محمد بشير الوقيع - الأب الروحي لصناعة السُكَّر في السودان.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 11:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-26-2015, 10:13 PM

Abdul Monim Khaleefa
<aAbdul Monim Khaleefa
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 1272

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محمد بشير الوقيع - الأب الروحي لصناعة السُكَّر في السودان.

    09:13 PM Feb, 26 2015
    سودانيز أون لاين
    Abdul Monim Khaleefa - سلطنة عمان
    مكتبتي في سودانيزاونلاين



    محمد بشير الوقيع - الأب الروحي لصناعة السكر (1)
    (عبد المنعم خليفة خوجلي)

    *****
    في أربعينية المغفور له بإذن الله - الأخ محمد بشير الوقيع - الذي ذهبت نفسه المطمئنة إلى ربها راضية مرضية - تتنازعني مشاعر وأحاسيس متعددة؛ هي مزيج من لذعة فراقه المر، وموكب حافل من الذكريات الخصبة التي تتدافع إلى الذاكرة عن سنوات عامرة بالصفاء والصداقة والمودة، مصحوبة بالفخر والاعتزاز بهذا الإنسان المعطاء الجدير بالإعزاز.
    تقابلني صعوبة حقيقية كلما أعزم على رفع القلم لأكتب كلمات ألقي فيها إضاءة على مسيرة هذا الإنسان الذي أعطى بغير حدود، دون من ولا جلبة ولا تضخيم للذات.. ثم رحل في هدوء وسكينة وجلال. يتمثل مصدر الصعوبة - بل والحيرة - عند الشروع في الكتابة عن الراحل العزيز.. في أي الجوانب أنتقي؟ خاصة وأن دافعي للكتابة ليس هو الرثاء، وتعديد المآثر والمحاسن التي تعود الناس أن يذكروها عن الراحلين من أحبائهم ومعارفهم. بل إن هدفي - والذي رأيت أنه الأجدر بأن يكون المحفز على تقديم مثل هذه الإضاءة - هو أن أهدي لأبناء وبنات السودان، من الأجيال الجديدة بشكل خاص، نموذجاً ناصعا - كان لي شرف معايشته - عن كيف يكون العطاء المهني المخلص، بالمستوى الذي ظل يقدمه راحلنا العزيز بكل التجرد، وبالمعرفة والدراية المهنية المتخصصة والواثقة عبر الست عقود الماضية؛ وبالحيوية الدافقة، والمستمرة بنفس الوتيرة، منذ فجر شبابه الباكر، وحتى آخر سنوات عمره. وهذا واجب هام وملح علينا الحرص على القيام به لفائدة أبناء المستقبل، الذين هم أحوج ما يكونون لمثل هذه النماذج، والتعرف بعمق على سيرة أمثال هؤلاء الرجال الذين شكلوا منارات مضيئة - بل مشعة – عل ذلك يساعد على قهر الدجنة المدلهمة، ويحول دون أن تسود العتمة فضاءات الوطن. فلا بد للأجيال الجديدة من أن تستظل بتلك الدوحة الوارفة، تستمد منها القوة، وتتزود بالأمل، وتثق من أن رحم السودان كان ولوداً وسيظل.
    تساءلت في مسعاي لأن أجد مخرجاً من حيرة الاختيار؛ هل ينصب تركيزي على الأداء الرفيع للراحل العزيز، وكفاءته المهنية العالية، والمشهود لها في كل مواقع التنمية الزراعية والصناعية، والتي لم يقتصر دوره فيها فقط على إدارتها والإشراف عليها، بل كان هو من أسس ووضع اللبنات الأولى والراسخة للكثير منها؟ أم لعل الأكثر مناسبة أن أشير إلى الراحل العزيز كرمز من رموز الحداثة، وكمهني تميز بالتفكير العلمي والأفق التنموي العريض، الذي مكنه من تحويل انتقال وتوطين التكنولوجيا الحديثة في بلادنا النامية، من مجرد شعار وهدف نظري إلى واقع ملموس ومعاش؟ أم هل أتحدث عن أبرز الصفات التي يعرفها عنه الجميع (ود البلد)، والذي أصبحت البلد من بعده بلا (وقيع) وبلا (وجيع)؟ .. أم تراني أتحدث عن صفاته الشخصية، وحلو معشره وإنسانيته، وعن أسرته وأبنائه الأبرار- حفظهم الله - الذين أنشأهم على القيم الفاضلة؟ ربما تكون هذه بعض من فضاءات يمكن ان يجنح إليها التفكير.. غير أن ما لم يخطر لي، ولن يخطر إطلاقاً، أن أذكر- ولو بإشارة عابرة - شيئاً عن (نزاهته)، ناهيك عن أن أمضي في التدليل عليها؛ لأن ذلك أمر لا يليق ..ولا يجوز؛ بل أنه يرقى إلى المساس والخدش لهذه السيرة البلورية.
    كثيرا ما يثار سؤال صريح ومباشر أمام من تعارفت الإشارة إليهم بـ (النخبة): عما إذا ما قدموا للسودان بقدر ما قدمه لهم السودان من رعاية وتعليم، وما هيأه لهم من ظروف مثالية؟ صحيح أن بعضهم قد حولوا ما نعموا به من خير السودان إلى رصيد شخصي من الامتيازات والحياة المرفهة، وتقوقعوا داخل ذواتهم في أبراج عاجية، بعيدين عن هموم وشجون الآخرين؟.. غير إن سيرة راحلنا العزيز - عليه الرحمة - تعكس صورة مختلفة تماما.. فهو قد كفى ووفى.. وأوفى لوطنه كأحسن ما يكون الوفاء.. وسدد قدراً كبيراً من دينه عليه (ودين الوطن كمين) .. فالراحل العزيز ابن يعتز به السودان ويفاخر؛ ويقول له: " بوركت أيها الابن البار.. عافي منك.. أيها الأشعث الأغبر.. يا من وهب شبابه - بل حياته كلها - لقضية التنمية الزراعية والصناعية، وساهم بجهد عظيم لينقل بلادنا إلى مراقي التقدم الاقتصادي والاجتماعي".
    لم تكن نفس الراحل العزيز الأبية تجد الراحة الحقيقية إلا وسط محطات الأبحاث الزراعية، وحقول وترع وبيارات مشاريع النيل الأبيض الزراعية، التي جاب قراها وبواديها في الخمسينيات، فجراً ونهاراً ومساءً بـ (الكومر) الذي يعلو ويهبط به في (دقداق) دروبها الوعرة، ليزيد جسمه النحيل رهقاً.. وفي مزارع قصب السكر التجريبية في الكديوة والجنيد وخشم القربة وسنار وقرية (الصفية).. كانت موسيقاه التي يطرب لها هي أزيز الماكينات في المصنع، وهسيس سير التغذية، وجلبة ضوضاء ورش الصيانة.. وهدير المياه المتدفقة من محطات الضخ، وهي تنساب إلى الحقول لتحيلها إلى خضرة يانعة، وتشعلها خيراً ووعداً وتمني. كانت أجواؤه المحببة، بخار الغلايات، وروائح الديزل والفيرنس، ورماد أوراق القصب المحروقة استعداداً للحصاد، وغبار نفايات (البقاس) المنبعثة ما بين المطحنة والمصفاة.. كان لبسه المعتاد هو (الأوفرول) الذي يقي ملابسه، نوعاً ما، من أن تلطخها الزيوت والشحوم؛ والخوذات الواقية، التزاماً ببروتوكول السلامة، يعتلي بها السلالم الحلزونية للمصنع صعوداً ونزولا، وهو يراقب الأداء عن كثب، ويقدم الحلول والتوجيهات الفورية.. وكان ركوبه المعتاد هو آليات الكاتربلار، والتراكترات، والحاصدات، وطائرة الداكوتا العتيقة التي يترحل بها بين (الصفية) والخرطوم.
    هكذا كان دأب الراحل العزيز - عليه الرحمة - حتى بعد بلوغه أعلى الدرجات الوظيفية والمهنية والإدارية والوزارية.. لم يركن إلى الراحة والاستمتاع بالحياة المريحة والهانئة وسط المكاتب الوثيرة والمكيفة الهواء، وهو يؤشر على التقارير ويصرف مسئولياته بالتحكم من على البعد؛ بل كان يؤثر عليها العمل الميداني وسط هجير شمس (بحر أبيض) الساطعة، التي تغذيه أشعتها بالطاقة والحيوية، وتغمره بالرضاء النابع من راحة الضمير. وهو، وإن كانت أدبيات العلاقات الصناعية تصنفه بأنه من أصحاب (الياقات البيضاء)، تمييزا لفئته من المديرين عن أصحاب (الياقات الزرقاء)، وهم فئة العمال؛ إلا أنه كان حقيقة من تلك الفئة الأخيرة؛ ولذلك كان العاملون يحبونه ويحترمونه لأنهم يلمسون تواضعه الجم والتصاقه الدائم بهم. وقد ساعدت هذه الصفة في تأسيس علاقات سلسة ومرنة مع نقابات العاملين (واتحاد مزارعي الجنيد من قبل)، الذين وثقوا به، ولمسوا حرصه على مصالحهم والوفاء لهم بحقوفهم وتدريبهم وامتيازاتهم. وقد كان يوجه اهتماماً خاصاً للتعليم والتدريب والتأهيل المهني للشباب ليتبوأوا المسؤوليات في المستقبل بكفاءة واقتدار.

    (عدل بواسطة Abdul Monim Khaleefa on 02-26-2015, 10:16 PM)

                  

02-26-2015, 10:21 PM

Abdul Monim Khaleefa
<aAbdul Monim Khaleefa
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 1272

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد بشير الوقيع - الأب الروحي لصناعة السُكَّر في السودان. (Re: Abdul Monim Khaleefa)


    .

    sudansudansudansudan122.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    .
                  

02-26-2015, 10:39 PM

Abdul Monim Khaleefa
<aAbdul Monim Khaleefa
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 1272

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد بشير الوقيع - الأب الروحي لصناعة السُكَّر في السودان. (Re: Abdul Monim Khaleefa)


    محمد بشير الوقيع - الأب الروحي لصناعة السكر (2)
    (عبد المنعم خليفة خوجلي)

    *****
    من يصفون الراحل العزيز - عليه الرحمة - بأنه (الأب الروحي لصناعة السكر في السودان)، لا يلقون بذلك القول جزافاً، ولا إطراء ومجاملة؛ وذلك حيث أنه بالفعل رائد هذه الصناعة؛ والتي شارك فيها أيضاً رجال آخرون مخلصون كثر. فهو قد أسهم بالجهد والعرق في تأسيس أول مزرعة تجريبية لقصب السكر في السودان بمشروع الجنيد؛ أهلته لذلك خلفياته المكتسبة من العلوم الزراعية التي نهل منها بجامعة نوتنجهام ببريطانيا، إلى جانب حماسه الدافق لارتياد التحديات، وعدم تهيبه المشاق. ومع التقدم المحرز في الزراعة واكتمال تركيب ماكينات أول مصنع سكر في البلاد، عمل مديرا للمشروع؛ ثم انتقل ليكون مديراً لمشروع سكر حلفا الجديدة - وهو المشروع التوأم للجنيد.. ثم أصبح مديراً لمؤسسة السكر السودانية التي كانت تشرف أيضاً على مصانع عسلاية وسنار وملوط، والتي كانت حينها في مراحل الإنشاء.
    تعلم الراحل العزيز - وعلم الآخرين كذلك - كيف تكون البدايات في العمليات التنموية من الصفر، حيث لا تجارب سابقة يسترشد بها.. وعلمهم فنون مصارعة الصعاب الزراعية والتكنولوجية واللوجستية ميدانياً، والإنتصار عليها بالعزيمة والإصرار.
    لعل هذه الأربعينية تكون مناسبة أذكر فيها أنني مدين للراحل العزيز باعتذار ظل يثقل ضميري لسنوات؛ حيث أحسست بأنني في ذات مرة أغمطته حقه، حين لم أذكره بالاسم في محاضرة كنت قد قدمتها في النادي الاجتماعي للجالية السودانية بمسقط في منتصف التسعينات بعنوان (صناعة السكر في السودان).. حيث ذكرت أن صناعة السكر يقف خلفها رجال كثيرون؛ (غير أني لن أذكر منهم أحداً)؛ وكان ذلك مثار عجب الكثير من الحضور، الذين توقعوا - على الأقل - أن أشير إلى الرمز البارز (الوقيع)، والذي يعلم القاصي والداني علم اليقين أنه (الأب الروحي لصناعة السكر في السودان).. وكان سبب موقفي ذاك هو خشيتي من أن تظن بي المحاباة - وذلك لما يربطني بالراحل العزيز من علاقة أسرية. بعدها راجعت نفسي، وعاتبتها كثيراً.. هل بلغت بي الأنانية أن أحمي سمعتي من مظنة الانحياز، على حساب إحقاق الحق، وذكر من يستحق الذكر، بل الثناء والإشادة؟ وهل كان الراحل العزيز يحتاج مني إلى (تلميع)، وهو صاحب الألق والبريق الساطع والباهر في هذا الميدان؟ للراحل العزيز في عليائة المعذرة.
    بعد إنجاز تلك اللبنات الأولى للصناعة، كان ابتعاثه لسنوات، هو وزميله محمد الغالي سليمان - عليه الرحمة - إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية (آنذاك) لتلقي المزيد من الدراسات المتخصصة والتدريب في أحد أشهر المعاهد العالمية، وهو معهد تكنولوجيا السكر بجامعة برلين، والذي هو الآن المؤسسة الأولى لتكنولوجيا السكر في الاتحاد الأوروبي.
    عندما تأسس مشروع سكر كنانة في منتصف السبعينيات، وتم التوقيع على اتفاقياته الأساسية بناءا على دراسة الجدوى التي اضطلعت بها شركة لونرو البريطانية؛ ومع انتظام عقد المشاركة العربية الكبيرة في الاستثمار في المشروع وتوفير التمويل له، حيث كانت تلك سنوات ازدهار التعاون العربي، والآمال المعقودة على تحقيق هدف الأمن الغذائي، رأى الشركاء أن تتوقف (لونرو) عن الإدارة، ليكتمل الطابع العربي للمشروع تمويلاً وإدارة. فإلى من يا ترى يعهد بهذه المهمة المستحيلة، مهمة إدارة أكبر مشروع سكر، وأكبر مجمع زراعي صناعي في العالم، بكل ما يحيط بذلك من صعاب فنية وتمويلية وإدارية ولوجستية؟ نثر الشركاء (كنانتهم) بين يديهم، وعجموا عيدانها، ليختاروا أصلبها مكسراً فكان أن عهدوا بإدارة المشروع بكل الاقتناع والثقة إلى إدارة سودانية .. فكان اختيارهم للقوي الأمين – محمد بشير الوقيع - عليه الرحمة - ليتولى منصب العضو المنتدب، والأخ عثمان عبدالله النذير ليتولى منصب نائب العضو المنتدب.. وكان اختياراً موفقاً؛إذ أنه تأسس على المزج بين المؤهلات والخبرات الزراعية والتكنولوجية والإدارية التي تمتع بها الراحل العزيز، وبين المؤهلات الاقتصادية والخبرات الثرية في مجالات التمويل والاستثمار التي يتمتع بها السيد عثمان النذير.
    برهنت الإدارة التي تم اختيارها على أنها كانت عند حسن الظن بها، حيث حققت نجاحات بارزة، وتمكنت من قهر العديد من الصعوبات، والتي بلغت حدوداً تفوق الوصف. وتوجت الجهود أخيراً ببلوغ المشروع طاقته الإنتاجية القصوى في زمن قياسي. وذلك بفضل المساندة التي وجدتها الإدارة من مجلس الإدارة، الذي ظل يحفزها ويزودها بثقته؛ ومن اللجنة التنفيذية التي ضمت رجالاً مخلصين، وعلى درجة عالية من التأهيل، اضطلعوا بأدوار كبيرة، وبشكل خاص في عمليات التفاوض مع كبريات الشركات العالمية ومؤسسات التمويل , كما وجدت الإدارة المساندة من مستشاري الشركة القانونيين، والمراجعين. ومن المديرين الذين أحسنت الشركة اختيارهم، ومنحتهم التفويض للاضطلاع بالمسئوليات الرئيسية في الزراعة - المصنع - الورشة - الإدارة - التعليم - وغيرها؛ ومن الفنيين في التخصصات المختلفة من سودانيين وأجانب.
    بعد تذوقه ثمرة جهده الدؤوب، وسعادته المستحقة بتحقيق المصنع لطاقته القصوى المصممة، واكتمال افتتاحه، انتقل الراحل العزيز من إدارته للمشروع من موقع العضو المنتدب، إلى رئاسته لمجلس الإدارة، وذلك بحكم موقعه الجديد كوزير للصناعة. لم يسعى الراحل العزيز للمنصب الوزاري كسياسي محترف، بل المنصب الوزاري هو الذي سعى إليه، كمهني ذي أداء رفيع. وظل في ذلك الموقع لعدة سنوات. حق له بعدها أن يستريح.. ولكنها النفوس الكبار.. التي تتعب الأجسام.. حيث لم يك في قاموسه مصطلح التقاعد؛ إذ سرعان ما رأى أن يجعل رصيده المتراكم من الخبرات التخصصية متاحاً للآخرين عبر شركة استشارية أسسها مع بعض أصدقائه تقدم الاستشارات في مجال التصنيع الزراعي للراغبين في النطاق الإفريقي والآسيوي... وعندما تم التفكير في إنشاء مشروع سكر النيل الأبيض، اقتداءاً بتجربة مشروع كنانة، والسعي لتحقيق الاستفادة المثلى منها، كان اللجوء إلى (الأب الروحي) ليشرف عليه، ويكون أول مدير له لفترة قصيرة في مرحلة التأسيس الأولى.
    ورغم تقدم العمر، واصل الراحل العزيز اهتمامه - بل عشقه - لصناعة السكر- ولكن هذه المرة، من زوايا بخلاف الإنتاج والتصنيع؛ ومن منطلقات ذات صلة بتجارة السكر العالمية، كان يتطلبها الاستعداد لمرحلة تصدير السكر في المستقبل، وفاءا بما نصت عليه اتفاقيات التأسيس؛ فكان أن عهد إليه بملفات منظمة السكر العالمية؛ واتفاقية السكر العالمية؛ وأنظمة (الكوتا) التي كانت سائدة قبل قيام منظمة التجارة العالمية.
    إنها مسيرة حافلة ومشرفة حقاً، ونبراس تهتدي به الأجيال، وقلادة ثمينة يضعها الراحل العزيز بتواضع وعرفان على صدر الوطن.
    رحم الله الراحل العزيز محمد بشير الوقيع، وأسكنه فسيح جناته، وجعل البركة في زوجه وأبنائه وأهله.. والعزاء لزملائه وأصدقائه ولأهل السودان جميعاً.

    *****
                  

02-27-2015, 07:27 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد بشير الوقيع - الأب الروحي لصناعة السُكَّر في السودان. (Re: Abdul Monim Khaleefa)

    رحم الله محمد بشير الوقيع!

    وجعل قبره روضة من رياض الجنة!

    أسكنه فسيح جناته!

    أحسن الله عزاءكم أستاذ عبد المنعم خليفة!

    والتعازي الحارة مزجاة للابن الدسوقي!
                  

03-01-2015, 05:01 AM

الفاتح ميرغني
<aالفاتح ميرغني
تاريخ التسجيل: 03-01-2007
مجموع المشاركات: 7488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد بشير الوقيع - الأب الروحي لصناعة السُكَّر في السودان. (Re: صلاح عباس فقير)

    استاذنا وقامتنا السامقة/ عبدالمنعم خليفة
    كالعادة توثيق بديع لشخصية أنيقة وفذة ومعطاءة.
    نسأل الله له الرحمة والمفغرة.
    مرور على سبيل التحية والمتابعة.


    محبتي
                  

03-01-2015, 06:42 AM

Al Sunda
<aAl Sunda
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 1854

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد بشير الوقيع - الأب الروحي لصناعة السُكَّر في السودان. (Re: الفاتح ميرغني)

    سلام استاذنا ع المنعم
    هذه مداخلة للاستاذه الزميلة والصديقة محاسن ع الرحيم في قروب إقتصاد خرطوم 76 على الواتس آب
    Quote: ...رحم الله محمد البشير الوقيع وجزى الله خيرا ألأخ عبد المنعم خليفة خوجلي...اللدي وإن ظن أن شهادته مجروحة بحكم نسبه مع الوقيع... إلا إنها شهادة صادقة للتاريخ وعبد المنعم رجل مشهود له بالمضداقية والدراية...والقدرات العالية سواء في مهنيته الإقتصادية أو فن الادارة....لقد جاب الوقيعان رحمهما الله افاق السودان كل في مجاله... محمد بشير الوقيع في مجال أبحاث السكر..وابو بكر البشير الوقيع في مجال الإدارة المحلية فقد كان ضابطا إداريا.....وكما تعلم فقد اتيحت لي فرصةالتعرف علىالأسرتين
    من خلال عملي بشركة الوقيع الصناعية مديرا تنفيذيا لمشروع تصنيع السفن اب .....عقب إحالتي وآخرين للصالح العام في عهد المرحوم جعفر نميري....رحم الله كلا الوقيعين وجرى الله الأخ عبد المنعم خيرا فقد نطق حقا وأوفي الرجل حقه ....وكما تفضلت فقد كان هؤلاء الرجال من جيل العمالقة اللذين كانو يقودون دفة القيادة والريادة سواء كانوا ضمن منظومة العمل التنفيذي أو منظومة القيادة السياسية...فلم يكن أحد منهم أقل من الإخرين علما وإحلاصا ووفاء وطنيا ونظافة في اليد واللسان..ألا رحمهم الله جميعا... وأحسن إليهم ....وسامح من أفقد البلاد مسارها الطبيعي نحو العلا.....
                  

03-01-2015, 02:37 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد بشير الوقيع - الأب الروحي لصناعة السُكَّر في السودان. (Re: Al Sunda)

    الاخ عبد المنعم خليفة
    تجية طيبة
    شكرا على هذا البوست التوثيقى لحياة شخص فى مقام المرحوم محمد البشير الوقيع عليه رحمة الله
    شكرا لاننى كنت اجهل عنه معلومات مهمة فى مجال صناعة السكر فى السودان خاصة واننى من جيل يميل الى التقليل من شأن الاعمال الكبيرة اذا ما تمت فى عهد الديكتاتوريات العسكرية، وتفوت علينا حقيقة بسيطة وهى ان ذلك الجيل من المتعلمين ما كان امامهم من خيار سوى تقديم ما لديهم فى ظل الواقع المزرى المتمثل فى تحكم المؤسسة العسكرية السودانية فى كل القرارات التى تمس حياة اجيال عديدة قادة.
    اعتقد انه من الواجب قراءة (كتاب) المرحوم فى اربعينيته حتى يتسنى لنا رد بعض (رأس المال المعنوى ) لاهله فى بلد اختلط فيها الحابل بالنابل، إذ ليس من الانصاف ضياع سيرة النبلاء من امثاله سواء تعلق الامر بميزان بميزان حسنات المرحوم او بذاكرة الامة لان امة لا تحفظ مثل تلك الحقوق لن تمتلك القدرة ومقومات البقاء.
    بيد انى يا اخ عبد المنعم - وفى هذا الاطار - ارجوك ان تستمر فى التعريق بسيرة المرحوم من خلال رصد المهددات التى تواجه (سكر كنانة) خاصة بعد ان تمت السيطرة التامة للانقاذ نتيجة تحالف المؤسسة العسكرية السودانية مع حركة الاسلام السياسى متمثلة فى الجبهة القومية الاسلامية بعد انقلاب البشير فى 1989م.
    اطرح هذا التساؤل ومأساة مشروع الجزيرة والسكة الحديد ماثلة للعيان
    افهم انه ومن حسن الحظ ان ( سكر كنانة) لا يتبع كلية لحكومة السودان وربما ساهمت هذه الحقيقة فى تفسير قدرته على الصمود والبقاء حيا حتى الان، لكننى حقيقة لا ادرى خجم الفساد الذى اصاب الشركة العملاقة بيد اننى اطلعت على قصاصات هنا وهناك عن الادارات اللاحقة والصراع داخل الحركة الاسلاموية للسيطرة على الاوضاع فى الشركة وتسخيرها بقدر الامكان لخدمة اغراض شخصية.
    اعتقد ان الكتابة هنا مهمة اذا ما توفرت لديكم معلومات وفى هذا الوقت بالذات خاصة اذا علمنا ان الانقاذ تعامت بايدولوجية مفادها اختيار الولاء قبل الكفاءة اضافة الى التعالى على التجارب الانسانية السابقة لها!
    فإلى اى مدى تم التعالى على سيرة وتاريخ شخص فى موهبة وكفاءة ونزاهة محمد بشير الوقيع؟
    مرة اخرى جزيل الشكر لاتاحة الفرصة لى ولغيرى للكتابة فيما يستحق من هموم كبيرة
    رحم الله محمد البشير الوقيع وتقبله تقبلا حسنا بقدر ما قدم لهذا البلد
    وعميق العزاء لاهله ومعارفه وانا لله وانا اليه راجعون

    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 03-01-2015, 02:48 PM)
    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 03-01-2015, 02:53 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de