دولة سفر رئيسها حدث يستحق الاحتفاء طبيعى ان تكون فى مؤخرة العالم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 07:15 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-03-2015, 07:27 AM

هشام عباس
<aهشام عباس
تاريخ التسجيل: 08-30-2010
مجموع المشاركات: 5609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دولة سفر رئيسها حدث يستحق الاحتفاء طبيعى ان تكون فى مؤخرة العالم

    07:27 AM Sep, 03 2015
    سودانيز اون لاين
    هشام عباس-
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    احتفاء الصحف والقنوات والمواقع كوم وهبل التبرير كوم اخر
    يطلع لك واحد بضنب يقول ليك نحنا فرحانين عشان الرئيس اتحدى العالم !!!
    هو الرئيس يتحدى العالم ليه اصلا ؟؟
    الشطارة فى كدا شنو يعنى ؟؟
    ونحنا كمواطنى هذه الدولة المنكوبة نستفيد شنو او استفدنا شنو من تحديه للعالم ؟؟
    وهو العالم حيتاثر بشنو لما تتحداه ؟؟
    وهل تفهم حجم معناة دولتك ومواطنيك بسبب هذا التحدى ؟؟
    دا طبعا باعتبار انو الموضوع تحدى كما يفهمه المؤيدون لكن حقيقة الامر انهم يلعبون على سذاجة البعض فيستحمرونهم ...
    هو يعنى فى واحد اهبل بيعتقد لو ان هناك دولة او جهة او اى قوة تريد فعلا اعتقال البشير بالقوة سيعجز عن ذلك ؟؟ بامارة شنو يعنى
    من قوتنا والا من سماءنا المحمى والا من عبقريتنا والا من علاقتنا الدولية التى ستحدث انقساما والا من تاثيرنا الكبير كدولة على مستوى المنطقة دعك من العالم
    الموضوع وما فيه ان هذه هى قدرة المحكمة الدولية انها جهة تعمل بآلية لا تمتلكها هى بل يتوقف الامر على مدى التزام الدول بتنفيذ طلب المحكمة لذلك
    يمكن للبشير السفر الى اية دولة وفق مسار امن لكنه لا يتسطيع تجاوز ذلك الى دول يحتمل فيها ولو بنسبة ضئيلة تطبيق القانون او التعاون مع المحكمة ..
                  

09-03-2015, 10:36 AM

مني عمسيب
<aمني عمسيب
تاريخ التسجيل: 08-22-2012
مجموع المشاركات: 15691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دولة سفر رئيسها حدث يستحق الاحتفاء طبيعى � (Re: هشام عباس)

    صباحك خير .. ود عباس ..

    Quote: هو الرئيس يتحدى العالم ليه اصلا ؟؟


    تقول شنو حكومة عبط وتخلف وجهل !!




    ***************
    فظيع جهل ما يجري
    وافظع مهن أن تدري !
                  

09-03-2015, 11:41 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دولة سفر رئيسها حدث يستحق الاحتفاء طبيعى � (Re: مني عمسيب)

    هشام عباس.

    كده ود الباوقة بتكون بطنو طمت.
                  

09-03-2015, 11:56 AM

هشام عباس
<aهشام عباس
تاريخ التسجيل: 08-30-2010
مجموع المشاركات: 5609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دولة سفر رئيسها حدث يستحق الاحتفاء طبيعى � (Re: Deng)

    Quote: تقول شنو حكومة عبط وتخلف وجهل !!

    للاسف المواطن البسيط هو من يدفع ثمن هذا العبط
    اقتصاد منهار خدمات فى الحضيض ومن انهيار لانهيار فى كافة مناحى الحياة
    وهم فى قصورهم رغد عيش وحياة امراء
                  

09-03-2015, 11:57 AM

هشام عباس
<aهشام عباس
تاريخ التسجيل: 08-30-2010
مجموع المشاركات: 5609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دولة سفر رئيسها حدث يستحق الاحتفاء طبيعى � (Re: هشام عباس)

    Quote: كده ود الباوقة بتكون بطنو طمت.

    ود الباوقة امرو هين يا دينق
    المصيبة ان العبط دا شغال على مستوى الاعلام القومى وتصريحات من يعتبرونهم مسؤولين
                  

09-03-2015, 12:19 PM

ست البنات
<aست البنات
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 3639

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دولة سفر رئيسها حدث يستحق الاحتفاء طبيعى � (Re: هشام عباس)

    سلام للجميع,
    ود الباوقة اخبار الرئيس بتجيه من كافوري رأسا وقبل ما الرئيس يستف شنطته!
    غايتو ما تستبعدوا يتم اعلان ود الباوقة وزير تستيف ونقل اخبار البشير الخاصة بالسفر للدائرة المغلقة:
    ( جزر القمر- موريتانيا- تشاد وبالعكس) !
    وطبعا خبر سفر الصين دا طايرين بيهو السماء لأنه خارج الدائرة المغلقة!
    أها تراهو اتختم ليهم بفضيحة , عجبني ليهم !
    بس الله يحلنا من ود الباوقة والمغالطات بخصوص الموضوع دا !
    طبعا هسع بيفبركوا ليهم في خبر يدغمسوا بيهو نزول الطائرة المطاردة في لاهور !
    غايتو القشير كان هبط في الواطا دي وشاف امور رعيته الحالهم يغني عن السؤال كان شوية عمل ليه شيئ لآخرته!
    و يا ود الباوقة انت تبارى في القشير دا لامن يدخلك معاهو سعر !
    ان شاء الله طيارة القشير تلحق رفيقاتها في المحيط الهندي!

    والله يخارجنا منكم ومن سوءكم.

    ست البنات.
                  

09-03-2015, 12:19 PM

أيمن الطيب
<aأيمن الطيب
تاريخ التسجيل: 09-19-2003
مجموع المشاركات: 5845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دولة سفر رئيسها حدث يستحق الاحتفاء طبيعى � (Re: هشام عباس)

    سلامات أخي هشام عباس,,,
    _______________________________
    مرافعة ضد "خمسة وعشرين عاماً"

    بقلم: عمر الدقير

    بحلول ليل الثلاثين من يونيو الحالي تكون ستةٌ وعشرون عاماً حسوماً قد انسلخت من أعمار السودانيين وهم يرزخون تحت حكم نظام "الانقاذ" العضوض.

    ستةٌ وعشرون عاماً، اندفع فيها قطار الحكم "الانقاذي" بقوة القهر حاملاً معه أختام الأحزان المديدة وجالباً معه سيلاً من الدمار والخراب، يجرف الفرح ويجتاح الأمل ويأسر الأشواق ويصادر الحرية ويغتال الكرامة ويعاند بيض الأيام وحلوها، يزرع البؤس والغمة والكمد وينشر الفقر والخوف والعناء والشقاء.

    ستةٌ وعشرون عاماً، تمددت فيها خيوط الدِّماء والدموع .. بدأت بمجدي محجوب ذلك الفتى الذي "ترامى قُبيلَ احتدامِ الشّفقْ .. إلى سجنِ كوبرَ حيث شُنِقْ"، كما يقول محمد الواثق في رثاء صديقه جوزيف قرنق، اهتزَّت لموته أعواد المشنقة واهتزَّ معها كلُّ ضميرٍ حيّ، لكنّه لم يكن كافياً لأن يهزَّ شعرةً في أجسام الجلادين، فعلقوا من بعده جرجس وأركانجلو على أعواد ذات المشنقة بذات الفعل الذي أباحوه بعد أمدٍ قصير، مثلما أباحوا فعل الإنقلاب لأنفسهم ثم عادوا وأزهقوا بمجرد محاولته أرواح ثمانية وعشرين ضابطاً "عدِموا القبرَ والنائحه .. وأُلْحِدوا في التُرْبِ كيف اتفقْ"، بعد أن ثقَّبت زخَّات الرصاص صدورهم في خواتيم شهر رمضان المبارك وعلى بعد خطواتٍ من فرحة ذويهم بالعيد .. ولم تنقطع تلك الخيوط بآخرين سقطوا مضرجين بدمائهم في ساحات التظاهر وهم عزَّلٌ إلّا من هتافٍ يخرج من حناجرهم طلباً لحقٍ سليب أو احتجاجاً على واقعٍ كئيب.

    ستةٌ وعشرون عاماً، تحول فيها الناي إلى عصا وجذع النخلة إلى كعب بندقية وخسر الورد لونه ورائحته لمصلحة الدَّمِ والبارود، والحرب لا تهدأ في رقعةٍ من الوطن إلّا لتستعر في رقعةٍ أخرى، لأن الحكمة غادرت العقول ومياه الحياة تسربت من بين الأصابع وأصبحت قعقعة السلاح هي لغة الحوار والتفاهم، حتى لو كان القاتل هو توأم المقتول والمنتصر شقيق المهزوم.

    ستةٌ وعشرون عاماً، تقاصرت فيها الدولة عن مسؤولياتها في الرعاية الاجتماعية وأطلقت العنان لمؤسسة الفساد وسياسة التحرير الاقتصادي غير الرشيدة لتطحن الفقراء بلا رحمة وتعصف بالطبقة الوسطى بلا هوادة .. وإن ينسَ السودانيون فإنهم لن ينسوا حيناً من الدهر أتى عليهم تم فيه منع الأمهات من دخول غرف عمليات الولادة في المشافي العامة بحجة عدم دفع الرسوم وطُرد التلاميذ من قاعات الدرس بالحجة ذاتها، وشهق كثيرٌ من مرضى الحالات الطارئة شهقتهم الأخيرة لأنهم لم يستطيعوا سبيلاً إلى تلك الرسوم ولم يملكوا شَرْوَى نقير لشراء الأدوية المنقذة للحياة بعد أن خلت منها المشافي العامة.

    ستةٌ وعشرون عاماً، سيق فيها ملايين السودانيين زمراً إلى شتات المنافي يتيهون في دروب العالم، لا موسى لهم ولا هارون، بحثاً عن ملاذٍ آمن وعيشٍ كريم بعد أن سُدَّت في وجوههم أبواب الكسب الشريف بسبب التدهور الاقتصادي وسياسة التمكين وانعدام فرص المنافسة العادلة وتفضيل الولاء على الكفاءة .. والأمهات هناك في صقيع المنافي يدفعن للحياة بمواليدَ جدد لم ينعموا بدفء أحضان الأجداد ولم يسمعوا حكاوي الجدات ولم تهدهد مهودهم الخالات والعمَّات، ولا يدرون ما المنفى وما الوطن.

    ستةٌ وعشرون عاماً، أقْحَلَت وطناً كان مرتعاً خصيباً للفضائل والمكرُمات، وأصابت نسيجه القيميّ بقَحْطٍ شديد لمصلحة نوازع الاحتكار والذرائعية والانتهازية وشحِّ الكوابح الأخلاقية، ونقضت نسيجه الاجتماعي وأسلمته لمُمكنات التحلل والتذرر واللواذ البغيض بالقبلية والجهوية وسائر الهويات الصغرى.

    ستةٌ وعشرون عاماً، أوصلتنا إلى قمة الفشل التاريخي وذروة الوجع الوطني بفقدان الجنوب إنساناً وأرضاً وموارد .. وما زال سيف التقسيم مشهراً يتهدد ما تبقى لنا من أرض، حتى لم نعد نمشي في مناكبها واثقي الخطى ولا ندري هل ما نتعثر به حبالٌ أم ثعابين.

    ستةٌ وعشرون عاماً من مهرجانات الحشد والخطابة والكلام الكذوب باسم الدِّين والوطن والصالح العام، والشعارات التي وعدت بمدينة فاضلة كذَّبها الواقع .. فلا الفقر لملم أطرافه ورحل، ولا السلام تحقق، ولا التماسيح عن المال العام عفَّتْ، ولا ملجأ المايقوما للأطفال أُغْلِق، ولا غرفة التوقيف هُدمتْ، ولا كمُّ الأفواه توقف، ولا الحرية ألقت عصاها واستقر بها النوى.

    القائمة طويلة وموجعة، لكنَّ ذلك كله لا يعني هزيمةَ الإرادة الشعبية أمام تحدي التغيير .. فما تاريخ الشعوب إلاّ جدلٌ محتدمٌ بين التحدي والاستجابة، وما مِن شعبٍ ظلّ مقهوراً للأبد .. والليل مهما تطاول فهو زائل والطغيان مهما تعاظم فهو عابر، وإرادة الشعوب مهما عصفت بها موازين القوة العمياء فهي باقية وقادرة على شقِّ الدروب نحو المستقبل المحمَّل بالحرية والعدالة والعيش الكريم.
                  

09-03-2015, 12:26 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دولة سفر رئيسها حدث يستحق الاحتفاء طبيعى � (Re: أيمن الطيب)
                  

09-03-2015, 12:41 PM

أيمن الطيب
<aأيمن الطيب
تاريخ التسجيل: 09-19-2003
مجموع المشاركات: 5845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دولة سفر رئيسها حدث يستحق الاحتفاء طبيعى � (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)

    السودان.. مهانة تبحث عن نهاية

    طارق الشيخ

    20 يونيو 2015

    دراما غير مسبوقة في تاريخ الحياة الدبلوماسية والسياسية في العالم. رئيس دولة لا يُطارد من المحكمة الجنائية الدولية فقط، وإنما من محاكم دولة، يحضر مؤتمراً قارياً فيها. يوضع الرئيس السوداني عمر البشير تحت الحبس، ويمنع من الحركة بأمر من محكمة محلية في بريتوريا. خبر سيطر على الأحداث أياماً. وهذه ليست المرة الأولى التي يطارد فيها البشير، أو تدق له أجراس الإعلام العالمي طريداً من العدالة الدولية. وليست هي المرة الأولى التي يهرب فيها الرئيس عمر البشير من قبضة المحاكم في دولة أخرى، فقد سبقها مغادرته أبوجا في نيجيريا، وبقاء مقعد السودان شاغراً بين الرؤساء وزعماء القارة الأفريقية. وسبقها كذلك خروجه، وتركه مقعد السودان شاغراً في الدوحة، في مؤتمر التعاون بين الدول العربية ودول أميركا الجنوبية. وقتها كانت المفارقة أكبر، فقد كان يوم صدور البيان التضامني الخاص من القمة العربية مع البشير، وفي اليوم التالي، كان قادة دول أميركا الجنوبية يرفضون أي فكرة لإدراج بند طارئ حول عمر البشير، وقالت دول أميركا الجنوبية إنها لا ترفض إدراجه ضمن أعمال القمة فحسب، وإنما "على عمر البشير أن يسلم نفسه للمحكمة الجنائية ويواجه العدالة". وانتهى الأمر به أن ترك مقعده شاغراً في قمة تاريخية، وفي الدوحة.
    وأصبح من المألوف، وعلى مدى السنوات منذ عام 2007، أن كل رحلة خارجية يقوم بها الرئيس السوداني تتم وسط ضجيج إعلامي قوي، تتناقله وسائل الإعلام العالمية والصحف في كل أنحاء العالم. وأصبح مألوفا أن دولاً إفريقية تنأى بنفسها، وتتحاشى مشاركة الرئيس عمر البشير في المناسبات الوطنية، كما فعلت جنوب أفريقيا نفسها، مراتٍ، حينما حذرته من قبل، وفي مناسبتين، من القدوم مخافة تعرضه للاعتقال. وقد فشل في زيارة إندونيسيا لقمة عدم الانحياز. واللافت أن كل هذا القدر المؤسف من الملاحقة المهينة للرئيس لا يقابل في السودان، ورسمياً، إلا بحالة من الاستخفاف والازدراء، وادعاء البطولة الزائفة والانتصار على المحكمة الجنائية الدولية، ومن دون التجرؤ على مناقشة الأمر، ومدى خطورته وحطه من قدر السودان ورئاسته، ومن رئيسه باعتباره رمز السيادة.
    من كل ما تقدم، نجدنا أمام حالة تاريخية لم يعرفها العالم من قبل، تطرح سؤالاً إلى متى؟ فإلى متى تواصل المحكمة الدولية الاكتفاء بإطلاق أجراس الإنذار في سيرك إعلامي عالمي؟ وهل هي عاجزة عن استصدار قرار دولي من مجلس الأمن، يحدد طبيعة الخطوة تجاه الرئيس البشير، لأن استمرار هذا الوضع يهين المحكمة والسودان ومؤسسة الرئاسة فيه، فهل هذا ما تبشر به المحكمة؟ وكيف تنظر الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى هذا السيرك والتهريج باسم العدالة الدولية؟ فإما أن تكون محكمة بصلاحيات، أو أن تتوقف عن أن تكون مصدراً لإهانة الدول ومؤسساتها والمجتمع الدولي كله.
    من الجهة السودانية، كفّت ووفّت دموع وزير الخارجية، إبراهيم غندور، عقب العودة الأخيرة إلى الخرطوم، في التعبير عن الدرجة المأساوية التي بلغتها الأمور. ولك أن تتخيل أن رئيس الجمهورية يؤمر بالبقاء في مقر إقامته، ثم يبلغ الأمر ليصبح أمر مشاركته في القمة، وهي الهدف من الزيارة، مستحيلاً. مراسلة "الجزيرة" الإنجليزية، (تغطيتها لتطورات الموقف هي الأفضل بين كل شبكات التلفزة العالمية التي غطت الحدث وبامتياز)، ومن أمام المحكمة، قالت إن المخرج الوحيد للرئيس السوداني أن تنجح حكومة جنوب إفريقيا بإدخاله القاعدة العسكرية القريبة من جوهانسبرغ، والتي يستحيل دخول قوات الشرطة المخولة بالقبض على الرئيس البشير إليها، وماعدا ذلك سيتم اعتقاله.
    وقد جسّدت دموع غندور الوضع المأساوي الذي عاشه الرئيس عمر البشير، ومعه البعثة المرافقة والدبلوماسية السودانية، سواء القريبة من الحدث، أو دبلوماسية السودان، حيثما وجدت، فما جرى فوضى وانحطاط لا تريده دولة لرموزها أبداً. ومن غير المقبول أن تستمر هذه الحالة، فالرئيس لا يمكن أن يستمر في وضع يجلب كل هذا الهوان للدولة والشعب، ثم يأتي إلى الخرطوم، ويجندوا له الأمن والمستغفلين وبسطاء الناس، ليقولوا إن كل شيء على ما يرام، وإن "الرئيس قد هرب ونجح في الإفلات، وأهان المحكمة الجنائية".
    إما أن تحل الحكومة السودانية الوضع برمته بمواجهته، فإما رئيس كامل الصلاحيات، يمشي بين الناس مرفوع الرأس، كما كان رؤساء السودان ذات يوم، أو أن يبت في أمر استبداله، فقد أصبح رمز الدولة اليوم أحد أسباب الحط من قدرها، وأحد المعوقات لعودة الدولة إلى أحضان المجتمع الدولي، وإقامة علاقات سوية مع كل أعضائه. وأكثر من هذا، معلوم أن كل الوفود الرسمية رفيعة المستوى، من الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، تتحاشى مقابلة رأس الدولة السودانية، فهل من إهانة أكثر من هذا؟ الأمر الآخر أنه ما كان للمحكمة الجنائية الدخول إلى هذا الوحل السوداني، إلا أن جرائم ارتكبت في إقليم دارفور، وهذا تؤكده الحكومة نفسها، وعجزت الدولة عن التعامل معها بشكل جدي وعادل ومنصف، علما أن الحكومة السودانية هي من شكلت اللجان للتحقيق، وهي من أثبتت وقوع جرائم ضد الإنسانية في دارفور، وتشريد مئات الألوف وقتل آلاف من أبناء الإقليم في حربٍ، يمكن إيقافها ووضع حلول نهائية لها.
    كان في وسع القضاء السوداني وحده التعاطي مع هذه المشكلة، وهو ما أكده لي المدعي العام السابق للمحكمة الجنائية، لويس مورينو أوكامبو، والذي أكد لي أن لجنة المستشار دفع الله الحاج يوسف صاغت تقريراً قانونياً رائعاً وواضحاً، يصلح تماما أن تشكل على أساسه محاكمة لكل الأطراف. وزاد أن 80 % من الوثائق المعتمدة لدى المحكمة الجنائية مصدرها حكومة السودان نفسها. وأقول، هنا، إن أفضل ما أنجزته مفاوضات الدوحة أنها وضعت إطاراً يصلح لحل جذري للأزمة. فماذا تنتظر الحكومة لتقدم على السهل في القضية، وهو الحوار، وليس فقط لدارفور، وإنما الحوار الشامل، مخاطبة كل أزمات السودان، لأن الأزمة في دارفور عرض لأزمة شاملة، دخلها السودان مدفوعاً بسياسات الحكومة الإسلامية الشمولية، والتي فشلت في كل ما جاءت لأجله.
    عاد الرئيس عمر البشير إلى الخرطوم، لكن الجراحات والدمامل التي خلفتها زيارته ستظل مصدراً للقلق، داخلياً وأفريقياً وعالمياً. فكل هذه الأطراف معنية بوضع نهاية لهذه المطاردة التعيسة، والمشهد الذي بات مضجراً ومملاً، ويدعو للإشفاق على حال رئيسٍ، يبدو أنه لا يدرك أنه مستهدف لجرائم موثقة، وأن هذه الطبول ستقرع في كل مرة يخرج فيها، فإما أن يكون رئيسا مدركاً أفعاله، ويسعى إلى تجنيب بلاده المذلة والهوان. وهنا، ليس هناك أفضل من شجاعة التنحي عن منصبه، المنقوص بوجوده، والسيادة المهانة، فيكون قد أحسن صنعاً في بلاده، وأهلها ونصاعة تاريخها. أو أن تستمر هذه المهزلة التي ستنتهي، حتماً، بوقوعه في فخ العدالة الذي لا يسقط فيه حق بالتقادم، طال الزمن أم قصر. من يعرف قدر السودان التاريخي المؤسس منظمة الوحدة الأفريقية ومكانة قادته تاريخياً في دعم حركات التحرير الوطني الأفريقية، وحزب نيلسون مانديلا نفسه، يصل إلى نقطة الدموع التي ذرفها وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، ولكن لأسباب أخرى.. على التاريخ المضيع.

    صحيفة العربي الجديد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de