حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق!.. محمد جمال الدين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 09:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-29-2014, 11:51 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق!.. محمد جمال الدين

    حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق!


    حلقة "1"

    الخواجة "بارد" بمعنى هادئ وقليل الإنفعال، كثيراً ما نسمع هذا القول!. ذاك ربما كان صحيحاً لكنه ربما لا ينطبق على الإنجليز فهم إستثناء!. الإنجليزي ربما كان شديد الحساسية والإستجابة للمؤثرات الخارجية. الخواجات من غير الإنجليز يشربون الخمر في الغالب بقدر محدد ولا يسرفون برغم أن الخمر حلال في قانونهم وشرعهم، لكن الإنجليز يشربون على الطريقة السودانية التقليدية، يسرفون أحياناً، وعندما ينفد كلما لديهم من كؤوس يسعون في طلب المزيد، بالضبط مثل السودانيين التقليديين مع إتساق في الإنفة، الحماس، الدفء، العنفوان، الكرم الفياض والتهور أحياناً، مع إختلافات مقدارية وطقسية.

    في إحدى المرات تمت دعوتي للمشاركة في مؤتمر (متعلق بالتنمية الدولية) بجامعة ليدز الإنجليزية. أخذت الطائرة من مطار أمستردام إلى مانشيستر القريبة من ليدز حسب ظروف الطيران في تلك اللحظة. وصلت مانشيستر عند الساعة السادسة مساءاً فتم إعتقالي بعد تفتيش حقيبتي الوحيدة. أخبروني أن بها مخدرات، ثم ذهبوا بها إلى غرفة الخبراء!. "ليس لي" صحت بأعلى صوتي وأقسمت بكل الآلهة أن لا علم لي بتلك المخدرات، لا بد أن أحدهم وضعها سهواً أو عمداً بحقيبتي، "كلهم يقولون ذلك عندما يتم القبض عليهم" رد الضابط المناوب بكل حزم على صيحتي المذعورة. ثم ذهبوا بي إلى غرفة خاصة بمثل تلك الحالات خلعوا ملابسي فتشوها وفتشوا جسدي كله بالأجهزة الخاصة والكلاب البوليسية. لم يجدوا همو ولا الكلاب شيئاً إضافيا .

    إستغرقت العملية خمس ساعات حتى تبين الأمر!. ليس بحقيبتي الكثير فالمؤتمر مدته يومين فقط حيث سأقيم في فندق "إيتاب" حسب الترتيبات الرسمية المسبقة. كان آخر قطار في الجدول في طريق ليدز الساعة الحادية عشر ليلاً. كان بالحقيبة عدة ألبسة وهدية صغيرة لخالتي سارة النور التي تقيم بالمدينة والتي سألتقيها حتماً بعد نهاية المؤتمر. الهدية صومالية الأصل.

    عندما هممت بالرحيل إستشرت جارتي (إمرأة طاعنة في السن) صومالية من أصول يمنية في هدية لإمراة في مواصفات خالتي سارة النور، فإذا بالصومالية تأتيني ببخور وعطر "خمرة" وعدد سبعة كرات صغيرة من الدلكة الصومالية العطرة. تلك الدلكة هي سبب الشبهة. إذ ظنوها نوع من أنواع الحشيش المصنع. أعتذروا لي في نهاية المطاف وأخذوني إلى القطار غير أنهم فضلوا أن تكون الدلكة معهم لمزيد من الأبحاث. سيرسلونها لاحقاً عبر البريد إلى عنوان خالتي سارة النور في ليدز.

    تصادف أن يكون في مساء ذاك اليوم ماتش كروي ساخن بين مانشيستر يونايتد وليدز هزمت فيه ليدز أشر هزيمة في تاريخها، لم أكن أعلم.

    كان القطار الأخير. كانت الثانية الأخيرة عندما وضعت قدمي اليمنى داخل القطار. القطار أغلق أبوابه وتحرك في إتجاه ليدز. هذه الرحلة ستكون الأسوأ في تاريخ حياتي وعلى وجه الإطلاق لكن كان هناك مخاض آخر في رحم الغيب هو "فانيسا" تلك الفتاة المشحونة بالوعي الإنساني العظيم في الضد من مظهرها!. فانيسا العظيمة.

    أول ما دخلت القطار المزدحم بعدد لا حد ولا حصر له من المراهقين والمارهقات صاحت إحداهن "لقد رأيت هذا الشخص مع الوحش الجامايكي المدعو آلفين"، كانت تعنيني!. آلفين كان شاباً جامايكاً ثائراً وشرساً وكثير العراك مع المراهقين الإنجليز في مدينة ليدز يحمل مسدسه في جيبه ويرقص على أنغام الهيب هوب في الشوارع ويصوره أقرانه الجامايكيون وكأنه زورو أو شيء في صورة ود ضحوية السوداني.

    الجامايكيون، جاء الإنجليز في يوم من الأيام بأسلافهم إلى تلك الجزيرة كعبيد للخدمة في مزارع قصب السكر ورفاهية الرجل الأبيض، كان ذاك فيما يبدو هو وعي آلفين ومصدر غضبه الدائم. إستطاع آلفين إستعداء كل مراهقي المدينة ضده. الفتاة قالت أنها رأتني مع آلفين. إنه صيد ثمين اليوم. الفتاة بالكاد تفتح عينيها من وقع الواين الأحمر "النبيذ" وهي تحاول التحديق ناحيتي وتقسم أنها رأتني مرة مع آلفين. ألتف حولي عدد كبير من الأولاد بهم ثلاثة يلونون شعرهم باللونين الأحمر والأزرق. وكان أكثرهم يحمل زجاجة واين في يده يشرب مباشرة من الزجاجة ويعطي زميله. الكل في سكر شديد ورفيق آلفين يستند على الجدار لوحده يغشاه الهم ويفكر كيف ينقذ نفسه من المصير الذي ربما وصل إلى القتل. كان الموت أقرب إلي رفيق آلفين من حبل الوريد. كان الموت عدة ثواني مني.

    وفي اللحظة التي كسر أحدهم زجاجة على حافة القطار يريد أن يحشرها في صدري أدخلت يدي في جيبي إذ تذكرت أنني أملك ضفارة "قلامة أظافر" بها جزء صغير يشبه المطوة. فتحت الضفارة داخل جيبي وأنتظرت. قررت أن لا أموت دون مقاومة. تلك كانت خطة موفقة بمحض الصدفة. إذ ظنوا أنني أملك سلاح "مسدس". إنه رفيق آلفين. تشاوروا فيما بينهم كيف سيغدرون بي مع شبهة المسدس. رفيق آلفين لا بد أنه أخذ كل الإحتياطات قبل أن يرتكب مثل تلك الحماقة ويصعد في مثل ذاك القطار الصاخب.

    كررت "أنا لست رفيق آلفين ولا أعرفه ولا أعرف أياً منكم، أنا لست من هنا، أنا من هولندا" ورويت بإقتضاب، لماذا أنا قادم إلى ليدز. فأخذوا يتهكمون "لا بد أن معك ويت أي مارقوانا، بنقو". تقدم مني أحدهم قليلاً وبحذر ويبدو أنه الأكثر تعقلاً وقال لي : أثبت لي ذلك
    Prove it?
    "لم أقل غير الحق"
    قال آخر من خلفه دعه يرينا بطاقته الشخصية "انت ليس بوليس، لن أريك شيئاً".. "انت رفيق آلفين" وأخذو يشتمونني بجميع الألفاظ الفظة وتوعدونني بأنها ستكون ليلتي الآخيرة مهما تسلحت بالأسلحة.

    فكرت في أن أدعهم يرون تذكرة السفر لكن إن أخرجت يدي من جيبي لأبحث في حقيبتي سيكشفون أنني لا أملك سلاح وربما غدرو بي قبل أن أريهم أي شيء فهم على يقين أنني رفيق آلفين. كانوا يحتاجون عدة ثواني فقط للقضاء على الوحش المقيم في مخيلتهم . كانوا يتنادون إلى ساحة الوغى في مواجهة الوحش المرعب رفيق آلفين. كانت عدة ساعات من الأرق والقلق والمأساة. وفي لحظة محددة مسكوا أذرع بعضهم البعض وأنحنوا يتشاورون في خطة ما جديدة، فأقتنصت الفرصة ومررت إلى عربة أخرى وأنا أنظر خلفي عند كل خطوة أخطوها. وكنت أيضاً في حوجة للتوليت.

    وصلت التوليت في مكانه المعتاد في القطارات. وجدت ثلاثة بنات يجلسن على ثلاثة كراسي قائمة لوحدها في المساحة القائمة أمام التوليت، وفي اللحظة التي هممت بفتح باب التوليت إستأذنني أحدهم برفق (ليس من تلك الشلة) في أن يدخل أمامي كونه "مزنوق". فأذنت له، لكنه طلب مني أن أمسك له زجاجة الواين الأحمر خاصته حتى يخرج، ففعلت. وقفت واحدة من الفتيات الثلاثة بغتة وجاءت ناحيتي وجميعهن ثملات. كان في أنفها أربعة زمامات وعلى جيدها كتلة من الحديد الفضي والزمرد وهناك أوراق فضية تتدلي من تحت سرتها وقشة ذهبية تنغرز في حاجبها الأيسر وأخرى في شفتها السفلى وحبة فضية تبرز من لسانها. وكانت جميلة الوجه، بسيطة الهندام، لطيفة العبارة متغنجة بغير تكلف. طلبت مني أن تقرأ محتويات زجاجة الواين، أعطيتها الزجاجة، ألتفتت إلى صاحبتيها "هذا أجمل واين أحمر في الدنيا"
    Mouton-Rothschild
    ثم رفعت رأسها مع الزجاجة وبدأت بشكل تلقائي تتذوق الواين الذي أعجبها، في تلك الأثناء خرج الرجل من التوليت، حملق ناحيتي "انت تكرم عشيقتك بزجاجتي" هممت بالرد عليه "ليست عشيقتي ولا أعرفها" لكن قبل أن أنطق بالكلمة أخذت الفتاة تهنأه على ذوقه الرفيع وتحييه بشدة بينما هي تقبض بيده فأنفرجت أساريره وهو يشرح لها كيف حباه الله بتلك الخصيصة " تعلمته من جدي". وبينما نحن منهمكون معاً في تهنئة الرجل كان هناك أمر جلل يحدث قبالتي بعدة أمتار إذ تجمهر الأعداء من أمامنا يقصدون شراً برفيق آلفين المتخيل. فكرت وقدرت ثم أخذت أذن الفتاة وشرحت لها مصابي الجلل في لغة واضحة بينما كان صاحب زجاجة الواين ما زال يقف بجانبنا ينتظر إكمال إجراءات تهنئته بالذوق الوايني الرفيع. الفتاة كانت ذكية و لطيفة وشجاعة وشهمة بطريقة أقرب إلى الخيال. فجأة صاحت أوووه حبيبي وقبلتني عدة مرات أمام الناس وأعلنت للجموع الهائجة
    This is my boyfriend coming from Holland
    إنه صديقي قادم من هولندا للتو. وعندها سألني صاحب الزجاجة برفق "هل معك مارجوانا" لم أشا أن أقول "لا" إذ لا أحد يصدق أن رجل قادم من هولندا ولا يتعاطى المارجوانا "الحشيش". فقلت له "سنتفاهم عندما نصل إلى محطتنا الأخيرة". تشتت الجموع المعادية بعد هذه الوقائع لكن ببعض التلكؤ والتململ ومازال البعض لا يصدق "لا بد أنه آلفين جديد" قال واحد منهم وهو ما يزال يحملق ناحيتي بمنتهى الشرانية وهو يترنح. كانت حبيبتي المزورة كل تلك اللحظات العصيبة تضمني إليها بشدة وتسألني وفمها في أذني "إسمك منو؟" أخبرتها وسألتها بدوري بذات الطريقة ، فقالت بإسمها :"فانيسا".

    وبعد أن أنقشع القدر الأكبر من الجماهير المعادية لألفين عرفتني برفيقتيها "ليليان وأليكسا". صديقتي فانيسا ورفيقتيها من قرية سيلبي الواقعة في المسافة بين هيل وليدز. فكت فانيسا وثاقي ومشت داخل القطار للتحقق من مدى الخطر المحتمل بينما القطار بدأ يقترب من محطته الأخيرة "ليدز". كان أمامنا محطة واحدة ونصل إلى ليدز. رأيت من على البعد فانيسا تشتبك مع أحدهم وعادت غاضبة وهي ترتعد: "قالوا ربما يقتلونك وأنا أيضاً".
    وعندما بدأ القطار على مشارف التوقف في تلك المحطة قبل الأخيرة، أمرتني فانيسا بالنزول من القطار فأجبتها بلا "لن أفعل" "هناك مشكلة" فمازحتها "أريد أن أموت بجانبك".. ثم أصبحت أكثر جدية: " لن أتركك وحدك، أنا وضعتك في الخطر وعلي أن أراك في سلام حتى تصلي إلى محطتك الأخيرة" ، ضحكت ثم صمتت: "انت عنيد". وعندما توقف القطار في المحطة السابقة لليدز أمسكتني فانيسا من يدي وقفزت بي من القطار يتبعنها رفيقاتها بنات سيلبي. كانت الساعة الثانية والنصف صباحاً عندما ركبنا التاكسي في رحلة جديدة إلى ليدز، رحلة مسالمة وجميلة هذه المرة، كان الفتيات الثلاثة يغنين في التاكسي أغاني من التاريخ السحيق بلغة غارقة في الأعجمية، بينما نحن في طريقنا إلى ليدز "فندق إيتاب" حيث أجمعنا على أن ننام جميعنا في غرفة واحدة هي غرفتي المحجوزة سلفاً. غير أن المفاجآت لم تنتهي هنا!.

    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 06-08-2014, 11:03 PM)
    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 06-10-2014, 11:51 PM)

                  

05-30-2014, 00:27 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا.. حلقة "2"

    كنت متعباً جداً تلك اللحظة. نمت كالأطفال ليلتي تلك، بلا وداع أو مقدمات. نمت على ملاية على الأرض متوسداً حقيبتي، ليس في الغرفة المزيد من الأسرة ولا الألحفة أو المخدات فقط سرير دبل واحد ومخدتان. فتحت عيني عند الساعة العاشرة والنصف صباحاً، أخذت قسطاً من الثواني الأولى لأتبين مكان وجودي من العالم، ثم رفعت رأسي فابتسمت بتلقائية من وقع مشهد لوحة تشكيلية سريالية مرسومة فوق السرير عدة سنتمترات مني. كانت البنات الثلاثة ما زلن في سبات عميق، شبه عاريات، تختلط سيقانهن بأذرعهن بشعرهن بأنفاسهن بعطر الواين الأحمر وبدهشتي. بحثت عن فانيسا صديقتي الشهمة في تلك اللوحة. أخذت عدة ثواني لأتحقق من موقعها!. إذ بدين لي متشابهات إلى حد كبير وكأنهن نسخة واحدة مكررة ثلاثة مرات من لوحة المونليزا.

    خلعت فانيسا كل "الهتش" الذي تلبس قبل أن تأوى إلى السرير. كانت ترقد هامدة في الناحية القصوى من السرير ناحية النافذة وساقها الأيسر بدا وكأنه يسقط على الأرض. تأملتها ملياً وهي في حالتها تلك، فوجدتها الأجمل والأطول والأكثر نسقاً، كان وجهها متقداً وكأنه يبث أشعة ما في الآفاق. لم تعتريني أي مشاعر غرائزية بايلوجية تلك اللحظة، كنت وكأنني في محراب مقدس، راهب صام لله وأبتهل.
    ثم شعرت ببعض المسئولية!. نزلت إلى البقالة الباكستانية القائمة في الناحية اليسرى من خلف مبنى الفندق وجئت ببعض الحاجيات التي تصورتها ضرورية، ليس الكثير: فرش أسنان وعصائر منوعة وبعض الأج بان والحلويات وفتيل عطر من الطراز العادي.

    المؤتمر سيبدأ أول جلساته عند الساعة الواحدة وعشرة دقائق في قاعة المؤتمرات "2"
    Conference Auditorium 2
    كانت محاضرتي الأولى تتضمن عرضاً للبيانات بالبروجيكتر. لست جيداً في إستخدام البروجيكتر تلك كانت واحدة من نقاط ضعفي الفنية التي أعلم.
    قبل النوم بقليل جلست لوهلة مع فانيسا في البلكونة، عدة دقائق لا أكثر، لكنها كانت لحظات مهمة أستطعت خلالها أن أتعرف على معلومة تخص مهمتي في طبيعة دراسة فانيسا "برمجة الكمبيوتر بجامعة هيل، الصف الثالث"، كانت الإجازة الصيفية. فأستفتيتها في إمكانية مساعدتي في عرض البيانات عبر البروجيكتر أثناء أدائي للمحاضرة فوافقت فانيسا في الحال. المعلومات المتعلقة بالبروجيكتر (فحوى محاضرتي) عبارة عن تخطيط بياني للمجتمعات المدنية على مدار الكرة الأرضية في مقابل أجهزة الأمم المتحدة الرسمية كنواة لدولة كونية موحدة يسودها العدل والمساواة والسلام وإحترام الإنسان والإنسانية والبيئة والكائنات الأخرى والكون!.

    وصلنا القاعة قبل بداية جلسات المؤتمر بحوالي عشرين دقيقة، وجدنا خلال تلك المدة سانحة لعمل بروفة لعرض البيانات، كانت موفقة. وأدت فانيسا في نهاية المطاف مهمتها بطريقة ممتازة وصفق لي ولها الناس طويلاً عندما أنتهينا من عرضنا وكرر مدير جلسات المؤتمر عبارة "هذا باهر" ثلاثة مرات.

    وفي الإستراحة الأولى جاءت إحدى النساء الحاضرات إلى فانيسا حيتها بحرارة ثم ألتفتت ناحيتي "صديقتك جميلة" وذهبت في شأنها.
    فانيسا لم تكمل معي كل جلسات المؤتمر وقفلت راجعة إلى الفندق ثم سوق ليدز حيث أبتاعت بعض الحاجيات الضرورية وعادت إلى الغرفة بالفندق في إنتظار عودتي. البنتان الأخرتان "ليليان وأليكسا" ذهبن إلى شأنهن فأصبحنا أنا وفانيسا وجهاً لوجه، ليس بيننا عهد ولا وعد غير كلمة القدر!. في الطريق إلى الفندق كنت أفكر في فانيسا، أستعيد في خاطري مشهدها المهيب لحظة رفعت رأسي من النوم.
    عندما وصلت الغرفة طرقت الباب برفق عدة مرات لا أحد فتح لي، فطرقت من جديد بوقع أشد، أيضاً لا أحد هناك، المفتاح مع فانيسا، نزلت إلى الريسيبشن، جاء أحد موظفي الإدارة فتح لي الباب ثم ذهب. وجدت الغرفة تعج ببخار الماء وهناك فتاة بالداخل تستحم وتغني أغاني سمعتها بالأمس، أنغام من التاريخ السحيق بلغة غارقة في الأعجمية ففهمت طبعاً أنها "فانيسا". أعتراني شعور غريب، مزيج من الراحة والإنتصار ونغزة رهيفة من الأرق.

    فانيسا، البنت الصغرى من أربع بنات لمعلمة عتيقة بمدرسة الأساس تدعى "مارغريتا أكرمان" منفصلة عن والد فانيسا المحامي "دانيل مونتجمري" منذ سبعة عشر عاماً. عاشت فانيسا كل الوقت مع والدتها مارغريتا بقرية سيلبي.
    فانيسا يسارية، متطوعة بمنظمة محلية تعمل على حماية البيئة، وهي نباتية لا تتعاطى مع أي نوع من اللحوم ولا أي من المنتجات الحيوانية منذ قررت ذلك قبل عدة سنوات خلت. تهوى الموسيقي والسينما وقراءة روايات الخيال العلمي، مشتركة في نادي التنس والبولينق بمدينة هيل حيث تدرس هناك.

    "أنا هنا للتو" صحت أنبهها إلى وجودي بالغرفة من باب الإتكيت وكي لا تخرج عارية "مرحباً صديقي" ردت من داخل الحمام ثم واصلت بمنتهى الأريحية غناءها الغارق في الأعجمية. بعد عدة دقائق خرجت بالبكيني ووقفت من أمامي في عادية لا شك في صدقها تسألني عما جرى في المؤتمر من بعدها، بينما كانت في ذاك الأثناء تزيل بالبشكير حبيبات الماء العالقة على كتفيها وساعديها وبطنها وساقيها. وعندما أنتهت من تلك العملية الشهية والعادية "كل الناس لديها إعتقاد أننا أصدقاء قدامى" قالت تلك العبارة ودخلت مرة ثانية إلى الحمام، رجعت من جديد وقفت من أمامي وهي ترتدي هذه المرة فستان جديد جلبته للتو من سوق المدينة "حلو" سألتني "حلو وحلو الفريم (الشماعة)" أجبتها بفكاهة ثم ضحكنا معاً. كانت الأمور حتى تلك اللحظة عادية، شبه عادية، لا يوجد خطر محتوم.

    لوهلة أصبت بالإرتباك، لم أكن أدري ماذا أفعل بالضبط، فهربت إلى البلكونة، أراقب المارة من على البعد، كانت غرفتنا بالطابق الثالث، عدت بعد عدة دقائق فوجدت فانيسا تشرع في لبس أشيائها الفضية والذهبية الكثيرة ففهمت أنها ستخرج وربما لا تعود أبداً، لم يكن الأمر كذلك. رأت الحيرة في عيني وأنا أنظر إليها وهي تلبس أنفها الزمام الرابع وتبدأ في لبس بقية الأشياء: "هذي عشان تعمل موازنة للكهرباء في الجسم"، "انت عندك كهرباء زائدة؟" سألتها، "كل الأجسام عندها كهرباء" فكدت أقول لها "إنت الكبانية ذاتها". وفجأة مدت لي قشة ذهبية صغيرة وأشارت إلى ثقب صغير في الطرف الأقصى من جفن عينها الأيسر، أخذت من يدها تلك القشة الذهبية برفق ثم مسكت بحنكها من الأسفل وشرعت في إجراء العملية، أغمضت عينيها، تأملتها لثانية ثم غرزت الإبرة بنجاح في مكانها الموعود، فتحت عيونها من جديد، عيون الفتاة صافية وجميلة ووجهها يشع بالبريق. وفي اللحظة التي أكملت عندها إجراءات غزر القشة العجيبة في مكانها المعتاد وضعت فانيسا جلة صغيرة في يدي ومدت هذه المرة لسانها القرمزي ناحيتي، فلم أتمالك ذاتي من الضحك، ثم هدأت بعض الشي وشرعت أنجز المهمة الخطرة وأنفاس فانيسا في أنفاسي. تلك اللحظة شعرت بعدة حواجز تنهار بيني وفانيسا، ستة حواجز أنهارت دفعة واحدة ولم يتبقى غير الحاجز السابع والأخير!.

    كانت هناك لحظات من الإرتباك المفضوح أعقبت إجراءات إتمام عملية غرز الجلة في اللسان القرمزي قطعتها فانيسا أظنه عمداً "أنا عازماك عشاء هذه الأمسية"، "أين؟"، "دعها تكون مفاجأة" وأردفت "ألا تثق بي"؟!.

    يتواصل.. حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا.
    محمد جمال
    ----

    Post by Mohamed Gamaleldin.

    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 06-08-2014, 11:37 PM)

                  

05-30-2014, 00:33 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا.. حلقة "3"

    دخلت فانيسا الأسانسير من أمامي وعندما أغلق بابه للتو انبعثت داخله بغتة موجة صاخبة من العطور المحببة (رائحة الكريم، رائحة الشامبو، رائحة المنكير، رائحة الفستان والحذاء الجديدين، رائحة العلكة، وعطر جادور ديور المحبب لدى فانيسا) فلم أتمالك نفسي و بشكل تلقائي غازلت رفيقتي "انت جميلة" سقطت مني الكلمة سهواً، ليس من الحصافة أن أقول ذلك في تلك اللحظة، شعرت أنني أهدر القداسة بالألفاظ العادية.

    كان يجب أن أترك السفينة تسير حسب الرياح. فشرعت وكأنني أعتذر "أعني عطرك، رهيف ومنعش" شعرت من جديد أنني أرتكب بعض الحماقة بالتنازل عن الحقيقة الواقعة وعن كلمتي فكررت من جديد "وانت طبعاً جميلة، أظنه عطر روحك" فضحكت فانيسا بشهية وألتفتت إلى الخلف حيث مرايا الأسانسير ومسكت فستانها القصير من طرفيه ناحية ركبتيها شدته وحركت جسدها عدة مرات في نصف دائرة بينما هي تحدق في صورتها في المرايا "هل أعجبك العطر حقاً، هذا جميل، كنت أخشى أن لا يروق لك".

    وفجأة جاءت ناحيتي بثقلها تزيح شعرها المفرود عن الجهة اليسرى من رقبتها فلتصق صدرها بصدري والقشة الذهبية في خدي وأندس ساقها الأيسر بين ركبتي وشفتاي تعلقت برقبتها "شمه هو جادور ديور" تلك اللحظة وحدها أستطعت فرز رائحة جادور ديور عن موجة العطور التلقائية المصاحبة، لكن ليس ذاك فحسب!. شعرت بالحاجز السابع والأخير يتزلزل. عندما توقف الأسانسير كانت فانيسا تشد ياقة قميصي وتصلح من وضعها وانا خادع لها في خشوع وكأني عصفور صغير في طريقه لرياض الأطفال وكانت عينا فانيسا لامعتان بالإشراق.

    خلفنا الفندق من خلفنا راجلين ناحية مركز المدينة. كنا حالمين وكانت هناك إرتعاشة ما تكلل جسدينا نقرها وننكرها في ذات الأوان. عند شارة المرور الأولى مسكت فانيسا بيدي اليمنى "أعمل حسابك أنا أعرف أن طريقة السير عندكم مختلفة، لا أريدك أن تموت قبل أن نتعشى معاً هذه الليلة" ثم ضحكت بشهية وفعلت مثلها.

    في المنحنى الواقع أمام مركز ماريون للتسوق وقفت فانيسا أمام إحدى الألبسة فأقنصت الفرصة لأعاين جلبة صغيرة تحدث خمسين متراً عند الناحية اليمنى من المركز. كان حادث حركة صغير. كان الحادث في الإتجاه العكسي، لم أكن أعلم، كنا في طريقنا إلى المطعم اليوناني في شارع هاروقيت حيث يقيمون موسيقى شرقية حية كل مساء جمعة.
    ضعت لوهلة عن عيون فانيسا. كانت عدة ثوان من القلق. وفي اللحظة التي ألتقينا من جديد "أوووه" صاحت الفتاة ثم سقطت على صدري بصورة تلقائية وأنفاسها تتصاعد. ظلت فانيسا تدس رأسها في صدري عدة ثواني فائضة عن السمت المتوقع وكأنها تخشى أن ترفع رأسها تفادياً للضربة القاضية قبل أن تكتمل إجراءات اللعبة الحتمية. كان هناك شيء يحدث في دواخلنا، شيء مؤكد!. رأس الفتاة في صدري وعيوني مصوبة ناحية عدة مباني من مركز المدينة، مباني مختلطة السمت كلاسيكية في نسق الحداثة، باهرة، وهناك في السماء نجمتان صغيرتان وحيدتان يغالبن أضواء المدينة المنبعجة ناحية الأفاق. كنت أنضدد صبري تاركاً فانيسا تتخذ وحدها القرار وهي تنحشر في صدري. فانزاح الحاجز السابع والأخير بغتة، لكن مع وقف التنفيذ!.

    وقفت فانيسا أمام مائدة من مقعدين تحمل الرقم 8 "مسز مونتجمري" صاح النادل من الخلف "نعم، وهذا صديقي" حيانا النادل العجوز بحرارة تنم عن خبرته الطويلة ثم دعانا إلى الجلوس على طاولتنا المحجوزة سلفاً.

    يتواصل.. حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا.
    محمد جمال
    ----

    Post by Mohamed Gamaleldin.
                  

05-30-2014, 01:54 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20358

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    قراءة محمد جمال ممتعة جدا كالعادة ..
    لم تعجبني المقدمة ,, أظن محمد قد تكاسل فيها الي حد ما .. ولعله تواضع نحو القارئ تواضعا ليس في محله الصحيح !! لا اعلم ولكن .. لم تعجبني المقدمة !!!

    شكرا جزيلا ابوجديري ..
    مودتي
                  

05-30-2014, 02:52 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: محمد حيدر المشرف)

    ود المشرف سلامات
    شكراً لعبورك من هنا. العبرة بالخواتم :)
                  

05-30-2014, 05:27 PM

نجم الدين سعدابى
<aنجم الدين سعدابى
تاريخ التسجيل: 05-18-2014
مجموع المشاركات: 168

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    الأخ العزيز الشيخ أبو جديرى حياك وبياك

    من القصص التى أهواها ويعجبنى هواها
    حقاً
    قراءة ممتعة لقد إستمتعت حقاً بالحروف والحياكة الجميلة المشوقة لها

    فإنى هنا أحجز مكان بينكم حتى اتعرف لفنيسيا نهايتها الجميلة

    متاااااااااابعة مع كامل الحب
                  

05-30-2014, 06:12 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: نجم الدين سعدابى)

    حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا.. حلقة "4"

    "مونتجمري؟" رددت ببعض الإستغراب "هو إسم الأسرة" "طبعاُ، طبعاً الآن فهمت"
    Vanessa Daniel Montgomery
    مونتجمري الكبير (السير روبرت مونتجمري) ضابط إداري في السلك الإستعماري البريطاني إيرلندي الأصل كان مديراً لإحدى مقاطعات البنجاب في الهند الكبرى، سميت بإسمه تلك المنطقة فأصبحت مقاطعة مونتجمري، وفي العام 1978 تحول الإسم إلى ساحوال. ولد مونتجمري في صباح 2 ديسمبر 1809 ورحل مساء 28 ديسمبر 1887 ودفن بجانب أفراد أسرته في مدينة ديري في إيرلندا الشمالية. رفعت فانيسا بغتة ساقها اليمنى على حافة المائدة، قاطعة سرد الحكاية الشيقة
    "Dad knows more"(أبي يعرف المزيد).
    "قدمي تؤلمني" قالتها بدلال فزحفت بمقعدي إلى حيث وضعت فانيسا ساقها مشوب ببعض القلق. لمست الساق بيدي برفق، رأيتها بديعة، ناعمة ملساء، ليست كما رأيتها في اللوحة التشكيلية، يبدو جلياً أن فانيسا أزالت الشعر ظهيرة اليوم. كان هناك حزام أحمر على ظهر قدمها بفعل الحذاء الجديد، مسحت لها منطقة الألم بأصبعي "سأكون بخير، لا تقلق" وواصلت "لم تحدثني عن علاقاتك الغرامية السابقة؟" وأحتجت "أنا أخبرتك وأنت لم تخبرني بعد!".

    مازحتها " كان عندي ألف علاقة سابقة" "جد؟"، "طبعاً لا"، ضحكنا، "أنا مثلك عندي ثلاثة علاقات جادة في الماضي"، "قل لي المزيد، كيف بدأت وكيف أنتهت الأشياء". فانيسا كانت أجرأ وأدق مني في ذكر التفاصيل وتذكرها. أخبرتني عن لحظة فض بكارتها. كان عمرها أربعة عشر عاماً. "إبن الجيران"، "كنتي راضية؟، "لا أدري!"، "هل كانت العملية مؤلمة" "مممم، لا أذكر" صمتت ثم قالت "لا ليست مؤلمة، عادية"، "كانت ممتعة"، "لا، عادية"، "هل كانت ذاكرة جميلة"، "مممم، لا أدري، لا، لا ليست جميلة، عادية". أنزلت فانيسا ساقها ورفعت فردة الحذاء اليمنى أخذتها منها عاينتها كانت الأطراف بالفعل حادة.
    وضعت فانيسا منديل ورقي مكان الألم وقامت تمشي ناحية التوليت، فأقتنصت الفرصة وذهبت بدوري إلى التوليت، كان توليت النساء مقابل لتوليت الرجال في الناحية القصوى من المطعم الفسيح. التوليتات نظيفة وفي غاية النظام.

    عندما خرجت للتو من التوليت لمحت فانيسا في الناحية الأخرى تقف أمام المرايا حافية القدمين تعيد ترتيب الميكياج بينما تحمل حذائها بيدها اليسرى، نظرت إليها ملياً وأبتسمت بشكل تلقائي. فانيسا جميلة الجسد من كل الإتجاهات، رأتني في المرايا فنادتني "تعال" ترددت، كررتها بحزم "قلت لك تعال". نظرت إلى الخلف ودخلت توليت النساء، كان أكثر نسقاً ونظاماً، ولو أن هناك روائح رهيفة غير محببة تنبعث منه، أظنه بفعل مخلفات العادة الشهرية لبعض الزبونات كما العاملات.

    جذبتني فانيسا عليها، أتكأت على كتفي بثقلها كله ورفعت ساقها الأيمن، وضعت قدمها في حوض الغسيل فأنكشف فخذها حتى القاع لكنها لا تهتم، شرعت في غسل قدمها "انت ولد مطيع" وعضتني برفق في حلمة أذني فشعرت بالجلة تدغدغني و نهداها الصلدان بارزان لمرمى نظري من تحت الفستان وأنفاسها ساخنة تهب ناحية وجهي.

    وبينما نحن في ذاك الوضع الإستثنائي سمعنا صوت النادل من خلفنا "يبدو جلياً أنكما في حالة حب لكن هذا ليس المكان المناسب لهكذا إجراء".

    يتواصل.. حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا.
    محمد جمال

    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 05-30-2014, 06:25 PM)
    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 05-31-2014, 00:24 AM)
    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 05-31-2014, 02:09 AM)
    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 05-31-2014, 02:24 AM)

                  

05-30-2014, 06:44 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    العزيز نجم السعدابي

    حياك الله وبياك

    نسعد بحضورك البهي
                  

05-31-2014, 02:28 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    تم إعادة نقل الحلقة 4 عدة مرات معليش كان هناك غلط فني

    -

    اتمنى لكم قراءة ممتعة ومفيدة
                  

06-01-2014, 07:14 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا.. حلقة "5"

    الفرقة الموسيقية مكونة من أربعة أشخاص من أصول رومانية يعزفون أنغام هجين غجرية/تركية في سمت رهيف. وضع النادل أمام فانيسا طبقها الأساس، خليط من الباذنجان والبطاطس والمشروم والبروكولي مع صلصة الصويا وقسط من الأعشاب الكاريبية، بينما تكون طبقي في الأساس من جمبري بالسبانخ مع شوربة المحار. علقت فوطة المائدة على رقبتي إلتزاماً بالإتكيت، لم أشعرني في حوجة ماسة لها، فقط كان معظم الناس من حولنا في المطعم يفعلون ذلك، فانيسا لم تفعل. أكملت فانيسا كوب النبيذ الأحمر الأول بينما أنا ما أزال أغالب كوبي الثاني المصنع من روح اليانسون.

    "طبقك يبدو شهيا" كان قراراً وليس إستفساراً، عندها مدت فانيسا قطعة من المشروم المحمر إلى فمي ثم مازحتني "سأحولك يوما ما إلى نباتي" ضحكت وواصلت "كيف وجدت الطعام الذي طلبت"، "شهي، شهي جداً، لكن للأسف لا أستطيع أن أجعلك تجربينه كونك نباتية" وما زحتها بذات القدر الذي فعلت "سأحولك يوما ما إلى آكلة لحوم من جديد" فداست برفق على قدمي اليسرى بقدمها اليمنى وردت بصرامة "لا". كانت هناك لحظة صمت قلقة بعض الشيء، قطعتها فانيسا "قلت لي أنك لا تؤمن بالصدف"، "أنا أؤمن بكل شيء وأنكر كل شيء"!.

    "لم يكن لقاءنا صدفة إلا بقدر ما يكون الكون كله صدفة. نحن مجهزون منذ الأزل لهذه اللحظة".

    عندما يلتقى شخصان عبر المصادفة في مكان واحد لن تجعلهما الصدفة وحدها يلتقيان من حيث المزاج ما لم تكن هناك ترتيبات وجدانية وجسدانية مسبقة أزلية السمت. ذاك المزاج مرجعيته في الإنفجار الكوني العظيم The Big Bang "بيق بانق"، الإنسان عمره مليارات السنين، كلنا نشأنا وبدأنا من هناك "انت فيلسوف"، "لا أعتقد، هذه ليست فلسفة وإنما رؤية" قاطعتني فانيسا متسائلة "خيال علمي؟، أنا أحب الخيال العلمي" ثم حثتني على المواصلة قبل أن تسألني عن رؤيتي في معنى "الصداقة والحب والجنس" وتخبرني بدورها بما عندها.

    لحظة الإنفجار الكوني العظيم أحدثت عدة مظاهر شكلت الوجود الحالي بكل مكوناته وما تزال تفعل فعلها، تلك المكونات بعضها مرئي للعيان مثل الأجسام لكن معظمها عصى على المشاهدة بالعين المجردة مثل الروح.

    ليس الروح وحدها هناك المزيد لكننا لا نعلم كل شيء في الوقت الراهن. مركز المادة المتفجرة "نواتها" تحولت إلى روح وبقية المادة ظلت كما هي، ولو أن كلها روح أو في سبيل أن تكون!. وبمثل ما تكون هناك مادة منفلتة تسبح هائمة في الفضاء هناك أرواح منفلتة كما هناك موجات بين بين نشعر بتأثيرها احياناً في عالمنا البشري الخاص هي "الجن". العالم ما زال منذ تلك اللحظة الحاسمة يتشتت ويهرب إلى الأمام لكن في شبه تناسق مع بعضه البعض كونه كله وليد تلك اللحظة العظيمة "بيق بانق". تلك اللحظة ما تزال تشكل مزاجنا في تنويعات مختلفة في المقدار وفي النوع، وذاك هو سر الأبراج والأجرام السماوية. إنه سر لقائنا أنا وانت يا فانيسا وسر كل شيء!.

    "هكذا ألتقينا أنا وأنت في القطار إذن؟"، "نعم هو بالضبط ما حدث، لكن ليس القطار وحده بل المزاج أيضاً". البيق بانق لا يشكل مزاجنا وأذواقنا الحسية والمعنوية فحسب بل أيضاً رؤيتنا للحياة والأشياء ومصيرنا في الماضي والحاضر والمستقبل.

    "ما هذا؟."، "ماذا؟"، "الفراشة الصغيرة من على كتفك، الوشم"، "لا تقل لي أنها من نسل البق بانق" ضحكت فانيسا بشهية وواصلت في شرح معنى الوشم ومتى حدث "كان عمري تسع سنوات، كنا أنا وجانيت شقيقتي الكبرى في نزهة في بلدة بالجوار في شمال يوركشير، تصادف أن مررنا بمكان خاص برسم الوشوم فقررت جانيت في الحال أن تضع مثل هذا الوشم على كتفها ففعلت بشكل تلقائي مثلها".
    "طبعاً هو من البق بانق، كل شيء يأتي من هناك، حتى جانيت شقيقتك، لا شيء يأتي من العدم ولا صدفة"، قاطعتني فانيسا بينما هي تحدق في عيوني "بالمناسبة ظهيرة اليوم تحدثت مع جانيت عبر التلفون، هي صديقتي قبل أن تكون أختي، فحدثتها عنك"، "ماذا قلتي؟"، "ربما يكون عندي هذا المساء موعد رومانسي مع شاب هولندي لطيف"، "أنا لست هولندي"، "أعرف أنك من أصول سودانية"، "الأكثر مطابقة للواقع أنني سوداني/هولندي، على الأقل رسمياً، البيق بانق هو الذي فعل". ضحكت فانيسا من جديد بشهية، وذهبت خطوة أخرى في الحوار الحميم "هل تعني أن أرواحنا أنا وانت متطابقة؟". كانت تلك لحظة جديدة للتأمل في وجوه بعضنا البعض وفي خواطرنا معاً إنفجار كوني عظيم!.

    يتواصل.. حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا.
    محمد جمال

    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 06-02-2014, 04:05 AM)

                  

06-02-2014, 02:30 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    سأنقل كل حلقة جديدة في ميقاتها متابعة لصيقة مع الكاتب
                  

06-02-2014, 09:53 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    قصة واقعية ولا رواية، تفرق؟
                  

06-02-2014, 10:02 AM

نجم الدين سعدابى
<aنجم الدين سعدابى
تاريخ التسجيل: 05-18-2014
مجموع المشاركات: 168

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    Quote: قصة واقعية ولا رواية، تفرق؟


    ونحنا بدورنا ننتظر بلهفة .. لان القصة الحقيقية أروع

    محبتين وزد عليهن حب فنيسيا
                  

06-02-2014, 01:09 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: نجم الدين سعدابى)

    هلا بالنجم السعدابي السعيد في رحاب فانيسا
                  

06-03-2014, 00:01 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا.. حلقة "6"

    بدأت جلسات المؤتمر في يومه الثاني والأخير متأخرة نصف ساعة عن وقته المعلن لأسباب فنية. جلست فانيسا في الصف الثالث في الركن الأيمن من القاعة بينما أخذت مكاني في المنصة. ورقتي الأساسية نازعة إلى نقد مفهوم المجتمع المدني لدى المؤسسات الدولية الرسمية مصطحبة نقداً موازياً للمانحين الكبار في الغرب الأوروبي وأمريكا وهم داعمون أساسيون للكثير من منظمات المجتمع المدني الناشطة في المجتمعات النامية لكن وفق شروط كثيرها مضاد للمثل والمبادي المعلنة. غير أن جل النقاش وجه إلى النظرة الساعية إلى إعادة تعريف المجتمع المدني بما يتسق مع واقعه الفعلي والعملي.

    "شكراً جزيلاً مستر شاكر المصباح"، "الآن الفرصة مفتوحة للنقاش" كهذا أعلن مدير المؤتمر، فسادت برهة صغيرة من الصمت وكأن القوم يتفكرون. عاينت ناحية فانيسا فلم أجدها في مكانها، فتشت الوجوه في القاعة الفسيحة، ليست هناك.

    "أنت هناك، تفضل"، "الفكرة تبدو جيدة"، "عرف نفسك لطفاً" قاطعه المدير "كلارك أديسون، أستاذ جامعة مينيسوتا"، "تفضل"، " فكرة أن لا مجتمع مدني واحد وأن المجتمعات المدنية تختلف من مكان إلى مكان ومن زمان إلى آخر فكرة جيدة وربما كانت نظرة معبرة عن الواقع العملي لكن ما هي العناصر الحتمية المشتركة في جوهر المجتمع المدني؟"، "جميرا روبنهود، المؤسسة الدولية لتنمية الموارد البشرية، هناك جوانب مشوشة في نظرية مستر المصباح القائلة بتعريف جديد للمجتمع المدني كون" تكلمت السيدة جميرا روبنهود عشرة دقائق خلصت خلالها إلى أن لا حوجة لتعريفات مفهومية جديدة للمجتمع المدني كون ما لدينا كفاية ويفيض من التنظير نحن نحتاج للأعمال أكثر من الكلام، فالمهددات والمآزق التي تجابه البشرية بمكان من الوضوح لا يقبل الجدل "الفقر والأوبئة والأمية والحروب الأهلية والاحتباس الحراري والمهددات البيئة الأخرى"، عندما انتهت جميرا روبنهود من مداخلتها المستفيضة، قال رجل يجلس من خلفها "والإرهاب" دون أن يطلب الإذن من إدارة المؤتمر مضيفاً مهدداً جديداً مختلفاً إلى لائحة جميرا روبنهود، فعرف نفسه لاحقاً وفق طلب الإدارة "قاريسون شانهيل، متدرب بمركز الدراسات الاستراتيجية، لندن". "آرتي شانان، رابطة المرأة الهندية، مدراس الهند، ذكرت في معرض حديثك أن العنصرية الغربية ضد الآخرين أكبر من غيرها كونها متسلحة بمقدرات مادية وتبريرات معنوية أكثر من غيرها مع أنك قلت أن العنصرية موجودة في كل أركان الأرض بنفس القدر وبين كل الأجناس والأنواع والأعمار، فكيف يستقيم هذا القول، وماذا عن المرأة و الأطفال والكادحين البسطاء، لا أعتقد أن الأمر يستوي،وهل إذا ما أمتلكن النساء قوة مادية تفوق ما لدى الرجال وأصبحن هن الحاكمات الفعليات سيمارسن ذات القدر من العنصرية والتمييز؟". حدثت جلبة صغيرة صادرة من الناحية الخلفية للقاعة بعد انتهاء آرتي شانان من مداخلتها.
    سجلت حتى تلك اللحظة على دفتري سبع استفسارات وعدة مداخلات وإضافات أخرى. ما زالت فانيسا غائبة. "الفرصة عندك للتعقيب مستر المصباح" ألتفت ناحيتي المدير وواصل "فقط نرجو الإيجاز فالزمن المتاح على وشك النهاية". قبل أن أبدأ في الرد على أسئلة المتسائلين لمحت فانيسا تعود إلى القاعة وتحمل بيدها جهاز الموبايل.

    "جوهر المجتمع المدني في مظهره، إذ لا ذات قائمة بذاتها للمجتمع المدني .. كما ان المجتمع المدني يتمظهر هيكليآ في ذات الوقت الذي يتمظهر فيه لا هيكليآ ودائمآ بطرق منوعة ومتمايزة.

    فإن جاز تشبيه المجتمع المدني بالبحر فان موج البحر هو تمظهره. وإذا تحقق أن نرى البحر في سكونه بأعيننا ونسبح فيه بأجسادنا، فالمجتمع المدني عكس ذلك تماما فهو لا يرى ولا يحس الا حينما يتمظهر. لأن لا ذات للمجتمع المدني قائمة بذاتها. لا يوجد جوهر للمجتمع المدني. فجوهر "المجتمع المدني" هو مظهره هو "تمظهراته" ليس إلا. المجتمع المدني مجرد خط بياني متصور الغرض منه قياس الحالة، ليس إلا. ولهذا لا تتحدث الناس عن المجتمع المدني والا تطابق حديثهم مع تمظهراته أي هياكله وأحداثه. كما لا يوجد مجتمع مدني واحد يحمل نفس الصفات والمواصفات ويتمظهر بنفس النسق والمنوال. كل تمظهر مدني عنده خصائصه المتفردة وفقآ للأسباب الواقفة خلف كل تمظهر من التمظهرات. التمظهر المدني مثل بصمات الأصابع لا يتكرر مرتين في نفس الآن والمكان، فعلى سبيل المثال النقابة المحددة لا تتطابق مع نقابة أخرى في كل شيء كما الأمر نفسه يكون لدي الطائفة والعشيرة والقبيلة. تلك التمايزات "متفاوتة الحجم" تجد خلفيتها في جدلية "الهدف والقيم واللائحة".

    ووفق هذا الفهم فالمجتمع المدني في المفاهيم والتصورات النظرية يشبه تصور الناس للآلهة في ثقافات مختلفة وأمكنة وأزمنة مختلفة، يقرونها وينكرونها ولا يرونها، فقط تجلياتها أو ما ظنوه. ولو كانت بعض الناس غير مؤمنة بأي إله محدد فإن كل الناس على يقين بوجود المجتمع المدني لكنهم لا يتفقون على أي شيء حياله حينما يأتي ذكره.

    فالمجتمع المدني، يجوز أن ننظر إليه كمصطلح تقني بحت (لا قيمي و لا أخلاقي) لا يتعرف في جوهره بالخير ولا الشر ولا الحداثة أو التقليدية ولا التقدم أو التخلف ولا العلمانية أو الدينية. تلك الفاظ قيمة تتعرف وفق منظوماتها القيمية المحددة ولا يجب أن تحيل بحال من الأحوال الى "المدني". فالمجتمع المدني يكون بمثابة الميدان المادي للصراع القيمي والأيديولوجي لكنه هو ليس ذاته الصراع. إنه الفضاء فحسب. فضاء التجليات!. الفضاء الذي تحلق فيه العصافير الملونة "الجميلة" والبريئة والصقور الجارحة والبعوض والحشرات العديدة. هو الفضاء فحسب، هو ليس العصافير الجميلة البريئة ولا الصقور الجارحة. إنه الفضاء الشاسع القابع في سلبيته. فضاء للخير بقدر ما هو فضاء للشر، فضاء للباطل والحق وللقبح والجمال. هو الرمز ليس إلا بينما تكون تجلياته هي الحقيقة!.
    جدلية الخير والشر ""
    يتعرف المجتمع المدني بخيره من شره القائم أو المحتمل لا ببنياته قديمة أو حديثة وإنما بحسب أفعاله الصالحة أو الطالحة من مجالات الفعل الموجب والتي يمكن رؤيتها في: 1- التنمية 2- السلام 3- الحكم الرشيد 4- الحقوق )حقوق الإنسان والحيوان والطبيعة(Human, Animal and Nature Rights "HAN"
    5- الإبداع و6- المجال المفتوح (الثقافي-الإجتماعي- الترفيهي). وذلك بقياس المسافة بين الصفة الخيرة ونقيضها، من مثل: التنمية مقابل الدمار والسلام مقابل الحرب والرشد مقابل الطغيان والحق مقابل الباطل والإبداع مقابل التحجر و المفتوح مقابل المغلق".

    بعد نهاية الجلسة الأخيرة مباشرة ألتف حولي عدد من الحضور لديهم المزيد من الاستفسارات وبعضهم يطلب وسائل الاتصال وكان هناك صحفية تقف بجواري تخبرني عن رغبتها في إجراء حوار حول الأمر في مستقبل الأيام، في تلك الأثناء وجدت فانيسا تمسك بيدي اليسرى وتخبرني في أذني أن شقيقتها جانيت على الهاتف تود محادثتي الآن وللحظة. استنفدت المحادثة نصف زمن المسافة بين قاعة المؤتمر ومقرنا في فندق إيتاب.

    أخذت فانيسا حماماً دافئاً وعادت إلى السرير، كانت الساعة التاسعة مساءاً، كان الطقس كعادته حميماً "أريد أن أعرف المزيد؟" قالتها بدلال وجلست بجانبي "تقصدين المجتمع المدني؟"، "لا، أقصد البيق بانق" وضحكت بصوت عال "أعدك أن أحدثك عن كل شيء أستطيع"، " هل ستلبي دعوة جانيت بزيارتنا في البيت"، "ربما أفعل"، فقالت تأمرني "ستفعل".
    تصورت في البدء أن فانيسا تسألني المزيد من رؤيتي عن كيفية تخلق المجتمع المدني وحياته ومماته وكنت قد رويت لها حكايتين خياليتين تجسدان رؤيتي حيال المسألة، القصة الأولى هي "مشهد النار" والثانية "مقتل الوحش".

    يتواصل.. حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا.
    محمد جمال

    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 06-03-2014, 01:08 AM)

                  

06-03-2014, 12:01 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    وفي إنتظار المزيد
                  

06-03-2014, 06:36 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا.. حلقة "7"

    بينما كنا نقف في البلكونة والعيون في العيون نحتفي بنا ونحكي عنا، ضحكت فانيسا بشهية، سقطت على صدري ثم أعتدلت في سبيل إكتمال الحكاية التي تروقها جداً "قل لي كيف ألتقينا أنا وأنت قبل حدوث البيق بانق" ثم رجتني "لحظة" دخلت إلى الغرفة جاءت بكوبين من الكبتشينو الكلاسيكي مصنع من الرستريتو إسبرسو الإيطالي، في تلك الأثناء كنت متكئاً على حافة درابزين البلكونة أنظر ناحية الأفاق البعيدة أتأمل سحباً رهيفة تلاعب وجه الشمس. وضعت فانيسا الأكواب على المائدة وطوقتني بذراعيها من الخلف وخدها الأيسر يلتصق برقبتي وأنفاسها في أنفاسي بنكهة الرستريتو إسبرسو الذي تذوقته في الداخل للتو .

    "حدثني عنك، قل لي المزيد"، "البيق بانق؟" ثم ضحكنا معاً نهز الدرابزين ويهتز صدر فانيسا من خلفي وتهتز السحب الهائمة في الفضاء تعطي مساحة لوجه الشمس فكان كمال الإشراق.
    "أنا؟"، "نعم أنت". فكرت لوهلة ماذا أقول لها!. كانت فانيسا راغبة في معرفة خلفياتي السايكلوجية والإجتماعية "هويتي". الهوية بنت مجتمعها بنت الأرض بنت السماء بنت البيق بانق. طبائع الأنفس تختلف بإختلاف مجتمعاتها والبيق بانق واحد.
    أنا كنت ذرة صغيرة في قلب السديم الأول المتكلس تريليونات السنين قبل البيق بانق وانت هناك، قاطعتني فانيسا "أطوقك هكذا من الخلف؟"، "لا، كنتِ من أمامي". عندها فكت فانيسا وثاقي وبدلتني موقعها في وردية من دوام شديد الحساسية بينما لا تزال السحب في الفضاء تجري إلى مستقر مستحيل.

    "نعم كنتِ هكذا من أمامي"، "تضمني إليك هكذا؟."، "نعم تماماً"، "وهل كنت أنا سعيدة؟"، "كنا معاً في غاية الحبور". "وفجاة وبغتة وبلا مقدمات وعلى حين غرة وغفلة حدث دوي مهول فأنفجر الغطاء الذي يغطينا وتشتت في المسافات البعيدة، ذاك كان البيق بانق، فضعنا، تهنا عن بعضنا البعض 14 مليار سنة، وفي اللحظة المرتبة وفق نظام فوضى الإنفجار العظيم جئت أنا بهيئتي هذه إلى بلدة صغيرة على الضفة الشرقية من النيل في السودان وجئتِ أنتِ بهيئتك هذه إلى بلدة أخرى صغيرة في شمال يوركشير في إنجلترا".

    عندها أنقلبت فانيسا إلى الأمام "هل كنا نبحث عن بعضنا البعض كل تلك المدة؟"، "نعم"، ضمتني إليها "وألتقينا في القطار؟"، "طبعاً"، أزاحت فانيسا جسدها عن صدري، أعتدلت من أمامي وتساءلت بجدية "سنبقى معاً إلى الأبد؟"، "ليس بالضرورة"، دهشت فانيسا، فتحت شفتيها لتقول شيئاً لكنها صمتت من جديد وكأنها تفكر، فواصلت أنا "نعم ليس بالضرورة أن نبقى معاً إلى الأبد بالمعنى اللحظي، ليس ممكناً، لكنني سأحبك إلى الأبد، في حضورك المادي وفي غيابك"، "وأنا أيضاً سأحبك إلى الأبد"، "أعلم، نحن في هذا الحب منذ لحظة السديم ما قبل البيق بانق".

    "وإن إفترقنا يا فانيسا، يا صنو روحي فإننا لن نفترق، سأذكرك وأشعرك على مر السنين والدهور حتى ألتقيك من جديد في دورة البيق بانق، وسأحدث عنك الناس والكائنات والأشياء إلى حين لقاء"، "ستكتبني رواية؟"، "لا، أنا لا أجيد مثل ذاك الخيال، لكنني أعرف جيداً صناعة الوشوم، سأجعلك وشماً في كف الخلود".

    انقشعت السحب عن وجه الشمس في كرة جديدة، فنظرت فانيسا ناحية السماء تضع يدها فوق جبهتها تغالب ضوء الشمس الساطعة، ثم "أوه نسينا الكبتشينو، لقد برد، لكن لا بأس سنشربه". وفي اللحظة التي رفعت كأسي بادلتني فانيسا كأسها "انت تشرب كأسي وأنا أشرب كأسك".

    رفعت الكاس الذي بادلتنيه كي أشرب، أوقفتني فانيسا "ليس هكذا يشرب نسل البيق بانق"، رشفت جرعة، أقتربت مني أكثر ووضعتها في فمي، ضحكنا، تشتت قطرات الكبتيشنو على رقبتينا وصدرينا، لكن فانيسا أصرت على أن تواصل العملية الشيقة المجنونة حتى النهاية، كانت لذيذة.
    "هل كنا نشرب الكبتشينو هكذا تريليونات كنا في السديم قبل البيق بانق؟"، "طبعاً"، ضحكنا معا. "كيف كنت تشعر بي؟"، "أنتِ كنتِ كل شيء وعندما تشعر روح الكائن منا بكل شيء لا يشعر بشيء، يكون هو الوجود كله والوجود هو، كان بصرنا حديد".

    مشت فانيسا عدة خطوات إلى الوراء، دارت عدة مرات كاشفة عن نسق قوامها الممشوق "هل كانت هيئتي ذاتها؟"، "لا، بالطبع لا، لكن انتِ تجيئين كل المرات في كل المراحل في الهيئة التي تروقني". لعقت فانيسا بلسانها قطرة كبتشينو أخيرة سقطت على نحري "لا تقلق سنأخذ بعد قليل حماماً دافئاً معاً" وجرت إلى الداخل، كان هناك ثمة رنين تلفون، عادت تتحدث بالموبايل مسكتني من على كتفي بشدة وهي تومئ برأسها "نعم سيأتي معي إلى البلدة، نعم، نعم، هو ليس صديقي فحسب، نعم، هو، هو، هو أكثر من ذلك بكثير، مع السلامة جانيت، قبلاتي لماما".

    يتواصل.. حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا.
    محمد جمال

    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 06-03-2014, 10:53 PM)
    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 06-03-2014, 11:43 PM)
    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 06-03-2014, 11:46 PM)
    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 06-03-2014, 11:48 PM)
    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 06-04-2014, 00:56 AM)

                  

06-03-2014, 11:55 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    نسخت الحلقة 7 اعلاه عدة مرات لأسباب فنية حتى اكتملت بالشكل الذي كتبه بها الكاتب، معليش. أتمنى للجميع قراءة ممتعة ومفيدة وإلا فلي أجر الإجتهاد!
                  

06-04-2014, 09:49 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    إضاءة استباقية: حكاية فانيسا الإنجليزية أو (الانفجار الكوني العظيم/ بيق بانق) و (أشباح العنج) .. مشروعان يصنعان في الهواء الطلق!

    ((من موقع الراكوبة: http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-50443.htm)


    أعكف هذه الأيام على كتابة روايتين الأولى "أشباح العنج" تستند على ذاكرة جدتي آمنة بت حماد وقد نشرت منها حتى الآن 15 حلقة من المادة الأولية التي سأصنع منها الرواية وتدور أحداثها في الأساس في منطقة أم أرضة (جبل أولياء) على الضفة الشرقية من النيل كما مدينة سوبا التاريخية، الأمور تسير على ما يرام تجاه هذا العمل الساعي إلى استرجاع ذاكرة العنج كسلطة وشعب انزويا بغتة في طيات التاريخ!.

    العمل الثاني رواية بعنوان "بيق بانق" تدور معظم أحداثها في مقاطعة شمال يوركشير البريطانية وبطلتها شابة إنجليزية تدعى فانيسا مونتجمري، نشرت حتى الآن 7 حلقات من المادة الخام التي سأصنع منها الرواية، وهو ذات الشي الذي فعلته عند رواية سيلفيا الهولندية التي صدرت العام الماضي عن دار أوراق المصرية متوفرة على النت عبر الرابط التالي
    http://riverswar.com/

    رواية بيق بانق نازعة إلى سبر الأعماق النفسية عبر إزاحة الأغطية الظاهرية المتمثلة في الجسد والعرق والتاريخ والجغرافيا والثقافة السائدة والإحكام المسبقة في لغة سردية صريحة معظم الأوقات، أي محاولة الرجوع بالذات إلى جوهرها الأصيل والبداية بها من جديد في عالم جديد مواز للعالم الواقعي.

    عملية التحول من العالم الواقعي إلى العالم الجديد "البديل" ربما كانت قاسية ولا رحمة فيها وستتطلب بحكم الضرورة عدة عمليات تفجيرية عنيفة موجهة إلى حواجز اللغة والتابوهات والأيدولوجيات البالية المتيبسة وتلك الزائفة المتاجرة بأحبولة "حراسة الطهارة" في الكون .. "بيق بانق".

    # المادة الأولية الخام ليست بالضرورة ستجي في كل المرات حرفياً في نسق العمل حين كماله المادي.

    وهذا إخطار مني صغير للأصدقاء والمهتمين الذين تساءلوا عن الأمر في الفيسبوك وموقع الراكوبة ومنبر سودانيزأونلاين.. محبتي الأكيدة.
    تحياتي، محمد جمال
                  

06-05-2014, 00:11 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    هنا مقدمات رواية (أشباح العنج ) واشياء أخرى كثيرة:

    حكايات مع حبوبة "آمنة بت حماد": للروائي محمد جمال الدين
    http://www.sudaneseonline.com/board/470/msg/1399573589.html

    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 06-08-2014, 00:08 AM)

                  

06-05-2014, 11:10 AM

الزبير بشير
<aالزبير بشير
تاريخ التسجيل: 08-11-2009
مجموع المشاركات: 1770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    التحيه للشيخ ابو جديري
    التحيه للاخ محمد جلال الدين

                  

06-06-2014, 07:19 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الزبير بشير)
                  

06-07-2014, 00:30 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    هلا بالعزيز الزبير بشير
                  

06-07-2014, 06:37 AM

الزبير بشير
<aالزبير بشير
تاريخ التسجيل: 08-11-2009
مجموع المشاركات: 1770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    اسف جدا

    التحيه الغاليه للاخ محمد جمال الدين

    اخي الشيخ ابو جديري لك كل الود


    تخريمه : ابن عمي الوهابي محمد جلال الدين اسمه عامل لي لخمه


    الزبير الختمي
                  

06-07-2014, 10:42 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الزبير بشير)

    تسلم أخ العزيز الزبير ولا يهمك الاخطا المطبعية عادية
                  

06-07-2014, 11:46 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا.. حلقة "8"

    عندما خلف البص يوركشير الغربية على مشارف الشمالية لم يعد به الكثير من المسافرين، كانت فانيسا تجلس قبالة النافذة تتكئ على كتفي ملقية ساقها اليمنى بين ركبتيي وهي تدندن بصوت رهيف أغنية "نهر اللاعودة".

    وفي محاذاة شارع دونكاستر ليس ببعيد من نهر الأوز أشارت فانيسا بأصبعها عبر نافذة البص "انظر إلى ذاك المبنى، هذه مستشفى النصب التذكاري للحرب العالمية الأولى، هنا جئت أنا لأول مرة إلى الوجود الحاضر".

    المخاض كالعادة يكون عسيراً . كان بالغرفة المضمخة برائحة الديتول قابلة ومساعدان والسيد دانيل مونتجمري وأنين وآهات مارغريتا أكرمان. ثلاثة ساعات كاملات من الألم والقلق. كان دانيل قلقاً بدرجة متوسطة الحال، لم تكن المرة الأولى، جاء إلى هذا المكان من قبل ثلاث مرات، وكانت مارغريتا تتألم بشدة لكنها تعلم يقيناً أن لا سبيل للحياة إلا بعبور باحة الألم.

    كان دانيل خلال كل تلك المدة جيئة وذهاباً بين سرير مارغريتا والنافذة الزجاجية الكبيرة المطلة على نهر الأوز. لم يكن النهر متاحاً للنظر بسبب الغيوم والضباب والمطر. كانت الأيام الأولى من بداية فصل الخريف. ظل دانيل ولعدة مرات يسلي نفسه بمراقبة خيوط الضباب وحبيبات المطر التي تنقر زجاج النافذة ثم تسيل في خيوط صغيرة متقاطعة كبيت العنكبوت. كانت الساعة التاسعة والنصف صباحاً، غير أن هناك ثمة عتمة تناصرها سحب سوداء سميكة وموجات متتالية من الضباب تلف نهر الأوز يجرحها البرق من حين إلى آخر مخلفاً من ورائه هزيماً يرج الأفاق مختلطاُ بأنين وآهات مارغريتا.

    وفي اللحظة التي أنقشع عندها القسط الأوفر من الضباب والغيوم والسحب وشرعت الشمس في إطلالة متعسرة و بدى نهر الأوز متاحاً للنظر جاءت صرخة الوليدة. قليلاً ووضعتها القابلة على الميزان وهي تنظر إليها "إنها جميلة وصحية، وزنها ثلاثة كيلوغرامات"، ثم تساءلت بلطف "ماذا أسميتموها" فأجاب كل من دانيل ومارغريتا في نفس الوقت "فانيسا".

    منزل آل مونتجمري في الناحية المتاخمة لضاحية هامينقبرو على الضفة الغربية من نهر الأوز في الحدود المنفلتة من سيلبي.

    كان هناك فقط رجلان وإمرأة واحدة في البص عندما نزلنا في إحدى المحطات المقابلة لهامينقبرو.

    عند منحنى نهر الأوز تبدى من على البعد مستقرنا، كان كوخاً فسيحاً من طابقين مصمماً على الطراز الإنجليزي الكلاسيكي، بابه الخارجي من المهوقني المعتق وذو حديقة أمامية بارزة وأخرى خلفية مسيجة بألواح خشبية طولها مترين، النوافذ العلوية في شكل مستطيلات صغيرة والسفلية مقوسة وأكثر رحابة.

    رائحة مياه الأوز يعضدها رذاذ رهيف تسيطر على الطقس. توقفت بغتة عن المسير بينما كانت فانيسا مستنزفة بالتفاصيل "هذه هي الهدية التي جلبتها لجانيت، وجب أن تعطيها لها بنفسك عندما نصل، دعني أحمل أنا الحقيبة". نظرت إلى نهر الأوز، شيء ما أخذ ببصري وبصيرتي!.

    شعرت لوهلة بسمت حميم وأنا أقف على حافة النهر ثم جاءت أجراس، سمعت صوت أجراس ما تأتي من البعيد، تتعالى، تشق عنان السماء، صم هزيم الأجراس أذنيي، كلما أستنشق رائحة مياه الأوز يزداد رنين الأجراس وجسدي تغزوه قشعريرة صادمة مركزها في صدري وموجات مغنطيسية تجرني ناحية عمق النهر . وكلما أزداد رنين الأجراس أصبح وقع الموجات المغنطيسية أكثر حدة من ذي قبل، أجراس صاخبة تأتي من البعيد وموجات مغنطيسية تجرني ناحية النهر تنتهي إلى قشعريرة في صدري.

    كنت وكأنني في غرفة إنعاش بمستشفى خاص بحوادث الحركة حينما أفقت على يد فانيسا تلطمني برفق على خدي وهي مذعورة "ما بك؟"، فتمتمت "لا شيء، لا شيء" ، ثم أستطعت إستدراك اللحظة "فقط شعرت بالإنتماء لهذا النهر، شعرت وكأنني منه، كأنه مني، كأننا شيئاً واحداً"، "لكن انت قلت لي من قبل أنك سمكة من النيل"، "نعم، قلت ذلك"، تلك هي العادة، ربما كانت هي فقط الإلفة، " كل شيء يقوم على العادة مشكوك في أصالته، نحن يا فانيسا لسنا من مكان واحد ولا زمان واحد ولا نهر واحد".

    يتواصل.. حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا.
    محمد جمال
                  

06-08-2014, 03:54 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا.. حلقة "9"

    نهر الأوز يعطي لشمال يوركشير معنً إضافيا. كلمة "الأوز" تعني الماء والماء تعني الحياة. يعبر النهر مدينة يورك مروراً بسيلبي حيث يقيم آل منوتجمري فمدينة قوول ليتحد مع نهر أور عند قرية فلاكسفليت في مقاطعة شرق يوركشير. نهر الأوز لا أمان له، متقلب المزاج، كثيراً ما يفيض مهدداً سيلبي التي تمرست بدورها على مقاومته وأقلمت ذاتها على مزاجه بالإحتياطات اللازمة. سيلبي قرية كبيرة أخذت إسم مدينة "تاون" كون بها الجهاز الحكومي والإدارة للقرى الصغيرة المجاورة ومنها هامينقبرو فأصبح الكل يعرف نفسه للأغراب بسيلبي.
    طرقت فانيسا الباب بكثير من اللهفة وهي تعلن من ثقب المفتاح "ها نحن جئنا".

    كان هناك بالخارج فانوساً ذا وميض أحمر أعلى الباب الخشبي، يضيء ويطفئ بشكل تلقائي. غرفة الجلوس فسيحة متعرجة ومقوسة الجدران، في منتصفها مدفأة كلاسيكية غير مستخدمة وعلى الجانب الأيسر قبل المطبخ المفتوح يوجد جهاز بيانو مغطى بورق بلاستيكي بني اللون تقوم فوقه مباشرة على الحائط صورة أبيض أسود لرجل ذي شوارب معكوفة يركب حصان ويحمل بيده بندقية صيد، تتراص من تحتها عدة صور بأحجام مختلفة قديمة وحديثة لأسرة مونتجمري الممتدة، تنتهي من الأسفل بطفل عمرة ثلاث أعوام هو دانيس إبن جانيت.

    كان دانيس تلك اللحظة ينام في الطابق العلوي. وفي الجانب الأيمن الأكثر سعة ورحابة طاولة الجلوس بمحتوياتها المعتادة وهناك أربع غرف نوم وحمام وتوليت منفصلين. وهناك مباني خارجية ملحقة ومرآب مزدوج يقوم في الناحية اليسرى عدة أمتار من المبنى.
    كان هناك ثلاث مقاعد للجلوس ذات سعات مختلفة على إحداهن جهاز كومبيوتر حديث "لابتوب" مغروز في فيشة كهرباء مثلثة الثقوب وعدة لعب أطفال تتناثر على الأرض.

    أزاحت جانيت اللابتوب رفعته إلى الأعلى وهي تحييني للمرة الثانية ثم دعتني إلى الجلوس في الركن الأقصى من المنزل ناحية اليمين وهي تضم اللابتوب على حجرها. في تلك الأثناء كنا نسمع صوت ماكينة تنظيف كهربائية يأتي من الطابق العلوي، كانت مارغريتا تجهز غرفة فانيسا.
    الطابق العلوي مكون من ثلاث غرف نوم وحمام وتوليت مشتركين ينتهي من أعلاه بقبو صغير مهجور كانت ألينا الشقيقة الوسطى تستخدمه في تربية طيور الزينة في يوم من الأيام. غرفة صغيرة أمام الأدراج مباشرة وأخرتان من جهتي اليسار واليمين أكثر إتساعاً، وهناك بلكونة صغيرة جهة اليمين تبدو وكأنها مقتطعة بطريقة تعسفية.

    الغرفة الواقعة في الزاوية اليسرى الملاصقة للحمام هي غرفة فانيسا مذ كانت بنت تسعة أشهر، ذات شباك صغير مستطيل مطل على نهر الأوز.

    في اللحظة التي وضعت فيها حقيبتي على الأرض في محاذاة السرير كانت فانيسا تفتح النافذة محدثة بعض الصرير "ظلت هذه النافذة مغلقة منذ مدة طويلة" شرحت لي فانيسا معنى الصرير ثم واصلت "خذ راحتك، انظر للأمور بسهولة، تستطيع أن تستحم إن أحببت".
    ثم فتحت لي باب الحمام، أطلعتني على الأدوات والمواد الموجودة بداخله "هذه الزاوية لي، هذه أشيائي أنا، تستطيع أن تستخدمها إن أحببت".

    أخذت زهاء نصف ساعة تحت الماء الدافئ، وفي اللحظة التي فتحت عندها الباب أهم بالخروج تصادف عبور جانيت التي جاءت تأخذ دانيس إلى الأسفل.

    جانيت طويلة القامة تميل إلى البدانة واسعة العينين، مهملة الشعر ولطيفة العبارة. تلك الأيام ليست على وفاق مع شريكها منذ عدة أشهر خلت. جانيت البنت الكبرى تعقبها أبيقيل فألينا وأخيراً فانيسا. أبيقيل تقيم وتعمل في مدينة يورك إثنتين و عشرين كيلوميترأً شمال سيلبي. ألينا مرتبطة بطبيب إيرلندي ويقيمان ويعملان معاً في مدينة أونتاريو الكندية منذ سنة ونصف. وأما فانيسا، فهي رهينتي!.
    "أتمنى أن يطيب لك المقام"، جاملتني جانيت بينما تمسك بيد دانيس على أول أدراك السلم الخشبي المتعرج، "شكراً سيدتي، شكراً على الحفاوة".

    عدت إلى الحمام من جديد أنضدد هيئتي أمام المرآة وعندما جئت إلى الغرفة من جديد صرت أسمع صوت ضحكات من حين إلى آخر تأتي عبر النافذة، حاولت أن أشبع فضولي لكن دون جدوى، لم أستطع رؤية أحد، فقط تبدى لي النهر يستقبل شمس الأصيل الوانية فغضت طرفي خشية ورهبة.

    جلست على السرير، قمت فجلست ثم قمت فجلست عدة مرات، تجولت في الغرفة الصغيرة منمقة الجدران، لمست حيطانها الأربعة وتشممت رائحتها. تأملت حقائب وأدوات فانيسا، كانت محببة بالنسبة لي بغض النظر عن قيمتها الفعلية والموضوعية.

    تعالت الأصوات والصيحات والضحكات من جديد مددت رأسي عبر النافذة، كانا دانيس وجانيت يلعبان معاً الكرة في المسافة الصغيرة القائمة بين البيت ونهر الأوز تقف بجانبهما فانيسا في ثوب رهيف تضع على رأسها طاقية دانيس البلاستيكية الحمراء، كان مشهدها فكهاً وشهيا. رأتني، أشارت لي بيدها وكذلك فعل دانيس بشكل تلقائي ، ثم صاحت تأمرني "أنزل، تعال".

    عندما هبطت إلى الأرض ووقفت بجانب فانيسا وجانيت ودانيس أحملق ناحية النهر كادت تتلبسني من جديد لوثة الأوز، لكن وقفت فانيسا حيالها ملتصقة بي "أما زلت تشعر بالإنتماء للأوز؟". نظرت إليها ملياً، رأيتها هذه المرة كما لم أرها من قبل، فانيسا أجمل وأرق وأعذب مما خطر لي أول وهلة. وقفت من أمامي تؤول إلى صدري وعيناها مليئتان بالإشراق ونهر الأوز من خلفها يبث أنفاسه في الأفاق، وكان هناك شيئاً عنيفاً يتدفق في جسدي وكأنه تيار الأوز: "أنا لا أشعر بالإنتماء للأوز فحسب بل لك أنتِ أشد، يا فانيسا".

    يتواصل.. حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا.
    محمد جمال
                  

06-08-2014, 04:21 PM

محمد الزبير محمود

تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 5698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    الملا محمد جمال ، سلامات لك عبر الكاتب
    يا زول حكايتك شنو من سلفيا الى فينسيا .
    وزي ما قال الزول داك ، دايما يا اخواني مع البنات !!!
    يا زول شوف ليك حاجة ترضي ربك ، وتنفعك في الآخرة .
    تحياتي
                  

06-08-2014, 11:56 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: محمد الزبير محمود)

    العزيز محمد الزبير محمود، تحية طيبة، وصلني الرد الآتي من محمد جمال وهو يسلم عليك كتير

    Quote: [12:52:56 ص] Md Gamaleldin: تمام، البوست على ما به من فوضى محتملة هادي J
    بالله وعليك الله سلم لي على السلفي الأصيل والجميل وصديقي حقاً في المعاني البعيدة محمد الزبير محمود.
    قرأت مداخلته.. نيرة والله.. دعه يدعو لي الله أن أكمل روايتي بخير فهو رجل خير. وأثق والله في إيمانه بما يؤمن.
    ولو أنني ضد كل من بيده صكوك الغفران أو يدعي إمتلاك، إحتكار الحق والحقيقة، تاريخ البشرية أثبت بجدارة فائقة خطل تلك العاهة.
    محبتي الأكيدة للسلفي الأصيل محمد الزبير محمود.. حياه الله وبياهandEcirc;andIacute;andiacute;andCcedil;andEcirc;andiacute;
                  

06-09-2014, 11:07 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    تعليق الصحفي بله عمر على الحلقة 9 من الفيسبوك اعجبني

    Quote:
    يمكن القول ان الرواية الان علي مشارف الاستواء ..... ان حالة القلق التي تنتاب ركاب العبارات والسفن والطائرات عند الاقلاع تتجاوزهم الي طاقم التشغيل بما في ذلك القبطان والطيار ولا تذهب تلك الحالة الا بعد الاستواء في الجو اوالولوج لمنتصف البحر بالنسبة للعبارات والسفن ...و ها نحن معك نتجاوز مضيق الانفجار الكوني العظيم واخاديد (البق بانق) الي انفاس العشاق وهم يمشون الهويني علي حافة نهر الاوز .. في سرد بديع ...... الرواية الان في حالة الشباب والقارئ يتحري شوقا ويتلهف لمتابعة الحدوتة و يلا علي راي المغنواتي مع التصرف (دور بينا البلد ديك احرق المرسيدس وابور الجاز)
    ;
                  

06-09-2014, 11:57 AM

أحمد ابن عوف
<aأحمد ابن عوف
تاريخ التسجيل: 04-26-2010
مجموع المشاركات: 7610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    كنت سارسل تحياتي لاثنين, الشيخ ابوجديري وصديقي الاديب محمد جال

    والان ساضيف تحية ثالثة لاخونا الشيخ ود الزبير

    متابعين بشدة
                  

06-09-2014, 04:46 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: أحمد ابن عوف)

    هلا بود ابن عوف
                  

06-09-2014, 10:55 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    افكر في نقل المزيد من التعليقات بعد الإستشارة
                  

06-10-2014, 09:58 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق..حلقة "10"

    كانت الساعة الثامنة والنصف صباحاً، نزلت فانيسا إلى الأسفل ثم عادت مدت رأسها ممسكة بحافة الأدراج الخشبية، تناديني "بيبان الإفطار". بيبان لقب خاص بي اشتقته فانيسا بتصرف من عبارة "بيق بانق" فأصبح الإسم الذي يناديني به الجميع في المنزل بما فيهم دانيس. عندما وضعت أول خطوة على الأرض رفعت جانيت يدها اليسرى من مفاتيح الة البيانو بينما هي في نهاية مقطوعة "مونلايت سوناتا"، نادت دانيس للقدوم إلى المائدة. كان دانيس ما يزال يلعب على الكمبيوتر.
    فانيسا ومارغريتا مشغولتان بإعداد المائدة. جلس دانيس في الركن الأيمن من الطاولة الفسيحة، طولها ثلاثة أمتار وعرضها مترين مغلفة الحواف بشريط من الفضة الخالصة. جاءت جانيت أصلحت من وضع دانيس على المقعد الخاص بخفة وبراعة وجلست في الناحية الواقعة من أمامي مباشرة، ومارغريتا في الركن الأيسر بينما جلست فانيسا بيميني لصيقة بي يحتك كتفها الأيسر بكتفي الأيمن بشكل تلقائي ومكنيكي.

    "أتحب الشاي بالحليب؟" سألتني مارغريتا كمقدمة للمزيد من التعارف بينما هي تصب الشاي السيلاني الأسود على كوب ثلثه من الحليب الساخن، أومأت برأسي "نعم، شكراً للطفك مدام". ناولتني فانيسا برادي الشاي والحليب ثم شرعت في إعداد طبقها من شرائح الطماطم الحمراء المقلية والفطر المملح والفاصوليا المخبوزة و الخوخ المطهي والعسل الأسود والخبز المحمص مع نصف كوب من عصير البرتقال. قدمت لي فانيسا قطعة من الفطر المملح : "جرب هذه"، كانت في الحقيقة رديئة لكنني كذبت على سنة شروط اللحظة: "يممم لذيذة"، ثم أعددت طبقي من بياض البيض والنقانق والبودنج وقليل من السلطة الخضراء وقطعة واحدة من الخبز المحمص.

    كانت مارغريتا فضولية بطريقة مكشوفة، واجهتني بعدة أسئلة روتينية، عادية لكنها مقلقة وسؤال واحد نوعي قبل أن أستطيع القيام بتكتيك مضاد بمساعدة عفوية من دانيس فاستفتيتها بصورة متكلفة في أمور السياسة البريطانية وتحديداً فيما يتعلق بالتعليم والصحة والضمان الإجتماعي عاقداً مقارنة بهولندا. وكنت أعرف سلفاً بواسطة فانيسا طبعاً، الخطوط العريضة لهموم واهتمامات مارغريتا العامة كما الخاصة والأسرية. كنت على يقين أن أموراً كثيرة ستكون سهلة وأفضل في علاقتي بفانيسا وبقية أفراد الأسرة إن لاقيت رضى أو إستحسان مارغريتا وكان حلمي أن أنال إعجابها وكان هو بالضبط ما خططت له بمساعدة موعية ودفع مرتب من فانيسا.

    كانت جانيت جل الوقت صامتة، شبه محايدة، فقط كانت تهز رأسها استحساناً كلما سمعت مني ما يروقها تجاه أسئلة مارغريتا النازعة إلى الكشف عن خلفياتي الأكاديمية والمهنية وعاداتي وسلوكياتي في الحياة وقياس مستوى ذكائي الإجتماعي. كانت الأسئلة تبدو بسيطة ومبررة لكنها في غاية الدهاء وبعض المكر الخفي.

    السؤال العادي لم يكن عادياً كان موجهاً لي وفانيسا بذات القدر: "كيف وأين التقيتما؟" ألقت مارغريتا بالسؤال على الطاولة ثم نظرت ناحيتي تنظر الإجابة متجاوزة فانيسا بنظراتها ، فأجابت فانيسا على وجه السرعة ممازحة نيابة عني وأصالة عن نفسها: "ألتقينا في السديم قبل البيق بانق"، ضحكت جانيت وأبدت مارغريتا دهشتها من كلام فانيسا: "أتمنى أن تتحلي ببعض الجدية"، "ماما، أنا جادة" قاطعتها مارغريتا بحزم: "إن كانت الإجابة عصية فلن أدخل أياً منكما السجن" ثم ألتفتت ناحيتي من جديد وبدت فكهة لأول مرة "ماذا فعلت بالبنت؟، لقد كانت منطقية في السابق". ضحكنا أربعتنا وضحك أيضاً دانيس بشكل تلقائي ثم ترجل وجاء وقف بجانبي متسائلاً عن الألعاب التي أحب وعن أسماء لعيبة الكرة الإنجليز الشهيرين الذين أعرف كاشفاً عن معرفته الواسعة في الضد مني في مجال ألعاب الكمبيوتر و "البلي إستيشن" ولعيبة كرة القدم وكنت كما هو متوقع ومنطقي أعطيه الأولوية في الاستماع والاستجابة كما متخذاً منه مهرباً من أي سؤال آخر ربما تباغتني به مارغريتا من المحتمل أن يعكر صفو الانتصارات النسبية التي حققتها في الجولات الأولى من مارثون التعارف القلق.

    "أتريد المزيد من الشاي" لاطفتني جانيت بينما هي تطلب من دانيس إلزام موقعه من المائدة، صبت لي الشاي، أندس دانيس خلف مقعدي، شعرت بالملعقة التي يحملها تلتصق بظهري، كانت معطونة في العسل الأسود، بلت قميصي، لزمت الصبر، حتى أنقذتني فانيسا "ما هذا دانيس" وبخته في دلال ثم حملته على حجرها، سرعان ما تمدد يرقد على بطني وساقاه على حجر فانيسا وهو يطلبني للعب معه بالخارج: "ستلعب معي الكرة على ضفة النهر؟"، "طبعاً سنفعل"، "وفانيسا معنا؟"، "طبعاً". نهض دانيس دار عدة مرات حول المائدة، سقطت منه الملعقة على الأرض بجانب مارغريتا، أنحنى عليها فرفعتها مارغريتا قبل أن يصلها، قبلته على خده بصوت مسموع ثم أمرته بغسل يديه وفمه قبل أن تعطيه الملعقة من جديد ليضعها في حوض الغسيل.
    لمست فانيسا قميصي من الخلف التصق أصبعها ببقعة النسيج المعطونة بالعسل وضعت أصبعها على لسانها: "اصبحت بطعم العسل"، ضحكنا معاً، لم يعد هناك أحد غيرنا على المائدة. في اللحظة التي انتهينا عندها من وضع الأواني في الغسالة جاء دانيس بالكرة: "هيا بنا بيبان إلى النهر وانت أيضاً معنا فانيسا".

    يتواصل.. حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق.. محمد جمال

    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 06-10-2014, 11:40 PM)

                  

06-11-2014, 05:05 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    تعليقات مميزة من الراكوبة تناقش موضوعات ذات صلة على جانب الرواية


    Quote:
    التعليقات
    #1032105 [خالد بابكر أبوعاقلة]
    0.00/5 (0 صوت)

    06-11-2014 11:13 AM
    هوامش سردية :
    بالنسبة لي فأهمية هذه الحكاية هو تركيزها على وصف الحياة اليومية الأوربية في بريطانيا . وكلما جنحت القصة للوصف وهو في رأيي وصف صادق كلما اتسعت عيناي وشرعت أبحاث في طوايا التفاصيل لأرى إن كان الشيطان بداخلها أو أحد الملائكة بالطبع .
    الشاي بالحليب يشربه أيضا البرتقاليون وربما الإسبان بحكم الجوار الجغرافي والتاريخي . وإذا كنا رأينا في الحلقة الأولى من هذه الحكاية التي تغوص في لحظة ما أوربية أن الإنجليزي يشبه السوداني في الإسراف في الشراب على اختلاق مايشربانه من سموم سودانية قاتلة تؤدي إلى الموت والدمار والفقر ونبيذ أحمر أو أبيض إنجليزي أو ألماني يدخل في عالم الكرنفالات والأعياد فإن البرتقالي يشبه أيضا السوداني في أنه يأكل خبزا صباحا مع الشاي باللبن وإن كان يختلف عنه بحكم برودةالطقس في وضعه الخبز في فرن التحميص بينما يتناوله السوداني باردا وبائتا وربما يابسا .
    الفطر لا يؤكل في السودان . وينظر الناس إليه على أنه طعام قذر وخطر . والخطورة موجودة ولكنني لم أجد طعاما أو ( دمعة ) تضاف لمأكولات أخرى كاللحم أو المكرونة أفضل وأجود وأقيم من الفطر . ولكن بعضه كما هو معلوم سام والبعض الآخر قيم ومرتفع الثمن , وفي الصيف يقوم الآطفال بحملات في الغابات من أجل جمع أكثره قيمة وأجوده مذاقا . وهو طعام الأثرياء عندما كانت حبة الفلفل تساوي وزنها ذهبا

    أما فانيسا التي تلبس ( الهتش )وتعتز به فتلك ناحية أخرى لها علاقة بالحداثة وبالنظرة للجمال والتجريب والقفز لتطوير الحس الجمالي وفرض معان إجتماعية جديدة تضع العرف والتقاليد في محمكمة الأسئلة والتجديد وتسائل عن ماهية ما نحتويه وندافع عنه من مشاعر وقيم وأخلاقيات .
    من هنا أدعو الذين يحاولون تقديم حياتنا بما فيها من أساطير وحكايات وحكمة للأوربيين أن يحاولوا تقديم حياة الأوربيين لنا بما فيها من أسرار وأنماط حياة ومنظومات قيم . نحن نحتاج لمعرفتهم وكشف أسرار حياتهم ..

    [خالد بابكر أبوعاقلة]

    #1031783 [مريود]
    0.00/5 (0 صوت)

    06-11-2014 06:58 AM
    يبدو أن الرحلة شارفت على وصول الشاطئ.

    سؤال . كنت أتأمل حال فانيسا لو أنها كانت مسلمة.وحبست نفسها على زوجهافقط في رباط شرعي .هل كانت سوف تبدو في مثل هذه الحالة من السعادة؟ ويارترى هل سوف تهتم بنفسها هذاالاهتمام مع بيبان ؟ وهذا البيبان لو عنده زوجة أجمل من فانيسا هذه هل سوف يكون شهما معها بهذه الطريقة. يقوم الصبح يجيب فراشي الأسنان والأ######## بهذه الفرحة؟


    ( أن غايتو مع جماعتي بمشي أجيب الفرش وأطنطن :دا وكت يطلعوا فيه ؟ أس الدكاكين كلها مقفلة. نحن البارح ما كنا بر ما كان تقولي؟ حاجة تجيب الضغط. كل مرة فرشة فرشة . أس الفرشة دي ياريت تلمها للمرة الجاية . تجي تاني تقول لي فرشة من الصباح . حاجة تكره. كل مرة تقول لي فرشتي الزرقا ولا الحمرا) أجي داخل البيت أتصنع أنني عادي. وقلبي يغلي حتى الشاي ما عندي فيه رغبة .


    في الفرفشات المخرمجة مع المطلقات اللاتي ملهن أزواجهن وهن كرهن العيش معهم لدرجة كره الحياة كلها يتدفق أدرنالين أحيانا أحمر وأحيانا أبيض رقيق.

    سؤال لماذا يتوقف تدفق كل الأدرنالين والحليب بعد الرباط الشرعي.

    كنت أنا على وشك أن أسألها : هل سوف تظلين معي هكذا في حال تزوجنا؟؟؟؟

    ولا بعد شوية توريني نجوم النهار وتخليني زي المجنون أكوس الدكاكين من صبحك يا رحمن.

    ياريت نسمع إجابات صادقة.
                  

06-12-2014, 02:40 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    اليوم على سفر أدعو لي بالسلامة بسم الانسانية والحكاوي الانسانية
                  

06-13-2014, 10:44 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق.. حلقة "11"

    شاطي الأُوز ناحية منزل آل منتجمري مدجن وشبه خال من الطبيعة الوحشية التي يتمتع بها في كثير من أرجائه الأخرى ما خلا عدة أشجار متفرقة تؤمها الطيور، ثعلب الماء لم يعد يرى في تلك الأرجاء كما كان حاله في أزمان سابقة، الشاطي متصلب عند حواف الرصيف، ويبدو جلياً أن النهر تلك الناحية واجه تحديات كبيرة مصطنعة بواسطة البشر ما حدا بسلطات بلدية سيلبي وضع ترتيبات مسبقة للملاحة كما السباحة والصيد وركوب الزوارق . غير أن روح النهر ما تزال ثابتة تختلط بروائح أخشاب السفن العتيقة.

    كانت الساعة الحادية عشر صباحاً، الشمس ساطعة، درجة الحرارة أربعة وعشرين مئوية فوق الصفر عندما تركتني فانيسا على الشط عائدة بدانيس إلى المنزل وفق نداء جانيت بعد ساعة ونصف من اللعب المتواصل معه على حافة النهر ثم عادت فانيسا من جديد ومعها مضربان وريشة فلعبنا معاً البادمنتون نصف ساعة من الزمان، وعندما مللناه، أخذنا بخاصرتينا وطفقنا نتسكع على الشط في الحدود المنفلتة بين سيلبي وهامنقبرو على مدى عدة كيلومترات، تحدثني فانيسا عن جغرافيا وتاريخ سيلبي وضواحيها وعلاقتها بالبلاد ككل ونهر الأُوز وأحدثها عن تاريخ الكون قبل وبعد البيق بانق وكنا نصغي إلى بعضنا البعض في سمت حميم لا يشوبه سوى رهق المسير، مشينا بلا خطة ولا وعي منا حتى أصبحنا في مركز بلدية سيلبي.
    .
    استقر بنا المقام على كنبة خشبية في واجهة مبنى البلدية الجديد. فككنا وثاق بعضنا البعض وجلسنا، مسكت كف فانيسا اليسرى، تأملتها، شعرتني أطيل النظر في كفها بين يدي "كيف تراها؟"، "جميلة، شهية"، ضحكنا.

    أجسادنا تاريخ هذا الكون. كف فانيسا مصنعة من الخوخ والفطر والعسل الأسود والقمح والماء والمعادن والأوكسجين، أستطيع أن آكلها حرفياً فتكون جزءاً عضوياً مني فلا مانع إلا الفكرة، أجسادنا ربما كانت أجساد آخرين في الماضي وستكون لآخرين في المستقبل. ليست أجسادنا فحسب بل مشاعرنا ورؤآنا بدورهما قادمان من البعيد من حيث الأزمنة والأمكنة، بلايين الأزمنة والأمكنة. الفطر المملح الذي نأكل عمره بلايين السنين وهو بدوره يأكل نباتات وأجساد وأجسام عمرها بلايين السنين.

    الأفكار التي لدينا بدورها ليست لنا، تتخلق وفق أقدارنا، وتنشأ بين أجسادنا التي ليست لنا وبين أفكارنا التي ليست لنا مشاعرنا التي ليست لنا.
    "من نحن إذن؟"، "نحن من البيق بانق"، "نحن لسنا من البيق بانق فحسب، بل نحن البيق بانق ذاته"، الحقيقة الوحيدة هي البيق بانق، الروح الكلية، نحن لسنا مستقلين في أي شئ عن هذا الكون، الأجسام والرؤى والأرواح تؤول إلى نقطة واحدة هي جوهر الوجود في الماضي والحاضر والمستقبل، قبل وبعد وما يلى البيق بانق، غير أن البيق بانق حدد مصير اللحظة الراهنة من جوهر الوجود". ليس الروح فحسب بل الأجسام طراً تؤول إلى جسد واحد، جوهر واحد، والروح ليست سوى مادة متحررة والمادة ليست سوى روح جامدة وكليهما يستطيعا أن يتبادلا المواقع عند أي لحظة بيق بانق جديدة أو فيما بين اللحظات المختلفة.

    كل لحظة موت مفردة تعقبها لحظة حياة مفردة والعكس صحيح وكل لحظة موت كلية تعقبها لحظة بيق بانق أي حياة كلية جديدة. الدخول في لحظة الحياة مؤلماً بذات قدر الخروج منها.

    الوليد يصرخ ألماً عندما يخرج من رحم أمه إلى الوجود الحاضر كونه يشعره موتاً بعد حياة هانئة في عالم رحم أمه لا مشقة فيها ولا عناء فيجئ إلى عالم جديد عليه أن يبحث فيه بنفسه عن الهواء والماء والطعام ويواجه وحشية الأشياء والكائنات ويتحمل قدراً مهولاً من الآلام المادية والنفسية والعقلية في بيئة إجتماعية تفرض عليه قسراً، لديه واجبات وحقوق مفروضتان عليه قسراً ثم في نهاية المطاف لا بد أن يمر من جديد بتجربة قاسية ومخيفة إسمها الموت، تجربة بدورها مفروضة قسراً لا خيار فيها وعندما يموت لا يموت بل يعود ليتحد من جديد مع الجوهر الكلي للكون في إنتظار دورة بيق بانق جديدة، حياة كلية وموت كلي وهكذا دواليك تتشكل المفردات من جديد ونحن منها في دورة حياة وموت وحياة وموت وهكذا دواليك، ولا موت ولا حياة إلا ما تخيلناه، فقط هو جوهر الوجود يمارس خصائصه الأزلية أبدية السمت.

    "ألم أقل لك أنت فيلسوف يا بيبان!"، "لا أظن، أنا فقط أبحث عن معنى وكيفية ما يحدث بيني وبينك وبيني وبين نهر الأُوز وبيننا معاً، وبيننا والوجود الحاضر وبين الوجود الحاضر والكون في كلياته".

    "هل وجدت تفسيراً للوثة الأُوز التي تلبستك أوان نزولنا من البص ومرورنا بمنحنى النهر؟"، "رائحة النهر في تلك اللحظة كانت بلغة الكمبيوتر مثل سوفتوير يجري تحميله يتعرف به جسدي على مفردة كونية (هاردوير) دخلت مجاله الخاص وهي هذه المرة نهر الأُوز".

    يتواصل.. حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق.. محمد جمال الدين
    ---
    ملاحظات ما: هذه القصة تصنع بشكل تلقائي ومباشر وعلى الهواء الطلق وتنشر كل حلقة بواسطة كاتبها على حسابه الخاص بالفيسبوك وموقع الراكوبة. القصة مكتملة الفكرة لن يغير منها شيء تعليقات وإرشادت الأصدقاء سواءاً كانت مادحة أو قادحة جيدة أو رديئة (لهم الشكر)، فالأحداث التي جرت أصبحت في رحم الماضي وليس في الإمكان أحسن مما كان!. أي لا يمكن تغيير أي شئ لأن الأحداث نسيج من بعضها البعض.
    مع العلم أننا حتى هذه الحلقة "11" نحكي عن اليوم الثالث من زمن القصة في حين أن مجمل الأحداث جرت في ثلاث سنوات من الزمن الواقعي. الأخطاء اللغوية والطباعية المحتملة يمكن إصلاحها حين الكمال المادي للنص.

    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 06-13-2014, 06:02 PM)

                  

06-14-2014, 01:35 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    تكرار لقول صاحب الحدوتة للاهمية:

    Quote: القصة مكتملة الفكرة لن يغير منها شيء تعليقات وإرشادت الأصدقاء سواءاً كانت مادحة أو قادحة جيدة أو رديئة (لهم الشكر)، فالأحداث التي جرت أصبحت في رحم الماضي وليس في الإمكان أحسن مما كان!. أي لا يمكن تغيير أي شئ لأن الأحداث نسيج من بعضها البعض.
    مع العلم أننا حتى هذه الحلقة "11" نحكي عن اليوم الثالث من زمن القصة في حين أن مجمل الأحداث جرت في ثلاث سنوات من الزمن الواقعي. الأخطاء اللغوية والطباعية المحتملة يمكن إصلاحها حين الكمال المادي للنص.
                  

06-14-2014, 02:04 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    كل المادة دي منقوله من صفحة الكاتب محمد جمال الدين على الفيسبوك وهو ابن عمي وإبن خالتي وابن بلدي وأنا بهتم وشكرا لمن يهتم معي ويسعد بالكتابة الجادة والمثابرة والناس تتفق او تختلف في الفكره دا موضوع تاني محترم في مكان الاختلاف
    حياكم الله وبياكم
    الشيخ ابو جديري
                  

06-14-2014, 04:57 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    تعليقات تكفيرية من موقع الراكوبة لاشخاص مجهولي الهوية فيها كلام مضحك زي مفروض الراجل يركب في القطارات الاوروبية العربية المخصصة للرجال :)


    Quote:
    [الحامدي ود الحبوبات]
    06-14-2014 02:59 PM
    يعني شنو ...؟؟؟ مانعلق....؟؟؟ ما نتفاعل....الا تفيده ارائنا في شئ؟؟؟؟
    (أجسادنا ربما كانت أجساد آخرين في الماضي وستكون لآخرين في المستقبل.)ماهذا ياخي ...محمد جمال..هل الله فقير...ام غير قادر ان يخلق اخرين باجساد تخصهم فقط دون الاخرين....من يدريك انها اي الاجساد بعد تحللها تكون لاخرين ....ربما لا تكون لاخرين البتة....اعرف ان هذه مدرسة فلسفية اوروبية بحتة...وهي جزء من المدرسة المادية...لا غير....قل هو الذي خلق السموات والارض ومن فيهن...لا يعجزه شئ...الم تتذكر قول الله عز وجل في سورة يس ...الاية 82..( انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون).


    [المشتهى السخينه]
    06-14-2014 02:16 PM
    ال big bang او الانفجار العظيم هو نظرية خلق وتكون الكون خلال مليارات السنين وهى نظريه شيطانيه مخالفة للعقيده اخترعها الخواجات وقالوا ان الحياة بعدها بدأت بالتكون من خلية واحده .. وهيئة علماء السودان تحذر من الانجرار خلف هذه الافكار الهدامه التى تقود صاحبها الى التهلكة .
    اما مصاحبة بنات الخواجات فهذا امر عجيب .فالاختلاط كما هو ممنوع فى بلادنافكان الاجدر بالكاتب ان يمارسه فى بلاد الغربه .. وكان عليه ان يركب عربة القطار المخصصة للرجال حتى لا يقع فى المحظور ..
    اما حكاية ان الخواجه قال له امسك لى قزازة النبيذ الاحمر لحدى ما اقضى حاجتى واجيك طالع ..فحمل الخمر محرم كشربها ..والنبيذ الاحمر لا يشرب لوحده وانما ينبغى ان يصاحب الطعام ..فالنبيذ الاحمر مع يشرب مع اللحوم اللحوم البيضاء والنبيذ الابيض مع اللحوم الحمراء لتعم الفائده ..


    [فيس تو فيس]
    06-13-2014 06:18 PM
    انت في طريق الجنون!
                  

06-14-2014, 09:38 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    Quote: شباب سلام

    انقل إلى هنا بعد إذن إدارة الموقع تعليقات من صفحة الكاتب على الفيسبوك فيها اجابات على سؤال التعليق على الرواية واشياء اخرى:

    Ahmed Sharif
    مادام ليس بالامكان احسن مما كان .. سنستمع ونستمتتع ونكتفي بالايك او ...بالايك برضو الحلقة 11 غنية
    Yesterday at 19:27 · Like

    Balla Ali Omer
    دعني ارفع لك القبعة تقديرا لمنحك الفرصة لذلك (الحكواتي) الذي يجري فيك مجري الدم بفضل الانفجار العظيم ويبدو ان اعادة مكون تشكيلك الراهن قد تلوث بجينات عباقرة القصاصين و الحواة .... هنا اري الكاتب اقرب لفلسفة الوجودية ... عموما السرد جميل وبديع احتوي علي التشويق برغم ما يراه البعض في النص من خروج علي النص في قولك ( ان الميت يعود ليتحد من جديد مع الجوهر الكلي للكون في إنتظار دورة بيق بانق جديدة) وقد يقول احدهم ان الميت يخرج من دائر (البق بانق ) الي البرزخ وذلك يخل بل يلقي كل الدورة ..... اريد ان اسالك هل ابدا فكرت في عمل نسخة بلغة (الدوتش ) لهذا العمل ؟ ..... اري انه يستحق واتوقع ان تنشره اي اصداره اذا وصلها العمل جرب ذلك .......................... تحياتي
    See Translation
    5 hrs · Edited · Like

    Mohamed Gamaleldin
    سلام شريف.. بالطبع لا مانع من إلقاء وجهات النظر هو أمر حتمي ووجهات النظر تختلف بإختلاف الأعمار والتجارب والتخصصات والمستويات الأكاديمية كما الرؤى الآيدولوجية.. غير أن الرواية في لحظة تصنيعها لا يجب أن تتأثر بالمؤثرات الخارجية كما أن العمل الأدبي عموماً وجب أن ينفلت من قيود الآيدولوجيات بحكم ضرورات تخلقه التي تتطلب أقصى حد ممكن من حرية الفكر والضمير والخيال (الرواية هي عملية خلق عالم مواز للعالم الواقعي فيكونه ولا يطابقه ولا يجب أحدهما الآخر) ووجهات النظر مهما كانت مرحب بها وكما أسلفت فهي ضرورية لتلاقح الرؤى على وجه العموم لكن بعد أكرر لا شيء يستطيع التأثير على أحداث جرت في الماضي ف"ليس في الإمكان أحسن مما كان" (مثل إنجليزي). .. ذاك بعض ما أعني
    1 min · Like

    Mohamed Gamaleldin
    تحيات كتيرات بله العزيز.. كالعادة تشجيع فخيم.. كلما أقوله هنا (في الرواية) ربما خضع لتفسيرات عديدة حسب زاوية النظر وموقع الناظر.. وأما توسيع دائرة النشر فربما أفكر لكن، بعد إكتمال العمل الذي أتوقع أن يكتمل في غضون ثلاث أشهر.. تحيات متجددة لك والاسرة الكريمة وأهل المناقل من جم

    [lLowman]

    #1034916 European Union [المندهش]
    0.00/5 (0 صوت)

    06-14-2014 08:12 PM
    بعض الناس لا يفقهون شئ عن الادب والرمزيه ولا عن الفلسفه ولا عن اى شئ.فاذا حكيت لهم قصه ذات مغزى عميق فانك تسمع تعليقات فى غاية السطحيه والاسفاف .واصل النشر فان هنالك من يستمتعون غاية الاستمتاع.شكرا ايها الكاتب الجميل

    [المندهش]

    #1034884 European Union [أحمد الماحي]
    0.00/5 (0 صوت)

    06-14-2014 07:24 PM
    الفكية التحت ديل شيخ الحامدي وشيخ المشتهي ما هذا الهراء، انا كنت ضد فكرة الكاتب انو ما يرد على تعليقات القراء لكن بعد قريت كلامكم دا اصبحت اؤيدة بشدة. هسا يا الحامدة فايدة كلامك شنو وفهمك شنو، غير لصقت ليك آية قرانئة في غير محلها. معلوم أجساد كل الكائنات الحي مكونة من مواد تمتصها الارض وتمتصها النباتات والخضروات ومعظم السماد من المواد العضوية والبترول من اجساد البشر والحيوانات. وهذه الحقيقة لا تتعارض مع الدين كون الانسان روح تترك الجسد على الارض فهو تراب .
    واما شيخ المشتهي ما عندو موضوع كلوكلو قال علماء السودان قال تضحكتني يا خ وقال (كان عليه ان يركب عربة القطار المخصصة للرجال حتى لا يقع فى المحظور ) هاهاهاها

    ثم دي رواية يا شباب. والكاتب قال الاحداث حصلت في الماضي وخلاص هو فقط يرويها.

    واتمنى من الاخ الكاتب مش ما يرد بس ما يقرا اصلا زي التعليقات دي كون العمق الذي يكتب به لا يقالبه حتى الان فهم يوازيه!. وليس بالضرورة انني أتفق مع الكاتب في كل شيء لكن أثمن رصانته وسلاسة سرده واصاله افكار بطل الرواية فهي متميزة حقا.

    حياكم الله
                  

06-15-2014, 08:35 AM

الزبير بشير
<aالزبير بشير
تاريخ التسجيل: 08-11-2009
مجموع المشاركات: 1770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    اليوم على سفر أدعو لي بالسلامة بسم الانسانية والحكاوي الانسانية
    -------------------------------------------------------------------

    بسم الله مجراها و مرساها

    تصحبك السلامه في حلك و ترحالك
                  

06-15-2014, 09:04 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الزبير بشير)

    تسلم لينا يا زبير

    26 الشهر دا أكون رجعت إن شاء الله
                  

06-16-2014, 09:14 AM

محمد الزبير محمود

تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 5698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    Quote:
    "أنا هنا للتو" صحت أنبهها إلى وجودي بالغرفة من باب الإتكيت وكي لا تخرج عارية "مرحباً صديقي" ردت من داخل الحمام ثم واصلت بمنتهى الأريحية غناءها الغارق في الأعجمية. بعد عدة دقائق خرجت بالبكيني ووقفت من أمامي في عادية لا شك في صدقها تسألني عما جرى في المؤتمر من بعدها، بينما كانت في ذاك الأثناء تزيل بالبشكير حبيبات الماء العالقة على كتفيها وساعديها وبطنها وساقيها. وعندما أنتهت من تلك العملية الشهية والعادية "كل الناس لديها إعتقاد أننا أصدقاء قدامى" قالت تلك العبارة ودخلت مرة ثانية إلى الحمام، رجعت من جديد وقفت من أمامي وهي ترتدي هذه المرة فستان جديد جلبته للتو من سوق المدينة "حلو" سألتني "حلو وحلو الفريم (الشماعة)" أجبتها بفكاهة ثم ضحكنا معاً. كانت الأمور حتى تلك اللحظة عادية، شبه عادية، لا يوجد خطر محتوم.
    لوهلة أصبت بالإرتباك، لم أكن أدري ماذا أفعل بالضبط، فهربت إلى البلكونة، أراقب المارة من على البعد، كانت غرفتنا بالطابق الثالث، عدت بعد عدة دقائق فوجدت فانيسا تشرع في لبس أشيائها الفضية والذهبية الكثيرة ففهمت أنها ستخرج وربما لا تعود أبداً، لم يكن الأمر كذلك. رأت الحيرة في عيني وأنا أنظر إليها وهي تلبس أنفها الزمام الرابع وتبدأ في لبس بقية الأشياء: "هذي عشان تعمل موازنة للكهرباء في الجسم"، "انت عندك كهرباء زائدة؟" سألتها، "كل الأجسام عندها كهرباء" فكدت أقول لها "إنت الكبانية ذاتها". وفجأة مدت لي قشة ذهبية صغيرة وأشارت إلى ثقب صغير في الطرف الأقصى من جفن عينها الأيسر، أخذت من يدها تلك القشة الذهبية برفق ثم مسكت بحنكها من الأسفل وشرعت في إجراء العملية، أغمضت عينيها، تأملتها لثانية ثم غرزت الإبرة بنجاح في مكانها الموعود، فتحت عيونها من جديد، عيون الفتاة صافية وجميلة ووجهها يشع بالبريق. وفي اللحظة التي أكملت عندها إجراءات غزر القشة العجيبة في مكانها المعتاد وضعت فانيسا جلة صغيرة في يدي ومدت هذه المرة لسانها القرمزي ناحيتي، فلم أتمالك ذاتي من الضحك، ثم هدأت بعض الشي وشرعت أنجز المهمة الخطرة وأنفاس فانيسا في أنفاسي. تلك اللحظة شعرت بعدة حواجز تنهار بيني وفانيسا، ستة حواجز أنهارت دفعة واحدة ولم يتبقى غير الحاجز السابع والأخير!.

    محمد جمال تحية
    وهل هذه هي الأستنارة والديمقراطية والحريات التي ستطبقها اذا عدت حاكما مظفرا للسودان ؟؟؟
    الآن فقط فهمت لماذا كنت تستميت لتشويه سمعة السلفيين فس بوستك السابق
    السلفيون و الصيد في المياه العكرة!
    Quote: السلفيون و الصيد في المياه العكرة...
    أو بالأحرى "المياه التي عكروها! ...
    هذا البوست "أدناه" يشمل نماذج ممتازة للعقلية السلفية وإشارات للخطط السلفية في تصورها للمجتمع الذي تريد:

    أها هناك قلت كنت متزوج سلفيا ، بس اوع تكون أزوجت التلاتة ديل في القطر كمان ؟؟؟
    فهمت ان خصامك للسلفيين كان مرده فقط لأنهم صمام الأمام دون حدوث مثل هذه الأفعال التي تخالف الشرع وأخلاق السودانيين وفقط بوجود السلفيين وأمثالهم من المسلمين الغيورين على دينه لن تستطيع الوصول الى الحاجز الأول ناهيك عن السابع !!!
    أها والحاجز السابع إنهار كما إنهارت القيم والأخلاق ام ما زال صامدا ، يا زول حاجز شنو وانت شايف دا كلو ؟؟؟
    غفرانك اللهم
                  

06-16-2014, 01:06 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: محمد الزبير محمود)

    الأخ محمد محمود البير

    السلام عليكم، نشوف كلام حسن مكي قبل ما يجينا رد من محمد جمال

    Quote: فى هذه المقابلة أيضا قال حسن مكي:
    -اخواننا السلفيين منذ ان ظهروا على الناس هدفهم تهديم قبر أبوجنزير وهم بدون مؤهلات.."هم من خريجي الخلاوي واسرى لتعليم مبخوس"..
                  

06-16-2014, 04:27 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    المقاطع التالية رد فعل من محمد جمال على أراء الأخ السلفي محمد محمود الزبير أنقلها من صفحة الكاتب على الفيسبوك:

    1- غايتو يا عمر دفع الله كدا ح تدي الصديق السلفي محمد محمود ورقة لو كان بشوف الفيسبوك وما حرام ح تديه ورقة جديدة مجانية على وزن شهد شاهد من أهله ههههههه شايفو أدى بطل رواية فانيسا كم عضة كدا مذهبية الأنياب، هنا: http://www.sudaneseonline.com/board/470/msg/1401403879.html


    2- عمر: عندي فكرة كراكتير بس انت أرسمو لي: الصديق الجميل ود الزبير مع الصديق الآخر الرائع بدوره بتاع "أحي أنا يا بتاع سيلفيا" جالسين على برش من القش في كهف من كهوف تورا بورا في جلسة أدب مقارن يناقشون رواية فانيسا الإنجليزية ومقارنتها بسيلفيا الهولندية ههههه .. نشاغلهم شوية الناس ديل حلوين والله وأنا واثق ربنا ح يهديهم في يوم من الأيام إن شاء الله لفهم أن الأدب هبة من السماء لأجل ترقية وتشذيب النزعات الوحشية والبربرية في الإنسان وأن جميع الجامعات المحترمة في الشرق والغرب بها أقسام وكليات للأدب والأدب المقارن وأن لا حضارة على وجه الأرض قامت وأزدهرت إلا بالأدب والعلم وإحترام وجهات النظر دون تطرف أو غلواء (ومنها الحضارة العربية الإسلامية أوان إزدهارها).. وإلا سيسود الظلام كما هو حادث الآن في بلادنا المحزونة والشرق برمته وسيسطر على المشهد أهل الكهف من جديد و######هم باسط ذراعيه بالوصيد. وفي المقابل يوفقنا نحن الله ويمدنا بالصبر الجميل وعلى قبول الآخر المختلف جذرياً فقط لا ضرر ولا ضرار.. يعني ما يفجرونا مادياً (الحد الأدنى كفاية) وقد فعلوها من قبل وكفروا الناس (في السودان وغيره) وهدموا قبور الصالحين وشجعوا العنف أو/و أقدموا عليه لا يبالون يعضدهم فهم بال للدين والحياة. وللأهمية الإشارة هنا أن القضية التي نحن بصددها هي مسودة رواية وليست بالضرورة حياة واقعية مع العلم أن الرواية هي صناعة عالم بديل "خيالي" مواز للعالم الواقعي يتجادلان في هدوء تارة وفي صخب تارة أخرى ويأخذ ويعطي كل منهما من الآخر ولا يجب أو يطابق أي منها الآخر. وإن قامت الرواية على وقائع حقيقية جرت للراوي ذاته أو آخرين فما دامت هي رواية تكون منفلتة عن الواقع تستلهمه وتتجاوزه.

    المصدر:

    type=1" data-width="466">
    type=1">Post by Mohamed Gamaleldin.
                  

06-17-2014, 06:58 AM

الزبير بشير
<aالزبير بشير
تاريخ التسجيل: 08-11-2009
مجموع المشاركات: 1770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    الوهابي محمد الزبير

    لك التحيه

    يبدو انك غير متابع . الحاجز السابع انهار في المطعم ، امسك يا عمك .

    الروايه دائما ما تكون مستلهمه من قصه حقيقيه ، و لكل روايه اركان معروفه تميزها عن غيرها من القصص الاخري قصيره كانت ام طويله .

    احيانا الانسان يستلهم الكثير من تجارب الاخرين

    و تظل المتعه في السرد الروائي بعقده المتعدده

    اتمني ان يحظي الاستاذ محمد جمال الدين في اعماله بما حظي به الروائي السوداني الطيب صالح في روايه عرس الزين

    في ستينيات القرن الماضي قتل الاخوان المسلمين في جامعه الخرطوم احد الطلاب لمجرد ان فرقه مسرحيه تريد ان تؤدي رقصه مشهور و هي رقصه العجكو لانها مختلطه بين الرجال و الحريم ، دار الزمان دورته ها نحن نري نفس الوجوه الاخوانه ترقص في عرس الشهيد مع اخوات نسيبه . لا نريد ان نستبق الحوادث و لكن قد يدور الزمان و نسمع و نري ان الوهابي محمد الزبير يطالب بنسخ روايه محمد جمال في فيلم سينماي انتاج هوليود بجميع اللغات .

    قلب المؤمن بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبه كيف شاء . تصبح مؤمنا و تمسي كافرا
    يعمل بعمل اهل النار فيتبقي له شبر فيعمل بعمل اهل الجنه فيدخلها.
    اللهم لا تكلنا لانفسنا طرفه عين و لا اقل من ذلك .

    و اخيرا فسق الجارحه و لا فسق القلب

    لا ابرر شيئا و لكن دعوا الخلق للخالق ، و من خرج عن الشرع دونه الاحكام الشرعيه ، اما القلب فهو بيد الله .

    الزبير
                  

06-17-2014, 02:48 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الزبير بشير)

    موقع رواية حرب الأنهار (قصة سيلفيا الهولندية وأحمد سند السوداني، واقعية سحرية، موجزة، تصويرية، غير تقليدية )

    http://riverswar.com/
                  

06-18-2014, 01:07 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    الزبير بشير العزيز سلامات وحياك وبياك
                  

06-18-2014, 07:06 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق.. حلقة "12"

    بينما كانت فانيسا تتساءل من جديد عن "جوهر الوجود" رن جرس الموبايل. كانت صديقتها المقربة ليليان هذه المرة.

    "أربكني حديثك عن عدم أصالة الكائنات والأشياء والمشاعر والآراء ، شعرته صحيحاً، كوني أنا ذاتي غيرت آرائي في الأعوام الماضية عدة مرات وتقمصت آراء آخرين كما أن حديثك عن الجسد أيضاً وجدته بديهياً في منطقيته والأدهى هو المشاعر كما الغرائز بدورهما موروثتان، إذن ما هي أصالتنا كبشر يا بيبان وما هي الأصالة مطلقاً، هل توجد؟".
    تلفون ليليان قطع تراسل حوارنا الحميم حول جوهر الوجود. كانت فانيسا مستغرقة في المحادثة مع ليليان بينما هي تمارس عادتها معي عندما تتحدث بالتلفون، تحرك يدها كيفما أتفق على جسدي تمسج يدي وأحياناً كتفي المقابل لها بينما تنظر من حين إلى أخر في عيوني وكأنها تسعى إلى طمأنتي بأنها ليست غائبة معنوياً بغض النظر عن أهمية الفعل الذي تفعل. فانيسا وليليان صديقتان مقربتان منذ عهد الطفولة الباكرة. كما أن علاقة فانيسا بليليان ذات أهمية وخصوصية شديدة تفوق جميع صداقاتها بالآخرين.

    ليليان "المومياء" هكذا يلقبها الأقربين منها وتفعل فانيسا من باب التشجيع والدعابة. الطبيب ذكر أن ليليان ماتت لمدة ثلاث دقائق ثم عادت إلى الحياة بعد حادث حركة بمدينة بنسلفانيا الأمريكية، قبل تسع سنوات خلت. تسببت السيارة المسرعة في تحطيم قدر كبير من عظام الحوض والفك والساعدين وتعرضت الجمجمة لعدة شقوق من ناحيتي وسط الرأس وفوق الأذن اليسرى. ماتت ليليان سريرياً ولمدة عدة دقائق ثم بايلوجياً لدقيقة ونصف قبل أن تعود للحياة من جديد في معجزة نادرة الحدوث وظلت في غرفة العناية المكثفة لمدة ثمانية أشهر وأحتاجت إلى ثلاث سنوات كاملات لتصل إلى مستوى يؤهلها لمباشرة الحياة اليومية .

    تعيش ليليان الآن بعين يسرى صناعية وأجريت لأصابع يدها اليمنى عدة عمليات تجميل جعلتها أقرب إلى المستوى الطبيعي من ناحية المظهر غير أن الأداء الحركي لا يتعدى أربعين بالمئة كما زرعت لها أسنان علوية صناعية تعمل بكفاءة شبه تامة.

    ليليان الإبنة الوحيدة وسط ولدين للبروفسير إسكوت ميناري، أستاذ الفيزياء الفلكية النووية بجامعة يورك الإنجليزية. عمل إسكوت ميناري من قبل، عدة سنوات في وظيفة كبير مستشاري الحراريات بوكالة الفضاء الأمريكية ناسا قبل أن يعود وأسرته من جديد إلى سيلبي حيث يعيشون في ضيعة فسيحة موروثة في الناحية الشمالية الشرقية من البلدة.

    وبينما أنا وفانيسا في الطريق راجلين إلى منزل ليليان هاتفت جانيت فانيسا: "دانيس يفتقدكم، قال أنه يود اللعب مع بيبان"، "نحن في الطريق إلى ليليان، ربما لا نعود قبل السابعة مساءا"، "والعشاء؟"، "لا أدري، سأحدثك بعد ساعة من الآن"، "حسناً".

    تبدى من على بعد مائتي متر منزل أسرة ليليان، ضيعة فسيحة محاطة بِأشجار البلوط الأخضر والأحمر في مساحة مقدارها ثمانية هكتارات.

    كانت فانيسا تطوق خصري بيدها اليمنى وأدس يدي في جيب بنطالها الخلفي حينما شرحت لي من جديد تفاصيل القصة التي أعلم غير أن فانيسا تحب أن تحدثني على أي حال وأنا أحب أن أسمعها في كل الأحوال: "اليوم ستلتقي المومياء من جديد، كانت معنا يوم لقائنا الأول بالقطار بجانب أليكسا وجاءت نامت معنا في غرفة الفندق، ألا تذكرها، إنها ليليان "، "المومياء؟، لا بد أنها رائعة، المومياء!".

    يتواصل.. حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق.. محمد جمال الدين

    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 06-18-2014, 07:19 PM)

                  

06-19-2014, 12:35 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    عندي تعليقات طريفة في الاميل، ح انقلها بعد الاستشارة
                  

06-19-2014, 04:29 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق.. حلقة "13"

    أشتبكت المومياء بفانيسا في عناق حميم، دفعات من القبل المتتالية بينما كانت فانيسا تقبض بيدي من الخلف وكأني سأهرب منها. وفي خضم العناق الساخن: "هذا بيبان، ألا تذكرينه؟"، "طبعاً"، ثم سالمتني المومياء ثلاث مرات، مرتين على خدي الأيسر ومرة واحدة على الأيمن وفق الإتكيت المتبع: "صديقك رائع يا فنيسا".

    المومياء أقصر من فانيسا بعدة سنتمرات في فستان أزرق قصير وحذاء بلاستيكي من الإسفنح أبيض اللون أزرق الأسورة محلى بخرزة سوداء لامعة عند نقطة تلاقي الأسورة . أصابع أقدامها متناسقة كما أصابع يديها وعيناها بدتا جميلتان تتحركان وترمشان بشكل طبيعي، يبدو جلياً أن العين الصناعية مغروسة بإحكام مع العضلات والأعصاب الحسية. جل الناس تؤكد أن فانيسا باهرة الجمال غير أن صدرها صغير في الضد من المومياء. وإن جازت المقارنة بنظرة موضوعية فإن المومياء تتمتع بتقاسيم جسمانية حادة ليس من حيث الصدر فحسب بل أيضاً ملامح الوجه وعظمتي الوجنتين والأنف المشرئب والساقين والساعدين والكفل وليس ذاك فحسب بل تظهر أكثر أنوثة ودلال وتتحدث على سجيتها في سمت شديد العذوبة، تدرس الفنون الجميلة بجامعة يورك، متأخرة سنتين عن أقرانها، لديها مرسم خاص في الجناح اليساري من الضيعة.

    "تعالي فانيسا وانت أيضاً يا بيبان". فتحت ليليان مخزن صغير يقع في الحديقة الخلفية ذات السياج الخشبي القصير، عشرات زجاجات الواين الأحمر والأبيض وعدد لا يمكن حصره بنظرة واحدة من قناني الويسكي الأحمر والأسود والأزرق والأبيض وأشكال وفنون من ضروب المشروبات الروحية الأخرى الإنجليزية والأجنبية. مسكت فانيسا زجاجة واين أحمر معتق ثم شرعت في حوار قصير مع ليليان.

    تجولنا في المرسم عدة دقائق، لوحات متشابكة الألوان لا أفهمها فقط شعرتها غريبة. ثم أخيراً أستقر بنا المقام في الجناح الخاص بليليان، غرفة فسيحة في حجم صالون آل مونتجمري هي الحجرة الخاصة بليليان ملحقة بعدة مباني أخرى أقل في الحجم وبها حمام وتوليت مشتركين في الناحية اليمنى من الضيعة الفسيحة. الأساس في فخامة مبهرة ولافتة للنظر. جلست فانيسا كالعادة لصيقة بي بينما كانت ليليان تفتح زجاجة الواين الأحمر الذي أنتقته فانيسا، جاءت مسكت بيد فانيسا: "يبدو أنك سعيدة"، ماذا فعل بك بيبان" ضحكنا معاً، صبت ليليان الواين في الكؤوس : "شكراً جزيلاً ليليان" شرعت ألاطف المومياء، "إنها بنت رائعة" قالت فانيسا تلك العبارة بينما هي تسقط بثقلها ناحيتي وهي تضحك في سمت شديد الصدق والبهاء، كل شيء كان من القلب، من الأعماق. ليس القلب وحده، الروح، بل الأجساد صادقة بذات القدر، الكون كله يترامى ناحيتي مقود بسلاسل من البيق بانق، صدر فانيسا في صدري وأنفاسها في أنفاسي: "سأجعلها تحدثك عن الموت". فانيسا عندما تأتي، تأتي بكلياتها من الصدر والروح والأنفاس وكل شيء.

    ليليان المومياء ليست مومياء بل حيوية وحية وصاخبة الإنفعالات حساً ومعنى. شربت ثلاثة أكواب من الواين الأحمر ثم رقصت وحدها عدة دقائق يتقدمها صدرها الفخيم: "أنا سعيدة بكما أصدقائي".

    خطر لي لوهلة أن أسألها عن الموت في الحقيقة "الموات"، فضولي يغالبني، ربما كانت اللحظة بعد غير مواتية، هذه الفتاه "بعاتي" قامت من الموت. كيف هو الموت؟. لم أشاء أن ألقي بالسؤال على طاولة الدهشة كون الفتاة مسكت من جديد بيد فانيسا: "تعالي"، وقفت فانيسا بجانبها بينما أنا قابع في مكاني مبهوت بعض الشيء تعتريني مشاعر مزيج من المتعة والدهشة والغرائزية المتوارية خلف ركام من الحيرة المتحالفة مع حب الإستطلاع، أخذا يحركان جسديهما في ملمح راقص رهيف السمت وهما يدندنان تلك الأغنية التاريخية المبهمة والغارقة في الأعجمية.
    تذكرت لوهلة دانيس، شعرت به يفتقدني، شعرت بالإنتماء، رأيتني ألعب معه الكرة. الفتاتان ما زالتا ترقصان، تضحكان، شعرتني أسمعهما وكأنني تحت الماء. نهر الأوز يقبع ثلاثة كيلومترات من هنا ناحية الشمال يمارس عاداته الأزلية. ليس النهر فحسب هو الذي يمارس عاداته الأزلية بل أنا وفانيسا والمومياء، كلنا مثل النهر مثل الجبال مثل الهواء والمطر نمارس ذات السمت منذ الأزل. ضحكت فانيسا بشهية ثم سقطت بغتة على المقعد بجواري كتفها على صدري ويدها اليسرى على فخذي الأيمن تسوح بها كيفما أتفق: "أوووه بيبان" ثم ألتفتت ناحية المومياء: "أجلسي، بيبان يود أن يعرف منك تجربة الموت، إنه فضولي جداً"، ضحكنا.

    يتواصل.. حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق.. محمد جمال الدين

    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 06-19-2014, 04:46 PM)
    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 06-19-2014, 04:57 PM)

                  

06-20-2014, 03:29 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    في انتظار الحلقة 14
                  

06-22-2014, 04:27 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق.. حلقة "14"

    كان هناك صوت محرك سيارة تدخل المنزل من الناحية الخلفية بينما المومياء تخبرنا ملتصقة بالنافذة: "لم أشعر بشيء، لا أذكر أي شيء، لا أذكرني، لا أذكر الحادثة، أبي هو الذي حدثني بتفاصيل الحادثة، نعم، قالوا أنني مت، لا أدري، لا أعرف، لا أذكر أي شيء"، ثم نظرت عبر النافذة نصف المفتوحة: "إنه أبي، ستراه يا بيبان عندما يكون مزاجه مواتياً، هو يهتم جداً بمثل القضايا التي تثيرها انت، إنه مدرس فيزياء، لك أن تتصور".

    بروفسير إسكوت ميناري دخل المنزل وأنزوى لوهلة في جناحه الخاص.

    فانيسا تحدثت مع جانيت ثم دانيس في الختام، دانيس كان يود مكالمتي غير أن جانيت لم تحبذ الفكرة لسبب ما، قررت فانيسا: "أننا ربما تعشينا مع ليليان هذه الليلة، مع السلامة جانيت، أووه دقيقة واحدة من فضلك، دعي دانيس يكلمني للحظة".

    البلدة هادئة في ظاهرها، لا صوت غير صوت محرك سيارة البروفسير تلك اللحظة، في الحقيقة صدى الصوت ليس إلا. نهر الأوز يتخذ سبيله بلا ضجيج، لا مطر ولا ضباب في الأفق، الطقس صحواً، فقط بعض السحائب البخارية المتفرقة تتلون في قوس قزح كاذب يسطو عليه البرتقالي، ليليان فتحت زجاجة واين أحمر جديدة من ذات النوع الذي يروق فانيسا، يدي في يد فانيسا بينما ليليان تصب المزيد من الشراب في الكؤوس المنقرشة الحواف الداخلية باللون الأحمر وكأنه دم القرابين. الشمس تدثرت بلون قان باهت السمت في لحظة وداعها الأخيرة.
    دخل بروفسير إسكوت ميناري إلى الغرفة وفق إشارة ليليان الملحاحة عبر النافذة: "من أنت؟" سألني ببعض الجفوة غير المفتعلة ولا المعنية : "إنه صديقنا، أعني صديقي"، أجابت فانيسا قبل أن تدعني أنطق بالكلمة: "أنا صاحب نظرية كونية كلية جديدة" مازحت البروفسير إسكوت بينما أشعر ببعض الحرج غير المبرر.

    بروفسير إسكوت اشتهر بعبارة فظة: "أي تجاوز للوقائع العلمية الراهنة بلا براهين بديلة من المحتمل أن يؤدي بنا إلى دائرة عدمية من التصورات الذهنية البحتة المفضية إلى مسافات غير متناهية من العدمية". غير أنه برغم القسوة الأكاديمية التي يتحدث بها فإنه شديد الإنتقاد للنظرية النسبية ويعتبرها في عداد الأفكار البالية منطلقاً من فيزياء الكم ليصل ولو ببعض الحذر إلى نظرية الأوتار الفائقة في محاولة إيجاد تفسير كلي ونهائي وشامل لمظاهر الطبيعة.

    ذهبت لوهلة إلى الحمام المشترك، تعمدت فانيسا لحظة خروجي من الحمام كي تلتقيني في خلوة : "أنا فخورة بك جداً، لقد جعلت البروفسير يصمت دهشة حين حديثك عن نظريتك في الأكوان المتقاطعة والمستقلة كما المتناسقة في ذات الآن مع قوانين بعضها البعض، مدهشة، واصل حديثك معه كم هو ممتع".

    على حافة زاوية الحمام ضمتني فانيسا إلى صدرها، كان قلبها ينبض بالحياة، النافذة نصف المفتوحة تستطيع السماح لأشعة باهتة بالدخول إلى الغرفة الفسيحة، نهر الأوز يرسل زفرات وانية والسحب البرتقالية أخذت لوناً رمادياً داكناً بينما توارت الشمس للتو نحو مستقر مستحيل. جذبتني فانيسا بغتة إلى داخل الحمام من جديد، وبينما هي تغير السدادة القطنية (التامبون): "هذا هو اليوم الأول، كنت قد ظننتي حامل"، ضحكنا معاً، ثم واصلت فانيسا حديثها: "قل لي ما هي التجربة الذهنية المقاربة التي تود فعلها بي كما أنك قلت أنا أمثل الكون كله، قل لي كيف يكون ذلك؟".

    المادة الحية "البيولوجية" في معادلة بسيطة تكون محصلة تصورات، مشاعر، غرائز ومادة بايلوجية "الجسد". الجسد مجرد مادة من نظائر الكون الفيزيائية وخاضع لقوانين الجاذبية والنظرية النسبية وفيزياء الكم وأي قوانين فيزيائية أخرى محتملة إنه مادة ميتة مؤقتاً حتى تتلبسه الخصائص الأخرى فيدب فيه النشاط الحيوي الذي نشهده في الحياة اليومية.

    "كيف تحدث الشرارة الأولى؟"، "لا توجد شرارة أولى وأخرى نهائية، عناصر الكون بما فيها الروح (التصورات والمشاعر والغرائز) تقوم في دائرة غير مبتدئة من نقطة محددة ولا منتهية بأخرى، كل لحظة موت مفردة تعقبها لحظة حياة مفردة جديدة وهكذا دواليك وكل لحظة موت كلية تعقبها لحظة حياة كلية أي بيق بانق جديد وهكذا دواليك في دورة غير منتهية البدايات ولا النهايات".

    لا يوجد بيق بانق واحد ولا كون واحد ولا قانون فيزيائي واحد وشامل ومطلق. هناك عدد غير محدود من الأكوان التي تشبه أو تختلف عن كوننا هذا الذي هو في تصورنا. الكون الواحد يتكون بدوره من عناصر غير محدودة العدد ذات قوانين فيزيائية مختلفة جذرياً ونحن ككائنات حية في اللحظة المفردة نستطيع فقط التعرف على العناصر التي تشابه خصائصنا الفيزيائية ما لم نستطيع إختراق السمت الفيزيائي الذي يحجبنا وهو أمر من الصعوبة بمكان كبير.

    الروح تقوم من كل الأكوان مقام الهواء من غلاف الأرض، التصورات والمشاعر والغرائز تسبح في الفضاء في حرية مطلقة وفق قوانيها الخاصة المختلفة جذرياً وليس الفضاء فحسب بل كل مكان. وبمثل ما يتكون البيولوجي من عناصر محددة من النسق المادي الذي نعلم تتكون الروح من مادة قائمة سلفاً فقط ذات قوانين فيزيائية مختلفة.

    جميع التصورات المعنوية والمفاهيم والآراء ومشاعر الحب والإيثار والبغض والحقد و لذعات الألم والمرارة والحسرة والمتعة واللذة والخوف قائمة سلفاً في النسيج الكلي للكون، للأكوان. الأكوان كلها هنا، عدد غير محدد من الكائنات الحية يقيم بين ظهرانينا، لكن السمت المختلف لا يجعلنا نراها بالعين المجردة أو حتى نفكر مجرد تفكير في القدر الأعظم منها، لا توجد كائنات فضائية، جميع الكائنات هنا، لا يوجد فضاء بالمعنى الحرفي للكلمة، لا توجد مسافات في مليارات السنين الضوئية، هذا وهم، الأكوان كلها ملخصة في جوهر واحد هو "هنا" فقط ذي سمت فيزيائي غير محدود في إختلاف قوانينه.

    "هذا أمر غريب، قل لي ما هي التجربة الذهنية المقاربة التي تودني أن أقوم بها معك يا بيبان، كما أنني مغرمة بقولك أنني أنا ألخص الأكوان كلها دفعة واحدة!".

    يتواصل.. حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق.. محمد جمال الدين
                  

06-23-2014, 06:33 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    واحد من التعليقات العندها علاقة بالحكاية من الراكوبة خاص حلقة 14 (حسب رايي):


    #1042057 [بدوى حسن]
    06-22-2014 09:49 PM
    يبدو ان الرواية تنتمى الى نوع من الادب الجديد ، مزيج من الاحداث الممعنة فى التفاصيل ونظريات فيزيائية تحاول ان تفسر الكون..على العموم الكاتب اعتمد على نظريات فيزيائة تتميزبالاناقة بالجمال الرياضى(المعادلات الحسابية) مثل (الاكوان المتعددة، الاوتار الفائقة) غير انها تفتقر الى الدليل المادى مما يعكس ازمة الفيزياء المعاصرة التى كلما هربت من الميتافيزيقيا من الباب ..دخلت اليها(اى الميتافيزيقيا) من شباك الفلسفة. النص ممتع بحق

    [بدوى حسن]
                  

06-24-2014, 06:38 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)
                  

06-25-2014, 03:02 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق.. حلقة "15"

    "الآن نبدأ التجربة، سأغلق باب الغرفة والنافذة، ربما تستغرق العملية عدة ساعات"، "إذن لحظة، دعني أخبرهم أننا مشغولان، دانيس ربما داهمنا في أي لحظة قاطعاً تراسل التجربة، قال قبل قليل أنه يود اللعب معنا على شاطي النهر، سأخبر جانيت". نزلت فانيسا إلى الأسفل ثم عادت: "أها، قل لي يا بيبان ما هو المطلوب مني، أنا جاهزة ومليئة بحب الإستطلاع". "ستخلعي ملابسك، وتقفي من أمامي عارية كل مدة التجربة الذهنية"، "سأفعل"، "ليس ذاك فحسب"، "ماذا إذن؟". في تلك الأثناء رن جرس الموبايل: "آسفة كان وجب أن أغلق الجهاز، نسيت، إنه رقم أليسكا الحزينة: "هللوو أليسكا، ، نعم صحيح، لا بد أنها المومياء، سأستشير بيبان وأهاتفك لاحقاً، مع السلامة أليسكا". "إنها أليسكا صديقتي الأخرى، نسميها أليكسا الحزينة، هما فقط أليسكا وليليان، عندي صديقتان مخلصتان، تحدثت أليسكا مساء الأمس مع ليليان وعرفت أنك معي، هي تود لقائنا، إنها فضولية، دعتنا للغداء معها يوم الغد، ما رأيك؟، لكن دعك الآن من هذا، سنفكر لاحقاً، أنا شديدة الفضول تجاه التجربة".

    "أليكسا الحزينة؟". قتلت والدها عبر خطأ فادح، كانت كلمة واحدة فقط "نعم"!. أجابت على السؤال الخطر والمباغت بالإيجاب، قالت كلمة واحدة كان مفعولها كالبارود في صدر والدها رودريك كوزينس. قالت: "نعم"، كرر الموظف السؤال من جديد " تحرش بك جنسياً؟"، "نعم"، صمتت خططت تأصل الكذبة : "لكن لا يجب أن يعلم أني جئت إلى هنا، سيقتلني". موظف قسم الحالات الطارئة ببلدية سيلبي أدى عمله بكل صرامة مع بعض القسوة في تقريره المكتوب في حالة الوحش المغتصب لإبنته وفق إقرارها بنفسها، إنه أمر في غاية الشذوذ، لكنه للأسف يحدث، نادراً جداً، لكنه يحدث بكل بشاعة، إنه من حقائق الواقع، وهناك حالة هذه المرة في مواجهة الرجل المدعو (رودريك كوزينس) والد الصبية أليسكا خمسة عشر عاماً.

    تم تجهيز مأوىً خاص بالفتاة المسكينة بعد إقرارها بالأمر الفادح مع الأخذ في الحسبان الإحتياطات اللازمة لضمان سلامتها الجسدية والنفسية. أليكسا كان عمرها ذاك الوقت خمسة عشر عاماً لكن مذ بلغت الثالثة عشر ملت الحياة بالبيت، كانت مراهقة طامحة بطريقة مفرطة ذات علاقات غرامية وجنسية متعددة وتدخن التبغ سراً كما تشرب الكحول كلما حانت الفرص ولا تهتم كثيراً بواجباتها الدراسية ولا الأسرية. والدها كان محاسباً مالياً مرموقاً بإحدى المدارس الخاصة بسيلبي ووالدتها (كورا روسيل) تعمل في وظيفة مشرفة بمخازن مستشفى النصب التذكاري للحرب العالمية الأولى في شارع دونكاستر .

    (النظام الرأسمالي في إنجلترا وعلى وجه العموم مضاد للتنظيمات الطبيعية مثل الأسرة والعشيرة كما النقابات العمالية وكل ما له صلة بالتشكيلات الإجتماعية التي من شأنها أن تكون نواة للمطالبة بمزيد من الحقوق ذات الصلة بالعدالة الإجتماعية، إنه يسعى حثيثاً في سبيل المزيد من الفردانية. ليس بالضرورة أن النزعة الرأسمالية ساعية إلى تدمير وإختفاء كلي لتلك التجليات الإجتماعية مرة واحدة وإلى الأبد، لا، فقط يريدونها ضعيفة وباهتة وغير فاعلة كي يسهل إستغلالها في سبيل المزيد من تمكين الطبقة المسيطرة) مثل ذاك القول سمعته مرة من السيدة مارغريتا أكرمان والدة فانيسا وهي يسارية أصيلة تناصر حزب العمال لكنها تتحفظ على الكثير من نقاط ضعفه في برامجه الإجتماعية.

    سمعت أليسكا المراهقة بعض قصص قريناتها من المراهقات الناشزات والأخريات اللائي نجحن بطريقة درامية في التخلص من ربقة الإلتزامات والضوابط الأسرية المملة واستطعن إيجاد مأوى آمن وأكثر حرية بمساعدة سلطات بلدية سيلبي إذ هناك قسم خاص بالحالات الطارئة يختص بالأطفال والنساء اللائي يتعرضن في الواقع أو من المحتمل أن يتعرضن للعنف أو الطرد أو التحرشات الجنسية على وجه العموم كما بواسطة الأباء أو الأزواج أو العائلين من كانوا.
    ظنت أليسكا أن الأمر في غاية البساطة وأن موظف الحالات الطارئة سيعطيها في التو مصروف جيب ومفتاح غرفة خاصة بها في إحدى أحياء البلدة ولا أحد يعلم بشيء وستذهب لاحقاً تخبر أهلها أنها ستكون في نزهة طويلة الأمد مع عدد من رفيقاتها إلى مدينة يورك المجاورة، كي لا يجهدون في البحث عنها أو يسعون إلى إبلاغ الشرطة، كانت تلك خطتها الإبتدائية. كانت خطة شديدة الخلل وذات تبسيط فادح لا حساب فيه للوقائع الكبيرة المحتملة في مثل تلك الحالات.
    أشتهر والد أليكسا بالإحترام والمثابرة وأداء الواجب وكان معظم وقته مكرساً للعمل وكان شديد الإنضباط مع أفراد أسرته وصارماً في المعاملة معهم بدرجة لا تفوق المعتاد إلا بقسط ضئيل . وكانت والدتها من الناحية الأخرى طيبة القلب لكنها تعاني من الإكتئاب بسبب وزنها الزائد الذي لم تفلح جميع الحيل في إنقاصه منذ عهد بعيد الأمر الذي تسبب في برود لم يصل حد الجفاء مع زوجها كونهما على أي حال كانا زوجان مخلصان. رودريك كوزينس مصاب بعدد من الأمراض المزمنة منها ضغط الدم كما أنه أصيب مرة واحدة قبل عدة سنوات خلت بأزمة قلبية متوسطة الوقع.

    قبل يوم واحد من قرار أليكسا بالذهاب إلى قسم الحالات الطارئة كانت ثملة فسقطت من دراجتها الهوائية في إحدى المنحنيات الحادة فأصيبت بعدة خدوش صغيرة بساعدها الأيمن كما كتفها الأيمن في محاذاة ترقوة الرقبة.

    "مللت الحياة بالمنزل مع أفراد أسرتي، إنني أشعر بالإكتئاب، أريد أن أعيش وحدي بعيداً عنهم، لكني لا أملك المال اللازم لإستئجار غرفة خاصة بي، وهم يرفضون الفكرة، لا يساعدونني، مازالوا يحسبونني صغيرة، إنهم هكذا دوماً يثبطون من همتي، هل تساعدني؟"، فرد موظف الحالات الطارئة: "تلك ليست أسباب كافية، أنت بالفعل لم تبلغي السن القانونية التي تتيح لك حرية التصرف في حل عن والديك،"، ثم أستفسرها: "هل تتعرضين للعنف أو الحرمان من الطعام والشراب أو يمنعونك من الذهاب إلى المدرسة؟"، "لا"، "تلك إذن ليست حالة طارئة، أنصحك بالذهاب إلى المنزل مباشرة والتحدث من جديد مع والديك".

    شعرت أليسكا بالإحباط الشديد وشرعت تنهض في تثاقل واضح، فلاحظ الموظف خدشاً صغيراً على عنقها فدعاها إلى الجلوس من جديد: "هل لديك شيئاً جديداً لتضيفينه؟"، لقد ساوره بعض الشك من وحي تجاربه السابقة مع حالات أشد بؤساً وجدية: "لا، لا، ليس عندي أي شيء أضيفه".

    وفي اللحظة التي فتح لها الموظف باب الخروج أسقط عليها سؤالاً صغيراً لكنه فادحاً: "هل يتحرش بك والدك؟، أعني جنسياً؟". تلكأت، تلعثمت، تمتمت، مسحت بكفها سائلاً نفذ ناحية الجهة اليسرى من شفتيها، ثم أجابت على السؤال الخطر: "ن.ع.م.. نعم". دعاها للدخول من جديد.

    في اليوم التالي جاء مدير المدرسة إلى رودريك كوزينس يخبره بإيقافه عن العمل مؤقتاً حتى تكتمل التحريات، دهش رودريك كوزينس غاية الدهشة كونه لا يعلم بعد، بحكم الإحتياطات الضرورية: "ماذا هناك؟!". وعندما علم بالأمر أخذته المفاجأة فسقط مغشياً عليه ومات بعد ثلاثة أيام بمستشفى النصب التذكاري للحرب العالمية الأولى لحقته بعد عدة أسابيع كورا روسيل.

    "قصة محزنة أليس كذلك يا بيبان؟"، "نعم، محزنة حقاً، جداً، محزنة، لكن، لكن، لكن كيف تصادقين مثل هذا الإنسان، أليست، أليست مجرمة؟"، "لقد أرتكبت أليكسا حماقة دفعت ثمنها في المستقل غالياً، تلقت العقاب اللازم على كذبتها من السلطات المختصة كما قامت بتربية شقيقيها الصغيرين على الوجه الأكمل وما تزال تفعل، لقد غيرت حياتها الأولى تماماً، أنا على ثقة أن روح أبيها في السماء قد غفرت لها كما روح أمها، أفلا نفعل نحن يا بيبان؟"، "نعم، نفعل، أنا أفعل!"، "أثق بك يا بيبان، هي ما تزال حزينة، إنها أليكسا الحزينة، تحتاج عوننا، أليكسا الحزينة، هي التي دلتني على التطوع بمنظمة حماية البيئة، كانت ناشطة من قبلي، إنها إيجابية جداً، غداً ستلتقيها وترى بنفسك يا بيبان".

    سادت لحظة صمت، قبل أن تقطعها فانيسا: "هل نقم إلى التجربة يا بيبان؟"، "نعم لنفعل"، "أخلع ثيابي هكذا كلها؟"، "نعم كلها حتى الداخلية منها، وليس ثيابك فحسب أريدك أن تخلعي المزيد"!.


    يتواصل.. حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق.. محمد جمال الدين
                  

06-26-2014, 06:08 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق.. حلقة "16"

    " اخلعي القشة الذهبية التي في جفنك، اخلعي كل مثيل، اخلعي الأسورة، اخلعي نعليك، كوني على السجية من حيث المظهر، اخلعي اللغة، انتِ ليس لديك لغة، ليس لديك مثل وقيم إجتماعية، اخلعي عنك ألبسة المجتمع، اخلعي المحيط، انت لا تعرفين من هما والداك، ليس لديك أخوات، ليس لديك جانيت ولا دانيس، ليس لديك أصدقاء، ليس لديك بيبان، أنتِ مقطوعة من شجرة، أنتِ لا تفهمين كيف جئتِ إلى الوجود بأي تصور موضوعي، أنتِ لا تعرفين الوجود، أنتِ لا منطقية، لا تفهمين الموت، لا تعرين أنك ستموتين، اخلعي كل شيء مكتسب، كل عادة كل سلوك. المحصلة أنتِ مجرد تصورات محضة ومشاعر محضة وغرائز محضة. لماذا؟. لأنك ولدتِ في جزيرة نائية بعيدة مذ كان عمرك صفر وحتى هذه الأثناء، لا يوجد مجتمع في تلك الجزيرة التي لم يغشاها خيال بشر، لا يوجد إنسان من نوعك أبداً في تلك الجزيرة، هناك فقط بعض الحيوانات وكل مظاهر الطبيعة المتاحة للعيان.

    "ما هذا الذي في صدرك؟، فوق نهدك الأيسر". "شامة". "انقلبي ناحية الظهر"، "حسناً". "ما هذا الذي على لوحة كتفك اليمنى؟"، "أيضاً شامة". " أنتِ لا تعرفين ما هذا، أنتِ لا تعرفين مذ هذه اللحظة اي معنى لأي جزء أو عضوء من أعضاء جسدك".

    "من أنا؟". " أنت طبعاً حبيبي بيبان"، " لا، أنتِ مذ هذه اللحظة لا تعرفينني، ولا تعرفين الحب ولا معناه بأي صورة موضوعية". " أنتِ حيوان"، "ناطق؟"، "لا، انت حيوان غير ناطق لأن لا لغة لديك، لكن ربما كان لديك تصورات محضة". "من أنا إذن يا بيبان؟"، " أنتِ لست فانيسا، أنتِ لا تعرفين من أنتِ ".

    "اغمضي عينيك، الآن سنبدأ التجربة في صورتها العملية، وعندما تعودين إلى العالم الواقعي ستروين لي مسارات ومآلات غرائزك ومشاعرك وتصوراتك وقتئذ كنت في الجزيرة النائية في حياتك الأولى ثم رؤية مقارنة لحيواتك كلها.

    أنتِ ستنامين مغنطيسياً، وعندها سأعيد عليك ذات الكلام وزيادة ثم تصحين و أنتِ في الجزيرة تعيشين بوعي وحرية ثم تتقمصين الدور من جديد ثم تنامين مغنطيسياً من جديد فتصحين و أنتِ في ذات الجزيرة وستخبرينني بما يجري هناك ثم تعقدين مقارنة بين هناك وهنا في كل مرة من المرات ".

    وبينما كنا نعيش التجربة الشيقة عند خواتيمها سمعنا جلبة ما تحدث بالأسفل ووقع أقدام وأشياء تتحطم، لكننا كنا مستغرقين في فعلتنا لا نهتم. كل ذاك كان متزامناً مع موجة رياح شمالية شرقية هزت الأشجار وأحدثت إرباكاً في نسق شقشقة العصافير وكانت النافذة الصغيرة المستطيلة تحدث بعض الصفير كما أثارت الرياح شجون نهر الأوز فأهتاج موجاً صاخباً يبارز أشعة شمس الأصيل في لعبة أزلية لا تعرف الكلل ولا الملل.

    دق أحدهم باب الغرفة بينما كانت فانيسا ما تزال تقف من أمامي عارية من الثياب ومن الحلي ومن اللغة ومن كل شيء إلا من القاعدة . كانت جانيت: "آسفة، آسفة جداً، أعلم أن عندكما أمر خاص وهام، لكن هناك مشكلة صغيرة في الأسفل". في الوقت الذي وقفت به جانيت على حافة الباب نصف المفتوح وشرعت تشرح في قليل من الكلمات فحوى القضية بدأت فانيسا تلف جسدها بإزار حريري أحمر على المنطقة الممتدة من فوق نهديها إلى أعلى ركبتيها ثم أخذت في الحال بيدي مذعورة وشرعنا في النزول إلى الأسفل.

    كان هناك داخل المنزل أربعة رجال شرطة ورجل آخر مقيد اليدين من الخلف هو كيمبرلي باول بينما كانت هناك ورقة صفراء اللون ملقية على الطاولة عليها إمضاء جانيت ومارغريتا حصرت بها الخسائر التي حدثت بالمنزل وفستان وصدر جانيت (زجاج النافذة اليمنى، ثلاث فازات ورد طبيعي، عدد من الأنتيكات والتحف الفخارية والخشبية، شاشة جهاز الكمبيوتر الخاص بجانيت والجهة اليسرى ناحية الصدر من فستان جانيت ممزقة إلى ما تحت إبطها بعدة سنتمترات مع خدش أحمر اللون عدة سنتمرات في الناحية اليسرى من صدرها).
    كيمبرلي والد دانيس على خلاف مزمن مع شريكته السابقة جانيت وهو يعيش في منزل خاص به خمس كيلومترات في الناحية الشرقية من البلدة. كيمبرلي يجيء وفق إتفاق عائلي لزيارة إبنه دانيس كل يوم سبت بين الساعة الرابعة والسابعة مساءا. لكن تلك المرة فوجيء بحدث جديد أربك خواطره إنه "أنا".

    أخبر دانيس والده بوجود شخص ما جديد لطيف يقيم في الطابق العلوي مع خالة فانيسا، شخص يحبه جداً "إسمه بيبان بابا" يلعب معه الكرة على شاطي النهر ويروي له القصص البطولية الرائعة في حضور فانيسا: "إنه شخص رائع بابا، جدتي مارغريتا تقول أنه ممتاز بابا، كلنا نحبه وماما جانيت أيضاً تفعل، كل الناس يحبونه بابا". أخذت الغيرة من كيمبرلي كل مأخذ كما داهمته مشاعر أخرى جميعها سلبية مستثارة بالأحكام العنصرية المسبقة فهاج وماج بغتة فاقداً حكمته على أثر موافقة جانيت على شهادة إبنه دانيس مضيفة جملة شديدة الحساسية :" فانيسا دائماً محظوظة ليست مثلي".

    يتواصل.. حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق.. محمد جمال الدين

    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 06-26-2014, 11:29 PM)

                  

06-27-2014, 03:42 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    الحدوتة ماشه لقدام
                  

07-01-2014, 05:49 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    في الإنتظار
                  

07-03-2014, 12:08 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق.. حلقة "17"

    فانيسا متوعكة بعض الشيء: "أشعر بالإرهاق، لم أنم بالقدر الكافي ليلة الأمس كما أن بطني تؤلمني بعض الشيء، لكن لا بد أن نذهب إلى أليكسا". بينما كنا داخل البص في طريق الوفاء بوعدنا مع أليكسا وعلى مشارف مدخل جسر سوينغ على نهر الأوز رن جرس موبايل فانيسا: "أين أنتما الآن؟"، "في الطريق، على بعد ربع الساعة تقريباً"، "ممتاز، إلى اللقاء، مممم، من فضلك دقيقة، هل يحب بيبان الأرز الأسمر بالروبيان؟"، "لحظة". كانت فانيسا تتكي على كتفي عندما بدأ البص يعبر جسر سوينغ بينما هي تخبرني بإقتراح أليكسا حول طبق العشاء الرئيس الخاص بي، ثم واصلت من بعدها المكالمة في عادية كالعادة : "نعم، تمام، وهل تطبخين أنت بنفسك الأرز بالروبيان؟"، "لا، خالتي دوروسي ستفعل".

    مد نهر الأوز تلك الناحية من منعطف الجسر لساناً صغيراً من المياه مرتبطاً بجذع ضيق مع النهر وبدى في تلك الحالة كطفل غرير مشاغب يعاكس أمه (الطبيعة).

    فانيسا وليليان وأليكسا يمتلكن خواص كثيرة مشتركة غير أن كل واحدة منهن لها شخصيتها المتفردة. القاسم المشترك الأساس بينهن أنهن نباتيات كما أنهن من دعاة المساواة بين الرجل والمراة ولو دون مغالاة مع نزعة شبه متطرفة في الدفاع عن الطبيعة والبيئة. فانيسا أكثر أنوثة بالمقارنة، في سمت حميم مع الجنس الآخر "الرجل" مع إعتبارات موضوعية شديدة الحذر، غير أن ذاك الطابع كثيراً ما أحبط أي نزعات سحاقية محتملة: "مررت بعدة محاولات من نساء سحاقيات لكن وجدتني اشمئز من مجرد الفكرة، ليس لدي إعتراض على المبدأ العام للتحرر والحرية، لكن أنا لا". ليليان أقل تطرفاً حيال خيار نوعية الأطعمة تستطيع أحياناً أن تتعاطى مع اللحوم البحرية وأليكسا سنام الفكرة الداعية إلى الحفاظ على نهر الأوز أكثر نقاءاً من التلوث وبل إعادته إلى سيرته الأولى قبل عدة قرون خلت "لقد هجرته الطيور البديعة".

    كما أن لأليكسا آراء أخرى عديدة منسجمة مع شخصيتها فهي ضد إقتناء السيارات الخاصة كونها السبب الرئيس في تلوث البيئة وتقوم بحملات توعية منظمة في أحياء سيلبي وفي مدينة يورك وبالرغم من أنها تحب كرة القدم فإنها تعتبرها لعبة ذكورية صرفة "لا بد من خلط الفريق بالتناصف، خمسة من النساء وخمسة من الرجال مع حارس مرمى حسب الحالة".

    هناك عدة قوارب في ألوان زاهية على ضفة النهر. عندما كان البص على مشارف الخلاص من الجسر أهتز حديده بشدة جراء عسر الأسفلت فانفلت جسد فانيسا لوهلة صغيرة من وقع الرجة فانكشفت برهة الستيانة شانتيل كما أحتك حذاءها بحذائي المقابل، سرعان ما أعتدلت وبدت أكثر جدية حينما قالت: "هذه القوارب تلوث النهر، إنها تحوي مواد كيمائية ضارة من الأصباغ والفولاذ الصدئ، كان يجب أن تكون من الأخشاب الطبيعية".

    عندما أكمل البص عبوره النهائي للجسر القائم فوق مياه الأوز تفادى السائق بمهارة العادة اليومية سرب حمائم حط برهة على الشارع من أمامه. في تلك الأثناء أخذت فانيسا بأصابع يدى اليمنى تمسح بها راحة كفها اليسرى : "يدي متعرقة وأشعر بالإرهاق، أووه بيبان، أنفاسي تضيق". شعرت فانيسا بغتة بألم في الصدر وتعرق في اليدين والقدمين وحرقان في فم المعدة وضغط ناحية الحجاب الحاجز ورجفة بالجسد وهزال كلي وخوف بالخواطر. فانيسا تتعاطي بالضرورة الكثير من البقوليات بديلاً للحوم، ربما كان ذاك هو السبب.

    "كل شيء سيكون على ما يرام، لا تقلق بيبان، ليست المرة الأولى، إنها حالة عابرة".
    عندما ترك البص الجسر من خلفه كانت يد فانيسا باردة في يدي الساخنة بالمقارنة. كانت فانيسا لبرهة قلقة "بيولوجياً".

    الشيء الأهم والأكثر حضوراً في الحياة هو "الألم". عندما يخرج الإنسان إلى الحياة يتألم وعندما يخرج منها يتألم وبين المحطتين دفقات متتاليات من الآلام الجسدية (البيلوجية) والنفسية (الشعورية) والعقلية (التصورية). بالألم نحيا وبالألم نعيش وبالألم نموت. وفي الألم متعة وذاك سر الحياة. كل العمليات الفطرية التي يفعلها الإنسان تنطوي على قدر صغير أو كبير من الألم اللذيذ أو/و الممتع كالولادة والجنس والعمليات الإخراجية. ليس العمليات التي نصفها بالغرائزية وحدها بل في ألم المشاعر وألم التصورات لذة ومتعة بذات القدر. أي وخزة دبوس تعقبها متعة كما كل لحظة ولادة وكل لحظة موت.. كما هو الأمر عند كل لحظة بيق بانق وهكذا دواليك.

    فتحت السيدة دوروسي الباب: "تفضلا، مرحباً بكما، أليكسا بالحمام". بدت السيدة دوروسي لطيفة، قصيرة القامة، صغيرة البنية، كانت تتحدث بلا توقف "يبدو أن صديقك متفرد يا فانيسا، أجلسا هنا، آسفة الصالون غير منظم بالقدر الكافي"، كانت تصيح مخبرة أليكسا "لقد وصلا، أصدقائك الآن هنا" بينما كانت تحاول إزالة عدد من بذور الطماطم ملتصة بالمريلة البيضاء الناصعة.

    يتواصل.. حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق.. محمد جمال الدين
    [email protected]

    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 07-03-2014, 12:23 PM)

                  

07-03-2014, 10:28 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)
                  

07-04-2014, 04:12 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    حا اعيد الاقتباسات لقدام
                  

07-04-2014, 07:47 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    Quote: Balla Ali Omer
    السرد يمضي منسابا بصورة بديعة ماضيا نحو غاياته في التشويق و الترويج لفلفسه يمكن ان نطلق عليها (الوجوديه الجديدة ) .... الرواية في هذه الجزئية تاثرت بالبيئة المحيطة والتي قوامها نهر الاوز فبدات ماضية في هدؤ رغم محاولات التشويق القائمة علي الانفاس الحري لفانيسا والتي يخنقها الراوي علي طريقة الكبار (حسدا من عند انفسهم ) ولا يبرزها (الا بمقدار) عموما النفس بات قصيرا فعدد مفردات الحلقة لم تتجاوز (690) لاحظ اننا في الحلقة 17 وجملة المفردات لم تتجاوز (13) علما ان متوسط الرواية في حدود 45 الف مفردة هذا يعني ان ما تبقي لا يقل عن 30 وعليك ان تعي ذلك منذ الان ..... ان اكبر ماخذ علي حرب الانهار برغم انها عمل ابداعي متكامل لكنها كانت محدودة المفردات صغيرة جدا عليك مراعاة ذلك و تطويل السرد مع المحافظة علي ذات الدرجة من التشويق ا .............................. سلام ورمضان كريم
                  

07-05-2014, 08:41 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق.. حلقة "18"

    كان على الحائط المقابل عدة لوحات معلقة أكثرها بروزاً الملكة القتيلة " آن بولين" والدة الملكة إليازبيث الأولى. زواج آن بولين من الملك هنري الثامن في القرن السادس عشر شكل أعظم التحولات في تاريخ النظام والسلطة والمجتمع البريطاني وبذات القدر كان أثر مقتلها على يد الملك ذاته بتهمة ملفقة "الخيانة العظمى". فظلت آن بولين على مر القرون وما تزال ملهمة للأدباء والرسامين والفقهاء والقانونيين على حد سواء ومثيرة للعبرة والشفقة في الخيالات الجامحة كما الشكوك والظنون والمزيد.

    كان هناك طارق بالباب الخارجي في تزامن مع خروج أليكسا من الحمام. إنها ليليان. صوت محرك سيارة البروف إسكوت ميناري كان يتناهى إلى الأسماع خفيضاً عندما كان يقف لوهلة في وداع إبنته ليليان يطمئن عليها قبل أن يرحل لشأنه دون أن يدخل المنزل. توقفت دوروسي عن طحن الزنجبيل وأتجهت إلى الباب. جاءت أليكسا ناحيتي "أها، هذا هو بيبان، مرحباً بك".

    نهر الأوز ليس ببعيد من هنا، إنه يلتف بخاصرة البلدة كطوق النجاة، النوافذ المشرعة كانت تأذن لأنفاس النهر بالولوج إلى الصالون في دفقات متتاليات. مدت أليكسا يدها محيية ثم قبلتني ثلاث مرات على الخدين وفق الإتكيت لكن بحرارة صادقة، فأنزاحت أنفاس النهر برهة تفسح المجال لرائحة شامبو الصبار المضمخة بالزيت العطري. في تلك الأثناء كانت ليليان قد فرغت من شعائر تحية روتينية مملة مع فانيسا وشرعت تتقدم ناحيتي. دوروسي منهمكة في إعداد الأرز بالروبيان، أكملت طحن الزنجبيل ثم أعادت رباط المريلة حين شعرتها تنزلق ناحية اليسار: "ساعة واحدة وتكون المائدة جاهزة، أليكسا فعلت كل شيء، شكراً لها، أنا فقط أعد الآن الأرز بالروبيان".
    كانت دوروسي بالكاد تتوقف عن الكلام دون أن تهتم بردود أفعال الآخرين إلا في الأحوال العملية والضرورية. الشيء الوحيد الذي يخفف من وقع ثرثرتها أن حبالها الصوتية رهيفة وصوتها خفيض جل المرات إلى الحد الذي يجعله همساً.
    عندما أكتملت لحظة الترحاب المتبادل، ما زلنا أربعتنا وقوفاً وسط الصالون، فانيسا وأليكسا وليليان في كتلة واحدة يهمسن في وجوه بعضهن البعض، يقلن عبارات مضحكة لا أفهمها، يضحكن، ليليان تمسك بيد فانيسا وأليكسا تتكي على كتف ليليان، يضحكن بشهية، فككنا وثاق بعضهن البعض لوهلة مترنحات إلى الوراء من وقع شهقات الضحك، بينما تراجعت أنا نصف متر إلى الوراء أشعر بالغربة وتتناهى إلى مسمعي ثرثرة قادمة من المطبخ، فأنتبهت بغتة على صوت فانيسا: "وأنت؟"، لم أستطع الإجابة على السؤال في الحال كوني لم أكن على وعي تام بالأمر، فدفعتني فانيسا إلى فحوى الموضوع: "ألست سعيداً؟"، "طبعاً، طبعاً، أنا سعيد، سعيد بك، سعيد بكم أجمعين"، في تلك الأثناء وقع ناظري في وجه أليكسا، قبضت عليها متلبسة بالنظرة، كانت تتأملني للحظة فتأملتها بدوري، كانت تنظر ناحيتي وكأنها تبحث، تبحث في دخيلتي عبر سمت الملامح الفيزيائية.
    أليكسا: مائة وسبعون سنتمتراً أقصر بثلاثة سنتمترات عن فانيسا . كانت تلك المرة في قميص طويل الأكمام في اللون اللبنى الفاتح المائل للأبيض مع بنطلون جينز في اللون البنى يتقاصر ناحية الكاحل حيث يكون الخلخال من الفضة الخالصة وحذاء من الكتان الرمادي محلى بنقاط بنية تتكثف عند مقدمته. خصلات شعرها ذات اللون الزيتوني الطبيعي تتدلي في كتلة واحدة ناحية الظهر متماسكة بفعل بقايا الماء. وعينان صغيرتان زرقاوتان مع ميل للخضرة تحت حواجب رفيعة مستقيمة بميل مفاجي عند الأطراف وشفاه رفيعة حادة النهايات وبشرة داكنة مقارنة بفانيسا تتخللها بقع صغيرة قرمزية في المسافة المرئية من صدرها ذي النهدين الصغيرين. وبرغم ماضيها المشاغب فهي على علاقة مستقرة بالمدير التنفيذي لمنظمة حماية البيئة (ماكسيميليان ريموند) الذي كان تلك الليلة غائباً لأسباب خاصة به.

    أشارت أليكسا بيدها :"تفضلو بالجلوس"، ثم خطت ناحية دوروسي. أليكسا من طراز فانيسا من حيث التفاصيل الجسمانية، فقط فانيسا ذات خاصرة ضامرة بطريقة تجعلها أشبه ب###### صيد سلوقي أسباني كما صدرها أكبر مما لدى أليكسا. غير أن أليكسا وحشية العبارة في الضد من فانيسا وذات دربة في الحياة تفوق فانيسا عدة فراسخ ليس بواقع حساب العمر، ذاك ليس بالأمر المهم، سنة ونصف، لكن جراء الحياة المغامرة التي عاشتها أليكسا في صباها والأحداث الكثيرة غير العادية التي مرت بها. ولكل هذه الخواص وأخرى فإن أليكسا تكون صاحبة المبادرة في كثير من المرات.

    "هيا بنا إلى المائدة" صاحت دوروسي . وفي اللحظة التي تحلقنا حول المائدة وقبل أن نمد أيادينا إلى الطعام شرعت دوروسي تصلي كعادتها عند كل لحظة طعام: " تباركت يا رب .. ارفع عقولنا إليك كل حين لطلب طعامنا الروحي غير البائد.
    اعطنا أن نعمل للطعام الباقي للحياة الأبدية، وهَب لنا نصيبًا في الاشتراك في وليمتك السمائية. امنحنا خبز البهجة، وكأس الخلاص، واملأ قلوبنا من البهجة والفرح. انعم علينا بحياة مطمئنة هادئة، وسعادة في النفس، وصحة في الجسد. علمنا أن نطلب رضاك في كل شيء، حتى إذا أكلنا أو شربنا أو عملنا أي شيء، نعمله لمجد اسمك القدوس، لأن لك المجد إلى الأبد... آمين".

    دوروسي إنجيلية صارمة، كرست جل حياتها من أجل الكنيسة، كما مساعدة أبناء أختها الصغرى المتوفية كورا، فهي شديدة العناية بأليكسا وشقيقيها الأصغرين، عاقر لم تلد ولم تتزوج. قبل بلوغ العشرين أزيل رحمها في عملية جراحية بعد أن تأكدت أصابتها بسرطان في عنق الرحم.

    "نحن لسنا كلنا مؤمنين على طريقتك يا خالة" قالت أليكسا تلك العبارة بحذر وكأنها تحاول أن تخفف من وقع الملل الذي أصاب الناس من جراء الصلاة الطويلة التي أدتها دوروسي بتلقائية ودون إذن أحد. ثم واصلت أليكسا مستغلة لحظة الصمت والإرتباك "أنا شخصياً غير مؤمنة البتة وليس لي"، قاطعتها دوروسي: "
    وجب على الإنسان أن يصلي لأجل نفسه ولأجل الآخرين، يصلي من أجل الأقرباء والأصدقاء وحتى الأعداء، فما بالكم وأنتم جميعكم أحبابي".
    تمتمت ليليان ثم قالت بلا إكتراث "أنا لا أهتم". قالت فانيسا "أنا أيضاً لست مؤمنة لكنني على قناعة محددة بوجود عقل منظم لهذا الكون" ثم ضربتني بساعدها على كتفي بدلال بينما تقول: "بيبان أيضاً يصلي، إنه يصلي من أجل الكون، الأكوان كلها" ضحكت فانيسا وليليان في ذات الوقت وشرعنا من بعدها في العشاء.

    يتواصل.. حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق.. محمد جمال الدين
    [email protected]

    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 07-05-2014, 10:05 PM)
    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 07-06-2014, 01:03 AM)
    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 07-07-2014, 02:11 AM)

                  

07-06-2014, 01:06 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    قمت بنقل النص المعدل حسب الوصية
                  

07-10-2014, 06:05 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    Quote:
    سلام محمد جمال ورمضان كريم. في طريقي اليكم مع متابعة ومتعة لاجتهاداتك . اكملت قراءة حلقات الرواية الكونية العجيبة الواعدة في الراكوبة. جميل يا محمد كالعادة. فقط أتمنى أن تتنبه للتعليقات الجيدة من بعض المساهمين في الراكوبة. ارسلت لك في الخاص عدة مساهمات من احدهم يكتب بإسم جاكس. أعتقد انه حري بالإعتبار مع علمي واحترامي بزمنك ووجهة نظرك. ساهمت بدوري في النقاش من وجهة نظري الخاصة. تحيات يا صديق وإلى الأمام
    7 July at 21:55 · Like

    Md Gamaleldin
    سلامات يا الحسن، ألف مرحب بيك.. معليش للتأخير كنت غايب شوية من عالم الإنترنت "حبة بريك" كنت ناوي الإسبوع دا كلو ما أدخل الفيسبوك بس ما قدرت .. أيوة قريت التعليقات في الراكوبة.. تمام.. كلو خير.. أي حاجة كويسة.. وبلا شك مفيدة وهو المطوب.. الواحد طبعاً ممنون.. وكنت أتمنى أن أجد الوقت للتعليق على كل مداخلة على حدى بس لأسباب عملية غير ممكن في الوقت الراهن. أما بخصوص قولي بأن لا شيء سيتغير في خطة العمل من حيث الجوهر فهو حق وهو في ظني أمر طبيعي لكن طبعاً الملاحظات الفنية واللغوية والإسلوبية والمنهجية مطلوبة وأتعلم منها بلا شك وأعرف أن هناك مهتمين ومتخصصين أتمنى أن أصادفهم وأفيد منهم وأعرف "طبعاً" أن في كتابتي الكثير من العيوب إن لم تكن كلها عيب وعورة في نظر البعض . بس نعمل شنو تلك قدرتنا.. وللأمانة غرضي من النشر الإستباقي للرواية بجانب محاولة ترقية الإسلوبية هو "سايكولوجي" فالنشر يساعد في الدفع بالكاتب إلى الكتابة "تكملة العمل في أقصر فترة زمنية ممكنة" فمثلاً لولا نشري للحلقة رقم 10 لما فعلت رقم 11 في اليوم الثاني مباشرة ولتكاسلت كون النص قاعد في الدرج "دا من تجربة خاصة".. وفي الختام أشكرك يا صديقي العزيز كما الجميع بلا فرز، هنا في الفيسبوك والراكوبة ومنبر سودانيز وكل من جاملني مشجعني على مواصلة الكتابة مغرضاً غرضاً حسناً أو قرع الكاتب والمكتوب.. فأنا على ثقة أننا كلنا نبتغي الخير، كل بوسيلته. وأعتذر لمن قرأ ولم يجد أمله أو رأى رؤية مختلفة.. تحياتي، محمد جمال
                  

07-18-2014, 01:51 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق.. حلقة "19"

    في ختام الجلسة الحميمة اقترحت أليكسا إقتراحاً لاقى هوى الجميع بما في ذلك ماكسيميليان الذي تم إخطاره عبر الهاتف: "ما رأيكم في أن نقوم بنزهة نهرية؟، نستغل مركباً شراعياً نتفقد نهر الأوز، أشعره يشتاقنا، وإن لم يفعل نحن نشتاقه، كانت آخر مرة قبل خمس أشهر خلت، ألا تذكرين يا ليليان، فانيسا كانت غائية تلك المرة، يوم الأربعاء المقبل ربما كان مناسباً".

    كنا أنا وفانيسا وأليكسا وليليان وماكسيميليان بالمركب. كلنا هناك، الشخص الوحيد الغائب بحسب الخطة هو صديق قديم لليليان. تلك المرة كانت الرياح تجرى بما تشتهي السفن. الرياح عادية السرعة تسير في الضد من تيار النهر، وكان النهر يتهادى وكأنه يحبو بينما كانت أليكسا وماكسيميليان يأخذان مبادرة طوعية بدفة قيادة المركب في مسار الرياح المنسابة في دفقات سلسة. بينما كانت ليليان تقوم بتصوير الطيور التي تحلق حول المركب كانت فانيسا تجلس في المنتصف تضع الخضار الطازج على أعواد الشواء وفق طريقتها الخاصة مع تتبيلة مبتكرة اخترعتها بنفسها تطغى عليها نكهة الروزماري. كنت في تلك اللحظة أتأمل مداخن البيوت الملتصقة بحافتي النهر ثم البعيدة وحتى حدود الأفق قبل أن يعتريني شعور ما بالمسئولية التضامنية فمسكت إحدى الأعواد: "دعيني أساعدك فانيسا"، "ليس الآن، التجهيز يحتاج دربة محددة، تستطيع أن تشعل الموقد إن أردت، فقط كن حذرا "، "ساشعل النار بروية، لا تقلقي عزيزتي". ماكسيميليان بدوره نباتي، بل لا يقل صرامة عن شريكته أليكسا، كل من على القارب نباتيين، أنا أيضاً أصبحت نباتياً ولو إلى حين.

    ماكسيميليان واسع الاطلاع في مجال عمله البيئي كما أنه لطيف العبارة لكنه شديد الإيمان بعقيدته. لا يكرس جل وقته لعمله في حماية البيئة فحسب بل يبشر الكل بعقيدته الراسخة في بيئة طبيعية نقية وإلا: "الحياة على الكرة الأرضية معرضة للتشوه ومهددة بالفناء بسبب التلوث البيئي". ماكسميليان يكبر أليكسا سبعة سنوات، يعيشان معاً منذ ثلاث سنوات، يعضد رابطهما الاحترام المتبادل والرؤى المشتركة في عقيدة البيئة النقية. منظمة حماية البيئة ببلدة سيلبي ذات أفق واسع يبدأ بمشروع محلي طموح يسعى إلى خفض استخدام الطاقة الإحفورية الضارة بنسبة تسعين بالمئة عبر إبتكار وسائل ناجعة للطاقة النقية المتجددة. جاء في إحدى إصدارات المنظمة أن في خلال خمسة عشر عاماً جميع المنازل الخاصة والعامة بسيلبي وما جاورها كما جميع وسائل النقل العام والمصانع ستعمل بالطاقة النقية المتجددة. منظمة حماية البيئة في سيلبي عضو في الإتحاد العام للبيئيين في بريطانيا العظمى كما ينسق الإتحاد العام نشاطاته مع بقية رصفائه في دول الإتحاد الأوروبي وعلى مستوى العالم.

    كانت القشة الذهبية في جفن عين فانيسا اليسرى تحمر مع ضوء الشمس الساطعة بينما هي لا تكترث بالبشارة البيئية لماكسيميليان كونها على علم مسبق وقناعة لا تقل عنه، كانت منهمكة في الدورة الأولى من شواء الخضار ما جعل أنفاس النهر لوهلة تتراجع أمام الدخان المتصاعد بنكهة الروزماري.

    كانت المركب الشراعية تسير بتؤدة تاركة من خلفها أثراً باهتاً على سطح النهر سرعان ما يندمل على طيف من الأسماك الصغيرة المشاغبة فيعود النهر إلى سيرته الأولى يبث أنفاسه في الآفاق منطوياً على أعماقه السحرية.
    صاحت فانيسا: "هلموا، هذه هي الدورة ألأولى من الشواء، أتمنى أن تجدونه كما تشتهون"، تدرجت أليكسا ناحية ماكسيميليان: "خذ طبقك، دعني أقود المركب"، ترك الدفة لأليكسا وأخذ قطعة باذنجان: "فانيسا ممتازة في تتبيل الخضار"، ثم صاح: "رائع فانيسا".

    عندما كنا نعبر تحت جسر سوينغ أمسكتني ليليان طبقها في إستعجال "لحظة" ثم شرعت من جديد في تجهيز كاميرتها ووجهتها في استعجال ناحية أسراب من الطيور كانت تربط هادئة في الضفة الشرقية من النهر قبل أن تبدأ تتطاير في تكاسل الواحدة تلو الأخرى كلما اقتربنا منها.
    وعندما أكملت أسراب الطيور انتشارها في الفضاء جاءت ليليان بغتة ممسكة بكتف فانيسا بينما كنت أنا أجلس لصيقها على الحافة اليمنى ففقد المركب توازنه لبرهة من الوقت فكدت أسقط في الماء لولا انتباهي المسبق لحركة ليليان وتوقعي للأمر قبل حدوثه، وعندما أستوى المركب من جديد لفتت ليليان إنتباهنا: "انظروا، من هنا، أرى منزلنا، ألا ترينه يا فانيسا إنه هناك، تلك الناحية". كانت ليليان تشير بيدها في الناحية الشمالية الشرقية: "سأحاول تصوير المشهد من هنا، ربما لا أستطيع، رائع". تلك الأثناء تذكرت بروفسير إسكوت ميناري يحاجني حول نظريتي الكونية عند لقائنا الأول : " مجرد سياحة ذهنية ربما كانت ممتعة لكن لا شيء يمكن إثباته علمياً، إنه خيال جامح فحسب"، ثم يضحك ويواصل ملاطفاً بصدق: "في الحقيقة ليس نظريتك انت فحسب بل جل النظريات الفيزيائية الكبيرة التي يعتنقها الناس وأنا منهم لا يمكن التحقق منها علمياً، أعني طبعاً تجريبياً، تلك هي مشكلة الفيزياء في الحاضر والماضي". "تلك ليست مشكلة الفيزياء فحسب يا بروف ميناري بل هي مشكلة جميع العلوم بما هي نتاج الملاحظة الذهنية المجردة كما التجربة التراكمية المحسوبة وفق وقائع القوانين الفيزيائية السائدة. كون الخط الفاصل بين الفيزياء و الميتافيزيقا
    وقل العلم التجريبي في إطلاقه شبه معدوم، والأدهى لا شيء في الأفق يشير إلى حل قريب لهذه المعضلة".

    بروف إسكوت ميناري يتعاطف بوضوح مع نظرية "الأوتار الفائقة" بما هي منظومة أفكار فيزيائية متجاوزة النسبية منطلقة من فيزياء الكم غير أنه لا يملك يقين قسيس. أهم ما يميز نظرية الأوتار الفائقة هو "القناعة بوجود جزيئات عديمة الكتلة تستطيع أن تنطلق بسرعة أكبر من سرعة الضوء ربما مليارات المرات. هنا فقط تسقط النظرية النسبية وتسقط نظريات فيزياء الكم ويسقط المزيد: "تسقط نظرية النشوء والارتقاء، تلك النظرية الباهتة لم يعلو شأنها إلا لأنها تقدم نقداً ذهنياً مريحاً للأساطير العتيقة ليس أكثر من ذلك". غير أن نظرية الأوتار الفائقة لا تقدم عندي الحل المثالي: "أنا عندي فهم مختلف للمسألة، هو (الأكوان المتقاطعة)، نظرية الأوتار الفائقة بائنة الخطل، دعني أفصح لك بروف ميناري عن المبادي الأساسية لنظريتي في الأكوان المتقاطعة".

    عاد المركب الشراعي من جديد إلى نقطة الإنطلاق الأولى، بينما كنت مستغرقاً في اجترار حواري و بروف إسكوت ميناري قبل عدة أيام خلت، فوجدت فانيسا تشدني من يدي: "بيبان، مالي أراك شارد الذهن، لقد عدنا"، "آسف فانيسا، فقط كنت أعيش بعض التصورات الذهنية".

    يتواصل.. حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق.. محمد جمال الدين
    [email protected]
                  

07-19-2014, 01:39 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    قصة وأخرها لسا
                  

07-19-2014, 10:46 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    في انتظار الحلقة 20
                  

07-20-2014, 02:58 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    متابعة
                  

07-20-2014, 04:43 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    #1053880 [مجدي الجبل]
    0.00/5 (0 صوت)

    07-08-2014 12:03 PM
    من الفيسبوك:
    A Hasan
    سلام محمد جمال ورمضان كريم. في طريقي اليكم مع متابعة ومتعة لاجتهاداتك . اكملت قراءة حلقات الرواية الكونية العجيبة الواعدة في الراكوبة. جميل يا محمد كالعادة. فقط أتمنى أن تتنبه للتعليقات الجيدة من بعض المساهمين في الراكوبة. ارسلت لك في الخاص عدة مساهمات من احدهم يكتب بإسم جاكس. أعتقد انه حري بالإعتبار مع علمي واحترامي بزمنك ووجهة نظرك. ساهمت بدوري في النقاش من وجهة نظري الخاصة. تحيات يا صديق وإلى الأمام
    · Like

    Mohamed Gamaleldin
    سلامات يا الحسن، ألف مرحب بيك.. معليش للتأخير كنت غايب شوية من عالم الإنترنت "حبة بريك" كنت ناوي الإسبوع دا كلو ما أدخل الفيسبوك بس ما قدرت .. أيوة قريت التعليقات في الراكوبة.. تمام.. كلو خير.. أي حاجة كويسة.. وبلا شك مفيدة وهو المطوب.. الواحد طبعاً ممنون.. وكنت أتمنى أن أجد الوقت للتعليق على كل مداخلة على حدى بس لأسباب عملية غير ممكن في الوقت الراهن. أما بخصوص قولي بأن لا شيء سيتغير في خطة العمل من حيث الجوهر فهو حق وهو في ظني أمر طبيعي لكن طبعاً الملاحظات الفنية واللغوية والإسلوبية والمنهجية مطلوبة وأتعلم منها بلا شك وأعرف أن هناك مهتمين ومتخصصين أتمنى أن أصادفهم وأفيد منهم وأعرف "طبعاً" أن في كتابتي الكثير من العيوب إن لم تكن كلها عيب وعورة في نظر البعض . بس نعمل شنو تلك قدرتنا.. وللأمانة غرضي من النشر الإستباقي للرواية بجانب محاولة ترقية الإسلوبية هو "سايكولوجي" فالنشر يساعد في الدفع بالكاتب إلى الكتابة "تكملة العمل في أقصر فترة زمنية ممكنة" فمثلاً لولا نشري للحلقة رقم 10 لما فعلت رقم 11 في اليوم الثاني مباشرة ولتكاسلت كون النص قاعد في الدرج "دا من تجربة خاصة".. وفي الختام أشكرك يا صديقي العزيز كما الجميع بلا فرز، هنا في الفيسبوك والراكوبة ومنبر سودانيز وكل من جاملني مشجعني على مواصلة الكتابة مغرضاً غرضاً حسناً أو قرع الكاتب والمكتوب.. فأنا على ثقة أننا كلنا نبتغي الخير، كل بوسيلته. وأعتذر لمن قرأ ولم يجد أمله أو رأى رؤية مختلفة.. تحياتي، محمد جمال
                  

07-21-2014, 02:35 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    تحية لفانيسا الإنسانة الجميلة ولبيبان البطل الفاهم والواعي بأقداره
                  

07-21-2014, 08:59 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    حكايات محلية
    http://www.sudaneseonline.com/board/470/msg/1399573589.html
                  

07-22-2014, 09:01 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)
                  

07-22-2014, 09:21 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق.. حلقة "20"

    قرعت أليكسا باب الدار. كانت دوروسي بالداخل: "إذن لقد جئتم، مرحباً، ها أنا قادمة لأفتح الباب، مبارك الرب". وبينما كانت دوروسي تحاول فتح الباب في مهلة أقرب إلى التلكؤ كنا أنا وفانيسا نقف من خلف الرفاق الذين تتقدمهم أليكسا وهي تحض دوروسي على فتح الباب: "افتحي الباب، ماذا تنتظرين خالتي".

    شجرة التوت الحمراء المغروسة بمحاذاة المدخل كانت تمد بعض فروعها الغضة ناحية كتف ماكسميليان. فانيسا تحمل بيدها اليمنى بقية الحضار وبعض الأدوات في ثلة سعفية متوسطة الحجم وأنا أحمل الموقد مشتبكاً بيدها اليسرى. وبينما بدأت دوروسي تهز الرتاج كانت فانيسا تنظر ناحيتي تهم بقول شيء ما، لكن في اللحظة التي فتحت شفتيها نصف بوصة، وقع ناظرها على يرقة فراشة تربض على رقبة ماكسميليان فوق الحافة الخلفية من قميصه، فانيسا تصنع أحمر الشفاه بنفسها من زبدة الكاكاو والشمندر، وبينما كنت أحتفى باللون القرمزي الداكن من على شفتيي وخديي فانيسا في إنتظار أن تحدثني بما خطر لها من فكرة، وجدتها تلفت إنتباهي بالحاح لأمر آخر أخذ بلبها: "انظر بيبان"، "ماذا؟"، "هنا، آه، لطيفة، إنها يرقة فراشة القز، رائعة". أخذت فانيسا اليرقة برفق وضعتها على راحة كفها وهي تحتفي بها من جديد: "أووه جميلة، اين ماما؟، لا بد أنها ماتت، أنا سأعتني بك". وضعت فانيسا اليرقة بعناية فائقة على ورقة توت وأراحتها على الطاولة.

    لفانيسا علاقة تاريخية بدودة القز، علاقة تقوم في الضد من قناعاتها الحالية تجاه الإنسان والحيوان والطبيعة، جدها مونتجمري الثاني كان يعمل في صناعة وتجارة الحرير بين ديري شمالي إيرلندا ومدينة يورك وسط بريطانيا، ثم أستقر المقام بالأسرة الكبيرة قبل أكثر من قرن من الزمان ببلدة سيلبي المكان الذي توارثه الأحفاد حتى تاريخ اللحظة وآخرهم دانيس. كان لمونتجمري الثاني مصنع حرير صغير ومزرعة لتربية دودة القز في الناحية الجنوبية من مدينة يورك عدة أمتار من نهر الأوز حيث كان يسقي أشجار التوت التي تتغذى بها الحشرة الوديعة من مياه النهر، يفعل ذلك في أوقات الجفاف. عندما يكتمل نمو الشرانق يكون طول الخيط الحريري للواحدة منهن حوالي ألف متر. فيقتل مونتجمري في كل مرة من المرات الملايين من يرقات القز بالماء المغلي أو تعريضها لدرجة حرارة عالية كي يستطيع إستخلاص الحرير الخام.

    "هل كانت تشعر دودة القز بالألم عندما يسلقها مونتجمري بالماء كي تستمر تجارته في الحرير؟". أجابت ليليان: "الحشرات لا تشعر بالألم كونها تفتقر للنظام العصبي المتطور الذي تملكه الحيوانات العليا ومن ضمنها الإنسان". "هل تشعر النباتات بالألم عندما نخلعها من جذورها، نأكلها أو نعرضها للنار؟". تطوعت ليليان أيضاً مجيبة على السؤال بالنفي مبدية ذات الحجة: "ليس لديها جهاز حسي ولا دماغ". كانت فانيسا ما تزال تتأمل دودة القز وهي تربض فوق ورقة التوت: "أنا واثقة أنها تشعر بالألم". قالت أليكسا ممازحة فانيسا: "هل جربتي مرة أن تكوني حشرة وديعة كي تخبرينا الخبر اليقين"، ثم أصبحت أكثر جدية حينما قالت: "الحشرات تشعر بالألم عبر طريقتها الخاصة، نستطيع أن نتحقق من هذا الزعم عبر تجاربنا في الحياة اليومية، فجل الحشرات تهرب من أمام الخطر المادي كلما شعرته، يبدو أنها تحب الحياة مثلما يفعل الإنسان، مثلنا تماماً". عندها سأل ماكسميليان: "هل تملك الحشرات عواطف؟. ذاك هو السؤال، أنا أيضاً على قناعة أنها تشعر بالألم تجاه أي فعل فيزيائي سلبي، لكنني لست على يقين أنها تملك عواطف كالتي للبشر".

    "لو أننا تيقنا أن الحشرات كما جميع الكائنات الحية بما في ذلك النباتات تشعر بالألم وتملك خيال وذاكرة وعواطف مثلها والبشر، فماذا نحن فاعلون؟، هل سيغير ذاك الإكتشاف اليقيني من نظرتنا و تصرفاتنا العملية تجاهها؟. لا، لن يحدث!. كوننا نحتاجها في أمر مصيري بالنسبة لنا وهو الغذاء، فنحن دون أن نتغذى بالنباتات والبيكتيريا أو/و الحيوانات الأخرى سنفنى كبشر من على وجه الأرض". هذا "الغذاء" مصدر الطاقة جوهري للمادة الحية المنتصرة عبر بلايين السنين، ولا سبيل غير ذلك. المادة الحية (نحن كبشر منها) تعتمد في عملية تكافلية لا مناص منها في التضحية بتغذية بعضها البعض. فالإنسان يأكل النبات والحيوان والبكتيريا وعدد لا حصر له من المادة العضوية المستخلصة من كائن آخر حي بالمعنى الشامل لكلمة حياة. في المقابل فإن البكتيريا على سبيل المثال تأكل الإنسان حياً أو ميتا كما تفعل كل الكائنات الأخرى ذات الشيء. بل الإنسان يستطيع أن يأكل نوعه حرفياً لكن الشائع أن الإنسان يقتل نوعه عبر كل الأزمان من أجل إقصائه عن المنافسة على مصدر الغذاء متى تحتم الأمر، وما الحروب والعداوات الصغيرة والكبيرة بين البشر إلا من ذاك الأمر الحتمي والجوهري والذي لا مناص منه "الطاقة".

    إن العداوات البشعة والإغتتالات بين البشر لا يمكن تفاديها أبداً فهي أمر حتمي إلا بتغيير جذري في الوظائف الحيوية لجسد الإنسان بحيث يستطيع أن ينتج الطاقة اللازمة لبقائه عبر وسائل أخرى ليس من ضمنها "المادة العضوية" وهذا الأمر ليس مستطاع في الوقت الراهن، لذا لا سبيل غير تقبل الأمر الواقع بحكم التركيبة الجوهرية للإنسان من حيث هو كائن حي مثله ودودة القز لا يختلف عنها في شيء غير معرفته بذاته وجهله بالدودة التي بدورها تعرف ذاتها وتجهل الإنسان.. ذاك هو الأمر.
    جميع الكائنات الحية تملك نفس الخواص: غرائز ومشاعر وتصورات. كل الحيوانات.. بل كل شيء. كثير من الناس على يقين خاطي أن النباتات لا تتألم ولا تشعر وليس لها عواطف وغير عاقلة. للنبات ذاكرة كما عواطف ودماغ. ذاكرة النبات تجعله ينبت وفق نوعه المحدد في فصل محدد من الزمان ويثمر وفق نوعه وفق زمانه من الفصول دون خطأ في القرار إلا شذوذاً عن القاعدة ولا شذوذ، إذ كل شيء يأتي وفق سمت تقاطع الأكوان. فالنباتات تحس و تتألم وتحزن وتفرح وتحب الحياة وتلعب في حبور مع بعضها البعض وتمارس الجنس واللذة والمتعة مثلنا تماماً وتحارب أحياناً بعضها البعض حتى الموت متى تحتم الأمر من جهة الغذاء كما هو حال جميع الكائنات الحية وعلى وجه الإطلاق فقط كل يفعل الحياة وفق طريقته الخاصة.

    هذا العالم المرئي لنا ما هو إلا كقطعة قماش واحدة كل خيط مفرد من نسيجها يشكل كون قائم بذاته له قوانينه الفيزيائية المختلفة وكل نقطة تلاقي بين خيط وآخر تتميز عن غيرها في تقاطعها الفيزيائي عن النقطة الأخرى في خيطها الواحد وهكذا دواليك. هناك عدد غير محدود من الأكوان كما عدد غير محدود من التقاطعات الكونية. تلك التقاطعات هي التي تعطي المشهد المنظور لتنوع المرئي لنا من الوجود الذي نستطيع الإحاطة به وفق أقدارنا الفيزيائية الراهنة.
    ليس المادة التي نصفها بالحياة وفق فهمنا الراهن للحياة بل كل عناصر الوجود وعلى وجه الإطلاق عندها: ذاكرة ومشاعر وجهاز حسي خاص بها. فالصخر يتنج نوعه من الصخور ولا يغلط إلا شذوداً عن القاعدة ولا شذوذ، كل شيء يأتي وفق تقاطع الأكوان. من الأخطاء الراسخة ظن الناس أن الحياة تقوم على الماء.. هناك مليارات الحيوات بغير ماء ولا أوكسجين ولا بايولوجي.. الحياة التي نعرفها الآن ليست بشي غير نوع واحد فقط من كل شيء حي في الحياة الكلية للأكوان. كما أن المادة التي نعطيها معنى الحياة تخصيصاً في الوقت الراهن كانت قبل عدة بلايين من السنين تحيا بلا أوكسجين "تلك ربما كانت من حقائق العلم التجريبي الراهن" كما أنها كانت تمارس خصائصها الحيوية بلا ماء.

    "دعونا الآن نحاول التحقق عملياً من هذه التصورات".

    في تلك الأثناء جاءت دوروسي بعد أن أكملت إعداد الشاي الأسود بالحليب وفق طريقتها الخاصة، وضعت برادي الشاي والحليب على الطاولة مع الخبز المحمص: "من منكم يشاركني شرب الشاي بالحليب؟".


    يتواصل.. حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق.. محمد جمال الدين
    [email protected]

    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 07-22-2014, 09:43 PM)

                  

07-23-2014, 06:44 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    Quote: Hasan حوار من الفيسبوك حول حلقة 20
    دي دايرة كباية شاي للقراية التانية. بس حياة بدون الاوكسجين والموية لسع ما وقعت لي
    5 · Like

    Balla Ali Omer
    بالامس وجدتني وحيدا بالمنزل .. كنا قد تناولنا طعام الافطار مع اسرة عديلي ناحية الجريف .. بعد الافطار غادرت قافلا لشرق النيل حيث بيتنا بحي النصر فيما مكث الاولاد وامهم مع اسرة خالتهم ... ولانني دائما اسعد واشعر بالتحرر عندما اكون وحيدا فوجدتني اقلب القنوات ... لفت نظري فيلم في (ام بي سي اكشن ) عن (البق بونق) الانفجار الكوني ... البطل كان قد عاد من رحلة الموت عبر احدي دورات الانفجار الكوني لينتقم لقتل حبيبته .... الفرق بين الرواية والفيلم انك تاخذنا بالترغيب تارة بالوصف البديع للطبيعة واخري عبر اثارة الجوانب الحسية من خلال الوصف الدقيق لوجوه وارداف فانيسا وصويحباتها فيما كان الترهيب هو التوجه الذي عمل به السيناريست عموما اراك ممسكا بعصا المايسترو علي طريقة كبار المؤلفاتية وان غلبت علي حلقة اليوم فيزياء الاحساس عند شركائنا من الكائنات الحية علي حساب الحاجات الاخري ...... يلا خلينا نشوف اخرتا

    Md Gamaleldin
    الحسن وبله.. تحيات.. شوية ونجي نتسالم أحسن من كدا
    · Like

    Md Gamaleldin
    نبدأ بالصديق الحسن ثم نأتي للراعي الرسمي للرواية الصحفي الكبير بله عمر.. الراعي الرسمي دي من عندي من ذاكرة كأس العالم .. في الحقيقة المشجع الأول.. شكراً له ولكل الأصدقاء

    Md Gamaleldin
    1- حياة بدون أكوسجين؟؟؟.. نعم وألف نعم.. الحياة بدأت على وجه الأرض بلا أوكسجين.. الحياة هي التي صنعت الأكوسجين وليس العكس.. في المقالة التالية ستجد يا الحسن حيوان يعيش حتى تاريخ اليوم بلا أوكسجين، هنا: http://www.telegraph.co.uk/.../New-species-lives-without...

    New species 'live without oxygen' - Telegraph
    www.telegraph.co.uk
    The first animals that do not depend on oxygen to breathe and reproduce have been discovered by scientists on the bed of the Mediterranean Sea.
    · Remove Preview

    Md Gamaleldin
    2- حياة بلا ماء؟؟.. طبعاً نعم.. لدى المؤمنين بالأديان سماويها وأرضيها إعتقاد راسخ أن هناك ملائكة من نور وجن وشياطين من نار وهناك دابة الأرض ودابة السماء.. هذا.. وهناك إعتقادات علمية كثيرة ترجح وجود حيوات في المجرات البعيدة أشبه بالحياة على وجه الأرض مع إحتمالية عدم وجود ماء، اقرأ هنا: http://www.realclearscience.com/.../could_life_exist...

    Could Life Exist Without Water? | RCScience
    www.realclearscience.com
    In the search for life elsewhere, many studies focus on finding liquid water. Bu... See More
    · Remove Preview

    Md Gamaleldin
    لدى كل شخص من شخوص الرواية حياة خاصه به ولدى بطل الرواية حكاية خاصة به وحده (بالمناسبة هو مش أنا) هو زول تاني قايم بذاته وعنده ماضيه وراهنه وحياته الخاصه وتصوراته القائمة بذاتها وربما تكون قناعاته ضد قناعاتي الشخصية وتصرفاته أجمل أو أقبح لا يهم فهو زول تاني خالص.. فإن قام أحدهم بتمثيل مشهد في فليم يصور إختطاف رهائن فإنه ليس هو المختطف الفعلي.. أليس كذلك؟.. ذاك هو الأمر.. ولدى بطل الرواية المدعو "بيبان" تصور محدد للعالم يقول به في هذا العمل وسيقوله بكل أمانة!.

    Md Gamaleldin
    بله العزيز.. شكراً مجدداً للتشجيع الفخيم.. ربما لكل حلقة أجواءها الخاصة بحسب ملابسات الأحداث التي جرت آنها. وقد قلت من قبل أن الأحداث جرت في الماضي وليس في الإمكان أحسن مما كان.. ما كان قد كان. انت عارف أنا مرات بتصور أن بطل هذا العمل الصغير (أعني ما أقول، إذ أن الكلام الكبار لا يجعل العمل بالضرورة كبيراً إنها مجرد محاولة) أقول بطل الرواية ربما ليس فانيسا ولا بيبان وإنما "نهر الأوز" أوز بضم الألف Ouse هنا معلومات عامة عن نهر الأوز http://en.wikipedia.org/wiki/River_Ouse,_Yorkshire

    River Ouse, Yorkshire - Wikipedia, the free encyclopedia
    en.wikipedia.org
    The River Ouse (/and#712;uand#720;z/OOZ) is a river in North Yorkshire, England. The river is ... See More
    42 · Remove Preview

    Md Gamaleldin
    حاجة تانية مختلفة بس قلنا نخت الحاجات كلها في حتة واحدة من دام الله هدانا على الكيبورد.. في إحدى المرات تسائل الصديق أحمد الماحي.. عن جدوى المحاولات الأدبية من قصص وشعر كما الفن والموسيقى وقول الكرة ذاتها، في زمن الناس فيه جعانة ومحبطة ومهدرة الحقوق والبلد في قبضة ديكتاتورية قبيحة تقودها جماعة من اللصوص والمجرمين المحترفين، فهل هل هناك جدوى من من هكذا عمل "أدبي" حتى لو إفترضنا جدلاً قيمته الأدبية؟. ذاك هو السؤال.. سؤال مشروع. وإجابتي أن العهود المظلمة يتطاول أمدها كلما كان الظلام كثيفاً، فهي تعيش على جفاف العقول والضمائر والمشاعر.. الأداب والعلوم هي المخرج الوحيد والنهائي من الأزمة المزمنة أو قل من أهم الآليات المتاحة. وأنا شخصياً لدي تجربة شخصية مع مثل هذا السؤال الصعب.. كنت في الماضي أرى التغيير في البندقية وحدها وقد كتبت قبل عدة سنوات خلت ذاكرتي أيام الجامعة (درست في الخرطوم 1988-1993) كان ذلك في بوست "هولندا والسودان في هولندا بالفوروول" قلت هذا القول: (ذاك الرجل هو الذي أخبرني بالخبر اليقين عندما ثرثرت معه بأنني معارض للنظام وأنني أودعت في المعتقل عدة مرات وأخبرته قبل أن يخبرني بأي شيء بأنني أبحث عن مجموعة عندها العزم على عمل مسلح ضد النظام كوني على قناعة بأن هذا النظام لن يزول إلا بالسلاح ولا يفهم غيره. وكان ذاك الرجل عنده صبر ليسمع بعض قصصي الصغيرة من قبيل البيان الذي أعلنت فيه تخلي عن محاولتي في كتابة القصة القصيرة والشعر عندما جاء إنقلاب الإنقاذ وأنا في بداية الصف الثاني بالجامعة معتبرآ ذاك مجرد ترف وقلت في بياني ذاك العجيب أن: (القبح المعنوي لا يمكن غسله إلا بما يعادله من الجمال المعنوي ... كما أن القبح المادي لا يمكن غسله "عمليآ" إلا بما يعادله من الجمال المادي. وقلت أن الجمال المادي هو "الرصاص" لا توجد خيارات أخرى) تلك هي خلاصة البيان المعني. طبعآ تلك كانت قناعاتي آنها في ذاك العمر الصغير والغضب الكبير. الآن أعرف أن هناك ألف طريقة لهزيمة القبح المادي ليست بالضرورة هي الرصاص... بل ليس منها على وجه الإطلاق!.
    في ختام جلستنا تلك قال لي ذاك الرجل الهمام أنه ذاهب إلى القاهرة لإجتماع سري وهام وعندما يعود سيكون هناك شأن آخر يحدثني به غير أنه غاب لعدة أشهر وذاك الرجل (مبروك مبارك سليم) أصبح في المستقبل القريب مؤسس وزعيم الأسود الحرة في شرق السودان التي قاتلت النظام بجانب قوات التحالف السودانية ومؤتمر البجا في الشرق ومرت الأيام وألتقيته مجددآ بالمناطق المحررة في شرق السودان بداية العام 2004.). ......... هذه مجرد محاولة مني جديدة لطرح السؤال الصعب من جديد!.

    Md Gamaleldin
    وفي كل الأحوال أتصور أنه توجب علينا أن نمارس مواهبنا وهواياتنا الشخصية كلما سنحت الفرص دون ان نجعل من الظروف القبيحة السائدة عذراً للإرتكاس في الظلام .. كما أن الطرف المعادي للتغيير صلد وقوي وعنيد بما يملكه من مال وقوة عين وتبلد ضمير ولن يتركنا في حال سبيلنا مهما حدث فوجب أن نجهز أنفسنا على الدوام للمعركة الحتمية صغيرة أو كبيرة ونتسلح بكل الممكن من الوعي والصبر ونتمسك بالأمل في مستقبل أفضل لنا وللأجيال المقبلة ..أو هو ظنيe
                  

08-09-2014, 10:19 PM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    صديقي الشيخ أبو جديري
    مساء الخير
    والتحية للصديق الكاتب الجميل محمد جمال الدين
    شكراً على هذا الجمال الموحي والمحرّض على التفكير
    وفي الحقيقة لي فترة طويلة ما قريت حاجة في المنبر العام، وأحياناً إذ يتاورني الحنين كنت أكتفي بمطالعة العناوين
    والهرب بجلد القراية
    يبدو يا صديقي أننا قد بلغنا من السأم عتيا، فلم تعد لنا قدرةً على المقاومة

    عموماً أشكرك مرة أخرى
    وبرجاء بلّغ تحياتي للجميل محمد

    وكن بخير

    شكرن كتيرن!
                  

08-12-2014, 00:46 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: حبيب نورة)

    الصديق الأديب الكبير الجميل حبيب نورة

    تشكر على الحضور البهي.

    موعدنا في القاهرة في الأيام القادمة. ليك وحشة وتحياتك وصلت للشاب محمد جمال. وهو متابع معانا على كل حال..


    ما أنسى وهل أستطيع: بلغ تحياتي لصديقنا النبيل: هامش :).........................(قاسم المهداوي)
                  

08-12-2014, 03:40 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    الاعضاء والقراء الكرام

    تحية طيبة
                  

08-12-2014, 07:57 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    في الانتظار
                  

08-12-2014, 10:34 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    ونظل في الانظار
                  

08-14-2014, 09:10 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    لسا؟.
                  

08-24-2014, 11:08 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    نتابع من القاهرة في ضيافة النشامى حبيب نورة ومحمد إسماعيل البرير وبقية العقد الفريد في الطريق
                  

08-25-2014, 05:14 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    اذا محمد جمال ما اتصلح معانا وظهر سريع بالمفيد ح استلم البوست وابدا اكتب قصصي في شوارع القاهرة :)
                  

08-25-2014, 11:58 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    وما على الرسول إلا البلاغ
                  

08-27-2014, 03:23 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    انتظار ملحاح!.
                  

08-30-2014, 01:25 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)
                  

09-10-2014, 06:27 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)
                  

09-29-2014, 02:30 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    من الفيسبوك
    Quote:
    فانيسا من جديد.. شكر وتوضيح لمن سأل منكم عن أخبار وأحوال الشابة الإنجليزية فانيسا!. إنها بخير وما تزال تقيم بمنزل عائلة آل مونتجمري في شمال يوركشير على ضفاف نهر الأووز وتبلغكم بالمثل عاطر التحايا مع رزمة ورد إنجليزي كلاسيكي وصندوق مغلف بورق وردي خاص بالصحفي الكبير بله على عمر لم أتعرف على محتوياته كونه مغلق.

    سألني البعض في العام وفي الخاص (الفيسبوك والإميل كما التلفون) عن سبب توقف حلقات القصة المسماة (الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم) وهي عبارة عن رواية تصنع على الهواء مباشرة في حلقات قصيرة بلغ حتى الآن المنشور منها 21 حلقة. راقني طبعاً الإحتفاء الإنطباعي الكبير من عدد مقدر من القراء والمهتمين وبعض المختصين. شكراً لهم أجمعين. كما أنني بالطبع أعرف أنه ربما لدى آخرين آراء مختلفة قالوا بها أم لم يقولوا، ذاك كما هو بديهي منطق الأشياء. ما هو مهم عندي هو التفاعل الإيجابي الذي وجدته الحلقات التي نشرت من العمل. وأعد من طالبني بمواصلة كتابة القصة أنني سأفعل. سأبدا الكتابة مع بداية الإسبوع المقبل.. هناك روابط للعمل المعني نهاية هذا الكلام.. مع أمنيات أن تجدوا في "الحكاية" شيئاً من السلوى أو/و الرؤية أو/و أي قدر من فائدة.. فقط لا أتمنى لكم الملل وإلا فعذراً مقدماً.

    وتحية مخلصة وشكر بلا حدود لمي بركات والشيخ أبوجديري على وقفتهما الإيجابية دوماً معي "ظالماً أو مظلوماً".
    تحياتي، محمد جمال

    ثمان عشرة "18" حلقة متتالية، من: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق
    http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-51453.htmhttp://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-51453.htmhttp://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-51453.htmhtt...on-show-id-51453.htm

    كما أن جميع الحلقات بمنبر سودانيزأونلاين لمن يريد أن يغامر بالإطلاع
    Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين]
                      

09-29-2014, 08:21 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشابة الإنجليزية فانيسا!.. قصة واقعية في حلقات.. محمد جمال الدين (Re: الشيخ أبوجديري)

    Quote:
    الخبز والفكرة.. حكايات من هولندا، يرويها بطريقة عفوية محمد جمال الدين... ووراء الحكاية حكايات.. تسجيل بالصوت والصورة "أدناه أيضاً روابط الحكايات السابقة على اليوتوب":

    الجزء الثالث:
    https://http://http://www.youtube.com/watch?v=s-_ZP3Zud_Ywww.youtube.com/watch?v=s-_ZP3Zud_Yhttp://http://www.youtube.com/watch?v=s-_ZP3Zud_Ywww.youtube.../watch?v=s-_ZP3Zud_Y

    الجزء الثاني:
    https://http://http://www.youtube.com/watch?v=4zGGCU0_v4Qwww.youtube.com/watch?v=4zGGCU0_v4Qhttp://http://www.youtube.com/watch?v=4zGGCU0_v4Qwww.youtube.../watch?v=4zGGCU0_v4Q
    الجزء الأول:
    https://http://http://www.youtube.com/watch?v=xUTPg1_FLDsandfeature=youtu.be[/QUOTEwww.youtube.com/watch?v=xUTPg1_FLDsandfeature=youtu.be[/QUOTEhttp://http://www.youtube.com/watch?v=xUTPg1_FLDsandfeature=...ture=youtu.be[/QUOTE]

    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 09-29-2014, 08:25 PM)

                      

10-23-2014, 03:20 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق!.. محم (Re: الشيخ أبوجديري)

    الحلقات الجديدةه ه تزل في الايام الجايه

    عندي وعد موعود للمتابعين وحياكم وبياكم
                  

10-26-2014, 05:46 AM

سامى عبد الوهاب مكى
<aسامى عبد الوهاب مكى
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4971

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايتي مع الشابة الإنجليزية فانيسا أو الإنفجار الكوني العظيم/بيق بانق!.. محم (Re: الشيخ أبوجديري)

    منهى الجمال
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de