|
Re: الخاتم عدلان وعشر سنوات على الغياب (Re: طلعت الطيب)
|
عزيزي طلعت الطيب نعم مرت عشر سنوات وذكرى فاجعتنا في الموت المبكر للخاتم عدلان لا زال ينبض جرحها مع وجيب قلوبنا. نعم سيظل مشروع الخاتم عدلان التنويري مفتوحاً وفي ظني أن محاولة بناء حزب من جديد في هذا الزمن الجديد كان مغامرة كبيرة أعتقد ان الخاتم ورفاقه بمن فيهم انتم قد عانيتم ما عانيتم في سبيلها.إن االتشظيات التي تحدث في الأحزاب القائمة بالسودان وتلك الجديدة لم يكن سببها المؤتمر الوطني وحده لكن العصر ساهم فيها بقدر وافر فالتفكيك له ما وراءه من طريقة تنظيم للقوى الحديثة بطريقة لاحزبية في نظري وقد ناقشت الخاتم في السنة الأخيرة من حياته في هذا المنبر وليس المقام مقام فتح الموضوع هنا لكن فلنذكر المساهمات الجليلة لهذا الراحل العظيم.كان مفكراً وكان مثقفاً وصادقاً مع نفسه ويحمل آمالاً كبيرة .
خارج النص ابني خاتم الآن في العاشرة من عمره وهو سعيد أنه طلع الاول في مدرسته في الامتحان الأخير ولا يعرف كثير شيء عن صاحب الاسم الذي يحمله.ولكنني على ثقة بأن اجياله وانداده سينفتح امامهم باب أمل كبير بوطن يلتحم بالعصر ويبني كما يبني بناة العصر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان وعشر سنوات على الغياب (Re: Bushra Elfadil)
|
الأديب الاريب الاستاذ بشرى الفاضل تحياتى وشكرى على المرور الماهل الانيق فعلا يا بشرى مشروع الخاتم مفتوح على كافة احتمالات المستقبل لانه ببساطة مشروع "أصيل" المقال لم يسمح بالتوسع فى افكار اساسية فالبرت كامو مثلا عقد مقارنة بين سيزيف وانسان اليوم بإعتبارأن انسان اليوم يؤدى مهام مكررة اما انسان السودان فيؤدى فى وظيفة لا تكفيه ربما لقمة عيشه فى ظل الغلاء الفاحش ,تفشى الفساد والمحسوبية ولذلك فهو اكثر تشبها بما يقوم به "سيزيف" تشبيه الخاتم للقوى الحديثة فى السودان بسيزيف لا يتقصر على التغيير وانما يشمل ايضا الجرى اليومى وراء لقمة العيش ! فهو فى النهاية يؤدى مهام ليست ذات جدوى futile وعبثية لا تفى بإحتياجاته الاساسية. سلم لى بالله على خاتم الصغير الود الشاطر ده
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان وعشر سنوات على الغياب (Re: طلعت الطيب)
|
عزيزي طلعت الطيب في السنوات الأخيرة لم اعد مطلعاً على آخر ما جرى لحق من خلافات كنت حتى وفاة بشير بكار على اطلاع بما يجري بين الطرفين فرجاء قدم لنا هنا مختصراً لمآلات حركة حق الأخيرة وموقفها من التحالفات المعارضة المختلفة أو موقف التحالفات منها.وهل ثمة علاقة بينها وبين الحزبين الليبراليين ا##أو أيهما؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان وعشر سنوات على الغياب (Re: طلعت الطيب)
|
الاخ بشرى نظرا لاشكاليات فى الرابط اعلاه تجد ادناه الجزء الذى يخصنا فى المقال الذى كنت كتبته تحت عنوان " محطات فى مسيرة حق":
(المتأمل لخلافات حق يستطيع ان يلحظ بجلاء ان المؤسسية والاجراءات الديمقراطية عادة ما تكون هى الضحية فى المنعطفات المهمة فى تاريخ الحركة وان ذلك يجسد آفة الحركة وربما تكون حركة حق هنا تمثل نموذجا مصغّرا لعيوب كبيرة فى الشخصية السودانية فيما يتعلق بالعمل العام. كان اول خلاف فى حق بين الداخل والخارج حول التاكتيك السياسى فى مواجهة الانقاذ قابل للتعاطى والحل من خلال عقد المؤتمر الثانى بدلا عن بيان الفصل الشهير الذى اصدرته قيادة الخارج. وكان فى المقابل يمكن لقيادة الداخل الاعلان عن مقررات مؤتمرها مع التأكيد على تمسكها بمقررات المؤتمر الاول فى اسمرا لحين عقد المؤتمر الثانى. أما الانقسام الاخير فقد كان واضحا ان السبب فى حدوثه يعود فى الاساس الى تهميش المجلس القيادى من قبل رئيسة الحركة ومن يقف معها ، بالاضافة الى عدم الالتزام بمقررات المجلس القيادى فيما يخص قضية الخلاف حول مركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية وقيام الانقاذ بإغلاقه دون ابداء اسباب مقنعة فى نهاية عام 2012 تؤكد صحة موقف المجلس القيادى. ولكن تبدو المفارقة واضحة فى خلافات حركة حق لانها تعهدت فى مواثيقها التأسيسية عن كونها تمثل ميلاد للسودان الجديد فى مقابل السودان القديم ولكن يبدو ان ثقافة السودان القديم السياسية مازالت حاضرة فى حق وقد تجسدت فى اهم خصائصها الشمولية المتمثلة فى سيادة عالم الافكار على المؤسسات حيث تتم الإطاحة بالإجراءات الديمقراطية عند أول خلاف جدى باللجوء الى التحايل الادارى المستند الى بنية مركزية فى التنظيم ووعى سياسى لم يتخطى بعد الاطار التقليدى للسودان القديم سواء ذلك المتعلق بالولاءات الطائفية اوبالسدانة الايدولوجية).
وادناه عرض لما يهمنا فى الجزء الثانى من المقال: (كنت قد تعرضت فى المقال السابق الى عرضا توثيقيا موجزا عن نشأة حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) واهم الاسباب التى حددت مساراتها والخلافات والانشقاقات التى حدثت بها واقعدتها. والهدف من المقالتحرير عقل القارئة من الخرافة disenchantmentو الإدّعاء القائل بعدم قدرة المتعلم السودانى على تأسيس حزب ديمقراطى حديث يستطيع أن يترك بصماته على الساحة السياسية السودانية وأن يؤثر فى مجريات الاحداث السياسية بشكل فعّال،وليس من اهداف المقال على الاطلاق ادانة احد او محاسبته اذ لا اعفى نفسى من المسؤولية التضامنية فى فشل المشروع. وكنت قد سجلت ملاحظة فى المقال السابق عن ضياع المؤسسية عند حدوث الخلافات السياسية بين قيادات حركة حق، وعن ميلاد الحركة منذ البداية بتشوه خلقى تمثل فى مخلوق برأسين دون إجراء الجراحة اللازمةلفصل احدهما بسلام وهو الامر الذى فشل فيه المؤتمر الاول الذى عقد فى أسمرا فى نهاية عام 1996.لكن يمكننى اليوم أن أضيف سببين مهمين آخرين هما إنعدام المرونة السياسية عند قيادات الحركة اولا ثم غياب ثقافة فض النزاعاتawareness of conflict resolutionثانيا وهما اساس لاى منظمة سياسية او مدنية حديثة. لابد من تنبيه القراء الى وثيقة اصدرتها قيادة الداخل لا تقل عن وثائق الحركة التأسيسية من حيث الاهمية وقد صدرت على اثر الخلاف حول تاكتيكات الحركة وكانت الوثيقة تحت عنوان (حركة حق فى واقع سياسى معقد) او شىء من هذا القبيل، دافعت فيها قيادة الحاج وراق فى الداخل عن خيار الحراك المدنى وعن طبيعة القوى الحديثة ولكنها لم تستكمل تحليلها بالإشارة الى ثقافة حل النزاعات التى تأتى فى قلب الثقافة الديمقراطية الحديثة رغم ان الوثيقة تكاد تكون قد لامست القضايا الجوهرية التى كانت تواجه الحركة حينئذ. والحقيقة أن قيادة الداخل كانت قد أخفقت فى تسجيل تصوراتها ومخاوفها داخل المؤتمر الاول للحركة حتى ولو كانت فى شكلها الجنينى وكانت الفرصة قد سنحت للمواجهة والشفافية خاصة بعد ان قدم ممثل فرعنا الاستاذ حيدر ابو القاسم جملة من اعتراضات الفرع على اسلوب عمل قيادة اللجنة التنفيذية وسجل نقدا لها فى ذلك المؤتمر بدءا من تقديم طلب عضوية للتجمع وطريقة عرض الامر داخل الحركة، وقد اتضح فيما بعد صحة ذلك الموقف حينما تآمرت احزاب التجمع على طلب حركة حق من ناحية وإشترطت سلطات الامن الاريترية على قيادات الحركة العمل تحت مظلة التجمع الوطنى حتى تمنحها معسكرا للتدريبات العسكرية، من ناحية ثانية. وقد إستهلك الامر حوالى السنوات الاربع الاولى الحاسمة من عمر الحركة الوليدة واستنزف قدراتها المحدودة وشتت مجهودها الاساسى وصرفها عن اولياتها المتمثلة فى عملية معقدة تتعلق بمهام بناء الحركة فى الداخل والاهتمام بالكادر القيادى والوسيط ودعمه. وكان من المتوقع فى ظل إستحالة المضى فى تنفيذ قرارات المؤتمر الاول القاضية بالشروع فى الانخراط فى العمل العسكرى ومهام بناء وحدة قتالية للحركة، ان تتجه اللجنة التنفيذية بكل بمرونة للبدائل السياسية الاخرى وهو مالم يحدث على الاطلاق. وقد كان قرار مؤتمر الداخل فى العام 1998 بخصوص ضرورة تبنى الحراك المدنى يمثل بديلا موضوعيا لأزمة حركة حق للخروج من حالة الحصار التى تمت لها من قبل احزاب التجمع بسبب تمسكها بتاكتيك العمل العسكرى فى مواجهة نظام الانقاذ. على عكس القوى التقليدية التى يعتمد تماسك احزابها على الولاء الطائفى او الايديولجى، فإن القوى الحديثة فى السودان تحتاج الى التماسك التنظيمى بتبنى وابتكار اساليب مختلفة فى ظل نمو الشخصية الفردية وتفردها إضافة الى عملية التغييب التدريجى لعقلية القطيع والابتعاد عن الاعتماد على كارزمية الشخصيات القيادية. وتأتى الشفافية والندية والاحترام والرعاية على رأس تلك الاساليب ويترافق ذلك مع الابتعاد عن عنيف القول والجلافة التى اتسمت بها القوى التقليدية والبداوة التى تميزها،الى اعتماد اساليب اكثر رقيا وتهذيبا وشفافية. لكن المتأمل للنص الشعرى فى مقدمة هذا المقال والذى تم توظيفه من قبل قيادة الخارج فى خطاب موجه الى قيادة الداخل نستطيع ان نفهم منه انه خطاب تقريعى مائة بالمائة لمجرد اختيار الداخل للحراك المدنى بديلا عن العمل العسكرى حيث يصوره الخطاب بمثابة خيانة و(تصالح مع النظام) وطعن للقيادة من الظهر!. كذلك نستطيع ان نميز الجلافة فى خطاب قيادات الداخل فى سياق ردها على الخارج والتى كانت تحت عنوان (الرد على مقامة حق فى الخارج)حيث يمكن ان نتبين مدى السخرية فى العنواننفسه، قبل ان نقرأ محتوى الخطاب الذى يعيب على قيادة الخارج عدم قدرتها على اطلاق رصاصة واحدة طوال سنوات وذلك على طريقة اننى اسمع جعجعة ولا ارى طحينا. وهكذا بدأ التصعيد والتصعيد المضاد الى ان وصلت المسألة الى خطاب الفصل الذى اصدرته اللجنة التنفيذية بالخارج وهو الخطاب الذى مهد عمليا للانشقاق العمودى الذى حدث لحركة حق كتتويجلانعدام الثقة التام وتصاعد الخصومة بين الطرفين. من المعروف فى فض النواعات ان الخلافات تبدأ من جلافة القول او المسلك وغلظتهماincivilityثم تتطور الى مضايقات فبلطجة حتى يصير الامر الى صدام بين المختلفين incivility to harassment to bullying and ultimately to clashes and physical violence. والحقيقة ان الخطاب التصعيدى العنيف اثناء الخلافات السياسية والذى ورثناه عن بداوة مجتمعنا الابوى الذكورى، هو الذى فرض نفسه وسط النخب القيادية للقوى الديمقراطية والحديثة، فحينما حدث الخلاف بين المنبر الديمقراطى بلندن وقيادات حق كتب د. احمد عباس مقالا شديد اللهجة موجها للمرحوم الخاتم لانه كان غير راضيا عن الطريقة التى تم بها اندماج حركته او جزء منها مع حق. كان المقال تحت عنوان (احمل عصاك وارحل) ليرد عليه المرحوم الخاتم بمقال آخر اكثر مرارة كان تحت عنوان (على عمد من الحقد والاكاذيب) ان لم تخنى الذاكرة. وفى كل الحالات كان لغياب الثقافة الديمقراطية وممارستها اثر كبير القى بظلاله الكثيفة على التصعيدات التى قادت الى خلافات كبيرة بين قيادات القوى الجديدة حتى صار بينهم ما صنع الحداد كما يقول المثل الشائع. من المعروف أن التواصل والحوار والشفافية يمثل حجر الزاوية فى اية عملية ديمقراطية حقيقية إعتمادا على حقيقة بسيطة وهى اننا نحكم على انفسنا من خلال نوايانا ولكننا نحاكم الاخرين من خلال فهمنا وتصوراتنا لاسباب لتصرفاتهم perceptionsوهى تصورات قد تكون خاطئة. كما ان ثقافة فض النزاعات تستطيع ان تعلمنا ان الحوار والتواصل شىء اساسى لتصحيح تصوراتنا عن مواقف الاخرين عند حدوث الاختلاف وهو شىء ان لم يحدث فإنه يستحيل الى اوضاع اكثر خطورة تتعلق بإعادة تغذية مواقفنا الفكرية الخاطئةreinforce attitudes and beliefs وهو شىء نلاحظه بوضوح عشية الانقسامات وبعدها داخل احزابنا التقليدية لانها دائما ما تعزز اعتقادا خاطئا لدى القيادة بصحة مواقفها وإتخاذ مواقف اكثر تطرفا فى شيطنة الاخر بدلا عن مراجعة النفس. وهو ما حدث داخل الاحزاب الطائفية والحركة الاسلامية والحزب الشيوعى ابان انقساماته الشهيرة السابقة، وللاسف فإن حق لم تكن استثناء فى ذلك لانعدام المناعة المتمثلة فى غياب ممارسة اليات فض النزاعات. تركت الخلافات مرارات كثيرة فى النفوس بين عضوية حركة حق سواء تلك التى حدثت بين الداخل والخارج او تلك التى تراكمت بعد فصل عدد من عضوية الحركة بالداخل فيما عرف فى ادبيات الحركة ب(المجازر التنظيمية)، إضافة الى تلك التى حدثت مؤخرا داخل المجلس القيادى ابان التداول حول قضية الخلاف الشهير بين رئيسة الحركة ومدير مركز الخاتم عدلان. كل ذلك حدث لغياب الحوار المؤسسى الشفاف الذى كان يمكنه ان يحدد حاجات الهوية بين المختلفين والوصول الى حلول وسط تستطيع ان تخاطب تلك الحاجات وان تشبعها. وحاجات الهوية identity needs المشتركة بين الانسانية جميعا يمكن تلخيصها فى خمسة وهى الحاجة الى الضبط والمعلومات input and controlلدى الكادر القيادى، والحاجة للطمأنينيةsecurity، ثم حاجة الانسان الى الاعتراف recognition ودفء العلاقات الاجتماعية connectionواخيرا وهو المهم الحاجة الى الاحساس بالانصاف والعدالة meaning and justice).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان وعشر سنوات على الغياب (Re: طلعت الطيب)
|
. [] عزيزي طلعت هذا تحليل ثري لكن ترى هل ال psychological needs وحدها تكفي لللحماية من الأزمات التي قادت للتشرذم؟ هناك طرائق شتى لكبح تصادم تجمع الإرادات وإذا كانت حق كحركة حديثة تخطت الطائفية والايديولوجيا والطائفية نفسها تخطت القبيلة والإيهام بعباءات مقدسة للسيطرة على تجمع الإرادات فإن حق في ظني عمدت لتكوين حزب (لوس) ولم تعثر على الألية التي لا تجعله كذلك ولا أعقتد أن ألية فض النزاعات مناسبة ، إذ عن طريقها كان سيدخل من قتام في قتام وينشغل بقضاياه الداخلية بينما المطلوب أن يتحرك سريعاً لملء الفراغ. هنالك فراغ في الحركة السياسية السودانية لا زال قائماً ولا اعتقد انه يمكن ملؤه بحزب أو حركة بل بالسعي لتحريك مجاميع نحو هدف واحد زشيء اشبه بتحريك ابناء قرية لإطفاء حريق. وهذا في ظني يمكن عن طريق عقد convention يخطط لكتله المبتباينة بتحضير قبلي ثم يرفض المؤتمر دون أن يكوّن من عقدوه حزباً ودون ان تكون لديهم رغبة هم في الحكم بل من يقترحونهم للشعب. وما يقدمونه للشعب من برنامج.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان وعشر سنوات على الغياب (Re: باسط المكي)
|
شكرا يا باسط سعيد بمرورك الكريم واشادتك باهمية الكتابة عن سيرة المرحوم الاستاذ الخاتم عدلان ومشروعه الفكرى والتنويرى (برنامج الحزب – إذا- وثيقة مترابطة، متكاملة إنه حلقات يمسك بعضها برقاب بعض. و لذلك فإن الشخص الراغب في نيل عضوية الحزب مطالب بتبني مشروع سياسي متكامل، يغطي الحاضر، و كل المستقبل، و يسعى نحو إقامة نظام اجتماعي، ليس لهذا الجيل وحده، و لا للجيل الذي يليه، بل للمجتمع الإنساني ككل، منذ اللحظة الحاضرة، و إلى الأبد. و إذا وضعنا في الاعتبار طبيعة قانون التطور الاجتماعي، فان مثل هذا المشروع لا يمكن أن يوصف بأنه مشروع علمي، و هذا ما ناقشناه في الورقة الأولى. و لكن الذي يهمنا هنا على وجه التحديد هو أن ترابط حلقات برنامج الحزب الشيوعي، يجعل من العسير جدا على المرء، أن يختار حلقة دون الحلقتين الأخريين، فإذا كان مقتنعا مثلا ببرنامج الحزب في مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية، أو ببعض القضايا الأساسية في ذلك البرنامج، أي أنه يلتقي مع الحزب في مرحلة تاريخية متكاملة، فانه سيحجم عن التقدم لعضوية الحزب لأنه لا يستطيع أن يعرّف نفسه تعريفا شيوعيا يقتضي منه أكثر من ذلك بكثير. و قد رأينا كيف كان الحزب في غير متناول جماهير القطاع التقليدي، و ها نحن نرى كيف صار الحزب بطبيعة برنامجه هذا في غير متناول أقسام واسعة من جماهير القطاع الحديث نفسه، و باستطاعة الحزب أن يكون في متناول هذه الجماهير لو اقتصر في خطابه على مرحلة تاريخية واحدة، يراها و يدركها، و تراها و تدركها مع الجماهير الواسعة، و تنخرط على هذا الأساس في النضال من أجل تحقيقها، و ما دامت هذه المرحلة في اتجاه التطور التاريخي العام، فإن الأجيال القادمة، و التي تصاغ المشاريع الشمولية من أجلها، لن تخسر شيئا، بل ستتسلم الراية من نقطة متقدمة، و لن يخسر المستقبل الإنساني شيئا، بل سيكف عن الضغط بثقله على الحضر، مفتتا بعده قوى التقدم الماثلة، التي تؤدي اختلافاتها حوله على حجب اتفاقها حول واجبات الحاضر، و عرقلة وحدتها لإنجاز هذه الواجبات. و من الواضح أن خدمة المستقبل الإنساني ككل لا تتم إلا بالتعامل معه في نسبيته، و ليس في إطلاقه، و رسم أهداف قريبة، مرئية بوضوح، و قابلة للتحقيق، و عندما يتم تحقيقها فإنها تتحول إلى نقطة انطلاق جديدة لأهداف أبعد، تحققها أجيال لاحقة.) الخاتم عدلان فى "آن اوان التغيير"
المقطع بعاليه موضوع الجزء الثانى من المقال الخاص بمناسبة مرور عشر سنوات على وفاة الخاتم سأقوم بنشره قريبا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان وعشر سنوات على الغياب (Re: طلعت الطيب)
|
السيد بشرى الفاضل تحياتي
Quote: ألا تعتقدان معي أن حالات تشظي الأحزاب السياسية السودانية ليست كلها بسبب الاختراقات الأمنية؟ وأن هنالك في ظني factor آخر متصل بالعصر الراهن يستوجب التفاكر حوله؟ |
لا شك ان هناك عوامل اخرى كثيرة من بينها حالة انعدام الديمقراطية نفسها في المجتمع السوداني والضيق بالاخر وكذلك انعدام المؤسسية وانعدام فرص التصعيد القيادي المؤسسي وغيرها من العوامل الموضوعية والذاتية ##
لكن هل انقسامات الاحزاب تعفي من وجود الاحزاب ؟؟ الاحزاب عامل اساسي في النظام الديمقراطي وفقط الشموليون هم من يتحدث عن جدوى الاحزاب ويرغبون في بناء جبهات وطنية وحركات اجتماعية وليس احزابا - من ناحية اخرى لك الحق في الدعوة لاي اشكال سياسية ؛ ولكن ارجو عدم تبخيس من يرغبون في العمل السيلاسي عن طريق احزاب ويبنون احزابا وخصوصا الاحزاب الحديثة والجديدة؛ لأن الواضح من كلامك انه لا اعتراض لك على الاحزاب القديمة ؛ ومعارضتك فقط للاحزاب الحديثة ؛ ونحن قد كفرنا بهذه الاحزاب القديمة بل ولن نقبل بأن نكون في اي جبهة معها تكون لها فيها القيادة ؛ فهل كففت عن تقريعنا ونقدنا لأننا اردنا الاستقلالية وبناء احزاب جديدة ؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان وعشر سنوات على الغياب (Re: Abdel Aati)
|
عزيزي عادل عبدالعاطي تحياتي لنعد لحوارنا القديم عام 2004 على ما أعتقد أو اواخر عام 2003 في مناقشات معك ومع الراحل الكبير الخاتم عدلان .انت لم تكن قد أسست مع آخرين الحزب الليبرالي أما الخاتم فقد اسس مع آخرين حركة القوى الديمقراطية الجديدة (حق).أذكر انني ذكرت له أنني لن أنضم لحق واعتقد انني على حق ذلك أن تكوني الأحزاب الجديدة سيكون شانه شان الأحزاب الجديدة (الحقانية)الأخرى مثل الحزب الشيوعي والحزب الجمهوري إما ان تعمل بالطريقة الديمقراطية وهذا هو ديدنها لأنها ترفض او باتت ترفض الانقلابات العسكرية وبالتالي فغن سعيها للحكم وهذا طبيعي سيكون عن طريق البرلمان وماستناله من عضوية فيه بعد ربع قرن لن يكونوا في عداد اصابع اليد الواحدة أما التحالفات مع الاحزاب القديمة الكبيرة فلن يجدي حيث ان صوتها سيختفي وبرنامجها سيذوب وسيكون حينها السعي للحكم لمجرد السعي. حينها وجدتك تعترض على كلامي وتحدثت معي بلهجة عنيفة وتظن لا زلت تظن انني اؤيد الاحزاب القديمةوهذا الكلام انفيه لك للمرة المليون لو كنت اويدها فما الذي يمنعني من الانضمام غليها علناً؟ انا لا اعمل على تقريعكم لكن اقول لك وللأحزاب التي تسعى لتقديم الاستنارة للشعب حتى تتسع قاعدتها بأن هذا الطريق لايؤدي.عصرنا الحالي صارت السياسة فيه غدارية اكثر من كونها ايديولوجية والاستنارة تقدمها الوسائط الاجتماعية باكثر من الأحزاب. ما ادعو غليه هوالتفكير خارج الصندوق لحشد أكبر مجموعة من ابناء وبنات الوطن حول برنامج محدود بأهداف معلنة وهذا ما ساسعى غليه وسترى ولابد من السعي لذلك من داخل السودان ومخاطبة الخارج من بعد.
| |
|
|
|
|
|
|
|