صناعة يوم القيامة! .. (محمد جمال)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 00:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-25-2015, 07:42 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صناعة يوم القيامة! .. (محمد جمال)

    07:42 PM Apr, 25 2015
    سودانيز اون لاين
    الشيخ أبوجديري-Geneva
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    صناعة يوم القيامة.. فانيسا الإنجليزية أو الإنفجار الكوني العظيم. حلقة "21"


    من الصعب أن يتحقق المرء من قول ماكسميليان أن المطبخ البريطاني الأصيل أصبح مجرد مزحة بالية أو على أقل تقدير وهم "عليكم بالطعام الياباني كما الصيني".. كانت تلك آخر عبارة جدلية قال بها ماكسميليان ضمن عباراته الجدلية الكثيرة قبل أن تبدي فانيسا رغبتها في المغادرة وبالطبع نيابة عني. بعد قليل من الوقت تلى خروجنا من دار أليكسا أخبرتني فانيسا بأمر جديد بعد مكالمة هاتفية عابرة مع شقيقتها (ألينا). كنا آنها في منتهى الحميمية وكالعادة.. كنت أطوقها من الخصر إلى الأسفل بيدي اليسرى بينما كانت أربعة من أصابع كفها اليمنى في جيب بنطالي من الخلف والإبهام يداعبني من الخارج: "ألينا ستعود من كندا لأول مرة في غضون عدة أيام، وأنا أخطط لاستقبالها في المطار، نستطيع أن نستغل سيارة جانيت، لا أظنها ستمانع، بل ربما تذهب معنا هي أيضاً إلى المطار".
    ووَاصَلَتْ فانيسا في إخباري بما لا أعلم من قبل: "الأسرة الكبيرة تجتمع كل عام وفق عُرْفٍ قديم، وقد جاءت ألينا لجمعنا هذه المرة، أنت طبعاً معنا، ستكون معنا دائما"، ثم ضحكت بشهية مستدركة: "أتمناك دائماُ، طبعاً ستفعل حبيبي".

    كانت الساعة السادسة والنصف عند الغروب عندما أدارت جانيت محرك السيارة في اتجاه المطار القريب. دانيس كان في المقعد الأمامي بجانب أمه السائق، وشغلنا أنا وفانسيا المقعد الخلفي لكن معظم الوقت دون أن نداعب بعضنا البعض كعادتنا لا بالكلام ولا الأنامل، هناك قلق ما، شيء غير مبرر غير واضح غير معلوم يجعل من اللحظة رتيبة. عندما اقتربنا من المطار اتهم دانيس فانيسا بلا مقدمات بأنها لا توده ان يكون ضمن ركب استقبال خالته ألينا. لا مبرر منطقي لما قاله، ثم ذكر من بعدها مباشرة أنه جائع ويود أن يحصل على وجبة (دبل تشيز برجر) من أحد مطاعم المطار القريبة. عندما يطلب دانيس شيئاً تتوقف حياة أمه جانيت حتى يتحقق طلبه. بعد بعض الوقت الإضافي والقلق المبرر تبدت ألينا تتهادي عبر صالة الوافدين.. كانت رائعة. لا يمكن لأي كائن غريب إلا أن يتصورها فانيسا في لباس أزرق غامق اللون وحذاء أسود لامع في عدة سنوات صغيرة قادمة.. وكأنهما توأمان مطابقان للمواصفات!.

    "هذا الشخص لا بُدَّ أنه بيبان، أليس كذلك فانيسا!". تمايلت فانيسا ناحيتي ممسكة بكتف ألينا الملاصق: "إنه هو يا أختاه العزيزة، إنه صديقي، رائع"، " هو أنا يا ألينا، أشكرك". ضحكنا جميعنا في ذات اللحظة ما عدا دانيس، كان مشغولاً تلك الأثناء يشرع متعثراً في فتح صندوق وجبة التشيز برجر. عندما شرعنا في طريق الرجوع إلى مقرنا تكللنا جميعاً بهجة غامرة وشعور قوي بالنصر!. جلست ألينا في المقعد الأمامي بينما تراجع دانيس إلى الخلف يشغل الجانب الأيسر من فانيسا وهو ما يزال ممسكاً بالصندوق الذي تضاءلت محتوياته إلى النصف.

    جاءت ألينا بكتاب هدية لفانيسا، عنوانه (صناعة يوم القيامة) يروي أحداث قصة واقعية مروعة!. أخذت الكتاب من كف فانيسا عندما سقطت على كتفي عند منتصف الطريق بينما كانت جانيت تروي خطتها للاحتفال الأسري السنوي.
    كان الكتاب شيقاً، قرأت منه ثلاث صفحات بالكامل ولو على عجل، وجدتني لا أستطيع التوقف عن المطالعة، فتلك من المرات النادرة التي يأخذني كتاب في مثل ذلك الاستغراق. وعند بداية الصفحة الرابعة مباشرة شعرت بيد فانيسا تداعب خدي الأيسر: "لحظة بيبان، أجب عن سؤال ألينا".

    لم أسمع ماذا قالت ألينا إذ كانت حياة رنيه بوانكارت مهددة بالخطر إلى درجة الفناء. استل (جيل دو جين) مسدساً محشواً بخمس طلقات نارية بينما كانت السيارة تسير بسرعة كبيرة في المنعطف الأخير من شارع (ريو مونسير لابرينس) في باريس لكن على كل حال حدث ما حدث، انقلبت السيارة عدة مرات ثم اصطدمت بالمبني المجاور اصطداماً عنيفاً فتفتت على أثره ومات الرجلان في ذات اللحظة داخل الحطام الناري دون أن تعلم الجهات القليلة الرسمية التي وصلها الخبر بخطة جيل دو جين الكاملة والدقيقة والخطرة في (صناعة يوم القيامة). قبل الحادثة بعدة دقائق قال جيل دو جين مخاطباً رفيقه رنيه بوانكارت أخطر مقولة في تاريخ البشرية: " سأقوم أنا بإفناء الكون على الوجه الأكمل وعلى الرب أن يفعل الواجبات الأخرى التي وعدكم بها"!.

    كان الطفل الهندي الأحمر (لامي ساغا) هو في الحقيقة رنيه بوانكارت في نسخة متخلقة حديثاً!.. وقد جِيء به في نهاية المطاف إلى باريس فكشف عن مكان مخطوطة: (صناعة يوم القيامة) التي دفنها الشرير جيل دو جين في الحديقة الخلفية من المنزل. وُلِدَ (لامي ساغا) في إحدى القرى الجبلية النائية على الحدود الفاصلة بين البرازيل وبيرو لوالدين من أصول هندية حمراء. وكان لامي ساغا منذ طفولته الباكرة طفلاً غريب الأطوار وشديد الذكاء، وعندما بلغ الخامسة من عمره صار يهذي أثناء النوم بكلمات وجمل باللغة الفرنسية وكثيراً ما رَدَّدَ: "أنا رنيه بوانكارت"، وعندما يصبح الصبح وينهض من النوم يسأله والداه عن أحلامه وعن مغزى ترديده المستمر لعبارة "أنا رنيه بوانكارت"، كان يجيب دائماً ذات الإجابة "لا أعرف، لا أذكر" وعندما بلغ لامي ساغا السابعة من عمره حَدَثَتْ هزة أرضية قتلَتْ نصف سكان القرية جراء انهيار السفح الجبلي الملاصق. وقد نَجَتْ والدة الطفل بإعجوبة من الموت؛ بعد أنْ ظلَّتْ تحتضن طفلها بين ذراعيها تحت الإنقاض إلى أنْ نَجَحَتْ بعثة فرنسية خاصة تابعة للصليب الأحمر في انتشالهما معاً بعد عشر ساعات من وقوع الكارثة.

    وعندما أُخْرِجَ الطفل إلى السطح كان واهن الجسد وشديد الإعياء وفي حالة إغماء شبه تامة، وكان يُرَدِّدُ مِرَارَاً: "أنا رنيه بوانكارت.. أنا رنيه بوانكارت، وأنا أعرف السر، أعرف أين دَسَّ (جيل دو جين) المخطوطة التي تحوي خطته في صناعة يوم القيامة". دُهِشَ أفراد البعثة الفرنسية أشد الدهشة؛ وذلك لأنَّ ثلاثة منهم كانوا على علم بخطة جيل دو جين في صناعة يوم القيامة. وبعد حين طلب قائد البعثة من والدي الطفل السماح لهم باصطحابه إلى (برازيليا) ومن هناك إلى باريس للتحقق ممَّا سمعوا من أمر جلل وغريب. رفضا في البدء ولكن مع بعض الوعود والحوافز المادية وافقا على مضض وفي ذاكرتهم أيام طويلة من الفقر الذي وسم وجوهم المتكدسة بالوهن.

    كانَتْ دوائر الشرطة وعدد من المؤسسات الأكاديمية والبحثية المختصة بالإضافة إلى دار الوثائق الفرنسية وآخرين من البشر العاديين الذين طالما سمعوا القصة الغريبة المدهشة من الإعلام والأفلام السينمائية، كان كلُّ أولئك يعلمون أنَّ رنيه بوانكارت كان مساعد عالم الفيزياء النووية جيل دو جين وقد قضيا معاً في حادث حركة غامض في يوم من أيام رأس السنة الميلادية في منحنى ريو مونسير لابرينس في باريس بعد أربع سنوات ونصف من نهاية الحرب العالمية الثانية.

    فقبل أن يُصَابَ جيل دو جين بالسرطان ويتحتم رحيله في غضون سنة ونصف وفق إقرار الأطباء الاختصاصيين، كان يعمل بجد واجتهاد في تطوير الصناعة الذرية لأغراض سلمية من قبيل الطاقة الكهربائية، وكان ذلك بتكليف من الدائرة الفرنسية الرسمية، حيث كان الشاب النجيب اليافع رنيه بوانكارت هو ساعده الأيمن في مهمته الشاقة تلك.

    وكان جيل دو جين ذا تاريخ نفسي غير مستقر، ولكنه كان يخفي تاريخه النفسي البشع خلف ركام ذكائه الحاد وعبقريته منقطعة النظير في مجال الفيزيا النووية.

    وُلِدَ جيل دو جين في سبتمبر من عام 1901، لأم فظة من الطبقة الباريسية الأرستقراطية، وأبٍ قتيل!. قيل: قبل ستة أيام فقط من ميلاد جيل دو جين قتلتْ أمه الفظة أباه. قتلته بسبب ورثة عقارية وخلافات مالية كبيرة، وظلت الجريمة ملتبسة كل الوقت دون أن يدان أحد.

    كان شعار والدة جيل دو جين في الحياة تلخصه مقولتها "إن الله خلق الألم ليعذب أعدائي من البشر وكل الذين يحسدونني على نعمتي!" وكانت تظن نفسها من أجمل النساء وأنجحهن وأثراهن على وجه الإطلاق. وكانت مصابة بداء (الأباثي) والمزيد فهي لا تشعر بآلام الآخرين وعذاباتهم، ولا تعيرهم أي اهتمام إلا ما همها من أمر نفسها متقمصة بعض المظاهر الزائفة من (مبدأ التقية) في سبيل حتمية إشباع الغرائز الجسدية والنفسية. فهكذا كانت والدة (جيل دو جين). وأمَّا هو فقد نشأ أشد شراً وكراهية للبشر والبشرية! .

    فبعد أنْ سمع جيل دو جين باحتمالية موته جراء مرض السرطان أضمر أمراً شديد المكر والخبث والدهاء، لا بل هو اسوأ ما يمكن أن يخطر على قلوب البشر الأسوياء وفق المعايير السائدة!. فقرر أن يحقق ما يضمره في عين الوجود: "لن أذهب وحدي، جميعكم ستذهبون معي، أهل هذا الكوكب برمته كما الكواكب المجاورة، سأهدم هذا البناء الهش في عدة ثوان "!.
    أخذ رنيه بوانكارت الأمر في بدايته من باب المزاح من رئيسه في العمل. غير أنَّ تكرار جيل دو جين لنيته الجِدِّيَّة جعل رنيه بوانكارت مزعزع الفكر ومشوش الرؤى تجاه السمت الأخلاقي للمزاح الثقيل الذي يفعله رئيسه النابغة في مجاله.

    فألفاه -ذات مرة- منكباً على معادلة رياضية فيزيائة من شأنها صناعة ثقب أسود من ذرة واحدة بل أقل. وكانت تلك المادة الضئيلة تستطيع أن تبتلع الأرض في جزء صغير من الثانية، وليس الأرض فحسب؛ بل المجموعة الشمسية برمتها وما جاورها! وكان يسمي تلك المعادلة (صناعة يوم القيامة!). وحينذاك شَكَّ رنيه بوانكارت في الأمر لكن دون أن يبلغ مرحلة اليقين بعد، فمازح رئيسه وفي خلده هذه المرة قدر من الريبة: "إن كُنْتَ يا سيدي تستطيع إفناء الكون الذي نعرف فهل تستطيع استعادته من جديد كي يلقى الأخيار منا الثواب، ويلقى الأشرار العقاب المناسب".

    فرد جيل دو جين هذه المرة بحزم شديد: "سأفعل أنا ما أستطيعه وربك يفعل البقية، فذلك الذي في خاطرك ليس من شأني، أنا أفعل ما هو فوق العقل والأخلاق الجزئية، الأغبياء وحدهم هم الذين يعتقدون في استمرارية العالم من خلفهم ضرورياً وخيراً، أنا لا أعتقد، حسبي أنني أحقق رغبة الآلهة كلها منذ الأزل في الفناء الأخير والنهائي للوجود، القناعات الأخرى والتالية لتلك الفكرة الحتمية ليست من اختصاصي، هناك جهات ما توجب عليها شكري ساعتئذ"!. صمت جيل دو جين قليلاً من بعدها بينما كان يستعر الجنون في رأسه ثم أشار إلى نقطة سوداء صغيرة في مقدمة حذائه محاولاً إخراج رفيقه من ربقة الذهول: "ستتحول مجموعتنا الشمسية في خلال أقل من دقيقة واحدة إلى هذا الحجم، أقل من ثلاث مليمترات، وانت ستكون شريكاً في هذا الإنجاز العظيم وستشكرنا معاً جميع الآلهة على حسن صنيعنا وسيجزلون لنا الثواب كوننا ننفذ مشيئتهم، أليس كذلك"؟!.

    عند السطر الخامس من بداية الصفحة الرابعة من أحداث (صناعة يوم القيامة) كان لا بد أن أسمع من (ألينا) تحت إلحاح ممض من فانيسا بينما هي تشتغل على خدي الأيسر وكأنها تعزف على أوتار جيتار رهيفة قبل أن تستقر يدها في استرخاء كسول على حجري، وهي لا تهتم بصناعة يوم القيامة في طمأنينة بالية يعضدها موت جيل دو جين دون أن تعي أن رنيه بوانكارت قد نهض بالفعل في أحد سفوح الجبال اللاتينية!. ما قد يحير قدر كبير من الناس: كيف استطاع رنيه بوانكارت استعادة روحه الغائبة وعزيمته القديمة في الكشف عن (الدسيسة) في جسد جديد في مكان مختلف من العالم!. وذلك الأمر على ما به من غرابة سعيدة ربما يشيء بعكسه الآن أو في المستقبل القريب فينهض من جديد جيل دو جين ذاته في حل عن رنيه بوانكارت!.

    يتواصل.. حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق.. محمد جمال الدين
                  

04-25-2015, 10:16 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صناعة يوم القيامة! .. (محمد جمال) (Re: الشيخ أبوجديري)

    شوية افتش رابط الحلقات السابقة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de