|
|
 اصابع الذكرى
|
12:23 PM Apr, 19 2015
سودانيز اون لاين
Yasir Salah-الدوحة _قطر
مكتبتى فى سودانيزاونلاين
منال
تعودت على البكور قبل شروق الشمس كانت تسعى بين ابنائها وزوجها وتقوم بواجبات تجهيز مﻻبس زوجها الذى يغادر مبكرا ثم تتبع ذلك بواجبات ابنائها ونعنعتهم والدفع بهم من الوسائد الناعمة الى الحمام وكانت تجد عناءا فى ذلك كبيرا وتكتمل علامات الرضا بعد ان يغادر اخر فرد فى المنزل الى سيارة الترحيل ذات المواعيد التى ﻻتنتظر وﻻ تطيق صبرا
اغلقت منال باب شقتها ووضعت يدها فى صدرها وهى تتنهد من الجرى والمثابرة بينما وضعت سبابتها فى نصف رأسها تعبيرا عن التفكير فى ماذا ستفعل
ياربى افرش البيت وﻻ امسح وﻻ ارتب الدواليب
فاوحى تفكيرها اليها بانجاز اكثر من عمل فى وقت واحد فتوجهت الى الثﻻجة واحرجت كيسا كبيرا من اللحم عانت عناء شديدا كى تسحبه من وسط الفريزر لتضعه فى حلة كبيرة مع الماء الساخن
اخذت مقعدا صغيرا امام دوﻻب ابنتها واخذت ترتب وتطبق فى مﻻبس صغيرتها بينما كانت اضاءة الشقة تتسم بالخفوت اﻻ تسلل بعض الصوء من خﻻل الستائر الغامقة الوانها
دندناتها لم تتوقف اثناء عملها فهى عادة منال منذ ايام الجامعة تؤدى اعمالها بحب وفرح وكعمال اليومية تخفف من وطأة التعب بالدندنة ورغم ثقافتها العالية اﻻ انها ﻻتتورع عن الدندنة باغانى قاع المجتمع
حنانة ...نسى اهله ما نسانا
ووووووب
احست بمرور الزمن والقت بالملابس جانبا وهرعت الى المطبخ
ادخلت يديها فى حلة اللحم فوجدته قد بدأ فى الزوبان والتفكك من بعضه البعض فامسكت الحلة بيد واللحم بيد كى تقوم بقلب الحلة وسكب الماء القديم فى الحوض واستبدال الماء
احست بشى ما يصدر حركة فى وسط اللحم
بينما يديها داخله
شى ما تعلق يصدر حركة غريبة
انتفضت منال
وبدأ الزعر يتملكها
امسكت حلة اللحم وقلبتها فى طاولة المطبخ وليتها لم تفعل
فى وسط الطاولة كان هنالك اصبع بشرى يتحرك ويتقافز كالممسوس فى وسطه دبلة قديمة ،، اظفر الاصبع يدل على انه ﻻنثى شابة
تحرك اﻻصبع من وسط اللحم قاصدا منال
جحظت عيناها وارتفعت مﻻمح صدرها بشهقة عالية وارتدت اكثر من خطوة الى الوراء بينما اﻻصبع يتوجه اليها فى ثبات
تعثرت بفعل الماء المنسكب فى ارضية المطبخ وجثت على ركبتيها وهى تزحف ناحية باب الشقة
بينما اﻻصبع فى ثبات خطواته تقترب من اجزاء فستانها
امسكت مقبض باب الشارع وصرخاتها ﻻ تكاد تخرج من فمها بفعل اﻻنحباس المفاجئ لحبائلها الصوتية
وكانت الدهشة عندما وجدت ان مقبض الباب ﻻ يستجيب واحدهم قد سحب المفتاح من الداخل بالرغم من ان المنزل ﻻيضم غيرها
جحظت عيناها والتفتت فاذا بمفتاح الشقة معلق فى وسط اﻻ صبع النسائى المتحرك بثبات ناحيتها وهى ملقاة ارضا امام باب الشقة
بدأ اﻻصبع فى التحرك ناحيتها من اخمص قدميها مرورا بركبتها صعودا الى كرشها الصغير واعتلى صدرها ووقف متوسطا حاجبيها وخاطبها الاصبع
ماعرفتينى يامنولة
شهقت منال ...وبدات اﻻنفاس تهدأ فقد دخلت فى غيبوبة ...واﻻصبع يهدهد خدودها بضربات على الجانب اﻻيمن بينما عيناها مفتوحة
منال
منال
منال
ولكن بدون رد وﻻ مجيب
وبعد اكثر من ساعة
بدأت منال تستفيق شيئا فشيئا وبدأت اوصالها تستعيد بعضا من حركتها بينما الاصبع مازال يهدهدها ويناجيها فى نفس مكانه الاول فوق المنخر وبين الحاجبين .. فتحت عينيها فى تثاقل وعادت ضربات قلبها الى الارتفاع مرة اخرى ...نظرت الى ارضية الشقة فاذا بالاصابع تنتشر انتشار النار فى الهشيم اثناء غفوتها تحولت كل اكوام اللحم التى نثرتها على الطاولة الى اصابع صغيرة تتراقص فى شقتها نظرت الى احدهم وهو يخرج من تحت مفرش طاولة السفرة مدت يدها الى مقبض الباب فاذا باثنين من الاصابع يسبقانها الى المقبض وعادت الى حالة الانهيار الاولى احست بصداع رهيب فى رأسها ارادت ان تمسك راسها فاذا بها تشعر باحد الاصابع داخل الشعر يحك لها المكان ويخاطبها ...عايزة تحكى هنا ...اها خلاص حكيت ليك ...بينما الاصبع الكبير منتصبا فى نفس المكان بين الحواجب وفوق المنخر يناديها فى وداد ...منال ...منال ...منولة ...انتى ماعرفتينى ...فعادت الى غيبوبتها الاولى .....................يتبع
|
|
 
|
|
|
|
Yasir Salah
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست