|
|
 مواقيت الخروج - غوايات الدخول
|
مستغرقا فى ملح الوقت ممسكا بيد المكان ادله على وجهته ويدلنى على وجهى لنسير معا صوب مدخل اللغة المعطون فى لهب الإنتظار على أمل أن تبتل عروق الأبجدية وينكشف الجدار أو أن نسمع نداء الباب
من الطارق ؟
من ذا الذى يقف خلف إسم الدخول ؟
أترى عطشك من غيثك آتٍ ؟
أم ترى غيثك من عطشك آتٍ ؟
عزمت نهارئذِ أن أرتدى وجهى العارى، لا يستر خوفه سوى ملامح أشد خوفا منه وقررت ألا يتبعنى ظلى، رغما عن كل مكائد الشمس وكل غوايات الخروج
رتبت مواقيت خروجى منى رغما عن كل توسلات السكينة التى لا تحالف سوى قلق الريح الرابط بين صلب الخوف وترائب الوجل، تلك المكتظة بفراغ الأشياء وخروجها عن بيوت معانيها وطاعتها
سوف لن تتبعنى ايها الظل الخائب، سأخرج وحيدا كما ولدتنى أمى
كيف تسلم الأقدام خطواتها للطريق إن لم تؤمن بوجود التراب وتأمن سطوة الدخول الى عمق انتظاره المكلل بالغبار ؟
كيف تستسيغ النوافذ النظر وما فى طعم الضوء سوى مرارة الفراغ ؟
كيف يلتقى النهران إن لم تضحك الأرض حتى تظهر نواجذ اخضرارها ؟
كيف نخرج وجلد المكان سميك مثل حكاية رتيبة لا ابتداء فيها ولا وصول ؟
لكن سوف يخرج كهنة الأرق ينادون فى مدن النوم ملء أحلامنا
خذ ميقاتك أيها الرجل
فى النهار ضعه فى جيب نيتك المضمرة كيلا تراه الشمس وتسلبك ما تبقى فيك من نور يعينك على فك طلاسم العتمة، خبئه داخل دمك فى الليل حى لا يسخر القمر من قلة الفئران فى شرايين الضوء فيك، ولربما يسعفك الظلام ويهديك أغنية وثيرة تخفف عنك وعثاء العمى
قال العائدون، ميقات الصدق موت، ميقات الحياة وطن وبينهما صراط ارق من جسد نسمة صبية وادق من ابتسامة نجمة شقية
قال الخاسرون، ميقات العشق كلمة، ميقات اللقاء لغة، وبينهما قصيدة تؤسس ابتداء الشقاء وتختم صلاة السعادة
قال الحالمون، ميقات الفرح خريف، ميقات الحزن سيل، وبينهما تنهض أغنيات الحقول وبكاء البيوت
قال الخائفون، ميقات الطمأنينة باب، وميقات الوجل جدار، وبينهما بكاء بلا انتهاء
كيف الخروج ؟
كيف سنخرج والأيدى خالية من الإملاك والقلوب من التتبع ؟
فالخروج فى ابهى جلائه امساك بمكاشفات القلب ومشاهدات الروح، هو رؤية اشكال يستأنس بها ولا يستوحش منها، هو فعل مقرون بالوصال غير متصل بالزوال، ولا يتأتى ويؤتى اكله الا حين الامساك بما يود أن يذكر وما يراد أن ينكر، فإن كان مآله الى فقر فهو صبر وإن كان الى غنى فهو شكر وإن كان الى مجد فهو ذِكر
هل تطيق خروجا أيها الرجل ؟
خروج الى أعالى سماوات الوصل، هناك حيث يحضر ماء اللقاء ويبطل تيمم التمنى ثم تولى القلب شطر جهة السعد، هناك يستفيق الحلم بعد الخروج ويأخذنا الى منهل ذاك الرضاب لنرتوى من نبع خمر قاصية المزاج دانية النكهة وبأكف عينيها تناولنا كوثر الشراب
وماذا عن الأبواب ؟
بابك شهادة على الغياب ما قرعته غير اصابع الريح، وبابك نبع لشروق الشوق مشرع لبراق يمخر فضاء الإشتهاء وعلى صهوته أمنية وعاشق جريح
باب لا يعرف أن المكان والزمان طفلان فى بداية فصل ابجدية الوجود، لا يخشى أن يتهجى إسم الخروج امام هيكل اللغة الغريبة
باب لا ذاكرة لديه ليستحضر وجوه من دخلوا بنية البقاء خلف ستار الأسماء، أو ليتذكر بصمات من مشوا على اديم جسده خيفة بنية اللقاء، أو قل من خرجوا ولم يكن فى انتظار قوافلهم الصامتة غير صحراء الفناء
هل انزلت الأبواب لنشر طرائق الدخول ام لتعيلم الأقدام حبائل الخروج ؟
خذ ميقاتك ايها الرجل
خذه بقوة وغادر وقتك الخائن، فليس ثمة اصدقاء الآن وراء هذا الأفق الجدار
تأبط ميقات وصلك ثم اخرج
حتى لا يدخلك يقين شكك القوى ليستعمر اقاليم دمك الواجف ويزرع فيه أسماء البكاء ويقطع اشجار البقاء
|
|
  
|
|
|
|
أبوذر بابكر
عبدالعزيز عثمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست