|
Re: جاءت من الابيض لتغيير ركبتها اليمنى فغيروا لها اليسرى ديل ناس الزيتونة ... (Re: usama Babiker)
|
= قبل أقل من عام ونصف وفي إحدى المستشفيات الشهيرة بالعاصمة المثلثة اُدخلت السيدة ( ز. ع. ك.) إلى المستشفى بعد تعثرها وسقوطها وحدوث كسر مزدوج في عظمة الفخذ.
فور إدخال المريضة إلى المستشفى تم أخذ الصور وغيرها من إجراءات أولية وتم عمل الضمادات والتثبيت بالجبس.
غير أن السيدة وأثناء تنويمها بدأت حالتها في التردي والتدهور يوماً بعد يوم ، ثم دخلت في غيبوبة لترقد ممدة بلا حراك فوق سرير المستشفى. كان يعكف على متابعة حالتها الكادر الطبي في المستشفى "المميز" بما فيه من استشاريين وأخصائيين ومساعدين. كما أن طاقم التمريض لم يقصر ومنذ اليوم الأول في تحريك جسد المريضة وفي إجراء تمارين التدليك و الترييض المنتظمة للرِجـل السليمة تفادياً للتقرحات والتجلطات لا قدر الله.
بعد مضي أكثر من شهر وعندما حان موعد فك الجبس عاد الطبيب للوقوف على حالة المريضة ليتابع تطور التئام الكسر، و عندما تناول الطبيب الصور الأشعاعية التي أمسكها بصورة صحيحة هذه المرة يتأملها أمام عينيه ، تبيـَّن للطبيب في ذلك المستشفى "المميز" أن الفخذ التي تم وضعها تحت الجبس طوال تلك المدة لم تكن فخذ الرِجل المكسورة وإنما الرِجل السليمة.
بينما الرِجل التي كان يجري تدليكها وترييضها بلا انقطاع ولا اكتراث كانت هي الرجل المكسورة.
وكانت الأشعة كاشفة وصادمة، لأهل المريضة بأن ذلك التعذيب المتواصل وغير المحتمل هو الذي كان يغـيِّب مريضتهم عن الوعي كلما حاولت استرداد وعيها ، و كان ذلك العذاب القاسي هو السبب الرئيس في تردي صحتها وإيصالها إلى نقطة اللا عودة لتلاقي ربها راضية مرضية في يونيو من العام الماضي.
صور الأشعة المقلوبة لم تكن كاشفة فقط عن الحوَّل البصري الذي يغرق فيه ذلك المستشفى "المميز" وغيره من مرافق صحية وخدمية، بل كانت كاشفة أيضاً بأن دماغ أكبر راس في البلد الذي اسمه السودان مثبت هو الآخر بالمقلوب ويرى كل الصور الإشعاعية بالمقلوب.
حال السودان المقلوب سيظل كما هو طالما انعدمت المحاسبة وغاب القانون وتكاثرت الضباع.
لن ينعدل الحال ولن يقدر السودان على استرداد وعيه طالما أن أكبر مسؤول فيه غائب كلياً عن الوعي؟!
... .. .
| |
|
|
|
|
|
|
|