة مقروءا مع بقية الأدلة التي قدمها الاتهام.
    ثانياً: المتهمة كانت تعلم أن الموت هو النتيجة الراجحة وليس المحتملة لفعلها إذ إن توجيه ضربة نافذة بآلة حادة إلى القلب كما أبان التقرير الطبي لابد أن تكون قاتلة .
    ثالثاً: إن واقعة القتل في قضيتنا هذه حدثت في غرفة داخل منزل ليس فيه سوى القاتلة والمقتول, عليه فإن ما حدث يشهد عليه شخص وحيد وهي القاتلة ولم نجد شيئا يعارض روايتها للأحداث عليه سنأخذ بما جاء في أقوالها باعتبارها الشاهدة الوحيدة لما حدث في تلك الغرفة.
    رابعاً: نقرر وبكل اطمئنان قيام الركن المادي لجريمة القتل العمد.
    والآن يثور تساؤل آخر هل تستفيد المتهمة من أي من الاستثناءات الواردة بالمادة 249 من قانون العقوبات لتنزل بنوع جريمتها من القتل العمد إلى القتل الجنائي. دفع محامي الدفاع بالمعركة المفاجئة وهي إحدى الاستثناءات الواردة بالمادة المذكورة التي تنزل بدرجة القتل العمد إلى درجة القتل الجنائي, وقد بحثنا هذا الدفع على ضوء وقائع الجريمة فوجدنا أنه لا يمكن للمتهمة أن تستفيد من هذا الدفع ولا يمكن أن ينطبق عليها حسب وقائع الجريمة الثابتة, فهذا الاستثناء الذي ورد بالمادة 249 من قانون العقوبات يشترط لانطباقه عدم استغلال المتهم لظروف المعركة المفاجئة من حيث تناسب الأسلحة والسلوك غير العادي أو القاسي, فالمتهمة استغلت ظرفا غير متاح للمجني عليه الذي كان اعزلاً وان سلوكها كان قاسياً على النحو الذي أفصحت عنه الوقائع وقد رأينا ونحن نستبعد هذا الدفع أن ندرس ما تبقى من الاستثناءات الواردة في المادة المذكورة وقد استبعدنا كافة الاستثناءات الواردة لعدم انطباقها والجدير بالدراسة هما استثناءان مما ورد في المادة 249 وهما تجاوز حدود الدفاع الشرعي والاستفزاز الشديد المفاجئ, وبعد تمحيصنا للوقائع وضح لنا أن المتهمة لم تكن في حالة دفاع شرعي عن النفس وان ما سلكه المجني عليه تجاهها لا يرقى لدرجة التخوف على حياتها منه أو الأذى الجسيم, والآن نناقش استثناء الاستفزاز الشديد المفاجئ والذي يشترط لانطباقه إتحاد عنصري الشدة والمفاجئة وأن العبرة في الإثارة الفجائية ليس بنوع الموقف أو تفاصيله ولكن العبرة بالمشاعر التي يولدها الموقف والمشهد المحيط به في نفس المتهم وبتكاتف الظروف الكافية لجعل الشخص العادي يفقد توازنه وقدرته على ضبط أعصابه كما أن الاستفزازات السابقة تولد ما يسمى بالاستفزازات المتراكمة وهي التي تجعل المتهم في حالة غليان قابل للانفجار لدى أدنى استفزاز يمسه من الشخص الذي تسبب في ذلك التراكم. كما أن ليس على المتهم إثبات دفع الاستفزاز الشديد المفاجئ وراء مرحلة الشك المعقول بل يكفي أن تنشأ الظروف والملابسات والقرائن التي ترجح صحة روايته. وقد ثبت لنا أن المجني عليه في ليلة الحادث وجه إساءات بذيئة إلى المتهمة ألحقها بصفعات على وجهها مما نعده استفزازا شديدا و مفاجئا وفقا للقانون وما جرى عليه القضاء, هذا فضلا عن أن الاستفزاز كان متراكما عليه نقرر استفادة المتهمة من الاستثناء الأول الوارد في المادة 249 من قانون العقوبات وأن القتل قد حدث نتيجة لهذا الاستفزاز.
    عليه نقرر إدانة المتهمة تحت المادة 253 من قانون العقوبات.
    طلبت المحكمة من الاتهام والدفاع تقديم ما لديهم من أسباب مخففة للعقوبة, فاكتفى الاتهام بالقول بان المتهمة ارتكبت الجريمة بقسوة وفظاعة لذا تستحق اشد العقوبة المنصوص عليها تحت المادة 253 وهي السجن المؤبد بينما ذكر الدفاع أسبابه المخففة وهي خلو صحيفة المدانة من أي سوابق قضائية وصغر سنها وما واجهته من قسوة الحياة ومرارتها وسلوكها النبيل وهي تسلم نفسها للسلطات بعد الحادث مباشرة.
    رفعت الجلسة للمداولة حول إصدار العقوبة المناسبة وعادت المحكمة للانعقاد في ذات اليوم وأصدرت حكمها بإجماع آراء أعضائها على المدانة نبيلة توفيق صالح بالسجن لمدة ثلاث سنوات من تاريخ دخولها الحراسة في 14\7\1968م.
    استقبل أغلب الحاضرين الحكم بالتهليل والتكبير وصرخوا بحياة العدالة بينما خرج البعض غاضبا وغير راض على هذا الحكم واعتبره مخففا. وجدت نبيلة نفسها بين أحضان الحاجة سكينة قبل أن ينتزعها الحرس ويتوجه بها نحو السجن.
    قضت نبيلة ما تبقى لها من عقوبة السجن بعد أن تم إلغاء ربع العقوبة بواسطة سلطات السجن لحسن سيرها وسلوكها, وعادت وهي تحاول الاندماج في المجتمع وقد صممت أن تعيش عيش الشريفات العفيفات ولكن ذات مساء وجدوا جثتها ملقي بها بجوار المصنع وفي جسدها أكثر من عشرة طعنات عنيفة.
    إنتهى...
    أسعد الطيب العباسي
                  

08-30-2008, 02:08 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Saifeldin Gibreel)

    الشاعر بن الشاعر ابن الشاعر


    تحايا عطرة تناسب رقة وبلاغة هذه الاسرة الشاعرية وربنا يشفي والدكم


    لااظن ان احد يمكن ان يستطيع التوثيق له غيرك
    انت و بعد ان يتعافي باذن الله فهلا فعلت ذلك خدمة للقراء وللسودان الذي يفتقد كثير من مبدعيه من يوثق لحياتهم وانتاجهم الفكري

    (عدل بواسطة عمر صديق on 09-01-2008, 09:17 PM)

                  

09-01-2008, 10:23 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: عمر صديق)

    Quote: الشاعر بن الشاعر ابن الشاعر


    تحايا عطرة تناسب رقة وبلاغة هذه الاسرة الشاعرية وربنا يشفي والدكم


    لااظن ان احد يمكن ان يستطيع التوثيق له غيرك
    انت و بعد ان يتعافي باذن الله فهلا فعلت ذلك خدمة للقراء وللسودان الذي يفتقد كثير من مبدعيه من يوثق لحياتهم وانتاجهم الفكري


    أخي الأديب عمر صديق

    أشكرك على هذا الظن الحسن وعلى هذه الثقة في مقدرتي للتوثيق لحياة وأدب وفكر والدي الطيب العباسي ، لكني أقول لك مهما كنت قريباً منه ومستوعباً لفكره الأدبي والقانوني إلا أن هنالك أشياء حتماً ستغيب عني وتغيب عنه ربما يدركها زملا ؤه وأصدقاؤه ممن عاصروه في مراحل حياته المختلفة ، مثال لذلك إتصل بي من دُبي القاضي عبد الله الرضي وقال لي أن بحوزته مذكرة حكم كتبها الوالد في بداية السبعينيات تضج أدباً وقانونا‘ كما أتى لزيارتنا من دنقلا صديقه القديم أحمد محجوب كته وهو يحمل في ذاكرته أبياتاً من شعر الإخوانيات أنشأها الوالد إبان عمله كقاضٍ بمدينة دنقلا في خمسينيات القرن الماضي ، لذا إن تصديت للتوثيق لوالدي فإني قطعاً بحاجة لأمثال من ذكرت ، ولعل هذا البوست ينجح في إستنهاض ذاكرة كل من يحمل في وجدانه شيئاً عن الطيب العباسي الذي نسأل له الله أن يشفيه ويعود إلينا سالماً معافى,
                  

09-01-2008, 04:19 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Saifeldin Gibreel)

    Quote: تهنئة آمال بالزواج - قصيدة للشاعر الطيب العباسي من ديوانه(عباسيات) قدم لها بهذه الكلمات:

    قالت لي عبر الهاتف زواجي بعد أسبوع، فهل تتكرم بتشريفنااعتذرت.. قالت، ابعث لي بأبيات تهنئني، قلت، كيف يهنئ حبيبٌ محبوبه بزواجه من غيره، قالت: "عشان خاطري". فأرسلت إليها الأبيات التالية


    أشكرك أخي سيف الدين لنقلك لهذه القصيدة بضبط سليم غير أنها تنقص بيتاً واحداً ، والقصيدة من القصائد التي يحبها والدي جداً وقد رأيت ياصديقي سيف أن أعيد كتابتها إن سمحت لي بخط أكبر وبمزيد من التنسيق على النحو التالي:

    أدار عليــكِ السّعـدَ ربٌ يـديرُه** وجـادكِ من غيــثِ الهنـاءِ غزيرُه
    ويسعــدني أني أراكِ سعيــدةً** وحسبُ فؤادي منــكِ طيـفٌ يزورُه
    وكيف يزور الطيفُ قلبـاً سكنته؟** ألا إنّــه لغــو الحــديثِ وزورُه
    فمــا أنت يا آمــال إلا خريدةٌ** تدينُ لهــا غيـــدُ الجنانِ وحورُه
    وطهركِ لولا الـدين جـاء مبكراً ** لجــاء بــه فرقــانُـه وزبورُه
    كــأني بذاك الحـيّ يوم زفافها** تكـــاد تغنــي دوره وقصــورُه
    كأني بذاك الوجه قد فاض حسنه** وعــمَّ البــوادي والمــدائن نُورُهُ
    كأنّ العذارى في ذرى البيتِ أنجمٌ** وإنّــكِ مـن دون العذارى مــنيرُه
    بلى كنتِ شمساً والعذارى كواكباً ** وهل كوكــبٌ يبدو مع الشمسِ نورُه
    يطــالعني أنّـى توجهتُ وجهها** ويسكرنــي أنّــى عبـرتُ عبيرُه
    وما طوّفت بي عن حماها رغائبٌ** ولكنــه حكــم الزمـان وجـورُه
    هنيئاً لذاك البعلِ أن يقطف الجنى** نديــاً وأن تحـوي محيّـاكِ دورُه
    ألا هـل لقلبٍ شفّه الوجـد سلوة ٌ** وهل من لظىً يشقى بها من يجيرُه
    ويا ربِّ إمّا كنتُ في الحبِّ مذنباً** فإنّـك ماحي الذنبِ - ربّي - غفوره

    (عدل بواسطة Asaad Alabbasi on 09-01-2008, 04:22 PM)

                  

09-01-2008, 03:10 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: khalid Elkhidir)

    Quote: الاستاذ أسعد الطيب

    اولآ حياك الله و شفاء الوالد ورفعه إن شاء الله و بلغه من العافيه ما يريد. والله هذا هو التوثيق الذى يثير المواجع عن شاعر عملاق و قانونى من الزمن الجميل...!
    أنا من المتابعين لمسيرت حياة والدك الأدبيه و كل ما كتبه هو وشاح على صدر كل سودانى , و أمثاله " زينوا ألدهرخير تزيينا" لذلك وشاحات الحكومه ما اكثر من محض صدفه لمسمى, وكم شعرت بى الفخر عندما ادخل على صديقى البنانى بير بدر فى اوتاوا وينشدنى "يا فتاتى اما للهوى وطن" او بيته المحبب " عبدت الله فى سرى لأن الله سواك". لذلك أستاذى هو الذى وشحنا فخرا و جعل صوتنا الشعرى مسموعا حتى فى اوتاوا.

    الله يقويه ويرفعه من هذه النكبه الصحيه و يديم عطاه حتى يورق ما تبقى من شجيرات عمرنا فى هذا الزمن الذى تستنطقِِ فيه الرويبضه.

    أخوك خالــــــد عبداللــــــه الخضر


    أخي خالد عبد الله الخضر لك مني أصدق تحية

    قبل قليل كنت مع والدي بالمستشفى حاولت أن أحدثه بما يحب وأسمع منه ما يريد غير أن الجلطة اللعينة لا تزال تكبل لسانه وكم كان مؤثراً
    محاولته للكلام وفشله في ذلك فنظرتُ إليه وقلت في سري (يا إلهي لقد إختفى هذا اللسان الفصيح خلف ضفة البوح وكان لساناً يجيد الإبانة
    والكلام) ثم بكيت وهرعت إلى أصدقائي في هذا البوست لأتأسى بحديثهم فوجدتك يا أخي خالد تحدثني حديثاً يحرر النفس ويحبس الدموع ، شكراً لك.

    (عدل بواسطة Asaad Alabbasi on 09-01-2008, 03:13 PM)

                  

09-02-2008, 11:10 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)


    الأكرم : أسعد العباسي

    تحية طيبة لك وأنت تكتُب لغة رصينة ، و إنها وكما تفضلت بادرة للتوثيق للشعراء ، ومن اجتذبهم الشعر و هم يمتهنون غيره ، والشاعر علي محمود طه " المهندس " واحد من الذين اختارهم الشعر واجتذبهم من دُنياهم . ربما عاصر والدكم الشاعر إدريس محمد جماع ، إذ تخرج من كلية دار العلوم بمصر في أوائل الخمسينات ،
    إن التوثيق للشاعر الطيب ولغيره من الشعراء ومن الذين أحدثوا أثراً في مجتمعاتهم هو واجب ، فقد ضاع الكثير من تراث الإنسانية ، والتراث الشفهي ، قابل للتحوير والتغيير والتبديل ، وخير انجاز يكون بتوثيق حياته كشاعر ، وكقانوني إن تيسر لك ذلك.
    وندعو له بالشفاء ويعود لأحبائه وأقربائه .

    Quote: موطن جده لأمه البطل القومي الزبير باشا رحمة


    و عطفاً على ما ذكرت مما كتبت أعلاه ، نود ايراد الملاحظة أدناه :
    ربما يرى البعض تاريخ الزبير باشا رحمة لم يزل في حاجة للدراسة و التدقيق ، فقد شاهدت حلقة للراحل الطيب محمد الطيب ، وهو يزور قريته ويُطلع المشاهدين بنسخ من القرآن قام الزبير بتدوينها بخط يده ، وأن سيدة في عُمر الجِدات سُميت باسم " الزبير " جلست تروي سبب تسميتها وأن الأسرة كانت ترى فيه مثلما رأيت أنت في كتابك أعلاه ويختلف كثيرون حول ما ينسب إليه سلباً أو إيجابا ، وكُتب التاريخ حبلى بالكثير من الروايات ، كما تزخر أيضاً بكم هائل من النثر الذي هو في حاجة للتدقيق والتحقيق في المصادر وفي نهج كتابة التاريخ وغربلته من الأغراض ومن عدم الدقة . من المقولة التي سارت سير المثل : "إن التاريخ يكتُبه المنتصرون والأقوياء ".كما نعلم أن الرأي الحاضر فيما حدث في التاريخ الماضي لا يغير واقع التاريخ ، وهنا نقصد التاريخ الموثق والأقرب للحقائق ، إذ أن المصادر دوماً تأخذ جزء من الكُرة المعرفية التي تتنوع لتُكمل صورة المعرفة بأقرب الطريق سعياً إلى الحقيقة الكاملة ، والتي أراها حلماً يقوم المؤرخون بالسعي ليصبح الحقيقة الأقرب .
    ومن هنا فقد سمعنا كثيراً عن رغبات ( إعادة كتابة التاريخ ) وهي سلاح له أكثر من حَد ، منه من يريد أن يكتب التاريخ كما يُريده لا كما هو واقع موضوعي حدث ولا علاقة له بالرأي في ذلك التاريخ ، ومنه من يريد أن يُسجل الوقائع السياسية والاجتماعية والسيكولوجية والفنية والمعمارية و الثقافية ...الخ .
    لذا يبقى وصف البطولة في حق الزبير باشا رحمة هو قيد خلاف .
    رجاء تقبل ملاحظتنا بطيب خاطر ، والهدف منها مُجرد التنبيه للقراء أن المرء حُر في اختيار الألفاظ والنعوت التي يراها أصدق وصفاً للشخوص أو الأحداث ، ولكن يتوقع أسئلة تحتاج إجابات منطقية .


    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 09-02-2008, 04:27 PM)

                  

09-03-2008, 03:16 PM

محمد فضل الله المكى
<aمحمد فضل الله المكى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4846

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: عبدالله الشقليني)

    اللهم نسألك الشفاء للوالد الطيب إنك سميعٌ مجيب الدعاء

    الأستاذ الأديب الأريب أسعد
    ما بين الطيب وجماع

    لفت نظري في بداية هذه الإحتفائية بالوالد العزيز شفاه الله ،أن صداقه
    حميمة وموده كانت تربط الشاعرين ،ولأن شاعرنا قد قضى فترة جميله في حلوان
    ترجمها في قصيدة رائعة، فقد وجدت أن لجماع قصيدة لحلوان لم ترِد في ديوانه
    المطبوع،ومعلوم أن جماع درس بالقاهرة في كلية دار العلوم، ويبدوا أنه كان
    يزور صديقه الطيب العباسي في حلوان فكتب هذه القصيدة وهي بإسم حلوان :

    حيِّ حلوان روضها والهِزارا... قد أهاجت منك الدفين فثارا
    وتلقاك روضهابالأغاريـــــــد يُحيّ الأسمـأع والأنظــارا
    والنسيم الصفاق يعصرُ للعابريــن من نفحةالمروج عقارا
    نحن في صحة الشعور ولكن ... من كؤوس العبير عدنا سُكارا
    طربٌ للقاء يزحمُ صدري....ويُغنِّي بفرحةٍ لا تُجـــارى
    عزفت لحنها على قلبيَ الشـــــادي وصاغت مشاعري أوتارا
    فهي تصبوإلى السماءِ كماتصـــبو ولا تقبل الوهاد ديارا
    هَمَساتُ الضياء للدهر تروي... عن السماء قدَّستهُ أسرارا
    واضطرابُ الأوراق في وهج الشمــس أكُفٌ تُصـــافِحُ الأنوارا

    ندعوا للوالد بالشفاء
                  

09-03-2008, 11:29 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: عبدالله الشقليني)

    أخي عبد الله الشقليني
    تحية محبةٍ وتَجِلة
    أشكرك أولاً على الدعاء الصادق لوالدي وثانياً لتقريظك الجميل وثالثاً للُغتك النقدية المهذبةوالأنيقة فيما يشتجر من رأي حول البطل القومي ـ كما أرى ـ الزبير باشاوهو رأيٌ دافعت عنه كثيراً وفي أكثر من موضع ومن بينها هذا المنتدى ، وقد قلت أنني أعتبر الزبير باشا بطلاً قومياً لأسباب عديدة أهمها أن السودان لولا الزبير باشا ما كانت خارطته الجغرافية متخذةً شكلها الحالي. على كلٍ أخى عبد الله كان طرحك مهذباً ومعقولا ولو كانت الناس يحملون مثل مشاعرك وهم يعبرون عن وجهات نظرهم المختلفة لصدقت بالفعل المقولة إن الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
    أنا معك أخي عبد الله متواضعاً على رأيك في أهمية التوثيق لمن لهم آثار فالتوثيق هو ذاكرة الأمة التي لاتمحى.أخيراً لك مودتي وكامل إحترامي أخي الشقليني.
                  

09-06-2008, 07:29 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    بالفعل كانت تجمع بين الشاعرين إدريس جماع والطيب العباسي صداقة حميمة وكانا متجاورين في السُكنى بالقاهرة إبَّان أيام دراستهما الجامعية حيث كان الوالد يدرس الحقوق وكان جماع يدرس العلوم ، وقد جاءت حاشية هامة عميقة المغزى وتدل على تلك الصداقة والإلفة بين الرجلين وذلك بديوان والدي(العباسيات) في قصيدته الحماسية المزمجرة (أخي في شمال الوادي ) والتي يقول في جانب منها:

    أخي فتعال نحي الجهاد**ونسعى إلى ظالمٍ ننتقمْ
    أيركن للعيش بين السفوح**بُناة الذرى وحُماة القِممْ
    فهيا إلى مدفعٍ مارِدٍ**عنيف الدوي عتي الضرم

    يقول الوالد في الحاشية التي أشرنا إليها:
    بعد أن كتبت الشطر (فهيا إلى مدفع مارد) تعذر عليَ إتمامه، فذهبت إلى صديقي الشاعر إدريس جماع وكان يسكن قريباً مني بالجيزة وقلت لهساعِدَني)..ماذا أقول بعد:فهيا إلى مدفعٍ ماردٍ؟..فقال لي على الفور قُلْ : عنيف الدوي عتي الضرم!!!
                  

09-06-2008, 09:15 AM

منى على الحسن

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    صدقت فيكم ..مقولة

    الشبل من ذاك الاسد

    الاستاذ أسعد اسعد الله نهاراتك ورمضان كريم

    متابعين معك هذا العطاء الثر للوالد القاضي الطيب العباسي ربنا يشفيه

    ويمن عليه ثوب الصحة والعافية ....

    اكرمني الله ذات يوم بان عرفت عنه القليل من اهله ..ولكن ليس بحجم هذا التوثيق


    فيا اخي أسعد سلم يراعك هو يخط لنا ما نحن احوج له في زمننا الخجول هذا ...
                  

09-06-2008, 01:32 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: منى على الحسن)

    خالص الشفاء للأديب ورجل القانون
    البارع الطيب العباسي

    ونأمل أن يعود بصحة أوفر ليشنف آذان قراء الشعر..فهو أحد القليليين الذين رطبوا قلب الرئيس الليبي معمر القذافي عبر أغنية يا فتاتي ..والتي قال الزعيم أنه لا يمل سماعها..وأعتبرها أغنيته المفضلة في تصريح صحفي.
    الطيب العباسي يعتبر من أميز الشعراء الذين حرمهم العمل القضائي من التواصل عبر الاعلام وذلك بخلاف عدم حبه للاضواء وظل متنقلا في مناطق السودان رغم مواصلته للكتابة التي كانت تقرأ بين الفينة الاخرى في الصحف..وأعتقد أن النقاد كثيرا ما قصروا في حق المبدع الطيب العباسي برغم أنه جايل أكابر النقد والادب في السودان.
    أجمل ما في الأمر أن الشعر والادب مورث في بيت العباسي وآمل أن يجد الاديب والقاص وصاحب اللغة الرصينة اسعد الطيب العباسي الفرصة لتوثيق تراث الوالد. وللاسف أن مبدعا مثل الطيب العباسي بالاضافة إلى تاريخه الطويل والمشرف والنزيه في مجال العمل القضائي لا يجد الرعاية من قبل الدولة أو التكريم الذي يليق به كفارس من فرسان الشعر وراهب صدوق في محراب العدالة.
    مرة أخرى خالص الشفاء للاديب الطيب العباسي..وشكرا لهذا البوست الذي يوثق له ولتاريخنا الادبي.
                  

09-06-2008, 01:39 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: صلاح شعيب)

    الأخ أبوالسعود السلام والرحمه

    وأعلم بأننا لم نتخلف إلا لضيق نعل الحديد الذى كدنا من ألمه أن نحبو

    ولم نبخل بمباركة الشهر الكريم ولكن ضيق الزمان يبخل علينا بثوان منه

    فرمضان كريم وأعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات وشفى الله الضليع

    الرفيع قطب الأدب الأستاذ القانونى الأديب الطيب العباسى شفاءا لا يغادر

    سغما وإنها لنوازل الزمان لا أبقى لها الله فى الكباد منازلا ويا عزيزى هذه

    رساله من أخى وصديقى حيدر السمانى عبدالسلام محمد قدوره ولعلمك محمد ود

    قدوره أمه آمنه بنت مالك ود الشيخ الطيب ود البشير الغوث وهو محسوبك

    ويطرب لوردك ويعطش لفولات زلالك والرهيدات وهذه هى رسالته دون حذف أو

    إضافه,,,,,,,,,,,,,,

    منصور


    (أبن ألأساتذة الكرام والشيوخ ألأجلاء أخونا ألأستاذ أسعد الطيب أولا لتشابه جغرافيا بيني وبينك قكلانا جموعيا خافس (اي قاطع البحر ) شرقا وغربا وقدرنا أن نكون (كباري وشادي الرخال دوما أنت بين الجيلي والشيخ الطيب وأنا بين السقاي السروراب شرق وغرب فجدي عبد السلام قدورة وأمه أمنه السماني سرورابية خافسة برضو فأنتم أهلنا وأحبتنا ومشايخنا فلكم منا كل حب ووقار* لي قليل من ألأهتمام بالأدب الشعبي ولكم أطلعت علي كثير من مقالاتك ألأدبية في هذا الشأن ,اذكر علي حسب العنوان أعلاه قائلا لفتاتهمايهمك فزع ديل أمة عريب منهدةزوزي ونسفي العند الفنايد ندة أعقبي الرقصه عقبال السما النهدة عزيزي أبو السعود ماذا تثير فيك (كلمة ديل أمة عريب منهدة) عزيزي لكم أطربني أهتمامك بهذا الضرب من ألأدب.. فأهلك السروراب كثيري ألألمام بهذا النوع من ألأدب فأنا أرشح لك ألأستاذ الولي أحمد الولي بالسروراب فلا أظن أن يضن علي أبن أستاذه بما يعلم فأعلم أنه يوثق للقبيلة والمنطقه منذ زمن طويل وسيدلك علي آخرين.لك ودي وبيننا هذه التكنلوجياحيدر السماني عبد السلام قدورةالسقاي السروراب شرق )

    [email protected]

    (

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 09-06-2008, 02:19 PM)

                  

09-09-2008, 07:33 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: صلاح شعيب)

    Quote: خالص الشفاء للأديب ورجل القانون
    البارع الطيب العباسي

    ونأمل أن يعود بصحة أوفر ليشنف آذان قراء الشعر..فهو أحد القليليين الذين رطبوا قلب الرئيس الليبي معمر القذافي عبر أغنية يا فتاتي ..والتي قال الزعيم أنه لا يمل سماعها..وأعتبرها أغنيته المفضلة في تصريح صحفي.
    الطيب العباسي يعتبر من أميز الشعراء الذين حرمهم العمل القضائي من التواصل عبر الاعلام وذلك بخلاف عدم حبه للاضواء وظل متنقلا في مناطق السودان رغم مواصلته للكتابة التي كانت تقرأ بين الفينة الاخرى في الصحف..وأعتقد أن النقاد كثيرا ما قصروا في حق المبدع الطيب العباسي برغم أنه جايل أكابر النقد والادب في السودان.
    أجمل ما في الأمر أن الشعر والادب مورث في بيت العباسي وآمل أن يجد الاديب والقاص وصاحب اللغة الرصينة اسعد الطيب العباسي الفرصة لتوثيق تراث الوالد. وللاسف أن مبدعا مثل الطيب العباسي بالاضافة إلى تاريخه الطويل والمشرف والنزيه في مجال العمل القضائي لا يجد الرعاية من قبل الدولة أو التكريم الذي يليق به كفارس من فرسان الشعر وراهب صدوق في محراب العدالة.
    مرة أخرى خالص الشفاء للاديب الطيب العباسي..وشكرا لهذا البوست الذي يوثق له ولتاريخنا الادبي


    عائدٌ لك أيها العائد..
                  

09-09-2008, 07:50 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)






    لِقَاءٌ في دُبَيْ

    قَصِـيــدَةٌ للشاعر الطيب العباسي


    أقْبَلت تَخْطِرُ والوقـتُ ضُحَـيْ **مِثْلَمَا يَخْطُرُ بَدْرٌ فـي دُجَــيْ
    صَاغَهـا اللهُ كمـا يَحْـلو لهـا ** كُحِلَتْ عينَـانِ واحْلولـى ثُدَيْ
    حَجَــبَ الفَاحـِمُ مِنْهَا وَجْنَــةً ** وسَما مِنْ أَلَقِ الأُخْرَى ضِـوَيْ
    ثَوبَها الحَاني عَلَـى أعْطافــِها ** ثَمِلٌ يَمرَحُ في نَشْــرٍ وطـَيْ
    وارِفةُ الأهْدَابِ حسنـاءَ اللمَـى ** مِنْ بَناتِ العُرْبِ مِنْ آلِ قُصَـيْ
    فأَثـاَرَتْ فــي فُؤادِيَّ صَبْـوَةً ** عِنْدَما أَبْصرتـها تَدنـو إلـيْ
    قُلْتُ مِنْ أَيْنَ فقالـَتْ مِنْ هُنَــا ** مِنْ عَرُوسِ البَحْرِ مِنْ بَـرِّ دُبَيْ
    وأرَى أَنَـكَ مَــا مِنْ حَيِّنــا ** ما تُرى تَطْلُبُ مِنـَا يـا أُخَـيْ
    قُلْتُ رَشْفَاً مِـنْ رُضَـابٍ فَرَنَتْ ** مِثْلمـَا يَرْنُو إلـى ذِئبٍ ظُبَـيْ
    وبَدا مِـنْ مُقْلَتَيْــهَا شَــرَرٌ ** كَـادَ أنْ يَفْقَأَ مِنـي مُقْلَتَــيْ
    ثُـمَّ قَالـتْ إنَّ رَبي عَاصِمِـي ** وهو حَسْبِي أَفَبعدَ الرُشْـدِ غَيْ
    فـفقـدتُ الوَعْيَ حَتى خِلْتَنِـي ** أَتَهَاوى وأنــا مَيْتٌ كَحــيْ
    قُلْـتُ إنْ قَارَفْتُ ذَنباً فاغْفِـري ** واقْبَلِي عُذْرِي ولَنْ أطْلُبَ شَـيْ
    واغْـمُرينِي بالرِضى لاتغْضَبِي ** فَلَعَلَّ الله أن يرضى عَلَيْ
    ثـُـمَّ وَلَــيْتُ وَرائي مُظْلِـمٌ ** وأمَامي النُورُ يَهْدِي قَدَمَــيْ
                  

09-09-2008, 02:00 PM

Dia
<aDia
تاريخ التسجيل: 06-02-2004
مجموع المشاركات: 430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    عزيزى الاسعدكما كنا نسميك دوما

    اطال الله عمر الوالد ودعائى له بعاجل الشفاء ونامل ان يتقبل الله دعوات الجميع فى هذا الشهر الفضيل بان يمن على والدنا العظيم بدوام الصحة والعافية ليعود لنا سامقا يمثل لنا كل جميل الخصال فهو معين للادب والقانون لا ينضب


    لا زلت اذكر ايام كان رئيسا للجهاز القضائى بمدينة الابيض كانت محاضراته فى الادب فى فرقة فنون كردفان ونادى الاعمال فكان محاضرا فى الادب والقانون دوما وكانت ندواته تزيد الابيض بنادى كردفان لكبار الموظفين تزيد ليالى الابيض القا على الق وجمال على جمال

    ولا زلت اذكركانت محاضرته لنا ونحن طلاب فى السنة الاولى بالمرحلة المتوسطةفى الجمعية العموميةعن اللغة العربية واذكر ان صديقى معتصم عبدالله محمد عثمان - ابن اللواء عبدالله محمد عثمان - ابوشيبة ساله عن علاقة القانون واللغة العربية المتميزة ووعدنا بان ذلك يحتاج لمحاضرة جاء محاضرا فيها بلغة بسيطة وسلسة تمكنا من استيعابها رغم قلة معرفتنا بالقانون ولعلنى اذكر هذه المحاضرة يوم ان وقفنا فى بوابة المدرسة لاستقباله والتصفيق له وكان مدير المدرسة المرحوم شلال وجاء يقود سيارته المرسيدس السوداء ذات الرقم 5 وعندما وجدنا نقف لتحيته ترجل من سيارته وبدا محاضرة الجمعية الادبية التى قدم لها الاستاذ الجنيدوبداها بقوله بعد البسملة بقوله الحمدلله الذى جعل هذا المكان دارا للعلم واحترام القانون والادب

    لك التحايا وتحياتى للاخوة اجمعين ونسال الله دوام الصحة والعافية امين يارب العالمين
                  

09-09-2008, 02:59 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Dia)

    بسم الله الشافي الكافي المعافي

    أبني مجازاً وإبن أخي الذي لم تلده أمي
    أسعد إبن أبا أسعد

    سلام على روحك الطيبة ..
    وسلام على الطيب "الطيب" وطيبه الله من كل سقم وطاب للزمان والشعر والأدب،

    أخي الحبيب قرأت بتمعن شديد وبلهفة كل ما كتبته في هذه المساحة عن الطيب / الطيب الشاعر الرقيق والقاضي العادل .. الطيب .. الدماثة .. الطيب الوفاء .. الطيب الحب في قوة والقوة في حب .. الضعف في رقة والرقة في ضعف..
    قرأت " ياصديقي ، يابتي ويا أخي " وهي كلمات من مطلع قصيدة كتبها الطيب عني لا مناص من أرد للمعطي في شخص أسعد بعضٌ من عطاء أبيه ونفحاته ووفائه لأصدقائه ، لعمري ما عاشرت أطيب من الطيب؛ ولا صادقت صديقاً صدوقاً أكبر من الطيب ؛ ولا طابت لحظات الإخوانيات إلا أن كان في صدرها من يزينهاالشاعر القاضي العادل..

    قرأت في مساحة أخرى من قال: أن الطيب هدية الشعر للقانون ؛ لا ضير في ذلك ولكن لعمق الصلة الوجدانية بيني وبين الشاعر القاضي أقول أنه هدية وادي عبقر حيث ساكنوه الجن وهم مثلنا من خلق الله إلى بني الإنسان كافة على ظهر الأرض. الطيب فلتة "زمانية" وفخرٌ لنا نحن أهل السودان والأقطار العربية إن قلنا بتحديد المكان وقلنا فلتة " مكانية "!!

    أخي الحبيب أسعد
    أنا أمر بظرفٍ عارضٍ صحي الآن من ضمن أسبابه العارض الذي ألم بالطيب وظروف أخرى تجمعت غارسة أنيابها ويعلمها هو؛ فمن لي الآن من صديق مواسي ؟! ربما ما كان بيني وبين الطيب هو نوع من توارد الخواطر أبى إلا أن نجتمع الضراء كما كنا في السراء؛ من على البعد وحتى دون أن نلتقي .!!

    عندما كتبت خطابي الذي أشرت إليه في حديثك؛ صدقاً كتبته بدموعي .. دموع العجز والألم .. كتبته بمعاناة إنعكست على العبارات التي تضمنتها الرسالة وكأني أشكو همي وعجزي إليه وهو في هذه الحالة الصحية..كنت أقول له أنني إبتلاء فتحمل تؤجر!! وماأرسلت له تلك القصائد المرفقة إلا للتسرية عنه في محنة الضعف الإنساني .. بكيت كثيراً و قمة العجز أن نعجز عن وصف وتوصيف ألمنا وعجزنا تجاه الأحبة النوادر والخرائد التي بلا بدائل متمثلة في شخص صديقي وحبيبي وأخي وأبي الشاعر الرقيق " أبا أسعد "؛.. والدك يا أسعد!!..

    إن ما بيني بين الطيب علاقة تعجز العبارات في وصفها وكذا تحار في توصيفها الكلمات ، إنها مشاعر إنسانية تحس ولا تلمس تعاش دون جلبة لأنها تٌعبِّر عن ذاتها وحالها .. متغلغلة في الوجدان .. نادرة الوجود والحدوث ..إن أنسَ يا أسعد فلن أنس حينما هاتفته في آخر زيارة لي للخرطوم من مطار القاهرة الساعة السابعة صباحاً ؛ مفاجيء له بأني آتٍ لألتقيه في الحلفاية بعد ساعتين ونصف من الآن ، فقال لي: لا تتعب نفسك ، فأنا الآن أمام صالة الوصول في مطار الخرطوم ولا أدري لمَ أتيت إلى هنا في هذا الصباح الباكر؟!!.. وصلت فوجدته وبعض ضباط الجوازات والجمارك والمطار وهم محتفون به وكان في إنتظاري بداخل صالة الوصول .!! حينها قلت له :أهذا من توارد الخواطر أيضاً أم ذبذبات نرسلها لبعضنا البعض عبر أثير الإحساس ؟!! .. وأجبت على سؤالي بنفسي : " لست أدري"!! .. ورد على سؤالي هو أيضاً وإجابني : وماهي الدواعي التي أتت بي إلى هنا؛ " لست أفهم"..!!، هكذا كانما بيننا من شفافية روحية هي التي تجمع بين روحينا في توأمة عجيبة توأمة مدهشة حتى وإن كانت تفصل ما بيننا آلآف الأميال!!

    أخي أسعد
    إنقل كيفما شئت من رسالتي فهي ملك للأحبة يا إبن أبي الروحي .. دمت لي مواسياً ومؤاسياً وسلامي للحاجة والأخوات والأخوان جميعاً. وأشكر مهاتفاتك العديدة لتطمنني على صحته فهذا بر منك بأصدقاء أبيك فمن شابه أباه فما ظلم!!

    ( الأديب الشاعر الدكتور أبوبكر يوسف )
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    هذا حديث شقيقي الأكبر الأستاذ أبوبكر يوسف في بوست الدعاء للوالد بالشفاء وقد نقلته هنالأني سأعود سادتي قريباً لأوضح علاقة الصداقة العميقة التي تجمع بين والدي وعمي ـ إن شئتموا ـ أبا بكر يوسف عودةً موثقةً بالنثر والشعر.
                  

09-12-2008, 10:14 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Dia)

    Quote: عزيزى الاسعدكما كنا نسميك دوما

    اطال الله عمر الوالد ودعائى له بعاجل الشفاء ونامل ان يتقبل الله دعوات الجميع فى هذا الشهر الفضيل بان يمن على والدنا العظيم بدوام الصحة والعافية ليعود لنا سامقا يمثل لنا كل جميل الخصال فهو معين للادب والقانون لا ينضب


    لا زلت اذكر ايام كان رئيسا للجهاز القضائى بمدينة الابيض كانت محاضراته فى الادب فى فرقة فنون كردفان ونادى الاعمال فكان محاضرا فى الادب والقانون دوما وكانت ندواته تزيد الابيض بنادى كردفان لكبار الموظفين تزيد ليالى الابيض القا على الق وجمال على جمال

    ولا زلت اذكركانت محاضرته لنا ونحن طلاب فى السنة الاولى بالمرحلة المتوسطةفى الجمعية العموميةعن اللغة العربية واذكر ان صديقى معتصم عبدالله محمد عثمان - ابن اللواء عبدالله محمد عثمان - ابوشيبة ساله عن علاقة القانون واللغة العربية المتميزة ووعدنا بان ذلك يحتاج لمحاضرة جاء محاضرا فيها بلغة بسيطة وسلسة تمكنا من استيعابها رغم قلة معرفتنا بالقانون ولعلنى اذكر هذه المحاضرة يوم ان وقفنا فى بوابة المدرسة لاستقباله والتصفيق له وكان مدير المدرسة المرحوم شلال وجاء يقود سيارته المرسيدس السوداء ذات الرقم 5 وعندما وجدنا نقف لتحيته ترجل من سيارته وبدا محاضرة الجمعية الادبية التى قدم لها الاستاذ الجنيدوبداها بقوله بعد البسملة بقوله الحمدلله الذى جعل هذا المكان دارا للعلم واحترام القانون والادب

    لك التحايا وتحياتى للاخوة اجمعين ونسال الله دوام الصحة والعافية امين يارب العالمين


    الأخ ضياء الدين كرار لك التحية أيها الزميل والصديق الوفي

    لقد ذكرتني عهداً أقام في القلب في مواضع الحب ـ ذكرتني عهد الأبيض أيام كنا** نرشف الكلمات مثل الكأس رشفا** أيام يطولُ سامِرُنا فلا

    نغض لليلِ طرفا.

    أعدت لي ذكرى أساتذةٍ أجلاء و صداقاتٍ قديمةٍ ينداح عليَّ الآن شميم أريجها و عطر شذاها من قلب الزمن ، لله درهم.

    شكراً لك صديقي فقد أوردت من ذاكرتك الحية تاريخاً عن الوالد أهمله التاريخ وشكراً لتمنياتك الصادقة له بالشفاء.



                  

09-15-2008, 08:06 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    هذه أحدث صورة للشاعرالطيب العباسي قبل أن يلزم السرير الأبيض


                  

09-16-2008, 01:49 AM

وجدي الكردي

تاريخ التسجيل: 07-28-2005
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    كيف أبي يا أسعد؟!
    ويح ليث ضلّ طريقه لغرفة الإنعاش..

    اللهم ببركة هذا الشهر الفضيل رده سالماً لغابة (أدبه) ليحتطب لنامنه الدرر..
    اللهم يارب العافية ومعطي الشفاء أشفه، وأجعل من ألمه كفارة لما أقترف، وزده ثواباً ويقيناً وثباتاً يا الله..
                  

09-18-2008, 08:23 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: وجدي الكردي)

    Quote: كيف أبي يا أسعد؟!
    ويح ليث ضلّ طريقه لغرفة الإنعاش..

    اللهم ببركة هذا الشهر الفضيل رده سالماً لغابة (أدبه) ليحتطب لنامنه الدرر..
    اللهم يارب العافية ومعطي الشفاء أشفه، وأجعل من ألمه كفارة لما أقترف، وزده ثواباً ويقيناً وثباتاً يا الله..


    أخي وجدي

    عندما تأتينا المواساة بثوب الأدب والبلاغة وأناقة الكلمة وصدقها تهدأُ العين ويطمئن القلب.ِ
                  

09-18-2008, 09:46 PM

rosemen osman
<arosemen osman
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 2916

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    ربنا ينعم عليه بكامل الشفاء يا أسعد
    قلوبنا ودعواتنا معاكم
                  

09-19-2008, 10:27 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: rosemen osman)

    Quote: كيف اخبار الوالد يا اسعد.. نتمنى ان يكون بلغ الصحة والعافية فى هذا الشهر الفضيل.


    شكرا روزمين على تواصلكم وانا اعلم مدى انشغالكم هذه الايام بدراسات وإمتحانات الماجستير وفقكم الله وشكرا علي امانيكم الصادقة وربنا يجعل ا لشفاء من نصيب والدنافي هذا الشهر الفضيل .
                  

09-16-2008, 04:59 AM

مهدى الصادق السيد
<aمهدى الصادق السيد
تاريخ التسجيل: 05-11-2005
مجموع المشاركات: 2255

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    اللهم اشفه وعافه واعفو عنه بقدر ماقدم وكتب وقرأ من احرف بحرمة هذا الشهر الكريم
    لك الله اخى اسعد ورجل مثل ابوك يفديه كل السودان لو كان يفدى
    قصة شا عرين ثراث بطحانى اصيل وانا ابنهم سمعتها طشاش وعن طريقكم حفظتها ارجو تصحيح الخطأ الوارد بان عمرودنعمان شاعر جعلى وهو بطحانى صرف اسرته موجودة بقرية قيلى لك التحية والتقدير
                  

09-19-2008, 10:11 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: مهدى الصادق السيد)

    Quote: اللهم اشفه وعافه واعفو عنه بقدر ماقدم وكتب وقرأ من احرف بحرمة هذا الشهر الكريم
    لك الله اخى اسعد ورجل مثل ابوك يفديه كل السودان لو كان يفدى
    قصة شا عرين ثراث بطحانى اصيل وانا ابنهم سمعتها طشاش وعن طريقكم حفظتها ارجو تصحيح الخطأ الوارد بان عمرودنعمان شاعر جعلى وهو بطحانى صرف اسرته موجودة بقرية قيلى لك التحية والتقدير


    أخي مهدى الصادق أدام الله لي إخاءك و مودتك ياإبن البطاحين الاصيل وحفيد الفارس الجسور ودنعمان وسليل رهط الفوارس بأرض البطانة المعطاءة أرض الشعر والأدب والقيم والبطولةولك شكري وعظيم إمتناني وأنا أقرأ في سطورك دعواتك الطيبات وتمنياتك الصادقات لشفاء عمك الشاعر الطيب العباسي.
                  

09-16-2008, 04:59 AM

مهدى الصادق السيد
<aمهدى الصادق السيد
تاريخ التسجيل: 05-11-2005
مجموع المشاركات: 2255

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    اللهم اشفه وعافه واعفو عنه بقدر ماقدم وكتب وقرأ من احرف بحرمة هذا الشهر الكريم
    لك الله اخى اسعد ورجل مثل ابوك يفديه كل السودان لو كان يفدى
    قصة شا عرين ثراث بطحانى اصيل وانا ابنهم سمعتها طشاش وعن طريقكم حفظتها ارجو تصحيح الخطأ الوارد بان عمرودنعمان شاعر جعلى وهو بطحانى صرف اسرته موجودة بقرية قيلى لك التحية والتقدير
                  

09-16-2008, 06:50 AM

Saifeldin Gibreel
<aSaifeldin Gibreel
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: مهدى الصادق السيد)

    كيف اخبار الوالد يا اسعد.. نتمنى ان يكون بلغ الصحة والعافية فى هذا الشهر الفضيل.
                  

09-19-2008, 10:20 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Saifeldin Gibreel)

    Quote: كيف اخبار الوالد يا اسعد.. نتمنى ان يكون بلغ الصحة والعافية فى هذا الشهر الفضيل.


    اخي سيف الدين جبريل لايزال ولدكم الطيب العباسي ملازما لسرير المرض وارجو أن تكون دعواتكم في هذا الشهر الكريم وجاء له من المه بعون الله . ولك شكرى ,,,,,,,ِِ
                  

09-20-2008, 12:24 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    اللهم أشفه وعافهوأعف عنه اللهم اذهب عنه الباس يا رب
    الناس أشفه أنت الشافى لا شفاء إلا شفاؤك
    شفاءا لا يغادر سغما...........................


    ويا أبو السعود رمضانك كريم وقلل البرطعه بترمى
    التيراب وسلوكتك ما ترتى لها وقالوا البحر نزل
    دحين مقى البطيخ عند الجروف والتقى فوق الحدبات
    وقبايل مهب الريح وبتابكم تبع الدعول وعيوشكم
    زكوها من الحوض الله بيخلف ويبارك
    ولك من السلام الكثير.......................



    منصور
                  

09-20-2008, 02:04 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: munswor almophtah)

    الأخ أسعد..
    رمضان كريم ..
    اللهم أسألك بفضل يومك في هذا الشهر الفضيل ..
    أن ترد لعمنا ومولانا الطيب العباسي كامل العافية ..
    ربما لا تعرفني أخي أسعد ..
    وربما لا يذكرني والدك الأن ـ رد الله اليه عافيته وأنعم عليه بالشفاء ..
    فقد رأني وأنا بعد صغير عند زياراته الأسبوعية لدارنا بجزيرة بنا ..
    غير أن سيرته ظلت عالقة بذهني بفضل ما كان بينه وبين والدي صديق صباه..
    وبفضل إعجاب أبي به وبأدائه المهني المعجون بفنون الأدب الرفيع..
    حبب إلي دراسة القانون والعمل بالقضاء ..
    وكان من سوء طالعي عندما تحققت أمنيتي ورغبة والدي رحمه الله والتحقت بالقضاء ..
    كان والدك ـ أطال الله عمره ـ قد رحل مغتربا للعمل بإحدى الدول الخليجية فيما أعتقد..
    فلم أسعد باستاذيته وإن غمرني بتراثه القانوني ..
    أغريه عني السلام ..
    وصلا لوفاء صديق ظل يذكره بالحسنى ..
    شفاه الله ورده الينا علما من اعلام القضاء والأدب في السودان.
                  

09-26-2008, 10:25 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: محمد على طه الملك)

    Quote: الأخ أسعد..
    رمضان كريم ..
    اللهم أسألك بفضل يومك في هذا الشهر الفضيل ..
    أن ترد لعمنا ومولانا الطيب العباسي كامل العافية ..
    ربما لا تعرفني أخي أسعد ..
    وربما لا يذكرني والدك الأن ـ رد الله اليه عافيته وأنعم عليه بالشفاء ..
    فقد رأني وأنا بعد صغير عند زياراته الأسبوعية لدارنا بجزيرة بنا ..
    غير أن سيرته ظلت عالقة بذهني بفضل ما كان بينه وبين والدي صديق صباه..
    وبفضل إعجاب أبي به وبأدائه المهني المعجون بفنون الأدب الرفيع..
    حبب إلي دراسة القانون والعمل بالقضاء ..
    وكان من سوء طالعي عندما تحققت أمنيتي ورغبة والدي رحمه الله والتحقت بالقضاء ..
    كان والدك ـ أطال الله عمره ـ قد رحل مغتربا للعمل بإحدى الدول الخليجية فيما أعتقد..
    فلم أسعد باستاذيته وإن غمرني بتراثه القانوني ..
    أغريه عني السلام ..
    وصلا لوفاء صديق ظل يذكره بالحسنى ..
    شفاه الله ورده الينا علما من اعلام القضاء والأدب في السودان.


    مولاي محمد علي طه الملك سامحني ولاتعتب فقد تأخرت في الرد على مداخلتك المميزة وكما تعلم فإن الدهر في هذه الأيام في تراشقٍ معنا وطِعان فلا تلمني ولُم عوادي الزمان.كثيراً ما كنت أسمع من والدي عن تفاصيل صداقته العميقة بوالدكم ـ عليه رحمة الله ـ والتي نُسجت خيوطها من فتائل المودة والإحترام. فليكن بيننا ما كان بينهما. رحمالله والدكم وشفى والدي ولك مني التحية وأدام لنا الله إخاءك ومودتك.
                  

09-22-2008, 09:31 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: munswor almophtah)

    Quote: اللهم أشفه وعافهوأعف عنه اللهم اذهب عنه الباس يا رب
    الناس أشفه أنت الشافى لا شفاء إلا شفاؤك
    شفاءا لا يغادر سغما...........................


    Quote: ويا أبو السعود رمضانك كريم وقلل البرطعه بترمى
    التيراب وسلوكتك ما ترتى لها وقالوا البحر نزل
    دحين مقى البطيخ عند الجروف والتقى فوق الحدبات
    وقبايل مهب الريح وبتابكم تبع الدعول وعيوشكم
    زكوها من الحوض الله بيخلف ويبارك
    ولك من السلام الكثير.......................


    شكراً على الدعاء الصادق أخي منصور المفتاح ولا أستطيع الآن أن أرد على ماترافق معه من أحاديث قبل أن أعود لدكتور عون الشريف قاسم وقاموسه اللهجة العامية في السودان..!
                  

09-28-2008, 02:39 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    سادتي
    يسأل البعض عما إذا كان للوالد الشاعر الطيب العباسي قصائد مغناة غير قصيدته الشهيرة ( يا فتاتي ) وأقول أن لديه قصيدة واحدة أخرى جاءت بالعامية وتغنى بها الفنان الراحل ( عبد المنعم حسيب ) بعنوان ( ظبية الثغر ) وتعتبر من أغاني الحقيبة المهمة ويقول مطلعها :

    يا ظبية الثغر الحبيبة ** ذوق وجمال أخلاق وطيبة

    سأورد نصها كاملاً قريباً في هذا البوست بإذن الله.
                  

09-28-2008, 06:55 AM

Abdalla Alfadlabi
<aAbdalla Alfadlabi
تاريخ التسجيل: 02-10-2008
مجموع المشاركات: 40

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    فلنرفع اكفنا تضرعا لله بان يمن على عمنا الطيب العباسى بالصحة والعافية,اذ ما زال بمستشفى ساهرون. دعواتناجميعا.
                  

09-28-2008, 02:39 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Abdalla Alfadlabi)

    الأخ الصديق العزيز عبدالله الفاضلابي لك تحية إجلال وتقدير والشكر لك وأنت تدعو للوالد بهذه الدعوات الصادقات، أدام الله لنا إخاءك ومودتك وصداقتك الحقة.
                  

09-29-2008, 03:51 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    لا الحزن
    ولا الشمس المشرقة
    ولا الصبح
    ولا الفجر
    يعوض فقدنا الشاعر الطيب
    العزاء للجميع
                  

09-29-2008, 04:58 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: لا الحزن
    ولا الشمس المشرقة
    ولا الصبح
    ولا الفجر
    يعوض فقدنا الشاعر الطيب
    العزاء للجميع
                  

09-29-2008, 05:42 PM

أيزابيلا
<aأيزابيلا
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 2385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: كمال علي الزين)

    لا حولا ولا قوة الا بالله

    اتمنى ان يستمر هذا البوست ليوثق لحياة الراحل الشاعر العباسي
                  

09-29-2008, 07:31 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: أيزابيلا)

    الأخ أسعد ها هو ذاك الفصيح يضمه ذلك القبر الذى به تأوه وفى ذات الوادى الذى أنداحت أحاسيسه والأشواق وبذات الغصن الذى كان ومازال وسيظل يحيها سلماه ويحيه فى قعر ذلك الوادى عند مرقد الغوث الأكبر ولطف الذى عبده سرا وجهرا لأنه سواها وسواه وأحسن فيه الصوره وجمل عنده العباره
    فشدى بها عندليب طلحنا المجيد ورددتها من بعده عصافير أنفة وأبيه ومازالت وستظل وتكون رحمة له ولها تتنزل عليهما آناء الليل وأطراف النهار إلى أن يطوى الله الأرض طى السجل ويخرجهما إلى رحمته برفق ملائكته وينزلهما خير المنازل عنده ذلكم الكريم الرحيم الروؤف العفو اللهم أرحمه وأرحم سلماه وأبعثهما فردوسك الأعلى مع أهل الصدق والشهاده


    وصادق التعازى

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 09-29-2008, 07:36 PM)
    (عدل بواسطة munswor almophtah on 10-05-2008, 00:14 AM)

                  

09-29-2008, 07:43 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: munswor almophtah)

    إنا لله وإنا إليه راجعون ..
    أسألك اللهم أن تتقبله قبولا حسنا
    وتسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا
    عزائي للأخ أسعد وأبناء وأسرة الفقيد ..
    بغياب الوالد المرحوم الطيب العباسي بعد حياة حافلة بالعطاءالمتميز
    في حقل القانون والأدب فقدت بلادنا علما من اعلامها
    ليرحمه الله ويلزم الجميع الصبر الجميل .

    من ابيات الشاعر القاضي الطيب العباسي

    إذا شـيعوني يومّ تُقضي منيتي ** وقـالوا أراح الله ذاك المعّـذبا
    فلا تحملوني صامتين إلى الثرى ** فإني أخـاف اللحـد أن يتهيـبا
    وغنوا فإن الموت كأس شـهيةّ ** ومازال يحلوا أن يُغـنى ويُشربا
    ولا تتبعـوني بلـبكاء وإنمـا ** أُعيدوا إلى سمعي القصيد لأطربا

    (عدل بواسطة محمد على طه الملك on 09-29-2008, 07:50 PM)

                  

10-03-2008, 07:07 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: عبدالله الشقليني)

    أخي الأستاذ الأديب عبد الله الشقليني
    إن الموتَ لِصٌ خَطَّاف وقد فاز في آخر يومٍ من أيام شهر رمضان بغنيمةٍ ضخمةٍ ونحن راضون بقضاء الله ونسأله الرحمة والمغفرة لفقيدنا وأن يتقبله قبولاً حسنا. سيستمر هذا البوست ليضم لاحقاً كل آثار الراحل الشعرية والأدبية والعملية مدعومة بقدر مناسب من الصور ومن هنا فإني ألتمس من كل من له إسهامات أن يبادر بها هنا.
                  

09-29-2008, 07:51 PM

عبدالعظيم محمد أحمد

تاريخ التسجيل: 03-13-2005
مجموع المشاركات: 1141

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    صادق التعازى
    وانا لله وانا اليه راجعون
                  

09-29-2008, 10:33 PM

وجدي الكردي

تاريخ التسجيل: 07-28-2005
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: عبدالعظيم محمد أحمد)

    الحبيب أسعد،
    من ذا يعيرك عينه تبكي بها..أرأيت عيناً للبكاء تعار؟!
    أحر التعازي واصدق الدموع..
    ها قد إسترد الله وديعته، ليكون بجواره في أيام عزيزات..

    ليت أخواني جعلوا من هذا البوست كتاباً يدونون فيه كل ماهو جميل عن العباسي، وليت العارفون بتاريخ الاسرة يحدثوننا عن آل العباسي وعلاقتهم بــ (أم مرحي الشيخ الطيب) وبالثورة المهدية وعن شاعريتهم المتوارثة وابرز القضايا التي نظرها مولانا الطيب العباسي و...
    كل جميل الأسرة..
                  

09-29-2008, 10:48 PM

Abd-Elrhman sorkati
<aAbd-Elrhman sorkati
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 1576

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    اللهم أرحمه وأجعله من الصديقين والشهداء .

                  

09-30-2008, 06:46 AM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Abd-Elrhman sorkati)

    ذا شـيعوني يومّ تُقضي منيتي ** وقـالوا أراح الله ذاك المعّـذبا
    فلا تحملوني صامتين إلى الثرى ** فإني أخـاف اللحـد أن يتهيـبا
    وغنوا فإن الموت كأس شـهيةّ ** ومازال يحلوا أن يُغـنى ويُشربا
    ولا تتبعـوني بلـبكاء وإنمـا ** أُعيدوا إلى سمعي القصيد لأطربا




    انا لله وانا اليه راجعون

    احر التعازي لاهل العلم والادب ولاسرة الفقيد الراحل

    وتعازينا الحاره اخي اسعد فاباك لم يمت فها هو حيي بيننا بهذا التراث الخالد وهذا الابن الصالح الهمنا واياكم الصبر واسكن الفقيد فسيح جناته

                  

10-03-2008, 10:16 AM

Abdalla Alfadlabi
<aAbdalla Alfadlabi
تاريخ التسجيل: 02-10-2008
مجموع المشاركات: 40

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    احر التعازى اخى اسعد واتمنى من الله العلى القدير ان يتقبله قبولا حسنا مع الصديقين والشهداْ.
    التعازى موصولة للاخوان,ابو الحسن,العباسى,مجاهد,يعقوب الطيب العباسى. والاخوات,اسماء,هويدا,رنداالطيب العباسى والاخوان عبد المجيد,اسحق,اسماعيل محمد سعيد العباسىوالاخ علاْ الدين نور الدائم العباسى.وموصول العزاْ الى الاستاذ الشيخ عبد الرحيم محمد صالح وكل الاسرة وجميع الاهل بالشيخ الطيب.
    انا لله وانا اليه راجعون.

                  

10-04-2008, 07:22 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Abdalla Alfadlabi)

    أحر تعازي لك أستاذ أسعد العباسي وكل عائلة الفقيد وكل الشعب السوداني في هذا الفقد الجلل، والشاعر الطيب العباسي حي في وجدان الشعب السوداني الذي خط اسمه بأحرف من نور في سجل مبدعيه، ومن نهل من معين الحضرات الربانية الجمالية وسقى كؤؤسها للملايين لابد أنه عند مولاه من المقربين، ألا رحمه الله رحمة واسعة.
                  

10-04-2008, 11:57 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: محمد عثمان الحاج)

    تقول المقدمةالنثرية لقصيدة (وفاء) للمرحوم والدي التي وجهها لصديقه الأديب أبوبكر يوسف:

    عرفته منذ أكثر من ثلاثين عاماً صديقاً صدوقا، وأخاً كريماً، وإبناً باراً. وإلى جانب ذلك فهو أديبٌ أريبٌ وشاعرٌ رقيق،كانت رسالاتي له تبدأ: إلى إبني وصديقي ـ وأُخي ـ أبوبكر، وكانت رسالاته لي تبدأ: إلى والدي وأخي وصديقي.
    إغترب في المملكة العربية السعودية متبوئأً مركزاً مرموقاً، وأنعم الله عليه بما أنعم، فصار يبالغ في هداياه لي، وفي أحد الأيام أرسل لي هدية عبارة عن مبلغ كبير من المال، ولكي يجعل الهدية (مبلوعة) ذكر في خطابه الرقيق ـ الذي ترافقت معه مقتطفات من أشعاره الرائعة ـ إنها مساهمة منه في تأسيس مكتبي للمحاماة ومقدم أتعاب لأعمال قانونية ربما يحتاجها مني في المستقبل..!! فأرسلت إليه القصيدة التالية مع مع رسوله لي (محمد محجوب)....
                  

10-05-2008, 00:06 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    وفــــــــــــاء

    إلى..أبوبكر يوسف إبراهيم

    قصيدة للشاعر الراحل الطيب محمد سعيد العباسي

    يا أبا بكرٍ صديقي يا بُني**ياأُخيْ ـ ما أحيلى يا أُخيْ
    واروِ عني فالأخُ الصالِحُ**في رأيي وفي شرعي نبيْ
    ولقد كنت حنيفاًوإماماً**وصديقاً صادق الود وليْ
    كنتُ أرجو يا صديقي مرةً**في غِمارِ الحب أن تقسو عليْ!!
    ليس عدلاً أن توالي وتوالي**لشهيٍ بعده أشهى شهيْ
    إنما يحلو لدى المرءِ بأن**يظمأُ للماء وأن يعقُبَ ريْ
    نبعُ كفيك رواني وسبى**أصغراك ـ الدهرَّ ـ مني أصغريْ
    كلما قلتُ أبوبكرٍ سرتْ**نشوةٌ عبر دمي من شفتيْ
    أحرفٌ زهرٌ متى رددتها**ذقتها أشهى من الشهد الأريْ
    قد أتانا ابنُ محجوبٍ ضُحىً**يا رعاك اللهُ ذيَّاك الضُحيْ
    يحملُ الخير عميماً غامراً**يصحب النثر وشعراً عبقريْ
    وهماـ أصدقك القول أخي**قد أعاداني كما كنت صبيْ
    أنت يا خِلي وفيٌ ماجدٌ**أنت ظلٌ مدَّهُ اللهُ عليْ
    لاتلمني يا أخي إن قصرتْ**عنك أقلامي ولُمْ دهري العتيْ
    فلقد أنهكني طول السُرى**في لياليه وأدمى قدميْ
    وذوى بين إهابي هيكلي**وخريفُ العمر أعشى ناظِريْ
    والحسان الغيدُ صدَّتْ مثلما**صدَّ عن إسلامه إبنُ أُبيْ!!
    وتنائينَ فما من قُبلةٍ**من فمٍ غضٍّ ولا لثمِ ثُديْ
    كنتُ إذا ناديتُ لبينَ الندا**وإذا ما غِبتُ إشتقنَ إليْ
    قدرٌ سطره الدهرُ فيا**ويحي في يدِ الدهر شقيْ
    هل تُرى يجمعنا الدهرُ معاً**في رياض الخير أو في تسنيْ
    حيثُ نسترجع أحلام الصِبا**وننادي الدهر بالصوت القويْ
    أنت ما أحرقت من أعمارنا**لست تنسينا هوى لُبنى وميْ
    لست تنسينا أفاويق الصبا**والشفاه اللُّعس والكأس الرويْ
    أنت لن تقوى على أشواقنا**فهي تحظى بخُلودٍ أبديْ
    أنت إن كنت ترى غير ما**ـ يا دهرُـ أثبتنا هنا أنت غبيْ [center/]
                  

10-05-2008, 00:33 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    القاضي والشاعر الراحل الطيب العباسي عضو المحكمة العليا في مناسبة إفتتاح محكمة إستئناف غرب السودان بمدينة الأبيض ـ التي ترأسهاـ منذ إفتتاحها في العام 1975 وإلى العام 1978 بحضور صاحب السعادة رئيس القضاء آنذاك خلف الله الرشيد وبحضور وفد قضائي يمني.


                  

10-05-2008, 00:49 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    ألتقطت هذه الصورة بقاعة المجلس الإستشاري لإمارة أبوظبي حوالي العام 1981 وهي تجمع بين الشاعر الراحل الطيب العباسي المستشار القانوني للمجلس 1979ـ1996 والشيخ محمد المسكري أمين عام المجلس آنذاك.ِِ


                  

10-05-2008, 01:19 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    كان الشاعر الراحل الطيب العباسي يحظى بإحترام كبير بدولة الإمارات العربيةالمتحدة وقد عكس الوجه السوداني الأصيل والمشرف طيلة ثماني عشرة عاماً قضاها مستشاراً قانونياً للمجلس الإستشاري الوطني بأبوظبي والذي كان تحت رعاية ولي العهد آنذاك رئيس الدولة حالياًسمو الشيخ خليفة بن زايد،الصورة تجع الراحل بأحد شيوخ دولة الأمارات، إلتقطت حوالي العام 1993 .


                  

10-05-2008, 07:13 AM

ابوبكر يوسف إبراهيم

تاريخ التسجيل: 05-11-2006
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    أخي أسعد
    أنا في حالة حزن عميق وصدمة لم أفق منها .. ولكن رأيت أن أعيد المراثي إلى مساحتكم هذه فأرجو قبولها بقبول حسن .. لك مودتي

    أخوك
    ابوبكر

    في رثاء فارس الكلمة المطهمة ..
    في رثاء أبي الروحي وأخي الذي لم تلده أمي وصديقي الذي لم يجد لي الزمان بمثله فما من نظير ذلكم هو الشاعر إبن الشاعر سليل المجد الطيب محمد سعيد العباسي " أبا أسعد "..
    العين تدمع والقلب يتفطر وإنا على فراقك لمحزونون!!

    الشـــعرُ ينـدبُ أَوْحـد الشعراء ويُفيــض دمعاً دافـهٌ بدمـاء
    و( الضاد) قد فُـجِعَت وراح عويـلها متهدجاً ويـجوب كـل فـضاء
    تبـــكي الحُماة الحافظين تراثها من شـر كل مكيدة وبــــلاء
    تبكي ( النبيغ) العبــقري بحــرقةٍ وبمدمـع كالــديمة الوطـفاء
    تبــكي الــذي صاغ القريض قلائــداً وأساوراً للمـجد والعليـاء
    وأشـاد فيه بـكل ما يُرضي العُـلى ويـقر أعــين رادة النبــغاء
    شـعرٌ تـحدّر كاللهـيب محرقــاً جمع الطـغام ومعـشر اللؤمـاء
    شــعرٌ يفيـض من القريـحة عـذباً كفـيض غــوارب الدأمــاء
    والنـاس لو كـان الوفاء شـعارهم لـبكوا علـيك بمدمع الثــكلاء

    مـاذا يقـول الشعر في قيــثاره والنعي أخـرس ألـسن البُلـــغاء
    قـصم الـردى ظهر الـبيان بضربـةٍٍ تركـت فحول الشعر في إغماء
    (فالضاد) قد فـقدت بـشخصك أمـة لا شـاعراً أودى من الشــعراء
    الشــاعرُ الـغريـد نورٌ خـالدٌ هيـهات يطــمسه دجـى الـبلواء
    والــدهرُ يقــبس من لآلـيء فـكره ليـضيء كل دُجْـــنَةٍ ظلماء
    وفـم الخلود يذيـعُ مـن ألحانـه ســحراً يـرّن بمـسـمع الجـوزاء
    مجـدتُ فيــك خلائـقاً ومكارمــاً وتـواضـع العلـماء والحكـماء
    أكبـرت فيـك شـاعراً قـاضياً عــدلاً دون الحـق كالصخرة الصماء
    ولـو لــم أرَ الناس الــذين بلوتـهم يدلـون بالأحـكام دون حـياء
    لحكـمت أن الشـعر بـعدك مــرتجٌ أبـداً على البـلغاء والفصـحاء
    والمـرءُ فـي الدنــيا خيـالٌ عـابر مثـل الطيـوف بأعـينِ الهجعاء
    والمــوت خاتــمة المـطاف بفضــلها القـبر يخـتم آخـر الأنـباء
    جــاورت ربُــك راضــياً مســتبشراً فأكـرم جــيرة وثــواء
    وتركـت آلآم الحــياة لأهــلها تطــغى بـهم وتَــضُجُّ بـالأرزاء
    " أبا أسعد" .." أيـوب النبي " بـعصرنا ولأنت كهف مـصائب ورزاء
    فاذهـب لربــك يا وفي مخـلفاً عشـاق شـعرك فـي لـظى البرحاء

    أعزز عليك بـــأن أراك مجدلاً طي الـثرى فـي الحـفرة الظلــماء
    ديــوان شــعرك بعد فقــدك سـلوةٌ للرفـقة الخلـصاء والأدبــاء
    وأنــا الوفــي لـكل خــلٍ صادقٍ أسـقيه مـحض الـودّ دون ريـاء
                  

10-05-2008, 07:21 AM

ابوبكر يوسف إبراهيم

تاريخ التسجيل: 05-11-2006
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)

    في رثاء الطيب العباسي ..
    الحَزنية الثانية!!
    وخبا نور فرقد يتوقد وقد أنار لنا سبل الشعر والأدب
    فرقد يتقد وفاءً وكرماً ونبلاً ليهدي السبيل في عتمات الليل البهيم .. إلى جنات الله " أبا أسعد "



    مزهر الشعر الخلوب أنت سرٌ في الغيوب ..!!
    أنت نورٌ كان يهمي فـي دياجير الدروب
    فكرك الجبار وحيٌ سال كاللحن الطروب
    أنت فـذٌ عبـقريٌ جـاء بالسحر العجيب
    أنت لحنٌ سرمديٌ جال في الكون الرحيب
    عـشـت دنياك حراً منـشداً كالعندلـيب
    أنت صيداح ؛ تغـنى فوق أغصان القلوب
    تنشر الأنـغام.. نشراً لتكن سلوى.. كئيب
    أنت نايٌ لحـزينٍ يتــسلى في الكروب
    يمطر السلوان مـنه كسنا البدر الصبيب
    تنـفث السحرَ كبرءٍ لجراحات .. الندوب
    و" العباسيات ".. مشعل الفـكر الغضوب
    وبها نـغمٌ عجـيب سـرى بين الشعوب
    كحمـيّا قد تمـشت فـي سلـيمٍ بدبيـب
    نجمك الوضَـاح مؤتلق لفَّـه ليل الغروب
    فتـوارى قـبل حـينٍ وتقضَّى .. بالنحيب
    وكأن الدهر يخشى منك - تحيا- كالرقيب
    وذوى غصـنك فارعاً فتثـنى .. بالخطوب
    نغمة العشاق أنت فـي ديـاجيرالـشحوب
    واحـة الشـعر دهـتها سافـيات كالنكوب
    صـوّحت فيها زهـورٌ وغدت نهب هبوب
    إنما شــعرك وقدٌ يتـظلى .. كـالحروب
                  

10-05-2008, 07:43 AM

ابوبكر يوسف إبراهيم

تاريخ التسجيل: 05-11-2006
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)

    حَزَنِيّة ٌ ثالثة

    إلى روح الوفاء .. الشاعر الفحل والقاضي العادل الطيب محمد سعيد العباسي ( رحمه الله)

    مر أسبوع على فراقك وحين كنت على وجه الثرى كنت أحسك رغم التنائي أما اليوم فقد أحسست باليتم والأسى والحزن ولست أملك إلا ما عودتني مخاطبتك به.. الحزن ليل مدلهم جثا على مشاعري واحتلّ أحاسيسي يا أبي الروحي وأخي وصديقي ..

    قصم الردى ظهري بموتك يا أبي وإنهدّ ركن سعادتي وسروري
    وتركتني متخبطاً وسط الدجى حيران في كـفِّ الأسى المسجور
    وتركتني بين الشجون.. مرنحاً أغفو على وخز الضنى الموتور
    خنق الردى طيفي الجميل بكفه إذا كان طيفي كالضحى الموشور
    ومضيت أضـرب في الظـلام كأنني حلمٌ يجول بمقلة المأسـور
    أواه قد ذهـب الزمان ( بساعدي) ولقد غدوت ..كخائبٍ مدحور
    وتحطمـت كـأس المنى وتناثرت أحلامها .. كخواطر المذعور
    أبتاه .. قد كنت الضـياء لناظـري كالبدر يفـعم عالم الديجور
    فخبا الضياء وروضـتي قد صـوّحت وكأنها .. كالهيكل المهجور

    (عدل بواسطة ابوبكر يوسف إبراهيم on 10-05-2008, 09:10 AM)

                  

10-05-2008, 07:36 AM

عبدالأله زمراوي
<aعبدالأله زمراوي
تاريخ التسجيل: 05-22-2003
مجموع المشاركات: 744

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)

    الأخ العزيز أسعد...

    أحسن الله عزاءكم في فقيد الأدب والقانون والدنا جميعا مولانا الطيب العباسي، عليه الرحمة. وكما تفضل زميلي مولانا محمد الملك، فقد ولجت أيضا العمل في القضاء أثناء سفر الوالد لأمارة أبوظبي منتدبا. وتدربنا وتدرجنا ونحن نتوق للقياه وتم المراد فيما بعد بأبوظبي، وكان نعم الأب والأخ والصديق والحبيب....

    أرجو ان تنقل تعازي الحارة لكل أفراد الأسرة العباسية ولقبيلة القانونيين الذين فقدوا أديبا أريبا وقانونيا لا يشق له غبار....
                  

10-05-2008, 10:19 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: عبدالأله زمراوي)

    سادتي
    صدرت الصحف السودانية اليوم بعد إنتهاء عطلة عيد الفطر المبارك وقد أورد بعضها(حكايات،الرائد،الصحافة،الأحداث) نعيأً للوالد و خبر وفاته،وسبق أن نعته في أول أيام العيد غداة يوم الوفاة كل من صحيفة السوداني وصحيفة الدار اللتان غطيتا بالصورة مراسم التشييع وإنابة عن الأسرة أتقدم بالشكر لكل هذه الصحف والشكر موصول لكل الأجهزة الإعلامية من إذاعة وفضائيات التي أوردت الخبر ونعت الراحل الكبير. وأعتذر لأي جهة إعلامية أو صحفية لم يرد إسمها هنا والتي ربما أوردت الخبر ولم أتمكن من الإطلاع عليه.
                  

10-05-2008, 12:27 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    أوردت اليوم صحيفة حكايات الذائعة الصيت التي يرأس تحريرها الأستاذ وجدي الكردي وتصدر عن شركة الراي العام للصحافة والنشر على صفحتها الأولى والثانية وبالصور نعياً للراحل المقيم مولانا الشاعر الطيب العباسي فكتبت قائلةً:

    (أنيس السارين وقت الهجود:في ذمة الله:الطيب محمد سعيد العباسي)

    ورمضان يكاد يلوح بيده مودعاً والعيد من خلفه يبتسم،غادرت روح(الطيب محمد سعيد العباسي) جسده، بعد أن ترافقا أكثر من ثمانين عاماً كلاهما إحتمل فيه الآخر في صبر وجلد وترفق،ولولا كلمة الله:كن،لما إفترق روح (الطيب ) عن جسده (الطيب). يعتبر الشاعر والأديب الراحل والقانوني الضليع أحد أفذاذ الشعر والقانون في السودان،شهدت له قاعات القضاء في شتى أنحاء السودان بالنزاهة والإحترافية والأدب الرفيع في حيثياته ومرافعاته. و(حكايات) إذ تنعيه، تتقدم بوافر الحزن والأسى لنجله الزميل المحامي أسعد الطيب العباسي الذي يزين صفحاتها يومياً (بين الأدب والقضاء)، راجين من المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته.

    واستمرت صحيفة حكايات الغراء في صفحتها الثانية لتقول:

    كل قلب في الموت يبتردُ
    ــــــــــــــــــــ
    الطيب العباسي وداعاً يا طيب الأخلاق..!
    ودعت الخرطوم في اليوم الأخير لشهر رمضان الشاعر الكبير والقانوني الضليع الطيب محمد سعيد العباسي بعد حياة حافلة بالعطاء في شتى مجالات الإبداع والقانون وقد اشتهر العباسي بقصيدته ذائعة الصيت (ذات الفراء)، أو كما اشتهرت بعدئذٍ بـ (يا فتاتي) التي زادها الفنان المهاجر الطيب عبد الله ألقاً وجمالا بصوته الدافيء الحنين:
    يا فتاتي ماللهوى بلدُ**كل قلبٍ في الحب يبترِدُ
    وأنا ما خلقت في وطن**في حماه الحب مضطهدُ
    ألأن السواد يغمرني**ليس لي فيه يا فتاةُ يدُ
    ويحكى أن القصيدة كتبت بإحى الدول العربية بعد أن تطاولت إحدى حسانها على عالمنا الجليل، وهذا ما تعضده أبياته:
    أغريبٌ..؟ إن تعلمي فأنا**لي ديارٌ فيحا ولي بلدُ
    لي بدنياي مثلما لهمو**لِيَ ماضٍ وحاضِرٌ وغدُ
    أيَّ ذنبٍ جنيتُ فاندلعتْ** ثورةٌ منك خانها الجلدُ
    وللشاعر الراحل قصيدة قانونية كتبها في فتاة (لقيطة) وقفت أمامه ليحاكمها بعد إرتكابها لجريمة قتل،يقول عنها العباسيهي فتاةٌ نشأت لقيطة وعاشت حياة قاسية ..أحبت شخصاً كان يعاملها بقسوة ويغار عليها بجنون وأخيراً قتلته بخنجر)..ويضيف مولانا الطيب:عرضت علي هذه الفتاة كقاضٍ فقدمت مرافعة عن نفسها نثراً فحولتها شعراً لقصيدة يقول مطلعها:
    مولايَ سامحني ولاتعتب **إذا ما خانني التعبير يا مولايا
    واغفر إذا ماكدرت ساحة عدلنا**بمقالة مشئومة كصبايا
    ما ضرَّ عالمنا إذاهو لم تكن** فيه قرابينٌ وفيه ضحايا
    ويحكي متحسراً:
    (لو قدر لي أن أحكم عليها بعواطف الشاعر لحكمت عليها بالبراءة ولكنني حكمت عليها بـ (5)سنوات سجنأً).
    رحم الله شاعرنا ومولانا الطيب محمد سعيد العباسي وجعل قبره روضةً من رياض الجنة وألهم آله وذويه الصبر الجميل وحسن العزاء،كما تتقدم أسرة حكايات بأحر التعازي لإبنه الزميل أسعد الطيب العباسي ولكل تلاميذه وعارفي فضله.(إنا لله وإنا إليه راجعون).

                  

10-05-2008, 12:45 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    ونعته اليوم كذلك صحيفة الصحافة الغراء قائلةً:


    الشاعر والقاضي الطيب العباسي في رحاب الله


    غيب الموت في آخر يوم من أيام شهر رمضان القاضي العالم والشاعر الجهير الطيب محمد سعيد العباسي على إثر علة لم تمهله طويلا وذلك بمستشفى ساهرون بالخرطوم وقد تم تشييع الفقيد الكبير بثرى قريته الشيخ الطيب (أم مرَّحي) في موكب مهيب وحزين أمته كوكبة من جميع طوائف المجتمع وقد أقيم العزاء بمسيد جدة الشيخ أحمد الطيب البشير ويعتبر الراحل من رعيل قضاة السودان الأوائل ومن شعراء الصف الأول الذين حافظوا على نسق الشعر العربي الأصيل وله ديوان شعر مطبوع(العباسيات) وهو ناثر جيد وأديب لا يشق له غبار وله كتابات عميقة الأثر نشرت بمجلة درع الوطن بدولة الإمارات العربية المتحدة إبَّان عمله كمستشار قانوني للمجلس الإستشاري الوطني لإمارة أبوظبي التي عاد منها ليعمل بالمحاماة ويرأس مركز محمد سعيد الثقافي وقد بدأ الراحل حياته العملية فور تخرجه في كلية الحقوق بجامعة القاهرة الأم في العام 1953 أستاذاً بمدرسة الأحفاد ثم محرراً صحفياً بجريدة العلم ومحامياً بمكتب الراحل الأستاذ الرشيد نايل ومديراً لمكتب وزير العدل آنذاك علي عبد الرحمن الأمين قبل أن يلتحق بالقضاء والفقيد هو إبن الشاعر الضخم محمد سعيد العباسي وحفيد البطل القومي الزبير باشا رحمة وهو والد الكاتب والمحامي المعروف أسعد الطيب العباسي والمهندس أبوالحسن والمهندس الراحل الزبير والأساتذة العباسي ومجاهد ويعقوب .
    صحيفة الصحافة إدارة وعاملون تتقدم بأحر التعازي لأسرة الفقيد وتنعاه لكل أفراد الشعب السوداني والأمة العربية ونسأل الله أن ينزله منزلة الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا وأن يجعل الجنة مثواه وإنا لله وإنا إليه راجعون.
                  

10-05-2008, 06:21 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    أوردت صحيفة الرائد الغراء اليوم وعلى صدر صفحتها الأولى خبر رحيل القاضي والشاعر الطيب العباسي وكتب رئيس تحريرها الأستاذ عبد المحمود نورالدائم الكرنكي مقالاً بصفحتها الأخيرة بعنوان (رحل شاعر يا فتاتي ) جاء كما يلي:

    في يوم الأثنين التاسع والعشرين من رمضان الموافق 29/سبتمبر 2008 إنتقل إلى دار الخلود الشاعر الطيب محمد سعيد العباسي بعد صبر جميل ومعاناة مع المرض.الشاعر الطيب محمد سعيد العباسي سليل الأسرة الطيبية التي أنجبت خمسين شاعراً، أحدمشاهيرهم الشاعر محمد سعيد العباسي والد الشاعر الطيب محمد سعيد.ولد الشاعر الراحل بحلة الشيخ الطيب ـ أم مرحي شمال أم درمان عام 1926 درس الخلوة بمنطقة الجيلي موطن جده لأمه الزبير باشاومنها إنتقل إلى الخرطوم بحري حيث درس الكتاب والإبتدائي (الأساس)والثانوية العامة. كان والده الشاعر المجيد محمد سعيد العباسي وحدوياً(في العلاقة بين السودان ومصر) وكان يرى أن الثقافة المصرية هي الأساس،وأن ثقافة الإنجليز ليست باقية،فآثر أن تكون دراسة ولده الطيب للمرحلة الثانوية بالقاهرة.وسافر الطيب إلى القاهرة والتحق بمدرسة حلوان الثانوية ثم ليدرس بجامعة القاهرة الأم بكلية القانون.وعاد إلى السودان عام 1953 ليجتاز إمتحان معادلة القانون،ثم التحق بمكتب الأستاذ الرشيد نايل المحامي ،وفي العام 1957 إلتحق بالسلك القضائي.وبدأ من سلم القضاء عاملاً قضائياً ليتدرج إلى قاضي مديرية. وطاف القاضس الطيب محمد سعيد مناطق السودان المختلفة. بورتسودان وعطبرة والأبيض ونيالا وكوستي وحلفا الجديدة.ثم أصبح قاضياً للمديريات الجنوبية الثلاث من 1969 ـ 1972. ثم عمل قاضي محكمة إستئناف وترقى ليصبح قاضي محكمة عليا عام 1978 ونها إنتقل إلى أبو ظبي ليعمل مستشاراً قانونياً للمجلس الإستشاري بأبو ظبي لمدة ستة عشرة عاماً وفي عام 1996 عاد إلى السودان ليفتح مكتب محاماة.في مدرسة حلوان الثانوية زامل الطالب الطيب محمد سعبد مولانا صادق عبد الله عبد الماجد ومحمد زيادة حمور وحسن دبلوك وتاج السر الأمين.في حلوان الثانوية بدأ الشاعر الطيب محمد سعيد قصته مع الشعر.حيث كتب أول قصائده وكانت عن حلوان.وللشاعر الطيب محمد سعيد ديوان شعر بعنوان العباسيات.كتب الشاعر الراحل كل أنواع الشعر ورثى والده وزوجته سلمى محمد شريف يعقوب وابن عمه المهندس أبوالحسن محمد صالح والشاعر محمد عوض الكريم القرشي وصديقه عبدالكريم المهدي مؤسس وكالة أنباء السودان.كان الشاعر الراحل يشجع النادي الأهلي المصري ويعجب بقصيدة القندول للشاعر على محمود طه.وتحتل القاهرة مكاناً أثيراً في قلبه.ففيها استمع إلى خطب النحاس باشا والنقراشي.كما استمع إلى قمم الفكر والأدب والثقافة.قال الشاعر الراحل عن الشهيد سيد قطب وحسن البنا(سيد قطب كان له منزل جوارنا في حلوان كنا نجتمع فيه ونستمع إلى أحاديثه.وكان رجلاً فقيهاً.أما حسن البنا فكان أخطب من شهدته فالعبارات كانت تخرج من فمه كالسيل وكان مرتب الأفكار) ينتمي الشاعر الطيب محمد سعيد سياسياً إلى الحزب الوطني الإتحادي.وشغل منصب مدير مكتب السيد على عبد الرحمن.وكان أجمل صباحاته صباح ثورة 23 يوليو 1952 عندما كان في(بيت السودان) في القاهرة واستمع للرئيس أنور السادات وهو يذيع بيان الثورة.كان الطيب محمد سعيد إلى جانب عثمان حسين وأحمد المصطفى وإبراهيم الكاشف يستمع إلى أم كلثوم وعبد الحليم حافظ والموسيقار محمد عبد الوهاب.أما أشهر قصائد الشاعر الطيب محمد سعيد فهي قصيدة (ذات الفراء) وهي القصيدة التي عرفت في السودان بإسم أغنية (يا فتاتي) التي يغنيها الفنان الطيب عبد الله ويذكر أن الرئيس القذافي عندما كان طالباً في الجامعة كان معجباً بهذه القصيدة وقد سمعها مسجلةً عند طالب سوداني يزامله الدراسة فكان أن سجلها منه.ولقصيدة (يا فتاتي) أو (ذات الفراء) قصة يرويها الشاعر بدعابة وصراحة وعفوية محببة...(في ليلة من ليالي الشتاء في ميدان الجيزة بمصر رأيتها تتهادى كغصن بانٍتأودوعلى كتفيها الفراء الأبيض الجميل وعلى صدرها الصليب. أرسلت لها قبلة مع الهواء فثارت وقالت لي إخرس..يا أسود يا بربري..مد رجلك على قد لحافك)..ذهبت إلى غرفتي وحديث تلك الفتاة يحاصرني بقسوته وجلست على السرير أكتب:

    يا فتاتي ما للهوى بلدُ**كل قلبٍ في الحب يبترِدُ
    وأنا ما خلقت في وطنٍ**في حماه الحب مضطهدُ
    فلماذا أراك ثائرةً** وعلام السباب يضطردُ
    وعلام هذا الصليب ترى**بين نهديك راح يرتعدُ
    أيَّ ذنب جنيت فاندلعت**ثورة منك خانها الجلدُ
    ألأن السواد يغمرني**ليس لي فيه يا فتاةُ يدُ
    أغريبٌ..؟أن تعلمي لي**ديارٌ فيحا ولي بلدُ
    لي بدنيايَ مثلما لهمو**لي ماضٍ وحاضرٌ وغدُ
    فالوداع الوداع قاتلتي**ها أنا عن حماك أبتعدُ
    سوف تنأى خُطايَ عن بلدٍ**حجرٌ قلبُ حوائه صلِدُ
    وسأطوي الجراح في كبدي**غائراتٍ ما لها عددُ
    أيضاً من أشعار الطيب محمد سعيد غنى عبد المنعم حسيب(يا ظبية الثغر الأديبة**ذوق وأخلاق وجمال وطيبة).وقد رحل عن دنيانا رمز من رموز القانون والقضاء والأدب والثقافة.ودفن في مسقط رأسه حلة الشيخ الطيب.لقد إنتقل شاعر الإنسانية والظرف والوفاء إلى رحاب الله.نسأل الله له المغفرة والرحمة الواسعةوجنات عرضها السماوات والأرض.
                  

10-05-2008, 06:29 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    خذف للتكرار

    (عدل بواسطة Asaad Alabbasi on 10-06-2008, 10:57 AM)

                  

10-05-2008, 08:44 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    الأخ أسعد تطل علينا الصحف الصادرة فى صدر كل يوم يوم وبين طياتها
    أن زيد إبن عبيد رزق إبنا وما زالت المشاورات جارية لإختيار إسم له
    فيا عزيزى خير الأسماء ما طيب وخير الأسماء ما حمد وخير الأسماء ما
    سعد وخير الأسماء ما عبس وخير الأسماء فى وطننا الطيب محمد سعيد العباسى
    ذلكم الناهل من من مناهل العلم الرصين بمغراف لا يسد الرمق فحسب لا بل
    يحدث تخمة معرفيه وكيف لا وقد كان ملاذه الأول خلاوى القرآن كسابقيه من
    أبائه الغر الميامين ثم مصر وما أدراك ما مصر التى أمن من دخلها وغنم
    من خيراتها الذى يرغب وماذا كان يرغب ذلكم السلطان غير علمها وعلمائها
    الذين حلب ما لديهم حتى إرتوى وقفى إلى دياره ذات المجد التليد ناهلا من
    أخيارها فكانت محطته الأولى فى مهنته العبقرى الرشيد نايل محمد الأديب
    والشاعر والقانونى الضليع كذلك والذى شهد له بذلك العلامه عبدالله الطيب
    المجذوب فى حقيبة الذكريات ولمن لا يعرفون الرشيد فى تعدد براعاته فقد
    كان حافظا للقرآن ورئيسا لجمعيته فى كلية غردون التذكاريه وهو من أبناء
    عمومته والخوؤله وعلى النهج والداب والديدن تدرج ذلكم الدراج لأهله وذويه
    برفق الملائكه ذلكم الذى طرز الصحائف ببديع الأدب وفقه القوانين وجمل
    مجالسه بسار الطرائف والملح وأطرب بأشعاره أهل صوالينه وجلسائه من أهل
    الذوق والمعارف ولما لا وهو الشاعر إبن الشاعر إبن الشاعر والفقيه الأستاذ
    محمد شريف وهو الفارس إبن الفارس إبن الفارس الباشا الزبير ودرحمه طيب
    الله ثراه وثراهم وتغمضه برحمته وتغمض أبائه ولك يا أبو السعود ولصديقى
    أبوالحسن ولمجاهد والعباسى ويعقوب وإسماعيل ومحمود وإسحاق وعبدالمجيد
    أصدق التعازى ونسأل الله أن لا
    يريكم مكروها آخر........................



    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 10-05-2008, 08:51 PM)

                  

10-06-2008, 03:01 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: munswor almophtah)

    Quote: الأخ أسعد تطل علينا الصحف الصادرة فى صدر كل يوم يوم وبين طياتها
    أن زيد إبن عبيد رزق إبنا وما زالت المشاورات جارية لإختيار إسم له
    فيا عزيزى خير الأسماء ما طيب وخير الأسماء ما حمد وخير الأسماء ما
    سعد وخير الأسماء ما عبس وخير الأسماء فى وطننا الطيب محمد سعيد العباسى


    أخي الحبيب منصور

    ليتني أستطيع يا صديقي أن أرد لك بعضاً من جمائلك التي ظللت تطوق بها أعناقنا ونحن نكابد هذا الحزن الكبير، نردها إليك في أفراح وأيامٍ سعيدة ، لن أنسى وأنت تتصل بي من أقاصي الدنيا لتعزيني بالساعات الطوال وأنت تكتب بلغة فخيمة وفكر ثاقب .
                  

10-06-2008, 10:45 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)


    كتب الأستاذ محجوب عروة رئيس مجلس وتحرير صحيفة السوداني في يوم السبت 4/10/2008 في عموده (قولوا حسناً) مقالاً بعنوان(هنا يرقد ملك الشعراء) جاء كما يلي:

    ذهبت وصديقي الأستاذ نور الدين مدني ثالث أيام العيد إلى قرية الشيخ الطيب (أم مرح) لتأدية واجب العزاء في وفاة القاضي والشاعر المعروف المرحوم الطيب بن الشاعر محمد سعيد العباسى ووالد الكاتب الكبير الذي يثري عدد الجمعة في السوداني الأستاذ أسعد الطيب العباسى..
    لقد أنجب الزمان في قرية الشيخ الطيب زعيماً وقائداً من أعظم زعماء السودان الإمام محمد أحمد المهدي الذي تتلمذ على يد شيخه الشيخ محمد شريف نور الدائم شيخ الطريقة السمانية بالسودان آنذاك فقد انجبت عبقرية المكان شاعراً أحسبه من أعظم شعراء العرب... شاعراً لو كان للسودان تلك الآلة الإعلامية الضخمة التي يتمتع بها غيره من العرب لفاق أمير الشعراء شوقي وشاعر النيل حافظ و العراق الجواهري وشاعر فلسطين محمود درويش وشاعر سوريا نزار قباني.. لقد حكى لي إبنه د.مالك محمد سعيد العباسى كيف أن والده عندما كان طالباً في مصر وجاء الشعراء العرب من كل حدب وصوب ليتوجوا الشاعر العظيم أحمد شوقي أميراً للشعراء وكان حافظ إبراهيم سكرتيراً للجنة وجاء الشعراء من كل دولة عربية تقدم ذلك الطالب محمد سعيد العباسى محاولاً اعطاءه الفرصة ليقول شعراً في تلك المناسبة ليسهم ويجاري شعراء العرب تتويجهم أحمد شوقى فرفض حافظ إبراهيم متعجباً كيف يمكن أن يقدمه وهو ما زال طالباً فترجاه أستاذ الطالب محمد سعيد أن يعطيه فرصة ويستمع إليه فقط إذا لم تعجبه القصيدة فيحق له أن يسحب إسمه خاصة وهو الشاعر السوداني الوحيد في تلك المناسبة وبعد أن طلب منه حافظ إبراهيم أن يقرأ له العباسى قصيدته تعجب منه حافظ وسأله هل أنت صاحب هذه الأبيات فعلا، فأجابه بالإيجاب فرد عليه حافظ إن كنت كذلك فقل فيَ شعراً، وبعد يومين كتب فيه العباسي أبياتاً تعجب لها حافظ إبراهيم..
    نعم إننا في السودان نظلم شعراءنا وأدباءنا ومبدعينا ومفكرينا بل حتى السياسيين وحكامنا فهم قطعاً الأفضل بكثير من غيرهم من في العالم الثالث و لو كان لي أن أرشح ملكاً للشعر العربي لرشحت الشاعر السوداني محمد سعيد العباسى وأتحدى أي شاعر عربي قديم أوحديث أن يكتب مثل هذه الأبيات:
    أرقت من طول هم بات يعروني يثير من لاعج الذكرى ويشجوني
    منيت نفسى آمالا يماطلنـــى بها زماني من حين الى حين
    ألقي بصبري جسام الحادثات ولي عزم أصد به ما قد يلاقينى
    ولا أتوق لحال لا تلائمها حالى ولا منزل اللذات يلهينى
    ولست أرضى من الدنيا وان عظمت إلا الذي بجميل الذكر يشجيني
    وكيف أقبل أسباب الهوان ولي آباء صدق من الغر الميامين
    النازلين على حكم العلا أبدا من زينوا الكون منهم أى تزيين
    لله درك أيها الشاعر العظيم، لقد تفوقت حتى على روائع الشعراء أمثال محمود سامى البارودى والمتنبي وغيرهم ...طبت حياً وميتاً... لو أنصفوك لجعلوك ليس أمير أمراء الشعراء بل ملكاً عليهم.
                  

10-06-2008, 11:18 AM

ابوبكر يوسف إبراهيم

تاريخ التسجيل: 05-11-2006
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    حزنية رابعة

    إلى أخي وصديقي أبي البشرى لقد كان عزاؤك لأسعد ولي في الطيب بليغاً مؤثراً
    إلى أخي وصديقي منصور مفتاح لقد كانت كلماتك تنضح أسى للفقد

    فما عسانا أن نقول إلآ:

    كواكب تهوى وغيرها يسطع
    جل الذي أخفى جلّ الذي أطلع
    أبكي على زمـر الأحبة في التراب موسدينا
    لم يحملوا الدنيا التي جمعوا ورحوا فارغينا
    وأناالـذي للقائهم أطـوي الليالي والسنينا
    غابـوا وقـد أيقـنت إني لآحـق بالغائبينا
    حياتنا ظـلٌ يوشـك أن يطـوى
    نهوى ولا نبقى نحن ومن نهوى
                  

10-06-2008, 11:59 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    وكتب الصحافي الامع عثمان شبونة اليوم6/10/2008 في عموده المقروء(أصوات شاهقة) بصحيفة (الإنتباهة)تحت عنوان(بعض العيد..كثير من الحزن) رحيل:جاء كما يلي:

    ـ على مشارف العيد{يوم الوقفة} رحل الشاعر الطيب محمد سعيد العباسي.. وقد عرفته الأوساط السودانية في عمله بالقضاء، وعرفه هواة الجمال بقصيدته التي غناها الطيب عبد الله وهي الأغنية السودانية الوحيدة التي أعجب بها الرئيس القذافي:
    يا فتاتي ماللهوى بلدُ
    كل قلبٍ في الحب يبتردُ
    وأنا ما خُلِقتُ في وطنٍ
    في حِماهُ الحب مضطهدُ
    ـ للأغنية قصة {مصرية الملامح} تتناقلهاالأجيال عن تلك الفتاة {الملهمة}.. وقد أهدانا الهوى { السوداني } للشاعر عذوبة{يا فتاتي} أو {ذات الفراء} بلحن شرب من الحزن حتى ثمل، ورسخ بفصاحته وصدق تجربته..!
    ـ المرحوم والد الباحث والأديب{أسعد الطيب العباسي} الكاتب المتميز والبارع في السرد الشعبي عامة والكتابة عن الدوبيت {شعرائه وأغوارة}.. ولأن أسعد هو سليل هذه الأسرة الطيبية ـ الكبيرة أدبياً وإجتماعياً ـ دانت له اللغة الفخيمة، فكان علماً مثل والده، وإن كان الحاضر لا يسعد بالإبداع كذي قبل..!
    ـ وبرحيل الأستاذ الطيب العباسي تغرب أعياد من من خصوبة ذلك الجيل.. تغمده الله بواسع رحمته.. وتعازينا للأسرة والوطن.
                  

10-06-2008, 02:05 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    {B}صدرت اليوم6/10/2008 صحيفة الصحافة الغراء وهي تحمل عمود الدكتور عبد اللطيف سعيد (ليت شعري) وجاء اليوم تحت عنوان (ألأن السواد يغمرني ؟!) جاء فيه ما يلي:

    غمر الحزن في آخر يوم من رمضان الأوساط الأدبية والفنية برحيل الأستاذ الشاعر و القانوني الضليع الطيب محمد سعيد العباسي، الذي يذكره الناس كلما سمعوا كلماته يتغنى بها الفنان المبدع الطيب عبد الله: (يا فتاتي ما للهوى بلدُ) ولاشك أن للأستاذ الطيب العباسي أشعار سوى تلك القصيدة لكن طار ذكر {يا فتاتي} في الآفاق حتى لا يكادالناس يعرفون له غيرها. وليس هذا بمستغرب فقد كان ـ حتى في عهد الشعر الأول ـ لا يعرف بعض الشعراء إلا بقصيدة واحدة. وهذه القصيدة كغيرها من القصائد اليتيمة، عالجت موضوعاً خطيرا يتعلق بقيمة الكرامة الإنسان وكرامته: تلك الكرامة التي جاء بها الكتاب العزيزولقد كرمنا بني آدم..) يقول الأستاذ الطيب:
    (لي بدنيايَ مثلما لهمو**لي ماضٍ وحاضِرٌ وغدُ) فهو يبصر فتاته بأن اللون الأسود لاينبغي أن يحرم الإنسان من أن يكون ذا ماض وحاضر وغد ولا ينبغي أن يندهش أحد من ذلك، بل إن الأسود كغيره من الناس له ماضيه وحاضره وغده وكأنه يقرِّعهاقائلاً: وليتك عرفتي من أنا يا مسكينة إذن لعرفتي ماضيَ الضخم ماضي حملة القلم ورافعي أعلام الهداية..وحاضري الراقي فأنا الشاعر والقاضي والمحامي وغدي الشاسع الذي أحلم بتحقيقه لنفسي ولوطني. ثم يمضي مؤكداً عالمية العواطف الإسانية:
    (كل قلب في الحب يبتردُ) ثم يقول: ما للهوى بلدُ.. ثم يصل بكلمته إلى منتهاهاوغايتها وقمتها حين يقول: فعلام السِّبابُ يضطردُ؟..ألأن السواد يغمرني؟.. ليس لي فيه يا فتاةُ يدُ! فهو مسبوب لسواده وليس لتعرضه لها فلو تعرض لها غير أسود لما سبته... ثم يعرض عليها عقله المستنير المدرك في مقابل سطحيتها بقوله:ليس لي فيه يا فتاةُ يدُ... فالألوان لا يختارها الناس لأنفسهم إذ يولد الأسود أسود والأبيض أبيضاً، وعليه فليس لها ميزة عليه كونها بيضاء ولا يضيره أنه أسود... فتلك مشيئة الله فيه وفيها.. وما طوى من الكلام هو: إن قيمة الإنسان ينبغي أن تقاس بكسبه لا بلونه. هذه القصيدة لاتناقش السواد على الطريقة الأفريقانية والزنوجة وماانبنى على ذلك من حركات التحرير. فالسياق هنا مختلف كلياً عن ذلك. ففي الأفريقانية والزنوجة يصور الأسود على أنه مضطهد مستعبد ينبغي أن يثور ليتحرر ويحصل على حقه الضائع. لكن السياق هنا سياق إنسان أسود لكن ليس عنده أدنى إحساس بالعبودية، ولا يريد أن يتحرر فهو حرٌ وشريف غمض حقه مؤقتاً بسبب جهل مكانته الحقيقية التي يراها لنفسه. والسواد عند الطيب العباسي ليس كالسواد في الباناأفريكانية العلمانية القائمة على العنصرية الغربية التي ترى أن نقطة دم واحدة سوداء أو غير أوربية تنقل الإنسان من البياض إلى السواد أو التلوين...أنظر إلى المرشح الديمقراطي أوباما الذي يصنف أسوداً مع سدة بياضه لمجرد إختلاط سواد أبيه بسواد أمه. بينما أن النسب في المفهوم الإسلامي الذي يؤمن به الطيب لاعلاقة له باللون فهنا كن أي لونٍ شئت ولكنك منسوب إلى القوم الذين جئت منهم... وفوق ذلك وأسمى منه..(إن أكرمكم عند الله أتقاكم). ولهذا السبب فإن عروبة الجزء العربي من السودان، ليست مرتبطة بألوان أهله بل بأنسابهم ولغتهم ودينهم وثقافتهم. وقد ذكروا أنه عندما أكل الحسد أفئدة بعض الأدباء العرب على أديبنا العظيم الطيب صالح... قالوا له ليحبطوه إنك لست عربياً وبالتالي فإن ما كتبته ليس أدباً عربياً... فقال لهم ضاحكاً: ( عروبتي لاتحتاج إلى إذنٍ من أحد). ألا حيا الله الطيب صالح الأديب والطيب عبدالله الفنان المؤدي وأنزل شآبيب رحمته على الطيب العباسي الشاعر المجيد. {B/}

    (عدل بواسطة Asaad Alabbasi on 10-06-2008, 02:16 PM)

                  

10-06-2008, 09:48 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    كتب الأستاذ عيسى الحلو اليوم 6/10/2008 بصحيفة الرأي العام الغراء مقالاً تحت عنوان(رحيل آخر شعراء الرومانس) جاء كما يلي:

    خلال شهر رمضان الكريم.. قبل أيام.. رحل عنا الشاعر الكبير الطيب محمد سعيد العباسي. وهوإبن الشاعر العظيم محمد سعيد العباسي أحد شعراء النهضة الشعرية في السودان وشاعرنا هو من بيت دين وأدب.نشأ داخل أجواء صوفية وتشبع بالشعر السوداني الصافي العذب.. ذاك الذي كان يكتبه والده الشاعر محمد سعيد العباسي.. إذ كانت القصيدة هنا هي بحث عن قيم الثقافة الصافية. قبل أن تشوبها تأثيرات الحضارة الغربية.. إذ كان العباسي الأب يؤسس لروح سودانية.. لإعادة إحيائها وبعثها كما هي في الضمير القومي تستكين لتحمي أصلها .. مستقلقة لاتسمح لأي غريب بالنفاذ إلى روحها النقي.. فهي كالوردة التي تحمي نفسها بالشوك.. وهكذا كان ريف السودان هو مستودع هذه الروح في شعر العباسي الأب. أما شاعرنا الفتى الطيب العباسي فقد جاء إلى هنا.. إلى هذا الفضاء الروحي النقي محصناً بدفء النزوع الروحاني الصوفي .. فالبيت بيت دين وتصوف وأدب .. وذهب الطيب إلى مصر ( حلوان) وهنا اتقدت هذه الجذوة عندما وقف على منابع الشعر الرومانسي العربي المعاصر عند الشاعر محمود طه المهندس (1953) ولم تكن هذه الميول الروحانية (الرومانسية) تأخذ شكلاً سياسياً يمينياً.. بل كانت تميل إلى اليسار الفكري جمالياً وسياسياً.. ولهذا غلتقى الشاعر الطيب العباسي (الفتى) بالقومية العربية.. ربم لأن قربه (وجوده بمصر) أيام فترة حكم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قد جعلته يقف هذا الموقف العروبي التقدمي.. إذ أن الحماسة للعروبة كانت مغروسة داخله منذ طفولته المبكرة. فالعباسي الأب كان من عظماء الفنانين والشعراء الذين كانو يرون الوطن داخل هذا النسق القومي الشامل من قبل دعوة جمال عبد الناصر.. وذلك بسبب أواصر الصلات القديمة ببيت المهدي حيث كان جد الشاعر(محمد شريف) هو أستاذ ومعلم الإمام المهدي.. حينما كانت العروبة ترتبط بدعوة التحرير السياسي التي رفع لواءها الإمام المهدي.. فمصر وقتذاك في قلب العروبة النابض في مقاومة الإستعمار إبَّان دعوة عرابي التي تسعى للتحرر من الإنجليز من جهة ومن الأتراك من جهة أخرى.. ديوان الطيب العباسي(العباسيات) هو تطوير للقصيدة العربية في السودان.. خيالاً وتركيباً وبناء.. وهي تأخذ الأجواء والفضاءات تلك التي تمثل إنطلاقة القصيدة السودانية في عهد النهضة الإبداعية فجسم القصيدة هو سليل ذاك الجسم السوداني الأسمر، ولها توقد الروح حول نيران قراءة القرآن في( أم مرحي) وفيها كل القضايا السياسية التي تعقدت وتبلورت في دنيته الفكرية بوصفها قضية سياسية وإجتماعية، تدفع إلى الحوار الذي يبلور إتجاهاً قومياً سودانياً شاملاً حين النظر لمشكلات الواقع.. ألا رحم الله شاعرنا رحمة واسعة وأسكنه جناته مع الصديقين والأبرار.
                  

10-07-2008, 12:51 PM

قصي مجدي سليم
<aقصي مجدي سليم
تاريخ التسجيل: 03-09-2004
مجموع المشاركات: 1091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    Quote: وكم حزنت عندما بحثت في عروة بذلته فلم أجد وساماً علقته الدولة تكريماً لهذا الأديب الضخم وكثيراً ما كنت أرى مثل هذه الأوسمة تمنح لمن هم دونه قامة وأخفض سقفاً على أنه تكفيه دعوات البسطاء من أهله ومحبيه ومعجبيه وأصدقائه وهو يعاني السقم وجسده العليل مسجى خلف باب الغرفة رقم 504 بمستشفى ساهرون

    رحم الله شاعرنا العظيم، وما كل ناظم شاعر، ولا كل شاعر عظيم، وهذا استدراك قد وجب في زمن تنتحل وتنحل فيه الالقاب دون ورع أو مسكة عقل..
    ويحضرني قول المتنبئ الأشهر:
    فليس كل من نظم القوافي شاعرا
    ولا كل الرجال فحولا
    قرأنا في ما مضى أن الشاعر فلان يمتاز بالجزالة في شعره... وعشنا حينا من الزمن نسمع بالجزالة ولا نتذوقها مما تخير لنا اساتذة (رحمهم الله واصلح شأن آخرتهم) ثم اعتركتنا الحياة وعرفنا أن للمتنبئ وللبحتري ولابي العلاء ما هو أجود مما انتخبه اولائك النفر.. فعرفنامعنى الجزالة وعرفتها في ابيات العباسي الأب وفي ابيات الخوري والبنا وفي ابيات صاحبنا في الشعر واستاذنا في الأدب الراحل المقيم الطيب العباسي. وجزى الله عنا رسول الله صلى الله الله عليه وسلم خير الجزاء اذ ارشدنا فقال (ان من الشعر لحكمة).. والحمد لله على مننه اذ جعل في الارض اهل الأدب والشعر يزينون قفار كلامها بالجيد من ثمار النظم. ورحم الله العباسية فهم شعراء ابناء شعراء ابناء شعراء وهم بلا شك اصحاب بيت كريم كريم كريم موصول كرمهم الى اكرم كريم مشى على الارض.
    والعزاء اجوده واقره وافضله واجزله واحسنه الى كل الاهل بالشيخ الطيب والى الاستاذ الفضل الفاضل الاديب اسعد الطيب والى الاهل والاخوان الطيبية بكل مكان
    وانا لله وانا اليه راجعون
                  

10-07-2008, 02:12 PM

ابوبكر يوسف إبراهيم

تاريخ التسجيل: 05-11-2006
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: قصي مجدي سليم)

    الحزنية الرابعة (أ)

    مناجاة لروح الفقيد الشاعر

    شمس "الطيب" غربت بعدالشروق
    وانطوت بين أسارير النهار
    كل إنسانٍ إلى الموتِ مسوق
    ليس للحي من الموت فرار
    **** ****
    أين ذاك العلم؟ ولّى والأدب؟
    أين من كان شيخ أم اللغات؟
    كان كالبدر مضيئاً واحتجب
    واختفت في القبر تلك البسمات
    لم يكن قد ساد بالمال والنسب
    انما أشــعل نـار العزمـات
    ملأ الأيام فخراً وذهب
    فانطلقنا خلفه بالزفرات
    **** ****
    زفرات أشبهت لمع البروق
    وعيونٌ تُسيلُ الدمع الغِزار
    من قلوب من أساها في حروقٍ
    أشعل الخطب نواحيها بنار
    **** ****
    كان ميزان منصات القضاء
    يلجأ العدل إليه .. والأنام
    كان للظالم ويلاً وبلاء
    كان للمظلوم برداً وسلام
    ويرى العالم في الحق سواء
    يستوي السيد منهم والغلام
    يا طهور الكفِّ من رجس الرشاء
    يا بعيداً عن مظنات الحرام
    هذه الدنيا كما أبصرت سوقٌ
    فيه للإنسان ربحٌ أو خَسَار
    ليس فيها غير لؤمٍ وعقوقٍ
    وهي بركان شرورٍ في انفجار
    **** ****
    مجلس السمار أمسى في اكتئاب
    وبنات الشعر يلطمن الخدود
    وهزار الروض قد أمسى غراب
    حين جفّتْ وذوت تلك الورود
    وقصور الفضل أمست في خراب
    كبقايا قوم عادٍ وثمود
    منذ أن هيل على القبر التراب
    وتواريتَ ... وقالوا لا يعود
    كنت في الشعر وفي النثر عريق
    كنت للشعر وللفضل منار
    عشتَ حُراً في معانيك طليقٌ
    بدويـاً ليس يرضيه الإسار!
    **** ****
    قد فقدنا الشمس والبدر معاً
    مذ دفناك وارينا مثيل "مَلَك"
    أنت في الشرق نوراً ساطعاً
    ولذا بعدك ساد دنيانا الحلك

    (عدل بواسطة ابوبكر يوسف إبراهيم on 10-07-2008, 02:15 PM)

                  

10-07-2008, 05:09 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)

    إحتسب اليوم7/10/2008 الإتحاد العام للمحامين السودانيين بصحيفة الرأي العام مولانا الراحل الطيب محمد سعيد العباسي. والمعروف أن الراحل إلتحق في بدايات حياته العملية بالمحاماة ومارسها من خلال مكتب المحامي الراحل الرشيد نايل في خمسينيات القرن الماضي قبل أن يلتحق بالقضاء في العام 1957 ليعود إليها بعد حوالي الأربعين عاماً خاتماً بها حياته العملية الحافلة.له الرحمة. والشكر للإتحاد العام للمحامين السودانيين.
                  

10-09-2008, 07:04 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    كلمة رصينة وبليغة ومؤثرة قالها الاستاذ الدكتور الحبر يوسف نور الدائم نشرتها صحيفة آخر لحظة الغراء في عددها الصادر يوم أمس الثامن من اكتوبر 2008م تحت عنوان (في وداع الاستاذ الطيب محمد سعيد العباسي) وقد جاءت كما يلي:
    Quote: في آخر يوم من شهر رمضان المبارك هوى نجم وقاد وذوى غصن رطيب وصمت صوت صداح ذلكم الأستاذ الطيب محمد سعيد العباسي سليل الدوحة الطيبيةالمتالقة. مضى القارح الأرن، والفارس المغوار، والشاعر الذي لا يشق له غبار.. مضى الأديب الأريب الذي ورث الفصاحة كابرا عن كابر.. الشاعر ابن الشاعر بن الشاعر وكيف لا يكون شاعرا وابوه محمد سعيد العباسي ذو اللسان المفتوق وجده محمد شريف صاحب الرائية التي طار ذكرها في الافاق وملأت الدنيا وشغلت الناس.
    فالاستاذ الطيب محمد سعيد فرع وريف من دوحة وارفة مثمرة ورث الفضل من أسرة لها في الفضل ضرس قاطع وعرق ضارب وجذع غالب. أما الشعر فهو ابن جلدته علما وتجربة واما القانون فكم له فيه من صولات وجولات تنبيك عن ذكاء لماح وقريحة مشتعلة وعقل متمرس وحجة فالقة.
    سمعت بمرضه الذي مضى فيه فهرعت الى مستشفى ساهرون والقلب واجف متوجس فحياني تحية أمق محب مع ما كان يعاني من شدة ورهق فهذا ابن اخيه يوسف ود نور الدائم ونفث كلمات انا بهامفاخر مكاثر(الحبر مابقصر)وكم قد قصرنا في حقه ولكنه الفضل المتوارث والحس المرهف والشعور الدقيق. لقد كان-رحمه الله واحسن اليه وتجاوز عن سيئاته - بي معجبا وكائن نوه بي في المجالس وآخرها جلسة في قاعة الشارقة بجامعة الخرطوم حتى أثار حفيظةبعضهم وغيرة آخرين. كتب الي بتاريخ 16-6-2008م اي قبيل وفاته بقليل يسألني رأيي في قصيدة رائية من بحر البسيط سماها (اللحن الأخير) فأنا عنده الحبر الأعظم العالم الجليل الأديب الفذ والفقيه الذي لا نظير له ولا تعجب على هذه الصفات الجليلة التي اضفاها علي والبسنيها فان الحب يعمي ويصم ويحول بينك وبين النظر المو ضوعي الذي ينأى بك عن المبالغ والمغالاة.
    بعث الي فقيدنا العظيم بقصيدتين اثنتين احداهما في رثاء السياسي البارع الشريف زين العابدين الهندي والأخرى (بهجة الروح) والتي سماها (اللحن الأخير) وكلاهما من بحر البسيط. الأولى دالية والثانية رائية، يقول في الأولى:
    أودى الشريف الذي كنا نلوذ به
    ان مسنا الضر في مال وفي ولد

    ويقول في الاخرى:
    أما الثمانون فلا اهلا بها ابدا
    أحالني مرها قوسا بلا وترِ
    للأستاذ محمد سعيد العباسي وابنه الطيب رحمهما الله تعالى، شعور غريب بمر الايام وكر الليالي الذي يسلم الإنسان الى الضعف وذهاب الشباب بكل ما له من بهجة ورونق وبهاء. وأذكرك ايها القارئ الكريم بنقد الاستاذ محمد سعيد العباسي للشريف الرضي حين قال:
    من لي به والدار غير بعيدة
    من داره والمال غير قليل
    فقال الاستاذ محمد سعيد: (مالو بدور شنو؟ كان إقول :
    من لي به والدار غير بعيدة من داره وعلي برد شبابي )
    ولإن بكى الستاذ محمد سعيد وشكى من السنين التي قصرت الخطى وتركنه يمشي الهوينى ظالعا متعسرا فقد بكى ابنه الاستاذ الطيب بكاءا مرا على شبابه الذي به يصول ويجول:
    وكنت ذا صولة في كل معركة
    سلي شبابي ينبيك عن خبري
    ينبيك ان الشباب الغض يأخذ
    من غيد الحسان هواهاأخذ مقتدر

    ولست في حاجة أخي القارئ ان الفت نظرك الى تكرار كلمة الشباب وقد كررها في مواضع اخرى مما يدل على الحسرة التي تأكل واللهفة التي تمض كما انك لست في حاجة الى ان يشار اليك الى تفنن الشاعر في استعمال حرف الغين في كلمتي الغض والغيد ما اراك قد غاب عن الأثر القرآني الكريم في قوله (أخذ مقتدر) وقديما كان يقول استاذنا محمد محمد علي صاحب (الحان واشجان) انه يعرف مواضع السجدات في الشعر وذلك عندما وقف عند قول محمد سعيد العباسي:
    عجموه فاستعصى فلما استيأسوا
    نزعوه عن فوديه نزعا منكرا
    فقال: هذا موضع سجدة!!
    لقد مضى الشاعر الفحل والقانوني الضليع الاستاذ الطيب محمد سعيد العباسي ونسأل الله سبحانه وتعالى له المغفرة السابغة والرحمة الواسعة وان يجعل البركة في زوجه وذريته واهله وذويه وعارفي فضله وإنا لفراقه لمحزونون ولا حول ولا قوة الا بالله.

    (إنا لله وإنا اليه راجعون)[/
    B]
                  

10-09-2008, 07:14 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    صدرت صحيفة الراي العام الغراء امس 8اكتوبر 2008 وهي تحمل في صفحتها الأخيرة عمود الاستاذ كمال حنفي (الا قليلا)وجاء كما يلي:

    Quote: حكم غيابى !

    مواقف صغيرة تصنع أعمالا كبيرة ... منها موقف ذلك الطالب الجامعى السودانى الذى يدرس بكلية الحقوق بجامعة القاهرة ... فذات صباح شتوى قبالة جامعة القاهرة بالجيزة صادف فتاة فاخرة تهبط من سيارة فاخرة وهى ترتدى فراء» فاخرا ويتدلّى من على رقبتها الصليب فأرسل الطالب السودانى إشارة هوائية ... فانتهرت الفتاة الطالب السودانى وخاطبته بلونه ... كان ذلك الموقف الصغير مدخلا لعمل كبير : قصيدة (ذات الفراء) المشهورة فى المكتبة السمعية السودانية بأغنية (يا فتاتى) !
    عاد بعدها الطالب السودانى الطيب محمد سعيد العبّاسى الى شقّة (العزّابة) فسال قلمه الشعرى ب (يا فتاتى ما للهوى بلد)... فكانت أوّل مرافعة يقدّمها طالب الحقوق فى محكمة (الأحوال الشخصية) !
    بعد ميلاد القصيدة بشهور أقامت كلية الآداب بجامعة القاهرة حفلا طلابيّا قدّم فيه طالب الحقوق بذات الجامعة قصيدته (ذات الفراء) فاستقبلها الحفل بفاصل من التصفيق المتواصل ... وغمزت طالبة الآداب لصاحباتها فى الحفل بأنّها بطلة هذه القصيدة ... لقد كانت هذه الطالبة هى نفسها ذات الفراء !
    بعد سنوات كان القاضى الطيب العباسى من ركّاب قطار يركض من شندى الى الخرطوم , فسمع صوت أوتار عود تهتز وصوتا غنائيا يصدر عن قرب يردد : يا فتاتى ما للهوى بلد ... فذهب حيث مصدر الصوت و قدّم نفسه لعازف العود بأنّه صاحب هذا الكلام وسأله عن اسمه فكانت الإجابة : الطيب عبد الله ... كان ذلك طبعا قبل قانون الملكية الفكرية وقبل منظمة (الوايبو) ... ود. كامل ادريس تلميذ فى المدرسة (الأوّليّة) !
    قضية جدلية لا يصدر بحقها إلا حكم غيابى , أنّه لولا الطيب عبد الله وعوده لكانت (ذات الفراء) قصيدة مخبوءة فى ديوان (العبّاسيّات)... لكنّها خرجت للوجود حين أخذ الطيب عبد الله بعضها فشكّل منها أغنية (يا فتاتى) ... فأخلى سبيلها القاضى الشاعر من ديوانه !
    اذا كانت (فتاة) العبّاسى (ذات الفراء) فى كشوفات الأحياء فهى من الورثة الشرعيّين لديوان (العباسيّات) ... فقد أهدت الشاعر موقفا صغيرا صنع منه عملا كبيرا يستحق الإيداع بكليّة الآداب ... وليس الإيداع فى قبضة بوليس الآداب !!
                  

10-11-2008, 06:12 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    اليوم 11/10/2008 حمل الملف الثقافي لصحيفة الإنتباهة تحت توقيع الأستاذ/راحيل إبراهيم مقالاً تحت عنوان ورحل العباسي بن العباسي جاء على النحو التالي:
    ـــــــــــــــــــــــ

    رحل عن دنيانا في آخر يوم من شهر رمضان المبارك الأستاذ الطيب محمد سعيد العباسي أحد شعراء النهضة الشعرية في السودان.إبن شاعر الريف والبوادي الشاعر محمدسعيد العباسي الذي عرف عنه تنقله في معظم أطراف السودان المترامية وعشقه للترحال ممتطياًجواده المشهور فكأنه يجمع الكلمات المتناثرات في السهول والأودي وينظمها دررا، على ذات الدرب سار العباسي بن العباسي الذي نشأ في بيت تصوف مما قوى من ملكته الشعرية إضافة للهجرة التي كانت وجهتها مصر وفبها تأثر برواد الشعر الرومانسي المعاصر تزامن وجوده مع فترة حكم الرئيس الراحل عبد الناصر فكتب الحماسة العربية وشابه والده عندما كتب دعوات للعرب وللسودان للتحرر من المستعمر .إمتاز الطيب العباسي بذكاء لماح وعقل متمرس كيف لا وهو القانوني الفذ صاحب الصولات والجولات في المحاكم وقد أشتهر الطيب العباسي بكتاباته الرومانسية والروحانية وتأثر بنشأته وسط المتصوفة ومزجها بالطبيعة الخلابة في البوادي التي عاش فيها وكما هو معروف لفإن والده محمد سعيد العباسي نشأ بمنطقة النيل الأبيض وترعرع فيها وعمل على تربية أبنائه تربية عربية دينية زرعت في نفس الطيب حب الخير وبجانب عمله في القضاء عمل بالتدريس والصحافة والمحاماة ومستشاراً قانونياَ بالأمارات وعمل في الخمسينيات مديراً لمكتب وزير العدل وقد روى الطيب العباسي عن نفسه قصة كتابتة لقصيدة (لقيطة) والتي مطلعها:
    مولاي سامحني ولا تعتب**إذا ما خانني التعبير با مولايا
    وقال عنها أنها فتاة لقيطة عاشت حياة قاسية أحبت أحدهم كان يغير عليها ويعاملها بقسوة فقتلته بخنجر بعد معاناة نفسية عصيبة وقاللو قدر لي أن أحكم عليها بعواطف الشاعر لحكمت عليها بالبراءة ولكنني حكمت عليها بمنطق القانون بخمس سنوات سجناً).
                  

10-11-2008, 09:13 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    غابت الوان وغاب كاتبها الحسين خوجلى الذى لم يكن بخيلا بما عنده ولم يك معدما نتحرج له بل له باع وذراع فى العطاء وهو المحب للشعراء والعارف لشعرهم وهو المحب المطلع للمقروء والمسموع والمموسق وأحسبه وأراه يردد يا فتاتى ما لا للهوى بلد وإن كان لا يدخله اللون فى زمرة الشاعر وصحبه ذوى السحن السود لأنه لحوى بدوى ومن الشرفاء ولم تك الوانه متخلفة قط عن أمر جلل ولكنى أراها الآن فلعل الداعى خيرا يا أسعد ونحن لا نلومه إلا لنستكتبه ونستدر ونستحلب يراعه السيال والاواه إذا حزن ونعرف أن له فى شعر القح القراح محمد سعيد العباسى مقيلا وسهر وأن له فى العباسيات مواضعا للجلوس والإنتباه وأخرى للسجود كما أشار الحبر الفهامه والعلم العلامه الحبر يوسف لغوص محمد محمد على فى شعر العباسى الكبير ونعلم أن للرجل فرسا مرنا ونشيط فإن تأخر ركبه فهو لا محالة آت ولك وله السلام




    منصور
                  

10-11-2008, 09:27 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    (إن نفعت الذكرى) زاوية الأستاذ الأديب والشاعرالمعروف كامل عبد الماجدأحمدزين الإداري السابق ومستشار وزير الثقافة الآن جاءت اليوم 11/10/2008 تحت عنوان(وداعاً الطيب العباسي) كما يلي:

    رحل إلى بارئه أواخر شهر رمضان الذي إنقضى الشاعر السوداني الكبير الطيب محمد سعيد العباسي وبرحيله ينطوي زمان الشعر العربي التقليدي الرصين ببلادنا والشاعر الراحل ينتمي إلى بيت دين وعلم وأدب له جذور ضاربة في الأرضية الصوفية الأدبية التي إمتدت ظلالها على أرياف مصر وربوع السودان فهو إبن الشاعر العظيم محمد سعيد العباسي بن الأستاذ محمد شريف أستاذ الإمام المهدي بن الشيخ نور الدائم بن سيدي الشيخ أحمد الطيب مؤسس الطريقة السمانية في مصر والسودان وكل رموز هذه الدوحة الصوفية علماء وشعراء وأفذاذ في العربية وآدابها ومحمد سعيد العباسي والد الراحل يعتبر من مؤسسي النهضة الشعرية في السودان وأحد أفذاذ القصيدة التقليدية وعارفو الشعر في بلادنا يرفعونه درجات فوق شوقي وحافظ وفيهم من يماثله بالمتنبي في عذوبة النظم ورصانة المعاني وجزالة الخيال غير أن الضعف الذي شاب إعلامنا بل غيابه التام في فترة أربعينيات القرن الماضي وهي الفترة التي تألق فيها العباسي وظللها بوارف شعره البديع حجب شعره عن قراء العربية من حولنا وقد رثاه نجله الراحل وقال فيما قال:

    لقد كنت نعم الأب البر ياأبي** وكنت لعيني في دجا اليل كوكبا
    وأنت إلى آبائك الغر تنتمي**وكنت لهم فرعاً نما وتأشبا
    ملكت زمام المجد عنهم فصنته**بعزمة مفتول الذراعين أغلبا
    فلو لم تكن أنت الذي قد ولدتني**لما رضيت نفسي بغيرك لي أبا
    وأنت كهذا النيل براً ورحمةً**إذا الهر بالعافين أكدى وأجدبا
    أبي إن أخل الناس أوفى وإن دعوا**أجاب وإما أبهموا القول أعربا
    وإن أسرع الساعون للمجد فاتهم**وإن قبلوا الدنيا على ما بها أبا

    وإن تغنى الشاعر الراحل بأمجاد والده فقد شدا والده فخراً بآبائه في قصيدته الفذة {عهد جيرون} التي يبتدرها:

    أرقت من طول هم بات يعروني**يثير من لاعج الذكرى فيشجوني
    وفيها يقول:
    وكيف أقبل أسباب الهوان ولي**آباء صدق من الغر الميامين
    النازلين على حكم العلا أبداً**من زينوا الكون منهم أي تزيين
    من كل أروع في أكتاده لبد**كالليث والليث لايقضى على هون

    أتم الراحل الطيب العباسي دراسته الثانوية بمدرسة حلوان بمصر ثم إلتحق بجامعة القاهرة الأم حبث تخرج في العام 1953 في كلية الحقوق وعاد للسودان حيث عمل بالتدريس ثم المحاماة ثم إلتحق بالهيئة القضائية وعمل قاضياً في العديد من جهات السودان ثم أختير للعمل مستشاراً قانونياً للمجلس الإستشاري الوطني للأمارة أبوظبي التي أمضى فيها زهاء العقدين من الزمان ليعود للسودان ويفتح مكتباً للمحاماة من جديدوهذه هي الفترة التي توثقت فيها صلتي به. وقد عرفته إنساناً طيب المعشر كثير التهذيب زاهداً في الأضواء مكتمل الثقافة أنيساً في مجلسه وحديثه. وشعر الطيب سلس العبارة يجمع بين النظم التقليدي وشعر التفعيلة وغيري أعلم بهذا الرأي ... وربما إتفق معي الأستاذ الكبير عبد القادر شيخ إدريس أبوهالة إذ يقولوشاعرنا من الشعراء المطبوعين الذين حازوا كنوز اللغة وسبروا أغوارها فالتزم القافية وأحسن السباحة في البحور الخليلية وطوعها حتى تواكب شتى الأحداث المعاصرة) وهذه المواكبة هي التي تضفي نكهة التفعيلة في شعره:

    أدار عليك السعد رب يديره**وجادك منغيث الهناء غزيره
    ويسعدني أني أراك سعيدة**وحسب فؤادي طيف من هواك يزوره
    وكيف يزور الطيف قلبا سكنته**ألا أنه لغو الحديث وزوره
    فما أنت يا آمال إلاخريدة**تدين لها غيد الجنان وحوره
    كأني بذاك الحي يوم زفافها**تكاد تغني دوره وقصوره

    هذا شعر جديد فيه روح العصر وإن جاء نظماً في الأطر التقليدية. وقد أصدر الشاعر ديوانه {العباسيات} أوائل العام 1988 وصدرت الطبعة الثانية عام 1999 والديوان يشتمل على ثلاثين قصيدة هي ليست كل ما كتب وأكثر ظني أن بعد ديوانه العباسيات لم تجمع أشعاره في ديوان مطبوع. وقد تنقل الراحل في سنواته الأخيرة من دار لدار بين الجيلي والحلفاية وأم دوم وقد طفقنا نزوره أينما رحل لنستمع منه إلى الشعر الجديد وشعر والده وغير والده ولنتعلم منه البلاغة وقواعد اللغة التي كان لايشق له فيها غبار وكان يصوب كل من يلحن حتى في المؤانسة واللغة الدارجة وأكثر ما أدهشني تصويبه للممرضة وهو طريح الفراش قاب قوسين من الغيبوبة أو أدنى وقد زرته بالمستشفى..وقد قالت الممرضة تجامل أحد زواره من أهله (على الرحب والسعة) فقال لها بصوت خافت (والسَعة) بفتح السين وليس بكسرها..! والطيب الصديق الصدوق الراحل لايعرفه كثيرون ربما بسبب صيت والده وزهده في الإعلام وربما لإغترابه الذي إستطال خارج البلاد وعامة الناس يعرفون أنه شاعر {يا فتاتيما للهوى بلد} لذيوع الأغنية ولحنها الجميل الذي سافر بها بأجنحة للناس..ولكن القلة المثقفة المهتمة بالشعر تعرفه وتعرف قدره.

    لي كغيري يا زهرتي أملٌ**وفؤاد يهوى ولي كبدُ
    لي بدنياي مثلما لهمو**لي ماضٍ وحاضرٌ وغَدُ
    فالوداع الوداع قاتلتي**هاأنا عن حماك أبتعدُ
    سوف تنأى خطايَ عن بلدٍ**حجرُ قلبُ حوائه صلِدُ
    وسأطوي الجراح في كبدي**غائراتٍ وما لها عددُ

    ولعل من أروع قصائد الراحل {آمال} و {لقيطة} و {لقاء في دُبي} و {خواطر مغترب في عيد الإستقلال}..ويقول في (خواطر مغترب):

    لدى الغيد الحسان خبا زنادي** وفي ساح الغرام خبا زنادي
    أطل الشيب من رأسي إذا بي**أحس به سهاماً في فؤادي
    وكل خريدة حسناء أضحت تناديني**أبـــي لما تنادي

    ويمضي في القصيدة ممتدحاً أهل الخليج:

    وجئت إلى الخليج وكان زادي**شعوري أنه إحدى بلادي
    وفارقت الأحبة عن يقين**بأنهمو هنا رغم البعاد
    فمن أهلي سوى قوم أراهم**يعادون العدو كما أعادي
    ويعتنقون ديناً وهو ديني**وينطق كلهمو ضاداً كضادي
    ويجمعني بهم نسب عريق**يوحد بيننا من قبل عاد
    نزلت بأرضهم فحللت سهلا**وكم لهمو علي من الأيادي
    ولست بمادح كلا فإني**أعاف البيع في سوق الكساد
    ولست بمنكر لهمو جميلاً**كما قد أنكرت هندٌ سوادي..!!

    في عامه الأخير ألححنا عليه أن يخرج للناس ويرتاد معنا المنتديات الأدبية وكان يحلو لي أن أقدمه بالشاعر بن الشاعر بن الشاعربن الشاعر بن الشاعر ويقول لي مداعبا أضف إلى هذا التقديم الرائع (حفيد الباشتين) وهو بالفعل كذلك فوالدته هي أسماء بنت الزبير باشا ووالده إبن محمد شريف باشا.. وتظل الدوحة الطيبية ولوداً وحبلى بالشعراء كالشاعر سيف الدين الدسوقي والشاعر محمد الواثق والشاعر عمر محمود خالدوغيرهم .. قبل أشهر قليلة خلت أهدى الراحل لعدد من أصدقائه وأنا بينهم قصيدة جديدة مطبوعة أسماها اللحن الأخير وكان في أتم صحة وما علمنا يومها أنه يودعنا بتلك القصيدة التي يختمها بقوله:

    وإن بَعُدتِ فحالي كلها كرمٌ** أرعى الهوى بين أضلاعي مدى عمري
    ولن أُلَحِنَ شعراً بعد ذي أبداً ** فهذه آخِرُ الألحان من شعري

    لصديقنا الأستاذ عبد الباسط سبدرات عبارة باذخة سمعته يرددها يقول فيها (كلما نعى الناعي صديقاً أقمت له مقبرة بصدري تحسست صدري اليوم فإذا بصدري مقبرة كبرى).

    رحم الله صديقنا الشاعر الأديب الأريب الإنسان الشهم الكريم الخلوق الطيب العباسي ولا نقول إلا ما قال هو:

    جئنا إلى الدنيا ونتركها كما** جئناوكل بالحقيقة جاهلُ
    ما عاد غير الله يعلم سرها**فهو العليم وعلمه متكاملُ

    ونردد قوله وقد رحل عن دنيانا الفانية:

    كأني به في الخلد يختال زاهياً**بأثوابه البيض النقيات معجبا
    ويحف به آلٌ قد تغنى بحبهم**ويقدمه رهطُ الملائكة موكبا

    نسأل الله أن يتقبله قبولاً حسنا ويسكنه جناته الوارفة التي عرضها السماوات والأرض.







                  

10-14-2008, 04:12 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    إكتملت لدى الشاعر الكبير سيف الدين الدسوقي قصيدة عصماء في رثاء الوالد الطيب العباسي ـ طيب الله ثراه ـ سأقوم بنشرها في هذا البوست حال أن يسمح لي شاعرها والذي يضع عليها الآن لمسته الأخيرة.
                  

10-21-2008, 05:30 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)


    سادتي
    هذا المقال نشرته لي مؤخراً صحيفة السوداني الغراء

    مابين الشاعرالسوداني الطيب العباسي والأديبة اللبنانية ليلى بعلبكي

    كان شاعرنا السوداني الطيب محمد سعيد العباسي ـــ الذي رحل عن دنيانا مغفوراً له بإذن الله أواخر الشهر الماضي ـــ هوالأديب والشاعر القانوني السوداني الوحيد الذي ناصر الأديبة اللبنانية ليلى بعلبكي عندما قدمت للمحاكمة عن عمل أدبي أنجزته ونشرته في حوالي العام 1964 وهي مجموعتها الروائية التي أسمتها (سفينة حنان إلى القمر) وسفينة حنان إلى القمر هي إحدى الروايات التي وردت في المجموعة، وكانت النيابة اللبنانية قد إتهمت كاتبتها ليلى بمخالفة الآداب والأخلاق فتمت مصادرة الكتاب من ناشره ومن المكتبات وألقت الشرطة اللبنانية القبض على ليلى وقدمتها عن طريق النيابة إلى المحاكمة وقد وصفت ليلى إستجواب مفوض الشرطة لها:
    لم أتمكن من إخفاء استغرابي وهو يسألني: لماذا تكتبين بهذه الطريقة؟ وسألت نفسي هل يحق لأحد أن يسأل فناناً لماذا يكتب هكذا؟ بصوت مرتفع أجبت: لأنني اعتبر نفسي أتمتع بحرية الرأي والفكر والعمل الممنوحة لكل شخص في لبنان.
    سؤال: ألا يتهيج المراهقون بعد قراءة كتابك، ويجب مصادرته؟
    جواب: الكتاب يتكلم عن البشر، عن الناس، عن الأشخاص، في هذا البلد. يصور الواقع بطريقة أدبية فنية. وإذا كانت تجب مصادرته فالأصح أن تصادر البشر هنا، لأنهم مادته…
    سؤال: لماذا استعملتي هذه الكلمة بالذات؟ جواب. لم اجب. بماذا أجيب؟ هل علي أن أفسر لماذا استعملت هذه الكلمة بالذات، لا تلك، لحظة خلقي الفني؟ من هو الوصي على الموهبة هنا عندنا في لبنان؟ من؟ شرطة الأخلاق؟ من هو المحاسب؟ من هو المعاقب؟
    ثم افتراء. افتراء أخذ كلمة واحدة ونزع ما قبلها وما بعدها وحصر التهمة بها.
    وانتهى الاستجواب، والدقائق ثقيلة تزحف في عيني، والصمت يزيد غضبي واستنكاري الأخرس. كان المقصود أن يشعرني بالخجل مما أكتب، والذنب. أحسست فقط أنني وحدي في غابة، وكنت مليئة بالحزن، حزن كبير يغرق العالم.
    وأزف موعد المحاكمة. وصرحت الآنسة ليلى بعلبكي قبيل المحاكمة بقولها:
    لن أعتذر في غرفة المحاكمة، أمام هيئة المحكمة، عن الأشياء التي كتبتها والتي أحاكم من أجلها. أنني جد فخورة بما كتبت.
    إنني أسأل: هل العطاء هو جريمة؟ ذنب؟ خجل؟ أنني أؤكد واشعر أن هذه القضية تطال جميع الأدباء والفنانين وهي تَحِدُ من الخَلق والفن.
    إن هذا الشيء معيب بأن اقف أمام المحكمة واشرح لماذا كتبت. أنا اكتب بحرية. أنني اكتب للنخبة، المثقفين، لذوي الأفكار السامية،وللناس الناضجين. أنا ارفض أن أكتب لمرضى الأخلاق وللمقعدين وللمتأخرين عقلياً.
    إنني ذاهبة غداً للمحاكمة بكل فخر واعتزاز. على اعتقاد مني بأن الحق لي والقانون بجانبي. ولإيماني الوثيق بالعدالة. وأتمنى أن تكون هذه القضية تجربة مفيدة تمنع الحد من الحريات والإساءة لها.
    في هذه الأثناء كانت عدة صحف أجنبية كبيرة قد أخذت تهتم بالموضوع، فنشرت (الاوبزيرفر) مقالاً في صفحتها الأولى، وجعلتها (جان افريك) موضوع صورة الغلاف ومقال رئيسي فيها، وكتبت عنها (فرانس سوار) و (الديلي اكسبرس). ووصلها عرضان من داري نشر في بريطانيا وأمريكا. كما منحها نادي (الفوبور) في بيروت جائزته لتمسكها بحرية التعبير.
    وبعد عدد من الجلسات إستمعت خلالها المحكمة لقضيتي الإتهام والدفاع المتهمة التي هرع إليها عدد كبير من المحامين الأدباء وعلى رأسهم كان المحامي الأديب الأستاذ محسن سليم و أصدرت قرارها وكان كما يلي:
    حيث أن المدعى عليها تنكر أن يكون القصد من الكتاب إثارة الغرائز الجنسية؛ وحيث ما من شك أن هناك عبارات ــ وهي التي ضربت عليها النيابة العامة بحبر أحمرــ تبدو في ظاهرها إذا ما عزلت عن سابقاتها واللاحقات بها، مخلة بالأخلاق والآداب العامة. غير أن ما يجب مراعاته في الأدب الأدب بوجه عام ــ وهذا ما تميل إليه المحكمة ــ هو أننا عندما نقف أمام أي كتاب أو أي اثر فني يجب أن ننظر إليه كوحدة تامة لا تتجزأ توصلاً لاستقصاء غاية مؤلفه أو واضعه إستكشافاً لنيته.
    وعلى ضوء ما تقدم، ترى المحكمة أن المدعى عليها في معظم أقاصيصها لم تكن تبغي إثارة الغرائز الجنسية، لا بل على العكس من ذلك، فأنها (كما في أقصوصتها (القطة) كانت تصور الواقع على حقيقته وبشاعته، لتخلص منه موبقاته وتخلفه عن طريق توجيه الدروس القاسية، يفضل تلقينها لمن يستحقها خشية الانزلاق في دروب موحشة، كما وأنها كانت تصور في أقصوصتها (كنت مهرة) تقاليد وفوارق ما تزال مرعية الجانب في بلد واحد وبين شعب واحد. وفي أقصوصتها (لن ينتهي الغضب) أظهرت أن الفوارق دائماً ما تؤدي إلى أسوأ العواقب، ذلك لأن التجربة على نطاق البشر تظل أكثر إيلاماً وضرورة منها على أي نطاق آخر أقصوصة (التجربة).
    وعلى ضوء هذه الأسس فإن المحكمة ترى أن المدعى عليها في نطاق كتابها، ولئن تعمدت الواقعية والحقيقة السافرتين فسمت الأشياء بأسمائها وعرضت شخوصها على مسرح مكشوف، فإنما كان ذلك في سبيل بلورة الفكرة والغاية اللتين تهدف إليهما، وهماغير مخالفين للآداب والأخلاق.
    وحيث أنه يتحصل مما تقدم أن الكتاب موضوع الملاحقة لا يهدف بما حواه من أقاصيص أية إثارة للغرائز الجنسية، إنما كان وليد رغبة ملحة في الانعتاق من بيئة ضيقة ودعوة لمواجهة الحقيقة السافرة والعمل على تحسس هذه الحقيقة بعينين صامدتين للنور، يمكن لهما أن يميزا بين الخير والشر فيختارا الأفضل والأحسن، لا بعينين ضرب عليهما رمد التقاليد نسجاً من غباوة؛ وحيث أنه ليس في ذلك ما يؤلف جرماً يقع تحت طائلة العقاب، الأمر الذي يستتبع وجوب الحكم بوقف التعقيبات الجارية بحق المدعى عليها ليلى بعلبكي وبالتالي بحق المدعى عليه الناشر جورج غريب.
    لذلك، نحكم بالاتفاق: بوقف التعقيبات الجارية بحق المدعى عليهما ليلى بعلبكي وجورج غريب وبعدم إيجاب الرسوم ورفع قرار المصادرة وإعادة الكتب المضبوطة لأصحابها.
    وبعد صدور الحكم قالت ليلى: جاء يوم خلاصنا. نعم خلاصنا نحن، الذين هي القضية قضيتهم. يشرفني أن أكون سبب هذا الحادث التاريخي. وأعتبر حكم اليوم وساماً أعتز به وأفتخر، وأعتبر كل ما حدث أروع قصة يمكن أن تحدث لي، بكل ما فيها من حزن وقساوة وفرح. والآن يمكنني أن أستمروأن أهتدي بشلال الضوء الذي يبهر.
    وكان في هذه الأثناء قاضينا وشاعرنا الراحل الطيب العباسي يتابع قضية ليلى من مدينة كوستي التي كان آنذاك قاضيها المقيم منذ القبض عليها وإلى صدور الحكم ببراءتها فكان يراسلها ويراسل محاميها الأستاذ محسن سليم مسهماً بآرائه القانونية والأدبية وعندما زفوا إليه نبأ براءتها لم تسعه الفرحة فقد كان الراحل نصيراً للمرأة ويؤمن إيماناً عميقاً بالقومية العربية ومدافعاً صلداً عن حرية الفكر والتعبير والنشر لذا عبر عن كل هذا في قصيدة بعثها لليلى عقب براءتها ونشرتها جريدة الآداب اللبنانية وتقول أبياتها:
    ما غريبٌ أنا ولَسْتِ غريبه ** فَكِــلانا نما بِارضِ العُروبه
    وكِـــلانا يَمُضُّــه ألمُ الشرقِِ ** ويشتاقُ للرُبوعِ السليبه
    أنــتِ أُختي ليلى وأهلُكِ أهلي ** وعلى البُعدِ أنتِ مِني قَريبه
    وإذا ما شكا من الأَرْزِ فَرْعٌ ** أجدبَ النيلُ والضِفافُ الخصيبه
    ساءني ما جرى لليــلى بِلُبْنانَ ** وإن سرني انتصارُ الأديبه
    إن تــكُنْ غَضةَ الأنامِل ليلى ** فلــديها مِن اليـراعِ كتيبه
    أو يكــُنْ غُصنُها تأوَّدَ ليناً ** فـهي أرسى من الجبالِ الرهيبه
    زعمُــوا أنـها تنكَبتِ الحقَ ** وسِيقـَتْ كمــا تُساقُ المُرِيبه
    وأتـــاها الشُرطيُّ يسألُ فَظاً ** كان أحرى بهـــا ألا تُجِيبه
    قلبـُـها الحُرُ ليس يرهِبُهُ القهرُ ** فما القهـرُ للنفوسِ النجيبه
    وعلى سـاحَــةِ القضـاءِ أهَلَّتْ ** بِسِمَـاتٍ إلى النفوسِ حبيبه
    زانَهــا الطُهرُ والجمالُ ورَفَّتْ ** حولهــا هيبةُ الجلالِ المَهيبه
    قــال قاضيهُمُو وقد سمِعَ الدُرَ ** من القــولِ من شِفاهِ أريبه
    إن ليــلى بريئةٌ فدعــوها ** يا حُمــاةَ الآدابِ فــهي أديبه
    ودعـــوا غرسهـا لِيُنبِتَ زهراً ** فنــرى حُسنَه ونَنْسمُ طِيبه
    ودعــوا الفكرَ كالضياءِ طليقاً ** يسكبُ النورَ في الدياجي الكئيبه
    أحـــرامٌ ما خطَه كفُ ليلى ** وهي للفكـرِ والعُلـومِ ربيبه
    قولُــها خالِـدُ المعاني وأبقى ** من طِلى بابِلِ وآثارِ طِيبه
    فدعــوها واطلِقوا عن يراعٍ ** دافِقِ النبْعِ بالنُــهى والعُذوبه
    ألا رحم الله هذا الشاعر المعلم الذي أعطى الأجيال في وقت مبكر دروساً إحتوشها النور وكان الوقت معتما يأتمر وينقاد بجيوش الظلام، والتحية من البُعد للأديبة اللبنانية ليلى بعلبكي إن كانت فوق البسيطة ونسأل لها الرحمة إن كانت تحتها.

    أسعد الطيب العباسيِ
                  

11-23-2008, 00:30 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشَاعِرُ الطَيِّبُ العَباسي هَدِيــــةُ الأدَبِ للقَانُــــونِ (Re: Asaad Alabbasi)

    أبابكر ياصديقي يا أُخَيْ

    وأحبابي في المنتدى

    إكتملت مسودة كتاب "الطيب العباسي القاضي والشاعر والإنسان" وقد تواضع على كتابته عدد من الأدباء والشعراء لأنهم يدركون أن الخلود يطلب رفيقهم.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de