|
Re: وفاة مهدي مصطفي الهادي محافظ الخرطوم في عهد مايو والتشيع بمقابر حلة حمد اللهم أرحمه (Re: خالد علي محجوب المنسي)
|
انا لله وانا اليه راجعون
هذا رجل من اندر الرجال واطهرهم
عرفته وعملت معه سنوات طويلة في مديرية الخرطوم وهو محافظ لها .. والتقيته ابتداء ابان عملي بوزارة الخارجيه وقد قضي بها زهرة شبابه وعرفته الاوساط الدبلوماسية العالمية والمحلية دبلوماسيا فريدا وممثلا مشرفا لبلاده وواجهة مضيئة للدبلوماسية السودانية وكان خروجه من اي موقع ايذانا بمرحلة صعبة علي من يخلفه فلا يملك الا الاجتهاد للسير علي اثره ..
وقد بدأ مهدي حياته مفتشا بوزارة المالية فاكتسب دراية ادارية ومالية تلاقحت مع مواهبه وقدراته الشخصية عندما انتقل لوزارة الخارجية التي تتلمذ فيها علي يد الرعيل الاول من الدبلواماسيين الذين دخلوا سلك الخدمة الخارجية بعد ان تبأوا ارفع المناصب في الخدمة المدنية السودانية قبل الاستقلال وانتقلوا بخبراتهم الرفيعة وحسهم الوطني الزاحر الي العمل بوزارة الخارجية فجعلوا منها منبرا لرفعة السودان ..
وسافرت معه ومعهم في وفود احسنت عرض قضايا السودان وكان له الدور الاعلي في ابراز مراد تلك الوفود والوصول بالمفاوضات الي غاياتها المنشوده بجرأة افكاره وقوة بيانه ونضج حلوله التي كانت تنزل علي الطرفين بردا وسلاما ..
وفي مديرية الخرطوم لمست فيه حب الناس ونزوله اليهم بالتواضع والحكمة ودفع المظالم عنهم .. ولمست فيه نطافة اليد وعفة الكلمة وصواب الراي والبصيرة المستنيرة ومحاربة الظلم والفساد والوقوف في وجه المفسدين من اعضاء مجلس المديرية وكشفهم بجرأة وشجاعة امام الرئيس وزملائهم الاعضاء ..
عاصرته ايام قانون مكافحة البغاء .. وقاومت هذا القانون لاثاره السالبة علي اداء الشرطه بما كفل من صلاحيات مفسدة لها .. وفوجئت به يعمل بكل قوته لتجميد ذلك القانون وازالة مثالبه ونقل صلاحياته المطلقة للقضاء في الوقت الذي حذرني فيه الكثيرون من انني ساكسب عداءه ..
كان متواضعا ويسكن في بيت اهله مع ابيه الفقير وامه البسيطة ويتردد علي اهله في الكاملين في كل مناسباتهم ولكنه لا يميزهم بما لا يستحقون ..
وكان من صقور مايو الذين حرصوا علي تثبيت حكمها وسلطتها بالعمل الجاد وبمنع المفسدين من السيطرة عليها وقد نجح هو وعبدالله الحسن الخضر وابو بكر عثمان محمد صالح في مساندة عناصر مايو القوية والتصدي لمن في طرفهم دنس ..
واظنه يخرج في هذه اللحظات من بيت ابيه في الملازمين وهو انظف مايكون من عرض الدنيا الذي كف نفسه عنه طيلة حياته .. ويكفيه انه لم يمتلك ارضا بالخرطوم وهو محافظ لها
اللهم اغفر لمهدي مصطفي الهادي وهو ينزل لديك في هذه اللحظات وامنن عليه بنزل صدق عندك يا من تحب الصدق والصادقين
واسبغ علي اهله واسرته واصدقائه عزاء حسنا في فقده
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
عمر علي حسن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وفاة مهدي مصطفي الهادي محافظ الخرطوم في عهد مايو والتشيع بمقابر حلة حمد اللهم أرحمه (Re: عاطف عمر)
|
تقبله الله أحسن القبول وأكرم مثواه البركة في آله وأحبابه أجمعين أعجبتني كتابة (سابقة) للواء عمر علي حسن أحب أن أعيد نشرها هنا وأرجو أن يكون لأحبابه فيها تعز مع الشكر لسعادة اللواء آمين
Quote: كتب اللواء معاش عمر علي حسن عن مهدي مصطفى الهادي آندخر ليك يا يابا
ومن طرائف مواقف ارتباطه بالعامة ان سيده كبيرة في السن جاءت الي المديريه في نحو الثانية والنصف ونحن نتاهب للخروج بسياراتنا في نهاية الدوام وهي تصيح وينو المحافظ ؟.. انا لازم اقابله .. فاقبل عليها وكنت بجانبه وقلت لها هذا هو المحافظ .. فنظرت اليه من اعلي الي اسفل وقالت ده ياهو المحافظ مهدي ؟ .. فقال لها نعم .. فقالت له سجم امها حكومة السيد الرئيس القائد الما لقت تعين ليها محافظ غيرك .. مالوا ما عين الطويل الجنبك ده .. (انا) .. ما كان بسدها ويفضل .... وكان مهدي قصير القامه .. فقال لها لكن ياخالتي الحكاية ما بالطول .. وزولك الطويل ده يكوس ليها كواسه لكن الرئيس ابي يعينه .. زي ده بودوهو النيل والشماليه لو عايز ....
وضح ان احد خطوط المياه الرئيسية بام بده قد انفجر منذ يومين وقطع الماء عن المنطقة التي تسكن بها تلك المرأة وظل الاهالي ينقلون الماء الي بيوتهم بالصفائح .. ولما كان اليوم خميس والعمل لم يكتمل في اصلاح الخط فقد انصرف العمال وتركوا الحال علي ما هو عليه فركبت هذه المراه تاكسيا وجاءت تبحث عن المحافظ ...
طلب منها مهدي الركوب في سيارته وذهبنا معا الي قسم الطوارئ ببلدية امدرمان ولم نجد غير المناوب فوجهه المحافظ باستدعاء ضابط البلديه ليحضر فرقة عمل ويحضر معها بنفسه ولا ينصرف احد قبل ان تعود المياه للبيوت .. ومن هناك ذهبنا للموقع واقسمت المرأه الا تنزل الا اذا نزلنا معها وتغدينا ...واحضرت لنا غداء بسيطا عباره عن كسره وملاح ام رقيقه وجرجير فأكلناه ولم نترك شيئا .. فنظرت المرأة الينا بحنان وقالت سجمي اظنكم ما فطرتو .. فقال لها مهدي والله انا مافطرت ولا اتعشيت امبارح امي زعلانه مني نص لمبات البيت طافيه وهي كلمتني وانا ما جبت اللمبات معاي .. فسالته ومرتك ما بتعرف تعشيك .. قال لها انا ما عندي مره ...... والاشغال ليه ماصلحت اللمبات ؟ .. قال لها انا ساكن في بيت ابوي ما في بيت حكومه .. فقالت له يندخر لك آ يابا .. محافظ وما عندك مره وساكن في بيت ابوك ؟
خرجنا من عندها بعد ان شربنا الشاي وقد وصل العمال وضابط البلديه .. وانزلني مهدي في المركز لاخذ سيارة تعيدني للخرطوم وظننت انه ذاهب لمنزله ولكنه عاد للموقع وبقي به حتي تم اصلاح الخط في صباح السبت وعند بدء الدوام حضرت المرأه وهي تحمل تيرموس شاي وصينية فطور فاخر بيض وفول وكبده وجبنه ورغيف مغطاة بفوطة وطبق ... وقالت لمهدي والله يا ولدي كان عندي بت كنت عرستها ليك ........ ===
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وفاة مهدي مصطفي الهادي محافظ الخرطوم في عهد مايو والتشيع بمقابر حلة حمد اللهم أرحمه (Re: عبدالله عثمان)
|
رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته كانت له صولات وجولات في مجلس الأمن إبان فترة عمله في البعثة الدائمة في نيويورك في ستينات القرن الماضي وكان ذلك العصر الذهبي للدبلوماسية السودانية وكانت البعثة برئاسة السفير فخر الدين محمد وتضم بجانب المرحوم مهدي مصطفي المرحوم السفير علي سحلول والسفير مامون ابراهيم حسن وكانت بعثة السودان الدائمة تقود البعثات العربية والافريقية وتتصدي لقضايا العالمين العربي والافريقي ومما هو متداول في وزارة الخارجية أن الدبلوماسيين الامريكيين في نيويورك اقاموا احتفالا ابتهاجا بمغادرة المرحوم مهدي لنيويورك عائدا لرئاسة الوزارة ...
| |
|
|
|
|
|
|
|