السبت 17 يناير، احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 10:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-04-2015, 11:44 PM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السبت 17 يناير، احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه

    تحت شعار فلنحم الشباب من الهوس الديني، يقيم الاخوان الجمهوريين بمدينة كالقري احتفالهم السنوي بذكرى الاستاذ الشهيد محمود محمد طه... والدعوة موجهة لجميع المهتمين والأصدقاء بمدينة كالقري والمدن المجاورة ادمنتون، رد ديير، هاي ريفر، برووكس وحتى طمعانين في مشاركة ناس قراند براري، لتشريفنا حضور المناسبة العظيمه...

    (عدل بواسطة Khalid Elmahdi on 01-08-2015, 11:02 PM)
    (عدل بواسطة Khalid Elmahdi on 01-15-2015, 05:50 PM)

                  

01-05-2015, 04:47 AM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Khalid Elmahdi)

    سيكون الاحتفال في يوم السبت 17 يناير 2015
    الزمان: الساعه السابعه مساء الي الساعه 11 مساء
    المكان: 95Falshire Dr NE

    ويشمل الاحتفال على معرض لكتابات الاستاذ، وكتب وفيديوهات وحلقات نقاش لظاهرة الهوس..

    الدعوة عامه
                  

01-05-2015, 05:24 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18728

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Khalid Elmahdi)

                  

01-05-2015, 05:26 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18728

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: بكرى ابوبكر)

                  

01-05-2015, 11:14 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: بكرى ابوبكر)

    مبروك يا خالد عليكم الإحتفال
    يا بختكم
    أذكرونا في الحضرات
                  

01-05-2015, 01:50 PM

اْسامة اْباّرو
<aاْسامة اْباّرو
تاريخ التسجيل: 02-13-2008
مجموع المشاركات: 964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: عبدالله عثمان)

    يا سلام عليكم ناس كالفرى
    ما أجملها ذكرى وفداء
    فعلاً ما أحوج عالم اليوم لفكر وتعاليم الأستاذ محمود
    وفى الليلة الظلماء يفتقد البدر
    أها الوصية...
    زى ما قال عبد الله ,,,, أذكرونا
                  

01-05-2015, 07:50 PM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: اْسامة اْباّرو)

    تكرم يا بكري، ومرور كريم من كرام يا عبدالله واسامه تحياتي..
                  

01-05-2015, 08:19 PM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Khalid Elmahdi)

    "وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم، ولعلهم يتفكرون"

    Quote: ((وهناك ميزة لا تجارى في الإسلام و إن كانت هذه الميزة مجهولة من كثيرين، بل إن أكثر الناس يعرف للإسلام عكسها تماماً.. تلك الميزة هي حرية الفكر.. إنه لا يجارى في هذا المضمار.. وشعار الإسلام وهو شهادة "لا إله إلا الله" لا تعنى شيئاً أكثر من هذا.. فإنها تقول أن ليس فى جميع العوالم شيء هو حق مائة في المائة إلا الله، ومن ثم فإن التعصب لأي رأى أو معتقد أو عادة تعصباً يمنع التفكير في احتمال غيرها جهل وغباء، وهذا هو السر في صياغة الشهادة بصورة تجمع بين النفي و الإثبات "لا إله إلا الله"، فكأن كل ما عدا الله يحوى الحق والباطل في إطار واحد.. ففي كل حق نسبة من الباطل و في كل باطل نسبة من الحق مما يجعل الرجل العاقل يفكر مرات ومرات قبل أن يجزم بصحة ما يرى هو جزماً يجعله يزرى بمعتقدات غيره وهو مطمئن كل الاطمئنان.)) الاستاذ محمود محمد طه
                  

01-05-2015, 08:22 PM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Khalid Elmahdi)

    Quote: دقائق التمييز

    أمران مقترنان، ليس وراءهما مبتغى لمبتغٍ، وليس دونهما بلاغ لطالب: القرآن، وحياة محمد.. أما القرآن فهو مفتاح الخلود.. وأما حياة محمد فهي مفتاح القرآن.. فمن قلد محمداً، تقليداً واعياً، فهم مغاليق القرآن.. ومن فهم مغاليق القرآن حرر عقله، وقلبه، من أسر الأوهام.. ومن كان حر العقل، والقلب، دخل الخلود من أبوابه السبعة.
    ويجب التمييز بين حياة محمد، وحديث محمد.. فأما حياته فهي السمت الذي لزمه في عاداته، وفي عباداته، من لدن بعثه، وإلى أن لحق بربه.. وأما حديثه فضربان، فما كان منه متعلقاً بسمت حياته في عاداته، وفي عباداته، فهو منها، ولاحق بها.. وما كان منه مراداً به إلى تنظيم حياة الجماعة التي بعث فيها، فهو لم يصدر عنه إلا باعتباره إمام المسلمين، يشرع لهم من الدين ما يلائم حاجتهم الحاضرة، وما يستقيم مع مستواهم العقلي، والمادي والاجتماعي.. ولو قد فعل غير ذلك لشق عليهم، ولأعنتهم، ولأرهقهم إرهاقاً.. وما قام من تشريع حول حياة محمد فهو ليس بالشريعة الإسلامية، وإنما هو سنة النبي، وهو لا يزال صالحاً، في جملته وفي تفصيله، لأن النفس البشرية لا تزال، في وقتنا الحاضر بحاجة إليه، ولم تشب عن طوقه.
    وما قام من تشريع حول حديث محمد "الذي أراد به إلى تنظيم حياة الجماعة" فهو الشريعة الإسلامية، وهو خاضع لسنة التطور ـ سنة الدثور، والتجديد ـ لأن المجموعة البشرية قد ترقت أكثر مما ترقت النفس البشرية، وقد استجدت لها أمور تحتاج إلى تشريع جديد، يستوعبها، ويحيط بها جميعاً.. هذا التشريع موجود في القرآن، ولكنه مكنون، مصون، مضنون به على غير أهله.. فمن سره أن يكون من أهله فليقلد محمداً في منهاج حياته، تقليداً واعياً، مع الثقة التامة بأنه قد أسلم نفسه إلى إرادة هادية، تجعل حياته مطابقة لروح القرآن، وشخصيته متأثرة بشخصية أعظم رجل، وتعيد وحدة الفكر، والعمل، في وجوده ووعيه كليهما، وتخلق من ذاته المادية، وذاته الروحية كلاً واحداً، متسقاً، قادراً عل التوحيد بين المظاهر المختلفة في الحياة..
    أمران مقترنان: القرآن، وحياة محمد، هما السر في أمرين مقترنين: "لا إله إلا الله، محمد رسول الله" لا يستقيم الأخيران إلا بالأولين..

    محمود محمد طه
                  

01-06-2015, 04:33 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Khalid Elmahdi)

    يا مرحباً، يا مرحباً، يا مرحباً***هذا الحبيب أتى وكان مغيبا

    وهل كان أبداً مغيباً؟ أم نحن المغيبون؟ لا أدري!! وكما قال قائلهم، ولماذا لست أدري؟
    لست أدري! فاضت بنا الحيرة، ولم نملك إلا أن نقول:

    زدني بفرط الحسن فيك تحيرا***وأرحم حشاً بلظى هواك تسعرا
    وإذا سألت أن أراك حقيقة***فاسمح ولا تجعل جوابي لن ترى

    فجاء بفيض من نور، فقلنا مرحباً، يا مرحباً، يا مبرحبا.

    معكم هذا العام بقلوبنا ياخالد، على وعد أن نكون معكم في الحس والمعنى العام القادم.
    تحياتي لكل القائمين على هذا الجهد الكبير، ولكل من يشم شميمه، في هذا الخيط،
    ولكل من يتذوق فاكهته التي لا تنقضي لذائذها يوم يتنزل فرعكم بها من حدائقه الغلب.

    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 01-07-2015, 07:22 PM)

                  

01-06-2015, 06:23 AM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Haydar Badawi Sadig)

    يا دكتور حيدر، كان المنى أن تكون معنا، لكن لكل أجل كتاب... وسنظل ننتظر زيارتك لنا بكالقري... وشكر وتقدير لكل المرور الكريم...

    أهديكم اهداء كتاب الأخوان الجمهوريون " الهوس الديني يثير الفتنه ليصل الى السلطه"
    Quote: لأخوان الجمهوريون



    الهوس الديني
    يثير الفتنة
    ليصل إلى السلطة

    الطبعة الأولى مايو 1983 رجب 1403

    الإهــــداء
    إلى الشعب السوداني العزيز!!
    "فسيكفيكهم الله، وهو السميع العليم"


    الهوس الديني سرطان، يستوجب علينا جميعا العمل على استئصاله... في مدينة كالقري عدد لا يستهان به من شباب المدينة، استقطب للحاق بداعش، بعد أن تم غسيل مخ، وشحن بكراهية، المؤسف أن بعضهم قريب عهد بالاسلام، فاستغل جهلهم وحماسهم... ليس للخروج من هذا التشويه، غير طرح الاستاذ محمود للرسالة الثانية من الاسلام... فالاسلام دين سلام، وهذه هي رسالته، وعظمته، على أن يفهم..

    (عدل بواسطة Khalid Elmahdi on 01-06-2015, 07:19 AM)

                  

01-06-2015, 02:22 PM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Khalid Elmahdi)

    Quote: ولدت الديمقراطية في بلاد الاغريق ، وفي أثينا بالذات . وقـد كانت أثينا أرقى مدن الاغريق ثقافة . وكانت كل مدينة من تلك المدن حكومة قائمة بذاتها .. ولما كانت الدول الاغريقية التي تمثلها المدن صغيرة فقد كان من السهل على الشعب أن يمارس الحكم مباشرة عن طريق اجتماع أفراده ، وكانت ديمقراطيتهم بذلك الديمقراطية المباشرة التي لا تحتاج إلى مجلس نيابي ، ولا إلى مجلس تنفيذي ، على النحو الذي عرف مؤخرا ، وهي لم تكن تقوم على موظفين دائمين ، وإنما كان الموظفون ينتخبون كل عام .. وكثيرا ما كان الانتخاب يجري بالاقتراع ، وكان أهل أثينا يعتقدون أن الاشتراك في مناقشة ، وسياسة الشئون العامة ، حق لكل مواطن ، وواجب عليه ، (( لم يكونوا يعتبرون النساء والعبيد من المواطنين )) ، وكان بركليس أعظم الخطباء المتكلمين باسم الديمقراطية الأثينية ، وفي خطابه المعروف باسم خطبة الجنازة ، التي ألقاها في مناسبة الاحتفال الشعبي بدفن الذين قتلوا في الحرب ضد اسبارطة عام 430 قبل الميلاد ، قال في تصوير هذه الديمقراطية : (( إنما تسمى حكومتنا ديمقراطية لأنها في أيدي الكثرة دون القلة وإن قوانيننا لتكفل المساواة في العدالة للجميع ، في منازعاتهم الخاصة ، كما أن الرأي العام عندنا يرحب بالموهبة ويكرمها في كل عمل يتحقق ، لا لأي سبب طائفي ، ولكن على أسس من التفوق فحسب ، ثم إننا نتيح فرصة مطلقة للجميع في حياتنا العامة ، فنحن نعمل بالروح ذاتها في علاقاتنا اليومية فيما بيننا . ولا يوغرنا ضـد جارنا أن يفعل ما يحلو له ولا نوجه إليه نظرات محنقة ، قد لا تضر ، ولكنها غير مستحبة )) .
    (( ونحن نلتزم بحدود القانون أشد التزام في تصرفاتنا العامة ، وإن كنا صرحاء ودودين في علاقاتنا الخاصة . فنحن ندرك قيود التوقير : نطيع رجال الحكم والقوانين ، لا سيما تلك القوانين التي تحمي المظلوم ، والقوانين غير المكتوبة التي يجلب انتهاكها عارا غير منكور . ومع ذلك فإن مدينتنا لا تفرض علينا العمل وحده طيلة اليوم . فما من مدينة أخرى توفر ما نوفره من أسباب الترويح للنفس - من مباريات وقرابين على مدار السنة ، ومن جمال في بيئتنا العامة ، يشرح الصدر ، ويسر العين ، يوما بعد يوم ، وفوق هذا فإن هذه المدينة من الكبر والقوة بحيث تتدفق عليها ثروة العالم بأسره ، ومن ثم فإن منتجاتنا المحلية لم تعد مألوفة لدينا أكثر من منتجات الدول الأخرى . ))
    (( إننا نحب الجمال دون اسراف ، والحكمة في غير تجرد من الشجاعة والشهامة ، ونحن نستخدم الثروة ، لا كوسيلة للغرور والمباهاة ، وإنما كفرصة لأداء الخدمات . وليس الاعتراف بالفقر عيبا ، إنما العيب هو القعود عن أي جهد للتغلب عليه . ))
    (( وما من مواطن أثيني يهمل الشئون العامة لإغراقه في الانصراف إلى شئونه الخاصة . والشخص الذي لا يعنى بالشئون العامة لا نعتبره (( هادئا وادعا )) وإنما نعتبره غير ذي نفع . ))
    (( وإذا كانت قلة منا هم الذين يرسمون أية سياسة ، فإنا جميعا قضاة صالحون للحكم على هذه السياسة . وفي رأينا أن أكبر معوق للعمل ، هو نقص المعلومات الوافية - التي تكتسب من النقاش قبل الاقدام - وليس النقاش ذاته )) . هذا ما قاله بركليس في تصوير الديمقراطية الأثينية وهو تصوير طيب .. ولقد أخذت الديمقراطية من أيام أثينا تنمو وتتطور وتتباين في ذلك في مختلف أرجاء العالم ، ولكنها تنبع في كل مكان من مبادئ تحاول أن تبينها بوضوح كنهج متميز وفذ من مناهج الحياة .. نهج للحياة يعترف بكرامة الإنسان ، ويحاول أن يقيم تصريف الشئون الإنسانية وفق العدل ، والحق ، وقبول الشعب .. ولقد وصلت مرحلة تطوير الديمقراطية الحديثة إلى مبادئ يمكن تلخيص أهمها فيما يلي:-
    1ـــ الإعتراف بالمساواة الأساسية بين الناس.
    2ـــ قيمة الفرد فوق قيمة الدولة .
    3ـــ الحكومة خادمة الشعب .
    4ـــ حكم القانون .
    5ـــ الاسترشاد بالعقل ، والتجربة ، والخبرة .
    6ـــ حكم الأغلبية ، مع تقديس حقوق الأقلية .
    7ـــ الاجراءات أو الوسائل الديمقراطية تستخدم لتحقيق الغايات في الدولة الديمقراطية .
    فليست الاجراءات ولا الأجهزة الديمقراطية غاية في ذاتها ، وإنما هي وسيلة إلى غاية وراءها .. فليست الديمقراطية أن تكون لنا هيئة تشريعية ، وهيئة تنفيذية ، وهيئة قضائية ، وإنما جميع أولئك وسائل لتحقيق كرامة الانسان .. فإن الديمقراطية ليست أسلوب حكم فحسب ، وإنما هي منهاج حياة ، الفرد البشري فيه غاية ، وكل ما عداه وسيلة إليه ، ولا يجد أسلوب الحكم الديمقراطي الكرامة التي يجدها عند الناس إلا من كونه أمثل أسلوب لتحقيق كرامة الانسان." الاستاذ محمود محمد طه
                  

01-07-2015, 04:44 AM

Hamid Elsawi
<aHamid Elsawi
تاريخ التسجيل: 09-22-2005
مجموع المشاركات: 3450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Khalid Elmahdi)

    التحية لتلاميذ الأستاذ محمود في أي مكان في العالم
    التحبة لتلاميذه بمدينة كالقري و هم يحتفلون بالذكري الثلاثين لاستشهاده

    و المجد و الخلود للشهيد الاستاذ محمود محمد طه

    فقد اختار ان يقف امام حبل المقصلة بكبرياء
    بدل ان يقف مكسور الرأس مبايعاً للامام الضال

    فكتب حضوره الابدي في سجل الشرفاء

    التحية لصاحب البوست و ضيوفه الكرام

    أتمني أن نحلل قوانين سبتمبر البغيضة خلال هذا البوست
    حتي موعد الاحتفال و ليكن عالياً مفيداً لنا جميعاً
                  

01-07-2015, 06:40 PM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Hamid Elsawi)

    تسلم يا حامد، لك التحيه ولجميع المهتمين بمدينة كالقري، نرجو تعميم الدعوة,,, ليس لنا غير الفكر للخروج مما نحن فيه ...
                  

01-07-2015, 07:47 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Khalid Elmahdi)

    Quote: الهوس الديني سرطان، يستوجب علينا جميعا العمل على استئصاله... في مدينة كالقري عدد لا يستهان به من شباب المدينة، استقطب للحاق بداعش، بعد أن تم غسيل مخ، وشحن بكراهية، المؤسف أن بعضهم قريب عهد بالاسلام، فاستغل جهلهم وحماسهم... ليس للخروج من هذا التشويه، غير طرح الاستاذ محمود للرسالة الثانية من الاسلام... فالاسلام دين سلام، وهذه هي رسالته، وعظمته، على أن يفهم..

    أحسنت يا خالد!
    شكراً.
                  

01-07-2015, 07:51 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Haydar Badawi Sadig)

    Quote: أتمني أن نحلل قوانين سبتمبر البغيضة خلال هذا البوست
    حتي موعد الاحتفال و ليكن عالياً مفيداً لنا جميعاً


    اقتراح رائع يا أستاذ حامد الصاوي.
    شكراً.

    ولنبدأ يا خالد بكلمة الأستاذ في المحكمة.

    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 01-07-2015, 08:01 PM)

                  

01-07-2015, 07:58 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Haydar Badawi Sadig)



    أنا أعلنت رأيي مرارا ، في قوانين سبتمبر 1983م ، من أنها مخالفة للشريعة وللإسلام .. أكثر من ذلك ، فإنها شوهت الشريعة ، وشوهت الإسلام ، ونفرت عنه .. يضاف إلي ذلك أنها وضعت ، واستغلت ، لإرهاب الشعب ، وسوقه إلي الاستكانة ، عن طريق إذلاله .. ثم إنها هددت وحدة البلاد .. هذا من حيث التنظير ..

    و أما من حيث التطبيق ، فإن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها ، غير مؤهلين فنيا ، وضعفوا أخلاقيا ، عن أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية ، تستعملهم لإضاعة الحقوق وإذلال الشعب ، وتشويه الإسلام ، وإهانة الفكر والمفكرين ، وإذلال المعارضين السياسيين .. ومن أجل ذلك ، فإني غير مستعد للتعاون ، مع أي محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل ، ورضيت أن تكون أداة من أدوات إذلال الشعب وإهانة الفكر الحر ، والتنكيل بالمعارضين السياسيين.

    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 01-07-2015, 07:59 PM)

                  

01-08-2015, 01:48 AM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Haydar Badawi Sadig)

    تكرمون حامد الصاوي ودكتور حيدر...
    قوانين سبتمبر 83، المسماه جورا قوانين الشريعه، لم ير منها الشعب غير السوط، والسيف والاهانه... الاسلام دين نزل لتكريم الانسان ولكن هؤلاء الظلمه استغلوا اسمه لازلال الشعب..
    الحديث النبوي يقول:
    Quote: عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن قريشاً أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت ،فقالوا: من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: من يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فكلمه أسامة ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتشفع في حد من حدود الله؟ ثم قام فخطب فقال: إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ،وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ،وأيم الله ،لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)) رواه البخاري.


    أنظر من قطع وحد بموجب تلك القوانين سيئة الذكر..
    ep83_1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    Sep83_3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    Sep83_8.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    sep83_2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    حد المساكين الضعفاء من أبناء الشعب، والسرقه والفساد والرزيله تزكم الأنوف من كبار المسؤولين.. الاستاذ محمود قال التربيه والعدل تسبقان القوانين

    (عدل بواسطة Khalid Elmahdi on 01-08-2015, 01:53 AM)

                  

01-08-2015, 04:32 AM

Hamid Elsawi
<aHamid Elsawi
تاريخ التسجيل: 09-22-2005
مجموع المشاركات: 3450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Khalid Elmahdi)

    شكراً دكتور حيدر علي الخطوة العملية بخصوص اقتراحي
    أجمل ما قرأت بخصوص قوانين سبتمبر سيئة السمعة ما
    كتبه الشهيد د.فرج فودة في كتابه قبل السقوط و سوف يكون الكتاب
    المرجع الاساسي لمداخلاتي في هذا البوست

    تعديل المادة 115
    النص الاصلي
    تجوز محاكمة رئيس الجمهورية اذا اتهمه ثلث أعضاء مجلس الشعب
    و أيدهم ثلثان

    التعديل
    لا تجوز مساءلة رئيس الجمهورية أو محاكمته

    تعليق د. فرج فودة الذي اغتالته جماعات الهوس الديني

    اذا كان الامام (نميري) مستنداً في ذلك الي أصل في تاريخ الحكم الاسلامي
    (السياسي) فهذا يكفيه و اذا لم يكن فهذا يكفيني


    الخزي و العار لمن رفعوا ايديهم و احنو جباههم مبايعين السفاح
    و المجد و الخلود للشهيد الاستاذ محمود محمد طه
                  

01-08-2015, 04:54 AM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Hamid Elsawi)

    ويّن يا اخينا ؟.
    سلآمات.

    سنكون حضور معكم هذه المرّة
    إن شاء الله...
                  

01-08-2015, 07:26 AM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: معاوية المدير)

    شرفت يا ودالمدير، ونحن سعداء بحضوركم معنا ...
    الأخ حامد الصاوي، المهوسيين هم قوى الظلام، يعملوا جهدهم ليطفئوا الانارة...
    قوانين سبتمبر، بها كثير من الثغرات، مثلا اضافة السجن لبعض العقوبات، وحد السارق من المال العام وكثير من المفارقات للشريعه الاسلاميه، فجاءت مسخا بين شريعة مشوهه ومفارقه للقوانين الوضعية، باجهاضها لحقوق الانسان بالاهانة والاذلال..
    الاستاذ محمود، أوضح أن الشريعه الاسلاميه كما طبقت في القرن السابع على حكمتها وملائمتها في ذلك الزمان، ليست الكلمه الأخيرة في الاسلام، وانما ما يصلح من الدين لحل مشاكل الانسان المعاصر، هو المستوى الذي عاشه النبي صلى الله عليه وسلم، وطيقه في نفسه، والذي قصر عنه كبار الصحابه، اذ أن تكليف النبي الكريم أكبر من تكليفهم "لا يكلف الله نفسا الا وسعها"..
    الهوس الذي نواجهه اليوم، هو ان نعتقد أن ما حل مشكلة الناس في القرن السابع يصلح لانسان اليوم، فيظهر المهوسون وكأنهم يعيشون في كوكب اخر، أو يعيشون التناقض في قمه..

    (عدل بواسطة Khalid Elmahdi on 01-08-2015, 08:08 AM)

                  

01-08-2015, 09:07 AM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Khalid Elmahdi)

    Quote: كتب د. عمر أحمد القراي:
    Quote: وعندما تحدث قرنق، أوضح قضيته بطريقته المعهودة ، وذكر ثلاثة سناريوهات وضعها في شكل معادلات وذكر من ضمنها خيار الاتفاق على السلام. ثم قال ما يمكن ترجمته كالآتي: "لقد قاومنا قوانين سبتمبر بدون تردد منذ اعلانها، واعترض عليها أيضاً بعض المثقفين، ولكن أكبر من قاومها، وقدم روحه فداء لنا جميعاً، وضعضع بذلك سطوة السلطة، وحرك الشعب بالثورة عليها، انما هو الاستاذ محمود محمد طه، فلنقف جميعاً اجلالاً لشهيد الوطن، ورمز عزتنا، وكرامتنا، ووحدتنا". وعلى اثر حديثه هذا، وقف الحاضرون الذين لا يقلون عن الخمسمائة شخص، فصفق قرنق وبدأوا جميعاً يصفقون، ثم بدأ أحدهم يترنم بحداء، بلغتهم مع الضرب على الارض بالقدم، وأخذوا جميعاً يرددون معه بما فيهم قرنق نفسه.. عرفنا فيما بعد انه نشيد، بلغة الدينكا، يقال عندما يموت زعيم القبيلة وهو يدافع عنها!!
                  

01-08-2015, 06:40 PM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Khalid Elmahdi)

    قضاة الانقاذ غير مؤهلين فنيا وضعفوا أخلاقيا.. هذا اسم المقال الذي كتبته بثينه زوجتي، مثال صارخ لمسخ القوانين ومن يطبقها...
    Quote: لا ادري ان كانت الفجيعة في القضاء والقضاة في ظل حكومة الاخوان المسلمين ،فيه شئ جديد يدهش اليوم ! فمنذ ان صدرت القوانين المسماة (بقوانين الشريعة الاسلامية ) والتي أطلق عليها الجمهوريين، ( قوانين سبتمبر 1983) ، لمفارقتها للدين وتشويهها للإسلام ، وبعدها عن روح الاعراف الطيبة.. والسودان الحبيب يشهد ضياعا لهيبة القضاء المستقل ولنزاهة القضاة الا من رحم الله في هذا الزمان الأغبر ، الذي صار طابعه اهدار كرامة الانسان السوداني وضياع حقوقه..
    فلقد شهدت البلاد في ظل تلك القوانين ومالحق بها من ( الشرائع المدغمسة)، مهانة غير مسبوقة في تاريخ التشريعات القضائية، ووقع في طائلتها المستضعفين من النساء والرجال ، وأدين في محاكمها الفقراء والمحتاجين..
    و اذكر في تلك الأيام الأولى لقوانين سبتمبر، ونحن بصحبة الاستاذ محمود محمد طه في فناء احدي محاكم العدالة الناجزة بجوار الإذاعة في انتظار محاكمة الاخوان الجمهوريين الأربعة بسبب منشور ( هذا او الطوفان) في 2 يناير 1985 ، فكنا شهود ذلك المنظر المؤسف لتنفيذ احكام الجلد تحت محكمة الطوارئ ، ولقد علق حينها الاستاذ محمود بأسف ((إنتو شوفتو المجلود شيخ والجالد شاب والقاضي واقف يتفرج)).. انتهي
    ويتواصل مسلسل اهدار الحقوق ، وانحدار القضاء في هاوية موالاة السلطة الحاكمة علي حساب المواطن البسيط، وهاهي صحيفة ( حريات ) تخرج علينا بخبر السيدة المسنة بمدينة بورتسودان تلك السيدة التي ليس لها سند من بطانة حكومة الإنقاذ، والتي تسلط عليها قاضي، اقل مايقال في حقه انه فارق ابسط اخلاقيات المهنة من العدل والرحمة ومخافة الحق .. وقد جاء الحدث في مطلع عام 2015، اي بعد ثلاثين عاماً ويزيد لقوانين سبتمبر 1983 سيئة الذكر، ومازال الحال هو نفس الحال، جلد للنساء المستضعفات المسنات، بكرباج جلادين هم بإعمار ابنائهم، تستغل الحكومة حوجتهم للوظيفة وللتخديم فتستخدمهم أسوأ استخدام! في اذلال وامتهان لكرامة أفراد ألشعب السوداني..
    فقد ورد بالصحيفة في 6 يناير (حريات) تفاصيل الواقعة كما يلي: ان السيدة الأرملة حواء آدم مدبل حضرت الى محكمة الطعون الادارية بمدينة بورتسودان فى يوم 21 ديسمبر لسماع الحكم فى قضية متعلقة بكشك وعندما أخبرها القاضى بقرار الازالة احتجت قائلة للقاضى انها مظلومة فما كان من القاضى اand#65275; وان ونادى على العسكرى وطالبه بايقاف السيدة حواء واحضار سوط وعندما رد العسكرى ان محكمة الطعون الادارية and#65275;يوجد بها سوط ، أمره باحضار اى شىء يصلح للجلد ، وعندها أحضر العسكرى (خرطوش) لشفط البنزين من احدى السيارات وعندما سأل العسكرى القاضى عن عدد الجلدات أمره القاضى ان يظل يجلدها حتى يخبره بالتوقف ! وبالفعل جلدها العسكرى مايتجاوز الأربعين جلدة.)).. انتهي
    السؤال يا قاضي محاكم الأخوان المسلمين ، باي ذنب وتحت اي قوانين تلك المسنة جلدت!!؟ وماهو مسمي الجريمة التي عقوبتها أربعين او فوق الأربعين جلدة !!؟ وما هو السند القانوني لتلك العقوبة!!وطريقة تنفيذها!!
    وكيف يكون عدلا ان تجلد شاكية في قضية ( كشك)!! تسترزق منه، رزق اليوم باليوم، وتدفع للحكومة ( الجزية) (والجباية) منه !! وتعول منه نفسها وعيالها، ومهما كانت تفاصيل القضية!! فان محلية العاصمة ومحليات الأقاليم، جعلت ديدنها ازالة الأكشاك ومحاربة هؤلاء المعوزين، مره تحت مسمي نظافة المحليات ومره بغرض توسعة الشوراع، والجميع يعلم انها احدي دورات الفساد في تحصيل مزيد من الأموال من عرق هذا الشعب المغلوب علي أمره ..
    وهذه ألأعمال والحملات تستهدف في غالبيتها ،النساء المسكينات والأرامل واللاتي هجرن اقاليمهن هرباً من الحرب والفقر وعدم الأمان.. ولا يجدن الدعم من المؤسسات الحكومية التي يفترض ان ترعي تلك الشريحة الاجتماعية وتعمل علي حل مشاكلها الاقتصادية، كما أنهن لا يمتلكن حق ( الرشاوي) لكي يتقين شر رجال الأمن وعساكر النظام، لذلك يقعن ضحايا لهذا النظام المستبد.
    في الوقت الذي لم نسمع فيه اي من القضاة قد نفذ بل حتي حكم! بجلد مفسدين حكومة الاخوان المسلمين، وبنك فيصل الاسلامي! وغيره من البنوك ، وجرائم الاعتداء علي المال العام، وفساد بطانة الرئيس وإخوته واهله ووزرائه، أمثال كرتي، المتعافي، ونافع، وغسان وغيرهم من ( المتحللين) كثير بلا حصر ولا عدد من الذين سودت الصحائف اخبار فسادهم الظاهر والباطن..
    وان كان للقاضي ( الجلاد) ضميرا فيسأل !! من هو أولي بالجلد حواء صاحبة الكشك ام حرم الرئيس وداد مصطفي التي لاتملك دخلاً الا من ممتلكات الدولة !! واستخدام اسم زوجها، فصارت بين عشية وضحاها مالكه وآخرون من الاسرة الحاكمة، لمستشفي ( رويال كير)، كما قامت بامتلاك وشراء بيت رجل الاعمال المعروف الشيخ الأمين مصطفي الأمين بمبلغ (6.5 ) مليون دولار! وغيرها من المصايف والمنتجعات والعقارات بالامارات وماليزيا!!
    الحقيقة ان فساد الحكام وفساد القضاة وصمت رجال الدين وعلماء السلطان واستغلال النِّسَاء واذلالهن، ماهو الا منظومة متكاملة لحكم الاخوان المُسلمين الَّذِينَ استغلوا الدين لاستغلال الناس والسيطرة علي السلطة مزيد..
    والحل الوحيد لمواجهة غول حكومة الهوس الديني وقادته المفسدين هو مواجهة باطلهم ، بمقاطعة مؤسساتهم وتعرية جهلهم، وفضح ممارساتهم الشائنة في حق إنسان السودان العزيز، الَّذِي هو أكرم من سياط جلاديهم وأشرف من التذلل باعتاب القضاة الظلمة الذين يخافون السلطات ولايخافون الله فيه..
    ونحن في اعتاب الذكري الثلاثين لاستشهاد الاستاذ محمود محمد طه ، فلنقتفي خطاه في محاربة جهل القضاة والقوانين الجائرة المسماة بالقوانين الاسلامية وكل مايمت للجهل بصْلة...
    لقد واجه الاستاذ محمود بشجاعة الحق ، الدستور الاسلامي المزيف وقوانين سبتمبر الشوهاء وواجه قضاتها بمقولته التاريخية امام محكمة المهلاوي في يوم 7يناير 1985 والتي ورد في حق قضاتها:
    ((و أما من حيث التطبيق ، فإن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها ، غير مؤهلين فنيا ، وضعفوا أخلاقيا ، عن أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية ، تستعملهم لإضاعة الحقوق وإذلال الشعب ، وتشويه الإسلام ، وإهانة الفكر والمفكرين ، وإذلال المعارضين السياسيين .. ومن أجل ذلك ، فإني غير مستعد للتعاون ، مع أي محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل ، ورضيت أن تكون أداة من أدوات إذلال الشعب وإهانة الفكر الحر ، والتنكيل بالمعارضين السياسيين))..

    بثينة تروس
    mailto:[email protected]@gmail.com
                  

01-09-2015, 08:48 PM

Hamid Elsawi
<aHamid Elsawi
تاريخ التسجيل: 09-22-2005
مجموع المشاركات: 3450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Khalid Elmahdi)

    سيكون الاحتفال في يوم السبت 17 يناير 2015
    الزمان: الساعه السابعه مساء الي الساعه 11 مساء
    المكان: 95Falshire Dr NE

    ويشمل الاحتفال على معرض لكتابات الاستاذ، وكتب وفيديوهات وحلقات نقاش لظاهرة الهوس..

    الدعوة عامه
                  

01-10-2015, 06:14 AM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Hamid Elsawi)

    ما أشبه الليله بالبارحه... نشر الأخ العزيز صبري كتيب للجمهوريين عن قوانين سبتمبر، أدناه نصه:
    Quote: الأخوان الجمهوريون

    في ذكرى قوانين سبتمبر

    هذا .. أو الطوفان



    8 سبتمبر 1985 2 ذوالحجة 1405
    الطبعة الأولى




    الإهداء
    (يهدى هذا الكتاب الى المستضعفين من شعبنا الطيب، الذين لم يروا من الإسلام على يد قوانين سبتمبر 1983، غير السيف والسوط!!
    إنّما من أجلكم، أُرسل النبي، وأنزل القرآن:
    "ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض، فنجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين!!"
    فهذا الكتاب يشم شميم ريح القرب – قرب موعود الله لكم - ثم ان هذا الكتاب يقدم استجابة الأخوان الجمهوريين لدعوة الله تعالى: "وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله، والمستضعفين، من الرجال، والنساء والولدان، الذين يقولون: ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها، وأجعل لنا من لدنك، وليا، واجعل لنا من لدنك نصيرا!!")..
    نقلا عن كتابنا .. الموقف السياسي الراهن الصادر بتاريخ 2/3/1984 في مواجهة قوانين سبتمبر..


    بسم الله الرحمن الرحيم
    (لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ، الَّذِي بَنَوْا، رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ، إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ، وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
    صدق الله العظيم..
    حلّت بنا غرة سبتمبر 1985 وهي تحمل الى شعبنا العظيم: بشائر البحث الجاد عن فلسفة الحكم الصالح، ونحن، بحمد الله، شعب غني بأصالته، غني بإمكانياته المذهلة، ولا تنقصنا الاّ فلسفة الحكم الصالح – المذهبية الرشيدة – التي تصهر كل ذلك في نموذج إنساني رائد يتمتّع بالرخاء وبالحرية معا..
    وإنه لأمر جد مفرح أن تنادى القادة من جنوب الوطن، ومن شماله، ومن كل جهاته، ليجلسوا على مائدة البحث عن فلسة للحكم تضمن وتكفل حقوق المواطن الأساسية، وتمحو كل صور التفريق بين المواطنين، وتزيل وإلى الأبد كل ألوان التمييز بسبب العرق أو الدين، أو الجنس (من رجل وإمرأة).. بل هي فلسفة تستثمر الإختلافات اللغوية والثقافية والعرقية لإخصاب القومية السودانية التي يوم تفتر عن أصالتها العميقة ستقدم حتما إضافة جديدة وأساسية للحضارة الإنسانية.. نعم يجرى البحث لفلسفة الحكم التي ستمكّن الشعب وهو وحده صاحب السيادة من ممارسة حريته في كل بيئاته وسائر مستوياته وذلك بتسليم السلطة للشعب في تبسيط يبدأ من حكومة القرية، فالمدينة، فالمقاطعة، فالولاية، وباقامة محاكم العدل الدستورية التي سيحتكم اليها المواطنون ضد تصرفات أجهزة السلطة المضرّة بحرياتهم وضد أي تشريع يخالف الدستور .. وجوهر الدستور هو التوفيق بين حق الفرد في الحرية الفردية المطلقة وحق الجماعة في العدالة الإجتماعية الشاملة التي تعني في الأساس المساويات الثلاث: الإقتصادية، والسياسية، والإجتماعية.. وبغير هذا لن نؤمن مسيرة الديمقراطية التي هي أكبر انجازات شعبنا في ثورتيه العظيمتين في أكتوبر، وفي مارس – ابريل .. وحتى لا يتكرّر الفشل، ويتكرّر عجز أحزابنا عن حكمنا بالأساليب الديمقراطية حكما صالحا مما مهد للدكتاتوريات العسكرية مرتين، يجب أن يكون وزن الشعب للأحزاب ميزان – فلسفة الحكم الصالح هذه، فبقدر عطائها، وبقدر التزامها بها يكون وزنها ودورها في مستقبل السودان، والاّ فان فاقد الشيء لا يعطيه!!
    إننا نحن الجمهوريين، منذ أربعين سنة، كنا نحدّث الحركة الوطنية عن ضرورة فلسفة الحكم وذلك لأننا نعلم أن الذكاء البشري والمجهود البشري الواعي يمكن أن يختصر الزمن ويقلّل الأخطاء والضحايا ويطلق طاقات الناس ويفجّر ينابيع وكنوز أرضنا الطيبة. والآن فإن شعبنا إذا وضع أقدامه على طريق فلسفة الحكم الصالح وأصبح هناك خط مرسوم لإطراد خطواتنا الى غاياتنا الإنسانية العليا فإن ما قدمناه من ضحايا، وما عانيناه من شقاء على ألمه ليس هو أكثر من ثمن فلسفة الحكم الرشيدة والوعي بها وبضرورتها..

    الذكرى المشئومة
    وممّا يؤكد الحاجة الملّحة، والضرورة العاجلة لفلسفة الحكم الصالح، أن سبتمبر نفسه والذي حمل الينا بشائر الإلتقاء حول مائدة الحوار هذه المرة فإن اليوم الثامن منه يحمل الينا الذكرى الثانية لإعلان قوانين سبتمبر القمعية، تلك القوانين التي أجهضت حتى مكتسباتنا التقديمة التى حصلنا عليها في زمن الإستعمار وذهبت بحقوقنا التي كفلتها لنا القوانين الوضعية والدستور العلماني..
    وكل ذلك لا يزال يجثم على صدورنا لأنه هوس نسب زورا وكذبا لفلسفة الحكم الإسلامي .. مع أن فلسفة الحكم الإسلامي الصحيحة تعطي وتكفل كرامة وحرية الإنسان وحقوقه الأساسية في قمة لا تجارى، ذلك لأن الإسلام في حقيقته ليس هو دعوة عقيدية، ليس هو دين المسلمين وانما هو دين الناس (دين الفطرة) (فطرة فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) والناس من حيث هم ناس قد فطروا على الحرية وعلى الكمال وما سميّ الإسلام دين الفطرة الاّ لأنه فلسفة لا تجارى في كشف الغواشي التي طرأت على الفطرة ..
    أمّا قوانين سبتمبر فإنها أساسا لم تقم على علم وإنما قامت كمناورة سياسية لتثبت عرش نميري المتهاوي فكانت مؤامرة على الشعب وعلى الدين ولذلك لم يتقدّم بها لمجلس الشعب وهو الجهة التشريعية وقد كان مستمرا في جلساته، ولم تحوّل للجهة المختصة بالنائب العام لصياغتها، وانما أتخذ نميري مخبأ في قصره اختار له ثالوثا لم يعرف برأي ولا اجتهاد في الدين ولا إسهام في الحياة العامة، ومن الناحية القانونية هم نكرات بالنسبة للقانونيين الضليعين الذين تزخر بهم البلاد، وقد أختارهم ليصل الى قصده، وقد كان، فطوعّوا الشريعة نفسها لإذلال الشعب وللتجريم والإدانة والإرهاب ولإغتيال المعارضين كما ظهر من الوثائق المتبادلة بين الإمام المزعوم والثالوث بشأن الجمهوريين. وقد قال عوض الجيد وهو يتحدث عن تتابع قوانين سبتمبر بتلك العجلة المريبة، قال عنها (واستمر الغيث وهلّلت الأملاك في السماء وأشرقت الأرض بنور ربها) (الصحافة 16/5/1984. وبالطبع هو لا يعرف عن السماء شيئا والاّ كان الصدق يقتضيه أن يحدثنا عن ضراعة أهل السودان من أحكام الحجاج! وعن سحابة الظلم التي لم يشهدها سوداننا الحديث.. والظلم ظلمات كما قال النبي الكريم..
    وهكذا استطاع النميري بذلك (الثالوث) أن يقتلع الحدود الإسلامية من الهيكل الإسلامي المتكامل الذي لا تقوم الحدود بحقها الاّ مرتبطة به وهو هيكل العدالة الإجتماعية بمساوياتها الثلاث وتربية المجتمع تربية تجفّف منابع الجريمة في الصدور، وإقامة الرأي القائم على الإسماح والإصلاح لا التجسس والإنتقام والأحقاد، بل هو مجتمع العفو فقد وجه النبي الكريم بتعافي الحدود ما لم تبلغ السلطان، وقال: (من أبتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله)، وقال: (أدرأوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم فان كان له مخرج فخلّوا سبيله فان الإمام لئن يخطيء في العفو خير من أن يخطيء في العقوبة) وقال: (أدرأوا الحدود بالشبهات) وهكذا فان الحدود في الإسلام لا تقوم الاّ في مجتمع توّفرت فيه بالتربية وبالتوعية وبالعدالة الإجتاعية كل فرص الإستقامة وأغلقت كل أبواب الإنحراف والزلل حتى أن من يقع تحت طائلتها بعد كل ذلك ويهتك ستره فانه من الشذوذ والغلظة بحيث يصبح علاجه في الحد كعملية جراحية لعلاج حالته الشاذة.

    ومن الذي يقيم الحدود؟
    ان الحدود كما قلنا تقوم في المجتمع المربّى ويطبقها أكثر الناس تربية واستقامة واحساسا بمشاكل الناس، ولذلك كان النبي الكريم يقول: (نحن آل محمد أول من يجوع وآخر من يشبع) وكان الأمام عمر قد طبق على نفسه التقشّف ليكون في مستوى عامة الناس في عام الرمادة.. فأين من ذلك نميري وزبانيته؟ والغريب انه في الوقت الذي تقطع فيه أيدي البسطاء المعدمين فإن هناك لجنة كوّنت برئاسة دكتور الترابي للنظر في مرتبات حتى كبار الموظفين باعتبار أن دخولهم غير كافية لمعيشتهم ولا بد من زيادتها!!

    نميري يطوّع الناس لنظامه بالسوط وهيهات!!
    ان نميري وثالوثه المشرّع، قد ساروا بالحدود عكس روحها وغايتها وهدفها فاتجهوا للتضييق وتوسيع دائرة التجريم والإدانة بأوسع مدى وشوّهوا الإسلام وأظهروا مساهمته في الحياة الحديثة وكأنه مؤسسة عقاب وردع وارهاب، ففي التعزير بالغوا في عقوبة الجلد ووضعوها في أكثر العقوبات وأصبح الجلد حين يذكر بدون تحديد يمتد الى مائة جلدة، المادة (64/8) والسجن يمتد الى مدى ما يراه القاضي، المادة (64/3) كان هذا منهم مع أن الحديث المتفق عليه يقول: (لا يضرب فوق عشرة أسواط الاّ في حد من حدود الله تعالى) والحدود أيضا نزعوا بها إلى التجريم والإدانة فللسرقة الحدية في الشريعة تعريف محدد يحوي شرائط وأركان إن لم تكتمل لا تكون السرقة حدّية ولكن (الثالوث) المشرّع عرّف السرقة تعريفا وضعيا أسقط به شرطي (الخفية) و(الحرز) مخالفين بذلك الأحاديث وجمهور الفقهاء ومع ذلك طبقوا عقوبة الحد الشرعي. وفي النصاب فهناك اختلاف في الرويات بين ثلاثة دراهم وعشرة دراهم ومجرّد هذا الخلاف يعتبر شبهة تدرأ الحد ولكنهم أخذوا بالثلاثة المختلف عليها وتركوا العشرة التي يقول بها ابن عباس وابن عمر ويحكى هذا عن علي وابن مسعود (ابن كثير جـ 2 ص 569) كما انهم جمعوا بين الحد والغرم – المادة (458) وقد أخرج النسائي حديث (لا يغرّم السارق اذا اقيم عليه الحد) كما انهم جمعوا بين حد الخمر والسجن (المادة 444)
    اما الزنا فقد (نقل في اشتراط العلم بحرمة الزنا، اجماع الفقهاء) (ان من شرائطه العلم بالتحريم حتى لو لم يعلم بالحرمة لم يجب الحد بالشبهة وأصله ما روي سعيد بن المسيّب أن رجلا زنا باليمن فكتب في ذلك عمر رضي الله عنه ان كان يعلم ان الله حرّم الزنا فاجلدوه، وان كان لا يعلم فعلمّوه فان عاد فاجلدوه)، حاشية ابن عابدين. فأي توعية قام بها الإمام المزعوم وزبانيته على السودان ببيئاته المختلفة قبل أن يشهروا سيفهم وسوطهم؟ كما انه معلوم أن الشريعة شدّدت ودققّت وضيّقت في طريقة اثبات الزنا اذ اشترطت شهادة أربعة رجال عدول يرون الجريمة في حالة معينة ومحدّدة وان خالفهم واحد منهم اعتبر الثلاثة قاذفين وأقيم عليهم حد القذف وكل ذلك رعاية لحرمة أعراض الناس، ولكن نميري وثالوثه اعتبروا نقص الإثبات ضرورة فقالوا عن إثبات الزنا بالشهادة المادة (77/2) بشهادة أربعة رجال عدول وتؤخذ عند الضرورة شهادة غيرهم. كما اعتبروا شهادة النساء في الحدود مخالفين بذلك الشريعة، المادة (78/2) بشهادة رجلين، كما تثبت عند الضرورة (بشهادة رجل وأمرأتين أو أربعة نسوة) كما أنهم بتمييزهم ضد المرأة قد خالفوا الدستور.. وجاء في المنشور الجنائي 97/83 باشتراط البلوغ والإسلام لأداء الشهادة في جرائم الحدود والقصاص الاّ في حالة الضرورة كما جاء فيه اشتراط الذكورة الاّ في حالة الضرورة كما أنّ النميري وثالوثه نصّصوا على قبول البينة التي يتم الحصول عليها بوسائل غير مشروعة، المادة 11 اثبات، وهكذا منعوا شهادة غير المسلم الاّ للضرورة المزعومة ومن باب أولى تولية القضاء لأن القضاء أكبر من الشهادة..

    القذف
    المادة (434) (كل من يرتكب جريمة القذف يعاقب بالجلد ثمانين جلدة اذا كان المقذوف في حقه مسلما وبالجلد والغرامة أو السجن في الحالات الأخرى).. فلماذا الجلد ثمانين جلدة اذا كان المقذوف (مسلما) وبالجلد والغرامة أو السجن في (الحالات الأخرى)! لماذا أجملت هذه الحالات ولماذ لم يحدثونا عن سبب هذا التمييز الغريب!
    وعن عقوبة الزنا جاء قولهم: (على أنه لا يعاقب بالعقوبة المنصوص عليها في البند (1) أو البند (2) من هذه المادة أي شخص يكون دينه السماوي قد شرّع أي عقوبة أخرى للزنا وفي هذه الحالات يعاقب الجاني بالعقوبة الأخرى أو في حالة عدم وجودها بالجلد بما لا يجاوز ثمانين جلدة وبالغرامة أو السجن لمدة لا تقل عن سنة) فلماذا اختلفت عقوبة المسلم عن غير المسلم وما هو الإحصان في مراجعهم ومن يستحقه؟!
    حدث كل هذا التمييز الممجوج مع أنّ الحدود هي تشريع اجتماعي وهو وراء العقيدة يقوم على صيانة العرض وصيانة المال لكل الناس وعلى قدم المساواة. يصان ماله وعرضه ويصان منه عرض الناس ومالهم.

    الشروع في الزنا
    إنّ اتهام أحد بالزنا اما أن تثبته بطريقة الإثبات المشدّدة وإما أن تعتبر قاذفا فتعاقب عقوبة القذف ولكن الإمام المزعوم والثالوث ابتدعوا قصة الشروع في الزنا فلم يراعوا حرمة العرض. وإن استعمال كلمة الزنا لا تقال الاّ بعد استيفاء الشهادة الكاملة عليها ولكنهم أكثر من ذلك فانهم يتقاضون لإمامهم غرامات من هذه المخالفات، المادة (319) ووجد قضاة يقضون بهذه الغرامات ويأخذون بنصيبهم منها، كان هذا منهم، مع أن العلماء الواعين يمنعون مجرّد التعزير بالمال وذلك (لما فيه من تسليط الظلمة على أخذ مال الناس فيأكلونه)..

    الحرابة
    للحرابة تعريف شرعي محدّد وحين تستوفي تعريفها وشرائطها تقوم عقوبتها ولكن الإمام وثالوثه أخذوا تعاريف قانون 74 الوضعية للنهب وللتعدي والسطو على الأماكن ليلا وركّبوا عليها عقوبة الحرابة فكانت عقوبة شرعية على جرائم وضعية وقد بلغ تأثرهم بالقوانين والتعاريف الوضعية أنهم قالوا في المادة (393/83) (فإذا كانت الجريمة سرقة فيجوز الحكم بالإعدام أو القطع من خلاف أو السجن أو النفي) وذلك لأن المادة 393/1974 قالت: (فاذا كانت الجريمة المراد ارتكابها جريمة سرقة فيجوز أن تصل مدة السجن عشرة سنوات) وهكذا تأثروا بالتعريف الوضعي للحد الذي جعلهم يقولون عن حد (الحرابة) (يجوز) ولكن الأمر في الشريعة اما أن يكون هناك حد فينفّذ والا فلا!
    تقول المادة (335/1974 من شرع في إرتكاب جريمة النهب يعاقب بالسجن مدة لا تتجاوز 7 سنوات كما تجوز معاقبته بالغرامة أيضا)..
    وتقول المادة (335/1983 من شرع في إرتكاب جريمة النهب يعاقب بالجلد والغرامة والسجن) هذا مع أنهم يعتبرون النهب حرابة ومن شرع في الحرابة ليست عقوبته كذلك.
    جاء في المادة 334/83 (من ارتكب جريمة النهب يعاقب بالإعدام أو الإعدام مع الصلب أو القطع من خلاف أو السجن المؤبد مع النفي) والسجن المؤبد ثلاثين سنة ولا ندري من أين أتوا به ليضيفوه إلى النفي في عقوبة الحرابة، فالسجن يقول به بعض الفقهاء الذين يفسرون النفي بالسجن وهؤلاء يرون أن يسجن سنة قياسا على تغريب الزاني أما الثلاثون سنة هذه الاّ أن تكون تبرعا من (الإمام). ومع أن الحرابة تسمى السرقة الكبرى ويشترط في حدّها الحرز والنصاب فقد سكتوا عن ذلك ممّا جعل بعض المحاكم تحكم بقطع شخصين من خلاف في أقلّ من خمسين جنيها!!

    النيّل يسخّر الدين لحماية نميري!!
    بل هم ابتعدوا بالحرابة عن طبيعتها (قطع الطريق) لتكون محاربة إمامهم محاربة لله ورسوله!! (فكل من يدير أو يشارك في إدارة أو يساعد بأي صورة من الصوّر في إدارة شبكة منظمة ومخططة لإرتكاب أي جريمة) تعاقب عليها القوانين السودانية يعتبر محاربا!! ويحدّثنا النيّل ابو قرون زعيم الثالوث وأرضاهم عن نفسه، فيقول: (القاعدة الأولى عند المسلم أنّ الله يؤتي الملك من يشاء ويصطفي من يشاء)!! .. إذن فأفهموا يا أهل السودان!! إن كنتم مسلمين!! إن الله قد أعطى ملكه لنميرى واصطفاه لذلك!! ويواصل أبو قرون فيقول: (والبيعة تعني السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية وقد يكره المرء المسلم من أميره شيئا أو أشياء فهل يعني ذلك الوقوف في المعارضة أو الدعوة لتنظيم ضده؟ وتهويل وتقبيح ذلك الشيء والإجتهاد في نشره؟ وهل من الدين في شيء إظهار معارضة الحاكم المسلم لمجرّد سياسة ينهجها للدولة أو تدابير يراها في الحكم بمنظار الراعي الحاكم؟ لا مصلحة للأمة قطعا.. وليس ذلك من الدين في شيء.. اللّهم الاّ أن يأمر الحاكم بمعصية أو يرى منه كفرا بواحا)!! ويواصل أبو قرون فيقول: (أما تولية الحاكم للولاة فلا تعطى أحدا حقا في القدح في الحاكم أو التشكيك فيه وهو الذي حكّم فيهم شرع الله حتى لو وليّ عليهم في الأقاليم من يرونه فاجرا)!! ويلخص أبو قرون أمره فيقول: (أخلص ممّا سبق إلى أن للحاكم أن يختار من شاء من الولاة بحكم كبر مسئوليته وعموم نظرته للأمور ولا حق لأحد في الإعتراض على الإختيار ولو كان الوالي المختار فاجرا كما أنه ليس لأحد حق الخروج على أميره ما لم ير كفرا بواحا أو يؤمر بترك الصلاة في جماعة)!! – الصحافة 3/3/1985. أرأيتم كيف أطلق الثالوث يد الطاغية وباسم الإسلام – فهو لا تجوز معارضته الاّ إذا كفر كفرا بواجا أو أمر بترك الصلاة في جماعة، أمّا فيما دون ذلك فله أن يفعل في شئون الدولة وفي شئون الناس ومقدرات البلاد ما يشاء كما له أن يوّلي علينا الفجّار!! .. صدق رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقد أخبرنا بأنه: (سيكون بعدي سلاطين الفتن على أبوابهم كمبارك الأبل لا يعطون لأحد شيئا الاّ أخذوا من دينه مثله).. رواه الطبراني والحاكم ... وأين قول أبي قرون من حديث النبي الكريم: (سيكون بعدي أمراء من صدّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه وليس يورد على الحوض) رواه النسائي والترمذي وألم يسمع أبو قرون هذا بحديث (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) وألم يسمع بقولة أبي بكر العظيم (وليّت عليكم ولست بأخيركم فأطيعوني ما أطعت الله فيكم فاذا عصيته فلا طاعة لي عليكم) وألم يسمع اعلان الإمام عمر المتكرّر (إن رأيتم فيّ إعوجاجا فقوّموني)!!

    معارضة نميري محاربة لله ورسوله:
    المعارضة السياسية في نظر نميري وسادنه أبي قرون
    ولنعد لأبي قرون لنعرف من زعيم ثالوث المشرّعين عقوبة المعارضة.. يقول أبو قرون: (فالمعارضة السياسية هي في حكم الشرع البغي وهي من أفظع الجرائم في الإسلام لأنها تدخل في جرائم الحرابة) إلى أن يقول: (ان المعارضة منهي عنها بنص قطعي في الكتاب العزيز في قوله تعالى "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ") الصحافة 29/3/1985. ولأن هناك من يتعالم ويطالب بإلغاء القوانين المقيدة للحريات وإبقاء قوانين سبتمبر نوّضح الآتي:- جاء في شرح المادة 105: (شرح رقم واحد: النقد الموّجه للحكومة أو التعبير عن عدم الموافقة على عمل من أعمالها أو سياستها لا يعد جريمة بموجب هذه المادة اذا كان بحسن نية وبأسلوب معتدل) فالمادة 105 والتي كان الإستعمار يخجل من تطبيقها لا تقيّد الحريات كما تقيدها قوانين سبتمبر القمعية، يضاف الى ذلك قانون أصول الأحكام القضائية الذي يرجع بنا إلى صور الفقه المتخلّفة وإلى تخلف الدعاة والقضاة السلفيين الذي جربنا نماذج منه ممّا ينذر بتصفية كل مكتسباتنا العصرية وحقوقنا المدنية حتى التي حصلنا عليها في زمن الإستعمار! فهذا القانون يعطي القاضي حق الحكم باجتهاده هو ان لم نقل بمزاجه فيكون مشرّعا وقاضيا كما يعطيه حق الحكم بأي نص شرعي كما يراه ولو لم يقنّن وهذا يهدر مبدأ الشرعية الذي يقضي بأن يعرف الناس ما هو جريمة وعقوبته ليتجنبوه (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) كما أن قانون أصول الأحكام القضائية يفتح الباب لجرائم وعقوبات وقيود على الحرية لم ترد في القانون ولكنها تعشعش في أذهان السلفيين وقد جرّبنا منهم ذلك في تطبيقهم حكم الردة على الرأي المخالف، هذا ونحن ثلاث وسبعين فرقة كلها هالكة الاّ واحدة ويكفي أن الأخوان المسلمين هنا هم فرقتان وتكفّر إحداهما الأخرى. أرأيتم أي اعتداء على الحرية بل على الحياة نفسها بل على أمن البلد تدّخره لنا قوانين سبتمبر. واذا كان المسلمون قد بدأوا تقييد حرية الرأي ومعاقبة الرأي المخالف بحكم الردة فيما بين فرقهم فان حكم الردة انما هو فرع من أحكام قتال المشركين وقتال الكتابيين ما لم (بعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) فمتى يخطو المسلمون الخطوة التالية التي تمكنهم منها قوانين سبتمبر!! كما أن قانون أصول الأحكام القضائية لا يعصمنا من مفاجئاته وفجواته عبارة الاّ في المسائل الجنائية ذلك لأن من يسموّن "علماء السودان" وقد أصبحوا بحكم زخم الثورة يتحدثون عن القوانين المقيدة للحريات يمكنهم أن يكسبوا بقانون أصول الأحكام القضائية حكما بفتواهم الشهيرة التي تعارض إعطاء المرأة حق الترشيح وحق الإنتخاب كما يمكنهم أن يعترضوا على ولاية الكتابيين على المسلمين وعلى دخولهم في الجيش العقائدي حيث الأغلبية المسلمة!
    وكانت قوانين سبتمبر على زيفها وقسوتها قد اختار لها الإمام قضاءاً خاصا تابعا للقصر وللثالوث. ووجدوا قضاة رضوا بأن يجلسوا لمحاكمة المواطنين محاكمة ايجازية بعد أن حُرموا من حقهم الدستوري في الإستعانة بمحام كما حُرموا من حقهم القانوني في الإستئناف لجهة أعلى محايدة وقد أُخذوا بالتجسس وقُبلت في حقهم البينات التي يتحصلون عليها بالطرق غير المشروعة فلم تبق أمامهم الاّ الإدانة والجلد والتشهير بكل أجهزة الإعلام! التشهير حتى بالأعراض!!
    وكل ذلك هو الذي جعلنا كنّا، ولا نزال، نطالب بإلغاء قوانين سبتمبر ونعتبر واضعيها ومنفذيها والمبايعين عليها هم السدنة الحقيقيون، وهم المجرمون الحقيقيون في حق الشعب وفي حق الإسلام. وأصل منطلقنا في هذا الموقف هو المنطلق الديني حتى نبريء الشريعة من وصمة وزيف وجور قوانين سبتمبر وحتى ننظّف الأرضية من شجرة الشوك التي غرسها النميري وسماها البعض شجرة عنب ونعتوه لأجلها مجددا للدين، لتصبح الأرض صالحة للحوار الموضوعي بين التصوّرات الإسلامية المختلفة، فنحن في مرحلة الثورة الفكرية والثورة الثقافية والتربية الفردية التي لا يمكن أن يطبق الإسلام على العصر حقيقة الاّ بعدها، وكل محاولة قبل ذلك إنّما هي تشويه للإسلام وإدخال له في التجارب الفاشلة..

    معارضة الجمهوريين لنميري وشريعته
    في أول مارس 1984 أصدر الجمهوريون كتابهم (الموقف السياسي الراهن) وفيه أعلنوا عن نميري (أنه منذ سبتمبر 83 قد أخذ يسير في الظلام) واستنهضوا المثقفين والقانونيين للوقوف مع الدستور ومع التصوّر الإسلامي الصحيح في وجه هذه القوانين الزائفة التي هي: (المسخ المشوّه الذي يطبقه الأغنياء المتخمون على الفقراء الجائعين) والاّ يقعد بهم عن هذا الواجب الإرهاب الديني كما رفع الجمهوريون قضايا دستورية ضد قوانين سبتمبر وبيان مخالفتها للدستور وفي أغسطس 1984 أصدر الجمهوريون منشورهم الذي يبريء الإسلام من نسبة قانون الطواريء اليه ويوضّح مفارقة قوانين سبتمبر للشريعة وللدين .. وبعد الخروج من المعتقل أصدر الأستاذ محمود بيان المواجهة الشهير (هذا.. أو الطوفان) ولم يستجيبوا لـ (هذا) فاجتاحهم الطوفان بعد أن قدّم الأستاذ محمود نفسه فداء للإسلام .. وللسودان.. فسلام سلام على سيد الشهداء..


    الأخوان الجمهوريون
    أم درمان ص.ب 1151


    هذا الكتاب:
    وفي ختام هذا السفر، وفي مواجهة قوانين سبتمبر، نورد حديث الأستاذ محمود الذي واجه به نميري وسدنته، ومحاكمه، وقضاته، وقوانينه الزائفة، وذلك في محكمة المهلاوي، بتاريخ 7/1/1985 – قال الأستاذ محمود:
    ((أنا أعلنت رأيي مرارا في قوانين سبتمبر 1983، من أنها مخالفة للشريعة وللإسلام، أكثر من ذلك، فإنها شوّهت الشريعة وشوّهت الإسلام، ونفرّت عنه.. يضاف الى ذلك أنها وضعت، واستغلت لإرهاب الشعب، وسوقه إلى الإستكانة عن طريق إذلاله، ثم أنها هدّدت وحدة البلاد.. هذا من حيث التنظير، وأما من حيث التطبيق، فإن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها غير مؤهلين فنيا، وضعفوا أخلاقيا عن أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية تستعملهم لإضاعة الحقوق وإذلال الشعب وتشويه الإسلام وإهانة الفكر والمفكرين وإذلال المعارضين السياسيين. ومن أجل ذلك، فإني غير مستعد للتعاون مع أي محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل، ورضيت أن تكون أداة من أدوات إذلال الشعب وإهانة الفكر الحر والتنكيل بالمعارضين السياسيين.))


    الثمن 1 جنيه
                  

01-10-2015, 07:13 PM

بثينة تروس
<aبثينة تروس
تاريخ التسجيل: 08-17-2012
مجموع المشاركات: 696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Khalid Elmahdi)

    سلام الله عليكم اجمعين
    ان ذكري الاستاذ محمود محمد طه لحقيقة بالاحتفاء والوقوف عندها مليا، لقد قدم الاستاذ كل حياته وعظيم استشهاده من اجل المعرفه ومن جل ان يكون الدين خالصا من عقابيل الهوس الديني وأهواء النفوس، ولم يطلب في مقابل ذلك سلطانا ولا سلطة ولاجاه سوي الحرص والإيمان بالشعب السوداني الطيب..
    فعندما حارب الاستاذ الهوس الديني كان يسعي بان يفتدي جميع المسلمين مما هو حادث الان والجميع في حيرة فيه، ولقد ظن الغافلون بداء ان موجة الهوس التي وجهت للجمهورية هي تخصهم وحدهم، ولكن لقد رفعت الفكرة الجمهورية النذارة باكرا، والآن بعد مرور ثلاثين عاما ما احوجنا بان نتدارس ماقال الرجل وبتمعن المحتاجين لمخرج من هذا الاظلام ، ولكي نتبراء من المشاركة في تشويه الاسلام والإنسانية جمعاء..
    ورد في كتاب ( الهوس الديني يثير الفتنة ليصل للسلطة )
    Quote: وسنفرد هذا الفصل لكشف صور التشويه المنكرة التي يمارسها هذا الشيخ ضد فكرنا، بما يدل على سوء الغرض بأكثر مما يدل على سوء الفهم، وبما يشير إلى ما وراء ذلك من مخطط متكامل للهوس الديني، تأخذ معالمه في الاتضاح يوما بعد يوم، وهو لا يستهدفنا نحن فحسب، وإنما يستهدف من ورائنا هذا الشعب ـ قيمه الدينية، ومكتسباته التقدمية، ووحدته، وأمنه، وسيادته.. ونحن إنما نأسى، أشد الأسى، لما بلغه خصومنا، وبخاصة علماء الإسلام، من شطط منكر في معارضة هذه الدعوة، وهم يفارقون أبسط قواعد الأمانة العلمية التي يفرضها الدين.. حتى لكأنهم قد جعلوا حرمة الله وراء ظهورهم، فنسوا أنهم موقوفون ومحاسبون وموزورون على هذا الصنيع: "إذ تلقونه بألسنتكم، وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم، وتحسبونه هينا، وهو عند الله عظيم!!" إن دعوتنا غريبة، ما في ذلك ريب!! ولكن أليس موعود الدين أن يعود غريبا؟؟ بلى!! إن ظاهرة الغربة في هذه الدعوة إنما هي مدعاة صحة بأكثر مما هي مدعاة خطأ، ولذلك فهي حرية بأن تحمل هؤلاء العلماء على استقصاء كل وسائل البحث فيها، وعدم إعجال أنفسهم في الحكم عليها، وعلى معارضتها، إذا دعا الحال للمعارضة، في الالتزام بأدب الدين، من إحسان الظن، وتوخي الأمانة، وإعفاف اللسان.. هذه الدعوة إنما هي، في جوهرها، الدعوة إلى طريق محمد، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بغير زيادة أو نقصان، وعن وعي، وفي إتقان.. وقد جاءت هذه الدعوة على تناه من الزمن، واقتراب من الساعة، لترد المسلمين إلى جادة دينهم، ولتصنع بهم مدنية كوكبية جديدة تحرّر، وتوحّد هذه البشرية، الحائرة، الضائعة.. وكل مدعو إلى طريق محمد إنما لزمته الإجابة، مهما كان مصدر الدعوة.. فأنّى تُصرفون؟؟
    Quote: وسنفرد هذا الفصل لكشف صور التشويه المنكرة التي يمارسها هذا الشيخ ضد فكرنا، بما يدل على سوء الغرض بأكثر مما يدل على سوء الفهم، وبما يشير إلى ما وراء ذلك من مخطط متكامل للهوس الديني، تأخذ معالمه في الاتضاح يوما بعد يوم، وهو لا يستهدفنا نحن فحسب، وإنما يستهدف من ورائنا هذا الشعب ـ قيمه الدينية، ومكتسباته التقدمية، ووحدته، وأمنه، وسيادته.. ونحن إنما نأسى، أشد الأسى، لما بلغه خصومنا، وبخاصة علماء الإسلام، من شطط منكر في معارضة هذه الدعوة، وهم يفارقون أبسط قواعد الأمانة العلمية التي يفرضها الدين.. حتى لكأنهم قد جعلوا حرمة الله وراء ظهورهم، فنسوا أنهم موقوفون ومحاسبون وموزورون على هذا الصنيع: "إذ تلقونه بألسنتكم، وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم، وتحسبونه هينا، وهو عند الله عظيم!!" إن دعوتنا غريبة، ما في ذلك ريب!! ولكن أليس موعود الدين أن يعود غريبا؟؟ بلى!! إن ظاهرة الغربة في هذه الدعوة إنما هي مدعاة صحة بأكثر مما هي مدعاة خطأ، ولذلك فهي حرية بأن تحمل هؤلاء العلماء على استقصاء كل وسائل البحث فيها، وعدم إعجال أنفسهم في الحكم عليها، وعلى معارضتها، إذا دعا الحال للمعارضة، في الالتزام بأدب الدين، من إحسان الظن، وتوخي الأمانة، وإعفاف اللسان.. هذه الدعوة إنما هي، في جوهرها، الدعوة إلى طريق محمد، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بغير زيادة أو نقصان، وعن وعي، وفي إتقان.. وقد جاءت هذه الدعوة على تناه من الزمن، واقتراب من الساعة، لترد المسلمين إلى جادة دينهم، ولتصنع بهم مدنية كوكبية جديدة تحرّر، وتوحّد هذه البشرية، الحائرة، الضائعة.. وكل مدعو إلى طريق محمد إنما لزمته الإجابة، مهما كان مصدر الدعوة.. فأنّى تُصرفون؟؟
    Quote: وسنفرد هذا الفصل لكشف صور التشويه المنكرة التي يمارسها هذا الشيخ ضد فكرنا، بما يدل على سوء الغرض بأكثر مما يدل على سوء الفهم، وبما يشير إلى ما وراء ذلك من مخطط متكامل للهوس الديني، تأخذ معالمه في الاتضاح يوما بعد يوم، وهو لا يستهدفنا نحن فحسب، وإنما يستهدف من ورائنا هذا الشعب ـ قيمه الدينية، ومكتسباته التقدمية، ووحدته، وأمنه، وسيادته.. ونحن إنما نأسى، أشد الأسى، لما بلغه خصومنا، وبخاصة علماء الإسلام، من شطط منكر في معارضة هذه الدعوة، وهم يفارقون أبسط قواعد الأمانة العلمية التي يفرضها الدين.. حتى لكأنهم قد جعلوا حرمة الله وراء ظهورهم، فنسوا أنهم موقوفون ومحاسبون وموزورون على هذا الصنيع: "إذ تلقونه بألسنتكم، وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم، وتحسبونه هينا، وهو عند الله عظيم!!" إن دعوتنا غريبة، ما في ذلك ريب!! ولكن أليس موعود الدين أن يعود غريبا؟؟ بلى!! إن ظاهرة الغربة في هذه الدعوة إنما هي مدعاة صحة بأكثر مما هي مدعاة خطأ، ولذلك فهي حرية بأن تحمل هؤلاء العلماء على استقصاء كل وسائل البحث فيها، وعدم إعجال أنفسهم في الحكم عليها، وعلى معارضتها، إذا دعا الحال للمعارضة، في الالتزام بأدب الدين، من إحسان الظن، وتوخي الأمانة، وإعفاف اللسان.. هذه الدعوة إنما هي، في جوهرها، الدعوة إلى طريق محمد، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بغير زيادة أو نقصان، وعن وعي، وفي إتقان.. وقد جاءت هذه الدعوة على تناه من الزمن، واقتراب من الساعة، لترد المسلمين إلى جادة دينهم، ولتصنع بهم مدنية كوكبية جديدة تحرّر، وتوحّد هذه البشرية، الحائرة، الضائعة.. وكل مدعو إلى طريق محمد إنما لزمته الإجابة، مهما كان مصدر الدعوة.. فأنّى تُصرفون؟؟
    Quote: إ

    (عدل بواسطة بثينة تروس on 01-10-2015, 07:43 PM)

                      

01-11-2015, 07:25 AM

Mohamed Adam
<aMohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5195

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: بثينة تروس)

    الأستاذ فارس بياكل النار وضكران ضكاره تقول ما وقع من صُلب مقنعه!!.
    عليك الله كدا لاحظ للمحكمه كيفن مرتبكه (قضاه ، كتبه وحراس) كأنه هو القاضي القاعد يحاكم فيهم.

    الأستاذ فارس لأنه توحد حتي صار هو ذاته الموت! فالموت ، لايخاف من أن يموت.

    ذكري هذا البطل ستكون واحده من أهم عوامل إلهام الثوره السودانيّه المُقبله ..

    إلي الأمام يا أخي خالد ..
    يباركم الرّب.
    .




                  

01-11-2015, 07:52 AM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Mohamed Adam)

    تسلم أخي محمد ادم، تعرف الأستاذ قال في ما معناه، وفي معرض رده على دكتور مصطفى محمود، الما بيخاف من الموت، يكون اطلع على حقيقة ما بعد الموت... مقال الأخ محمد محمد الأمين بصدد توضيح هذا الأمر...
    Quote: البعد الفكري في كلمة الأستاذ محمود أمام المحكمة (1)
    د. محمد محمد الأمين عبد الرازق
    mailto:[email protected]@gmail.com

    تمر في الثامن عشر من يناير الجاري، الذكرى 30 لوقفة الأستاذ محمود التاريخية ضد الهوس الديني، وبهذه المناسبة التاريخية سنحاول إلقاء بعض الضوء على كلمته في مواجهة المحكمة (المهزلة) بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، بهدف تفصيل الأفكار التي وردت في تلك الكلمة.. وقد بدأت المواجهة في الأساس من جانب الجمهوريين في إطار التوعية العامة التي كانوا، ولا زالوا، يقومون بها لتصحيح مسار البلاد حتى لا تتورط في السياسات الخاطئة بوحي من الهوس الديني.. وقد خرجت العديد من الكتب في هذا الاتجاه، مثل: بنك فيصل الإسلامي، التكامل، الهوس الديني يثير الفتنة ليصل إلى السلطة..الخ.. فردت السلطة على هذا النقد الفكري بأن اعتقلت كل من يدير ركن نقاش من الأخوان الجمهوريين في الجامعات أو الشارع العام، حتى بلغ عددهم 62 ثم اعتقلت الأستاذ محمود، وكان ذلك في النصف الأول من عام 1983م، وامتد الاعتقال السياسي حتى 19/12/1984م حين أفرج عنهم جميعا..
    وفي أثناء فترة الاعتقال ولغت السلطة حتى أخمص قدميها في الهوس الديني، فأصدرت قوانين سبتمبر 83، مدعية بأنها إنما تطبق شرع الله، ولكن الهدف الحقيقي وراء ذلك الإجراء كان هو استغلال العاطفة الدينية من أجل التأييد الشعبي ومن ثم تأمين السلطة ضد حملة الاحتواء التي كانت تسير على أشدها من جماعة الأخوان المسلمين تحت دعاوى تطبيق شرع الله.. فكأن سلطة مايو، ظنت أنها بسنها لقوانين سبتمبر، قد فوتت على الأخوان المسلمين فرصة تفكيكها من الداخل، بحجة غياب تطبيق شرع الله!! فالصراع في حقيقته كان صراعا سياسيا حول السلطة، يستغل فيه الدين أبشع استغلال، ولا علاقة له بالتدين الصادق في أي مستوى من مستوياته..
    ما إن وصل الأستاذ محمود إلى منزله حتى صرح لتلاميذه: (نحن ما خرجنا لنرتاح)، ثم واصل في اجتماع أمسية نفس اليوم:
    (نحن أخرجنا من المعتقلات لمؤامرة.. نحن خرجنا في وقت يتعرض فيه الشعب للإذلال وللجوع، الجوع بصورة محزنة..
    ونحن عبر تاريخنا عرفنا بأننا لا نصمت عن قولة الحق، وكل من يحتاج أن يقال ليهو في نفسه شيء قلناه ليهو!!
    ومايو تعرف الأمر دا عننا!!
    ولذلك أخرجتنا من المعتقلات لنتكلم، لتسوقنا مرة أخرى ليس لمعتقلات أمن الدولة، وإنما لمحاكم ناس المكاشفي!!
    لكن نحن ما بنصمت!!
    نميري شعر بالسلطة تتزلزل تحت أقدامه فأنشأ هذه المحاكم ليرهب بها الناس ليستمر في الحكم..
    وإذا لم تكسر هيبة هذه المحاكم لن يسقط نميري!!
    وإذا كسرت هيبتها، سقطت هيبته هو، وعورض وأسقط!!
    نحن سنواجه هذه المحاكم ونكسر هيبتها!!
    فإذا المواطنين البسيطين، زي الواثق صباح الخير، لاقوا من المحاكم دي ما لاقوا فأصحاب القضية أولى !!)) انتهى..
    وعلى الفور، كونت لجنة مركزية من عشرة من قيادات الجمهوريين برئاسة الأستاذ سعيد الطيب شايب، لتتولى إدارة المواجهة فأصدرت اللجنة منشور "هذا أو الطوفان" في 25/12/1984م.. وما إن بدأ توزيع المنشور في الشارع العام، حتى اعتقلت السلطة كل من يحمل المنشور، ثم اعتقلت فيما بعد من يحمل الكتب كذلك.. هذا، وقد أطلق سراح بعض الأخوان بعد أن تم اعتقالهم بتصرف فردي من الشرطة لعدم القناعة رغم تنفيذ الأمن الاعتقال، فالتحية لمن وقف هذا الموقف من رجال الشرطة..
    فتحت بلاغات في أول أربعة أخوان تم اعتقالهم وهم: عبد اللطيف عمر حسب الله، محمد سالم بعشر، تاج الدين عبد الرازق الحسين وخالد بابكر حمزة، ونشرت الصحف خبر تقديمهم للمحاكمة، وحدد تاريخ المحاكمة.. وقد قاد الأستاذ محمود مسيرة كبرى قوامها جميع الجمهوريين، بالزي القومي، (الجلابية والعمة) للرجال و(الثوب الأبيض) للنساء، إلى المحكمة رقم 4 جوار الإذاعة، وانتظرت المسيرة في فناء الموقع بدء المحاكمة لكن أعلن تأجيلها.. وقد كان واضحا أن الهدف من التأجيل هو إضافة الأستاذ محمود، وهكذا ختمت السلطة حملتها باعتقاله يوم 5/1/1985م، وصارت الصحف تكتب بعنوان محاكمة الأستاذ محمود وآخرين..
    وفي يومية التحري، قال الأستاذ محمود للمتحري: "إنه المسئول الأول عن كل ما يدور حول حركة الجمهوريين في داخل السودان وخارجه" وفي رد على نقد المنشور لقوانين سبتمبر، وهل هو رفض للشريعة، قال:
    (إذا في إنسان قال قوانين سبتمبر مخالفة للشريعة، لا يتهم بأنه ضد الشريعة وإنما يفهم أنه ضد قوانين معينة، بل هو يدافع عن الشريعة!! ويمكن أن يسأل عن برهانه على مخالفة تلك القوانين للشريعة!!
    ولكننا نقول: إن الشريعة الإسلامية، على تمامها وكمالها، حين طبقها المعصوم في القرن السابع، لا تملك حلا لمشاكل المجتمع المعاصر، فالحل في السنة وليس في الشريعة!!) انتهى..
    وبهذا التحري، فتح البلاغ ورفعت القضية إلى المحكمة، وكان المستند الوحيد هو المنشور مضافا إليه رد الأستاذ على المتحري..
    رفض الأستاذ محمود التعاون مع المحكمة لأسباب أجملها في كلمته أمام المحكمة:
    (أنا أعلنت رأيي مرارا في قوانين سبتمبر 83، من أنها مخالفة للشريعة وللإسلام.. أكثر من ذلك، فإنها شوهت الشريعة وشوهت الإسلام ونفرت عنه..
    يضاف إلى ذلك، أنها وضعت، واستغلت، لإرهاب الشعب وسوقه إلى الاستكانة عن طريق إذلاله.. ثم إنها هددت وحدة البلاد.. هذا من حيث التنظير..
    وأما من حيث التطبيق، فإن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها غير مؤهلين فنيا، وضعفوا أخلاقيا عن أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية تستعملهم لإضاعة الحقوق، وتشويه الإسلام، وإذلال الشعب، وإهانة الفكر والمفكرين وإذلال المعارضين السياسيين..
    ومن أجل ذلك فإني غير مستعد للتعاون مع أي محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل ورضيت أن تكون أداة من أدوات إذلال الشعب، وإهانة الفكر الحر، والتنكيل بالمعارضين السياسيين) .. انتهى..
    وبالنظر بدقة إلى هذه الكلمة، نلاحظ أنها اشتملت على أربعة محاور :
    1/ مخالفة الشريعة وتشويهها، وتشويه الإسلام وتنفير الناس عنه ثم تهديد وحدة البلاد..
    2/ الهدف من وضعها ليس هو إقامة الدين وإنما هو إرهاب المعارضة بالقهر والإذلال من أجل حماية السلطة وتثبيتها..
    3/ عدم التأهيل لدى القضاة..
    4/ انتهاك حرمة استقلال القضاء من السلطة..
    أولا: المحور الأول:
    جاء في منشور "هذا أو الطوفان" حول مخالفة الشريعة والإسلام ما يلي:
    (فهذه القوانين مخالفة للشريعة، ومخالفة للدين، ومن ذلك أنها أباحت قطع يد السارق من المال العام، مع أنه في الشريعة، يعزر ولا يحد لقيام شبهة مشاركته في هذا المال.. بل إن هذه القوانين الجائرة أضافت إلى الحد عقوبة السجن، وعقوبة الغرامة، مما يخالف حكمة هذه الشريعة ونصوصها.. هذه القوانين قد أذلت هذا الشعب، وأهانته، فلم يجد على يديها سوى السيف، والسوط، وهو شعب حقيق بكل صور الإكرام، والإعزاز.. ثم إن تشاريع الحدود والقصاص لا تقوم إلا على أرضية من التربية الفردية ومن العدالة الاجتماعية، وهي أرضية غير محققة اليوم )..انتهى..
    إن الشريعة في الأساس ليست قوانين عقوبات وحسب، وإنما هي معالجة متكاملة لجميع قضايا المجتمع، فمجرد إظهار الشريعة بأنها عقوبات فيه تشويه للشريعة وفيه إظهار للإسلام بمظهر القصور، ويضاف إلى ذلك أن الشريعة على تمامها وكمالها ليست الكلمة الأخيرة في الإسلام، وإنما هي طرف الدين الذي لامس أرض الناس في القرن السابع، فهي مرحلية لأنها تقوم على الوصاية وقد اقتضاها قصور المجتمع.. ففي مجال السياسة والاقتصاد والاجتماع، لا بد من تطوير الشريعة لتستوعب المستجدات التي أحدثها الزمن.. وإنما يكون التطوير من الشريعة إلى السنة، فالإسلام موعود بأنه سيعود بالسنة، فقد ورد في الحديث: (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء!! قالوا: من الغرباء يا رسول الله!!؟؟ قال: الذين يحيون سنتي بعد اندثارها).. وقد كانت الشريعة في وقتها حكيمة في القمة وقدمت الحلول الناجعة لمشاكل مجتمعها، لكن بمرور الزمن تطور المجتمع البشري وتعقدت مشاكله بصورة لا يمكن أن تعالجها الشريعة، وإنما المعالجات الحقيقية في السنة.. ولذلك فإن أي محاولة لإقحام تلك الشريعة بكل تفاصيلها في المجتمع المعاصر لا تعدو أن تكون تشويها للشريعة وتشويها للإسلام نفسه.. وبوحي من هذا التشويه، وإظهار الإسلام بمظهر العجز والقصور، ينفر الناس عن الدين ويبحثون عن حلول في فلسفات أخريات ترفض الدين جملة كالعلمانية فيكون حالهم كالمستجير من الرمضاء بالنار..
                  

01-11-2015, 08:18 AM

عبد الحي علي موسى
<aعبد الحي علي موسى
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 2929

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Khalid Elmahdi)

    Quote: الأستاذ فارس بياكل النار وضكران ضكاره تقول ما وقع من صُلب مقنعه!!.
    عليك الله كدا لاحظ للمحكمه كيفن مرتبكه (قضاه ، كتبه وحراس) كأنه هو القاضي القاعد يحاكم فيهم.
    الأستاذ فارس لأنه توحد حتي صار هو ذاته الموت! فالموت ، لايخاف من أن يموت.
    ذكري هذا البطل ستكون واحده من أهم عوامل إلهام الثوره السودانيّه المُقبله


    سلام أستاذ خالد المهدي.
    وتحياتي للأخ محمد آدم.
    ولأخونا أزهري محمد علي:
    بعزى فى السجان
    ويواسيه بى بسمه
    ويحكيلو طول الليل
    عن باكر الاسمى
    يوم يرجف الجلاد
    ويضحك ابو اسماء
    محمود محمد طه
    مـا أعظم الأسماء
    *** *** ***
    يا أبوى صباح الخير
    من آخر الاعماق
    انا حالى غيرك غير
    فى منتهى الأشواق
    يا مستجير بالله
    من كل زيف ونفاق
    ومعصوم بِسر الله
    وحق اليقين ميثاق
    لله شئ لله
    باب الكريم ما ضاق
    الدم فداه الدم
    ودم الحقيقة يُراق
    أعصم رؤى الاطفال
    من لعبة الاوراق
    لسه الحبل ممدود
    ومشدود وثاق فى وثاق
    ومن تحتو واقف هو
    فى كامل الإشراق
    طائر خفيف الروح
    فى واسع الآفاق
    يغزل خيوط النور
    من بسمته الرقراق
    ويمرق عفيف الإيد
    من حافة الإملاق
    ينزع مشاعر الخوف
    من رعشة الشناق
    ويشهد صعود الروح
    بى نشوة العشاق
    من حيز المحدود
    لى مطلق الإطلاق
    عند إنتفاء الضد
    حيث البصر ما زاغ
    *** *** ***
    إنت بتروح وين
    يامستبد ياعاق
    من غضبة الطوفان
    ومن شعبنا العملاق
    يوم تشخص الابصار
    ويلتف ساق بى ساق
    وبيناتنا يبقى الحق
    ومكارم الأخلاق
                  

01-12-2015, 05:11 AM

بثينة تروس
<aبثينة تروس
تاريخ التسجيل: 08-17-2012
مجموع المشاركات: 696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: عبد الحي علي موسى)

    الأخ محمد آدم سلامات
    Quote: الأستاذ فارس بياكل النار وضكران ضكاره تقول ما وقع من صُلب مقنعه!!.
    عليك الله كدا لاحظ للمحكمه كيفن مرتبكه (قضاه ، كتبه وحراس) كأنه هو القاضي القاعد يحاكم فيهم.

    الأستاذ فارس لأنه توحد حتي صار هو ذاته الموت! فالموت ، لايخاف من أن يموت.

    ذكري هذا البطل ستكون واحده من أهم عوامل إلهام الثوره السودانيّه المُقبله ..

    إلي الأمام يا أخي خالد ..
    يباركم الرّب.
    .


    Quote: الأستاذ فارس بياكل النار وضكران ضكاره تقول ما وقع من صُلب مقنعه!!.
    عليك الله كدا لاحظ للمحكمه كيفن مرتبكه (قضاه ، كتبه وحراس) كأنه هو القاضي القاعد يحاكم فيهم.

    الأستاذ فارس لأنه توحد حتي صار هو ذاته الموت! فالموت ، لايخاف من أن يموت.

    ذكري هذا البطل ستكون واحده من أهم عوامل إلهام الثوره السودانيّه المُقبله ..

    إلي الأمام يا أخي خالد ..
    يباركم الرّب.
    .


    ياسلااااام فتح الله عليك ، دا الكلام البيزيد اليقين... الاستاذ علمنا الإيمان بالشعب السوداني، وانه لاتنقصه الاصاله وإنما تنقصه المعلومات.. وها أنتم خارجين من رحم ذلك الشعب الأصيل ، ونحن بكم محتفين،
    ونعلم أنكم حتما قادمون، انها بشارات العارفين
    بثينة تروس
                  

01-12-2015, 07:33 AM

بثينة تروس
<aبثينة تروس
تاريخ التسجيل: 08-17-2012
مجموع المشاركات: 696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: بثينة تروس)

    الاستاذ ذكر في كتاب الاسلام
    Quote: وما هي الأخـلاق ؟؟ هي ، في سبحاتها العليا ، حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة ! ولذلك قال المعصوم : (( حسن الخلقِ خلق الله الأعظم )) ومن حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة تركك ما لا يعنيك ومما لا يعنيك اللحظة المقبلة ، واللحظة الماضية ، ولا يعنيـك إلا اللحظـة الحاضـرة ، فـإذا ملأتـها بالعمـل المثمـر المتـقن ، ثـم سـرت بحياتـك جميعـها مشتغـلا ، فقـط ، بالواجـب المباشر ، محسنا له ، جـهد طاقتـك ، فإنـك تحرز وحـدة شخصيتك ، وتنتـصر على الخوف ، والقلـق ، وتحقـق ، مع نفسك ، السلام . وتكون حياتك بركة عليـك ، وعلى الإنسانية جميـعا ، من حيـث تشعـر أنت ، أو لا تشعـر .. فإن كـل حيـاة سليمة ، خصبة ، تخصب الحياة جميعها ، بمجرد وجودها فيها ..
                  

01-12-2015, 08:00 AM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: بثينة تروس)

    سلام..
    قرأت مداخله للأخ الأستاذ محمد كبر، في خيط للأخ طه جعفر، أبهجتني ايما بهجه، فكأنما رسالة احتفالنا هذا العام قد وصلت تماما,, التحيه للأخت سهام التي بادرت وتبنت أمر موضوع الاحتفال :"فلنحم الشباب من الهوس"

    Quote: الحادث يا صديقي اثر علينا حتى في اطار حياتنا الضيق للغاية (شخصيا ، المدام انتبهت لإعلان اصدقاءنا/صديقاتنا الجمهوريين..عن الذكرى الثلاثين لوفاة الأستاذ الشهيد محمود محمد طه..وسألتني، بعد ان تابعت الأخبار ، لأنها لا تقرأ سودانيز اونلاين مطلقا ، ما هي ثيمة الإحتفال ، وقلت لها شيئا يتحدث عن مقاومة الهوس الديني في مخيال الشباب (بفهم سيوسيولوجي بحت) ، فقامت بطولها ، واخذت تدعو بعض الأمهات لهذا الإحتفال ، لأنه يتعلق بجوهر قضية يومية يعيش الناس تفاصيلها ، وشكرا للجمهوريين..وشمار مني ساكت..المدام في يوم من الأيام كانت بتعتبر الجمهوريين ديل ناس زلنطحية ساكت..وخصوصا بعد ما قرت كتاب يحاول ربط الأستاذ محمود بنسب الرسول (صلعم)..ولكنها مع ذلك تحرص على حضور انشطتهم..وهذه السنة تسعى لأن تدعو الأخرين لحضور نشاط الجمهوريين/الجمهوريات المزمع ، لأن الأمر دخل في اللحم الحي ، خصوصا لو كنت عندك اطفال يفع وتحاول ان تهديهم الى السبيل القويم..!!)..وغيرنا كثر يتلفتون يمنة ويسرة..ويحاولون تبرير ما حدث..ليس بغرض اقناع الأخر الثقافي والحضاري ، وانما باقناع من هم منا لحما ودما بأن الإسلام الذي نعرف ليس هو الإسلام الذي يتحدث عنه هؤلاء الفئة التي تتخذ العنف وسيلة لإثبات الموقف الفكري والأ خلاقي والديني حتى..!!
                  

01-12-2015, 07:38 PM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Khalid Elmahdi)

    Quote: الوثيقة الأولى:
    نميري يحكم بالردة قبل المحاكمة!!



    الأخ عوض، النيَّل، والأخت بدرية
    سلام الله عليكم
    آخر هوس الأخوان الجمهوريين هذا المكتوب الذي أرى بين سطوره "الردة بعينها" أرجو الاطلاع ومعكم الأخ بابكر سأجتمع بكم للتشاور في الأمر انشاء الله بعد أن تكونوا على استعداد

    أخوكم في الله
    جعفر محمد نميري
    8 جمادى الأولى سنة 1304))

    ومع تجاوزنا للخطأ اللغوي في عبارة (انشاء الله) حيث الصحيح أن تكتب هكذا: (ان شاء الله)، وللخطأ في التاريخ الهجري حيث الصحيح أن يكتب (1404 هـ)، (مما يدل على جهل خليفة المسلمين المزعوم)، يمكن أن نثبت توافر عناصر التآمر الجنائي لاغتيال الأستاذ محمود محمد طه وذلك بما يلي:-

    1) هذه الوثيقة مكتوبة بعد حوالي خمسة شهور من اعلان قوانين سبتمبر 1983 الموافق لذي الحجة 1403 هـ وقد كان الأستاذ محمود حينئذ معتقلا، لموقف المعارضة الذي يقفه ضد نظام مايو، وقد تمثَّل هذا الموقف: في مطالبته بالمنابر الحرَّة، ومعارضته لبنك فيصل، ولاتفاقية التكامل، ثم في اتهامه رئيس جهاز أمن الدولة، والنائب الأول لرئيس الجمهورية بالتفريط في وحدة البلاد بإثارة الهوس الديني (انظر كتاب الجمهوريين "الهوس الديني يثير الفتنة ليصل إلى السلطة").. وفوق ذلك فإن الفكر الجمهوري بطبيعته إنما يتجه إلى البعث الإسلامي على أساس إعادة تربية وتوعية الشعب، لا بمجرد فرض القوانين كما اتجه نميري، وسدنته من الإخوان المسلمين، وأضرابهم، فالاتجاهان إذن متعارضان، فالأستاذ محمود ليس من الممكن أن يصمت عن معارضة اتجاه نميري، ونميري ما فرض تلك القوانين إلا لإرهاب الشعب وتصفية المعارضة. ولذلك أخذ يلوِّح بردَّة الأستاذ محمود في أحاديثه المختلفة، توطئة لارتكاب جريمته التي نفَّذها.. فالخصومة السياسية كانت مستولية على نميري تماما وهو يتهم الأستاذ محمود بالردة في هذه الوثيقة التي تكشف القصد الجنائي وراء هذا التآمر..
    وعنصر القصد الجنائي قد توفَّر بمجرد أن حكم نميري على الجمهوريين، مسبقا، بالردة وهو في موقع التأثير الشديد، والتوجيه الملزم، فهو ما صنع تلك القوانين، وما شكَّل تلك المحاكم، وما نصَّب أولئك القضاة والمستشارين إلاَّ لممارسة تأثيره، وتنفيذ توجيهه. فهو هنا يوجِّه مستشاريه القانونيين توجيها صريحا بإعداد التدابير التي تضع حكمه المسبق بالردة موضع التنفيذ، وذلك بقوله: (سأجتمع بكم للتشاور في الأمر انشاء الله بعد أن تكونوا على استعداد) انتهى - فتدبير اغتيال الأستاذ محمود وارد بمجرد تدبير تهمة الردة ضده.. وقد دلَّت العجلة المتهافتة في الاجراءات، والضعف القانوني الذي اكتنف المحاكمة في كل مستوياتها، كما دلَّت مسارعة نميري بتأييد الحكم وتصديه بتلفيق قضية ردَّة جديدة، ثم مسارعته بالتفيذ رغم سيل الالتماسات والاستنكارات الذي واجهه في الداخل والخارج - دلَّ كل ذلك على وجود عناصر التآمر الجنائي مع سبق الإصرار والترصُّد!!

    2) كيف يكون الحكم المسبق بهذه الجريمة (الردَّة) صادرا من رئيس الجمهورية، وهو الذي يتحكم في الهيئة القضائية، ثم ننتظر محاكمة عادلة، ولا ننتظر تآمراً جنائياً؟!

    3) كيف يكون هناك حكم بالردة وهي جريمة غير منصوص عليها حتى في قانون العقوبات الجديد، وإنما اختلقت اختلاقاً بالتعسُّف في استخدام قانون أصول الأحكام القضائية الجديد (وهو نفسه غير دستوري) ما لم يكن هناك تآمر جنائي على الأستاذ محمود؟؟

    4) كيف يكون هناك حكم بالردَّة، على أي أحد، من سلطة تعطِّل أحكاماً أساسية في الشريعة وتزيِّف سائرها؟ هل كانت سلطة مايو خلافة إسلامية، على رأسها خليفة راشد مؤتمن على حماية الدين، وتنفيذ أحكام الشرع، أم أنها سلطة علمانية، على رأسها طاغية مستبد بالحكم؟؟ هل قاتلت تلك السلطة الوثنيين لإدخالهم في الإسلام بمقتضى آية السيف: (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم)، أم أن دستورها العلماني يوجب عليها (حماية الأديان السماوية وكريم المعتقدات) أي المعتقدات الوثنية؟! وهل قاتلت تلك السلطة أهل الكتاب (حتى يعطوا الجزية عن يد وهو صاغرون) ولم تجعل لهم ولاية على المسلمين أم أنها حرَّفت الجزية فأسمتها (ضريبة التكافل الاجتماعي) واتخذت المسيحي نائبا لرئيس الجمهورية، ووزيرا، وقاضيا، ومشرِّعا؟ هل أقامت تلك السلطة قوامة الرجال على النساء (الرجال قوَّامون على النساء) في الحياة العامة وضربت الحجاب بين الرجال والنساء: (وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب)؟ أم أنها اتخذت المرأة وزيرة ومشرِّعة، ومستشارة قانونية لرئيس الجمهورية في القصر، وهي سافرة، ومختلطة؟؟ هل حرَّمت تلك السلطة الربا، أم أنها ظلت تقترض، وتسرف في الاقتراض، وتثقل كاهل الشعب بالقروض الربوية ذات الفائدة العالية.. إن سلطة مايو، في الحقيقة، ممعنة في العلمانية على طول المدى، ولم تكن قوانين سبتمبر 1983 إلاَّ تزييفا للشريعة وتضليلا للشعب.

    5) ولماذا اتُّهم الأستاذ محمود بالردة بمجرد أن أخذ يشكِّل معارضة فعَّالة للنظام، مع أنه ظلَّ يدعو بدعوته، وعلى أوسع نطاق، طوال أربعة عشر عاما من عمر مايو، ولماذا تمَّ هذا الرجوع المفاجئ إلى الحكم الصادر عام 1968، وهو حكم غير دستوري إذ أنه صدر من محكمة شرعية موضوعها النظر في الأحوال الشخصية، فهي ليست ذات اختصاص، ولذلك لم يُحظ الحكم الصادر عنها بأية فرصة للتأييد، والتنفيذ، وقد شجبه الرأي العام السوداني في حينه، واعتبره كيدا سياسيا أملته الخصومة السياسية؟؟ لماذا هذا التحوُّل الفجائي، إن لم يكن وراءه تآمر جنائي بسبب الخصومة السياسية؟؟

    6) وهل الحكم على الفكر - أي فكر - مكانه ساحات المحاكم، أم منابر الرأي؟؟ ولماذا لم يُعط الأستاذ محمود فرصة للحوار بينه وبين أولئك العلماء المزعومين، حتى يجد الشعب فرصة المقارنة الفكرية، لو لم يكن هناك تآمر جنائي وراء تلك المحاكمة المتهافتة، التي لم تستغرق سوى جلستين قصيرتين؟ هذا والمتآمرون يدركون أن للفكر الجمهوري جذوره في التراث الصوفي، وأن جوهر دعوته هو العودة إلى الطريق النبوي كما يدل على ذلك كتاب: (محمود محمد طه يدعو إلى طريق محمد)
    إن كل عناصر التأمر الجنائي قد توافرت بمجرد ما أخذ نميري يلوِّح بحكم الردَّة ويوجِّه مستشاريه القانونيين والقضائيين بإعداده، كما تكشف هذه الوثيقة، وذلك قبل أن ينشر الجمهوريون منشورهم الذي تعرَّضوا بسببه للمحاكمة المباشرة، ومما يؤكد تآمر نميري وبطانته، ما جاء في حيثيات محكمة الاستئناف برئاسة فؤاد الأمين وعضوية المكاشفي وحاج نور في قضية الأستاذ صلاح المصباح، حيث زجَّت المحكمة باسم الأستاذ محمود بغير حق، وبغير عقل، وذلك بقولها: (بالإضافة إلى ذلك ترى المحكمة أن تصرُّف المتهم وما وُجد لديه من وثيقة يؤكد ارتباطه بجهات معادية للتوجُّه الإسلامي عامة، وبفئات من أهل البدعة والضلال الخارجين على الكتاب والسنة وإجماع المسلمين من أمثال محمود محمد طه) - جريدة الأيام 7/7/1984 - أليس في هذا القول استجابة من هذه المحكمة لقرار نميري الجائر (بردَّة الجمهوريين) والذي جاء في الوثيقة المنشورة آنفا؟
                  

01-13-2015, 06:33 AM

Hamid Elsawi
<aHamid Elsawi
تاريخ التسجيل: 09-22-2005
مجموع المشاركات: 3450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Khalid Elmahdi)

    شكراً خالد علي عذه المعلومات القيمة
    و نرجع للقوانبن

    المادة 112

    النص الاصلي

    (في حالة خلو منصب رئيس الجمهورية يتولي نائب رئيس
    الجمهوربة الأول الرئاسة و يتم انتخاب رئيس جديد خلال ستين يوماً)


    التعديل

    (يجوز لرئيس الجمهورية أن يعهد الي اي من المسئولين
    و ذلك بكتاب مختوم موقع عليه بخط يده و يفض في مجلس الشوري و علي المجلس
    مبايعة صاحب العهد مدي الحياة)


    يعني مجلس الشوري يسمع كلام الرئيس حي أو ميت
    و الشوري دي تبقي شوربه



                  

01-13-2015, 07:32 AM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Hamid Elsawi)

    كتب حامد الصاوي:
    Quote: التعديل

    (يجوز لرئيس الجمهورية أن يعهد الي اي من المسئولين
    و ذلك بكتاب مختوم موقع عليه بخط يده و يفض في مجلس الشوري و علي المجلس
    مبايعة صاحب العهد مدي الحياة)


    تأمل قولة الأستاذ محمود: " ليس هناك رجل هو من الكمال بحيث يؤتمن على حريات الآخرين"
                  

01-14-2015, 05:21 AM

Hamid Elsawi
<aHamid Elsawi
تاريخ التسجيل: 09-22-2005
مجموع المشاركات: 3450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Khalid Elmahdi)

    د. منصور خالد

    عندما جوبهت بسؤال عن الموضوع الذي أتمنى إختياَره للحديث عن شهيد الفكر محمود في مئويته، بل في الذكرى الرابعةِ والعشرين لإستشهاده، توقفت مرة بعد مرةً،
    فمحمودٌ رجلٌ لكل الفصول : (A man for All Seasons)، ذلك وصف أطلقه الفيلسوف الهولندي إيراسموس الملقب بأمير الإنسانويين على شهيد فكر آخر،
    هو السير توماس مور، رئيس مجلس اللوردات البريطاني في عام 1529م على عهد الملك هنري الثامن. ليس بين الرجلين عُلقةٌ في الفكر،
    بل تشابهٌ في الصدق مع النفس حتى الموت. وعندما تمنى علىَّ منظمو الحفل أن أتحدثَ عن الفكر السياسي عند محمود إزدَدتُ إحترازاً لأن إقبالَ
    الأستاذ الشهيد على الفكر السياسي كان مختلفاً جداً عما يُطلِق عليه البعضُ أسم الفكر السياسي في السودان، وهو ليس منه في شئ.

    العنوان الذي إخترت للحديث: "محمود محمد طه الذي عرفت" فيه مجالٌ للتوسعة بدلاً عن الحصار والتضييق. و الهدف من الحديث ليس هو شرح
    او تشريح أفكار الاستاذ، وانما هو القاء اضاءة كاشفة عن تنوع معارفه، وجديته في االإقبال علي القضايا العامة، ثم صدقه مع نفسه في القول و العمل
    . ولئن سأل سائل: كيف عَرفَتُ الأستاذ، ولماذا حَرَصتُ على معرفته، أجيبُ انني عرفت ذلك المفكر الفهامه أولاً كما ينبغي أن يُعرف المفكرون.
    المفكر يعرفه الناس من قراءة ما كتب والتملي فيما كتب. والمفكر تشدُ الناسَ اليه نجاعةُ الفكر، وفصاحةُ الأسلوب، وبدائعُ التفسير،
    ثم البلاغة في تصريف المعاني. كثيرٌ من الذين تصدوا لأفكار الراحل إبتنوا معرفتهم لأفكاره على السماع لم يروموا من ذلك غير غرض واحد هو التشهير.
    ومن بين أولئك طائفةٌ من المتربصين سارعت إلى قراءةِ ما بين السطور، قبل قراءة السطور، ناهيك عن التمعن فيها، ومن ثَم ذهبت تلك الطائفة إلى إختراص
    المعاني التي يريدون عبر تلك القراءة الزائفة حتى يُقَدروا عليها الأحكام بالظن، وبعضُ الظن إثم.

    سعيتُ من بعد القراءة والتملي فيما قرأتُ إلى لقاء الرجل، ليس فقط رغبة في الحوار معه حول بعضِ أفكاره، وإنما أيضاً لأكتنِه أمرَه:
    ما الذي كان الأستاذ يبتغي مما يدعو له؟ وعلي أي أساس كان يخاصم ويصطلح؟ وما هو معيارُه في الحكم على البشر، وبخاصة الحواريين من حوله؟
    الغاية من ذلك الحوار كانت هي الإدراكُ السليمُ لكيف يستبطنُ المفكرُ الداعيةُ القيمَ التي يدعو لها، أي التعرفَ إلى مخبره قبل مظهره.
    تعرفت على محمود أيضاً من خلال تجارب اخوة لي لم يكونوا أبداً من بين صحبه وناصريه ولكن شاءت الظروف ان يرافقوا الإستاذ في مرحلة من مراحل حياته
    فأحبوه، ورأوا فيه من الخصائص والخلال ما لم يروه في غيره من الرجال. هذه هي المداخل التي قادتني للتعرف على رجل هو بكل المعايير رجلُ وَحْدَه.

    فمحمودٌ مفكرٌ دينيٌ مجدد ساءه أن يتظنى الأغيار، بل بعضُ المسلمين، ان الإسلام في ازمة، وانه عقبةٌ في سبيل التطور والتحديث. محمود رأي غيرَ ذلك.
    العقبة في رأيه هي الفهمُ القاصرُ للدين، وليس الدينُ نفسَه. والمأزوم هو المسلمُ المتقاصرُ عن فهم الدين فهما صحيحاً، وليس الإسلام.

    محمود أيضاً مثقف موسوعي لم ينبذْ الأفكارَ المعاصرة او يناهضها دون علم و دراية بها، بل ذهب لتقصي إصولها ودارسة تجاربها
    شأن الباحث المدقق والامين في آن واحد. ذهب لدراسة الماركسية لينفذ الي حسناتها ويبين سيئاتها. من حسناتها في رأيه تحليلها للإقتصاد
    وإبرازها لدور الإقتصاد في مراحل التطور التاريخي للإنسانية، ومن سيآتها، حسب رأيه، إتخاذ العنف وسيلة للتغيير. كما درس الحضارة الغربية
    ورأي وجهيها، فحسب قولهَ لتلك الحضارة "وجه حسن مشرق الحسن ووجه دميم". حسنُها في الكشوف العلمية التي اخصبت الحياة البشرية،
    ودمامتها في القصور عن التوفيق بين حاجة الفرد وحاجة الجماعة. وهكذا دواليك كان إقترابه من تحليل الليبرالية والفكر القومي، ومناهج الحكم.

    هو أيضاً متصوف زاهد إخشوشنت حياتُه بإختياره حتى خَمُص بطنه ورب مخمصةٍ خيرٌ من التُخَم. ورغم مهنيته التي اثرى منها رفاقُه في المهنة
    إلا انه لم يوظف مهنَته تلك ليوثِنَ (يكثر) في المال، بل ظل يُبقى منه ما يقيم الأود ثم يعفو ما فاض عن حاجته.

    هو سياسي حمله جَدْب البيئة السياسية إلى أن يُرَوي بفكره عَزازَ ارضها. وكان له في ذلك قول يعود الي عهد مؤتمر الخريجين
    عندما قال في السفر الأول : "أول ما يؤخذ علي الحركة الوطنية انصرافها التام عن المذهبية التي تحدد الغاية وترسم الطريقة التي تحقيقها".
    ذلك رأي عاد إليه بعد إنتفاضة إكتوبر 1964م فوصفها بأنها فترة إكتملت فيها مرحلة العاطفة السامية التي جمعت الشعب على إرادة التغيير لكن
    لم تملك بعد فكرة التغيير. من ذلك نستجلي أن الأستاذ كان لا يرى مستقبلاً لأي تطور سياسي إلا أن إهتدى العمل السياسي بفكرة ورؤية. وفي
    هذا المجال أقبل الاستاذُ على الكتابة في كل ضروب السياسةُ: السياسةُ الحكمية، والسياسة الإجتماعية، والسياسة الثقافية، اي ذهب الي معالجة
    كل قضايا الناس الحيوية والحياتية وذلك هو لب السياسة. كان ذلك في وقت لم يتجاوز فيه أهل السياسة التفاصح والتداهي بما ليس فيهم، بحيث
    أصبحت الفصاحة – والتي هي ليست مرادفاً للبلاغة – هدفاً في حد ذاتها.

    لمحمودٍ المجدد، إن ابتغينا التفصيل، رأي في الإسلام، هو ان "الإسلام محاصر في سياج دوغماطي مغلق"، وذلك تعبير نقتبسه من
    المفكر الاسلامي الجزائري محمد اركون. ولا سبيل في رأي محمود لفك مغاليق ذلك السياج الا بقراءة جديدة للإسلام وفق فكرة إبتدعها
    تقوم على التمييز بين فقه الإصول وفقه الفروع، بين آيات الإصول التي تعبر عن القيم الرفيعة والمبادئ الأساسة التي ما جاء الأسلام إلا لتحقيقها،
    وبين تلك التي لا تكون فيها التكاليف إلا بوسع الناس على تحملها. وعبر كل ما قرأت للأستاذ المجدد لم أقرأ ما يشي بإنكاره لصلاحية الفقه الموروث
    في زمانه ومكانه، وإنما إرتأى أن ذلك الفقه والقيم المعيارية الملحقة به لا يصلحان لزمان الناس هذا، لما بين الزمنين من فجوة معرفية وقيمية ومعيارية
    . فهذا زمان تحكمه عهود دولية حول حقوق الإنسان، وتضبط الحكم فيه والعلاقات بين الأمم على إمتداد العالم مواثيق إرتضتها الدول ولم تنكرها
    واحدة منها وعلى رأسها ميثاق الأمم المتحدة. تلك المواثيق والعهود فرضت واجبات لا تملك دولة التخلي عنها بدعوى خصوصياتها الثقافية.

    أزاء ذلك التناقض الظاهري بين الدين والقيم المعيارية الجديدة إنقسم المسلمون إلى فرق. فريق يقول أن لا مكان للدين في الحياة، ولهذا فالدين غيرُ
    ذي موضوع بالنسبة للحياة، أو لمنظومة السلوك الدولي الجديدة. وفريق ثانٍ يرى في كل ما إبتدعته الإنسانية بِدعاً ضِليله، وكل ضلالة للنار.
    بعض من هؤلاء تصاعد في زماننا هذا بتلك الفكرة المدمرة الى تفريق العالم إلى فسطاطين: فسطاط الكفر وفسطاط الإيمان. وفريق ثالث
    لا يريد أن يستقيل عن دينه، كما لا يقدر على الإنعزال عن العالم فيلجأ إلى تخريجات مستنبطة من المفاهيم والأحكام الدينية الموروثة، وهي
    تخريجات تؤكد ولا تنفي دعاوي الذين يقولون بعدم صلاحية الدين للعصر لما في مطاوي تلك التخريجات من تناقض داخلي. و في هذا،
    هم اما مفكرون قاصرون، أو أدعياء منافقون.

    محمود كان من أسبق المفكرين للدعوة لحلول مستمدة من إصول الإسلام، ليس فحسب، ليناهض بها الفكر الموروث الذي لم يعد صالحاً
    لهذا الزمان، بل ايضاً ليدحض بها الفكر الملتبس أو المتيبس للإسلام حماية للإسلام نفسه، خاصة وهو كله آراء رجال وبالتالي لا قدسية له.
    بدون قراءة جديدة للمفاهيم والأحكام الدينية السائدة ، يستعصي التكامل بين الدين والحياة. في دعوته تلك، إنطلق الأستاذ من قاعدة إصولية
    هي ان الإسلام غير معاش على الأرض الآن، لا على مستوى تشريعات الدولة الإسلامية ولا في مستوى أخلاقيات المسلمين.

    جاء في الحديث "أن للدين صوى(benchmarks) ومنارات كمنار الطريق"، وعن تلك الصوى كان محمود يبحث. بسبب من ذلك ا
    نكر تقديس الاحكام التي لم تعد صالحة لزماننا، وأن صلحت كشريعة لمن قبلنا. انكر أيضاً على المعاصرين من حماة ذلك الفكر المتيبس
    الدور الوسائطي الذي إفترضوه لأنفسهم بين الأنسان وربه. ذلك كهنوت لا يعرفه الإسلام، بل نعيذ الإسلام منه بذاته وبأسمائه. فكل
    مسلم في رأي الأستاذ رجل دين. كما ليس في الإسلام وظيفة يطلق عليها وظيفة رجل الدين. ودوننا العراقي أبو حنيفة، وهو من أبرع
    الأئمة في إستخراج الأحكام الفقهية، كان تاجر خز لم يلهه الإجتهاد عن مهنته.

    في عودته للإصول لم ينحُ طه للتجريد وإنما تقفى كل القضايا الحياتية التي شغلت، أو ينبغي أن تشغل، الناس، وعلى رأسهم قياداتهم
    السياسية. ففي السياسة الحكمية كتب محمود في عام 1955م عن الفيدرالية كأصلح المناهج لنظام الحكم في السودان، في الوقت
    الذي كان غيرُه يصفُ الفيدراليةَ بأنها ذريعةٌ إستعمارية لتفتيت وحدة السودان وكأنا بهؤلاء لم يكونوا يعرفون كيف وحدتْ الفيدراليةُ
    دولاً مثل الولايات المتحدة الأمريكية، والهند، وكندا، والبرازيل، والمانيا. وفي السياسةِ الإجتماعية تناول قضيةَ المرأة في وقت
    لم يكن فيه للمرأةِ مكانٌ إلا أن تكون مستردفةً وراء الرجل حتى بالمعنى الحسي للكلمة، إذ كان بعضُ الرجال يومذاك يستنكف أن
    تجلس زوجته إلى جواره في السيارة. ما فتئ بعض من هؤلاء ينادي بقوامةِ الرجل على المرأة مهما كان مستوى علمِها ودينِها وخلقها،
    ولا ضير عندهم إن كانت المرأة هي العالمة مدام كوري الحائزة على جائزة نوبل مرتين، أو الكاتبة البريعة إيملي برونتي،
    أو شهيدة الحرية بنازير بوتو. كما لا ضيرعندهم ان كان الرجل هو أي فحل جلف ليس له من علم او خلق يتحفل به أمام المرأة
    التي يطمع في الولاية عليها. هذه النظرة التي تجعل من المرأة ضديداً للرجل نسبها الأستاذ، بحق، إلى الجهل ولهذا كتب:
    "المرأة ليست عدوة الرجل، الجهل عدوهما، معاً". لذلك فإن موقف الإستاذ الشهيد من قضية المرأة كان من أعظم فتوحاته ا
    لفكرية في الحقل الإجتماعي. وكان الأستاذ ينظر للمرأة كإنسان ينبغي الإنتصاف لحقه، أين كان. ويروي لي الراحل الحبيب الدكتور خليل عثمان،
    وكان قد صَحبَ الأستاذَ في محبسه، كيف أن الأستاذ ظل يُتابعُ إنتخابات الرئاسة الأمريكية: رونالد ريقان وجورج بوش
    ضد والتر مونديل وجيرالدين فيرارو، ويجاهر بتمنياته لفيرارو بالإنتصار. سأله خليل: ما الذي تَعرفُ عن هذه السيدة حتى تؤيدَها؟
    قال الاستاذ: "أنا لا اعرفُها البتة لكني اتمنى لها الإنتصار لأن إنتصارَ المرأةِ في أمريكا لإحتلال موقعٍ كهذا هو إنتصار للمرأة في كل مكان"
    . ولعل محموداً قد فطن إلى أن في تحرير المراة تحريراً للمجتمع، وأن في صلاحها صلاحاً للأسرة، فالمرأةُ هي الإنسان كما قال الـروائي
    الألمــاني المعـروف تومـاس مــــان: "الرجـال هـم الرجـال ولكــــن المـرأةَ هي الإنسـان" (Men are men but woman is man).

    كان للأستاذ أيضاً رأي في الحرب والسلام ذهب به إلى جَذر المشكل بعقود من الزمان قبل ان نعترف بذلك في إتفاقية السلام الشامل
    في يناير 2005م . في تلك الإتفاقية إعترف طرفاها بجذور المشكلة التي ظلت كل القوى السياسية الشمالية تعوص على نفسها الإمور
    برفضها. بدلاً عن الإعتراف بجذر مشكلة الجنوب إستمرأت تلك القوى البحث عن مشاجب خارجية تُعلق عليها أسباب الخيبة. قال الطرفان
    في ديباجة بروتوكول ماشكوس: ", وإذ يدركان أن النزاع في السودان هو أطول نزاع في افريقيا، وأنه قد سبب خسائر مريعة في الأرواح،
    ودمر البنى التحتية للبلاد، وأهدر الموارد الإقتصادية، وتسبب في معاناة لم يسبق لها مثيل، ولا سيما فيما يتعلق بشعب جنوب السودان،
    وشعوراً منهما بأوجه الظلم والتباين التاريخية في التنمية بين مختلف المناطق في السودان". في ذلك إعتراف منا بأن لمشكل الجنوب
    إسباباً متجذرة في الداخل. وحقاً، حين كان السودانُ كلهُ يتلظى بنيرانِ الحرب، كان بعضٌ من أهله لا يُخفي فرحتَه بما حقق من إنتصار
    وهمي. في ذات الوقت ما انفك الأستاذُ ينظر إلى الصورة المتكاملة ولا يتوه في تفاصيلها، أو يهرب إلى الإمام من واقعها الكالح.
    كان كلما تباهى المنتصرون بقولهم: "لقد قضينا على مائة من الخوارج وأستشهد منا خمسة"، يعقب بالقول: "أما نحن فنقول
    أن السودان فقد مائة وخمسة من رجاله".

    بصورة عامة كان محمودٌ في سَرَعَان الناس (أي أسبقهم) إلى إدراك البعد الوطني لما ظللنا نسميه مشكلة الجنوب.
    كتب في واحدة من رسالاته ازاء الإسراف في الحديث عن مشكلة الجنوب، وكأن هذا الجنوب هو جنوب المريخ: "وللشمال مشكلة أيضاً".
    بذلك سبق قول الراحل جون قرنق:"مشكلة الجنوب هي فرع (Subset) من مشكلة السودان". هذا طرف من قضايا السياسة التي أهَمَت
    الأستاذ في حين صمت عنها السياسيون اما عجزأً أولا مبالاة. أدهي من ذلك أن اللهاثَ وراءَ السلطة يومذاك كان هو الشغلُ الشاغل لسادة الحكم،
    دون أي إجتراء من جانبهم على مواجهة النفس ونقد الذات، بل دون أن يقولوا مرة واحدة لمن ولوهم السلطة أو حملوهم الى سدتها،
    ما الذي يريدون أن يفعلوا بتلك السلطة من أجل قضايا الناس.

    وإن كانت نظرةُ الاستاذ الشهيد للمدينة الفاضلة التي قَدرَها وأحب أن يصير إليها السودانُ نظرةً شمولية تكاملية، إلا أنه قَدَر أيضاً ان
    السودانَ جزءٌ من عالم لا يستطيع السودانُ الإنفكاكَ عنه، كما هو جزء من حضارة إنسانية لا سبيل له للإنخلاع عنها. في ذلك لم يذهبْ
    مذهبَ الذين يدعون للإنخلاع عن الحضارة المعاصرة بدعوى تناقضها أو تباينها مع خصوصية ثقافية مدعاة، أو نقاء عرقي مزعوم.
    فهؤلاء مع كل مزاعمهم بفساد تلك الحضارة وجَحدهم لكسبها ومنجزاتها الإنسانية ظلوا يلتهمون نتاجها في المسكن والملبس والمشرب
    والتواصل والترحال، أي يعيشون كمستهلكي حضارة لا منتجين لها.

    شهيد الفكر كان يرمي ببصره بعيدأ ويقول أن الحضارة المعاصرة، حضارة القرن العشرين بلغت نهايات النضج. وان البشرية المعاصرة
    مجتمع كوكبي إن أصيب جزء منه تداعت لمرضه بقية الأجزاء. هذه النظرة التي جاء بها الأستاذ الشهيد في السبعينات سبقت ما تواصينا
    عليه بعد عَقد من الزمان في لجنة دولية كان لي شرف المشاركة في رئاستها: اللجنة الدولية للبيئة والتنمية. خرجت تلك اللجنة على الناس
    بتقرير اصبح هو الميثاق الدولي للبيئة في قمة الارض بريو دي جانيرو. جوهر ذلك الميثاق هو وحدة كوكبِ الأرض بحيثُ ينبغي على
    كلِ فردٍ في المعمورة ان يفكر عولميا ويعمل محلياً. ثم جاء من بعد فيضان العولمة بخيره وشره، وإنداحت معه الحدود بين البلاد.
    ولعلني لا اريد أن أتقفى أثر المفكرين المسطحين الذين يحاولون إيجاد نسب لكل فكرة حضارية جديدة، أو ظاهرة علمية مستحدثة
    بتجارب الدولة الإسلامية وبالقرآن الكريم، ناهيك عن ربطها بأفكار مجتهد معاصر، لا سيما وقد جاء زمان أطل علينا فيه نفر من
    المتفيقهين الذين لم يستح واحدٌ منهم من أن يفتعل لتخليق النعجة دوللي بالإستنساخ ذِكراً في الكتاب الكريم. كل ما أريد قولَه هو
    ان الشهيدَ المفكر كان يعالجُ إمور بلاده في محيط كوكبي أرحب لا نملك إلا ان نعيش فيه، ونتفاعل معه، ونؤثر عليه، ونتأثر به،
    في حين كان غيره لا يبصرون حتى ما تحت أقدامهم بدليل عجزهم عن معالجة أدنى مشاكل الحكم والحياة.

    هذه النظرة الكلية لقضايا الإنسان في السودان كانت بارزة أيضاً في ما كتب الأستاذ عن الإقتصاد. من ذلك رسالته
    حول الضائقة الإقتصادية (1981م). وأمثال تلك الضائقة يتخذها دوماً معارضو الحكم تكأة لتخذيله، أو ذريعة لحمله
    على الفشل. يفعلون ذلك دون أدنى إهتمام لما لتلك الضائقة من أثر على الوطن والمواطن. في تناوله لتلك الضائقة
    (والتي نستعرضها كنموذج) تناول الأستاذ البعد الأخلاقي للأزمة: مسئولية الدولة ومسئولية الأفراد؛ الريف والمدينة
    وأثر إنهيار الإقتصاد الريفي على إنهيار المجتمع الحضري؛ البعد الخارجي: التجارة الدولية، الديون؛ البيئة الطبيعية،
    الكوارث مثل الجفاف والتصحر. هذه النظرة الموضوعية العلمية لقضايا الناس هي التي يترجاها المواطن من قادته
    ومفكريه إن كانوا حقاً جادين في تدارس أي أمر ذي بال حتى يصلح حاله وأمره. والا حق قول أبي العلاء بأن الحكم
    ومذاهبه عند أولئك ليس هو الا وسيلة لجلب الدنيا لسادة الحكم.

    إنما هذه المذاهب أسباب لجلب الدنيا إلى الرؤساء

    تساءلت ذات مرة عن ما الذي يحول دون هذا المفكر، طالما أهّمَته السياسة، أن ينشئ حزباً سياسياً يتصارع عبره مع الآخرين على الحكم
    حتى يترجم أفكاره تلك إلى واقع. قال: "غايتنا ليست الحكم هي وإنما خلق المسلم الصالح المتكامل، وبصلاح الناس يصلح المجتمع". وحقاً
    لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم، وحقاً ايضاً أن لاسراة إذا تسيد الجهل على الناس.

    قلت أن الاستاذ المجدد كان يسعى لبناء مدينة فاضلة بخلق النساء والرجال الفاضلين. والرجل الفاضل عنده، فيما تبينت من قوله،
    هو الإنسان مجدول الخلق الذي يحسن عمله، ويقوم برعاية اهله وذويه، ويؤدي فروض ربه ووطنه. سالته ذات مرة كيف تنتقي
    ابناءك وبناتك من الجمهوريين، وما الذي تتوخاهُ فيهِم؟ قال: في البدء ان كان ذا مهنةٍ فلابد له من ان يُجود مهنتَه، فالرجلُ الذي
    لايستجيدُ مهنتَه يفتقدُ القوام الرئيس لقيادة الناس، وقوامُ كلِ شئ هو عِماده. الأمر الثاني هو القدرة على التبليغ، أي نشرالفكرة
    بين الناس بالتي هي احسن بحيث لايستفزه، عند الحوار، مستفز أو يزعجه مزعج. ثالثاً – وذلك هو بيت القصيد - أن لا يفعل
    في سره ما يستحي من فعله في علانيته. وكأني بالأستاذ الشهيد أراد ان يجعل من صحبه بشراً يقاربون الأنبياء في سلوكهم. هذا أمر
    لا أدعي أنني قادر عليه، ولمن قَدِر عليه من صحاب المفكر الشهيد تحية إعجاب.
    بُغية الأستاذ المعلم، إذن، كانت هي إعداد بنيه وبناته ليكونوا قدوة صالحة تُكلف نفسها في سبيل الدعوة غاية ما تقدر عليه. هذا امر لي
    س منه بُد إن كانت الدعوة لدين أساسَه الإستقامةَ والإستواء "وذلك هو دين القيَّمة". ولعله في هذا ذهب مذهب إبن رشد القرطبي
    في نظرته للكمال الإنساني. فعند إبن رشد يتميز الإنسان العاقل بما يحصل عليه من عتاد روحي وثقافي ومعارفي وتتكامل
    عنده الحكمة والشريعة لما بينهما من إتصال.

    لمحمود أيضاً رأي في الإنسان أبدع فيه. قال في واحدة من رسائله "الرجالُ عَندنا ثلاثة: الرجلُ الذي يقولُ ولايعمل لأنه يخافُ من مسئوليةِ قوله،
    وهذا هو العبد. والرجلُ الذي يَحِبُ ان يقولَ وان يعملَ ولكنه يحاولُ أن يهربَ تحت الظلام فلا يواجهُ مسئوليةَ قوله ولاعمله، وهذا هو الفوضوي.
    والرجل الذي يحب أن يفكرَ وأن يقولَ وأن يعملَ وهو مستعد دائماً لتحمل مسئولية قوله وعمله، وهذا هو الرجلُ الحرّ (الثورة الثقافية)".
    هذا حديث حكيم شفيف الباطن. إستذكرت الشاعر الراحل محمود درويش (الجدارية) وانا أعاود قراءة كلمات محمود هذه:
    انا لستُ مني لو أتيتُ ولم أصل
    انا لستُ مني لو نطقتُ ولم أقل
    أنا من تقول له الحروفُ الغامضات
    أكتُب تكن
    إقرأ تَجِد
    وإذا أردتَ القولَ فأفعل ، يتحد
    ضداك في المعنى
    وباطنُك الشفيف هو القصيد

    فللأستاذ، إذن، رؤية سوية للإنسان المثال لا إفراط فيها ولاتفريط، وإن كان هو في خاصة نفسه قد غالى، بمعاييرنا، في قمع نفسه حتى عن اللَمَم وتوافه الملذات .
    روى لي الدكتور الراحل خليل عثمان إبان محاياته للأستاذ وهما في الحبس إلحَافه على الشهيد أن يتناولَ معه كوباً من الشاي فتأبى الأستاذ، ثم رضخ لإلحاف خليل.
    وفي اليوم التالي كرر خليلٌ الدعوةَ له وهو يذكره بأنه تناول الشايَ البارحة دون أن يلحقَ به ضُر. قال الأستاذ: "لقد فعلتُها بالأمس إكراماً لك
    ولكني أعرف أن الشاي منبه وإن تناولتَه المرة بعد الاخرى صار شربُه لي عادة وانا لا اريد أن أكون عبداً لأي عادة".

    قلت ان في مسلك الأستاذ نسكاً وتصوفاً، يستعيد للذاكرة قول الإمام الغزالي في الأحياء حول الزهد: "هو أن تأتي الدنيا للإنسان راغمة صفوا
    عفوا وهو قادر على التنعيم بها من غير نقصان جاه، وقبح إسم، فيتركها خوفاً من أن يأنس بها فيكون آنسا بغير الله، محبأ لما سواء،
    ويكون شركاً لما سواه، فيحب الله غيره" لهذا سألته عن رأيه في متصوفة السودان، ولماذا يصب جام غضبه على الإسلاميين المحدثين
    لا على المتصوفة؟ ذلك سؤال قصدت به الإستفزاز الفكري، لا سيما ورأيي في علماء السودان ومتصوفته رأي إيجابي إذ عشت في رحابهم
    ، وتعلمت إصول ديني من أشياخهم، قال الأستاذ: "المتصوفة والعلماء هم الذين قربوا الإسلام إلى نفوس اهل السودان بالحسنى،
    وحببوه إليها بتقوى الله ولهفة المظلوم، ولم يتخذ غالبهم الدين طريقاً للدنيا". أما الطائفيون الذين إتخذوا الدين معبراً للسياسية والمحدثو
    ن ممن ينصب أنفسهم دعاة للإسلام فقد أساءوا إلى الإسلام من جانبين: أولاً إحتكار الحقيقة حول الدين بالرغم من سوء فهمهم له؛
    وثانياً تبغيض الناس فيه بسبب من الغلواء في الاحكام، لهذا فان مسعاه، كما قال، هو إستنقاذ الاسلام من هؤلاء. هذا الموقف هو
    ما ظل الأستاذ ثابتاً عليه في كل ما كتب عن الطائفية السياسية، وكان متسامحاً فيما كتب، بمعنى أن الإصرار على الحوار الفكري،
    لا إغتيال الشخصية وإلغاء الآخر، هو قمة التسامح. ورغم إختلافه مع الطائفيين والإخوان المسلمين والشيوعيين دعا عند المصالحة الوطنية
    في عهد نميري (أغسطس 1977م) إلى خلق منابر فكربة تتصارع فيها كل هذه القوى السياسية واسماها بأسمائها: لم يستثن منها واحداً.
    وكان يومها يتمنى أن يُملأ الفراغ السياسي بالفكر. أما الآخرون الذين تداعوا إلى تلك المصالحة فلم يروا لها إلا وجهاً واحداً هو المشاركة
    في الحكم عبر إئتلاف حزبي أو حكومة وحدة وطنية أو حكومة قومية.

    وعوداً على بدء في موضوع مَنسِك الأستاذِ نقول أن نسكه كان ذا طبيعة خاصة به، كان رجلاً من غمار الناس يمارس كل عوائدهم: ياكل الطعام،
    ويمشي في الاسواق، ويعود المريض، ويواسي الجريح ، ويعزي في الميت، كما لم يك يحسب نفسه منذوراً للبتولة كالمسيح أو أحبار الكنيسة
    إذ تزوج وانجب كبقية الخلق. لم يذهب أيضاً مذهب المتصوفة في إقصاء المعارف الدنيوية من حياتهم لأنها تلهيهم عن القربى، أي اقتراب السالك
    من ربه. فجُل المتصوفة لم يبتغوا من قراءة القرآن وتفسيره إستنباط أحكام فقهية أو عقائد كلامية، بل كانوا يريدون بها خلاصاً شخصياً بتعميق تجربتهم الروحية.
    بخلاف ذلك، إنغمس الأستاذ حتى أخمص قدميه في المعارف الدنيوية يحاور وينتقد، ويقبل ويرفض. ولم يكن إقترابه من التوحيد من وجهة حلولية شأن
    كل المتصوفة، بل محاولة فلسفية منه للحصول على معارف واقعية تهدي الإنسان في الحياة الدنيا؛ أي أنه "رأي سبيل الرشد فأتخذه سبيلاً". كما كان سبيله للآخرة
    هو الإقدام على الفروض والواجبات إقبال رجل يغشى قلبه الوجل من مخافة الله :"إذا ذكر الله وجِلت قلوبهم وإذا تُليت عليهم آياته زادتهم إيماناً" (الأنفال،2). كما
    كان يدرك أن وراء أداء الشعائر مغزى روحي عميق غير المعنى الظاهري، فتماماً كما أن ليس للصائم من صيامه غير الجوع والعطش، ليس، في حال البعض
    ، للمصلي من صلاته غير القيام والقعود. الدين عند هؤلاء هو حوار أبدي بين الإنسان وخالقه في الليل والنهار حتى يتحقق لهم المقام المحمود: "ومن الليل
    تتهجد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً" (الإسراء 79).

    ثم جاءت نهاية شهيد الفكر كنهايات أضراب له واشباه من المفكرين الذين قدموا ارواحهم قرابين في محاريب الفكر، كانت نهايتهم على يد طغاة كحال
    الأستاذ الشهيد وتوماس مور، أو غوغاء كحال سقراط وغاندي. هؤلاء جميعاً لا ذنب لهم غير المجاهدة حتى يصبح الإنسان إنساناً. فمن قبل محمود ذهب
    سقراط ضحية إتهامه بتلويث عقول الإثينيين ولكنه، رغم إلحاح إفلاطون وزينوفون عليه كي يهرب - وكانوا يعدون للأمر عدته - رفض ذل الهرب من الموت.
    ذلك مشهد وصفه شوقي فابدع في الوصف:

    سقراط أعطى الكأس وهي مليئة شفتي محب يشتهي التقبيلا
    عرضوا الحـياة علـيه وهي ذليلة فابى وآثر أن يمـوت نبيلا

    أما غاندي الذي لم يعرف للعنف سبيلا فقد مات مغدوراً على يد متطرف هندوكي. بُغضُ غاندي للعنف وحبُه للناس حملاه على أن يقول:"هناك أهداف كثر
    أنا على إستعداد للموت في سبيل تحقيقها، غير أني لا ارى هدفاً واحداً يمكن أن يدفعني إلى قتل إنسان".
    نقل نبأ رحيل غاندي لأهل الهند جواهر لال نهرو وهو يقول:"لقد إنطفأ النور

    الموضوع منقول . و الكاتب د. منصور خالد
                  

01-14-2015, 07:35 PM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Hamid Elsawi)
                  

01-15-2015, 06:30 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Khalid Elmahdi)

    ma2.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

01-15-2015, 05:08 PM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: عبدالله عثمان)

    الأخوان الجمهوريون

    ===============================
    الهوس الديني يهدد أمن ووحدة الشعوب ويعوق بعث الإسلام

    ===============================


    الطبعة الأولى – يونيو 1980م – صفر 1400

    الإهداء:-
    إلى الناس عامة، وإلى المسلمين خاصة، وإلى السودانيين بوجه أخص!!
    اعلموا: أنّ الإسلام بريء من الهوس الديني الذي يجتاح العالم الإسلامي اليوم!!
    وهو بريء من المهووسين الدينيين الذين يسفكون الدماء، ويفسدون في الأرض، مشوهين وجه الإسلام الحق، ومباعدين بين الناس وبين المعين الصافي!!
    فلا تقابلوا هذا الهوس بالسلبية، ولا بالإذعان، ولا بالرضوخ لإرهاب دعاته المضلّلين!!
    بل واجهوا هذه الجهالة بسلاح الفكر الديني الواعي!!
    وواجهوها بحكم القانون!!
    سددوا أمامها المنافذ، والثغرات!!
    وادحضوا حجة هذا الهوس .. اليوم، وليس غداً!!
    فإنّكم «إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير»!!

                  

01-15-2015, 05:56 PM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 17 يناير، احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Khalid Elmahdi)

    من كتاب الهوس الديني يهدد أمن ووحدة الشعوب 1980

    بسم الله الرحمن الرحيم
    «قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً؟؟» صدق الله العظيم ..

    امة:
    إنّ موجة الهوس الديني التي تجتاح العالم الإسلامي اليوم، لهي ظاهرة تستوقف النظر، وتشغل الفكر، وتقبض النفس، لما تنذر به من سود العواقب، وما تنطوي عليه من شر، ومن سوء، ينتهك القيم الإنسانية، ويهدر دماء الأبرياء، ويهدد كل تقدّم، وخير يرجى للإنسانية على يدي الدين، في هذه الأرض التي أخذت تهتز، وتربو، إيذاناً بتتويج ميراثها الحضاري والديني بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، من فيوض الخير، وتنزّل البركات، وتحقيق الكمالات الروحية والمادية، التي هي قدر الإنسان، ومصيره المحتوم ..

    ولكن كل هذا الحلم الكبير مهدد، ومحفوف الآن بالهوس، والفتنة التي لا تصدر إلا العنف، والقتل والإرهاب، وامتهان كرامة الإنسان، هذا الهوس الذي يمارس الآن في غفلة من سيادة الفكر، وفي غيبة من الوعي، باسم الإسلام، من أناس جهلوا حقيقة الإسلام، وجانبوا صفاء معينه، فأخذوا يصدرون عن كدورة قلوبهم، ورعونة أنفسهم .. وكل ذلك نحن نريد أن نبرّئ منه الإسلام، ونريد أن ندق به ناقوس الخطر، في بلادنا، وفي بلاد العالم الإسلامي أجمع، لنأخذ حذرنا، فلا نفرّط في حرّيتنا الدينية والفكرية، ولا نسلّم كرامتنا، وعزّتنا، طوعاً، أو كرهاً، لأناس ما قدروا الله حق قدره، ولا رعوا للإنسانية حرمة ..
                  

01-16-2015, 04:11 AM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 17 يناير، احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Khalid Elmahdi)

                  

01-16-2015, 06:24 PM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 17 يناير، احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Khalid Elmahdi)

    FinalArabic3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

01-19-2015, 09:47 AM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 17 يناير، احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Khalid Elmahdi)

    شكرا كالقري، على مشاركتنا الاحتفال بذكرى الأستاذ محمود، بالحضور المشرف والمشاركات المتميزه..
                  

01-23-2015, 00:29 AM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 17 يناير، احتفال كالقري بالذكرى الثلاثين للأستاذ محمود محمد طه (Re: Khalid Elmahdi)

    Zekra1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    Zikra5.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de