|
حول اشكال الهويه في السودان
|
هذا مدخل الي مبحث تحول الي مشروع كتاب ,لا باس من اعادته,فقد سبق وان تم نشره
ازمة الهويه بالنسبه للسودان هي المعضله الحقيقيه والتي أفضت الي وقادت الدوله السودانيه الي معضلتها الحاليه وازمتها المستفحله ,منذ لدن تشكل الدوله الحديثه, فالدوله السودانيه حين تشكلت بحدودها الحاليه ابان ما يسمي بالعهد التركي المصري ونقول نحن الاستعمار التركي المصري, لم تكن قد توفرت فيها شروط قيام الدوله فقد كانت عباره عن دويلات وممالك متناحره متقاتله ,او في سلام هش,ومحور تماسكها العاطفي والذاتي اي هذه الدويلات هو بنية الوعي العشائري او القبلي, بمعني انها تصنف في خانة المجتمعات ماقبل البرجوازيه او ما قبل الرأسماليه. وبخلفيه تاريخيه نجد ان معظم الممالك القديمه في السودان كانت وثنيه او مسيحيه والمكون العرقي لها افريقي خالص منذ لدن مروي وكوش وسوبا,وحتي عند دخول العرب والاسلام نجد ان الدخول كان ناعما عكس بقية الفتوحات الاسلاميه حيث دخل الاسلام دخولا ناعما او تمازجيا وهنا من الممكن ملاحظة النوبه او الطار في اناشيد الصوفيه حيث لم تعرف هذه الاشياء في الجزيره العربيه منبع الاسلام ,ومرد هذا الشئ للتزواجيه التي ذكرناها فالعرب اعطوا شعوب تلك المناطق الاسلام وهم اعطوهم النوبه والايقاع الافريقي وهي ثقافه اشتهر بها الافارقه في نمطهم الغنائي لذا نجد ان للسودان نمط اسلامه الخاص المتسامح وغير المتشدد,والمعروف ان الاسلام دخل السودان عن طريق التجار والرعاه العرب ولم يدخل عن طريق السيف حيث لم يستطع عبد الله بن ابي السرح هزيمة قالدرون ملك النوبه ووقع معه اتفاقية البقط . ويذهب البعض ان العرب الذين دخلو السودان لم يكونو من العرب العاربه اي الأصلاء اي حتي في جزيرة العرب كانو من المضهدين وفي احسن الاحوال من مهمشي العرب,لذا عند دخولهم للسودان كان يتشكل في لا وعيهم احساس الدونيه الاجتماعيه وحين اختلاطهم بمكونات السودان الثقافيه تنامي هذا الشعور في احفادهم واضحت محاولات اثبات العروبه هاجس لهم بل اضحت هاجسهم الاوحد,ويمكن ان نري هذا الشئ في محاولات البعض المستميته لاثبات ان نسبهم ينتهي بالعباس مع ان هذا الهاجس غير موجود البته في الجزيره لعربيه ,وايضا يلاحظ بوضوح في محاولة تبني قضايا العرب اكثر من اصحابها كمثال قضية "فلسطين" ,وغيرها من القضايا ذات الشأن العربي فنتصدر العرب كما حدث في مشكلة لبنان الاخيره حيث استمات مصطفي عثمان اسماعيل كمبعوث عربي في محاولة حلها والمضحك ان دولة لبنان كانت معارضه لانضمام السودان لجامعة الدوله العربيه بعد استقلاله بحجة ان لا شئ يجمع هولاء الافارقه معهم في زمان سابق لولا قوة وكاريزما جمال عبد الناصر حينها ,والذي لولا تدخله ربما لم نكن الان اعضاء في هذه الجامعه. والشئ الملاحظ هو ان صك العروبه كان رأس مال رمزي استثمرته الطائفيه في حشد امتيازات ماديه ومعنويه وروحيه,مستقله وله السودانين الفطري بال البيت,فقامت بتدبيج انساب تنسب نفسها الي ال البيت,مما مكنها من التاثير علي قطاعات واسعه من مكونات المجتمع,يضاف اليها الاميه و الاستعداد الفطري لتقبل وتصديق كل ما ينسب الي ال البيت ر,فقامت هذه البيوتات باستغلال هذا الشي,ةالحصول علي امتيازات ماديه ومعنويه وسياسيه مازالت تستاثر بها الي الان.
هناك اشكالات كبيره وكبيره جدا في المكون العربي او المنتسب للعروبه اذا تحرينا الدقه في السودان فهم في وعيهم الظاهر يشعرون بان العرب كثقافه بها كثير من الاشكالات والاشياء غير المحبوبه او الغيرالمتوافقه معهم او لنقل مع سودانيوتهم الكامنه,لذا نجد انهم في المناطق الحضريه او المتمدنه يسخرون من ممن يحمل بعض محمولات الثقافه العربيه فيصفوهم باهل العوض والروس والعرب الاجلاف وغيرها من اوصاف تحقيريه ويحاولو التبرؤ منهم باعتبار الاعراب صنو ومرادف للتخلف والجلافه,وفي ذات الاثناء يمارسوا استعلاءً علي بعض المكونات الافريقيه بانهم عرب اصلاء(اولاد عرب وحرين)وهو نوع من المحنه التناقضيه ان جازت التسميه التي تعيشها تلك المجموعات,بل نجدهم يقولو للابيض او فاتح اللون حلبي(هنا اعتراف ضمني بانهم ليس فاتحي اللون) وللاكثر سوادا عب او فرخ واذا كان الاسود ينتمي اليهم ولا يمكن الهروب من هذا الشئ يجدو معالجه بوصفهم للون الاسود بالخدار ,او القول بان البطن بطرانه وهم هنا لم يدروا بان بطران البطن هذا انما هو الجين الافريقي الذي منه يهربون . والملاحظ ان صفة الخدار ليس من الدرجات اللونيه للبشر علي الاطلاق فالوان البشر هي الابيض والاصفر والاسود وربما البني,وليس هناك لون اخضر للانسان علي الاطلاق وانما هو لون مميز للنباتات لوجود مادة الكلوروفيل ولكنها محاوله للهروب او ايجاد مخرج للمعضله المستفحله, او ربما يكون المقصود رجلا كلوروفليا اتيا من احد المجرات؟واحيانا يضيفو اليها عبارة الدُقاقه والملاحظ ان الغالبيه من مستعربي السودان يميل لونهم للسواد . نجد ان المكونات العربيه او المنتسبه للعروبه في كردفان ودارفور تعاني من محنه مزودوجه او مركبه فهي تمارس استعلاءها الاجوف علي قبائل دارفور وكردفان الافريقيه بيد ان هذا الشئ هو في الواقع محاولة تعويضيه للاستعلاء الذي تمارسه قبائل الوسط المستعربه حيث انها لا تري فرقا بين القبائل المدعيه العروبه اوالافريقيه القاطنه في الغرب وهم في الذهن الجمعي للعروبين مجرد غرابه سوا كانو عربا او افارقه,وهم هنا اي القبائل العروبيه او المدعيه العروبه في وسط وشمال السودان تعاني من ذات الشئء حين ذهابها للخليج موطن العرب الاصليين ,فحين ذهابهم يكتشفو انهم اي المنتسبين للثقافه العربيه وكل قبائل السودان الافريقيه مجرد(خيلان) او عبيد في ذهنية العرب الاصلاء وكما تدين تدان فلا مورفولوجيا ولا ثقافيا هم بمشابهين لعرب الخليج, فكانما وهم عروبتهم الزائف اغتسل في مالح البحر الاحمر . ولابد من الاشاره الي ان النقاء العرقي في السودان يبدو شئيا مستحيلا فالتداخلات والتعدد الاثني والبيئي والحروبات والنزوح وغيرها من عوامل جعلت الاختلاط هو السمه الاوضح,واذا قلنا ان هناك عنصر عربي خالص, فهم قبيله واحده هي الرشايده في شرق السودان ,والتي دخلت حديثا اي لم تتعدي المائة عام,فالموضوع سلسله من الاستعلاءات كل حين يضيق هامش عروبته في ذهن الاكثر عروبه ,يمارس اضهاده واستعلاءه الاجوف لمن هو اقل عروبه في نظره وهكذا,وهي حاله نفسيه مركبه ,افضت وأدت الي هذا الكم من التمييز علي المستوي الاجتماعي ومن ثم السياسي والاقتصادي,فلو كان المحسوبين علي الثقافه العربيه ادركو انهم افارقه او سودانيين ولكنهم يتحدثون العربيه,وتصالحو مع هذا الشئ وتخلصو من عقدة اثبات العروبه الاصيله ,لكان افضل واكرم لهم,فنحن نجد ان دول في غرب افريقيا تتحدث الفرنسيه ولكنهم مفتخرون باصلهم الافريقي وثقافتهم افريقيه خالصه ,لا تشويه فيها او استلاب,وارتباطهم لا يتعدي الفرانكفونيه اي التحدث بالفرنسيه ونفس الحال للانجلوفون اي المتحدثين بالانجليزيه دون ان يتماهو او يدعو الانجليزيه . فلماذا لا يكون المتحدثون بالعربيه مثلنا اربوفون دون هذا الاستلاب الماسخ او محاولة فرض الهويه بالقوه الجبريه .فمن اراد ان يكون عربيا له ذلك دون ان يفرض هذا الشئ علي الاخرين ودون ان يمارس استعلاء علي من هم ليس بعرب ,ولا يودون ذلك ,هذا الاستعلاء ومحاولة فرض الهويه بالقوه من مؤسسة الدوله ,هوالذي افضي الي كل هذه الماسي في هذا الوطن السودان, من حروب واقتتال ونزوح وتشرد وغيرها من ماسي ,فمن البديهي والمعروف ماذا يعني اسم السودان اي السواد مها اجتهدت فتياتنا في استعمال المبيضات ومهما حاولنا التماهي الماسخ ...في اثبات عروبه لاتُعطي لنا الا مجاملة او نفاق...
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حول اشكال الهويه في السودان (Re: فاروق عثمان)
|
تحية
غياب مشروع وطني يستفيد من التنوع ويجعله خلاقا هو لب القضية وبسطها ومقامها...اللغة العامة هي البساط الذي يقوم عليه التعائش الانساني بين المكونات الثقافية المختلفة دون قسر او أستعلاء او هيمنة...التفاعل الثقافي يتم حواريا ليس الا...المشروع الوطني يجب ان يقوم علي محو الجهل والقضاء علي المرض والتخلف... الديمقراطية وبما تفضي اليه من تداول سلمي للسلطة هي البيئة الحاضنة لأي مشروع وطني مرتجي نصوغ من خلالها المعاني التي تحفل بها ثقافاتنا المتعددة..
لك الاحترام المستدام..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول اشكال الهويه في السودان (Re: محمد الكامل عبد الحليم)
|
سلامات د . فاورق وهذا الاشكال من الواضح انه في طريقة وعكس مجرى التاريخ الي تعقيد اكثر
Quote: غياب مشروع وطني يستفيد من التنوع ويجعله خلاقا هو لب القضية |
بعد التحية استاذنا محمد الكامل وليك وحشه هذا العنوان هو جوهر قضية بناء الاوطان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول اشكال الهويه في السودان (Re: محمد الكامل عبد الحليم)
|
كتب الصحفى مصطفى عبدالعزيز البطل فى عموده اليوم 28/9/14 حول اكذوبة اعتراض لبنان على دخول السودان للجامعة العربية الاتى:
" عدد من سفراء السودان السابقين في لبنان - كالسفير جلال عتباني، والسفير جمال محمد ابراهيم - سعوا حثيثاً لتقصى اصول رواية اعتراض لبنان على عضوية السودان، وقلبوا كل حجر وجدوه في ديار فيروز ونانسي عجرم،بحثاً عن الحقيقة. ثم انتهوا الى نتيجة واحدة، وهي ان المعلومة (مضروبة)، لا أصل لها ولا فصل. وليس لها من الحق نصيب.
نال السودان استقلاله في الفاتح من يناير 1956، وحصل من فوره على اعتراف مصر، فكان سفيرها أحمد سيف اليزل خليفة اول سفير يُعتمد في السودان . ثم كانت لبنان هي الدولة العربية الثانية التي اعترفت باستقلالنا، وبعثت بسفيرها ليقدم أوراق اعتماده في 24 يناير 1956 (راجع مقال السفير جمال بعنوان " بَيْنَ السّودان وَلبنان قافيَةٌ وأكْثَر").
حبيبنا الآخر الاستاذ المُعز أبونورة ابتلاه الله منذ صغره بعقل متشكك، لا يقبل كل ما يلقى امامه. أدركته جرثومة جده المؤرخ الدكتور مكي شبيكة.فهما من الذين يمحصون ويحصحصون، وما ينفكون وراء الحقيقة حتى يأتون بخبرها. وقد قضى الرجل عاماً كاملاً تحت شجيرات الأرز في بيروت لبعض اغراضه. ولكنه سلخ جزءاً عزيزاً من عامه ذاك في تحري تلك المعلومة، ثم انتهى الي ذات النتيجة.
وفي بيروت دُهش بعض السياسيين والدبلوماسيين اللبنانيين الذين التقاهم المعز واستنطقهم، فذكّروه بأن الحكومة اللبنانية عام 1956 كان يسيطر عليها رشيد كرامي وصحبه من الموالين للرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وان اعتراض هؤلاء على عضوية السودان في الجامعة العربية، والحال كذلك، من رابع المستحيلات.
لكن صاحبي قطع قول كل خطيب عندما أحال الىّ ورقة مطولة بعنوان (قضية العضوية في جامعة الدول العربية)، نشرتها مجلة (السياسة الدولية) قبل أربعة عقود من الزمان، بقلم السكرتير العام السابق للامم المتحدة الدكتور بطرس غالي. وتنقل الورقة بدقة ملابسات قبول عضوية كل دولة وحالات الاعتراض التي وقعت. أما السودان فقد أوردت عنه الورقة هذه الجزئية: (في 19 يناير 1956 صدر القرار رقم 1107 ونصه: "يقرر المجلس بالاجماع الموافقة على انضمام جمهورية السودان الى جامعة الدول العربية ")" منقول بخصوصة كذبة رفض لبنان لعضوية السودان بالجامعة العربية تحياتي استاذي دكتور فاروق وكل سنة وانت طيب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول اشكال الهويه في السودان (Re: صبري طه)
|
الأخ الكريم/فاروق عثمان و ضيوفك الكرام السلام عليكم،Quote: فمن اراد ان يكون عربيا له ذلك دون ان يفرض هذا الشئ علي الاخرين ودون ان يمارس استعلاء علي من هم ليس بعرب ,ولا يودون ذلك ,هذا الاستعلاء ومحاولة فرض الهويه بالقوه من مؤسسة الدوله ,هوالذي افضي الي كل هذه الماسي في هذا الوطن السودان, من حروب واقتتال ونزوح وتشرد وغيرها من ماسي. |
قضية الهوية هي مشكل السودان المزمن الذي إذا لم يُعالج يمكن أن يؤدي إلى تفكك السودان إلى دويلات على خطوط إثنية كما كان في الماضي، . أتفق معك عموماً فيما ذهبت إليه أن الكثير منَّا يعاني عقدة الدونية والأستلاب تجاه العرب، وهذا الأشكال ليس منحصراً في شمال السودان و وسطه فقط، إنما يشمل جهات السودان الثلاث بإستثناء الجنوب، بل يمتد إلي خارج حدود السودان إلى دُول غرب أفريقيا إبتداءً من تشاد إلى شواطئ المحيط الأطلسي. خلاصة القول هي الإقتباس أعلاه. لا يهم كثيراً إن أراد أحد أن ينتمي إلى العروبة حقيقةً أو زيفاً ما دام هذا الإنتماء لا يعطيه أي ميزة على الآخرين.
لكم جميعاً ودي و احترامي عثمان دُنقس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول اشكال الهويه في السودان (Re: فاروق عثمان)
|
العزيز صبري طه وينك يا شاب الهروب الاجتماعي هو باب من الهروب الثقافي،وحتي اذا سلمنا بان البدوي في الذهن الجزيرعروبي معادل للعربي في الذهن السوداني المستعرب،لا يحتلف فهو يعضد المحنه التناقضيه فلا يستقيم ان تتماهي او تحاول الانتماء الي شي وفي ذات الأثناء ترفضه وتبين تناقضاته ما يخص نقلك من الويكيبديا لا تعتمد عليه كثيراً ، فهي مكتوبة بذات المداد الذي كتب به تاريخنا الشائه والمغلوط
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول اشكال الهويه في السودان (Re: فاروق عثمان)
|
عزيزي عبد الله شم الشينة منكوره،وما يقال خلف الجدران المغلقه،لا يكتب في الاوراق الرسميه عن نفسي اصدق ان اللبنايين رفضو انضمامنا لدواعي عنصريه ،وذلك من خلال معرفتي بعنصريتهم البغيضة سوا كانت حقيقه او لا هذا لا ينفي النظره التي ينظر بها إلينا العرب وكل سنه وانت طيب
| |
|
|
|
|
|
|
|