الذكرى الثلاثين لإستشهاد محمود محمد طه: بقلم عبدالله الشقليني (نقلا عن سودانايل)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 02:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-27-2015, 06:16 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الذكرى الثلاثين لإستشهاد محمود محمد طه: بقلم عبدالله الشقليني (نقلا عن سودانايل)


    الذكرى الثلاثين لاستشهاد محمود محمد طه .. بقلم: عبد الله الشقليني
    الإثنين, 26 كانون2/يناير 2015 20:01
    مرت السنوات ، ولن تمر ذكرى كبش الفداء الهابط عبر مسارات الأنجم من خلال السماوات ، وتدلى للقاء اليوم الموعود ، بمعية ملاكٍ مأمور . ذلك اليوم لا يشبه يوماً من أيامنا . فمساء الخميس السابع عشر من يناير 1985 ، خَطَب الإمام بالبزة العسكرية ، وقد أعد القتلة الحقيقيون من وراء حجاب للشهيد المسرح المأساوي ، وسنوا سكاكين الذبح.حالوا من قبل بينه وبين أصفيائه من حوارييه. فالحكم قد صدّروه مُذهباً ينتظر التوقيع ،وبتاريخ مضى منذ الستينات من القرن الماضي ، وما من حاجة لاستتابة كما صدروه ، وما على الإمام إلا التوقيع . فما " للحدود " من قول سوى إتّباع قرار ليس له من تبديل. تقمص فيه الجهلة اللئام مشيئة الله وظنوا أنهم كتبوا القرار في اللوح المحفوظ، كأنهم صانعي الموت أو الحياة ! .
    الصمت أظلم النهار الفاقع ، وتجمعت المرارة في الحلوق. ونجم شمسنا ملأت أضواء الدنيا ، صامتة حزينة في جمعة الثامن عشر من يناير 1985 .
    وحده الكبش كان فرِحاً بالرحيل ، واستطعم إفطاره ، بل كان يعرف ساعته ، وأوصى تلامذته قبل ذلك بأيام من اعتقاله بأن روحه ستذهب قرباناً ، قبل أن يأت الطوفان . قال لحوارييه : أذهبوا أنتم طلقاء من المصير الذي ينتظرني ، وأن دمه عشقٌ مُباح وجُبَّته قميص أبيض رهيف ،وجبهته فنار . تعرفه السُفن الضالة لتهتدي وهي تبحث أين تكون المراسي، وأين يستبين المنهاج؟ .
    (2)
    أيستبين قاصري النظر الذين خطفوا السلطان المسروق بليل ، وهم يلبسون الناس خُرق رمادية ويبشرون بالموت ؟. جرّبوا كل السُبل وقد اختبئوا من وراء الجناية عند موعدها ، واختاروا أقل الناس وضاعة وجهلاً ولؤماً ليكونوا في منصة القضاء ، يهدرون العدل بالجهالة ، يختارون التُهم ويجربون استخدام التشريع وتبديل القضية أمام المحكمة بأخرى غيرها . وهو وعد قطعوا للذين كانوا يدبرون الأمر كله .وتصدوا للقصاص من الفكر ، وما استطاعوا فقد كانت حُجة الشهيد التأويل ، وحُجتهم البتر . ووجدوا أن اغتيال الجسد وفق رأيهم سيغتال الفكرة ،وما كانوا يعلمون أن جسد الشهيد المذلول لعبادة الله ، هو الجسد الذاكر ، الطاهر والروح الناطقة بذكر الله في السرّ والعلن . تلك اللغة الناصعة ، لا يدركها إلا الذين يعلمون ، وما كان للجهل من سلطان إلا على القتلة ، فالنهج قد اكتمل بناءه . والعين قد زالت غشاوتها ، والبصيرة قد أجْلت ما كُنا نجهله من خبايا التأويل والفضاء المفتوح على المعرفة والفهم المتجدد ، لآيات أزكت الفكر وإعماله ، وكرّمت العقل ووسائل تدبيره .
    (3)
    لنرى الآن ما جرّ علينا نهج التكفير من ضمور في العقل المفكر ، واستعجال قتل النفوس وإزهاق الأرواح لشُبهة خلاف في الرأي ، أو قُل نقص في إدراك تدبُر مقاصد الذكر الحكيم ، فأسقط الجهل النشط آليته على العقيدة ، وجرّ باسمها الشرور مطلوقة القياد ، بل تصدر ساحة التشفي في القتل وتصويره بآلة حضارية تحط من شأن الإنسان ، بدل أن تكرمه . وباءٌ انتشر ووقوده بين العامّة من المُنوَّمين بسلطان الطاعة الممنوحة لمن لا فكر لهم ولا عقل ولا ضابط. يطلقون الفتوى من علٍ، ويذهب إلى نارها الشباب والأطفال والشيب والنساء ، تزر وازرة وزر أخرى بلا ذنب ! . لم نسمع بشيخ من أصحاب الفتوى يأتزر بحزام ناسف ، بل بُسطاء الشباب ،أو الأطفال الذين لا يعرفون ،يحملون أحزمة القتل ، يفجرون أنفسهم أو يُفجِّرَهم من جَهّزهم للتفجير من بُعد . فئة قليلة من القتلة القادة يهمهم الإعلام ، والمال والسلطة التي تغيب عن أعين البسطاء ، ولكنها لن تغيب عن الذهن الذي يكتشف الحقيقة وسط الضباب المُفتَعَل .
    (4)
    {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } محمد24.
    للذكر الحكيم عجائب لا تنقضي ، معاني ترتقي برُقي الفهم والمعرفة ، لمن يُحب أن يتعرف كيف بدأ الذكر الحكيم بـ أقرأ ، والرب يعرف من يخلصون إليه لا الكذبة المُجردين من خصال الإنسانية ، ومن يحبهم مولاهم يفتح لهم سماوات البصيرة فيرون ما لا يرى الناس . لذا لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون . والإبحار كفاحٌ ، ييسره المولى للذين يحب ، فيبصرون كل شيء ولا يُبصر الناس .
    أيعرف الواحد منا كيف ينقّي سريرته من الشوائب ويُقبل على قراءة القرآن بتدبّر ، فتنفتح الأبواب المغلقة بينه وبين ربه ، ويتعرف على لذة التلقي بلا واسطة .
    هذه الدنيا كلها تتحدث عن فجور التكفير والتقتيل والبشاعة ، أيمكن أن يكون هؤلاء مهتدون ، قبل أن يتحكموا في البشر ؟.وها هو الذكر الحكيم يخاطب النبي الأكرم :
    طه{1}مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى {2} طه2 .
    أيمكن لهذا الإسماح المبين ، وهذا اللطف الخلوق وتلك الرقة الموصولة بين الرب ونبيه ، أن تكون هادياً للذين قتَّلوا الأنفس وهجّروا مئات الألوف بدعوة نشر العقيدة ؟.
    (5)
    نجمع قطفاً من مزهرية الشهيد الفكرية من مزرعة الرسالة الثانية :
    تأويل الشهيد في فكرة المعاوضة :
    {ليـس إلى الحقيقـة وصـول إذا ظللنا أسـرى أوهـام الحواس ، وإنما الـرشد أن نجعـل ما تَرى الأبصار مجـازاً إلى ما تـرى العقـول ، وما ترى العقـول مجازا إلى ما تـرى القلـوب . وهو الحـق ، ثم هو الحقيقـة ، في الفينة بعد الفينة .فالقرآن ساق معانيه مثاني .. معنى قريب في مستوى الظاهر ، ومعنى بعيد في دقائق الباطن ، ولكن القاصرين عن المدارك لم يفطنوا إلى ذلك ، فجعلوا الآيات التي تجاري أوهام الحواس ، والتي تجاري أوهام العقول ، سندهم ، وبنوا عليها علومهم ، فضلّوا كثيرا وأضلّوا .أما الصوفية فقد فطنوا إلى ذلك ، وعَلِموا أن أوهام الحواس ، وأوهام العقول ، يجب التخلص منها بأساليب العبادة المجوّدة ، التي تبلغ بهم منازل اليقين المحجَّبة بحجب الظلمات ، وحجب الأنوار.وكلما قلَّ الجهل ، وزاد العلم، قلَّ الشر ، ورُفعت العقوبة ، عن المعاقبين ، في تلك المنطقة التي وقعت تحت علمهم. (فالعقاب ليس أصلاً في الدين )، وإنما هو لازمة مرحلية ، تصحب النشأة القاصرة ، وتحفزها في مراقي التقدم ، حتى تتعلم ما يغنيها عن الحاجة إلى العقاب ، فيوضـع عنها إصـره ، وتبـرز نفـس إلى مقام عـزّها.}
    (6)
    لغة صاغها الشهيد واضحة كل الوضوح ، متوسطة الفخامة في معظمها وجزلة في بعضها ،لأن النبؤ في المعرفة تُقرّب من الكشوف النورانيّة للنص القرآني حين تدبُّر معانيه :{ أفلا يتدبرون القرآن ...}النساء: 82].والنص القرآني يُعدي بحلاوته وجزالته ، وعند المحبة الكُبرى تتنفس الريحانة الفكرية .
    فقدنا برحيل الشهيد تلك الصبوّة و تلك الحلاوة اللغوية المكتوبة ، وبقينا مع الأثر الذي تركه ،حين تبوأ منصّة الكتابة ، وقد فرّ منها أبناء جيله إلى لغة المشافهة . ففي باب "التسيير خير مُطلق" من كتاب (الرسالة الثانية من الإسلام ) ، نجده قد وضع المنهاج وأبان في صلب الفكرة أن ( العقاب ليس أصلاً في الدين ) ، وذكر عقاب الآخرة وأنه لا يدوم أبد الدهر . والتناول المطلق لنص العقاب ليس أصلاً في الدين ،هي قضية أجَّل الشهيد الغوص في تفاصيلها ، وترك أمرها لمن بعده ، ليحفر الفكر في بواطن المعركة الفكرية في مجتمع لما يزل يتمسك بالقشور ، وتراثه موصول بمؤسسة التقليد والإتّباع . ربما لم يحن وقتها بعد. فقضية "المعاوضة في الشريعة" و"المعاوضة في الحقيقة "باب يحتاج إعمال للفكر يتسق مع منهاج التأويل الذي اتخذه " الشهيد محمود محمد طه " ، لأن العقوبات والمعاوضة ، وردت في الآيات المدنية ، وهي التي شكّلت تحوّل دولة المدينة المنورة عند نشأتها عاصمة لدولة النبوة الأولى، قبل أربعة عشر قرناً.
    وتلك أبواب مفتوحة للنهل ، وبِركة محبّة للشراب الحلو.
    عبد الله الشقليني
    25 يناير 2015
    mailto:[email protected]@hotmail.com
                  

01-27-2015, 06:27 PM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثلاثين لإستشهاد محمود محمد طه: بقلم عبدالله الشقليني (نقلا عن سودانايل) (Re: عبدالله عثمان)

    يا أستاذ شقليني سلام..
    هؤلاء نزل في حقهم: "وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا" صدق الله العظيم
    وكل عام وأنت بألف خير
                  

01-28-2015, 06:46 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثلاثين لإستشهاد محمود محمد طه: بقلم عبدالله الشقليني (نقلا عن سودانايل) (Re: Khalid Elmahdi)

    أخي الأكرم : الدكتور عبد الله عثمان
    تحية واحتراماً
    إني لك شاكر هذا التمييز بأن خصصتنا بفضل التقديم . قبل اليوم الذي أنزلنا فيه المقال في سودانايل ،
    كنتُ أمني نفسي بأن نتقدم برؤى جديدة تتناول شيئاً من القضايا الفكرية الكثيرة التي مرت مرور الكرام دون أن تنال ما تستحق .
    لعلها نفحات تكون في ميزان الفِكر والاستدلال الفكري شيئا مذكورا ، فقد كتبنا ، و الخواطر المكتوبة لديّ أكثر دقة ،
    بل أن بعضها يتم أثناء كتابة النص ، كأنه تلبُس حالة لا نقدر على وصفها . قرأت ما كتبت كأني لست كاتب المقال .
    كان في نهاية اليوم محاضرة كان من حضورها الصديق الدكتور عبد الرحيم الريّح ،
    وقلت له إن مقالي عن الذكرى الثلاثين قد اكتمل و نزل في سودانايل ، فابتسم وقال : إنك مداوم على ثراء الذكرى ،
    ودائماً الكتابة الفكرية عندك مُيسرة . لن أنام قبل القراءة وكانت الساعة الحادية عشر والنصف مساء .
    الشكر لضيف الملف :
    الأكرم :
    خالد كودي
    *
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de