+++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 03:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-10-2014, 01:13 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
+++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++

    أجبائى الكرام ..
    جقيقة .. الزمن يجرى بسرعة البرق ..
    ومن يقول نحن فى أواخر عام 2014 .. وبعد أيام قليلة
    سيحل عام جديد بتباشير جديدة .. آملين من الله عز وجل
    أن يكون عاماً مليئاً بالخير والخيرات ..

    ونحن إذ ننتهز هذه الفرصة الجميلة .. لنتقدم بوافر
    شكرنا وتقديرنا .. للباشمهندس والأخ الحبيب بكرى أبوبكر ..
    وقيامه بفتح ساحته العامرة .. وكما نقول بلغتنا السودانية .. ..
    فتح حوشه العامر .. على الرغم من المسئولية الجسيمة
    الواقعة على كاهله .. هذا ناهيك عن المشاكل الفردية ..
    الخ .. الخ ..

    ونقول له .. كل عام وأنتم بخير يا أخانا بكرى ,, وكل عام
    واسرتكم الغالية بخير وعافية .. بقرب حلول السنة الجديدة ..
    وأيضاً ... كل أرشفة وانت طيب ..

    وهنا أيضاً ، أود أن أنوه عن اختياركم هذا اللون ( البنى ) الجميل ..
    والذى أعاد بنا ذكريات الزمن الجميل .. زمن بداية المنبر .. قبل أكثر
    من عشر سنين حيث كنا دائماً نرفل فرحين بين ضفاف وجنبات هذه الساحة
    العامرة ..

    الرب يبارك حياتكم .. ويعطيكم وافر الصحة وهدوء البال ..
    أخوكم وعمكم العجوز ..
    ارنست ارجانوس جبران
    +++
                  

12-10-2014, 01:56 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 13-9-2009

    ما مدى معرفتنا لله

    كثيرون من الذين يقولون إنهم يعرفون اللَّه تمام المعرفة ويعبدونه، يكونون في الواقع لا يعرفون اللَّه معرفة حقيقية! ذلك لأن هناك أنواعًا من المعرفة فيما يتعلَّق بالعلاقة بين اللَّه والإنسان.

    أبسط الأنواع هو المعرفة العقلية التي يقول فيها الشخص: نعم أنا أعرف أن اللَّه هو الخالق العظيم الذي خلق السماء والأرض وما عليهما من سائر المخلوقات السمائية والأرضية، اللَّه الأزلي وحده، الذي لا يحده مكان، القادر على كل شيء... اللَّه غير المحدود في كل صفة من صفاته، فهو فوق الزمان وفوق المكان. وهو كُلِّي المعرفة. فهو يعرف ما في باطن الأرض، وما في أعماق الجبال ويعرف ما في قلوب الناس، وما في أفكارهم وما في نيَّاتهم... هذه المعرفة العقلية وحدها لا تكفي. لأن كل ما تفعله هي أن تملأ العقل أفكارًا، وقد يبقى القلب فارغًا لا مشاعر فيه ولا حُب، ولا عاطفة ولا أحاسيس. إنها حالة إنسان قرأ عن اللَّه أو درس، دون أن تكون له صلة خاصة باللَّه.

    إنها معرفة العقل لا القلب... معرفة العُلماء في الدين، وليست معرفة العابدين... وحتى هذه المعرفة العقلية، أمامها مجال للزيادة والنمو، بالدراسة أو بالتأمل. وهى عند البعض تتحوَّل إلى نطاق من الجدل في الدين، وفي الحوار في الأمور الخاصة باللَّه جلَّ جلاله.

    أمَّا معرفتنا الحقيقية باللَّه، فهي المعرفة الاختبارية لنا مَن في حياتنا. وهى التي لو تكون عن طريق الكتب أو المحاضرات أو شتَّى أنواع التعلم، بل هي عن طريق مُعاملات اللَّه لنا... عن إحساناته لنا في احتياجاتنا، وحلّه لمشكلاتنا، ولمسنا حكمته في تدبيره لحياتنا، واحتماله لنا في أخطائنا، أو معاقبته لنا أو مغفرته، أو فتحه أمامنا لأبواب التوبة... مع سائر ما نراه من صفات اللَّه الجميلة... سواء من تعامل اللَّه معنا أو مع غيرنا... أو من تدبيره الإلهي للأحداث...

    إن خبرتنا مع اللَّه تعطينا معرفة أكثر. وكُلَّما نعرفه نحبه ونُمجِّده، وتزداد معرفتنا له بالأكثر، ويزداد إيماننا به، ونرى فيه القلب الكبير الذي يحنو، والذي يرشد... فتزداد معرفتنا به، ويتعمَّق اعتمادنا عليه... ومع أن اللَّه قد يكشف لنا ذاته بأنواع وطرق شتَّى، إلاَّ أننا نحتاج أيضًا أن نُصلِّي في خشوع قائلين له: أعطنا يا رب عِلم معرفتك... على أن معرفتنا للَّه -وإن كانت تبدأ هنا على الأرض- ولكنها لابد ستستمر أيضًا في الأبدية إلى أن تصل إلى كمالها. فنحن مهما عرفنا عن اللَّه، ومهما درسنا عن صفاته الجميلة المجيدة، فكل ما نقوله إننا نعرف فقط بعض المعرفة. لأننا ونحن في هذا العالم محوطون بضباب هذا الجسد المادي، فلن نصل إلى معرفة كاملة باللَّه تبارك اسمه. ولكننا حينما نخلع هذا الجسد، فأرواحنا الشفافة سوف تعرف أكثر في العالم الآخر.

    ولكن هل ترانا سنعرف حينذاك كل شيء عن اللَّه؟ كلا لأننا مخلوقات محدودة، واللَّه غير محدود. ومن المُحال أن المحدود يعرف كل شيء عن غير المحدود!

    فهل في الأبدية ستظل معرفتنا عن اللَّه قاصرة؟ كلا بل اللَّه سوف يوسع قلوبنا وعقولنا لكي تتسع لمعرفة أكثر عنه. فتبهرنا تلك المعرفة العجيبة عن اللَّه في عظمته وبهائه، وجماله وكماله... حتى أننا لا نستطيع أن نحتمل أكثر... ونقضي بعض الوقت في انبهار بما قد كشفه لنا. ثم نفيق، ولست أدري متى! ونحن نتأمل في ما رأيناه وعرفناه، شاعرين بسعادة لا توصف، وما قد ذقناه من معرفة وما أطيبه... ثم يعود اللَّه فيوسع قلوبنا وأفكارنا حتى تقوى على احتمال المزيد من المعرفة، حسبما تستطيع طبيعتنا البشرية المحدودة... ومع كل ما يكشفه لنا اللَّه عن ذاته، يظل كما هو اللّه غير المحدود، ونظل كما نحن الطبيعة البشرية المحدودة التي لا تستطيع أن تحتمل معرفة كل شيء عن اللَّه، إنما يكشف لها اللَّه عن ذاته بقدر فتنمو في معرفة اللَّه على قدر ما تحتمل... إذًا نحن في الأبدية ننمو في معرفة اللَّه. ولكن إلى قدر مُعيَّن! بل إن صفة واحدة من صفات اللَّه لا نستطيع أن ندركها كلها في كمالها مهما مرَّ الوقت وطال.

    لقد سبق أنَّ اللَّه جلَّ جلاله قد أعطانا من قبل معرفة عن طريق الوحي، وعن طريق الكشف الإلهي، وأعطانا معرفة عن سمائه وملائكته ومجده... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وأعطانا من المعرفة ما يكفي لأن نحب الحياة معه، ونحب تسبيحه وتمجيده بالقدر الذي يكفينا، وبالقدر الذي تحتمله طبيعتنا... فإن كان اللَّه في الأبدية سيعطينا أيضًا معرفة الجمال الذي يحيط بملائكته الأطهار وبسمائه، وبالنور الذي يحيط بهذا كله، فكيف إذًا يكون الجلال والجمال المحيطين بذاته وبعرشه!!

    وإن كُنا هنا على الأرض لم نستطع معرفة الكواكب والنجوم والمجرَّات. فكيف سندرك معرفة خالق هذه كلها. بل إن كُنا على الأرض حيث نعيش، لا نعرف ما في باطن الأرض من أسرار، ولا ما يوجد في أعماق البحار، ونظل ننقب حتى نعرف بعض المعرفة... بل فليعذرني القارئ إن قلت أننا حتى الآن لم نعرف أنفسنا! فما الذي نعرفه مثلًا عن الروح، وعن كنهها، وعن مغادرتها للجسد... وإن كنا لا نعرف ما هو الجسد الروحاني الذي سنقوم به... وإن كنا لم نعرف الإنسان وما يتعلَّق به من أسرار... فهل في جرأة نسأل: كيف سنعرف اللَّه في الأبدية؟!

    كل ما أستطيع أن أقوله إننا سننمو في المعرفة، ونعرف عن السيد الرب الإله أشياء ما كنا نعرفها من قبل. وسوف نُبهر بما نصل إليه من معرفة تسعدنا في العالم الآخر. حتى أننا نزدري بكل معرفة أخرى... ويكون ما نعرفه عن اللَّه وعن الأبدية هو مصدر سعادة لنا في السماء لا تُقارن بأية متعة أخرى بل أنه هي النعيم الأبدي، وليس يُماثلها شيء من مُتع هذا العالم التافه الذي نعيش فيه الأرضي.

    نشكرك يا رب على ما تعطينا إيَّاه من فضل معرفتك.
    +++
                  

12-10-2014, 05:35 AM

Muhib
<aMuhib
تاريخ التسجيل: 11-12-2003
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    لك المحبه
    سوف اتصل عليك في القريب
                  

12-10-2014, 11:18 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Muhib)

    الإبن الحبيب محب ..

    منذ متى لم أسمع صوتك يا محب .. الرب يبارك حياتك ..

    أنا عارفك انت مشغول جداً .. الله يكون معاك ..

    شكراً لهذذه المداخلة الرقيقة ..

    بس أى وقت انت فاضى فيهو .. اتصل ..

    سلام ونعمة ..
    الله معك ..
    والدك ..
    ارنست
    +++
                  

12-10-2014, 11:49 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    صوم الميلاد المجيد
    10 ديسمبر 2014
    1 كيهك 1731
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 132 : 9 ، 17 )
    كَهنَتُكَ يلبسونَ العدل. وأبرارُكَ يبتهجون مِن أجل داود عبدكَ. هيَّأت سراجاً لمسيحي. وعليه يُزهِرُ قُدسي. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 4 : 23 ـ 5 : 1 ـ 16 )
    وكانَ يسوع يطوفُ في كل الجليل يُعلِّم في مجامعهم، ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض وكل وجع في الشَّعب. فذاع خبرُه في جميع سوريَّة. فأحضروا إليه جميع السُّقَماء بالأمراض والأوجاع المُختلفة، والمجانين والمصروعين والمفلوجين، فشفاهم. وتبعه جموعٌ كثيرةٌ مِن الجليل والعشر المُدن وأورشليم واليهوديَّة ومِن عبر الاردُنِّ. ولمَّا رأى الجموعَ صعدَ إلى الجبل، فلمَّا جلسَ جاء إليه تلاميذه. ففتحَ فـاه وعلَّمهُم قائلاً: " طُـوبى للمسـاكين بالرُّوح، لأنَّ لهُم ملكـوت السَّـموات. طُوبَى للذين ينوحون الآن، لأنَّهُم يَتَعـزَّون. طُوبَى للودعاء، لأنَّهُم يرثونَ الأرض. طُوبى للجياع والعطاش إلى البرِّ، لأنَّهُم يُشبَعونَ. طُوبى للرُّحماء، لأنَّهُم يُرحَمون. طُوبى للأنقياء القلب، لأنَّهُم يُعاينون الله. طُوبى لصانعى السَّلام، لأنَّهُم أبناء الله يُدعَون. طُوبى للمَطرودين مِن أجل البرِّ، لأنَّ لهُم ملكوت السَّموات. طُوباكُم إذا طردوكُم وعيَّروكُم وقالوا عليكُم كلَّ كلمةٍ شريرةٍ، مِن أجلي، كاذبين. افرحوا وتهلَّلوا، لأنَّ أجرَكُم عظيمٌ في السَّموات، لأنَّهُم هكذا طردوا الأنبياء الَّذينَ قَبلَكُم.أنتُم ملح الأرض، وإذا فَسَدَ المِلح فبماذا يُملَّح؟ لا يَصلُح بعد لشىءٍ، إلاَّ لأن يُطرح خارجاً ويُداس مِن النَّاس. أنتُم نور العالم. لا يُمكِن أن تُخفَى مدينةٌ موضوعةٌ على جبلٍ، ولا يوقدونَ سراجاً ويضعونه تَحتَ مِكيالٍ، بل يوضع على المنارة فيُضيء لكُلِّ مَن في البيت. فليُضئ نورُكُم هكذا قُدَّام النَّاس، لكي يَروا أعمالَكُم الحسنة، ويُمجِّدوا أباكُم الَّذي في السَّموات.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 110 : 7,4 )
    أقسمَ الربُّ ولم يندم. أنكَ أنتَ هو الكاهنُ إلى الأبدِ على طقسِ ملشيصادقَ. الربُّ عن يمينِكَ. لذلكَ يرفعُ رأسـاً. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 6 : 17 ـ 23 )
    ونزلَ معهُم ووقفَ في موضع خلاءٍ مع جمع مِن تلاميذهِ وجمهور كثير مِن الشَّعبِ مِن جميع اليهوديَّةِ وأُورُشَليمَ وساحِل صورَ وصَيدا الَّذينَ جاءوا ليَسمعوا منهُ ويَشفيهم مِن أمراضِهمْ، والمُعذَّبونَ مِن الأرواح النَّجسةِ، كانَ يَشفيهُم. وكانَ الجمعُ يَطلبُ أنْ يَلمسهُ لأنَّ قوَّةً كانتْ تخرُجُ منهُ وتَشفِي الجَميعَ.ورفعَ عينيـهِ إلى تلاميـذهِ وقالَ لهُم: طـُوباكُم أيُّها المَسَـاكينُ بالروح لأنَّ لكُم ملكوتَ السَّمواتِ. طُوباكُم أيُّها الجياعُ الآنَ لأنَّكُم تُشبَعونَ. طُوباكُم أيُّها الباكونَ الآنَ لأنَّكُم ستَضحكونَ. طُوباكُم إذا أبغضكُم النَّاسُ وأفرَزوكُم وعيَّروكُم وأخرجُوا اسمكُم كشرِّيرٍ مِن أجلِ ابنِ الإنسانِ، افرحوا في ذلكَ اليوم وتهلَّلوا، فهوَذا أجْرُكُم عظيمٌ في السَّماءِ، لأنَّ آباءَهُم هكذا كانوا يَفعلونَ بالأنبياءِ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى تلميذه تيموثاوس
    ( 3 : 10 ـ 4: 1 ـ 22 )
    وأمَّا أنتَ فقد اتبعت تَعليمي، ومثالي، ورسمي الأول، وإيماني، وأناتي، ومحبَّتي، وصبري، والاضطهادات، والآلام، التى أصابتني في أنطاكية وإيقونيَّة ولسترة. وجميع الاضطهادات قد احتملتها! ومن جميعها أنقذني الربُّ. وجميع الذينَ يريدون أن يعيشوا بالتَّقوى في المسيح يسوع يضطهـدون. ولكن النَّاس الأشرار الخـدَّاعين سيتقدَّمون في الشَّـر، بالأكثر ضالِّين ومُضِلِّينَ. وأمَّا أنتَ فاثبُت على ما تعلَّمته وأيقنته، عارفاً ممَّن تعلَّمت. وأنكَ مُنذ الطُّفوليَّة تعرف الكُتب المُقدَّسة، القادرة أن تُحكِّمكَ للخلاص، بالإيمان الذي في المسيح يسوع. لأن جميع الكتب المُوحى بها من الله، نافعة للتَّعليم والتَّوبيخ، للتَّقويم والتَّأديب الذي في البرِّ، لكي يكون رجل الله مُستعدَّاً، ثابتاً في كل عمل صالح. أنا أشهد أمام الله والمسيح يسوع، الذي يَدين الأحياء والأموات، عند ظهوره وملكوته: اكرز بالكلمة. اعكف على ذلك في وقتٍ مناسبٍ وغير مناسبٍ. وبِّخ، عظ. انتهر بكل أناةٍ وتعليم. لأنه سيكون وقتٌ لا يقبلون فيه التَّعليم الصَّحيح، بل حسب شهواتهم الخاصَّة يجمعون لهم مُعلِّمين ويسدُّون آذانهم، فيصرفون مسمعهم عن الحقِّ، ويميلون إلى الخُرافات. وأمَّا أنتَ فاستيقظ في كل شيءٍ. واقبل الآلام. واعمل عمل المُبشِّر. تمِّم خدمتكَ.فإنِّى أنا أيضاً سوف أنتقل، ووقت انحلالي قد حضر. قد جاهدتُ الجهاد الحَسن، وأكملت السَّعي، وحفظت الإيمان، وأخيراً قد وضِعَ لي إكليل البرِّ، الذي يهبه لي في ذلك اليوم، الربُّ الحاكم العادل، وليس لي وحدي فقط، بل ولجميع الذين يحبُّون ظهوره أيضاً.أسرع أن تأتي إليَّ عاجلاً، لأن ديماس قد تركني إذْ أحبَّ العالم الحاضر وذهب إلى تَسَالُونيكي، وكريسكيس إلى غلاطيَّة، وتيطس إلى دلماطيَّة. ولوقا وحده معي. خُذ مَرقُس وأحضره معك لأنه نافعٌ لي للخدمة. أمَّا تيخيكس فقد أرسلْته إلى أفسس. والعباءة التي تركتها في تَرُواس عند كاربُس، أحضرها متى جئتَ، مع الكُتب أيضاً ولا سيَّما الرُّقوق. إسكندر الحدَّاد فعل بي شروراً كثيرة. ليُجازهِ الربُّ حسب أعماله. فهذا احتفظ منه أنتَ أيضاً لأنه قاوم أقوالي جـدّاً. في احتجاجي الأول لم يأتي إليَّ أحـدٌ، بل الجميع تركوني. لا يُحسب عليهم. ولكن الربَّ وقفَ معي وقوَّاني، لكي تتمَّ بي الكرازة، ويسمع جميع الأمم، فأُنقِذتُ مِن فم الأسد. وسيُنجِّيني الربُّ من كل عمل رديءٍ ويُخلِّصني لِملكوته السَّماويِّ. هذا الذي له المجد إلى دهر الدُّهور. آمين. سلِّم على بريسكلا وأكيلا وبيت أونيسيفورس. أراستس بقى في كورنثوس. وأمَّا تروفيموس فتركته في ميليتس مريضاً. بادر أن تجيء قبل الشتاء. يُقرئك السلام أفبولس وبوديس ولينوس وأقلوديا وجميع الإخوة. الرب يسوع المسيح مع روحك. النِّعمة معكم. آمين.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
    ( 5 : 1 ـ 14 )
    أطلب إلى الشُّيوخ الذين بينكُم، أنا الشَّيخ شريككُم، والشَّاهِد لآلام المسيح، وشَريك المجد العتيد أن يُعلَنَ، ارعوا رَعيَّة الله التي بينكُم وتعاهدوها، لا بالقهر بل بالاختيار، كمثل الله ولا ببخل بل بنشاط، ولا كمَن يتسلَّط على المَواريث، بل صائرينَ أمثلةً للرَّعيَّة. ومتى ظهر رئيس الرُّعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يضمحل. كذلك أنتُم أيُّها الشُّبَّان اخضعوا للشُّيوخ، وكونوا جميعاً مُتسربلينَ بالتَّواضع بعضكم لبعض، لأنَّ الله يُقاوِم المُستكبرين، ويُعطي نعمةً للمتواضعين. فتواضعوا تحت يد الله القويَّة لكي يرفعكُم في زمان الافتقاد، مُلقينَ كلَّ همِّكُم عليه، لأنه هو يعتني بكم.كونوا مُتيقِّظينَ واسهروا. لأن إبليس عدوكم يجول كأسدٍ زائر، يلتمس مَن يبتلعه. فقاوموه، راسخينَ في الإيمان، عالمين أن نفس هذه الآلام تُجرَى على إخوتكم الذين في العالم. وإله كل نعمةٍ الذي دعاكُم إلى مجدهِ الأبديِّ في المسيح يسوع، بعدما تألَّمتُم يسيراً، هو يهيئكُم، ويثبِّتكُم، ويقوِّيكُم، ويمكِّنكُم. له السُّلطان والمجد إلى الأبد. آمين. بيد سِلوانُس الأخ الأمين، ـ كمـا أظُنُّ ـ كتبتُ إليكُم بكلماتٍ قليلةٍ واعظاً وشاهداً، أن هذه هيَ نعمة الله بالحق التي فيها تَقُومُونَ. تُسلِّم عليكُم الصِّديقة المُختارة التي في بابلون ( مصر )، ومرقس ابني. سلِّموا بعضُكُم على بعض بقبلة المحبَّة. السَّلامُ لكُم جميعاً أيُّها الذينَ في المسيح يسوع.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 20 : 17 ـ 38 )
    ومن ميليتس أَرسَل إلى أفسُس واستدعَى قسوس الكنيسة. فلمَّا جاءُوا إليه قال لهم: " أنتم تعلمون من أوَّل يوم دخلت آسيَّا، كيف كنت معكم كلَّ الزَّمان، أخدم الربَّ بكلِّ تواضع ودموع كثيرةٍ، وبتجارب أصابتني بمكائد اليهود. كما وإنَّني لم أَخْفِ شيئاً من الفوائد إلاَّ وأخبرتكم وعلَّمتـكم به جهراً وفي كلِّ بيتٍ، شاهداً لليهود واليونانيِّين بالتَّوبة التي لله والإيمان الذي بربِّنا يسوع المسيح. والآن ها أنا أذهب إلى أورشليم مُقيَّداً بالرُّوح، لا أعلم ماذا يُصيبني فيها. غير أن الرُّوح القـدس يشهد لي في كلِّ مدينةٍ: إن وُثُقاً وشدائد تنتظرني. ولكني لستُ أحتسب نفسي ثمينة عندي في شيءٍ، حتَّى أُتمِّم سعيي والخدمة التي أخذتها من الربِّ يسوع، لأشهد ببشارة نعمة الله. والآن ها أنا أعلم أنَّكم لا ترون وجهي بعد، أنتم جميعاً الذين مررت بينهم كارزاً بملكوت الله. لذلك أُشهِدكم اليوم هذا أنِّي بريءٌ من دمكم جميعاً، لأنِّي لم أُؤخِّر أن أُخبِركم بكلِّ مشيئة الله. احترزوا إذاً لأنفسكم ولجميع الرَّعيَّة التي أقامكم الرُّوح القدس فيها أساقفةً، لترعوا كنيسة الربِّ التي اقتناها بدمه بنفسـه. لأنِّي أعلم: أنه مِن بعد ذهـابي سـيدخل بينكم ذئابٌ خاطفةٌ لا تُشفِقُ على الرَّعيَّة. ومنكم أنتم سيقوم رجالٌ يتكلَّمون بأقوالٍ ملتويةٍ ليجتذبوا التَّلاميذ وراءَهم. لذلك اسهروا إذاً، مُتذكِّرين أنِّي ثلاث سنين ليلاً ونهاراً، لم أَفتُرْ عن أن أُعلِّم بدموع كلَّ واحدٍ. والآنَ أستودعكم يا إخوتي للربِّ ولكلمة نعمته، القادرة أن تُثبِّتكم وتُعطيكم ميراثاً مع جميع المُقدَّسين. فضَّة أو ذهب أو ثوب أحدٍ لم أشته. أنتم تعلمون أن حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان. في كل شيءٍ أريتكم أنَّه هكذا ينبغي أن نتعب ونُعضِّـد الضُّـعفاء مُتذكِّـرين كلمات الربِّ يسـوع لأنَّه قـال:" مغبوطٌ هو العطاء أكثر من الأخذ ". ولمَّا قال هذا جثا على رُكبتيه مع جميعهم وصلَّى. وكان بُكاءٌ عظيمٌ من الجميع، ووقعوا على عُنُق بولس وقبَّلوه وهم متوجِّعين، ولا سيَّما من الكلمة التي قالها: إنهم لن يروا وجهه أيضاً. ثُمَّ شيَّعوه إلى السَّفينة.
    ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين.)
    السنكسار
    اليوم الأول من شهر كيهك المبارك
    1. نياحة القديس بطرس الرّهاوى أسقف غزَّة
    2. تكريس كنيسة القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين
    1ـ في هذا اليوم تنيَّح القديس بطرس الرّهاوي أسقف غزَّة. وُلِدَ بمدينة الرّها في أوائل الجيل الثالث، من أبوين شريفي الحسب والنسب، ولمَّا بلغ من العمر عشرين سنة قدَّمه أبوه إلى الملك ثاؤدوسيوس ليكون بمعيته. ولكن لزهده في أباطيل العالم وأمجاده، كان يُمارس النُّسك والعبادة وهو في بلاط الملك، وكان يحمل أجساد بعض القديسين الشهداء من الفرس. وترك البلاط الملوكي ومضى فترهب بأحد الأديرة، وبعد قليل رسموه أسقفاً ـ دون رغبته ـ على غزَّة وما يليها من الضياع. وقيل عنه إنه في أول قداس له فاض من الجسد دم كثير حتى ملأ الصينية. ولما نُقل جسد القديس يعقوب المقطع إلى أحد الأديرة بالرّها، وحدث أن مرقيان الملك الخلقيدوني شرع في اضطهاد الأساقفة الأرثوذكسيين، حضر هذا الأب ومعه جسد القديس يعقوب إلى مصر، وذهب إلى البهنسا، وأقام بأحد أديرتها. وهناك اجتمع بالقديس إشعياء المصري، ثم عاد إلى أرض فلسطين بعد انقضاء أيام مركيان، وداوم على تثبيت المؤمنين. وقد حدث في أحد الأيام وهو يقوم بالقداس الإلهي أن بعضاً من أعيان الشـعب الموجـوديـن بالكنيسـة قـد انشـغلوا عن ســماع الصـلاة بالأحـاديـث العالمية، ولم ينهَهُمْ القديس عن ذلك. فظهر له ملاك ونَهَرَهُ لأنه امتنع عن زجر المتكلمين في الكنيسة.وسمع عنه الملك زينون، فاشتهي أن يراه فلم يتمكن من ذلك لأن هذا القديس كان لا يحب مجد العالم، فمضى إلى بلاد الغور في عيد القديس بطرس بطريرك الإسكندرية. ولمَّا أقام القداس في ذلك اليوم، ظهر له القديس بطرس وقال له: إن السيد المسيح قد دعاك لتكون معنا. فاستدعى الشعب وأوصاهم بالثبات على الإيمان المستقيم، ثم بسط يديه وأسلَّم الروح.صلاته تكون معنا. آمين.
    2ـ وفي هذا اليوم أيضاً تذكار تكريس كنيسة القديس العظيم الأنبا شنوده رئيس المتوحدين.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.
    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 73 : 28,24,23 )
    أَمسَكتَ بيدي اليُمنى. وبمشورتَكَ أهديتني وبالمجد قَبِلتَني. وأنا فخيرٌ لي الالتصاق باللهِ وأن أجعلَ على الربِّ اتكالي. لأُخبِرَ بكُلِّ تسابيحِكَ في أبوابِ ابنةِ صهيونَ. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 10 : 1 ـ 16 )
    " الحقَّ الحقَّ أقول لكم: إنَّ الذي لا يدخل من الباب إلى حظيرة الخراف، بل يطلع من موضع آخر، فذاك سارقٌ ولصٌّ. وأمَّا الذي يدخل مِن الباب فهو راعي الخراف. لهذا يفتح البوَّاب، والخراف تسمع صوته، فيدعو خرافه بأسمائها ويخرجها. فإذا أخرج خرافه الخاصَّة يذهب أمامها والخراف تتبعه، لأنَّها تعرف صوته. وأمَّا الغريب فلا تتبعه بل تهرب منه، لأنَّها لا تعرف صوت الغريب ". هذا المَثَلُ قاله لهم يسوع، وأمَّا هم فلم يعرفوا لأي شيءٍ كان يُكلِّمهم.ثُمَّ قال لهم يسوع أيضاً: " الحقَّ الحقَّ أقول لكم: إنِّي أنا هو باب الخراف. جميعُ الذينَ أتوا قبلي هُم سُرَّاقٌ ولصوصٌ، ولكنَّ الخراف لم تسمع لهم. أنا هو باب الخراف. إن دخل بي أحدٌ فيَخلُصُ ويدخل ويخرج ويجد مرعىً. وأمَّا السَّارق لا يأتي إلاَّ ليسرق ويَذبح ويُهلِك، وأمَّا أنا فقد أتيتُ لتكون لهم حياةٌ وليكون لهم أفضلُ. أنا هو الرَّاعي الصَّالِح، والرَّاعي الصَّالِح يبذل نفسه عن الخرافِ. وأمَّا الَّذي هو أجيرٌ، وليسَ راعياً، الذي ليست الخرافُ له، فإذا رأى الذِّئب مُقبِلاً يهرب ويترك الخراف، فيخطفُ الذِّئبُ الخرافَ ويُبدِّدها. لأنَّه أجيرٌ، ولا يُبالي بالخرافِ. أمَّا أنا فإنِّي الرَّاعي الصَّالِح، وأعرِف خاصَّتي وخاصَّتي تعرفُني، كما أن الآبَ يعرفُني وأنا أعرفُ الآبَ أيضاً. وأنا أضعُ نفسي عن خرافي. ولي خرافٌ أُخَرُ ليست من هذه الحظيرةِ، ينبغي لي أن آتي بهؤلاء الأُخَر أيضاً فتسمعُ صوتي، وتكونُ رعيَّةٌ واحدةٌ لراعٍ واحـدٍ.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

12-10-2014, 11:49 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    صوم الميلاد المجيد
    10 ديسمبر 2014
    1 كيهك 1731
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 132 : 9 ، 17 )
    كَهنَتُكَ يلبسونَ العدل. وأبرارُكَ يبتهجون مِن أجل داود عبدكَ. هيَّأت سراجاً لمسيحي. وعليه يُزهِرُ قُدسي. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 4 : 23 ـ 5 : 1 ـ 16 )
    وكانَ يسوع يطوفُ في كل الجليل يُعلِّم في مجامعهم، ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض وكل وجع في الشَّعب. فذاع خبرُه في جميع سوريَّة. فأحضروا إليه جميع السُّقَماء بالأمراض والأوجاع المُختلفة، والمجانين والمصروعين والمفلوجين، فشفاهم. وتبعه جموعٌ كثيرةٌ مِن الجليل والعشر المُدن وأورشليم واليهوديَّة ومِن عبر الاردُنِّ. ولمَّا رأى الجموعَ صعدَ إلى الجبل، فلمَّا جلسَ جاء إليه تلاميذه. ففتحَ فـاه وعلَّمهُم قائلاً: " طُـوبى للمسـاكين بالرُّوح، لأنَّ لهُم ملكـوت السَّـموات. طُوبَى للذين ينوحون الآن، لأنَّهُم يَتَعـزَّون. طُوبَى للودعاء، لأنَّهُم يرثونَ الأرض. طُوبى للجياع والعطاش إلى البرِّ، لأنَّهُم يُشبَعونَ. طُوبى للرُّحماء، لأنَّهُم يُرحَمون. طُوبى للأنقياء القلب، لأنَّهُم يُعاينون الله. طُوبى لصانعى السَّلام، لأنَّهُم أبناء الله يُدعَون. طُوبى للمَطرودين مِن أجل البرِّ، لأنَّ لهُم ملكوت السَّموات. طُوباكُم إذا طردوكُم وعيَّروكُم وقالوا عليكُم كلَّ كلمةٍ شريرةٍ، مِن أجلي، كاذبين. افرحوا وتهلَّلوا، لأنَّ أجرَكُم عظيمٌ في السَّموات، لأنَّهُم هكذا طردوا الأنبياء الَّذينَ قَبلَكُم.أنتُم ملح الأرض، وإذا فَسَدَ المِلح فبماذا يُملَّح؟ لا يَصلُح بعد لشىءٍ، إلاَّ لأن يُطرح خارجاً ويُداس مِن النَّاس. أنتُم نور العالم. لا يُمكِن أن تُخفَى مدينةٌ موضوعةٌ على جبلٍ، ولا يوقدونَ سراجاً ويضعونه تَحتَ مِكيالٍ، بل يوضع على المنارة فيُضيء لكُلِّ مَن في البيت. فليُضئ نورُكُم هكذا قُدَّام النَّاس، لكي يَروا أعمالَكُم الحسنة، ويُمجِّدوا أباكُم الَّذي في السَّموات.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 110 : 7,4 )
    أقسمَ الربُّ ولم يندم. أنكَ أنتَ هو الكاهنُ إلى الأبدِ على طقسِ ملشيصادقَ. الربُّ عن يمينِكَ. لذلكَ يرفعُ رأسـاً. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 6 : 17 ـ 23 )
    ونزلَ معهُم ووقفَ في موضع خلاءٍ مع جمع مِن تلاميذهِ وجمهور كثير مِن الشَّعبِ مِن جميع اليهوديَّةِ وأُورُشَليمَ وساحِل صورَ وصَيدا الَّذينَ جاءوا ليَسمعوا منهُ ويَشفيهم مِن أمراضِهمْ، والمُعذَّبونَ مِن الأرواح النَّجسةِ، كانَ يَشفيهُم. وكانَ الجمعُ يَطلبُ أنْ يَلمسهُ لأنَّ قوَّةً كانتْ تخرُجُ منهُ وتَشفِي الجَميعَ.ورفعَ عينيـهِ إلى تلاميـذهِ وقالَ لهُم: طـُوباكُم أيُّها المَسَـاكينُ بالروح لأنَّ لكُم ملكوتَ السَّمواتِ. طُوباكُم أيُّها الجياعُ الآنَ لأنَّكُم تُشبَعونَ. طُوباكُم أيُّها الباكونَ الآنَ لأنَّكُم ستَضحكونَ. طُوباكُم إذا أبغضكُم النَّاسُ وأفرَزوكُم وعيَّروكُم وأخرجُوا اسمكُم كشرِّيرٍ مِن أجلِ ابنِ الإنسانِ، افرحوا في ذلكَ اليوم وتهلَّلوا، فهوَذا أجْرُكُم عظيمٌ في السَّماءِ، لأنَّ آباءَهُم هكذا كانوا يَفعلونَ بالأنبياءِ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى تلميذه تيموثاوس
    ( 3 : 10 ـ 4: 1 ـ 22 )
    وأمَّا أنتَ فقد اتبعت تَعليمي، ومثالي، ورسمي الأول، وإيماني، وأناتي، ومحبَّتي، وصبري، والاضطهادات، والآلام، التى أصابتني في أنطاكية وإيقونيَّة ولسترة. وجميع الاضطهادات قد احتملتها! ومن جميعها أنقذني الربُّ. وجميع الذينَ يريدون أن يعيشوا بالتَّقوى في المسيح يسوع يضطهـدون. ولكن النَّاس الأشرار الخـدَّاعين سيتقدَّمون في الشَّـر، بالأكثر ضالِّين ومُضِلِّينَ. وأمَّا أنتَ فاثبُت على ما تعلَّمته وأيقنته، عارفاً ممَّن تعلَّمت. وأنكَ مُنذ الطُّفوليَّة تعرف الكُتب المُقدَّسة، القادرة أن تُحكِّمكَ للخلاص، بالإيمان الذي في المسيح يسوع. لأن جميع الكتب المُوحى بها من الله، نافعة للتَّعليم والتَّوبيخ، للتَّقويم والتَّأديب الذي في البرِّ، لكي يكون رجل الله مُستعدَّاً، ثابتاً في كل عمل صالح. أنا أشهد أمام الله والمسيح يسوع، الذي يَدين الأحياء والأموات، عند ظهوره وملكوته: اكرز بالكلمة. اعكف على ذلك في وقتٍ مناسبٍ وغير مناسبٍ. وبِّخ، عظ. انتهر بكل أناةٍ وتعليم. لأنه سيكون وقتٌ لا يقبلون فيه التَّعليم الصَّحيح، بل حسب شهواتهم الخاصَّة يجمعون لهم مُعلِّمين ويسدُّون آذانهم، فيصرفون مسمعهم عن الحقِّ، ويميلون إلى الخُرافات. وأمَّا أنتَ فاستيقظ في كل شيءٍ. واقبل الآلام. واعمل عمل المُبشِّر. تمِّم خدمتكَ.فإنِّى أنا أيضاً سوف أنتقل، ووقت انحلالي قد حضر. قد جاهدتُ الجهاد الحَسن، وأكملت السَّعي، وحفظت الإيمان، وأخيراً قد وضِعَ لي إكليل البرِّ، الذي يهبه لي في ذلك اليوم، الربُّ الحاكم العادل، وليس لي وحدي فقط، بل ولجميع الذين يحبُّون ظهوره أيضاً.أسرع أن تأتي إليَّ عاجلاً، لأن ديماس قد تركني إذْ أحبَّ العالم الحاضر وذهب إلى تَسَالُونيكي، وكريسكيس إلى غلاطيَّة، وتيطس إلى دلماطيَّة. ولوقا وحده معي. خُذ مَرقُس وأحضره معك لأنه نافعٌ لي للخدمة. أمَّا تيخيكس فقد أرسلْته إلى أفسس. والعباءة التي تركتها في تَرُواس عند كاربُس، أحضرها متى جئتَ، مع الكُتب أيضاً ولا سيَّما الرُّقوق. إسكندر الحدَّاد فعل بي شروراً كثيرة. ليُجازهِ الربُّ حسب أعماله. فهذا احتفظ منه أنتَ أيضاً لأنه قاوم أقوالي جـدّاً. في احتجاجي الأول لم يأتي إليَّ أحـدٌ، بل الجميع تركوني. لا يُحسب عليهم. ولكن الربَّ وقفَ معي وقوَّاني، لكي تتمَّ بي الكرازة، ويسمع جميع الأمم، فأُنقِذتُ مِن فم الأسد. وسيُنجِّيني الربُّ من كل عمل رديءٍ ويُخلِّصني لِملكوته السَّماويِّ. هذا الذي له المجد إلى دهر الدُّهور. آمين. سلِّم على بريسكلا وأكيلا وبيت أونيسيفورس. أراستس بقى في كورنثوس. وأمَّا تروفيموس فتركته في ميليتس مريضاً. بادر أن تجيء قبل الشتاء. يُقرئك السلام أفبولس وبوديس ولينوس وأقلوديا وجميع الإخوة. الرب يسوع المسيح مع روحك. النِّعمة معكم. آمين.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
    ( 5 : 1 ـ 14 )
    أطلب إلى الشُّيوخ الذين بينكُم، أنا الشَّيخ شريككُم، والشَّاهِد لآلام المسيح، وشَريك المجد العتيد أن يُعلَنَ، ارعوا رَعيَّة الله التي بينكُم وتعاهدوها، لا بالقهر بل بالاختيار، كمثل الله ولا ببخل بل بنشاط، ولا كمَن يتسلَّط على المَواريث، بل صائرينَ أمثلةً للرَّعيَّة. ومتى ظهر رئيس الرُّعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يضمحل. كذلك أنتُم أيُّها الشُّبَّان اخضعوا للشُّيوخ، وكونوا جميعاً مُتسربلينَ بالتَّواضع بعضكم لبعض، لأنَّ الله يُقاوِم المُستكبرين، ويُعطي نعمةً للمتواضعين. فتواضعوا تحت يد الله القويَّة لكي يرفعكُم في زمان الافتقاد، مُلقينَ كلَّ همِّكُم عليه، لأنه هو يعتني بكم.كونوا مُتيقِّظينَ واسهروا. لأن إبليس عدوكم يجول كأسدٍ زائر، يلتمس مَن يبتلعه. فقاوموه، راسخينَ في الإيمان، عالمين أن نفس هذه الآلام تُجرَى على إخوتكم الذين في العالم. وإله كل نعمةٍ الذي دعاكُم إلى مجدهِ الأبديِّ في المسيح يسوع، بعدما تألَّمتُم يسيراً، هو يهيئكُم، ويثبِّتكُم، ويقوِّيكُم، ويمكِّنكُم. له السُّلطان والمجد إلى الأبد. آمين. بيد سِلوانُس الأخ الأمين، ـ كمـا أظُنُّ ـ كتبتُ إليكُم بكلماتٍ قليلةٍ واعظاً وشاهداً، أن هذه هيَ نعمة الله بالحق التي فيها تَقُومُونَ. تُسلِّم عليكُم الصِّديقة المُختارة التي في بابلون ( مصر )، ومرقس ابني. سلِّموا بعضُكُم على بعض بقبلة المحبَّة. السَّلامُ لكُم جميعاً أيُّها الذينَ في المسيح يسوع.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 20 : 17 ـ 38 )
    ومن ميليتس أَرسَل إلى أفسُس واستدعَى قسوس الكنيسة. فلمَّا جاءُوا إليه قال لهم: " أنتم تعلمون من أوَّل يوم دخلت آسيَّا، كيف كنت معكم كلَّ الزَّمان، أخدم الربَّ بكلِّ تواضع ودموع كثيرةٍ، وبتجارب أصابتني بمكائد اليهود. كما وإنَّني لم أَخْفِ شيئاً من الفوائد إلاَّ وأخبرتكم وعلَّمتـكم به جهراً وفي كلِّ بيتٍ، شاهداً لليهود واليونانيِّين بالتَّوبة التي لله والإيمان الذي بربِّنا يسوع المسيح. والآن ها أنا أذهب إلى أورشليم مُقيَّداً بالرُّوح، لا أعلم ماذا يُصيبني فيها. غير أن الرُّوح القـدس يشهد لي في كلِّ مدينةٍ: إن وُثُقاً وشدائد تنتظرني. ولكني لستُ أحتسب نفسي ثمينة عندي في شيءٍ، حتَّى أُتمِّم سعيي والخدمة التي أخذتها من الربِّ يسوع، لأشهد ببشارة نعمة الله. والآن ها أنا أعلم أنَّكم لا ترون وجهي بعد، أنتم جميعاً الذين مررت بينهم كارزاً بملكوت الله. لذلك أُشهِدكم اليوم هذا أنِّي بريءٌ من دمكم جميعاً، لأنِّي لم أُؤخِّر أن أُخبِركم بكلِّ مشيئة الله. احترزوا إذاً لأنفسكم ولجميع الرَّعيَّة التي أقامكم الرُّوح القدس فيها أساقفةً، لترعوا كنيسة الربِّ التي اقتناها بدمه بنفسـه. لأنِّي أعلم: أنه مِن بعد ذهـابي سـيدخل بينكم ذئابٌ خاطفةٌ لا تُشفِقُ على الرَّعيَّة. ومنكم أنتم سيقوم رجالٌ يتكلَّمون بأقوالٍ ملتويةٍ ليجتذبوا التَّلاميذ وراءَهم. لذلك اسهروا إذاً، مُتذكِّرين أنِّي ثلاث سنين ليلاً ونهاراً، لم أَفتُرْ عن أن أُعلِّم بدموع كلَّ واحدٍ. والآنَ أستودعكم يا إخوتي للربِّ ولكلمة نعمته، القادرة أن تُثبِّتكم وتُعطيكم ميراثاً مع جميع المُقدَّسين. فضَّة أو ذهب أو ثوب أحدٍ لم أشته. أنتم تعلمون أن حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان. في كل شيءٍ أريتكم أنَّه هكذا ينبغي أن نتعب ونُعضِّـد الضُّـعفاء مُتذكِّـرين كلمات الربِّ يسـوع لأنَّه قـال:" مغبوطٌ هو العطاء أكثر من الأخذ ". ولمَّا قال هذا جثا على رُكبتيه مع جميعهم وصلَّى. وكان بُكاءٌ عظيمٌ من الجميع، ووقعوا على عُنُق بولس وقبَّلوه وهم متوجِّعين، ولا سيَّما من الكلمة التي قالها: إنهم لن يروا وجهه أيضاً. ثُمَّ شيَّعوه إلى السَّفينة.
    ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين.)
    السنكسار
    اليوم الأول من شهر كيهك المبارك
    1. نياحة القديس بطرس الرّهاوى أسقف غزَّة
    2. تكريس كنيسة القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين
    1ـ في هذا اليوم تنيَّح القديس بطرس الرّهاوي أسقف غزَّة. وُلِدَ بمدينة الرّها في أوائل الجيل الثالث، من أبوين شريفي الحسب والنسب، ولمَّا بلغ من العمر عشرين سنة قدَّمه أبوه إلى الملك ثاؤدوسيوس ليكون بمعيته. ولكن لزهده في أباطيل العالم وأمجاده، كان يُمارس النُّسك والعبادة وهو في بلاط الملك، وكان يحمل أجساد بعض القديسين الشهداء من الفرس. وترك البلاط الملوكي ومضى فترهب بأحد الأديرة، وبعد قليل رسموه أسقفاً ـ دون رغبته ـ على غزَّة وما يليها من الضياع. وقيل عنه إنه في أول قداس له فاض من الجسد دم كثير حتى ملأ الصينية. ولما نُقل جسد القديس يعقوب المقطع إلى أحد الأديرة بالرّها، وحدث أن مرقيان الملك الخلقيدوني شرع في اضطهاد الأساقفة الأرثوذكسيين، حضر هذا الأب ومعه جسد القديس يعقوب إلى مصر، وذهب إلى البهنسا، وأقام بأحد أديرتها. وهناك اجتمع بالقديس إشعياء المصري، ثم عاد إلى أرض فلسطين بعد انقضاء أيام مركيان، وداوم على تثبيت المؤمنين. وقد حدث في أحد الأيام وهو يقوم بالقداس الإلهي أن بعضاً من أعيان الشـعب الموجـوديـن بالكنيسـة قـد انشـغلوا عن ســماع الصـلاة بالأحـاديـث العالمية، ولم ينهَهُمْ القديس عن ذلك. فظهر له ملاك ونَهَرَهُ لأنه امتنع عن زجر المتكلمين في الكنيسة.وسمع عنه الملك زينون، فاشتهي أن يراه فلم يتمكن من ذلك لأن هذا القديس كان لا يحب مجد العالم، فمضى إلى بلاد الغور في عيد القديس بطرس بطريرك الإسكندرية. ولمَّا أقام القداس في ذلك اليوم، ظهر له القديس بطرس وقال له: إن السيد المسيح قد دعاك لتكون معنا. فاستدعى الشعب وأوصاهم بالثبات على الإيمان المستقيم، ثم بسط يديه وأسلَّم الروح.صلاته تكون معنا. آمين.
    2ـ وفي هذا اليوم أيضاً تذكار تكريس كنيسة القديس العظيم الأنبا شنوده رئيس المتوحدين.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.
    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 73 : 28,24,23 )
    أَمسَكتَ بيدي اليُمنى. وبمشورتَكَ أهديتني وبالمجد قَبِلتَني. وأنا فخيرٌ لي الالتصاق باللهِ وأن أجعلَ على الربِّ اتكالي. لأُخبِرَ بكُلِّ تسابيحِكَ في أبوابِ ابنةِ صهيونَ. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 10 : 1 ـ 16 )
    " الحقَّ الحقَّ أقول لكم: إنَّ الذي لا يدخل من الباب إلى حظيرة الخراف، بل يطلع من موضع آخر، فذاك سارقٌ ولصٌّ. وأمَّا الذي يدخل مِن الباب فهو راعي الخراف. لهذا يفتح البوَّاب، والخراف تسمع صوته، فيدعو خرافه بأسمائها ويخرجها. فإذا أخرج خرافه الخاصَّة يذهب أمامها والخراف تتبعه، لأنَّها تعرف صوته. وأمَّا الغريب فلا تتبعه بل تهرب منه، لأنَّها لا تعرف صوت الغريب ". هذا المَثَلُ قاله لهم يسوع، وأمَّا هم فلم يعرفوا لأي شيءٍ كان يُكلِّمهم.ثُمَّ قال لهم يسوع أيضاً: " الحقَّ الحقَّ أقول لكم: إنِّي أنا هو باب الخراف. جميعُ الذينَ أتوا قبلي هُم سُرَّاقٌ ولصوصٌ، ولكنَّ الخراف لم تسمع لهم. أنا هو باب الخراف. إن دخل بي أحدٌ فيَخلُصُ ويدخل ويخرج ويجد مرعىً. وأمَّا السَّارق لا يأتي إلاَّ ليسرق ويَذبح ويُهلِك، وأمَّا أنا فقد أتيتُ لتكون لهم حياةٌ وليكون لهم أفضلُ. أنا هو الرَّاعي الصَّالِح، والرَّاعي الصَّالِح يبذل نفسه عن الخرافِ. وأمَّا الَّذي هو أجيرٌ، وليسَ راعياً، الذي ليست الخرافُ له، فإذا رأى الذِّئب مُقبِلاً يهرب ويترك الخراف، فيخطفُ الذِّئبُ الخرافَ ويُبدِّدها. لأنَّه أجيرٌ، ولا يُبالي بالخرافِ. أمَّا أنا فإنِّي الرَّاعي الصَّالِح، وأعرِف خاصَّتي وخاصَّتي تعرفُني، كما أن الآبَ يعرفُني وأنا أعرفُ الآبَ أيضاً. وأنا أضعُ نفسي عن خرافي. ولي خرافٌ أُخَرُ ليست من هذه الحظيرةِ، ينبغي لي أن آتي بهؤلاء الأُخَر أيضاً فتسمعُ صوتي، وتكونُ رعيَّةٌ واحدةٌ لراعٍ واحـدٍ.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

12-16-2014, 01:49 PM

Mohamed Yousif
<aMohamed Yousif
تاريخ التسجيل: 10-24-2014
مجموع المشاركات: 295

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    الاخ المحترم سودانى عجوز
    العقائد الدينية وحرية المعتقد الديني وجب احترامها. ولكن يجب الاشارة الي التجاوزات الدينية و اتخاذ الدين واستغلاله كوسيلة لقمع الشعوب. والكنيسة لعبت دورا كبيرا في هذا المضمار خلال العصور المنصرمة والي يومنا هذا خاصة تلك الفضائح المتعلقة بالشذوذ الجنسي للقساوسة. الي يومنا هذا فالكنيسة ما زالت تجمع الجبايات من المواطنين هنا في أوروبا بل تخصم من مرتباتهم الشهرية. ولا شك ان هذه التصرفات ليست من الدين في شئ. ولكن؟

    (عدل بواسطة Mohamed Yousif on 12-16-2014, 07:02 PM)

                  

12-11-2014, 00:16 AM

محمد فاروق عبدالله
<aمحمد فاروق عبدالله
تاريخ التسجيل: 01-07-2013
مجموع المشاركات: 487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    Sudany Agouz

    السلام على من اتبع الهدى

    قلت جاء في إنجيل لوقا : (طُوباكُم إذا أبغضكُم النَّاسُ وأفرَزوكُم وعيَّروكُم وأخرجُوا اسمكُم كشرِّيرٍ مِن أجلِ ابنِ الإنسانِ)


    بس ركز على ابن الإنسان فإن عيسى عليه السلام (يسوع) لم يقل أنا الله كما تزعمون وتدعون بل قال هو ابن الإنسان وهذا النص لوحده كافي لتدمير عقيدتهم

    وإني أدعوك إلى الإسلام واتباع سيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم وسف تجد في القرآن كل ما تريد معرفته عن عيسى عليه السلام
                  

12-11-2014, 00:23 AM

محمد فاروق عبدالله
<aمحمد فاروق عبدالله
تاريخ التسجيل: 01-07-2013
مجموع المشاركات: 487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: محمد فاروق عبدالله)

    وأتحداك أمام هذا المنبر وامام العالم أجمع أن تأتي لنا من الكتاب المقدس بنص صريح يقول فيه المسيح عيسى عليه السلام (أنا الله) أو يقول (أعبدوني)
                  

12-11-2014, 04:57 AM

Muhib
<aMuhib
تاريخ التسجيل: 11-12-2003
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: محمد فاروق عبدالله)

    سلام محمد فاروق
    لاهوت المسيح يفهم من النصوص الموجوده في الكتاب المقدس
    ولفظ ابن الانسان لديه ايضا دلالات لاهوتيه كما اوضح النبي دانيال في كتابه
    تابع هذا النص فهو عن المسيح

    13"كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. 14فَأُعْطِيَ سُلْطَاناً وَمَجْداً وَمَلَكُوتاً لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ
    هذه نبؤه مستقبليه ويسوع نفسه تحدث عن سلطانه وسلطانه المستقبلي

    تابع
    من انجيل متي حيث قال المسيح

    30وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ اَبْنِ اَلإِنْسَانِ فِي اَلسَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ اَلأَرْضِ وَيُبْصِرُونَ اَبْنَ اَلإِنْسَانِ آتِياً عَلَى سَحَابِ اَلسَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. 31فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوقٍ عَظِيمِ اَلصَّوْتِ فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ اَلأَرْبَعِ اَلرِّيَاحِ مِنْ أَقْصَاءِ اَلسَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا.

    اذن في الحقيقه لفظ ابن الانسان الذي اطلقه يسوع علي نفسه لاينفي لاهوته بل علي العكس لان الشعوب سوف تعبد ابن الانسان كما اوضح في العهد القديم النبي دانيال وفي انجيل متي تحدث يسوع عن مجيئه المستقبلي
    وكيف انه سوف يرسل ملائكته لكي تجمع كنيسته من الارض

    يسوع اشار الي لاهوته وكثيرا وفي مواضع كثيره جدا

    انا افضل الحادثه التي تم تسجيلها في انجيل مرقس

    1ثُمَّ دَخَلَ كَفْرَنَاحُومَ أَيْضاً بَعْدَ أَيَّامٍ فَسُمِعَ أَنَّهُ فِي بَيْتٍ. 2وَلِلْوَقْتِ اجْتَمَعَ كَثِيرُونَ حَتَّى لَمْ يَعُدْ يَسَعُ وَلاَ مَا حَوْلَ الْبَابِ. فَكَانَ يُخَاطِبُهُمْ بِالْكَلِمَةِ. 3وَجَاءُوا إِلَيْهِ مُقَدِّمِينَ مَفْلُوجاً يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ. 4وَإِذْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ مِنْ أَجْلِ الْجَمْعِ كَشَفُوا السَّقْفَ حَيْثُ كَانَ. وَبَعْدَ مَا نَقَبُوهُ دَلَّوُا السَّرِيرَ الَّذِي كَانَ الْمَفْلُوجُ مُضْطَجِعاً عَلَيْهِ. 5فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: "يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ". 6وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ هُنَاكَ جَالِسِينَ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ: 7"لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هَذَا هَكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ؟" 8فَلِلْوَقْتِ شَعَرَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُمْ يُفَكِّرُونَ هَكَذَا فِي أَنْفُسِهِمْ فَقَالَ لَهُمْ: "لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهَذَا فِي قُلُوبِكُمْ؟ 9أَيُّمَا أَيْسَرُ: أَنْ يُقَالَ لِلْمَفْلُوجِ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ؟ 10وَلَكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لاِبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا" - قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: 11"لَكَ أَقُولُ قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ".

    ابن الانسان هو ابن الله لاهوتا والظاهر في الجسد ناسوتا وهو غافرا للخطايا لانه مات من اجل الجميع
    المسيحيه تعلم ومن خلال النصوص الواضحه ان يسوع لاهوت وناسوت


    ونقطه اخيره
    المسيحيه لاتفهم بطريقه
    اين فلان قال او لم يقل

    لدينا كتاب مقدس وفيه وحي والوحي قال ان يسوع هو ابن الله وهو لاهوت وناسوت
    راجع
    انجيل يوحنا الاصحاح الاول
    او هنا من روميه

    5وَلَهُمُ الآبَاءُ وَمِنْهُمُ الْمَسِيحُ حَسَبَ الْجَسَدِ الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلَهاً مُبَارَكاً إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.
                  

12-11-2014, 02:05 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Muhib)

    الأخ الحبيب محمد فاروق ..

    تعرف يا أخى .. أولاً هناك فرق كبير بين الإنسان الواضح ..
    الإنسان المخلص الذى يريد أن يعرف الحقيقة من كل قلبه ..
    وبين الإنسان الذى يريد أن يجادل من أجل المجادلة .. وأن
    يكابر .. من أجل المكابرة ..

    وفى هذه الحالة لا أود هنا أن أضيع الوقت مع أمثال هذا الإنسان ..

    وكثيراً .. ما قلتها هنا .. وأكررها مرة أخرى .. ومرات أخر ..
    الذى يريد أن يعرف حقيقة المسيح .. أو المسيحية .. بل الذى
    يريد أن يعرف حقيقة الله .. والخالق .. ضابط الكل ..
    ما عليه .. إلا أن يطلب من الله بكل اخلاص وبكل خشوع وانسكاب
    روحى .. يطلب من الله .. ولاسيما إن كان هذا الطلب مصحوباً
    بدموع حارقة .. لأن هذه الدموع تثبت أن الشخص يطلب من
    كل قلبه واحساسه ..
    فيا أخى .. إن أردت أن تعرف الحقيقة .. إركع على ركبتيك ..
    وارفع يديك الى الله .. قائلاً له .. يا رب أريد أن أعرف الحقيقة ..

    وأنا واثق يا أخى ان الله سيظهر لك الحقيقة .. لأن الله قريب منك ..

    ولنعود الى الموضوع ..

    ومن هنا أود أن أشكر الإبن الحبيب محب على ما جاء به ..
    وكم هو جميل يا أخى محب أن نجتمع سوياً .. الرب يبارك حياتك ..
    لأنك طلبت من الله .. ووجدت الحقيقة .. وهذه هى النعمة الحقيقية ...

    نعم .. أود أن أضيف .. هناك كتاب اسمه : "أرنى أين قال المسيح أنا الله فاعبدونى"
    وهذا الكتاب كتبه خادم الرب الأخ :"يوسف رياض"
    وليتك أخى تقرأه .. أو تستمع الى الحلقات الخاصة .. ومن على هذا الرابط ستقرأ ..
    وتستمع الى الحلقات الخاصة التى تخص هذا الموضوع .. والذى تسأل عنه يا أخى ..

    http://www.baytallah.com/Did_Jesus_Christ_say_I_AM_GOD/http://www.baytallah.com/Did_Jesus_Christ_say_I_AM_GOD/

    وأخيراً .. أنا أقول لك .. شكراً لأنك تدعونى الى الهداية .. ولكن الهداية .. هى فى المسيح
    يسوع ربنا .. له كل المجد ..
    وهنا أود أن أسألك .. وأنت مسلم .. هل أنت ضامن أنك ذاهب الى الجنة .. و أنا واثق
    بأنك ستقول لا .. لان محمداً رسول الإسلام قالها علانية عندما سئل عن جهنم :
    " إن لم يتغمدنى الله برحمته اننى لواردها "
    فإن كان الرسول قال هذا .. فكم يكون حال بقية المسلمين ..!!! .. ؟؟؟

    أما نحن المسيحين .. فنحن ضامنون الحياة الأبدية فى الفردوس .. هذا بالطبع إن
    كان المسيحى يؤمن ويعمل بوصايا الله ..

    وأخيراً يا أخى محمد فاروق .. أرجو أن تأخذ هذا الموضوع .. بكثير من الجدية ..
    لأنك لا تضمن .. العمر .. فلابد وأن نكون جاهزين للانتقال من هذه الحياة الفانية
    فى أى لحظة ..

    وتقبلوا فائق احترامنا ..
    اخوكم وعمكم العجوز ..
    ارنست
    +++
                  

12-11-2014, 04:43 PM

محمد فاروق عبدالله
<aمحمد فاروق عبدالله
تاريخ التسجيل: 01-07-2013
مجموع المشاركات: 487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إلى الآن لم تأتوني بنص صريح يقول فيه المسيح عيسى عليه السلام (أنا الله) أو يقول (أعبدوني)

    رغم تحريفكم للتوراة والإنجيل لم تأتو بنص صريح كيف أن المسيح يقول هو ابن الإنسان وأنتم تعلمون ذلك ومن ثم لا يوجد نص واحد تبنو عليه عقيدتكم أن المسيح هو الله

    هذه عقيدة من المفترض الكتاب المقدس عندكم كله يتحدث أن المسيح هو الله أو يقول أعبدوني كما تعبدونه أنتم،،،

    مازلت في أنتظار النص الصريح الواضح
                  

12-11-2014, 04:48 PM

محمد فاروق عبدالله
<aمحمد فاروق عبدالله
تاريخ التسجيل: 01-07-2013
مجموع المشاركات: 487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    ( في البدء كان الكلمة . والكلمة كان عند الله . وكان الله الكلمة )
    ما هـي قصة هذه المقولة ؟
    ومن الذي كان أول من قالها ؟
    إن أول من قال هذه المقولة ، هو ( فيلون ) الذي كان أول من صاغ هذه الصيغة القائلة : ( في البدء كان الكلمة . وكان الكلمة عند الله . وكان الله الكلمة ) ، وهي الصيغة التي استهل بها يوحنا إنجيله .
                  

12-11-2014, 04:54 PM

محمد فاروق عبدالله
<aمحمد فاروق عبدالله
تاريخ التسجيل: 01-07-2013
مجموع المشاركات: 487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    قال المسيح عليه السلام عن نفسه وفق رواية متى [ 19 : 16 ] : (( وإذا واحد تقدم وقال له أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية . فقال له يسوع : لماذا تدعوني صالحاً . ليس أحد صالحاً إلا واحد هو الله ))

    إن المسيح عليه السلام يرفض أن يصفه أحد بأنه صالح فكيف يعقل أن يقبل بأن يصفه أحد بأنه هو الله ؟ !
                  

12-11-2014, 05:07 PM

محمد احمد القاضي
<aمحمد احمد القاضي
تاريخ التسجيل: 10-11-2012
مجموع المشاركات: 1508

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    الاستاذ
    Sudany Agouz
    السلام عليكم لك الشكر شدنى عنوان المقال و لك التحية لكن ((( الطرفة ))) ان جماعة النظام الحاكم فى السودان فى هذا المنبر و هم يدعون اسلامين ما سمعت واحد فيهم كتب مقال يدعوا لنشر الاسلام كما تفعل انت بنشر المسيحية ...
    لك التحية
                  

12-12-2014, 00:04 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: محمد احمد القاضي)

    الأخ الحبيب محمد فاروق ..

    Quote: في البدء كان الكلمة . والكلمة كان عند الله . وكان الله الكلمة )
    ما هـي قصة هذه المقولة ؟
    ومن الذي كان أول من قالها ؟


    أراك يا أخى .. تخلط الأمور .. ألا تعلم حتى من القرآن .. من هو كلمة الله ..

    أرجوك يا أخى راجع سورة النساء :"
    " المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه "

    ما معنى هذا الكلام يا أخى ..
    فى البدء .. أى منذ الأزل كان الكلمة .. منذ البداية.. وهذا الكلمة هو المسيح ..
    وكما تعلم يا أخى فى أبسط قواعد اللغة العربية .. الكلمة تعبر عن قائلها ..

    وهنا أود أن أنوه بأن هناك تعزيز لكلمة " الكلمة " .. هى " روح منه ".. كما جاء فى القرآن ..
    والضمير هنا يعود الى الله .. المسيح عيسى ابن مريم كلمة الله وروح منه ..

    هل هناك إثبات أكثر من هذا .. بأن المسيح هو الله ..

    فيا أخى كفانا .. كبرياءً .. و مكابرة ..

    وأنا لآسف أخى .. لا أود أن أخوض فى مثل هذه المواضيع التى تلف وتدور حول نفسها ..
    وهذا ضياع للوقت دون الوصول الى نتيجة ..

    عموميا الرب يبارك حياتكم ..
    أخوكم وعمكم العجوز ..
    ارنست
    +++
                  

12-12-2014, 12:05 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    الأخ الحبيب محمد أحمد القاضى ..

    يا سلام يا أخى كلماتك هذى .. قد أثلجت صدرى المكلوم ..
    Quote: الاستاذ
    Sudany Agouz
    السلام عليكم لك الشكر شدنى عنوان المقال و لك التحية لكن ((( الطرفة ))) ان جماعة النظام الحاكم فى السودان فى هذا المنبر و هم يدعون اسلامين ما سمعت واحد فيهم كتب مقال يدعوا لنشر الاسلام كما تفعل انت بنشر المسيحية ...
    لك التحية


    تعرف يا أخى محمد .. ما هو الفرق بيننا وبينهم ..
    الفرق هو المحبة .. المحبة المخلصة .. المحبة النابعة من القلب ..
    نحن نحبهم من قلوبنا .. ونحاول أن نخلصهم .. نحاول أن نريهم
    الطريق الى الفردوس .. والمسألة .. صدقنى يا أخى محمد فى
    منتهى البساطة ، هى الطلب من الله .. يجب أن يطلب الإنسان
    من الله أن يريه الطريق الصحيح .. فإن كان طلب الطالب من الله
    مخلصاً .. فإن الله لا يمكن أن يتخلى عن أمثال هذا الإنسان ..
    لأن الله يقول بفمه الطاهر ..
    " هنذا واقف على الباب و أقرع ، إن
    سمع أحد صوتى وفتح الباب ، أدخل إليه وأتعشى معه هو معى" ..
    يا سلام يا أخى .. ما أجمل السيد المسيح .. هو قريب منا ..
    فقط يريد الإجابة والإستجابة .. هو واقف على الباب يقرع ..
    يا فلان .. افتح الباب .. وهذا يعنى فقط انه يريد من الإنسان
    الإستجابة .. لأنه لا يقحم ذاته .. يريد منا أن نستخدم عقولنا
    بارادتنا الشخصية ..
    أيضاً يا أخى محمد .. نحن نشعر بمدى السعادة والفرح
    الذى فى داخلنا ... لأن المسيح فى داخلنا .. ونحن فى المسيح ..
    لأننا مسيحيون .. لأننا نتبع السيد المسيح .. هو أبونا .. ونحن
    أبناؤه ..
    ونتمنى من كل انسان أن يشاركنا هذا الفرح ..

    فليت كل انسان أن يطلب من الله الهداية .. لئلا تضيع
    هذه الفرصة .. نعم .. يطلب من الله بإخلاص ..
    لأن الوقت أصبح مقصراً .. الوقت
    يجرى .. والعمر يجرى .. ولا ضمان للحياة ..
    فلابد وأن نعيش حياة الإستعداد ..

    نعم يا أخى لابد وأن نكون مستعدين لمقابلة الديان
    الأعظم .. وهو السيد المسيح .. والذى يقول عنه
    القرآن " حكمَاً مقسطاً .. " تخيل يا أخى حتى القرآن
    يذكر أن السيد المسيح هو الذى سيدين الأحياء والأموات
    فى يوم الدين .. إذاً هو الله .. لأن مَن له حق الإدانة غير
    الله ..

    أنا أسف يا أخى للإطالة عليك .. و أتمنى أن أكون
    قد وفقت فى الإجابة على سؤالك يا أخى ..

    وأرجوك داوم على الزيارة .. وإن كان لديك أى
    سؤال فأنا تحت أمرك ..
    ودمت أخى ..
    أخوك وعمك العجوز ..
    ارنست
    +++
                  

12-12-2014, 04:39 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى الكرام ..

    اليوم الجمعة .. حيث يكون موعدنا مع أبينا الورع مكارى يونان ..
    فى الإرسال المباشر من قناة الكرمة ..

    ومن خلال هذا الرابط لمن لديهم أجهزة الكمبيوتر ..

    http://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-na

    الرب يبارك حياتكم ..
    أخوكم وعمكم العجوز ..
    ارنست
    +++
                  

12-12-2014, 05:38 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى الكرام ...

    الآن .. وعلى قناة الكرمة .. أبونا الورع .. مكارى يونان ...

    فى الإرسال المباشر من قناة الكرمة ..

    ومن خلال هذا الرابط لمن لديهم أجهزة الكمبيوتر ..

    http://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-na

    الرب يبارك حياتكم ..
    أخوكم وعمكم العجوز ..
    ارنست
    +++
                  

12-12-2014, 11:21 PM

محمد فاروق عبدالله
<aمحمد فاروق عبدالله
تاريخ التسجيل: 01-07-2013
مجموع المشاركات: 487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أثبت لك أن قول في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الله الكلمة
    ليس هذا قول المسيح الذي تقول عنه هو الله

    هات دليل من التوراة أو الإنجيل يقول فيه المسيح عليه السلام أنا الله أو أعبدوني كما تقول عنه أنت ذلك وتعبده
    هل هذا السؤال صعب؟؟

    هذه عقيدتك التي تؤمن بها وتدعو المسلمين لأعتناقها؟؟
    كيف تدعوهم وتقول لهم المسيح هو الله وأنت لا تأتي بنص واحد من التوراة والإنجيل يقول فيه المسيح ذلك؟؟
                  

12-13-2014, 00:47 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: محمد فاروق عبدالله)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 20-9-2009

    كيف يحتفل الفقراء بالعيد؟


    في مستهل هذا المقال أقدم خالص تهانينا القلبية لجميع أخوتنا وأحبائنا وأصدقائنا المسلمين في مصر وفي أرجاء العالم العربي والعالم الإسلامي، جعله الله عيدًا مباركًا سعيدًا، وحقق فيه آمال الشعوب...

    إننا نرى علامات الاحتفال بالعيد ومظاهر ذلك في كل مكان. ولعل في مقدمة ذلك ما تقوم به وسائل الإعلام من مظاهر وأخبار الفرح بالعيد: سواء ما تقدمه الإذاعة والتليفزيون، وما تقدمه الجرائد والمجلات، من مقالات وأخبار. وما قدمه رجال الفن خلال شهر رمضان من مسلسلات بذلوا فيها كل جهدهم لأفراح الناس. ولا ننسى المجهودات التي بذلتها عدة وزارات كالتجارة والتموين والمالية وغيرها لتوفير المواد التي يحتاج إليها الناس، وأعنى القادرين على شرائها... وقد احتفل رجال الدين بالعيد ببرامجهم الدينية الخاصة... واحتفلت هيئات كثيرة في أيام عطلات قُدمت لهم... وامتلأت الشوارع والطرقات بالأضواء وبخاصة الأماكن التجارية... كل ذلك فرحًا بالعيد.

    ووسط كل ذلك يبرز هذا السؤال الهام: كيف يحتفل الفقراء بالعيد أو كيف يفرح الفقراء بالعيد؟ والفقراء على درجات: نذكر من بينها المعدمين، والمعوزين، والذين ليس بمقدورهم استيفاء احتياجات الحياة الأساسية والضرورية... كيف يفرح هؤلاء بالعيد؟ وكيف يكون العيد بالنسبة لهم أيامًا غير عادية من البهجة والمتعة؟! وإن حاولت الدولة بمجهودات كثيرة أن توفر الطعام في أيام العيد لمن يقدر على شرائها، ماذا نقول إذن عما يريده أطفال هؤلاء الفقراء من ملابس جديدة في العيد تكون مظهرًا لفرحهم، وأيضًا ما يريدونه من لعب لا تكتمل فرحة العيد بدونها؟!.. أم سينظر كل هؤلاء إلى الأغنياء في متعهم وترفيهاتهم، مقارنين بين حالهم هم وحال أولئك.

    إنني اقترح صرف علاوات مالية معينة في مناسبة كل من الأعياد الكبيرة عند المسلمين أو المسيحيين لكي تغطي نفقات أعيادهم ولا تشعرهم بجزء من العوز في أعيادهم أو بلون من المقارنة بينهم وبين المترفّهين... كما أرجو أن تمتد يد المحبة من الأثرياء لكي تبعث روح الفرح في هؤلاء المعوزين، على الأقل في أيام الأعياد. ولا يكتفي الأمر على موائد الرحمن في أيام الصوم. فرحمة الله تشمل كل الأيام، الأصوام والأعياد. والرحمة لا يكفيها لقمة طعام لكي تريح الضمير بها. فاحتياجات الإنسان من الرحمة تشمل أمورًا عديدة جدًا.

    إن الاهتمام بالفقراء وبأطفالهم في أيام الأعياد إنما هو عمل روحي، وعمل وطني، وعمل اجتماعي... لا يفوتنا ذلك كمواطنين وكأخوة... ويمتد بنا إلى حالة كل هؤلاء في غير أيام الأعياد أيضًا. ويتعمق بنا الأمر فلا نقول فقط كيف يحتفل الفقراء بالعيد، إنما نقول بالأكثر كيف يفرح هؤلاء الفقراء بالعيد؟ وما هو واجب الدولة حيالهم؟ وواجب الهيئات والأفراد؟

    وإن كنا نناقش ما يجب أن يُعمل من أجلهم، فبالأكثر ما أشد دينونة وعقاب الذين بدلًا من إراحة الفقراء نجدهم يحتكرون الأسواق، ويبالغون في رفع الأسعار، فيتحمّل الفقراء ثقلًا فوق ثقل، بسبب جشع إخوة لهم في المواطنة!!

    وإن كنا نقول كل هذا بمناسبة عيد الفطر الذي تحتفل به بلادنا، فهناك أعياد أخرى أيضًا تمر على الفقراء ونسأل كيف يحتفلون بها أو كيف يفرحون فيها؟ ويبقى السؤال محتاجًا إلى جواب... إن كانت الحياة العادية لا يقدرون عليها، فكم بالأولى أيام الاحتفالات؟! إن الأمر يحتاج إلى توفيق عميق بين متطلبات الحياة وسداد تكاليفها.

    إن كنا حاليًا نتحدث عن مشكلة الفقراء العاديين وكيف يحتفلون بالعيد، فماذا نقول إذن عن الفقراء المرضى الذين عليهم أعباء ضخمة من تكاليف المرض والعلاج وارتفاع أسعار الأدوية، وعدم القدرة على الصرف، وبخاصة قد يحتاج الأمر أحيانًا إلى عمليات جراحية فوق مقدور الشخص العادي، ولا تستطيع أن تغطيها تأمينات من الدولة!!!

    ما موقف هؤلاء المرضى الفقراء سواء في الأيام العادية أو أيام الأعياد بالأكثر؟ وما موقفنا نحن منهم؟ وهل نكتفي بمجرد كلمة طيبة نقولها دون أي عمل؟! أم نكتفي بمجرد الدعاء ونتركهم إلى الله وهو أرحم الراحمين.

    إن عبارة "كيف يحتفل هؤلاء بالعيد" قد تشمل كثيرين، وليس الفقراء فقط، ولا المرضى فقط. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). إنها تشمل أيضًا المشرّدين من أمثال أطفال الشوارع هؤلاء الذين خلقهم الله لا لكي يكونوا أولادًا للشوارع، إنما لكي يحتضنهم المجتمع، ويعطيهم مما أعطاه الله، أو ما يريد الله أن يعطيه لكل فرد من خليقته.

    وعبارة "كيف يحتفل هؤلاء بالعيد" تشمل أيضًا الذين في السجون. فإن كانت عبارة "تهذيب وإصلاح" تطلق على السجن، فمن الممكن أن فترة العيد تنال بركة من هذه العبارة.

    بعيدًا عن الهيئات الكثيرة التي يمكن أن نسأل عن حالتها في يوم العيد، نود أخيرًا أن نسأل عن موقف المترفّهين في أيام العيد، الذين ينظرون إلى أنفسهم فقط كيف يقضون تلك المناسبة في بهجة وفرح وفي رفاهية ومتعة، غير ناظرين إلى أخوتهم الذين يعيشون معهم في نفس البلد كيف هم.

    نقول لهؤلاء إن الله لم يخلق الدنيا لهم وحدهم وإنما لهم ولغيرهم. وإن الله قد أعطاهم لكي يعطوا. وبقدر ما هم يعطون، تزداد عطية الله لهم بالأكثر، ويفتح لهم كوى السماء لكي تفيض عليهم. فعليهم أن يشركوا غيرهم في ما قد رزقهم الله. بل إن أحد القديسين قال عبارة جميلة هي: "إذا لم يكن لك ما تعطيه لهؤلاء الفقراء، فصم وقدم لهم طعامك". كم بالأكثر إذن إن كان عندك ما يكفيك وما يفيض عنك... ليتنا إذن في يوم العيد ننظر إلى غيرنا من المحتاجين ونشعر بفرح عميق حينما نراهم يفرحون معنا ولا يقضون يوم العيد في عوز أو احتياج.
    +++
                  

12-13-2014, 02:02 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 27-9-2009

    إلهنا إله الكل

    استمعت إليه وهو يُناجي اللَّه ويقول:" مَن أنا يا رب، حتى أتحدث إليك؟! أنا التراب، وأنت كل العظمة وكل المجد.. أنا الخاطئ الذي يضعف أمام حروب الشياطين ويسقط في كل يوم! كيف أقف يا رب أمامك، وأنت القدوس الكُلي القداسة، المُحاط بملائكتك القديسين، يُسبِّحونك كل حين. ومعهم أرواح الأبرار من البشر، الذين يفعلون باستمرار ما يُرضيك..؟!

    كان يجب عليَّ يا رب أن أدرك مَن أنا ومَن أنت؟! ولكنني تجرأت، وفتحت فمي لأتحدَّث إليك، وأنا غريب عن ملكوتك. لستُ من هذا الجمع المقدس الذي لك والذي هو حولك. وليست لي دالة أن أتكلَّم. فاغفر لي يا رب هذه الجرأة...".

    وهنا تدخلت وقلت لذلك الصديق: لا يا أخي، لا تظن أن اللَّه هو إله الأبرار فقط، الأقوياء في روحياتهم، بل هو إله الكل. هو إله الخطاة أيضًا. يشفق عليهم في سقوطهم، ويجذبهم إليه بأنواع وطُرق شتَّى، حتى يقودهم إلى التوبة. وهو ليس فقط إله الأقوياء. بل هو أيضًا إله الضعفاء المحتاجين إلى قوة منه، تسند ضعفهم وتمنحهم القوة.

    إنَّ الضعفاء والساقطين والخطاة هم أحوج الناس إلى اللَّه، وهو لا يتخلَّى عنهم. " لأنه لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب، بل المرضى". وقد سألوا مرة رجلًا إعرابيًا: مَن هو أحب أبنائك إليك؟ فقال: "الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يُشفى، والغائب حتى يعود". يقصد الأكثر احتياجًا. فإن كان القلب البشري هكذا، فكم بالأكثر قلب اللَّه؟! لا شكَّ إن كل المحتاجين يجدون فيه كل العطف وكل الحنو. " إنه مُعين مَن ليس له مُعين، ورجاء مَن ليس له رجاء".

    إن اللَّه هو إله الكل. هو إله العصفور المسكين، ينقذه من فخ الصيادين. وهو أيضًا إله الصيادين الذين نصبوا الفخ لهذا العصفور. وهو الحافظ التوازن بين كل هؤلاء.

    إنَّ اللَّه ليس لشعب واحد من شعوب الأرض. بل هو لشعوب الأرض كلها. السُّود والبيض والصُّفر والسُّمر، كلهم خليقته، وكلهم تحت رعايته وموضع اهتمامه، بما فيهم من صالحين وخُطاة، وبما فيهم من رعية ورُعاة. اللَّه يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون.

    فلا يظن الخاطئ أنه ليس من رعية اللَّه، أو أن اللَّه لا يهتم به! لو كان الأمر هكذا، ما كان ممكنًا لأي خاطئ أن يتوب! ولكن مشيئة اللَّه غير ذلك. فاللَّه يشفق على الخطاة جميعهم. ويرسل إليهم نعمة لتعمل في ضمائرهم وقلوبهم وأفكارهم، وتقودهم إلى التوبة. ولعلَّ من الأمثلة الواضحة القديس أوغسطينس الذي كان بعيدًا جدًا عن الإيمان، وعن حياة الفضيلة، وكانت أمه تُصلِّي من أجله بدموع كثيرة. كيف أن اللَّه اقتاده إليه؟ فصار مؤمنًا، وتائبًا وقديسًا.

    إنَّ اللَّه الذي لا يتخلَّى عن أحد من خليقته، اهتم بالعالم الوثني، وساعده على أن يترك عبادة الأصنام ويصير مؤمنًا. وكذلك العالم الذي من قبل يؤمن بتعدد الآلهة، كيف قاده إلى تركها ليؤمن بالإله الواحد خالق السماء والأرض.

    حقًا إنَّ اللَّه هو إله الكل. كان إلهًا لهؤلاء الوثنيين، وصبر عليهم حتى آمنوا به.. وكان إلهًا لليونان الذين آمنوا بجمهرة من الآلهة تحت قيادة زيوس Zeus، وصبر عليهم حتى آمنوا به. وكان إلهًا للمصريين القدماء الذين آمنوا بآلهة كثيرة منها: رع وآمون وأوزوريس وإيزيس وحورس وغيرها، ولكنه صبر عليهم حتى آمنوا به.

    إنه إله كل هؤلاء. وفترة بعدهم عنه، لم تجعله يعتبرهم غرباء عن رعيته. هكذا فترة الشيوعية المُلحدة في روسيا، كان اللَّه هو هو، يرعاهم ويهتم بهم، إلى عادوا إليه.

    إنَّ اللَّه هو إله الكل، سواء ضلُّوا عن الإيمان أو عن حياة البر. ما أجمل عبارة القديس أغسطينس عن حياته السابقة في الخطية: "كنت يا رب معي. ولكنني من فرط شقوتي لم أكن معك". عجيب أن يقول إن الرب كان معه، وهو خاطئ! نعم كان معه، وبذلك استطاع أن يُغيِّر حياته إلى البر، وإلى التوبة، وإلى النمو في ذلك حتى أوصله إلى القداسة.

    إنَّ اللَّه هو إله الكل، مهما كانت حياتهم مُتغيِّرة. هو إله المجاهدين الذين يبذلون حياتهم وجهدهم في خدمة الآخرين، وفي نفس الوقت هو إله العُبَّاد والنُّسَّاك الذين يقضون حياتهم في الصلاة والتأمل والنُّسك.

    إنه إله البُسطاء، والحُكماء. إله الجُهلاء والعُلماء. ليس الكل طبيعة واحدة، ولا عقلية واحدة. ولكنهم كلهم خليقة واحدة، لإله واحد، يضمهم جميعًا تحت رعايته. ويهتم بالكل ليكونوا جميعًا أبناء للملكوت.

    حقًا إن ملكوت الله، سيضُم أُناسًا من أنواع شتَّى، واللَّه سيقبلهم، بشرط نقاوة قلوبهم، مهما كانت درجتهم أو نوعية عملهم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). يكفي أن يكونوا أنقياء القلب، حتى لو كانوا ضُعفاء في مستواهم، أو صغارًا في سِنّهم.

    مادام اللَّه للكل، فهو لا يرفض أحدًا. وحتى الذين يرفضونه، لا يأخذهم بجهالتهم، وإنما يحاول أن ينقذهم من هذا الرفض. تارة بترغيبهم في الحياة الروحية. وتارة بتجارب ترجعهم إليه.

    ومادام اللَّه للكل، فليس هناك مهمُّون ومُهمَّشُون. بل كل إنسان يشعر باهتمام اللَّه به أيًّا كانت ظروفه. فطبيعة اللَّه الحانية المملوءة من الشفقة على الكل، ترتبط أيضًا بعمل اللَّه الرعوي. لأنه يرعى الكل. وهكذا يشعر كل إنسان أنَّ اللَّه يرعاه وأنه يقود خطواته. حتى إن أخطأ الطريق، يصلح له طريقه ولكن لا يتخلَّى عنه.

    مُبارك هو اللَّه الذي بعد أن خلق العالم كله، ظلَّ يعتني بكل مَن فيه، مهتمًا بكل فرد من خليقته، يريد الخير للجميع، سواء هنا على الأرض، أو في المصير الأبدي. ولا يوجد أحد لم ينل من فيض نعمته... أمَّا الهالكون فهم الذين اختاروا لأنفسهم الضياع، وأصرُّوا على ذلك، ورافضين للنعمة.
    +++
                  

12-14-2014, 02:29 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 4-10-2009

    ما هي الفضيلة؟ وكيف تُقتنى؟


    ما هي الفضيلة؟ وما معنى عبارة إنسان فاضل؟

    ربُّما عبارة إنسان فاضل تعنى إنه إنسان خيِّر، يحب الخير ويعمله، ويحب البر. والفضيلة قد تعنى النقاوة، نقاوة القلب، والسير في طريق اللَّه. وقد تعنى قوة في النفس تُمكنها من الانتصار على كل نوازع الشر وإغراءاته، وتمارس الحياة البارة.

    وربُّما الفضيلة تعنى الارتفاع فوق مستوى الذات. بحيث يخرج الإنسان من دائرة ذاته، ويعيش لغيره. يخرج من الاهتمام بنفسه، أو التركيز على نفسه، للاهتمام بالآخرين. يخرج من محبته لنفسه إلى محبته للَّه والناس.. نقول هذا لأن الخطيئة كثيرًا ما تكون انحصارًا حول الذات. كإنسان يُريد أن يرفع ذاته، ويُمتِّع ذاته، ويُشبع رغبات ذاته.

    الفضيلة أيضًا هي ارتفاع فوق مستوى اللذة: لأنَّ غالبية الخطايا قد تكون مصحوبة بلذَّة حسية، أو لذَّة نفسية. فتدور حول ملاذ الجسد أو الفكر أو النَّفس. وتصبح لونًا من إشباع الذات، وبطريقة خاطئة. فالذي يُحب المال أو المُقتنيات، إنما يجد لذَّة في المال أو في المقتنيات. وكذلك مَن يحب الزينة، ومَن يحب الأطعمة، ومَن يحب المناصب أو الشهرة، إنما يجد لذَّة في كل هذا. ومَن يحب الجسد يجد لذته في الجسد. ومَن يحب الانتقام لنفسه يجد لذَّة في ذلك... الخطيئة إذن قد تكون سعيًا وراء اللذة. وحينئذ تكون الفضيلة هي ارتفاع فوق مستوى اللذة، إلى أن تجد إشباعًا لها في السعادة الروحية. والسعادة غير اللذَّة، والفرح غير اللذَّة. فاللذَّة غالبًا ما تكون مُرتبطة بالحواس، بالجسد والمادة. أمَّا السعادة والفرح فيرتبطان بالروح. ولذلك فالفضيلة إذن هي ارتفاع فوق مستوى المادة أيضًا.

    بقى أن نُوضِّح كيف نقتنى الفضيلة؟ وما مصادرها؟

    أول مصدر للفضيلة هو الحكمة والإفراز والمعرفة الحقيقية. أي المعرفة التي تُميِّز بين الخير والشر. ومن جهة الحكمة فالحكيم الحقيقي بالضرورة يسلُك في حياة الفضيلة. أمَّا الخاطئ فإننا نصفه بالجهل حتى ولو كان من العلماء! إنه جاهل بطبيعة الأمور، وجاهل بطبيعة الخير، وجاهل بمصيره الأبدي، وجاهل بما تجلبه الخطيئة من نتائج... فالخاطئ جاهل لا يعرف خيره من شره، ولا نفعه من ضره. ولا نقصد بكلمة جاهل المعنى السطحي للكلمة بما تعني أنه أن يتعلَّم في مدارس أو على أساتذة. إنما الحاجة إلى التوعية والإرشاد.

    حتى الإلحاد: يقول المزمور: "قال الجاهل في قلبه ليس إله".. حتى ولو كان هذا المُلحِد من فلاسفة عصره. إنه جاهل!

    أمَّا الإنسان الحكيم، فكُلَّما يتعب في الحكمة، فإنه يتعمَّق في فهم الأمور، ويعرف ما ينبغي أن يكون. على أن المعرفة والحكمة وحدها لا تكفي. فقد يعرف الإنسان الخيِّر، ولا يسلك فيه! وهنا نعرض المصدر الثاني للفضيلة.

    المصدر الثاني للفضيلة هو قوة الإرادة والعزيمة. لأنَّ هناك أشخاصًا لا يسلكون في طريق الفضيلة، لأنهم مغلوبون من أنفسهم. فالصالح الذي يريده كل منهم لا يفعله... ويحتاج هؤلاء أن يسلكوا في تداريب روحية لتقوية الإرادة. لذلك أن ضعف الإرادة يُسبِّب الوقوع في الخطيئة. والوقوع في الخطيئة يؤدِّي إلى مزيد من الضعف. كل منهما يكون سببًا ونتيجة للآخر...

    لذلك نقول عن الإنسان الفاضل إنه إنسان قوي: قوي في الوضوح وفي الفكر، وفي العزيمة وفي التنفيذ. قوي في الانتصار على الحروب الخارجية، وفي الانتصار على النزعات الداخلية. أمَّا الذي تستعبده عادة رديئة فهو إنسان ضعيف. والذي لا يستطيع التَّحكُّم في لسانه، ولا التَّحكُّم في أعصابه، ولا التَّحكُّم في فكره، فهو إنسان ضعيف. وبسبب هذا الضعف يبعد عن الفضيلة. حتى وإن تاب عن الخطيئة، يعود إليها مرة أخرى.

    من مصادر الفضيلة أيضًا المبادئ والقِيَم: فالإنسان الروحي الذي له مبادئ وقيم يحرص عليها تحصنه، فلا يفعل خطيئة. مهما حُورِب بخطيئة مُعيَّنة، يقول لا أستطيع مُطلقًا أن أفعل هذا الأمر. ضميري يُتعبني. وهكذا كان يوسف الصديق حينما حورب بالخطيئة.

    أمَّا الإنسان الخاطئ فلا قِيَم عنده. إنه يكذب لأن الصدق لا قيمة له في نظره. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ويزني لأنَّ العفة لا قيمة لها في نظره... وهكذا يكون موقفه مع باقي الفضائل. وبسبب ضياع القِيَم عنده، يقع في الاستهتار واللامبالاة... ولهذا لا الوقت له قيمة، ولا المواعيد، ولا النظام العام، ولا القانون، ولا التقاليد، ولا شيء على الإطلاق!

    من مصادر الفضيلة أيضًا مخافة اللَّه. فالذي توجد مخافة اللَّه في قلبه، لا يخطئ. فالإنسان الروحي يخاف أن يكسر وصايا اللَّه، ويخاف اليوم الذي يقف فيه أمام اللَّه ليُقدم حسابًا عن أعماله. وبالمخافة يسلك في طريق الفضيلة، وبممارسة الفضيلة يحبها.

    من مصادر الفضيلة أيضًا الموهبة الإلهية: والفضيلة على نوعين: نوع يُولَد الإنسان به، بطبع هادئ طيب. ونوع آخر يُجاهد فيه الإنسان حتى يصل إلى نقاء القلب والفكر. وما أعجب المَثل العامي الذي يقول: "مالك متربي؟ قال من عند ربي". على أن كثيرين جاهدوا حتى يصلوا إلى الفضيلة. مثال القديس أغوسطينوس... حتى الذين وُلِدُوا بالفضيلة يحتاجون أيضًا إلى جهاد، حتى لا يفقدوا برّهم نتيجة لحروب الشياطين. وأيضًا يلزمهم الجهاد من أجل النمو في حياة الفضيلة.

    أيضًا مِمَّا يُساعد على الوصول إلى الفضيلة والنمو فيها، النعمة. أي نعمة اللَّه التي تُقوِّي وتُشجِّع وتقود إلى الخير. إنما يجب على كل إنسان أن يتجاوب مع نعمة اللَّه العاملة فيه. كذلك طاعة الإنسان لوخز الضمير الذي يوبِّخه كُلَّما أخطأ، ويدعوه إلى اليقظة الروحية باستمرار، وإلى التوبة كُلَّما بعد عن الفضيلة. فطاعة الضمير وسيلة هامة نقتنى بها الفضائل. وقد وضع اللَّه الضمير في كل إنسان قبل أن يُرسل الشريعة المكتوبة. والضمير الصالح هو مُرشد قوي...
    +++
                  

12-15-2014, 01:21 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    ( يوم الاحد )
    صوم الميلاد المجيد
    14 ديسمبر 2014
    5 كيهك 1731
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 13 : 1 ، 3 )
    إلى مَتَى ياربُّ تَنْساني إلى الانقضاءِ، حَتَى مَتى تَصرفُ وجهَكَ عنِّي. اُنظر واستَجب لي ياربِّي وإلهي، أنر عَيِنيَّ. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 14 : 3 ـ 9 )
    وفيمَا هو في بيتِ عنيا، في بيتِ سمعانَ الأبرصِ، وهو مُتَّكئٌ جاءت امرأةٌ معها قارورةُ طيبِ ناردينٍ خالصٍ كثير الثَّمن. فكسرت القارورةَ وسكبتُهُ على رأسهِ. وكان قومٌ يغتاظونَ في أنفُسهم قائلين: " لماذا كان تلف هذا الطِّيب؟ لأنَّهُ قد كان يُمكنُ أن يُباعَ هذا بأكثر مِن ثلاثمائة دينار ويُعطى للفقراء ". وكانوا يحنقون عليها، فقال لهم يسوعُ: " اترُكوها! ما بالكم تتعبونها؟ قد عَمِلَت بي عملاً حسـناً. لأنَّ الفقـراءَ معكُم في كلِّ حيـنٍ ، وإذا أردتم تقدرون أن تحسنوا إليهم في كلَّ حينٍ. وأمَّا أنا فلستُ معكُم في كلِّ حينٍ. عملت ما عندها. لأنَّها سبقَت ودهنت بالطِّيب جسدي لدفني. الحقَّ أقولُ لكُم: حيثما يُكرز بهذا الإنجيل في كلِّ العالم، يُخبَر أيضاً بما فعلته هذه تذكاراً لها.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 102: 19، 21)
    نَظَرَ الربُّ مِن السَّماءِ على الأرضِ، ليسمَعَ تَنهُدَ المَغلولينَ. ليُخبروا في صِهيونَ بِاسمِ الربِّ. وبتسبحتِهِ في أُورشليمَ. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 12 : 41 ـ 44 )
    ثم جلسَ يسوعُ قدَّام خزانةِ الهيكل، وكان ينظر كيف يُلقي الجميعُ نُحاساً في الخزانةِ. وكان أغنياءُ كثيرونَ يُلقونَ كثيراً. فجاءت أرملةٌ مسكينة فألقت فلسينِ قيمتُهُما رُبعٌ، فدَعا تلاميذهُ وقال لهُم: " الحقَّ أقولُ لكُم: إنَّ هذه الأرملةَ الفقيرةَ قد ألقت أكثر من جميع الذينَ ألقوا في الخزانةِ. لأنَّ الجميعَ من فضلتُهُم ألقوا. وأمَّا هذه فمن إعوازِها ألقت كلَّ ما عِندها وكلَّ مَعِيشتها ".
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
    ( 1 : 1 ـ 17 )
    بولس، عبدٌ ليسوعَ المسيح، الرسول المدعو المُفرَزُ لإنجيلِ اللـهِ، الذي سبق فوعد به من قبل أنبيائه في الكُتُبِ المُقدَّسةِ، عن ابنه. الذي صار مِن نسلِ داود بحسب الجسد، ابنَ اللـهِ المرسوم بقوَّةٍ بحسبِ روح القداسةِ، بقيامةِ الأمواتِ: يسوعَ المسيح ربِّنا. الذي به نُلنا النعمة والرسالة لإطاعة الإيمان في جميع الأمم على اسمه، الذينَ بينهم أنتم أيضاً مدعُوُّو يسوعَ المسيح. إلى جميع الساكنين في رومية، أحبَّاءَ اللـهِ، المدعوِّين الأطهار: النعمة لكم والسلام من اللـه أبينا وربِّنا يسوعَ المسيح.فأوَّلاً، أشكُرُ إلهي يسوع المسيح مِن جهة جميعكُم، لأنَّ إيمانكُم يُنادى به في كلِّ العالم. لأنَّ شاهدي هو اللـه الذي أعبده بروحي، في إنجيل ابنه، كيف بلا انقطاع أَذكُركُم، مُتَضَرِّعاً كل حين في صلواتي أن يُسهِّل طريقي بمشيئة اللـه أن آتي إليكُم. لأنِّي مُشتاقٌ أن أراكُم، لكي أعطيكم نعمة روحيَّة لثباتكم، أي أن نشترك في تعزية قلوبكم بالإيمان الكائن فينا مع بعضنا بعضاً إيمانكم وإيماني. ثمَّ لستُ أُريدُ أن تجهلوا أيُّها الإخوةُ أنَّني مراراً كثيرةً أستعد أن آتي إليكم، ومُنِعتُ إلى الآن، لكي أنال منكُم أنتم أيضاً ثمرة كما في سائر الأُمم. إنِّي مديونٌ لليونانيِّينَ والبرابرة والحكماء والجهلاء. فهكذا هو اجتهادي الموجود لدي أن أبشركم أنتم أيها الساكنون في رومية. لأنِّي لا أستحق بالإنجيل، لأنَّه قوَّةُ اللـهِ للخلاص لكلِّ مَنْ يؤمنُ: لليهوديِّ أوَّلاً ثمَّ لليونانيِّ. لأنَّ فيهِ يظهر برُّ اللـهِ بإيمانٍ، لإيمانٍ، كما هو مكتوبٌ " أنَّ البارُّ فبالإيمانِ يحيا ".
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة يعقوب الرسول
    ( 1 : 1 ـ 18 )
    يعقوبُ، عبدُ اللهِ وربنا يسوعَ المسيح، يُهدي السَّلامَ إلى الاثني عشرَ سبطاً الذينَ في الشَّـتَاتِ. كونوا في كلِّ فرح يا إخوتي إذا وقعتُم في تَجاربَ مُتَنوِّعةٍ، عَالمينَ أنَّ تجرُبة إيمانكُمْ تُنشئ صبراً. وأمَّا الصَّبرُ فليكُن فيهِ عملٌ تامٌّ، لكي تكونوا كاملينَ وأصحاءِ غير نَاقصينَ في شيءٍ. وإن كانَ أحدُكُم تُعوزُهُ حكمةٌ، فليطلُبْ مِنَ اللـهِ الذي يُعطي الجميعَ بسخاءٍ ولا يُعيِّرُ، فسيُعْطى له. وليسأل بإيمانٍ غير مُرتابٍ. لأنَّ المُرتابَ يُشبهُ أمواج البحر التي يخبطُها الرِّيحُ ويردها. فلا يَظُنَّ ذلك الإنسانُ أنَّهُ يَنَالُ شيئاً مِنْ عند الرَّبِّ. لأنَّ الرجُلَ ذو الرأيين مُتَقَلقِل في جَمِيع طُرُقِهِ. وليَفتَخِر الأخُ المُتواضع بارتفاعِهِ، وأمَّا الغَنيُّ فباتِّضاعِهِ، لأنَّهُ كزهر العُشبِ يَزولُ. لأنَّ الشَّمسَ أشرَقت مع الحَرِّ فيَبَّسَتِ العُشبَ، وأنتثر زهرُهُ وفَسد جَمالُ مَنظَرهِ. هكذا يَذبُلُ الغَنيُّ أيضـاً في كلِّ طُرُقِهِ. طُوبي للرَّجُل الذي يَصبر في التَّجربَة، لأنَّه إذا صار مُختاراً ينال إكليل الحياة الذي وعَدَ بِهِ الرَّبُّ للذِينَ يُحبُّونَهُ.فلا يقُل أحدٌ إذا جُرِّبَ، أن اللـه قد جرَّبنى، لأنَّ الله غيرُ مُجرَّبٍ بالشُّرور، وهو لا يُجرِّبُ أحداً. ولكنَّ كلَّ واحدٍ يُجرَّبُ إذا انجذبَ وانخدعَ من شهوة نفسه. ثُمَّ إنَّ الشَّهوةُ إذا حبلتْ فإنَّها تلدُ خطيَّئةً، وأمَّا الخطيَّئة إذا كمَلَت فإنَّها تلد الموت. لا تضلُّوا يا إخوتي وأحبَّائي. كلُّ عطيَّةٍ صالحةٍ وكلُّ موهبةٍ تامَّةٍ فهي من فوقُ، نازلةٌ من عند أبِ الأنوار، الذي ليسَ عندهُ تغييرٌ ولا شبهُ ظل يزولُ. قد شاء فولدنا بكلمةِ الحقِّ لكي نكون باكورةَ خلائقه.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 1 : 1 ـ 14 )
    الكلام الأول أنشأته يا ثاوفيلس، عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويُعلِّم به إلى اليوم الذى فيه صَعِدَ إلى السَّماء، بعدما أوصى بالرُّوح القدس الرُّسل الذين اختارهم. الذين ظهر لهم حيّاً بعد ما تألَّم بآياتٍ كثيرةٍ، وهو يظهر لهم أربعين يوماً، ويتكلَّم عن ملكوت اللهِ. وفيما هو يأكل معهم أوصاهم أن لا يُفارقوا أورشليم، بل ينتظروا " موعد الآب الذى سمعتموه منِّي، لأن يوحنَّا عمَّد بالماء، وأمَّا أنتم فستُعَمَّدُونَ بالرُّوح القدس، وقد كان هذا ليس بعد أيام كثيرةٍ ". أمَّا هم لما اجتمعوا كانوا يسألونه قائلين: " ياربُّ، هل في هذا الزمن تردُّ المُلكَ إلى إسرائيل؟ " فقال لهم: " ليس لكم أن تعرفوا الأزمنةَ والأوقاتِ التى جعلها الآبُ تحت سلطانهِ، ولكنَّكم ستنالون قوَّةً مَتَى حلَّ الرُّوح القدس عليكم، وتكونون لي شهوداً فى أورشليم وفي كلِّ اليهوديَّة والسَّامرة وإلى أقصى الأرضِ ".ولمَّا قال هذا ارتفع وهم ينظرون. وأخذته سحابةٌ عـن أعينهم. وفيما هـم يشخصون وهو صاعدٌ إلى السَّماء، إذا رجلان قد وقفا بهم بلباس أبيضَ، وقالا: " أيُّها الرِّجال الجليليُّون، ما بالكم واقفين تنظرون إلى السَّماء؟ إن يسوع هذا الذى صعدَ عنكم إلى السَّماء، هكذا يأتي كما رأيتموه مُنطلقاً إلى السَّماء ". حينئذٍ رجعوا إلى أورشليم من الجبل الذي يُدعَى جبل الزَّيتون، الذي هو بالقرب من أورشليم على سفر سبتٍ. ولمَّا دخلوا صعدوا إلى العُلِّيَّة التي كانوا يقيمون فيها: بطرس ويوحنَّا ويعقوب وأندراوس وفيلبُّس وتوما وبرثولماوس ومتَّى ويعقوب ابن حلفى وسمعان الغيور ويهوذا أخو يعقوب. هؤلاء كلُّهم كانوا يواظبون بنفسٍ واحدةٍ على الصلاة مع نساءٍ، ومريم أُمِّ يسوع، وإخوتهِ.
    ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، فى بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
    السنكسار
    اليوم الخامس من شهر كيهك المبارك
    1. نياحة القديس ناحوم النبي
    2. شهادة القديس بقطـر
    3. شهادة القديس إيسيذورس
    1ـ في هذا اليوم تذكار الصدِّيق ناحوم النَّبي أحد الاثنى عشر نبياً الصغار. وقد وُلِدَ فى قرية القوش من قرى الجليل. وهو من سبط سمعان وفي عدد الأنبياء السادس عشر من موسى. وقد تنبأ في عصر أموصيا بن يوناداع المدعو يؤاش وفي عصر عوزيِّا ولده.وبكّت بنى إسرائيل على عبادتهم الأوثان، وبيَّن لهم أن الله تعالى، وإن كان طويل الروح كثير الرحمة، إلاَّ أنه إله غيور ومنتقم من مُبغضيه وتنبأ على بشارة الإنجيل والتلاميذ المُبشرين بها بقوله: " هوذا على الجبال قَدَما مُبشِّر مُنادٍ بالسلام ... " وتنبأ بما سيحل بمدينة نينوى من الدمار وقد تم ذلك. إذ أرسل اللـه زلزالاً وناراً فدمرت وأحرقت الشعب الذى رجع عن طريق البر وارتكب الإثم. أمَّا الذين كانوا مُستقيمي السيرة فلم ينلهم أذى ولم يصبهم ضرر.ولمَّا أكمل أيامه بسيرة مرضية للـه تنيَّح بسلام . صلاته تكون معنا. آمين.
    2ـ وفي هذا اليوم أيضاً استشهد القديس بقطر. وقد وُلِدَ بإحدى البلاد من أعمال أسيوط، شرقي البحر وعُيِّن جندياً ببلده شو. وفي هذه الأثناء صدر مرسوم دقلديانوس بالسجود للأصنام والتبخير لها، وإذ امتنع القديس بقطر عن السجود للأصنام استدعاه والي شو ولاطفه فلم يستطع اغراءه، وأخيراً ألقاه في السجن. فحضر إليه والداه. وشجعاه على الاستشهاد، ثم عاد الوالي فأخرجه من السجن وأمره بالسجود للأصنام فلم يقبل. ولمَّا عجز عن رده عن الإيمان بالسيد المسيح غضب عليه وأرسله إلى أمير أسيوط مع بعض الجند مصحوباً برسالة يُعرِّفه فيها بما جرى. فلمَّا قرأ الأمير الرسالة طلب إليه بقطر وأوقفه أمامه وقال له: لماذا خالفت والي شو؟ اعلم أنكَ إذا سمعت لي جعلتك في منزلة عالية، وأكتب للملك أن يجعلك والياً على إحدى المدن. فصرخ القديس بأعلى صوته قائلاً: ممالك العالم تزول، والذهب يفنى، والثياب تبلَى، وجمال الجسد يفسد ويتحول إلى دود ويتلاشى في القبور، ولذا فأنا لا أترك سيدي يسوع المسيح، خالق السموات والأرض، ورازق كل ذي جسد، وأعبد الأوثان الحجارة التي هيَ مسكن إبليس. فغضب الوالي وأمر بأن يُربط خلف الخيل وتسرع في الصعود إلى قرية أبيسيديا. وهناك عرض عليه ثانية أن يسجد للأصنام فلم يطعه، فأمر بقتله. بأن يُلقى في مستوقد حمَّام في قرية موشا شرقي قرية أبيسيديا. فلمَّا مضوا به إلى هناك طلب من الجند أن يُمهلوه ليُصلِّي أولاً، فبسط يديه وصلَّى إلى الرب، فظهر له ملاك اللـه ووعده بمواعيد كثيرة وبالخيرات الوفيرة الدائمة في ملكوت السموات. ثم التفت القديس بقطر إلى الجند وقال لهم: كمِّلوا ما قد أُمرتم به. فأوثقوه وألقوه في مستوقد الحمَّام. فأكمل صبره الحسن وشهادته السعيدة ونال الإكليل في الملكوت. وأتى أُنـاسٍ مسـيحيون وأخـذوا الجسـد سـراً، وأخفوه حتى انقضى زمان دقلديانوس. ولما أظهروه شهد الذين رأوه أنهم وجدوا جسده سالماً لم تحترق منه شعرة واحدة. بل كان كإنسان نائم.وبنوا على اسمه كنيسة عظيمة باقية إلى الآن في قرية موشا بمحافظة أسيوط. وقد ظهرت من جسده آيات وعجائب كثيرة، ولا زالت عجائبه تظهر إلى يومنا هذا. صلاته تكون معنا. آمين.
    3 ـ وفي هذا اليوم أيضاً تذكار شهادة القديس إيسيذورس. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 102 : 13 ، 16 )
    أنتَ ياربُّ ترجعُ وترأفُ على صِهيونَ، لأنَّهُ وقتُ التحنُّن عليها. لأنَّ الربَّ يبني صِهيونَ ويَظهرُ بمجدِهِ. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 1 : 1 ـ 25 )
    مِن أجل أن كثيرين أخذوا في كتابة أقوال مِن أجل الأعمال التي أُكملَت فينا، كما سلَّمها إلينا الأولونَ الذينَ عاينوا وكانوا خدَّاماً للكلمةِ، اخترتُ أنا أيضاً إذ قد تَتَبَّعتُ كلَّ شيءٍ مِن الأوَّل بتدقيقٍ أن أكتُبَ إليكَ أيُّها العزيزُ ثاؤفيلُس، لتَعرفَ قوَّة الكلام الذي وُعِظتَ بهِ.كانَ في أيَّام هيرودسَ ملك اليهوديَّةِ كاهنٌ اسمهُ زكريَّا مِن أيَّام خدمة آبيَّا، وامرأتُهُ كانت مِن بناتِ هرونَ واسمُها أليصاباتُ. وكانا كلاهُما بارَّين أمام اللـهِ، سالكينِ في جميع وصايا وحقوق الربِّ بلا لوم. ولمْ يكُن لهُما ولَدٌ، إذ كانت أليصابات عاقراً. وكانا الاثنان مُتقدِّمين في أيَّامهما.فبينما كان يَكهَنُ في رُتبة أيام خدمتهُ أمام اللـهِ، حسبَ عادة الكهنوت، أصابتهُ القُرعةُ أن يَرفع بخوراً فدخل إلى هيكل الربِّ. وكان كلُّ جمهورِ الشَّعبِ يُصلُّونَ خارجاً وقتَ البخورِ. فظهرَ لهُ ملاكُ الربِّ واقفاً عن يمينِ مذبح البخورِ. فلمَّا رآه زكريَّا اضطربَ ووقعَ عليهِ خوفٌ. فقال له الملاكُ: " لا تخفْ يا زكريَّا، لأنَّ طلبتكَ قد سُمِعتْ، وامرأتُكَ أليصاباتُ ستَحبل وتلِدُ لكَ ابناً وتسمِّيهِ يوحنَّا. ويكونُ لكَ فرحٌ وابتهاجٌ، وكثيرونَ سيفرحونَ بولادتهِ، لأنَّه يكونُ عظيماً أمام الربِّ، وخمراً ومُسكراً لا يشربُ ومِن بطنِ أمِّهِ يَمتَلِئُ من الرُّوح القدسِ. ويردُّ كثيرينَ من بني إسرائيلَ إلى الربِّ إلههم. ويَتقدَّمُ أمامهُ برُوح إيليَّا وقوَّتهِ، ليردَّ قلوبَ الآباءِ إلى الأبناءِ، والعصاةَ إلى فكرِ الأبرارِ، لكي يُهيِّئ للـربِّ شعباً مُبرراً ".فقال زكريَّا للملاك: " كيف أعلَمُ هذا، لأنِّي أنا شيخٌ وامرأتي مُتقدِّمةٌ في أيَّامها؟ " فأجاب الملاكُ وقال لهُ: " أنا جبرائيل الواقفُ قدَّام اللـهِ، وأُرسِلتُ لأُكلِّمكَ وأُبشِّركَ بهذا. وها أنتَ تَصيرُ صامتاً ولا تستطيعُ الكلام، إلى اليوم الذي يكونُ فيهِ هذا، لأنَّكَ لم تُصدِّق كلامي الذي سَيَتمُّ في وقتهِ ". وكان جميعُ الشَّعبُ ينتظرُ زكريَّا وكانوا مُتَعّجِّبينَ مِن إبطائهِ في الهيكل. فلمَّا خرجَ لم يستطع أن يُكلِّمهُم، فعلموا أنَّهُ قد رأى رؤية في الهيكل. فكان يُشيرُ إليهُم بيده وبقيَ صامتاً.ولمَّا كَمِلَتْ أيَّام خدمتهُ مضى إلى بيتهِ. وبعد تلكَ الأيَّام حبِلت أليصابات امرأتهُ، وأخفتْ نفسها خمسة أشهر قائلةً: " أنَّه هكذا قد صنَعَ بي الربُّ في الأيَّام التي فيها نظرَ إليَّ، لينزعَ عاري مِن بين النَّاسِ ".
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

12-15-2014, 01:22 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 11-10-2009

    أعماق حول الفضيلة


    الفضيلة ليست مجرد عمل الخير، إنما هي بالأكثر محبة الخير. ذلك لأن بعض الناس يعملون الخير خوفًا من العقوبة، أو من أجل اكتساب السمعة الطيبة، أو تجنبًا لانتقادات الناس. أو البعض يعملون الخير حبًا في المديح، أو رغبة في نوال المكافأة، أو مجاراة لجو معين... ولكن كل ذلك لا يدل على فضيلة حقيقية... أما الفضيلة الحقيقية فهي في حب الخير حتى إن لم يكن متاحًا عمل هذا الخير لأسباب خارجة عن الإرادة، وهنا تعتبر مجرد النية الطيبة فضيلة. فإن توافرت الإمكانية مع النية، حينئذ يكتمل الخير. لأن النية وحدها لا تفيد الآخرين. أما العمل فهو التعبير عما في القلب من مشاعر طيبة.

    والذي يعمل الفضيلة يود أن ينمو فيها، وأن يستمر في النمو حتى يصل إلى الكمال الممكن له كإنسان.

    وهناك اتجاهان للفضيلة: الاتجاه السلبي وهو مقاومة الخطية ورفضها. والاتجاه الإيجابي وهو السلوك الطيب في عمل الخير. فلا يكفى مثلًا أنك لا تكره إنسانًا، إنما يجب أن تحبه وتحب الكل. ولا يكفى فقط أنك لا تتلفظ بكلمة شريرة، إنما من الناحية الايجابية عليك أن تقول كلامًا للبنيان ينفع الآخرين. وأيضًا ليست الفضيلة هي فقط إنك لا تضر الناس، بل هي بالأكثر أن تعينهم وتتعب لأجلهم.

    وللفضيلة مستويات: منها المستوى الجسدي، والمستوى النفسي، والمستوى الروحي. وعلى الإنسان أن يحفظ نفسه في كل مستوى، ويحترس من السقوط في غيره. ولأنه من المعروف أن الحواس هي أبواب الفكر. فما تراه وما تسمعه وما تلمسه قد يجلب لك أفكارًا. إذن لكي تحفظ فكرك، احفظ حواسك. وإن أخطأت بالحواس، لا تجعل الخطأ يتطور بك إلى فكرك. وإن وصل إلى الفكر، اطرده بسرعة، ولا تجعله يتحول إلى مشاعر في قلبك. وإن تحول إلى مشاعر، لا تجعله يتطور إلى الفعل بأن تخطئ الإرادة أيضًا. واعلم أن جميع المستويات تتجاوب مع بعضها البعض... فخطأ القلب يسبب خطأ الفكر. وخطأ الفكر يسبب مشاعر القلب. وربما الاثنان يدفعان إلى العمل... إنها دائرة، أية نقطة تدور فيها توصل إلى باقي النقاط. وكما في الشر كذلك في الخير تتعاون المستويات معًا.

    واعلم أيضًا أن الفضيلة لها مستويان آخران: في الداخل وفي الخارج. في الداخل في القلب والروح والفكر. وفي الخارج في الجسد والممارسة. فمحبة الناس فضيلة في القلب. ولكن لابد أن تتحول إلى عمل محبة في الخارج. لأنه لا يصح فقط أن نحب بالكلام أو باللسان، إنما بالعمل والحق. وهنا تظهر المحبة التي فيها عطاء وبذل وتضحية. ذلك لأن فضيلتك التي في فكرك لا يشعر بها أحد، فيجب أن تعبر عنها بعملك. ومحبتك لابنك التي في داخل قلبك، لابد أن تُعبِّر عنها بالحنو والاهتمام والعطايا. واللَّه تبارك اسمه يُعبِّر عن محبته لنا برعايته وعنايته وحفظه لنا. وأنت كإنسان، لا يجوز لك أن تقول محبة اللَّه في قلبي، إنما أن ينبغي أن تُعبِّر عن هذا بطاعتك للَّه وحفظك لوصاياه. ولا تكتفي بأن لك إيمانًا باللَّه بدون أعمال طيبة. لأنَّ الإيمان بدون أعمال ميت.

    في الصلاة مثلًا: خشوع القلب من الداخل، نُعبِّر عنه بخشوع الجسد من الخارج. وهكذا نجد في الصلاة: الوقوف والركوع والسجود، ورفع الأيدي والنَّظر إلى فوق. ولا يصح أن تهمل خشوع الجسد. قائلًا في ذلك: إنَّ اللَّه إله قلوب، ويكفي أن قلبي مع اللَّه!! مِثال ذلك مَن يُصلِّي على المائدة وهو جالس!.. إنَّ المشاعر الداخلية، تحتاج إلى التعبير الخارجي فيشترك الجسد مع الروح. وتكون الفضيلة من الداخل ومن الخارج معًا. إن ما يجري في عروقك من مشاعر، ينبغي أن يكون له ثمر في الخارج. إن حياة الشجرة في داخلها، يُعبّر عن وجودها في الخارج الخضرة والزهر والثمر. ولا أحد يقبل الشجرة غير المثمرة. كذلك نريد للفضيلة أن تكون مثمرة. وهى تثمر بالعمل الطيب، وبالكلمة الطيبة، وبالسلوك الحَسن، وبالنور الذي يضيء للآخرين، وبالمحبة العملية.

    الفضائل أيضًا تتكامل معًا ولا تتعارض. وإن سلكت في فضيلة ما، فلابد أنها ستقودك إلى فضائل أخرى كثيرة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وإن فقدت إحدى الفضائل، فما أسهل أن يجرك هذا السقوط إلى ترك فضائل أخرى عديدة... إنها سلسلة مترابطة. إن أنفك عقد واحدة منها، انفرط الباقي. ومن الصعب أن نتكلم عن اهتمام الإنسان بفضيلة واحدة فقط وتركه للباقي.

    فمحبتك لابنك مثلًا، ينبغي إلا تنفصل عن تربيتك لابنك. وينبغي أن لا تنفصل عن الحكمة في هذه التربية. والحكمة ترتبط أيضًا بالمعرفة. واهتمامك بجسد ابنك وصحته لا يمنعك من الاهتمام بعقله وثقافته وأيضًا لا ينفصل هذا عن الاهتمام بروحيات ابنك وأبديته. وهكذا مع باقي الفضائل.

    كوني أحب الناس، هذا حسن جدًا. ولكن ليست محبتي لهم معناها مجاملتهم في كل شيء، ولو على حساب الحق! فالمفروض أنني أحب الله، وأحب الناس في نفس الوقت. وليس الحب معناه مجرد العطف الجسدي أو المادي فقط، وإنما معناها أولًا الحب الروحي. ورب الأسرة عليه أن يحب أسرته كلها ولكن ليس معنى هذا أن يعطف عليها عطفًا يجعلها تخطئ وتستمر في الخطأ ولا تخاف!

    إن محبة الناس لله يجب أن ترتبط أيضًا بمخافته، أي بمهابته.

    إن الحياة الروحية ليست مجرد فضيلة معينة يركز عليها الإنسان بحيث يهمل باقي الفضائل...! إنما هي حياة تشمل كل شيء. وكتاب الله ليس هو مجرد وصية واحدة أو آية واحدة، إنما هو كتاب يتحدث عن الخير كله، وعن البر كله. وينبغي أن نهتم بكل ما فيه من وصايا، لكي نحيا حياة لا نقص فيها. لأنه ربما نقص فضيلة واحدة قد يضيع حياة الإنسان كلها. مثال ذلك إنسان يحرص على السلوك الطيب في كل شيء. وتنقصه فقط فضيلة الاتضاع، ويقع بذلك في الكبرياء. وتهلكه هذه الخطية وحدها. على أن هذا الموضوع يحتاج إلى التحدث عن تفاصيل كثيرة، ليس وقتها الآن...
    +++
                  

12-15-2014, 08:36 PM

محمد فاروق عبدالله
<aمحمد فاروق عبدالله
تاريخ التسجيل: 01-07-2013
مجموع المشاركات: 487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    هل المسيح هو الله؟

    أحمد ديدات

                  

12-16-2014, 01:41 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: محمد فاروق عبدالله)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 18-10-2009

    أحيانًا فضائل تنقصها الحكمة

    من الأخطاء الشائعة أن يُركِّز البعض على فضيلة واحدة بحيث تتناقض مع فضائل أخرى لازمة. بينما الحياة الروحية ليست مُجرَّد فضيلة معينة، ولكنها حياة تشمل الكل. وكتاب اللَّه لا يُقدِّم لنا وصية واحدة نحيا بها، إنما وصايا عديدة كل منها لها أهمية. وسنحاول في هذا المقال أن نُقدِّم أمثلة لخطورة الفضيلة التي تتعارض مع فضائل أخرى.

    بعض الأشخاص الأتقياء يتمسَّكون بفضيلة الوداعة، ولاشكّ أنها من الفضائل العُظمى. ولكنهم يفهمون الوداعة على أن يكون الشخص هادئًا باستمرار ولا يغضب، كما قال أحد الآباء: "إن الإنسان الوديع لا يغضب من أحد، ولا يُغضِب أحدًا".

    وتأتي مواقف تحتاج إلى نخوة وإلى شجاعة وشهامة. ولا يتحرك هذا (الوديع)، لأنه يحب أن يكون باستمرار هادئًا ولطيفًا!! وفي تصرفه هذا لا يكون إنسانًا فاضلًا. لأن كل موقف يحتاج إلى الفضيلة التي تُناسبه. وكما قال سليمان الحكيم: "لكل شيء زمان، ولكل أمر تحت السموات وقت".

    من الخطأ أن يكتفي إنسان بالوداعة، ويبتعد تمامًا عن الشجاعة والقوَّة حين يأتي الوقت اللازم لهما. كذلك مثل هذه الوداعة الخاطئة تحوّله إلى جثة هامدة بلا حركة، لا نخوة فيها ولا شجاعة. بل الوضع السليم أن يستخدم الوداعة حين تحسن الوداعة، ويستخدم الشجاعة حين تلزم الشجاعة. تكون كلتاهما فيه. وتظهر كل منهما في الحين الحَسن. كما أن الوداعة ليس معناها الضعف. والقوة ليس معناها العنف. والوداعة والقوة تمتزج كل منهما بالحكمة والفهم. كما أن الإنسان القوي لا ينحرف إلى التهوّر، ولا يفقد وداعته وأدبه.

    أيضًا كثيرون يحاولون أن تكون لهم فضيلة طيبة القلب، لأنها فعلًا ميزة واضحة لأنقياء القلب. ولكنهم إذ يسلكون في طيبة القلب وحدها، بلا إفراز ولا فهم، ما أسهل أن يصبحوا ألعوبة وهزأة في أيدي المستهترين. كُن إذن طيب القلب. ولكن أضف إلى الطيبة فضيلة الحكمة. كُن طيبًا، ولكن ليس بالقدر الذي تفقد فيه كرامتك وهيبتك. وإلاَّ فإن البعض -بسببك- سوف يكرهون الطيبة التي تجعل الغير يستغلَّهم ويتعبهم! المشكلة إذن ليست في الطيبة، وإنما في عدم مزجها بالحكمة وبقوة الشخصية. يُمكن أن تكون طيب القلب. ولكن ليس معنى الطيبة أن تُسلِّم قيادتك لغيرك، أو أن تشترك بضعف شخصية في أخطاء الآخرين! أو أنك خوفًا من أن تغضب غيرك تشترك معه في خطأ، أو تجامله في ذنب واضح!

    إذن يجب عليك أن تزن كل فضيلة بميزان دقيق. ولا تمارسها منفردة عن باقي الفضائل. وإن رأيت من نتائجها وحدها بعض السلبيات، فتأكد أن السلبيات ليست بسبب هذه الفضيلة، وإنما بسبب وقوفها وحدها بعيدة عن سائر الفضائل التي ينبغي أن تصاحبها وتحميها.

    يحدث أحيانًا أن يكون شخص مُتصفًا بالحنو وينقصه الحزم. أو آخر يتصف بالحَزم وينقصه الحنو وكلاهما مخطئ. ومن الأشياء العجيبة التي نجدها أحيانًا في محيط الأسرة، أن الأبويْن قد يوزعان الحِنو والحَزم بينهما. فيكون الحِنو مثلًا للأم، والحَزم للأب!! بينما الحنو والحزم يجب أن يتصف بهما كل منهما. ولكن الذي نراه أنه إذا أخطأ الابن، أو حاول أن يُخطئ، تقول له الأم: لا تفعل هذا لئلا يَغضب أبوك ويُعاقبك! دون أن تقول له إنه هي أيضًا لا ترضَى عن تصرفه. ويختلط الأمر على الابن ولا يعرف أين الحق. كل ما في الأمر أنه يتقي غضب أبيه. ويحدث أحيانًا أن رئيس إدارة يحب أن يكسب محبة مرؤوسيه: من أجل هذا يتهاون في حقوق العمل إرضاء لهؤلاء!!

    الإنسان الروحي يمكنه أن يجمع الأمريْن معًا. ولا يستخدم الحِنو بدون حَزم، ولا الحَزم بدون حِنو.

    هناك أشخاص يُركِّزون على خدمتهم أو عملهم كل التركيز. ومن فرط انشغالهم يفقدون أهمية الصلاة والتأمل في حياتهم، كما يهملون واجباتهم الروحية بينما غيرهم يركِّزون على عبادتهم وروحياتهم، بطريقة يفقدون بها الإخلاص لعملهم. وكلاهما يسلك بطريقة خاطئة. بينما الإنسان الروحي يجمع بين الأمريْن معًا. ولا يكتفي بفضيلة منهما مُهملًا الأخرى.

    لقد أمر اللَّه تبارك اسمه بطاعة الآباء والمرشدين الروحيين. وما أكثر الأتقياء الذين يتمسَّكون بفضيلة الطاعة للكبار مهما كان الأمر. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وهنا نسأل هل تجب الطاعة إن كان الأمر مُتعبًا للضمير؟! ونحن لا نُنادي إطلاقًا بما يسمونها (الطاعة العمياء). فينبغي أن يكون الإنسان واعيًا في طاعته. وأن يدرك أن الطاعة أولًا وأخيرً هي الطاعة للَّه. وداخل الطاعة للّه تكون طاعة الآباء وطاعة الرؤساء وطاعة المُرشدين. فإن صدر من أحد هؤلاء أمر، تكون إلى جوار طاعته عبارة "ينبغي أن يُطاع اللَّه أكثر من الناس".

    واجب عليك أن تُطيع الأب والرئيس والمُرشد الروحي. ولكن واجب على كل هؤلاء أن يطيعوا اللَّه فيما يأمرونك به. فإن لم يفعلوا فلا طاعة لهم عليك. واعرف أنه إن كان هناك أشخاص يهلكون بالعصيان، فهناك مَن يهلكون بالطاعة! إن كانت هذه الطاعة ضد ما يأمر به اللَّه. والأمر يتوقف على نوعية الطاعة والعصيان ونوعية المشورة أو الأمر. فإن كانت وصية اللَّه واضحة أمامك يحب أن تطيع الوصية الإلهية مهما كانت شخصية الذي يُقدِّم لك المشورة أو يصدر لك الأمر.

    إن فضيلة الطاعة فضيلة جميلة تدل على الأدب والتواضع واحترام الكبار والخضوع لهم. ولكن هناك بعض المواقف التي يجب أن تقول فيها "لا" لِمَن هو أكبر منك. ولكن تقول هذه العبارة في أدب. وبخاصة في بعض المواقف التي تكون ترى واجبك فيها أن تشهد للحق. بشرط أن تكون متأكدًا أن ما تُدافع عنه هو الحق فعلًا. لأنه ليس من الحق أن يُخطئ إنسان بِاسم الدفاع عن الحق.
    +++
                  

12-16-2014, 12:21 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    ( يوم الثلاثاء)
    صوم الميلاد المجيد
    16 ديسمبر 2014
    7 كيهك 1731
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 32 : 11 ، 6 )
    افرَحُوا أيُّها الصدِّيقونَ بالربِّ وابتَهِجُوا. وافتخِروا يا جميعَ مُستقيمي القلوبِ. من أجلِ هذا تَبْتَهلُ إليكَ. كلُّ الأبرارِ في آوانٍ مستقيمٍ. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 22 : 24 ـ 30 )
    وكانت بينهم أيضاً مُشاجرةٌ أنَّهُ من منهم يكون الأكبر. فقال لهم: " مُلوكُ الأُمَم يسودونهُم، والمُتَسلِّطين عليهم يُدعَوْنَ المُحسنينَ. وأمَّا أنتُم فليسَ هكذا، بل الكبيرُ فيكم ليكن كالأصغر، والمُتقدِّمُ كالخادم. لأنَّ مَن هو الأكبرُ؟ الذي يَتَّكئُ أم الذي يَخْدُمُ؟ أليسَ الذي يتَّكئُ؟ ولكنِّي أنا في وسطكم كالذي يَخْدُمُ. أنتُم الذين ثبتُم معي في تجَارِبي، وأنا أيضاً أُقرِّرُ لكُم ملكوتاً كما قرر لي أبي، لتأكُلوا وتشربوا معي على مائدتي في ملكوتي، وتجلسوا على كراسيَّ وتَدِينُونَ أسباطَ إسرائيلَ الاثني عشرَ ".
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 33 : 1 – 12 )
    ابتهجوا أيُّها الصدِّيقون بالربِّ. للمُستقيمين ينبغي التسبيح. طوبى للأمة التي الرب إلهُها. والشعب الذي أختاره ميراثاً له. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 25 : 14 ـ23 )
    وكأنَّما إنسانٌ مُسافرٌ دعي عبيدهُ وسلَّمهُم أموالهُ، فأعطى واحداً خمس وزناتٍ، وآخر وزنتين، وآخر وزنةً. كلَّ واحدٍ على قدر طاقته وسافر. فمضى الذي أخذ الخمس وزناتٍ وتاجرَ بها، فربح خمس أُخر. وهكذا أيضاً الذي أخذ الاثنتين ربح اثنتين أُخريين. وأمَّا الذي أخذ الواحدة فمضى وحفر في الأرض وأخفى فضَّةَ سيِّدهِ. وبعد زمانٍ طويلٍ جاء سيِّدُ أولئك العبيدِ وحاسبهم. فجاء الذي أخذ الخمس وزناتٍ وقدَّمَ خمسَ وزناتٍ أُخر قائلاً: يا سيِّدُ، خمس وزناتٍ أعطيتني هوذا خمسُ وزناتٍ أُخرُ ربحتُها. فقال له سيِّدُهُ: حسناً أيُّها العبدُ الصَّالحُ والأمينُ. كنت أميناً في القليل فأُقيمك على الكثير. اُدخل إلى فرح سيِّدكَ. ثمَّ جاء الذي أخذ الوزنتين وقال: يا سيِّدُ، وزنتين سلَّمتني. هوذا وزنتان أُخريانِ ربحتُهُمَا. قال لهُ سيِّدُهُ: نِعِمَّاً أيُّها العبدُ الصَّالحُ والأمين. كُنتَ أميناً على القليلِ فأُقيمكَ على الكثير. ادخل إلى فرح سيِّدكَ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين
    ( 13 : 7 ـ 24 )
    اُذكُروا مُدبِّريكم الذين كلَّموكُم بكلمةِ الله. هؤلاء الذين تنظرون إلى نهاية سيرتهم فتمثَّلوا بإيمانهم. يسوعُ المسيحُ هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد. لا تُساقوا بتعاليمَ مُتنوِّعةٍ وغريبةٍ، لأنَّهُ حسنٌ أن تُثَبِتوا قلوبكم بالنِّعمةِ لا بأطعمةٍ لم ينتفع بها الذين يَتَعاطونها. لنا " مذبحٌ " لا سُلطان للذين يخدمونَ القبة أن يأكلوا منه. لأن الحيواناتِ التي يُدخَلُ بدمها عن الخطيَّةِ إلى " الأقداس " بيد رئيس الكهنة تُحرَق أجسامُها خارج المعسكر. لذلكَ يسوعُ أيضاً، لكي يُقدِّسَ الشَّعبَ بدم نفسهِ، تألَّمَ خارجَ البابِ. فلنخرج إذاً إليه خارج المعسكر حاملين عاره علينا. لأنَّ ليسَ لنا هنا مدينةٌ باقيةٌ لكنَّنا نطلُبُ العتيدةَ. فلنرفع به في كلَّ حينٍ ذبائح التَّسبيح لله، أي ثمرَ شفاهنا معترفين بِاسمه. ولكن لا تنسوا فعلَ الإحسانِ والمؤاساة، لأنَّهُ بذبائح مثل هذه يُسَرُّ الله. أطيعوا مُدبريكم واخضعوا لهم، لأنَّهُم يسهرون على نفوسكم كأنَّهُم سوف يُحاسبون عنكم لكي يفعلوا هذا بفرح ولا يتضَّجروا، لأنَّ هذا هو النافع لكم. صلُّوا لأجلنا، لأنَّنا نثقُ أنَّ لنا ضميراً صالحاً، راغبين أنْ نسلك حسناً في كلِّ شيءٍ. ولكن أطلُبُ أكثر أن تفعلوا هذه لكي أُرَدَّ إليكُم سريعاً. وإله السَّلام الذي أَصعدَ من بين الأمواتِ راعي الخرافِ العظيم، ربَّنا يسوعَ المسيحَ بدم العهد الأبديِّ، ليُكمِّلْكُم في كلِّ عملٍ صالح لتصنعوا إرادتهُ، صانعاً فينا ما يُرضي أمامهُ بيسوعَ المسيح، الذي له المَجدُ إلى أبد الآبدين. آمين. واسألكم يا إخوتي أن تحتملوا كلمة الوعظِ، لأنِّي كتبت إليكم بالاختصار. أنتم تعلمون أن أخانا تيموثاوس قد أُطلِقَ. وهذا إذا جاء سأراكم سريعاً معه. سلِّموا على جميع مُدبِّريكم وجميع القدِّيسينَ. يُسلِّمُ عليكم الذين من إيطاليا. النِّعمَةُ مع جميعكم. آمين.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
    ( 5 : 1 ـ 14 )
    أطلبُ إلى الشُّيوخ الذين بينكم، أنا الشَّيخَ شريكُكم، والشَّاهدَ لآلام المسيح، وشريكَ المجدِ العتيدِ أن يُعلنَ، ارعوا رَعيَّةَ الله التي بينكم وتعاهدوها، لا بالقهر بل بالاختيار كمثل الله، ولا ببخلٍ بل بنشاطٍ ولا كمن يتسلطُ على المواريث بل صائرينَ أمثلةً للرَّعيَّةِ. ومتَى ظهر رئيسُ الرُّعاةِ تنالون إكليلَ المجدِ الذي لا يضمحل. كذلك أنتُم أيُّها الشُّبَّان اخضعوا للشُّيوخ، وكونوا جميعاً مُتسربلينَ بالتَّواضع بعضكم لبعضٍ، لأن الله يُقاوِم المُستكبرين، ويُعطِي نعمةً للمتواضعين. فتواضعوا تحت يد الله القويَّة لكي يرفعكُم في زمان الافتقاد، مُلقينَ كلَّ همِّكُم عليه، لأنه هو يعتني بكم. كونوا مُتيقِّظينَ واسهروا. لأن إبليس عدوكم يجول كأسدٍ زائر، يلتمس مَن يبتلعه. فقاوِموه، راسخينَ في الإيمان، عالمين أن نفس هذه الآلام تُجرَى على إخوتكم الذين في العالم. وإله كلّ نعمةٍ الذي دعاكُم إلى مجدهِ الأبديِّ في المسيح يسوع، بعدما تألَّمتُم يسيراً، هو يهيئكُم، ويثبِّتكُم، ويقوِّيكُم، ويمكِّنكُم. له السُّلطان والمجد إلى الأبدِ. آمين. بيد سلوانس الأخ الأمين، ـ كما أظُنُّ ـ كتبتُ إليكُم بكلماتٍ قليلةٍ واعظاً وشاهداً، أن هذه هيَ نعمة الله بالحقِّ التي فيها تَقُومُونَ. تُسلِّم عليكُم الصِّدِّيقة المُختارة التي في بابلون ( مصر )، ومرقس ابني. سلِّموا بعضُكُم على بعضٍ بقبلة المحبَّة. السَّلامُ لكُم جميعاً أيُّها الذينَ في المسيح يسوع.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 15 : 12 ـ 21 )
    فسكتَ الجُمهورُ كُلُّهُ. وكانوا يسمعونَ برناباس وبولس يُحَدِّثانِ بجميع ما صنع اللـه من الآيات والعجائب في الأُمم بواسطتهم.وبعدما سكتا أجاب يعقوب قائلاً: " أيُّها الرِّجالُ إخوتنا، اسمعوني. سمعان قد أخبر كيف افتقدَ اللـه أوَّلاً الأُمَم ليأخُذ منهُم شعباً على اسمهِ. وهذا توافقُهُ على أقوالُ الأنبياءِ كما هو مكتوبٌ: سأرجعُ بعد هذا وأبني أيضاً خيمةَ داودَ السَّاقِطةَ، وأبني أيضاً رَدْمَهَا وأُقيمُها ثانيةً، لكي يَطلُبَ الباقونَ من النَّاسِ الرَّبَّ، وجميعُ الأُمم الذين دُعيَ اسمي عليهم، يقولُ الرَّبُّ الصَّانعُ هذا الأمر. المعروف عند الرَّبِّ مُنذُ الأزلِ. لذلك أنا أَقضي أن لا يُثقَّل على الرَّاجعينَ إلى الله من الأُمم، بلْ يُرسَل إليهم أن يمتنعوا عن ذبائح الأصنام، والزِّنا، والمخنوق، والدَّم المائت. لأنَّ موسَى مُنذُ الأجيالٍ القديمة، له في كلِّ مدينةٍ من يكرزُ به، إذ يُقرَأ في المجامع في كلِّ سبتٍ ".
    ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
    السنكسار
    اليوم السابع من شهر كيهك المبارك
    نياحة القديس متى المسكين
    فى هذا اليوم تنيَّح القديس متى المسكين. كان هذا الأب رئيس دير جبل أسوان. وكان ذا فضائل عظيمة. وقد منحه اللـه نعمة شفاء المرضى وإخراج الشياطين. فمنها:إنهم قدّموا إليه امرأه بها مرض خفي حَارَ في علاجه الأطباء فعلِمَ بالروح حالها، وأمرها أن تقر بخطيتها أمام الحاضرين. فاعترفت أنها تزوجت بأخوين فاعتراها هذا الداء. فصلَّى القديس من أجلها فبرئت في الحال.وقد بلغ من فضائل هذا الأب أن الوحوش كانت تأنس إليه وتتناول طعامها من يده. ولمَّا أكمل سعيه تنيح بسلام.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 132 : 9 ، 1 )
    كهنتُكَ يَلبسُونَ العدلَ، وأبرارُكَ يبتهجونَ. من أجل داودَ عبدكَ. ُذكُر ياربُّ داودَ وكلَّ دعتهِ، كما أقسم للرب ونذرَ لإلهِ يعقوبَ. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 9 : 33 ـ 41 )
    وجاءَ إلى كفر ناحومَ. ولمَّا دخل إلى البيتِ سألهم: " في أي شيءٍ كُنتُمْ تَفكِّرونَ في الطَّريقِ؟ " فسكتوا، لأنَّهُمْ كانوا في الطَّريقِ يقولون لبعضهم بعضاً مَن هو الأعظمُ فيهم. فجلسَ ودعا الاثنيْ عشرَ وقال لهم: " مَن أرادَ أن يكونَ أوَّلاً فيكونُ آخرَ الكُلِّ وخادماً للجميع ". فأخذَ صبياً وأقامهُ في وسطهمْ ثم أمسكهُ بيده وقال لهم: " مَنْ يَقبل واحداً مِن أولادٍ مثلَ هذا بِاسمي يقبلُني، ومَن يَقبلَني فليسَ يَقبَلُني أنا بل قَبِلَ الذى أرسلني ". فقال له يوحنَّا: " يا مُعَلِّمُ، رأينا واحداً يُخرِجُ شياطينَ بِاسمكَ فمنعناهُ لأنَّه ليسَ يَتبَعُنا ". فقال له يسوعُ: " لا تَمنعُوهُ، لأنَّه ليسَ أحدٌ يصنَعُ قوَّةً بِاسمي ويستطيعُ سريعاً أن يقولَ عليَّ شرّاً. لأنَّ مَن ليسَ علينا فهو معنا. لأنَّ مَن سقاكُمْ كأسَ ماءٍ بِاسمي لأنَّكُم للمسيح، فالحقَّ أقولُ لكُم: إنَّهُ لا يُضيعُ أجرَهُ ".
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

12-16-2014, 06:32 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 25-10-2009

    حياة الفضيلة.. بين الهدف والوسيلة

    كلنا تقريبًا نتفق في الأهداف أو الأغراض، ما دام الهدف سليمًا وخيِّرًا. ولكننا نختلف في الوسائل المؤدِّية إلى الهدف... فم هي أسباب اختلاف الوسائل إذن؟ سببها اختلاف الفكر والعقل. كل مِنَّا له فكره الخاص، ونظرته الخاصة إلى الأمور. كذلك تختلف الأفكار بدرجة الذكاء، وبالتالي في الحُكم على الأمور. كما يختلف الناس أيضًا في الطِّباع وفي نوع النفسية. كما يختلفون من جهة البيئة المحيطة بكل منهم ومدى تأثيرها عليهم... لذلك نجد أناسًا طيبين، ويريدون الخير، ومع ذلك فوسائلهم مختلفة. كل واحد له منهجه الخاص في الوصول إلى الغرض.

    أحيانًا يوجد تنوّع، وأحيانًا يوجد اختلاف وخلاف... والتنوع شيء طبيعي. ولكن الاختلاف كثيرًا ما يتسبب في انقسام وصراعات. ورُبَّما يتحوَّل من الموضوعية إلى خلاف شخصي. ورُبَّما إلى خصام وإلى عداوة.

    مثال لذلك موضوع الإصلاح: كلنا نحب أن تنصلح الأمور. ولكن يختلف الأسلوب، فإنسان يرى أن الإصلاح يأتي عن طريق الحكمة والتفكير والتفاهم. وآخر أسلوبه في الإصلاح هو العنف. عن طريق النقد الشديد والمنشورات والتجريح والتشهير. ويقول إن المخطئين لا يصلحهم إلا اتخاذ الشدّة معهم. وآخر يقول: تنصلح الأمور بالصبر وطول الأناة، وآخر يقول: نُصلِّي ونصوم، واللَّه يتدخَّل ويصلح كل شيء.

    لذلك إن اشتركت مع أحد في عمل ما، أو من أجل خير ما، لا يكفى أن يكون مشتركًا معك في الهدف والغرض. إنما ينبغي أن يكون أيضًا مُشتركًا معك في الوسيلة وأسلوب العمل. لئلًا تكون طريقته في تنفيذ الغرض المشترك غير طريقتك. فتختلفان معًا، أو يُسبِّب لك مشاكل باعتباركما شريكان في عمل واحد.

    الخطير في مسألة الوسيلة هو المبدأ الميكاand#1700;لي. وكان ميكاand#1700;لي Machiavelli يقول: الغاية تُبرِّر الوسيلة the end justifies the means. فيظنه البعض أن الهدف الطيب يُبرِّر الوسيلة الخاطئة!!

    فمثلًا إنسان بِاسم الغيرة المقدسة على عمل الخير، لا مانع عنده من أن يصيح وينتهر ويوبخ ويشتم، ورُبَّما يرفع قضايا... ونحن نقول لمثل هذا الشخص: "إن الغيرة المُقدسة تناسبها وسيلة مقدسة".

    وبالمِثل أب يقسو جدًا على ابنه حتى يُعقِّده نفسيًا، ويحتج بغرض مُقدَّس هو تربية ابنه! الغرض سليم ولكن الوسيلة خاطئة. أو أب من أجل حرصه على عفاف ابنته يعاملها بشدة وقسوة حتى تهرب من بيته، وتبحث عن صدر حنون يعطف عليها... أو زوج يحبس زوجته في البيت ويُقيَّد كل تحركاتها وكلامها بحجة الحفاظ عليها! الوسيلة أيضًا خاطئة... أو أُم تتدخل في صميم الحياة الزوجية لابنتها، وعلاقة الابنة بزوجها. وقد تتسبب في فصلها عن زوجها. وتختفي وراء هدف مُقدِّس وهو الحرص على ابنتها وضمان راحتها.

    كثيرًا ما ضيّع الناس أنفسهم وعلاقتهم بالوسيلة الخاطئة: مثال ذلك شخص يسعى إلى مصالحة غيره. وهذا هدف سليم بلا شك ولكنه يرى أن الوسيلة هي العتاب. لا مانع. ولكنه في طريقة العتاب، يُعيد الأوجاع والجروح القديمة، ويضغط عليها بأسلوب يتعب الطرف الآخر. ويخرج من العتاب وقد ساءت العلاقة عن ذي قبل لأن وسيلة العتاب كانت خاطئة... بعكس ذلك إنسان آخر يستطيع بالعتاب أن يكسب الموقف، بل يجعل الطرف الآخر يتفهّم الأمور ويعتذر له، ويخرجان صديقين كأن شيء لم يكن.

    العتاب هو العتاب. ولكن وسيلته عند واحد مقبولة ومجدية، وعند آخر متعبة ومؤذية وتأتي بعكس المطلوب... فواحد يُعاتب بطريقة هادئة، والآخر يُعاتب بطريقة ساخطة. الأول يعاتب بحُب وعشم، والثاني يُعاتب بحقد وانتقام. فواحد منهما يُريد أن يُصالح. والآخر يُريد أن يثبت للطرف الآخر أنه مخطئ!

    جماعة تدخل في جمعية أو مؤسسة ما. وكلهم يريدون الخير لهذه المؤسَّسة. ولكنهم يختلفون في الوسيلة أحدهم يرى أن الوسيلة هي التعاون الكامل، ولو في ذلك لون من إنكار الذات. ولكن عضوًا آخر يرى أن وسيلته هي السيطرة وتدبير الأمور حسب حكمته هو. كل واحد له طريقته. ولكن يحدث الاختلاف حينما يرى البعض أن وسيلته هي الطريق الوحيد السليم. وينتقد غيره من الوسائل أو يحاول تحطيمه. يُمكن أن يوجد تنسيق وتكامل وتعاون بين الطُّرُق المتنوعة المُتعدِّدة الواصلة إلى غرض واحد. ولكن يحدث التصارع بين الوسائل المتناقضة.

    نطرق موضوع معاملة المخطئين: كلنا نكره الخطأ، ونأخذ من أصحابه موقفًا معارضًا. هذا غرض واحد ولكن الوسائل تختلف: البعض يبعد عن المخطئين، ينعزل عنهم ولا يختلط بهم. والبعض يأخذ منهم موقف المقاومة، ويرد لهم بالمثل، ويحاسبهم على كل خطأ، ولا يترك الأخطاء تمر بسهولة أو بدون مؤاخذة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). والبعض يحاول أن يصلح هؤلاء ويكسبهم، رُبَّما بالحُب والصبر، ورُبَّما بالمواجهة والإقناع... والمُهم أن نوصلهم إلى اللَّه وإلى الطريق السليم ونربح نفوسهم.

    أحيانًا تتحوَّل الوسائل إلى أهداف. فكلنا نرى أن هدفنا الروحي هو الوصول إلى اللَّه. ونرى أن من الوسائل الصلاة والصوم... الخ، ولنأخذ الصوم مثلًا وكيف يتحوَّل عند البعض إلى هدف في ذاته، بينما هو وسيلة نوجد بها في فترة روحية تًساعدنا على الوصول إلى اللَّه. فنمنع أنفسنا عن كل ما نشتهيه لكي نتعوّد السيطرة على الإرادة وبهذا يُمكن أن نمنعها عن الخطأ كما منعناها عن الأكل. هل نحن نحرص في صومنا أن يوصلنا إلى هذا الهدف الروحي؟! أمْ نحن نصوم لمُجرد الصوم بلا هدف وبلا فائدة وبلا نتيجة!

    لذلك كله ينبغي أن يراجع كل إنسان هدفه. ويتحقَّق أن وسيلته توصّله إليه. يتأكد أن الهدف سليم وروحي، وأنه لم ينحرف عنه إلى هدف آخر، وأنه يستخدم الوسيلة السليمة التي تُحقِّق هدفه الروحي... الهدف الروحي الوحيد هو الوصول إلى إرضاء اللَّه والوصول إلى ملكوته. وما الصلاة والصوم والقراءة الروحية والتأمل والوحدة سوى وسائل توصِّل إلى هذا الهدف وكذلك الفضائل هي مُجرَّد وسائط توصِّل إلى الهدف الذي هو اللَّه... ولكن للأسف قد تتحول هذه الوسائط كلها إلى أهداف!!
    +++
                  

12-17-2014, 02:24 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    ( يوم الاربعاء)
    صوم الميلاد المجيد
    17 ديسمبر 2014
    8 كيهك 1731
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 34 : 19-20)
    كثيرةٌ هيَ أحزانُ الصدِّيقينَ، ومِنْ جميعها يُنجيهم الربُّ، يحفظُ الربُّ جميع عظامهم، وواحدةٌ منها لا تنكَسِر. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 16 : 24 ـ 28 )
    حينئذٍ قال يسوع لتلاميذه: " مَن يريد أن يتبعني فَليُنكِر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني، لأنَّ مَن أراد أن يُخلِّص نفسه يُهلِكُها، ومن يُهلِكُ نفسه مِن أجلي يجدها. لأنَّه ماذا ينتفع الإنسانُ لو رَبِح العالم كلَّه وخسِرَ نفسه؟ أو ماذا يُعطي الإنسان فداءً عن نفسه؟ لأنَّ ابن الإنسان سـوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذٍ يُجازي كلّ واحدٍ حسب عمله. الحقَّ أقول لكم إن من القيام ههنا قوم لا يذوقون الموت حتَّى يروا ابن الإنسان آتياً في مجد أبيه ".
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 37 : 39-40 )
    خلاصُ الصدِّيقينَ مِنْ قِبل الربِّ. وهو ناصِرهُم في زمانِ الضيقِ. يُعينُهُم الربَّ ويُنَجيَّهُم. ويُخلِّصُهُم لأنهُم تَوكَّلوا عليهِ. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 13 : 9 ـ 13 )
    فانظُروا إلى نفوسِكُم، لأنَّهُم سيسلِّمونكُم إلى مجالسَ وسيَضربونكُم في المحافِل وتُوقفُونَ أمامَ ولاةٍ وملوكٍ مِن أجْلي شهادةً لهُم ولجميع الأُمَم. ويَنبَغي أوَّلاً أنْ يُكرزَ بالإنجيلِ. فإذا قدَّموكُم ليُسلِّموكُم فلا تَهتمُّوا مِن قَبْلُ بِما تتكلَّمونَ به، لأنَّكُم تُعطونَ في تِلكَ السَّاعـةِ ما تتكلَّمـونَ به، لأنَّ لستُم أنتُم المُتكلِّمينَ بَل الرُّوحُ القُدسُ. وسيسلِّم الأخُ أخاهُ إلى الموتِ والأبُ يُسلِّم ابنهُ، ويقومُ الأولادُ على آبائِهم ويقتلونَهُم. وتَكونونَ مُبغَضِينَ مِن الجميع مِنْ أجْلِ اسمي، والَّذى يَصبرُ إلى المُنتهَى فهَذا يَخلُصُ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القـداس
    البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس
    ( 10 : 1 ـ 18 )
    أنا نفسي بولس أطلُبُ إليكم بوَداعَةِ المسيح وحِلمِهِ، كما أنِّي ذليلٌ بينكم وأمامـكُمْ، ولكـن فيمـا أنا خـارج عنكـم فمتجاســرٌ عَليكُمْ. وأطلـب أن أكـون متجاسراً ولست عندكم بالثِّقة التي بها أظنّ أنِّي سأتجاسر على قوم الذين يحسبوننا كأنَّنا نسلك حسب الجسد. لأنَّنا وإن كُنَّا نسلك حسب الجسد، لا نُحارِب حسب الجسد. إذ أسلحة مُحارَبتنا ليست جسديَّة، بل هى قوات الله تهدم الحصون. وتهدم الآراء وكل عُلو يرتَفع ضِدَّ معرفة الله، ونسبي كلَّ فكر إلى طاعة المسيح، ومستعدِّينَ لأنْ ننتقم على كلِّ عصيان مَتَى كَمِلَتْ طاعتُكُم.أَتنظرونَ إلى ما هو قُدَّامكم؟ إن كان أحدٌ يثق من نفسه بأنَّه للمسيح، فليفتكر في نفسه أيضاً: أنَّه كما هو للمسيح، كذلك نحن أيضاً! فإنِّى وإن افتخرتُ شيئاً أكثر بالسُّلطان الذي أعطاه لي الربُّ فهو للبنيان وليس لهدمِكُم، لا أُخجَلُ. لئلاَّ أَظهر كواحد يُخيفكُم بالرَّسائِل. لأنَّه يقول: " الرَّسائل ثقيلةٌ وقويَّةٌ، وحضور الجسد فضعيفٌ، والكلام مرذولٌ ". مِثل هذا فليَحسِب هذا: أنَّنا كما نحن في الكلام بالرَّسائل ونحنُ غائبونَ عنكم، هكذا نكون أيضاً بالفِعل ونحن حاضِرون عندكُم. لأنَّنا لا نتجاسر أن نُشَبِّه أنفسنا أو نُقايس ذواتنا بقوم يمدحون أنفسهم وحدهم، بل إذ هم يقيسونَ أنفسهم على أنفسهم، ويُقابلون أنفسهم بأنفسهم وهُم لا يفهمون. ولكن نحنُ لا نفتخر إلى ما لا يُقاس، بل حسب قياس القانون الذي رسمه لنا الله، للبلوغ إليه وإليكم بقياس. لأنَّنا لا نمدِّدُ أنفسنا كأنَّنا لا نَبْلُغُ إليكم. إذ قد وصلنا إليكم أيضاً في إنجيل المسيح. غير مُفتخرينَ إلى ما لا يُقاس في أتعاب آخرين، بل لنا رجاء ـ إذا نما إيمانكم ـ ليتعظَّم فيكم مثل قانوننا بزيادةٍ، لنُبشِّركُم بما هو أعظم من ذلك. لا لِنفتخر بالأمور المُعدَّة في قانون غريب. وأمَّا مَن يفتخر فليفتخر بالربِّ. لأنَّه ليسَ مَن يمدح نفسه وحده هو المُختار، بل من يمدحهُ الربُّ.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
    ( 4 : 1 ـ 11 )
    فإذ قد تألَّم المسيح بالجسد عنَّا، تسلَّحوا أنتُم أيضاً بهذا المثال. فإنَّ مَن تألَّم بالجسد، كُفَّ عن الخطيَّة، لكي لا يعيش أيضاً الزَّمان الباقي في الجسد، لشهوات النَّاس، بل لإرادة الله. لأنَّه يكفيكم الزَّمان الذي مَضى إذ كنتم تصنعون فيه إرادة الأُمَم، وتسلكون في النجاسات والشَّهوات، وإدمان المُسكرات المتنوعة، والخلاعة، والدنس، وعبادة الأوثان المرذولة، الأمر الذي فيه يستغربونَ أنَّكُم لستُم تركضون معهم إلى فيض عدم الصَّحة عينها، مُجدِّفينَ. الذين سوف يُعطون جواباً للذي هو على استعدادٍ أن يُدين الأحياء والأموات. فإنَّه لأجل هذا بُشِّرَ الموتى أيضاً، لكي يُدانوا حسب النَّاس بالجسد، ولكن ليَحيَوا حسب الله بالرُّوح.وإنَّما نهاية كلِّ شيءٍ قد اقتربت، فتعقَّلوا إذاً واسهروا في الصَّلوات. ولكن قبل كلِّ شيءٍ، فلتكن المحبَّة دائمةً فيكُم بعضكُم لبعضٍ، لأنَّ المحبَّة تستُر كثرةً من الخطايا. كونوا مُحبِّين ضيافة الغُرباء بعضكم لبعضٍ بلا تذمُّر. وليخدم كلُّ واحدٍ الآخرين بما نال من المواهب بعضكم بعضاً، كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوِّعة. مَن يتكلَّم فكأقوال الله. ومَن يخدم فكأنَّه من قوَّةٍ يُهيئها الله، لكي يتمجَّد الله في كلِّ شيءٍ بيسوع المسيح، الذي له المجد والسُّلطان إلى أبدِ الآبدينَ. آمين.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 12 : 25 ، 13 : 1 ـ 12 )
    ورجع برنابا وشاول من أورشليم بعدما كمَّلا الخدمة، وأخذا معهما يوحنَّا أيضاً المُلقَّب مرقس.وكان في كنيسة أنطاكية أنبياء ومعلِّمون: برنابا، وسمعان الذي يُدعَى نيجر، ولوقيوس القيروانيُّ، ومناين الذي تربَّى مع هيرودس رئيس الرُّبع، وشاول. وبينما هم يخدمون الربَّ ويصومون، قال الرُّوح القدس: " افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي قد دعوتهما إليه ". حينئذٍ صاموا وصلُّوا ووضعوا عليهما الأيادي ثُمَّ أطلقوهما.فهذان إذ أُرسِلا من الرُّوح القدس انحدرا إلى سلوكية، ومن هناك سافرا في البحر إلى قبرس. ولمَّا وصلا إلى سلامينا ناديا بكلمة الله في مجامع اليهود. وكانا معهما يوحنَّا خادماً. ولمَّا اجتازا الجزيرة كلها إلى بافوس، وجدا رجلاً سـاحراً نبيَّاً كـذَّاباً يهوديَّــاً اســمه باريشوع، هذا كان مع الوالي سرجيوس بولـس، وهو رجلٌ فهيمٌ. فهذا دعا برنابا وشاول والتمس أن يسمع كلمة الله. فقاوَمهما عليمٌ السَّاحر، لأن هكذا يُترجَم اسمه، طالباً أن يُفسِد الوالي عن الإيمان.وأمَّا شاول، الذي هو بولس أيضاً، فامتلأ من الرُّوح القدس وقال: " أيُّها المُمتلئُ من كـلِّ غشٍّ وكـلِّ خبثٍ! يا ابن إبليـس! يا عـدوَّ كلِّ برٍّ! ألاَّ تـزال تُفسِد سُبل الربِّ المُستقيمة؟ فالآن هوذا يد الربِّ تأتي عليكَ، فتكون أعمى لا تُبصر الشَّمس إلى حينٍ ". ففي الحال وقع عليه ضبابٌ وظلمةٌ، وكان يَدورُ مُلتمِساً مَن يقوده بيده. فالوالي حينئذٍ لمَّا رأى، آمن وتعجب مِن تعليم الربِّ.
    ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
    السنكسار
    اليوم الثامن من شهر كيهك المبارك
    1. نياحة القديس ياركلاس بابا الإسكندرية الثالث عشر
    2. شهادة القديستين بربارة ويوليانة
    3. شهادة القديسين إيسى وتكلا أخته
    4. نياحة القديس صموئيل رئيس دير القلمون
    1ـ فى هذا اليوم من سنة 240 ميلادية تنيَّح الأب القديس ياركلاس بابا الإسكندرية الثالث عشر. وقد وُلِدَ من والدين وثنيين إلاَّ أنهما آمنا وتعمَّدا بعد ولادته. وكانا قد أدباه بالحكمة اليونانية ثم بالحكمة المسيحية، ودرس الأناجيل الأربعة والرسائل، فرسمهُ القديس ديمتريوس بابا الإسكندرية الثاني عشر شماساً ثم قساً على كنيسة الإسكندرية فنجح فى الخدمة، وكان أميناً فى كل ما أؤتمن عليه.ولمَّا تنيح الأب ديمتريوس أُنتُخِبَ القديس ياركلاس لرتبة البطريركية. فرعى رعية المسيح أحسن رعاية. وردَّ كثيرين من الصابئة وعمَّدهم، وقد كرَّس جهوده على التعليم والوعظ وإرشاد المخالفين. كما سلَّم للقديس ديونسيوس النَّظر في الأحكام وتدبير أمور المؤمنين. وأقام على الكرسي ثلاث عشر سنة. وتنيَّح بسلام. صلاته تكون معنا. آمين.
    2ـ وفي هذا اليوم أيضاً استشهدت القديستان بربارة ويوليانة. كانت بربارة ابنة رجل عظيم من إحدى بلاد المشرق يُسمى ديسقورس أيام مكسيميانوس الملك أي في أوائل الجيل الثالث المسيحي. ولشدة محبته لها بنى لها برجاً لتُقيم به. فرفعت القديسة بصرها إلى السماء من أعلى البرج وتأملت بهاء السماء وما بها من شمس وقمر وكواكب، واستنتجت أنه لابد لها من صانع قادر حكيم، ولن يكون إلاَّ الله تعالى هو صانعها.واتفق وجود العلاَّمة أوريجانوس في تلك الجهة فعلِم بخبرالقديسة وأتى إليها وعلَّمها مبادئ الدين المسيحي. وكان في الحمَّام طاقتان فأمرت بفتح طاقة ثالثة، ووضع صليب على حوض الماء فلمَّا دخل أبوها ورأى التغيير الذى حدث، سألها عن السبب، فقالت له : أمَا تعلم يا والدى أنه بالثالوث الأقدس يتم كل شيء. فهنا ثلاث طاقات على اسم الثالوث الأقدس. وهذه العلامة هيَ مثال لصليب السيد المسيح الذى كان به خلاص العالم. فأسألك يا والدي العزيز أن ترجع عن الضلالة التى أنت فيها، وأن تعبد الإله الذى خلقك. فعندما سمع أبوها هذا الكلام غضب جداً وجرّد سيفه عليها. فهربت من أمامه، فركض وراءها، وكانت أمامها صخرة انشقت شطرين، فاجتازتها وعادت الصخرة إلى حالتها الأولى. ودار أبوها حول الصخرة فوجدها مختبئة في مغارة، فوثب عليها كالذئب وأخذها إلى الوالي مركيانوس الذي لاطفها تارة بالكلام وأخرى بالوعد ثم بالوعيد، ولكنه لم يستطع أن يسلِبها حبها للسيد المسيح.عند ذلك أمر بتعذيبها بأنواع العذاب. وكانت هناك صبية يُقال لها يوليانة، شاهدت القديسة بربارة وهي في العذاب، فكانت تبكي لأجلها. وقد رأت السيد المسيح يُعزي القديسة بربارة ويُقوِّيها، فاستنارت بصيرتها وآمنـت بالسـيد المسـيح، فقطعوا رأسـها ورأس القديسة بربارة، ونالتا إكليل الشهادة. وقد هلك والدها بعد ذلك بقليل، وكذلك هلك الوالي الذى تولى تعذيبها.أمَّا حوض الماء الذى عُمِلَ عليه الصليب المقدس، فقد صار لمائه قوة الشفاء لكل من يغتسل منه.وجعلوا جسدي هاتين القديستين في كنيسة خارج مدينة غلاطية. وبعد سنين نقلوا جسد القديسة بربارة إلى مصر في الكنيسة التى سُمِّيت بِاسمها إلى اليوم.صلاتهما تكون معنا. آمين.
    3ـ وفي هذا اليوم أيضاً استشهد القديس إيسي وتكلا أخته. وكانا من أبوصير غرب الأشمونين. وكان القديس إيسي غنياً جداً. وكان يتصدق على المساكين بثمن ما يجزه من غنمه.ولمَّا علم أن صديقه بولس مريض بمدينة الإسكندرية. حيث كان يتردد عليها للتجارة، مضى إليه ليودعه ولما أتى إليه وجده قد عوفيَ من مرضه، فاتفقا معاً على أن يقوما بافتقاد القديسين المسجونين بسبب الاضطهاد وقد تنبأ عنهما بعض القديسين بأنهما سينالان إكليل الشهادة.وقد حدث ذلك أثناء مجيء القديس بقطر بن رومانوس إلى الإسكندرية، فلمَّا علِما بحسن سيرته وزهده للعالم أحبا أن يكونا مثله، فتقدم إيسي إلى الوالي واعترف بالسيد المسيح، فأمر بتعذيبه بأشد أنواع العذابات، كأنْ يُعرى ويوثق ويُعصر، ثم تُصوَّب مشاعل نار إلى جنبيه، وأن يُطرح على الأرض ويُضرب بالسِّياط وتُقطَّع أعضاؤه. وكان صابراً على هذا جميعه، وكان ملاك الرب يقوِّيه ويشفي جراحاته.وكان بولس صديقه يبكي من أجله هو وغلمانه، وظهر ملاك الرب لأختـه تكـلا وأمـرها أن تمضـي إلى أخيهـا، فذهبــت إلى البحـر، واسـتقلت إحدى السفن، فظهرت لها فيها العذراء والدة الإله وأليصابات نسيبتها وجعلتا تُعزِّيانها في أخيها، وكانت أليصابات تقول لها: " إن لي ولداً قد أخذوا رأسه ظلماً ". وقالت لها السيدة البتول: " إن لي ولداً صلبوه حسداً ". وكانت تكلا لا تعرف مَن هما.ولمَّا التقت بأخيها اتفق الاثنان وتقدما إلى الوالي معترفين بالسيد المسيح، فعذَّبهما أشد عذاب بالهنبازين وبحريق النار وبالتسمير وسلخ جلد الرأس، وكان الرب يقوِّيهما ويصبرهما. ثم أسلمهما إلى ولده والي ناحية الخصوص، ليذهب بهما إلى الصعيد. فلمَّا سارت بهم السفينة قليلاً سكنت الريح فوقفت عن المسير. فأمر أن تؤخذ رأسا إيسى وتكلا أختهُ، ويطرحا في الشوك والحلفاء، فكان كذلك ونالا إكليل الشهادة. وأوحى الرب إلى قِس يسمى أوري بشطانوف فأخذ جسديهما. أمَّا بولس صديق إيسي وابلانيوس بن تكلا أخته فقد استشهدا بعد ذلك. صلاتهم تكون معنا. آمين.
    4ـ وفي هذا اليوم أيضاً تنيَّح القديس الأنبا صموئيل رئيس دير القلمون. وُلِدَ في دكلوبا من كرسي ميصيل، من أبوين قديسين، ولم يكن لهما ولد سواه. وكان أبوه أرشلاؤس قساً. فأبصر في رؤيا الليل شخصاً مُضيئاً يقول له: لابد لولدك هذا أن يؤتمن على جماعة كثيرة ويكون مختاراً للرب طول أيام حياته.وكان صموئيل طاهراً منذ صغره مثل صموئيل النبي، وكانت تساوره دائماً فكرة الرهبنة. وفي بعض الأيام وجد وسيلة للذهاب إلى برية شيهيت ولم يكن يعرف الطريق. فظهر له ملاك الرب في شبه راهب ورافقه كأنَّهُ يقصد الدير مثله إلى أن وصلا إلى جبل شيهيت. وهناك سلَّمهُ لرجل قديس يُسمى أنبا أغاثو فقبِلهُ عنده كما أرشده الملاك. حيث أقام ثلاث سنين طائعاً له في كل ما يأمره به. وبعد ذلك تنيَّح الشيخ القديس أغاثو، وتفرَّغ القديس صموئيل للصلوات والأصوام الكثيرة، حتى أنَّهُ كان يصوم أسبوعاً أسبوعاً، فقدَّموه قساً على كنيسة القديس مقاريوس. وحدث أنَّ أتى إلى البرية رسول يحمل طومس لاون، فلمَّا قرأه على الشيوخ غار الأنبا صموئيل غَيرة الرب، ووثب وسط الجماعة وأمسك المكتوب ومزَّقه قائلاً: محروم هذا الطومس وكل من يعتقد به، وملعون كل من يغير الأمانة المستقيمة التي لآبائنا القديسين. فلمَّا رأى الرسول ذلك اغتاظ وأمر بغضب أن يُضرب بالدبابيس ثم يُعلَّق من ذراعه ويُلطم. فصادفت إحدى اللاطمات عينه فقلعتها. ثم طُرِدَ من الدير، فظهر له ملاك الرب وأمره أن يمضي ويسكن في القلمون. فمضى إلى هناك وبنى ديراً أقام فيه مدة يُعلِّم المُلتفين حوله ويُثبِّتهم على الأمانة المستقيمة، واتصل خبره بالمقوقس حاكم مصر فأتى إليه وطلب منه أن يعترف بمجمع خلقيدونية، وإذ لم يذعن لرأيه ضربه وطرده من الدير، فمضى وسكن في إحدى الكنائس، وبعد حين عاد إلى الدير. واتفق مجيء البربر إلى هناك، فأخذوه معهم في رجوعهم إلى بلادهم. فصلَّى إلى السيد المسيح أن ينقذه منهم، فكان كُلَّما أركبوه جملاً لا يستطيع القيام به، فتركوه ومضوا، ثم عاد هو إلى ديره.وأتى البربر إلى هناك مرة ثانية وأخذوه معهم إلى بلادهم. وكانوا قد سَبوا قبل ذلك الأنبا يوأنس قمص شيهيت. فاجتمع الاثنان في السبي وكان يتعزيـان معـاً. وحاول آسِرَهُ أن يغـويه لعبادة الشـمس. ولمَّا لم يسـتطع إلى ذلك سبيلاً، ربط رجله مع رجل جارية من جواريه، وكلَّفهما رعاية الإبل قصداً منه أن يقع معها في الخطية وعندئذ يتسلط عليه فيُذعن لقوله، كما أشار عليه إبليس. وفى هذا جميعهُ كان القديس يزداد شجاعة وقوة قلب، ولم يزل على هذا الحال حتى مرض ابن سيده مرض الموت، فصلَّى عليه فشفاه، فشاع خبرهُ في تلك البلاد، وكان يأتي إليه كل من به مرض، فيُصلِّي عليه ويدهنه بزيت فيبرأ. فأحبه سيده كثيراً واعتذر إليه واستغفره، وعرض عليه أن يطلب ما يريد. فطلب أن يأمر بعودته إلى ديره. فأعاده. ولدى وصوله اجتمع حوله كثيرون من أولاده الذين كانوا قد كثروا جداً حتى بلغوا الألوف. وظهرت له السيدة العذراء وقالت له أن هذا الموضع هو مسكني إلى الأبد. ولم يعد البربر يُغيرون على هذا الدير. وقد وضع هذا الأب مواعظ كثيرة ومقالات شتى وتنبأ عن دخول الإسلام مصر.ولمَّا قربت أيام نياحته جمع أولاده وأوصاهم أن يثبتوا في مخافة الله والعمل بوصاياه ويجاهدوا في سبيل الإيمان المستقيم إلى النفس الأخير، وتنيَّح بسلام .صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي (97 : 11-12)
    نُورٌ أشرق للصدِّيقينَ. وفرحٌ للمُستقيمينَ بقلبهِم. افرحوا أيُّها الصِّدِّيقونَ بالربِّ. واعترفوا لذِكر قُدسِهِ. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 11 : 53 ـ 12 : 1 ـ 12 )
    وفيمَا هو يقول هذا ابتدأَ الكتبةُ والفرِّيسيُّونَ يَنظرونَ رَدِياً، ويكلِّمونهُ في أمورٍ كثيرةٍ، ويَمكُرونَ لِيَصطادوهُ بكلمةٍ مِن فمهِ. وفى أثناءَ ذلِكَ إذ اجتمعَ رَبَواتٌ كثيرةٌ، حتَّى داسَ بعضُهُم بعضاً، ابتدأَ يسوعُ يقولُ لتلاميذِهِ: " أولاً تَحرَّزوا لأنفسِكُم مِن خميرِ الفرِّيسيِّينَ الذي هو رياؤهُم، فليسَ شئٌ مكتومٌ إلاَّ وسيظهَرُ، ولا خفيٌ إلاَّ وسيُعلَمُ. والَّذى تقولونهُ في الظُّلمةِ سيُسمعُ في النُّورِ، وما قلتموهُ في الأذنِ في المَخادع يُنادَى به على السُّطوح. ولكنْ أقولُ لكُم يا أصدقائي: لا تخَافُوا مِنَ الَّذينَ يَقتلُونَ جَسَدَكُم، وبعد ذلِكَ ليسَ لهُم أنْ يَفعلوا شيئاً أكثرَ. بَـل أُعلِمكُم مِمَّنْ تخافُونَ: خَافُوا مِنَ الذي بعدما يَقتُلُ، لهُ سلطانٌ أنْ يُلِقِيَ في جَهنَّمَ. نَعَم أقولُ لكُم: مِنْ هَذا خَافُوا‍. أَلَيسَتْ خَمسَةُ عصافيرَ تُباعُ بِفَلْسَيْنِ، وواحدٌ مِنها لا يُنسَى قُدَّام اللهِ؟ بَل شُعورُ رؤوسِكُم أيضاً جميعُها مُحصاةٌ. فلا تَخافُوا الآنَ. أنتُم أفضَلُ مِنْ عَصافيرَ كثيرةٍ. وأقولُ لكُم: إنَّ كُلَّ مَنْ يَعترفُ بي قُدَّامَ النَّاسِ، يَعترفُ بهِ ابنُ الإنسانِ أيضاً قُدَّامَ مَلائِكةِ اللهِ. ومَنْ أَنكَرَني قُدَّامَ النَّاسِ، يُنكَرُ قُدَّامَ مَلائِكةِ اللهِ. وكُلُّ مَنْ يقول كلمةً على ابنِ الإنسانِ يُغفَرُ لهُ، وأمَّا مَنْ يُجدِّف على الرُّوح القُدسِ فلن يُغفَرُ لهُ. ومَتَى قدَّمُوكُم إلى المجامِع والرُّؤساءِ والسَّلاطِينِ فلا تَهتمُّوا كيفَ أو بِمَا تُجِيبونَ أو بِمَا تَقولونَ، لأنَّ الرُّوحَ القُدُسَ يُعلِّمُكُم في تِلكَ السَّاعةِ مَا يَجِبُ أنْ تَقولوهُ.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

12-17-2014, 02:43 PM

وضاحة
<aوضاحة
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 9116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    Quote: أجبائى الكرام ..
    جقيقة .. الزمن يجرى بسرعة البرق ..
    ومن يقول نحن فى أواخر عام 2014 .. وبعد أيام قليلة
    سيحل عام جديد بتباشير جديدة .. آملين من الله عز وجل
    أن يكون عاماً مليئاً بالخير والخيرات ..


    عمو سودانى الحبيب
    كل عام وانت ملي بالصحة والعافية
    يعجبنى كثيرا طرحك لى اعتقادك فى ثقة وصدق واطمينان واحترام لمن يختلف معك
    ليتنا كنا مثلكم متصالحين مع انفسونا وديننا
                  

12-18-2014, 01:18 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: وضاحة)

    الإبنة الحبيبة وضاحة ..
    كم أنت جميلة و واضحة يا وضاحة ..

    شكراً جزيلاً .. ابنتنا وضاحة لمداخلتك الرقيقة ..

    Quote:
    عمو سودانى الحبيب
    كل عام وانت ملي بالصحة والعافية
    يعجبنى كثيرا طرحك لى اعتقادك فى ثقة وصدق واطمينان واحترام لمن يختلف معك
    ليتنا كنا مثلكم متصالحين مع انفسونا وديننا


    قد قمت بقراءة كلماتك الجميلة أكثر من مرتين وصرت أردد الجملة الأخيرة ..
    والتى تحوى معنىً جميلاً .. وإن نمّ هذا .. إنما ينم عن أخلاق وشعور فياض ..

    " ليتنا كنا مثلكم متصالحين مع أنفسنا وديننا " ..
    يا سلام يا وضاحة .. قد أتيت بالمفيد ..
    كيف يتصالح الإنسان مع نفسه .. لأن الإنسان الذى
    يتصالح مع نفسه .. بطريقة مرضية .. إنما كأنما
    يتصالح مع الله .. والذى يتصالح مع الله .. هو الذى
    يقوم بتنفيذ وصايا الله ..
    وأما اننا .. لابد وأن نحترم من يخالفنا الرأى .. فهذا واجب علينا ..
    لأن الواجب أن نحب بعضنا بعضاً .. بغض النظر كينونة هذا
    الإنسان الذى نحبه .. لابد أن نحب الجميع بغير إستثناء ..

    وكم هو جميل .. أن نتناقش بهذه الروح يا وضاحة ..
    الرب يبارك حياتك ..
    عمك العجوز ..
    ارنست
    +++
                  

12-18-2014, 02:09 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    ( يوم الخميس )
    صوم الميلاد المجيد
    18 ديسمبر 2014
    9 كيهك 1731
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 32 : 11 - 33 : 1 )
    افرحوا أيُّها الصدِّيقون بالربِّ وتهلَّلوا. للمُستقيمين ينبغي التَّسبِيحُ. مِن أجْـلِ هذا تَبتَهِلُ إليكَ كلُّ الأبرارٍ فى آوانٍ مُستقيم. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 25 : 14 ـ 23 )
    وكأنَّما إنسانٌ مُسافـرٌ دَعا عبيدَهُ وسلَّمهُم أموالَهُ، فأعطَى واحداً خَمسَ وزناتٍ، وآخَرَ وَزنتينِ، وآخَرَ وَزنةً. كُلَّ واحدٍ على قدرِ طاقتِهِ وسافرَ. فمضَى الَّذي أخذَ الخمسَ وزناتٍ وتاجَرَ بِها، فرَبِحَ خمسَ أُخَرَ. وهكذا أيضاً الَّذي أخذَ الاثنتينِ، رَبِحَ اثنتينِ أُخريَينِ. وأمَّا الَّذي أخذَ الواحدةَ فمضَى وحفـرَ في الأرضِ وأخفى فضَّةَ سـيِّدهِ. وبعدَ زمانٍ طويلٍ جاءَ سـيِّدُ أُولئكَ العبيدِ وحاسبهُمْ. فجاءَ الَّذي أخذَ الخمسَ وزناتٍ وقدَّمَ خمسَ وزناتٍ أُخَرَ قائلاً: يا سيِّدُ، خمسَ وزناتٍ أعطيتَني. هُوَذا خمسُ وزناتٍ أُخَرُ ربِحْتُهَا. فقال لهُ سيِّدهُ: حسناً أيُّها العبدُ الصّـَالحُ والأميـنُ. كُنـتَ أميـناً عـلى القليلِ فأُقِيمُكَ على الكثيرِ. اُدخُلْ إلى فرحِ سيِّدكَ. ثُمَّ جاءَ الَّذي أخذَ الوزنتينِ وقال: يا سيِّدُ، وزنتينِ سلَّمتَني. هُوَذا وزنتانِ أُخريانِ ربِحتُهُما. قال له سيِّدُهُ: نِعِمَّا أيُّها العبدُ الصَّالحُ والأمينُ. كُنتَ أميناً على القليلِ فأُقيمُكَ على الكثيرِ. اُدخُلْ إلى فرحِ سيِّدكَ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 33 : 1 ، 12 )
    ابْتَهِجُوا أيُّها الصِّدِّيقونَ بالربِّ. للمُستَقِيمِينَ يَنبغي التَّسبِيحُ. طُوبَى للأُمَّةِ التى الربُّ إلهُهَا. والشَّعبِ الَّذي اختارَهُ مِيراثاً لهُ. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 19 : 11 ـ 19 )
    وإذ كانوا يَسمَعونَ هذا عادَ فقالَ مَثَلاً، لأنَّهُ كانَ قريباً مِن أُورُشَليمَ، وكانوا يَظُنُّونَ أنَّ ملكوتَ اللهِ عتيدٌ أنْ يَظهَرَ في الحالِ.فقالَ: " كان إنسانٌ شريفُ الجنسِ ذهبَ إلى كورةٍ بعيدةٍ ليأخُذَ مُلكاً لنفسهِ ويَرجعَ. فدَعا عشرةَ عبيدٍ لهُ وأعطاهُمْ عشرةَ أَمْنَاءٍ، قائلاً لهُم : تاجِروا في هذه حتَّى آتِيَ. وأمَّا أهلُ مدينتهِ فكانوا يُبغِضونَهُ، فأرسَلُوا وراءَهُ سَفارَةً قائلينَ: لا نُريدُ أنَّ هذا يَملِكُ علينا. ولمَّا رجعَ بعدَمَا أَخَذَ المُلْكَ، قالَ أنْ يُـدعَـى إليهِ العبـيـدُ الَّذيـنَ أعـطـاهُمُ الفضَّـةَ، لِيعلَمَ بِمَا تَاجَرَ كُلُّ واحدٍ. فجاءَ الأوَّلُ قائلاً: يا سيِّدي، مَنَاكَ رَبِحَ عشرةَ أَمْنَاءٍ. فقال لهُ: نِعِمَّاً أيُّها العبدُ الصَّالحُ، لأنكَ كُنتَ أميناً فى القليلِ، فليكُنْ لكَ سُلطانٌ على عشرِ مُدنٍ. ثُمَّ جاءَ الثاني قائلاً: يا سيِّدي، إنَّ مَنَاكَ قد رَبِحَ خمسةَ أَمْنَاءٍ. فقالَ لهذا أيضاً: وكُنْ أنتَ على خمسِ مُدنٍ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي
    ( 3 : 20 ، 4 : 1 ـ 9 )
    وأمَّا نَحنُ فَسيرتَنَا ( فَوَطِنيـَّـتُنا ) في السَّمَواتِ، الَّتى مِنها نَنتَظِرُ مُخلِّصنا ربنا يَسوعَ المَسيح، هذا الَّذي سيُغَيِّرُ جسد تواضُعِنا ليَكُونَ مُشاركاً لصُورةِ جسدِ مَجدِهِ، بِحَسبِ عَملِ استِطاعَتهِ أنْ يُخضِعَ لِنَفسِهِ كُلَّ شَيءٍ.إذاً يَا إخوَتي الأحِبَّاءَ والمَحبُوبينَ، يَا فَرحِي وإكليلِي، اثبُتُوا هكَذا في الربِّ أيُّها الأحبَّاءُ.أَطلُبُ إلى أفُوديَةَ وأَطلُبُ إلى سِنْتيخِي أنْ تَفتكِرَا فى هذا بعينه فى الربِّ. نَعمْ أسْألُكَ أنتَ أيضاً، أيُّها المُختار شَريكِى ( سنزيكا ) ساعِدهما، هَاتان اللَّتان جاهَدتَا مَعِي في الإنْجيلِ، مَعَ أَكْلِيمَندُسَ أيضاً وباقي العامِلينَ مَعي، الَّذينَ أسماؤُهُمْ مَكتُوبة في سفـرِ الحَياةِ.اِفـرَحُوا في الربِّ كُلَّ حِينٍ وأقُولُ أيضاً افـرَحُوا. وليَظهَر حِلمُكُمْ لِجَميـع النَّاسِ. الربُّ قَريبٌ. لا تَهتمُّوا بشيءٍ، بَـل في كُلِّ شيءٍ بالصَّلوةِ والدُّعاءِ مَعَ الشُّكرِ، لتُعلمْ طِلباتُكُم لدَى اللهِ. وسلامُ اللهِ الَّذي يَفوقُ كُلَّ عَقلٍ، يَحفَظُ قُلوبَكُم وأفكارَكُم فى المَسيح يَسوعَ.وأخيراً يا إخوَتي كُلُّ ما هُو حَقٌّ، كُلُّ ما هُو جَليلٌ، كُلُّ ما هُو عادِلٌ، كُلُّ ما هُو طاهِرٌ، كُلُّ شيءٍ بمحبةٍ، كُلُّ شيءٍ بِحسنِ صيتٍ، ما فيهِ فَضيلَةٌ أو ما فيهِ كَرامَةٌ، فَفِى هذهِ افْتَكِروا. هَذِهِ هِى الَّتى تَعَلَّمتُمُوها، وتَسَلَّمتُمُوها، وسَمِعتُمُوها، ونَظَرتُمُوها فيَّ، فهَذه افعلوها، وإلهُ السَّلام يكُونُ مَعَكُمْ.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة يعقوب الرسول ( 5 : 9 ـ 20 )
    لا يَئِنَّ بعضُكُم على بعضٍ يا إخوتي لِئَلاَّ تُدانوا. هوَذا الدَّيانُ واقفٌ على الأبوابِ. خُذوا لكُم يا إخوتي مثالَ احتمال المشقَّاتِ وطول أناةٍ: الأنبياءَ الَّذينَ تكلَّموا بِاسم الربِّ. ها نحنُ نُغبِط الَّذينَ صبروا. لأنكُم سَمِعتُم بصبرِ أيُّوبَ وعاقِبةَ الربِّ قـد رأيتُموها. لأنَّ الربَّ هو عظيمُ الرَّأفةِ جداً وهو طويلُ الآناةِ.وقبل كلَّ شيءٍ يا إخوتي، لا تحلِفوا، لا بالسَّماءِ، ولا بالأرضِ، ولا بقَسَم آخر. وليَكُن كلامكُم نعم نعم، ولا لا، لئلاَّ تكونوا تحت الحُكم.وإن كان واحدٌ منكم قد نالهُ تعب فليُصلِّ. والفرح القلب فليُرتِّل. وإن كان واحدٌ منكم مريضاً فليدعُ قسوس الكنيسة وليُصلُّوا عليه ويدهنوه بزيتٍ على اسم الربِّ، وصلوة الإيمان تُخلِّص المريضَ، والربُّ يقيمُه، وإن كان قد عمل خطايا تُغفرُ له. واعترفوا بخطاياكم بعضُكُم لبعضٍ، وصلُّوا على بعضكم بعضٍ، لكيما تشفوا. وصلوة البارِّ فيها قوة عظيمة فعالة. كان إيليَّا إنساناً تحت الآلام مِثلَنا، وصلَّى صلوة كى لا تُمطِر السَّماء، فلمْ تُمطِر على الأرض ثلاثَ سنينَ وسِتَّةَ أَشهُر. وصلَّى أيضاً، فأعطت السَّماء المَطر، والأرض أنبتت ثَمَرَها.يا إخوتي، إذا ضلَّ واحدٌ منكم عن سبيل الحقِّ وردَّهُ واحدٌ، فليعلَم أن من يَردُّ الخاطئ عن طريق ضلالته، فإنه يُخلِّص نفسهُ من الموتِ، ويَستُر عن خطايا كثيرة.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنَّهُ يبقى إلى الأبد. )


    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 11 : 19 ـ 26 )
    أما الذين تشتَّتُوا من الضِّيق الذي حصل بسبب استفانوس فأتوا إلى فينيقية وقبرس وأنطاكية، وهم لا يُكلِّمون أحداً بالكلمة إلا اليهود فقط. وكان منهم قومٌ، قُبرسيُّون وقيروانيُّون، هؤلاء الذين لمَّا دخلوا أنطاكية كانوا يتكلَّمون مع اليونانيِّين مُبشِّرين بالربِّ يسوع. وكانت يد الربِّ معهم، فآمن جمعٌ كثيرٌ ورجعوا إلى الربِّ.فبلغ القول عنهم إلى آذان الكنيسة التي في أُورُشليم، فأرسلوا برنابا إلى أنطاكية. هذا لما أتى ورأى نعمة الله فرِح، وكان يُعزي الجميع أن يثبُتوا في الربِّ برضاء القلب لأنه كان رجلاً صالحاً ومُمتلئاً من الرُّوح القدس والإيمان. فانضَّم إلى الربِّ جمعٌ عظيمٌ.ثمَّ خرج إلى طَرسُوسَ ليَطلُب شَاوُل. ولمَّا وجده أَصعده إلى أنطاكية. فحدث أنَّهما اجتمعا في الكنيسة سنةً كاملةً وعلَّمَا جمعاً كبيراً. وسُميَّ التَّلاميذ الذين في أنطاكية أولاً مَسيحيِّين.
    ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بِيِعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )
    السنكسار
    اليوم التاسع من شهر كيهك المبارك
    نياحة القديس بيمين المعترف
    في هذا اليوم تنيَّح القديس بيمين الشهيد بغير سفك دم. وقد كان من منية بني خصيب من أعمال الأشمونين. وكان وكيلاً لأشغال رجل أُرخُن جليل المقدار، ولطهارته وتقواه أحبه الجميع، كما كان لزوجة ذلك الأُرخُن ثقة عظيمة به. ولاحتقاره أباطيل العالم، ترك عمله وقصد ديراً في تلك المدينة حيث ترهَّب فيه، فلمَّا علِم الأُرخُن توجَّه إليه هو وزوجته وسألاه العودة إلى الخدمة آسفين على فراقه. وإذ لم يوافقهما عادا حزينين، أمَّا القديس فقد استمر في عبادته ونسكه، ولم يُقنع بذلك بل رغب أن يصير شهيداً بسفك دمه على اسم المسيح له المجد. فمضى إلى أنصنا ووجد كثيرين من المسيحيين يُعذَّبون على اسم المسيح. فتقدم هو أيضاً واعترف بالمسيح. فعذَّبوه عذاباً شديداً بالضرب والحريق وتقطيع الأعضاء والعصر بالهنبازين. وفي ذلك كله كان السيد المسيح يقوِّيه ويُقيمه سالماً. وفيما هو على هذا الحال انقضى زمان عبادة الأوثان، ومَلَكَ قسطنطين الملك البار، وأمر بالإفراج عن كل الذين في السجون بسبب الإيمان. فظهر السيد المسيح لهذا القديس وأمره أن يُخبِر جميع القديسين المسّجونين بأنه تبارك اسمه قد حسبهم مع جملة الشهداء ودعاهم بالمعترفين.وأرسل الملك قسطنطين يستحضر اثنين وسبعين منهم فمضوا إليه وبينهم القديس أبانوب المعترف.أما القديس بيمين فسكن في دير خارج الأشمونين. وكان الرب قد أنعم عليه بموهبة الشفاء، وشاع ذكره في جميع تلك النواحي. وحدث أن مرضت ملكة رومية بمرض عضال استعصى علاجه، وزارت أديرة وكنائس كثيرة ولم تحصل على الشفاء. وأخيراً أتت إلى أنصنا وصحبها الوالي ورجاله إلى حيث القديس. ولمَّا أعلموه بحضورها لم يُبادِر إلى لقائها بل قال: ماذا لي أنا مع ملوك الأرض. ولمَّا ألحَّ الأخوة عليه خرج إليها، فلمَّا رأته خرت عند قدميه، فصلَّى القديس على زيت ودهنت به فبرئت في الحال. وقدَّمت له أموالاً كثيرة وهدايا عظيمة فلم يقبلها، ما عدا آنية برسم الهيكل، وهي صينية وكأس وصليب من ذهب، ثم عادت إلى مدينتها ممجدة الله. وكان هناك أسقف قديس يُعيِّد هو وجماعة من المؤمنين لبعض الشهداء في أحد الأديرة، فعلِم بأن الأريوسيين قد اتخذوا لهم أسماء شهداء بغير وجود، وعيَّنوا لهم أُسقفاً غير شرعي وأضلوا بذلك كثيرين من الشعب. فتوجه الأسقف إلى القديس بيمين وأعلمه بذلك، فأخذ معه جماعة من الرهبان وذهبوا إلى حيث هؤلاء المخالفين وجادلوهم وبيَّنوا ضلالهم فتشتتوا وبدد الرب شملهم. ورجع القديس بيمين إلى ديره وتقدم في الأيام ومرض، فجمع الإخوة وأوصاهم، وأعلَّمهم أنه قد حان الوقت ليمضي إلى الرب، فحزنوا جداً على فراقه. ثم أسلَّم الروح فكفنه الأخوة، وصلوا عليه. وقد حدثت من جسده آيات شفاء عديدة.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 34 : 19 ، 68 : 4 )
    كثيرةٌ هي أحزان الصدِّيقين. ومن جميعها يُنجِّيهم الربُّ. والصدِّيقون يفرحونَ ويتهللونَ أمام اللهِ. ويتنعمون بالسرور. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 12 : 32 ـ 44 )
    لا تَخف أيُّها القطيع الصَّغير، لأنَّ أباكم قد سُر أن يُعطيكُم الملكوت. بيعوا ما لكُم وأعطوا صدقة. اعملوا لكم أكياساً لا تقدم وكنزاً لا يفنى في السَّموات، حيث لا يقرب سارقٌ ولا يُفسده سوسٌ، لأنه حيث يكون كنزكم هُناك يكون قلبكم أيضاً.لتكُن أحقاؤكم ممنطقة وسرجكم موقدة ، وأنتم أيضاً تشبهون أُناساً ينتظرون سيِّدهم متى يعود من العرس، حتى إذا جاء وقرع يفتحون له في الحال. طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيِّدهم يجدهم ساهرين. الحقَّ أقول لكم: أنه يتمنطق ويُتكئهم ويقف ويخدمهم. وإن أتى في الهزيع الثَّاني أو إذا أتى فى الهزيع الثَّالث ووجدهم هكذا، فطوبى لأولئك العبيد. وإنَّما اعلموا هذا: أنه لو عرف ربُّ البيت في أية ساعة يأتي السَّارق لسهر، ولم يدع بيته يُنقَب. فكونوا أنتم أيضاً مستعدِّين، لأنَّه في ساعة لا تعرفنها يأتي ابن الإنسان.فقال له بطرس: ياربُّ، ألنا تقول هذا المثل أم قلته للجميع أيضاً؟. فقال الربُّ: فمن هو يا ترى الوكيل الأمين والحكيم الذي يُقيمه سيِّده على عبيده ليُعطيهم طعامهم في حينه؟ طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيِّده يجده يفعل هكذا! حقاً أقول لكُم: أنَّه يُقيمه على جميع أمواله.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

12-18-2014, 05:03 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 1-11-2009

    عوائق للفضيلة ولكنها ليست موانع


    حياة البر والفضيلة لا تسير سهلة باستمرار، إنما تصادفها عوائق في الطريق. فم هي هذه العوائق وما أسبابها؟ ولماذا سمح الله بها؟... وعمومًا يمكن أن نسأل ما فائدة العوائق.

    من أهم العوائق عمل الشيطان الذي يحرص بكل قوته على أن يقتنص فريسة من بين الفضلاء. وهناك أمر يسميه الروحيون (حسد الشياطين). وهم يحسدون الأبرار على برهم وعلى نجاحهم في الطريق الروحي الذي فشل فيه هؤلاء الشياطين. يحسدونهم على حياة القداسة والنقاوة، وعلى علاقتهم الطيبة بالله. ويحسدونهم على النعمة المصاحبة لهم... لذلك يثيرون حولهم الزوابع، لكيما يفشلوا ويصيروا مثلهم أو من مملكتهم.

    فأن سرت في طريق الفضيلة وقابلتك عوائق، فأطمئن، لأنك سائر في الطريق السليم. فلو كنت سائرًا في طريق الشيطان، ما كان يحاربك! بل على العكس كان يسهّل طريقك ويشجعك. أما محاربته لك أو محاربة أعوانه، فدليل أكيد على أن مسلكك يتعب الشيطان. ولهذا يجعل طريق الفضيلة ضيقًا حولك. فأنت كلما تبدأ في عمل صالح، يلجأ الشيطان وأعوانه في عمل مضاد لك. ولكن كل ذلك لا يمنعك أبدًا من الاستمرار في طريق الخير وسوف يحيطك الله بقوة من عنده تشجعك لتنتصر على كل العوائق.

    على أن أكبر عائق للفضيلة هو ذاتك أنت التي قد تحاربك أكثر مما يحاربك الشيطان. فإن كانت تحب المادة أو تحب الخطية فحينئذ تكون ذاتك عائقًا للفضيلة. ومن مظاهر ذلك إن كانت الحواس طائشة تتأمل فيما يثير الخطية فيها. فالحواس هي أبواب الفكر. والفكر يوصل إلى القلب والمشاعر. والجسد أحيانًا يقاوم الروح ويقيم عوائق للفضيلة.

    ومن عوائق الفضيلة أيضًا الأصدقاء الأشرار والمرشدون المضلون كما قال الرب لإسرائيل في القديم "مرشدوك مضلون". وأحيانًا وصف أمثال هؤلاء المرشدين بأنهم قادة عميان... ومن ضمن هذه المعوقات المفاهيم الخاطئة التي تنتشر في البيئة أو في وسط أية جماعة وتضللها. ومن ضمن هذه المعوقات الكتب والمطبوعات الخاطئة.

    ومن عوائق الفضيلة أيضًا الطباع الشخصية للإنسان إن كانت طباعًا منحرفة. وربما يكون بعضها طباعًا موروثة، أو طباعًا مكتسبة من البيئة، أو من كثرة الممارسات. مثال ذلك أن يكون الشخص غضوبًا أو سمّاعًا أو متسرعًا... ومن العوائق أيضًا شهوات النفس الداخلية، أو بعض أهدافها الخاطئة...

    ولكنني من جهة كل هذه العوائق، أقول لك لا تخف. بل اطمئن. واعرف أنك في كل المحاربات الروحية التي تتعرض لها، وفي كل العوائق التي تقف أمامك، هناك المعونة الإلهية التي تسندك. فالشيطان يحاول أن يُعيقك، ولكن النعمة تشجعك وتقويك. الله تبارك اسمه يسمح بوجود العوائق، هذه نصف الحقيقة. أما النصف الآخر فإنه في نفس الوقت يعطيك القوة التي تجاهد بها وتنتصر. إنه يسمح بالتجارب أحيانًا. ولكنه لا يدعكم تُجَرَّبون فوق ما تستطيعون، بل يجعل مع التجربة المنفذ.

    إن الله قد يسمح بالعوائق لاختبار طاعتنا له ولاختبار محبة إرادتنا للفضيلة ومدى مقاومتها للعوائق... إن كل إنسان يمكنه أن يقدم نية طيبة ووعودًا طيبة. ولكن في ساعة التنفيذ حينما تواجهه العوائق ويدخل في اختبار عملي، ما أسهل أن يفشل.

    فمثلًا إنسان يريد أن يدفع نصيب الله في ماله. ثم يقف أمامه عائق وهو احتياجه للمال الذي يريد أن يدفعه. وهنا تُختبر فضيلته... وإنسان يريد أن يدّرب نفسه على فضيلة الاحتمال. وإذا به يتعرض إلى إساءة، ربما يرى أنه لا يستطيع أن يحتملها. ولا يستطيع أن يسامح أو يغفر لمن أساء إليه. وهنا أيضًا تُختبر إرادته... أو إنسان يريد أن يقول كلمة حق. وتقف أمامه عوائق من نتائج قول الحق كأن يتعرض إلى أذية أو إلى تهديد ممن يخيفهم أو يتعبهم قوله للحق. وهنا تُختبر شجاعته، أو صمود قلبه أمام المخاوف!

    العوائق تُظهر مدى ثبات الإنسان في إيمانه، وفي علاقته بالله والناس... إن الشهداء أظهروا عمق إيمانهم، على الرغم من التهديدات والعذابات والسجن والنفي. وعلى الرغم من الإغراءات الكثيرة التي عُرضت عليهم... فبرهنوا أنهم كانوا أقوى من كل ذلك. وانتصروا على كل العوائق ونالوا الأكاليل.

    إن الفضيلة الثابتة على الرغم من العوائق تدل على أن الإنسان الروحي المنتصر على العوائق، بحيث لا يفقد هدوءه ولا سلامه الداخلي ولا فضيلته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). بحيث لا يهتز ولا يتغير ولا يضطرب، ولا يشك ولا يضعف. بل يدل ثباته على أن معدنه طيب وقوي. وعلى أنه يحيا حياة الانتصار باستمرار.

    مثال أخر في حياة الخدمة والبذل من أجل الآخرين: هناك فرق كبير بين الخدمة السهلة والخدمة الصعبة. فكثيرون يفضلون الخدمة السهلة المريحة. وبلا شك أن أجرها عند الله لا يمكن أن يكون في مستوى الخدمة الصعبة، التي بلا إمكانيات، أو التي تواجهها مشاكل ومتاعب من الأوضاع أو من الناس، أو من أخوة كذبة! وكلما أنتصر الإنسان على عوائق الخدمة، هكذا يكون أجره عظيمًا في السماء.

    ومن فوائد العوائق أنها تسبب لنا الاتضاع، والحاجة إلى الصلاة، وإلى طلب المعونة من الله. وإن انتصرنا على العوائق، حينئذ نشكر الله الذي أعاننا، ولا نفتخر بأنفسنا افتخارًا باطلًا.

    والعوائق أيضًا في مواجهتها والانتصار عليها، إنما تعطينا خبرة روحية نلمس بها يد الله وتدخّلها لمعونتنا. وهكذا نرى عمليًا كيف أن الله يحل لنا المشاكل، ويزيل العوائق والعقبات. ونختبر كيف أنه يحوّل الشر إلى خير، وكيف يدير الأحداث حسب مشيئته الصالحة، كما حدث مع يوسف الصديق. وأيضًا بهذا الاختبار الروحي نكتسب شجاعة وقوة، ولا نعود نخاف من الشدائد والعوائق.

    وبمعونة الله التي تنصرنا على العوائق، ندخل في حياة الشكر، ونشكر الله الذي أنقذنا. والذي بالعوائق نشّط أرواحنا للقتال مع عدو الخير وجعلنا لا نستسلم لحروب الشيطان ولا لشهوات أنفسنا.
    +++
                  

12-19-2014, 01:05 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 8-11-2009

    كونوا لطفاء


    إنها نصيحة نُقدِّمها للجميع "كونوا لُطفاء نحوكم نحو بعض". وبهذا تكونون محبوبين من الكل. والإنسان اللطيف يتصف بحياة الوداعة والرقة والبشاشة، والبُعد عن الخشونة والعنف والقسوة والتعالي. ولذلك فإن تصرفاته هي ثمر للروح الوديع الهادئ.

    هناك أشخاص -للأسف الشديد- يظنون أن الحياة الروحية هي مُجرَّد صلاة وصوم وما أشبه، بينما يسلكون بطريقة منفرة في معاملة الآخرين!! ولكنني أقول لكل منهم إن لم تكن لطيفًا في تعاملك، فأنت شخص غير مُتدين على الإطلاق. لأنَّ الإنسان المتدين لابد أن يسلك بطريقة روحية. فيكون مُشفقًا على الغير، لا يُجازي عن شر بشر، أو عن شتيمة بشتيمة. وإن عاتب المسيئ، لا يكون قاسيًا في عتابه، ولا يحاول أن يخجله أو يحزنه، أو يُعدد له كل أخطائه. والقلب العامر باللطف، لا يوبخ كثيرًا. وإن وبَّخ لا يستخدم كلامًا جارحًا.

    إن القلب العامر باللطف، يكسب الناس بمعاملته اللطيفة. وعلى العكس فإن الإنسان الشديد أو القاسي قد يخسر أصدقائه لخشونته.

    ما أشد قسوة بعض (المتدينين) في معاملتهم للخطاة، أو مَن يظنونهم خطاة! وما أكثر ما يستخدمون من عبارات جارحة في توبيخهم! ويحسبون أن هذه غيرة مقدسة منهم على الفضيلة والبِر أو يعتبرون هذا شهادة للحق! أو أنهم بالتوبيخ المُرّ يقودنهم إلى التوبة. ولكن ما أجمل ما قيل عن السيد المسيح إنه " لا يخاصم ولا يصيح، ولا يسمع أحد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ". وفي قيادته بعض الناس إلى التوبة، لم يذكر لهم بشاعة ماضيهم، ولم يجرح شعورهم. بل كان لطيفًا جدًا في قيادته.

    إن القلب اللطيف لا يحتقر الضعفاء، بل يسندهم ويضع أمامه تلك النصيحة الجميلة العميقة: "شجعوا صغار النفوس، اسندوا الضعفاء، تأنوا على الجميع". واللَّه تبارك اسمه عاملنا بهذه المعاملة. وجذبنا إلى التوبة بطول أناته علينا. ولو كان قد عاملنا بقسوة لهلكنا جميعًا. وهنا أتذكَّر قول أحد الشعراء لامرأة تحترف البغاء:

    ودَعوك بائعة الأثيم من الهوى كذبوا، فإن الذنب ذنب المشتري

    حقًا إن المعاملة اللطيفة تكتشف النقط البيضاء فتمتدحها، ولا تُركِّز على النقط السوداء. تحضرني بهذه المناسبة قصة مدير لإحدى مدارس الطيران المدني: كان قد أعد للطلبة الامتحان النهائي العملي للتخرج. وصعد أحد الطلبة بالطائرة، وإذ بزمامها يفلت من يده، وبدأت تتأرجح في الهواء بطريقة مخيفة. وشعر قائدها بأنه قد فشل في الامتحان ولابد سيرفد من المدرسة. ورأى أنه على الأقل أن ينقذ نفسه من الموت. وهكذا جاهد حتى نزل بالطائرة إلى الأرض سليمًا... فأقبل إليه مدير المدرسة وقد توقَّع أن يسمع منه قرار الفصل. ولكن مدير المدرسة شد على يده بحرارة وهو يهنئه قائلًا: "على الرغم من خطورة الموقف، فأنك نجحت في أن تنزل بالطائرة سليمًا كأمهر طيار رأيته في حياتي"... وبهذه الكلمات اللطيفة المُشجِّعة، أدخل الطمأنينة إلى نفس الطالب. ثم قدَّم له بعض النصائح.

    إن المعاملة اللطيفة لازمة بالنسبة إلى الآباء في تربية أبنائهم، وبخاصة الأطفال الصغار منهم. وقد يخطئ الطفل ولكن الأب لا يعاقبه، واضعًا في ذهنه أن الطفل في مثل هذه السن لا يدرك كل شيء في وضعه المثالي، فهنا الأب لا يُعاقِب وإنما بكل لطف يشجع ويُعلِّم ويُرشِد ويُسامح. وبالمثل يعرف طبيعة سن المراهقة وما فيها من حروب روحية. ويكون لطيفًا في معاملة أبنائه في هذه المرحلة من العمر، التي تحتاج إلى حكمة وطول بال في المعاملة. ولا يصلح معها القسوة والخشونة وسوء المعاملة.

    وبالنسبة إلى اللَّه تبارك اسمه يقول عنه داود النبي في المزمور: "لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب آثامنا". ولماذا؟ يتابع داود النبي فيقول عن الرب: "لأنه يعرف طبيعتنا، يذكر أننا تراب نحن". حقًا إن اللَّه في رقته وطيبته، يقدر ظروف الناس، وطبيعتهم الضعيفة، فيغفر... إنهم مُجرَّد تراب، أثارتهم الريح فتحولوا إلى غبار في الجو. فيصبر اللَّه عليهم بعض الوقت حتى تهدأ الريح فيستقرون.

    والإنسان اللطيف يسمح لأبنائه أو لمرؤوسيه أن يعاتبوه، أو يجادلوه فلا يغضب. إنما بكل لطف يعطيهم فرصة للتعبير عمَّا في داخلهم بكل حرية. ويفصح لهم المجال إلى آخر حد بلا مانع. إنه لا يغلق على الغير في شرح أفكارهم أو التعبير عما في داخلهم.

    حقًا إنه بالعنف قد يخسر الشخص أحبائه، بينما بالمعاملة اللطيفة يمكنه أن يكسب أعداءه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). هناك فرق كبير بين القسوة التي توبخ الإنسان على خطاياه، وبين اللطف الذي يجعل الخاطئ من تلقاء نفسه يعترف بخطاياه ويتوب عنها... إن الشخص اللطيف ما أسهل عليه أن يجد في أحد الخطاة شيئًا يستحق المديح، فيبدأ به ويمتدحه عليه، ويكسب محبته بهذا الأسلوب. ثم بعد ذلك يتطرق إلى ما يُريد أن ينبههه إليه في ترك أخطائه.

    على أنى أقول إن للطف حدودًا. فإن لم يوصل إلى هدفه قد تبدأ العقوبة. ذلك لأن البعض قد يستغلون المعاملة اللطيفة فيستمرون في حياة الاستهتار واللامبالاة. وهنا تكون من الحكمة معاقبتهم. على أن المعاقبة لا ينبغي أن تكون عنيفة. فالعنف لا يوصل إلى طريقة سليمة. والإنسان اللطيف حينما يعاقب، إنما يعاقب بطريقة لا خشونة فيها ولا ظلم ولا قسوة. وقد تكون متدرجة بحيث تصل إلى الهدف المطلوب من الإصلاح وليس من الانتقام.

    أخيرًا يهمنا أن نقدم بعض النصائح لمن يريد أن يكون لطيفًا في معاملة الآخرين: في تعاملك مع الناس لا تحاسب وتراقب على كل نقص وكل خطأ. لأنه يندر أن يوجد أشخاص كاملون بلا عيب.

    وإن عاتبت فلا تكن شديدًا في عتابك. ولا تجرح شعور أحد. وقد قال الشاعر في العتاب:

    إذا كنت في كل الأمور معاتبًا صديقك لن تلقى الذي لا تعاتبه

    فعش واحدًا أو صل أخاك فأنه مقارف ذنبًا مرة ومجانبه

    إذا أنت لم تشرب مرارًا على القذى ظمأت وأي الناس تصفو مشاربه؟!
    +++
                  

12-19-2014, 05:06 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى الكرام ..

    اليوم الجمعة .. وكل يوم جمعة وانتم طيبون ..

    بعد قليل .. ومن قناة الكرمة .. ومن خلال هذا الرابط ..

    http://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-na

    سيكون اللقاء الأسبوعى لأبينا الورع مكارى يونان ..

    الرب قادر أن تكون كلماته سبب بركة لكثيرين ..

    أخوكم وعمكم العجوز ..
    ارنست
    +++
                  

12-19-2014, 05:50 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى الكرام ..

    اليوم الجمعة .. وكل يوم جمعة وانتم طيبون ..

    الآن .. ومن قناة الكرمة .. ومن خلال هذا الرابط ..

    http://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-na

    بدأ اللقاء الأسبوعى لأبينا الورع مكارى يونان ..

    أرجو المشاهدة المباشرة ..

    الرب قادر أن تكون كلماته سبب بركة لكثيرين ..

    أخوكم وعمكم العجوز ..
    ارنست
    +++
                  

12-20-2014, 02:40 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 15-11-2009

    ما بين الداخل والخارج

    الحياة الروحية الحقيقية ليست مجرد مظاهر خارجية. إنما العمل الروحي يكون في حقيقته في داخل العقل والقلب، في المشاعر والنيَّات والأحاسيس. وإذا كان قويًا في الداخل، فمن الطبيعي أن تظهر ثماره في التصرفات الخارجية.

    أما البِرّ الذي من الخارج فقط فقد يكون رياءً. فقد يقوم البعض ببعض أعمال البِرّ من الخارج، وفي داخله حُب الخطية. إنه قد يفعل الخير خوفًا من انتقاد الناس. وقد يبعد عن الخطيئة خوفًا من عقوبة المجتمع أو من عقوبة القانون. أو يمتنع عن الخطيئة أمام الناس خجلًا. أو يقوم بعمل البِرّ من أجل كسب مديح الناس، وليس من أجل محبة اللَّه ومحبة الخير. أو قد يعمل الخير مجاراة وتقليدًا لتيار المجتمع... وهو في كل ذلك غير مقتنع من الداخل، وربما هو مُحرج لا يستطيع أن يقول لا!!

    ** إن الفضيلة ليست في مجرد عمل الخير، إنما هي أصلًا في محبة الخير. إنما في محبة الخير من داخل القلب، حتى لو كانت هناك موانع للتنفيث. فاللَّه يكافئ هذا الإنسان على محبته للخير حتى إن لم يتمكن من فعله عمليًا لأسباب خارجة عن إرادته. فمثلًا الذين يقدمون عطاياهم للفقراء يكافئهم اللَّه. وأيضًا يكافئ الذين يريدون أن يقدموا وليس لهم. فيأخذون البركة على مجرد النية أو الرغبة الداخلية مادام هناك عائق يمنع الممارسة الفعلية. ونحن نعرف أن الله يفحص القلوب، ويعرف مدى صدقها، ومدى التزامها إذا أتيحت الفرصة للعمل.

    ** والإنسان البار من الداخل قد تحاربه من الخارج حروب روحية سواء من الشيطان أو من الناس الأشرار، أو من عثرات المجتمع. ولكنه في كل ذلك ينتصر، لأن قوة بره الداخلية تكون أقوى من الحروب الخارجية. ومثالنا لذلك يوسف الصديق: كان قويًا في الداخل ولمَّا ألحت عليه الخطية من الخارج، استطاع أن يرفضها وينتصر. ومثالنا أيضًا كثرة الحروب الخارجية التي تعرَّض لها شهداء الإيمان، وأيضًا ما عُرِض عليهم من إغراءات كثيرة لكي ينكروا إيمانهم، ولكنهم رفضوا كل ذلك لأن الإيمان القوي الموجود في قلوبهم كان أقوى من التعذيب وأقوى من الإغراء.

    ** أمَّا الإنسان الضعيف من الداخل، فأمامه حربان: إمَّا أنه يسعى بنفسه إلى الخطيئة. أو إذا سعت الخطية إليه، لا يرفضها ولا يقاومها، إن الخطيئة تجد قلبه مُزينًا لها ومستعدًا لقبولها، فتدخل إليه وتستريح فيه.

    وفى حديثنا عن الضعف نقول إن هناك إنسانًا ضعيف من الداخل، وإنسانًا آخر يتسبب في إضعاف نفسه. فما أسهل على الإنسان الضعيف أن يحاول تقويم نفسه، ولا يعتبر الضعف الذي فيه طبيعة ثابتة. ولكنه يحاول أن يتغير إلى أفضل. بعكس غيره الذي يشتهى الخطيئة، ويلجأ إلى الأسباب التي تؤدى إلى ضعفه أو تزيده ضعفًا، فيستسلم.

    ** أما البار في الداخل، فإنه مُحصَّن ضد السقوط. مهما صادمته الحروب الروحية، فإنها لا تقدر عليه. أبوابه دائمًا مغلقة أمامه إذ قد أغلق أبواب فكره وأبواب مشاعره أمام كل خطية وكل شهوة. مثل هذا يستطيع أن يقاوم إبليس بكل حيله.

    ** على أن الإنسان، قد تمر عليه أحيانًا فترات قوة أو ضعف. فهو قد يكون قويًا ينتصر على كل إغراء وعلى كل حرب من الشيطان مهما كانت قوتها. ونفس الشخص قد تأتى عليه فترة يضعف فيها من الداخل ويسقط... إنه نفس الشخص الذي قاوم وانتصر ثم في وقتٍ ما استسلم وسقط. على أنه في حالة ضعفه الطارئ كثيرًا ما تتلقفه نعمة اللَّه وتحرسه من السقوط. أمَّا أسباب السقوط فقد تأتي من الداخل أو من الخارج. وربما الضعف الداخلي قد يأتي بالتدريج. أو قد يأتي السقوط من الداخل والخارج معًا... مثال ذلك يهوذا: كان مثقلًا بمحبة المال من الداخل وبالخيانة أيضًا. فلمَّا أتته الفرصة من الخارج نفَّذ ما بداخله.

    وقد يكون إنسان محاربًا من الداخل بمحبة المديح. فإذا أتاه من الخارج تملّق بعض الناس يستسلم ويسقط.

    من جهة الخوف مثلًا: ليس سببه مُجرَّد عوامل خارجية تُسبِّب الخوف. فالقلب القوي من الداخل لا يخاف، والمؤمن بحماية اللّه وحفظه له لا يخاف. والشهداء لم يخافوا من الموت لأن قلوبهم البارة كانت تشتهي محبة الآخرة مع اللّه.

    كذلك القلب الذي من الداخل يكون قويًا في الإيمان، لا يمكن أن تهزّه الشكوك الخارجية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). بل يكون إيمانه الداخلي أقوى من الشكوك وهكذا فإن المؤمنين الأقوياء في داخلهم استطاعوا أن يصمدوا أمام الشكوك التي يثيرها بعض رجال الفلاسفة أو العلم أو ما يثيرها بعض الملحدين والمنحرفين. إن الخارج قد يضغط ملتمسًا استجابة من الداخل... فإن لم يجد استجابة تفشل كل حيله وينصرف في خزي.

    كذلك أيضًا من جهة التجارب والضيقات. إن أيوب الصديق إذ كان بارًا في داخله، وحلَّت عليه تجارب شديدة ولكنه ظل محتفظًا بإيمانه.

    من جهة الداخل والخارج: نقول إن هناك إنسانًا يبدو من الخارج صائمًا، وفي داخله يشتهي الطعام ويتحايل على ذلك. أمَّا الصوم الحقيقي فهو أن يكون القلب صائمًا والنفس زاهدة ولا يتمسك بمُجرَّد الشكليات في الصوم.. ومن جهة العفة، فقد يمتنع الجسد عن كل أنواع الزنا، ومع ذلك قد يكون جسده عفيفًا وربما روحه تكون زانية. ومن جهة الحشمة. ينبغي أن يكون القلب مُحتشمًا ولا يعتمد على مجرد مظاهر خارجية. ولذلك قال أحد القديسين إن الإنسان البار يكون محتشمًا حتى وهو جالس وحده في غرفته الخاصة.

    كذلك من جهة التسامح: فقد يلفظ الإنسان بكلمة "اللَّه يسامحك". بينما لا يكون قلبه متسامحًا على الإطلاق. ولا يستطيع أن ينسى الإساءة. وإذا حدث أن المسيء إليه تعرَّض لكارثة. وقد يفرح هو بذلك في قلبه. إذن المهم أن تكون الفضيلة في الداخل ولا تكون مجرد مظاهر خارجية.
    +++
                  

12-20-2014, 08:40 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 22-11-2009

    صراع الاثنينية | الثنائية


    عندما خلق اللَّه الإنسان، خلقه بارًا قديسًا بسيطًا، لا يعرف سوى الخير فقط. ولما سقط الإنسان في الخطيئة، بدأ يعرف الشر إلى جوار الخير. وفقط بسطاته وبراءته، وعرف أنه عريان، واستحى من عريه وتغطَّى...

    ومن ذلك الحين وقع الإنسان بين شقّي الرحى، أعني الخير والشر. ودخل في صراع بينهما، وبين الحلال والحرام، وما يليق وما لا يليق.

    عاش الإنسان في صراع الاثنينية. أمامه الاثنان، فأيهما يختار. وأمامه النتيجتان: البركة أمْ اللعنة، المكافأة أمْ العقوبة، الحياة أمْ الموت.

    ** وأول صراع عاشه الإنسان، هو الصراع بين الروح والجسد. فالروح تشتهي ضد الجسد، والجسد يشتهي ضد الروح. والإنسان في حيرة. إلى أيٍّ منهما ينقاد. وكما قال أحد الأُدباء الروحيين: "كنت أصارع نفسي وأجاهد، حتى كأنني اثنان في واحد: هذا يدفعني، وذاك يمنعني"... إنه صراع داخلي.

    ** إنه صراع سببه معرفة الخطية، ثم محبة الخطية. وقد يكون أحيانًا صراعًا بين الشهوة والضمير. وهو صراع أثناء حياتنا في هذا العالم فقط، الذي نُوجد فيه بالجسد، ونُحاط بالمادة، ونُحارَب بالخطية. أمَّا في العالم الآخر، في الأبدية السعيدة، فسوف نعود إلى بساطتنا الأولى، ولا نعرف سوى الخير فقط. وتُنزع منا تمامًا معرفة الخطية. ولا يوجد حينئذ صراع بين الروح والجسد.

    ** أمَّا على الأرض فلا يزال صراع الإنسان قائمًا مع الاثنينية. إنه صراع مع نفسه، حتى يصل إلى ضبط النفس... صراع مع رغباته، ومع أفكاره، ومع حواسه. وينتهي الصراع حينما يصير الإنسان واحدًا، وليس جبهات داخلية تقاوم إحداهما الأخرى. وكما قال أحد الأُدباء: "إذ اصطلح العقل والجسد والروح فيك، حينئذ تصطلح معك السماء والأرض" ولكن الصراع الداخلي هو مرحلة للمبتدئين، أو للذين لم يتحرَّروا بعد من الداخل. فإن تحرَّروا، يكون منهجهم هو النمو في النعمة، وليس الصراع بين الخير والشر.

    فإذا كان الإنسان لم يتحرَّر من شهوات العالم والجسد، فلابد أن يقع في الخوف: إنه يشتهي، ويخاف أن شهوته لا تتحقَّق. فإن تحقَّقت، يخاف أنها لا تستمر. وإن استمرت، يخاف من نتائجها. وفي حالة الخطية، يخاف أن تنكشف، ويخاف من العقوبة ومن الفضيحة، ويخاف من غضب اللَّه عليه. وقد يخاف من كيفية الاعتراف بخطئه. وإن ترك الخطية، قد يخاف من إمكانية العودة إليها. إن حالة الاثنينية ترتبط دائمًا بالخوف كما ترتبط بالشهوة. وهكذا قال القديس أوغوسطينوس عبارته المشهورة: "جلست على قمة العالم، حينما أحسست في نفسي: أنني لا أشتهي شيئًا، ولا أخاف شيئًا".

    الخوف مرتبط إذًا بالشهوة والخطية. ونقصد هذا المعنى للخوف، وليس الخوف الطفولي من الظلام أو الأرواح. فالإنسان الروحي لا يخاف أبدًا. إنه يشعر بوجود اللَّه معه، يحميه ويقوِّيه ويخلصه... الاثنينية إذًا تقود إلى الصراع وإلى الخوف وإلى أخطاء أخرى كثيرة.

    ** الاثنينية (الثنائية أو الازدواجية) تقود إلى الرياء. حيث يصبح الشخص اثنين: أمام نفسه شيء، وأمام الناس شيء آخر... فأمام الناس يلبس ملابس الأبرار والقديسين. وهو أمام نفسه عكس ذلك تمامًا. حينما يكون وحده قد يسلك بإهمال أو بخطأ أو بما لا يليق. وأمام الناس رُبَّما يحرص على أن يكون مُدقِّقًا في تصرفاته.

    وبالاثنينية يكون إنسانه الداخلي غير إنسانه الخارجي. رُبَّما تكون كل أفكاره ومشاعره ونيته غير ما يظهر للناس. وبسلوكه أمامهم، مُحال أن يظنوا أن له أفكارًا خاطئة. حقًا لو كشف اللَّه كل الأفكار والمشاعر، كم يكون خجل أصحابها، ودهشة الناس!!

    ** وبالاثنينية قد يكون قلب الإنسان غير لسانه. فهو يقول ما يعجب سامعه، وقد يكون قلبه غير ذلك أو عكس ذلك! وقد يُصلِّي بشفتيه، بينما يكون قلبه مبتعدًا عن اللَّه تمامًا.

    إنسان آخر تتدرج به الاثنينية إلى التملُّق أو النفاق. فقد يكون في قلبه كارهًا لرئيسه، حاقدًا عليه. ومع ذلك يُكلِّمه بكلام المديح والملق... وفي هذا يكون ذلك الشخص قد صار اثنين: الإنسان الداخلي فيه يختلف عن الخارجي، بل يتناقض معه إلى أقصى حد. فمتى يصير الإنسان واحدًا، قلبه واحدًا مع لسانه.

    وبمثل إنسان في المواضع المقدسة، أو في عبادته أو في خدمته، يكون بمنتهى الرقَّة واللطف والأدب. أمَّا في بيته أو في العمل فيكون بمنتهى الشدة والعنف والقسوة. إنه إنسانان مختلفان. كذلك في معاملاته لا يجوز أن يكون اثنين، أو بوجهيْن، أو يلعب على حَبْلَيْن! كأن يعامل شخصًا برقة وبإخلاص وباحترام... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ومن خلفه يُدبِّر له مكيدة، أو يتكلَّم عليه بالسوء. أو يكون معه بكل القلب أو يبدو كذلك، فإذا انقلب الجو انقلب معه. وكما يقول المثل العامي: "معاهم معاهم، عليهم عليهم".

    والذي يعيش بالاثنينية، لا يكون له ثبات. فهو غالبًا يكون كثير التغيُّر، وأحيانًا كثير التردُّد. وقد يتحوَّل من حال إلى حال. وقد تتصارع أفكاره. أو تتصارع أذنه مع عقله. ولا يعرف هل يُصدِّق أذنيه ويتبعهما، أم يُصدِّق قلبه واقتناعه الداخلي.

    الاثنينية قد تقود إلى انقسام الشخصية. وإذا استمرت ربما تقود إلى ازدواج الشخصية. وصاحبها قد يُرى في أحد الأيام بصورة، وفي يوم آخر بصورة مُغايرة. وتقول أنت عنه في نفسك: "ليس هذا هو الشخص الذي عرفته بالأمس. إنه شخص آخر تمامًا!!".

    والاثنينية قد تقود إلى التحايل. إذ يُريد الشخص غرضًا سليمًا، وفي سبيل تحقيقه يلجأ إلى وسيلة خاطئة. وهنا يجتمع فيه الخير والشر بعمل واحد. والوسيلة الخاطئة تشوّه الخير الذي يريده. ولكنه التحايل في الوصول.

    في اليوم الأخير، حينما يكشف اللَّه الخفيَّات، تُرى أن يخبئ الناس وجوههم.
    +++
                  

12-21-2014, 10:57 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 29-11-2009

    أنواع كثيرة من السرقات

    السرقة خسة في النفس، لا يقبل أحد من الكبار أن يتصف بها. رُبَّما يقع فيها الفقير بسبب عوزه واحتياجه. ومع ذلك رُبَّما يقع في السرقة كثير من الأغنياء عن قصد أو غير قصد. وربما يكون بخل الغنى وحرمان الفقير هما السبب الذي يدفع إليه. وكثيرًا ما تكون السرقة نوعًا من حقد الفقراء على الأغنياء. ومع ذلك السرقة التي يرتكبها الفقراء، لا يمكن للاحتياج أن يُبرِّرها. وهناك كثير من السرقات يقع فيها (الشرفاء)، وربما لا يشعرون بذلك.

    ** إن غنيًا يُسخر إنسانًا آخر لكي يعمل له عملًا من غير أجرة، يكون بذلك قد سرق أجرته. أو أن يستأجره بأجر بخس دون الكفاف، يكون قد سرق تعبه وعرقه. مثال ذلك عامل يشتغل عندك، وتُعطيه أجرًا لا يكفى سكنه وطعامه ومصروف أولاده. مثل هذا الإنسان ألا تكون قد سرقت تعبه. وهو يصرخ إلى اللَّه شاكيًا من سرقتك لجهده وتعبه.

    وينضم إلى التسخير والأجر البخس، التأخر في دفع الأجر، بحيث يكون الأجير محتاجًا إلى أجره الذي لم يأخذه في ميعاده. ويدخل في هذا النطاق المدير الذي يؤخِّر علاوة الموظف، أو يؤخِّر ترقيته إن كان يستحق تلك العلاوة أو الترقية. مثل هذا المدير يكون قد سرق رزق هذا الموظف إذ قد سلب حقوقه. وبالمثل الموظف الذي يشتغل ساعات زائدة عن المسار القانوني، ويستحق عليها أجرًا إضافيًا Over Time، ويمنعه عنه رئيسه. هذا أيضًا يكون قد سرق تعبه... وبالمثل يكون المدير الذي يخصم من مُرتب أحد موظفيه بدون مُبرِّر، أي يخصم من رزقه. من حق رئيس العمل أن يُعاقب موظفيه إن فعلوا ما يستوجب ذلك. أما أن يخصم من استحقاقاتهم ظُلمًا فإنه يكون قد سرق جزءًا من رزقهم، حتى إن كان هذا الخصم لم يوضع في جيبه، لكنها تعتبر أيضًا سرقة. فالسرقة ليست فقط أن تسلب ما للناس لنفسك، إنما تشمل أيضًا إن سلبت حق إنسان سواء أخذته لنفسك أو لغيرك.

    مثال ذلك أيضًا ما يفعله مأمور ضرائب غير عادل... فهو إذا قدر ضرائب على شخص أكثر مما يجب، يكون قد سلب من هذا الشخص بعض ماله. وإن قدّر عليه ضرائب أقل مِمَّا يجب، يكون قد سلب من الدولة أموالها. في حين أنه لا يكون قد أخذ شيئًا من ذلك لنفسه. وينطبق هذا الكلام أيضًا على موظف الجمارك.

    ** الرّشوة أيضًا هي نوع من السرقة، لأنها ابتزاز لأموال الناس بدون وجه حق. فالرّشوة التي يأخذها موظف من الجمهور هي سرقة واضحة. فكم بالأوْلَى إن وصلت هذه الرشوة إلى مستوى الإتاوات المفروضة. بحيث لا يقوم مثل هذا الموظف بخدمة فرد من أفراد الشعب دون أن يتسلم منهم إتاوة معينة.

    أمَّا الرشوة التي يأخذها موظف لإعفاء مواطن من واجب عليه نحو الدولة، ففيها يكون قد وقع في سرقتين: يكون قد سلب مال هذا المواطن بأخذه رشوة منه. وفي نفس الوقت يكون قد سلب مال الدولة بإضاعة حقوقها نحو هذا الإنسان. ويكون المواطن الذي دفع الرشوة قد وقع هو أيضًا في السرقة إذ سلب الدولة حقوقها التي أعفى منها.

    ولا يعفى الرشوة من المسئولية، إن أخذت اسمًا غير اسمها، كأن تأخذ مثلًا صورة هدية. فالهدايا يتبادلها الأحباء والأصدقاء، ولا يشترط فيها القيام بعمل معين في مقابل ذلك.

    ** العامل أيضًا قد يسرق صاحب العمل بطرق كثيرة منها إن وقت العمل ليس ملكًا للموظف، إنما هو ملك لصاحب العمل الذي يعطيه أجرًا عنه. فإن استغل العامل وقت العمل من أجل مصالحه الخاصة أو قضى هذا الوقت في سمر مع زملائه، أو أخذ عطلات بدون وجه حق (عرضية أو مرضية)... فإنه يكون بهذا قد سرق وقت العمل.. أو سرق الأجر الذي يأخذه مقابل هذا الوقت. كذلك الموظف لا يكون أمينًا في عمله، بينما يأخذ أجرًا عن هذا العمل. وبالمثل العامل الذي يشتغل بآلات لصاحب العمل إن تهاون في استخدامها وأدى به الأمر لإتلافها، بحيث يضطر صاحب العمل أن يشترى غيرها من ماله، وهذا أيضًا يكون قد سرق صاحب العمل بإتلاف آلاته.

    أيضًا هناك أشخاص يستطيعون بذكائهم وحيلتهم أن يتحايلوا على القانون، ويجمعون لأنفسهم مالًا بغير حق، أو يفلتون من التزاماتهم نحو الدولة. وتكون ضمائرهم قد خدَّرتها الفرحة بربح زائد.

    ** هناك أيضًا سرقة الأفكار، أي أن يأخذ أحدهم فكرة غيره وينسبها إلى نفسه، أو يقتبس شيئًا دون أن ينسبه لصاحبه، كأن له هو! وهناك في الأدب باب مشهور عن "السرقات الشعرية"... من أجل هذا وغيره، ضمنت القوانين حقوق التأليف وحقوق النشر والطباعة، وحقوق الاختراع.

    ** أيضًا الغش في الامتحانات يُعتبر لونًا من السرقة، يسرق به التلميذ نجاحًا لا يستحقه أو شهادة لا يستحقها.

    وقد يسرق شخص أسرار غيره عن طريق التجسس، بأن يستمع بأذنه ما ليس من حقه أن يسمعه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أو أن يتطفَّل فيقرأ خطابات غيره أو مذكراته الخاصة، خلسة دون علمه. فهو إذن يسرق أسراره.

    ** هناك سرقات أخرى تبدو طفيفة: مثالها كثير من الموظفين يستخدمون أحيانًا بعض الأوراق البيضاء الخاصة بالعمل في استعمالهم الخاص. وهى ليست من حقهم مهما كانت زهيدة. وبعض الموظفين الكبار يستخدمون عربات الدولة في تنقلاتهم الخاصة. أو يستخدمون بعض الخدم والعمال في خدماتهم الخاصة. وفي كل ذلك لا يشعر هؤلاء "الكبار الشرفاء" بأي إحساس بالإثم.

    وأيضًا قد يستقل أحدهم الترام أو الأتوبيس دون أن يدفع أجرًا محتجًا بأن الكمساري من فرط انشغاله لم يمرّ عليه! وحتى إن أعفاه الكمساري ولم يأخذ منه ثمن التذكرة، فهو ليس صاحب الترام أو الأتوبيس، ويُعتبر شريكًا له في سرقة الأجرة التي يجب أن تُدفع.
    +++
                  

12-21-2014, 10:57 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 29-11-2009

    أنواع كثيرة من السرقات

    السرقة خسة في النفس، لا يقبل أحد من الكبار أن يتصف بها. رُبَّما يقع فيها الفقير بسبب عوزه واحتياجه. ومع ذلك رُبَّما يقع في السرقة كثير من الأغنياء عن قصد أو غير قصد. وربما يكون بخل الغنى وحرمان الفقير هما السبب الذي يدفع إليه. وكثيرًا ما تكون السرقة نوعًا من حقد الفقراء على الأغنياء. ومع ذلك السرقة التي يرتكبها الفقراء، لا يمكن للاحتياج أن يُبرِّرها. وهناك كثير من السرقات يقع فيها (الشرفاء)، وربما لا يشعرون بذلك.

    ** إن غنيًا يُسخر إنسانًا آخر لكي يعمل له عملًا من غير أجرة، يكون بذلك قد سرق أجرته. أو أن يستأجره بأجر بخس دون الكفاف، يكون قد سرق تعبه وعرقه. مثال ذلك عامل يشتغل عندك، وتُعطيه أجرًا لا يكفى سكنه وطعامه ومصروف أولاده. مثل هذا الإنسان ألا تكون قد سرقت تعبه. وهو يصرخ إلى اللَّه شاكيًا من سرقتك لجهده وتعبه.

    وينضم إلى التسخير والأجر البخس، التأخر في دفع الأجر، بحيث يكون الأجير محتاجًا إلى أجره الذي لم يأخذه في ميعاده. ويدخل في هذا النطاق المدير الذي يؤخِّر علاوة الموظف، أو يؤخِّر ترقيته إن كان يستحق تلك العلاوة أو الترقية. مثل هذا المدير يكون قد سرق رزق هذا الموظف إذ قد سلب حقوقه. وبالمثل الموظف الذي يشتغل ساعات زائدة عن المسار القانوني، ويستحق عليها أجرًا إضافيًا Over Time، ويمنعه عنه رئيسه. هذا أيضًا يكون قد سرق تعبه... وبالمثل يكون المدير الذي يخصم من مُرتب أحد موظفيه بدون مُبرِّر، أي يخصم من رزقه. من حق رئيس العمل أن يُعاقب موظفيه إن فعلوا ما يستوجب ذلك. أما أن يخصم من استحقاقاتهم ظُلمًا فإنه يكون قد سرق جزءًا من رزقهم، حتى إن كان هذا الخصم لم يوضع في جيبه، لكنها تعتبر أيضًا سرقة. فالسرقة ليست فقط أن تسلب ما للناس لنفسك، إنما تشمل أيضًا إن سلبت حق إنسان سواء أخذته لنفسك أو لغيرك.

    مثال ذلك أيضًا ما يفعله مأمور ضرائب غير عادل... فهو إذا قدر ضرائب على شخص أكثر مما يجب، يكون قد سلب من هذا الشخص بعض ماله. وإن قدّر عليه ضرائب أقل مِمَّا يجب، يكون قد سلب من الدولة أموالها. في حين أنه لا يكون قد أخذ شيئًا من ذلك لنفسه. وينطبق هذا الكلام أيضًا على موظف الجمارك.

    ** الرّشوة أيضًا هي نوع من السرقة، لأنها ابتزاز لأموال الناس بدون وجه حق. فالرّشوة التي يأخذها موظف من الجمهور هي سرقة واضحة. فكم بالأوْلَى إن وصلت هذه الرشوة إلى مستوى الإتاوات المفروضة. بحيث لا يقوم مثل هذا الموظف بخدمة فرد من أفراد الشعب دون أن يتسلم منهم إتاوة معينة.

    أمَّا الرشوة التي يأخذها موظف لإعفاء مواطن من واجب عليه نحو الدولة، ففيها يكون قد وقع في سرقتين: يكون قد سلب مال هذا المواطن بأخذه رشوة منه. وفي نفس الوقت يكون قد سلب مال الدولة بإضاعة حقوقها نحو هذا الإنسان. ويكون المواطن الذي دفع الرشوة قد وقع هو أيضًا في السرقة إذ سلب الدولة حقوقها التي أعفى منها.

    ولا يعفى الرشوة من المسئولية، إن أخذت اسمًا غير اسمها، كأن تأخذ مثلًا صورة هدية. فالهدايا يتبادلها الأحباء والأصدقاء، ولا يشترط فيها القيام بعمل معين في مقابل ذلك.

    ** العامل أيضًا قد يسرق صاحب العمل بطرق كثيرة منها إن وقت العمل ليس ملكًا للموظف، إنما هو ملك لصاحب العمل الذي يعطيه أجرًا عنه. فإن استغل العامل وقت العمل من أجل مصالحه الخاصة أو قضى هذا الوقت في سمر مع زملائه، أو أخذ عطلات بدون وجه حق (عرضية أو مرضية)... فإنه يكون بهذا قد سرق وقت العمل.. أو سرق الأجر الذي يأخذه مقابل هذا الوقت. كذلك الموظف لا يكون أمينًا في عمله، بينما يأخذ أجرًا عن هذا العمل. وبالمثل العامل الذي يشتغل بآلات لصاحب العمل إن تهاون في استخدامها وأدى به الأمر لإتلافها، بحيث يضطر صاحب العمل أن يشترى غيرها من ماله، وهذا أيضًا يكون قد سرق صاحب العمل بإتلاف آلاته.

    أيضًا هناك أشخاص يستطيعون بذكائهم وحيلتهم أن يتحايلوا على القانون، ويجمعون لأنفسهم مالًا بغير حق، أو يفلتون من التزاماتهم نحو الدولة. وتكون ضمائرهم قد خدَّرتها الفرحة بربح زائد.

    ** هناك أيضًا سرقة الأفكار، أي أن يأخذ أحدهم فكرة غيره وينسبها إلى نفسه، أو يقتبس شيئًا دون أن ينسبه لصاحبه، كأن له هو! وهناك في الأدب باب مشهور عن "السرقات الشعرية"... من أجل هذا وغيره، ضمنت القوانين حقوق التأليف وحقوق النشر والطباعة، وحقوق الاختراع.

    ** أيضًا الغش في الامتحانات يُعتبر لونًا من السرقة، يسرق به التلميذ نجاحًا لا يستحقه أو شهادة لا يستحقها.

    وقد يسرق شخص أسرار غيره عن طريق التجسس، بأن يستمع بأذنه ما ليس من حقه أن يسمعه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أو أن يتطفَّل فيقرأ خطابات غيره أو مذكراته الخاصة، خلسة دون علمه. فهو إذن يسرق أسراره.

    ** هناك سرقات أخرى تبدو طفيفة: مثالها كثير من الموظفين يستخدمون أحيانًا بعض الأوراق البيضاء الخاصة بالعمل في استعمالهم الخاص. وهى ليست من حقهم مهما كانت زهيدة. وبعض الموظفين الكبار يستخدمون عربات الدولة في تنقلاتهم الخاصة. أو يستخدمون بعض الخدم والعمال في خدماتهم الخاصة. وفي كل ذلك لا يشعر هؤلاء "الكبار الشرفاء" بأي إحساس بالإثم.

    وأيضًا قد يستقل أحدهم الترام أو الأتوبيس دون أن يدفع أجرًا محتجًا بأن الكمساري من فرط انشغاله لم يمرّ عليه! وحتى إن أعفاه الكمساري ولم يأخذ منه ثمن التذكرة، فهو ليس صاحب الترام أو الأتوبيس، ويُعتبر شريكًا له في سرقة الأجرة التي يجب أن تُدفع.
    +++
                  

12-21-2014, 10:58 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 29-11-2009

    أنواع كثيرة من السرقات

    السرقة خسة في النفس، لا يقبل أحد من الكبار أن يتصف بها. رُبَّما يقع فيها الفقير بسبب عوزه واحتياجه. ومع ذلك رُبَّما يقع في السرقة كثير من الأغنياء عن قصد أو غير قصد. وربما يكون بخل الغنى وحرمان الفقير هما السبب الذي يدفع إليه. وكثيرًا ما تكون السرقة نوعًا من حقد الفقراء على الأغنياء. ومع ذلك السرقة التي يرتكبها الفقراء، لا يمكن للاحتياج أن يُبرِّرها. وهناك كثير من السرقات يقع فيها (الشرفاء)، وربما لا يشعرون بذلك.

    ** إن غنيًا يُسخر إنسانًا آخر لكي يعمل له عملًا من غير أجرة، يكون بذلك قد سرق أجرته. أو أن يستأجره بأجر بخس دون الكفاف، يكون قد سرق تعبه وعرقه. مثال ذلك عامل يشتغل عندك، وتُعطيه أجرًا لا يكفى سكنه وطعامه ومصروف أولاده. مثل هذا الإنسان ألا تكون قد سرقت تعبه. وهو يصرخ إلى اللَّه شاكيًا من سرقتك لجهده وتعبه.

    وينضم إلى التسخير والأجر البخس، التأخر في دفع الأجر، بحيث يكون الأجير محتاجًا إلى أجره الذي لم يأخذه في ميعاده. ويدخل في هذا النطاق المدير الذي يؤخِّر علاوة الموظف، أو يؤخِّر ترقيته إن كان يستحق تلك العلاوة أو الترقية. مثل هذا المدير يكون قد سرق رزق هذا الموظف إذ قد سلب حقوقه. وبالمثل الموظف الذي يشتغل ساعات زائدة عن المسار القانوني، ويستحق عليها أجرًا إضافيًا Over Time، ويمنعه عنه رئيسه. هذا أيضًا يكون قد سرق تعبه... وبالمثل يكون المدير الذي يخصم من مُرتب أحد موظفيه بدون مُبرِّر، أي يخصم من رزقه. من حق رئيس العمل أن يُعاقب موظفيه إن فعلوا ما يستوجب ذلك. أما أن يخصم من استحقاقاتهم ظُلمًا فإنه يكون قد سرق جزءًا من رزقهم، حتى إن كان هذا الخصم لم يوضع في جيبه، لكنها تعتبر أيضًا سرقة. فالسرقة ليست فقط أن تسلب ما للناس لنفسك، إنما تشمل أيضًا إن سلبت حق إنسان سواء أخذته لنفسك أو لغيرك.

    مثال ذلك أيضًا ما يفعله مأمور ضرائب غير عادل... فهو إذا قدر ضرائب على شخص أكثر مما يجب، يكون قد سلب من هذا الشخص بعض ماله. وإن قدّر عليه ضرائب أقل مِمَّا يجب، يكون قد سلب من الدولة أموالها. في حين أنه لا يكون قد أخذ شيئًا من ذلك لنفسه. وينطبق هذا الكلام أيضًا على موظف الجمارك.

    ** الرّشوة أيضًا هي نوع من السرقة، لأنها ابتزاز لأموال الناس بدون وجه حق. فالرّشوة التي يأخذها موظف من الجمهور هي سرقة واضحة. فكم بالأوْلَى إن وصلت هذه الرشوة إلى مستوى الإتاوات المفروضة. بحيث لا يقوم مثل هذا الموظف بخدمة فرد من أفراد الشعب دون أن يتسلم منهم إتاوة معينة.

    أمَّا الرشوة التي يأخذها موظف لإعفاء مواطن من واجب عليه نحو الدولة، ففيها يكون قد وقع في سرقتين: يكون قد سلب مال هذا المواطن بأخذه رشوة منه. وفي نفس الوقت يكون قد سلب مال الدولة بإضاعة حقوقها نحو هذا الإنسان. ويكون المواطن الذي دفع الرشوة قد وقع هو أيضًا في السرقة إذ سلب الدولة حقوقها التي أعفى منها.

    ولا يعفى الرشوة من المسئولية، إن أخذت اسمًا غير اسمها، كأن تأخذ مثلًا صورة هدية. فالهدايا يتبادلها الأحباء والأصدقاء، ولا يشترط فيها القيام بعمل معين في مقابل ذلك.

    ** العامل أيضًا قد يسرق صاحب العمل بطرق كثيرة منها إن وقت العمل ليس ملكًا للموظف، إنما هو ملك لصاحب العمل الذي يعطيه أجرًا عنه. فإن استغل العامل وقت العمل من أجل مصالحه الخاصة أو قضى هذا الوقت في سمر مع زملائه، أو أخذ عطلات بدون وجه حق (عرضية أو مرضية)... فإنه يكون بهذا قد سرق وقت العمل.. أو سرق الأجر الذي يأخذه مقابل هذا الوقت. كذلك الموظف لا يكون أمينًا في عمله، بينما يأخذ أجرًا عن هذا العمل. وبالمثل العامل الذي يشتغل بآلات لصاحب العمل إن تهاون في استخدامها وأدى به الأمر لإتلافها، بحيث يضطر صاحب العمل أن يشترى غيرها من ماله، وهذا أيضًا يكون قد سرق صاحب العمل بإتلاف آلاته.

    أيضًا هناك أشخاص يستطيعون بذكائهم وحيلتهم أن يتحايلوا على القانون، ويجمعون لأنفسهم مالًا بغير حق، أو يفلتون من التزاماتهم نحو الدولة. وتكون ضمائرهم قد خدَّرتها الفرحة بربح زائد.

    ** هناك أيضًا سرقة الأفكار، أي أن يأخذ أحدهم فكرة غيره وينسبها إلى نفسه، أو يقتبس شيئًا دون أن ينسبه لصاحبه، كأن له هو! وهناك في الأدب باب مشهور عن "السرقات الشعرية"... من أجل هذا وغيره، ضمنت القوانين حقوق التأليف وحقوق النشر والطباعة، وحقوق الاختراع.

    ** أيضًا الغش في الامتحانات يُعتبر لونًا من السرقة، يسرق به التلميذ نجاحًا لا يستحقه أو شهادة لا يستحقها.

    وقد يسرق شخص أسرار غيره عن طريق التجسس، بأن يستمع بأذنه ما ليس من حقه أن يسمعه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أو أن يتطفَّل فيقرأ خطابات غيره أو مذكراته الخاصة، خلسة دون علمه. فهو إذن يسرق أسراره.

    ** هناك سرقات أخرى تبدو طفيفة: مثالها كثير من الموظفين يستخدمون أحيانًا بعض الأوراق البيضاء الخاصة بالعمل في استعمالهم الخاص. وهى ليست من حقهم مهما كانت زهيدة. وبعض الموظفين الكبار يستخدمون عربات الدولة في تنقلاتهم الخاصة. أو يستخدمون بعض الخدم والعمال في خدماتهم الخاصة. وفي كل ذلك لا يشعر هؤلاء "الكبار الشرفاء" بأي إحساس بالإثم.

    وأيضًا قد يستقل أحدهم الترام أو الأتوبيس دون أن يدفع أجرًا محتجًا بأن الكمساري من فرط انشغاله لم يمرّ عليه! وحتى إن أعفاه الكمساري ولم يأخذ منه ثمن التذكرة، فهو ليس صاحب الترام أو الأتوبيس، ويُعتبر شريكًا له في سرقة الأجرة التي يجب أن تُدفع.
    +++
                  

12-21-2014, 10:58 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 29-11-2009

    أنواع كثيرة من السرقات

    السرقة خسة في النفس، لا يقبل أحد من الكبار أن يتصف بها. رُبَّما يقع فيها الفقير بسبب عوزه واحتياجه. ومع ذلك رُبَّما يقع في السرقة كثير من الأغنياء عن قصد أو غير قصد. وربما يكون بخل الغنى وحرمان الفقير هما السبب الذي يدفع إليه. وكثيرًا ما تكون السرقة نوعًا من حقد الفقراء على الأغنياء. ومع ذلك السرقة التي يرتكبها الفقراء، لا يمكن للاحتياج أن يُبرِّرها. وهناك كثير من السرقات يقع فيها (الشرفاء)، وربما لا يشعرون بذلك.

    ** إن غنيًا يُسخر إنسانًا آخر لكي يعمل له عملًا من غير أجرة، يكون بذلك قد سرق أجرته. أو أن يستأجره بأجر بخس دون الكفاف، يكون قد سرق تعبه وعرقه. مثال ذلك عامل يشتغل عندك، وتُعطيه أجرًا لا يكفى سكنه وطعامه ومصروف أولاده. مثل هذا الإنسان ألا تكون قد سرقت تعبه. وهو يصرخ إلى اللَّه شاكيًا من سرقتك لجهده وتعبه.

    وينضم إلى التسخير والأجر البخس، التأخر في دفع الأجر، بحيث يكون الأجير محتاجًا إلى أجره الذي لم يأخذه في ميعاده. ويدخل في هذا النطاق المدير الذي يؤخِّر علاوة الموظف، أو يؤخِّر ترقيته إن كان يستحق تلك العلاوة أو الترقية. مثل هذا المدير يكون قد سرق رزق هذا الموظف إذ قد سلب حقوقه. وبالمثل الموظف الذي يشتغل ساعات زائدة عن المسار القانوني، ويستحق عليها أجرًا إضافيًا Over Time، ويمنعه عنه رئيسه. هذا أيضًا يكون قد سرق تعبه... وبالمثل يكون المدير الذي يخصم من مُرتب أحد موظفيه بدون مُبرِّر، أي يخصم من رزقه. من حق رئيس العمل أن يُعاقب موظفيه إن فعلوا ما يستوجب ذلك. أما أن يخصم من استحقاقاتهم ظُلمًا فإنه يكون قد سرق جزءًا من رزقهم، حتى إن كان هذا الخصم لم يوضع في جيبه، لكنها تعتبر أيضًا سرقة. فالسرقة ليست فقط أن تسلب ما للناس لنفسك، إنما تشمل أيضًا إن سلبت حق إنسان سواء أخذته لنفسك أو لغيرك.

    مثال ذلك أيضًا ما يفعله مأمور ضرائب غير عادل... فهو إذا قدر ضرائب على شخص أكثر مما يجب، يكون قد سلب من هذا الشخص بعض ماله. وإن قدّر عليه ضرائب أقل مِمَّا يجب، يكون قد سلب من الدولة أموالها. في حين أنه لا يكون قد أخذ شيئًا من ذلك لنفسه. وينطبق هذا الكلام أيضًا على موظف الجمارك.

    ** الرّشوة أيضًا هي نوع من السرقة، لأنها ابتزاز لأموال الناس بدون وجه حق. فالرّشوة التي يأخذها موظف من الجمهور هي سرقة واضحة. فكم بالأوْلَى إن وصلت هذه الرشوة إلى مستوى الإتاوات المفروضة. بحيث لا يقوم مثل هذا الموظف بخدمة فرد من أفراد الشعب دون أن يتسلم منهم إتاوة معينة.

    أمَّا الرشوة التي يأخذها موظف لإعفاء مواطن من واجب عليه نحو الدولة، ففيها يكون قد وقع في سرقتين: يكون قد سلب مال هذا المواطن بأخذه رشوة منه. وفي نفس الوقت يكون قد سلب مال الدولة بإضاعة حقوقها نحو هذا الإنسان. ويكون المواطن الذي دفع الرشوة قد وقع هو أيضًا في السرقة إذ سلب الدولة حقوقها التي أعفى منها.

    ولا يعفى الرشوة من المسئولية، إن أخذت اسمًا غير اسمها، كأن تأخذ مثلًا صورة هدية. فالهدايا يتبادلها الأحباء والأصدقاء، ولا يشترط فيها القيام بعمل معين في مقابل ذلك.

    ** العامل أيضًا قد يسرق صاحب العمل بطرق كثيرة منها إن وقت العمل ليس ملكًا للموظف، إنما هو ملك لصاحب العمل الذي يعطيه أجرًا عنه. فإن استغل العامل وقت العمل من أجل مصالحه الخاصة أو قضى هذا الوقت في سمر مع زملائه، أو أخذ عطلات بدون وجه حق (عرضية أو مرضية)... فإنه يكون بهذا قد سرق وقت العمل.. أو سرق الأجر الذي يأخذه مقابل هذا الوقت. كذلك الموظف لا يكون أمينًا في عمله، بينما يأخذ أجرًا عن هذا العمل. وبالمثل العامل الذي يشتغل بآلات لصاحب العمل إن تهاون في استخدامها وأدى به الأمر لإتلافها، بحيث يضطر صاحب العمل أن يشترى غيرها من ماله، وهذا أيضًا يكون قد سرق صاحب العمل بإتلاف آلاته.

    أيضًا هناك أشخاص يستطيعون بذكائهم وحيلتهم أن يتحايلوا على القانون، ويجمعون لأنفسهم مالًا بغير حق، أو يفلتون من التزاماتهم نحو الدولة. وتكون ضمائرهم قد خدَّرتها الفرحة بربح زائد.

    ** هناك أيضًا سرقة الأفكار، أي أن يأخذ أحدهم فكرة غيره وينسبها إلى نفسه، أو يقتبس شيئًا دون أن ينسبه لصاحبه، كأن له هو! وهناك في الأدب باب مشهور عن "السرقات الشعرية"... من أجل هذا وغيره، ضمنت القوانين حقوق التأليف وحقوق النشر والطباعة، وحقوق الاختراع.

    ** أيضًا الغش في الامتحانات يُعتبر لونًا من السرقة، يسرق به التلميذ نجاحًا لا يستحقه أو شهادة لا يستحقها.

    وقد يسرق شخص أسرار غيره عن طريق التجسس، بأن يستمع بأذنه ما ليس من حقه أن يسمعه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أو أن يتطفَّل فيقرأ خطابات غيره أو مذكراته الخاصة، خلسة دون علمه. فهو إذن يسرق أسراره.

    ** هناك سرقات أخرى تبدو طفيفة: مثالها كثير من الموظفين يستخدمون أحيانًا بعض الأوراق البيضاء الخاصة بالعمل في استعمالهم الخاص. وهى ليست من حقهم مهما كانت زهيدة. وبعض الموظفين الكبار يستخدمون عربات الدولة في تنقلاتهم الخاصة. أو يستخدمون بعض الخدم والعمال في خدماتهم الخاصة. وفي كل ذلك لا يشعر هؤلاء "الكبار الشرفاء" بأي إحساس بالإثم.

    وأيضًا قد يستقل أحدهم الترام أو الأتوبيس دون أن يدفع أجرًا محتجًا بأن الكمساري من فرط انشغاله لم يمرّ عليه! وحتى إن أعفاه الكمساري ولم يأخذ منه ثمن التذكرة، فهو ليس صاحب الترام أو الأتوبيس، ويُعتبر شريكًا له في سرقة الأجرة التي يجب أن تُدفع.
    +++
                  

12-22-2014, 03:59 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

    ( يوم الاحد)
    صوم الميلاد المجيد
    21 ديسمبر 2014
    12 كيهك 1731
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 144 : 5 ، 6 )
    ياربُّ طأْطِئْ السَّمَوات وانزل، المِس الجبال فلتُدَخِّنَ. أَرسِلْ يدكَ مِن العلو. أنقذني ونَجِّني مِن المياه الكثيرة. هللويا
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 7 : 36 ـ 50 )
    ثم سألهُ أحد الفرِّيسيِّينَ أن يأكل مَعه، فلمَّا دَخَلَ بيتَ الفَرِّيسيِّ اتَّكأ. وإذا امرأةٌ كانت خاطئةً في المدينة، فلمَّا علِمت أنَّه مُتَّكيءٌ في بيت الفرِّيسيِّ، أخذت قارورة طيبٍ ووقفت مِن ورائهِ عِند رجليهِ باكيةً، وبدأت تَبُـلُّ قدميهِ بدمُوعها، وتمسحها بشعر رأسها، وكانت تُقَبِّلُ قدَميهِ وتدهنُهُما بالطِّيبِ. فلمَّا رأى الفرِّيسيُّ الذي دعاه ( ذلك )، قال محدثاً نفسه: " لو كان هذا نبيَّاً لَعَلِمَ مَن هيَ المرأة التي لمستهُ وما حالها! إنَّها لخاطئة ". فأجاب يسوعُ وقال لهُ: " يا سمعانُ، عِندي كلمةٌ أقولُها لكَ ". فقال: " قُل يا مُعلِّم ". قال: " كان لدائن مدينان. على الواحِد خمسُ مَئَة دينارٍ وعلى الآخر خمسـونَ. ولـم يكن لهُما ما يُوفيانه فسامحهُما كليهُما. فقُل فمَن منهُما يحبَّـه أكثر؟ " أجاب سمعانُ وقال: " أظنُّ أن الذي سامحَهُ بالأكثر ". فقال لهُ: " بصَّوابٍ حَكَمتَ ". ثمَّ إلتفت إلى المرأة وقال لسمعان: أترى هذه المرأة؟ دخلتُ بيتَكَ وماءً لرجليَّ لم تُعطِ، أمَّا هذه فقد بلَّتْ بالدُّمُوع رِجْلَيَّ ومسحتهُما بشعرها. لم تُقبِّل فمي، أمَّا هذه فمُنذُ دَخَلَتْ بيتك لم تكُفَّ عن تقبيل قدميَّ. بزيتٍ لم تَدهن رأسي، أمَّا هذه فقد دَهنت بالطِّيبِ قدَميَّ. مِنْ أجل هذا أقول لكَ: إنَّ خطاياها الكثيرةَ مغفورةٌ لها لأنَّها أحبَّت كثيراً. والذي يُغفر له قليلٌ يحبُّ قليلاً . ثمَّ قال لها: مَغفورةٌ لكِ خطاياكِ ". فبدأ المُتَّكئون يقولون في نفوسِهِم: " مَن هو هذا الآمِر الذي يغفِر الخطايا؟! ". فقال للمرأة: " إنَّ إيمانكِ قد خَلَّصكِ، فاذهبي بسلامٍ ".
    ( والمجد للَّـه دائماً )
    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 72 : 6 ، 7 )
    ينزلُ مثلَ المطر على الجُزَّة، ومثل قطراتٍ تقطر على الأرض. يُشرِقُ في أيَّامِهِ العدلُ، وكثرةُ السَّلامة. هللويا
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 11 : 20 ـ 28 )
    وإن كُنتُ أنا بأَصْبع اللَّه أُخرِجُ الشَّياطِينَ، فإذن قَد بلغت إليكُم مَلَكُوتُ اللَّهِ. إنَّهُ إذا تَسلَّح القويُّ ليحافظ على دارَهُ، فأموَالُهُ تكُون في أمانٍ. فإذا أتاه مَن هو أَقوَى مِنهُ وغلبه يأخذُ سِلاحَهُ الذي كان مُتكِلاً عليه ويُقسم غَنَائِمَهُ. مَنْ لَيسَ مَعي فقد عاندني، ومَنْ لا يَجْمَعُ مَعي فَهُو يُفرق. إن الرُّوحُ النَّجِسُ إذا خرج مِن الإنسانِ، يَجتَازُ في أمَاكنَ عديمة الماء يَطلُبُ رَاحةً، وإذا لم يَجِدُ يَقولُ حينئذٍ: أَرجِعُ إلى بَيتي الذي خَرَجتُ مِنهُ. فإذا جاءَ ووجده فارغاً مَكنوساً مُزيَّناً. حينئذٍ يمضي ويَأخُذُ سَبعَة أرواحٍ أُخَر شرَّاً مِنه، فيدخلُون ويسكنُون هناكَ، فتكُون آواخِر ذلك الإنسان شراً مِن أوائِلِهِ! وفِيمَا هُوَ يَتكلَّمُ بهذا رَفَعت امرَأَةٌ صَوتَهَا مِن الجَمع وقالت لَهُ: " طُوبَى للبَطنِ الَّذي حَمَلكَ وللثَّديَيْنِ اللَّذين أرضعانك ". أَمَّا هُوَ فَقَال لها: " بل طُوبَى للَّذينَ يَسمَعُونَ كَلامَ اللَّه ويَحفَظونَه ".
    ( والمجد للَّـه دائماً )

    القـداس
    البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
    ( 3 : 1 ـ 4 : 1 ـ 3 )
    إذاً ما هو فضل اليهوديِّ، أو ما هيَ منفعة الختان؟ عظيمٌ على كل وجهٍ! أمَّا أولاً فلأنَّهم اسْتُؤْمِنُوا على أقوال اللَّه. فماذا إن كان قومٌ لم يؤمنوا؟ أَفلعلَّ عدم أمانتهُم يُبطِل أمانة اللَّه؟ حاشا! بل ليكُن اللَّه صادِقاً وكل إنسانٍ كاذباً. كما هو مكتوبٌ: " لكي تتبرَّرَ في كلامك، وتغلب مَتَى حُوكِمْتَ ". ولكن إن كان ظلمُنا يثبِّت برَّ اللَّه، فماذا نقول؟ ألعلَّ اللَّه الذي يجلِبُ الغضب ظالمٌ؟ قُلتُ هذا بحسب الإنسان. حاشا! فكيفَ يدينُ اللَّه العالمَ؟ ولكن فإنَّه إنْ كان صِدقُ اللَّه قد ازداد بكذبي كخاطـئٍ ؟ وليسَ يُفتَرى علينا، وكما يزعم قومٌ أننا نقول: " لنفعل السَّيِّآت لتأتينا الخيراتُ ". أولئك الذين دينونتهم عادلةٌ. فماذا لنا إذاً؟ أنحنُ أفضل؟ كلا البتَّة! لأنَّنا قد شكونا أنَّ اليهودَ واليونانيِّينَ أجمعينَ تحتَ الخطيَّةِ، كما هو مكتوبٌ: " أنَّه ليسَ بارٌّ ولا واحدٌ. ليسَ من يفهم. ليسَ مَن يَطلُب اللَّه. الجميع زاغوا وفسدوا معاً. وليسَ مَن يَعمل صلاحاً ليسَ ولا واحدٌ. حنجرتُهُم قبرٌ مَفتوحٌ. قد مكروا بألسنتهم. سِمُّ الأفاعي تحت شفاهِهم. هؤلاء الذين أفواههم مملوءةٌ لعنةً ومرارةً. أرجُلهم سريعةٌ إلى سفكِ الدَّم. وفي طُرقهم شقاء وسحق وطريقَ السَّلام لم يعرفوه. ليس خوف اللَّه أمام عيونهم ". ونحن نعلمُ أن كلَّ ما يقوله النَّاموس فهو يُكلِّم به الذينَ في النَّاموس، لكي يستدَّ فم كلِّ واحدٍ، ويصير كلُّ العالم تحتَ حُكم اللَّه. لأنَّه من أعمال النَّاموس كلُّ ذي جسدٍ لا يتبرَّر أمامه. لأنَّه بالنَّاموس معرفة الخطيَّةِ. وأمَّا الآن فقد ظهر برُّ اللَّه بدون النَّاموس، مشهوداً له من قِبَل الناموس والأنبياء، وبرُّ اللَّه الذي بالإيمان بيسوع المسيح، في جميع الذين يؤمنونَ. لأنَّه لا يوجد فرق. إذ الجميعُ أخطئوا وأعوزهم مجد اللَّه، متبرِّرين مجَّاناً بنعمتهِ بالخلاص الذي بيسوع المسيح، الذي سبقَ اللَّهُ ووضعه كفَّارةً بالإيمان بدِمهِ، لإظهار برِّه، من أجل مغفرةِ الخطايا السَّالفةِ بإمهال اللَّه. لكي يُظهِر برِّه في هذا الزَّمان الحاضر، ليكون بارّاً ويُبرِّر مَن هو مِن الإيمان بيسوع المسيح. فأين الافتخار إذاً؟ قد بَطُلَ! بأيِّ ناموسٍ؟ أبناموس الأعمال؟ كلاَّ! بل بناموس الإيمان. إذاً نَحسِب أنَّ الإنسان يتبرَّر بالإيمان بدون أعمال النَّاموس. أم اللَّه لليهود فقط وليس للأمم أيضاً؟ نعم للأمم أيضاً. فإذاً إنْ كان اللَّه واحدٌ، وهو سيبرِّر الختان بالإيمان والغرلة بالإيمان. أفنبطل النَّاموس بالإيمان؟ حاشا! بل نُثَبِّت النَّاموس.فماذا نقُولُ إذن أن إبراهيم رئيس الآباء قد وَجَد بحسب الجسد؟ أنَّهُ لو كان إبراهيم قد برر بالأعمال لكان لهُ فخرٌ، ولكن لا عند اللَّه. فالآن ماذا يقولُ الكتابُ؟ " آمن إبراهيم باللَّـهِ فحُسب لهُ براً ".
    ( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
    ( 1 : 1 ـ 2 : 1 ـ 2 )
    الذي كان مِن البدء، الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه، ولمسته أيدينا، من جهة كلمةِ الحياةِ. فإنَّ الحياةَ أُظهِرت، وقد رأينا ونشهد ونُعلمكم بالحياة الأبديَّة التي كانت عند الآب وأُظهِرت لنا. الذي رأيناه وسمعناه نُبشِّرَكم به، لكي تكون لكم أيضاً شركةٌ معنا. وأمَّا شركتنا نحن فهيَ مع الآب وابنه يسوع المسيح. وهذا ما نكتبه إليكم لكي يكون فرحكم كاملاً.وهذا هو الوعد الذي سمعناه منه ونبشِّرَكم به: إنَّ اللَّه نورٌ وليس فيه ظلمةٌ البتَّةَ. فإنْ قلنا إنَّ لنا شركةً معه ونسلك في الظُّلمة، نكذب ولسنا نعمل الحقَّ. ولكن إن سلكنا في النُّور كما إنه هو ساكنٌ في النُّور، فلنا شركةٌ بعضنا مع بعضٍ، ودم يسوع المسيح ابنه يُطهِّرنا من كلِّ خطيَّةٍ. إنْ قُلنا أنَّه ليس لنا خطيَّةٌ نُضِلُّ أنفسنا وحدنا وليس الحقُّ فينا. إنْ اعترفنا بخطايانا فهو أمينٌ وعادلٌ، حتَّى يغفر لنا خطايانا ويُطهِّرنا من كلِّ إثمٍ. وإنْ قلنا أننا لم نُخطئ نجعله كاذباً، وكلمته ليست فينا.يا أولادي، أكتب إليكم هذا لكي لا تُخطِئُوا. وإنْ أخطأ أحدٌ فلنا شفيعٌ عندَ الآبِ، يسوع المسيح البارُّ. وهو كفَّارةٌ لخطايانا. ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كلِّ العالم.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنه يبقى إلى الأبد.)

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 7 : 30 ـ 34 )
    ولمَّا كملت له مدَّة أربعين سنةً من الزمن، خطر على قلبه أن يفتقد إخوته بني إسرائيل. وإذ رأى واحداً مظلوماً فتحنن عليه، وانتقم للمغلوب إذ قتل المصريَّ. وكان يظنُّ أنَّ إخوته يفهمون أنَّ اللَّه على يديه يعطيهم خلاصاً، أمَّا هم فلم يفهموا. وفي الغد ظهر لآخرين وهم يتخاصمون، فوفقهُم للصلح قائلاً: أنتم رجال إخوةٌ. لماذا تظلمون بعضكم بعضاً؟ فجحده المُعتدي على صاحبه قائلاً: مَنْ أقامك رئيساً أو قاضياً علينا؟ أتريد أن تقتلني أنت كما قتلت المصري أمس؟ فهرب موسى بسبب هذه الكلمة، وصار غريباً في أرض مدين، حيث وُلِدَ له هناك ابنان.ولمَّا كَمِلت أربعون سنةً، ظهر له ملاك في برِّيَّة طور سينا في لهيب نار على علَّيقةٍ. فلمَّا رأى موسى الرؤيا تعجَّب. وفيما هويتقدَّم ليتأمَّل، صار صوت الربِّ قائلاً: أنا هو إله آبائك، إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب. فارتعدَ موسى ولم يجسر أن يتأمَّل. فقال له الربُّ: اخلع نعلَ رجليكَ، لأنَّ الموضع الذي أنت واقفٌ عليه هو أرضٌ مُقدَّسةٌ. قد رأيتُ عياناً مشقَّة شعبي الذين في مصرَ، وسمعت أنينَهُم ونزلتُ لأُخلِّصهم. فهَلُمَّ الآنَ لأُرسِلُكَ إلى مصرَ.
    ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين.)
    السنكسار
    اليوم الثاني عشر من شهر كيهك المبارك
    1. تذكار الملاك الجليل ميخائيل رئيس الملائكة
    2. نياحة القديس هدرا الأسواني
    3. تذكار القديس يوحنا المُعترِف
    4. اجتماع مجمع برومية على نوباطس القس
    1ـ في هذا اليوم تذكار الملاك الجليل ميخائيل رئيس الملائكة، القائم أمام اللـه الضابط الكل، يشفع في جنس البشر قائلاً: أيُّها الغير غضوب لا تغضب. أيُّها الصَّالح تحنن على خليقتك. أيُّها الطويل الروح لا تُهلِك صنعة يديك. شفاعته تكون معنا. آمين.
    2ـ وفي هذا اليوم أيضاً تنيَّح الأب العظيم الأنبا هدرا أُسقف مدينة أسوان، وقد وُلِدَ من أبوين مسيحيين. فربياه وعلَّماه مخافة الربِّ مُنذُ صِغره. ولمَّا بلغ ثماني عشرة سنة أحب والداه أن يُزوِّجاه من إحدى قريباته. ولكنه امتنع بحجة المرض، حتى إذا كان صباح ذلك اليوم، ذهب إلى الكنيسة مُبكِّراً، وصلَّى مع الجماعة وطلب من السيد المسيح أن يُسمعه من أقوال الكتب المقدسة ما يتفق وما في قلبه. فسمع ما ارتاح إليه.ولمَّا خرج من الكنيسة رأى ميتاً محمولاً ذاهبين به إلى المقبرة، فسار مع المُشيِّعين وكان يُحدِّث نفسه قائلاً: اِسمع يا هدرا. ليس هذا الذي قد مات. ولكنك أنت الذي قد مُـت عـن هذا العـالم الـزائل. ولمَّا وصلوا ودفنوا الميت، لم يَعُدْ إلى بيته بل التحق بالدير وأقام مع الرهبان. ولمَّا سمع أقاربه وأصدقاءه أتوا إليه وقالوا له: أنكَ بعملك هذا تجلب علينا الحزن، كما تؤلم قلب خطيبتك. وأنت تستطيع أن تعبد اللـه في أي مكان شئت. وإذ لم يفلحوا في إرجاعه عن رأيه عادوا والحزن يملأ قلوبهم على فراقه. أمَّا هو فقد اندفع في عبادة حارة، ونُسك عظيم، وصوم دائم، وصلوات متواترة، ومطانيات عديدة، وكان في أيام القديس بيمين، فتتلمذ له، وكان يسترشد بتعاليمه وقدوته الصالحة.وبعد ذلك بثماني سنين طلب أن ينفرد في البرية . وإذ سمحوا له، انطلق حتى عثر على مغارة فسكن فيها. وطلب من القديس بيمين أن يُطلِعه على سيرة القديس العظيم أنبا أنطونيوس أب الرهبان، ليتعلم منها قتال العدو الشرير.ومكث هناك أياماً كثيرة يُجاهد ضد إبليس وجنوده وكان الشيطان يُجرِّبه كثيراً، فمن ذلك أنه ظهر له وبيده سيف مسلول يريد قطع يديه، فصرخ القديس إلى الربِّ، فغاب عنه الشيطان في الحال.وفي أحد الأيام خرج من مغارته، ولمَّا عاد وجد تنيناً عظيماً داخلها. فصلَّى إلى الرب قائلا: ياربي وسيدي إن كانت هذه إرادتك أن أسكن مع هذا الوحش فلتكن. ثم تطلع إلى التنين فوجده مُقطَّعاً إلى ثلاثة أجزاء.وكان في حرب دائمة مع الشياطين، لا ينام الليل ولا يستقر بالنهار، وكان الرب يُخلصه منها. وأخيراً حبس نفسه في قلايته وكانوا يأتون إليه بالمرضى والمُصابين بالأرواح النجسة. فيُصلي على زيت ويدهنهم به فيبرأون في الحال.وكانت الأرواح النَّجِسة تصرخ قائلة: ويلاه منك يا هدرا. أحرقتنا صلواتك، وطردتنا من البراري.وأتَى إليه رهبان من الشام وسألوه عن مسائل غامضة في الكتب المقدسة، ففسَّر لهم معانيها، فأُعجبوا بعمله قائلين: لقد طُفنا جبالاً وأديرة كثيرة، وزرنا مُعلمين وفلاسفةٍ. فلم نجد مَن يُفسِّر لنا هذه المسائل كما فسَّرها لنا هذا القديس.ولمَّا تنيَّح أسقف مدينة أسوان ذهب بعض من شعبها إلى الدير، وهناك اجتمعوا بالرهبان الذين حضروا من الشام، وهؤلاء قد أثنوا لهم على القديس هدرا. فذهبوا إليه وأخذوه رغماً عنه وسافروا إلى الإسكندرية ورسمهُ لهم الأنبا ثاؤفيلس بابا الإسكندرية أُسقفاً عليهم.وما أن جلس على كُرسيهِ حتى عكف على وعظ شعبه وتعليمه طريق الحياة، وقد صنع آيات كثيرة، وأكمل حياته بسيرة حسنة. ثم تتيَّح بسلام.صلاته تكون معنا. آمين.
    3ـ وفيه أيضاً تذكار نياحة القديس يوحنا المعترف.صلاته تكون معنا. آمين.
    4ـ وفي هذا اليوم أيضاً من سنة 249م اجتمع برومية مجمع مقدس. وذلك في أول سنة من مُلك داكيوس الوثني، وفي بطريركية كرنيليوس بابا رومية، وديونسيوس بابا الإسكندرية، وفلابيانوس بطريرك أنطاكية، وجرمانوس أُسقف بيت المقدس، وذلك لمُحاكمة نوباطس القس الذي قال: " إن الذي أنكر الإيمان وقت الاضطهاد، لا يُقبل إذا تاب. وإن الذي يقع في الزنى لا تُقبل له توبة أيضاً! ". فنهاه الأب كرنيليوس عن ذلك. فلم ينتهِ. فجمع مجمعاً من ستين أسقفاً وثمانية عشر قساً وشماساً من علماء رومية، وناظروه في هذا القول. فاحتج بقول بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين: " لأن الذين استنيروا مرة وذاقوا الموهبة السماوية وصاروا شركاء الروح القدس. وذاقوا كلمة اللـه الصَّالحة وقوات الدَّهر الآتي وسقطوا لا يمكن تجديدهم أيضا للتوبة إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية و يشهرونه " فردَّ عليه الآباء موضِّحين له أن الرسول لم يقل هذا عمن يتوب. بل عمن يقصد أن يتعمَّد كلما أخطاء. لأن المعمودية إنما تكون دفعة واحدة. ولهذا اتبع الرسولُ القول بقوله: إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن اللـه مرة ثانية ويُشهِرونه. فأوضح بهذا أنَّهُ لمَّا كان الصلب قد حدث مرة واحدة، هكذا تكون المعمودية مرة واحدة. أمَّا التوبة فبابها مفتوح لكل تائب، وإلاَّ فيكون كل مَن سقط في الكفر أو الخطية غير مقبول ولو تاب. فداود النبي إذاً لم تُقبل توبته، وبطرس لمَّا جحد لم تُقبل توبته، وعلى ذلك يكون باطلاً حلول الروح المُعزي عليه، وباطلاً أيضاً تقليده رعاية خرافه، وتكون معمودية كل من اعتمد من يده باطلة وبالإجمال يكون الكل على حسب رأيك قد هلكوا، وفي هذا مُنتهى الجهل، هذا والسيد المسيح لم يأتِ إلى العالم إلاَّ ليُخلِّص الخطاة ويقتادهم إلى التوبة، بدليل قوله: " إنْ لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون " فأبعد عن هذا الرأي النَّجِس وتُبْ عنه، ولا تكن عدواً للـه ولنفسك وللإنسانية، وإذ لم يرجع نوباطس عن رأيه نفاه المجمع وحرمه هو وكل من يقول بقوله.صلاة هؤلاء القديسين تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 45 : 11,10 )
    اسمعي يا ابنتي وانظُري ومِيلي سمعكِ، وانسي شَعبَكِ وبيتِ أبيكِ، فإنَّ المَلِكَ قد اشتهى حُسنَكِ، لأنَّه هـو ربُّـكِ. هللويا
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 1: 26 ـ 38 )
    وفي الشَّهر السَّادس أُرسِلَ جبرائيل الملاك مِن قِبل اللَّه إلى مدينةٍ مِنَ الجليل اسمها ناصرةٌ، إلى عذراء مخطوبةٍ لرجلٍ اسمه يوسف مِن بيتِ دواد. واسم العذراء مريم. فلمَّا دخل إليها الملاك قال لها: " السلامٌ لكِ يا ممتلئة نعمة! الربُّ معكِ. مُبارَكةٌ أنتِ في النِّساء ". فلمَّا رأته اضطربت مِن كلامه، وفكَّرت ما عسى أن يكون هذا السلام! فقال لها الملاك: " لا تخافي يا مريم فإنَّكِ قد وجدتِ نعمةً عند اللَّه. وها أنتِ ستحبلينَ وتلدينَ ابناً وتدعين اسمه يسوع. وهذا يكون عظيماً، وابن العليِّ يُدعَى ويعطيه الربُّ الإلهُ كرسيَّ داودَ أبيهِ، ويملك على بيتِ يعقوبَ إلى الأبدِ، ولا يكون لملكهِ انقضاءٌ ". فقالت مريم للملاكِ: " كيف يكون لي هذا وأنا لا أعرف رجلاً ؟ ". فأجاب الملاك وقال لها: " الرُّوح القُدس يحلُّ عليكِ، وقوَّة العليِّ تُظلِّلُكِ، لهذا فالمولود منكِ قدُّوسٌ وابن اللَّه يُدعَى. وها أليصابات نسيبتُكِ قد حبلت هيَ أيضاً بِابنٍ في شيخوختها، وهذا هو الشَّهر السَّادس لتِلكَ التي تدعى عاقِراً، لأنَّه ما من أمر لدى اللَّـه غير ممكن ". فقالت مريم للملاكَ: " ها أنا أَمَةُ الربِّ. فليكُن لي كقولِكَ ". فانصرف عنها الملاك.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

12-22-2014, 04:03 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

    ( يوم الاثنين)
    صوم الميلاد المجيد
    22 ديسمبر 2014
    13 كيهك 1731
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 9 : 13,11)
    رتِّلوا للربِّ السَّاكن في صهيون، وأخبروا في الأُمَم بكلِّ أعمالهِ. لكي ما أُخبرَ بجميع تسابيحكَ في أبوابِ ابنةِ صهيون. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 14 : 3 ـ 9 )
    وفيمَا كان في بيتِ عنيا في بيتِ سمعانَ الأبرصِ مُتَّكئاً جاءت امرأةٌ معها قارورةُ طيبِ ناردينٍ خالصٍ كثير الثَّمنِ فكسرتِ القارورةَ وسكبتُها على رأسهِ. وكان قومٌ مُتذمرينَ في أنفُسهم قائلين: " لماذا كان إتلاف هذا الطِّيب؟ فإنَّهُ قد كان يُمكنُ أن يُباعَ هذا بأكثر مِن ثلاث مئة دينارٍ وتُعطى للمساكين ". وكانوا يؤنِّبونَها. أمَّا يسوعُ فقال لهم: " اترُكوها! لماذا تزعجونها؟ قد عَمِلَت بي عملاً حسـناً. لأنَّ الفقـراءَ معكُم في كلِّ حيـنٍ وإذا أردتم تقدرون أن تصنعوا معهم خيراً كلَّ حينٍ. وأمَّا أنا فلستُ معكُم في كلِّ حينٍ. فما كان لها قد فعلتُه لأنَّها سبقَت فدهنت بالطِّيب جسدي لدفني. الحقَّ أقولُ لكُم: إنَّه حيث يُبَشَّرُ بهذا الإنجيل في كلِّ العالم، يُخبَر أيضاً بما صنعتهُ هذه تذكاراً لها.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 102 : 19 ، 21 )
    الربُّ نظرَ مِن السماءِ على الأرضِ، ليسَمعَ تَنهُدَ المغلولين. ليُخبِروا في صهيونَ بِاسم الربِّ، وتسبحتهِ في أورشليم. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 12 : 41 ـ 44 )
    ثم جلسَ يسوعُ قدَّام خزانةِ الهيكل وكان ينظر كيف يُلقي الجميعُ نُحاساً في الخزانةِ وكان أغنياءُ كثيرونَ يُلقونَ كثيراً. فجاءت أرملةٌ مسكينة فألقت فلسينِ، قيمتُهُما رُبعٌ. فدَعا تلاميذهُ وقال لهُم: " الحقَّ أقولُ لكُم: إنَّ هذه الأرملةَ الفقيرةَ قد ألقت أكثر من جميع الذينَ ألقوا في الخزانةِ، لأنَّ الجميعَ من فضلتُهُم ألقوا. وأمَّا هذه فمن إعوازها ألقت كلَّ ما عِندها، وكل معيشتها ".
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
    ( 1 : 1 ـ 17 )
    بولس، عبدٌ ليسوعَ المسيح، المدعُوُّ رسولاً، المُفرَزُ لإنجيلِ اللـهِ، الذي سبق فوعد به من قبل أنبيائه في الكُتُبِ المُقدَّسةِ، عن ابنه. الذي صار مِن نسلِ داود بحسب الجسد، ابنَ اللـهِ المرسوم بقوَّةٍ بحسبِ روح القداسةِ، بقيامةِ الأمواتِ: يسوعَ المسيح ربِّنا. الذي به نُلنا النعمة والرسالة لإطاعة الإيمان في جميع الأمم على اسمه، الذينَ بينهم أنتم أيضاً مدعُوُّو يسوعَ المسيح. إلى جميع الساكنين برومية، أحبَّاءَ اللـهِ، المدعوِّيين الأطهار: النعمة والسلام من اللـه أبينا وربِّنا يسوعَ المسيح.فأوَّلاً، أشكُرُ إلهي يسوع المسيح مِن جهة جميعكُم، لأنَّ إيمانكُم يُنادى به في كلِّ العالم. لأنَّ شاهدي هو اللـه الذي أعبده بروحي، في إنجيل ابنه، كيف بلا انقطاع أَذكُركُم، مُتَضَرِّعاً كل حين في صلواتي لعل يُسهِّل طريقي بمشيئة اللـه أن آتي إليكُم. لأنِّي مُشتاقٌ أن أراكُم، لكي أعطيكم نعمة روحيَّة لثباتكم، أعني أن نشترك في تقوية قلوبكم بالإيمان الكائن فينا مع بعضنا بعض إيمانكم وإيماني. ثمَّ لستُ أُريدُ أن تجهلوا أيُّها الإخوةُ أنَّني ها مراراً كثيرةً أستعد أن آتي إليكم، ومُنِعتُ إلى الآن، لكي أنال منكُم أنتم أيضاً ثمرة كما في سائر الأُمم. إنِّي مديونٌ لليونانيِّينَ والبرابرة والحكماء والجهلاء. فهكذا هو اجتهادي الموجود لدي أن أبشركم أنتم أيها الساكنون في رومية. لأنِّي لا أستحي بالإنجيل، لأنَّه قوَّةُ اللـهِ للخلاص لكلِّ مَنْ يؤمنُ: لليهوديِّ أوَّلاً ثمَّ لليونانيِّ. لأنَّ فيهِ برُّ اللـهِ يظهر بإيمانٍ، لإيمانٍ، كما هو مكتوبٌ " أمَّا البارُّ فبالإيمانِ يحيا ".
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة يعقوب الرسول
    ( 1 : 1 ـ 18 )
    يعقوبُ، عبدُ اللهِ وربنا يسوعَ المسيح، يُهدي السَّلامَ إلى الاثني عشرَ سبطاً الذينَ في الشَّـتَاتِ. كونوا في فرح يا إخوتي إذا وقعتُم في تَجاربَ مُتَنوِّعةٍ، عَالمينَ أنَّ تجرُبة إيمانكُمْ تُنشئ صبراً. وأمَّا الصَّبرُ فليكُن فيهِ عملٌ تامٌّ، لكي تكونوا كاملينَ وأصحاءِ غير نَاقصينَ في شيءٍ. وإن كانَ أحدُكُم تُعوزُهُ حكمةٌ، فليطلُبْ مِنَ اللـهِ الذي يُعطي الجميعَ بسخاءٍ ولا يُعيِّرُ، فسيُعْطى له. وليسأل بإيمانٍ غير مُرتابٍ. لأنَّ المُرتابَ يُشبهُ أمواج البحر التي يخبطُها الرِّيحُ ويردها. فلا يَظُنَّ ذلك الإنسانُ أنَّهُ يَنَالُ شيئاً مِنْ عند الرَّبِّ. لأنَّ الرجُل ذو الرأيين هو مُتَقَلقِل في جَمِيع طُرُقِهِ. وليَفتَخِر الأخُ المُتواضع بارتفاعِهِ، وأمَّا الغَنيُّ فباتِّضاعِهِ، لأنَّهُ كزهر العُشبِ يَزولُ. لأنَّ الشَّمسَ أشرَقت مع الحَرِّ فيَبَّسَتِ العُشبَ، وأنتثر زهرُهُ وفَسد جَمالُ مَنظَرهِ. هكذا يَذبُلُ الغَنيُّ أيضـاً في كلِّ طُرُقِهِ. طُوبي للرَّجُل الذي يَصبر في التَّجربَة، لأنَّه إذا صار مُختاراً ينال إكليل الحياة الذي وعَدَ بِهِ الرَّبُّ للذِينَ يُحبُّونَهُ.فلا يقُل أحدٌ إذا جُرِّبَ أن اللـه قد جرَّبنى، لأنَّ الله غيرُ مُجرَّبٍ بالشُّرور، وهو لا يُجرِّبُ أحداً. ولكنَّ كلَّ واحدٍ يُجرَّبُ إذا انجذبَ وانخدعَ من شهوة نفسه. ثُمَّ إنَّ الشَّهوةُ إذا حبلتْ فإنَّها تلدُ خطيَّئةً، وأمَّا الخطيَّئة إذا كمَلَت فإنَّها تلد الموت. لا تضلُّوا يا إخوتي وأحبَّائي. كلُّ عطيَّةٍ صالحةٍ وكلُّ موهبةٍ تامَّةٍ فهي من فوقُ، نازلةٌ من عند أبِ الأنوار، الذي ليسَ عندهُ تغييرٌ ولا شبهُ ظل يزولُ. قد شاء فولدنا بكلمةِ الحقِّ لكي نكون باكورةَ خلائقه.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 7 : 2 ـ 7 )
    إلهُ المجدِ ظهر لأبينا إبراهيم وهو في ما بين النَّهرين، قبلما يَسكُن في حاران وقال له: " اخرج مِن أرضكَ ومِن عشيرتكَ، وهَلُمَّ إلى الأرضِ التي أُريكَ إياها. فخرج حينئذٍ مِن أرضِ الكلدانيِّينَ وسكنَ في حاران. ومن هُناكَ نقلهُ، بعد ما ماتَ أبوهُ، وأسكنهُ في هذه الأرض التي أنتم ساكنونَ فيها. ولم يُعطِهِ فيها ميراثاً ولا وطأةَ قدَم ولكن وعَدَ أن يُعطيها مُلكاً له ولنسلهِ من بعدهِ، إذ لم يكُن لهُ وَلَدٌ. وتكلَّم اللـهُ هكذا، أن يكونَ زرعهُ مُتغرِّباً في أرضٍ غريبةٍ، فيستعبدونه ويعذبونه أربع مئة سنةٍ، والأُمَّةُ التي يُستعبدُونَ لها سأَدينُها أنا، يقولُ اللـهُ. وبعد ذلكَ يخرجونَ ويعبُدونَني في هذا المكان.
    ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
    السنكسار
    اليوم الثالث عشر من شهر كيهك المبارك
    1. تذكار حبَل حَنَّة والدة العذراء مريم
    2. شهادة القديس برشنوفيوس
    3. نياحة الأب ابراكيوس
    4. تكريس كنيسة القديس ميصائيل السائح
    1ـ في هذا اليوم تُعيِّد الكنيسة بتذكار بشارة الملاك جبرائيل للقديسة حَنَّة بميلاد السيدة العذراء.صلاتها تكون معنا. آمين.
    2ـ في هذا اليوم استشهد القديس برشنوفيوس الراهب في أول عصر الإسلام، وقد كان مُقيماً في كنيسة أبي مينا التي في فُم الخليج، وكان يُجاهد في عبادته بقوة، فكان يصوم يومين يومين، ويقوم بمطانيات كثيرة وصلوات متواصلة. وحدث أن وشى به مرة بعض الأشرار بأنه سبَّ القُضاة، فاستحضروه وعذَّبوه كثيراً، وأخيراً قُطِعت رأسه ونال إكليل الشهادة.صلاته تكون معنا آمين.
    3 ـ وفي هذا اليوم أيضاً تنيَّح الأب القديس ابراكيوس. كان من الصعيد وترهَّب بأحد الأديرة وهو ابن عشرين سنة. وجاهد الجهاد الكامل حتى ضجر الشيطان من حربه، وواجهه قائلاً: إنه لا يزال باقياً لك في العالم خمسون سنة أُخرى، قاصداً بهذا أن يُلقيه في الضَّجر. فأجابه الشيخ: لقد أحزنتني بهذا لأني كنت أظن إنني سأعيش مائة سنة أخري، ولهذا قد توانيت.وإذا كان الأمر كذلك، فيجب عليَّ أن أُجاهد كثيراً قبل الموت. وبهذا تغلَّب على الشيطان الذي حاول أن يُلقي في قلبه التواني ومن ثم ضاعف جهاده. وفي تلك السَّنة تنيَّح بسلام، بعدما أقام في العبادة والنُّسك مدة سبعين سنة. صلاته تكون معنا. آمين.
    4ـ وفي هذا اليوم أيضاً تذكار تكريس كنيسة القديس ميصائيل السائح. بينما كان الأنبا إسحق رئيس دير القلمون جالساً في ديره، تقدم إليه شاب فرسم على وجهه علامة الصليب كعادة الرهبان. وسمح له بالدنو منه، فاقترب وضرب مطانية أمامه وقال له: يا أبانا الأنبا اسحق اقبل مسكنتي من أجل السيد المسيح، وساعدني على خلاص نفسي، واحسبني من جملة أولادك. فتعجب منه الرئيس لكونه دعاه بِاسمه، وقال له: مَن أعلمك بِاسمي؟ فأجابه الشاب: النعمة الحالة عليك هيَ التي أعلمتني. فقال له الرئيس: اجلس. اللـه يجعلك له هيكلاً مُقدساً. والآن أخبرني بأمرك، فأجابه الشاب: إنني أُدعَى ميصائيل، وكان أبي مُحباً للعالم، مُنشغلاً به عن عبادة اللـه. وكان حزيناً لحرمانه من النَّسل. وفي بعض الأيام استضاف شيخاً راهباً قديساً، وشكا له حزنه لعدم وجود ابن يرث غناه، فقال له الشيخ: اصلح طريقك مع الله المُحب للبشر، وهو يرزقك ولداً مُباركاً. فقال له: وكيف ذلك؟ فقال الشيخ: عِشْ عيشة الكمال واسلك بحسب وصايا الكنيسـة المفروضة على المؤمنين، وواظب على الصـلاة الليلية والنهاريـة،ولا تنقطع عن الكنيسة المقدسة، وليكن لك كاهن تستشيره في كل أمورك، فإذا فعلت هذا أنت وزوجتك بلغتما المقصود. ففعل والديَّ جميع ما أوصاهما به الشيخ الراهب. فتم كلامه وحملت بي والدتي كما حدثتني بذلك.ولمَّا بلغتُ السادسة من عمري مات أبواي. فاهتم الأب الأسقف بأمر تربيتي وتعليمي وتدبير أموالي، ولمَّا اطلعت على الكتب المقدسة اشتقت إلى الرهبنة وجئت إلى هنا.فسُرَّ الرئيس من كلام الشاب ميصائيل، وسلَّمه لأحد الشيوخ، فتعلَّم منه كيف يكون الجهاد والنُّسك. وبعد ذلك ألبسوه لباس الرهبنة واسكيمها المقدس، ومن ذلك الوقت انفرد للعبادة والنُّسك.وفي أحد الأيام حضر إليه أحد الإخوة، فوجده واقفاً يُصلِّي، ولمَّا طرق باب قلايته فتح له، وصلَّيا معاً، ثم تباركا من بعضهما البعض، وجلسا يتحدثان في الكيفية التي بها يمكن التغلب على العدو الشرير. فقال له القديس ميصائيل: إنَّ الشيطان يهرب من الصلاة إذا كانت بحرارة.وبعد الفراغ من أحاديثهما الروحانية، سبحا الله، وخرج الأخ من لدنه. وبعد حين عاد إليه فوجده واقفاً يُصلِّي قائلاً : اللَّهُمَّ خلِّصني، وانظر إلى ذُلِّي، واغسلني من إثمي، فإنَّ أبي وأمي قد تركاني والرب قبَلَني. فلمَّا رآه الأخ وقد ضمر جسده والتصق جلده بعظامه، بكى وقال له: لقد صار جسدك كالمحترق. فقال له القديس. أشكر إلهي الذي وهبني نور عينيَّ وسمْع أُذُنيَّ لأُطالع الكتب المقدسة وأسمع كلمة الله، كما وهبَني أيضاً قوةً للوقوف في الصلاة.ولمَّا سمع رئيس الدير بنسكيات القديس ميصائيل، أتاه في أحد الأيام ليفتقده. فقال له ميصائيل: اعلم يا أبي القديس أنه بعد ثلاث أيام يأتيك أُناسٌ متشبهون بالجنود، ويطلبونني منك، فلا تمنعني عنهم ولا تخف ولا تحزن، فإنها إرادة اللـه واعلم أيضاً أنه في العام الآتي سيكون غلاء، ولكني سأتي إليك في ذلك الحين. فلمَّا سمع الرئيس كلام ذلك القديس اشترى كثيراً من الحبوب.وبعد قليل أتى القوم المُتشبِّهون بالجنود وأخذوا القديس ميصائيل ومضوا، ثم حدث الغلاء وقلَّ وجود القمح كما أنبأ القديس بذلك . فجاء الوالي برجاله ليأخذ ما يجده في الدير من الحبوب، فظهرت له جنود منعته عن ذلك ورجع خائباً، فرحّب الرئيس بهؤلاء الجنود وشكرهم، ثم قدَّم لهم طعاماً ليأكلوا. فقالوا له نحن لا نحتاج إلى شيء مثل هذا. ثم برز من بينهم واحدٌ وأمسك بيد الرئيس وانفرد به، وقال له: أنا ولدك ميصائيل، وهؤلاء القوم المتشبِّهون بالجنود هم سواح، وهم الذين أتوا هنا في العام الماضي وأخذوني معهم، والآن أسألك أن تمضي إلى الأنبا أثناسيوس أُسقف بلدي التي تربَّيت فيها، وأعلِمه بخبري، واطلب منه مال أبي، ثم ابنِ لي به كنيسة على اسمي، ثم ادعِ أبانا الأسقف لتكريسها، ففعل الرئيس بما قاله القديس ميصائيل واستلم من الأسقف سبعمائة مثقال ذهب، وتسعمائة درهم فضة وكتباً كثيرة وخمسمائة رأس غنم، عدا الأقمشة والحُلي والأواني، وهدم بيته القديم واشترى ما يجاوره من أرض وبنى هناك كنيسة، وفيما كان الأب الأسقف مُحتفلاً بتكريسها إذ بالقديس ميصائيل قد أتى مع الآباء السوَّاح وحضروا صلاة التكريس. وتقدَّم القديس ميصائيل من الرئيس وقال له: إنك ستنتقل من هذا العالم في العام المُقبل. وبعد ذلك عادوا من حيث أتوا.صلوات هؤلاء القديسين تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 103 : 13 ، 16 )
    أنتَ يا اللـهُ ترجعُ وتترأَّفُ على صهيون، لأنَّهُ وقتُ التراؤف عليها لأنَّ الزمانَ قد حضرَ. لأنَّ الربَّ يبني صهيونَ ويظهرُ بمجدِه. لأنَّهُ نظرَ إلى صلاةِ المساكين. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 1 : 1 ـ 25 )
    مِن أجل أن كثيرين أخذوا في كتابة أقوال مِن أجل الأعمال التي أُكملَت فينا، كما سلَّمها إلينا الأولونَ الذينَ عاينوا وكانوا خدَّاماً للكلمةِ، اخترتُ أنا أيضاً إذ قد تَتَبَّعتُ كلَّ شيءٍ مِن الأوَّل بتدقيقٍ أن أكتُبَ لكَ أيُّها العزيزُ ثاؤفيلُس، لتَعرفَ قوَّة الكلام الذي وُعِظتَ بهِ.كانَ في أيَّام هيرودسَ ملك اليهوديَّةِ كاهنٌ اسمهُ زكريَّا مِن أيَّام خدمة آبيَّا، وامرأتُهُ كانت مِن بناتِ هرونَ واسمُها أليصاباتُ. وكانا كلاهُما بارَّين أمام اللـهِ، سالكينِ في جميع وصايا وحقوق الربِّ بلا لومٍ. ولمْ يكُن لهُما ولَدٌ، إذ كانت أليصابات عاقراً. وكانا الاثنان مُتقدِّمين في أيَّامهما.فكان بينما هو يَكهَنُ في رُتبة أيام خدمتهُ أمام اللـهِ، حسبَ عادة الكهنوت، أصابتهُ القُرعةُ أن يَرفع بخوراً فدخل إلى هيكل الربِّ. وكان كلُّ جمهورِ الشَّعبِ يُصلُّونَ خارجاً وقتَ البخورِ. فظهرَ لهُ ملاكُ الربِّ واقفاً عن يمينِ مذبح البخورِ. فلمَّا رآه زكريَّا اضطربَ ووقعَ عليهِ خوفٌ. فقال له الملاكُ: " لا تخفْ يا زكريَّا، لأنَّ طلبتكَ قد سُمِعتْ، وامرأتُكَ أليصاباتُ ستَحبل وتلِدُ لكَ ابناً وتسمِّيهِ يوحنَّا. ويكونُ لكَ فرحٌ وابتهاجٌ، وكثيرونَ سيفرحونَ بولادتهِ، لأنَّه يكونُ عظيماً أمام الربِّ، وخمراً ومُسكراً لا يشربُ ومِن بطنِ أمِّهِ يَمتَلِئُ من الرُّوح القدسِ. ويردُّ كثيرينَ من بني إسرائيلَ إلى الربِّ إلاههم. وهو يَتقدَّمُ أمامهُ برُوح إيليَّا وقوَّتهِ، ليردَّ قلوبَ الآباءِ إلى الأبناءِ، والعصاةَ إلى فكرِ الأبرارِ، لكي يُهيِّئ للـربِّ شعباً مُبرراً ".فقال زكريَّا للملاك: " كيف أعلَمُ هذا، لأنِّي أنا شيخٌ وامرأتي مُتقدِّمةٌ في أيَّامها؟ " فأجاب الملاكُ وقال لهُ: " أنا جبرائيل الواقفُ قدَّام اللـهِ، وأُرسِلتُ لأُكلِّمكَ وأُبشِّركَ بهذا. وها أنتَ تَصيرُ صامتاً ولا تستطيعُ الكلام، إلى اليوم الذي يكونُ فيهِ هذا، لأنَّكَ لم تُصدِّق كلامي الذي سَيَتمُّ في وقتهِ ". وكان جميعُ الشَّعبُ ينتظرُ زكريَّا وكانوا مُتَعّجِّبينَ مِن إبطائهِ في الهيكل. فلمَّا خرجَ لم يستطع أن يُكلِّمهُم، فعلموا أنَّهُ قد رأى رؤية في الهيكل. فكان يُشيرُ إليهُم بيده وبقيَ صامتاً.ولمَّا كَمِلَتْ أيَّام خدمتهُ مضى إلى بيتهِ. وبعد تلكَ الأيَّام حبِلت أليصابات امرأتهُ، وأخفتْ نفسها خمسة أشهر قائلةً: " أنَّه هكذا قد صنَعَ بي الربُّ في الأيَّام التي فيها نظرَ إلىَّ، لينزعَ عاري مِن بين النَّاسِ ".
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

12-23-2014, 04:33 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

    ( يوم الثلاثاء)
    صوم الميلاد المجيد
    23 ديسمبر 2014
    14 كيهك 1731
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 4 : 8,6 )
    قد ارتَسم علينا نور وجِهكَ ياربُّ. أعطيتَ سروراً لقلبي. لأنكَ أنتَ وحدكَ ياربُّ. أسكنتَني على الرَّجاءِ. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 16 : 24 ـ 28 )
    حينئذٍ قال يسوع لتلاميذه: " مَن يُريد أن يتبعني فليُنكِر نفسه ويحمل صليبهُ ويتبعني، لأن مَن أراد أن يُخلِّص نفسه يُهلكها، ومَن يُهلك نفسه من أجلي يجدها. لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كُلَّه وخسر نفسه؟ أو ماذا يُعطِي الإنسان فداءً عن نفسه؟ فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذٍ يُجازي كل واحدٍ حسب أعماله. الحقَّ أقول لكم إن من القيام ههُنا قوماً لا يَذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتياً في مجد أبيه ".
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 5 :12,11 )
    ويفتخر بِكَ كلّ الذينَ يُحبُّونَ اسمكَ. لأنكَ أنتَ ياربُّ باركتَ الصِّدِّيقَ. مِثل سلاح المسرَّة كللَّتنا. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 10 : 34 ـ 42 )
    " لا تظنُّوا إني جئتُ لأُلقي سلاماً على الأرض. ما جئت لأُلقي سلاماً بل سيفاً. فإني أتيت لأفرِّق الإنسان ضدَّ أبيه، والابنة ضدَّ أُمِّها، والعروس ضدَّ حماتها. وأعداء الإنسان أهل بيته. ومن أحبَّ أباً أو أمّاً أكثر منِّي فلا يستحقُّني، ومَن أحبَّ ابنه أو ابنته أكثر منِّي فلا يستحقُّني، ومَن لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يستحقُّني. مَن وجدَ نفسه يُضِيعُهَا، ومن أضاع نفسه من أجلي يجدها. مَن يقبلكم فقد قبلني، ومن يقبلني فقد قَبِلَ الذي أرسلني. ومَن يقبل نبيّاً بِاسم نبيٍّ فأجر نبيٍّ يأخذ، ومَن يقبل بارّاً بِاسم بارٍّ فأجر بارٍّ يأخُذ. ومَن يسقي أحد هؤلاء الصِّغار كأس ماءٍ باردٍ فقط بِاسم تلميذٍ، فالحقَّ أقولُ لكم أنه لا يُضِيعُ أجرَهُ ".
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
    ( 8 : 18 ـ 30 )
    لأني أظُن أن آلام هذا الزَّمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلَن فينا. لأن انتظار الخليقة يتوقَّع استعلان أبناء الله. لأن الخليقة قد أُخضِعَت للباطل لا عن إرادة، بل من أجل الذي أخضعها على الرَّجاء. لأن الخليقة نفسها أيضاً ستُعتق من عبوديَّة الفساد إلى حرِّية مجد أولاد الله. فإننا نعرف أن كلَّ الخليقة تئنُّ وتتمخَّض معنا حتى الآن. وليس هى فقط، بل نحن أيضاً الذين لنا باكورة الرُّوح، نحن أنفسنا أيضاً نئنُّ في أنفسنا، متوقِّعين التَّبنِّي فداءَ أجسادنا. لأننا بالرَّجاء خَلصنَا. ولكنَّ الرَّجاء المنظور ليس رجاءً، لأن ما ينظره أحدٌ فإياه يرجو أيضاً ولكن إن كنا نرجو ما لسنا ننظره فإننا نتوقَّعه بالصَّبر. وكذلك الرُّوح أيضاً يُعضِّد ضعفنا، لأننا لسنا نعلم ما نُصلِّي لأجله كما ينبغي. ولكن الرُّوح نفسه يشفع فينا بتنهُدات لا يُنطَق بها. ولكنَّ الذي يَفحصُ القلوب يعلم ما هو فكر الرُّوح، لأنه قد تشفعُ لله عن القدِّيسين.ونحن نعلمُ أن الذين يحبُّون الله، وهم الذين مدعوُّون حسب قصده السابق. يجعل كل الأشياء تعمل معهم للخير. لأن الذين سبق فعرَفهم سبق أيضاً فعيَّنهم شُركاء صورة ابنه، ليكون هو بِكراً بين اخوة كثيرين. والذين سبق فعيَّنهم، فهؤلاء دعاهم أيضاً. والذينَ دعاهم، فهؤلاء برَّرهم أيضاً. والذينَ برَّرهم، فهؤلاء مجَّدهم أيضاً.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي واخوتي. آمين. )


    الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
    ( 3 : 8 ـ 15 )
    والنِّهاية، كونوا جميعاً برأيٍ واحدٍ، وكونوا مشتركين في الآلام. وكونوا مُحبِّين الاخوة، رحومينَ، ومُتواضعينَ. غير مُجازين عن شـرٍّ بشـرٍّ أو عن شتيمةٍ بشتيمةٍ، بَلْ على العكس مُبارِكِين، لأنكم لهذا الأمر دُعيتم لكي ترثوا البركة. لأنَّ من أراد أن يُحبَّ الحياة ويرى أيَّاماً صالحة، فليَكفُف لسانه عن الشرِّ وشفتيه عن أن يتكلَّما بالمَكر، وليَحد عن الشرِّ ويصنع الخير، وليطلب السَّلام ويَجِدَّ في أَثَرِه. لأن عيني الربِّ تنظر الأبرار، وأُذنيه تنصتان إلى طلبهم، وأمَّا وجه الربِّ ضدُّ فاعلي الشرِّ.فمن ذا الذي يُمكنه أن يؤذِيكم إذا كُنتم غيورين على الخير؟ ولكن وإن تألَّمتم مِن أجل البرِّ، فطوباكم. وأمَّا خَوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا، بل قدِّسوا الربَّ المسيح في قلوبكم.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه، وأمَّا مَن يعمل بمشيئة اللـه فإنَّهُ يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 19 : 23 ـ 40 )
    وحدث في ذلك الوقت اضطرابٌ ليس بقليل بسبب الطَّريق، لأنَّ واحداً اسمه ديمتريوس، صائغ فضةٍ صانع هياكل فضةٍ لأرطاميس، كان يُربِّح الصُّنَّاع ربحاً ليس بقليل. فجمعهم مع الصُّنَّاع الآخرين الذين حولهُ وقال لهم: " أيُّها الرِّجال أنتم تعرفون أنَّ رِبحَنا إنَّما هو من هذه الصِّناعة. وأنتم تنظرون وتسمعون أنه ليس من أفسس فقط، بل وحتى من جميع آسيَّا، استمال بولس هذا جمعاً كثيراً قائلاً: أن هذه التي تُصنع بالأيادي ليست آلهةً. فليس نصيبنا هذا وحـده في خطر مِن أن يحصل في إهانة، بل أيضـاً هيكل أرطاميس ـ الآلهة العظيمة ـ أن يُحسب لا شيء، وإنه سوف تُهدم عظمتها، هيَ التي يعبدها جميع آسيَّا وكل المسكونة ". فلمَّا سمعوا هذا امتلأوا غضباً، وطفقوا يصرخون قائلين: " عظيمةٌ هى أرطاميس التي لأهل أفسس ". فامتلأت المدينة اضطراباً وجروا جميعاً بنفس واحدة إلى المشهد خاطفين معهم غايوس وأرسترخُس المكدونيَّين، رفيقي بولس في السَّفر.ولمَّا كان بولس يريد أن يدخل إلى الجمع، لم يدعه التَّلاميذ. وآخرون من رؤساء المدينة ـ كانوا أصدقاءه ـ أرسلوا يطلبون إليه أن لا يُسلِّم نفسه إلى المشهد. وآخرون كانوا يصرخون بشيءٍ آخرَ، لأن المحفل كان مُضطرباً، وأكثرهم لا يدرون لأيِّ شيءٍ كانوا قد اجتمعوا. فاجتذب اليهود إسكندر من الجمع، فأشار إسكندر بيده يريد أن يحتجَّ للجمع. فلمَّا عرفوا أنه يهوديٌّ، صار صوتٌ واحدٌ من الجميع صارخين نحو مدَّة ساعتين قائلين: " عظيمة هى أرطاميس التي لأهل أفسس ".فلمَّا هدَّأ الكاتب الجمع قال: " أيُّها الرِّجالُ الأفسسيُّون، مَن هو مِن الناس لا يعرف أن مدينة الأفسسيِّين مُتعبِّدة لأرطاميس العظيمة ولتمثالها الذي هبط من زَفْسَ؟ وليس أحد يقدر أن يُقاوم هذه الأشياء، فلذا ينبغي أن تكونوا ثابتين ولا تفعلوا شيئاً بخفة. لأنكم أتيتم بهذَيْن الرَّجلين إلى هنا، وهما ليسا سارقي هياكل، ولا مُجدِّفين، على آلهتكم. فإن كان ديمتريوس والصُّنَّاع الذين معه لهم دعوى على أحدٍ، فإنه تُقام أيَّامٌ للقضاء، ويوجد ولاةٌ، فليرافعوا بعضهم بعضاً. وإن كنتم تطلبون شيئاً آخر، فإنه يُقضَى بينكم في محفلٍ شرعيٍّ. لأنَّنا في خطر أن نُحاكَم من أجل اضطراب هذا اليوم. وليس حُجَّةٌ يُمكننا من أجلها أن نُعطِي جواباً عن هذا الشَّغب ". ولمَّا قال هذا صرف المحفل.
    ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين.)
    السنكسار
    اليوم الرابع عشر من شهر كيهك المبارك
    1. شهادة القديسين بهنام وسارة أخته
    2. شهادة القديس خرستوذولوس
    3. شهادة القديسين سمعان المنوفي وأباهور وأبا مينا الشيخ
    4. شهادة القديس أمونيوس أسقف اسنا
    1ـ في هذا اليوم استشهد القديسان بهنام وسارة أخته من أولاد سنحاريب ملك الفرس. وذلك أنه ذات يوم خرج بهنام مع أربعين رجل من غلمانه للصيد في الجبل، فرأى وحشاً كبيراً فطارده مسافة طويلة، حتى افترق عن غلمانه وقد أمسى عليه الليل، فاضطر أن يقضي ليلَته في مكانه، فنام ورأى في نومه مَن يقول له : اذهب إلى القديس متى الساكن في هذا الجبل وهو يُصلِّي على أختك ( وكانت مُصابة بمرض عضال ) فيشفيها الرب.فلما استيقظ من نومهِ اجتمع بغلمانه، وبحثوا عن القديس متى حتى وجدوه في مغارة، فسجد بهنام بين يديه وأعلَّمهُ بالرؤيا وطلب منه الذهاب معه إلى المدينة فقام معه. وقد سبقه بهنام ومضى فأعلَم والدته بالرؤيا وبوجود القديس متى خارج المدينة، ونظراً لمحبتها له سمحت بذهاب أخته معه سراً. ولمَّا وصلا إلى حيث القديس متى، صلَّى عليها فشفاها الرب، ثم وعظهما وعلَّمهما طريق الحياة، وصلَّى أيضاً فأنبع الرب عين ماء، فعمَّدهما بِاسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد، وعاد إلى مكانه.ولما علِم الملك سنحاريب بشفاء ابنته، استدعاها إليه وسألها عن كيفية شفائها. فقالت له إنَّ الرب يسوع المسيح هو الذي وهبها الشفاء على يد القديس متى، وليست الكواكب التي يعبدها هو، فغضب الملك على ولديه وهددهما بالعقاب فلم يرجعا عن رأيهما الصالح. ولمَّا كان الليل تشاور القديس بهنام وأخته لكي يذهبا معاً إلى القديس متى ليودعاه قبل موتهما، فسارا إليه خفيةً مع بعض أصدقائهما، وإذ علِم الملك بذلك أرسل وراءهما من لحقهما في الطريق وقتلهما ، فنالا إكليل الحياة في ملكوت السموات. ولمَّا عاد قاتِلُو بهنام وأخته، وجدوا أن الملك أصابه روح نجس، وصار يُعذِّبه عذاباً أليماً، فأرسلت الملكة إلى القديس متى متوسلة أن يحضر.ولمَّا جاء صلَّى عليه فشفاه الرب في الحال. وأخذ القديس في تعليمهما فآمنا هما وكل من في المدينة، ثم بنى الملك للقديس متى ديراً عظيماً ووضعَ فيه جسدي ابنيه بهنام وأخته، وسكن فيه القديس متى زمناً طويلاً، وأظهر الرب من جسديهما آيات كثيرة للشفاء صلاتهما تكون معنا. آمين.
    2ـ وفي هذا اليوم أيضاً تنيَّح القديس خرستوذلوس الصائغ. وكان من مدينة عين شمس، وفي أحد الأيام أتت إليه امرأة حسنة الصورة جميلة الطلعة، وقدَّمت له آنية من ذهب مُهشَّمة، وبدأت تُخادعه، فكشفت عن يديها وقالت له : يا معلم اعمل لهذه الأصابع خواتم، ولهاتين اليدين سوارين، ولهذا الصدر صليباً، ولهاتين الأذنين قرطين، فقال لها أنا اليوم مريض، وفي الغد لتكن إرادة اللـه. ثم قام لساعته وجمع كل أدواته ومضى إلى بيته، وبدأ يعاتب نفسه قائلاً : يا نفسي لست أقوى من القديسين أمثال مقاريوس وأنطونيوس وباخوميوس وغيرهم الذين هربوا من العالم وسكنوا البراري، فاهربي من هذا العالم إن أردتِ الخلاص، ثم قص ما جرى له على والدته وسألها بدموع غزيرة أن تسمح له أن يمضي إلى البرية. فقالت له إن كان الأمر كما ذكرتَ، فارشدني أولاً إلى دير أترهب أنا فيه. أمَّا أنت فليكن الرب معك. فأخذها إلى أحد أديرة الراهبات وسلَّمها لرئيسته وقدَّم لها حاجتها من المال. ثم وزَّع ما تبقى على المساكين، ومضى نحو الجبل.وبعد مسيرة ثلاثة أيام أبصر ثلاثة رجال وبيد كل واحد منهم صليب يشع منه نور أبهى من نور الشمس. فقصدهم وتبارك منهم وسألهم أن يرشدوه إلى ما فيه خلاص نفسه. فأرشدوه إلى وادٍ به أشجار مُثمرة وعين ماء عذب. فلبث به عدة سنين، مُداوماً على تلاوة المزامير والصوم الكثير، وكان يقتات من ثمر أشجار هذا الوادي.ولمَّا عجز الشيطان عن التغلب عليه ظهر لقوم أشرار في زي بربري وقال لهم: إن هناك كنزاً عظيماً في الوادي وقد عثر عليه شخص وهو مُقيم بجواره، فهلمُّوا معي لأُريكم إياه فتبعوه إلى الجبل، ولكنهم لم يستطيعوا أن ينزلوا إلى الوادي، فذهب الشيطان في زي راهب إلى القديس خرستوذلوس وقال له: في أعلى الجبل رهبان ضلُّوا الطريق وقد أعياهم التعب وكاد يقتلهم العطش. فهلُمَّ إليهم لتنزلهم ليأكلوا ويشربوا ويحيوا. فرسم القديس علامة الصليب على وجهه كعادة الرهبان، وللحال تحول الشيطان إلى دخان وغاب، وهكذا كان دائماً يتغلب على الشيطان بعلامة الصليب.وكان يتزايد في عبادته حتى بلغ سن الشيخوخة. ولمَّا دنا يوم انتقاله أقبل إليه الثلاثة السواح الذين أرشدوه إلى الوادي. فصلَّى الجميع معاً، وبعـد أن تباركـوا من بعضهم البعـض قـالوا له: الـرب أرسلنا إليك لتخبرنا بسيرتك لنسطرها فائدة للإخوة فأخبرهم بكل ما حدث له. وبعد أن مرض قليلاً تنيَّح بسلام. فصلُّوا عليه وواروا جسده التراب. صلاته تكون معنا. آمين.
    3ـ وفي هذا اليوم أيضاً استشهد القديس سمعان الذي من منوف العليا في أيام العرب، وتذكار شهادة القديسين أباهور وأبا مينا.صلاتهم تكون معنا. آمين.
    4ـ وفي هذا اليوم أيضاً استشهد الأب العظيم الأنبا أمونيوس أسقف مدينة اسنا. وكان منذ حداثته حسن السيرة وذاعت فضائله. فرسمه الأنبا بطرس بابا الإسكندرية أسقفاً على مدينة اسنا، ولرغبته الشديدة في الوحدة بني ديراً على حافة الجبل بجوار عين ماء، وأعدَّ مغارة كان يقيم فيها طوال الأسبوع، وينزل يوم السبت إلى الكنيسة، ويقوم بخدمة القداس يوم الأحد، حيث يجتمع به شعبه، فيعظهم ويفصل في قضاياهم، ويقضي معهم يوم الاثنين أيضاً ثم يعود إلى مغارته، مُداوماً على النُّسك والعبادة.وقد استشهد في أيامه عدد كبير جداً من شعبه. وذلك أنه لمَّا ذهب أريانوس الوثني إلى الصعيد كان في طريقه يضطهد النصارى ويُكلِّفهم بالسجود للأوثان. ومن خالف عذَّبه ثم قتله. واستمر كذلك حتى وصل إلى مدينة اسنا، وعند دخوله وجد أربعةً من الصبية يسوقون دواباً تحمل بطيخاً. فسألهم أحد جند الوالي عن معتقدهم فأجابوه نحن نصارى، فقبضوا عليهم. ولمَّا علمت أمهم أسرعت إليهم وكانت تشجعهم وتقول للجند. نحن نحب يسوع المسيح ولا نعبد أصنامكم المرذولة، فأمر الوالي باعتقالهم في السجن، وفي نصف الليل ظهـرت السيدة العذراء لهذه الأم وقالت لها: اعلَمي أن ابني المُخلِّص والرب، قد دعاكِ أنتِ وأولادكِ السُّعَداء " سروس وهرمان وبانوف وبسطاى "، إلى الملكوت السمائية. وأعطتها السلام ثم صعدت إلى السماء. ولمَّا كان الصباح، استحضرهم الأمير، وعرض عليهم عبادة الأصنام فرفضوا بإباء وشجاعة، فقطع رؤوسهم، وكان ذلك في السادس من شهر بشنس. وأخذ المؤمنون أجسادهم ودفنوها في بيتهم. وظهرت من أجسادهم جملة عجائب وآيات.وكان بالمدينة أربعة أراخنة يقومون بجباية الضرائب. وإذ كانوا يُقدِّمون لأريانوس حساب عملهم، حدث أن ذكر أحدهم اسم المسيح، فغضب أريانوس عند ذلك وأمر بتعذيبهم. وإذ رأى قوة صبرهم أمر بقطع رؤوسهم، فأكملوا شهادتهم في اليوم السادس من شهر بؤونه، واستشهد معهم عدد وفير من النِّساء والرجال والرهبان.ولمَّا ذهب أريانوس إلى أرمنت هرعت إلي هناك امرأتان اسمهما " تكله ومرتا " من أهل اسنا واعترفتا أمامه بالمسيح. فالتفت إلى من حوله من أهل أرمنت وقال لهم: " كيف تقولون إذاً إنَّهُ ليس في مدينتكم نصراني واحد ، أمَّا هم فقد بحثوا حتى علموا أن المرأتين من اسنا، فقالوا له أنهما غريبتان عن مدينتنا المُحبة للملوك والآلهة. فأمر بأخذ رأسيهما في اليوم السابع عشر من شهر أبيب.أمَّا القديس أمونيوس فقد ظهر له ملاك الرب وهو في البريَّة وقال له: السلام لك يا أمونيوس. الرب قبل صلواتك عن شعبك، وهيأ لكم ولشعبك الأكاليل فقم وانزل وعظهم أن يثبتوا على الاعتراف بالسيد المسيح، وأعطاه السلام وانصرف عنه.فنهض القديس وأسرع بالنزول إلى المدينة، وجمع الشعب ووعظهم وأخبرهـم بما قاله له الملاك. فصاح الجمـيع: نحن يا أبانا على استـعداد أن نتحمل على اسم المسيح كل عذاب حتى الموت. واتفق عيد القديس اسحق في ذلك اليوم، فصعد بشعبه كله إلى جبل كاتون، الذي تأويله جبل الخيرات، واحتفلوا هناك بالعيد.أمَّا أريانوس فقد رحل من أرمنت إلى قرية تسمى حلوان غرب اسنا، فخرج أهلها إليه واعترفوا بِاسم المسيح، فأمر بقطع رؤوسهم، ونالوا إكليل الشهادة. ودخل أريانوس المدينة وسار في شوارعها فلم يجد بها شخصاً واحداً حتى وصل إلى الباب القبلي المُسمى باب الشكر ـ لأنَّ الأسقف كان قد صلَّى هناك مع شعبه صلاة الشكر ـ فوجد هناك امرأة عجوز لم تستطع الصعود معهم إلى الجبل. فسألها الوالي عن أهل المدينة فقالت له: لقد سمعوا أن الوالي الكافر قادم إلى المدينة ليقتل النصارى، فصعدوا إلى الجبل للاحتفال بالعيد. فقال لها من هو معبودك من الآلهة؟ فأجابته أنا مسيحية فأمر بقطع رأسها.وخرج من المدينة يقصد الجبل، فوجد جماعة في مكان يقال له المبقلة فقتلهم، ثم جماعة في قرية تسمى جرماجهت فقتلهم أيضاً، وغيرهم في مكان يُقال له سرايا فقتلهم كذلك. وكان يقتل في طريقه كل مسيحي يُصادفه حتى وصل إلى الجبل، وهناك قابله الشعب بصوت واحد قائلين: نحن مسيحيون، فهددهم وإذ لم يصغوا لتهديده أمر جنده أن يستلوا سيوفهم ولا يبقوا على أحد منهم. فكان الواحد منهم يُقدم ابنته إلى السَّياف ويقول لها تقدمي إلى العريس الحقيقي الذي لا يموت، وكان الجميع يتقدمون إلى السَّياف قائلين: نحن ماضون إلى الفرح الدائم في ملكوت السموات، وكملوا شهادتهم في التاسع عشر من شهر أبيب.أمَّا الأسقف فإنهم قبضوا عليه وأحضروه أمام أريانوس فأمر بغضب أن يُربط خلف الخيل ثم أخذه معه إلى أسوان. وفي عودته إلى اسنا قابله ثلاثة رجال، وكانوا يصيحون: نحن نصارى. فقال الجند: لقد حلفنا ألاَّ نُجرد سيوفنا هنا. فقال لهم الرجال: هذه فؤوسنا معنا فأخذوا منهم الفؤوس ووضعوا رؤوسهم على حجر بجوار باب المدينة البحري وقطعوها بالفؤوس ونالوا إكليل الشهادة.أمَّا الأب الأسقف أمونيوس فقد وضعوه في مؤخرة المركب وكان أريانوس يخرجه من حين لآخر ويطلب منه التبخير للآلهة فيرفض. وأخيراً أمر بحرقه فنال إكليل الشهادة في اليوم الرابع عشر من كيهك. وأخذ جسده بعض المؤمنين وكان سالماً لم تصبه النار بأذى، وكفَّنوه وأخفوه حتى انقضى زمن الاضطهاد، حيث أتى أهل كرسيه يريدون نقله إلى مدينتهم فسمعوا صوتاً من الجسد يقول: هذا هو المكان الذي اختاره لي الرب. صلوات هؤلاء القديسين تكون معنا، ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 68 : 35 ، 3 )
    عجيبٌ هو الله في قدِّيسِيه. إلهُ إسرائيلَ هو يُعطي قوةً وعِزاً لشعبِهِ. والصِّدِّيقون يَفرحون ويتهلَّلون أمامَ اللهِ. ويَتَنَعَّمون بالسرورِ. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 12 : 4 ـ 12 )
    ولكن أقول لكم يا أصدقائي: لا تخافوا من الذين يقتلون جسدكم، وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر. بل أُريكم مِمَّن تخافون: خافوا من الذي بعدما يَقتُل، له سلطانٌ أن يُلقي في جهنَّم. نعم أقول لكم: من هذا خافوا. أليست خمسةُ عصافيرُ تُباع بفلسين، وواحدٌ منها ليس منسيّاً أمام الله؟ بل شعور رؤوسكم أيضاً جميعها محصاةٌ. فلا تخافوا إذاً. أنتم أفضل من عصافير كثيرةٍ. وأقول لكم: كُلُّ مَنْ يعترفُ بي قُدَّام النَّاس، يعترف به أيضاً ابن الإنسان قُدَّام ملائكة الله. ومَنْ أنكرني قُدَّام النَّاس، يُنكَر أيضاً قُدَّام ملائكة الله. وكل مَن قال كلمةً على ابن الإنسان يُغفَرُ له، وأمَّا مَن يُجدِّف على الرُّوح القدس فلا يُغفر له. ومَتَى قدَّموكم إلى المجامع والرُّؤساء والسَّلاطين فلا تهتمُّوا كيف أو بما تُجاوِبون أو بما تقولون، لأنَّ الرُّوح القدس يُعلِّمكم في تلك السَّاعة ما يجب أن تقولوه ".
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

12-23-2014, 05:38 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    اختبار الإبنة الحبيبة مريم السعودية والتى أصبحت مسيحية ..

    https://http://http://www.youtube.com/watch?v=uO55nhsCZHQwww.youtube.com/watch?v=uO55nhsCZHQ

    هكذا .. أود من الجميع .. ألا يضيعوا الوقت .. لأن الله قريب منك ..
    وهو يحبك .. اطلبه بإخلاص .. فهو يريك الطريق الصحيح ..

    الرب يبارك حياتكم ..
    أخوكم وعمكم ..
    ارنست
    +++
                  

12-24-2014, 05:34 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    ( يوم الاربعاء)
    صوم الميلاد المجيد
    24 ديسمبر 2014
    15 كيهك 1731
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 132 :17,9 )
    كَهنَتُكَ يلبسونَ العدل. وأبرارُكَ يبتهجون مِن أجل داود عبدكَ. هيَّأت سراجاً لمسيحي. وعليه يُزهِرُ قُدسي. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 4 : 23 ـ 5 : 1 ـ 16 )
    وكانَ يسوع يطوفُ في كل الجليل يُعلِّم في مجامعهم، ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض وكل وجع في الشَّعب. فذاع خبرُه في جميع سوريَّة. فأحضروا إليه جميع السُّقَماء بالأمراض والأوجاع المُختلفة، والمجانين والمصروعين والمفلوجين، فشفاهم. وتبعه جموعٌ كثيرةٌ مِن الجليل والعشر المُدن وأورشليم واليهوديَّة ومِن عبر الاردُنِّ. ولمَّا رأى الجموعَ صعدَ إلى الجبل، فلمَّا جلسَ جاء إليه تلاميذه. ففتحَ فـاه وعلَّمهُم قائلاً: " طُـوبى للمسـاكين بالرُّوح، لأنَّ لهُم ملكـوت السَّـموات. طُوبَى للذين ينوحون الآن، لأنَّهُم يَتَعـزَّون. طُوبَى للودعاء، لأنَّهُم يرثونَ الأرض. طُوبى للجياع والعطاش إلى البرِّ، لأنَّهُم يُشبَعونَ. طُوبى للرُّحماء، لأنَّهُم يُرحَمون. طُوبى للأنقياء القلب، لأنَّهُم يُعاينون الله. طُوبى لصانعى السَّلام، لأنَّهُم أبناء الله يُدعَون. طُوبى للمَطرودين مِن أجل البرِّ، لأنَّ لهُم ملكوت السَّموات. طُوباكُم إذا طردوكُم وعيَّروكُم وقالوا عليكُم كلَّ كلمةٍ شريرةٍ، مِن أجلي، كاذبين. افرحوا وتهلَّلوا، لأنَّ أجرَكُم عظيمٌ في السَّموات، لأنَّهُم هكذا طردوا الأنبياء الَّذينَ قَبلَكُم.أنتُم ملح الأرض، وإذا فَسَدَ المِلح فبماذا يُملَّح؟ لا يَصلُح بعد لشىءٍ، إلاَّ لأن يُطرح خارجاً ويُداس مِن النَّاس. أنتُم نور العالم. لا يُمكِن أن تُخفَى مدينةٌ موضوعةٌ على جبلٍ، ولا يوقدونَ سراجاً ويضعونه تَحتَ مِكيالٍ، بل يوضع على المنارة فيُضيء لكُلِّ مَن في البيت. فليُضئ نورُكُم هكذا قُدَّام النَّاس، لكي يَروا أعمالَكُم الحسنة، ويُمجِّدوا أباكُم الَّذي في السَّموات.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 110 : 4 ,7 )
    أقسمَ الربُّ ولم يندم. أنكَ أنتَ هو الكاهنُ إلى الأبدِ على طقسِ ملشيصادقَ. الربُّ عن يمينِكَ. لذلكَ يرفعُ رأسـاً. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 6 : 17 ـ 23 )
    ونزلَ معهُم ووقفَ في موضع خلاءٍ مع جمع مِن تلاميذهِ وجمهور كثير مِن الشَّعبِ مِن جميع اليهوديَّةِ وأُورُشَليمَ وساحِل صورَ وصَيدا الَّذينَ جاءوا ليَسمعوا منهُ ويَشفيهم مِن أمراضِهمْ، والمُعذَّبونَ مِن الأرواح النَّجسةِ، كانَ يَشفيهُم. وكانَ الجمعُ يَطلبُ أنْ يَلمسهُ لأنَّ قوَّةً كانتْ تخرُجُ منهُ وتَشفِي الجَميعَ.ورفعَ عينيـهِ إلى تلاميـذهِ وقالَ لهُم: طـُوباكُم أيُّها المَسَـاكينُ بالروح لأنَّ لكُم ملكوتَ السَّمواتِ. طُوباكُم أيُّها الجياعُ الآنَ لأنَّكُم تُشبَعونَ. طُوباكُم أيُّها الباكونَ الآنَ لأنَّكُم ستَضحكونَ. طُوباكُم إذا أبغضكُم النَّاسُ وأفرَزوكُم وعيَّروكُم وأخرجُوا اسمكُم كشرِّيرٍ مِن أجلِ ابنِ الإنسانِ، افرحوا في ذلكَ اليوم وتهلَّلوا، فهوَذا أجْرُكُم عظيمٌ في السَّماءِ، لأنَّ آباءَهُم هكذا كانوا يَفعلونَ بالأنبياءِ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى تلميذه تيموثاوس
    ( 3 : 10 ـ 4: 1 ـ 22 )
    وأمَّا أنتَ فقد اتبعت تَعليمي، ومثالي، ورسمي الأول، وإيماني، وأناتي، ومحبَّتي، وصبري، والاضطهادات، والآلام، التى أصابتني في أنطاكية وإيقونيَّة ولسترة. وجميع الاضطهادات قد احتملتها! ومن جميعها أنقذني الربُّ. وجميع الذينَ يريدون أن يعيشوا بالتَّقوى في المسيح يسوع يضطهـدون. ولكن النَّاس الأشرار الخـدَّاعين سيتقدَّمون في الشَّـر، بالأكثر ضالِّين ومُضِلِّينَ. وأمَّا أنتَ فاثبُت على ما تعلَّمته وأيقنته، عارفاً ممَّن تعلَّمت. وأنكَ مُنذ الطُّفوليَّة تعرف الكُتب المُقدَّسة، القادرة أن تُحكِّمكَ للخلاص، بالإيمان الذي في المسيح يسوع. لأن جميع الكتب المُوحى بها من الله، نافعة للتَّعليم والتَّوبيخ، للتَّقويم والتَّأديب الذي في البرِّ، لكي يكون رجل الله مُستعدَّاً، ثابتاً في كل عمل صالح. أنا أشهد أمام الله والمسيح يسوع، الذي يَدين الأحياء والأموات، عند ظهوره وملكوته: اكرز بالكلمة. اعكف على ذلك في وقتٍ مناسبٍ وغير مناسبٍ. وبِّخ، عظ. انتهر بكل أناةٍ وتعليم. لأنه سيكون وقتٌ لا يقبلون فيه التَّعليم الصَّحيح، بل حسب شهواتهم الخاصَّة يجمعون لهم مُعلِّمين ويسدُّون آذانهم، فيصرفون مسمعهم عن الحقِّ، ويميلون إلى الخُرافات. وأمَّا أنتَ فاستيقظ في كل شيءٍ. واقبل الآلام. واعمل عمل المُبشِّر. تمِّم خدمتكَ.فإنِّى أنا أيضاً سوف أنتقل، ووقت انحلالي قد حضر. قد جاهدتُ الجهاد الحَسن، وأكملت السَّعي، وحفظت الإيمان، وأخيراً قد وضِعَ لي إكليل البرِّ، الذي يهبه لي في ذلك اليوم، الربُّ الحاكم العادل، وليس لي وحدي فقط، بل ولجميع الذين يحبُّون ظهوره أيضاً.أسرع أن تأتي إليَّ عاجلاً، لأن ديماس قد تركني إذْ أحبَّ العالم الحاضر وذهب إلى تَسَالُونيكي، وكريسكيس إلى غلاطيَّة، وتيطس إلى دلماطيَّة. ولوقا وحده معي. خُذ مَرقُس وأحضره معك لأنه نافعٌ لي للخدمة. أمَّا تيخيكس فقد أرسلْته إلى أفسس. والعباءة التي تركتها في تَرُواس عند كاربُس، أحضرها متى جئتَ، مع الكُتب أيضاً ولا سيَّما الرُّقوق. إسكندر الحدَّاد فعل بي شروراً كثيرة. ليُجازهِ الربُّ حسب أعماله. فهذا احتفظ منه أنتَ أيضاً لأنه قاوم أقوالي جـدّاً. في احتجاجي الأول لم يأتي إليَّ أحـدٌ، بل الجميع تركوني. لا يُحسب عليهم. ولكن الربَّ وقفَ معي وقوَّاني، لكي تتمَّ بي الكرازة، ويسمع جميع الأمم، فأُنقِذتُ مِن فم الأسد. وسيُنجِّيني الربُّ من كل عمل رديءٍ ويُخلِّصني لِملكوته السَّماويِّ. هذا الذي له المجد إلى دهر الدُّهور. آمين. سلِّم على بريسكلا وأكيلا وبيت أونيسيفورس. أراستس بقى في كورنثوس. وأمَّا تروفيموس فتركته في ميليتس مريضاً. بادر أن تجيء قبل الشتاء. يُقرئك السلام أفبولس وبوديس ولينوس وأقلوديا وجميع الإخوة. الرب يسوع المسيح مع روحك. النِّعمة معكم. آمين.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
    ( 5 : 1 ـ 14 )
    أطلب إلى الشُّيوخ الذين بينكُم، أنا الشَّيخ شريككُم، والشَّاهِد لآلام المسيح، وشَريك المجد العتيد أن يُعلَنَ، ارعوا رَعيَّة الله التي بينكُم وتعاهدوها، لا بالقهر بل بالاختيار، كمثل الله ولا ببخل بل بنشاط، ولا كمَن يتسلَّط على المَواريث، بل صائرينَ أمثلةً للرَّعيَّة. ومتى ظهر رئيس الرُّعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يضمحل.كذلك أنتُم أيُّها الشُّبَّان اخضعوا للشُّيوخ، وكونوا جميعاً مُتسربلينَ بالتَّواضع بعضكم لبعض، لأنَّ الله يُقاوِم المُستكبرين، ويُعطي نعمةً للمتواضعين. فتواضعوا تحت يد الله القويَّة لكي يرفعكُم في زمان الافتقاد، مُلقينَ كلَّ همِّكُم عليه، لأنه هو يعتني بكم.كونوا مُتيقِّظينَ واسهروا. لأن إبليس عدوكم يجول كأسدٍ زائر، يلتمس مَن يبتلعه. فقاوموه، راسخينَ في الإيمان، عالمين أن نفس هذه الآلام تُجرَى على إخوتكم الذين في العالم. وإله كل نعمةٍ الذي دعاكُم إلى مجدهِ الأبديِّ في المسيح يسوع، بعدما تألَّمتُم يسيراً، هو يهيئكُم، ويثبِّتكُم، ويقوِّيكُم، ويمكِّنكُم. له السُّلطان والمجد إلى الأبد. آمين. بيد سِلوانُس الأخ الأمين، ـ كمـا أظُنُّ ـ كتبتُ إليكُم بكلماتٍ قليلةٍ واعظاً وشاهداً، أن هذه هيَ نعمة الله بالحق التي فيها تَقُومُونَ. تُسلِّم عليكُم الصِّديقة المُختارة التي في بابلون ( مصر )، ومرقس ابني. سلِّموا بعضُكُم على بعض بقبلة المحبَّة. السَّلامُ لكُم جميعاً أيُّها الذينَ في المسيح يسوع.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 20 : 17 ـ 38 )
    ومن ميليتس أَرسَل إلى أفسُس واستدعَى قسوس الكنيسة. فلمَّا جاءُوا إليه قال لهم: " أنتم تعلمون من أوَّل يوم دخلت آسيَّا، كيف كنت معكم كلَّ الزَّمان، أخدم الربَّ بكلِّ تواضع ودموع كثيرةٍ، وبتجارب أصابتني بمكائد اليهود. كما وإنَّني لم أَخْفِ شيئاً من الفوائد إلاَّ وأخبرتكم وعلَّمتـكم به جهراً وفي كلِّ بيتٍ، شاهداً لليهود واليونانيِّين بالتَّوبة التي لله والإيمان الذي بربِّنا يسوع المسيح. والآن ها أنا أذهب إلى أورشليم مُقيَّداً بالرُّوح، لا أعلم ماذا يُصيبني فيها. غير أن الرُّوح القـدس يشهد لي في كلِّ مدينةٍ: إن وُثُقاً وشدائد تنتظرني. ولكني لستُ أحتسب نفسي ثمينة عندي في شيءٍ، حتَّى أُتمِّم سعيي والخدمة التي أخذتها من الربِّ يسوع، لأشهد ببشارة نعمة الله. والآن ها أنا أعلم أنَّكم لا ترون وجهي بعد، أنتم جميعاً الذين مررت بينهم كارزاً بملكوت الله. لذلك أُشهِدكم اليوم هذا أنِّي بريءٌ من دمكم جميعاً، لأنِّي لم أُؤخِّر أن أُخبِركم بكلِّ مشيئة الله. احترزوا إذاً لأنفسكم ولجميع الرَّعيَّة التي أقامكم الرُّوح القدس فيها أساقفةً، لترعوا كنيسة الربِّ التي اقتناها بدمه بنفسـه. لأنِّي أعلم: أنه مِن بعد ذهـابي سـيدخل بينكم ذئابٌ خاطفةٌ لا تُشفِقُ على الرَّعيَّة. ومنكم أنتم سيقوم رجالٌ يتكلَّمون بأقوالٍ ملتويةٍ ليجتذبوا التَّلاميذ وراءَهم. لذلك اسهروا إذاً، مُتذكِّرين أنِّي ثلاث سنين ليلاً ونهاراً، لم أَفتُرْ عن أن أُعلِّم بدموع كلَّ واحدٍ. والآنَ أستودعكم يا إخوتي للربِّ ولكلمة نعمته، القادرة أن تُثبِّتكم وتُعطيكم ميراثاً مع جميع المُقدَّسين. فضَّة أو ذهب أو ثوب أحدٍ لم أشته. أنتم تعلمون أن حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان. في كل شيءٍ أريتكم أنَّه هكذا ينبغي أن نتعب ونُعضِّـد الضُّـعفاء مُتذكِّـرين كلمات الربِّ يسـوع لأنَّه قـال:" مغبوطٌ هو العطاء أكثر من الأخذ ". ولمَّا قال هذا جثا على رُكبتيه مع جميعهم وصلَّى. وكان بُكاءٌ عظيمٌ من الجميع، ووقعوا على عُنُق بولس وقبَّلوه وهم متوجِّعين، ولا سيَّما من الكلمة التي قالها: إنهم لن يروا وجهه أيضاً. ثُمَّ شيَّعوه إلى السَّفينة.
    ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين.)
    السنكسار
    اليوم الخامس عشر من شهر كيهك المبارك
    نياحة القديس غريغوريوس بطريرك الأرمن الشهيد بغير سفك دم
    في هذا اليوم تنيَّح القديس غريغوريوس بطريرك الأرمن والشهيد بغير سفك دم. هذا القديس كما ذكرنا في اليوم التاسع عشر من شهر توت، قد عذَّبه تريداته ملك الأرمن في سنة 272م بسبب مُخالفته له في عبادة الأوثان ثم طرحهُ في جُبٍّ أقام فيه خمس عشرة سنة، عاله الله في أثنائها إذ كانت تأتيه عجوز بما يقتات به. ولطول الزمن لم يعرف أخصاؤه إن كان قد مات أو لازال على قيد الحياة.فلمَّا قتل الملك العذراء أريبسيما ومن معها من العذارى وأمر بطرح أجسادهن على الجبال، عاد فندم على ما فرط منه لأنه كان يريد أن يتزوج منها. ولما رأى أخصاؤه أنه قد أفرط في الحزن على قتلها، أشاروا عليه أن يخرج للصيد ليُسري عن نفسه، وفيما هو يمتطي جواده وثب عليه شيطانٌ وطرحه إلى الأرض وصار ينهش في جسده، وغيَّرَ اللـه شخصه إلى صورة خنزير بري، فأخذ يجول في البرية وينهش كل من وجده. كما أنَّ كثيرين من أهل مملكته قد أصابهم ما أصابه، وصار فزع وصراخ عظيم في القصر، وهذا بسبب ما فعله بالعذارى.ورأت شقيقة الملك رؤيا، في ثلاث ليالٍ متوالية، كأن إنساناً يقول لها: إنْ لم تُصعِدوا غريغوريوس من الجب فلن تنالوا خلاصاً ولا شفاء. فتحيَّر القوم إذ كانوا يعلَمون أنه مات. ثم أتوا إلى الجب وأنزلوا له حبلاً ونادوه، فلمَّا حرك القديس الحبل، عَلِموا أنه لا يزال حياً، فطلبوا منه أن يتعلق بالحبل وأصعدوه، ثم اغتسل وألبسوه ثياباً جديدة وأتوا به راكباً إلى القصر. وهناك استعلَم منهم عن أجساد العذارى حيث ذهب فوجدها سالمة فوضعوها في مكانٍ لائق.وسأله الشعب أن يشفي الملك مما هو فيه، فأحضره وقال له: هل تعود إلى أعمالك الرديئة؟ فلمَّا أشار الملك بالنفي، صلَّى عليه فخرج منه الشيطان وعاد إليه عقله وشخصه، ولكنه لم يعد صحيحاً كما كان، بل مازالت فيه بقية من خِلقة الخنزير وهيَ أظافر يديه ورجليه، تأديباً له وتذكيراً بما كان منه حتى لا يعود لمثله. ثم شفى الأب البطريرك جميع المُصابين وأخرج شياطين كثيرة. فآمن الملك وكل سكان كورته فعلَّمهُم وعمَّدهُم وبنى لهم كنائس كثيرة، ورسم لهم أساقفة وكهنة، ووضع لهم السُنن وفرض الأصوام.ولمَّا أكمل سعيه تنيَّح بسلامٍ.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 73 : 28,24,23 )
    أَمسَكتَ بيدي اليُمنى. وبمشورتَكَ أهديتني وبالمجد قَبِلتَني. وأنا فخيرٌ لي الالتصاق باللهِ وأن أجعلَ على الربِّ اتكالي. لأُخبِرَ بكُلِّ تسابيحِكَ في أبوابِ ابنةِ صهيونَ. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 10 : 1 ـ 16 )
    " الحقَّ الحقَّ أقول لكم: إنَّ الذي لا يدخل من الباب إلى حظيرة الخراف، بل يطلع من موضع آخر، فذاك سارقٌ ولصٌّ. وأمَّا الذي يدخل مِن الباب فهو راعي الخراف. لهذا يفتح البوَّاب، والخراف تسمع صوته، فيدعو خرافه بأسمائها ويخرجها. فإذا أخرج خرافه الخاصَّة يذهب أمامها والخراف تتبعه، لأنَّها تعرف صوته. وأمَّا الغريب فلا تتبعه بل تهرب منه، لأنَّها لا تعرف صوت الغريب ". هذا المَثَلُ قاله لهم يسوع، وأمَّا هم فلم يعرفوا لأي شيءٍ كان يُكلِّمهم.ثُمَّ قال لهم يسوع أيضاً: " الحقَّ الحقَّ أقول لكم: إنِّي أنا هو باب الخراف. جميعُ الذينَ أتوا قبلي هُم سُرَّاقٌ ولصوصٌ، ولكنَّ الخراف لم تسمع لهم. أنا هو باب الخراف. إن دخل بي أحدٌ فيَخلُصُ ويدخل ويخرج ويجد مرعىً. وأمَّا السَّارق لا يأتي إلاَّ ليسرق ويَذبح ويُهلِك، وأمَّا أنا فقد أتيتُ لتكون لهم حياةٌ وليكون لهم أفضلُ. أنا هو الرَّاعي الصَّالِح، والرَّاعي الصَّالِح يبذل نفسه عن الخرافِ. وأمَّا الَّذي هو أجيرٌ، وليسَ راعياً، الذي ليست الخرافُ له، فإذا رأى الذِّئب مُقبِلاً يهرب ويترك الخراف، فيخطفُ الذِّئبُ الخرافَ ويُبدِّدها. لأنَّه أجيرٌ، ولا يُبالي بالخرافِ. أمَّا أنا فإنِّي الرَّاعي الصَّالِح، وأعرِف خاصَّتي وخاصَّتي تعرفُني، كما أن الآبَ يعرفُني وأنا أعرفُ الآبَ أيضاً. وأنا أضعُ نفسي عن خرافي. ولي خرافٌ أُخَرُ ليست من هذه الحظيرةِ، ينبغي لي أن آتي بهؤلاء الأُخَر أيضاً فتسمعُ صوتي، وتكونُ رعيَّةٌ واحدةٌ لراعٍ واحـدٍ.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

12-25-2014, 00:51 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 6-12-2009

    سرقات أخرى


    تحدَّثنا في المقال السابق عن أنواع من السرقات. واليوم نتحدَّث عن أنواع أخرى.

    إن كُنَّا نقول إن الطالب الذي يغش في الامتحانات، إنما يسرق نجاحًا ليس له، فإننا نقول أيضًا أن الأستاذ الذي يقسو بطريقة ظالمة على طالب في الامتحان فيخفض درجاته، هو أيضًا يسرق من هذا الطالب تفوقه. والعجيب أنه لا يستفيد لنفسه شيئًا من هذه السرقة.

    ** إن العشور عند المسيحيين، والزكاة عند المسلمين، هي جزء من مالهم ليس لهم، وإنما للفقراء والمحتاجين وأعمال البِرّ. فالذي لا يدفعها لأصحابها يكون قد سرق منهم حقهم. بل يكون أيضًا قد سرق من اللَّه نفسه حقه في هذا المال. فإن لم يدفع العشور ولم يدفع الزكاة واستبقاها في جيبه، يكون ذلك مالًا حرامًا عنده ليس من حقه أن يتصرَّف فيه.

    ** هناك سرقات في محيط التجارة، يظن فيها التاجر أنها مهارة منه وفن يوصِّلان إلى أكبر ربح ممكن. ومن وسائل هذه السرقات الغش في التجارة. كأن يبيع إنسان شيئًا به تلف على أنه شيء سليم، مُستغلًا عدم اكتشاف الشاري للعيب الموضوع في هذه البضاعة. ما أنبل البائع الذي بكل أمانة يُنبِّه المشترى إلى العيب أو التَّلف الموجود في بضاعته. وحينئذ ستسمو منزلته في عين مَن يشترى منه ويثق به. وقد يقول البعض إن مثل هذا البائع سوف لا يبيع. كلاَّ إنه سيبيع ولكن بثمن يناسب العيب الموجود في بضاعته. إنه ثمن أقل ولكنه مال حلال فيه بركة. أمَّا لو أخفى العيب فإنه يكون قد سرق الفرق بين ثمن البضاعة التي فيها عيب والتي ليس فيها.

    ويمكن أن ينضم تحت عنوان بيع الأشياء التالفة على أنها سليمة، مَن يبيعك أشياء مستعملة مُدَّعيًا أنها جديدة. أو مَن يتفق معك على صنف مُعيَّن، وعند التسليم يستبدله بشيء آخر أقل جودة أو أقل قيمة.

    ومن الغش أيضًا أن يبيع التاجر شيئًا بغير اسمه: كأن يبيعك مثلًا حريرًا صناعيًا على اعتبار أنه حرير طبيعي، وأنت غير خبير بالحرير وأنواعه! أو يبيعك معدنًا مطليًا بقشرة من ذهب على أنه ذهب خالص وبسعر الذهب. ويدخل أيضًا في هذا المجال بيع قطع الآثار المغشوشة أو المقلَّدة ومُصنَّعة... أمَّا إذا باعك آثارًا حقيقية، فيكون أمامه سؤال خطير وهو من أين أتى بها. ويكون حينئذ سارقًا لهذه الآثار من الدولة، ويكون الشاري شريكًا معه في السرقة.

    ** ومن الغش والواضح الصريح في التجارة، غش المكاييل والموازين والمقاييس. وهنا لا يكون الغش في نوع البضاعة أو جودتها، وإنما في مقدارها. إذ يأخذ المشتري كمية أقل من حقه. ويكون الذي ينقصه سرقة من البائع.

    ** هناك سرقة أخرى في التجارة عن طريق الجشع ورفع الأسعار: وتكون هذه السرقة نوعًا من الابتزاز لمال المُشتري. إن اللَّه يسمح للتاجر أن يكسب في حدود المعقول. أمَّا الربح الفاحش المملوء من الجشع الخالي من الرحمة، فلا يوجد دين يقرّه. إنه سرقة مستترة.

    وقد تأتي هذه السرقة عن طريق الاحتكار: بأن يكون التاجر هو الصانع الوحيد أو المستورد الوحيد لهذا الصنف، أو الوكيل الوحيد المتعهد ببيعه. وعند إذن يفرض أسعارًا باهظة مستغلًا حالة المشترى. وهكذا ينهب أموال الناس، ويشترون وهم مُكرَهون ومضطرون.

    ** وقد تحدث مثل هذه السرقة عن طريق السوق السوداء. تحدث عندما يخزن البائع عنده البضاعة حتى تنفذ من السوق. وقد يشترى هو نفسه منها ويظل يخزن إلى أن تخلو منها باقي الأماكن. وعند إذن يكشف عن وجودها عنده، ويفرض سعرًا خياليًا لبيعها، مستغلًا حاجة المشترين إليها، لكي يبتزّ أموالهم. ويكون سارقًا لهم بطريق غير مباشر.

    فالسرقة تأتي عن طريق الاستغلال. إذ يستغل التاجر أنه البائع الوحيد، وأن المشتري محتاج، وعامل الوقت في صالحه. فيفرض سعرًا ويرغم المشتري على دفعه. وتكون الزيادة الفاحشة نوع من السرقة.

    ** توجد أمور أخرى تدخل في نطاق السرقة مثل التلاعب بالأسواق. كما يفعل بعض التجار في المضاربات. إذ يرفعون الأسعار أحيانًا ويخفضونها أحيانًا أخرى. وفي خلال ذلك يضيع كثير من التجار الصغار. وتُبتز أموالهم لصالح المضاربين الكبار.

    ويدخل في نطاق السرقة أيضًا: المشروعات الاقتصادية الوهمية، التي تُجمع منها أموال الناس بدعايات مغرية، يتضح فيما بعد أنها أنواع من النصب تهدف إلى السرقة.

    ويدخل في مثل هذا النصب، الوعد بتدبير عمل خارج البلاد، وتدبير السفر بالغش، وأخذ أموال مقابل ذلك. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وينتهي الأمر إلى لا شيء!!

    ** ومن أنواع الغش في غير مجال التجارة: الغش في الزواج: كأن يتزوج إنسان فتاة على أنها بِكر، ويكتشف أنها غير ذلك. وأمثال هذه الزيجة تنتهي غالبًا إلى البطلان. ومن الغش في الزواج أيضًا بعض أمور مالية عديدة ليس مجالها الآن.

    وهناك أنواع من الغش تدخل في مجال الطب. مثل سرقة الأعضاء. كأن يسرق جراح عضوًا من مريض لاستغلاله في علاج مريض آخر. وهذا أمر نادر. ولكنه يحدث أحيانًا.

    ومن الخطورة أيضًا الغش في الدواء وخصوصًا إذا كانت تتوقف على ذلك حياة إنسان. مثال ذلك ما يُنقل إلى جسد المريض من دم ملوث على أنه دم سليم مفيد! أو يتناول أدوية تكون فاقدة للعنصر الأساسي فيها الفعالة... إن الغش في الدواء الذي يؤثِّر على حياة الإنسان يجب أن يكون القانون حازمًا جدًا في معاقبته. لأنه يختلف جوهريًا ومصيريًا عن الغش في إحدى السِّلع.

    ** وهناك سرقة أيضًا يقع فيها المشتري وليس البائع. وذلك عن طريق التَّشدُّد الزائد في الثمن لكي يأخذ بأرخص ما يمكن. وقد يكون ذلك مع بائع فقير في احتياج أن يبيع بضاعته بأي ثمن من أجل أن يحصل على قوته الضروري. إن كثيرًا من المساوامات مع الباعة الفقراء تدل على قساوة في قلب المُشتري.
    +++
                  

12-25-2014, 12:42 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 13-12-2009

    الكذب.. أنواعه وأسبابه


    الكذب هو حل سهل يلجأ إليه الضعفاء وغير الأذكياء. وكثيرًا ما ينكشف. فيلجأ الكاذب إلى كذبة أخرى يُخفى بها الأولى. وهكذا يدخل في حلقة مفرغة من الأكاذيب لا تنتهي... والكذب دليل على الخوف وعلى ضعف الشخصية. أما الإنسان الصادق فهو شجاع، يتحمل مسئولية أعماله.

    والكاذب لا يثق أحد بكلامه. حتى إن قال صدقًا يشك الناس في صدقه. وقد يلجأ إلى القسم ليثبت قوله، فيشك الناس في أقسامه أيضًا... كلامه فقد هيبته.

    فالكذب خطية مزدوجة، تخفى وراءها في الغالب خطية أخرى. أنه غطاء لخطية سابقة، أو حيلة لخطية مقبلة. لذلك فالمرشد الروحي الذي يُعالج الخطية عند الكاذبين، عليه أن يسألهم ما هي الخطية الأخرى التي دفعتهم إلى الكذب.

    ** والكذب قد يكون مباشرًا أو غير مباشر. لذلك فإن ناقل الكذب يعتبر كاذبًا، وشريكًا في الكذب ونشره. ويدخل تحت هذا العنوان مروجو الإشاعات الكاذبة. وقد يقع في هذا الأمر أيضًا البسطاء الذين يصدقون كل ما يسمعونه، ويتكلمون عنه كأنه حقيقة، دون فحص وتأكيد. وفى الحقيقة لا نستطيع أن نسمى هذه البساطة بمعناها الدقيق، بل هي سذاجة.

    ** من أجل هذا نقولها نصيحة لكل إنسان من هؤلاء: لا تصدق كل ما يقال، ولا تحكم بدون تحقيق. فلو كنا نعيش في عالم مثالي، لأمكن أن نصدق كل ما يقال. ولكن ما دام الكذب موجودًا في العالم، فيجب علينا أن نحقق وندقق قبل أن نصدق. فمصدر الخبر الذي يصل إلينا قد يكون جاهلًا حقيقة الأمر، أو على غير معرفة وثيقة أكيدة بما يقول. أو قد يكون مبالغًا فيما يسرده من أخبار. أو أن مصادره التي أستقى منها المعلومات غير سليمة. أو قد يكون غير خالص النية فيما يقوله، وله أسباب شخصية تدفعه إلى طمس الحقائق، أو إلى الدس والإيقاع بين الناس. أو له رغبة خاصة في إيذاء شخص معين أو جماعة معينة. وقد يكون أحد المتكلمين مجرد محب للفكاهة، يقول كلامًا بقصد المزاح ليرى ما مدى تأثيره. أو قد يكون محبًا للإثارة، ويفرح بأن يُعلن خبرًا مثيرًا.

    ولا يصح أن يكون الإنسان سمّاعًا، يصدق كل ما يسمعه. أو أن يكون توّاقًا لسماع الاتهامات الباطلة، أو أن يكون كالببغاوات التي تسمع دون أن تعقل مثلما قال الشاعر:

    أثر البهتان فيه وانطوى الزور عليه

    يا له من ببغاء عقله في أذنيه

    والذي يسمع الكذب ويقبله، إنما يشجع الكاذب على الاستمرار في كذبه. لذلك فخطية الكذب يشترك فيها ثلاثة: الكاذب، وناقل الكذب، وقابل الكذب.

    حقًا ما أكثر الاتهامات التي توجه إلى أبرياء، وكلها كذب ودس ووقيعة. وللأسف تكون أمثال هذه التهم أحيانًا محبوكة حبكًا عجيبًا، حسب مهارة الشيطان في تدبير الشر.

    لاحظ تطور الكلام في رحلته إلى أذنيك. إن كان نقل الكلام أي النميمة يسبب مشاكل فإن أخف الناس ضررًا من ينقلون الكلام كما هو، كما يفعل مسجل الصوت (أي الريكوردر) الأمين المخلص الذي لا يزيد عن ما قيل شيئًا. ولكن غير الأمناء فأن ما يصل إليهم من الأخبار يضيفون عليه رأيهم الخاص واستنتاجاتهم وأغراضهم ويقدمون كل ذلك كأنه كلام مباشر قد وصل إليهم. فلهذا كثير من الأخبار عندما تصل إليك، تكون أخبارًا مختلفة جدًا عن الواقع.

    ** هناك أنواع أخرى من الكذب: منها من يذكر فقط أنصاف الحقائق، بأن يخفي النصف الأخر من الحقيقة الذي يمكن أن يعكس المفهوم السليم. ومن الكذب أيضًا الملق والمحاباة. أي المديح الزائد بدون وجه حق. ويزيد هذه الخطية بشاعة، إن كان صاحبها بوجهين، أي يتملق شخصًا في وجهه ويذمه في غيبته. والبعض قد يحابي أهل الموتى. فيمدح المتوفي مديحًا ليس فيه بشكل يتعب الحاضرين ويفقدهم الثقة في كلام التأبين.

    ومن أمثلة الكذب أيضًا الظن السيئ، وأيضًا الرياء.

    ** هناك عوامل تزيد بشاعة الكذب: منها كلما كانت شخصية الكاذب كبيرة، أو كان موضع ثقة، بحيث يصدق كلامه بدون فحص! وتزيد بشاعة الكذب أيضًا كلما عظمت مكانة من تكذب عليه... ومن أمثلة الكاذبين أصحاب الرؤى الكاذبة والعرافة.

    ** يظن البعض أن الكذب يُنجي، ويلجأون إليه لإخفاء خطية معينة. ونصحيتنا لهؤلاء أن يلجأوا إلى طرق سليمة، عارفين أن حيل الكذب قصيرة، وغالبًا ما ينكشف. ونقول لهم إن الشيء الذي تخاف أن تنكشف فيه، لا يصح أن تفعله. ولو صمت أن تكون صادقًا لاسترحت من خطايا كثيرة.

    وقد يكون الكذب بسبب الإحراج أو الخوف أو إلحاح السائل. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ونصحيتنا حينئذ أن السكوت أفضل من الكذب. لذلك اصمت، أو غيّر مجرى الحديث، أو اعتذر عن الإجابة، أو تكلم بالصدق في الحدود التي تستطيعها.

    وقد يكون الكذب بسبب الكبرياء إخفاء للجهل! ولكن لا يضير الإنسان أن يقول أحيانًا لا أعرف.

    ** وقد يكون سبب الكذب اضطرار وظيفة معينة، مثل المحامي الذي يدافع عن مذنب، أو الطبيب الذي يخدع مريضًا من جهة نوع مرضه. ونحن نريد المحامي النزيه الذي لا يقبل الدفاع عن متهم إلا إذا كان واثقًا من برائته. أما إن دافع عن شخص مذنب، فأنه يشرح العوامل المحيطة التي تخفف من الذنب دون أن يكذب. كذلك الطبيب لا يصح أن يخدع مريضه وهو على أبواب الأبدية فيفقده الفرصة للتوبة. أما إن كانت الأمراض تؤذيها الصراحة فالأمر يحتاج إلى لياقة وبشاشة وإلى عبارات رجاء، وإلى تحذير بصورة لا تحمل اليأس.

    ** ويقف أمامنا سؤال هل إخفاء بعض الحقائق نوع من الكذب؟! كلا فهناك أسرار للإنسان من حقه كتمانها، أو أسرار للآخرين أئتمنوه عليها ومن واجبه أن يحفظها مصونة.
    +++
                  

12-25-2014, 04:54 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 20-12-2009

    النمو في الحياة الروحية


    يظن البعض أنهم قد وصلوا إلى الغاية، حينما يتوبون ويبتعدون عن ارتكاب الخطايا. ولكن البُعد عن الخطية، إنما يُمثِّل فقط الجهاد السلبي في الحياة الروحية. فماذا إذن عن الإيجابيات...؟ إنها طريق طويل. فالحياة الروحية لا تقف مطلقًا عند حد. إنما سائرة باستمرار. تنمو في كل حين وتتقدَّم. وهكذا فإن حياة النمو هي إحدى خصائص ومعالم الطريق الروحي.

    وقد شُبِّه الإنسان الروحي بالشجرة التي تنمو باستمرار ولا تتوقف لحظة عن النمو. والشجرة تنمو بطريقة هادئة، ربما لا تلحظها وأنت تمر عليها كل يوم. ولكنها تنمو باستمرار ويظهر نموها بعد حين.

    ** والإنسان الروحي ينمو في كل عناصر الحياة الروحية: ينمو في معرفة اللَّه، وفي مخافته ومحبته. وينمو في حياة النقاوة وفي الصلاة والتأمل.. والذي لا ينمو هو عُرضة للفتور، بل عُرضة إلى أن يرجع إلى الوراء.

    ** ولكن إلى أين يمتد الإنسان الروحي في نموه؟ إنه يصل إلى القداسة. ولا يقف عند هذا الحد، بل ينمو في القداسة حتى يصل إلى الكمال. والمقصود طبعًا هو الكمال النسبي، لأن الكمال المُطلَق هو للَّه وحده. إنما الكمال النسبي هو الكمال الذي يستطيع الإنسان أن يصل إليه، في حدود إمكانياته، ونسبة إلى ما وهبه اللَّه من نعمة ومعونة، وما تُحيط به من ظروف.

    ** وإن كنت لا تستطيع أن تصل إلى هذا الكمال النسبي، فمهما فعلت ومهما جاهدت في حياة الروح، قِف أمام اللَّه كخاطئ ومُقصِّر لأنك بعيد عن هذا الكمال المطلوب.

    إنَّ الإنسان الذي يسعى إلى الكمال يُشبّه بمَن يطارد الأفق: يرى الأُفق بعيدًا في آخر الطريق حيث تنطبق السماء على الأرض. فيذهب إلى هناك ليرى الأفق أمامه عند النهر. فيذهب إلى النهر ويرى الأُفق امتد إلى الجبل... وهكذا إلى ما لا نهاية. فالإنسان الروحي ينسى كل ما فعله من خير، لأنه يمتد إلى خير أسمى وأعلى، حتى يحب الرب الإله من كل قلبه ومن كل فكره، وبكل قوته. ومثل هذا الشخص الذي لا يوجد في قلبه سوى اللَّه تبارك اسمه ... هذا لا توجد أيَّة محبة أخرى في القلب تنافس محبة اللَّه... فهل تشعر بذلك في قلبك؟ إنك تكون كذلك قد وصلت إلى مذاقة الملكوت وأنت على الأرض.

    وإن كنت لم تصل، فلا تيأس ولا تحزن واعرف أن أطول طريق أوله خطوة. فابدأ إذن بهذه الخطوة، مهما كانت قصيرة ومهما كانت ضعيفة وفاترة. حينئذ حينما يرى اللَّه رغبتك في الحياة معه، سيُرسل لك معونات إلهية من عنده، وتفتقدك نعمته بكل قوة. واللَّه الذي عمل في القديسين والأبرار وأوصلهم، وهو قادر أن يعمل فيك أيضًا. لكن نعمة اللَّه العاملة ليست تشجيعًا لك على الكسل وعلى التهاون والإهمال. إنما النعمة تعمل فيك، وأنت تعمل بها ومعها. كُن جادًا في روحياتك. افتح قلبك لكي يملأه اللَّه، واحرص ألاَّ تفتحه لمحبة خاطئة. وكُن أمينًا في القليل الذي تستطيعه، فيُقيمك اللَّه على الكثير الذي يُريده لك.

    ** على أن النمو في الحياة الروحية قد تُقابله عقابات كثيرة وأولها حروب الشياطين. فالشيطان لا يقف ساكتًا إن وجد إنسانًا يمتد إلى قدام باستمرار في طريقه الروحي لذلك يقف ضده وهذا ما يُسمَّى أحيانًا بحسد الشياطين. إنهم يحسدون مَن يسير في حياة البِرِّ التي فقدوها. ومُحاربات الشياطين قد توقِف النمو عند البعض، وقد تُرجع البعض إلى الوراء. فإن تعرَّضت لهذه الحروب، لا تتضايق إنها شيء طبيعي. بل قاوِم واستمر في نموّكّ، وثِق أن نعمة تُحيط بك أقوى من أعدائك الأشرار.

    ** ومن ضمن معوقات النمو الروحي: البيئة المُعطِّلة. لذلك تخيَّر أصدقاءك ومعاشريك ومُرافقيك في الطريق. فكما أن الصديق الصالح يجذبك معه إلى فوق، كذلك الصديق الشرير يجذبك إلى أسفل ويُعطِّل نموك.

    نفس الوضع يحدث بين الأزواج. ولعلنا رأينا تأثير البيئة على لوط في أرض سدوم. إذن فالبيئة الخاطئة والضغوط الخارجية يُمكن أن تعطل الروحيات. لأن البار إذا انتصر عليها حينًا، فرُبَّما إذا ضغطت عليه فإنها تُعذِّب نفسه يومًا فيوم ولهذا احترس في ممارستك الروحية من استصحاب أحد يمكن أن يعوقك. فابعد إذن عن الأشواك حتى ينمو زرعك المُقدِّس دون أن تخنقه البيئة المحيطة. واذكر دائمًا قول الشاعر:

    متى يبلغ البُنيان يومًا تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم

    ** مِمَّا يحارب النمو الروحي أيضًا: الاكتفاء في الروحيات. حيث يصل الإنسان إلى مستوى روحي مُعيَّن فلا يتقدَّم بعده ظانًا أنه وصل إلى نهاية المستوى دون أن يُفكِّر في تخطيه إلى ما هو أعلى. أو يحاربه الشيطان بأن ما فوق هذا المستوى هو لون من التطرف.

    إنَّ الذي يقف نموه هو مُعرَّض للرجوع إلى الوراء. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لذلك لا تكتفي مطلقًا بما أنت فيه. ولكن بحكمة ضع أمامك المستويات العُليا التي وصل إليها الأبرار، لكي يُحفزك ذلك إلى مزيد من الجهاد.

    ** هناك أسباب أخرى تعوق النمو الروحي منها إرشاد الخاطئ لأنه كما يقول المثل: "أعمى يقود أعمى، كلاهما يسقطان في حفرة"، لذلك لا تسمع نصيحة كل أحد، ولا تطلب الإرشاد إلاَّ من المختبرين. كما يقول الشاعر:

    فخذوا العلم على أربابه واطلبوا الحكمة عند الحُكماءِ

    ** ومِمَّا يعوق النمو الروحي: التقليد الخاطئ حيث يحاول شخص أن يلبس شخصية غيره دون تمييز، ودون معرفة الفوارق بينهما من حيث الطبيعة والأسلوب. فرُبَّما ما يناسب شخصًا لا يناسب غيره. وقد يحدث ذلك حينما يريد الشخص أن يكون الشخص مُجرَّد صورة من مرشده.

    ** ومِمَّا يُعطِّل النمو الروحي: الاهتمام بالفضائل الظاهرة دون العُمق. فمقاييس الروحيات ليست بالكثرة، وإنما بالجودة. فلا يصح أن يفرح إنسان بكثرة الصلوات، دون أن يدرك ما تحمله الصلاة من صِلة باللَّه، ومن خشوع ومن عُمق وفهم لكل عبارة وما يليق بها من مشاعر. كما لا يجوز أن يهتم بالعفة من جهة الشكل الخارجي، وإنما بعفة القلب من الداخل في مشاعره وأحاسيسه.

    ** وقد يقف النمو الروحي بسبب الكبرياء. فإذا ما ارتفع القلب بسبب مستوى روحي وصل إليه الشخص حينئذ تبعد النعمة عنه لكي يشعر بضعفه فيتضع. فالنمو الروحي ليس هدفه الكبرياء، فإذا وصل إلى الكبرياء يسمح اللَّه أن يقف هذا النمو.
    +++
                  

12-25-2014, 05:09 PM

وضاحة
<aوضاحة
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 9116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

                  

12-26-2014, 02:54 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: وضاحة)

    الأخت الحبيبة وضاحة ..

    أولاً شكراً لزيارتك الكريمة ..
    ثانياً شكراً لمعايدتك الرقيقة .. بمناسبة أعياد الميلاد ..

    كم هو جمبل أن يعيش الإنسان فى محبة ووئام ..
    كم هو جميل أن يعيش الإنسان فى سلام ..
    كم هو جميل أن يعيش العالم فى سلام ..
    ليتنا نتعلم من المولود ملك السلام .. يسوع المسيح ..

    شكرا .. يا أختى وضاحة .. مرة أخرى ..
    الرب يبارك حياتك ..
    أخوك وعمك العجوز ..
    ارنست
    +++
                  

12-26-2014, 04:10 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى الكرام ..

    اليوم الجمعة .. وكل جمعة وأنتم طيبون ..

    بعد قليل ومن قناة الكرمة .. والإرسال المباشر ..

    مع أبينا الورع .. مكارى يونان ..
    ومن خلال هذا الرابط ..
    http://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-na

    شاهدوا وتمتعوا بهذه البركات ..
    الرب يبارك حياتكم ..
    أخوكم وعمكم العجوز ..
    ارنست
    +++
                  

12-26-2014, 05:42 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    الآن ..

    بدأ أبونا المبارك مكارى يونان ..

    لا تفوتكم الفرصة ..
    http://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-na

    الرب يبارك حياتكم ..
    أخوكم وعمكم العجوز ..
    ارنست
    +++
                  

12-27-2014, 08:56 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 27-12-2009

    الصلاح.. ما هو؟ وما يُشَجِّع عليه

    الصلاح هو حياة البِرّ والفضيلة، وهو حياة الروح المنتصرة على شهوات المادة وشهوات الجسد. وصلاح الإنسان ينتُج من عمل اللَّه فيه عن طريق النعمة والمعونة، وأيضًا من استجابة الإنسان للعمل الإلهي.

    ** والصلاح يكون على نوعين: صلاح سلبي، صلاح إيجابي. والصلاح السلبي هو البُعد عن الخطايا. كما يرد في الوصايا: لا تقتل، لا تزنِ لا تسرق... الخ. أمَّا الصلاح الإيجابي فتُمثِّله الوداعة والنقاوة والرحمة ومحبة اللَّه ومحبة الناس. والمطلوب من الإنسان أن يسلُك في نوعى الصلاح كليهما. فيبتعد عن الخطايا، ويسلك في كل الفضائل الإيجابية. والإنسان الذي يسلك في كمال الصلاح، يشمئز من الخطية وينفر منها. فإن قلَّ صلاحه، يكون بينه وبين الخطية أخذ ورد. أمَّا إن فقد الصلاح تمامًا، فإنه يلتذ بالخطية، ويستسلم لها، بل قد يسعى إليها.

    ** والذي يصل إلى حياة الصلاح، يأتي عليه الوقت الذي فيه لا يستطيع أن يخطئ. ومِثال ذلك أنه لا يستطيع أن يلفظ بكلمة نابية، ولا يستطيع أن يكذب بل يحتقر نفسه إن فعل ذلك، وهو أيضًا لا يستطيع أن يقوم بأي عمل غير مُهذَّب... وبالتالي كُلَّما نما في الصلاح، يجد أنه عمومًا لا يستطيع أن يرتكب أيَّة خطية أيًّا كان نوعها.

    ** هناك عيب من جهة السلوك في الصلاح أن يحكم الإنسان على بعض الخطايا بأنها خطايا بسيطة!! فتكون النتيجة أنه يتساهل معها إذ لا يدرك خطورة ذلك! فالخطية هي الخطية سواء حكم الشخص عليها بأنها بسيطة أو كبيرة. فمع أنه توجد خطية أبشع من خطية. ولكن كل منهما يتنافى مع الصلاح. فالإنسان الصالح لا يرتكب هذه ولا تِلك. بل في حياته الروحية يسلك بتدقيق. ولكي يسلك بتدقيق ينبغي أن يحيا في حياة الروح من جهة الرغبة أو العمل.

    ** هل الإنسان الصالح يدخل في صراع مع الخطية؟ نعم، المفروض فيه أن يُقاوِم الخطية حتى الندم مُجاهدًا ضدها. إذن فالصراع مع الخطية أمر صالح يقود إلى الصلاح إذا انتصر الإنسان عليها.

    على أننا ينبغي أن نُفرِّق بين نوعين من الصراع ضد الخطية: صراع ضد الخطية التي تُحارِب الإنسان من الخارج. وهذا يحدث حتى للقديسين، نتيجة لحسد الشيطان وحروبه. وهو صراع لا يتنافى مع الصلاح، بل إنه يدل على بِرّ الإنسان وعدم قبوله للخطية التي تُحاربه. فالمُهم أنه لا يستسلِم لها بل يقاومها بكل قدرته مُجاهدًا ضد الخطية. والنوع الثاني من الصراع أن يُصارِع الإنسان ضد خطية تأتيه من داخله، من قلبه، أو من فكره أو من مشاعره. وهذا يدل على أن الداخل لم يصل بعد إلى النقاوة أو إلى الصلاح. بل أنه يُجاهد لكي يصل إليه. إنه صراع صالح من قلب يريد أن يكون صالحًا.

    إن الخطية بشعة. الأبرار يشمئزون منها. لذلك يحترص الخاطئ من ارتكابها أمام الناس الصالحين الذين يشمئزون منها إن ارتكبها أمامهم. لذلك يرتكبها في الظلام في الخفاء.

    ** إن كان الصالحون يشمئزون من الخطية، فكم بالأكثر الملائكة! لذلك حينما يرتكب إنسان خطية، فكأنما يطرد الملائكة من حوله. فالملاك الحارس لك يحاول أن يصدك عن عمل الخطية. فإن أصررت عليها، يبتعد عنك. وحينئذ ينفرد بك عدو الخير لكي يكمل طريقك معه. فإن كانت الخطية بشعة هكذا أمام الأبرار وأمام الملائكة، فكم بالأكثر تكون بشعة أمام اللَّه الكلى القداسة!!

    ** لذلك من بشاعة الخطية، أننا نرتكبها أمام اللَّه. سواء أمام اللَّه الذي يرانا ونحن نخطئ. أو أمام اللَّه الذي يفحص أفكارنا ونحن نخطئ أو يعرف مشاعر قلوبنا إذا أخطأنا. والخطية أيضًا هي عصيان للَّه وكسر لوصاياه، وبها نُحزِن السماء والملائكة. ولهذا كله فقطعًا أن الإنسان -أثناء ارتكابه للخطية- يكون قد نسى تمامًا أنه أمام اللَّه الذي يراه. ولهذا قال داود النبي عن هؤلاء الخطاة أنهم لم يجعلوا اللَّه أمامهم. هؤلاء فعلوا الشر أمام اللَّه، ولم يدركوا أنهم يفعلون ذلك أمامه. أمَّا الإنسان الصالح فإنه يشعر باستمرار أنه أمام اللَّه فيخاف أن يخطئ قدامه. لذلك فإن الذي يقول: "إني أعترف بخطاياي أمام اللَّه مُباشرة"! هذا قد نسى أنه ارتكب تلك الخطايا أمام اللَّه ولم يخجل! إنه محتاج أن يعترف بها أمام مَن يخجل منه فلا يعود إلى ارتكابها.

    ** هناك أشخاص يفقدون صلاحهم لأنهم يستغلون طيبة اللَّه ومراحمه بطريقة خاطئة. إن طيبة اللَّه ومراحمه ينبغي أن يوضع أمامها صلاح اللَّه وقداسة اللَّه ودعوته لنا إلى حياة القداسة والبِرّ. فإن طيبة اللَّه وطول أناته علينا وإمهاله لنا إنما لكي يقودنا كل ذلك إلى التوبة. فإن لم نتُب نتعرض لحكم اللَّه علينا.

    ** إن اللَّه تبارك اسمه، من أجل محبته للصلاح وقيادتنا إليه، وضع أمامنا إمكانيات كثيرة تقودنا إلى الصلاح، منها: إنه خلقنا من الأصل بطبيعة نقية جدًا، بعيدة عن الشر، في عقل وفهم وفكر. فلمَّا سقط الإنسان وفقد نقاوته الأولى، وضع اللَّه فيه الضمير الذي هو صوت من الله فينا: يحكم ويُشرِّع، يوبِّخ ويؤنب، ويقود إلى الخير، ويمنعنا من الخطأ، ويكون مرشدًا لنا إلى الصلاح، ورادعًا عن الشر هذا إذا أطاع الإنسان ضميره... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أما إذا خالف الضمير، فإنه يلقى منه توبيخًا مُرًّا.

    ** ومن أجل قيادتنا إلى الصلاح أرسل اللَّه لنا الأنبياء ووضع أمامنا الوصايا لكي تقودنا إلى الخير، إن كُنَّا باستمرار نتذكرها ونعمل بها. كما وهبنا أيضًا الرعاة والمُرشدين يضعون أمامنا وسائل الصلاح، ويمنعوننا عن أي طريق يخالفهما.

    ومن أجل قيادتنا إلى الصلاح أرسل لنا اللَّه النعمة التي تُساعدنا على عمل الخير وتعيننا عليه. وهذه النعمة لا تقودنا فقط إلى صلاح أنفسنا، إنما تُساعدنا أيضًا في عملنا من أجل صلاح الآخرين.

    ومن أجل قيادتنا إلى الصلاح أوجد اللَّه العقوبة. حتى نخاف من نتائج الخطية سواء على الأرض أو من جهة مصيرنا في السماء. ولقيادتنا إلى الصلاح قدَّم لنا اللَّه وعودًا جميلة لكل مَن يعمل الخير. إننا نشكر اللَّه الذي لم ينهى حياتنا ونحن في ساعة غفلة سالكين في الخطية. إنما سمح لنا أن نحيا حتى هذا اليوم مُعطيًا إيانًا فرصة أن نصلح أنفسنًا، ونسلك حسب مشيئته، في صلاح.
    +++
                  

12-27-2014, 05:41 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 3-1-2010

    الأولوية لله

    الإنسان الروحي يضع الله الأول في كل اهتماماته وفي كل عمله ولا يسمح لأية اهتمامات أن تعوقه عن الله ومحبته وتنفيذ وصاياه. بل لا يجعل أية اهتمامات تحظى بالأولوية في حياته. فهل أنت يا أخي لك اهتمامات أخرى؟ إنه حسب أولوياتك يكون حماسك ويكون عملك وتكون إرادتك.

    ** وسأضرب لك مثلًا: حينما تستيقظ من نومك كل يوم: من يكون أول شخص تكلمه؟ وماذا تكون أولى اهتماماتك؟ إن كنت إنسانًا روحيًا، فسيكون الله هو أول شخص تكلمه في كل يوم. حيث تبدأ يومك بالصلاة، تشكر الله الذي منحك يومًا جديدًا. وتقول له "هب لي يا رب في هذا اليوم أن تفعل ما يرضيك. وأعطني القوة على ذلك وأرشدني طول هذا اليوم". غير أن غالبية الناس لا يفعلون ذلك. بل يقوم الإنسان من نومه ليغسل وجهه، ويفطر، ويعد ملابسه، ويستعد للذهاب إلى عمله كل ذلك دون أن يهتم بأن يبدأ اليوم بالصلاة أو بالقراءة الروحية أو بالتأمل. وحسب اهتمامه يكون تصرفه. والبعض يعتذر أحيانًا ويقول "لم يكن لي وقت للصلاة"! وهذا الكلام مرفوض وليس هو عذرًا مقبولًا، وليس هو السبب الحقيقي. فلو أن هذا الشخص وضع الصلاة والتأمُّل في قمة اهتماماته، لأمكنه أن يجد لها وقتًا.

    ** يا أخي ليكن الله هو الأول بالنسبة لك في كل يوم وفي كل عمل. فلكي يكون الله هو أول من تكلمه في كل يوم، ليكن أيضًا هو أول من تختم به يومك، فتصلى أيضًا قبل أن تنام لكي يحفظك الله أيضًا في نومك. وليكن الله أيضًا هو الأول في كل عمل تعمله. تصلى ليمنحك الله قوة ونعمة ويبارك يومك ويبارك عملك. ويباركك في دخولك وفي خروجك... فإن وضعت الله في الأولوية باستمرار، فإنك لن تخطئ إليه. ذلك لأن الله سيكون فوق كل رغباتك العالمية، وفوق كل لذة أرضية. ويكون الله أمامك باستمرار، والعالم خلفك. ذلك لأن الإنسان يخطئ إن لم يكن الله أمامه، ولم يسبق فيتذكره قبل كل سقوط...

    ** الوضع الطبيعي في تقييم كل اهتماماتك هو أن يكون الله أولًا، ثم الناس. وواجباتك الروحية نحوهم، وأخيرًا تكون نفسك. وفي العهد القديم كانت هناك وصية هي وصية البكور، فكل ما يصل إلى الإنسان يضع باكورته أي أوله لله سواء كان ذلك من خيرات أرضه، من نتاج غنائمه وبهائمه، ومن ثمار أشجاره بل حتى ابنه البكر كان يهبه لخدمة الله أيضًا. وحينما كان أي شخص يحصد ثمار الأرض، كان يقدم لله أول حزمة من الحصيد. وهكذا كان الله يبارك له في كل شيء. أما الآن، فما أسهل أن يقدم الموظف أول مرتب له لله وأول علاوة. كما يقدم الحرفيون أول ثمر عمل لهم لله أيضًا فيبارك الله أعمالهم.

    ** وما دام محبة الله تكون هي الأولى حتى قبل محبة الابن، فإننا نرى عملًا مثاليًا قام به أبونا إبراهيم أبو الآباء والأنبياء، حينما قدم ابنه ذبيحة لله ولم يضع مشاعره القلبية الأبوية عائقًا أمام الوصية الإلهية. فكافأه الله بإحياء ابنه ومباركة نسله. وهكذا نجد الوصية التي تتابعنا وهى تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك. ثم الوصية الثانية التي هي مثلها تحب قريبك كنفسك. وقريبك هنا تعنى كل أخ لك في الإنسانية أي من نسل آدم وحواء.

    ** حتى النفس لا يكون لها الاهتمام الأول قبل الله. نقول هذا لأنه قد يصل اهتمام الإنسان إلى أن يرتبط بغرض ما محوره النفس. ويكون هناك الغرض لإثبات الذات ووجودها، أو لارتفاع الذات بطريقة ما. في سبيل الوصول إلى هذا الغرض، لا يهتم بالوسيلة ماذا تكون، روحية أو غير روحية. ولا يهمه أن تكون حيلًا بشرية أو عالمية أو طرقًا خاطئة. بل تركيز الاهتمام كله في الوصول إلى غرض النفس، حتى لو ضيع هذا الإنسان نفسه!! إن الإنسان الروحي يخرج من دائرة الذات لكي يهتم بالآخرين، ويهتم بهم بأسلوب روحي. لأنه بهذا يرضى الله الذي جعله في مقدمة اهتماماته.

    ** ويكون الله أيضًا هو الأول من جهة الطاعة. إذ ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس. وصايا الله أولًا وبعد ذلك كل ما يطلبه الناس. وبعد إذن كل رغباتنا وطلباتنا الخاصة. وكل طاعة للناس نجعلها في نطاق طاعة الله. أما إن تعارضت معها، فينبغي أن يطاع الله أبونا. حتى القلب لا نطيعه ولا ننقاد لمشاعره. لأن القلب ينبغي أن يكون لله أولًا وقبل كل شيء. فإن خرجت مشاعره عن طاعة الله، فإنها تفقد أهميتها.

    ** ينبغي أن يكون الله أولًا في عناية الأسرة بأطفالها، فالذي نراه الآن، هو أن الأب والأم يجعلون اهتمامهما الأول من جهة تربية أطفالهما ورعاية مستقبلهم... فهم يهتمون بصحة أولادهم، وأكلهم وشربهم ولبسهم، وأيضًا بتعليمهم وإعدادهم لوظيفة لائقة، ثم بعد ذلك بتزويجهم. وكل هذا حسن وواجب. ويقول الأب بعد ذلك وتقول الأم أيضًا "أشكرك يا رب أنني أديت رسالتي نحو أبنائي. وقد استراح ضميري من جهتهم". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وللأسف لا تضع الأسرة اهتمامها الأول بالتربية الروحية ومصير الأبناء الأبدي!! فلا يعطونهم الغذاء الروحي اليومي، مثلما يعطونهم غذاءهم الجسدي! وقد يكبر الطفل ويصير مشاكسًا ومتعبًا لأمه وأبية وهكذا يجنون ثمار الخطأ في عدم الاهتمام بحياته الروحية أولًا وقبل كل شيء.

    ** نسأل أيضًا عن حقوق الله في مالك، من جهة العطاء الذي نقدمه للمحتاجين. قد يهتم البعض بكل إنفاقاته الأخرى، ويضع حقوق الله في آخر القائمة. إن بقى لله شيئًا، كان بها. وإن لم يبقى له شيء، نعتذر لله أو نؤجل حقوقه! وذلك بأن الله ليس هو الأول فيما ننفقه من المال.

    ** كذلك في خدمة الشباب. قد نهتم بالأنشطة الكثيرة وليس بالعمل الروحي. فالنادي مثلًا: قد نهتم بمكانه وترتيبه، وما توجد فيه من ألعاب ومن أنشطة رياضية وتسليات. وقد نهتم بتنظيم الكارنيهات والمواعيد والمسابقات، وفرق التمثيل والكورال. ولا نهتم إطلاقًا بالعمل الروحي. وفي ذلك نجد النوادي، في ضوضاءها وفي أخطائها ولا تعطى الصورة الروحية النافعة!
    +++
                  

12-28-2014, 06:16 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 7-1-2010

    السيد المسيح يدعو إلى الكمال


    السيد المسيح له المجد كان يعلّم باستمرار، في كل مكان وفي كل وقت. وكانوا يدعونه "يا معلم" أو "أيها المعلم الصالح". وهو كمثالي في كل شيء، كان يدعو إلى المثاليات. وفى مقدمة ذلك كان يدعو إلى الكمال، إذ يقول "كونوا كاملين، كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" (مت 5: 48).

    ** وطبعًا الكمال الذي يدعو إليه السيد المسيح هو الكمال النسبي، لأن الكمال المطلق هو لله وحده لا غير...

    والكمال النسبي نسميه كذلك. نسبة إلى ما عند الإنسان من مقدرة وإمكانيات، ونسبة لما يمنحه الله من معونة ومن قوة للسير في الطريق الروحي، وما يعطيه أيضًا من نعمة تساعده وتقويه. وكذلك نسبة إلى مدى تجاوب الإنسان مع عمل الله فيه، ومع عمل الله معه.

    ** وحياة الكمال الروحي تشمل علاقة الإنسان بالله تبارك اسمه وعلاقته بالناس، وعلاقته بنفسه أو بذاته.

    أما عن علاقة الإنسان بالله، فقد لخصها بقوله "تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك ومن كل فكرك" (مت 22: 37). وعبارة "من كل قلبك"، تعنى أنه لا يكون في قلبك أي منافس لله. فلا تحب شيئًا ولا شخصًا ضد محبتك لله، ولا أزيد من محبتك لله. وفي ذلك يقول السيد الرب "من أحب أبًا أو أمًا أكثر منى فلا يستحقني. ومن أحب ابنًا أو ابنة أكثر منى، فلا يستحقني".

    ** ومحبتنا لله تعنى أن نطيعه في كل شيء. فهو يقول "من يحبني، يحفظ وصاياي". وإن حدث وكسرنا إحدى وصاياه، فعلينا بالتوبة سريعًا. فالتوبة هي شرط لازم لمغفرة الله لنا. فهو يقول "إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون".

    ولكى ننال مغفرة الله لنا، علينا أن نغفر أيضًا لمن أذنب إلينا. ونحن نقول في صلواتنا اليومية باستمرار: "اغفر لنا ذنوبنا، كما نغفر نحن أيضًا لمن أذنب إلينا". وعلمنا السيد المسيح قائلًا "إن لم تغفروا للناس زلاتهم، لا يغفر لكم أبوكم السماوي زلاتكم".

    ** وفي محبتنا لله علينا أن نطلب في كل حين ملكوته. والسيد المسيح قد تحدث كثيرًا عن ملكوت الله، وملكوت السموات. وعلّمنا في صلواتنا اليومية? التي نرددها مرات عديدة كل يوم ? أن نقول لله باستمرار "ليأتِ ملكوتك". وهذه الطلبة تعنى العديد من المعاني: منها أن يأتي ملكوتك علينا، على قلوبنا وأفكارنا ومشاعرنا وحواسنا. فتملك أنت يا رب كل ما فينا. وتملك! إرادتنا. ونكون كلنا لك، نفعل في كل حين ما يرضيك حسبما نقول هذه الطلبة دومًا في صلاة باكر.

    وكلمة "ليأت ملكوتك" تعنى أيضًا أن يملك الله على العالم وما فيه. فلا يملك الشيطان وينشر الفساد واللهو والحروب والكروب والعداوات. بل الله هو الذي يملك، فينشر في العالم السلام والمحبة والرخاء.

    وكلمة "ليأت ملكوتك" تعنى أن يملك الله على سائر الناس، ويقودهم إلى حياة البر والفضيلة.

    ** ومن كمال محبتنا لله. الصلاة الحقيقية، التي ليست من الشفتين، بل من القلب. فإن الله وبّخ الشعب قديمًا قائلًا "هذا الشعب يكرمني بشفتيه، أما قلبه فمبتعد عنى بعيدًا". لذلك ليس كل من يقول "يا رب يا رب" يدخل ملكوت الله، بل الذي يفعل مشيئة الله.

    وفى كمال الصلاة، قال السيد المسيح "صلوا كل حين ولا تملوا" "صلوا بلا انقطاع". ومعنى ذلك انه لا يقتصر الإنسان على صلوات معينة، ويكتفي بذلك! بل في كل حين يمكنه أن يرفع قلبه لله ويصلى...

    ** ومن كمال محبتنا لله، أن نؤمن به، ونؤمن بعنايته بنا، واهتمامه بكل أمورنا. فقال السيد المسيح له المجد "لا تهتموا بما تأكلون وما تشربون... انظروا إلى طيور السماء، إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن، وأبوكم السماوي يقوتها. ألستم أنتم بالحري أفضل منها" "ولماذا تهتمون بما تلبسون؟ تأملوا زنابق الحقل كيف تنموا! لا تتعب ولا تغزل. ولكن أقول لكم إنه ولا سليمان في كل مجده، كان يلبس كواحدة منها!!"... "الله يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها. أطلبوا أولًا ملكوت الله وبره، وكل هذه تزدادونها"...

    ** أما الكلام المطلوب من الإنسان، فيقول السيد المسيح: "طوبى للأنقياء القلب" "طوبى لصانعي السلام".

    والقلب النقي لا يوجد فيه شر أبدًا، بل لا توجد فيه سوى محبة الله، ومحبة الناس جميعهم. والقلب النقي لا تخرج من فمه كلمة خاطئة. وفي ذلك يقول السيد المسيح: "الإنسان الصالح: من كنز قلبه الصالح، يُخرج الصلاح. أما الإنسان الشرير فمن كنز قلبه الشرير، يُخرج الشرور.

    إذن فالكلمة الشريرة، كلمة الإهانة والشتيمة، أو كلمة القسوة، أو كلمة التحقير، وما إلى ذلك... كل هذه مصدرها القلب. فهي خطية مزدوجة: خطية قلب ثم خطية لسان...

    والسيد المسيح يحذر من خطايا اللسان، فيقول "بكلامك تتبرر، وبكلامك تدان". ويقول أيضًا "كل كلمة بطالة تخرج من أفواهكم، تعطون عنها حسابًا في يوم الدين". وعبارة "كلمة بطالة لا تعنى فقط الكلمة الشريرة، بل تعنى أيضًا كل كلمة ليست للبنيان، أي لا تنفع بشيء...

    ** أما قول السيد المسيح "طوبى لصانعي السلام" فتعنى أن يكون بيننا وبين الآخرين سلام. وأيضًا أن نصنع سلامًا بين الآخرين بعضهم بعضًا. وأتذكر أنني كلما كنت أزور بيتًا من بيوت أبنائنا في الغرب، كانت أول كلمة لي، وأنا أخطو أول خطوة، هي: قال ربنا يسوع المسيح: أي بيت دخلتموه، فقولوا سلام لأهل هذا البيت...

    ** ولكي نصل إلى كمال السلام مع الناس، وضع لنا السيد المسيح قاعدتين: أولهما الاحتمال والتسامح، والثانية هي المغفرة للمسيئين. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وفى ذلك قال لنا "سمعتم أنه قيل للقدماء: عين بعين، وسن بسن. أما أنا فأقول لكم: لا تقاوموا الشر... بل من أراد أن يخاصمك أو يأخذ ثوبك، فاترك له الرداء أيضًا. ومن سخّرك ميلًا، فامشي معه اثنين.

    ** ولعل من أكمل الوصايا التي قدمها السيد المسيح من جهة التعامل مع الأعداء أو المسيئين، هي قوله "أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم... لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم، فأي أجر لكم؟! أليس العشارون أيضًا يفعلون ذلك؟!

    إن المسيحية تعتبر أن عدونا الحقيقي هو الشيطان أما الأعداء من البشر، فهم ضحايا للشيطان يحتاجون أن نصلى من أجلهم، ونحتملهم ونغفر لهم...

    ** ومن كمال الوصايا التي وضعها السيد المسيح في التعامل مع البشر، هي وصية العطاء، التي تسمى أحيانًا بالصدقة. فقال "من سألك فأعطه. ومن أراد أن يقترض منك، فلا ترده". وهكذا رفع الناس من مستوى دفع العشور، الذي كان في العهد القديم، واعتبره السيد المسيح مجرد الحد الأدنى للعطاء. وأمر بوصية الاهتمام بالجائع والعطشان والعريان، والغريب والمسجون. وقال "مهما فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي قد فعلتم (متى 25). ورفع مستوى العطاء إلى الكمال في قوله "ليس حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه عن أحبائه".

    ** ومن أجل تعليم السيد المسيح في العلاقات مع الناس، هي قوله "مهما تريدون أن يفعل الناس بكم، افعلوا انتم بهم". وقوله أيضًا "بالكيل الذي به تكيلون، يُكال لكم".

    فهذا هو الوضع الأصيل والكامل في التعامل: أن نعمل مع الناس ما نشتهى أن يعملوه معنا...

    ** ومن كمال ما يريده السيد المسيح في علاقاتنا مع الأمور العالمية والمادية، هي قوله "ماذا ينتفع الإنسان، لو ربح العالم كله وخسر نفسه!! أو ماذا يعطى عوضًا عن نفسه؟! إن العالم كله. لا شيء بالنسبة إلى مصيرنا في الأبدية.

    ختامًا أهنئكم بهذا العيد، راجيًا لكم فيه حياة روحية سعيدة، وراجيًا لبلادنا الخير والرخاء والسلام. وراجيًا أن يوفق الله السيد الرئيس مبارك في كل اتصالاته وأسفاره، وتعبه من أجل مصر ومن أجل قضية السلام عامة.
    +++
                  

12-29-2014, 02:22 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    ( يوم الاحد)
    صوم الميلاد المجيد
    28 ديسمبر 2014
    19 كيهك 1731
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 132 : 15,13 )
    لأنَّ الربَّ قد اختارَ صِهيونَ، ورَضِيها مَسكَناً لهُ. هَهُنا أسكُنُ لأنِّي أَردته. لصيدِها أُبارِكُ بَرَكةً. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 1 : 23 ـ 31 )
    وللوقتِ كانَ في مَجمعهم رجُلٌ بهِ روحٌ نَجسٌ، فصرخَ قائلاً: " آه! ما لنا ولكَ يا يسوعُ النَّاصريُّ! أتيتَ لتُهلِكنا! إننا نعرفُكَ مَنْ أنتَ، قُدُّوسُ اللهِ! " فانتهرهُ يسوع قائلاً: " اخرسْ واخرُج مِنهُ! " فصَرَعهُ الرُّوحُ النَّجسُ وصاحَ بصوتٍ عظيم وخرجَ منهُ. فخافوا كلُّهم، حتى سألَ بعضهم بعضاً قائلين: " ما هذا التعليم الجديد؟ لأنَّهُ بسلطانٍ يأمرُ الأرواح النَّجسة فتطيعهُ! " فخرج خبرُهُ للوقتِ في كلِّ موضع في الكورةِ المُحيطةِ بالجليلِ.ولمَّا خَرجُوا مِنَ المجمع جاءوا للوقتِ إلى بيتِ سمعانَ وأندراوس ومعهم يعقوب ويوحنا، وكانت حماةُ سمعانَ مُضطجعةً محمومةً، وللوقتِ أخبروهُ عنها. فتقدَّمَ وأقامَها ماسكاً بيدِها، فتركتها الحُمَّى وصارت تخدمهم.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 85 : 7 ، 8 )
    أَرِنا ياربُّ رحمتَكَ وأَعطِنا خلاصَكَ. سَأسمَعُ ما يتكلَّمُ بهِ الرَّبُّ الإله فيَّ. لأنَّه يتكلَّمُ بالسَّلامِ على شعبِهِ وعلى قدِّيسيهِ. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 15 : 21 ـ 31 )
    ثُمَّ خرجَ يسوعُ من هناكَ وانصرفَ إلى نواحي صُورَ وصيداءَ. وإذا امرأةٌ كنعانيَّةٌ خارجةٌ من تلكَ التخومِ، كانت تصرخُ قائلةً: " ارحمني ياربُّ يا ابن داوُد. ابنتي مُتَعذبةٌ ومجنونةٌ ". أمَّا هو فلم يُجِبها بكَلمةٍ. فتقدَّمَ تلاميذهُ وطلبوا إليهِ قائلينَ: " اصرف هذه المرأة لأنَّها تصيحُ وراءنا! " أمَّا هو فأجابَ وقالَ: " لم أُرسَل إلى أحدٍ إلاَّ إلى خراف بيتُ إسرائيل الضَّالة ". أمَّا هيَ فأتت وسجدت لهُ قائلةً: " يا سيدي أعنِّي ". فأجابَ وقالَ: " ليس حسناً أن يُؤخذ خُبز البنينَ ويُعطَى للكلاب ". فقالت: " نعم يا ربُّ، فإنَّ الكلاب تأكل أيضاً من الفُتاتِ الَّذي يسقُط من مائدة أربابها ". حينئذٍ أجابَ يسوع وقال لها: " يا امرأةُ، عظيمٌ إيمانكِ! ليكن لكِ كما تُريدينَ ". فشُفيِت ابنتها من تلك الساعةِ.ثم انتقلَ يسوعُ من هُناكَ، وجاءَ إلى شاطئ بحر الجليل، وصعدَ إلى الجبلِ وجلس هناك. فجاء إليهِ جموعٌ كثيرةٌ، معهم عُرجٌ وعُميٌ وصُمٌّ وشلٌّ وآخرون كثيرونَ، وطرحوهم عند قدميهِ فشفاهُم. حتى تعجبَ الجموعُ إذ رأوا الخُرسَ يتكلَّمونَ، والعُرجَ يمشونَ، والعُميَ يُبصرونَ، والصُّمَ يسمَعُونَ، ومجَّدوا إله إسرائيل.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
    ( 4 : 4 ـ 24 )
    أمَّا الَّذي يعملُ فلا تُحسبُ لهُ الأجرةُ على سبيلِ نعمةٍ، بل كأنَّها دَينٌ عليهِ. وأمَّا الَّذي لا يعملُ، ولكن يؤمنُ بالَّذي يُبررُ المنافقَ، فإيمانهُ يحسبُ لهُ براً. كما يقولُ داودُ أيضاً في تطويبِ الإنسان الَّذي يَحسب لهُ الله براً بدون أعمال: " طوبى للَّذين غُفرت لهُم آثامهم والذين سُترت خطاياهم. طوبى للرَّجُل الذي لا يَحسب لهُ الرَّبُّ خطيَّةً ". أَفهَذا التَّطويبُ هو على الختانِ فقط أم على الغُرلةٍ أيضاً؟ لأنَّنا نقولُ أنهُ حُسبَ لإبراهيم الإيمان برّاً. فكيفَ حُسِبَ؟ أَوَهو في الختانِ أم في الغرلةِ؟ لم يكن في الختانِ، بل في الغرلةِ! وأخذ علامةَ الختان ختماً لبرِّ الإيمان الَّذي كانَ في الغرلةِ، ليكونَ أباً لجميعِ الَّذينَ يؤمنون من أهل الغرلةِ كي يُحسَبَ لهُم أيضاً البرُّ. وأباً للختانِ للَّذينَ ليسوا من الختانِ فقط، بل والَّذينَ يسلكونَ في خطواتِ إيمان أبينا إبراهيم الَّذي كانَ وهو في الغرلةِ. فإنَّهُ ليسَ بالنَّاموسِ أُعطيَ الوعد لإبراهيم أو لنسلهِ أن يكونَ وارثاً للعالم، بل ببرِّ الإيمان. لأنَّهُ إن كانَ أصحاب النَّاموس هُم الورثةُ لأبُطِّلَ الإيمان ونُقضَ الوعدُ! لأنَّ النَّاموس يُنشئُ غضباً، إذ حيثُ لا يكون نَاموسٌ لا يكون تعدٍّ من أجل هذا هو من الإيمان، كي يكونَ على سَبيل النِّعمةِ ليكونَ الوعدُ ثابتاً لجميع الذُريَّة. لا لأصحاب النَّاموسِ فقط، بَل لِمَن كان مِن أهل إيمان إبراهيم الذي هو أبٌ لجميعُنا. كما هو مكتُوبٌ: " إنِّي قد جَعلتُكَ أباً لأُمَمٍ كثيرةٍ ". أمامَ اللهِ الذي آمنَ بهِ، الذي يُحيي الأموات ويدعو ما غيرُ موجودٍ كأنهُ موجودٌ. الذي كانَ على خلاف الرَّجاءِ، لِكي يَصيرَ أباً لأُمَمٍ كثيرةٍ كما قِيلَ لهُ: " هكذا سيكونُ زرعكَ ". وإذ لم يضعف في الإيمان ناظراً جسدهُ ـ قد ماتَ وَهوَ ابن نحو مئَةَ سنةٍ ـ ولا موتِ مسـتودع سـارَّةَ. ولم يَشكَّ في وعد الله بنقصٍ فى الإيمانِ بل تَقوَّى بالإيمانِ مُعطياً مَجداً للهِ. وتَيقَّنَ بأنَّهُ قادرٌ أن يُنجِز ما وعدهُ بهِ. ولذلكَ حُسِبَ لهُ بِرَّاً. ولم يُكتَب مِن أجلهِ وحدَهُ أنَّهُ حُسبَ لهُ، بل ومِن أجلِنا نَحنُ أيضاً، الذينَ سَيُحسَبُ لنا، نَحنُ المؤمنين بالذي أقامَ يسوعَ المسيح ربَّنا من بين الأمواتِ.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
    ( 2 : 7 ـ 17 )
    يا أحبائي، لستُ أكتبُ إليكُم وصيَّةً جديدةً بل وصيَّةً قديمةً التي كانتَ عندكُم من البدء. فإن الوصيَّةُ العتيقةُ هيَ الكلمةُ التي سمعتموها. أيضاً وصيَّةً جديدةً أكتُبها إليكُم، التي الحقُّ كائنٌ فيها وفيكُم، لأنَّ الظُّلمةَ قد جازت والنُّورَ الحقيقيَّ الآنَ يضيءُ. مَن يقولُ: إنَّهُ في النُّورِ وهو يبغضُ أخاهُ، فهو إلى الآنَ في الظُّلمةِ. مَن يحبُّ أخاهُ يثبُتُ في النُّورِ وليس فيهِ عثرةٌ. وأمَّا مَن يبغضُ أخاهُ فهو في الظلام وفي الظلام يسلُكُ ولا يَعلَمُ أين يمضي، لأنَّ الظُّلمةَ قد أطمستْ عينيهِ. أَكتبُ إليكُم أيُّها الأولادُ، لأنَّهُ قد غُفِرت لكُمُ خطاياكُم من أجل اسمِهِ. أَكتبُ إليكُم أيُّها الآباءُ، لأنَّكُم قد عرفتُمُ الذي مِن البدءِ. أَكتُبُ إليكُم أيُّها الشبان، لأنَّكُم قد غلبتُم الشِّرِّيرَ. أَكتُبُ إليكُم أيُّها الأولادُ، لأنَّكُم قد عرفتُم الآبَ. أكتَب إليكُم أيُّها الآباءُ، لأنَّكُم قد عرفتُم الذي مِن البدءِ. أكتب إليكُم أيُّها الشُّبان، لأنَّكُم أقوياءُ، وكلمةُ اللـهِ ثابتةٌ فيكُم، وقد غلبتُمُ الشِّرِّيرَ. لا تُحبُّوا العالمَ ولا الأشياءَ التي في العالم. إن أحبَّ أحدٌ العالمَ فليستْ فيهِ محبَّةُ الآبِ. لأنَّ كلَّ مَا في العالم: شهوةَ الجسدِ، وشهوةَ العيونِ، وتعظُّم المعيشةِ، فهذه ليستْ مِن الآبِ بل مِن العالم. والعالمُ يمضي وشهوتُهُ، وأمَّا الذي يصنعُ إرادة اللـهِ فيثبتُ إلى الأبدِ.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه، وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 7 : 35 ـ 50 )
    هذا هو موسى الذي أنكروه قائلينَ: مَن أَقامكَ رئيساً وقاضياً علينا؟ هذا أرسلهُ اللهُ رئيساً وفادياً، بيد الملاكِ الذي ظهرَ لهُ في العلَّيقةِ. وهو الذى أخرجَهُم صانعاً آياتٍ وعجائب في أرضِ مصر وفي البحر الأحمر وفي البريةِ أربعينَ سنةً. هذا هو موسى الَّذي قالَ لبني إسرائيل: أنَّ نبياً مثلي سيُقيمُ لكُم الرَّبُّ إلهكُم من إخوتكم لهُ تسمعون. هذا هو الذي كانَ في الكنيسةِ في البرِّيَّةِ، مع الملاكِ الذي كانَ يتكلم معه في جبلِ سيناء ومع آبائِنا. هذا الذى قَبِلَ أقوالاً حية ليُعطيكُم إيِّاها. هذا الذي لم يشأ آباؤنا أن يكونوا طائعينَ لهُ بَل أهملوهُ ورجعوا بِقلوبِهم إلى مصر، قائلين لهرون: اصنع لنا آلهةً تسير أمامنا، لأنَّ موسى هذا الذي أخرجنا من أرض مِصر، لا نعلمُ ماذا أصابهُ.فعَمِلوا لهُم عجلاً في تلكَ الأيَّام، وأصعدوا ذبيحةً للصَّنمِ، وفرحوا بأعمالِ إيديهم. فرجعَ اللهُ وأسلمَهُم ليعبدوا جُند السَّماء. كما هو مكتوبٌ في كتابِ الأنبياء: هل قرَّبتُم لي ذبائح وقرابين أربعينَ سنةً في البريةِ يا بيت إسرائيل، بل آخذتُم خيمةَ ملُوك، نجم إلهكم ريفان. التماثيل التي صَنعتموها لتسجدوا لها فسأنقلكم إلى ما وراء بابل.وأمَّا خَيمةُ الشَّهادةِ فكانت مع آبائنا في البرِّيةِ، كما أَمَرَ الذي كلَّمَ موسَى أنْ يَصنعَها على حسب المِثالِ الذي كانَ قد رآهُ، هذه التى قد أَدخَلَها آباؤنا مَعهم وقَبِلُوها مع يشوعَ في مُلكِ الأُمَم الَّذينَ طردهُم اللهُ مِن وَجْهِ آبائنا، إلى أيام داودَ الذي وَجَدَ نِعمَةً أمامَ اللهِ، والتمسَ أنْ يَصنعَ مَسكَناً لإلهِ يَعقوبَ. ولكنَّ سُليمانَ بَنَى لهُ بَيتاً. ولكنَّ العَليَّ لا يَسكُنُ في مصنوعاتِ الأيـادي، كما يقـول النبي: السَّماءُ كرسـيٌّ لي، والأرضُ موطئٌ لقَدمَيَّ. أيَّ بيتٍ تَبنون لي قال الربُّ أو أيٌّ هو مكانُ راحَتي؟ أليسَتْ يَدي خَلقتْ هذه الأشياءَ كلَّها؟.
    ( لم تزَلْ كَلمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بِيِعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )
    السنكسار
    اليوم التاسع عشر من شهر كيهك المبارك
    نياحة القديس يوحنا أسقف البرلس جامع السنكسار
    في هذا اليوم تنيِّح القديس يوحنا أسقف البرلس. وقد كان من ذوي الحسب والنَّسب ومن نسل الكهنة. وكان والداه يُكثران من الصَّدقة على المساكين، ولمَّا توفيا أخذ القديس يوحنا ما تركاه له وبنى به فندقاً للغرباء، ثم جمع إليه المرضى وكان يخدمهم بنفسه ويُقدِّم لهم كل ما يحتاجون إليه.واتفق مجيء أحد الرهبان إليه فرأى عمله الحسن وأثنى عليه، ثم مدح أمامه الرهبنة مُبيناً له شرفها. فتعلَّق بها القديس ومال بقلبه إليها. وبعد أن رحل الراهب قام القديس فوزع كل ماله على المساكين، وذهب إلى برية شيهيت، وترهَّب عند القديس دانيال قمص البريَّة.واشتهر بحرارة العبادة والنُّسك الكثير. ثم انفرد في مبنى خاص فحسده الشيطان وجنوده على حُسن صنيعه هذا، واجتمعوا عليه وضربوه ضرباً مُوجِعاً، حتى أنه ظل مريضاً أياماً كثيرة. بعدها شفاه السيد المسيح، فقويَ وتغلب عليهم.ثم دُعيَ من اللـه إلى رتبة الأسقفية على البرلس. وكانت توجد في زمانه بعض البدع فاجتهد حتى اقتلعها وأرجع أصحابها إلى الإيمان المستقيم.وظهـر في أيامه راهـب من الصعـيد، كان يُخَبر بأمور مُدَّعياً أنَّ الملاك ميخائيل يُكشفها له، فأضلَّ كثيرين بخداعه. فرأى القديس أن عمل هذا الراهب من الشيطان، لذلك أمر بضربه حيث اعترف بخطئه فطرده من البلاد. وادعى آخر أن حبقوق النبي يظهر له ويُعرِّفهُ الأسرار. فتبعه كثيرون، فطرده أيضاً من بلاده بعد ما أبطل قوله، كما أبطل استعمال كتب كثيرة رديئة.وكان هذا القديس كلما صعد إلى الهيكل ليقوم بخدمة القداس الإلهي، يصطبغ وجهه وكل جسده باللون الأحمر كأنه خارج من أتون نار. وكانت دموعه تنحدر على خديه بغزارة، لأنَّه كان ينظر الطغمات السمائية على المذبح. وحدث في ثلاث مرات أنه كلما وضع أصبعه في الكأس للرشم وقت صلاة القسمة، يجد الكأس كنار تتقد.وكان في أيامه أيضاً قومٌ مبتدعون يتناولون الأسرار المقدسة وهم مُفطِرون. وإذ نهاهم ولم ينتهوا حرمهم ومنعهم من شركة الكنيسة. ولمَّا لم يطيعوا أمره، سأل الرب فنزلت نار من السماء وأحرقت كبيرهم. فخاف الباقون من ذلك ورجعوا عن بدعتهم. ولمَّا أراد الرب أن يُريحه من أتعاب هذا العالم، أرسل إليه القديسين أنطونيوس ومقاريوس ليعرفاه بيوم انتقاله. فدعا شعبه وأوصاهم. ثم تنيَّح بسلام.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 85 : 11،10 )
    الرحمةٌ والحقُّ إلتقيا. والعدل والسلامُ تلاثما. الحقُّ من الأرضِ أشرقَ والعدلُ من السماءِ تطلعَ. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 1 : 39 ـ 56 )
    فقامت مريم فى تلك الأيَّام وذهبت بسرعةٍ إلى الجبل إلى مدينة يهوذا، ودخلت بيت زكريَّا وسلَّمت على أليصاباتَ. وحدث لمَّا سَمِعت أليصاباتُ سلام مريم تحرك الجنين فى بطنها، وامتلأت أليصابات من الرُّوح القدس، وصرخت بصوتٍ عظيم وقالت: " مُباركةٌ أنتِ فى النِّساء ومُباركةٌ هيَ ثمرة بطنكِ! فمن أين لي هذا أن تأتى إليَّ أمُّ ربي؟ فهوذا حين صار صوت سلامكِ في أُذنيَّ تحركَ الجنينُ بِابتهاج فى بطني. فطوبى للَّتي آمنت أن يتمَّ ما قيل لها من قِبَلِ الربِّ ".فقالت مريمُ: " تُعظِّمُ نفسي الربَّ، وتتهلَّلُ روحي باللهِ مُخلِّصي، لأنه نظرَ إلى اتِّضاع أَمَتهِ. فهوذا مُنذُ الآن جميعُ الأجيال تُطوِّبني، لأنَّ القديرَ صَنعَ بى عظائِمَ، واسمهُ قدُّوسٌ، ورحمتهُ إلى جيل الأجيال للذين يتقونه. صنعَ قوَّةً بذراعِهِ. شَتَّتَ المُستكبرين بفكر قلوبهم. أنزلَ الأقوياءَ عن الكراسيِّ ورفعَ المتضِعين. أشبعَ الجياعَ خيراتٍ وصرفَ الأغنياءَ فارغين. عضَّدَ إسرائيلَ فتاهُ ليذكرَ رحمته، كما كلَّمَ آباءنا. إبراهيم وزريتهُ إلى الأبد ". وأقامت مريمُ عندها نحو ثلاثة أشهُرٍ، وعادت إلى بيتِها.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

12-30-2014, 00:52 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

    ( يوم الاثنين)
    صوم الميلاد المجيد
    29 ديسمبر 2014
    20 كيهك 1731
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 105 : 14-15 )
    لم يتركْ إنساناً يَظلِمهُم، وبكَّتَ ملوكاً مِن أجلِهم، قائلاً: " لا تَمسوا مُسحائي، ولا تُسيئوا إلى أنبيائي ". هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 11 : 37 ـ 51 )
    وفيما هو يتكلَّم سألهُ فريسيٌّ أن يأكل عنده، فدخل واتَّكأ. وأمَّا الفريسيُّ لمَّا رأى تعجَّب أنه لم يَغْتَسِلْ أوَّلاً قبل الأكل. فقال له الربُّ: " أنتم الآن أيُّها الفريسيُّون تنقُّون خارج الكأس والصحفة، وأمَّا داخلكم فمملوءٌ اختطافاً وخبثاً. أيُّها الجهال، أليس الذي صنع الخارج صنع الدَّاخل أيضاً؟ بَـلْ أَعطوا ما عندكم صدَقة، وهـا كل شيءٍ يتطهر لكم. ولكن وَيْـلٌ لكم أيُّها الفريسـيُّون، لأنكم تُعشِّـرون النَّعنـاع والسَّـذاب وكل بَقْـلٍ، وتتجـاوزون عـن الحقِّ ومحبَّة الله. وكان يجب أن تفعلوا هذه وأن لا تتركوا تلك الأُخر! ويلٌ لكم أيُّها الفريسيُّون، لأنكم تُحبُّون المجلس الأوَّل في المجامع، والتحيَّات في الأسواق. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون فإنكم مِثل القبور التى ليست ظاهرة، والناس عليها ماشون ولا يعلمون! ". فأجاب واحدٌ من النَّاموسيِّين وقال له: " يا أيُّها المعلِّم، عندما تقول هذه تشتمنا نحن أيضاً ". أما هو فقال: " وأنتم أيضاً أيُّها الناموسـيُّون ويلٌ لكم، لأنكم تُحمِّلون النَّاس أحمالاً عثرة وأنتم لا تمسُّون الأحمال بإحدى أصابعكم. ويلٌ لكم، فإنكم تبنون قبور الأنبياء، وآباؤكم قتلوهم. فأنتم إذاً تشهدون وتُسرون بأعمال آبائكم، لأنهم هم قتلوهم وأنتم تبنون قبورهم. ومن أجل هذا أيضاً قالت حكمة الله: إنِّي أُرسِل إليهم أنبياء ورسلاً، فيقتلون منهم ويطردونهم كيما يُنتقم من هذا الجيل لدم جميع الأنبياء المسفوك منذ إنشاء العالم، من دم هابيل إلى دم زكريَّا بن برخيا الذي أُهلِكَ بين المذبح والبيت. نعم إني أقول لكم: إنه سيُطلب من هذا الجيل!.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 105 : 26-27 )
    أَرسل موسى عبدَهُ، وهارون الذي اختارَه، جعل فيهما أقوال آياته وعجائبه، كى يحفظوا حقوقهُ، ويطلبوا ناموسَهُ. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 17 : 1 ـ 9 )
    وبعد ستَّة أيَّام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنَّا أخاه وأصعدهم على جبل عالٍ منفردين وحدهم. وتجلَّى قُدَّامهم، وأضاء وجهه كالشَّمس، وابيضت ثيابه كالنُّور. وإذا موسى وإيليَّا قد ظهرا له يُخاطبانه. فأجاب بطرس وقال ليسوع: " ياربُّ، إنَّهُ حسنٌ لنا أن نكون ههنا! أتشاء أن نصنع هنا ثلاث مظالَّ. واحدةً لك، وواحدةً لموسى، وواحدةً لإيليَّا ". فبينما هو يتكلَّم وإذا سحابةٌ نَيِّرةٌ قد ظلَّلتهم، وإذا صوتٌ من السَّحابة قائلاً: " هذا هو ابني الحبيب الذي سُرت به نفسي فأطيعوه ". فلمَّا سمع التَّلاميذ سقطوا على وجوههم وخافوا جدّاً. فجاء إليهم يسوع ولمسهم وقال لهم: " قوموا ولا تخافوا ". فرفعوا عيونهم فلم يروا أحداً إلاَّ يسوع وحده.وفيما هم منحدرين من الجبل أوصاهم يسوع قائلاً: " لا تُعلِموا أحداً بالرؤية إلى أن يقوم ابن البشر من الأموات ".
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين
    ( 11 : 17 ـ 27 )
    وبالإيمان قرَّب إبراهيم إسحق حين جُرِّبَ. وقرَّب ابنه الوحيد ذاك الذي قَبِلَ المواعيد بسببه، الذي قيل له: " أنه بإسحق يُدعى لك زرعٌ ". وافتكر في نفسه أنَّ الله قادرٌ أن يقيمه من الأموات، فمن أجل هذا أخذه بمثلٍ. بالإيمان من أجل ما سيكون بَارَكَ إسحق يعقوب وعيسو. بالإيمان يعقوب عند موته بَارَكَ كل واحد من ابني يوسف، وسجَد على رأس عصاه. بالإيمان يوسف عند موته ذكر خروج بني إسرائيل وأوصى من أجل عظامه. بالإيمان موسى، لمَّا وُلِدَ، أخفاه أبواه ثلاثة أشهر، لأنَّهم رأيا أنَّ الصَّبيَّ جميلاً، ولم يخافوا من أمر الملك. بالإيمان موسى لمَّا كَبِرَ أنكر أن يُدعَى ابناً لابنة فرعون، وشاء بالأحرَى أن يتألم مع شعب الله أفضل من أن يتنعَّم بالخطيَّة زمناً يسيراً، إذ جعل عار المسيح عنده أنه غنىً عظيماً أوفر من كنوز مصر، لأنه كان ينتظر حُسن المُجازاة. بالإيمان ترك مصر ولم يَخفْ من غضب الملك، لأنه كان مداوماً للغير منظور كأنَّهُ واحدٌ منظورٌ.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الثانية
    ( 1 : 19 ـ 2 : 1 ـ 8 )
    وثابتٌ عندنا كلام الأنبياء، هذا الذي هو نعم ما تصنعونه إذا تأملتم إليه، كمثل سراج مُضيءٍ في موضع مُظلم، حتى يظهر النَّهار، والنُّور يُشرق ويظهر في قلوبكم، وهذا أولاً فاعلموه: أن كل نبوَّات الكتب ليس تأويلها فيها من ذاتها خاصة. وليست بمشيئة البشر جاءت نبوَّة في زمان، بل تكلَّم أُناس بإرادة الله بالروح القدس.وقد كانت أنبياء كذبة في الشَّعب، مثل ما يكون فيكم مُعلِّمون كذابون، هؤلاء الذين يأتون ببدع هلاك. والسيِّد الذي اشتراهم يجحدونه، ويجلِّبون على أنفسهم هلاكاً سريعاً. وكثيرون ينجذبون نحو نجاساتهم، ومن قِبَـلِهم يُجدَّف على طريق الحقِّ. وبالظُّلم وكلام الباطل يتَّجرون بكم، هؤلاء الذين دينونتهم مُنذ البدءِ لا تبطل، وهلاكهم لا ينعس. فإن كان الله لم يُشفِق على الملائكة الذين أخطأوا، لكن أسلَّمهم في وثـاق الظُّلمة والزمهرير ليُحفَظوا للدينونة مُعـذَّبين، والعـالم الأول لم يُشـفِـق عليه، لكن نوحـاً الثَّامـن المُنـادِي بالبِّر حفظه، وأتى بماء الطُّوفان على العالم المُنافق. والمدن الأُخر سادوم وعامورة أحرقهما وحكم عليهما بالخسف، وجعلهما عِبرةً للمنافقين الذين سيكونون، والصدِّيق لوط خلَّصه من ظلمهم، ومن تقلبهم الرديء وسلوكهم النجس. لأنَّه بالنَّظر والسَّمع كان الصدِّيق ساكناً بينهم، ويوماً فيوماً كانوا يُحزِنون نفس الصدِّيق بأعمال مُخالفة للنَّاموس.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 15 : 21 ـ 29 )
    لأنَّ موسى منذُ الأجيال الأولى كان له من يكرز به في كُلِّ مدينةٍ، في المجامع إذ يقرأونه في كل سبتٍ. حينئذٍ رأى الرُّسل والقسوس وكل الكنيسة أن يختاروا رجالاً منهم ليرسلوهم إلى أنطاكية مع بولس وبرناباس: يهوذا الذي يُدعَى برساباس، وسيلاس، رجلين مُتقدِّمين في الإخوة. وكتبوا بأيديهم هكذا: " الرُّسل والقسوس والإخوة يُهدون سلاماً إلى الإخوة الذين من الأُمم في أنطاكية وسوريَّة وكيليكيَّة: إذ قد سَمعنا أن قوماً منكم قد خرجوا فأقلقوكم، إذ يميلون أنفسكم بأقوال التى لم نقولها. فقد رأينا واجتمعنا برأيٍ واحدٍ واخترنا رجليْن وأرسلناهما إليكم مع حبيبينا برناباس وبولس، أُناس قد بذَّلوا أنفسهم عن اسم ربِّنا يسوع المسيح. فأَرسلنا معهما يهوذا وسيلاس، وهما أيضاً يخبرانكم بهذا القول. لأنَّ الرُّوح القدس قد ارتضَى ونحن أيضاً أن لا نزيد عليكم ثقلاً أكثر، غير هذه الضرورية: احفظوا نفوسكم من ذبائح الأوثان، ومن الدم الميت، والمخنوق، ومن الزنى، وهذه إذا حفظتم نفوسكم منها فَنِعِمَّا ما تصنعون. كونوا مُعَافينَ.
    ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين.)
    السنكسار
    اليوم العشرون من شهر كيهك المبارك
    نياحة الصدِّيق حجي النبي
    في هذا اليوم تنيَّح الصدِّيق حجي النبي. كان هذا البار من نسل هرون الكاهن من قبيلة لاوي. وهو أحد الاثنى عشر نبياً الصغار. ولمَّا سبَى نبوخذ نصر الملك يهود أُورشليم وأخذهم إلى بابل، كان والدا هذا النبي من جملتهم، فرزقهما اللـه به هناك. وقد عادَ إلى أُورشليم صُحبة زَرُبَّابِل الوالي ابن شَألتِئِيل وسائر الشعب. وتنبأ في السنة الثانية من مُلك داريوس ملك الفُرس الذي مَلَكَ في سنة 3484 للعالم أي بعد رجوع بني إسرائيل من سبي بابل بخمس عشرة سنة. ووجَّه هذا النبي نبوَّته بأمر اللـه إلى زَرُبَّابِل ثم يهوشع بن يهوصادق الحَبر العظيم، تحريضاً لليهود على إتمام تجديد هيكل سليمان بن داود الذي كانوا قد ابتدأوا في تشييده بعد رجوعهم من السبي. ثم انصرفوا عنه إلى إقامة بيوت لهم. فبكَّتهم النبي على سُكناهم في بيوت مُزيَّنة وبيت اللـه خراب. وقال لهم: إنهم إن لم يهتموا ببيت اللـه ويبنوه كما ينبغي فإن الرب يقطع أرزاقهم، ويُقلل ثمر زراعاتهم، ويجعل القحط والعطش من نصيبهم، ويُقلل البركة من تجارتهم. فسمع أبرار الشعب قوله وخافوا وعِيْد الرب وبنوا البيت كما ينبغي. وقد أعلن للشعب بعد الفراغ من بنائه أن الربَّ قد سُرَّ بذلك. وعاش هذا النبي أكثر من سبعين سنة، وسبق مجيء السيد المسيح بأربع مائة وثلاثين سنة. وتنيَّح بسلام ودُفِنَ في قبر الكهنة بأُروشليمَ. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 99 : 6-7 )
    مُوسَى وهارونُ في كهنتهِ. وصَموئيلُ في الَّذينَ يَدعونَ بِاسمهِ. كانوا يَدعونَ الربَّ وهو كانَ يَستجيبُ لهُم. بعمودِ الغمام كان يُكلِّمهُم. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 23 : 14 ـ 36 )
    الويلُ لكُم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون، لأنَّكم تُغلقون ملكوت السَّموات قُدَّام النَّاس، فأنتُم لا تدخلون ولا تدعون الآتين أن يدخلوا. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون، لأنَّكم تطوفون البحر والبر لتصنعوا غريباً واحداً، وإذا كان فتصيرونه ابناً لجهنَّم مضاعفاً عليكم. ويلٌ لكم أيُّها القادة العميان القائلون: من يحلف بالهيكل فليس بشيءٍ، ومَن يحلف بذهب الهيكل كان عليه. أيُّها الجُهَّال والعُميان، أيُّما أعظـم: الذَّهب أم الهيكل الذي يُقدِّس الذَّهب؟ ومن يحلف بالمذبح فليس بشيءٍ، ومن يحلف بالقربان الذي فوقه كان عليه. يا أيُّها الجُهَّال والعُميان، أيُّما أعظم: القربان أم المذبح الذي يُقدِّس القربان؟ فمَن يحلف بالمذبح فقد حلف به وبكلِّ ما فوقه. ومَن يحلف بالهيكل فقد حلف به وبالسَّاكن فيه، ومَن يحلف بالسَّماء فقد حلف بعرش الله وبالجالس عليه. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون، لأنكم تُعشِّرون النَّعناع والشِّبثَّ والكمُّون وتركتم عنكم أثقل النَّاموس: الحكم والرَّحمة والإيمان. وكان يجب أن تعملوا هذه ولا تتركوا تلك. أيُّها القادة العُميان، الذين يُصفُّون عن البعوضة ويبلعون الجمل. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون، لأنكم تنظفون خارج الكأس والصَّحفة، وداخلهما مملوء اختطافـاً ونجاسـة. أيُّها الفريسـيُّ الأعمى، طهِّـر أولاً داخل الكأس والطاس لكي يتطهَّر خارجهما. الويلُ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون، لأنَّكم تُشبهون قبوراً تبدو مُبيَّضة خارجها يظهر حسناً، وداخلها مملوء عظام أمواتٍ وكل نجاسة. هكذا أنتم أيضاً: تبدو ظواهركم للنَّاس مثل الصدِّيقين وبواطنكم مُمتلئة رياءً وكل إثم. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيون المراؤون، لأنكم تبنون قبور الأنبياء وتُزيِّنون مدافن الأبرار، وتقولون: لو كُنَّا في أيَّام آبائنا لم نكُن شركاءهم في دم الأنبياء. فتشهدون إذاً على نفوسكم أنكم أبناء قتلة الأنبياء. وأكملتم أنتم أيضاً مِكيال آبائكم. أيُّها الحيَّات أولاد الأفاعي، كيف تهربون من دينونة جهنَّم؟ من أجل هذا هأنذا أُرسِل إليكم أنبياء وحكماء وكتبة، فتقتلون منهم وتَصلِّبونَ، وتجلِدون منهم في مجامعكم، وتطردونهم من مدينة إلى مدينة، لكي ما يأتي عليكم كل دم زكيٍّ سُفِكَ على الأرض، من دم هابيل الصدِّيق إلى دم زكريَّا بن براخيَّا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح. الحقَّ أقول لكم: إن هذه جميعها تأتي على هذا الجيل.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

12-30-2014, 01:27 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 10-1-2010

    ما يُرى وما لا يُرى


    كل الأمور التي تُرى هي أمور وقتية، تعيش في وقت معين، ثم تنتهي أو تزول، مثل المادة والعالم والجسد أما الأمور التي لا تُرى، أي غير المرئيات، فإنها أبدية لا تزول. فم هي إذن المرئيات؟ وما هي غير المرئيات؟...

    ** من الأشياء التي لا تُرى، الأبدية، أي الحياة في العالم الآخر. والذي يفكر في أبديته، إنما بالطبع يفكر في غير المرئيات، أي في، ما لم تره عين، وما لم تسمع به أذن، وما لم يخطر على بال إنسان. سعيد ومبارك هو الذي يفكر في الأبدية. إنه بلا شك سوف يعدّ نفسه لها. وبالتالي سوف يبتعد عن كل ما يمنع تمتعه بها، وأقصد ذلك التمتع بالأمور التي لا تدخل تحت مستوى الحواس، وما فيها من فرح لا يُنطق به وعجيب. وهو فرح دائم، لا يستطيع أحد أن ينزعه منا.

    وفى الأبدية توجد أيضًا المتعة بعشرة الله الذي هو أيضًا في عالمنا يرانا ونحن لا نراه... فليتنا ننشغل بالله الذي نعدّ أنفسنا للحياة في الأبدية، حيث تكون السعادة التي هي فوق إدراكنا...

    ** وفي الأبدية سوف نرى الملائكة الذين يحيطون بنا هنا، ونحن لا نراهم بعيوننا هذه المادية. وكذلك سوف نرى أرواح الأبرار القديسين من البشر الذين سبقونا إلى العالم الآخر... أما الآن، فإننا ننظر إلى كل هؤلاء بالروح وبالإيمان. ونستحي من حضرتهم بيننا، إن فعلنا خطية...

    ** الروح أيضًا هي من الأشياء التي لا تُرى. أما الجسد فإنه من المرئيات. لذلك فإن الشخص الروحي المحب لله، لا يعيش ناظرًا باستمرار إلى الجسد وطلباته، إنما بالأكثر إلى الروح، فيهتم بها وبغذائها الروحي، وبمصيرها الأبدي، وبما يربطها بالله ويجعلها دائمًا معه.

    ** والذي ينظر دائمًا إلى غير المرئيات، فإنه يهتم بالمعنويات، وبالإيمان، وعمل الخير. والإنسان الذي يعيش في الإيمان، إنما ينظر دائمًا إلى ما لا يُرى، وإلى الأبدية التي يشتاق إليها وهو لا يراها.

    وفى كل أمورنا، ننظر إلى قوة الله غير المنظورة العاملة معنا، ولا ننظر إلى ضعفنا الظاهر والمشاكل التي أمامنا... إن موسى النبي لم ينظر إلى البحر العظيم الذي يراه أمامه، وإنما إلى قوة الله غير المرئية، التي تستطيع أن تشق البحر له بعصاه.

    ** ننتقل إلى الحديث عن المرئيات: لاشك أن في أولها المادة. والمادة وقتية، لا تدوم إلى الأبد بل تزول. إن لم نفارقها نحن، فهي ستفارقنا. ومهما كنزنا لنا كنوزًا من الماديات أموالًا وعقارات وحسابات في البنوك... فإننا سوف لا نأخذها معنا حينما نفارق هذا العالم. فخير لنا إذن أن نكنز لنا كنوزًا في السماء. فإنها ستبقى لنا حيث نلقاها هناك. وتلك الكنوز السمائية هي كل خير نعمله على الأرض، وكل إحسان نعطيه للغير.

    ** ومن الأشياء الوقتية أيضًا، هذا العالم الحاضر الذي سوف يزول وشهوته معه.

    ومن هنا وجدنا أن الرهبان والنساك قد بدأوا حياتهم الروحية بالموت عن العالم أو بالبعد عن العالم. ولعل البعض منكم يسأل: ماذا أفعل أنا عمليًا: كيف اترك العالم وما فيه من المادة، وأنا أحيا في العالم؟ أقول لك: عش في العالم، ولكن لا تجعل العالم يعيش فيك. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). يمكنك أن تملك المادة، ولكن لا تجعل المادة تملكك. تعيش في العالم، دون أن تجعله يدخل إلى قلبك، وإلى فكرك ومشاعرك. تستعمل ما فيه من مادة. وأنت متحرر في الداخل من سيطرتها ومن محبتها.

    وكل ما تفقده من أمور العالم، لا تحزن عليه، لأنه سوف لا يصحبك في اليوم الأخير. وردد باستمرار هذه العبارة "ماذا ينتفع الإنسان، لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟!

    ** والإنسان الروحي الذي لا تملكه محبة الماديات. يعيش بلا شك سعيدًا ويتحرر من الشهوة ومن الخوف. وفي ذلك قال القديس أغسطينوس: "جلست على قمة العالم، حينما أحسست في نفسي أني لا أشتهى شيئًا ولا أخاف شيئًا". فالإنسان الذي ارتفع فوق مستوى الماديات، هو حصن منيع لا ينهدم. إنه فوق العالم، وفوق الجسد أيضًا. أليس الجسد المادي كذلك هو من الأمور المادية الزائلة. إذ سيأتي وقت سننطلق منه، ويأكله الدود، ويتحول إلى تراب!!

    إذن عش في الروح، واهتم بها. فالروح من الأمور التي لا تُرى. وبالروح تخلص من شهوات الجسد. أما الأمور المرئية فلا تهتم بها، ولا تسبب لك همًا. وفي قمة هذه الأمور، المال. والعيب ليس هو في المال، ولكن في محبته. ذلك لأن كثيرًا من الأغنياء صنعوا به خيرًا. والبعض أعطى كل ماله للفقراء كالقديس أنطونيوس مؤسس الرهبنة. إذن استعمل المال، ولكن لا تتكل عليه، ولا تصل إلى الكبرياء بسببه. واكنز به لك كنوزًا في السماء... ولا تظن أن كثرة العطاء للفقراء والمحتاجين، إنما تقلل مالك. كلا، بل هي تمنحه بركة فيزداد.

    ** هناك نقطة هامة في تمييز غير المرئيات على المرئيات، وهى ما نراه في قصص الشهداء القديسين. وكيف أنهم تقدموا إلى الموت، غير ناظرين إلى العالم وكل ما فيه من متع أرضية مؤقتة، ورافضين الإغراءات التي عُرضت عليهم. ذلك لأنهم كانوا مركزين كل اهتمامهم في الحياة التي بعد الموت، الحياة الأبدية التي لا تُرى. ولكن فيها كل البركة وكل السعادة. وأيضًا كانوا لا ينظرون إلى الملكوت الأرضي، بل إلى الملكوت السماوي الذي لا يرونه بالعين المادية، لكنهم يرونه بالإيمان.

    حقًا إن النظر إلى ما لا يُرى، ينجى العالم من كل المذاهب المادية، ومن كل الاتجاهات الإباحية غير الأخلاقية.
    +++
                  

12-31-2014, 11:04 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    ( يوم الاربعاء)
    صوم الميلاد المجيد
    31 ديسمبر 2014
    22 كيهك 1731
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 34 : 7 ، 8 )
    يُعسكِر ملاكُ الربِّ حول كل خائفيه ويُنجِّيهم. ذوقوا وانظروا ما أطيَب الربَّ. طوبى للإنسان المُتَّكِل عليه. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 16 : 24 ـ 28 )
    حينئذٍ قال يسوع لتلاميذه: " مَن يريد أن يتبعني فَليُنكِر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني، لأنَّ مَن أراد أن يُخلِّص نفسه يُهلِكُها، ومن يُهلِكُ نفسه مِن أجلي يجدها. لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كلَّه وخسر نفسه؟ أو ماذا يُعطي الإنسان فداءً عن نفسه؟ لأن ابن الإنسان سـوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذٍ يُجازي كل واحدٍ حسب أعماله. الحقَّ أقول لكم إن من القيام ههنا قوم لا يذوقون الموت حتَّى يروا ابن الإنسان آتياً في مجد أبيه ".
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 97 : 8 )
    اسجُدُوا لهُ يا جَمِيعَ ملائكته. سَمِعتْ صِهيَونُ فَفَرِحَتْ، وتهلَّلتْ بناتُ اليهوديَّةِ مِنْ أجْلِ أحكامِكَ ياربُّ. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل مُعلمنا متى البشير ( 18 : 10 ـ 20 )
    اُنظروا، إذاً لا تحتقروا أحد هؤلاء الصِّغار، لأني أقول لكم أن ملائكتهم في السَّموات كلَّ حينٍ ينظرون وجه أبي الذي في السَّموات. لأن ابن الإنسان قد جاء ليُخلِّص ما قد ضلَّ. ماذا تظنون؟ إن كان لأحد مئة خروفٍ، وضلَّ واحدٌ منها، أفلا يترك التِّسعة والتِّسعين على الجبال ويذهب ويطلب الضَّالَّ؟ وإذا حصل ووجده، فالحقَّ أقول لكم أنه يفرح به أكثر من التِّسعة والتِّسعين التي لم تَضلَّ. هكذا ليست مشيئة أبي الذي في السَّموات أن يَهلِك أحد هؤلاء الصِّغار. وإذا أخطأ إليكَ أخوكَ فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما. إنْ سمع منكَ فقد ربحتَ أخاكَ. وإنْ لم يسمع منكَ، فخذ معك أيضاً واحداً أو اثنين لكي تقوم كلُّ كلمة على فم شاهدين أو ثلاثة. وإن لم يسمع منهم فقل للكنيسة. وإن لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك كوثنيٍّ وعشار. الحقَّ أقول لكم: كلُّ ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السَّموات، وكلُّ ما تَحلُّونَه على الأرض يكون محلولاً في السَّموات. وأقول لكم أيضاً: إن اتَّفق اثنان منكم على الأرض لأي شيءٍ يطلبانه فإنه يكون لهما مِن عند أبي الذي في السَّموات. لأنَّه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثةٌ بِاسمي فهُناك أكونُ في وسَطِهم.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين
    ( 2 : 5 ـ 18 )
    فإنه لملائكةٍ لم يُخضِع " العالم العتيد " الذي نتكلم عنه. لكن شهد لنا واحدٌ في موضع قائلاً: " مَن هو الإنسان حتَّى تذكره، أو ابن الإنسان حتَّى تفتقده؟ أنقصته قليلاً عن الملائكة. بالمجد والكرامة كلَّلته، وأقمته على أعمال يديك. أخضعت كلَّ شيءٍ تحت قدميه ". لأنه إذ أَخضَعَ الكلَّ له لم يترك شيئاً غير خاضع له. على أنَّنا الآن لسنا نرى الكلَّ بعدُ مُخضَعاً له. ولكنَّ الذي أنقصه قليلاً عن الملائكة، يسوع، نراه مُكلَّلاً بالمجد والكرامة، من أجل ألم الموت، لكي يذوق بنعمة الله الموت لأجل كلِّ واحدٍ. لأنه لاقَ بذاك الذي من أجله الكلُّ وبه كان كلّ وهو آتٍ بأبناء كثيرين إلى المجد، أن يُكمِّل رئيس خلاصهم بالآلام. لأن المُقدِّس والمُقدَّسين جميعهم من واحدٍ، فلهذا السَّبب لا يستحي أن يدعوهم إخوتي. قائلاً: " أُخبِّر بِاسمك إخوتي، وفي وسط الجماعة أسبِّحك ". ويقول أيضاً: " أنا سأكون مُتوكِّلاً عليه ". وأيضاً يقول: " ها أنا والأولاد الذينَ أعطانيهِم الله ". فإذ قد تشارك الأولاد في الدَّم واللَّحم اشترك هو أيضاً كذلك فيهما، لكي يُبطل بموته ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس، ويعتق أولئك الذين ـ خـوفاً من الموت ـ كانوا مذلولين كل حياتهم تحت العبوديَّة. لأنه حقّاً ليس يمسك الملائكة، بل يمسك نَسلَ إبراهيم. من أجل ذلك كان يجب أن يُشبِه إخوته في كلِّ شيءٍ لكي يكون رحيماً، ورئيس كهنة أميناً في ما لله لكي يغفر خطايا الشَّعب. لأنه في ما هو قد تألَّم مُجرَّباً يقدر أن يُعين المُجرَّبين.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
    ( 1 : 3 ـ 12 )
    مباركٌ الله أبو ربِّنا يسوع المسيح، الذي بكثرة رحمته وَلَدَنَا ثانيةً لرجاء حيٍّ، بقيامة يسوع المسيح من الأموات، للميراث الذي لا يَبلى ولا يتدنَّس ولا يضمحلُّ، محفوظاً لكم في السَّموات، أيُّها المحروسون بقوة الله، بالإيمان للخلاص المُستَعدّ أن يُعلَن في الزمن الأخير. الذي به تبتهجون الآن يسيراً، وإن كان يجب أن تتألموا بتجارب متنوِّعة، لكي تكون صفوة إيمانكم كريمة أفضل من الذَّهب الفاني، المُجرَّب بالنَّار، لتوجَدُوا بفخر ومجدٍ وكرامةٍ عند استعلان يسوع المسيح، ذلك الذي وإن لم تعرفوه تحبُّونه. هذا الذي الآن لم تروه وآمنتم به، فتهللوا بفرح لا يُنطق به ومُمجد، وتأخذوا كمال إيمانكم وخلاص أنفسكم. لأنه من أجل هذا الخلاص قد طلب الأنبياء وفتَّشوا، الذين تنبَّأُوا عن النِّعمة التي صارت فيكم، وبحثوا عن الزمن وروح المسيح المُتكلِّم فيهم، إذ سبق فشهد على آلام المسيح، والأمجاد الآتية بعدها. الذين أُعلِنَ لهم أنهم ليسوا لأنفسهم كانوا يعملون، بل جعلوا نفوسهم لكم خداماً بهذه الأمور التي أُخبرتم بها أنتم الآن، بواسطة الذين بَشَّروكم بالرُّوح القدس المُرسَل من السَّماء. التي تشتهي الملائكة أن تطَّلع عليها.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنَّهُ يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    (10 : 21 ـ 33 )
    فنزل بطرسُ إلى الرِّجال، وقال: " ها أنا الذي تطلبونه. ما هو الأمر الذي حضرتم لأجله؟ " فقالوا: " إن كرنيليوس قائد المئَة، رجلاً بارّاً وخائف من الله ومشهوداً له من جميع أُمَّة اليهود، أُوحيَ إليه بملاكٍ مقدَّسٍ أن يستدعيك إلى بيته ويسمع منك كلاماً ". فدعاهم إلى داخل وأضافهم. ثُمَّ في الغد قام وخرج معهم، وأتى معه إخوة آخرين من يافا.وفي الغد دخلوا قيصريَّة. وأمَّا كرنيليوس فكان ينتظرهم، وقد دعا أنسباءه وأصدقاءه الأخصة. وحدث لمَّا دخل بطرس سُرَّ به كرنيليوس وسجد واقعاً على قدميه. فأقامه بطرس قائلاً: " قم، أنا أيضاً إنسانٌ مثلك ". ثم دخل وهو يتكلَّم معه ووجد كثيرين مُجتمعين. فقال لهم: " أنتم تعلمون كيف هو مُحرَّمٌ على رجل يهوديٍّ أن يلتصق أو أن يسير مع أجنبيٍّ. وأمَّا أنا فقد أراني الله أن لا أقول عن إنسان ما أنه دنسٌ أو نجسٌ. فلذلك جئتُ من دون مناقضةٍ إذ استدعيتموني. فأسأل: لأيِّ سبب استدعيتموني؟ ". فقال كرنيليوس: " أنه منذُ أربعة أيَّام إلى هذه السَّاعة كنت أُصلِّي في بيتي نحو السَّاعة التَّاسعة، وإذا رجلٌ قد وقف أمامي بلباس أبيض. وقال: يا كرنيليوس سُمِعت صلواتك وذُكرِت صدقاتك أمام الله. فأرسِل إلى يافا واستدع سمعان المُلقَّب بطرس. إنه نازلٌ في بيت سمعان الدبَّاغ عند البحر. فأرسلتُ إليكَ حالاً. وأنت فعلت حسناً إذ جئتَ. والآن نحن جميعاً حاضرون ههنا أمام الله لنسمع كل ما أُمِرتَ به من قِبِلِ الربِّ.
    ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
    السنكسار
    اليوم الثاني والعشرون من شهر كيهك المبارك
    1. تذكار رئيس الملائكة الجليل غبريال المُبشِّر
    2. نياحة القديس أنسطاسيوس بابا الإسكندرية السادس والثلاثون
    1ـ في هذا اليوم تذكار رئيس الملائكة الجليل غبريال المُبشِّر، وتكريس كنيسته في مدينة قيسارية وظهور العجائب بها. هذا الملاك هو الذي أُرسِلَ إلى العذراء بالبشارة الكريمة. ولمَّا أتى إليها قال لها: " السَّلام لكِ أيتها المُمتلئة نعمة الربُّ معكِ ". وهو الذي بشَّر زكريا بولادة يوحنَّا المعمدان. فبمقدار ما لهذه البُشرى من فرح وسرور كذلك يجب علينا أن نجتمع في عيدهُ بنيَّةٍ صالحةٍ، متوسلين إليهِ أن يشفع فينا أمام اللـه ليحفظنا من فخاخ الشيطان. وينعم علينا بالخلاص من خطايانا.شفاعة هذا الملاك الجليل تكون معنا. آمين.
    2ـ وفيه أيضاً من سنة 611م تنيَّح الأب القديس أنسطاسيوس السادس والثلاثون من باباوات الإسكندرية. كان هذا الأب من أكابر الإسكندرية وكان في أول أمره رئيساً على الديوان، ثم صار فيما بعد قساً على كنيسة الثغر الإسكندري وبعد قليل أُختيرَ للبطريركية. فاهتم بالكنائس اهتماماً زائداً، ورَسَمَ أساقفة وكهنة على الجهات الخالية، وشيَّد عدة كنائس، واسـتعاد من الملكييـن ما كانوا قد اغتصبـوه، لأنَّـه كان محبـوباً منهم لعلمه وفضله وتقواه. وأرجع كثيرين منهم إلى الإيمان الأرثوذُكسي.ولمَّا مات ملك القسطنطينية وشى بعض الأشرار إلى خليفته أن البطريرك لمَّا رُسِمَ حرم الملك وأمانته. فغضب الملك وأرسل إلى والي الإسكندرية أن يُسلِّم إلى أولوجيوس بطريرك الروم كنيسة قزمان ودميان وأوقافها. فحزن الأب من ذلك كثيراً، غير أن الرب عزَّاه من ناحية أُخرى، وذلك أن بطرس المُخالِف بطريرك أنطاكية كان قد مات وأُقيم عوضاً عنه راهب قديس عالم يُسمى أثناسيوس قَويم المُعتقد، الذي بمجرد أن صار بطريركاً عمل على تجديد الاتحاد بين كنيستي الإسكندرية وأنطاكية. فكتب رسالة بالإيمان المستقيم، وأرسلها إلى الأب أنسطاسيوس ففرح بها جداً وجمع بعضاً من الأساقفة والكهنة وقرأها عليهم، ثم ردَّ على الأب أثناسيوس بأنه يتمنى من صميم قلبه أن يراه. فحضر الأب أثناسيوس إلى الإسكندرية ومعه الأساقفة والكهنة. فلمَّا عَلِم بقدومه الأب أنسطاسيوس وكان بالاسقيط حضر إلى الإسكندرية وذهب إلى البحر مع الأساقفة والكهنة واستقبله بالتجلة والإكرام. ثم عقدوا مجمعاً بأحد الأديرة التي على ساحل البحر استمر شهراً وهم يتباحثون في أُصول الدين، ثم عاد البطريرك الأنطاكي إلى كرسيه بسلام. وكان الأب أنسطاسيوس مُداوماً على تعليم رعيته بنفسه وبكتبه. وكان من كثرة علمه وفصاحته يكتب كل سنة كتاباً، وقد ظل على الكرسي البطريركي اثنتىعشرة سنة وستة أشهر وعشر أيام. كتب أثناءها اثنى عشر كتاباً رتبها على حروف الهجاء القبطية أي أنه ابتدأ في أول سنة بحرف { الفا ـ A } وفي الثانية بحرف { فيتا ـ B } وهكذا إلى أن كتب الكتاب الثاني عشر ورسَمَهُ بحرف { لولا ـ L } . ثم تنيَّح بسلام.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 138 : 1,2 )
    أَعترِفُ لكَ ياربُّ مِنْ كُلِّ قَلبي لأنكَ سَمِعتَ كُلَّ كلمات فَمي. أمام الملائكةِ أُرتِّلُ لكَ. وأسجُدُ قُدَّام هيكلكَ المُقدَّس. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 1: 26 ـ 38 )
    وفي الشَّهر السَّادس أُرسِلَ جبرائيل الملاك من عند الله إلى مدينةٍ من الجليل ا‘سمها ناصرةٌ، إلى عذراء مخطوبةٍ لرجلٍ مِن بيتِ دواد اسمه يوسف. واسم العذراء مريم. فدخل إليها الملاك وقال لها: " سلامٌ لكِ أيَّتُها المملوءة نعمة! الربُّ معكِ. مُبارَكةٌ أنتِ في النِّساء ". فلمَّا رأته اضطربت من الكلام، وفكَّرت ماذا يكون هذا السلام! فقال لها الملاك: " لا تخافي يا مريم لأنَّكِ قد وجدتِ نعمةً عند الله. وها أنتِ ستحبلينَ وتلدينَ ابناً ويُدعَى اسمه يسوع. هذا يكون عظيماً، وابن العليِّ يُدعَى ويعطيه الربُّ الإلهُ كرسيَّ داودَ أبيهِ، ويملك على بيتِ يعقوبَ إلى الأبدِ، ولا يكون لملكهِ انقضاءٌ ". فقالت مريم للملاكِ: " كيف يكون لي هذا وأنا لستُ أعرف رجلاً ؟ ". فأجاب الملاك وقال لها: " الرُّوح القُدس يحلُّ عليكِ، وقوَّة العليِّ تُظلِّلُكِ، فلذلك أيضاً المولود منكِ قدُّوسٌ ويُدعَى ابن الله. وهوذا أليصابات نسيبتُكِ هيَ أيضاً حُبلى بِابنٍ في شيخوختها، وهذا هو الشَّهر السَّادس لتِلكَ المدعوَّة عاقِراً، لأنَّه ليس شيءٌ عسيرٌ عند الله ". فقالت مريم للملاكِ: " هوذا أنا أَمَةُ الربِّ. ليكُن لي كقولِكَ ". فانصرف عنها الملاك.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

01-01-2015, 05:31 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 17-1-2010

    العُمق.. أهميته وفاعليته


    ونعنى به العمق في كل شيء: العمق في الصلاة، وفي التوبة، وفي العبادة عمومًا، وعمق الكلمة وتأثيرها، وعمق الخدمة، وعمق العطاء، وعمق الإيمان، وعمق المحبة والصداقة، وعمق الشخصية بصفة عامة.

    ** فمن جهة الصلاة كثيرون يصلون، ولكن ليس كل إنسان يصلى بعمق وتكون صلاته مقبولة. وهنا يعجبني قول المرتل "من الأعماق صرخت إليك يا رب" يقصد صرخت إليك من عمق القلب والعاطفة، من عمق الاستغاثة، وأنا في عمق ضعفي وعجزي وعدم قدرتي. من عمق قلبي طلبتك. من عمق الإيمان والثقة بأنك ستستجيب.

    فليس المهم إذن في طول الصلاة وإنما في عمق المشاعر التي فيها. والصلاة التي بعمق فيها شعور بالصلة بالله. وهى صلاة بعاطفة وبفهم وتأمل وتركيز، صلاة بحرارة، وبإيمان... صلاة بروح وليست مجرد ألفاظ. فليس المهم في الصلاة مقياس الطول، بل مقياس العمق. هكذا ينبغي أن تكون صلواتنا، ونحرص أن تخرج من أعماقنا.

    ** ومن أمثلة الصلاة التي بعمق، صلاة إنسان مريض بمرض خطير، وهو في ساعاته الأخيرة وعلى حافة الموت. أنه حينما يصلى فمن أعماقه يتطلع إلى أبديته كيف تكون، أنها صلاة مصيرية لذلك تقال بعمق.

    ** إن عملًا واحدًا من أعمال الخير يعمله الإنسان بعمق، ربما توزن حياته كلها. ويبقى هذا العمل خالدًا، ويسجل في التاريخ من أجل عمقه.

    مثال ذلك العمق الذي قدم به أبونا إبراهيم ابنه كمحرقة أمام الله. إنه كان في تقدمته هذه في عمق المحبة لله، وفي عمق الطاعة له، وفي عمق التسليم للإرادة الإلهية. كان في أعماق شعوره يحب الله أكثر من ابنه الذي ناله بعد صبر سنوات طويلة.

    ومن أمثلة العمق في العطاء أيضًا من يقدم عشور أمواله إلى الله، وهو في منتهى العوز والاحتياج، أو يقدم بكور مرتب كان ينتظره منذ زمن ليسدد ديونه... ومن عمق العطاء أيضًا من يقوم بخدمة غيره أو إعانته في أهم أيام الامتحانات، وهو في حاجة إلى كل دقيقة... أو الذي يقدم أحد أعضاء جسده، تبرعًا لمريض محتاج إليه، حبًا في هذا المريض وإشفاقًا عليه... ومن عمق العطاء أيضًا الذي يستدين ليعطى إنسانًا معوزًا.

    ** أما من جهة العمق في الخدمة، فنذكر أولئك الذين ذهبوا إلى بلاد شعبها من أكلة لحوم البشر، لكي يدعوهم إلى الإيمان.

    وهناك أمثلة عديدة لأشخاص أبرار كانت لهم خدمات عميقة، وهم لم يكونوا من رجال الدين، ولا ممن يعظون على المنابر. بل كان لهم العمق في العمل الفردي، وكان كل من يلتقي بهم يجذبونه إلى محبة الله، ويلهبون قلبه بكلمات النعمة التي تخرج من أفواههم.

    ومن أمثلة ذلك الذين يخدمون في حل المشاكل العائلية، بكل تعب وعمق ومثابرة. وقد يقضى الواحد منهم أيامًا طويلة، يسهر ويحاور ويقنع لكي يدخل سلام الله إلى البيت وتحل المشاكل.

    ومن أمثلة الذين يخدمون بعمق، أولئك الذين يعملون كل الجهد لجذب الأولاد المتسكعين في الشوارع أو في المقاهي أمام دور اللهو، ويحولونهم إلى أشخاص صالحين.

    ** ومن أمثلة العمق: عمق الكلمة التي تأتى بفاعلية كبيرة. مثال ذلك إنسان يكلمك بكلمة نصيحة أو حتى كلمة تحذير. فتلمس هذه الكلمة قلبك، ولا تفارق ذهنك إطلاقًا. تتمشي معك في الطريق، وتصاحبك في نومك وفي صحوك. وتعمل فيك عملًا كثيرًا. إنها كلمة قد خرجت من العمق، ووصلت إلى العمق. وكان لها تأثيرها وفاعليتها وقوتها. وأصبحت تعمل عملًا عميقًا مثلها.

    ** العمق في العبادة. كثيرون يهتمون بالمظهر الشكلي في العبادة دون عمقها. فقد يقوم الإنسان بصوم يرهق فيه جسده، ولكن بغير عمق في العمل الروحي أي في الانتصار على النفس وفي ضبط الإرادة والحواس والفكر. ولا يكون لهذا الصوم أي تغيير في حياته وطباعه وأخطائه. أما الذي يصوم بعمق روحي، وتصوم نفسه مع جسده، فهذا ينجح في حياته الروحية.

    كذلك نفس الوضع بالنسبة للقراءة الروحية وعمقها وتأثيرها. فليس المهم أن تقرأ كمية كبيرة. وإنما ما تتركه هذه القراءة في نفسك من عمق وتأثير. ما أعجب الذين يكونون من علماء عصرهم في الكتب المقدسة، ولكن ليس لهم عمق فيها، لا في الفهم ولا في التطبيق، ولم يستفيدوا شيئًا.

    ** من جهة العمق في التوبة: نقول أن كثيرين تابوا ورجعوا كما كانوا، لأن توبتهم لم تكن بعمق. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أما الذين تابوا بعمق، فقد كانت التوبة نقطة تحول مصيرية في حياتهم. لم يعودوا إلى الخطية مرة أخرى. بل تدرجوا من التوبة إلى النمو في حياة البر حتى وصلوا إلى درجات عالية من السمو الروحي.

    إن الذين لهم خطايا يكررونها، لم يتوبوا بعد. والذين لا تصحب توبتهم مشاعر الانسحاق والندم، والشعور بعدم الاستحقاق، هؤلاء ليس لهم عمق في التوبة، وما أسهل رجوعهم إلى الخطية.

    من جهة العمق في الصداقة والحب. قد يوجد صديق لك تدوم صداقته أعوامًا طويلة. ثم بسبب نقطة معينة أو وشاية، أو خبر غير صحيح قد سمعه، ينقلب ويتغير لأن صداقته لم تكن بالعمق الكافي ولا بالمحبة العميقة. أما المحبة العميقة فهي مثل محبة الأم لرضيعها. وأعمق مثال للمحبة، المحبة التي تبذل حتى ذاتها.

    ** أما من جهة عمق الشخصية، فنقول إن الشخصية العميقة لها عمق في التفكير والتدبير، وعمق في الذكاء والفهم. الشخص منهم له ذكاء شمولي، يشمل كل شيء. إذا بحث موضوعًا، يفكر فيه من جميع زواياه، ويعمل حسابًا لكل النتائج وردود الفعل. وإذا تكلم يتكلم بعمق. وكل مسئولية تعهد إليه، يتناول كل شيء فيها بعمق. وكذلك التلميذ الذي يذاكر بعمق، فأنه يذاكر بفهم وتركيز، وبعقل منتبه، لا ينسى. ليس المهم عنده عدد ساعات مذاكرته، إنما عمق الفهم والحرص.
    +++
                  

01-01-2015, 05:32 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 24-1-2010

    محبة الخير، ومحبة الغير


    الخير في معناه الإيجابي هو البر والفضيلة والنقاوة. وفي معناه السلبي هو البعد عن الخطأ بكل معانيه وتفاصيله.

    ونحن حينما نتكلم عن الخير في حياتنا لا نقصد إطلاقًا مجرد عمل الخير، وإنما محبة الخير. فالله تبارك اسمه لا يهمه الخير الذي نعمله مضطرين أو مجبرين. كما لا قيمة للخير الذي نبغي من وراءه مديحًا أو مجدًا من الناس أو إعجابًا. لأننا في هذه الحالة يكون حبنا هو للمديح والإعجاب وليس للخير. كما أننا ننال أجرًا على ما فعلناه هنا على الأرض. وأحيانًا قد يفعل الإنسان الفضيلة أو الخير خوفًا أو خجلًا من انتقاد الناس، أو اتقاءً للعقوبة، أو حفظًا لسمعته، أو مجاملة، أو مجاراة للمجتمع، أو رياءً... بينما تكون محبة الخطية في أعماقه. إذن أهم ما نريده هو محبة الخير.

    ** إن الخير مصدره هو الله القدوس الذي يدعو إلى الخير، ويساعد الناس على عمله. لذلك إن ابتعدنا عن الله، تبتعد طبيعتنا عن الخير. كما أننا إذا ابتعدنا عن الخير نكون قد ابتعدنا عن الله.

    إن الذي يحب الخير، سيجد أنه قد ارتفع فوق مستوى الصراع مع الخطية. فالمرحلة التي يشتهى فيها الجسد ضد الروح، وتشتهي الروح ضد الجسد، هي مرحلة خاصة بالمبتدئين الذين يجاهدون ضد الجسد غير الخاضع للروح. أمَّا الجسد النقي البار الذي يحب الخير، فهو لا يشتهي ضد الروح. بل إن الروح البارة هي التي تقود جسده نحو الخير.

    الذي يحب الخير يُجاهد لكي يغصب نفسه على حياة الفضيلة. فمادام هو يحب الفضيلة، طبيعي أنه لا يغصب نفسه عليها. هذا البار قد أصبح الخير جزءًا من عناصر نفسه، يفعله تلقائيًا كشيء عادي طبيعي لا يبذل فيه جهدًا. يصير الخير في حياته كالنَّفس الذي يتنفَّسه، دون أن يشعر في داخله أنه يفعل شيئًا زائدًا أو عجبًا. لذلك فهو أيضًا لا يفتخر أبدًا بهذا الخير، باعتباره شيئًا عاديًا بالنسبة إليه.

    ومحبة الخير توصل الإنسان بالطبيعة إلى محبة اللَّه الذي هو مصدر كل خير. فيحب اللَّه، ويحب وصاياه، ويحب نعمته التي تُشجِّع دائمًا على عمل الخير... هذا بعكس الخاطئ الذي يحب الخطية، ولا يستطيع أن يحب الله معها في نفس الوقت. لأنه لا شركة بين النور والظلمة، ولا خلطة بين البر والإثم. مثال ذلك الوجوديون الذين يظنون أن الله يُعطل ممارستهم لشهواتهم. فينكرون وجود الله الذي يدعو إلى الخير ويعاقب على تلك الشهوات.

    ** إن الخير هو الأصل في طبيعتنا البشرية، قبل أن نعرف الشر. الشر دخيل على طبيعتنا. ونحن حينما نحب الخير إنما رجوع إلى الطبيعة البشرية التي خلقنا الله بها وأيضًا نستعد للمصير الذي نصل إليه في الأبدية. وفي محبتنا للخير لا يكون لنا جهاد للوصول إليه. إنما يكون جهادنا في النمو في حياة الخير، والتدرج للوصول إلى خير أكبر ثم أكبر.

    ** وفي محبتنا للخير، نحب أن نوصل هذا الخير إلى الغير. ونقصد بالخير كل أخ لنا في البشرية أيًا كان نوعه أو لونه، وأيًا كانت علاقتنا بهذا الغير. سواء كان صديقًا لنا، أو عدوًا، أو مقاومًا، سواء كان بارًا أو خاطئًا. البار نحبه من أجل قدوته الصالحة. والخاطئ نحبه مصلين من أجله أن ينقذه الله من أخطائه ويقوده إلى الخير. ومحبتنا للناس توصلنا إلى محبتنا لله. لأنه إن كان أحد لا يحب أخاه في البشرية الذي يبصره، فكيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره؟!

    ** لذلك يا أخى القارئ إن أردت أن تحب الله، ابدأ أولًا بمحبتك للناس. أخدم الناس، ساعدهم،ٍ احترمهم، ابذل نفسك عنهم، أعط من قلبك حبًا لكل المحتاجين إلى الحب. أعط حبًا للأطفال، للعجزة والمسنين، للأيتام، للمحتاجين والفقراء، للمعوقين، للذين ليسوا لهم أحد يذكرهم. فإن أحببت كل هؤلاء ستجد أن محبة الله قد دخلت إلى قلبك بقوة، وستجد أيضًا أنك ترفع قلبك إلى الله ليساعدك على خدمتهم ومحبتهم، وأنك تشكره إذ قدم لك احتياجاتهم لتعطيهم.

    أنت تحب الغير لأنه رعية الله. وتحبه لأنه يحبهم ويساعدك على محبتهم.

    وحينما تحب الغير احرص أن تكون محبتك له محبة طاهرة نقية، ومحبة عملية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فلا تحب بالكلام أو باللسان بل بالعمل والحق. وفي محبة الغير احترس من المحبة الخاطئة التي تسبب ضررًا. ولتكن محبتك للغير محبة عادلة. ولا تكن محبتك له محبة الاستحواذ، أي المحبة التي تحبس محبوبها في حيزها الخاص. فالذي يحبس عصفورًا في قفص لكي يتمتع وحده بتغاريد العصفور.

    وفى محبتك للغير عليك أن تحتمله في أخطائه وفي ضعفاته وفي نقائصه. وتحتمل التعب من أجل الغير. وثق أنك ستنال أجرتك من الله حسب تعبك في محبة الآخرين وفي خدمتهم وفي قيادتهم إلى الخير.

    ** ومحبة الغير تظهر أيضًا في المحبة الروحية التي تظهر في الرعاية وفي التعليم وفي الإرشاد، وفي حل مشاكل الناس، والتعب في إقناعهم بالسلوك السوي، والصلاة من أجلهم. والمحبة شجرة ضخمة كثيرة الثمار. ومن نوع ثمرها نعرف قيمتها ودرجتها.

    ** ومن جهة محبتنا للخطاة، لا يجوز لنا أن نحتقر هؤلاء الخطاة أو نوبخهم وننتهرهم، بل نقودهم بوداعة وحنو إلى التوبة. ونجاهد لأجل الساقطين لكي يعودوا إلى الله.

    وفى محبتنا العملية، لا نكتفي بمجرد الإشفاق، أو إلقاء النصائح وإنما نبذل جهدًا عمليًا لسد احتياجات الناس، سواء كانت مادية أو معنوية.

    وبمحبتنا للخير ومحبتنا للغير، نصل إلى نقاوة القلب وبذل الذات لأجل الآخرين.
    +++
                  

01-02-2015, 03:36 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى الكرام ..

    اليوم الجمعة .. وكل جمعة وأنتم طيبون ..

    بعد قليل ومن قناة الكرمة .. والإرسال المباشر ..

    مع أبينا الورع .. مكارى يونان ..
    ومن خلال هذا الرابط ..
    alkarmatv.com/watch-alkarma-na

    شاهدوا وتمتعوا بهذه البركات ..
    الرب يبارك حياتكم ..
    أخوكم وعمكم العجوز ..
    ارنست
    +++
                  

01-02-2015, 05:49 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى الكرام ..


    الآن ..

    .. من قناة الكرمة .. والإرسال المباشر ..

    مع أبينا الورع .. مكارى يونان ..
    ومن خلال هذا الرابط ..
    alkarmatv.com/watch-alkarma-na

    شاهدوا وتمتعوا بهذه البركات ..
    الرب يبارك حياتكم ..
    أخوكم وعمكم العجوز ..
    ارنست
    +++
                  

01-03-2015, 05:07 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 31-1-2010

    نقاء القلب، وكمال التوبة

    كمال التوبة ليس هو مجرد عدم فعل الخطية، إنما هو كراهية الخطية. أي أن القلب يكون قد تنقَّى تمامًا من كل محبة للخطية أو تجاوب معها. وهكذا يكون القلب نقيًا. إذن فالتوبة الكاملة هي علامة على نقاء القلب. ولكن ما هو المقياس الذي يثبت كمال التوبة؟

    ** قد يظن إنسان أنه تائب، بسبب أنه ترك الخطية الرئيسية التي تتعب ضميره، ولم يعد يسقط فيها الآن. أي أنه لم يعد يزنِ مثلًا، أو يسرق، أو يغش، أو يسكر، أو يرتشي. ولم يعد يرتكب خطايا في هذا المستوى. لذلك استراح ضميره، وظنَّ أنه تاب...! وربما في نفس الوقت يكون واقعًا في خطايا كثيرة يعتبرها طفيفة، ولا تدخل في مقاييسه الخاصة بالتوبة. مثل الحديث بافتخار عن النفس، والفرح لمديح الناس، وتبرير الذات باستمرار، والتشبُّث بالرأي الذي يقود إلى العناد، مع إهمال بعض عناصر العبادة كالصلاة مثلًا، وربما عدم احتمال الإساءة، وعدم دفع نصيب اللَّه في ماله... ومع هذا كله، ضميره لا يوبِّخه. لأنه لم يصل إلى المستوى الذي يتبكَّت فيه على أمثال هذه الأمور.

    ** أنه ولا شك مُحتاج إلى أن ترتقي مقاييسه الروحية، لكي يتوب عن أمثال هذه الخطايا التي يعتبرها طفيفة أو لا يلتفت إليها باهتمام! وعليه أن يطردها جميعها من قلبه ومن فكره. وهنا يصعد الإنسان درجة في سلم التوبة لكيما ينضج روحيًا، ويصير ضميره حساسًا جدًا. فهل إذا وصل إلى هذه الدرجة نحكم عليه بأنه وصل إلى نقاوة القلب؟ هنا نبدى ملاحظة هامة، لكي تكون لنا دقة في الحُكم وهى:

    ** رُبَّما هو لا يُخطئ، لأنَّ الشيطان قد تركه إلى حين. والشيطان حكيم في المحاربة بالخطيئة. يعرف متى يُحارب، وكيف يُحارب، وفي أيَّة خطية يُركِّز قتاله... فإن وجد شخصًا مُتحمِّسًا جدًا لحياة البِرّ، ومستعدًا، يتركه فترة حتى يثق هذا الإنسان بنفسه ثقة كاملة رُبَّما تدفعه إلى التهاون والتراخي وعدم التدقيق. ثم يرجع الشيطان إليه في وقت يكون فيه أقل استعدادًا وحرصًا فيسهل إسقاطه.

    وهذه الفترة لا تكون فترة انتصار على الخطية، إنما فترة عدم قتال. إنها فترة راحة من الحروب الروحية، وليست انتصارًا من اللَّه. فإن وجدت نفسك لا تسقط في خطية مُعيَّنة، رُبَّما لا يعني هذا إنك تنقيت منها تمامًا. ورُبَّما يرجع السبب إلى أن الشيطان لا يُقاتلك بها حاليًا، أو رُبَّما الظروف الحالية غير مواتية، ولا توجد عثرات ومُسبِّبات للخطية، ولا ما يثيرك من جهتها! والشيطان لا يُقاتلك الآن، ليس حبًا في إراحتك، وإنما لأنه يجهز لك فخًا من نوع آخر. ورُبَّما يكون هذا الفخ هو الافتخار بنقاوتك.

    ** ومن الملاحظ أن بعض الخطايا لها مواسم، وليست دائمة. إنها مثل دورات الألم أو الوجع. تلف دورتها في عنف وشدة، ثم تهدأ، ثم تلف دورة أخرى، وهكذا... أو مثل نبات له أحيانًا موسم رقود وفي وقت آخر موسم أزهار وإثمار.

    ** أو من الجائز أن اللَّه تبارك اسمه أراد أن يريحك فترة من إرهاق الخطية حتى لا تبتلع نفسك من اليأس. لذلك تدركك مراحم الله، وتحفظك النعمة وتسندك ولو إلى حين. فتمُر عليك فترة هدوء لا تزعجك الخطية، لأنك غير مقاتل بها حاليًا.

    أو من الجائز أنك مستريح الآن لأن صلوات قد رُفِعَت لأجلك، سواء من قديسين في السماء، أو من أحباء لك على الأرض. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). واستجاب الرب لهم، واسترحت من الخطية وضغطاتها.

    ** ولذلك نقول إن هناك فرقًا بين نقاوة الأطفال، ونقاوة الناضجين سِنًّا وروحًا. حقًا إن الأطفال لهم قلب نقي بسيط لم يعرف الخطية بعد، ولم يدخلوا بعد في حرب روحية، ولم تختبر إرادتهم بعد. أي أنهم لم يصلوا إلى السن التي تختبر فيها إرادتهم. وهم غير الكبار الناضجين الذين دخلوا في حروب العدو وقاتلوا وانتصروا، ورفضت إرادتهم الحرة كل إغراءات الخطية. هؤلاء لهم مكافأة الغالبين التي ليست للأطفال. وما أعظم الذين يصلون إلى نقاوة مثل نقاوة الأطفال بعد صراعات وحروب روحية خرجوا منها منتصرين.

    والنقاوة الكاملة هي نقاوة من جميع الخطايا بكل صورها وأنواعها. سواء كانت بالعمل، أو بالفكر، أو بالحواس، أو بمشاعر القلب، أو بسقطات اللسان. ولا تظن إذن إنك قد وصلت إلى درجة نقاء القلب، إن كنت قد تخلَّصت من بعض الخطايا التي كان لها سلطان عليك، إنما النقاوة الحقيقية هي النقاوة الكاملة الشاملة بحيث لا يكون لأية خطية من الخطايا سلطان عليك، فهل أنت كذلك؟ وهل تنقيت من جميع الخطايا حتى التي تتنكر في كل فضيلة لتخدعك.

    والنقاوة الحقيقية تكون نابعة من القلب وليست مظهرية خارجية. يذكرني هذا الأمر بأن كثيرًا من الوعاظ حينما يتكلمون عن حشمة المرأة، يركزون على ملابسها وزينتها وشكلها الخارجي، دون أن يهتموا بالقلب ومحبة العفة والحشمة فيه، هذا الذي إذا وصلت إليه المرأة، يكون من نتائجه تلقائيًا حشمة الملابس والزينة. كذلك ينبغي للعمل النقي، أن يكون نقيًا أيضًا في أهدافه ووسائله، ويحكم عليه ضمير صالح غير منحرف. ويعتبر الإنسان نقيًا تمامًا لو دخل في كل حرب مع الخطية في عمقها وشدتها ولم يهتز. فاختبار نقاوة القلب يأتي من الحروب الروحية الشديدة في استمرارها وإلحاحها. لأن الشخص قد ينتصر مرة، ولكنه لو استمرت الضغوط مدة طويلة ربما يضعف أمامها ولا يقوَ على المقاومة. والشيطان يختبر كل شخص، ويدرس نواحي الضعف فيه، ويضغط بشدة على نقط الضعف، وتزداد حروبه قسوة.

    إن نقاوة القلب درجة عالية جدًا، لا تكون في بدء الحياة الروحية، إنما قد يصل إليها الإنسان بعد اختبارات طويلة منتصرًا على كل أنواع الخطايا، فكرًا، وقلبًا وحواسًا ولسانًا وجسدًا وعملًا.
    +++
                  

01-03-2015, 04:25 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 7-2-2010

    نقاوة العقل الباطن والأفكار والظنون والأحلام


    تحدثنا في المقال السابق عن النقاوة من الخطية ونود أن نتحدث اليوم عن نقاوة الأفكار.

    والأفكار ليست عواقر بينما هي تلد أفكارًا أخرى من نوعها أو بأنواع شتى. والذي يريد النقاوة لأفكاره، ينبغي أن تنتقى حواسه أيضًا. فالحواس تلد الفكر: فما يراه الإنسان وما يسمعه وما يلمسه... يفكر فيه أيضًا. فإن أردت النقاء لفكرك، ولتكن حواسك نقية أيضًا، لا تجلب للفكر ما يدنسه.

    ** ونقاوة الفكر يلزمها أيضًا نقاوة القلب. وما يختزن في هذا القلب من مشاعر ومن رغبات ومن شهوات وما يكُنز فيه. فالإنسان الصالح من الكنز الصالح الذي في قلبه يخرج الصلاح. والإنسان الشرير من المكنوز الشرير الذي في قلبه يخرج الشر. وهكذا كما يقول المثل "كل إناء بما فيه ينضح".

    ** والأفكار إذا تعمقت في الإنسان تختزن في عقله الباطن. وربما تخرج من العقل الباطن على هيئة ظنون أو أحلام أو تفاهات كثيرة. فإن كانت لك ظنون سيئة، أي تظن في بعض الناس ظنونًا تسئ إليهم على غير حقيقتهم، فاعرف حينئذ أن قلبك لم يتنقى بعد، وأن عقلك الباطن لم يتنقى أيضًا. لأن الإنسان صاحب القلب النقي، دائمًا تكون أفكاره نقية، ولا يظن السوء. وعلى قدر إمكانه يأخذ الأمور ببراءة وطهارة، ولا يحكم بالسوء على أحد إلا إذا كانت الخطية واضحة تحمل دينونتها في ذاتها. أما الأمور التي تحمل وجهين، لأنه يأخذ الوجه المنير منها. من أجل هذا، فإن أمثال هؤلاء الأشخاص يكونون في علاقة حسنة مع الناس. لأنهم لا ينسون خطئًا لأحد، كما يعزرون الناس في تصرفاتهم.

    ** ولعلك تسأل: هل معنى هذا أن القلب النقي لا تحاربه ظنون وأفكار شريرة؟ نقول: نعم قد تحاربه الأفكار من الخارج، دون أن تنبع من داخله. بل على العكس يكون من الداخل رافضًا لها، لا يقبلها، بل يطردها بسرعة. والخديعة التي يتعرض لها البعض هنا، هي أن يستبقى الفكر الشرير، ولو بحجة فحصه أو محاربته، أو بنوع من الفضول ليرى إلى أين ينتهي! فتكون النتيجة أن يدنسه الفكر ويفقده نقاوته. والوضع السليم هو طرد الفكر بسرعة، لأن القلب النقي يشمئز من الأفكار الخاطئة، ولا يقبل حتى مجرد فحصها.

    ** ولا يفوتنا إذن أن نتحدث عن الأحلام. والأحلام على أنواع منها أحلام نجسة، وأحلام مرعبة مخيفة، وأحلام بأنواع أخطاء كثيرة، وأحلام تحوى قصصًا أو أفكارًا تافهة. فهل الأحلام الدنسة أو الأحلام الخاطئة، تعتبر خطيئة يُحاسب الإنسان عليها أمام الله وأمام الضمير؟ المعروف أن الإنسان لا يُحاسب إلا على الأعمال الإرادية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). والبعض يظن أن الأحلام غير إرادية لأن الإنسان يكون أثناءها ليس في وعيه ولا في إرادته!! ولكننا نقول إن الأحلام وإن كانت غير إرادية أثناء النوم، ولكنها ترجع إلى إرادة سابقة قبل النوم ولو بأيام. ولا يمكن أن يحلم الإنسان بأشياء ضد إرادته. وهكذا يمكن أن نعتبر الأحلام شبه إرادية، لأنها تتعلق بإرادة سابقة. فالإنسان مثلًا لا يمكن أن يحلم بأنه يزنى أو يقتل أو يسرق ويشتم، إلا لو كان في قلبه ميل لهذه الأمور. والأحلام تنبع أيضًا من صور وقصص ورغبات كامنة في العقل الباطن.

    ** وماذا إذن عن الأحلام المخيفة؟ كإنسان يحلم مثلًا بأسد يفترس... نجيب بأن هذا الإنسان لابد أنه رأى أسدًا في حديقة الحيوان أو في سيرك أو صورة أسد في مجلة أو أسد يفترس في فيلم أو في قصة. ومن مجموعة هذا كله يحلم بشيء من هذا مما يخيفه. يضاف إلى هذا عنصر الخوف الذي في قلبه وفي طبعه. ويمتزج كل هذا معًا ليظهر في حلم مخيف لأسد يفترس. ونفس الوضع نقول عن الخوف من القتل، أو الخوف من اعتداء الغير، أو الخوف من أحداث مرعبة ربما مصدرها قصص اختزنت في العقل الباطن نتيجة قراءات أو سماعات.

    ** الأحلام الخاطئة بصفة عامة، تدل على أن العقل الباطن يحوى رصيدًا قديمًا من الخطايًا، لم يتنقى بعد من صورها وقصصها وذكرياتها. فأما أن تكون ذاكرته لا تزال مدنسة بخزينها الرديء، أو أن هناك بعض مشاعر في القلب، كامنة في أعماقه لم تتنقى بعد. وهى مصدر أحلامه الخاطئة التي تعكر نقاوة ذهنه.

    يحتاج مثل هذا الشخص أن يتنقى من ماضيه مثلما يتنقى من حاضره. وعلى أية الحالات قد تحتاج نقاوة الأحلام إلى فترة من الزمن، إلى أن يصبح الإنسان في وضع بعيد تمامًا عن الأحلام الشريرة. فبالوقت وعدم التكرار، تختفي مصادر هذه الأحلام من الذاكرة. ويختزن العقل الباطن بدلًا منها أمورًا نقية طاهرة، تتناسب مع حياة التوبة والنقاوة التي يحياها. وتكون مصدرًا لأحلام نقية تمامًا.

    علينا إذن أن نسعى إلى تنقية العقل الباطن، بطرد ما فيه من خزين لأخطاء ماضية. ثم إلى تقديس هذا العقل الباطن، بما يشحن أو نشحنه فيه من أمور طاهرة نقية، تكون مصدرًا لظنون نقية، ولأحلام نقية. كذلك علينا أن ننقى فكرنا من حشوه بالأمور التافهة التي إن لم تكن خطية في ذاتها، لكنها مضيعة للوقت وسبب في طياشة الأفكار. لأننا أحيانًا قد نقف ونصلى، فتطيش عقولنا أثناء الصلاة بأفكار كثيرة. ذلك لأننا أعطينا تلك الأفكار عمقًا فينا، فأخذت سلطانًا علينا. لذلك احذر ولا تعطِ أمثال تلك الأمور عمقًا في فكرك أو في مشاعرك أو في وقتك. وإن سرقك الاعتياد القديم، استيقظ بسرعة. فإن يقظة العقل والجهاد مع الأفكار، يسبقان نقاوة العقل.

    ** أصعب درجة في النقاوة هي النقاوة من معرفة الخطية. فعندما خلق الإنسان كان بسيطًا طاهرًا لا يعرف إلا الخير فقط. وبالسقوط بدأ يعرف الخطية. وبمرور الوقت بدأت الخطية تتسلط عليه. وعاش في ثنائية الخير والشر. فمتى يأتي الوقت الذي نتخلص فيه تمامًا من معرفة الخطية. اعتقد أن هذه بركة لا ننالها إلا في الأبدية في العالم الآخر حيث لا معرفة للخطية على الإطلاق.
    +++
                  

01-03-2015, 08:23 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    هذا ما يفعله السيد المسيح ..

    مع المعجزات الغريبة ..

    https://http://http://www.youtube.com/watch?v=8mYpjjCbtT4andfeature=youtu.bewww.youtube.com/watch?v=8mYpjjCbtT4andfeature=youtu.be

    شاهدوا هذه المعجزات ..

    الرب يبارك حياتكم ..
    أخوكم وعمكم العجوز ..
    ارنست
    +++
                  

01-03-2015, 08:27 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مرة أخرى ..
    محاولاً تعديل الخلل الفنى ..

    http://youtu.be/8mYpjjCbtT4http://youtu.be/8mYpjjCbtT4

    الرب يبارك حياتكم ..
    أخوكم وعمكم العجوز ..
    ارنست
    +++
                  

01-04-2015, 11:36 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    ( يوم الاحد)
    صوم الميلاد المجيد
    4 يناير 2015
    26 كيهك 1731
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 87 : 5 )
    الأُمُّ صِهيون تقولُ: إنَّ إنساناً وإنسانٌ صارَ فيها، وهو العليُّ الذي أسسها إلى الأبدِ. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 8 : 1 ـ 3 )
    وبعد هذا كانَ يسيرُ في كُلِّ مدينةٍ و قريةٍ يَكرزُ ويُبشِّرُ بملكوتِ اللهِ، ومعهُ الاثنا عَشر. وبعضُ النِّساءِ كانَ قد أبرأهنَّ من أرواح شريرةٍ وأمراضٍ: مريمُ التي تُدعَى المجدليَّةَ التي أخرجَ منها سبعةَ شياطينَ. ويؤنَّا امرأةُ خوزي وكيلِ هيرودس، وسوسنَّةُ، وأُخَرُ كَثِيراتٌ كُنَّ يخدمنَهُ مِن أموالهِنَّ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 96 : 13,11 )
    فلتَفرح السَّمَواتُ ولتبتهج الأرضُ. وليتحرَّك البَحرُ وكُلُّ ملئهِ، يبتهجُ كُلُّ شجرِ الغابِ قُدامَ وجهِ الرَّبِّ. لأنَّهُ يأتي. أنَّهُ يأتي ليُدِينَ المسكونةَ بالعَدلِ والشُّعوبَ بحقِّهِ. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 3 : 28 ـ 35 )
    الحقَّ أقولُ لكُم: إنَّ كل شيءٍ يُغفر لبني البشر الخطايا، وجميع التجاديفَ التي يُجدَّفونَها. ولكن مَن يُجدِّف على الرُّوح القُدس فلا يُغفرُ لهُ إلى الأبد، بل هو مُستوجبٌ دينونةً أبديَّةً ". لأنَّهم كانوا يقولون: " إنَّ رُوحاً نجساً معهُ ".فجاءت أُمُّهُ واخوتُهُ ووقفوا خارجاً وأرسلوا إليه يدعونهُ. وكانَ الجمعُ جالساً حولهُ، فقالوا لهُ: " هوذا أُمُّكَ واخوتُكَ خارجاً يطلبونكَ ". فأجابهم وقال: " مَن هيَ أُمِّي وإخوتي؟ ".ثمَّ نظر إلى الجالسينَ حوله وقال: " ها أُمِّي وإخوتي، لأنَّ من يَصنعُ مشيئة اللـه هو أخي وأُختي وأُمِّي ".
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول إلىأهل رومية
    ( 9 : 6 ـ 33 )
    وكذلكَ لم تَسقط كلمةُ اللهِ قط. فليسَ جميعُ الذينَ مِن إسرائيلَ هُم إسرائيليُّونَ. ولا لأنَّهم من ذُريَّةِ إبراهيم هُم جميعاً بنون. بل " بإسحق يُدعَى لكَ نسلٌ ". ومعنى هذا أن ليس أولاد الجسدِ هُم أولادَ اللهِ، بل أولادُ الموعدِ هُم الذينَ يُحسَبونَ نسلاً. لأنَّ كلمةَ الموعدِ هيَ هذه: " أنا آتي نحوَ هذا الوقتِ ويكونُ لسارة ابنٌ ". وليس هيَ فقط، بل رفقةُ أيضاً، وهيَ حُبلَى مِن واحدٍ وهو إسحقُ أبونا. لأنَّهُ وهما لم يُولدا بعدُ، ولا فَعلا خيراً أو شرّاً، لكي يَثبُتَ قصدُ اللهِ حسب الاختيار، ليس من الأعمال بل من الذي يدعو، قِيلَ لها: " إنَّ الكبيرَ يُستعبدُ للصَّغيرِ ". كما هو مكتوبٌ: " أحببتُ يعقوبَ وأبغضتُ عيسو ".
    فماذا نقول؟ هل عِندَ اللهِ ظُلماً؟ حاشا! لأنَّهُ يقولُ لموسى: " إنِّي أرحمُ من أرحَمُ وأتراءفُ على من أتراءفُ ". فإذاً ليس لِمَن يشاءُ ولا لِمَن يسعَى، بل الله الذي يَرحَمُ. لأنَّ الكتاب يَقُولُ لفرعونَ: " إنِّي لهذا بعينهِ أقمتُكَ، لكي أُظهِرَ فيكَ قُوَّتي، ولكي يُنادىَ بِاسمي في كُلِّ الأرض ". فإذاً هو يرحمُ من يشاءُ، ويُقسِّي مَن يشاءُ. فستقولُ لي: " لماذا يَلُومُ بعدُ، لأنْ مَن يُقاومُ مشيئته؟ " بلْ مَن أنتَ أيُّها الإنسانُ حتى تُجاوبُ اللهَ؟ ألعلَّ الجِبْلَةَ تقولُ لِجابِلها: " لماذا صنعتني هكذا؟ " أم ليسَ للخزَّاف سُلطانٌ على الطِّين أن يصنعَ من هذه العجنةِ الواحدةِ إناءً للكرامةِ وآخَرَ للهوانِ؟ فإنْ كانَ اللهُ، وهو يُريدُ أن يُظهِر غضَبهُ ويُرينا قُوَّتهُ، أتى بأناةٍ طويلةٍ آنيةَ غضبٍ مُهيَّأةً للهلاكِ. ولكي يُظهِر غِنَى مجدهِ على آنيةِ رحمةٍ قد سبقَ اللـهُ فأعدَّها للمـجدِ، التي أيضاً دعانا نحنُ إيَّاها، ليس من اليهودِ فقط، بلْ من الأُمم أيضاً. كما يقولُ في هُوشعَ أيضاً: " سأَدعُو الذي ليسَ بشعبي شعبي، و الَّتي ليست بمحبُوبةٍ محبُوبةً. ويكونُ في الموضعِ الذي قِيلَ لهُم فيه أنتُم لستُم شعبي، أنَّهُ هناكَ يُدعَونَ أبناءَ اللهِ الحيِّ ". وإشعياءُ يَصرُخُ من جهةِ إسرائيلَ قائلاً: " وإنْ كانَ عددُ بني إسرائيلَ كرملِ البحرِ، فالبقيَّةُ ستخلُصُ. لأنَّ الرَّبَّ مُتَمِّمُ أمراً و قاضٍ بهِ، لأنَّهُ يصنعُ أمراً مَقْضِيّاً بهِ على الأرضِ". وكما سبقَ إشعياءُ فقال: " لولا أنَّ ربَّ الجنودِ أبقَى لنا نسلاً، لصِرنا مِثلَ سدُومَ وشابهنا عَمُورةَ ".فماذا نقول؟ إنَّ الأُممَ الذينَ لم يسعوا في طلبِ البرِّ أدركوا البرِّ، البرِّ الذي من الإيمان. ولكن إسرائيلَ، وهو يَسعَى في طلبِ نامُوسِ البرِّ، لم يُدرِك النَّاموسَ! لماذا؟ لأنَّه‎ُ لم يكن من الإيمانِ، بل كأنَّهُ من الأعمالِ. فعثروا بحجرِ العثرةِ، كما هو مكتُوبٌ: " ها أنا أضعُ في صِهيونَ حجرَ عثرةٍ وصخرةَ شكٍ، وكُلُّ مَن يؤمنُ بهِ لا يُخزَى ".
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
    ( 2 : 24 ـ 3 : 1 ـ 3 )
    أمَّا أنتُم أيضاً فما سمعتُموهُ مِنَ البدءِ فَليثبُت فيكم. إن ثَبتَ فيكُم ما سَمِعتُموهُ من البدءِ، فأنتم أيضاً تَثبُتُون في الابنِ والآب. وهذا هو الوعدُ الذي وعدَنا هو به: الحياةُ الأبديَّةُ. كتبتُ إليكُم هذا عن الذين يُضلُّونَكُم. وأمَّا أنتُم فالمَسحَةُ الَّتي أخذتُمُوهَا منهُ ثابتةٌ فيكُم، ولستُم مُحتاجين إلى أن يُكتب إليكُم، أو أن يُعلِّمَكُم أحدٌ، بل كما يُعلِّمكم هذا الرُّوح عَينُهُ، عن كلِّ شىءٍ، وهو حقٌّ و ليس كَذِباً. وكما علَّمَكُم فاثبتوا فيهِ.والآنَ يا بَنيَّ، اثبُتُوا فيهِ، حتى إذا أُظهِرَ تنالونَ دالةٌ، ولاتخجلون منهُ في مجيئهِ. فإن كُنتُنم قد رأيِتُم أنَّهُ بارٌّ. فاعلَموا أنَّ كُلَّ مَن يَصنعُ البرَّ مولودٌ منهُ.أُنظروا أيِّة محبَّةٍ أعطانا الآب حَتَّى نُدعَى أبناء اللهِ! مِن أجلِ هذا لا يعرفُنا العالمُ، لأنَّهُ لا يَعرفُهُ. يا أحبَّائي، الآن نحنُ أولادُ اللهِ، ولم يُظهَر بَعدُ ماذا سنكونُ. ولكن نعلمُ أنَّهُ إذا أُظهِر نكونُ مِثلهُ، لأنَّنا سنراهُ كما هو. وكُلُّ مَن عندهُ هذا الرَّجاءُ بهِ، يُطهِّرُ نفسَهُ كما أَن ذاك طاهرٌ.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل
    ( 7 : 8 ـ 22 )
    وأعطاهُ عهد الختانِ، وهكذا وَلَدَ إسحق وختنهُ في اليوم الثَّامن. وإسحقُ وَلَدَ يعقوبَ، ويعقوُب وَلَدَ رُؤساء الآباء الاثني عشر. ورُؤسـاء الآباء حسـدوا يوسف وباعوهُ إلى مصر، وكان اللهُ معهُ، وخلَّصه من جميع شدائدهُ، ومنحهُ نعمةً وحكمةً أمام فرعون ملك مصر، فجعلهُ مُدبِّراً على مصر وعلى كُلِّ بيتِهِ.ثُمَّ أتى جوعٌ على كُلِّ أرض مصر وكنعان، وضيقٌ عظيمٌ، فكان آباؤنا لا يجدونَ قمحاً. ولمَّا سَمِع يعقوبُ أنَّ في مصر قمحاً يُباع، أرسـل آباءنا أولاً. وفي المرَّة الثَّانية أظهر يوسف نفسه لإخوته، وتبيَّن لفرعون أصل يوسف. فأرسل يُوسفُ واستدعى يعقوبَ أباهُ وجميعَ عشيرتهِ، خمسةً وسبعينَ نفساً. فنزل يعقوبُ إلى مصر وتوفى هو وآباؤنا، ونُقِلَ إلى شكيم ووُضِعَ في القبر الذي اشتراهُ إبراهيم بثمنٍ من الفضَّة من بني حَمُورَ في شكيم. وكما كان يَقرُبُ زمان الموعدِ الذي أقسم به الله لإبراهيم، كان الشَّعبُ ينمو ويكثرُ في مِصرَ، إلى أن قام ملكٌ آخر على مصر لم يكن يعرف يوسف. فهذا دبَّر حيلةً على جنسنا وأساء إلى آبائنا، حتَّى ينبذُوا أطفالهم لكي لا يعيشوا.وفي ذلك الوقتِ وُلِدَ موسى وكان جميلاً مرضياً عند الله، هذا رُبِّيَ ثلاثة أشهُرٍ في بيت أبيه. فلمَّا طُرِحَ، أخذته ابنة فرعون وربَّته لنفسها ابناً. فتهذَّب موسى بكُلِّ حكمةِ المصريِّينَ، وكان مُقتدراً في كلامه وفي أعماله.
    ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين.)
    السنكسار
    اليوم السادس والعشرون من شهر كيهك المبارك
    1. شهادة القديسة أنسطاسية
    2. تذكار القديسة يوليانا الشهيدة
    1ـ في هذا اليوم من سنة 304م استشهدت القديسة أنسطاسية، وقد ولِدَت هذه المُجاهدة بمدينة رومية سنة 275م. من أب وثني اسمه بريتاسطانوس وأُم مسيحية اسمها فلافيا. وهذه كانت قد عمَّدت ابنتها خفية عن والدها، ثم ربتها تربية حسنة. وكانت تُغذيها كلّ يوم بالتعاليم المسيحية، حتى ثبتت فيها ثباتاً يعسر معه انتزاعها منها.ولمَّا بلغت سن الزواج زوجها والدها رغم إرادتها من شاب وثني مثله. فكانت تُصلِّي إلى السيد المسيح بحرارة وتَضرُّع أن يُفرِّق بينها وبين هذا الشاب البعيد عن الإيمان.وكانت عند خروجه من البيت إلى عمله، تخرج هي أيضاً فتزور المحبوسين في سبيل الإيمان وتخدمهم وتُعزِّيهم، وتُقدِّم لهم ما يحتاجون إليه. ولمَّا عرف زوجها ذلك حبسها في المنزل وجعل عليها حراساً. فكانت تداوم على الطلب إلى اللـه والتضرُّع بالبكاء والانسحاق أن يُنقذها من يده. فاستجاب اللـه طلبتها وقبل تضرّعها وعَجَّلَ بموته.وللحال أسرعت في توزيع مالها على المساكين والمحبوسين من المعترفين والمُجاهدين لأجل الإيمان. ولمَّا وصل خبرها إلى فلورس الحاكم استحضـرها واستفسـر منها عن دينها، فأقـرت أنها مسـيحية، فتحـدَّث معهـا كثيراً، ووعدها بعطايا جزيلة، محـاولاً أن تعـدل عن رأيها. وإذ لـم تذعـن له عـاقبها بعقوبات كثيرة، ولمَّا حار في أمرها أمر باغراقها في البحر. ولكنها صعدت منه سالمة بعناية الرب، ولمَّا علم الأمير بذلك أمر بأن توثق بين أربعة أوتاد وتضرب ضرباً مؤلماً، ثم تُطرح في حفرة مملوءة ناراً. ففعلوا بها كما أمر حتى أسلَّمت روحها الطاهرة، ونالت إكليل الشهادة.صلاتها تكون معنا. آمين.
    2ـ وفي هذا اليوم أيضاً تذكار القديسة يوليانا الشهيدة.صلاتها تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 80 : 1 ، 3 )
    يا جالساً على الشاروبيمِ اظهر قُدَّامَ أفرايمَ وبنيامينَ ومنسَّى. لِخَلاصِنا يا اللـهُ أَرددنَا. ولِينرْ وجهُكَ علينا فنخلُصَ. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 1 : 57 ـ 80 )
    ولمَّا تمَّ زمانُ أليصابات لتلِدَ، فولدت ابناً. وسَمِعَ جيرانُها وأقرباؤها أنَّ الربَّ قد عظَّم رحمتهُ لها، ففرحوا معها. وحدث في اليوم الثَّامن أنَّهم جاءوا ليختنوا الصَّبيَّ، وسمَّوهُ بِاسم أبيه زكريَّا. فأجابت أُمُّهُ وقالت: " لا بل يُدعَى يوحنَّا ". فقالوا لها: " ليس أحدٌ في عشيرتك يُدعَى بهذا الاِسم ". ثُمَّ أشاروا إلى أبيه، بماذا تُريد أن تُسمِّيه. فطلب لوحاً وكتب قائلاً: " اسمه يوحنَّا ". فتعجَّب جميعهم. وبغتةً انفتح فمه ولسانه وتكلَّم مُبارِكاً للهِ. ووقع خوفٌ على جميع جيرانهم. وتُحُدِّثَ بهذه الأمور جميعها في جبال اليهوديَّةِ، وحفظها جميع السَّامعين في قلوبهم قائلينَ: " أتُرى ماذا يكون لهذا الصَّبيُّ؟ " وكانت يد الربِّ معه.وامتلأ زكريَّا أبوه من الرُّوح القُدُس، وتنبَّأ قائلاً: " مُبارَكٌ الرَّبُّ إلهُ إسرائيلَ الذي افتقد وصنع خلاصاً لشعبهِ، وأقام لنا قرن خلاصٍ من بيت داود فتاهُ. كما تكلَّم على أفواهِ أنبيائِه القدِّيسين منذُ الدَّهر، خلاصٍ مِن أعدائنا ومن أيدي جميع مُبغضينا. ليصنع رحمةً مع آبائنا، ويذكُرَ عهدهُ المُقدَّس، القَسَمَ الذي حلف به لإبراهيم أبينا: أن يُعطينا بلا خوفٍ، الخلاص من أيدي أعدائنا، لنعبدهُ بالطهارة والحقِّ قُدَّامه جميع أيَّامنا. وأنتَ أيُّها الصَّبيُّ نبيَّ العليِّ تُدعَى، لأنَّك تتقدَّمُ سائراً أمام وجه الرَّبِّ لتُعِدَّ طُرقهُ. لتُعطيَ عِلْم الخلاصِ لشـعبه بمغفرة خطاياهم، من أجل تحنن رحمة إلهنا التي بها افتقدنا المُشرَقُ من العَلاءِ. ليُضيء على الجالسينَ في الظُّلمةِ وظلال الموتِ، لكي تستقيم أرجُلنا في طريقِ السَّلام ".أمَّا الصَّبيُّ فكان ينمُو ويتقوَّى بالرُّوح، وكان مُقيمٌ في البراري إلى يوم ظُهورهِ لإسرائيلَ.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

01-05-2015, 03:54 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    ( يوم الاثنين)
    صوم الميلاد المجيد
    5 يناير 2015
    27 كيهك 1731
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 89 : 19 ، 20 )
    رَفعتُ مُختاراً مِنْ شعبي. وَجَدتُ داودَ عَبدي، مَسَحتُهُ بدُهنٍ مُقدَّسٍ، لأن يدي تُعَضِّـدَهُ. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 10 : 34 ـ 42 )
    لا تَظُنُّوا أنِّي جئتُ لأُلقيَ سـلاماً على الأرض، ما جئتُ لأُلقيَ سلاماً بَل سيفاً. فإنِّي أتيتُ لأُفرِّقَ الإنسانَ ضدَّ أبيهِ والاِبنةَ ضدَّ أُمِّها والعروسَ ضدَّ حماتِها. وأعداءُ الإنسانِ أهلُ بيتهِ.مَن أحبَّ أباً أو أُمَّاً أكثرَ منِّي فلا يَستَحقُّني. ومَن أحبَّ ابنهُ أو ابنتهُ أكثرَ منِّي فلا يَستَحقُّني. ومَن لا يَحملُ صَلِيبَهُ ويَتبَعُني فلا يَستَحقُّني. مَن وَجَدَ نفسهُ يُضِيعُها، ومَن أضاعَ نفسهُ مِن أجلي يجدُهَا. مَن يَقبلكُم فقد قَبلني ومَن يَقبلُني فقد قَبِلَ الذي أرسلني. ومَن يَقبلُ نبيَّاً بِاسم نبيٍّ فأجْرَ نبيٍّ يأخُذُ، ومَن يَقبلُ بارّاً بِاسم بارٍّ فأجْرَ بارٍّ يأخُذُ. ومَن يَسقي أحَدَ هؤلاءِ الصِّغار كأسَ ماءٍ باردٍ فقطْ بِاسم تلميذٍ فالحقَّ أقولُ لكُمْ أنَّه لا يُضِيعُ أجْرَهُ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 132 : 9-17)
    كهنتُكَ يَلبَسونَ العدلَ، وأبرارُكَ يَبتهِجونَ مِن أجلِ داودَ عبدِكَ. هيَّأتَ سراجاً لمَسيحي. وعليهِ يُزهِرُ قُدسِي. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 6 : 17 ـ 23 )
    ونزلَ معهُم ووقفَ في موضع خلاءٍ مع جمع مِن تلاميذهِ وجمهور كثير مِن الشَّعبِ مِن جميع اليهوديَّةِ وأُورُشَليمَ وساحِل صورَ وصَيدا الَّذينَ جاءوا ليَسمعوا منهُ ويَشفيهم مِن أمراضِهمْ، والمُعذَّبونَ مِن الأرواح النَّجسةِ، كانَ يَشفيهُم. وكانَ الجميعُ يَطلبُ أنْ يَلمسهُ لأنَّ قوَّةً كانتْ تخرُجُ منهُ وتَشفِي الجَميعَ.ورفعَ عينيـهِ إلى تلاميـذهِ وقالَ لهُم: طـُوباكُم أيُّها المَسَـاكينُ بالرُّوح لأنَّ لكُم ملكوتَ السَّمواتِ. طُوباكُم أيُّها الجياعُ الآنَ لأنَّكُم تُشبَعونَ. طُوباكُم أيُّها البـاكـونَ الآنَ لأنَّكُـم سـتَضحكـونَ. طُوبـاكُم إذا أبغضـكُـم النَّاسُ وأفرَزوكُـم وعيَّروكُم وأخرجُوا اسمكُم كشرِّيرٍ مِن أجلِ ابنِ الإنسانِ، افرحوا في ذلكَ اليوم وتهلَّلوا، فهوَذا أجْرُكُم عظيمٌ في السَّماءِ، لأنَّ آباءَهُم هكذا كانوا يَفعلونَ بالأنبياءِ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين
    ( 7 : 18 ـ 8 : 1 ـ 13 )
    فإنَّه يَصِيرُ إبطالُ الوصيَّةِ الأولى مِن أجلِ ضَعفِها وعدَم نفعِها، إذ النَّاموسُ لمْ يُكَمِّـل شيئاً، ولكِن المدخلَ هو ما للرجاء الأفضل الذي به نقتربُ إلى اللهِ. وعَلَى قدرِ ما أنَّهُ ليسَ بدونِ قَسَم لأنَّ أولئِكَ بدونِ قَسَم قد صاروا كهنةً، أمَّا هذا فبِقسم مِن القائِل لهُ أَقسَمَ الربُّ ولن يندمَ أنتَ كاهنٌ إلى الأبدِ على طقسِ ملكيصادقَ، عَلَى قدرِ ذلك قد صارَ يسوعُ ضامِناً لعهدٍ أفضلَ. وأُولئكَ قد صاروا كهنةً كثيرينَ مِن أجْلِ مَنعِهم بالموتِ عن العمرانِ، وأمَّا هـذا فمِنْ أجْلِ أنَّه يبقى إلى الأبدِ قد أخذ كهنوتاً لا يتغيرُ. فَمِنْ ثَمَّ يَقدرُ أنْ يُخلِّصَ أيضاً إلى التَّمام الَّذينَ يتقدَّمونَ بهِ إلى اللهِ إذ هو حيٌّ في كلِّ حينٍ ليشفَعَ فيهِمْ. لأنَّه كانَ يَليقُ بنا رئيسُ كهنةٍ مِثْلُ هذا قُدُّوسٌ بلا شَرٍّ ولا دنَسٍ قـد انفَصَلَ عَنِ الخُطاةِ وارتفع أعْلَى مِن السَّمَوات. الذي ليسَ لهُ اضطِرارٌ كلَّ يوم مِثْلُ رؤساءِ الكهنةِ الَّذين يُقدِّمونَ ذبائحَ أولاً عن خطاياهُمْ المُختَصةِ بهم ثم بعد ذلكَ عن خطايا الشَّعبِ. لأنَّه فَعَـلَ هـذا مــرَّةً واحدةً إذ قَدَّم نفسَهُ. فإنَّ النَّاموسَ يُقيمُ أُناساً بهِم ضعفٌ رؤساءَ كهنةٍ، وأمَّا كلمةُ القَسَم التى كانتْ بعدَ النَّاموسِ فتُقيمُ ابناً مُكَمَّلاً إلى الأبـدِ.أمَّا رأسُ ما نقول فهو لنا رئيسَ كهنةٍ مِثْلَ هذا قد جلسَ عن يمينِ عرشِ العظمةِ في السَّمَواتِ، خادِماً للأقداسِ والمَسكَنِ الحقيقيِّ الذي نَصبهُ الربُّ لا إنسانٌ. لأنَّ كلَّ رئيسِ كهنةٍ يُقامُ لكِي يُقدِّم قرابينَ وذبائحَ، فَمِنْ ثَمَّ يجبُ أنْ يكونَ لهذا أيضاً شئٌ يُقدِّمهُ. فإنَّه لو كانَ علَى الأرضِ لمَا كانَ كاهِناً إذ يوجدُ الكهنةَ الَّذينَ يُقدِّمونَ قرابينَ حسبَ النَّاموسِ. الَّذينَ يَخدمونَ شِبْهَ السَّماويَّاتِ وظِلَّها كما أُوحيَ إلى موسى وهو مُزمِعٌ أنْ يُكَمِّـل المَسكَنَ، لأنَّهُ قال: " انظُرْ أنْ تَصنعَ كُلَّ شيءٍ حسبَ المثالِ الذي أُظهِرهُ لكَ على الجبلِ ". أمَّا الآنَ فقد حصلَ على خِدمةٍ أفضلَ بمقدارِ ما هو وسيطٌ أيضاً لعهدٍ أفضلَ الذي تقرَّرَ بناموسٍ بمواعيدَ أفضلَ.فإنَّه لو كانَ ذلكَ الأوَّلُ بلا لوم لمَا طُلِبَ موضِع للثاني. لأنَّه يقولُ لهُم لائِماً هوَذا أيَّامٌ تأتي يقولُ الربُّ حينَ أُكَمِّلُ مع بيتِ إسرائيلَ ومع بيتِ يهوذا عَهداً جَديداً، لا كالعهدِ الذي قَطعتُهُ مع آبائِهِم يومَ أَمسَكتُ بيدهِم لأُخرِجَهُم مِن أرضِ مصرَ لأنَّهُم لمْ يَثبُتوا في عهدِي وأنا أهملتُهُم يَقولُ الربُّ. لأنَّ هذا هو العهدُ الذي أُعاهدُ به بيتَ إسرائيلَ بعد تلكَ الأيَّام يقولُ الربُّ أجعلُ نواميسي في أَذهانِهم وأَكتُبُها على قُلوبهِم وأنا أكونُ لهُم إلهاً وهُم يكونونَ لي شَعباً. ولا يُعلِّم كلُّ واحدٍ ابنَ مدينته ولا كُلُّ واحدٍ أخاهُ قائلاً: اعرِف الربَّ لأنَّ الجميعَ سيعرفونَنِي مِن صَغِيرهِم إلى كَبيرهِم، لأنِّي سأغفِر لهُم ذنوبَهُم ولن أذكُر خطاياهُم مِن بَعْدُ. فبقوله جديداً جَعَلَ الأول عتيقاً، وأمَّا ما عَتَقَ وشَاخَ فهو قريبٌ مِن الفناءِ.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الثالثة
    ( 1 : 1 ـ 15 )
    مِن الشَّيخ إلى غايُوسَ الحبيبِ الذي أنا أُحبُّهُ بالحقِّ.أيُّها الحبيبُ في كلِّ شيءٍ أرُومُ أَنْ تكونَ مُوَفَّقاً ومُعافى كما أَنَّ طُرُقَ نَفسِكَ مُستقيمةٌ. لأَنى فَرِحتُ جداً إذ حضرَ الإخوةُ وشَهِدوا بِبرِكَ كما أنَّكَ تَسلُكُ بالحقِّ. ليسَ لي نعمةٌ أعظمَ مِن هذا أَنْ أسمعَ عن أولادي أنهُم يَسلُكُونَ بالحـقِّ. أيُّها الحبيبُ أنتَ تفعـلُ بالأمانةِ كُلَّ ما تَصنعُهُ إلى الإخوةِ وعلى الخصوصِ إلى الغُرباءِ. الذين شَهِدوا بِمَحَبَّتِكَ أمامَ الكنيسـةِ، وتُحسنُ صُنعاً إذا شَيَّعتَهُمْ كما يَحقُّ للـهِ لأَنهم مِن أجلِ اسمِهِ خَرَجوا وهم لا يَأخُذون شيئاً مِن الأُمَم. فنحنُ يَنبغِي لنا أن نَقْبَلَ إلينا أمثالَ هؤُلاءِ لكى نكونَ عامِلينَ معهُم بالحقِّ.كتبتُ إلى الكنيسةِ ولكِن ديوتريفسَ الذي يُحِبُّ أن يكون الأولَ بينهُم لا يَقْبَلُنا. مِن أجل ذلكَ إذا جئتُ فَسَأُذَكِّرُهُ بأعمالِهِ التى يَعملُها حيثُ يُهذِ علينا بأقوالٍ خبيثةٍ. وإِذ هو غير مكتفٍ بهذه لا يقبلُ الإخوة ويمنعُ أيضاً الذين يُريدونَ قبولهم ويَطردُهُم مِن الكنيسةِ. أيُّها الحبيبُ لا تتمثَّلْ بالشَّرِّ بل بالخيرِ، لأنَّ مَنْ يصنعُ الخيرَ هو مِنَ اللـهِ ومَنْ يصنعُ الشَّرَّ لمْ يرَ اللـهَ.أمَّا ديمتريوسُ فمشهودٌ لهُ مِنَ الجميع ومِنَ الحقِّ نَفْسِهِ ونَحنُ أيضاً نشهَدُ وأنت تَعْلَمُ أنَّ شهادتَنا هى حقُّ، وكان لي كثيرٌ لأكتُبَهُ لكَ لكِنَّنِي لستُ أُريدُ أن أَكتُبَ إليكَ بمدادٍ وقلَم.ولكِنَّنِي أرجو أن أَرَاكَ عن قريبٍ فنتكلَّمَ مع بَعضِنا فماً لفَمٍ. السلامُ لكَ. يُسَلِّمُ عليكَ الأَحِبَّاءُ. سَلِّمْ على الأَحِبَّاءِ بأَسمائِهِمْ.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 15 : 36 ـ 16 : 1 ـ 5 )
    من بعد أيَّام قالَ بولسُ لبرنابا: لنرجِع ونفتقد الإخوَةَ في كلِّ مدينةٍ بَشَّرنا فيها بكلِمةِ الربِّ وكيف حالَهم. وكان برنابا يُريدُ أَنْ يأخُذ معهما يوحنا الذي يُدعَى مَرقُس. وأمَّا بولسُ فكان يُريدُ أَنَّ الذي فارقهُما من بمفيليَّةَ ولمْ يأتِ معهُما للعملِ لا يَأخُذانه معهما. فَحَصَلَ بينهُما مُغَاضبةٌ حتى فارقَ أَحدهُما الآخَرَ، وبرنابا أخذ مرقس وأقلعَ إلى قُبرصَ. أمَّا بُولسُ فاختارَ سِيلا وخَرجَ وقد أُستودِعَ مِنْ الإخوةِ إلى نعمةِ اللّهِ. فاجتازَ في الشام وكليكيَّةَ يُثبِّتُ الكنائِسَ.ثُمَّ وصلَ دَربةَ ولِسترَةَ وإذا تلميذٌ كانَ هُناكَ اسمُهُ تيموثاوسُ ابنُ امرأةٍ يهوديَّةٍ مؤمنةٍ وكان أَبوه يونانياً، وكان مَشهوداً لهُ مِن الإخوة الذينَ في لِسترَةَ وإيقُونيةَ. فأرادَ بولسُ أنْ يَخْرُجَ هذا مَعهُ فَأَخَذَهُ وخَتَنَهُ من أجْلِ اليهودِ الذينَ كانوا في ذلكَ الموضِع لأنَّ الجميعَ كانوا يَعرِفونَ أَنَّ أباهُ كانَ يونانياً. وإذ كانا يطوفان في المُدنِ كانا يشتَرِعان لهُم ناموساً بأنْ يَحفظوا الأوامرَ التى قَرَّرَها الرُّسُلُ والقُسُوسُ الذينَ بأُورشليمَ. فكانت الكنائِسُ تَتَشَدَّدُ في الإيمانِ وتزدادُ في العَددِ كُلَّ يَومٍ.
    ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )
    السنكسار
    اليوم السابع والعشرون من شهر كيهك المبارك
    شهادة القديس الأنبا بسادى الأسقف
    في هذا اليوم استشهد القديس العظيم الأنبا بسادى أسقف ابصاى. وذلك لمَّا بلغ الملك دقلديانوس إن بسادى وغللينيكوس الأسقفين يثبتان المسيحيين على الإيمان، ويعطلان عبادة الأوثان. أرسل يستحضرهما. فطلب الأنبا بسادى من الرسول إمهاله ليلة واحدة، فأمهله. فذهب إلى الكنيسة ودعا الشعب وأقام القداس الإلهي وقرَّبهم من الأسرار المقدسة، وأوصاهم بالثبات على الإيمان المستقيم. ثم ودَّعهم وخرج وسلَّم نفسه للرب. ومضى به الرسول إلى أريانوس وإلى أنصنا. فلمَّا رأى وجهه المنير وما هو عليه من الهيبة، عطف عليه وقال: أنت رجل موقر، فاشفق على نفسك وأطِع أمر الملك. فأجابه: يستحيل أن أستبدل ملكوت السموات بحياة زائلة. وبعد مفاوضات كثيرة بينهما أمر الوالي بتعذيبه بالهنبازين، والقائه في مستوقد حمَّام. وكان الرب يحفظه ويقيمه سالماً بغير ألم. وبعد هذا أمر الوالي بقطع رأسه. فنال إكليل الحياة في ملكوت السموات.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 99 : 7,6 )
    مُوسَى وهارونُ في الكهنةِ، وصَموئيلُ في الذينَ يَدعونَ بِاسمه، كانوا يَدعونَ الربَّ وهو كانَ يَستجيبُ لهُم. بعمودِ الغمام كان يُكلِّمهُم. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 16 : 20 ـ 33 )
    الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم إنَّكُم ستبكُونَ وتنوحونَ والعالمُ يَفرحُ، أنتُم ستحزَنونَ ولكِنَّ حُزنكُم يتحوَّلُ إلى فرحٍ. المرأةُ وهى تلِدُ تحزنُ لأنَّ ساعتها قد جاءتْ، وإذا ولدت الابن لا تعودُ تتذكرُ الشِّدَّة لسببِ الفرحِ لأنها ولَدت إنساناً في العالم. فأنتُم كذلكَ الآنَ ستتكبَّدونَ حُزناً، ولكنِّى سأراكُم أيضاً فتفرحونَ ولا ينزعُ أحدٌ فرحَكُم مِنكُم. وفى ذلكَ اليوم لا تسألونني شيئاً. الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم إنَّ كُلَّ ما تطلبونهُ من الآبِ بِاسمي أُعطيكُم إيَّاه. إلى الآنَ لم تطلُبوا شيئاً بِاسمي، اُطلُبوا فتأخُذوا ليكونَ فرحُكُم كاملاً.قد كلَّمتُكُم بهذا بأمثالٍ ولكِن تأتي ساعةٌ حينَ لا أُكلِّمُكم أيضاً بأمثالٍ بل أُخبرُكم عن الآبِ علانيةً. في ذلكَ اليـوم تطلُبونَ بِاسمي، ولستُ أقولُ لكُم إنِّي أنا أسألُ الآبَ مِن أجلِكُم، لأنَّ الآبَ نفسهُ يُحبُّكم لأنكُم قد أحببتُموني وآمنتُم أنِّى مِنْ عندِ الآبِ خرجتُ. خرجتُ مِن عندِ الآبِ وقد أتيتُ إلى العالم وأيضاً أترُكُ العالمَ وأذهبُ إلى الآبِ. قال لهُ تلاميذهُ هوَذا الآنَ تتكلَّمُ علانيَةً ولستَ تقولُ مَثلاً واحداً. الآنَ نَعلَمُ أنكَ عالمٌ بكلِّ شيءٍ ولستَ تحتاجُ أنْ يسألكَ أحدٌ، لهذا نؤمنُ أنكَ مِن اللهِ خرجتَ. أجابهُم يسوعُ الآنَ تؤمنونَ، هوَذا تأتي ساعةٌ وقد أتت الآنَ تتفرَّقونَ فيها كُلُّ واحدٍ إلى خاصَّتهِ وتتركوني وحدي، وأنا لستُ وحدي لأنَّ الآبَ كائنٌ معي. قد كلَّمتُكُم بهذا ليكونَ لكُم فيَّ سلامٌ، في العالم سيكونُ لكُم ضيقٌ ولكن ثِقوا أنا قد غلبتُ العالمَ.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

01-05-2015, 07:11 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    رسالة عيد الميلاد 2015 -
    من أبينا الورع بولس سيدهم ..

    التجسُّد ... بين الميلاد والقيامة
    يحتفل المسيحيون كل عام بعيد ميلاد السيد المسيح ، وكلمة ميلاد هى الكلمة التى يمكن لكل البشر أن يستوعبوها ، كمولودَ من العذراء مريم. ولكن الحقيقة كما يقول معلمنا بولس الرسول هى أنه : " وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ " (1تي 3 : 16)
    لذلك يُعوِزنا أن نتفهَّم ماهية هذا السر العظيم من خلال ثلاثة محاور أساسية:
    أولاً: التجسُّد حقيقة:
    لا يستطيع أى كائن من كان أن ينفى حدوث هذا الأمر العجيب. فميلاد السيد المسيح حقيقة تاريخية ثابتة سواء من خلال النبوات (أشعياء 9 : 6) أو إعلانات الملائكة
    ( لوقا 2 : 12) وحتى بشهادة الذين من خارج الإيمان المسيحى.
    لقد حَبَلَت السيدة العذراء بالطفل يسوع بدون زواج وهذا الطفل عاش بين الناس كإنسان ، شفى المرضى وفتَّح أعين العميان وأقام الموتى وأخرج الشياطين ، وقام بكل الأعمال التى هى من صميم أعمال الله. وتألَّم وقُبِرَ وقام من بين الأموات وما زال قبره الفارغ يشهد بأنه كان يوماً ما هناك.

    ثانياً: التجسُّد عقيدة:

    تقوم عقيدة المسيحيين فى المسيح على أنه الله الظاهر فى الجسد وليس إنساناً عادياً. فالأنبياء مثلاً على مرّ التاريخ – وبالرغم مما قاموا به من أعمال رائعة – إلا أن حياتهم لم تخلو من الأخطاء ، وأحياناً كانت هذه الأخطاء أموراً ليست سهلة مثل داوود ( 2 صم 11 : 4 و5 ) وإبراهيم (تك 20 : 2) وموسى النبى (خر 32 : 19) ويونان (يونان1 :3) ويعقوب أب الآباء ( تكوين 27 : 19 ) ... إلخ .
    لكن الوحيد الذى لم يستطِع أحد أن يسجِّل عليه أى خطية هو رب المجد يسوع المسيح. وهو القائل : " مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ " (يو 8 : 46)
    كما أن الأنبياء لم يأتو بالمعجزات التى أتى بها السيد المسيح ، وحتى إن فعلوا ذلك أحياناً ، فقد كان ذلك من خلال إعتمادهم على قوة السيد المسيح نفسه وطلب ذلك قبل إتمام المعجزة . فبطرس الرسول يقول للأعرج : " بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ!». ( أعمال 3 : 6)
    أيضاً لم نسمع عن أى نبى أو تلميذ أو رسول أو أى شخصية من شخصيات العهد القديم ، أن أتى بهذا الكمّ الهائل من المعجزات . فإيليا النبى أقام إبن الأرملة ( 1 مل 17 : 21 و 22 ) وموسى شق البحر الأحمر بالعصا ( خروج 14 : 21 ) وضرب الصخرة فخرج الماء ( خروج 17 : 6) ، وبطرس أقام الأعرج ( أعمال 3: 6 – 8) وبولس خرج من السجن بعد أن كان مُقيَّداً ( أعمال 16 : 25 – 26)... إلخ.
    أما السيد المسيح ، فيقول عنه معلمنا يوحنا الرسول فى إنجيله: " وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ، إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ الْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ الْكُتُبَ الْمَكْتُوبَةَ (يو 21 : 25)
    ثالثاً: التجسُّد والقيامة:
    فى نفس اللحظة التى قضى العدل الإلهى بطرد آدم وحواء من حضرة الله ، أعلن عن نيته فى تحقيق الرحمة فى يوم من الأيام . وفى هذا يقول المزمور :" الرَّحْمَةُ وَالْحَقُّ الْتَقَيَا. الْبِرُّ وَالسَّلاَمُ تَلاَثَمَا. (مز 85 : 10).
    ولولا الميلاد ما كان الصَّليب ، ولولا الصَّليب ما كانت القيامة . ولولا الصَّليب والقيامة ما كان للوعد الألهى أن يتحقَّق : " هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».
    ( تكوين 3 : 15 )
    من هنا ياأحبائى تأتى أهميَّة إحتفالنا بميلاد السيد المسيح ، فهو الله الذى ظهر فى الجسد ليسدَّد الدين الذى وقع على آدم وذريته ، وليعيدنا إلى المكانة الأولى التى أُعِدَّت لنا من قبل تأسيس العالم.( متى 25 : 34 )
    كل عام وأنتم بخير ،،،،،،،
    +++
                  

01-05-2015, 11:34 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 14-2-2010

    التساهل أم الحَزْم في حروب الشياطين

    كثيرًا ما يسقط الإنسان في الخطية، بسبب تساهله وعدم حزمه في محارباته الروحية. فكيف ذلك؟ المعروف أن الخطية تبدأ بحرب من الخارج، وتريد أن تدخل وتسيطر. وبالتساهل معها تتحوَّل الحرب من الخارج إلى داخل القلب. فكيف يحدث هذا التطور؟ تكون الخطية في الخارج: شيئًا مثيرًا، وتصرف سيء من شخص ما، أو أي شيء يمكن اشتهائه أو اقتناؤه ثم يتساهل الإنسان مع حواسه، مع سمعه أو بصره، فيأتيه الفكر ضعيفًا في البدء، ويمكن طرده بسهوله. ولكن بالتساهل مع الفكر، ينزل إلى القلب، ويتحول إلى شعور. فإن استيقظ الإنسان إلى نفسه يمكنه التخلص من هذا الشعور، مؤقتا أنه يقوده إلى الخطيئة. بهذا الشعور الخاطئ هو خطية في حد ذاته. ولكن بالتساهل مع الشعور يتحول إلى انفعال أو شهوة. وهنا يكون الإنسان قد بدأ يخضع للفكر. وبدأ يدخل في صراع بين شهوته وضميره. والشهوة إن طردت بحزم، يمكن التخلص منها. ولكن بالتساهل تبدأ الشهوة أن تنتشر حتى تشمل فكر الإنسان وقلبه وحواسه.

    ** وبالتساهل مع الشهوة، تحاول أن تعبر عن ذاتها عمليًا. فإن تساهل معها يصل إلى الخطية بالفعل والعمل، وتصبح الخطية كاملة. ثم لا تستريح الخطية بهذا، إنما تريد أن تتكرر. فإما أن يتوب الإنسان بعد سقطته، أو أنه يتساهل في عمل الخطية، فتتحول إلى عادة. وبهذا يخضع لسيطرتها ويصبح عبدًا لها. ويرتكب الخطية بغير إرادته أحيانًا ولا يملك السيطرة على نفسه... كمن يقع في الغضب تلقائيًا، ويثور دون أن يتحكم في أعصابه. أو كمن يخطئ في الكلام دون أن يتحكم في ألفاظه...

    أما الأبرار فهم في منتهى الحزم، لا يتساهلون مع أنفسهم. إنما لهم على أنفسهم رقابة شديدة جدًا: رقابة على كل فكر، على كل شعور، رقابة شديدة على حواسهم، في حزم. ورقابة على كل كلمة تخرج من أفواههم، وعلى كل تصرف. إنها رقابة من الضمير ساهرة في حرص، والنعمة تحفظها.

    ** لا تتساهل إذن مع الخطية، اعتمادًا على قوتك. ثقة منك أن الشيطان لا يقدر عليك. فالذي لا يحترص، ولا يبعد عن العثرات، ولا يطلب معونة الله ليلًا ونهارًا، يمكن أن يسقط كما سقط من قبله أقوياء.

    إنك تكون في ملء قوتك حينما تبدأ الحرب الروحية من الخارج. وتكون أيضًا في ملء عمل النعمة معك. ولكنك كلما تتساهل مع الخطية، تضعف قوتك، وتقل مقاومتك، ويزداد تأثير الخطية عليك، وتزداد سيطرتها على تفكيرك وشعورك وإرادتك. إذ يكون فكر الخطية قد ثبت أقدامه داخلك. وحينما تحاول أن تخرج من نطاقه ومن مجاله، تجد عقبات وتدخل في صراع. وباستمرار التساهل، تجد قوتك قد فرغت، واستسلمت. كقطعة من الحديد وجدت نفسها في مجال المغناطيس. وتريد أن تخرج منه فلا تعرف. وأحيانًا لا تريد. بل تجد نفسها بكل ما فيها منجذبة إليه!!

    كما أن تساهلك مع الخطية -ولو بالفكر- معناه أن مثاليتك بدأت تهتز. بدأت تتنازل عن المستوى العالي، وتسمح بالشيطان بمكان داخلك. إن الشيطان في بدء حروبه معك، يحاول أن يختبرك ويجس نبضك، ليعرف نوعيتك: هل أنت سهل أمامه أم صعب؟ هل ترفض كل ما يعرضه عليك بحزم وبدون نقاش؟ أم تقبل؟ أم تتفاوض؟ أم تتساهل معه وتقابله في منتصف الطريق. لذلك نراك تتساهل مع أفكاره، حينئذ تسقط هيبتك أمامه، ويعاملك على أساس هذه الخبرة. وحينئذ يجرأ الشياطين ويتلاعبون بك. ويُسلِّمك كل واحد منهم إلى الآخر لكي يلهو بك. ككرة قد نزلت إلى الملعب، واللاعبون يمررونها بينهم. احترس إذن لنفسك. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فالذي يتساهل مع الخطية مرة، يتعوَّد التساهل ويتمادى فيه.

    ** لا تتساهل مطلقًا مع الخطية مهما بدت أمامك بسيطة. فاعتبارك أنها بسيطة يقودك إلى التساهل. لا تحاول أن تقسم الخطايا إلى صغائر وكبائر. لا تقل هذا شيء بسيط، وهذا أمر تافه لا يزعج الضمير، وهذه ليست خطية؟ وهذا التَّصرُّف لا يعثرني، ولن يترك أثرًا في نفسي. واعلم أن كثيرين قد سقطوا لعدم تدقيقهم فيما يفعلونه. واعلم أيضًا أن الذي لا يحترص من الصغائر، يمكن أن يسقط في الكبائر. وكل خطية هي تمرُّد على الفضيلة، وانفصال عن العشرة مع اللَّه. والخطية عمومًا هي ضعف ودنس.

    ** كثيرون مثلًا يعتبرون أن أخطاء اللسان هي أمور بسيطة لا تزعج ضمائرهم. بينما كل كلمة بطَّالة يتكلَّم بها الشخص، سوف يعطي عنها حسابًا أمام اللَّه. وليست الكلمة البطالة هي فقط التي في مستوى الكذب والشتيمة والتجديف. إنما الكلمة البطالة هي كل كلمة ليست للمنفعة، وليست للبنيان. ولا شك أن الإنسان الذي يُدقِّق في كلماته، ولا يتساهل مع أخطاء اللسان، فإنه بالتالي لم يتساهل مع العمل الخاطئ. والتدقيق الذي يتعوَّده يشمل كل حياته وكل تصرفاته. كُن مُدقِّقًا إذن في كل شيء. واعلم أن التساهل مع الشيء الصغير يجعله يكبر. والذي يتساهل في الخطوة الأولى يقع في الثانية ثم في الثالثة وإلى غير حد. واعلم أن التساهل قد يؤدي إلى اللامبالاة، وإلى عدم الخوف من كسر وصايا اللَّه. لأنك في تساهلك لست تتساهل فقط مع حروب الشياطين، أو مع نقاوة قلبك، إنما تتساهل بالأكثر في حقوق اللَّه عليك في وصاياه الإلهية.

    ** وإن سقطت في خطية لا تتساهل في معاقبة نفسك عليها، وفي توبيخ ذاتك بل في معاقبة نفسك أيضًا. ولا تحاول أن تدلك ذاتك في سقطاتها وتلتمس لها عذرًا وتخفف عنها! لأن الذي يتساهل في توبيخ نفسه على خطاياه، ما أسهل أن يرجع إليها.

    ** وإن تعودت عدم التساهل مع الخطية، سوف تتعوَّد أيضًا التدقيق في القيام بواجباتك الروحية، وفي حرصك باستمرار على خلاص نفسك والاستعداد لأبديتك.
    +++
                  

01-06-2015, 12:20 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    ( يوم الثلاثاء)
    برمون عيد الميلاد المجيد
    6 يناير 2015
    28 كيهك 1731
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 50 : 2 ، 23 )
    مِن صِهيونَ حسنُ بهاءِ جَمالِهِ. اللهُ يأتي جَهاراً. وهُناكَ الطريقُ حيثُ أُريه خلاصَ اللهِ. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 1 : 1 ـ 17 )
    كتابُ ميلادِ يسوعَ المسيح ابن داوُدَ ابن إبراهيمَ. وإبراهيم وَلَدَ إسحق وإسحق وَلَدَ يعقوبَ. ويعقوبُ وَلَدَ يهوذا وإخوتهُ. ويهوذا وَلَدَ فارِصَ وزارحَ مِن ثامارَ. وفارصُ وَلَدَ حصرونَ. وحصرونُ وَلَدَ أرامَ. وأرمُ وَلَدَ عَمِّينادابَ. وعَمِّينادابُ وَلَدَ نَحشُونَ. ونَحشونُ وَلَدَ سَلمونَ. وسَلمونُ وَلَدَ بوعـزَ مِن راحـابَ. وبوعـزُ وَلَـدَ عُوبيـدَ مـن راعـوثَ. وعُوبيـدُ وَلَدَ يَسَّـى. ويَسَّى وَلَدَ داودَ الملكَ. وداودُ وَلَدَ سُليمانَ مِن التي لأوريَّا. وسُليمانُ وَلَدَ رحبـعامَ. ورحبـعامُ وَلَـدَ أبـيَّا. وأبـيَّا وَلَـدَ آســاف. وآسـاف وَلَـدَ يهوشـافاط. ويهوشافاطُ وَلَدَ يورامَ. ويورامُ وَلَدَ عُزِّيَّا. وعُزِّيَّا وَلَدَ يوثامَ. ويوثامُ وَلَدَ أحازَ. وأحازُ وَلَدَ حزقيَّا. وحزقيَّا وَلَدَ مَنسَّى. ومَنسَّى وَلَدَ عموص. وعموص وَلَدَ يوشِيَّا. ويوشِيَّا وَلَدَ يَكُنيا وإخوتهُ عند سبي بابل. وبعد سبي بابل يَكُنيَا وَلَدَ شألتئيلَ. وشألتئيلُ وَلَدَ زرُبَّابلَ. وزرُبَّابلُ وَلَدَ أبيهودَ. وأبيهودُ وَلَدَ ألياقيمَ. وألياقيمُ وَلَدَ عازورَ. وعازورُ وَلَدَ صادوقَ. وصادوقُ وَلَدَ أخيمَ. وأخيمُ وَلَدَ أليودَ. وأليودُ وَلَدَ ألِيعازرَ. وأليعازرُ وَلَدَ متَّانَ. ومتَّانُ وَلَدَ يَعقوبَ. ويَعقوبُ وَلَدَ يوسُفَ رجُلَ مريمَ التي وُلِدَ منها يسوعُ الذي يُدعَى المسيحَ. فجميعُ الأجيالِ من إبراهيمَ إلى داودَ أربعةَ عشرَ جيلاً، ومن داود إلى سبي بابل أربعةَ عشرَ جيلاً، ومن سبي بابل إلى المسيح أربعةَ عشرَ جيلاً.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 76 : 1,2 )
    اللهُ ظَاهِرٌ في اليهوُديَةِ، وعَظِيمٌ هو اسمُهُ في إسْرَائيلَ. صَارَ مُوضِعَهُ بسلام ومَسكَنُهُ في صِهْيَوْنَ. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 1 : 18 ـ 25 )
    أمَّا ميلادُ يسوعَ المسيح فكان هكذا: لمَّا كانت مريمُ أمُّهُ مخطوبةً ليوسُفَ، قبل أن يجتمعا، وجِدت حُبلَى من الرُّوح القدس. فيوسُفَ رجُلُهَا إذ كان بارّاً، ولم يشأ أن يُشهرهَا أرادَ تَخليتها سرّاً. ولكن فيما هو مُتفكِّرٌ في هذا، إذا ملاكُ الرَّبِّ قد ظهر لهُ في حُلم قائلاً: " يا يوسفُ ابن داودَ، لا تخفْ أن تأخُذَ مريم امرأتك. لأنَّ الذي ستلده هو من الرُّوح القُدُسِ. فستلد ابناً وتدعو اسمهُ يسوعَ. لأنَّهُ يُخلِّصُ شعبهُ من خطاياهُم ". وهذا كلُّه كان لكي يتمَّ ما قِيلَ من الرَّبِّ بالنَّبيِّ القائل: " هوذا العذراءُ تحبلُ وتلِدُ ابناً، ويُدعَى اسمه عمَّانوئِيلَ الذي تفسيرهُ اللهُ معنا ".فلمَّا استيقظَ يوسُفَ من النَّوم صنع كما أمرهُ ملاكُ الرَّبِّ. وأخذ مريم امرأته. ولم يعرفها حتَّى وَلَدت الابن ودعا اسمهُ يسوعَ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية
    ( 3 : 15 ـ 4 : 1 ـ 18 )
    أيُّها الإخوةُ بحسبِ الإنسان أقولُ: ليس أحدٌ يُرذل عهدَ إنسان قد تمَكَّنَ أو يزيدُ عليهِ. ولمَّا وُعدَ إبراهيم ونسلهُ بمواعيدٍ لا يقولُ وفي أنسالهِ كأنَّهُ يقولُ عن كثيرينَ بل كأنَّهُ عن واحدٍ: " وفي نسلِكَ " الذي هو المسيح. وإنَّما أقولُ هذا: إن النَّاموسَ الذي صار بعد أربعمائةٍ وثلاثينَ سنةً، لا يُبطلهُ عهدٌ قد سبق فتمكنَ من اللهِ حتى يُبطِّلَ الموعدَ. وإن كانت الوراثةُ من النَّاموسِ فلم تكن أيضاً من موعدٍ ولكنَّ الله وهبها لإبراهيم بموعدٍ.فما سبب النَّاموسِ بعدُ؟ قد وضِعَ من أجل التعدياتِ إلى أن يأتي النَّسلُ الذي قد وُعِدَ لهُ مُرتَّباً بملائكةٍ في يدِ وسيطٍ. وأمَّا الوسيط فلا يكونُ لواحدٍ ولكنَّ اللهَ واحدٌ. فالنَّاموسُ ضدُّ مواعيدِ اللهِ؟ حاشا! لأنَّهُ لو أُعطِيَ ناموسٌ قادرٌ أن يُحييَ لكانَ بالحقيقةِ البرُّ بالنَّاموسِ. لكنَّ الكتابَ أَغلقَ على الكلِّ تحت الخطيِّة ليُعطي الموعدُ من إيمانٍ بيسوعَ المسيح للَّذين يُؤمنونَ. ولكن قَبلما جاء الإيمانُ كُنَّا محروسينَ تحت النَّاموسِ مُغلَقاً علينا إلى الإيمانِ العتيد أن يُظهرَ. إذاً قد كان النَّاموسُ مُهذِّباً لنا إلى المسيح لكي نتبرَّرَ بالإيمان. ولكن بعدما جاء الإيمان لسنا بعد تحت مُرشدٍ.لأنَّكُم جميعاً أبناءُ اللهِ بالإيمان بالمسيح يسوع. لأنَّ جميعكُم الذين أعتمدتُم بالمسيح قد لَبِستُم المسيحَ. ليس يهوديُّ ولا يونانيُّ. ليس عبدٌ ولا حُرُّ. ليس ذكرٌ ولا أُنثى. لأنَّكم جميعاً واحدٌ في المسيح يسوع. فإن كُنتُم للمسيح فأنتم إذاً من زرع إبراهيم وحسب الموعد ورثةٌ.وإنَّما أقولُ: مادام الوارثُ طفلاً لا يَفرقُ شيئاً عن العبدِ، مع كونهِ سيِّد الكلِّ. بل هو تحت أوصيـاءَ ووكلاءَ إلى الوقتِ المؤجَّل من أبيهِ. هكذا نحن أيضاً: لمَّا كُنَّا أطفالاً، كُنَّا مُستعبدينَ تحت عناصر العالم. ولكن لمَّا جاء ملءُ الزَّمانِ، أرسلَ اللهُ ابنهُ مولوداً من امرأةٍ، صائراً تحت النَّاموس، ليشتري الذين هُم تحت النَّاموسِ، لننالَ التَّبنِّي. ثُمَّ بما أنَّكُم أبناءٌ، أرسلَ اللهُ روح ابنهِ إلى قلوبكم صارخاً: " يا أَبَا الآبُ ". إذاً لستَ بعدُ عبداً بل ابناً، وإن كُنتَ ابناً فوارثٌ للهِ.لكن حينئذٍ إذ كُنتُم لا تعرفونَ اللهَ، استُعبِدتم للذين ليسوا هم بالطَّبيعةِ آلهةً. أمَّا الآن إذ عَرَفتُمُ اللهَ، بل بالحَريِّ عُرِفتُمْ من اللهِ، فكيف تَرجعونَ أيضاً إلى الأركان الضَّعيفةِ الفقيرةِ التي تُريدونَ أن تُستعبدوا لها مرةٍ أخرى، أتحفظونَ أيَّاماً وشهوراً وأوقاتاً وسنينَ؟ إني أخافُ عليكم أن أكونَ قد تعبتُ فيكُم باطلاً.أتضرَّعُ إليكم يا إخوتي، كونوا كما أنا لأنِّي أنا أيضاً كما أنتُم. لم تَظلموني شيئاً. ولكنَّكُم تَعلمونَ أنِّي بضعفِ الجسدِ بشَّرتُكُم في الأوَّل. وتجربتكم التي في جسدي لم تزدروا بها ولا كرهتُموها، بل كملاكٍ من اللهِ قَبلتموها، كالمسيح يسوع. فأين إذاً تطويبُكُم؟ لأنِّي أشهدُ لكُم أنَّهُ لو أمكنَّكُم لقلعتُم عُيونكُم وأعطيتمونيها. أفقد صِرتُ إذاً عدُوّاً لكم لأنِّي أعلمتكم بالحقِّ؟ يغارونَ لكُم ليس حسناً، بل يُريدونَ أن يَصُدُّوكُم لكي تَغَاروا لهم. فحسناً أن تغاروا في الخير كُلَّ حينٍ، وليس في حضوري عندكم فقط.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
    ( 4 : 1 ـ 14 )
    يا أحبائي لا تُصدِّقوا كُلَّ روح، بل امتَحِنوا الأرواحَ: هل هيَ من اللهِ؟ لأنَّ أنبياءَ كذبةً كثيرينَ قد أتوا إلى العالم. بهذا تَعرفونَ روح الله من روح الضلالةِ: كُلَّ روح يعترفُ أن يسوعَ المسيح قد جاء في الجسدِ فهو من اللهِ، وكل روح لا يعترفُ بيسوعَ المسيح أنَّهُ قد جاء في الجسدِ، فليس من اللهِ. وهذا هو المسيح الكذَّاب الذي سَمِعتُم أنَّهُ يأتي والآن هو في العالم. أمَّا أنتُم فأبناءٌ من اللهِ، وقد غلبتموهم لأنَّ الذي فيكُم أعظمُ مِن الذي في العالم. هُمْ من العالم. مِن أجل ذلك يتكلَّمون من العالم، والعالم يسمعُ لهم. وأمَّا نحنُ فمن اللهِ. ومَن يعرف الله يسمعُ لنا، ومَن ليس من اللهِ لا يسمعُ لنا. بهذا نعرفُ روحَ الحقِّ وروحَ الضلالةِ. يا أحبائي، فلنحبَّ بعضنا بعضاً لأن المحبَّة هيَ من الله، وكلُّ مَن يُحبُّ فقد وُلِدَ من الله ويعرف الله. ومَن لا يُحبُّ لم يعرف الله، لأن الله محبَّةٌ. بهذا أُظهِرتْ محبَّة الله فينا: لأنَّ الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي يحيا به. فى هذا هيَ المحبَّة: ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبَّنا، وأَرسَلَ ابنه فداءً لخطايانا.يا أحبائي، إن كان الله قد أحبَّنا هكذا، ينبغي لنا أيضاً أن نحبَّ بعضنا بعضاً. الله لم ينظره أحدٌ قطُّ. إن أحببنا بعضنا بعضاً، فالله يثبت فينا، ومحبَّته قد تكمَّلت فينا. بهذا نعرف أننا نثبت فيه وهو يثبت فينا: لأنَّهُ أعطانا من روحه. ونحن قد رأينا ونشهد أن الآب قد أرسل الابن لخلاص العالم.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 13 : 13 ـ 25 )
    ثُمَّ أقلعَ بولس وبرنابا ومن معهما وأتوا إلى بَرجَةِ بمفيليَّة. وأمَّا يوحنَّا ففارقهم ورجعَ إلى أُورشليمَ. وأمَّا هم فخرجوا من برجة وأتوا إلى أنطاكية بيسيديَّة، ودخلوا المجمعَ يوم السَّبتِ وجلسوا. وبعد قراءة النَّاموس والأنبياء، أرسل إليهم رؤساءُ المجمع قائلين: " أيُّها الرِّجالُ إخواننا، إن كانت عندكم كلمةُ تعزية للشَّعب فقولوها ". فقام بولس وأشار إليهم بيده وقال: " أيُّها الرِّجال الإسرائيليُّون والذين يتَّقونَ اللهَ، اسمعوا. إله شعبِ إسرائيل اختار آباءَنا، ورفع الشَّعب في الغُربةِ في أرض مصر، وبذراع عاليةٍ أخرجهم منها. وعالهم مُدَّة أربعينَ سنةً في البرِّيَّة. ثُمَّ أهلكَ سبعة أمم في أرض كنعان وأورثهم أرضهم أربعمائة سنة. وبعد ذلك أعطاهم قضاة حتَّى صموئيل النَّبيِّ. ومن ثَمَّ طلبوا ملكاً، فأعطاهم اللهُ شاولَ بن قيسٍ، رجلاً من سبط بنيامينَ، أربعين سنةً. ثُمَّ عَزله وأقامَ لهم داود ملكاً، هذا الذي شَهِدَ لأجله إذ قال: وجَدتُ داودَ بن يَسَّى رجُلاً حسبَ قلبي، هذا الذي سيصنعُ كُلَّ مشيئتي. ومن نَسلِ هذا، حسبَ الوعدِ، أقام اللهُ مُخلِّصاً لإسرائيل يسوع. إذ سبق يوحنَّا فكرز قبل مجيئهِ بمعموديَّة التوبة لجميع شعبِ إسرائيل. ولمَّا أكمل يوحنَّا سعيهُ جعل يقول: " مَن تَظُنُّون أنِّي أنا؟ لستُ أنا إيَّاهُ، لكن هوذا يأتي بعدي الذي لستُ مستحقِّاً أن أَحُلَّ حِذاءَ قَدَميهِ.
    ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بِيِعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )
    السنكسار
    اليوم الثامن والعشرون من شهر كيهك المبارك
    شهادة مائة وخمسين رجلاً وأربع وعشرين امرأة من أنصنا
    في هذا اليوم استشهد مائة وخمسون رجلاً وأربع وعشرين امرأة، كانوا من أهل أنصنا يعبدون الأصنام. واتفق حضورهم إلى دار الولاية فشاهدوا الجُند يُعذِّبون القديس بولس السرياني، لأن الوالي كان قد أمرَ بأن تُحمَّى مسامير في النار وتفقأ بها عيني هذا القديس. وإذ وضعوا المسامير في عينيه إنفقأتا. ثم ألقوهُ في السجن، وفي صباح الغد لمَّا أحضروه كان هؤلاء الرجال والنِّسوة حاضرين. فرأوا عينيه سالمتين كما كانتا أولاً. فتعجبوا قائلين: لا يقدر على صنع مثل هذه الآية إلاَّ الإله وحده خالق الطبيعة ومُبدعها من العدم، ثم صاحوا بفمٍ واحد قائلين: نحن مؤمنين بإله القديس بولس، وتقدّموا ساجدين أمام قدمي القديس طالبين أن يُصلِّي مِن أجلهم. فأقامهم ودعا لهم بالخير. وبعد ذلك تقدموا إلى الوالي، واعترفوا بالسيد المسيح. فأمر بقطع رؤوسهم ونالوا إكليل الشهادة. صلاتهم تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 110 : 3)
    مَعْكَ الرئَاسةُ في يوم قُوَّتِكَ. في بَهَاءِ القدِّيِسِينَ. مِنْ البْطنِ قَبلَ كَوكَبِ الصُّبح وَلَدتُكَ. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 2 : 1 ـ 20 )
    وفي تلكَ الأيِّام صَدرَ أمرٌ مِنْ أوغُسطُس قيصرَ بأن يُكتتبَ كُلُّ المسكونةِ. وهذا الاكتتاب الأوَّلُ حصلَ إذ كانَ كيرينيوس والي على الشام. فمضى الجميعُ لِيكتتبوا كُلُّ واحدٍ إلى مدينتهِ. فصعدَ يوسفُ أيضاً من مدينةِ النَّاصرةِ إلى اليهوديَّةِ، إلى مدينةِ داوُدَ التي تُدعَى بيتَ لحم، لكونهِ من بيتِ داوُدَ وعشيرتهِ، ليُكتتبَ مع مريم المخطوبةِ لهُ وهيَ حُبلَى. وبينما هُما هُناكَ تمَّت أيَّامُها لِتَلِدَ. فَولدت ابنها البكرَ ولفتهُ ووضعتهُ في مذودٍ، إذ لم يكُن لهُما موضعٌ في المنزلِ.وكان في تلكَ الكورةِ رُعاةٌ يرعونَ في الحقلِ ويحرسونَ حراسةِ اللًّيل على رعيَّتهُم، وإذا ملاكُ الرَّبِّ وقفَ بهم، ومجدُ الرَّبِّ أضاءَ عليهم، فخافوا خوفاً عظيماً جداً. فقالَ لهُم الملاكُ:" لا تخافوا. فها أنا أُبشِّركُم بفرح عظيم سيكونُ لجميع الشَّعبِ: إنهُ وُلِدَ لكُم اليوم في مدينةِ داودَ مُخلِّصٌ هو المسيحُ الرَّبُّ. وهذه لكُم علامةٌ تجدونَ طفلاً ملفوفاً موضوعاً في مذودٍ". وظهرَ بغتةً مع الملاكِ جمهورٌ من الجندِ السَّماويِّ مُسبِّحينَ اللهَ وقائلين: " المجدُ للهِ في الأعالي، وعلى الأرضِ السَّلامُ، وفي النَّاس المسرَّةُ ".ولمَّا مضت عنهمُ الملائكةُ إلى السَّماءِ، تكلَّم الرُّعاةُ مع بعضهُم قائلينَ: " هلمَّ بنا إلى بيتِ لحمُ لننظرَ هذا الكلام الذى كانَ. الذى أعلَّمنا بهِ الرَّبُّ ". فجاءوا مُسرعينَ ووجدوا مريمَ ويُوسفَ والصبيَّ موضوعاً في مذودٍ. فلمَّا رأوهُ عَلِموا أنَّ الكلامُ الَّذي قِيلَ لهُم كانَ عن هذا الصبيِّ. وكُلُّ الَّذينَ سمعوا تعجبوا ممَّا قيلَ لهُم من الرُّعاةِ. وأمَّا مريمُ فكانت تحفظُ جميعَ هذا الكلام مُتفكِّرَةً بهِ في قلبها. ثُمَّ رجعَ الرَّعاةُ وهم يمجِّدونَ اللـهَ ويسبِّحونهُ على كُلِّ ما سمعوهُ ورأوهُ كما قِيلَ لهُم.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

01-06-2015, 11:48 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 21-2-2010

    اجلس إلى نفسك وحاسِبها

    إذا أردت أن تتوب، أو أن تكون أمينًا في علاقتك مع الله، فعليك بين الحين والحين أن تجلس إلى نفسك. فلماذا؟

    ** فأنت إما أنك لا تشعر بما أنت فيه من خطر. لا تعرف حالتك بالضبط، ولا تدرك أخطاءك ولا عمقها وبشاعتها. لأن دوامة المشغوليات والاهتمامات تجذبك إليها باستمرار، وأنت غارق فيها تمامًا... ليس لديك وقت أن تفكر في نفسك وفي روحياتك. وربما لا يخطر هذا الموضوع على فكرك! إذن فأنت محتاج أن تجلس إلى نفسك وتفحصها وتراقبها، لكي تدرك مستوى ما أنت فيه من الروحيات أو مستوى بعدك عنه.

    ** أو ربما إنك تعرف أخطاءك، أو تعرف البارز منها. ولكن ليس لديك وقت ولا فرصة، لكي تفكر كيف تترك تلك الأفكار، وكيف تعالجها. وقبل أن يدور بذهنك أن تعالج خطاء معينًا تكون قد وقعت في غيره أو في ما هو أشد منه... والأخطاء والخطايا تحيط بك من كل ناحية، وليست هناك فرصة للتخلص منها. إذن فأنت محتاج أيضًا أن تجلس إلى نفسك لكي تعالج ما يحتاج فيها إلى معالجة.

    ** وكما يحتاج المريض إلى كشف أشعة وأجهزة تحاليل لكي يعرف ما يدور في داخله بالضبط ونوعية ومدى خطورة أمراضه، وهو يحتاج أيضًا أن يعرف العلاج وممارسته لكي يشفى. وأن يتابع هذا العلاج مع طبيب حكيم خبير بالأمراض وعلاجها. وهذا لا يتأنى بالمريض. إلا إذا انتزع نفسه من مشغولياته وذهب للكشف... هكذا الجلسة مع النفس.

    ** هذه الجلسة الروحية مع النفس هدفها تنقيتها. وذلك بأن يكتشف الشخص خطاياه وضعفاته، ويلوم نفسه عليها. ثم يعرف أيضًا أسباب سقوطه، سواء أكانت أسباب خارجية تضغط عليه، أو أسبابًا داخلية يسعى فيها هو نفسه إلى الخطية، أو هي طباع وعادات أو تأثرات بآخرين... ويحاول في كل هذا أن يتحاشى ما يبعده عن حياة التوبة والنقاوة. ويعزم عزمًا قلبيًا أكيدًا أن يترك أخطاءه بكل رضى واقتناع داخلي.

    ** والإنسان الروحي لا يقصر جلسته مع نفسه على بحث الماضي والندم عليه وتبكيت النفس على أخطائها. إنما عليه أيضًا أن يفكر في مستقبله الروحي، ويضع كذلك خطة حكيمة من واقع حالته واختباراته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ويصمم في أعماقه أن يسلك في ذلك بتدقيق شديد وبجدية والتزام... وفي كل ذلك يطلب من الله نعمة وقوة لكي يسلك حسنًا فيما بعد.

    ** وإني أنصح بهذه المناسبة، أن الشخص الذي ينوى أن يحيا حياة بارة في المستقبل، لا ينفعه أن ينتهز هذا الشعور فيقدم لله تعهدات ونذورًا أنه سيفعل كذا وكذا! كما لو كان له ثقة أو غرور بقدرته الشخصية الذاتية حتى أن البعض يقول في جلسته هذه افعل بي يا رب ما تشاء من الويلات إن رجعت إلى هذه الخطية مرة أخرى!.. فما أكثر مَنْ وعد الله وعودًا، ولم ينفذ. ثم عاد يقول في حزن:

    كما وعدت الله وعدًا حانثًا ليتني من خوف ضعفي لم أعد

    إنما الأمر لا يعد أن يكون مجرد رغبات مقدسة، تعرض فيها إرادتك وعزمك على الله، ليعطيك قوة على التنفيذ. لأنك بدون معونته لا تستطيع أن تفعل شيئًا. وهكذا تندمج جلستك مع نفسك لتكون جلسة صلاة تطلب فيها القوة.

    ** ولاشك أن الشيطان يقاوم بكل قوته جلوسك مع نفسك، لأنه يخشى أن تقلت من سيطرته عن طريقه. إما أنه يخشى في جلوسك مع نفسك، أن تدرك سوء حالتك الروحية فتفكر جديًا في التوبة، وبهذا تفلت من يده. وإما أنه يخشى في جلوسك مع نفسك، أن تطلب معونة من الله، وأن تنال منه قوة روحية لا يقوى الشيطان على مقاومتها... والشيطان جرب كيف أن كثيرين جلسوا إلى أنفسهم فتابوا. مثال ذلك القديس أوغسطينوس الذي لم يستطع أن يتوب وهو في دوامة المشغوليات، ودوامة الأصحاب، ودوامة الفلسفة والفكر... لكنه لما جلس إلى نفسه تلك الجلسة الروحية العميقة، استطاع أن يصل إلى الإيمان وإلى التوبة وأن يرجع إلى الله ويفلت إلى الأبد من قبضة الشيطان. ولم تكن مجرد جلسة عادية، إنما هي جلسة مصيرية.

    ** لذلك فالشيطان يقاوم جلوس الإنسان مع نفسه وذلك بأمرين: أما أن يمنع جلوس الإنسان مع نفسه، بأن يقدم له عشرات من المشغوليات ومئات من الأفكار، ويذكره بأمور تبدو أمامه هامة جدًا، ويجب أن يتفرغ لها. وكل ذلك لكي يعود إلى دوامته مرة أخرى. مثال ذلك إذا انتهزت فرصة بداية عام جديد من حياتك لتجلس مع نفسك، يمكن للشيطان أن يعمل على شغل هذه المناسبة بالحفلات والمجاملات حتى تنشغل بذلك ولا تخلو للتفكير بنفسك.

    ** ولكنك إذا أصررت على الجلوس إلى نفسك وفحص تصرفاتك وحياتك، ووجدت فرصة لذلك، وابتعدت عن المشغوليات ولو إلى حين، حينئذ تكون خطة الشيطان أن يجلس معك أثناء جلوسك مع نفسك. فهو لا ييأس أبدًا. وفي اشتراكه معك في جلستك الروحية، يقدم لك أفكارًا وأحاسيس من عنده بأن يمنعك من تبكيت نفسك على أخطائها، ويخفف من مشاعر ندمك، فإن تذكرت آية خطية، فبدلًا من أن ينسحق قلبك بسببها وتوبخ ذاتك، يقدم لك الشيطان عنها أعذارًا وتبريرات، بمحاولة لتدليل النفس ومجاملاتها، أو تخفيف المسئولية عنها بإلقائها مثلًا على الوسط الخارجي أو الآخرين... وكل ذلك لا ينفعك روحيًا، ولا يقودك إلى التوبة. إن لومك لغيرك لا يبررك، حتى لو كان ذلك الغير ملومًا فعلًا. لهذا يجب أن تركز على ما فعلته أنت لأنك مطالب به. وأنت لا تنال المغفرة بالتبريرات وإنما بالتوبة وإدانة النفس.

    ولعل من حيل الشيطان أيضًا، أن يقلل لك من خطورة خطاياك. ولا يجعلها تبدو على حقيقتها في بشاعتها، كما لو كانت شيئًا بسيطًا لا تستحق أن تحزن بسببه وتندم. وما أسهل أن يسمى لك الخطايا بغير أسمائها. أو يفلسف الخطية ويحاول أن يخفيها وراء سلامة القصد وحسن النية! وفي كل هذا يقودك إلى الاستهانة واللامبالاة ولا يساعدك على التوبة، بل ربما يدفعك إلى الاستمرار فيما أنت فيه. أما أنت فحينما تجلس مع نفسك حاسبها بكل حزم. وافحصها بدقة، واطمئن باستمرار على نقاوتها.
    +++
                  

01-07-2015, 05:15 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 28-2-2010

    البِرّ الذاتي، و التبريرات


    ** يقولون كل الناس هكذا (الكل كده) فهل نشذ نحن عن المجتمع؟! وكأنهم بهذا يعتبرون أن الخطأ إذا صار عامًا، لم يعد خطئًا يُلام عليه الفرد! كأن نقائص المجتمع كله لم تعُد نقائص. أو صار الخطأ العام مبررًا لخطأ الفرد!! كلا، فالخطأ هو خطأ، عامًا كان أو خاصًا. ومن أجل ذلك يقوم المصلحون الاجتماعيون بإصلاح أخطاء المجتمع. وكذلك يُهاجمها الرُّعاة ورجال الدين والكُتَّاب وأصحاب المبادئ.

    ** إن أبانا نوح كان يعيش ببِرِّهِ في عصر كله فاسد. وبلغ من فساد الناس في تلك الأيام، أن اللَّه أغرق العالم كله بالطوفان. فهل كان ذلك الفساد الذي عم العالم كله، عُذرًا لأبينا نوح أن يسلك مثلهم هو وأسرته، ويقول: (كل العالم كده)، فهل نشذ عن المجتمع! أم أنه سلك بكماله أمام اللَّه والناس، وكان لابد له أن يشذ عن ذلك المجتمع الفاسد. وهكذا نجَّاه اللَّه وأسرته من الطوفان. وهكذا كان لوط أيضًا في أرض سدوم الفاسدة التي حرقها اللَّه بالنار.

    ** إن الأبرار يحتفظون بمبادئهم السامية، مهما كان الخطأ عامًا، أو منتشرًا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فهُم لا يتبعون المثل القائل: "إن كنت في بلد يعبدون فيه العجل، حش وارمي له! " كلا، فالخطأ العام يجعل الأبرار أكثر حرصًا ودقة. فهم يطيعون ضمائرهم، ولا ينجرفون مع التيار.

    ** عِش بروحياتك السليمة، حتى لو عشت بها وحدك. كما قلنا في الشِّعر:

    سأطيع اللَّه حتى لو أطعت اللَّه وحدي

    لذلك إن لم تستطع أن تؤثر على المجتمع بروحياتك، فعلى الأقل لا تندمج في الأخطاء العامة وتخضع لها، ولا تجعلها تؤثِّر عليك... لماذا تأخذ موقفًا ضعيفًا أمام الذين يُعيِّرونك بتدينك؟! إن القلب القوي يحتمل كل شيء من أجل الثبات في مبادئه.

    ** هناك مَن يعتذر عن عدم سلوكه في حياة الفضيلة، بأن هناك عوائق تمنعه من ذلك... وهذا الاعتذار لا يليق بالأقوياء المحتفظين بنقاوة قلوبهم. بل هم ينتصرون على العوائق. لأن محبة الخير التي في قلوبهم، هي أقوى من العوائق الخارجية. ومادامت لهم النية الخيِّرة والإرادة القوية، حينئذ يجدون الوسائل الكثيرة للخير الذي يريدون أن يفعلوه. يكفي أنك تريد الخير، وحينئذ تجد نعمة اللَّه تفتح أمامك أبوابًا كانت مُغلقة. فلا تفكِّر إذًا في العوائق إنما فكِّر جيدًا كيف تنتصر عليها. أم أن دوافعك الداخلية ضعيفة، لذلك تعتذر بالعوائق؟! إن أبانا إبراهيم لم يجد عائقًا أمامه في تقديم ابنه ذبيحة للَّه، لأن قلبه كان قويًا بالإيمان. والشهداء لم يعتذروا بالعذابات التي يتعرَّضون لها أو كافة الضغوط الخارجية أو الإغراءات. بل بقلوبهم القوية انتصروا. وكل الأبرار الأنقياء القلوب، لا يعترفون بالإغراءات الخارجية ولا يخضعون لها، ولا يتخذونها مُبرِّرًا لارتكاب الخطية. ومثال ذلك يوسف الصديق الذي ضغطت عليه الخطية من الخارج وبقبله النقي انتصر عليها.

    ** يعتذر البعض بعبارة: (أنا ضعيف، والوصية الإلهية صعبة!)، وهنا عُذر غير مقبول لأنه لو كانت الوصية صعبة وغير ممكنة، ما كان اللَّه يأمر بها. إن اللَّه لا يأمرنا أبدًا بالمستحيل.

    إن باب الأعذار واسع قد يدخل فيه الصدق والكذب... والإنسان غير التائب، على الرغم من أخطائه، فإن نفسه تكون جميلة في عينيه يناقش في موضوع برها ويجادل ويجد له أعذارًا.
    +++
                  

01-08-2015, 00:58 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 7-3-2010

    الحسد والغيرة


    الحسد بمعناه اللغوي هو تمنِّي زوال النعمة أو الخير عن المحسود، وتحول هذه النعمة والخير إلى الحاسد. وبهذا المعنى يكون الحسد خطية مزدوجة. فتمني زوال النعمة عن المحسود خطية لأن ذلك ضد المحبة، والمحبة لا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق. وسليمان الحكيم يقول: "لا تفرح بسقطة عدوك، ولا يبتهج قلبك إذا عثر" فكم بالأكثر إن كان الشخص الذي يتمنى له الحاسد السقوط ليس عدوًا، ولم يفعل به شرًا!! كذلك تمنى تحول خيره إلى الحاسد يحمل خطية أخرى، إذ هو شهوة خاطئة.

    ** هناك نوع آخر من الحسد، يُحذِّر منه الحكيم بقوله: "لا تحسد أهل الشر ولا تشته أن تكون معهم". وهنا يرتبط الحسد بشهوة الخطية. فيحسد الذين يرتكبونها حين لا يكون بإمكانه ذلك. وهذا يدل على عدم وجود نقاوة في القلب، وعلى أن القلب ليست فيه محبة اللَّه ولا محبة الخير.

    ** والحسد عمومًا هو ضد المحبة. فالذي يحب إنسانًا لا يمكن أن يحسده. وأنت إن أحببت إنسانًا، تتمنى أن تزيد نعمة اللَّه عليه، لا أن تزول النعمة منه. وإن أحببت إنسانًا، فإنك تُفضِّله على نفسك، بل تبذل نفسك من أجله. وهكذا لا يمكن أن تشته أن يتحول الخير منه إليك. فالمحبة تبني ولا تهدم.

    وهكذا فإن الأم التي تحب ابنتها، لا يمكن أن تحسدها على زواج موفق. بل تسعد بسعادتها وتكون في خدمتها في يوم زواجها. تبذل جهدها أن تكون ابنتها في أجمل صورة وأجمل زينة. وكذلك الأب يفرح بنجاح ابنه. ولا يمكن أن يحسده على نجاحه ولا على تفوقه، ولا على نواله درجة أعلى من درجة هذا الأب.

    ** أمَّا من جهة الغيرة، فليست كل غيرة لونًا من الحسد الخاطئ. وليست كل غيرة ضد المحبة. لأنها مغبوطة هي الغيرة في الحسنى. إنها الغيرة التي لا تحسد، وإنما تقلد، وتتحمس للخير فنحن نسمع عن فضائل الأبرار، سواء الذين تركوا عالمنا الحاضر، أو الذين مازالوا أحياء. فنغار منهم غيرة تجعلنا نتمثل بأفعالهم، لا أن نحسدهم أو نتمنى زوال النعمة منهم إلينا!! بل نفرح كلما نعرف جديدًا من فضائلهم.

    إنَّ الذي يحب الفضيلة، لا يحسد الفضلاء. والذي يحب الفضلاء، لا يحسدهم بل يقلدهم. إن القديسين ما كانوا يحسدون بعضهم بعضًا في حياة الروح. بل كان ارتفاع الواحد منهم في الطريق الروحي، يُشجِّع الآخرين ويقويهم، فيمجدون اللَّه بسببه. وتملكهم الغيرة المقدسة، فيفعلون مثلما يفعل. ويطلبون صلواته عنهم وبركته لهم.

    ** هنا ونسأل سؤالًا هامًا وهو: هل الحسد يضر؟ نقول أولًا إن الحسد يضر الحاسد وليس المحسود. فالحاسد تتعبه الغيرة، ويتعبه الشعور بالنقص. يتعبه منظر المحسود في مجد. تتعبه مشاعره الخاطئة. وكما قال الشاعر:

    اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله

    فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله

    ** وكذلك فإن الحاسد يتعبه تفكيره وسعيه في الأضرار بالمحسود. وقد لا يفلح في ذلك، ويزداد المحسود ارتفاعًا، فيزداد هو غيظًا... إن القلب الخالي من المحبة لابد أن يتعب. وقد يسعى الحاسد إلى التحرش بالمحسود وإهانته. فيقابله المحسود برقة ولطف، فتتعبه رقته ولطفه. ويتعبه فشله في إثارته، وتزداد فيه النار اشتعالًا.

    ** نقطة أخرى وهى أن الحسد مع كونه في حد ذاته لا يضر، ولكن المؤامرات التي يدبرها الحاسدون قد تضر أحيانًا. ولا يكون الضرر عبارة "ضربة عين" كما يظن البعض! وإنما هو متاعب نتيجة لمؤامرات الحاسدين. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). إن الحسد هو مشاعر قلب خاطئ، وليس ضربة عين. ونحن حينما نطلب من الله في صلواتنا أن ينجينا الله من الحسد، لا نقصد أبدًا أن ينجينا من ضربة عين، إنما من مؤامرات الحاسدين. كما نطلب من الله أيضًا أن يُبعد عن قلوبنا حسدنا لغيرنا.

    إن كثيرًا من الناس يحاولون إخفاء كل خير يأتيهم خوفًا من حسد الناس لهم! ولكنه خوف مبنى على جهل، ظانين أن معرفة الحاسدين بخيرهم تسبب لهم ضررًا! أو ألا ضربة عين تصيبهم، فتفقدهم ما هم فيه من خير!

    ** إن ضربة العين لو كانت حقيقية، إذن لهلك كل أصحاب المواهب والمناصب والتفوق... الحاصلون على جائزة نوبل Nobel Prize كل عام، أليس لهم حاسدون؟ وهؤلاء الحاسدون أليست لهم عيون؟... فهل نتيجة حسدهم يفقد العالم أعظم علمائه وأدبائه وأبطال السلام فيه!! وأيضًا أبطال الرياضة أصحاب الكئوس الذهبية، والميداليات، والمتفوقون في الفن والموسيقى، وملكات الجمال في العالم... أليس لكل هؤلاء حاسدون، وللحاسدين عيون... والذين ينجحون في الانتخابات أو الذين يتولون مناصب ورياسات على كل المستويات، وفي كل البلاد أليس لهم حاسدون. وأوائل الثانوية العامة، وقد يكون الأول متفوقًا بنصف درجة فقط عن الذي يليه، أليس لكل أولئك حاسدون ولهم عيون "تفلق الحجر"؟!!

    ** ننتقل إلى نقطة أخرى وهى حسد الشياطين. لاشك أن الشيطان يحسد الإنسان البار على بره وفضائله ونقاوة قلبه، بينما الشيطان قد فقد تلك النقاوة وكل ما يتعلق بالبر، ويحسده أيضًا على علاقته الطيبة مع اللَّه تبارك اسمه بينما هو قد خسر تلك العلاقة، ويحسده على ما يتمتع به من نعمة ومن بركة بينما الشيطان محروم من كل هذا. ويحسده على ما ينتظره في الأبدية من نعيم وفرح بينما الشيطان يخاف هذه الأبدية.

    ** لذلك فإن الشيطان إن وجد الإنسان في طريقه لعمل فضيلة معينة، يحاول أن يبعده عن عملها بكافة الطرق. وإن وجد الإنسان بارًا، يحاول أن يسقطه من بره. ولكن الله لا يسمح له بكل ذلك، ويرسل حفظه لهذا الإنسان.
    +++
                  

01-08-2015, 01:59 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 14-3-2010

    المحبة الضارة

    على الرغم من أن المحبة فضيلة كبرى، إلا أنه توجد محبة ضارة. ولعل من أسباب المحبة الضارة، أن تكون بغير حكمة، أو بعيدة عن الروحيات، أو تتصف بالذاتية، أو تتعارض مع وصايا اللَّه. وسنتكلَّم في هذا المقال عن أنواع من هذه المحبة الضارة.

    ** لا يستطيع أحد مِنَّا أن ينكر محبة الأم، حتى أنه يضرب بها المثل في الحنان وفي عمق المحبة. ومع ذلك يمكن أنَّ أُمًّا تحب ابنها بطريقة ضارة. ومن أمثلة ذلك تدخلها في زواج ابنها وبعد زواجه. هذا مع الابن ومع الابنة: إمَّا في الإسراع بالتزويج قبل النضوج أو قبل التوافق... أو اختيار زوج تظن فيه الأم أنه صالح لابنتها، فتدفعها إلى الزواج به دفعًا ويكون في ذلك ضرر لها طول الحياة... ومن المحبة الضارة أن تتدخل الأم في الحياة الزوجية لابنها. وهى تظن أنها تفعل ذلك إشفاقًا عليه، بينما تحطم حياته الزوجية.

    ** ومن أساليب المحبة الضارة، المديح الضار، الذي يقود أحيانًا إلى الغرور، وإلى حسد الآخرين ومتاعبهم. وإعلان ذلك المديح يكون بغير حكمة.

    ويماثل المديح الخاطئ في ضرره، الدفاع عن الأخطاء، بدافع من الحُب الخاطئ. هذا الدفاع يجعل المخطئ يثبت في أخطائه، وقد يؤدي ذلك إلى هلاكه. ولا شكَّ أن مبرئ المذنب هو مثل مُذنِّب البريء، في أن كليهما ضد الحق.

    وقد يحدث الدفاع عن الأخطاء في جو الأسرة والأصدقاء، أو في تملق الملوك والزعماء، أو في مجال المخطئين دينيًا. إنها محبة خاطئة، بل محبة ضارة. سواء كانت عن ثقة واقتناع، أو عن تملق رخيص.

    ** ومن ألوان المحبة الخاطئة تسهيل الشر. مثال ذلك طالب يقوم بتغشيش زميله في الامتحان بدافع من الشفقة والمحبة! أو طبيب يكتب شهادة مرضية وهمية...! أو صديق يشهد شهادة زور تأييدًا لصديقه. أو محاسب يساعد ممولًا على اختلاس حقوق الدولة في الضرائب. أو أستاذ باسم الرحمة أو المحبة يخفض المُقرر لتلاميذه، ويُقدِّم لهم في الامتحان أسئلة تافهة لكي ينجحوا ولم ينالوا من العلم شيئًا... كما يحدث أحيانًا تسهيل زواج غير شرعي!!!

    وينضم إلى هذا البند أيضًا النُّصح الخاطئ.

    ** ومن أمثلة المحبة الضارة، أن أبًا يحب ابنًا له أكثر من بقية أبنائه. فيثير فيهم عن عوامل الحسد ضد أخيه. ومن أمثلته أيضًا الذي يتزوج امرأتين، ولا يكون عادلًا بينهما في المحبة.

    ** ومن ألوان المحبة الضارة الاستحواذ. أي المحبة التي تحبس محبوبها في حيزها الخاص. كالأم التي تمنع ابنها من سفر بعيد يفيده جدًا، لأنها تريده إلى جوارها وبهذا تضره وتُضيِّع مستقبله بسبب محبتها الضارة. وكثيرًا ما تحدث أمثال هذه المشاكل في محيط الحياة الزوجية أو الحياة العائلية بصفة عامة. مثل الزوج الذي تدعوه أنانيته في محبته إلى التضييق على زوجته في الدخول والخروج، وفي الكلام وفي الابتسام، وفي الزيارات وفي اللقاءات. كمَن يحبس عصفورًا في قفص، ويمنعه من الطيران، ليصير له وحده، ويُغنِّي العصفور له وحده! ولا تهمه حرية العصفور في شيء. وفي تضيق الرجل على امرأته بسبب محبته الأنانية لها، يجمع الرجل بين نقيضين: الحب والقسوة!!

    ونفس الوضع بالنسبة إلى الزوجة التي تضر رجلها بمحبتها، فتضيق عليه الخناق أيضًا. وتكثر من أسئلتها وتحقيقاتها حول مواعيده ومقابلاته وعلاقاته، بطريقة تصيبه بالضجر والضيق النفسي. وتصيبها هي بالشك والقلق والخوف... وكل ذلك بِاسم الحب!!

    ومحبة الاستحواذ قد توجد أيضًا في محيط الأصدقاء. فبِاسم المحبة يريد الشخص من صديقه أن يتحيز له، فيصادق مَن يُصادقه ويعادى مَن يُعاديه. وهكذا يضره من جهة علاقاته ومن جهة روحياته... وأحيانًا يُضيِّع وقت هذا الذي يُحبه. وبِاسم المحبة إذ يشغل وقته، كثيرًا ما يؤثِّر ذلك على دراسته أو عمله فيضره!

    ** ومن المحبة الضارة، أنها تتركز أحيانًا في الجسد، وتتحول إلى شهوة. وللأسف قد يسميها البعض حبًا بينما هي شهوة، تضر نفسها، وتضر مَن تحبه أيضًا. سواء الضرر الروحي، أو ما يصاحبه من أضرار أخرى.

    ** ومن المحبة الضارة المحبة التي تشفق على الجسد وتضر الروح. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). كأم تشفق على ابنها، وتمنعه من الصوم حرصًا على صحة جسده. ومن مظاهر المحبة الخاطئة التدليل. وفيه الشفقة الزائدة والإنفاق الزائد على الحاجة وتقديم أنواع المُتع العديدة. وعدم فرض عقوبة مهما كان الذنب. أو تكون العقوبة نوعًا من التوبيخ الهادئ جدًا الذي لا يمكن أن يروع أحدًا فيستمر الخطأ. وقد يصل تدليل الأم لابنها أنها تُغطِّي على أخطائه أمام أبيه حتى لا يُعاقبه. بل قد تدافع عنه بالباطل، وهكذا يفسد الابن، إذ لا يجد مَن يؤدِّبه أو يربيه. وقد تقاسي الأم بعد ذلك من سوء سلوك ابنها وتطاوله عليها.

    ** ومن ألوان المحبة الضارة، محبة المريض لمَّا يزيد مرضه. كمريض بالسكر يحب الحلويات، أو مريض بالكوليسترول يحب الدهنيات. أو شخص يحب المخدرات ولا يقدر عن الامتناع عنها وكل هذا يضره. وكل من هؤلاء يضر نفسه دون أن يضره غيره...

    ** وبالمثل شخص لمحبته الخاطئة لنفسه يكثر من الافتخار ومديح نفسه بطريقة تنفر الناس منه... أو إنسان بخيل يحب المال ويكنزه ويُنمِّي رصيده، بأسلوب يبخل به على نفسه وعلى المحيطين به، فيضر نفسه ويضرهم.

    ** وهناك محبة أخرى للمرضى تضرهم. كأن يزورهم شخص يحبهم، فيبقى إلى جوارهم مدة طويلة يتحدث إليهم. وهم صحيًا في حاجة إلى الراحة. وبكلامه معهم لا يعطيهم فرصة للاتصال باللَّه أثناء مرضهم. أو من المحبة للمريض، خداعه في نوع مرضه. فلا يهتم بأبديته وما يلزمه من التوبة. أو بتقديم مُتَع للمريض أثناء مرضه يمكن أن تضره.

    ورُبَّما إنسان يحب شخصًا فيُضيِّع سمعته.
    +++
                  

01-09-2015, 05:59 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 21-3-2010

    محبة خاطئة للنفس تضرها


    كل إنسان في الدنيا يحب نفسه، ولا يوجد أحد لا يحب نفسه، وليست محبة النفس خطيئة. ولكنها تصبح كذلك إذا كانت محبة خاطئة أو تقود إلى خطأ. وهناك حروب روحية تُسمَّى حروب الذات، أو عبادة الذات، التي يتمركز فيها الإنسان حول نفسه ويقول أريد أن أبني نفسي، أو أن أُحقِّق ذاتي. وللأسف يبني نفسه بطريقة خاطئة.

    ** من المحبة الخاطئة للنفس، المحبة الخاصة باللذَّة والمُتعة. منها لذة الحواس التي تقود إلى الشهوة وإلى الخطيئة. وفيها قد يفتخر شخص ويقول: "مهما اشتهته عيناي لن أمسكه عنهما". ويقود ذلك إلى كل أنواع المُتع العادية والضارة.

    ومن أمثلة اللذة الخاطئة، ما يقع فيه البعض من ملاذ الجسد، أو المخدرات، أو التدخين، أو كل ما ينسيه عن نفسه. والواقع أنها ليست محبة حقيقية للنفس، التي تأتي عن طريق اللذة والمتعة، مادامت متعة خاطئة.

    ** ومن المحبة الخاطئة للنفس، المحبة الخيالية. وفيها لا يستطيع الشخص أن يُمتِّع نفسه عمليًا، فيسبح بفكره في تصورات إسعادها. وتكون متعته بالخيال أقوى من المتعة الحسية. لأن الخيال مجال واسع لا يقف عند حد. ويتصوَّر فيه الإنسان تصورات لا يمكن أن تحقق في الواقع. وتحصل له بذلك سعادة وهمية.

    ومن هذا ما يسمونه بأحلام اليقظة. فكل ما يريد الشخص أن يمتع به نفسه، يغمض عينيه ويتخيله. ويؤلف حكايات وقصصًا عن مُتعة لا وجود لها في عالم الحقيقة. ويقول لنفسه سأعمل وأعمل، وسأصير وأصير... وقد يستمر في هذا الفكر بالساعات، ورُبَّما بالأيام. ويستيقظ لنفسه، فإذا هو في فراغ وقد أضاع وقته! وعلى رأي المثل العامي: "المرأة الجوعانة تحلم بسوق العيش". ومثال آخر التلميذ الذي لن يستذكر دروسه، ولم يستعد عمليًا للامتحان. وإنما يجلس إلى جوار كتبه، ويسرح في الخيال: يتخيل أنه نجح بتفوق كبير، وانفتحت أمامه جميع الكليات، وصار وارتفع وارتقى وتخرَّج... ثم يصحو إلى نفسه، فيجد أنه أضاع وقته وأضاع نفسه.

    وكثير من المجانين يقعون في مثل هذا الخيال الذي يشبعون به أنفسهم، ويجدون به أنفسهم في مناصب ودرجات وألقاب. والفرق بينهم وبين العقلاء، أنهم يصدقون أنفسهم فيما يتخيلونه ويصيبهم نوع من المرض يُسمَّى البارانويا Paranoia، وحكايات كثيرة.

    كثيرون يضيعون أنفسهم بشهوة العظمة الخيالية. وهى محبة خاطئة للنفس. أمَّا العظمة الحقيقية فليست كذلك. والذي تحاربه شهوة العظمة، ما أسهل أن يدخل في حروب ومنافسات قد تضيعه على الأرض. وهذه العظمة الأرضية تضيعه في الأبدية. وهناك أشخاص لا يجدون لأنفسهم تلك العظمة الخاطئة، فيحاولون أن يجدوا العظمة بالكلام. بالفرح بمديح الناس لهم. وإن لم يجدوا ذلك، فإنهم يمدحون أنفسهم. ويتحدَّثون عن فضائلهم وأعمالهم المجيدة، لكي ينالوا تمجيدًا من الناس. ولا شكّ أن حروب العظمة قد ضيَّعت كثيرين.

    ** هناك آخرون لا يقدرون على العمل البنَّاء. فيظنون أنهم يبنون أنفسهم بهدم البنائين. فيعملون على هدم وتحطيم غيرهم. ولا يسرَّهم شيء مِمَّا يعمله العاملون، فينتقدون كل شيء. ويبحثون عن أخطاء لتكون مجالًا لعملهم في النقد والنقض والتشهير. كأنهم يعرفون ما لا يعرفه غيرهم. وفي نفس الوقت الذي يحطمون فيه بناء غيرهم، لا يبنون هم شيئًا. حياتهم كلها صراع، ويظنون الصراع بطولة. ويفرحون بذلك، ويفتخرون بأنهم هاجموا فلانًا وفلانًا من الأسماء المعروفة. ويقول الواحد منهم إن عنده الشجاعة التي بها يقول للأعور أنه أعور في عينه! إنهم يحبون في أنفسهم أن لهم الطبع الناري. وشهوتهم أن يرتفعوا على جماجم الآخرين. على أنهم في صراعهم هذا الذي يتخيَّلون فيه أنهم وجدوا أنفسهم، يكونون قد ضيَّعوها... كالطفل المشاكس في الفصل، الذي يشعر أنه قد وجد ذاته في معاكسة المدرسين! ويظن ذلك جرأة وشجاعة وقوة وبطولة يبني بها نفسه التي يحبها، ولكنها محبة خاطئة للنفس.

    إن المحبة الحقيقية للنفس، هي بناء النفس من الداخل، حتى ولو كان هذا البناء بأن يقهر الإنسان ذاته، ويغلب ذاته. وبهذا الانتصار على النفس يبنيها من الداخل من حيث علاقتها باللَّه، ومن حيث المحبة التي تربطه بالكل. وقد ينكر ذاته لكي يظهر غيره. ومحبته الحقيقية لذاته، تجعله يضبطها، ولا يتركها تسير حسب هواها. ولا تفرح نفسه مطلقًا بهدم الآخرين. فالهدم أسهل كثيرًا من البناء. وكما يقول المَثَل: "البئر الذي يحفره العاقل في سنة، يمكن أن يهدمه الجاهل في يوم".

    هناك أشخاص يحبون أنفسهم بأسلوب خاطئ في فهم الحرية. حيث يظن الشخص أنه في حريته يفعل ما يشاء بلا قيد حتى المبادئ والقيم والتقاليد. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). يجب أن يتخلَّص من كل ذلك ويفتخر بأنه يتمتَّع بالحرية التي يهلك بها نفسه. مثال ذلك الشواذ، والوجوديون. كل أولئك يقصدون بالحرية، الحرية الخارجية. وليست حرية القلب من الرغبات الخاطئة، ولا يفهمون الحرية بأنها التَّحرُّر من الخطايا والأخطاء، والتَّحرُّر من العادات الفاسدة التي تستعبدهم. وأخطر من أولئك: الذين يعطون لأنفسهم الحرية في تفسير الكتاب حسب أهوائهم وينشرون آراءهم الخاصة كعقيدة. ويحب الواحد منهم أن يكون مرجعًا في المعرفة يقود غيره. ويحاول أن يأتي بفكر جديد ينسب إليه وينفرد به. ومن هنا ظهرت البِدَع، التي بها ابتدع الناس أفكارًا جديدة ضد التسليم العام.

    ** ومن المحبة الخاطئة للنفس، الإعجاب بالنفس. إذ يكون الشخص بارًا في عيني نفسه، وحكيمًا في عيني نفسه. ويدخل في عبادة النَّفس. ولا مانع أن يكون الكل مخطئين، وهو وحده الذي على صواب. وهذا النوع يبرر ذاته في كل عمل وفي كل خطأ. ويرفض كل توجيه. وإن عوقب على خطأ، يملأ الدنيا صراخًا: إنه مظلوم! ولا ينظر إلى الذنب الكبير الذي ارتكبه، وإنما يدَّعي قسوة من عاقبه. والعجيب أن الكثيرين من هؤلاء الذين يقعون في الإعجاب بالنفس، يكون اللَّه قد منحهم مواهب. ولكنهم استخدموا المواهب في الإضرار بأنفسهم.
    +++
                  

01-09-2015, 12:23 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 28-3-2010

    فضيلة الاحتمال


    الاحتمال موضوع طويل، وله أسباب عديدة: فهناك من يحتمل بسبب الوداعة والهدوء في طبعه. وهناك من يحتمل لاتضاع قلبه. أو بسبب الحكمة إذ يتجنب عواقب الأمور. أو لأسباب أخرى... ولكن موضوعنا الآن هو الاحتمال بسب المحبة، المحبة التي تحتمل كل شيء.

    ** فالذي يحب شخصًا يكون مستعدًا أن يحتمل منه، وأن يحتمل من أجله. يحتمل منه إساءاته وأخطائه. ويحتمل من أجله في الدفاع عنه.

    ** ومن أمثلة المحبة التي تحتمل، محبة الأمومة ومحبة الأبوة: فالأم تحتمل متاعب الحمل والولادة، ومتاعب الرضاعة، وحمل الابن في صغره، ومتاعب الصبر في تربية أبنائها والعناية بهم في غذائهم وفي نظافتهم، وفي الاهتمام بصحتهم، وفي تعليمهم النطق والكلام، وفي الصبر على صراخ الأطفال وصياحهم وعنادهم إلى أن يكبروا.

    ومن جهة الأب: يحتمل كثيرًا في تربية أبنائه، وفي مشقة العمل للإنفاق عليهم وتوفير كافة احتياجاتهم.

    ** ومن أمثلة المحبة التي تحتمل، ما احتمله الشهداء من سجن وعذابات لا تُطاق، ثابتين في محبة الله، ورافضين أن ينكروه إلى أن قُطعت رقابهم... ولا ننسى أيضًا احتمال الأنبياء والرسل في نشر رسالة الإيمان، وما يتلقونه من متاعب ومقاومات.

    ومن أجل محبة الله أيضًا احتمل الرهبان والنُسّاك أن يعيشوا في البراري والقفار وشقوق الأرض، بعيدًا عن كل عزاء بشرى، في شظف الحياة زاهدين في كل شيء.

    ** ومن أمثلة المحبة التي تحتمل، محبة الجنود لوطنهم. إذ يحتملون مشاق التدريب والحرب، والتعرض للموت أو للإصابة. وربما يحتملون أيضًا فقد بعض أعضائهم أو التعرض لجروح شديدة أو تشوّهات... ونفس الوضع نقوله على ما تحتمله الشرطة لحفظ الأمن، وما يتعرضون له أحيانًا من مقاومات من المتمردين على النظام.

    كل هذه الأمثلة عن المحبة من أجل الغير، المحبة التي لا تطلب ما لنفسها... ومن الأمثلة أيضًا رجال المطافئ، وفرق الإنقاذ على تنوع تخصصاتهم. أولئك يعرضون أنفسهم للحريق أو للغرق أو للموت بأنواع كثيرة من أجل الغير.

    ** ننتقل إلى نقطة أخرى وهى الحديث عن محبة المخطئين واحتمال تصرفاتهم. المحبة التي تحتمل الغير وتغفر له، والمحبة التي تحتمل الإساءة ولا ترد بالمثل. ولا تُشهّر بالمخطئ، ولا تشكو منه بل المحبة التي تنسى الإساءة، ولا تخزنها في ذاكرتها كما يفعل البعض إذ يتذكر الإساءة لشهور وسنوات، أما المحبة الغافرة فكثيرًا ما تنسى حقوقها الخاصة.

    ** المحبة التي تحتمل هي محبة الشخص صاحب القلب الكبير الواسع. الذي يحتمل كلام الآخرين حتى لو كان ذلك بألفاظ صعبة. ويحتمل حتى الفكاهة ولو كانت بأسلوب يبدو فيه تهكم. ويحتمل العتاب القاسي ولا يتضايق.

    على أن يكون الاحتمال في غير ضجر ولا تذمر ولا ضيق. بل بصدر رحب وروح طيبة، غير متمركز حول ذاته وحول كرامتها... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وطبيعي أن المحبة التي لا تطلب ما لنفسها، سوف لا تطلب حقوقًا لذاتها، وبالتالي ستحتمل كل شيء، دون أن تحتد.

    ** بعض الناس لا يحتملون الذين لا يفهمونه. ومن هنا كانت مشكلة الأذكياء مع الجهلاء أو الأقل فهمًا، أو مع الطبقات الجاهلة. لذلك يبعد مثل هؤلاء الأذكياء عن كثيرين من الناس. وقد لا يحتمل الواحد منهم طول الوقت في إقناع غيره، فيبعد عنه. بينما لو كانت في قلبه محبة لأطال أناته على من لا يفهمه، وبمحبته يصبر عليه. وبذلك يمكنه أن يضم إليه هذا الجاهل باحتماله له، ويرجو منه خيرًا! ونفس الوضع في معاملته للأطفال.

    ** إن القلب الضيق الخالي من الحب، هو الذي لا يحتمل الآخرين. أما القلب المتسع فيستطيع أن يحتمل كل الناس. لذلك كن متسعًا في قلبك وفي صدرك وفي فهمك. ولا تتضايق بسرعة واعرف أن المجتمع فيه أنواع متعددة من الناس. وليسوا جميعًا من النوع الذي تريده. يوجد فيهم كثيرون لم يصلوا بعد إلى المستوى المثالي، ولا إلى المستوى المتوسط. وعلينا أن نحبهم جميعًا. وبالمحبة ننزل إلى مستواهم لنرفعهم إلى مستوى أعلى. نتأنى عليهم، ونترفق بهم، ونحتمل كل ما يصدر من جهالاتهم، ونصبر عليهم حتى يصلوا...

    لا تقل: "الناس متعبون". بل بمحبتك تعامل معهم، وحاول أن تصلح من طباعهم. لأنك لو كنت لا تتعامل إلا مع المثاليين، فعليك أن تبحث عن عالم آخر تعيش فيه. في أحدى المرات قال لي شخص: "أنا لم أعد احتمل (فلان) إطلاقًا. إنه شخص لا يطاق ولا يمكن احتماله!!". فقلت له: "وكيف إذًا احتمله الله منذ ولادته حتى الآن؟! وكيف احتمل غيره وأمثاله منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا؟!". فإن كان الله يحتملنا في كل أخطائنا، فلماذا لا نحتمل غيرنا.

    وكم مرة قدمنا لله توبة كاذبة، وكان الله يقبلنا. ثم نعود إلى خطايانا السابقة، ويحتملنا الله ويطيل أناته علينا حتى نتوب مرة أخرى. وكم مرة يأتي موعد الصلاة، فنقول ليس لدينا وقت لنصلى! عجيب أن هذا التراب يقول لخالقه: "ليس لدى وقت لأكلمك!!"، ويحتمل الله عبده... وكأنه يقول لهذا العبد: إن وجدت وقتًا افتكرني.

    حقًا ليتنا نتعلم دروسًا من معاملة الله، ونحتمل الناس. نحتملهم كما يحتملنا الله، ونحتملهم كما احتملهم.

    ** كذلك الإنسان المحب لله يحتمل التجارب والمشاكل والأمراض. ولا تتزعزع محبته لله مهما طال وقت التجربة أو ازدادت حدتها. بل يحتمل في ثقة وفي غير تذمر ولا يتعجل حل المشكلات... بل ينتظر الرب متى يحين الوقت الذي يخلصه فيه. والذي يحب الله لا يتضايق من انتظاره للرب بل يحتمل. فقد يصلي، ولا يجد أن الصلاة قد اُستُجيبَت. فلا يشك في محبة الله له، ولا يظن أن الله قد نسيه. بل يحتمل ما يظنه متأخرًا في الاستجابة!! واثقًا أن الله لابد سيعمل من أجله. ولكن الله دائمًا يعمل في الوقت المناسب حسب حكمته.

    إن القلب الضيق أو الذي محبته قليلة، هو الذي يتضجر. ويريد أن يطلب الطلب، ويناله في التو واللحظة، دون أن يحتمل عامل الزمن!!
    +++
                  

01-09-2015, 05:19 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى الكرام ..

    اليوم الجمعة .. وكل جمعة وأنتم طيبون ..

    بعد قليل ومن قناة الكرمة .. والإرسال المباشر ..

    مع أبينا الورع .. مكارى يونان ..
    ومن خلال هذا الرابط ..

    http://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-na

    شاهدوا وتمتعوا بهذه البركات ..
    الرب يبارك حياتكم ..
    أخوكم وعمكم العجوز ..
    ارنست
    ++
                  

01-09-2015, 06:22 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى الكرام ..

    الآن ..

    مع أبينا الورع .. مكارى يونان .. من قناة الكرمة ..
    ومن خلال هذا الرابط ..

    http://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-na

    شاهدوا وتمتعوا بهذه البركات ..
    الرب يبارك حياتكم ..
    أخوكم وعمكم العجوز ..
    ارنست
    +++
                  

01-10-2015, 04:22 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 4-4-2010

    تجلّي الطبيعة البشرية بالقيامة


    أهنئكم يا أبنائي وأخوتي الأحباء بعيد القيامة المجيد، راجيًا لكم جميعًا ولمصرنا العزيزة كل خير وبركة من إلهنا الصالح. ومصليًا من أجل كل المشاكل في أفريقيا وفي كل الشرق الأوسط، وفي الأراضي المقدسة وفلسطين. واله السلام قادر أن يفيض بسلامه على الكل. وما لا يستطيعه البشر، يستطيعه الله القادر على كل شيء.

    وبعد، أريد أن أكلمكم اليوم عن عنصر هام جدًا من عناصر القيامة: وهو أنه في القيامة يتم تجديد وتجلى الطبيعة البشرية. وتجلى هذه الطبيعة يشملها جسدًا وروحًا وعقلًا وفكرًا. فتصبح بتجليها في حياة جديدة، مقدسة تمامًا، مختلفة عما كانت قبلًا.

    ** فمن جهة الجسد، نحن نقوم بأجساد نورانية روحانية، قد تخلصت تمامًا من المادة التي كانت متحدة بها في الحياة الأرضية، وبالتالي تتخلص من كل حروب المادة وما يتعلق باللحم والدم. وفي تجلى الجسد، لا يشعر الإنسان في الأبدية بأي جوع، أو عطش، أو تعب، أو مرض، ولا يقاسى من شهوات جسدية أو مادية. ولا من طياشة الحواس وشغبها وانحرافاتها... هذا من الناحية السلبية.

    ** أما من الناحية الإيجابية، فإن الحواس في تجليها ترى ما لا يُرى، أو ما لم تكن تراه من قبل. فترى أرواح القديسين الذين سبقوها إلى عالم المجد. وترى الملائكة الذين لم ترهم من قبل، وكلهم أرواح لا يُرون إلا بتجلي البصر البشري، وفي تجلى الحواس تسمع الطبيعة البشرية ما لم تكن تسمعه من قبل: من التسابيح السمائية، وأناشيد الملائكة، وأصوات الأبرار من كافة البلاد وعلى مر كل العصور. تسمعهم وتتكلم معهم. وهذا لا تحدث إلا بتجلي الطبيعة البشرية.

    ** الروح أيضًا تتجلى، ولا تخطئ أبدًا إلى الأبد. لقد كانت تخطئ عندما كانت متحدة بالجسد، يجرها أحيانًا معه في شهواته وفي اتجاهاته المادية، كما تحيطها المادة بإغراءات كثيرة وحروب. أما في القيامة فقد تخلصت من هذا كله وتحررت. ومنحها الله "إكليل البر" فصارت بارة على الدوام، وأصبحت تتغذى بالحب الإلهي، وتنمو به يومًا بعد يوم. وصارت متعتها الحقيقية هي عشرة الله وملائكته وقديسيه.

    ** وما أحمل قول السيد المسيح عن الحياة في الأبدية، إذ يقول عنها "تكونون كملائكة الله في السماء". أي في طهارة الملائكة البعيدة عن كل الشهوات الجسدية، وكذلك خفة الملائكة الذين يتحركون في لمح البصر إلى أبعد مكان، دون أن يقطعوا وسطًا في الطريق.

    ** في تجلي الطبيعة البشرية، يتجلى العقل أيضًا والفكر والمعرفة. فلا تجول أية فكرة خاطئة في العقل، إذ تكون الطبيعة البشرية قد وصلت في تجليها إلى نقاوة العقل نقاوة كاملة. ويصبح في بساطة أبوينا الأولين قبل السقوط في الخطيئة.

    أما عن المعرفة، ففي التجلي لا يعرف الإنسان سوى الخير فقط. لقد كان في القديم في ازدواجية متعبة، من الخير والشر، والحلال والحرام، وما يليق وما لا يليق. يتأرجح ما بين وضع وعكسه. أما في تجلي الطبيعة البشرية، فأصبحت معرفتها قاصرة على الخير فقط. وزالت منها كل معرفة لكل أسماء الشر ومرادفاته. ومُحيت من ألفاظ القاموس البشري الجديد كلمة الخطيئة وما يتبعها من كلمات الفساد، والظلم، والزنى، والدعارة، والقتل، والخداع والكذب والسرقة... وما إلى ذلك.

    ** مع محو الماضي الأثيم كله من ذاكرته، مع كل أخباره وقصصه وذكرياته، كما تُمحى صور الناس الأشرار، أعداءً أو أصدقاء. وبعبارة مختصرة: يُنسى كل ما تركز في العقل الباطن وفي الذاكرة. ويصبح للطبيعة البشرية في التجلي عقل باطن جديد طاهر لا يحوي إلا البر، كما يكون لها قاموس جديد للألفاظ، ليست فيه كلمات الخطيئة على الإطلاق. بل كل ألفاظ جديدة بارة.

    ** وفي تجلي المعرفة، يبدأ أن يكون للإنسان معرفة بالله، أقصد المعرفة الحقيقية العميقة.فنحن الآن لا نعرف عن الله إلا اسمه، دون أن نعرف الجوهر: نعرف مثلًا أن الله كامل، ولكن ما كنه هذا الكمال؟ هذا لا نعرفه. نعرف أن الله عظيم. ومع ذلك لا نعرف ما كنه هذه العظمة. نعرف أن الله أبرع جمالًا من بني البشر، ولكننا لا نعرف ما كنه هذا الجمال. كل ما نعرفه عن الله هو مجرد أسماء كثيرة، دون أن ندرك كنهها!!

    ولكن في الأبدية، حين تتجلى طبيعتنا البشرية، فإن معرفتنا سوف تتجلى، حينما يكشف لنا ذاته أو بعضًا من ذاته. فنصبح في ذهول من عجب وروعة مما لا نستطيع أن ندركه. حينئذ يوسع الله مجال إدراكنا حتى نستوعب عنه ما هو أكثر... ومع ذلك كل ما ينكشف لنا من مجد الله وجلاله وجماله وكماله، يجعلنا في غاية الذهول والعجب، والعجز عن الإدراك، فيوسع الله إدراكنا أكثر وأكثر حتى يمكننا أن نقترب من فهم ذاته الإلهية، ونحن لا نفهم! أما متى سنعرف الله كما هو، فهذه هي الحياة الأبدية بطولها غير المحدود التي لا تكفى لمعرفته مهما تجلت معرفتنا! على أننا كلما نعرف عن الله أكثر، كلما نزداد في محبته وإجلاله.

    ** ومع تجلى معرفتنا، نبدأ في أن نعرف أشياء أخرى عن الملائكة بكل طغماتهم وصفوفهم وعملهم، ويحتاج هذا بلا شك إلى مدى طويل. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ثم تتوسع معرفتنا بجميع الأنبياء والرسل والشهداء والعبّاد والنساك وسائر الذين أرضوا الرب منذ البدء. فنفرح بهذا ونبتهج بعشرتهم. وتزداد معرفتنا سعيًا وراء فهم كل أسرار الملكوت.

    وكل هذا يعمّر عقلنا الواعي وعقلنا الباطن بأخبار البر التي تتعلق بكل هؤلاء وكل ما عملوه في محبة الله وإرضائه. وبكل هذا نتعلق بالبر وبالخير، ويصبح طبيعة فينا، لسنا نجاهد لإدراكها كما كان يحدث في الحياة الأرضية.

    ** وأخيرًا، وأنا أتكلم عن تجلى الطبيعة البشرية، أريد أن اذكر بعض أمثلة لتبسيط هذا الموضوع:

    يحدث أحيانًا في أيامنا هذه أن يكون فكر شخص صافيًا تخرج منه أفكار في منتهى الروعة. كأن يؤلف قصة أو رواية في منتهى الإبداع، تترك تأثيرًا عميقًا في الكل. أو شخص ينظم قصيدة تعتبر من أمهات الشعر في خيالها وموسيقاها وعميق معانيها... فنقول عن هذا الشاعر أو ذلك القصصي إنه كان في حالة تجلى.

    وقد نقول عن إنسان إنه في حالة تجلى، إذا كان الله قد وهبه موهبة معينة بقدرة غير طبيعية في لون من الفن أو الموسيقى أو الرسم أو النحت أو في صناعة ما. فينتج إنتاجًا نادرًا نقول عنه إنه نوع من التجلي. ولكن كل هذه الأمثلة تدل على تجلِ مؤقت. أما التجلي الذي يكون للطبيعة البشرية بعد القيامة، فهو دائم وثابت.

    ** ما أعظم التجلي الذي يكون لطبيعتنا في الأبدية. ولكن ما قلناه ينطبق على الأبرار الذين يصلون إلى السماء، وهم في حالة من النقاوة تؤهلهم لمجد هذا التجلي.

    ليتنا إذن نستعد لكل ذلك بحياة مقبولة أمام الله.
    +++
                  

01-11-2015, 03:24 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 18-4-2010

    التداريب الروحية


    إن الدين ليس هو مجرد معلومات، ولا مجرد امتلاء من المعرفة الدينية. فالمعرفة وحدها لا تكفي. فماذا يستفيد الإنسان لو كان يعرف كل المعلومات عن الفضيلة، دون أن يسلك فيها؟! إننا نقرأ كثيرًا، ونستمع إلى الكثير، ونهتم بأن نحشوا أذهاننا بالمعلومات. فهل تغيرت أحوالنا بمجرد المعلومات؟ أم ينبغي أن تتحول المعلومات إلى عمل؟! إن كثيرين من أصحاب المعرفة لهم ضعفات ثابتة، تكاد تصل إلى مستوى الطباع، وتستمر معهم على مدى سنوات طويلة. وكذلك لأنهم لم يُدرِّبوا أنفسهم على ترك تلك الضعفات.

    ** ومن هنا كانت أهمية التداريب الروحية: فبها يدخل الإنسان في مواجهة عملية مع نفسه. إمَّا ترك خطاياه، أو اكتساب فضائل تنقصه، أو النمو روحيًا. وهكذا يحول بها المعرفة الروحية إلى حياة. وكذلك يحول الاشتياقات الروحية إلى حياة عملية. وفي التدريب العملي يعرف حقيقة نفسه، ومن أين يأتيه الخطأ، ما هي أسبابه ومصادره ويدخل بالتدريب في طريق المقاومة. ويعرف العقبات التي تصادفه، وأسلوب الانتصار عليها.

    ** والتداريب الروحية تدل على أن صاحبها سهران على خلاص نفسه: يكتشف أخطائه ونقائصه، ويتدرب على تفاديها.

    لذلك أنصحك أيها القارئ العزيز أن تكتشف أخطاءك، أو الأخطاء التي يكشفها غيرك لك. لأنه بدون اكتشاف أخطائك، لا يمكنك أن تُدرِّب نفسك على تركها. لأنه لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى. فلا تتضايق إذن مِمَّن يظهر لك عيبًا فيك. بل استفد من هذا الكشف لكي تتدرَّب على التخلُّص من ذلك العيب. بل أنت نفسك حاول أن تفحص ذاتك جيدًا في ضوء وصايا اللَّه.

    ** واحذر من تبريرك لنفسك والتماس الأعذار في أخطائك. فالذي يُبرِّر نفسه، يبقى دائمًا بحيث هو. لا يصلح من ذاته شيئًا، لأن ذاته جميلة في عينيه بلا عيب!! أمَّا الذي يُحاسب نفسه بدقة ولا يعذر نفسه مطلقًا مهما كانت الظروف فهذا هو الشخص الذي يمكنه أن يعرف عيوبه، ويمكنه أن يُدرِّب نفسه على تركها.

    إن كنت تستحي من أن يكشف لك الغير خطأ فيك، فلاشك أن تستحي من نفسك من نفس الخطأ! فاجلس إذن إلى ذاتك وكُن صريحًا مع نفسك إلى أبعد الحدود. وحاول أن تطرق نقط الضعف التي فيك، ونقط النقص التي تكشفها لك القراءة الروحية، أو تدركها من سماعك لبعض العظات التي تشعر أنها تمس حياتك.

    ** فلو أنك دربت نفسك كل أسبوع، أو حتى كل شهر على مقاومة نقطة ضعف واحدة، لأمكنك في عام واحد أن تتخلص من 12 نقطة ضعف. وثق أن الخطايا يرتبط بعضها بالبعض الآخر. بحيث أنَّ تخلّصك من خطيئة معينة، قد يُخلِّصك من خطايا أخرى عديدة مرتبطة بها.

    كما أن تدربك على فضيلة معينة، وبخاصة لو كانت من الفضائل الأمهات، فلابد أن ذلك سيقودك إلى فضائل أخرى ما كنت قد وضعتها في تدريبك. الفضائل أيضًا مرتبطة ببعضها البعض، كحلقات في سلسلة واحدة.

    ** إن الإنسان الروحي الذي يدرب نفسه على حياة الفضيلة، فأنه في كل تدريب يكتسب دون أن يقصد فضيلة ضبط النفس. وفي ذات الوقت يكتسب معونة إلهية تساعده على ترك الخطية. لأنه من الواضح أنك إن بدأت في تدريب نفسك في حياة الفضيلة، لابد أن نعمة اللَّه ستبدأ معك أيضًا. فاللَّه -جلّت قدرته- لا يتركك وحدك في تدريبك، بل سيعمل معك. لأنك بالتدريب تظهر أنك جاد ومُلتزم بالسلوك في الحياة مع اللَّه. وهذا الشعور ستتجاوب معه المعونة الإلهية. وإن كان الشيطان يحاربك لتكسر التدريب، فإن النعمة سوف تسندك لتنجح فيه. المهم أنك لا تتراجع ولا تتراخى ولا تكسل في تدريباتك. بل كن حازمًا مع نفسك.

    ** وإن دربت نفسك على فضيلة، فاعلم أن الثبات في الفضائل أهم من بدأ اقتنائها. لأنه ما أسهل أن يسير الإنسان في فضيلة ما يومًا أو يومين أو ثلاثة أو أسبوع. ولكن المهم أن يستمر حتى تصبح هذه الفضيلة عادة فيه، أو تتحوَّل إلى طبع. وهكذا تحتاج التداريب إلى مدى زمني طويل تكاد ترسخ في أعماق النفس. لأن كل تدبير لا يثبت فيه الإنسان زمنًا، يكون بلا ثمر. فالاستمرارية هي المحك العملي لمعرفة عمق الفضيلة فيك. وأيضًا تعطى فرصة لاختبار المعوقات التي تقف ضد التدريب وطريقة الانتصار عليها. لهذا فإن القفز السريع من تدريب إلى آخر، لا يفيد روحيًا. ذلك لأن كثيرين يريدون أن يصلوا إلى كل شيء في أقل فترة من الوقت. فتكون النتيجة أنهم لا يصلون إلى أي شيء!! أو أنهم يضعون أمامهم تداريب عديدة في نفس الوقت، بحيث ينسون بعضهم، أو لا يستطيعون التركيز عليها جميعًا. أمَّا أنت فاُسلك في تداريبك بحكمة، شيئًا فشيئًا، لكي تصل. وهنا أضع أمامك بعض الملاحظات:

    ** ليكن تدريبك مُحدّدًا وواضحًا. فلا تقل مثلًا: أدرِّب نفسي على المحبة. وكلمة المحبة تشمل فضائل عددية جدًا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). بل يمكنك الاكتفاء بعنصر واحد تُركِّز عليه، ثم تتابع بعد ذلك. ولا تقُل لنفسك: أُريد أن أتدرَّب على حياة الاتضاع والوداعة. بينما تكون هذه الكلمات غير واضحة في تفاصيلها أمامك. وهكذا لا تفعل شيئًا. إنما قُل مثلًا: أُريد في حياة الاتضاع أن أُدرِّب نفسي على أمر واحد فقط، وهو إنني لا أمدح ذاتي. فإن أتقنت هذا، قُل لنفسك: أُدرِّب ذاتي على أني لا أسعى وراء مديح الناس. فإن أتقنت هذا قُل أُدرِّب نفسي على شيء آخر: وهو إن مدحني أحد أتذكَّر في الحال خطاياي وتقصيري، وأُبكِّت ذاتي من الداخل. فإن لم تستطع شيئًا من كل هذا أُدخل في تدريب آخر لأنَّ التدريب ينبغي أن يكون في حدود إمكانياتك، بحيث يمكنك تنفيذه عمليًا.

    ** هناك شخص يُريد أن يُدرِّب نفسه على ترك أخطاء الكلام. فيقول: أُريد أن أُدرِّب نفسي على الصمت. ولا يستطيع ذلك. وقد يصمت فترة يمكن أن يتكلِّم بأخطاء كثيرة! كمال قال المثل: "سكت دهرًا، ونطق كُفرًا". إنما يستطيع هذا الإنسان أن يُدرِّب نفسه على بعض نقاط في أخطاء الكلام فمثلًا يُدرِّب نفسه على عدم الإطالة في الحديث. كما يحتاج إلى كلمة، لا يقول فيها جملة. وما يحتاج إلى جملة، لا يلقي فيه محاضرة. وإن فهم محدِّثه ما يريد، لا داع لأن يزيد. ثم يُدرِّب نفسه على عدم مقاطعة غيره في الحديث. أو يُدرِّب ذاته على الصمت الهادئ. أما أن يدخل في التدريب على مقاومة كل أخطاء اللسان، فلن يصل إلى شيء مرَّة واحدة.
    +++
                  

01-11-2015, 10:36 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    ( يوم الاحد)
    11 يناير 2015
    3 طوبة 1731
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 47 : 1 ، 2 )
    يا جميعَ الأُمَم صَفِّقوا بأيديكُم. هلِّلوا للـهِ بصَوتِ الابتهاج، لأنَّ الرَّبَّ عليٌّ ومرهوبٌ. ملكٌ عظيمٌ على كافةِ الأرضِ. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 4 : 40 ـ 44 )
    ولمَّا غربت الشَّمس، جميعُ الذينَ عندهُم مرضَى بأمراضٍ مُختلفةٍ قدَّموهُم إليهِ، فوضعَ يدهُ علىَ كُلِّ واحدٍ منهُم وشفاهُم. وكانت أيضاً شياطينُ تخرجُ من كثيرينَ وهيَ تَصرخُ قائلةً: " أنتَ المسيح ابن اللـه! " فكان ينتهرهُم ولم يدعهُم يَتكلَّمونَ، لأنَّهُم عرفوهُ أنَّهُ هو المسيح.ولمَّا صار النَّهارُ خرجَ وذهبَ إلى موضع خلاءٍ، وكان الجموعُ يَطلِّبونه. فجاءوا إليهِ وأمسكوهُ لئلاَّ يذهب من عندهم. فقال لهم: " إنَّهُ ينبغي لي أن أُبشِّر في المدن الأُخر أيضاً بملكوتِ اللهِ، لأنِّي لهذا قد أُرسِلتُ ". فكانَ يكرزُ في مجامع الجليل.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 93 : 1 ، 2 )
    الرَّبُّ قد مَلَكَ ولبسَ الجلالَ. لبسَ الرَّبُّ القوَّةَ وتمنطقَ بها. كُرسِيُّكَ مستعدٌ منذُ البدءِ. وأنتَ هو منذُ الأزلِ. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 4 : 31 ـ 37 )
    ونزلَ إلى كفرناحُوم، مدينةٍ من الجليل، وكان يُعلِّمُهُم في السُّبوتِ. فبُهتوا من تَعلِيمهِ، لأنَّ كلامهُ كان بسُلطانٍ. وكان يوجد في المجمع رجُلٌ بهِ روحُ شيطانٍ نجسٍ، فصاحَ بصوتٍ عظيم قائلاً: " ما لنا ولكَ يا يسوعُ النَّاصريُّ! أتيت لتُهلِكنا! أنا أعرِفُكَ مَن أنتَ: قُدُّوسُ اللـهِ ". فانتهرهُ يسوعُ قائلاً: " اخرس واخرج منهُ ". فصرعهُ الشَّيطانُ في الوسط وخرج منهُ ولم يؤلمهُ شيءٌ. فحدث خوفٌ عظيمٌ على جميعهم، وكانوا يَتكلَّمونَ مع بعضهم بعض قائلينَ: " ما هذا الكلامُ! لأنَّهُ بسُلطانٍ وقُوَّةٍ يأمُر الأرواحَ النَّجسةَ فتخرجُ ". فذاع صيتٌ عنهُ في كُلِّ موضعٍ في الكورةِ المُحيطةِ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
    ( 15 : 4 ـ 19 )
    فإنَّ كُلَّ شيءٍ كُتِبَ من قَبْل، إنَّما كُتِبَ لأجل تَعليمنَا، حتَّى بالصَّبرِ والتَّعزيةِ بما في الكتبِ يكونُ لنا رجاءٌ. وإلهُ الصَّبرِ والتَّعزيةِ يُعطيكُم فكراً واحداً مُتفقاً فيما بينكُم، بحسبِ المسيح يسوعَ، لكي بنفسٍ واحدةٍ وفم واحدٍ تُمجِّدونَ اللـه أبا ربِّنا يسوعَ المسيح. من أجل ذلك اقبلوا بعضُكُم بعضاً كما أنَّ المسيح قبِلَكُم لمَجد اللـهِ. وأقولُ: " إنَّ المسيحَ قد صارَ خادماً للختان، من أجل صِدق اللـهِ، لكي يُثبِّت مواعيدَ الآباءِ. وأمَّا الوثنيونَ فيُمجِّدونَ اللـهَ من أجل الرَّحمةِ، كما هو مكتوبٌ: " من أجل ذلك سأعترفُ بكَ ياربُّ بين الوثنيينَ وأُرتِّلُ لاسمِكَ " ويقولُ أيضاً: " تهلَّلوا أيَّتها الأُمَمُ مع شعبه ". ويقول أيضاً: " سبِّحوا الرَّبَّ يا جميعَ الأُمَم، وامدحوهُ يا جميعَ الشُّعوبِ " وأيضا يقول إشعياءُ: " سيكونُ أصلُ يَسَّى والقائمُ ليقودَ الأُمم، على اسمه سيكون رجاء الأُمَم ". وليملأكم إله الرَّجاء من كلِّ فرحٍ وسلامٍ عندما تؤمنونَ، وتزدادونَ في الرَّجاءِ بقوَّة الرُّوح القُدسِ. وأنا نفسي أيضاً مُتيَقِّنٌ من جهتكم يا إخوتى أنَّكم ممتلئونَ من كلِّ عملٍ صالحٍ، ومملوؤونَ من كلِّ عِلْمٍ، قادرونَ أن ينصحَ بعضكُم بعضاً. ولكن بأكثر جسارةٍ كتبتُ إليكُم جزئيّاً أيُّها الإخوة كمَن يُذكِّركُم، بسبب النِّعمةِ التي أُعطيَتْ لي من اللهِ، حتَّى أكونَ خادماً ليسوعَ المسيحِ لدى الوثنيين، عاملاً بالكهنوتِ لإنجيل اللهِ، ليكونَ قُرْبانُ الأُمم مقبولاً مُقدَّساً بالرُّوح القُدسِ. فلي افتخارٌ في المسيحِ يسوعَ عند اللهِ. لأنِّي لا أجسُرُ أنْ أقولَ كلمةً ممَّا لم يفعلْهُ المسيحُ بواسطتي لأجل إطاعةِ الأُممِ، بالقولِ والفعلِ، بقوَّةِ آياتٍ وعجائبَ، وبقوَّةِ الرُّوح القدسِ.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وأخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة معلمنا يوحنا الأولى
    ( 3 : 1 ـ 11 )
    أُنُظروا أيَّة محبَّةٍ أعطاها لناَ الآبُ حتَّى نُدعَى أبناءَ اللـهِ! وإنَّنا نحنُ كذلك، من أجل هذا لا يَعرفُنا العالم، لأنَّهُ لا يعرفهُ. يا أحبَّائي، الآنَ نحنُ أولادُ اللـهِ، ولم يُظهَرْ بَعدُ ماذا سنكونُ. ولكن نعلمُ أنَّهُ إذا أُظهِرَ نكُونُ مِثلهُ، لأنَّنا سنراهُ كمَا هو. وكُلُّ مَن عندهُ هذا الرَّجاءُ بهِ، يُطَهِّرُ نَفسهُ كما أنَّ ذاكَ طاهرٌ. كُلُّ مَن يصنعُ الخطيَّةَ يصنعُ التَّعدِّي أيضاً. لأنَّ الخطيَّةُ هيَ التَّعدِّي. وتَعلمونَ أنَّ ذاكَ أُظهِرَ لكي يَرفعَ خطايانا، وليسَ فيهِ خطيَّةٌ. كُلُّ مَن يَثبتُ فيهِ لا يُخطئُ. وكُلُّ من يصنع الخطيَّة لم يَنظرهُ ولا عَرفهُ.أيُّها الأولادُ، لا يُضِلَّكُم أحدٌ. مَن يصنعُ البرَّ فهو بارٌّ، كما أنَّ ذاك بارٌّ. مَن يفعلُ الخطيَّةَ فهو مِن الشَّيطان. لأنَّ الشَّيطان مِن البدءِ يُخطئُ. لأجل هذا أُظهِرَ ابنُ اللـهِ لكي يَنقُضَ أعمَال الشَّيطانَ. كُلُّ مَن وُلِدَ مِن اللهِ لا يفعلُ خطيَّةً، لأنَّ زَرعَهُ ثابتٌ فيهِ، ولا يستطيعُ أن يُخطئ لأنَّهُ مَولودٌ من اللـهِ. بهذا أولادُ اللـهِ ظاهرونَ وأولادُ الشَّيطان. كُلُّ من لا يفعلُ البرَّ فليسَ من اللـهِ، وكذا مَن لا يُحبُّ أخاهُ.لأنَّ هذا هو الوعد الذي سمِعتُموهُ من البدءِ: أن تُحِبُّوا بعضُكم بعضاً.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأنَّ العالم يزول وشهوتهُ معهُ،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنَّهُ يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 14 : 24 ـ 15: 1 ـ 3 )
    ولمَّا اجتازا في بيسيديَّة أتيا إلى بمفيليَّة. وتكلَّما بالكلمةِ في بَرجَةَ، ثُمَّ نزلا إلى أتَّاليَةِ. ومن هناك أقلعا إلى أنطاكية، حيثُ كانا قد أُسلِمَا بنعمة اللـه للعمل الذي أكملاهُ. ولمَّا حضرا وجمعا الكنيسةَ، أخبرا بكُلِّ ما صنعَ اللـه معهما، وأنَّهُ فَتَحَ للوثنيين بابَ الإيمانِ. ومكثا هناك زماناً ليس بقليلٍ مع التَّلاميذِ.وانحدر قومٌ من اليهوديَّةِ، وكانوا يُعلِّمونَ الإخوة " إنْ لم تَخْتَتِنُوا حسبَ عادةِ موسى، لا يمكنُكُم أن تخلُصوا ". فلمَّا حصل لبُولُس وبرنابا مُشاحنةٌ ليست بقليلةٍ معهُم، رتَّبوا أن يَصعدَ بُولُسُ وبرنابا وأُناسٌ آخرونَ منهُم إلى الرُّسُلِ والشيوخ الذين بأُورشليمَ لينظروا في هذه المُنازعة. فهؤلاء بعد ما شيَّعتهُم الكنيسةُ اجتازوا في فينيقيةَ والسَّامرةِ يُخبرونَهُم برجوع الوثنيين، وكانوا يَصنعونَ سُروراً عظيماً لجميع الإخوة.
    ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )
    السنكسار
    اليوم الثالث من شهر طوبه المبارك
    تذكار قتل أطفال بيت لحم بأمر هيرودس الملك.
    في هذا اليوم من السنة الثانية لميلاد المسيح، قُتِل أطفال بيت لحم الشُّهداء، وذلك أنَّ هيرودوس الملك لمَّا استدعى المجوس سِرّاً، وتحقق منهُم زمان ظهور النَّجم، وأرسلهم إلى بيتِ لحم ليفتشوا بالتدقيق عن الصَّبيِّ وطلب منهم قائلاً: " إذا وجدتموه فعودوا وأخبروني، لكي آتي أنا أيضاً وأسجد له ". فذهبوا ووجدوا الصَّبيَّ مع أُمِّه. فخرُّوا وسجدوا. ثم قدَّموا له هدايا: ذهباً ولُباناً ومرَّاً. وإذ كانوا متأهبين للرجوع إلى هيرودس. أمرهم ملاك الرب في حلم بأن يعودوا إلى كورتهم في طريق آخر.وبعدما انصرفوا، إذا ملاكُ الرَّبِّ قد ظهر ليوسف في حُلم قائلاً: " قُم وخُذ الصَّبيَّ وأُمّهُ واهرب إلى مصر، وكُن هناك حتى أقول لك. لأنَّ هيرودس مُزمع أن يَطلب الصَّبيَّ ليُهلكهُ ". فقام وأخذ الصَّبيَّ وأمِّهُ ليلاً وانصرف إلى مصر. وكان هناك إلى وفاة هيرودس. لكي يتم ما قيل من الرَّبِّ بالنَّبيِّ القائل: " مِن مصر دعوتُ ابني ".حينئذ لمَّا رأى هيرودس أنَّ المجوس سخروا به غضب جدَّاً. فأرسل وقتل جميعَ الصِّبيان الذين في بيتِ لحم وفي كُلِّ تُخومها من ابن سنتين فما دون، بحسـب الزَّمان الذي تحققهُ من المجوس. وقد أراد هيرودس بذلك أن يقتل الطفل يسوع في جملتهم، وقيل أنَّ هيرودس احتال لتحقيق غايته الأثيمة، بأن أرسل إلى تلك البلاد قائلاً لهم: " بحسب أمر قيصر يجب إحصاء كل أطفال بيت لحم وتخومها من ابن سنتين فما دون. فجمعوا مئة وأربعة وأربعين ألفاً من الأطفال على أيدي أُمَّهاتُهم. وقد ظن أن يسوع معهم وحينئذ أرسل الملك قائداً ومعه ألف من الجنود فذبحوا هؤلاء الأطفال على أحد الجبال في يوم واحد: وبهذا تم قول النبي إرميا: " صوتٌ سُمِع في الرَّامةِ، نَوْحٌ وبكاءٌ وعويلٌ كثيرٌ. راحيلُ تبكي على أولادها ولا تُريد أن تتعزى، لأنَّهُم ليسوا بموجودين " وذلك لأنَّ بيت لحم منسوبة لراحيل. وقد قتلوا بجوار مدفنها الواقع قُرب بيت لحم.وقد قال القديس يوحنا الإنجيلي أنَّهُ رأى نفوس هؤلاء الأطفال وهم يصرخون قائلين: " حتى متى أيُّها السيد القدُّوس والحقَّ لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض. فأُعطوا كل واحدٍ ثياباً بيضاً وقيل لهم أن يستريحوا زماناً يسيراً أيضاً حتى يَكمَلَ العبيد رفقاؤهم وإخوتهم أيضاً العتيدون أن يُقتلوا مثلهم ". وقال إنَّ التسبحة التي يُسبِّح بها الأربعة الحيوانات والشيوخ لا يعرفها إلاَّ المئة والأربعة والأربعون ألفاً هؤلاء الأبكار الذين لم يتنجسوا مع النِّساء لأنَّهُم أطهار ، وهم مع الرب كل حين، يمسح كل دمعة من عيونهم. فطوبى لهم وطوبى للبطون التي حملتهم. شفاعتهم تكون معنا، ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 98 : 2 ، 3 )
    أعلنَ الرَّبُّ خلاصَهُ قُدَّامَ الوثنيينَ. وكشفَ عدلهُ لهُمْ. ذَكَرَ رَحْمَتَهُ ليعقوبَ. وحقّهُ لبيتِ إسرائيلَ. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 2 : 13 ـ 23 )
    ولمَّا مضوا، وإذا ملاكُ الربِّ قد ظهر ليوسف في حلم قائلاً: " قُم وخُذ الصَّبيَّ وأُمَّه واهرب إلى مصرَ، وكن هناك حتَّى أقول لك. لأنَّ هيرودس مُزمعٌ أن يطلبَ الصَّبيَّ ليُهلِكَهُ ". فقام وأخذ الصَّبيَّ وأُمَّه ليلاً ومضى إلى مصر. وكان هناك إلى وفاة هيرودس. لكي يتمَّ ما قيل من الربِّ بالنَّبيِّ القائل: " من مصرَ دعوتُ ابني ".حينئذ لمَّا رأى هيرودس أن المجوس سَخِروا به غضب جدّاً. فأرسل وقتل جميع الصِّبيان الذين في بيت لحم وفي كُلِّ تُخومها، من ابن سنتين فما دون، بحسب الزَّمان الذي تحقَّقه من المجوس. حينئذٍ تمَّ ما قيل بإرميا النبيِّ القائل: " صوتٌ سُمِعَ في الرَّامة، بكاءٌ ونحيبٌ كثيرٌ. راحيل تبكي على أولادها ولا تريد أن تتعزَّى، لأنهم ليسوا بموجودين ".فلمَّا مات هيرودس، إذا ملاك الربِّ قد ظهر في حلم ليوسف في مصرَ قائلاً: " قُم وخُذ الصَّبيَّ وأُمَّه واذهب إلى أرض إسرائيل، لأنَّهُ قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصَّبيِّ ". فقام وأخذ الصَّبيَّ وأُمَّه وجاء إلى أرض إسرائيل. فلمَّا سمع أن أرخيلاوُس يَملكُ على اليهوديَّة عوضاً عن هيرودس أبيه، خاف أن يذهب إلى هناك. وإذ أُوحِيَ إليه في حلم، ذهب إلى نواحي الجليل. فأتى وسكن في مدينة تُدعَى ناصرة، لكي يتمَّ ما قيل بالأنبياء: " أنه سيُدعَى ناصرياً ".
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

01-12-2015, 00:55 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 25-4-2010

    صفات الإنسان الوديع


    الإنسان الوديع هو شخص هادئ لا حدة في صوته ولا صياح. وقد قيل عن السيد المسيح الوديع أنه: لا يخاصم ولا يصيح، ولا يسمع أحد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ.

    الوديع لا يصرخ في الناس منتهرًا، ولا يثور. أنه إنسان دمث الخلق، هادئ، يريد دائمًا أن يكسب محبة الناس سواء على الأرض أو في السماء.

    ** هنا وأحب أن أفرق بين هدوء الطبع، وبرودة الطبع... فالإنسان الوديع الهادئ لا يثور على الناس، ولا يثيرهم. بينما البارد في طبعه، قد لا يثور، ولكن ما أسهل أن يثير ببروده! وذلك بأن يرد عليهم بردود باردة قد تتعب أعصابهم أو تحطمها. أمَّا الوديع فهو إنسان هادئ يشيع الهدوء في النفس وهو أيضًا طيب القلب، يحب أن يرضي الناس. يحب أن يكون في علاقة طيبة مع الجميع. فلا يغضب من أحد مهما حدث... ولا يستريح إن ترك أحدًا غاضبًا عليه. بل يهمه أن الكل يدعون له بالخير.

    ** والإنسان الوديع يكون هادئًا من الداخل كما من الخارج. إنه ليس مثل بعض الناس الذين يظهرون هادئين من الخارج، بينما في داخلهم ثورة وغليان. وهم يكتمون غضبهم لسبب روحي أو غير روحي، أو لسياسة ما، أو احترامًا لِمَن هو أكبر منهم أو خوفًا من نتائج الغضب... أمَّا الوديع فهو هادئ تمامًا. فمِن الداخل مشاعره وعواطفه وإحساساته في هدوء وسلام قلبي... ومن الخارج له ابتسامة لطيفة بشوشة، يقابل بها أحاديث الناس ومعاملاتهم. ولا يحدث أن يراه الناس وقد اكفهرت ملامحه، أو احمرَّت عيناه. أمَّا الإنسان الذي يبدو هادئًا من الخارج، بينما يغلي في داخله، ليس هو وديعًا في الحقيقة. أقصى ما نقوله عنه إنه يحاول أن يتدرَّب لكي يصير وديعًا!

    ** والإنسان الوديع لا ينتقم لنفسه. بل في كثير من الأحيان لا يُدافع عن نفسه، بل يترك اللَّه ليُدافع عنه. أنه كثيرًا ما يتنازل عن حقوقه، بدون أن يحزن. فهو لا يشاء مُطلقًا أن يخسر أحدًا من الناس بسبب هذه الحقوق. فسلامه مع الناس هو عنده أهم من التَّمسُّك بحقوقه. وهو يفعل ذلك تلقائيًا، دون أن يناقش الأمر في داخله. وهو لا يحب أن أحدًا يصيبه أذى بسببه، أو من أجله.

    ** والإنسان الوديع يكون دائمًا سهل التفهم، لا يتعب أحد في التعامل معه. إنه يحب باستمرار أن يكسب غيره، لا أن يكسب من غيره. وإذا ما تناقشت أو تحدثت مع إنسان وديع، تجده لا يُقاطعك في الكلام، ولا يحاول أن ينتصر عليك في المناقشة. بل يعطيك كل الفرصة أن تتكلَّم كما تشاء، وتقول ما تشاء، مادام الموضوع لا يمس عقيدة أو إيمانًا. وفي الأمور الإيمانية يقول الرأي القوي بهدوء وبساطة، دون أن يجرح مَن يناقشه. ويترك قوة الرأي تتكلَّم، دون أن يقسو، ودون أن يفتخر. أمَّا في الأمور العادية، فلا يهمه أن ينتصر في نقاش. فليقل القائلون ما يريدون أن يقولون، إن كانت المسائل لا تعنيه.

    ** وأحيانًا يجلس في بعض المجالس صامتًا. ومادام ليس مكلَّفًا فيه بمسئولية، فلا داع له أن يظهر! وإن طلبوا إليه أن يتكلَّم رُبَّما يقول: "أنا أحب أن أسمع وأستفيد "، أو يقول: "البركة في فلان"... وإن تكلَّم، قد يمتدح مَن سبقوه في الحديث، ولا مانع من أن يقول في كلامه: "على رأي فلان... وفلان...". إنه إنسان لطيف، يحب الناس صمته وهدوءه إن صمت. كما يحبون كلامه وأسلوبه في الحديث، إن تكلَّم...

    ** إن الإنسان الوديع ناجح في تعامله مع الناس: يحبهم ويحبونه. وإن سكت أحيانًا، يكون ذلك بدافع من التواضع والحب، وليس عن انطواء. فهو يُعطي فرصة لغيره لكي يتكلم، ويقدم غيره على نفسه في الكرامة. كما أنه يصمت أحيانًا لكي يستفيد من حديث غيره، ويضيف معلومات جديدة إلى معلوماته. وهو أيضًا لا يميل إلى الدخول مع الناس في صراعات الجدل، مفضلًا السلام... وهو يرضي الذين يحبون الكلام.

    ** والإنسان الوديع لا يضغط على أحد، ولا يستعمل العنف. ولا يلح على أحد إلحاحًا شديدًا، لكي يأخذ موافقته على أمر من الأمور، بغير إرادته، بأسلوب الإلحاح والضغط! فهو لا يبحث عن راحته، وإنما عن راحة الناس. لذلك فإن الذين يعاشرونه، يشعرون براحة في عشرته. ويقول كل من يعامله إنه يشعر براحة في التعامل معه. والوديع لا يصر على أن ينتصر لفكرته أو رأيه في الأمور العادية. أمَّا من جهة المبادئ السليمة فهو لا يتنازل. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولكن لا يتشاجر مع الغير بسبب ذلك. ولعل هذا الأمر يحتاج إلى حكمة تمتزج بالوداعة. ومن أجمل ما قيل في ذلك: "مَن هو حكيم وعالم بينكم، فليرِ أعماله الحسنة في وداعة الحكمة". لأن هناك (حكماء) قد يكونون في شرح حكمتهم عُنفاء، يصرون على رأيهم في غيرة وتحزُّب. وقد يسببون بذلك انقساما وتشويشًا!! فحكمة هؤلاء ليست روحية لأنها خالية من الوداعة. أمَّا الحكمة الوديعة فهي مسالمة مترفقة مملوءة أخبارًا صالحة. وليست حكمة حقيقية، تلك التي تفقد أصحابها حياة الوداعة والهدوء، وتجعلهم عنفاء في الدفاع عن آرائهم! يجرحون كل من يهاجمهم، ويخدشون مشاعره!!

    إن العُنف قد يكون أسلوبًا سهلًا وقصيرًا، يوصل بسرعة! ولكن الوديع لا يمكن أن يستخدمه. فإن أعطاه الرب حكمة، فإنه يوصلها إلى الناس بأسلوب هادئ، في طيبة في رقة في لُطف. ولا يغضب ولا يثور إن خالفوه في وقت، أو كانوا بطيئين أو متباطئين في التنفيذ... فإنه يصبر عليهم، ويطيل أناته، إلى أن يتمكنوا من التنفيذ. إنه يعطي فرصة لسامعه، ولِمَن يتتلمذ عليه، لكي يصل حسبما تسعفه إمكانياته. فإن لم يصل اليوم فقد يصل غدًا أو بعد غد، دون التحكم في عامل الزمن، الذي تتحكم فيه أسباب عديدة.

    ** من صفات الوديع أيضًا أنه متسامح: إن أخطأت في حقه، لا يخطأ في حقك. إن له طباعًا لا يستطيع أن يتجاوزها، وله مبادئ لا يمكنه أن يكسرها. فهو لا يستطيع أن يخطئ.

    والإنسان الوديع لا يتحدث من فوق، من موقع السُّلطة، مهما كان في مركز عالٍ أو رئاسة. والناس يدافعون عن الوديع دون أن يُدافع هو عن نفسه.
    +++
                  

01-12-2015, 12:34 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    ( يوم الاثنين)
    12 يناير 2015
    4 طوبة 1731
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 19 : 1 ، 4 )
    السمواتُ تُذيعُ مجدَ اللهِ. الفلكُ يُخبُر بعمل يديهِ. في كلِّ الأرضِ خَرجت أقوالُهم. وإلى أقطار المسكونةِ بلغتْ تعاليمهم. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 15 : 7 ـ 16 )
    إن ثبتُّم فيَّ وثَبَتَ كلامي فيكُم تطلُبونَ ما تُريدونَ فَيكونُ لكُم. بهذا يَتَمَجَّدُ أبى أن تأتوا بثمرٍ كثيرٍ فتكونونَ تلاميذي. كما أحبَّني أبى كذلك أحببتُكُم أنا اُثبُتوا في مَحبَّتي. إن حفِظتُم وصاياى تثبُتونَ في مَحَبَّتي كما أنِّي أنا قد حَفِظتُ وصايا أبى وأنا ثابتٌ في مَحبَّتهِ. كلَّمتُكُم بهذا لكي يَثبُتَ فَرحي فيكُم ويُكمَل فَرَحُكُم. هذه هي وصيَّتي أن تُحبُّوا بعضُكُم بعضاً كما أحببتُكُم. أليس لأحدٍ حُبٌّ أعظَمُ من هذا أن يَضَعَ أحدٌ نَفسَهُ لأجل صديقِهِ. وأنتم أحِبَّائي إن عملتُم كل ما أُوصيتكُم به. ولستُ أدعوكُم عبيداً لأنَّ العبدَ لا يَعلَمُ ما يَصنعُ سيِّدُهُ. لكنِّي قد دعوتكُم أصدقائى لأنِّي أعلمتكُم بكل ما سَمِعتُهُ من أبي. لستم أنتُمُ اخترتُموني بل أنا أخترتُكُم وأُطلِقكُم لِتَذهبوا وتأتوا بثَمَرٍ ويَدومَ ثَمَرُكُم. لكي يُعطيكُم الآب كلَّ ما تسألونه بِاسمي.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي (45 : 1 ، 2 )
    فاضَ قلبى كلمةٌ صالحةٌ. أقول أنا أعمالي أنا للملِكِ. انسكَبَتْ النعمةُ من شَفَتيكَ. لذلك بَارككَ اللهُ إلى الدهرِ. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 1 : 1 ـ 17 )
    في البدءِ كان الكلِمةُ، والكلِمةُ كان عندَ اللهِ، وكان الكلمة اللـه. هذا كان في البدءِ عند اللهِ. كلُّ شيءٍ بهِ كان، وبغيرهِ لم يكن شيءٌ مِمَّا كان. فيهِ كانت الحياةُ، والحياةُ كانت نورَ النَّاس، والنُّورُ أضاء في الظُّلمَةِ، والظُّلمَةُ لم تُدركهُ. كان إنسانٌ مُرسلٌ من اللهِ اسمُهُ يوحنَّا. هذا جاء للشَّهادةِ ليشهدَ للنُّور، لكي يُؤمنَ الكلُّ بواسِطتِهِ. لم يكُن هو النُّور، بل ليشهد للنُّور. كان النُّورُ الحقيقيُّ الذي يُنيرُ كلَّ إنسانٍ آتياً إلى العالم. كان في العالم، وكوِّنَ العالم به، ولم يَعرفهُ العالمُ. إلى خاصَّتِهِ جاءَ وخاصَّتُهُ لم تقبَلهُ. وأمَّا كلُّ الذين قَبِلُوهُ فأعطاهُم سُـلطاناً أن يَصيروا أولاد اللـهِ، الذين يؤمنون باسـمِهِ. الـذينَ وُلِدوا ليسَ من دم ولا من مَشِيئةِ جسدٍ ولا من مشيئةِ رجُلٍٍ بل من اللـهِ.والكلمةُ صارَ جسداً وحلَّ بيننا، ورأينا مَجدَهُ، كمجدِ ابنٍ وحيدٍ لأبيه، مملوءاً نعمةً وحقّاً. يوحنَّا شَهدَ له ونادى قائِلاً: " هذا هو الذي قُلتُ عنهُ: إن الذي يأتي بعدي صارَ قُدَّامي لأنَّهُ كان قبلي ". لأنَّه من ملئِهِ نحن جميعاً أخذنَاُ ونعمةً فوقَ نعمةٍ. لأنَّ النَّاموس بموسى أُعطي، أمَّا النِّعمَةُ والحقُّ فَبيسوعَ المَسيح صارَا.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القـداس
    البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
    ( 10 : 4 ـ 18 )
    لأنَّ غاية النَّاموس هي: المسيح للبرِّ لكلِّ مَن يؤمِن به. لأنَّ موسى كتب أن البرِّ الذي من النَّاموس: " إنَّ الإنسان الذي يفعل البرِّ يحيا به ". وأمَّا البرُّ الذي مِن الإيمان فيقول هكذا: " لا تقُل في قلبك مَن يَصعد إلى السَّماء؟ " أي ليُنزِل المسيح، أو " مَن يهبط إلى الهاوية؟ " أي ليُصعِد المسيح مِن بين الأموات لكن ماذا يقول الكتاب؟ " أنَّ الكلِمة قريبةٌ منكَ، وهي في فمكَ وفي قلبكَ " أي كلمة الإيمان التي نُنادي بها‎ لأنَّكَ إن اعترفت بفمكَ أنَّ الربِّ هو يسوع، وآمنت بقلبكَ أنَّ الله قد أقامه من بين الأموات، فأنكَ تخلص.لأنَّ بالقلب يُؤمَنُ به للبرِّ، وبالفم يُعتَرف به للخلاص. لأنَّ الكتاب يقول: " كلُّ مَن يؤمِن به لا يُخزى ". لأنَّه لا فرق بين اليهوديِّ واليونانيِّ، إذ للجميع ربٌّ واحدٌ، غنيٌّ لكل مَن يدعوه. لأنَّ كلَّ مَن يدعو بِاسم الربِّ يخلُص. ولكن كيفَ يَدعون بمَن لم يؤمنوا به؟ وكيف يؤمنون بمن لم يسمَعوا به؟ وكيف يَسمعون بلا كارز؟ وكيف يكرزون إن لم يُرسَـلُوا؟ كما هو مكتوبٌ: " ما أجمل أقدامَ المُبشِّرينَ بالخيرات! " لكن ليس الجميع قد أطاعوا الإنجيل، لأنَّ إشعياءَ يقول: " ياربُّ من آمن بخَبرنا. ولِمَن استُعلِنَتْ ذراع الربِّ؟ " إذاً الإيمان بالسمع، والسمع بكلمة المسيح. لكنَّني أقول: ألعلَّهم لم يسمعوا؟ وكيف ذلك! " وقد خرج صوتهم إلى الأرض كلها وإلى أقاصي المسكونة بلغت أقوالهم ".
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة يوحنا الاولى
    ( 1 : 1 ـ 2 : 1 ـ 6 )
    الذي كانَ مَن البدءِ، الذي سمعناهُ، الذي رأيناهُ بعُيوننا، الذي شاهدناهُ، ولمستهُ أيدينا، مِنْ جهةِ كلمةِ الحياةِ. فإنَّ الحياةَ أُظهِرتْ، وقد رأينا ونشهدُ ونُعلمكُم بالحياةِ الأبديَّةِ التي كانت عند الآب وأُظهِرتْ لنا. الذي رأيناهُ وسمعناهُ نبشركُم به، لكي يكون لكُم أيضاً شركةٌ معنا. وأمَّا شركتُنا نحنُ فهي مع الآب وابنهِ يسوع المسيح. وهذا ما نكتبهُ إليكُم لكي يكونَ فرحكُمْ كاملاً. وهذا هو الوعد الذي سمعناه منه ونبشركم به: إنَّ اللهَ نورٌ وليس فيهِ ظلمةٌ البتَّةَ. فإنْ قُلنا إنَّ لنا شركةً معهُ ونسلُك في الظُّلمةِ، نكذبُ ولسنا نعملُ الحقَّ. ولكن إن سلكنا في النُّور كما هو ساكن في النُّور، فلنا شركةٌ بعضنا مع بعضٍ، ودمُ يسوعَ المسيح ابنِهِ يُطهِّرُنا مِنْ كلِّ خطيَّةٍ. إنْ قُلنا إنَّه ليس لنا خطيَّةٌ نُضلُّ أنفُسنا وحدنا وليس الحقُّ فينا. إن اعترفنا بخطايانا فهو أمينٌٍ وعادلٌ، حتَّى يغفر لنا خطايانا ويُطهِّرَنا من كلِّ إثمٍ. وإذا قلنا إنَّنا لم نُخطئ نجعلهُ كاذِباً، وكلمتُهُ ليست فينا. يا أولادي، أكتُبُ إليكُم هذا لكي لا تُخطئوا. وإن أخطأ أحدٌ فلنا شفيعٌ عند الآب، يسوعُ المسيحُ البارُّ. وهو كفَّارةٌ لخطايانا. ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كلِّ العالم. وبهذا نعلَّم أنَّنا قد عرفناهُ إن حفظنا وصاياهُ. مَن يقول إنى قد عرفتُهُ وهو لا يحفظُ وصاياهُ، فهو كاذبٌ وليس الحقُّ فيهِ. وأمَّا مَن يحفظَ كلمتهُ، فحقّاً في هذا قد كَمُلتْ محبَّة اللـهِ. بهذا نعلمُ أنَّنا ثابتون فيه. من يقول إنَّى ثابتٌ فيه، ينَّبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلُكُ هو أيضاً.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 3 : 1 ـ 16 )
    وصَعِدَ بطرس ويوحنَّا إلى الهيكل في وقت صلوة السَّاعة التَّاسعة. وكان رجلٌ أعرج مِن بطن أُمِّه. هذا كان يُحمَلُ كل يوم ويضعونه عند باب الهيكل الذي يقال له " الجميل " ليسأل صدقةً مِن الذين يدخلون الهيكل. فهذا لمَّا رأى بطرس ويوحنَّا مزمعين أن يدخلا الهيكل، سألهما يريد أن يأخذ منهما صدقةً. فتفرَّسَ فيه بطرس مع يوحنَّا، وقال: " انظُـر إلينا! " فتفرَّس فيهما مؤمِّلاً أن يأخذ منهما شيئاً. فقال له بطرس: " ليسَ لي فضَّةٌ ولا ذهبٌ، ولكن الذي لي فإيَّاه أُعطيك: بِاسم يسوع المسيح النَّاصريِّ قُمْ وامش". وأمسكه بيده اليُمني وأقامه، ففي الحال تشدَّدت ساقاه وكعباه، فوثبَ ووقف وصارَ يمشي، ودخل معهما إلى الهيكل وهو يمشي ويثب ويُسبِّح الله. وأبصره جميع الشَّعب وهو يمشي ويسبِّح الله. وكانوا يعرفونه أنَّه هـو الذي كان يجلس يسأل صـدقةً على باب الهيكل الجميل، فامتلأوا خوفـاً ودهشةً ممَّا حدث له. وبينما كان ( الرَّجل الأعرج ) مُتمسِّكاً ببطرس ويوحنَّا، تراكض إليهم جميع الشَّعب إلى الرِّواق الذي يقال له " رواق سليمان " وهُم مندهشون. فلمَّا رأى بطرس أجاب الشَّعب: " أيُّها الرِّجال الإسرائيليُّون، لماذا تتعجَّبون مِن هـذا، ولما تشخَصُون إلينا، كأنَّنا بقوَّتنا أو تقوانا صنعنا هذا أن جعلنا هذا يمشي؟ إنَّ إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب، إله آبائنا، مجَّدَ فتاه يسوع، هذا الذي اسلمتُمُوهُ أنتم وأنكرتُمُوهُ أمام بيلاطس، وهو كان حاكماً بإطلاقه. وأمَّا أنتُم فأنكرتم القُدُّوس والبارَّ، وطلبتم أن يُطلَق لكم رجلٌ قاتلٌ. ورئيس الحياة قتلتُمُوهُ، هذا الذي أقامه الله من الأموات، وَنَحنُ شهودٌ لذلك. وبالإيمان بِاسمه، هذا الذي ترونه وتعرفونه، اسمه الذي ثبت والإيمان الذي بواسطتِهِ أعطاه هذه الصِّحَّة أمامكم أجمعين.
    ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
    السنكسار
    اليوم الرابع من شهر طوبه المبارك
    نياحة القديس يوحنا الإنجيلي اللاهوتي
    في هذا اليوم من سنة 100م تنيَّح القديس يوحنا البتول الإنجيلي الرسول، وهو ابن زبدي، ويقول ذهبي الفم: " أنَّهُ تتلمذ أولاً ليُوحنَّا المعمدان. وهو أخو القديس يعقوب الكبير الذي قتلهُ هيرودس بالسيف. وقد دعاه المُخلِّص مع أخيه ( بوانرجس ) أي ابني الرعد، لشدة غيرتهُما وعظيم إيمانهما. وهو التلميذ الذي كان يسوع يُحبَّهُ. وقد خرجت قرعة هذا الرسول أن يمضي إلى بلاد آسيا ولأنَّ سكان تلك الجهة كانوا غُلاظ الرقاب فقد صلَّى إلى السيد المسيح أن يشملهُ بعنايتهُ، وخرج قاصداً أفسس مُستصحباً معه تلميذه بروخوروس واتخذ لسفره سفينة. وحدث في الطريق أن السفينة انكسرت وتعلَّق كل واحد من الركاب بأحد ألواحها، وقذفت الأمواج بروخوروس إلى إحدى الجزر. أمَّا القديس يوحنا فلبث في البحر عدة أيام تتقاذفه الأمواج حتى طرحته بعناية الرب وتدبيره إلى الجزيرة التي بها تلميذه. فلمَّا التقيا شكرا اللـه كثيراً على عنايته بهما. ومن هناك مضى القديس يوحنا إلى مدينة أفسس ونادى فيها بكلمة الخلاص. فلم يتقبل أهلها ببشارته في أول الأمر إلى أن حدث ذات يوم أن سقط ابنٌ وحيد لأُمِّهِ في مستوقد حمام كانت تُديره. فأسرعوا لإخراجه ولكنه كان قد مات. فعلا العويل من والدتهِ. عندئذ تقدَّم الرسول من الصبي وصلَّى إلى اللـه بحرارة ثم رشمه بعلامة الصليب ونفخ في وجهه فعادت إليه الحياة في الحال. فابتهجت أُمّه وقبَّلت قدمي الرسول، ودموع الفرح تفيض من عينيها. ومنذ تلك اللحظة أخذ أهل المدينة يتقاطرون إليه ليسمعوا تعليمهُ. وآمن منهم عدد كبير فعمَّدهم. وأثار هذا الأمر حقد كهنة الأوثان، فحاولوا الفتك به مراراً كثيرة ولم يتمكنوا لأنَّ الرب حافظ لأصفيائه. وأخيراً بعد جهاد شديد ومشقة عظيمة ردَّهُم إلى معرفة اللـه، ورسم لهم أساقفة وكهنة، ومن هناك ذهب إلى نواحي آسيا وردَّ كثيرين من أهلها إلى الإيمان.وعاش هذا القديس تسعين سنة، وكانوا يأتون به مَحمولاً إلى مجتمعات المؤمنين، ولكبر سنه كان يقتصر في تعليمهُ على قوله: " يا أولادي أحبوا بعضكم بعضاً ".وقد كتبَ الإنجيل الموسوم بِاسمهِ، وسفر الرؤيا التي رآها في جزيرة بطمُس، المملوءة بالأسرار الإلهية، وكتبَ الثلاث رسائل الموسومة بِاسمه أيضاً. وهو الذي كان مع السيد عند التجلي والذي اتكأ على صدر الرب وقت العشاء، وقال له من الذي يُسلِّمكَ. وهو الذي كان واقفاً عند الصليب مع العذراء مريم، وقد قال لها السيد المسيح وهو على الصليب: " هوذا ابنكِ ". وقال ليُوحنَّا: " هوذا أُمكَ ". وهو الذي قال عنه بطرس: " يا ربُّ وهذا ما له ". فقال له يسوع: " إن كُنتَ أشاء أنَّه يبقَى حتَّى أجيء فماذا لكَ؟ ".ولمَّا شعر بقرب انتقاله من هذا العالم دعا إليه الشعب وناوله من جسد الرب ودمه الأقدسين ثم وعظهم وأوصاهم أن يثبتوا على الإيمان. ثم خرج قليلاً من مدينة أفسس وأمر تلميذه وآخرين معه فحفروا له حفرة هناك. فنـزل ورفـع يديـه وصلَّى ثم ودَّعهم وأمرهم أن يعـودوا إلى المدينة ويُثبِّتوا الاخوة على الإيمان بالسيد المسيح قائلاً لهم: إنني بريءٌ الآن من دمكم، لأنِّي لم أترك وصيَّة من وصَّايا الرب إلاَّ وقد أعلَمتكم بها. والآن اعلموا أنَّكم لا ترون وجهي بعد. وأنَّ اللـه سيُجازي كل واحدٍ حسب أعماله. ولمَّا قال هذا قبَّلوا يديه ورجليه، ثم تركوه ومضوا، فلمَّا علِم الشعب بذلك خرجوا جميعهم إلى حيث القديس فوجدوه قد تنيَّح فبكوا بحزن عميق وكانوا يتحدثون بعجائبه ووداعته، وإنَّهُ وإن لم يكن قد مات بالسيف كبقية الرسل إلاَّ أنَّهُ قد تساوى معهم في الأمجاد السماوية لبتوليته وقداسته.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 139 : 16 ، 17 )
    وأنا لقد أكرَم عليَّ جدّاً أصفياؤُك يا اللهُ. واعتزَّت جدّاً رئاستهم. أحصِيهم فَيكثرون أكثر مِن الرملِ. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 21 : 15 ـ 25 )
    فبعدما أكلوا قال يسوع لسمعانَ بُطرُس: " يا سمعانُ ابن يونا، أتحبُّني أكثر من هؤلاء؟ " قال له: " نعمْ ياربُّ أنتَ تَعلَمُ أنِّي أُحبُّك ". قال له: " ارعَ خرَافِي "، ثُمَّ قال له أيضاً ثانيةً: " يا سـمعانُ ابن يونا، أتُحبُّني؟ ". قال له: " نعمْ يا سيدي، أنتَ تَعلَمُ أنِّي أُحبُّكَ ". قال له: " ارعَ غَنَمي ". قال له ثالثةً: " يا سمعان ابن يونا أتحبُّني؟ " فَحَزنَ بُطرُسُ لأنَّه قال له ثلاث مراتٍ أتحبُّني؟ فقال له: " ياربُّ، أنتَ تَعلَمُ كلَّ شيءٍ. أنتَ تَعلَمُ أنِّي أُحِبُّكَ ". قال له: " ارعَ خرافي. الحقَّ الحقَّ أقولُ لكَ: لمَّا كُنتَ شاباً كُنتَ تُمنطقُ ذاتَكَ وتَمشي حيثُ تشاءُ. ولكن إذا شِخْتَ فإنَّكَ تُبسطُ يديكَ وآخرُ يُمنطقُكَ، ويَحمِلُكَ حيثُ لا تشاءُ ". قال له هذا مُشيراً إلى أيَّة ميتةٍ كان مُزمعاً أنْ يُمجِّد اللـه بها. ولمَّا قال له هذا قال له: " اتبعني ". فالتفتَ بطرسُ ونظرَ التِّلميذَ الذي كان يسوعُ يُحبُّهُ يَتبعُهُ، وهو أيضاً الذي اتَّكأ على صدرهِ وقتَ العشاءِ، وقال: " يا سيِّدُ، مَنْ الذي يُسلِّمُـكَ؟ " فلمَّا رأى بُطرُسُ هذا، قال ليسوع: " ياربُّ، وهذا ما له؟ " قال له يسوعُ: " إن كُنتُ أشاءُ أن يبقى حتَّى أجيءَ، فماذا لكَ؟ اتبعني أنتَ ". فذاعَ هذا القولُ بينَ الإخوة: إنَّ ذلكَ التِّلميذَ لا يَموتُ. ولكن لم يقلْ لهُ يسوعُ إنَّه لا يموتُ، بل: " إن كُنتُ أشاءُ أنَّه يبقَى حتَّى أجيءَ، فماذا لكَ؟ ". هذا هو التِّلميذُ الذي شهدَ بهذا وكَتبهُ. ونعلَمُ أنَّ شهادتهُ حقٌّ. وأشياءُ أُخَرُ كثيرةٌ صنعَها يسوعُ، إن كُتِبتْ واحدةً واحدةً، يَظُنُّ العالم نفسه لا يسعُ الكتبَ المكتوبةَ.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

01-12-2015, 04:00 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة جميلة من الصحفى ..

    ثروت الخرباوى
    حوار مع السيد المسيح
    ثروت الخرباوى
    الجمعة 09-01-2015 21:53

    أود أن أحكى لكم سراً على أن يظل بيننا، هذا السر هو أننى أحب السيد المسيح جداً، ولمَ لا، أليس هو الذى قال الله سبحانه وتعالى عنه «وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا» هو رحمة من الله للبشرية، ومن منا لا يحب الرحمة إلا أصحاب القلوب التى ختم عليها إبليس بالشر، هذا هو سيدنا عيسى أيها الناس الذى قال لبنى إسرائيل «قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِى تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّى وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ»، هذا هو سيدنا عيسى عليه السلام، الذى تعرّض للإيذاء من بنى إسرائيل، فكانوا يلاقونه بالعذاب والشر، فيلاقيهم بالسلام والخير.

    ولكن لماذا يظل حبى للمسيح سراً بيننا؟ لأن بعضهم يعاقبنا فى هذه الأيام على الحب، فحين أحببنا المسيح وفرحنا بيوم مولده وعبّرنا عن مشاعر الفرحة التى اعتملت فى قلوبنا إذا بدهاقنة الشر يتهموننا بالكفر ويرفعون فى وجوهنا رايات التحريم السوداء، وحين قلنا لإخواننا الأقباط كل عام وأنتم بخير ونحن معكم نشارككم الفرحة قدماً بقدم وكتفاً بكتف وقلباً بقلب، قامت القيامة عند مشايخ السلفيين غضباً واستنكاراً وتحريماً، وكان مما أدهشنى أننى تقابلت مصادفة مع أحد مشايخ السلفيين الذين يشار إليهم بالاستنارة، فإذا به يستنكر فرحتى بيوم مولد المسيح عليه السلام، فقلت له: «لا أظنك تختلف عن الآخرين، فأنت ومن معك من المتسلفين، تحرّمون أيضاً الاحتفال بمولد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، أنت ومن معك تنهون عن كل مظاهر الاحتفال البريئة المسالمة، هل تعرف لماذا؟ لأنكم أعداء الحب، وأبناء الكراهية والحرب».

    وانصرفت من لقاء هذا المتسلف إلى بعض شأنى، وخلوت إلى نفسى، وقلت لها: ماذا لو جاء السيد المسيح إلى زمننا هذا، تراه ماذا يقول لنا؟ ولو قدّر الله لى أن أقابله، فما الذى كنت سأقوله له؟ أغلب الظن أن السيد المسيح عليه السلام، لو جاء إلى دنيانا فإنه سينزل إلى مصر، فمصر هى التى استقبلته، وهو بعد رضيع مع أمه «ستنا» مريم البتول، عندما جاءت إلى مصر هرباً من شرّ الإمبراطور هيرودس، هربت السيدة مريم إلى مصر، أرض الأمان، وسلكت فى سبيل ذلك صحارى وهضاباً وودياناً فى رحلة شاقة مليئة بالآلام، ولذلك رأيتُ أن السيد المسيح إذا ما نزل الآن إلى دنيانا، فإنه حتماً سيختار مصر، وفى أعلى قمة أحد الجبال فى سيناء، أرض الفيروز سيكون هبوطه.

    ورأيتنى بعين قلبى وأنا أسعى إليه، أصعد الجبل بقدمى الكسيرة المتعبة، ولكن طاقة روحية أمدتنى بقوة هائلة لم أعهدها فى نفسى من قبل، فأنا الآن فى طريقى لمقابلة السيد المسيح عليه السلام، الذى قال الله عنه «إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ»، فهل لى أن أتلكأ فى الصعود، والله إن روحى من فرط شوقها إليه قد كادت ترفعنى كما «رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ» وعلى قمة الجبل، رأيته ساجداً لله، فقلت له: أتسجد لله وأنت كنت فى معيته.

    قال المسيح وقد أحاطته هالة نورانية عجيبة: لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد.

    قلت وأنا أمد له يدى ببعض الخبز: ألا تأكل يا سيدى؟ أظنك الآن جائع، وكما أرى الآن أنك قد جئت إلى دنيانا من غير زاد.

    قال المسيح: مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.

    اقتربت منه قليلاً، ثم انكببت على قدمه أقبّلها، فوضع يده على رأسى، وقال: طوبى للمساكين بالروح، لأن لهم ملكوت السماوات، طوبى للحزانى لأنهم يتعزّون، طوبى للرحماء لأنهم يرحمون، طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله، طوبى لصانعى السلام لأنهم أبناء الله يدعون.

    انتفض قلبى فرحاً بدعاء السيد المسيح، وقلت له: أظنك عرفت أيها السيد العظيم ما يحدث فى دنيانا هذه الأيام من قتل وسفك للدماء باسم الدين؟

    قال المسيح: قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تقتل، ومن قتل يكون مستوجب الحكم، وأما أنا فأقول لكم إن كل من يغضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب الحكم، ومن قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم.

    قلت: ولكن الواقع عندنا الآن غير ذلك، إن العالم كله يا سيدى مشتعل بالحروب والخلافات والقتال، والقتل حالياً يكون باسم الدين.

    قال المسيح: سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك، وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم.

    قلت: ولكن هذا يا سيدى فوق طاقة الإنسان الحالية، فقد اعتملت النفوس بالشر، وكل الناس فيهم نقص، لم يصل أحدنا إلى هذه الدرجة من الكمال.

    قال المسيح: فكونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم الذى فى السماوات هو كامل.

    قلت: إذن يا سيدى نريد أن نعرف الطريق، دلّنا عليه فنحن نعيش فى غابة.

    قال المسيح: لا تجرّب الرب إلهك.

    قلت: نعم أنا أعرف هذا الأمر، فحينما جاء إليك إبليس، وقال لك اطرح نفسك من فوق الجبل والملائكة ستتلقاك، لأنك برعاية الله، قلت له لا تجرّب الرب إلهك، هذه حكمة عظيمة، فالله لا ينبغى أن يخضع لتجارب البشر، أنا أتوجه بدعائى لله عبادة وليس تجربة، أفإن أجابنى عبدته وإن لم أرَ الإجابة تركته؟! ولكن ما الخطوة الثانية فى الطريق إلى الله يا سيدى.

    قال المسيح: من سألك فأعطه، واحترزوا من أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكى ينظروكم، وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذى فى السماوات، فمتى صنعت صدقة فلا تُصَوّت قدامك بالبوق كما يفعل المراءون فى المجامع وفى الأزقة لكى يُمَجّدوا من الناس، الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم، وأما أنت فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك.

    قلت: أراك تهتم بالفقراء جداً، هل الصدقة هى إحدى الخطوات إلى الله؟

    قال المسيح: من يرحم الفقير يُقرض الرب، وعن معروفه يجازيه.

    قلت: ثم ماذا يا سيدى؟

    قال المسيح: ومتى صلّيت فلا تكن كالمرائين، فإنهم يحبون أن يصلّوا قائمين فى المجامع وفى زوايا الشوارع لكى يظهروا للناس، الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم، وأما أنت فمتى صلّيت فادخل إلى مخدعك، وأغلق بابك وصلّ إلى أبيك الذى فى الخفاء، فأبوك الذى يرى فى الخفاء يجازيك علانية، وحينما تصلّون لا تكرروا الكلام باطلاً كالأمم، فإنهم يظنون أنه بكثرة كلامهم يستجاب لهم، فلا تتشبّهوا بهم، لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه.

    قلت وأنا أستزيده: ثم ماذا؟

    قال المسيح: اغفروا للناس زلاتهم، يغفر لكم أيضاً أبوكم السماوى، ولا تدينوا لكى لا تدانوا، لأنكم بالدينونة التى بها تدينون تدانون، وبالكيل الذى به تكيلون يُكال لكم.

    قلت: ولكننى أرى عدداً كبيراً من الناس يرتكبون أخطاءً جمّة، وطاقتى لا تتحمّل مثل هذه الأخطاء.

    قال المسيح: ولماذا تنظر القذى الذى فى عين أخيك، وأما الخشبة التى فى عينك، فلا تفطن لها، أم كيف تقول لأخيك دعنى أخرج القذى من عينك، وها الخشبة فى عينك.

    قلت: أخبرنى أيها السيد هل الله يحبنا؟

    قال المسيح: نحن نحبه، لأنه هو أحبنا أولاً، فتلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك.

    قلت: ماذا أعد الله لنا؟

    قال المسيح: ما لم ترَ عين ولم تسمع أذن، ولم يخطر على بال إنسان، أعده الله للذين يحبونه.

    وقبل أن أوجه إليه سؤالاً آخر، أشار لى أن أصمت، ثم قال: كل من يسمع أقوالى هذه ويعمل بها أشبهه برجل عاقل، بنى بيته على الصخر، فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبّت الرياح ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط، لأنه كان مؤسساً على الصخر، وكل من يسمع أقوالى هذه ولا يعمل بها يُشبّه برجل جاهل بنى بيته على الرمل، فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبّت الرياح وصدمت ذلك البيت فسقط، وكان سقوطه عظيماً.

    وفجأة اشتدت برودة الجو وقامت الأعاصير وغيّمت سحابة كثيفة وأخذ البرق يضرب عينى والرعد يضرب أذنى، وكان ذلك كله إيذاناً باختفاء السيد المسيح، ولكن ستظل تعاليمه باقية، فعليه وعلى أخيه سيدنا محمد أفضل الصلاة والسلام.

    +++
                  

01-13-2015, 10:04 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    ( يوم الثلاثاء)
    13 يناير 2015
    5 طوبة 1731
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 18 : 34 ،39 )
    الذي يُعلِّم يديَّ القتالَ. وجعلَ ساعديَّ أقواساً مِن نحاسٍ. ومَنطَقتنِي قوَّة في الحربِ. وعقلت كلَّ الذين قاموا عليَّ تحتي. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 8 : 5 ـ 13 )
    ولمَّا دخلَ كفرناحوم، جاء إليه قائد مِئَةٍ يطلب إليه قائلاً: " ياسيِّدي، غُلامي مطروحٌ في بيتي مُخلَّعاً مُعذَّباً جدّاً ". فقال له يسوع: " أنا آتي وأشفيه ". فأجاب قائد المِئَة وقال: " ياربُّ، لستُ مُستحقّاً أن تدخل تحت سقف بيتي، لكن قُل كلمةً فقط فيبرأ غلامي. لأنِّي أنا أيضاً إنسانٌ تحت سلطانٍ. لي جندٌ تحت يدي. أقول لهذا: اذهب فيذهب، ولآخر: تعال فيأتي، ولعبـدي: افعل هذا فيفعل ". فلمَّـا سَمِع يسـوع تعجَّب، وقال للذين يتبعـونـه: " الحقَّ أقول لكم، إنِّي لم أجد إيماناً بمقدار هذا في أحد في إسرائيل. وأقول لكم: إنَّ كثيرين سيأتون مِن المشارق والمغارب ويتَّكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت السَّمَوات، وأمَّا بنو الملكوت فيُطرحون إلى الظُّلمة الخارجيَّة. حيث البُكاء وصرير الأسنان ". ثُمَّ قال يسوع لقائد المئة: " اذهب، وكما آمنت ليكن لكَ ". فَبَرَأَ الغلامُ في تلكَ السَّاعة.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 68 : 35 ، 3 )
    عجيبٌ هو الله في قدِّيسِيه. إلهُ إسرائيلَ هو يُعطي قوةً وعِزاً لشعبِهِ. والصِّدِّيقون يَفرحون ويتهلَّلون أمامَ اللهِ. ويَتَنَعَّمون بالسرورِ. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 12 : 4 ـ 12 )
    ولكن أقول لكم يا أصدقائي: لا تخافوا من الذين يقتلون جسدكم، وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر. بل أُريكم مِمَّن تخافون: خافوا من الذي بعدما يَقتُل، له سلطانٌ أن يُلقي في جهنَّم. نعم أقول لكم: من هذا خافوا. أليست خمسة عصافير تُباع بفلسين، وواحدٌ منها ليس منسيّاً أمام الله؟ بل شعور رؤوسكم أيضاً جميعها محصاةٌ. فلا تخافوا إذاً. أنتم أفضل من عصافير كثيرةٍ. وأقول لكم: كل من يعترف بي قُـدَّام النَّاس، يعترف به أيضاً ابن الإنسان قُدَّام ملائكة الله. ومن أنكرني قُدَّام النَّاس، يُنكَر أيضاً قُدَّام ملائكة الله. وكل مَن قال كلمةً على ابن الإنسان يُغفَرُ له، وأمَّا مَن يُجدِّف على الرُّوح القدس فلا يُغفر له. ومَتَى قدَّموكم إلى المجامع والرُّؤساء والسَّلاطين فلا تهتمُّوا كيف أو بما تُجاوِبون أو بما تقولون، لأن الرُّوح القدس يُعلِّمكم في تلك السَّاعة ما يجب أن تقولوه ".
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس
    ( 10 : 1 ـ 18 )
    أنا نفسي بولس أطلُبُ إليكم بوَداعَةِ المسيح وحِلمِهِ، كما أنِّي ذليلٌ بينكم وأمامكُمْ، ولكن فيما أنا خارج عنكم فمتجاسرٌ عَليكُمْ. وأطلب أن أكون متجاسراً ولست عندكم بالثِّقة التي بها أظنّ أنِّي سأتجاسر على قوم الذين يحسبوننا كأنَّنا نسلك حسب الجسد. لأنَّنا وإن كُنَّا نسلك حسب الجسد، لا نُحارِب حسب الجسد. إذ أسلحة مُحارَبتنا ليست جسديَّة، بل هى قوات الله تهدم الحصون. وتهدم الآراء وكل عُلو يرتَفع ضِدَّ معرفة الله، ونسبي كلَّ فكر إلى طاعة المسيح، ومستعدِّينَ لأنْ ننتقم على كلِّ عصيان مَتَى كَمِلَتْ طاعتُكُم.أَتنظرونَ إلى ما هو قُدَّامكم؟ إن كان أحدٌ يثق من نفسه بأنَّه للمسيح، فليفكر في نفسه أيضاً: أنَّه كما هو للمسيح، كذلك نحن أيضاً! فإنِّى وإن افتخرتُ شيئاً أكثر بالسُّلطان الذي أعطاه لي الربُّ ( فهو ) للبنيان وليس لهدمِكُم، لا أُخجَلُ. لئلاَّ أَظهر كواحد يُخيفكُم بالرَّسائِل. لأنَّه يقول: " الرَّسائل ثقيلةٌ وقويَّةٌ، وحضور الجسد فضعيفٌ، والكلام مرذولٌ ". مِثل هذا فليَحسِب هذا: أنَّنا كما نحن في الكلام بالرَّسائل ونحنُ غائبونَ عنكم، هكذا نكون أيضاً بالفِعل ونحن حاضِرون عندكُم. لأنَّنا لا نتجاسر أن نُشَبِّه أنفسنا أو نُقايس ذواتنا بقوم يمدحون أنفسهم وحدهم، بل إذ هم يقيسونَ أنفسهم على أنفسهم، ويُقابلون أنفسهم بأنفسهم وهُم لا يفهمون. ولكن نحنُ لا نفتخر إلى ما لا يُقاس، بل حسب قياس القانون الذي رسمه لنا الله، للبلوغ إليه وإليكم بقياس. لأنَّنا لا نمدِّدُ أنفسنا كأنَّنا لا نَبْلُغُ إليكم. إذ قد وصلنا إليكم أيضاً في إنجيل المسيح. غير مُفتخرينَ إلى ما لا يُقاس في أتعاب آخرين، بل لنا رجاء ـ إذا نما إيمانكم ـ ليتعظَّم فيكم مثل قانوننا بزيادةٍ، لنُبشِّركُم بما هو أعظم من ذلك. لا لِنفتخر بالأمور المُعدَّة في قانون غريب. وأمَّا مَن يفتخر فليفتخر بالربِّ. لأنَّه ليسَ مَن يمدح نفسه وحده هو المُختار، بل من يمدحهُ الربُّ.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
    ( 4 : 1 ـ 11 )
    فإذ قد تألَّم المسيح بالجسد عنَّا، تسلَّحوا أنتُم أيضاً بهذا المثال. فإن من تألَّم بالجسد، كُفَّ عن الخطيَّة، لكي لا يعيش أيضاً الزَّمان الباقي في الجسد، لشهوات النَّاس، بل لإرادة الله. لأنَّه يكفيكم الزَّمان الذي مَضى إذ كنتم تصنعون فيه إرادة الأُمم، وتسلكون في النجاسات والشَّهوات، وإدمان المُسكرات المتنوعة، والخلاعة، والدنس، وعبادة الأوثان المرذولة، الأمر الذي فيه يستغربونَ أنَّكُم لستُم تركضون معهم إلى فيض عدم الصَّحة عينها، مُجدِّفينَ. الذين سوف يعطون جواباً للذى هو على استعدادٍ أن يُدين الأحياء والأموات. فإنَّه لأجل هذا بُشِّرَ الموتى أيضاً، لكى يدانوا حسب النَّاس بالجسد، ولكن ليحيوا حسب الله بالرُّوح.وإنَّما نهاية كل شيءٍ قد اقتربت، فتعقَّلوا إذاً واسهروا في الصَّلوات. ولكن قبل كلِّ شيءٍ، فلتكن المحبَّة دائمةً فيكُم بعضكُم لبعضٍ، لأنَّ المحبَّة تستُر كثرةً من الخطايا. كونوا مُحبِّين ضيافة الغُرباء بعضكم لبعضٍ بلا تذمُّر. وليخدم كلُّ واحدٍ الآخرين بما نال من المواهب بعضكم بعضاً، كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوِّعة. مَن يتكلَّم فكأقوال الله. ومَن يخدم فكأنَّه من قوَّةٍ يُهيئها الله، لكى يتمجَّد الله في كل شيءٍ بيسوع المسيح، الذي له المجد والسُّلطان إلى أبد الآبدين. آمين.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل
    ( 12 : 25 ، 13 : 1 ـ 12 )
    ورجع برنابا وشاول من أورشليم بعد ما كمَّلا الخدمة، وأخذا معهما يوحنَّا أيضاً المُلقَّب مرقس.وكان في كنيسة أنطاكية أنبياء ومعلِّمون: برنابا، وسمعان الذي يُدعَى نيجر، ولوقيوس القيروانيُّ، ومناين الذي تربَّى مع هيرودس رئيس الرُّبع، وشاول. وبينما هم يخدمون الربَّ ويصومون، قال الرُّوح القدس: " افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي قد دعوتهما إليه. حينئذٍ صاموا وصلُّوا ووضعوا عليهما الأيادي ثُمَّ أطلقوهما. فهذان إذ أُرسِلا من الرُّوح القدس انحدرا إلى سلوكية، ومن هناك سافرا في البحر إلى قبرس. ولمَّا وصلا إلى سلامينا ناديا بكلمة الله في مجامع اليهود. وكانا معهما يوحنَّا خادماً. ولمَّا اجتازوا الجزيرة كلها إلى بافوس، وجدا رجلاً سـاحراً نبيَّاً كـذَّاباً يهوديَّــاً اســمه باريشوع، هذا كان مع الوالي سرجيوس بولـس، وهو رجلٌ فهيمٌ. فهذا دعا برنابا وشاول والتمس أن يسمع كلمة الله. فقاوَمهما عليمٌ السَّاحر، لأن هكذا يُترجَم اسمه، طالباً أن يُفسِد الوالي عن الإيمان.أمَّا شاول، الذي هو بولس أيضاً، فامتلأ من الرُّوح القدس وقال: " أيُّها المُمتلئُ من كـلِّ غشٍّ وكـلِّ خبثٍ! يا ابن إبليـس! يا عـدوَّ كلِّ برٍّ! ألا تـزال تُفسِد سُبل الربِّ المُستقيمة؟ فالآن هوذا يد الربِّ تأتي عليكَ، فتكون أعمى لا تُبصر الشَّمس إلى حينٍ ". ففي الحال وقع عليه ضبابٌ وظلمةٌ، وكان يَدورُ مُلتمِساً مَن يقوده بيده. فالوالي حينئذٍ لمَّا رأى، آمن وتعجب مِن تعليم الربِّ.
    ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
    السنكسار
    اليوم الخامس من شهر طوبه المبارك
    شهادة القديس أوساغنيوس الجندي
    في هذا اليوم استشهد القديس أوساغنيوس. وقد كان جندياً في عهد الملك قسطنطين الكبير، وكان كثير الرحمة. وحدثَ أنَّ الملك قسطنطين لمَّا رأى علامة الصليب لم يفهم معناها، لأنَّهُ لم يكن قد آمن بعد. سأل هذا الجندي فعرَّفهُ أنَّها علامة السيد المسيح. فطفق الملك يُفكِّر في هذا الأمر وخصوصاً في تلك الجملة التي كانت مكتوبة على علامة الصليب وهيَ: " بهذا تغلب " ولمَّا كان الليل ظهر له السيد المسيح في حُلم وأراه علامة الصليب وأمره أن يصنع أعلام جيشه على مثالها. وفي الصباح فعل الملك ما أمره به الرب، فانتصر على أعدائه، ودخل رومية ظافراً. وأصبح من ذلك الحين مسيحياً، وأقام منار دين المسيح في المسكونة كلها.وعاش أوساغنيوس الجندي حتَّى بلغ من العمر المئة والعشرين سنة ووصل إلى زمان يوليانوس الملك العاصي. وكان يوماً ما ماراً في أحد شوارع أنطاكية فوجد اثنين يتخاصمان. فأوقفاه ليَحكُم بينهما نظراً لشيخوخته الموقرة. فحكمَ لهما بما أرضاهما. فسعَى به بعض الأشرار لدى الملك يوليانوس، بأنه جعل نفسه حاكماً للمدينة. فاستحضره الملك وانتهره قائلاً له: من الذي أقامك حاكماً وقاضياً. فأجابه أوساغنيوس بجرأة: إنني لـستُ حاكـماً ولا قـاضياً. ولكنك أنت تركت عبادة إله الـسماء الذي روحك في يديه، وسجدت للأوثان النَّجِسة، ولم تقتف أثر الملوك الذين قبلك. لقد أقمت في الجندية مع الملك البار قسطنطين ستين سنة، ومع أولاده من بعده فلم أرى أشرَّ منك. فحنق الملك عليه جداً، وأمر بصلبه ووضع مشاعل في جنبيه، ففعلوا به كل ذلك وهو صابر حباً في السيد المسيح. وأخيراً أمر الملك بقطع رأسه. ولمَّا اقترب منه السِّياف طلب منه أن يُمهله حتى يُصلِّي، ولمَّا انتهى من صلاته قطعوا رأسه المقدس، ونال إكليل الشهادة. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.


    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 45 : 3 )
    تقلَّد سيفك على فخذك. أيُّها القويُّ. بحسنِك وجمالِك. استلّه وانجح واملك. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 12 : 9 ـ 23 )
    ثمَّ انتقل من هناك ودخل مجمعهم، وإذا إنسانٌ يده يابسةٌ، فسألوه قائلين: " هل يَحلُّ أن يُشفى في السَّبت؟ " لكي يشتكوا عليه. فقال لهم: " أيُّ إنسان منكُم يكون له خروفٌ واحدٌ، فإن سقط هذا في السَّبت في حفرةٍ، أفما يمسكه ويُقيمه؟ فالإنسان كم هو أفضل من خروفٍ! إذاً يَحلُّ فِعْلُ الخير في السُّبوت! " حينئذٍ قال للرجل: " مُدَّ يَدكَ ". فمدَّها. فعادت صحيحةً كالأخرى.فلمَّا خرج الفرِّيسيُّون تشاوروا عليه لكى يهلكوه، فعلِم يسوع وانتقل من هناك. وتبعته جموعٌ كثيرةٌ فشفاهم جميعاً. وأمرهم أن لا يظهروه، لكي يتمَّ ما قيل بأشعياء النَّبيِّ القائل: " هوذا فتاى الذي ارتضيت به، حبيبي الذي سُرَّت به نفسي. أضع عليه روحي فيُخبِر الأُمم بالحقِّ. لا يُخاصِم ولا يصيح، ولا يسمع أحدٌ في الشَّوارع صوته. قصبةً مرضوضةً لا يقصف، وفتيلةً مُدخِّنةً لا يُطفئ، حتَّى يُخرج الحقَّ إلى النُّصرة. وعلى اسمه يكون رجاء الأُمم ". حينئذٍ قُدِّمَ إليه أعمى مجنونٌ وأخرس فشفاه، حتَّى أنَّ الأخرس تكلَّم وأبصرَ. فَبُهتَ كل الجموع وقالوا: " ألعلَّ هذا هو ابن داود؟ ".
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

01-13-2015, 03:48 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 2-5-2010

    عِش سعيدًا في حياة الرجاء

    الإنسان الروحي يعيش دائمًا في رجاء أن اللَّه سيتدخل في حياته ويقوده إلى الخير، وذلك مهما تعقدت الأمور أمامه، ومهما بدأ كل شيء مُظلمًا. أمَّا الذي يفقد الرجاء، فأنه يقع في اليأس، ويقع في الكآبة، وتنهار معنوياته، ويصبح في قلق واضطراب، وفي مرارة الانتظار بلا هدف. وقد يصير ألعوبة في يد الشيطان.

    ** أمَّا الذي يعيش في الرجاء: وكل مشكلة تبدو معقدة أمامه يرى أن لها من اللَّه حلولًا كثيرة. وكل باب مُغلق أمامه، له في يد اللَّه مفتاح أو عِدَّة مفاتيح. والله هو الذي يفتح ولا أحد يغلق. وبهذا الرجاء ينجو من الخوف ومن القلق والاضطراب. ويكون مطمئنًا لعمل الله. والله قادر أن يحول الشر إلى خير، وقادر أن يحول كل مجريات الأمور لتسير في اتجاه مشيئته الإلهية الصالحة. ولذلك فالإنسان الروحي بدلًا من أن ينظر إلى الحاضر المتعب الذي أمامه، فأنه ينظر بعين الرجاء إلى المستقبل المبهج الذي يعده الرب له. وهو لا ينظر إلى المتاعب مجردة بدون عمل الله، الذي يقدر أن يحول الشر إلى خير. والإنسان الروحي إذا شعر بضعفه، يؤمن بالرجاء أن قوة الله سوف تدركه. ويعرف تمامًا أن الذي لا تستطيعه حكمته كإنسان، فإن حكمة الله تقدر عليه. ويؤمن أنه في الحياة ليس وحده، بل هو محاط بمعونة إلهية. وقوات سمائية تحيط به، وقديسون يتشفعون فيه.

    ** لكي يمتلئ قلبك بالرجاء يا أخي القارئ، ينبغي أن تثق بأن الله يحبك أكثر مما تحب نفسك. وأنه يعرف ما هو الخير لك أكثر مما لا تعرف أنت بما لا يقاس. ولابد أن تعلم أنك في يد الله وحده، ولست في أيدي الناس، ولا في أيدي التجارب والأحداث، ولا في أيدي الشياطين. وعليك أن تؤمن أيضًا أن الله يعتني بك، ويحفظك من كل سوء، ويحفظ دخولك وخروجك، وينقذك من كل شر. وتؤمن أنه هو الراعي الصالح الذي يرعاك. ويمنحك كل احتياجاتك فلا تحتاج إلى شيء.

    ** وإن كنت في مشكلة، فمن المريح لك أن تنتظر الله الذي سينقذك منها. ولا تنتظر عمل الرب من أجلك، وأنت متضجر ومتذمر! ولا تسخط وتقول: لماذا لم يعمل الرب حتى الآن؟! أين محبته؟ أين رعايته؟. ولا ينبغي أن تشك في قيمة صلاتك وفاعليتها، إن مضى وقت ولم تصل إلى الاستجابة!! واعرف أن الإنسان المضطرب أو اليأس أو الخائف أو المنهار، يدل على أنه فاقد الرجاء. أما الأبرار فإنهم كلما حاربهم الشيطان بالقلق أو بالاضطراب، فإن قوة الرجاء تتجدد فيهم من تذكرهم لمواعيد الله السابقة وصفاته الإلهية المحبوبة باعتباره الحافظ والساتر والمعين، الله الحنون المحب صانع الخيرات الذي لا يغفل عن أحد. إن عنايته بنا فائقة وشاملة، وحكمته هي فوق إدراكنا البشرى.

    ** في حياة الرجاء نثق إن الله يعطينا باستمرار دون أن نطلب، وقبل أن نطلب. فكم بالحري إذا طلبنا. ونحن نثق أيضًا أن الله يعطينا ما ينفعنا، وليس حرفية ما نطلبه. لأنه ربما تكون بعض طلباتنا غير نافعة لنا فنتعب. لذلك في حياة الرجاء لابد أن نثق بحكمة الله في تدبيره لحياتنا. وهناك أمور كثيرة لا ندريها، وهى معروفة ومكشوفة أمام الله. ربما الذي تطلبه يا أخي، لا يكون مناسبًا لك ولا نافعًا لك. وربما الوقت الذي تحدده لاستجابة طلبك، يعرف الله تمامًا أنه غير صالح، ويرى أن تأجيل الاستجابة أفضل. لذلك تواضع واترك لحكمة الله أن تتصرف! وانتظر في ثقة... إننا أحيانًا نضع حلولًا للأمور، واثقين أنها أفضل الحلول، أو أنها الوحيدة النافعة؟ وربما يكون في تدبير الله حل آخر لم يخطر لنا على بال، هو أفضل بما لا يقاس من كل تفكيرنا. فننتظر إذن حل الله في رجاء.

    أتذكر بهذه المناسبة أن أحدى الفتيات جاءت تشكو إليّ من أن كل عريس يأتي إليها يمضى ولا يعود. فقلت لها ربما إن الله يعد لك عريسًا أفضل من كل أولئك يسعدك بدلًا من الذين يمضون ولا يعودون.

    ** في حياة الرجاء نؤمن أن الله قادر على كل شيء، وإنه باستمرار يعمل لأجلنا، وأنه ينقذنا من كل ضيق. لقد اختبر داود النبي ذلك، فقال في أحد مزاميره "نجت أنفسنًا مثل العصفور من فخ الصيادين. الفخ انكسر ونحن نجونا. عوننا من عند الرب الذي خلق السموات والأرض." لذلك فالإنسان الذي يرجو الرب، يكون دائمًا في اطمئنان. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). إنه ليس فقط يؤمن أن الله سيعمل في المستقبل، إنما يؤمن تمامًا أن الله يعمل الآن حتى إن كان لا يرى هذا العمل. ولكنه يثق تمامًا بعمل الله حاليًا. إن الطائرة قد تبدو لمن يستخدمها لأول مرة، أنها واقفة في الجو! بينما تكون في سرعة أكثر من 800 كم. في الساعة. ولكنها تبدو له كما لو كانت واقفة! وبعض المراوح الشديدة الحركة تبدو متوقفة، وهى في أقوى درجة من السرعة. وهكذا الله يعمل، وأنت لا تراه يعمل، لكن تؤمن بذلك. ويكون لك رجاء في نتيجة عمله الإلهي التي ستراها بعد حين.

    ** على أن البعض ربما يفقد الرجاء بسبب ما يظن أنه تأخير في استجابة الله له! فربما يكون السبب فيما يظن تأخيرًا، هو أن الله يعد له بديلًا أفضل مما يطلبه. وربما يكون السبب أن ما نناله بسرعة لا نشعر بقيمته! وقد لا نشكر عليه! فإن (تأخرت) الاستجابة يزداد تعلقنا بما نطلبه ونشعر بقيمة تحقيقه. ولذلك نحرص على ما نلناه فلا نفقده بسرعة. وربما يكون السبب فيما نظن أنه تأخير، هو أننا نطلب وقلوبنا بعيدة عن التوبة. فلا نستحق الاستجابة بسرعة. وإنما علينا قبل أن نطلب أن نرجع إلى الله لكي نستحق ما نحتاج إليه. كما يحسن بنا أن نعرف أن الضيقات هي مدرسة للصلاة. ولرفع القلب إلى الله ولذلك هي لفائدتنا سواء عرفنا أم لم نعرف.

    ختامًا علينا أن نحيًا حياة الرجاء، ونثق بعمل الله لأجلنا سواء كنا نستحق أو لا نستحق.
    +++
                  

01-13-2015, 06:51 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحابائى الكرام ..

    هذه ندوة دكتور محمد رحومة ومع آخرين ..

    أرجو الاستمتاع بهذه الندوة الجميلة ..

    https://http://http://www.youtube.com/watch?v=yJHgfie7A3kwww.youtube.com/watch?v=yJHgfie7A3k

    الرب يبارك حياتكم ..

    أخوكم وعمكم العجوز ..
    ارنست
    +++
                  

01-14-2015, 02:16 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    وأيضاً هذا اختبار الأخ الحبيب الذى انتقل
    الى الأمجاد السماوية .. ألا وهو الأخ الحبيب
    صادق عبد المسيح .. المنتقل الباقى ..

    https://http://http://www.youtube.com/watch?v=smmKs4GHYFAwww.youtube.com/watch?v=smmKs4GHYFA

    شاهدوا .. وتمتعوا أحبائى الكرام ..
    الرب يبارك حياتكم ..
    أخوكم وعمكم العجوز ..
    ارنست
    +++
                  

01-14-2015, 11:02 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    ( يوم الاربعاء )
    تذكار ختان السيد المسيح
    14 يناير 2015
    6 طوبة 1731
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 116 : 18,16 )
    قطعتَ قُيودي فَلكَ أَذبحُ ذبيحةَ التسبيح. أَفي للربِّ نُذُوري في ديار بيتِ الربِّ. قُدَّامَ كلِّ شعبِهِ. في وَسَطِ أورشليمَ. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 2 : 15 ـ 20 )
    ولمَّا مضت عنهمُ الملائكةُ إلى السَّماءِ، تكلَّم الرُّعاةُ مع بعضهُم قائلينَ: " هلمَّ بنا إلى بيتِ لحمُ لننظرَ هذا الكلام الذى كانَ. الذى أعلَّمنا بهِ الرَّبُّ ". فجاءوا مُسرعينَ ووجدوا مريمَ ويُوسفَ والصبيَّ موضوعاً في مذودٍ. فلمَّا رأوهُ عَلِموا أنَّ الكلامُ الَّذي قِيلَ لهُم كانَ عن هذا الصبيِّ. وكُلُّ الَّذينَ سمعوا تعجبوا ممَّا قيلَ لهُم من الرُّعاةِ. وأمَّا مريمُ فكانت تحفظُ جميعَ هذا الكلام مُتفكِّرَةً بهِ في قلبها. ثُمَّ رجعَ الرَّعاةُ وهم يمجِّدونَ اللـهَ ويسبِّحونهُ على كُلِّ ما سمعوهُ ورأوهُ كما قِيلَ لهُم.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 66 : 13 ، 15 )
    أَدخلُ إلى بيتِكَ بالمُحرَقاتِ. وأَفيك النذورَ التي نَطقتْ بها شَفتَايَ. أُقرِّبُ لكَ مُحرَقاتٍ شحماً بغير عظمٍ. مع بخورٍ وكباشٍ. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 2 : 40 ـ 52 )
    أمَّا الصَّبيُّ فكان ينمو ويتقوَّى بالرُّوح، مُمتلئاً من الحكمةِ، وكانت نعمةُ الله عليهِ.وكانَ أبواه يمضيان إلى أورشليم كُلَّ سنةٍ في عيد الفصح. ولمَّا صارت له اثنتا عشرة سنةً مضيا إلى العيدِ كالعادة. وبعدما أكملوا الأيَّام بقيَ عند رُجوعِهِمَا الصَّبيُّ يسوعُ في أورشليمَ، ويوسُفُ وأمُّهُ لم يعلَما. وإذ ظنَّاهُ مع السائرين في الطريق، ذهبا مسيرة يوم، وكانا يسألان عنه عند أقاربهما ومعارفهما. ولمَّا لم يجداهُ رجَعَا إلى أُورشليمَ يبحثان عليه. وبعد ثلاثة أيَّام وجداهُ في الهيكل، جالساً في وسط المُعلِّمِينَ، يسمعهم ويسألهم. وكان كُلُّ الذين يسمعونه يُبهَتون من فهمِه وجوابه لهم. فلمَّا أبصراه تعجبا. وقالت له أمُّهُ: " يا بُنيَّ، ما هذا الذي صنعته بنا هكذا؟ هوذا أبوك وأنا كُنَّا نبحثُ عليك مُعذَّبَيْنِ! ". فقال لهما: " لماذا كُنتُما تطلبانني؟ ألم تعلما أنَّهُ ينبغي لي أن أكون في ما لأبي ". أمَّا هما فلم يفهما الكلام الذي قاله لهما يسوع. ثُمَّ نزلَ معهما وجاء إلى النَّاصرةِ وكانَ يخضعُ لهُمَا. وأمَّا أمُّهُ فكانت تحفظ جميع هذه الأمور مُـفكِّرةً بها في قلبها. وأمَّا يسوعُ فكان يتقدَّمُ في القامةِ والحِكمةِ والنِّعمةِ، عند اللهِ والنَّاسِ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي
    ( 3 : 1 ـ 12 )
    أخيراً يا إخوتي افرحوا في الرَّبِّ. وهذه الأمُور التي أكتبها إليكُم ليست عليَّ ثقيلةً، وأمَّا لكُم فهيَ مقوِّيةٌ. احذروا الكلابَ. احذروا فعلةَ الشَّرِّ. احذروا قطع الختان. لأنَّنا نحنُ الختانَ، نحنُ الذين نعبُدُ بالروح اللـه، ونفتخر في المسيح يسوعَ، ولا نتَّكِلُ على الجسد. مع أنَّ لي أن أتَّكلَ على الجسد أيضاً. إنْ ظنَّ واحدٌ آخرُ أن يتَّكل على الجسدِ فأنا بالأولى. من جهة الختان فمختونٌ في اليوم الثَّامن، من جنس إسرائيل، من سبطِ بنيامينَ، عبرانيٌّ من العبرانيِّين. من جهة النَّاموس فريسيٌّ. من جهة الغَيرَةِ مُضطهِدُ الكنيسة. من جهة البرِّ الذي في النَّاموس صرت بلا لوم. لكن ما كان لي ربحاً، فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارةً. بل إنِّي أحسبُ كلَّ الأشياءِ خسارةً من أجل فضل معرفة يسوع المسيح ربِّي، الذي من أجلهِ خَسِرتُ كلَّ الأشياءِ، وأنا أعُدُّها كلها نفايةً لكي أربح المسيح، وأُوجَدَ فيه، وليس لي برِّي الذي من النَّاموس، بل الذي بإيمان المسيح، البرُّ الذي من اللـه بالإيمان. لأعْرِفهُ وقوَّة قيامتهِ، وشركة آلامهِ، باذلاً نفسي مُتشبِّهاً بموتهِ، لعلِّي أبلغُ إلى قيامةِ الأمواتِ.ليسَ أنِّي قد فُزتُ ونِلتُ أو أنِّي قد كملتُ، ولكنِّي أسعى لعلِّي أُدرِكُ بهذا الذي لأجلهِ أدرَكَني أيضاً المسيح يسوعُ.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الثانية
    ( 1 : 12 ـ 21 )
    لذلك لا أملُّ أن أُذكِّركُم في كل حينٍ بهذه الأمور، ولو أنَّكم عالمينَ وثابتينَ في الحقِّ الحاضر. ولكنِّي أظن أنَّه واجب حقٍّ عليَّ أن أُذكِّركُم ـ ما دُمتُ مُقيماً في هذا المسكن ـ أن أنهضكُم بالتَّذكرة، عالماً أنَّ مسكني سينحل سريعاً، كما أعلمنا ربُّنا يسوع المسيح. وأنا أُسرع في كلِّ حينٍٍ لتتذكروا هذه الأمور من بعد خروجي. لأنَّنا لم نَتْبَعْ خُرافاتٍ فلسفيةٍ، إذ عرَّفناكُم بقوَّة ربِّنا يسوع المسيح وظهوره، بل قد كُنَّا مُعاينين عظمته. لأنَّه أخذ كرامةً ومجداً من الله الآب، وإذ أقبل صوتٌ كهذا من المجد الأسنَى العظيم قائلاً: " هذا هو ابني وحبيبي الذي أنا به سُررتُ ". وقد سمعنا نحن هذا الصَّوت مِن السَّماء، حين كنَّا معه على الجبل المقدَّس. وثابتٌ عندنا كلام الأنبياء، هذا الذي هو نِعِمَّا ما تصنعونه إذا تأمَّلتم إليه، كمثل سراجٍ مضيءٍ في موضع مُظلِم، حتَّى يظهر النَّهار، والنُّور يُشرق ويظهر في قلوبكم، وهذا أوَّلاً فاعلموه: أنَّ كل نبوَّات الكُتب ليسَ تأويلُها فيها مِن ذاتها خاصةً. وليست بمشيئة البشر جاءت نبوَّةٌ في زمانٍ، بل تكلَّم أُناسٌ بإرادة الله بالرُّوح القدس.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 15 : 13 ـ 21 )
    وبعد ما سكتا أجاب يعقوب قائلاً: " أيُّها الرِّجال إخوتنا، اسمعوني. سمعان قد أَخبر كيف افتقد الله أولاً الأُمَم ليأخذ منهم شعباً على اسمه. وهذا توافقه أقوال الأنبياء، كما هو مكتوبٌ: سـأرجع بعد هـذا وأبني أيـضاً خيمـة داود السَّاقطة، وأبني أيضاً رَدْمَهَا وأُقيمها ثانيَةً، لكي يطلب الباقون من النَّاس الربَّ، وجميع الأُمَم الذين دُعِيَ اسمى عليهم، يقول الربُّ الصَّانع هذا الأمر، المعروف عند الربِّ منذُ الأزل. لذلكَ أنا أقضي أن لا يُثَقَّل على الرَّاجعين إلى اللهِ من الأُمَم، بل يُرسَل إليهم أن يمتنعوا عن ذبائح الأصنام، والزِّنى، والمخنوق، والدَّم المائت. لأنَّ موسى منذُ الأجيال القديمة، له في كلِّ مدينةٍ مَنْ يَكرِز بهِ، إذْ يُقرأُ في المَجامِع كلَّ سَبْتٍ ".
    ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين.)
    السنكسار
    اليوم السادس من شهر طوبه المبارك
    1. تذكار ختان السيد المسيح
    2. تذكار انتقال ايليا النَّبي
    3. نياحة القديس مرقيانوس بابا الإسكندرية الثامن
    4. نياحة القديس باسيليوس الكبير أسقف قيصرية
    1ـ في هذا اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار ختان السيد المسيح له المجد، وذلك أنَّ اللـه كان قد رَسم شريعة الختان علامةً يتميز بها شعبه عن الشعوب الأخرى، وهيَ أن يُختتن كل ذكر من نسل إبراهيم في ثامن يوم من ميلاده، وقد وضع الرب كل نفس لا تحفظ هذا العهد تحت القصاص، ومن ثَمَّ إذ كان سيدنا مولوداً من نسل إبراهيم بالجسد، فقد أراد هو أيضاً أن يُختتن في ثامن يوم من ميلاده ليُكمِّل النَّاموس وليعتقنا من ثقل هذه الوصية، كما يقول لسان العطر بولس الرسول: " إنَّ يسوع المسيح قد صار خادمَ الختان من أجل صِدق اللـه حتى يُثبِّتَ مواعيد الآباء " ثم أعطانا علامة العهد الجديد بالمعموديَّة، كما قال الرسول: " وبه أيضاً خُتنتم ختاناً غير مصنوع بيدٍ، بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح. مدفونين معه في المعمودية التي فيها أُقِمتم أيضاً معه بإيمان عمل اللـه الذي أقامه من الأموات. وإذ كنتم أمـواتاً في الخـطايا وغَلَفِ جـسدكم أحياكم معه مُـسامـحاً لكم بجميع الخطايا. لهذا يُريد منا أن نحفظ الختان الروحي أي ختان القلب، لنحيا له في البر والقداسة، لأنه: " إن كان أحدٌ لا يولدُ من الماء والرُّوح لا يقدرُ أن يدخُلَ ملكُوتَ اللهِ ".ولربنا المجد إلى الأبد. آمين.
    2ـ وفي هذا اليوم أيضاً كان انتقال النبي إيليا التِّشْبيّ إلى السماء حيّاً. وكان هذا النبي في أيام أخاب الملك. وقد غمر قلبه الحزن إذ رأى آخاب الملك قد تحوَّل من عبادة إله إسرائيل إلى عبادة الأوثان وإنقاد إلى إيزابل الملكة، التي ساعدت كهنة بعل زبوب، فانتشرت عبادة الأوثان في أيامه، ولذلك وقف أمامه يوماً وقال له: " حيٌّ هو الرب إله إسرائيل الذي وقفت أمامه إنَّهُ لا يكون طلٌّ ولا مطرٌ في هذه السنين إلاَّ عند قولي ". وفي الحال جفَّت الأنهار ويبسَ العُشب، وصار القحط والغلاء في الأرض كلها. ولكن الله لم يتخلَ عن عبده الغيور. فأمره الرب أن يمضي إلى نهر كريث وكانت الغربان تأتي إليه بخبز ولحم صباحاً ومساءً. وأمر الله فجفَّ ماء النهر ولكنه لم يترك إيليا أيضاً. إذ أمره أن يذهب إلى صرفة صيدا، وهناك وجد امرأة أرملة تجمع حطباً، فطلب منها خبزاً ليأكل، فقالت له: " حيٌّ هو الرب إلهك أنَّهُ ليست عندي كعكة ولكن ملئ كف من الدقيق في الكوار وقليل من الزيت في الكوز، وهأنذا أقُش عودين لآتي وأعمله لي ولابني لنأكله ثم نموت ". فقال لها إيليا: " لا تخافي أُدخلي واعملي كقولكِ ولكـن اعـملي لي منها كعكـة صـغيرة أولاً .. ثُمَّ اعـملي لكِ ولابنكِ أخيراً.لأنه هكذا قال الرب إله إسرائيل: أنَّ كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقُص إلى اليوم الذي فيه يُعطي الرب مطراً على وجه الأرض ". فذهبت وفعلت حسب قول إيليا وأكلت هيَ وهو وبيتها أياماً.وأقام عند الأرملة إلى انقضاء زمن الغلاء. وكان لها ولدٌ قد مرض واشتد مرضه جداً حتى لم تبقَ فيه نسمة، ورأى النَّبيِّ حُزن المرأة، فأخذه منها وصعد به إلى العُلِّيَّة التي كان مُقيماً بها، وصلَّى لأجله وتمدد عليه ثلاث مرات فسمع الرب لصوت إيليا ورجعت نفس الولد إلى جوفه فعاش فأخذ الولد وأعطاه لأُمّه حياً.ولمَّا علمت إيزابل أنَّ إيليا قد ذبح كهنة البعل هددته بالقتل، فلمَّا رأى ذلك منها صغرت نفسه وذهب إلى جبل حوريب حيث اختبأ، فكلَّمهُ الرب: " ما لك هَهنا ". فقال: يارب قتلوا أنبياءك، وهدموا مذابحك، وبقيت أنا وحدي، وهم يطلبون نفسي. فقال له: لا تخف فإني قد أبقيت لي سبعة آلاف ركبة لم تجثُ للبعل. ولمَّا مات أخاب، وملك أَخَزيا، وعمل الشرّ في عيني الرب، سقط من الكوة ومرض، فأرسل رسلاً إلى إله عقرون ليسألوه إن كان يبرأ من هذا المرض. فالتقى إيليا النَّبيِّ بالرُّسل وقال لهم: " قولوا للملك هكذا قال الرب: أليس لأنه لا يوجد في إسرائيل إله تذهبون لتسألوا بعل زبوب إله عقرون. لذلك السرير الذي صعدت عليه لا تنزل عنه بل موتاً تموت ". فلمَّا قالوا للملك هذا، عرف أنَّهُ إيليا النَّبيِّ، أرسل إليه رئيس خمسين وكان النَّبيِّ جالـساً على رأس الجبل، فـقال له القائد يا رجل الله انزل إلى الملك فأجاب إيليا: " إن كنت أنا رجل الله فلتنزل نار من السماء وتأكلك أنت والخمسين الذين معك ". فنزلت نار من السماء وأكلته هو والخمسين الذين له. ثم أرسل الملك رئيس خمسين آخر، وقال كما قال الأول. ونزلت نار وأكلته هو والخمسين الذين له، أمَّا الثالث فقد جاء وجثا على ركبتيه أمام إيليا وتضرَّع إليه وقال له باتِّضاع، فنزل معه بأمر الوحي وذهب إلى الملك وبكَّته على فعله ومات الملك على سريره.وبعد ذلك مضى إلى نهر الأردن ومعه أليشع تلميذه حيث ضرب الماء بردائه فانفلق إلى نصفين فعَبَرَ كلاهما في اليَبَس. وفيما هما يتكلمان إذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعدَ إيليا في العاصفة إلى السَّماء.صلاته تكون معنا. آمين.
    3ـ وفي هذا اليوم أيضاً من سنة 154م تنيَّح القديس مركيانوس بابا الإسكندرية الثامن. قد وُلِدَ بالإسكندرية، ولمَّا تنيح البابا أومانيوس، اجتمع الآباء مع الشعب بثغر الإسكندرية وتشاوروا مَن يقيمونهُ على الكرسي عوضاً عنه. فوقع اختيارهم جميعاً على مركيانوس لعلمه وتقواه فأقام على الكرسي تسع سنين وشهرين و26 يوماً مداوماً على تعليم رعيته، حارساً لها من التعاليم الغريبة. ولمَّا أكمل سعيه الصالح مرضياً للرب، تنيح بسلام. صلاته تكون معنا. آمين.
    4ـ وفي هذا اليوم أيضاً من سنة 379 م، تنيَّح القديس العظيم الأنبا باسيليوس أسقف قيسارية. كان والده إيسيذورس قساً قديساً، وقد رُزِق خمسة أولاد هم: باسيليوس وغريغوريوس وكساريون وبطرس ومكرينا. وقد عاش الجميع في القداسة مدى حياتهم.وقد تلقى علمَي الفصاحة والخطابة على يد ليبانيوس الفيلسوف الأنطاكي، واشتغل بالمحاماة. وفي سنة 358م هجر العالم وكل أمجاده وطاف في براري مصر حيث شاهد النُسَّاك وتأثر بهم، وعاد فلازم العزلة في إحدى البراري. ولمَّا شاع خبر قداسته التف حوله كثيرون فاتخذوه مُرشداً يقودهم في طريق الكمال.وفي سنة 362م رُقيَّ إلى الدرجة الكهنوتية، فاستمر يُعلّم المؤمنين ويدافع عن الإيمان القويم ويرد الضالين، وفي سنة 370م رُسِم رئيساً لأساقفة قيصرية الكبادوك، ولكن لجرأته في الحقِّ وتوبيخه الملوك الذين يسلكون ضد العقيدة والآداب، أراد الملك والس نفيهُ، ولكنه أحجم لموت ابنه. ومرة أراد الملك أن يوقع أمراً بنفيه فانكسر القلم، فأمسك بآخر فانكسر الثاني أيضاً، وهكذا الثالث. فمزَّق الورقة وترك القديس يرعى شعبه ويدبِّر كنيسته بسلام. وامتلأ باسيليوس من الروح القدس ووضع القداس المشهور المنسوب إليه وأجرى اللـه على يديه عجائب ومعجزات كثيرة، منها أن إحدى الكنائس استولى عليها الهراطقة، واتفق الرأي على غلقها، على أن تُعطَى لمن يفتحها بصلاته، وبصلاة هذا القديس فُتحت الكنيسة وتسلَّمها المؤمنون ثانية. ومنها أيضاً: أنَّ مار افرآم رأى عموداً من نور من الأرض إلى السماء. ولمَّا قِيلَ له أن هذا هو باسـيليوس، أتى إلى قـيسـارية وشـاهد فـضائله. وقد رسمه باسيليوس شماساً.ومنها أن امرأة كتبت خطاياها في ورقة وقدَّمتها للقديس باسيليوس فصلَّى من أجلها فمُحيت خطاياها ما عدا خطيَّة واحدة، فأمرها أن تمضي إلى الأنبا افرام ليُصلِّي عليها من أجلها. ولمَّا مضت إليه أعادها إلى القديس قائلاً لها: اسرعي لملاقاته قبل وفاته. فلمَّا عادت وجدته قد انتقل فبكت ووضعت القرطاس على جسده فمُحيَّ ما كان مكتوباً به.ومنها أن طبيباً يهودياً لم يكن ليُخطئ في علاجه، وأخبر القديس أنَّهُ سيموت بعد ثلاثة أيام، فصلَّى إلى الرب، فأطال عمره ولم يمت في اليوم الذي حدده، فآمن واعتمد وهو وأهل بيته. ومنها أن غلاماً كتب للشيطان صكاً بإنكار مسيحيته ومعموديَّته، وبصلاة القديس باسيليوس عاد الصَّك وتخلَّص الغلام من عبودية الشيطان. ولهذا الأب فضائل كثيرةٌ وعجائب عديدةٌ غير هذه، وقد وضع ميامر ومقالات ومواعظ ونُسكيات، وفسَّر بعض الأسفار من العتيقة والحديثة، ووضع قوانين، موجودة بين أيدي المؤمنين. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 50 : 14 ، 23 )
    اِذبح للهِ ذبيحةَ التسبيح، أوفِ العليَّ نذورَكَ. ذبيحةُ التسبيح تُمجِّدني. وهناك الطَّريقُ حيثُ أُريه خلاص اللـه. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 2 : 21 ـ 39 )
    ولمَّا تمَّت ثمانيةُ أيَّامٍ أتوا ليختنوهُ ودعوا اسمه يسوع، كما قد تَسمَّى مِنَ الملاك قَبلَ أنْ حُبِلَ بهِ في البطن.ولمَّا تمت أيَّام التطهير، حسبَ شريعةِ موسى، صعدوا بهِ إلى أُورشليمَ ليقيموه للرَّبِّ، كما هو مكتُوبٌ في ناموسِ الرَّبِّ: أنَّ كُلَّ ذكرٍ فاتِحَ رَحِم أُمّه يُدعَى قُدُّوساً للرَّبِّ. ولكي يُقدِّم قرباناً كما قيلَ في ناموسِ الرَّبِّ، زوج يمام أو فرخي حمام. وكان إنسانٌ في أُورشليمَ اسمهُ سِمعانُ، وهذا الرَّجُلُ كان رجلاً بارّاً تقيَّاً ينتظرُ تعزيةَ إسرائيلَ، والرُّوحُ القُدُسُ كان عليهِ. وكان قد أُوحِيَ إليهِ بالرُّوح القُدُس أنَّهُ لا يرى الموتَ قبل أن يرى المسيح الرَّبِّ. فأتى بالرُّوح إلى الهيكل. وعندما دخل الطفلُ يسوعَ أبواهُ، ليصنعا لهُ كما يجب للنَّاموس. فأخذهُ سمعان على ذراعيهِ وبارَكَ اللـهَ قائلاً: " الآن تُطلِقُ عبدَكَ يا سيَّدي بسلامٍ. لأنَّ عينيَّ قد أبصرتا خلاصَكَ، الذي أعددتهُ قُدَّامَ جميع الشَّعوبِ. نوراً أُعلِنَ للأُمم، ومجداً لشعبكَ إسرائيل ". وكان أبوه وأمُّهُ يتعجَّبان مِمَّا يُقال فيه. وباركهُما سمعانُ، وقال لمريم أُم الصَّبيِّ: " ها إنَّ هذا قَد وضِعَ لسُقوطِ وقيام كثيرينَ في إسرائيلَ، ولعلامةٍ تُقاوَمُ. وأنتِ أيضاً سيَجُوزُ في نفسِكِ سيف الشكِّ، لِتُعلَنَ أفكارٌ من قُلُوبٍ كثيرةٍ ". وكانت نبيَّةٌ، حنَّةُ بِنتُ فَنُوئِيل من سبط أشيرَ، وهيَ تقدَّمت في أيَّام كثيرةٍ، قد عاشت مع زوجٍ سبع سنين بعد بُكُوريَّتها. وهذه كانت ترمَّلت نحو أربعة وثمانينَ سنةً، لا تَبرحُ عن الهيكل، عابدةً بأصوامٍ وطلباتٍ ليلاً ونهاراً. فهيَ من ذاك الوقتِ جاءت قُدَّامهُ تعترفُ للهِ وكانت تتكلَّمُ عنهُ عند جميع المُنتظرينَ فداءً في أُورشليمَ. ولمَّا أكملُوا كُلَّ شيءٍ حسبَ ناموس الرَّبِّ، رجعوا إلى الجليل إلى مدينَتهِم الناصرة.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

01-14-2015, 11:23 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 9-5-2010

    التأمل.. ما هو؟ وما هي مجالاته؟

    التأمل في أي أمر معناه الدخول إلى العمق، سواء في عمل الفكر، أو عمل الروح. هو أيضًا الوصول إلى لون من المعرفة فوق المعرفة العادية الخفية، معرفة فوق الحس، معرفة جديدة عليك، ومبهجة لروحك، تجد فيها غذاءً ومُتعة روحية. أو التأمُّل هو تفتح العقل والقلب والروح، لاستقبال معرفة يرسلها اللَّه من فوق، أو من داخل روح الإنسان. والتأمُّل يناسبه السكون والهدوء، والبُعد عن الضوضاء التي تشغل الحواس، وبالتالي تشغل العقل وتبعده عن عمل الروح فيه. ويزداد التأمُّل عمقًا كُلَّما تتحرَّر الحواس من الشغب الحالي، ويتحرَّر الإنسان من سيطرة فكره الخاص، لكي يستقبل ما تعطيه الروح.

    ** وللتأمُّل مجالات كثيرة، نود أن نتناولها بالتفصيل... هناك تأمُّل في كلام اللَّه، أو في الصلاة والتدبير والألحان. أو التَّأمُّل في الخليقة والطبيعة، أو في السماء والملائكة، أو التَّأمُّل في الموت والدينونة وما بعدها. وهناك تأمُّل في الأحداث وفي سِيَر القديسين، وفي الفضيلة عمومًا، وفي وصايا اللَّه. وهناك نوع آخر هو أسمى من التَّأمُّل في صفات اللَّه الجميلة. ومنها التأمُّل في المُطلق، في الحق، في الخير. على أن موضوعات هذا التَّأمُّل قد تكون أكثر من أن نحصيها، بحيث يتأمَّل الإنسان الروحي في كل شيء، حتى في الماديات، يحاول أن يستخرج منها روحيات تفيده.

    ** من جهة التَّأمُّل في كلام اللَّه: فكلام اللَّه هو روح وحياة. والكلمات هي مُجرَّد غُلاف، يُغلِّف معاني داخلها. كالصدفة التي تحوي داخلها اللؤلؤ. وفي التَّأمُّل ينبغي أن تكشف الصدفة، وتأخذ اللآلئ التي في داخلها. وهنا تُصلِّي مع داود النبي وتقول: "اكشف يا رب عن عينيَّ، لأرى عجائب من شريعتك". أي تكتشف العمق الموجود في الوحي الإلهي. فإلهنا الحنون ينير عقولنا وأفهامنا لندرك عُمق وصاياه. حقًا يا رب بنورك نُعاين النور. وهنا يكون التَّأمُّل عبارة عن تقديم عقولنا إلى اللَّه، لكي بنعمته يملأها بالفهم الذي من عنده. أو هو تلمذة على نعمة اللَّه، وتدريب كيف نأخذ منها الفهم الذي تريد أن تعطيه. فلا تقف يا أخي عند حدود العقل. بل اتخذ العقل وسيلة للوصول إلى الروح. والروح توصلك إلى اللَّه الذي عنده كل كنوز المعرفة فيعطيك.

    ** القارئ السطحي في كلام اللَّه، قد يقرأ كثيرًا ولا يتأمَّل. أمَّا القارئ الروحي، فالقليل من قراءته يكون له نبع تأملاَّت لا ينضب. إن كلمة واحدة أو عبارة تستوقفه، فيغوص في أعماقها، ويظل سابحًا في تلك الأعمال. وهو يقول مع داود النبي: "لكل كمال رأيت منتهى، أمَّا وصاياك فواسعة جدًا". لأنه في التأمل قد يفتح اللَّه قلبه، فيرى في الآية الواحدة كنزًا عظيمًا، مهما اغترف منه لا ينتهي...

    إذن كتدريب روحي، خُذ لك كل يوم آية للتَّأمُّل تكون قد تركت في نفسك تأثيرًا عميقًا أثناء القراءة... ورُبَّما تكون معاملات اللَّه مع الناس مجالًا واسعًا للتَّأمُّل... سواء معاملة الله تبارك اسمه مع قديسيه الذين أحبوه وأطاعوه. أو معاملته للخطاة الذين انتفعوا من طول أناة الله عليهم التي قادتهم إلى التوبة... إن شخصيات الكتاب أيضًا تصلح مجالًا للتَّأمُّل.

    ** إن التأمُّل في وصايا اللَّه سوف يشغل نفسك أثناء النهار بفكر روحي. ويظل هذا الفكر يتعمَّق فيك. والفكر يلد فكرًا من نوعه، ويلد أيضًا الكثير من المشاعر والعواطف والتَّأمُّلات. ويصبح قلبك نقيًا تعمل فيه كلمة اللَّه. ولا يقف الأمر عند حدود اللذة بالمعرفة، إنَّما يتطوَّر ليكون له تأثيره في حياتك العملية. لذلك إن استطعت أن تُطبِّق تأملاتك على حياتك، وتستخرج منها منهجًا تسير عليه، يدخل في علاقاتك مع اللَّه ومع الناس.

    وإن لم تكن لك موهبة للتَّأمُّل في الكتاب، فاقرأ تأملات الأبرار الذين اتصفوا بعُمق تأملاتهم في الكتاب.

    ** أمَّا من جهة التأمُّل في الطبيعة فهو ليس مُجرَّد تأمُّل في جمال الطبيعة، إنما بالأكثر ما تُقدِّمه لنا من روحيات، كما قال داود النبي في مزاميره: "السموات تُحدِّث بمجد اللَّه، والفلك يخبر بعمل يديه". وهنا نتدرج من التأمُّل في الطبيعة إلى التَّأمُّل في عظمة اللَّه خالقها. وهنا أتذكر قول الشاعر:

    ها ذي الطبيعة قِف بنا يا ساري حتى أريك بديع صنع الباري

    وقديمًا كانوا يدرسون الفَلَك في الكليات اللاهوتية. لأنَّ النظام العجيب الدقيق الذي فيه، يُثبت وجود خالق كُلِّي القدرة استطاع أن يوجد كل ذلك. إن كانت السماء المادية مكانًا عظيمًا للتَّأمُّل، فكم تكون السماء التي هي عرش اللَّه!! ويرتبط التأمُّل في السماء بتأمُّل آخر في الملائكة... بل على الأرض يمكن أن يكون هناك تأمُّل في جمال الورود والأزهار. وما أكبر الفارق بين الزهور الطبيعية وغيرها من الزهور الصناعية، التي مهما أفتن الإنسان في صنعها، فهي بلا حياة، بلا رائحة، بلا نمو... وكذلك التأمُّل في طيور السماء، في تعدُّد أنواعها وأشكالها ونغمات أصواتها، وطباعها، ورحلاتها.

    بل التأمل في النملة النشيطة حيث لم أرَ في حياتي كلها نملة واقفة، بل هي دائمة الحركة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وفي ذلك قال سليمان الحكيم: "اذهب إلى النملة أيها الكسلان. تأمُّل طُرقها وكُن حكيمًا". بل أكثر من هذا إذا تأمَّلنا في النحل حيث نأخذ منه أيضًا تأمُّلًا في النظام الداخلي الذي تعيشه مملكة النحل، وكيف خلقها اللَّه بإمكانيات وقدرات عجيبة... تستطيع أن تجمع الرحيق وتصنعه شهدًا، وكيف تصنع غذاء الملكات! وكيف تبني خلاياها بهندسة متقنة عجيبة، وكيف تطير رحلات بحثًا عن الزهور والرحيق. وما أعجب ما قاله عنها أمير الشعراء أحمد شوقي:

    مملكة مُدبّرة بامرأة مؤمَّرة
    تحمل في العمال والصناع عبئ السيطرة
    أعجب لعمال يولُّون عليهم قيصرة

    إن الإنسان الروحي يستطيع أن يتخذ كل شيء مجالًا للتَّأمُّل. ويستطيع أن يستخرج من الماديات ما تحمله من دروس روحية.

    ** كذلك جسم الإنسان هو مجال واسع للتَّأمُّل يدل على عظمة الخالق، فما أعجب القدرات التي وضعها اللَّه في المُخ، وفي القلب، وفي كل أجهزة الجسم البشري، وكيف تعمل متناسقة في اتزان عجيب. وبعض هذه الأجهزة إذا تلف، لا يقدر كل التَّقدُّم العلمي على إرجاعه إلى وضعه الطبيعي.

    ** هناك تأمل آخر في الأحداث، ويد اللَّه في بعض الأحداث، وفي تدبير كل شيء إلى الخير.

    ولا ننسى التأمُّل في الموت، وفي القيامة، وفي الدينونة، وفي صفات اللَّه الذاتية مثل الأزلية والقدرة على كل شيء والوجود في كل مكان. وأيضًا تأمل صفات اللَّه في معاملته مع البشر.
    +++
                  

01-15-2015, 10:56 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    ( يوم الخميس )
    15 يناير 2015
    7 طوبة 1731
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 132 :17,9 )
    كَهنَتُكَ يلبسونَ العدل. وأبرارُكَ يبتهجون مِن أجل داود عبدكَ. هيَّأت سراجاً لمسيحي. وعليه يُزهِرُ قُدسي. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 4 : 23 ـ 5 : 1 ـ 16 )
    وكانَ يسوع يطوفُ في كل الجليل يُعلِّم في مجامعهم، ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض وكل وجع في الشَّعب. فذاع خبرُه في جميع سوريَّة. فأحضروا إليه جميع السُّقَماء بالأمراض والأوجاع المُختلفة، والمجانين والمصروعين والمفلوجين، فشفاهم. وتبعه جموعٌ كثيرةٌ مِن الجليل والعشر المُدن وأورشليم واليهوديَّة ومِن عبر الاردُنِّ. ولمَّا رأى الجموعَ صعدَ إلى الجبل، فلمَّا جلسَ جاء إليه تلاميذه. ففتحَ فـاه وعلَّمهُم قائلاً: " طُـوبى للمسـاكين بالرُّوح، لأنَّ لهُم ملكـوت السَّـموات. طُوبَى للذين ينوحون الآن، لأنَّهُم يَتَعـزَّون. طُوبَى للودعاء، لأنَّهُم يرثونَ الأرض. طُوبى للجياع والعطاش إلى البرِّ، لأنَّهُم يُشبَعونَ. طُوبى للرُّحماء، لأنَّهُم يُرحَمون. طُوبى للأنقياء القلب، لأنَّهُم يُعاينون الله. طُوبى لصانعى السَّلام، لأنَّهُم أبناء الله يُدعَون. طُوبى للمَطرودين مِن أجل البرِّ، لأنَّ لهُم ملكوت السَّموات. طُوباكُم إذا طردوكُم وعيَّروكُم وقالوا عليكُم كلَّ كلمةٍ شريرةٍ، مِن أجلي، كاذبين. افرحوا وتهلَّلوا، لأنَّ أجرَكُم عظيمٌ في السَّموات، لأنَّهُم هكذا طردوا الأنبياء الَّذينَ قَبلَكُم.أنتُم ملح الأرض، وإذا فَسَدَ المِلح فبماذا يُملَّح؟ لا يَصلُح بعد لشىءٍ، إلاَّ لأن يُطرح خارجاً ويُداس مِن النَّاس. أنتُم نور العالم. لا يُمكِن أن تُخفَى مدينةٌ موضوعةٌ على جبلٍ، ولا يوقدونَ سراجاً ويضعونه تَحتَ مِكيالٍ، بل يوضع على المنارة فيُضيء لكُلِّ مَن في البيت. فليُضئ نورُكُم هكذا قُدَّام النَّاس، لكي يَروا أعمالَكُم الحسنة، ويُمجِّدوا أباكُم الَّذي في السَّموات.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 110 : 4 ,7 )
    أقسمَ الربُّ ولم يندم. أنكَ أنتَ هو الكاهنُ إلى الأبدِ على طقسِ ملشيصادقَ. الربُّ عن يمينِكَ. لذلكَ يرفعُ رأسـاً. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 6 : 17 ـ 23 )
    ونزلَ معهُم ووقفَ في موضع خلاءٍ مع جمع مِن تلاميذهِ وجمهور كثير مِن الشَّعبِ مِن جميع اليهوديَّةِ وأُورُشَليمَ وساحِل صورَ وصَيدا الَّذينَ جاءوا ليَسمعوا منهُ ويَشفيهم مِن أمراضِهمْ، والمُعذَّبونَ مِن الأرواح النَّجسةِ، كانَ يَشفيهُم. وكانَ الجمعُ يَطلبُ أنْ يَلمسهُ لأنَّ قوَّةً كانتْ تخرُجُ منهُ وتَشفِي الجَميعَ.ورفعَ عينيـهِ إلى تلاميـذهِ وقالَ لهُم: طـُوباكُم أيُّها المَسَـاكينُ بالروح لأنَّ لكُم ملكوتَ السَّمواتِ. طُوباكُم أيُّها الجياعُ الآنَ لأنَّكُم تُشبَعونَ. طُوباكُم أيُّها الباكونَ الآنَ لأنَّكُم ستَضحكونَ. طُوباكُم إذا أبغضكُم النَّاسُ وأفرَزوكُم وعيَّروكُم وأخرجُوا اسمكُم كشرِّيرٍ مِن أجلِ ابنِ الإنسانِ، افرحوا في ذلكَ اليوم وتهلَّلوا، فهوَذا أجْرُكُم عظيمٌ في السَّماءِ، لأنَّ آباءَهُم هكذا كانوا يَفعلونَ بالأنبياءِ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى تلميذه تيموثاوس
    ( 3 : 10 ـ 4: 1 ـ 22 )
    وأمَّا أنتَ فقد اتبعت تَعليمي، ومثالي، ورسمي الأول، وإيماني، وأناتي، ومحبَّتي، وصبري، والاضطهادات، والآلام، التى أصابتني في أنطاكية وإيقونيَّة ولسترة. وجميع الاضطهادات قد احتملتها! ومن جميعها أنقذني الربُّ. وجميع الذينَ يريدون أن يعيشوا بالتَّقوى في المسيح يسوع يضطهـدون. ولكن النَّاس الأشرار الخـدَّاعين سيتقدَّمون في الشَّـر، بالأكثر ضالِّين ومُضِلِّينَ. وأمَّا أنتَ فاثبُت على ما تعلَّمته وأيقنته، عارفاً ممَّن تعلَّمت. وأنكَ مُنذ الطُّفوليَّة تعرف الكُتب المُقدَّسة، القادرة أن تُحكِّمكَ للخلاص، بالإيمان الذي في المسيح يسوع. لأن جميع الكتب المُوحى بها من الله، نافعة للتَّعليم والتَّوبيخ، للتَّقويم والتَّأديب الذي في البرِّ، لكي يكون رجل الله مُستعدَّاً، ثابتاً في كل عمل صالح. أنا أشهد أمام الله والمسيح يسوع، الذي يَدين الأحياء والأموات، عند ظهوره وملكوته: اكرز بالكلمة. اعكف على ذلك في وقتٍ مناسبٍ وغير مناسبٍ. وبِّخ، عظ. انتهر بكل أناةٍ وتعليم. لأنه سيكون وقتٌ لا يقبلون فيه التَّعليم الصَّحيح، بل حسب شهواتهم الخاصَّة يجمعون لهم مُعلِّمين ويسدُّون آذانهم، فيصرفون مسمعهم عن الحقِّ، ويميلون إلى الخُرافات. وأمَّا أنتَ فاستيقظ في كل شيءٍ. واقبل الآلام. واعمل عمل المُبشِّر. تمِّم خدمتكَ.فإنِّى أنا أيضاً سوف أنتقل، ووقت انحلالي قد حضر. قد جاهدتُ الجهاد الحَسن، وأكملت السَّعي، وحفظت الإيمان، وأخيراً قد وضِعَ لي إكليل البرِّ، الذي يهبه لي في ذلك اليوم، الربُّ الحاكم العادل، وليس لي وحدي فقط، بل ولجميع الذين يحبُّون ظهوره أيضاً.أسرع أن تأتي إليَّ عاجلاً، لأن ديماس قد تركني إذْ أحبَّ العالم الحاضر وذهب إلى تَسَالُونيكي، وكريسكيس إلى غلاطيَّة، وتيطس إلى دلماطيَّة. ولوقا وحده معي. خُذ مَرقُس وأحضره معك لأنه نافعٌ لي للخدمة. أمَّا تيخيكس فقد أرسلْته إلى أفسس. والعباءة التي تركتها في تَرُواس عند كاربُس، أحضرها متى جئتَ، مع الكُتب أيضاً ولا سيَّما الرُّقوق. إسكندر الحدَّاد فعل بي شروراً كثيرة. ليُجازهِ الربُّ حسب أعماله. فهذا احتفظ منه أنتَ أيضاً لأنه قاوم أقوالي جـدّاً. في احتجاجي الأول لم يأتي إليَّ أحـدٌ، بل الجميع تركوني. لا يُحسب عليهم. ولكن الربَّ وقفَ معي وقوَّاني، لكي تتمَّ بي الكرازة، ويسمع جميع الأمم، فأُنقِذتُ مِن فم الأسد. وسيُنجِّيني الربُّ من كل عمل رديءٍ ويُخلِّصني لِملكوته السَّماويِّ. هذا الذي له المجد إلى دهر الدُّهور. آمين. سلِّم على بريسكلا وأكيلا وبيت أونيسيفورس. أراستس بقى في كورنثوس. وأمَّا تروفيموس فتركته في ميليتس مريضاً. بادر أن تجيء قبل الشتاء. يُقرئك السلام أفبولس وبوديس ولينوس وأقلوديا وجميع الإخوة. الرب يسوع المسيح مع روحك. النِّعمة معكم. آمين.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
    ( 5 : 1 ـ 14 )
    أطلب إلى الشُّيوخ الذين بينكُم، أنا الشَّيخ شريككُم، والشَّاهِد لآلام المسيح، وشَريك المجد العتيد أن يُعلَنَ، ارعوا رَعيَّة الله التي بينكُم وتعاهدوها، لا بالقهر بل بالاختيار، كمثل الله ولا ببخل بل بنشاط، ولا كمَن يتسلَّط على المَواريث، بل صائرينَ أمثلةً للرَّعيَّة. ومتى ظهر رئيس الرُّعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يضمحل.كذلك أنتُم أيُّها الشُّبَّان اخضعوا للشُّيوخ، وكونوا جميعاً مُتسربلينَ بالتَّواضع بعضكم لبعض، لأنَّ الله يُقاوِم المُستكبرين، ويُعطي نعمةً للمتواضعين. فتواضعوا تحت يد الله القويَّة لكي يرفعكُم في زمان الافتقاد، مُلقينَ كلَّ همِّكُم عليه، لأنه هو يعتني بكم.كونوا مُتيقِّظينَ واسهروا. لأن إبليس عدوكم يجول كأسدٍ زائر، يلتمس مَن يبتلعه. فقاوموه، راسخينَ في الإيمان، عالمين أن نفس هذه الآلام تُجرَى على إخوتكم الذين في العالم. وإله كل نعمةٍ الذي دعاكُم إلى مجدهِ الأبديِّ في المسيح يسوع، بعدما تألَّمتُم يسيراً، هو يهيئكُم، ويثبِّتكُم، ويقوِّيكُم، ويمكِّنكُم. له السُّلطان والمجد إلى الأبد. آمين. بيد سِلوانُس الأخ الأمين، ـ كمـا أظُنُّ ـ كتبتُ إليكُم بكلماتٍ قليلةٍ واعظاً وشاهداً، أن هذه هيَ نعمة الله بالحق التي فيها تَقُومُونَ. تُسلِّم عليكُم الصِّديقة المُختارة التي في بابلون ( مصر )، ومرقس ابني. سلِّموا بعضُكُم على بعض بقبلة المحبَّة. السَّلامُ لكُم جميعاً أيُّها الذينَ في المسيح يسوع.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 20 : 17 ـ 38 )
    ومن ميليتس أَرسَل إلى أفسُس واستدعَى قسوس الكنيسة. فلمَّا جاءُوا إليه قال لهم: " أنتم تعلمون من أوَّل يوم دخلت آسيَّا، كيف كنت معكم كلَّ الزَّمان، أخدم الربَّ بكلِّ تواضع ودموع كثيرةٍ، وبتجارب أصابتني بمكائد اليهود. كما وإنَّني لم أَخْفِ شيئاً من الفوائد إلاَّ وأخبرتكم وعلَّمتـكم به جهراً وفي كلِّ بيتٍ، شاهداً لليهود واليونانيِّين بالتَّوبة التي لله والإيمان الذي بربِّنا يسوع المسيح. والآن ها أنا أذهب إلى أورشليم مُقيَّداً بالرُّوح، لا أعلم ماذا يُصيبني فيها. غير أن الرُّوح القـدس يشهد لي في كلِّ مدينةٍ: إن وُثُقاً وشدائد تنتظرني. ولكني لستُ أحتسب نفسي ثمينة عندي في شيءٍ، حتَّى أُتمِّم سعيي والخدمة التي أخذتها من الربِّ يسوع، لأشهد ببشارة نعمة الله. والآن ها أنا أعلم أنَّكم لا ترون وجهي بعد، أنتم جميعاً الذين مررت بينهم كارزاً بملكوت الله. لذلك أُشهِدكم اليوم هذا أنِّي بريءٌ من دمكم جميعاً، لأنِّي لم أُؤخِّر أن أُخبِركم بكلِّ مشيئة الله. احترزوا إذاً لأنفسكم ولجميع الرَّعيَّة التي أقامكم الرُّوح القدس فيها أساقفةً، لترعوا كنيسة الربِّ التي اقتناها بدمه بنفسـه. لأنِّي أعلم: أنه مِن بعد ذهـابي سـيدخل بينكم ذئابٌ خاطفةٌ لا تُشفِقُ على الرَّعيَّة. ومنكم أنتم سيقوم رجالٌ يتكلَّمون بأقوالٍ ملتويةٍ ليجتذبوا التَّلاميذ وراءَهم. لذلك اسهروا إذاً، مُتذكِّرين أنِّي ثلاث سنين ليلاً ونهاراً، لم أَفتُرْ عن أن أُعلِّم بدموع كلَّ واحدٍ. والآنَ أستودعكم يا إخوتي للربِّ ولكلمة نعمته، القادرة أن تُثبِّتكم وتُعطيكم ميراثاً مع جميع المُقدَّسين. فضَّة أو ذهب أو ثوب أحدٍ لم أشته. أنتم تعلمون أن حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان. في كل شيءٍ أريتكم أنَّه هكذا ينبغي أن نتعب ونُعضِّـد الضُّـعفاء مُتذكِّـرين كلمات الربِّ يسـوع لأنَّه قـال:" مغبوطٌ هو العطاء أكثر من الأخذ ". ولمَّا قال هذا جثا على رُكبتيه مع جميعهم وصلَّى. وكان بُكاءٌ عظيمٌ من الجميع، ووقعوا على عُنُق بولس وقبَّلوه وهم متوجِّعين، ولا سيَّما من الكلمة التي قالها: إنهم لن يروا وجهه أيضاً. ثُمَّ شيَّعوه إلى السَّفينة.
    ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين.)
    السنكسار
    اليوم السابع من شهر طوبه المبارك
    نياحة القديس سلبطرس بابا رومية
    في هذا اليوم تنيَّح القديس سلبطرس بابا رومية. وقد وُلِدَ هذا الأب برومية، ونظراً لفضائلهِ ونُسكهِ وعلمهِ فقد أُختيرَ لبطريركية رومية بعد انتقال ملطيانوس سلفه. وكانت تقدِّمتهُ في السنة الحادية عشرة من مُلك قسطنطين الكبير. وهو الذي قام بتعميد الملك قسطنطين. لأنَّهُ لم يكن إلى هذا الوقت قد تعمَّد لانشغاله بالحروب وهدم البرابي وبناء الكنائس.أمَّا سيرة هذا الأب فكانت مُضيئة جداً لمداومته على تعليم الشَّعب، وإزالة الشكوك من نفوسهم، وتفسير ما يَعسُر عليهم فهمهِ، ومناقشة المـُبتدعين، حتى ردَّ كثيرين منهم إلى الإيمان بالـسيد المسيح وعمَّدهُم. وقد وضع كُتباً كثيرة في معرفة اللـه وفي سر التجسد. وفي سابع سنة من رياسته كان اجتماع مجمع نيقية. وقد حرم أريوس وكل الذين يشايعونه. ولمَّا أكملَ سعيه الصالح، تنيَّح بسلام بعد أن أقام على الكرسي إحدى عشرة سنة.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 73 : 28,24,23 )
    أَمسَكتَ بيدي اليُمنى. وبمشورتَكَ أهديتني وبالمجد قَبِلتَني. وأنا فخيرٌ لي الالتصاق باللهِ وأن أجعلَ على الربِّ اتكالي. لأُخبِرَ بكُلِّ تسابيحِكَ في أبوابِ ابنةِ صهيونَ. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 10 : 1 ـ 16 )
    " الحقَّ الحقَّ أقول لكم: إنَّ الذي لا يدخل من الباب إلى حظيرة الخراف، بل يطلع من موضع آخر، فذاك سارقٌ ولصٌّ. وأمَّا الذي يدخل مِن الباب فهو راعي الخراف. لهذا يفتح البوَّاب، والخراف تسمع صوته، فيدعو خرافه بأسمائها ويخرجها. فإذا أخرج خرافه الخاصَّة يذهب أمامها والخراف تتبعه، لأنَّها تعرف صوته. وأمَّا الغريب فلا تتبعه بل تهرب منه، لأنَّها لا تعرف صوت الغريب ". هذا المَثَلُ قاله لهم يسوع، وأمَّا هم فلم يعرفوا لأي شيءٍ كان يُكلِّمهم.ثُمَّ قال لهم يسوع أيضاً: " الحقَّ الحقَّ أقول لكم: إنِّي أنا هو باب الخراف. جميعُ الذينَ أتوا قبلي هُم سُرَّاقٌ ولصوصٌ، ولكنَّ الخراف لم تسمع لهم. أنا هو باب الخراف. إن دخل بي أحدٌ فيَخلُصُ ويدخل ويخرج ويجد مرعىً. وأمَّا السَّارق لا يأتي إلاَّ ليسرق ويَذبح ويُهلِك، وأمَّا أنا فقد أتيتُ لتكون لهم حياةٌ وليكون لهم أفضلُ. أنا هو الرَّاعي الصَّالِح، والرَّاعي الصَّالِح يبذل نفسه عن الخرافِ. وأمَّا الَّذي هو أجيرٌ، وليسَ راعياً، الذي ليست الخرافُ له، فإذا رأى الذِّئب مُقبِلاً يهرب ويترك الخراف، فيخطفُ الذِّئبُ الخرافَ ويُبدِّدها. لأنَّه أجيرٌ، ولا يُبالي بالخرافِ. أمَّا أنا فإنِّي الرَّاعي الصَّالِح، وأعرِف خاصَّتي وخاصَّتي تعرفُني، كما أن الآبَ يعرفُني وأنا أعرفُ الآبَ أيضاً. وأنا أضعُ نفسي عن خرافي. ولي خرافٌ أُخَرُ ليست من هذه الحظيرةِ، ينبغي لي أن آتي بهؤلاء الأُخَر أيضاً فتسمعُ صوتي، وتكونُ رعيَّةٌ واحدةٌ لراعٍ واحـدٍ.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

01-15-2015, 11:05 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 16-5-2010

    الخدمة الروحية والاجتماعية

    الإنسان الروحي لا يحيا لنفسه فقط. وما أجمل المَثل الذي يقول: "ما عاش مَن عاش لنفسه فقط". ففي خدمة الآخرين لابد أن يخرج الإنسان من قوقعة نفسه ليلتقي بالغير، ويشبع الكل من محبته. ويشعُر أن رسالته في الحياة هي أن يفعل خيرًا مع كل مَن يدفعه اللَّه في طريقه. وكُلما يتسع قلبه، تتسع دائرة خدمته. فلا تقتصر على معارفه وزملائه وأصدقائه، بل تصل إلى نطاق أوسع بكثير.

    ** ومادام الإنسان يستطيع أن يعمل الخير نحو الغير، فعدم قيامه بذلك يُعتبر خطيئة. ولنضع أمامنا هذه القاعدة "مَن يعرف أن يعمل خيرًا ولا يفعل، فتلك خطية له".

    وخدمة الآخرين في جوهرها، ما هي إلاَّ تعبير عن الحُب المختزن في القلب من نحو اللَّه والناس. فأنت إن أحببت الناس، فسوف تخدمهم بكل الوسائل المُتاحة لك والنافعة لهم.

    ** والخدمة المقدمة للآخرين، منها الروحية والاجتماعية أيضًا وخدمات أخرى. فمن جهة الخدمة الروحية، نذكر التعليم الروحي وقيادة الغير إلى التوبة. لأن من رد خاطئًا عن ضلال، يخلص نفسًا من الموت ويستر كثرة من الخطايا. أمَّا الخدمة الاجتماعية فهي الاهتمام باحتياجات الآخرين الذين لا يجدون كفايتهم في أمور المعيشة. ونذكر من بين هؤلاء: الفقراء والمعوزين، والأيتام والأرامل، والمرضى، وكافة المُضررين والمحتاجين. فاسأل نفسك: ما مصير الآخرين في حياتك؟

    أتذكَّر أنه في إحدى المرَّات سألني طبيب جراح عمَّا يستطيع أن يعمله لأجل الآخرين. فقلت له: "على الأقل عُشر العمليات الجراحية التي تقوم بإجرائها، لتكن للفقراء والمحتاجين، بغير أجر". وهكذا يكون للَّه وللناس نصيب في علمك وعملك. وبهذا تُعبِّر عن محبتك للفقراء.

    ** وما أجمل ما تُقدَّمه بعض الهيئات المحلية أو العالمية من خدمات مثل جمعيات الإسعاف وهيئة إطفاء الحرائق، والهيئات الدولية للإغاثة وأمثالها التي تُقدِّم معونة في حالات الكوارث الطبيعية كالفيضانات أو السيول، أو المجاعات. ومن تلقاء ذاتها تقوم بإغاثة المحتاجين.

    ** إن كل شخص مُطالب أن يفعل شيئًا من أجل أخيه الإنسان، دون أن يُكلَّف بذلك من هيئة رسمية. بل إن كل شخص عليه أن يخدم غيره حسب النعمة المُعطاة له. والإنسان الخدوم، أقصد الذي فيه روح الخدمة، تجده يخدم في كل مجال: في البيت، في مكان العمل أو الدراسة، في الطريق، في النادي... مع كل أحد. إنه إنسان مُعطاء. كل مَن يقابله، لابد أن ينال من عطائه.

    ** وفي خدمتك للآخرين سوف تنال فوائد كثيرة لنفسك.

    فكما تعطي المخدومين حُبًا من قلبك، كذلك يشبع قلبك حبًا بهذه الخدمة. فالذي يخدم الأيتام أو المرضى أو المعوقين أو الفقراء والمحتاجين عمومًا، لاشكّ أن قلبه سيمتلأ في الخدمة بمشاعر عميقة تسمو بنفسه. فإنَّ العاطفة التي يكتسبها الإنسان في حماية الآخرين من الألم والمُعاناة، هي أقوى بكثير من العواطف التي تُقدِّمها مجالات اللهو والترف. والإنسان في مجال الخدمة يكتسب كثيرًا من الخبرات الروحية، ومن علاقته باللَّه الذي يعينه في الخدمة. فلا شكّ أنك في الخدمة يعمل اللَّه معك، ويعمل فيك، ويعمل بك. وفي كل ذلك ترى عجائب من عمل اللَّه، وكيف يتدخَّل في كل الأمور المُعقدة، ويفتح لك بعض الأبواب المغلقة، أو يُقدِّم لك حلولًا للمشاكل ما كنت تُفكِّر فيها، أو يرسل لك معونات من حيث لا تدري. فتُمجِّد اللَّه في كل عملك... أمَّا الذين لا يخدمون الغير، فإنهم يحرمون أنفسهم من كل هذه الخبرات الروحية.

    والخدمة أيضًا تفيدك في أنها مدرسة للصلاة. ذلك لأنك كُلَّما تخدم الآخرين، أو تعمل على حل مشاكلهم، كُلّما تشعر أن هناك أمورًا تحتاج إلى معونة إلهية، فتتدرَّب على الصلاة من أجلها. كما أنك تُصلِّي لكي يبارك اللَّه العمل الذي تعمله، ولا يتركك وحدك. وقد تُصلِّي وتطلب قائلًا: "إن هؤلاء الناس المحتاجين، يحتاجون بالأكثر أن تكون لهم علاقة بك يا رب متصلة دائمًا من أجلهم. فأعطني ذلك ليس من أجلهم فقط، وإنما أيضًا من أجل نفسي. لكي ترعاني وترعاهم، وتحفظني وتحفظهم. وليتني أكون جسرًا صالحًا يصلون به إليك".

    ** والخدمة تمنح الإنسان ألوانًا من المعرفة: فيعرف مشاكل الناس، ويعرف تفاصيل كثيرة عن النفس البشرية وما يدور فيها من مشاعر. ويعرف أيضًا الحلول العملية لكي ما يتعرض له الناس من مشاكل داخلية وخارجية. وإن لم يكن يعرف، فعلى الأقل سيرى كيف يتدخل المرشدون الروحيون في حل تلك المشاكل. فتزداد خبرته في الحياة.

    ** هناك أشخاص لا يقومون بالخدمة في ذاتها، ولكنهم يساعدون على ذلك بما يتبرعون به للخدمة. أو على الأقل يقومون بخدمة الصلاة من أجل أن يُنجح اللَّه خدمة العاملين ومن أجل أن يحل المشاكل. وقد تكون لصلواتهم استجابة أكثر نفعًا، وتكون هي الخدمة الخفية التي تقوم على أساسها الخدمة الظاهرة.

    ** من شروط الخدمة أن تحب الناس الذين تخدمهم، ولا يكون في نفسك ضيق أو تبرج. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). واعرف أن طُلاب الحاجات قد يلجأون أحيانًا إلى الكذب والاحتيال، أو يمتزج طلبهم بإلحاح متعب، أو بضجيج وعلو صوت. وقد يتبرم البعض بهم فيطردهم أو يقسو عليهم! أمَّا القلب المُحب الخدوم، فإنه لا يكتفي بمساعدة المحتاجين، إنما يحتمل أيضًا متاعبهم. ويشعر أنه لولا احتياجهم الشديد، ما كانوا يلجأون إلى تلك الأخطاء.

    ** لا تجعل خدمتك للمحتاجين تتصف بالروتين، أو مُجرَّد النشاط بدون روح. ولا تسمح للخدمة أن تفقدك وداعتك وتواضعك. ولا تسمح بشيطان المجد الباطل أن يتعبك بالمديح أو أن يرتفع قلبك بذلك. بل قل لنفسك باستمرار: "أنا ما دخلت إلى الخدمة لكي أقع في خطايا جديدة، إنما لكي أنمو روحيًا!". إنما إن نجحت في خدمتك، فلا تنسب ذلك إلى نفسك، وإنما إلى اللَّه الذي ساعدك، وإلى الآخرين الذين تعاونوا معك. وفي خدمة الفقراء ابعد عن أسلوب الأمر والنهي. وليكن لك أدب التخاطب مع الصغير كما مع الكبير. ومهما أوتيت من سُلطة في الخدمة، لا تكلم الناس من فوق، ولا تتعالَ على أحد. ولا تقل عن نفسك إنك فاعل خير، وإنما أنت خادم للخير.
    +++
                  

01-16-2015, 01:24 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 23-5-2010

    ما بين الكمال والممكن

    كلنا مطالبون بأن نصل إلى الكمال، أو على الأقل نسعى إلى ذلك. ولكن الكمال المطلق هو لله وحده. أما نحن فأقصى ما نصل إليه هو الكمال النسبي أو الكمال الممكن. نسبة لمقدراتنا، ونسبة لما يمنحه الله لنا من نعمة ومن قدرة. فالكمال المطلوب منا هو ما يمكننا عمله. مثال ذلك طفل صغير في بداية التعليم، يدرسونه الجمع والطرح في علم الحساب. فينجح في الامتحان ويحصل على الدرجة النهائية. فنقول إنه وصل إلى درجة الكمال في الرياضة (في الحساب)، طبقًا لمستواه. على الرغم من أن مستواه يعتبر لا شيء إذا ما قورن بالمستويات العليا في الرياضيات. ولكنه حصل على الكمال النسبي.

    ** نحن مثلًا نطالب بالسلام مع الناس. ولكن عمليًا حسب طاقتنا نُسالم جميع الناس. مثال ذلك زوجة لا تستطيع إطلاقًا أن تعيش في سلام مع حماتها، ليس من جهتها هى، وإنما من جهة معاملة حماتها لها. لذلك إن كانتا تعيشان معًا في بيت واحد: فبدلًا من أن يتكرر الشجار بينهما كل يوم، من الأفضل أن ينفصلًا، كل منهما في بيت. وبهذا تعيشان في سلام.

    ** مثال آخر من جهة التعليم والإرشاد: نلاحظ أن بعض المعلمين أو المرشدين الذين يحبون المثاليات، نراهم يطالبون الناس بما هو فوق طاقتهم من جهة الوصايا والتعاليم مما لا يستطيعون تنفيذه عمليًا فيفشلون. بينما الأمر يحتاج إلى تدرج للوصول إلى الوصية في كمالها. وهذا أيضًا نقوله للآباء والأمهات ومن يعملون في مجال التربية أو في مجال الإرشاد: أعطوا الناس الممكن الذي يقدرون عليه.

    ** إن الله -تبارك اسمه- في محاسبته للناس، يحاسب كل واحد منهم حسب مستواه، من جهة إمكانيات كل شخص، حسب طاقته، وحسب ظروفه، وحسب سنه وصحته. وليس الجميع في مستوى واحد ولا في إمكانيات واحدة. فإن الناس يتنوعون في مستوياتهم، حتى الروحية منها: فالشخص المبتدئ هو غير المُخْتَبِر الناضج. وكلاهما غير الإنسان الروحي صاحب المواهب التي منحه الله إياها. والناس يختلفون أيضًا من جهة السن. فما يستطيعه الشاب غير ما يقدر عليه الشيخ، غير ما يستطيعه الطفل. كذلك ما يقدر عليه القوى في صحته، غير ما يقدر عليه المريض... إن الكمال الممكن هو لكل هذه النوعيات. ولكن درجته تختلف من واحد إلى آخر، كل واحد على قدر طاقته.

    هناك أشخاص يقدرون على حياة الوحدة والتأمل، وأشخاص لا يستطيعون ذلك وإنما يحاولون الوصول إلى الكمال النسبي والممكن في وسط الناس وخدمتهم. ونلاحظ أيضًا أن الناس يختلفون في نوعية نفسياتهم، وفي نوعية ذكائهم وأيضًا يختلفون ما بين البساطة والعمق وكل من هؤلاء له قدرته الخاصة التي تختلف عن غيره. وكل منهم يمكنه أن يصل إلى الكمال النسبي بدرجة يختلف فيها عن غيره. وكل منهم يحاسبه الله حسب الطاقات التي عنده. وينال بركة إذا كان أمينًا في التصرف حسب إمكانياته وحسب جهاده في الوصول إلى الكمال النسبي الذي يقدر عليه.

    ** نلاحظ أيضًا في التجارب التي يسمح بها الله، نرى من مراحم الله أن الناس لا يُجربون فوق ما يستطيعون. فما يقدر القوى على احتماله، هو غير ما لا يحتمله الضعيف.

    كذلك مستوى الذين يعيشون وسط شعوب وثنية، أو شيوعية، أو مؤمنة بديانات أخرى، هو وغير ما يطلبه الناس من مؤمنين في عمق الإيمان. كل هؤلاء يحاسبون حسب إمكانياتهم ولا يطلب منهم إلا الكمال النسبي حسب الجو الذي يعيشون فيه.

    ** وفي عمل الفضائل يطلب الله من كل فرد ما يستطيع أن يصل إليه من الكمال النسبي. فمن جهة فضيلة العطاء مثلًا، عليك أن تعطى ما تستطيعه. فإن استطعت أن تعطى كل ما يكون في طاقة يدك أن تفعله، فهذا حسن جدًا. وإن استطعت أن تعطى الغير من أعوازك وأن تفضله على نفسك، فهذا أفضل. وإن لم تستطع فعلى الأقل تعطى المستوى الأدنى، سواء من العشور أو الزكاة. وإن طلب منك المحتاجون ما لا تقدر عليه، فعلى الأقل يمكنك أن حولهم إلى الهيئات الخيرة التي تعتني بأمثالهم وتعطيهم. وبهذا تكون قد أعطيت ولو بطريق غير مباشر. أما إن كنت لا تفعل هذا ولا ذاك، ولا الكمال النسبي ولا الممكن ولا العطاء غير المباشر، فلا شك أن ضميرك يكون مقصرًا يلومك ولابد أن يلومك.

    ** من جهة خدمة الآخرين: هناك درجة من الكمال أن يكرس الإنسان نفسه للخدمة ويعطيها كل حياته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولكن ليس كل إنسان يستطيع هذه الدرجة من الكمال وظروفه العائلية والمادية لا تسمح بذلك. فعلى الأقل من جهة الكمال النسبي، أن يعطى وقت فراغه لخدمة الله والناس. فإن لم يستطع، فعلى الأقل يُعطى جزءًا من وقته لخدمة الآخرين على قدر إمكانه. وإن لم يقدر، فعلى الأقل كل من يرسله الله إلى طريقه، يقوم معه بالخدمة التي يستطيعها. ويكون مستعدًا في قلبه أن يخدم كل أحد بقدر طاقته.

    ** من جهة الصلاة، فإن القديسين يصلون كل حين. وهذا نوع من الكمال. والذي لا يستطيع ذلك عليه أن يصلى صلوات الساعات حسب الوصية. وإن كانت إمكانياته لا تسمح بكل ذلك، فعلى الأقل يبدأ اليوم بالصلاة، ويختم يومه بالصلاة أيضًا قبل نومه. وبإمكان كل أحد أيضًا أن يرفع قلبه في كل وقت إلى الله بصلاة قصيرة ولو بكلمة أو بضع كلمات، يطلب فيها من الله البركة أو المعونة أو المغفرة وباختصار إن لم تقدر على الوضع الكامل، فلا تهمل الممكن.

    كذلك من جهة معاملة المسيئين: إن لم تقدر أن تحب من يسيء إليك وتصلى من أجله، فعلى الأقل إن جاع عدوك فأطعمه، وإن عطش فاسقه... وإن لم تقدر على كل ذلك، فعلى الأقل احتمل المسيئين، ولا تنتقم لنفسك، ولا ترد الإساءة بمثلها. وصل أن يغفر الله لمن أساء إليك، ويبعد شره عنك.

    ** كلمة أخيرة أقولها وهى: إن سرت في الممكن وليس في الكمال، فلا تحول الممكن إلى تسيب. لا تقصر في تنفيذ وصية الله، ولا تغطِ تقصيرك بالأعذار، وبأنه لم يكن في إمكانك غير ذلك! كلا، بل ليكن لك ضمير صالح أمام الله وأمام نفسك، في صدق وتدقيق. لئلا تصل إلى تدليل النفس في هروبها من الواجب وفي استهتارها.
    +++
                  

01-16-2015, 03:55 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    احبائى الكرام ..

    هذا اختبار الأخ السعودى عبد الفادى والذى تحول
    الى المسيحية فى حلقة من حلقات برنامج " سؤال جرئ "
    مع الأخ رشيد ..

    https://http://http://www.youtube.com/watch?v=TzcdkyEN4i0www.youtube.com/watch?v=TzcdkyEN4i0

    والرب يبارك حياتكم ..
    أخوكم وعمكم العجوز ..
    ارنست
    +++
                  

01-16-2015, 04:44 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثالت) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى الكرام ..
    اليوم يوم الجمعة .. وكل جمعة وأنتم طيبون ..

    وكل يوم جمعة أحب أن أذكركم بلقائنا الأسبوعى ..
    مع اللقاء المباشر وعلى الهوام مباشرة ..
    مع أبينا الورع .. مكارى يونان .. وبعد قليل ..
    ومن خلال قناة الكرمة ..
    ومن خلال هذا الرابط ..
    http://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-na

    الرب يبارك حياتكم ..
    أخوكم وعمكم العجوز ..
    ارنست
    +++
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 4:   <<  1 2 3 4  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de