أطلت برأسها القبيح مجددا ظاهرة العبث بمحتويات أمتعة الركاب القادمين لمطار الخرطوم ، وما يؤسف له أن الكثيرين يشكون مر الشكوى ولا حياة لمن تنادي. على رحلة الخطوط الجوية الأثيوبية القادمة من العاصمة أديس أبابا تصادف أن جلست إلى جوار أحد الأخوة الأفارقة وهو في طريقه إلى بلاده قادماً من الغرب الأوروبي عن طريق العاصمة الأثيوبية أديس أبابا مروراً بالخرطوم ، تحدث الرجل كثيراً عن الخرطوم ومكانتها في القارة الإفريقية ومستوى الإنسان السوداني وثقافته والتراحم والترابط الإجتماعي الذي يسود المجتمع وووو فنظرت ثم بسرت ولو ماكنت مربوط بالحزم في الكرسي كان أدبرت وفررت – فالرجل يبدو والله أعلم أنه فاطي حقبة كبيرة جدا في تاريخ السودان فهو يتكلم عن أيام خوالي وأن الحاصل الآن لو علم به لما طار ميمماً شطر بلاده عن طريق الخرطوم ولو تماها كداري من أديس أبابا لأى ديستنيشن يتيح له مواصلة الرحلة عدا الخرطوم. وصلنا لمطار الخرطوم في وقت مبكر جداً حوالي الساعة الثانية بعد منتصف ليل يا ليل ، المهم ونحن في طريقنا إلى الجوازات كان هناك الكثير من النظرات التي ترمق المسافرين من بعض العاملين بالمطار وهم في الغالب ينتمون لجهات أمنية وما أكثرها من جهات وما أوهنه من أمن ، على كل قمنا بتعبئة نموذج الدخول وهو مخصص للمواطنين ولما كان رفيقي من غير السودانيين بحثت معه عن نموذج يخص القادمين من غير مواطني جمهورية السودان فلم أجد والحال كذلك سألت أحد موظفي الكاونترات في الجوازات فقال لي ببساطه يا أخي خليهو يملأ النموذج الزي حقك ده ، فقلت ليهو يا جنابو بس دا خاص للمواطنين ، فقال لي ما تفرق ، على كل قلت ليهو الله يسهل عليك وقمنا بملأ الإستمارة. في إنتظارنا للعفش سألنا أحد عمال التحميل ياتو سير البجيب العفش فقال لينا أستنو شوية هسي حا يزيعوهو ، أها مع توفر عدد عربات تحميل لا بأس بها – والحق يقال – رابط صاحبنا مع عربيتين لأخذ أمتعتنا بمقابل مادي ، اها بدأ صرير السير محاكياً صوت ساقية عديل كده وشيئاً فشيئا بدأت تهل الأمتعة ، طبعا السير ممكن يكون لافي لدقائق في الفاضي وكأن الموضوع نظام تسخين وكده ، بدأت الأمتعة في الظهور والناس تتحلق حول السير في زحمة تحاكي زبائن قدرة عم علي سيد الفول الشهيرة ، أها جاء عفشنا ويا ليته لم يفعل فقد حضرت شنطة رفيقي وفيها كل ملاح العبث وطالت يد السارق بعضاً من محتوياتها قبل دخولها للصالة عن طريق السير. حاول صديقي تذكر محتويات الشنطه ولم يفلح من هول صدمة السرقة في مطار وفي صالة قدوم وقبل أن يعتبها خارجاً ، أها قام بالتحدث مع مندوب الخطوط في الخرطوم فقال له مطأطئ الرأس فقدت حاجة فيها فقال صاحبنا نعم ، ولم يزد الموظف على ذلك. حاولنا التحدث مع مسئول الأمن بالمطار ولا فائدة موظفي الجمارك وكمان أنسي وعيش المهم إتسرق صاحبنا وفي مطار الخرطوم. الوضع كالتالي يقوم عمال التحميل والتنزيل بإستلام الأمتعة من الطائرة ومن المفترض أن عددهم معروف وأسماؤهم في كل وردية يتم تحميل الأمتعة في التركتور أبو طبليات دون تغطية العفش أو وضعه في كونتيرات كما يحدث في معظم مطارات الدنيا وقومي يا الكراكه فحضي وجيبي العفش عند جهاز الكشف الموجود خارج صالة الوصول ، أها يقوم الموظف أو المراقب وهو رجل أمن من المفترض بمعاينة العفش من خلال الجهاز وفي طريقة إلى الصالة لو لقى في شئ مشكوك فيه أو غير مسموح به و/ أو تجاري يقوم بشخط قطعة العفش بطباشور أو أي إشارة داله حتى يتم إيقاف الراكب وتوجيهه لمراجعة جمارك المطار قبل مغاردة الصالة. دا الإجراء من سنة أسكت أها البعبث بي شنط الناس ويكسر الأقفال ويلطش منها الموبايلات وأجهزة المحمول والريحة وكل ما خف وزنه حا يكون أكيد واحد من هذه الشلة وبتوجيه وإشراف من الزول القاعد على الجهاز لأنه يمثل بياع البطيخ البيقول لينا على السكين يعني حلوة وحمرا وبالتالي تسلم بعض الشنط والكراتين من عبث اللصوص لأن محتوياتها مكشوفه وغير ذات جدو إقتصادية كيبرة. الراجل ما أنفك مذهول ولا يصدق أن هذا حدث وما زال يناشدني من فترة لأخرى أن أجد تبريراً لما حصل.
09-01-2014, 12:00 PM
جعفر محي الدين
جعفر محي الدين
تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 3649
والله يا عزيزنا الملا عمر (الذي لم يعد له صيت) بقدر ما أفرحتنا بكتابتك الطاعمة بقدر ما ملأت صدورنا حزنا وأسفا على بلد كان اسمها السودان حاجة والله مؤسفة حد الأسف وتخلي الواحد يفكر جديا في البحث عن جنسية أخرى أو بلد آخر يقضي فيها ما تبقى له من العمر حتى يسلم من وجع القلب وشحتفة الروح وخمة النفس التي باتت تصيبنا ألف مرة في اليوم أو كلما قرأنا خبرا مثل هذا إذا أردنا أن نكون أكثر دقة.
وين طارق جبريل عشان ورينا نجوعر كيف في هذه الحالة !!!
09-01-2014, 01:27 PM
almulaomar
almulaomar
تاريخ التسجيل: 07-08-2002
مجموع المشاركات: 6485
أخي جعفر محي الدين يكفيني صيتاً أن أمثالك ما أنفكوا يذكرونني ، وإنا هاهنا قاعدون. الموضوع لا شك يدعو للبكاء على الحال والمآل ويكون أكثر مرارة لو تسلط المتسلط وسرق السارق عفش مسافر غير سوداني عابر ببلادنا إلى بلاده وعادة ما يفعل. الكثير من الصور الجميلة والقيم الراسخة التي عرفت عن الإنسان السوداني ربما بدأت في الإضمحلال بمثل هذه التصرفات الخرقاء وأنت في مهجرك أعرف وأقدر على توصيف الحال.
09-01-2014, 12:21 PM
ياسر منصور عثمان
ياسر منصور عثمان
تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 4496
أخي ياسر تحياتي ربما يكون قد تم القبض على اللص ويبدو أن هناك الكثير من اللصوص الذين في حاجة ضرورية إلي كنسهم. ما يؤسف له أن مثل هذا الأمر لا يقبل في موقع يعتبر أكثر أمناً وأمانا ويعنى براحة الإنسان ويعكس وجه الدولة وحضارة إنسانها. تعرف حتى في لوارى وبصات قريتنا من نوع سفنجه دركسون يمين لا يتم سرقة حبل دابة حتى وتصل بضاعتك أو عفشك حيث تنزل سليم كامل لا يحرسه عسس ولا إكس ري بل كمساري مدقر سفتو وسائق مشنق طاقيتو. كل الود
09-01-2014, 01:39 PM
صديق الموج
صديق الموج
تاريخ التسجيل: 03-17-2004
مجموع المشاركات: 19433
الملا عمر السودان زاتو يطير البركه فى طلتك البنعول عليها تعيد للبورد رونقه بدل الغث الاليكترونى والغثاء الاحوى الذى يطفح به المنبر.. يازول على الطلاق ازيك وحرم حبابك،،،
09-01-2014, 01:58 PM
جمال ود القوز
جمال ود القوز
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 5925
ملا عمر ازيك ... انا القدامك ده قبل سنة .. في مطار السجم ده .. وبنفس الطريقة تم قتح الشنطة وأخذ عدد 2 موبايل .. المشكله تشتكي لي منو ؟؟ .. مافي زول حينصفك .. لكن نصيحة الحاجات القيمة كالموبايلات والدهب وخلافه .. جيوبك وبس .. ولا حتى هاند باك صغير .. جيوبك وبس .. مطار عامل زي سوق ام دفسو .. لابتعرف الشغال فيهو لا الجاي يستقبل راكب ..
.
09-01-2014, 02:24 PM
almulaomar
almulaomar
تاريخ التسجيل: 07-08-2002
مجموع المشاركات: 6485
ود الموج حبابك يا العزيز عقابك يا النجيض تيرابك يا أخي الطيران عاوز power أو أدوات أو أجنحه وسودانا إخخخ وبركت والمشي زاااتو أصبح في تلتله ومن الصعب ينهض بس ممكن جداً والله غالب. حال الجماعة كما ذكر إبن خلدون في مقدمته أنهم إمتلكوا ذهب السلطان وسيفه لذلك إنشغلوا بأنفسهم ونسوا الوطن وســــــــــخروا موارد الأمة لحماية مملكتهم وتوطيد سلطانهم وبالضرورة يتحلق حولهم الأعوان والمنتفعون من صناع الطغاة طمعاً في عطفهم أو إتقاء شرهم. ويبقى هناك بصيص أمل والله غالب
09-01-2014, 02:45 PM
almulaomar
almulaomar
تاريخ التسجيل: 07-08-2002
مجموع المشاركات: 6485
يا ود القوز تحياتي يا أخي يخلو الناس أقل شئ تدخل لي جوه وبعدين يسرقوها ، أنا معاك إنو البلد كلها مسروقه مش شنطه أو كده ، بس هنا الجرم شنيع وعظيم لأن الذي يسرقك هو من يجب عليه حمايتك وهو يطلع على أسرار وممتلكات من أجل تفعيل قانون لا أن يتخذ مما يرى ويعلم هدفاً للسرقة ، الجمارك قوات نظامية وأفرادها يلبسون الزي العسكري الرسمي ، وهم من يقومون بمراقبة العفش في جهاز الأشعة الخاص بالتفتيش قبل أن يصل الصالة عبر السير وهنا تبدو القضية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة