مسألتان لعبا دورا أساسيا في إستمرار النظام الديكتاتوري الحاكم في السودان, وبالتالي في الوصول بالبلد لهذا الواقع المنحط .
الأولى واقع الهجرة والإغتراب.. حيث بلغت معدلات الهجرة بين الكفاءات البشرية المؤهلة في السودان أرقاما مخيفة .. ولا أتعدى الحقيقة لو قلت أن الهجرة من السودان عادت الهدف الأساسي لمعظم الذين مازالوا في الداخل من خريجي الجامعات السودانية ..
هذه المسألة ذات أبعاد خطيرة جدا .. منها الاقتصادي ومنها ما يخص المجتمع السوداني .. هذه القوى البشرية تلعب دورا هاما في مجتمعاتها .. سياسيا وتوعويا وثقافيا .. وهي المناط بها صناعة التغيير وقيادته وبصورة أكبر من غيرها من الفئات الاجتماعية .. والا كيف يصنع التغيير وكيف يتم تفعيل القديم من المؤسسات المدنية السياسية والاجتماعية وابداع الجديد المتوافق مع الحاجة لامتلاك الأدوات المناهضة للديكتاتورية؟!! كيف يكون ذلك وهذا الغياب الجغرافي الكبير لاهم شريحة اجتماعية مؤهلة للقيام بهذه الأدوار ؟!
المسألة الثانية هي الشخصية السودانية .. وهي شخصية مركبة جدا وشديدة التعقيد ذات جنوح غريب للفردانية والذاتية في مقابل الانخراط السلس في العمل الجماعي .. وليس شاهدا على ذلك أكثر من عزوفها الكبير عن الالتزام الجماعي نحو القضايا الوطنية .. بل والمفاخرة بالاستقلال الذاتي صوب قضايا الوطن الكبيرة .. وحتى داخل اطار الالتزام الوطني .. تجد أن الشخصية السودانية هي الأكثر قابلية للانخراط في الخلافات المريرة والتشتت والانقسام .. وليس ابلغ من الانشقاقات الكثيرة جدا ذات المحصلات الصفرية بل والسلبية والتي تعج بها حياتنا السياسية ..
للنقاش .. تحياتي
07-27-2014, 07:40 AM
الطيب شيقوق الطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804
Quote: المسألة الثانية هي الشخصية السودانية .. وهي شخصية مركبة جدا وشديدة التعقيد ذات جنوح غريب للفردانية والذاتية في مقابل الانخراط السلس في العمل الجماعي .. وليس شاهدا على ذلك أكثر من عزوفها الكبير عن الالتزام الجماعي نحو القضايا الوطنية .. بل والمفاخرة بالاستقلال الذاتي صوب قضايا الوطن الكبيرة .. وحتى داخل اطار الالتزام الوطني .. تجد أن الشخصية السودانية هي الأكثر قابلية للانخراط في الخلافات المريرة والتشتت والانقسام .. وليس ابلغ من الانشقاقات الكثيرة جدا ذات المحصلات الصفرية بل والسلبية والتي تعج بها حياتنا السياسية ..
يا دكتور محمد صباح الخير
يا اخي كنت بقرا في كتاب صدر حديثا للصحفي والإعلامي المتميز إدريس حسن من الجيل المعاصر لعمك محجوب محمد صالح والأستاذ الراحل بشير محمد سعيد ورحمي سليمان ومحمد سعيد معروف والتجاني الطيب وغيرهم
عنوان الكتاب ( تجربتي مع الانقلابات العسكرية) الراوي - ادريس - هو شاهد على العصر حقيقة ويحكي بكل نزاهة وتجرد عن الانقلابات التي مرت على السودان من انقلاب عبود ومحاولة كبيدة الانتحارية وعبد الرحيم محمد خير شنان ثم مايو وعبد الخالق وحسن حسين الى الإنقاذ سيئة الذكر .
ستتبين لك حقيقة الشخصية السودانية بكل نزعات حب الذات سواء في الاطار الفردي او الاسري او القبلي او الجهوي واحيانا حتى المهني .
ثم يا حبذا لو قرات في ذات السياق كتاب بعنوان ( وعاظ السلاطين) للدكتور على الوردي العراقي حتى تكتمل الصورة بس مش صورة الطاهر التوم يا صديقي
07-28-2014, 06:54 AM
محمد حيدر المشرف محمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20358
سابحث عن الكتابين بالتاكيد يا عزيزي .. الشاهد في الامر أن الانتظام السلس في العمل الجماعي فضيلة غائبة عن الشخصية السودانية .. جمال حمدان مؤلف كتاب "شخصية مصر" يربط كثيرا في كتابه بين شخصية الانسان والمكان .. وكأن الشخصية بسماتها وطبائعها منتج من منتجات المكان!! كتاب ممتع يا مولانا وأكيد مر عليك .. عموما نفتقد مثل ها الحفر المعرفي في الشخصية السودانية ..
كل سنة وانت طيب يادكتور في شأن الهجرة اتصل علي واحد من الناس الوضعهم المادي جييد وهو اخر شخص تخيلت انو ممكن يفكر في الهجرة قال لي عليك الله شوف لي فيزأ باي تمن ليه يازول مالك فلست ولا شنو ؟ قال لي ابدا والله الحمد لله الخير كتير طيب مالك قال لي ياخي عايز اربي اولادي بعيد عن الجو ده ياخ تصدق والله البلد دي حراما وحلال وعيبا وشرفا بقي واحد
07-28-2014, 08:02 AM
محمد حيدر المشرف محمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20358
عبدالله فقير.. تحية طيبة وكل عام وأنت بخير يا عزيزي ..
Quote: البلد دي حراما وحلال وعيبا وشرفا بقي واحد
دي جملة بليغة جدا وتعكس واقع إجتماعي معاش .. بل والاسوأ من ذلك ان يكتسب فرد من الافراد إحترام المجتمع من خلال السرقة والفساد السياسي والمالي .. تصور ؟!!
07-28-2014, 09:03 AM
عبد الله فقير عبد الله فقير
تاريخ التسجيل: 01-31-2013
مجموع المشاركات: 453
كل سنة وانت طيب يادكتور في شأن الهجرة اتصل علي واحد من الناس الوضعهم المادي جييد وهو اخر شخص تخيلت انو ممكن يفكر في الهجرة قال لي عليك الله شوف لي فيزأ باي تمن ليه يازول مالك فلست ولا شنو ؟ قال لي ابدا والله الحمد لله الخير كتير طيب مالك قال لي ياخي عايز اربي اولادي بعيد عن الجو ده ياخ تصدق والله البلد دي حراما وحلال وعيبا وشرفا بقي واحد
07-28-2014, 09:03 AM
عبد الله فقير عبد الله فقير
تاريخ التسجيل: 01-31-2013
مجموع المشاركات: 453
كل سنة وانت طيب يادكتور في شأن الهجرة اتصل علي واحد من الناس الوضعهم المادي جييد وهو اخر شخص تخيلت انو ممكن يفكر في الهجرة قال لي عليك الله شوف لي فيزأ باي تمن ليه يازول مالك فلست ولا شنو ؟ قال لي ابدا والله الحمد لله الخير كتير طيب مالك قال لي ياخي عايز اربي اولادي بعيد عن الجو ده ياخ تصدق والله البلد دي حراما وحلال وعيبا وشرفا بقي واحد
07-28-2014, 02:22 PM
Khalid Basheer Khalid Basheer
تاريخ التسجيل: 04-14-2013
مجموع المشاركات: 381
زيادة هجرة الكفاءات brain drain هو نتيجة قبل أن يكون عاملاً يضعف أي تغيير منشود. الفشل في إنشاء دولة مؤسسات هو أصل البلاء ...الاستبداد يا محمد لا يريد أن توجد مؤسسات الدولة تدار بمعايير مهنية بحتة . غياب الدولة المدنية أوجد نتيجة أخرى خطيرة ... لا توجد خطوط حمراء.. وحدة البلاد ، التعليم ، حقوق المواطن.... لا ينظر لها كخطوط حمراء أبداً...هل من الصعب أن يكون لنا فهما واضحا لهذه البديهيات كما للشعوب الأخرى..هل نطمح أن تكون وحدة البلاد أو استقلالية القضاء وخضوع مؤسسات الدولة له ، حقوقك كمواطن ، التعليم هي أمور غير قابلة للنقاش أبداً مهما تغيرت الحكومات... ربما كان للوضع أعلاه إنعكاسه على الشخصية فزادت في بعضها النزعة للفردية و القبلية... ولكن بالفعل ...إلى متى ؟
07-28-2014, 03:12 PM
معتز الصادق معتز الصادق
تاريخ التسجيل: 01-13-2013
مجموع المشاركات: 107
د.محمد وضيوفه الكرام كل عام وأنتم بخير.. أكثر ما يخيف في واقعنا السوداني اليوم هو الهجرة المليونيه التي إعترت البلاد في السنين الاخيرة، وأكثر شئ ألما هو أن دواعي الهجرة المعروفه( عمل ،دراسه ) لم يعد لها مكان في خارطة هجرة السوداني، المهم في نظر البعض أن أنجو بجلدي من هذا الأتون المحرق وهنا مكمن الخطر ، ذلك أن البعض لا مسوغ لهجرتهم واغترابهم لأنهم ذوي مال ومكان، لكن التفكير أصبح ( امرق من البلد دي والسلام) ودوافع ذلك معروفه ولا تحتاج الى كثير بيان،، أما ذاتية الشخصية السوداني وجنوحها نحو الأنا ، فلي عودة لمناقشة ذلك إن شاء الله. تقديري وتحياتي،،
07-28-2014, 04:34 PM
جمال ود القوز جمال ود القوز
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 5925
عيد سعيد عليكـ .. سأتناول محور الشخصية السودانية وفقاً لاعتقادي الذي لا ابرئه من خطأ .. أوحتى أسحبه ليكون قاعدة ينبني عليها أي تقييم للشخصية السودانية .. وأكيد ليس هو جلداً للذات أو تشفي في الشخصية السودانية فالبعض هو قطعاً من الكل .. لكن اعتقادي أن علل الشخصة السودانية هو سبب كل البلاء .. الذي حاق بالوطن من مآسي وويلات وانحدار نتج عن تجارب ساذجة وفجه .. تم تنفيذها على مجتمعاتنا دون أن يكون للشخصية السودانية أي دور في تغيير هذا الواقع لتنعم بغد أفضل .. فالمتتبع الحصيف لمآلات الشخصية السودانية ومدى تحوراتها خلال العقود المنصرمة يدركـ .. وبكل تجرد أن الشخصية السودانية هي أس البلاء للدركـ السياسي السحيق والهوة العميقة التي تردى فيها الوطن .. ولا يخفى على أحد مدى ارتباط الانحدار السياسي ومسؤليته عن الواقع الاجتماعي والاقتصادي المزرئ الذي نحياه ونعايش فصوله .. ليس من باب الحصافة القاء اللائمة على النظام السياسي القائم رغما عن علمنا بمدى مساهمته ومسؤليته في انحطاط الواقع الراهن .. سياسيا كان أو اقتصاديا أو اجتماعيا لكن من الضرورة البحث عن الاسباب الحقيقية التي مكنت وساهمت .. في استمرار الوضع السياسي الراهن بل وبقائه حتى تاريخه وسط تغوله وفرض هيمنته على كل مناحي الحياه .. وبكل اتجاهاتها سياسية كانت أو اقتصادية أو حتى اجتماعية لأن الكل عبارة عن فسيفساء مرتبطة ببعضها البعض .. وتشكل حبات عقد تكر وتسحب بعضها بعضا وفقا للافعال وردود الافعال والآثار المترتبة والمترابطة .. هذا الانحطاط السياسي الذي قطعا لابد له من تبعات اقتصادية وهذه التبعات الاقتصادية لابد لها من مآلات واشكالات اجتماعية .. وظواهر جديدة تظل تترى على مجتمعاتنا في صباح كل يوم جديد فتشكل لنا هذا الواقع الآسن المر الذي نعيشه .. ياسيدي .. معضلتنا تتمحور في دواخلنا والداء العضال يكمن في دواخل الشخصية السودانية نفسها .. هذه الشخصية التي أثرت الركون والاستسلام للواقع ورمت بكل اللائمة على النظام الحالي .. واراحات نفسها من عناء البحث عن مكمن الداء والخلل ومحاولة علاجه .. الشخصية السودانية بدلاً من أن تتطور للأفضل هوت الى أعماق سحيقة من التردي والفوضوية المجتمعية .. لأنها شكلت أرضية هشه بل كانت عبارة عن عجينة لينة وطيعه قابلة للتشكيل والتمحور وفق مايُراد لها .. ووفق القالب الذي يتم وضعها داخله وقولبتها فيه لينحصر دورها فقط في تشكيل الأطر وفق الادوار المرسومة لها .. من مخططات بائسة وبالية عفى عليها الزمن ومن تطبيق لخطط ممنهجة ومتدرجة ومرسومة بدراية رغما عن نتائجها الصفرية .. ليتم السيطرة بهذه الخطط على الوطن عبر بوابة الشخصية السودانية الى الدرك الأسفل من التردي والانحطاط .. الشخصية السودانية هي الجاني الأوحد على هذا الوطن عطفاُ علي كل دار ومايدور من مسرحيات هزلية سياسية واقتصادية واجتماعية .. كان الاعتماد الأوحد فيها على هشاشة الشخصية السودانية واستسلامها وركونها لأي واقع يتم فرضه عليها .. وحتى ما كان يأتي من ردود أفعال مستنكرة بين الفينة والأخرى يأتي خجولا وماينفكـ أن يركن ويستسلم .. دون مواصلة الطرق على سندان العزيمة ليأتي التغيير المرتجى والمنشود .. نعم أس البلاء هو الشخصية السودانية التي عانت ولازالت تعاني من تضخيم الذات والتباهي بالتاريخ التليد .. والذي هو لغيرها فقد شكلت فصوله وانجازاته شخصية سودانية أخرى مغايرة تماما ولا تشبه الشخصية السودانية الحالية في شئ .. قل لي بالله عليك ماهو المنحى في كل مناحي حياتنا الذي سلم من التشكيل والتغيير دون أن تفعل الشخصية الشخصية السودانية حياله شئ .. فقد تم العبث بسياستنا واقتصادنا وتعليمنا وصحتنا وزراعتنا وحياتنا الاجتماعية بل وعاداتنا وتقاليدنا ولم يسلم من ذلكـ طريقة أكلنا وما نأكل .. وما نلبس وأين نسكن وكيف نسكن وكيف نتحاور وأين نتحاور ؟ ومن الذي يدير لنا سياستنا وحوارنا ونقاشنا ووفق أي أطر وأسقف يراها ويرتأيها .. فقد تم العبث بالوطن كله وكل هذا يحدث تحت مسمع ومرئ من الشخصية السودانية التي لاتزال تغط في سباتها العميق الى حين يعلمه المولى وحده .. وأخيراً أجدني أردد معكـ .. الى متى ؟؟؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد حيدر المشرف
الطيب شيقوق
عبد الله فقير
Khalid Basheer
معتز الصادق
جمال ود القوز
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست