خارطة طريق الحوار السوداني: ملاحظات أولية .. بقلم: د. عبدالوهاب الأفندي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 11:49 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-26-2014, 08:16 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خارطة طريق الحوار السوداني: ملاحظات أولية .. بقلم: د. عبدالوهاب الأفندي

    خارطة طريق الحوار السوداني: ملاحظات أولية .. بقلم: د. عبدالوهاب الأفندي

    الثلاثاء, 26 آب/أغسطس 2014 10:23

    أصدرت الآلية التنسيقية لمبادرة الحوار الوطني السوداني (مجموعة 7+7) في مطلع الأسبوع المنصرم وثيقة "خارطة طريق الحوار الوطني"، حددت فيها أهداف الحوار وآلياته ومداه الزمني وطريقة اختيار المشاركين فيه ومواضيع النقاش وبعض آلياته، ثم كيفية تنفيذ ما يتفق عليه. ولا شك أن هذه خطوة طال انتظارها، تعطي الحوار شكلاً ومضموناً وآليات، بعد أن كاد يفقد وجهته ويصبح سبباً جديداً من أسباب الشحناء والخلاف.
    وهناك ما يكفي للتشاؤم من تعبير خارطة الطريق في ظل اشتهار هذه التسمية في إطار مبادرة الرباعية الدولية حول القضية الفسلطينية في عام 2002، وهي مبادرة ارتبطت بهجمة شارون الوحشية على الأراضي الفلسطينية، ثم غزو العراق، وما تزال تراوح مكانها حتى اليوم. ومنذ ذلك الوقت أصبح اقتراح "خارطة طريق" مرادفاً لتمويه القضايا والتسويف وتعليق الممكن بمستحيلات لا حصر لها. وهذا يستوجب الحذر من ورطة مماثلة عبر الإصرار على أفق زمني محدد، والتركيز على القضايا المحورية.
    وبحسب الوثيقة، فإن أهداف الحوار تشمل "التأسيس الدستوري والمجتمعي في إطار توافقي بين السودانيين ينشئ دولة عادلة وراشدة ونظاماً سياسياً فاعلاً"، إضافة إلى التعاون لتجاوز أزمات السودان، والتوافق على "دستور وتشريعات قانونية تكفل الحرية والحقوق والعدالة الاجتماعية"، وعلى الضمانات التشريعية والمؤسسية "لقيام انتخابات عادلة ونزيهة". ومن نفس المنطلق، تم تحديد ست قضايا أساسية للبحث، وهي السلام والوحدة (أي إنهاء الحروب والنزاعات المسلحة)، والاقتصاد، والحريات والحقوق الاساسية، والهوية، ثم العلاقات الخارجية، و"قضايا الحكم وتنفيذ مخرجات الحوار".
    وقد تم اقتراح هيكيلية للمؤتمر تتشكل من ست لجان حسب القضايا المطروحة، ترفع مقرراتها للجنة التنسيقية العليا التي تحيلها بدورها إلى المؤتمر العام المكون من ممثل لكل حزب وحركة (بما في ذلك الحركات المسلحة التي تقبل المشاركة)، إضافة إلى " 50 من الشخصيات الوطنية وأعلام وقيادات المجتمع (يتفق عليهم)". ويرأس المؤتمر الرئيس عمر البشير أو من ينوب عنه، وهو يرأس كذلك اللجنة التنسيقة العليا التي تحدد من يشارك في المؤتمر وموضوعاته وتشرف على عمل لجانه. كما اقترح تشكيل أمانة عامة للحوار "تتكون من شخصيات وطنية من ذوي الخبرة والاختصاص يتفق عليها (دبلوماسيون سابقون، عاملون بالمنظمات الدولية، وأكاديميون من الجامعات المختلفة... إلخ)"، تتولى "متابعة جلسات اللجان والمؤتمر، وكتابة محاضر التداول وتحرير نقاط التوافق والاختلاف ورفعها للجنة التنسيقية العليا." كما تتولى الأمانة توفير الدراسات وتوثيق أعمال المؤتمر.
    وهناك مقترح كذلك بأن يرأس لجان المؤتمر "خبراء مقتدرون (يتفق عليهم)"، إضافة إلى تسمية "عدد لا يتجاوز الخمسة من الموفقين من الشخصيات الوطنية تكون مهمتهم التوفيق بين اطراف الحوار". وأخيراً اقترح دعوة الاتحاد الأفريقي، جامعة الدول العربية، لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى وجهات أو أشخاص يتفق عليهم لأن يكونوا مراقبين. وتتخذ قرارات المؤتمر بالتوافق، وإن تعذر فبأغلبية 90% من الحضور، ويشمل التوافق آليات التنفيذ، على ألا تزيد فترة الحوار على ثلاثة أشهر. واتفق كذلك أن تسبق الحوار إجراءات لتهيئة المناخ وبناء الثقة، تشمل إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين، وكفالة الحريات السياسية والتأمين الكامل على حرية التعبير والنشر. واقترح كذلك الحد من "خطاب الكراهية والتراشق الإعلامي"، تقديم ضمانات لسلامة حملة السلاح المشاركين، مع وقف كامل لإطلاق النار.
    ولا شك أن هنالك كثيراً من الإيجابيات في هذه المقترحات. فلو أن مقترحات تهيئة المناخ وحدها نفذت لكان هذا في حد ذاته مكسباً كبيراً. ولكن هناك ملاحظات عدة على هذه المقترحات، أولها يتعلق بمواضيع الحوار. ففي نظرنا فإن تناول أمور مثل الاقتصاد والعلاقات الخارجية مضيعة للوقت، لأن مثل هذه الأمور من اختصاص الحكومة المنتخبة، ومرتبطة بظروفها. ولن تستطيع اللجان سوى تقديم مبادئ عامة لا خلاف عليها ولا إلزامية لها. في نفس الوقت فإن أي نقاش حول الهوية سيكون من قبل السفسطة، لأن قضايا الهوية لا تحسمها مؤتمرات، وهي أمور خاضعة للنقاش المستمر من قبل المفكرين والأدباء والفنانين والشخصيات النافذة في المجتمع. أما الهوية السياسية فهي كذلك نتاج توازنات معقدة، وتفاعلات تحكمها أوضاع كل فترة. وبالتالي ليس هناك فائدة تجنى من الدخول في هذا الجدل، وهو جدل لن تحسمه مجموعة صغيرة من الساسة في ثلاثة أشهر على أي حال. وعليه يجب أن يتركز الحوار على قضايا وقف الحرب، وآليات التعايش، وأن تكون الدولة للجميع بدون تمييز على أسس دينية أو عرقية أو جهوية، وآليات التحول الديمقراطي، والضمانات المطلوبة لكل المشاركين في العملية السياسية.
    وهذا يقودنا إلى نقطة جوهرية لم تتطرق إليها الوثيقة ولا أي من المداولات التي تكاثرت في العقدين الماضيين، وهي الضمانات لأهل السلطة في حال تغيير النظام. ذلك أن النجاح الحقيقي للحوار لا بد أن يتلخص في جعل احتمال تغيير النظام حقيقة. وإذا كان المتحاورون يطلبون من قيادات نظام جثم على صدر البلاد ربع قرن أن يتركوا مقعد السلطة طواعية ويتراجعوا إلى الصفوف الخلفية، فلا بد من مواجهة عواقب مثل هذا التغيير. فمن السذاجة افتراض أن يتخلى البشير وقادة الأجهزة الحزبية والأمنية، وزعماء الميليشيات عن سلطاتهم، ثم يسلموا أنفسهم للمعتقل والمقصلة طائعين. فلا بد إذن من التوافق على ضمانات لمن يتخلى عن السلطة طوعاً. وهذا يفترض قيام لجنة لمناقشة قضايا الانتقال الديمقراطي والعدالة الانتقالية ونحوها، ولعلها تكون اهم لجان المؤتمر.
    من جهة أخرى فإن تحديد ثلاثة أشهر لهذا الحوار هو من باب التفاؤل المفرط إن أحسنا الظن، ومن باب التغافل عن أهمية وحيوية القضايا موضوع النقاش، إن لم نفعل. ولا شك أن تحديد عام على الأقل للحوار هو أقرب المقترحات واقعية. ولن تعترض الأحزاب المشاركة على هذا المقترح لو تم تنفيذ إجراءات تهيئة المناخ من إطلاق للحريات ونحوها، وستوافق على التمديد للحكومة الحالية وتأجيل الانتخابات لعامين على الأقل، خاصة إذا تم توسيع تمثيل المعارضة في الحكومة.
    أخيراً فإن قضية التنفيذ –والقابلية للتنفيذ- هي جوهر المسألة. فلا خلاف على أن الدستور الحالي، وهو دستور تم التفاوض حوله بصبر واهتمام بالتفاصيل في نيفاشا، وشهد عليه دبلوماسيون وخبراء دوليون من العالم أجمع، يجسد كل المبادئ التي يسعى الحوار لتحقيقها من "دولة عادلة وراشدة"، وكفالة الحقوق والحريات. ولكن المشكلة هي في الشق الآخر من التمنيات بإيجاد "نظام سياسي فاعل". ويكفي أن مقترحات "تهيئة المناخ" من إطلاق سراح المعتقلين وإطلاق حريات هي تنفيذ لما هو مضمن في الدستور. وهذا يعني أن الحكومة القائمة ظلت تخالف دستورها، مما كان يجب أن يوقعها تحت طائلة العقوبة لو كان هناك قضاء مستقل. وعليه فإن محور الاهتمام يجب أن يكون آليات تطبيق المتفق عليه من جهة، وعلى رأس ذلك ضمانات حيادية القضاء ومؤسسات الدولة الأخرى، وقبل ذلك واقعية المقترحات. ويندرج في هذا ما أشرنا إليه من التوافق حول آليات الانتقال الديمقراطي والضمانات لكل الأطراف. ذلك أن توقع التزام النظام بتوافقات لا تشمل هذه الضمانات من قبيل الوهم وخداع الذات، وبالتالي مضيعة للوقت والجهد، وخلق آمال كاذبة عند الشعب.
    هنالك أخيراً نقطة "خطاب الكراهية"، وهي قضية محورية بدورها، ولكنها تحتاج إلى معالجة مستقلة.
                  

08-27-2014, 07:05 AM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خارطة طريق الحوار السوداني: ملاحظات أولية .. بقلم: د. عبدالوهاب الأفندي (Re: Nasr)

    Quote: وهذا يقودنا إلى نقطة جوهرية لم تتطرق إليها الوثيقة ولا أي من المداولات التي تكاثرت في العقدين الماضيين،
    وهي الضمانات لأهل السلطة في حال تغيير النظام. ذلك أن النجاح الحقيقي للحوار لا بد أن يتلخص في جعل احتمال تغيير النظام حقيقة.
    وإذا كان المتحاورون يطلبون من قيادات نظام جثم على صدر البلاد ربع قرن أن يتركوا مقعد السلطة طواعية ويتراجعوا إلى الصفوف الخلفية، فلا بد من مواجهة عواقب مثل هذا التغيير.


    معقول إنت متخيل الديكتاتورية
    تعمل حوار
    عشان تتنازل عن السلطة ؟؟؟؟؟؟
    الحوار البتعمله الديكتاتورات
    له هدف واحد
    والله واحد
    هو التشبث بالسلطة
    وإن كان هناك مجرد إحتمال
    ولو واحد في المية
    أن المتحاورين سيطلبون من السلطة التنحي
    فلن يكون حوار
    ولا يحزنون
                  

08-27-2014, 10:34 AM

هاشم احمد ادم
<aهاشم احمد ادم
تاريخ التسجيل: 02-28-2014
مجموع المشاركات: 260

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خارطة طريق الحوار السوداني: ملاحظات أولية .. بقلم: د. عبدالوهاب الأفندي (Re: Nasr)

    سلام ناصر
    الزول بكلم روحة ، والدليل التناقض

    Quote: Arabic" size="4" color=blue>http://www.sudaneseonline.com/news-action-show-id-161392.htmhttp://www.sudaneseonline.com/news-action-show-id-161392.htm

    عبدالوهاب الأفندي: الجهات التي سمت نفسها في السودان الحركة الإسلامية أساءت إلى نفسها وإلى الإسلام، وإن لم تتب
    عما اقترفت يداها فلا مستقبل لها في السودان.الحروب تتوقف بقيام دولة عادلة يرتضيها السودانيون.

    08-27-2014 01:55 AM
    حوار: محمد الفكي سليمان **
    تبدو صورة الأفندي، بالنسبة للكثيرين، أقرب إلى صورة لاعب السيرك الذي شدت له الحبال، وعليه أن يسير فيها محاذراً أن تصيب قدمه موطئا زلقا يدق عنقه الفكري، خصوصاً في السنوات الأخيرة التي شهدت الاختبار الحقيقي للمشروعات السياسية المنسوبة إلى (جماعة الإسلام السياسي)، فقد بدأ الأفندي حياته إسلامياً، ينتمي إلى مشروع رسولي لا يقبل الهرطقة والخلاف، لكن رويداً رويداً انتهى به الأمر "إسلامياً ليبراليا"، إذا كانت هذه التسمية تعني "الإسلام السياسي المعتدل، المتسامح مع الآخر". ربما انتهى الأفندي إلى ذلك بسبب وجوده الأكاديمي في كبريات الجامعات ومراكز البحث في بريطانيا. وبالطبع، هذا ما أتاح له فرصة أن يعمل ذهنه في اختبار القيم التي تطلق على الآخر المختلف. لكن، يظل التأثير الأكبر للتحولات الكبيرة في تفكير الأفندي، لو جاز الوصف، يظل هذا التأثير مسنوداً إلى الإخفاقات المتفق عليها في تجربة الإسلام السياسي (السني والشيعي)، التي انتظمت المنطقة العربية وبلاد فارس منذ سبعينات القرن الماضي، وهي تجارب لا يمكن أن تمر على باحث مثل الأفندي قبل أن يتبعها بالبحث والتقصي، لتلافي صيغة الإسلام السياسية المشابهة لبيئته الأولى، لا بمعنى التحقيب، إنما من حيث التأويل.
    * وجدت حركة الإخوان المسلمين دعما مستمرا طوال حقبة الثمانينيات من المملكة العربية السعودية، ما الذي جعل السعودية تنقلب عليهم بهذه الصورة السافرة؟
    - حقبة التقارب الإسلامي-السعودي انتهت مع عهد الملك فيصل، وحتى في تلك الحقبة كان النظام السعودي أقرب إلى نظام الرئيس النميري ونظام السادات منه إلى الإسلاميين. وقد بدأت القطيعة بين السعودية والإسلاميين مع غزو العراق للكويت، حيث وقف الإخوان وبقية الإسلاميين ضد التحالف الذي تزعمته الولايات المتحدة. ثم جاء ظهور المعارضة الإسلامية السعودية ومعها حركة بن لادن، وكان التحليل الرسمي السعودي هو أن المعارضين السعوديين كانوا متأثرين بالفكر الإخواني. والموقف السعودي كان هو المعارضة لأي وصول إسلامي للسلطة، لأنها تعتقد أن الحركات الإسلامية تتبع سياسات راديكالية غير مسؤولة، وهو رأي له ما يبرره، كما ظهر من سلوك النظام السوداني الذي عارضته السعودية حتى لحظة إبعاد الترابي. وعليه ليس هناك جديد في موقف السعودية، وإنما الجديد هو وصول الإخوان إلى السلطة في مصر، أحد أهم بلدان المنطقة، وهو ما أقلق السعودية ودفعها لاتخاذ مواقف أكثر حدة. * المعسكرات وجدت طريقها إلى قلب الحركة الإسلامية بسهولة منذ أيام الحرب الإيرانية العراقية.
    لماذا دور الخارج دائما كبير في الحركة الإسلامية السودانية؟
    - بالعكس، لم يكن دور الخارج كبيراً داخل الحركة الإسلامية في السودان، فهي كانت دائماً تفخر باستقلاليتها عن الخارج، وقد رفضت في السبعينيات الانضمام إلى التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، مما أدى إلى توتر ما يزال قائماً مع الحركة الأم في مصر، وكان هذا التوتر وراء انقسام عام 1980 وقيام حركة "الإخوان المسلمين" بقيادة الشيخ صادق عبدالله عبدالماجد، وانخراط الأخيرة في التنظيم الدولي. * هل ألهمكم وصول آية الله للحكم في طهران الرغبة في حكم السودان، ولاسيما أنها الأيام التي كبر فيها حلم الإسلاميين بحكم السودان؟ - الثورة الإسلامية في إيران كانت زلزالاً ضرب العالم كله، وغير الموازين. وقد ألهم مفكرين عالميين بقامة ميشيل فوكو. ومن الطبيعي أن يؤثر في تفكير وتوقعات وحسابات الإسلاميين. ولكن كما ذكرت فإن تخطيطات الإسلاميين كانت بتأثير عوامل محلية، وقد كانت توجهات النميري "الإسلامية" ذات تأثير أكبر بكثير من أحداث إيران، خاصة وأن هناك هوة عقدية كبرى بين الفكر الإسلامي في السودان، خاصة في ما يتعلق بدور العلماء، وبين الفكر الإيراني.
    * دعوت لإقامة ثمانينية للشيخ الترابي بوصفكم حوارييه، هل كان تكريما أم دعوة لاعتزال العمل السياسي؟ -
    لم أكن الداعي لذلك، ولكن كانت هناك مبادرة كريمة من بعض الإخوة، وقد تجاوبنا معها، وكان الغرض استقاء العبر من مسيرة رجل كان له أثره الباقي في واقع السودان، إيجاباً وسلباً، وسناً لسنة كريمة لإعطاء كل ذي حقه.
    * كتب المحبوب عبد السلام عن عشرية الإنقاذ الأولى، وحمل تلامذة شيخ الترابي مسؤولية ما حدث في العشرية الأولى، كيف ترى ذلك؟
    - لقد كتبت بإسهاب عن أطروحة المحبوب، ويمكن أن ترجع إلى ذلك في مواطنه. وقبل ذلك علقت على كتيب الشيخ الترابي "عبرة المسير لاثنتي عشرة سنة"، وكلاهما في نظري لم يخاطب حقيقة مسؤولية الشيخ الترابي عن مسيرة الإنقاذ وأخطائها.
    * كيف تنظر لانخراط الترابي في الحوار مع النظام والحديث عن توحيد الحركة الإسلامية وعودته ـ أي الشيخ الترابي ـ إلى قيادتها؟
    - بحسب علمي فإن الحوار المقترح ليس بين الترابي والنظام حول توحيد الحركة، بل بين النظام ومعارضيه من أجل إصلاح حال السودان والتوافق على انتقال دستوري سليم نحو الديمقراطية، وهو أمر نشجعه، لو صدق من اقترحه.
    * هل لدى الحركة الإسلامية ما تقدمه للشعب السوداني إذا توحدت؟
    - جوهر رسالة الحركة الإسلامية هو تقديم تعاليم الإسلام ورسالته بما يترجم هذه الرسالة إلى لغة العصر ويجتهد في تطبيقها في واقعه. وهذه الرسالة باقية ومطلوبة ما بقي من يشهد لله بالوحدانية ولمحمد بالرسالة. وإذا قصرت الجهات التي تتصدى لترجمة هذه الرسالة أو حرفتها كما فعل أهل الكتاب في السابق، فإن الله تعالى يستبدل قوماً غيرهم ثم لا يكونوا أمثالهم. وقد أساءت الجهات التي سمت نفسها في السودان الحركة الإسلامية في السودان إلى نفسها وإلى الإسلام، وإن لم تتب عما اقترفت يداها فلا مستقبل لها في السودان.
    ولكن هناك دائماً من يدعو للإسلام وترجمة قيمه إلى الواقع. * كيف يمكن أن نوقف هذه الحرب التي كلما أخمدت في إقليم اندلعت في الآخر؟
    - الحروب تتوقف بقيام دولة عادلة يرتضيها السودانيون ويقبلون أن يحتكر جيشها السلاح، وأن تنشأ عقلية ترفض الاحتكام إلى العنف، وتقبل فض النزاعات بالحوار وعبر مؤسسات الدولة. وقبل ذلك وبعده الاجتهاد في تخطي النعرات القبلية والجهوية والطائفية التي تهدد بتمزيق البلاد.
    * التحديات التي تواجه دولة شمال السودان حتى تستمر دولة موحدة؟
    - أحيلك إلى الإجابة أعلاه. * مازلت تصنف نفسك إسلاميا؟ - أحياناً أنظر حولي ويساورني شعور بأنني قد أكون الإسلامي الوحيد الباقي في الساحة. مهما يكن، فإننا نجتهد في الاستجابة للأمر الرباني " ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون"، وندعو الله أن يوفقنا إلى ذلك، ولا نتمنى أن نتسمى بأي اسم غير ما ندبنا الله نكون وأن نكون ربانيين بإذنه. وهي صفة لا نعتذر عنها أبداً ولا نتراجع عنها. وإنما الاعتذار لأننا لم نرتق لذلك المقام، نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
    * لديكم الرغبة في حكم السودان مرة أخرى وفقا لصيغة إسلامية جديدة؟ -
    لم تكن لدينا شخصياً في الماضي ولا اليوم رغبة في حكم السودان أو غيره أو قرية صغيرة فيه. وقد ذكرت في مقدمة كتاب الثورة والإصلاح السياسي أن السياسة والاشتغال بها آخر همومنا، وأن ما نفضله هو الانشغال بأمور العلم والفكر والأدب والثقافة. ولكن كما ذكرنا أيضاً هناك، فإن هذا الترف إنما يتهيأ لأهل البلاد المستقرة. أما في مثل بلادنا، وهي تشبه السفينة الغارقة، فلا يمكن أن يكون هناك مسافر، وإنما كل شخص على ظهر السفينة الغارقة يتحول إلى ملاح، يؤدي مهاما مثل نزح الماء وإنقاذ من يحتاج إلى الإنقاذ. وكما في حال السودان هذه الأيام، حيث دهمت السيول مواقع كثيرة في البلاد، فلا ينبغي أن يوجد متفرجون. فالكل يجب أن يتحول إلى "بناء" وعامل إنقاذ وطبيب، إلخ، حتى تنجلي الكارثة. وحال السودان اليوم هو كذلك.
    ونحن نتمنى أن يتصدى أهل الكفاءة والأمانة والزهد لتحمل مسؤوليات المرحلة حتى يصبح متاحاً لمن شاء مثلنا التفرغ إلى شأنه المفضل. والسودان يحتاج اليوم إلى قيادة ديمقراطية متجردة قبل كل شيء. ولكن حتى يتحقق ذلك، فإننا نبقى جزءاً من النفير الذي يقدم كل ما في ما في وسعه لمعالجة هذه الحالة الطارئة، ونقوم بما نكلف به من أدنى الواجبات، بما في ذلك نزح المياه وإقامة السواتر الترابية وإعداد الخيام والطعام لمن يحتاجه، مجازياً بالطبع، وحقيقة لو استدعى الأمر. وليس هناك عذر لمن يتأخر عن مثل هذا الواجب.
    اليوم التالي
                  

08-27-2014, 11:37 AM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خارطة طريق الحوار السوداني: ملاحظات أولية .. بقلم: د. عبدالوهاب الأفندي (Re: هاشم احمد ادم)

    شكراً نصر

    Quote: ذلك أن توقع التزام النظام بتوافقات لا تشمل هذه الضمانات من قبيل الوهم وخداع الذات، وبالتالي مضيعة للوقت والجهد، وخلق آمال كاذبة عند الشعب.
    هنالك أخيراً نقطة "خطاب الكراهية"، وهي قضية محورية بدورها، ولكنها تحتاج إلى معالجة مستقلة.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de