سوسيو بوليتيكا "كأس العالم" في البرازيل-مقالات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 06:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-23-2014, 05:51 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سوسيو بوليتيكا "كأس العالم" في البرازيل-مقالات



    تتركز الكتابة حول كأس العالم في البرازيل حول الفرق الرياضية و النجوم و أسباب الهزيمة و الخسارة.

    لكن هناك كتابات أخرى قليلة تقارب الجانب المنسي من الرياضة الأكثر شعبية في العالم.نادراً ما يدور في أذهاننا أن كرة القدم هي حتى الآن "رياضة ذكورية" بامتياز.

    لاحظوا عدد المتفرجات في الاستاد، و اهتمام النساء بها بشكل عام في العالم!!!؟؟؟

    هنا يلوح في الأفق سؤال مهم:
    هل ثمة ارتباط بين "الجندر" و تشجيع كرة القدم؟؟

    و نادراً أيضا، ما تتم مقاربة الجوانب السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية التي تحيط ب"كرة القدم"، و خاصة في نسختها البرازيلية الأخيرة من خلال نهائيات كأس العالم.

    في هذا البوست نبسط نماذج لتلك المقالات التي تنحو نحوا مختلفا عن "الخطاب السائد" حول كرة القدم.
                  

07-23-2014, 08:26 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مضاربة "الأغنياء" برياضة "الفقراء" (Re: osama elkhawad)

    كأس العالم:

    مضاربة "الأغنياء" برياضة "الفقراء"

    عادل لطيفي-كاتب و باحث أكاديمي

    يعيش أغلب سكان المعمورة هذه الأيام على وقع منافسات كأس العالم لكرة القدم في البرازيل، التي هي أكبر حدث رياضي في العالم على الإطلاق يجمع حوله جموع المتفرجين من كل الأعمار والمستويات بما فيهم السياسيون.

    غير أن نكهة الرياضة لم تكن الحاضر الأبرز في هذه النهائيات، ذلك أن موجة الاحتجاج الاجتماعي في الشارع البرازيلي تحيلنا إلى تناقضات مخفية وراء الأبهة الإعلامية، ليس أقلها ذلك التعارض بين عالم المال من خلال تكاليف البث والمحافظة على شعبية كرة القدم، ثم التناقض الثاني بين الخسائر الفادحة للقطاع العمومي مقابل الأرباح الكبيرة للفيفا والشركات الخاصة. هو واقع يتعارض مع حال رياضة تعرف في علم الاجتماع الرياضي بأنها رياضة الفقراء.

    لقد أصبح السؤال مألوفا اليوم لدى عشاق كرة القدم في العالم كلما اقترب موعد تنظيم حدث كبير بحجم نهائيات كأس العالم أو حتى البطولات القارية: كيف سنتمكن من مشاهدة المباريات؟

    سؤال لم يكن مطروحا في السابق لأن مشاهدة المباريات كانت متاحة على أغلب القنوات العمومية، لكن الأمر بدأ يتغير في العقدين الأخيرين بسبب الارتفاع المشط لأسعار حقوق البث التلفزيوني.

    "تحول ثمن حق البث التلفزيوني لكأس العالم من 24 مليون يورو سنة 1982 إلى 86 مليون يورو سنة 1998، ثم إلى 757 مليون يورو سنة 2002، ليصل إلى 2.1 مليار يورو سنة 2010"

    فقد تحول ثمن حق البث التلفزيوني لكأس العالم من 24 مليون يورو سنة 1982 إلى 86 مليون يورو سنة 1998 ثم إلى 757 مليون يورو سنة 2002 ليصل إلى 2.1 مليار يورو سنة 2010.

    والغريب في أمر هذا الارتفاع الجنوني أنه أصبح متعارضا مع منطق الربح ذاته ليكون الاحتكار هو الهدف الأساسي. ففي فرنسا اشترت قناة "تي أف 1" حقوق بث لنسخة 2014 بـ 130 مليون يورو، والحال أن عائدات الإشهار لا تكفي لتغطية هذا المبلغ، خاصة أن بعض المقابلات لا تشد إليها الجمهور. لذلك فرضت هذه القناة أسعارا مشطة للإشهار لتبلغ 285 ألف يورو لومضة إشهارية مدتها ثلاثون ثانية، غير أن ذلك يبقى غير كاف، فلجأت القناة إلى التنازل عن حقوق بث 34 مقابلة من جملة 64 إلى قناة "بي إن سبورت" (الجزيرة الرياضية سابقا) بمبلغ قدره خمسون مليون يورو. هكذا ابتعد الأمر عن منطق الربحية في النقل التلفزيوني وأصبحت المضاربة والاحتكار عنوانه الأساسي.

    لقد تسبب هذا الارتفاع المشط لتكاليف الحصول على حق البث في عجز بعض الدول عن ضمان مشاهدة المباريات لمواطنيها عبر القنوات العمومية.

    ولئن كان الأمر أقل وطأة في حال البلدان القوية اقتصاديا بحكم وجود قطاع تلفزي خاص قوي وقادر على الشراء وعلى المضاربة، فإن الأمر معقد في أغلب الدول الفقيرة، خاصة في أفريقيا حيث كرة القدم هي الرياضة الشعبية الأولى. ففي حالة هذه البلدان التي تعاني من الفقر وقلة المرافق الصحية والتعليمية، تجد الدولة نفسها عاجزة عن شراء حق بث المباريات، في نفس الوقت هي لا تمتلك قطاعا خاصا قويا قادرا على منافسة إمبراطوريات مالية عالمية.

    قد نضيف إلى ذلك النقص على مستوى التجهيزات التقنية بشكل يسمح بالبث المراقب مما يدفع أصحاب حق البث إلى اشتراط البث الأرضي، والحال أن أغلب البيوت مجهزة بأجهزة التقاط البث عبر الأقمار الاصطناعية. هكذا يجد الفقراء أنفسهم محرومين من مناسبة رياضية نسبت إليهم.

    إنه لمن باب المفارقة أن نتحدث اليوم عن كرة القدم كرياضة للفقراء لنجد أن هؤلاء هم أول من يُحرم من مشاهدة المناسبات العالمية. فالصيت العالمي لكرة القدم باعتبارها رياضة شعبية تعود بالأساس إلى انشغال الشباب في الأحياء الفقيرة وفي المناطق المهمشة بممارستها في ظل انسداد الأفق الاجتماعي وفي ظل غياب سياسات عمومية لمعالجة التهميش.

    وعادة ما تكون المناسبات الرياضية الكبرى -مثل كأس العالم وكأس القارات- فرصة لانخراط الأطفال في عشق هذه الرياضة وممارستها، وبالتالي تغذية الفرق المحلية والكبرى والفرق الوطنية. فهذه الفرق هي في النهاية وليدة تلك الحواضن الشعبية التي تنتعش في كل مناسبة رياضية، وهنا تكمن المفارقة مع الوضع الحالي.

    ففي ظل احتكار حقوق البث والمضاربة المرتبطة بها، لم يعد بإمكان شرائح عديدة من الأطفال والشباب مشاهدة المباريات والتعلق ببعض النجوم الذين كان لصورتهم فضل كبير في انتعاش كرة القدم، حيث كانت مشاهدة هذه النجوم تحمس الشبان على تقليد فنياتهم ومهاراتهم بشكل يساعد على التمكن من هذه الرياضة.

    "كانت جنوب أفريقيا تنتظر أن تزيد فيها نسبة النمو الاقتصادي بمناسبة تنظيم كأس العالم سنة 2010 بحوالي 0.5% لكن الزيادة لم تتجاوز 0.1%، كما كانت تنتظر قرابة 480 ألف سائح مع استهلاك يتجاوز مليار دولار، لكن ذلك لم يتحقق"

    هكذا ستنقطع حتما سبل تغذية كرة القدم بطاقات شبابية جديدة، وسيصبح من الصعب إيجاد نفس تلك المواهب التي تربت في أحياء مهمشة وبرزت بمهارات من صنع الفضاءات الصغيرة.

    وتؤكد الجذور الاجتماعية لنجوم مثل بيلي وميسي وزيدان دور هذا المناخ الاجتماعي في تغذية وتنمية كرة القدم. لقد صار التطور اليوم عكسيا من خلال انتشار المدارس والأكاديميات لتكوين الشباب في كرة القدم، وهي عادة ما تكون مفتوحة لشبان من عائلات متوسطة الدخل.

    المفارقة الثانية تهم العلاقة بين شروط تنظيم كأس العالم من طرف الفيفا من ناحية والمال العمومي لكل دولة مشاركة من ناحية ثانية. فإن كان تنظيم البطولات المحلية في البلدان المتقدمة اقتصاديا يعتمد على عائدات الإشهار والرعاية، وذلك لوجود قطاع خاص قادر على التمويل، فإن كرة القدم في البلدان الفقيرة تعاني من قلة المال الخاص بالرغم من الإعانات التي تقدمها الفيفا.

    ولذلك تتحمل المجموعة الوطنية عبئا كبيرا من خلال تخصيص جزء من المال العمومي لتمويل تربصات (معسكرات تدريبية) الفرق الوطنية ولضمان تنقلاتها الدولية وتكاليف إقامتها. فكيف بعد مثل هذا الاستثمار يطلب من المواطن العادي في البلدان الفقيرة أن يدفع المال لقناة خاصة ليشاهد فريقه الذي أوصله إلى كأس العالم من خلال إسهاماته الضريبية؟

    لا يقف استغلال المال العمومي لصالح العقلية التجارية للفيفا عند هذا الحد، فمن المعلوم أن أغلب التجهيزات الرياضية -خاصة الملاعب الحديثة- لا تقام بتمويل القطاع الخاص، بل بالمال العمومي، وهي منشآت مكلفة وعادة ما تتحمل الدول أو السلطات المحلية تكاليفها الباهظة. فهذه المنشآت هي التي تمثل فضاء رعاية الموهوبين الذين سينشطون كأس العالم كما كل المناسبات الشبيهة.

    ينتهي كل هذا الاستثمار العمومي إلى خزائن الفيفا والشركات الخاصة مثل مؤسسات التلفزة، ويطلب المزيد من المال العمومي لتأمين حق المواطن في مشاهدة فريقه الوطني.

    لقد ثارت ثائرة جزء من الشارع البرازيلي قبيل انطلاق مباريات كأس العالم لهذه السنة، ولم يكن هؤلاء يحتجون ضد فكرة تنظيم المسابقة العالمية، ولكن فقط ضد التكاليف المشطة التي بلغت قرابة ثلاثين مليار دولار، ودون ضمان أي مردودية ودون أي تصور لاستغلال المنشآت لاحقا.

    فقد عارض سكان مدينة مناوس وسط الأمازون بناء ملعب ضخم وحديث حسب معايير الفيفا، والحال أنه لا توجد في المنطقة تقاليد كرة القدم ولا يوجد فيها فريق من الدرجة الأولى، يضاف إلى ذلك أن إمكانيات استغلاله في مجالات ثقافية وفنية أخرى ستكون صعبة بحكم قسوة المناخ الاستوائي.

    كانت جنوب أفريقيا تنتظر أن تزيد فيها نسبة النمو الاقتصادي بمناسبة تنظيم كأس العالم سنة 2010 بحوالي 0.5% لكن الزيادة لم تتجاوز 0.1%. كما كانت تنتظر قرابة 480 ألف سائح مع استهلاك يتجاوز المليار دولار، لكن العدد لم يتجاوز ثلاثمائة ألف إلا بقليل، واستهلاكهم كان أقل بكثير مما كان منتظرا، ثم رحلت الفيفا وتركت لدولة جنوب أفريقيا فاتورة باهظة.

    "لا بد من تحديد سقف لحقوق النقل التلفزيوني يراعي حق المواطنين في مشاهدة المباريات كما يراعي القيم التي قامت عليها الرياضة في العالم، وهي التقريب بين الشعوب"

    لا يقتصر الأمر على هذا التعارض المالي والرياضي، بل يشمل كذلك البعد القيمي والوجداني للشعوب ولأممها، فالمعاني الأخلاقية والقيم التي تنبني عليها المنافسة الرياضية مثل اللعب النظيف واحترام الخصم والتضحية ومقاومة العنف والتقريب بين الشعوب تتعارض كلية مع الغايات الربحية التي أصبحت تهيمن على كأس العالم، كما تتعارض مع إقصاء المشاهد في الدول الفقيرة.

    أصبح التناقض بين مصلحة الأمم والمال العمومي والتوجه التجاري للفيفا حاضرا بقوة في بعض دوائر القرار السياسي، ففي فرنسا ندد النائب بالجمعية العمومية عن جبهة اليسار بيار لوران بمنحى المضاربة والاحتكار في نقل المقابلات الذي انتهى إليه تنظيم كأس العالم، وطلب من وزير النقل والاتصال التدخل لضمان نقل المباريات للفرنسيين لأنه شأن وطني.

    من الواضح أن الأمم أصبحت رهينة الشركات الخاصة من ناحية، وكذلك رهينة لهف الفيفا الذي تحول إلى ما يشبه الشركة متعددة الجنسيات من ناحية ثانية.

    لا يجب فهم مما ورد هنا أنه يجب إقصاء القطاع الخاص أو أنه يجب إلغاء حقوق بث المباريات، لكن المطلوب مراجعة المنطق الحالي لتنظيم هذه المناسبات الرياضية، والذي يبقى محكوما بهاجس الربح والاحتكار والمضاربة.

    لا بد من البحث عن توازن في الشراكة بين القطاعين العام والخاص يخفف من وطأة تكاليف المنشآت على المالية العمومية، كما لا بد من تحديد سقف لحقوق النقل التلفزيوني يراعي حق المواطنين في مشاهدة المباريات كما يراعي القيم التي قامت عليها الرياضة في العالم، وهي التقريب بين الشعوب.

    المصدر : الجزيرة
                  

07-24-2014, 06:28 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مضاربة andquot;الأغنياءandquot; برياضة andquot;الفقراءandquot; (Re: osama elkhawad)

    أحزان كأس العالم

    بقلم: خورخي كاستانيدا-وزير خارجية المكسيك السابق

    يزعم الرأي السائد في أميركا اللاتينية أن التركيبة التي تتألف من النمو الاقتصادي والديمقراطية التمثيلية وتوسع الطبقة المتوسطة قادت المنطقة إلى فخ، حيث ترتفع توقعات المواطنين بسرعة أكبر من قدرة الحكومات على تلبيتها.

    وتنظم الطبقات المتوسطة التي تملّكها الإحباط، جنبا إلى جنب مع القطاعات التقليدية المظاهرات وأعمال الشغب، ويصوت المنتمون إليها لإخراج الحكومات غير المستجيبة من السلطة. ولكن قليلين هم من توقعوا أن يهدد هذا المد من الإحباط أكثر رؤساء أميركا اللاتينية كفاءة واقتدارا رئيس كولومبيا خوان مانويل سانتوس، أو أحد أكثر التقاليد تبجيلا في كولومبيا، والتي تتمثل في كرة القدم البرازيلية.

    حكم سانتوس كولومبيا بجرأة وفعالية لمدة أربع سنوات. ولم يكتف بالتصديق على اتفاقية للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة، ومعالجة انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها الحكومات السابقة، بل كان بالغ الحزم أيضا في تنفيذ إصلاحات مهمة، رغم الاحتجاجات الواسعة النطاق من قِبل الطلاب والمعلمين والفلاحين وأصحاب المشاريع التجارية في العام الماضي. ورغم عدم نمو الاقتصاد بالسرعة الكافية لتلبية احتياجات البلاد، فإن الأداء الاقتصادي كان أفضل من بلدان أخرى عديدة في المنطقة.

    "قليلون هم من توقعوا أن يهدد هذا المد من الإحباط أكثر رؤساء أميركا اللاتينية كفاءة واقتدارا رئيس كولومبيا خوان مانويل سانتوس، أو أحد أكثر التقاليد تبجيلا في كولومبيا، والتي تتمثل في كرة القدم البرازيلية"

    والأمر الأكثر أهمية هو أن سانتوس حشد رأسماله السياسي في التفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق سلام ونزع سلاح "القوات المسلحة الثورية في كولومبيا"، وهي الجماعة المسلحة القوية (التي كانت توصف غالبا بأنها حركة "عصابة مخدرات مسلحة") التي عاثت فسادا في البلاد لأربعة عقود من الزمان.

    ورغم إحراز بعض التقدم منذ بدأت محادثات السلام في كوبا قبل ثلاثة أعوام، فإن المفاوضات كانت تتقدم ببطء، الأمر الذي أعطى معارضين مثل ألفارو أوريبي، وهو سلف سانتوس، متسعا من الوقت لحشد الرأي العام ضد المحادثات.

    وباستغلال المعارضة الواسعة النطاق لمنح زعماء القوات المسلحة الثورية في كولومبيا العفو -وهو التنازل الذي يشكل عنصرا أساسيا في أي اتفاق بين الطرفين- نجح خصوم سانتوس في تحويل الجولة الأولى من الانتخابات إلى استفتاء على المفاوضات. وخسر سانتوس بنحو خمس نقاط مئوية.

    لقد تمكن الاكتئاب والتوتر من الكولومبيين، فصبوا جام غضبهم على سانتوس. وقد تعافى في الجولة الثانية ولكنه فاز بهامش أقل كثيرا من كل التوقعات قبل ستة أشهر.

    والبرازيليون أيضا يعيشون حالة من الاكتئاب والتوتر الآن، وهم يصبون جام غضبهم على حزب العمال الحاكم، الذي يعتبر بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تنظمها البرازيل حاليا وخطط استضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في عام 2016 بمثابة رمزين بارزين لزعامته الناجحة.

    وفي أعقاب ركلة بداية مباراة كأس العالم الافتتاحية في وقت سابق من هذا الشهر، بدأت شعبية رئيسة البلاد ديلما روسوف، التي من المقرر أن تخوض حملة إعادة انتخابها في أكتوبر/تشرين الأول، تنحدر في استطلاعات الرأي.

    والواقع أن رئيسي حزب العمال -أولا لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، ثم ديلما روسوف- كانا يعتقدان أن تنظيم الحدثين الرياضيين الأكثر أهمية على مستوى العالم في غضون عامين من شأنه أن يؤكد على ظهور البرازيل كقوة عالمية صاعدة، ويخدم كحفل تخرج. وكان منطقهما سليما (ولو أنه متغطرس بعض الشيء)، ذلك أن بلدين آخرين فقط -المكسيك وألمانيا- يمكنهما التباهي بعقد هذين الحدثين بفاصل زمني قصير باعتباره بين إنجازاتهما المهمة.

    ولكن صعود البرازيل لم يكن آمنا كما تصور زعماؤها. ففي عام 2011 تعثر الاقتصاد وظل الناتج راكدا منذ ذلك الحين. وتوقف نمو الطبقة المتوسطة الدنيا، التي انضم إليها عشرات الملايين من البشر في الأعوام السابقة. كما انفجرت الديون الاستهلاكية.

    وحتى أسعار السلع الأساسية التي ارتفعت إلى عنان السماء، والتي عززها الطلب القوي من الصين، تحولت إلى إشكالية كبرى، حيث تعمل التوقعات بانعكاس اتجاه معدلات التبادل التجاري على إثارة قدر كبير من عدم اليقين. ومع تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي في الصين والهند، تراجعت بالتالي مشتريات هذين البلدين من السلع الأساسية البرازيلية.

    كما تحطم اعتقاد البرازيليين بأن بلادهم كانت تسير نحو الازدهار والرخاء الطويل الأمد، وهم يحملون روسوف المسؤولية عن ذلك. ففي شهر يونيو/حزيران الماضي، كانت زيادة بسيطة في رسوم النقل العام في ساو باولو سببا في إشعال شرارة موجة من الاحتجاجات في مختلف أنحاء البلاد، وأعرب المواطنون عن سخطهم إزاء رداءة الخدمات العامة التي تقدمها حكومة تفرض أعلى معدلات ضريبية في أميركا اللاتينية.

    "بسبب النمو البطيء والتوقعات المرتفعة أصبحت المنطقة في حالة متزايدة من الاكتئاب والتوتر، ويبدو أن لا أحد على يقين من كيفية الإفلات من هذه الحالة، الأمر الذي يترك الجميع في حالة من الانتظار والترقب والأمل"

    وعلى هذه الخلفية، استنكر المتظاهرون أيضا القرار الذي اتخذته الحكومة بإنفاق المليارات من الدولارات على البنية الأساسية اللازمة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم، بما في ذلك الملاعب والفنادق والمطارات.

    قبل بضع سنوات، أيدت أغلبية كبيرة من البرازيليين تنظيم بطولة كأس العالم في بلدها. وبحلول شهر مايو/أيار الماضي، انحدرت نسبة التأييد إلى النصف -وهي نسبة منخفضة إلى حد مذهل بين الجماهير الأكثر تحمسا للعبة كرة القدم على مستوى العالم- مع استمرار الاحتجاجات الحادة رغم كونها صغيرة في مختلف أنحاء البلاد.
    ويريد معارضو روسوف باحتجاجاتهم تعطيل المباريات، وإلحاق الضرر بصورة البرازيل الدولية، بل إن البعض يتمنون خسارة فريق البرازيل.

    ولن تكون مثل هذه النتيجة في مصلحة البلاد. فهما بلغ شعور أبناء الطبقة المتوسطة الدنيا في البرازيل بالإحباط من مدى، فإن تنظيم بطولة كأس العالم بنجاح هو الخيار الأفضل المتاح لهم.

    على نحو مماثل، وخلافا لتصورات أنصار أوريبي، يشكل فوز سانتوس بولاية أخرى واستمراره في ملاحقة السلام ما تحتاج إليه كولومبيا على وجه التحديد في الوقت الحالي. وكلما أدرك المزيد من المواطنين أهمية هذا الجهد وساندوه، كانت فرص نجاحه أعظم.

    الواقع أن كل هذه الشكوك تنبئنا بالكثير عن الأحوال في البرازيل وكولومبيا، بل وفي قسم كبير من أميركا اللاتينية. فبسبب النمو البطيء والتوقعات المرتفعة أصبحت المنطقة في حالة من الاكتئاب والتوتر متزايدة العمق، ويبدو أن لا أحد على يقين من كيفية الإفلات من هذه الحالة، الأمر الذي يترك المواطنين والقادة على حد سواء في حالة من الانتظار والترقب والأمل.

    المصدر : بروجيكت سينديكيت
                  

07-26-2014, 07:06 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مضاربة andquot;الأغنياءandquot; برياضة andquot;الفقراءandquot; (Re: osama elkhawad)

    هزيمة البرازيل.. تراجيديا الكرة

    عباس بيضون


    استعجلت القُرعة لقاءهما. كان مؤمَّلاً أن يلتقيا في نهاية المونديال. حسب الجميع أن هذا سيكون لقاء الذروة، لقاء الفينال. لكن القرعة شاءت غير ذلك، شاءت أن ترسل أحدهما إلى الفينال وشاءت أن يتصارعا على ذلك. كان وراء كل من الفريقين يضع بطولات في مونديالات ماضية. أحصاها المعلقون الرياضيون قبل أن يبدأ اللعب. منذ كان المونديال والفريق البرازيلي والفريق الألماني علمان عليه. تذكر أحدهما فكأنك ذكرته. منذ كان المونديال صارت اللعبة كونية. كل أربع سنوات يتجلى العالم الكروي في موازاة العالم الاقتصادي والعالم السياسي والعالم الثقافي. يتجلى هذا العالم في وحدته وتغدو القرية الكونية ملعباً وتكون الأنظار والأشواق متوجهة إليها هناك.

    كل أربع سنوات يلعب العالم كله ويصنع الأبطال وتدور محل الاحتفالات الامبراطورية القديمة احتفالات لا تقل جلالاً عنها وتتوزع التيجان على رؤوس الأبطال وتهتف الآلاف في الملاعب والملايين من وراء الشاشات وفي الشوارع. إنها ساعة للمجد. العالم يلعب، جميعه في اللعبة. جميعه وراء المنتخبات الدولية، أعلامها وأعلام دولها في كل مكان. ثمة حرب هويات من نوع آخر، لكل هويته الكروية، لكل وطنه الكروي، لكل علمه الكروي. إنها ايضاً الحاجة إلى اللعب، الحاجة إلى الاحتفال، الحاجة إلى الاعتصاب والتضامن، العالم موزع على منتخبات ودول منتخبات. هناك دائماً جمهور البرازيل، لا أعرف لماذا ترد البرازيل أولاً، لماذا تبدو والكرة شيئاً واحداً. علمها نفسه يكاد يكون علماً كروياً، وإذا ذكرت ذكر بيليه الحي الذي اسمه يلمع منذ سنوات في تاريخ الكرة ويكاد يكون شعاراً لها. إذا ذكرت ذكر معها العالم اللاتيني الذي يكاد يكون مهبط الأسطورة الكروية.

    أياً كان هوى المرء الكروي فإن له بالبرازيل صلة ما، هناك يتحرك التاريخ الغامض للعبة. هناك ما يشبه أن يكون أصلاً ثانياً للعبة التي تُتَعلم كالرقص في الشوارع، هنا الكرة الأصلية، كرة السليقة والفطرة والغريزة في مقابل الكرة الأوروبية التي تحمل قسوة العالم الصناعي ونظامه وصرامته.

    ينحاز الناس إلى المنتخبات، ربما بقدر نظرتهم إلى أنفسهم، ربما هي هويات تتصل بهوية أوسع، ربما يخامرها شيء من السياسة أو يخامرها على الأقل شيء من بحث عن الأصل. لا بد أن من ينحازون إلى البرازيل والأورغواي والأرجنتين يجدون، بوعي أو بلا وعي، أن ثمة عالمثالثية جامعة تصلهم بهذه البلدان، لا يعني ذلك أن الانحياز إلى المانيا وفرنسا وايطاليا وهولندا تنكر لهذه العالمثالثية، لكن لا شك انها مغفلة في انحيازات كهذه، لا بد أن ثمة فرقاً واعياً او غير واع في الانحياز للغرب الأوروبي. تكاد شعبية البرازيل الكبيرة التي جعلت أعلامها منصوبة على الشرفات ووسط شوارعنا لا تنفك عن عالمثالثيتها. قد نفكر في لبنان بهجرة اللبنانيين المبكرة إلى البرازيل وسواها من دول أميركا الجنوبية، لكن هذا وحده لا يكفي. لا بد بعد أن بعدت الشقة بيننا وبين هذه الهجرات أن شيئاً من العالمثالثية يدخل في انتماءات كهذه.

    قد ينكر المنحازون هذا التفسير، قد لا يتبنونه على الأقل. حبهم خالص للعبة وللكرة، هكذا يقولون. لقد سئموا السياسة واهتماماتهم بالكرة، قد يكون أولاً على حساب السياسة، ربما يكونون محقين في ذلك، لكن لا يستطيعون، مع ذلك، ان يتنصلوا تماماً، من هذا الهوى العالمثالثي.

    المونديال الحالي، خرجت منه اسبانيا بطل المونديال الماضي، وإيطاليا وفرنسا وأميركا، من الربع الأول ولجميع هذه عدا اميركا بطولات في المونديال. لا يعود ذلك إلى سحر الكرة ومفاجآتها فحسب، بل يعود أيضاً إلى توسع عالم الكرة وتطور اللعبة. لا نقول إن خروج هذه المنتخبات من الربع الأول أقلق الجمهور رغم أن لها محبذيها الكثر. خرجت باكراً وتفرق انصارها على منتخبات ودول أخرى. لكن الأمر ليس نفسه حيال هزيمة البرازيل الشنيعة امام المانيا. البرازيل ليست في حسابات الكرة مثل فرنسا وايطاليا. نستطيع القول إن البرازيل هي كعبة الكرة وأن الكرة لم تجد صنميتها ورمزيتها المطلقة الا في البرازيل.

    حيال البرازيل تصبح الكرة هوية خالصة وحيال البرازيل تصبح الكرة ديناً أو كالدين، لذا لا نستطيع أن ننزع الكرة عن البرازيل بالقدرة نفسها التي ننزعها بها عن ايطاليا وفرنسا وحتى عن انكلترا موطنها الأول. لا نستطيع ان ننزع الكرة عن البرازيل، إن هذا أشبه بنزع علمها عنها والجمهور المحبذ للبرازيل لا يستطيع بسهولة ان يسلم بذلك. إن هويته الكروية، ووراءها ما وراءها، تتأذى كثيراً وستخرج ولن يكون في وسعه أن ينقل علمه بسهولة إلى بلد آخر.

    كانت هزيمة البرازيل أمام ألمانيا موازية لموقعها الأسطوري. لم تكن هزيمة فحسب، لم تكن عادية. كانت «أبو كاليبسيه». كانت بدون شك زلزالاً. لقد سقطت البرازيل بعنف يوازي قامتها، انهارت انهياراً، منذ الهدف الأول بدأ التدهور. لم تكن الأهداف السبعة التي تتابعت سوى تقويض سريع ومتواتر وانهياري للهيكل البرازيلي. كان البرازيليون عمياناً في الملعب، لقد فقدوا ميزانهم، كأنما ضربتهم لعنة، كأنما طوّح بهم قدر، كأنما ألقتهم في الهاوية تراجيديا أسطورية، لم يكونوا هم حقاً. لم يكونوا راقصي اللعبة، لقد ضربهم سحر أسود، واجهوا مصيراً مرعباً.

    الأرجح أن مشاهديهم وأنصارهم لم يفهموا شيئاً. ما جرى أمامهم كان بدون شك، لعنة وعقاباً لذا لن تُنسى هذه الهزيمة. ستغدو في حوليات الكرة، لن تمر بسهولة ولن يجري امتصاصها واحتواؤها ببساطة، ستكون هذه من الآن فصاعداً لعنة الكرة، إن لم تكن مسخرتها ومأساتها. ستكون «الهوية البرازيلية» الكروية المجروحة هي الهوية التي تناضل ضد شؤمها. ضد نحسها، ضد نفسها، لكننا من الآن نجد رواية اغريقية للكرة وندخل في تراجيديتها.

    اللبنانيون الذين يعانون من جرح الهوية، ستزداد بهزيمة البرازيل هذه الهوية انجراحاً. لن تكون، على كل حال، سوى خيبة أخرى، إنه قلق لا بأس من أن يتزايد وأن يكلفنا بضع ليال اضافية من الأرق. ثمة بالتأكيد تماهٍ بين المصير البرازيلي وبين أنصار البرازيل والمنتخب البرازيلي ويزداد هذا التماهي بهزيمة البرازيل. فنحن من الآن سنقدر أكثر على أن نرى نفسنا فيها.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de