|
داعش وخليفتها البغدادي، بهم تبدا نهاية الاسلام الإسلامي
|
داعش وخليفتها البغدادي، بهم تبدا نهاية الاسلام الإسلامي ------------------------------------------------------------ الكاتب الألماني كارل هاينز دون تاريخ الحروب والمذابح، التي قامت بها الدول والكنائس والمجتمعات المسيحية باسم الديانة المسيحية، مُتتبعًا العصور المسيحية كافَّة من بداية نشأتها، وحتى القرن السادس عشر.
استحوذ كتابه على اهتمام بالغ من الرأي العام العالمي وأثار ضجةً كبيرةً وسط المتدينين خاصه، اذ فرق الكاتب بين المسيحية كدين وبين المسيحية كسياسة، معتمدًا في ذلك على تاريخ وممارسات الدمار والذبح للخصوم باسم الدين المسيحي حتى القرن السادس عشر.
نفس الشيء الآن، بعد مرور أربعة عشر قرنا من تاريخ الإسلام، سيبدأ وضع الدين الإسلامي في مكانه الحقيقي "في الصدور" فقط وليس في أروقة الدولة او دستورها. بمعنى ادق فصل الدين عن الدولة فصلا كاملا كما فُصلت المسيحية السياسية وأصبحت ابعد ما تكون عن الدولة والدستور.
نعم. بعد وضوح الأعمالَ الوحشية لسدنة الإسلام السياسي على مر التاريخ الاموي والعباسي والعثماني والوهابي والاخواني، وكيف أنَّ المؤرخين ما يزالون حتى الآن يُحاولون تجميلَ أفعالهم أو السكوت عنها على أقل تقدير. كشف خليفة الدولة الإسلامية البغدادي نواياه الدموية في خطبة له في المسجد وفي العراق كما فعل من قبله خلفاء الإسلام منذ أربعة عشر قرنا وسط مجتمعات فرقها الدين السياسي جهلا.
ظلت تتكشف خبايا "الإسلام السياسي" في هذا القرن وقبل داعش في التحريف، وغسل الدماغ، والاستغلال، والتدمير للفكر الإنساني، وذلك من خلال فكر الاخوان والقاعدة وحماس والقسام وحزب الله وبيت المقدس وبوكو حرام، حتي هلت علينا "داعيش " المتوحشة بسيوفها وسكاكينها الحادة لقطع الرؤوس لتشهر الإسلام السياسي. وهي تواجه مجتمعات عربية ضعيفة متفككة.
ولكن هذه المجتمعات وعيت الدرس لحد ما، وتفتحت لها سبل المعرفة والاستفادة من قوة الغرب العسكرية التي لا تعرف صليحا او عدوا وانما تعرف مصالحها المشتركة. الغرب نفسه الذي سلح داعش، وجد نفسه يركب مركبا واحدا مع الضعفاء العرب والمسلمين خوفا على مصالحه الإقليمية لمجبهة داعش.
بعد تصفية داعش المحتومة على يد "التحاف الغربي أي الكفار كما تسميهم داعش" الذين وضعوا السلاح في ايديها لحسابات خاطئة تلاقت في وقت ما مع طموحات الإسلام السياسي "الاخوان"، ولكن في نهاية المطاف، "انقلب السحر على الساحر".
حقبة تاريخية جبارة ستبدأ داخل الفكر الإسلامي. وستبدأ المجتمعات العربية والإسلامية في التحرر. وسيفضح المسكوت عليه في تاريخ السير الاسلامية المشوهة. وسيبدأ تدريس التاريخ الصحيح للأجيال القادمة للتخلص من الدجل والتشويه وحتمية حرق كتب الفتن والاوهام والفرقة. وكما هو الحال في الدول المتقدمة، سيكون تدريس الدين خارج أروقة التعليم. ويظل الدين شأن أسرى لا يتدخل في الدولة ولا تتدخل الدولة فيه.
|
|
|
|
|
|