حكاياتي كولها ...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 08:28 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-13-2014, 09:34 PM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حكاياتي كولها ...


    حـــبـــابـــكُـــمـــ ألِـــف ...
                  

05-13-2014, 09:41 PM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    حكاية أُمات طه ...

    مُر الجوآب رواسي المركب بدأ يحرك صاري الشراع في إتجاه الريح إستعدادا للإبحار للجانب الشرقي من النيل,
    في حين أن كل من الحبوب والغفاري والعبيد قد غادروا المركب علي حميرهم متجهين نحو بيوت القرية.
    درب المشرع ممتد طويل من البحر ليختفي داخل غابات أشجار النخيل والمنقة, وعلى جانبي الدرب
    حواشات البرسيم وقد نبتت في وسطها أشجار الليمون والبرتكان.
    الوقت منتصف النهار. رائحة البرسيم عابقة في المكان, والفراشات الممراحة تغازل في زهرات البرسيم
    بينما الحبوب يحاول كبح جماح حمارته التي بدات عنيدة بعض الشئ...
    الحبوب: حاو... حاو... عليكم الله شوفوا الحمارة المقبوحة دي!... بلا ياخدك...
    الغفاري: زمان ما قلنالك إشتري حمار ود الضهبان, ساكت ابيت تسمع كلامنا...
    الحبوب: ها زول حمار ود الضهبان يطير, الشي دبزاوي أنا من يومي عرفتو وكجنتو...
    العبيد: والله غايتو شيتا يخلي حمارتك تقطع البحر ده ما في, إلا طه ود الفنجري ده زولا مو هيَن...
    الحبوب: آي والله صدق, زول أخو أخوان بالحيل... حاو... الله يخربك يا المسنوحة...
    الغفاري: يا جماعة الناس ديل ضحويهم شغال, دحين أكان ما جرتقنا العريس بسيطان فوق ضهرنا ده,
    أوعو من نفطر والا ندليلنا موية في حلقنا...
    العبيد: أبشر بالخير, يا زول حرَم أنا تلقوني قدآمكم تب...

    بدأ صوت الدلوكة والزغاريد منبعث من وسط غابات النخيل, ونسيم البحر الجميل يداعب جرايد النخل فتبدو
    كانها تتجاوب راقصة مع ضربات الدلوكة وأنغام الطمبارة وصوت الغناي يأتي بتطريب شجي مرددا...
    الدخان والدلكة خلن عقلي لكة
    أنا يا ناس الله لي الليلة...
    أسرع شبان الفريق نحو الركب الميمون...
    الشبان : أهلا ... حبابكم ... أبقوا مندلين...
    أحد الشباب: يا ولد أمش قولهم الفطور... يا جماعة تعالوا علي المضيفة...
    الغفاري: يا زول نحن داخلين علي دارة اللعب دي, وحالفين كان ما إدقينا لا ناكل لا نشرب.
    أحد الشباب: قلتو كدي, حرم إياهه المحرية فيكم ...
    نزل ثلاثتهم إلي دارة اللعب, وإستقبلهم طه هاشا باشا يتفجر محياه عن إبتسامة عريضة وقد بدأ الهلال
    متلألئ فوق جبينه, رابطا الحريرة في يده اليمنى وسوط العيسيت يندي بالقطران. فضجت النساء بالزغاريد,
    وعلت الأصوات: أبشروا يا جماعة أبشروا بالخير... أبشر يا زول...
    وبعد جولة من العرضة إتمولصوا وإنتكلوا علي عكاكيزهم المضببة بجلد ضنب التور, ودآر حولهم طه
    شاهرا السوط في الفضاء’ فإخطلتت زغاريد النساء بأصوات الرجال: أبشر... أبشريا زول... أبشروا بالخير...
    بدأ السوط ينزل علي ضهورهم فيزيدهم ثبات وخشونة وركزة مع إصرار عنيد منهم علي العريس أن
    يواصل الجلد, إلي أن تدخل حاج العبيد...
    حاج العبيد: حرَم كان تمرقوا, والله ما قصرتوا تب...
    وهكذا إستمرت أفراح ومراسم الزواج أسبوع ,غادر بعده ثلاثتهم إلي الشاطئ الشرقي مودعين بصبيان
    القرية حتي مشرع المراكب...
    رحل طه إلي منزله مع زوجته بدور بت المقدم, ليبدأ حياة جديدة تقاسمه إياها شريكة حياته بدور, التي
    بدأت تقوم بواجبها تجاه طه وهو يقوم بفلاحة الأرض والعمل الدءوب في الحواشة...

    أطلت شمس الصباح بإشراقتها البهية علي الحقول فبدأت قطرات الندى تتلألأ فوق الأعشاب, واقبلت
    الفراشات تلثم أكمام الزهور مما أهاج أشجان العصافير وجعلها تتغنى على أغصان الأشجار.. طه
    منهمك في العمل بهمة ونشاط...
    مصطفى: سلام طه, كيف أصبح؟؟
    طه:مرحب مصطفى, نحمد الله, أريت صباحك زين...
    مصطفى: آهه, ما بقيتو تلاتة؟؟
    طه: آزول قربنا تب...
    مصطفى: أعصر علي درب الولد..
    طه: البيجيبها الله كلها سمحة...


    أصبحت بدور في شهرها الأخير , تترقب هي وطه قدوم المولود الجديد...
    طه منهمك مع شتلة كان قد غرسها فوق الجدول. يقَلَب الأرض في قعرها ويضع بعض المآروق. في
    أثناء عمله هذا, إذا بصبي يآتي مهرولا نحوه...
    الصبي: عمي طه... عمي طه...البشارة جابولك بت...
    وضع طه الطورية وهمهم: ريحانة أشمها ولله الحمد... ثم نظر إلى زهور البرسيم وقال: الحمد لله , اليوم زهور
    برسيمي زادن زهرة...
    أدخلت زهرة إلى عالم طه وبدور البهجة والمسرة. كانت بدور تحملها معها إلى الحواشة لإيصال الفطور
    لطه, الذي كان يداعبها ويقبلها, ثم ترجع هي وامها للبيت بينما يواصل طه العمل. يرجع طه ليلا إلى البيت
    يضع زهرة على صدره والقمر قد أطلَ من بين أشجار النخيل ويبدأ يربت على ظهرها ويغني...
    الله ليلي شن تشبه بلا الدافننو في بطن المطآمير
    لدروبك إنت ما شقن بوابير
    يا قشيش نص الخلاء الفوق في العتامير
    البكركر رعدو وديمة سماهو عكير
    السمح مرعاك يا قش التناقير
    فتنام على صدر طه الذي يكون هو أيضا قد إستغرق في نوم عميق...

    القرية تنعم بهدوء جميل, وبدور قد أنجيت طفلتها الثالثة, وقد إختارت لها إسم إخلاص...
    طه منهمك في الشغل بالحواشة...
    مصطفى: سلام طه...
    طه: مرحبتين حبابك مصطفى...
    مصطفى: مبروكة البنية...
    طه: الله يبارك فيك... آزول درب الوليد غلبني تب...
    مصطفى: البنية دي حرَة بالحيل, قدمت العريس قدامها حتين لحقتو...
    طه: تقصد النصيح ولدك؟...
    مصطفى: إياهو النصيح, اول البلاهو منو؟؟ مرق قدامها بسبع شهور وحقاها تب...
    طه: (يضحك) أديناكم إيآهه تب...

    أصبح بيت طه كما الحديقة, فقد تفتحت فيه ثمانية زهور في غاية الجمال, ترعرعن واصبحن
    يساعدن بدور في عمل البيت ويقمن أيضا بمساعدة طه في الحواشة...
    كلما إشتد حر الشمس في الحواشة يلجأ طه إلى ظل شتلته التي كان قد غرسها فوق الجدول
    ليجد نفسه في لحظة محاط ببناته, واحدة تجفف له العرق, والاخرى تصب له الماء, وواحدة
    تستعمل الهبابة كي توصل له الهواء. وما أن يرتاح حتى يرجعن لمواصلة العمل في الحواشة...
    ينظر إليهن طه بإعجاب ويردد في نفسه: والله العظيم كضب القال: المراة كان بقت فاس ما بتشق
    الراس... اللهم أحفظهن وبارك فيهن يا رب...


    تزوج حميد ود البصير زهرة, وأصبح أخ لبقية منضوم العقد الفريد...
    مرت الأيام جميلة وهادئة, وكل يوم يلتف الشمل حول طه وبدور لشراب شاي المغرب, فتقول
    إخلاص لحميد مداعبة: خصمتك بالرسول يا حميد أخوي تكلم زهرة تجيب لنا ولد...
    حميد: يا زهرة, أجبري بخاتر إخيتك, بس لازم الولد يطلع شبها...
    أمونة: الولد كان ما بقى شبه أبوي طه شن طعمو...
    بدور: يا بناتي إنتن ما فيكن واحدة تقول لي عينك في راسك؟؟؟...
    ستي نور: يا يمة إنت ما ست الجمال والزوق. البيشبهك منو؟؟؟...
    بدور: هي يا بناتي عليكن الله شوفن البنت المطموسة دي!!!...
    طه: إنت الكلام ما جبتيهو براك لنفسك, هسع كان سكت الناس ديل كلهم عارفين البيك والعليك...
    بدور: الغباء ليك حتي إنت كمان متل بناتك؟!...
    يضحك الجميع في سرور...
    هكذا مضت الأيام, جميلة هادئة لا يشوبها شائب, إلى أن ذهب طه ذات يوم برفقة بناته إلى الحواشة
    وفي أثناء العمل بدأ يشعر بإرهاق شديد وكالعادة لجأ إلى ظل الشتلة ليجد نفسه في لحظة محاط بالزهور.
    لاحظت إخلاص أن الأمر غير طبيعي في هذه المرة, فقامت بإخبار مصطفى والنصيح اللذين حضرا في
    الحال...
    قال طه مخاطبا مصطفى: يا مصطفى البنيات ديل أمانة في رقبتك... ثم نظر نظرة طويلة إلى الشتلة
    ونظر إلى بناته وقال: يا بناتي الشتلة دي أبقن عليها عشرة, وما تفرطن في الحواشة ريحة التراب الزول
    كان شماها ساكت ترد الروح بعد ما تروح...
    قام مصطفى والنصيح بنقل طه إلى البيت... نظر طه إلى بدور, وتمتم بكلمات لم تسمعها فاضت بعدها
    روحه لبارئها...
    ضباب من الحزن أصبح عالقا في سماء القرية, إنقشع عندما أنجبت زهرة مولود ذكر إختاروا له
    إسم طه... أشاع طه في جو البيت الفرح والسرور من جديد...


    and#12288;

    ظلت بدور تكتم حزنها العميق على طه إلى أن تملكها, فأودعت وصاياها بناتها ولحقت به, ليتجدد
    الحزن
    الذي تملك الجميع...
    رغم الماسي إستطاع الزمن أن ينسج خيوط النسيان حول الحزن مرة أخرى لتعود الحياة إلى مجراها
    الطبيعي. عادت أنامل الحياة الرقيقة تبعث الأمل في النفوس وتنثر الخضرة في الحواشة, لتمتد جسور
    المحبة ما بين حواشة مصطفى و طه, حيث تعلق قلب النصيح إخلاص, وبادلته إخلاص نفس المشاعر
    لتنبت شتلة الريدة مع أشجار الليمون والبرتكان وسط حيضان البرسيم...
    صار مصطفى في مقام الوالد, يبادلنه بنات طه الإحترام ويلجأن اليه في كل الأحوال. وهو قايم
    بالواجب واكتر حسب وصية طه...
    and#12288;
    بعد أن إنتهى من سقي حيضان البرسيم, تسلق حميد تمرته الوسطانية لقطع الجريد. بداء يقطع

    وفجاة إنفلت الفرار من يده, حاول حميد الإمساك بالفرار ففقد توازنه وسقط على الأرض ليفارق
    الحياة في الحال...
    كانت الصدمة عنيفة على الجميع خاصة زهرة التي ظلت في غيبوبة لفترة من الزمن فارقت
    على أثرها الحياة. تداعت الآلآم والاحزان من كل صوب وحدب لتسكن في بيت طه جاثمة على
    صدور البنات...
    بما أن الخالة في مقام الوالدة, أصبح الصغير طه محاط بسبع أمهات يدرن له العطف والحنان,
    ذلك إلى جانب مصطفى وإبنه النصيح. لم يكن هنالك بد غير الخضوع لأحكام القدر, والضغط على
    الجروح لإيقاف نزيف الحزن الذي أصاب الزهور بالذبول. كان لابد أن يتجاسرن على الأحزان,
    حتى لايطيل الحزن أزهار البرسيم وأشجار البرتكان والليمون, وحتى لايسكن الألم شتلة طه التي
    غرسها فوق الجدول...




    النصيح: كيف أصبحتوا يا إخلاص؟ وين طه؟...
    إخلاص: أريت صباحك زين. طه جاي مع ستي نور, خليتهم وراي... في شنو؟...
    النصيح: بقرتنا ولدت’ وأبوي قال العجلة دي حقت طه... دايرو يشوفها...
    ترك طه يد ستي نور واتى مهرولا نحو النصيح وإخلاص, أخذه النصيح بالأحضان وذهب الجميع
    إلى مراح البهائم لرؤية عجلة طه. بدأ طه مشغول بالعجلة الصغيرة تحت رقابة ستي نور...
    النصيح: داير أقولك كلام يا إخلاص...
    إخلاص: إن شاء الله خير!؟...
    النصيح: بعد إسبوع أنا رايح البندر ابيع المحصول واقضي بعض الأغراض لأبوي...
    إخلاص: بتيجي متين يا النصيح؟؟...
    النصيح:بعد عشرة يوم... أبقي عشرة يا إخلاص...
    إخلاص: وإنت كمان خلي بالك من نفسك...
    سافر النصيح بعد أن ودع الجميع ووعد إخلاص بانه ستكون هنالك مفاجاة بعد عودته...

    زليخة: أمشن قدامي على الحواشة, غاشية حبوبة دار السلام أصبَح عليها...
    أمونة: ما تنسي تجيبي معاك الشملة عشان نديها شطفة فوق البحر...
    بدات حرارة الجو تزداد والوقت يقترب نحو منتصف النهار. أمات طه منهمكات في
    فلاحة الأرض, وطه يركض خلف الفراشات في حيضان البرسيم...
    ستي نور: يا أمونة ما نمشي البحر نشطف الشملة دي ونبرد شوية...
    أمونة: قومن أمشاكن عشان نجي بسراع...
    النيل غارق في سكون عميق, أمات طه بدان في غسل الشملة, بينما طه بداء منهمك
    في اللعب على طرف النيل يلقي بالأعشاب والحجارة في الماء وفجأة صدرت منه صرخة,
    التفتت نحوه على أثرها زليخة لتجد أن الموج قد جذب الصغير نحو العمق. إنشلَ التفكير
    في تلك اللحظة وتجمد الدم في العروق وجنَ جنون أمات طه فالقن بأنفسهن في النيل في
    محاولة جنونية لإنقاذ طه, لكن عنفوان النيل كان أقوى من رقة ونداوة الزهرات فلفَ
    ساعده حولهن ليغبن في جوفه للأبد...
    عاد النصيح إلى القرية متدثرا بأثواب حزن ثقيل...

    الشمس مائلة نحو الغروب, والنصيح متجه نحو البحر ليلقي نظرة على مسرح الحزن
    الأليم, وقد سار خلفه كل من النور وعثمان.بدأت خيوط الظلام تختلط بإحمرار الشفق.
    النصيح واقف على طرف البحر والأمواج تتلاعب تحت قدميه وكل من النور وعثمان
    يراقبان الموقف من فوق القيفة.
    نظر النصيح على إمتداد الأفق في عرض البحر وكان الظلام قد إكتسح إحمرار الشفق
    وأمطر على النيل شابيب الحزن الممزوج بلونه المدلهم, ادآر النصيح بصره نحو الجهة
    الشمالية من الشاطئ فرأى الشملة ما زالت في مكانها, تقدم نحوها بخطى يجرها الحزن
    وحملها بين يديه وقذف بها بكل قوته إلى عرض النيل, لتتلقفها أمواجه فتعلو بها نحو
    ظلام الحزن وتهبط بها إلى مدارك ظلام النيل الذي بقدر ما هو يزرع الأفراح في
    النفوس, يفجر من أعماقها الأحزان احيانا...
    إختفت الشملة بين الظلام الدامس وتلآطم الأمواج...
    همس النور في أذن عثمان الذي بدأ له الهمس آت من أعماق السكون المحيط بالمكان:
    إنا لله وإنا إليه رآجعون... لحقها أمات طه...

    ود المدير...
                  

05-13-2014, 09:44 PM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    حكاية قرنتية كريمة ...

    قالوا، والله يكفينا شر قلنا وقالوا،
    في كريمة ظهرت قرنتية محنت الناس محنة شديدة. كمّلت الجروف، وسدرت
    لافوق كملت المزروع في الحيضان، وكان في جرايد نخل مهدلات أكلتن، قش
    الواطة لحستو، البروس عدمتو نفااخة النار، التقاعدمتها أسم الحبة
    الفي بطن المطآمير برضو لحقتو.
    الناس حاولوا المستحيل للقبض عليها أو قتلها، كل المحآولآت بآءت
    بالفشل... أعيان البلد عقدوا إجتماع طارئ وقرروا إرسال برقية لشـرطة
    أتـبـرا

    وصلت البرقية وردت عليها شرطة أتبرا بإرسال إثنين شاويشية لكريمة
    نُحآف زي المساويك، قُدآم من زمن الأردية والعمم. كل وآحد دآرع في
    كتفو بندقية أبوعشرة، كان علقها في كتفو اليمين يميل معاها يمين
    وكان علقها في كتفو الشمال يميل معاها شمال. يآالله شايلين روحهم
    وقالين البنادق.


    وصلوا كريمة مواعيد الفطور. ناس البلد كلهم مرقوا لإستقبالهم
    فوق المشرع. ركبوهم فوق الحمير وزفوهم علي المضيفة
    حليل المضيفة. ( المضيفة عبارة عن غرفة كبيرة تُبنى في مكان
    منعزل غير بعيد عن المنازل، وغالبا يبنيها ناس البلد عن طريق
    النفير. وهي مأوى لكل عابر سبيل، يتفقدها ناس البلد في مواعيد
    الطعام عسي أن يكون لجأ إليها عابر سبيل).

    بعد فاصلوهم وأخدوا خبارهم، الفطور وصل. الجاي بملاح دمعة
    بقراصة، والقراصتو مملحة بملاح ورق، والجاي بعمود، وواحد بصحن
    كبير مغطي بكبديق، ووأحد كسرتو بايته مملحها بلسان طير. إنكسروا
    فوقهم ناس البلد من كل صوب وحدب، بأصناف متعددة من الطعام. الجماعة
    أكلوا تمام ومصمصوا أصابعينهم. بعد دآك وصل الشاى. كل وآحد
    شرب تِسعي وحقبوا بنادقهم وبقو مندلين علي البحر.

    الوقت منتصف النهار والسخآنة تقلي الحبة. النسوان قامن
    علي(التكلة) شدّن الحِلل فوق النار. الحِلل يجقجقن، والبلد
    صآآآنة. صوت الفنان الكاشف منبعث من راديو قديم حجارته قديمة
    يحاول بصعوبة أن يوصل صوت الكاشف للسآمعين وهو يردد (حبيبي آه
    وقلبي تآه يوم الزيارة). الصاجات مولعة، والقراريص مردومة في
    الطُبآقة. القرية صآآآنة, الدخآخين منبعثة من التكلة ورواكيب
    العُوآسة. قطع هذا الصمت صوت حمار بدأ ينهق، أزعج قمريتين في
    رأس التمرة، طارن وركّن فوق شُدرة سنط، قوقن لفترة بسيطة وسكتن،
    ثمّ عاد الهدؤ يعم المكان، وبدأ صوت المذياع يظهر من جديد ضعيف
    متقطع، والنعام آدم يردد (يقولوا لي يا مسكين عليك ظلم الحسن
    وحسين، يا دآب قل نوم العين).
    الجماعة مصنقرين فوق البحر والقرنتية ما منها خبر

    حان موعد الغداء.
    نادوهم للمضيفة، وناس البلد يعجبوك، ردموا قرآريص ومِلحآت
    تكفي يأجوج ومأجوج. الجماعة دفسوا تمآآآم وشربوا الشاي، تآني
    كل واحد شِرِب تسعى، وقاموا علي البحر.
    الجو أصبح معتدل نوعا ما. لحظات العصاري جميلة. النيل هادئ
    وساكن، لايعكر صفوه إلا مركب حوآتة تعبث بمجاديفها خالقة فوضي
    في وسط السكون الممتد يين الضفتين.
    الجماعة حاقبين بنادقهم وقاعدين، البيناوِلُن سيجارة
    البيناوِلُن سفة، واحد يديهم تمرآت، ترمس، كبكبيق... الخ،
    وكت الواطة بقت المِغيرِب نادوهم للشاى. شاي المُغرب طبعا
    شئ أساسي في البلد، وبلبن طبيعي. البرآريد والكبابي وقُداحة
    اللقيمآت ما تديك الدرب، وكل زول يحلف عليهم لآزم يضوقوا
    شاهيهو وزلابيتو وهم طبعا أسكت كِب.
    ضربوا تمآآآم وبقو مندلين علي البحر.

    بدأت حالة الرباط من جديد تحت ضوء القمر الذي أطل في تلك
    الساعة من خلف النخيل جاعلاً جزء من ظلالها ممتد علي الرمال البيضاء،
    والجزء الآخر منعكس علي صفحة النهر. القمر متسلل للأمام والظلآل
    متراجعة للخلف، والقرنتية لم تظهر بعد. حتي تناقصت الظلآل وإختفت
    وأصبح القمر بلونه الفضي منعكس علي صفحة النهر،
    حان موعد العشاء.
    الجماعة حقبوا بنادقهم وبقوا سادرين. كمية غير عادية من الفطير
    باللبن والقرآصة بالسمن والسكر، وقرآصة التمُر كانت في إنتظارهم
    ضربوا تمآآآم، وكل وآحد كتحلوا كورية لبن، ورقدوا ناموا

    الصباح عيونهم فتّحن فوق براريد الشاي وقُدآحة الزلآبية، لهطو تمآآآم
    ما قصروا، وبقوا مندلين علي البحر.
    ثلاثة أيام بالتمام والكمال وهم علي هذه الحالة، والقرنتية كأنها
    ما وُجدت ولا خُلقت.

    يوم في ساعة الغداء، البروش مفروشة وعليها كمية من صواني الأكل
    لاتجد كميتها في أجعص دكان عَدة في البلد، والجماعة عرقانين وشغالين
    لهط نضيييف.
    وآحد من ظرفاء البلد علق قائلاً: والله يا جماعة، الأكل الأكلوهو
    الجماعة ديل القرنتية زآآآتا ما أكلتو...
    .
    .
    .
    ود المدير...
                  

05-13-2014, 09:54 PM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    حكايتي مع سواق الحافلة الكوستر ...



    موقف مواصلات بحري ، العام ، 1986...
    بحري طراوة والزول حلاوة...
    أحببت مدينة بحري ، وسكنت بها قرابة الـ 8 سنوات في حلفاية الملوك.
    كانت محطة المواصلات بالنسبة لنا في الحلفاية كيلو 8 وفي بحري موقف مواصلات الكدرو.
    ربطتني علاقة حميمة ببحري وناسها حيث أنني عملت في مصلحة المخازن والمهمات وكنت
    دوماً أقضي أُمسياتي متنقلاً بين حي الدناقلة، وحلة حمد، وحلة خوجلي، والشعبية، والأملاك،
    وأرجع مساءً لحلفاية الملوك...

    في تلك السنين المواصلات كانت صعبة شديد، وكنت أعاني أشدَّ المعاناة لأصل الحلفاية.
    مرات أمشي نُص المسافة كداري وأركب مِلِح. أكتر من مرّة مشيت كلَّ المسافة كُدُر، أحياناً أكون
    محظوظ أحظى بمقعد في حافلة أو برينسة متجهة شمالاً لشمبات أو الحلفاية، أو أبوحليمة،
    أو الكدرو، أو الدروشاب ، المهم
    أيّ حديدة متجهةلجهة الحلفايا إن شاء الله ماشة أتبرا بتخارج معاي.
    كنت دوماً عندما آتي إلى موقف بحري مساءً أجد الناس متحفزين للإنقضاض على أيّ وسيلة
    مواصلات سواء كانت دفار، حفار، جرار، ترتار،....الخ، في الوكت دآك أيّ حاجة مدردقة
    كانت بتخارج، لذلك عندما تظهر وسيلة من هذه الوسائل في لحظة تجد الناس كأنهم حُمرٌ مستنفرة
    فرّت من قسورة. مهاجمينا في كرة القدم لو كانوا بنفس التحفز وسرعة الإنقضاض، على اليمين
    ما كان في فريق يقدر يقيف قدامنا. لكن يا قول حبوبتي: المخيّر الله في مُلكو العظيم...

    بعد أن قضينا أُمسية جميلة في بحري أنا وإبن خالتي(حمزة محمد ياسين) عليه رحمة الله، توجهنا نحو موقف الكدرو.
    الظلام أرخى سدوله والناس في حالة تحفز وترصد للإنقضاض على أيّ وسيلة مواصلات تتجرأ للإقتراب من المكان،
    يكثرون التلفت في كلّ الإتجاهات. الجو خانق وحآر ورائحة (البيلآن) تفوح من ناحية حيطة مستشفى بحري. وقفنا
    ونحن لانقل إستعداداً من بقية الجماعة. فجاةً ظهرت حافلة (كوستر).
    لا أدري إن كان هذا النوع من الحافلات موجود في السودان أم إنقرض؟ علماً بأنَّ العربات في وطننا الحبيب تتخطى
    عمرها الإفتراضي بقرون من الزمان حتى يعلقوا في مقدمتها قرون التيوس والعِتان لكف العين!. وعندما تنقرض
    إسبيراتها من السوق تعال شوف فقه (التوليفة) شي يلتقوها بحبل، وشي بكوز صلصة، ومرات كيزان من نوع تاني،
    دِرِبات، جِلب؛ خراطيش، وهلُمَّ جرا، آي جاجة تخطر على بالك ممكن تمشي الحال.
    المهم، الملاحظ في هذا النوع من الحافلات إنو مقعد السواق مسند الضهر بتاعو بيكون طويل جداً بحيث
    إنو السواق لايستطيع أن ينظر للشخص الراكب خلفه مباشرةً.
    أها، المحلةالغايسة دي أنا كنت متحكر فيها هي، يعني عمنا السواق ده لو رقبتو بقت رقبة نعامة ما يقدر ينقشني.

    تحركت الحافلة، وعلى ما أعتقد كانت متوجهة إلى أبو حليمة كنقطة نهائية وهي تحمل في جوفها ناس شمبات
    ظلط، وشمبات الحِلة، والحلفاية، والدروشاب، وإنت ماشي. المهم، من بداية الصافية كده بقينا نسمع ليك الجماعة: قرصة قبلك، يا أبن العم.
    ومرات تسمع طرقعة الأصابع، طق، طق، طق،: قبلك يا زول.
    عمنا كل مرّة يجازف ليك الحافلة ينزلها من الظلط. الظلط سنين وعالي، والحافلة هكرة شديد، قزار الشبابيك يرقص ويلعب
    سااااكت، وعمنا كلما ينزلها تسمع، كششششش، كشششاش من الناحية اليمين، ولمان يطلعها تسمع كشششش من الناحية الشمال وهكذا.
    رغم إنو عمنا كان حريص جداً ينزلها على مهل وتؤودة كأنما هي فلذة كبده. وعمنا النوع الجادي المابيتكلم داك، مركّز في الشارع
    للطيش، وشآدي ضهرو مع الكُرسي تحلف تقول بالع سيخة.
    أها واحد من الرُكاب كورك: قبلك يا أبن العم، قرصة.
    عمنا طوالي راح مسايس ليك الحافلة نزلها. أوّل ما نزلت من الظلط نسمع ليك، كششششا كششش.
    أنا طوالي لى شقاوتي، قلت ليهو: ده أشنو يآ عمنا! إنت سايق حافلة، والا سايق فضيّة؟؟؟
    أريتني ما قلت الكلمة دي، وعمنا فتح فيني.
    عمو: الله يقطعك، ويقطع يومك. داير توقفها! الله يوقف حالك، دي نحن بنعول منها أُسر، في ستين خشُم راجياتنها خشمك بالتكسرو ليك.
    طبعاً أنا قنصت قنصة شديدة جداً والكرسي عامل لى ساتر من عمنا ما قادر يشوف حتى طرف قميصي.

    أها يسكت ويكون سايق في أمان الله، فجاة تسمع: قرصة يا أبن العم.
    أبن العم يجازف الحافلة ينزلها وبمجرّد ما الكشكشة تحصل يروح فاتح فيني.
    عمو: والله قال فضيّة قال! الله يقطع اليوم اللمانا فيك زاتو. طالعين نشوف رزقنا يتعارض لنا
    عارض نفر ده!. ده يوم نحس اللمانا فيك يا شوووووم.
    الجماعة في الحافلة طبعاً لقولهن موضوع، وتعال شوف الضحك والقرقراب. جنبنا في إتنين كده
    عملوها مسخرة، اوآت ما يكون في زول نازل يقولوا: اوووووب هسسسع عمّك يفتح.
    وهو ما قصّر تب، أوّل ما يسمع كشششششاش يقوم: قال فضية قال! الفضية التتكسر لك فوق راسك ده صحن صحن، وكُباية كُباية يا نحس.
    أنا طبعاً من هو فتح خشمو قفلت خشمي. بعدين في جماعة كده الواحد لمان يجي نازل يقولوا: يا عمو خلاس عليك الله أنسى الموضوع.
    وهو يهيج: لكن عليك الله دي طريقة دي! أنا واللهِ أكان عارف بيلاقيني الفقُر ده، من بيتي ما كان مرقته.

    إقتربنا من محطة كيلو 8 في الحلفاية. المحطة كانت عامرة ودايماً بينزلوا فيها ناس كُتار.
    أها، عمنا بالرااااحة نزّل الحافلة وقال: والله ده يوم عجيب خلاس!
    وأنا نازل، بمجرد ما وصلت باب الحافلة، وهو طبعاً ما عارفني، قلت ليهو: يا عمنا معليش أمسحها لي في وشي والله ما قاصد حاجة.
    فجاة قال لي: هو ده إنت يا الشوم؟ طييير الله لا عادك يا وش النحس...


    ود المدير...
                  

05-13-2014, 09:49 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    الدخان والدلكة خلن عقلي لكة
    أنا يا ناس الله لي الليلة...



    يا ود المدير إنت إستخليت
    دا قلب شنو البتلكك وبتلكلك ياخ أنضم
    إنعل أبو الشمش واحد واحد يا معاويه
    دا زهج الترابله وقتين يلككم كلامك دا
    والواحد يكون قراع فجراوى ويقولولو
    قوم الشمش طلعت آخ نحن الدلكه عندنا
    زى التلجه حت أكان دفوها إقطع ضكر الغربه ياخ
                  

05-13-2014, 10:01 PM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: munswor almophtah)

    ونواصل إن شاء الله بعد الدوام
    يا قول ناس الخليج والسعودية...
                  

05-13-2014, 10:03 PM

جلالدونا
<aجلالدونا
تاريخ التسجيل: 04-26-2014
مجموع المشاركات: 9387

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: munswor almophtah)

    و نعم النضم و الحكى
    اها دى قعدة
    بس يظهر مشاتراتك كتيرة
                  

05-13-2014, 10:57 PM

ملهم كردفان
<aملهم كردفان
تاريخ التسجيل: 02-16-2013
مجموع المشاركات: 4742

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: جلالدونا)

    مبدع ياود المدير ... قضيت سهرتى عندك بمزااااج يامعاويه ...
    تسلم يااااااخ
                  

05-13-2014, 11:43 PM

عبدالعزيز عثمان
<aعبدالعزيز عثمان
تاريخ التسجيل: 05-26-2013
مجموع المشاركات: 4037

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: ملهم كردفان)

    اهو ده ياقريبي ،،
    المن زمان راجينو نحنا...
    عله والله دمعة امات طه ما مسحا الا...
    سايق الفضية...
    زول تحفة..
    وانت ذاتك تفاحة...
    ودرويش قال بمناسبة تفاحة
    تفاحة حجرية بيروت
    شكل الظل في المراة
    وصف.....الاولي
    ونرجسة الرخام...
    شاف حكيك الطاعم
    مرق كلام راقد في مرقدو ليهو تلاتين عاما..
                  

05-14-2014, 00:59 AM

عادل الباهي عبدالرازق
<aعادل الباهي عبدالرازق
تاريخ التسجيل: 10-18-2010
مجموع المشاركات: 4905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: عبدالعزيز عثمان)

    ود المدير
    سلام وتحايا

    متابعين
                  

05-14-2014, 06:17 AM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: عادل الباهي عبدالرازق)

    Quote: الدخان والدلكة خلن عقلي لكة
    أنا يا ناس الله لي الليلة...

    يا ود المدير إنت إستخليت
    دا قلب شنو البتلكك وبتلكلك ياخ أنضم
    إنعل أبو الشمش واحد واحد يا معاويه
    دا زهج الترابله وقتين يلككم كلامك دا
    والواحد يكون قراع فجراوى ويقولولو
    قوم الشمش طلعت آخ نحن الدلكه عندنا
    زى التلجه حت أكان دفوها إقطع ضكر الغربه ياخ


    حباب المنصور.
    الغربة خراب، وحليل زمن الغُنا الزين، كدباس كان يلعلِع
    للصباح وكأنوا البارح ما غنا، والعكام لا اورغن لا كمان،
    كيزان خميرة من فرن عباس لُبة يسوهِن شُتُمة ودلوكة
    يحمسوها فوق نار الرتينة، والجنيات تقيف في روق
    والعنجاوي ينزل فوق ضهورُن بس تقول مِنشحطة فوقا
    بروق، عشان زينوبة ما بتحوق.
    العكام لليلة بلدو ما مخبورة، وكدباس لزم خلآوي الشيخ
    الجعلي، وفي نزلتي البلد حضرت الذكار في إحتفال رآبطة
    أهلنا ناس أُم الطيور يصدح بقطار الشوق متين ترحل تودينا.
    التحايا عبرك يا المنصور لأخونا بشرى مبارك ود السقاي،
    فقد قام مشكوراً بنقل حكاية أُمات طه لمنتدى من المنتديات،
    وارقدوا عافية...
                  

05-14-2014, 06:30 AM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    حكاية مرض حامد ...



    حامد ود الزين ود حامد...
    حامد لا يحتاج إلي إسم ثلاثي في الفريق التحتاني كتلك الأسماء
    التي تكتب على البطاقات والجوازآت...

    بمجرد أن تتفوه بإسم حامد في الفريق التحتاني تقفز إلى أذهان الناس
    صورة حامد ود الزين ود حامد.
    شعلة من النشاط لا تنطفئ في ربوع الفريق. شاب في مقتبل العمر وعنفوان
    الشباب, إكتسب من عيشة القرية الخشنة الكثير
    من التجارب والخبرات. إضافة للقوة الجسمانية, فالعمل في الحواشة, والسباحة
    في النيل’ والحركة الدآبة وهو مندلي علي البحر
    وسادر علي الفريق, جعلته يكون صلب كما شجر الحراز, بيد أنه يحمل بين
    جوانحه قلب لين كماء النيل, ونفس صافية صفاءه,
    وروح مرحة كما العصافير على أغصان الأشجار...
    يثور حامد كجاموس الخلاء إذا إنتهكت حرمات الفريق, فالثورة كامنة في
    داخله كمون النار في العود.

    يوميا مع البياح, ونسمات الصباح تداعب مساحات الفريق, يكون حامد قد
    جهز نفسه للذهاب للحواشة. الطورية, والسلوكة, والمنجل,
    وكل مستلزمات الزراعة. يحمل أغراضه على كتفه ويندلى لا تحت.
    كل الأ شياء حوله تتجاوب معه, الزراعة الخضراء في الحيضان تحركها نسمات
    الصباح كانما تلوح له بايد باسمة. العصافير المرحة علي
    أغصان الأشجار تعزف له أجمل الأنغام. الأبقار والحيوانات تصدر أصوات لا تخلو
    من عبارآت الترحاب والسعادة برؤية حامد. الجداول الممراحة,
    وأشجار النخيل البازقة, كل الوجود منتشئ بوجود حامد.
    حامد ينثر في مساحات الفريق حيوية ونشاط وفرحة بلا حدود.

    في ال########ة تجده بسرواله الطويل ونصفه الأعلى عار, يعالج ود الأحد بعضلاته
    المفتولة. بعد إنتهاء الدفن يسبق الناس للخلوة ليقوم بكل
    التجهيزات الازمة, ولا يهداء له بال إلى أن يصبح المصاب في طي النسيان...
    بنفس السروال الطويل والنصف الأعلى عار تجده وسط دارات الفرح راكز للسوط
    كما الجبل الأشم لا يرمش له جفن, يزداد فتوة وقوة بسماع
    الزغاريد الصادرة من بنيات الفريق. حامد يمرح ويلعب مع أطفال الفريق, ويأخذهم
    إلي النيل ليعلمهم السباحة. يحادث بنيات الفريق فوق درب الورود.
    يجالس الأجداد والحبوبات يستمع إلى حكاويهم وحكمهم, يضاحكهم ويمازحهم ويقضي حوائجهم.
    الناس يحبونه وهو يالف الجميع...
    and#12288;
    ليس هنالك مساحات مابين حامد وأهل الفريق, حامد أقرب اليهم من حبل الوريد, لذلك
    يتعامل معهم بأريحية وإنبساط. يتردد صوته الرخيم في أسماعهم
    ليلا بعد أن يروي حيضانه وينتكي علي طوريته ويردد:
    الدنيا بتهينك والزمان يوريك
    وقل المال بفرقك من بنات واديك
    والطبع الفسل لاتخلي يوت دخريك
    والقمر الساطع يضيف إلى مساحات حامد ضوءه الفضي المنعكس علي
    أشجار النخيل والجداول الرقراقة.

    حامد ضو الفريق التحتاني...
    يتعامل مع بنيات الفريق بعفوية تمنحهن إحساس بأنه أكثر من أخ شقيق.
    لكن هنالك شئ ما بداء يزعج حامد. إحساس وشعور غريب بداء يعتريه عندما يرى
    أمونة بت حسن الجمال ( حسن الجمال بضم الحاء )...
    أمونة حلوة, غضة , طرية, ممتلئة نشاط وحيوية كما شتلة نبتت على حافة جدول ممراح.
    إبتسامتها تجعلها تدخل قلوب الناس دون إستئذآن. براتها كما التذكارات
    التي خطت بعفوية على رمال برندات بيوت الفريق تجعل الناس يشتاقون إليها كما يشتاقون
    إلى أحباب قد مضوا بعد أن خطوا عباراتهم على جدران البيوت...
    أمونة أيضا لاتجد تفسير للشعور الذي أصبح ينتابها عندما ترى حامد!!!. أصبحت كلما غاب
    حامد إشتهت أن تراه, وكلما راته تمنت أن يختفى من أمامها بأسرع
    وقت. شد وجذب وإضطرآب عنيف في دواخل أمونة أفقدها الكثير من ملامحها الجميلة وروحها
    الممراحة في صمت. سهوم وشرود ذهن, شئ ما في دواخلها يقلق
    مضجعها لاتجد له تفسير.

    تحت وطاءة هذا التاثير الغريب الذي إنتاب حامد أصبح حامد موجود في الفريق بجسده لكن
    روحه وعقله كتر كما يقول ناس الفريق. يتعامل مع الناس دون تركيز,
    لذلك يأتي تعامله مشاتر كما يقولون أيضا. أصبحت علامات الإستفهام تطارده كما تطارد أمونة
    من الناحية الأخرى. أصبح نشاط حامد يضمحل ويذوب وسحب الحزن تبتلع
    شمسه المشرقة رويدا رويدا إلى أن أسلم جسده للفراش.

    إنكفاء ظلام الحزن على ضوء الفريق بغياب حامد...
    لا الفريق هو الفريق, ولا الحواشة هي الحواشة, ولا النيل هو النيل. تغيرت كل الملامح بغياب
    حامد, وأصبح شغل الناس الشاغل مرض حامد. ضربوا أكباد أرجلهم
    إلى كل الإتجاهات ورجعوا محملين با لبخرات والمحايات لكن دون جدوى. حاولوا كل أنواع
    الأعشاب, وندهوا كل الأولياء الصالحين, والحالة تزداد سوء يوما بعد يوم.
    أسلموا أمرهم لله, وأصبحوا في إنتظار أن يسلم حامد الروح له.
    ترقب, حزن, خوف ,الم. إنتشرت كل هذه الهواجس في سماء الفريق التحتاني, وأصبح المصير طي المجهول.


    أصبح حامد فاقد الوعي. يفيق أحيانا, يتمتم بعبارات غير مفهومة ينتكس بعدها إلي
    عالم اللاوعي واللاشعور.
    تكاد تكون الحركة قد إنشلت في الفريق بسبب مرض حامد. إنتبه إلي ذلك الإعيسر وقال:
    الإعيسر: يا جماعة خلآس, كلو زول يمشي يشوف شغلو, مرض حامد ده ما بيتحارس...
    رد ود جاد الكريم: يا زول ده كلام شنو البتقول فيهو ده؟. أكان فتنا خليناهو في رقدتوا
    دي البيخدمو منو؟. كلامك ده بشوفوا أعوج...
    الإعيسر: أها عاد نسوي شنو؟ نعرسلوا يعني؟. الناس يخلوهو في رقدتوا دي ويمشوا لي
    مصالحهم , ومرة مرة يجو يفقدوهو. والله كلامي شنو ليكم؟.
    ود جاد السيد: والله يا جماعة فكرة العرس دي أنا بشوفها في محلها...
    الشاموقي: والله يا ود جاد السيد كلامك ده ياهو الخرف زاتو. الزول راقد ستا تقول يعرسولوا؟.
    الإعيسر رمى الكلمة ساكت إنت تسويها جد!...
    ود جاد السيد: باقيلك المراة دايرة تبقالوا دوا؟, مياهه تقعد تمارضو لآمن نشوف أخرة مرضو شنو؟...

    تدخل حاج عوض الكريم, وهو مسموع الكلمة في الفريق قائلا...
    حاج عوض الكريم: يا جماعة فكرة العرس دى في محلها. الجنى نسويلوا صفاح, وبعدين الله كريم...
    ود جاد الكريم: لكن يا جماعة بحالتو دي البتاخدو مني في الفريق؟...
    ود جاد السيد: أمونة بت حسن الجمال. باقي رقدتوا دي موجعاها بالحيل...
    الشاموقي: والله يا ود جاد السيد الليلة بترميلك في جنس كلام!, البنية دي صغيرة يا زول هوي...
    ود جاد السيد: النشاورها يبقى ترضى...
    حاج عوض الكريم: رسلولا مرة تشوف رايا ؟؟؟.




    أتى المرسال بموافقة أمونة بت حسن الجمال, وتم الزواج وسط جو كل الوجود فيه
    كان في حالة إرتباك وزهول.
    آثرت أمونة أن تكون بجانب حامد تقدم له كل ما تملك.

    الليل هادئ, والقمر ساطع. يآتي من الحين إلي الحين صوت بقرة تخور, أصوات
    ضفادع وحشرات. الإعيسر, و ودجاد السيد, والشاموقي,
    مستلقين على الرمال الفضية.
    الإعيسر: يا جماعة باكر من الصباح نقوم نشوف الخبر شنو؟. قبل ما نمشي الحواشات
    نفقد حامد وبت حسن الجمال.
    الشاموقي: صباحات الله بخيرهن, كدي النقوم نمشي على أهلنا.

    الشمس آتية من وراء الأفق البعيد, والصباح قد بداء يتنفس, وبدات الحركة
    فاترة تدب ببطء في جسد الفريق التحتاني...
    الشاموقي: دق الباب يا الإعيسر... ( الإعيسر يطرق الباب )...
    صوت من الداخل: أحم , أحم, أحم...
    ود جاد السيد: يا جماعة هوي, أمشاكن على حواشاتنا. الزول ده كان حصلتلوا
    حاجة بت حسن الجمال دي كانت نضمت.

    صباح اليوم التالي أعادوا الكرة مرة أخرى.
    نفس الصوت: أحم, أحم, أحم...
    الإعيسر: هوي, يا ناس هوي, باكر الصباح إيآني الفاتح الباب وداخل, الناس
    ديل ما معروف يبقى حصلت لهن مصيبة.

    الشمس بداءت تتفلت من أحضان الأفق البعيد...
    ود جاد السيد, والإعيسر, والشاموقي, متجهين نحو بيت حامد. الشمس
    من خلفهم وظلا لهم ممتدة طويلة أمامهم على الأرض, وجزء منها بداء يظهر
    على باب حامد. فجاءة فتح الباب ليلقي بالظلال إلي الداخل, وأطل حامد لترتفع
    الظلال وتنعكس على جسمه المنحول واضعا معدات الزراعة علي
    كتفه وإبتسامته المشرقة على ثغره تضئ المكان.

    ود جاد السيد, والشاموقي, والإعيسر فردوا أيديهم وهرولوا متسابقين نحو حامد,
    وأشرقت شمس ذلك اليوم كأنما هي تشرق لأول مرة في
    سماء الفريق التحتاني...


    ود المدير...
                  

05-14-2014, 06:37 AM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    جدي العوض ود حاج الخليفة...

    أكاد أسمع وقع خُطانا في باحة السوق، أرجلنا مغبرات بتراب البلد متجهين غرباً.
    بعد أن قطعنا شارع البانطون ودخلنا سام البرسيم ،هززنا إلينا بجزع شُدرة المنقة السِنارية فساقطت
    علينا حُبيبات جنيّة من ذات اللون الأخدر والرائحة التي مازالت عابقة في دواخلي تذكرني إخضرار
    الزرع ومِدرار الضرع في ذلك الزمان. ثمَّ قطعنا الشارع المؤدي للحواشات لندخل مترة حاج الخليفة
    التي يسكنها أبناءه، عمر، كرار، والعوض...
    تنقورة مربوطة تحت التمرة...
    في حوش الديوان، المزيرة تحت النيّمة، وجردل النقاع تحت الزير، وزرزور واقف
    على حافة الجردل ليروي ظماءه من النقاع النازل من الزير مباشرة، وما أحلى شاي
    النقاع في تلك الأصقاع بنكهة النعناع...
    في برندة الديوان (التقروقة) على الأرض جنبها إبريق نِحاس كبير وصحن نِحاس
    غريّق. كنا نحمل الإبريق والصحن والصابونة ونغسل للضيوف بعد الأكل. في داخل
    الديوان سراير مفروشة تتوسطها سجادة على الأرض ومجموعة كراسي خيزران،
    وبُندِق العوض ود حاج الخليفة معلقة في الحيطة داخل جرابها ذي اللون الأخضر.
    جدنا العوض. كان يحلو لنا أن نطلق عليه لقب غاندي نسبة لأنه كان يشبه ( المهاتما
    غاندي)، هو أحد أعيان الباوقة في عهدها الذهبي كانو يجلسون في ضُل دكاكين
    السوق وتهون المشاكل في حضرتهم مهما إستعصت. أذكره بقوامه الفاره، الجلابية
    جناح أُم جكو، والعباية الصفراء، والنظارة، والغليون إن لم تخونني الذاكرة، وفي
    كفه خيزران ريحه عبِقٌ. ضحكته المميزة وصوته الذي لايخلو من نبرات العطف
    والحنان...
    زرته في آخر عهدي به مع المرحوم (همزة ود أُمحومد ود ياسين) وكان وقتها قد
    تزوج من زوجته الثانية (سكينة) بعد أن فارقت زوجته الأُولى خالتنا (بت وهب
    بت همزة) الحياة. كانت إمراءة بقامات الرجال.
    زرناهم بعد صلاة المغرب، ولقينا الكهرباء عندهم قاطعة فسألته: يا جد مالكم
    الليلة كهربتكم قاطعة؟
    قال لي: يا معاوية، قطعوها مِننا جنون عبده ود اللامين فشان ما دفعنا! وأنا حالف
    ما أدفعلهن. مِى الكهربا دي، مآنى دايرنها.
    قامت سكينة قالت: الكهربا دايرنها، مِى القروش ديل، أنا بدفعن.
    فردَّ عليها العوض بتهكم: هآ، بتدفعيهن من وين؟ قايله نفسك مدرسة؟ كدي قومي
    سويلنا شاي المُغرب.
    ما أحلى شاي المُغرب في حضرة الناس السمحين. جابولنا الشاي وفضلنا ندردش
    معاهو، وهو يحكي عن ماضيه الجميل. فجاة قطع الحكي وكورك لحنان.
    حنان هي حفيدته بت (فاطنة بت العوض): يا حنان، يا بت أنا ما قُتلك أملي لي
    الإبريق!
    حنان المشوطنة، ردّت بصوت عالٍ جداً: يا جدي ما قُت لك مليتو!!!
    قلت ليها: يا حنان جدك ده ما تردي عليهو بالراحة، بتكوركي مالك؟
    فردت على بنفس الصوت العالى: نان يا خال جدي ده أضانو ما تقيلة!
    قلت ليها: نان أوّل قالولك أنا أضاني تقيلة؟ ما تردى علي بالراحة!
    في حضرة جدنا العوض في تلك الليلة، نظرت حولي في المكان الذي كان يوماً ما
    مسرح زواج (محمد العوض، وموسى ود كحلاوي). تذكرت أنا وعماد الجيلي
    (قودر) قاعدين في الواطة، والدارة هائجة ومائجة، والحوري يحاول تهدئة الناس.
    فجأة دخل (الكُرماخ) ووضع أشياء في الأرض لا أذكرها، وقال: ياهو ده الرصاص
    حرّم الليلة الضرب للصباح!، والمرحوم (السر عبد المجيد - السر فور) قلع قميصو
    وواقف وسط الدارة بالبنطلون، وقال لازم يندقه: نحن ناس الباوقة قايلننا أفندية
    ساكت والا شنو؟ ( رحمه الله، كان فارس وشجاع)، وفجاة قلع موسى ود كحلاوي
    رأس الرتينة جدعو، وبدأ أُمحومد ود الشيخ الضرب. العكاكيز وقفت في السماء،
    والجماعة عفصونا أنا وقودر تحت كرعينهم، وأنا في غمرة بهدلتي سامع زول
    يكورك: أوعو البير، أوعو البير، والعوض ود حاج الخليفة سمع الكعة جاء ببُندقو
    والضرب فعلاً كان للصباح...
    هناك الحال مغير جد
    وهيجة الناس تفوت الحد
    وكان حجازها مدَّ اليد
    بتسمع كع...
    أذكر جدنا العوض في اتبرا في دارة المديح، وكانو المداحين عن ناس (صديق ود دبلان)
    وجدنا العوض قد عصفت به الأشواق للمصطفى (ص) عندما شنّفت أذانه كلمات
    حاج الماحي، وإنسابت أنغام الطار في براحات نفسه فأطلق لها العنان وبدأ مرجحناً
    طرباً حركه المداح غنى، والحسين ود حاج عمر يمتع نفسه بهذا المشهد وتزرف
    دواخله الدمع السخين.
    رحلت بت وهب بت همزة، ورحل العوض ود حاج الخليفة، ورحل الحسين
    ود حاج عمر مع السمحين، ونظرت البركة في فجاج الأمكنة فلم تجد الطيبين
    فآثرت الرحول بلاعودة، لتصبح المترة طلل بين الحواشات والسوق...
    مجرد خواطر، وذكريات محزون...
                  

05-14-2014, 06:44 AM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    حكاية عبد الله بزقة ...

    العام,1988... سيول, فيضانات, أمطار, بعوض, ذباب, غلاء, مجآعة,
    إنعدام مواصلات, صعوبة في السفر, حرب في الجنوب, فصل تآم للأقاليم
    عن العاصمة, إنعدام الكهرباء, أحزاب, خراب. خراب, أحزاب... وهلم
    جـرا...


    وأحد من نوع المستهبلين الممكن يقنعوا الثعلب يطلع من جحرو, وبسهولة
    كمان, إستطاع في هذه الظروف السيئة أن يسافر من الخرطوم إلي جهات مناطق
    النيل الأبيض.
    متسكع في السوق. الناس عرفواإنه جاي من الخرتوم. في تلك الفترة الناس
    كانت تصلهم أخبار الخرطوم بالتواتر, لكن أخونا ده جاهم عديل من الخرتوم.
    الجماعة متلمين حوالينو, وبيسألوا عن الحاصل في الخرتوم.
    قال ليهم: الحالة صعبة شديد. والأحزاب واقفة لمبة, ومتناقرين
    مناقرة شديدة, وعلي وشك أن يحصل ضرب بيناتهم, والسبب الوحيد المانعهم
    يتكاسروا الخرتوم فيها أزمة عصي, العكاز بالشئ الفلاني ومعدوم زاتو.
    واحد من الجماعة المستمعين بحلق عويناتو, وشررف إضيناتو. لقط
    الخبر وبراااحة إنسرق من وسط الجماعة, ودخل الغابة. وقع في الأشجار
    قطع. السنط ماخلآ فيهو حاجة, اللعوت كملوا كلو, السيال عدمو نفاخة
    النار, السلم, القنا...الخ. ما ترك شجرة واحدة واقفة عشان يطقو فيها
    صمغة. 8 لواري ملاها عكاكيز ودور علي الخرطوم.

    وصل جنب الجامع الجامع الكبير. ردم عصيهو فوق الشارع وقعد.
    المكان مزدحم بالناس, والباعة. واحد فارش سبح, واحد فارش مساويك,
    واحد فارش ظهرة, سم فار, عروق, أحجار غير كريمة, كتب من زمن جدي حي,
    ودآعية, حجبات, موية بآردة...وهلم جرا.
    الراجل فارش العكاكيز, وقاعدمتمحن بعد أن إكتشف إنو الوضع مستتب,
    ومافي أحزاب متكاتله, وعرف أنو الحكاية مقلب إبن ستين فتلة...

    في هذه الأثناء, وأخونا في حيرته ومحنته. المستهبل إبن اللزينة
    قدر بقدرة قادر يسافر ويصل لمنطقة الدندر. الناس متعطشين لأخبار
    العاصمة. بمجرد أن عرفوا إنه جاي من الخرتوم إتلموا, وهاك يا أسئلة.
    الزول طمنهم تب.
    قال: الخرتوم حالها زين تب, هدؤ, وعمار. الحالة السياسية مستقرة,
    والتجارة منتعشة. المواصلات راقده, الكهربا ما بتقطع. الناس حالهم زين,
    ومبسوطين. بس في حآجة وآحدة مغرودين فيها بالحيل. لكن معدومة عدمة
    لبن الطير.
    الجماعة بنفس وآحد: الحاجة دي شنو???
    المستهبل: ريش النعآم. معدوم والناس مغرودين فيهو بالحيل, وممكن
    يشتروهو باي تمن.

    وآحد أخو بنات, الخبر قبل الناس تستوعبو, إتسلل من بين الصفوف
    ودخل حظيرة الدندر. وقع في النعام ظعييط ومعييط شديد. ما خلا نعامة
    وآحدة حايمة بريشها.8 لواري شحنها ريش نعام وقبل علي الخرطوم.
    الجماعة لمان إستوعبوا الخبر, ودخلو حظيرة الدندر, لقوا النعآم
    زي البخس المعلقة في المشلعيب, كلو ميطي جل.
    صاحبنا عيييك شحن وكسح...






    باحة الجامع الكبير...الواطة سخانة, الغبار قايم, وأبوالفرار
    حايم,وصاحبنا بتاع العكاكيز قاعد فوق قطعة كرتونة, ومضاري رويسو
    بقطعة كرتونة من الهجيرة. مافي زول بالغلت عشمو والا قال ليهو إنت
    بتسوي في شنو?. عندو عقاب قريشات مرقن من جيبو, وكورك: يا ولد يا
    بتاع الموية تعال. الموية بكم?...
    بتاع الموية: بطرادة يا عمنا...
    قرطعلوا كوز ورجع الفاضي...
    بتاع الموية: يا عمنا شايفك ليك زمن متمحن وكده. الحاصل شنو?
    بتاع العصي: والله يا ولدي العصي ديل بارن علي...
    بتاع الموية: يا عمنا عصيك ديل مافي حل غير توديهن لعبد الله بزقة...
    صاحب العكاكيز:ى عبد الله بزقة ده منو كمان?
    بتاع الموية: عبدالله بزقة ده واحد في أمدرمان, في سوق الجلود. قطع شك
    بيخارجك منها...
    بتاع العكاكيز: الله يفتح عليك دنيا وآخرة يا ولدي...
    صاحبنا شحن لواريهو ودور علي سوق الجلود. قبل ما يدخل الكبري, بتاع
    ريش النعام وصل. محل العكاكيز ملاهو ريش نعام وقعد. الناس إتبهطوا
    عديل كده. ريش نعام???!!!
    أحد المارة قال لصاحبو: الناس دي جنت ولا شنو? يوم عكاكيز, يوم ريش
    نعام!!! حيرونا زاااتو!!!
    الراجل حاول يخفي نفسو بعد إكتشف المقلب. لكن هل يخفي القمر في سماهو?
    نظرات الناس كانت تحيطه من جميع الإتجاهات, ولسان حالهم
    يقول: يأخي معقولة بس?! بالغته عديييل كده...
    وأحدة حنكوشة ما قدرت تستحمل الموقف, مشت عليهو وبإنفعال قالت ليهو:
    لكن يا عمو ما بالغت عديييل كده! ريش نعام? يعني نحن حا نقدر نواجه
    ناس العالم الأول كيف مع عمايلكم دي?! ياااااااي. قرف...





    بتاع العكاكيز لافي في سوق الجلود إلي أن وجد عبدالله بزقة.
    مجموعة من الناس في دكان قديم. عنقريب على الكراب, كم بنبر, كمية
    جركانات فاضية, وشوالات . الجماعة طاقين الحنك, والجبنة والصعوط مدورات.

    صاحب العكاكيز: السلام عليكم.
    الجماعة: وعليكم السلام.
    صاحب العكاكيز: يا جماعة داير عبد الله بزقة.
    واحد من الجماعة: أيوه, أنا عبد الله بزقة. في شنو?.
    صاحب العكاكيز: ياخي والله مغرود فيك. عندي عكاكيز بايرة, وقالوا لي
    إنت الوحيد البتقدر تصرفها.
    بزقة: بنجيهك تب, بس نحن مابنشتري. بنقايط.
    صاحب العكاكيز: ياخي المهم تخارجني منها بأي وسيلة.
    بزقة: يا ولآد. (يصيح)...
    مجموعة من الشباب حضروا, وبسرعة.
    بزقة: فضوا شحنة عمكم دا, وأرفعوا ليه البضاعة من المخزن.
    الشباب نزلوا العكاكيز, وشحنوا للراجل اللواري مسلات.
    (المسلة أكبر من الإبرة كانت تستعمل لخياطة البروش, والخيش, والبالات.)
    صاحبنا دور على الجامع الكبير. الشحنة نزلها جنب بتاع ريش النعام.
    الناس مبحلقين فيهم, والجماعة كان لاقيين مرادهم, الوآطة تنشقه,
    وتبلعهم...
    صاحبنا, لعن اليوم الطلعوا من بطن أمو زاتو مش من الدندر.

    بحكم الجيرة, دخلوا مع بعض في ونسة.
    بتاع المسلات: ياخوي شايف ريش نعامك ده مآ مآشي في السوق!
    بتاع الريش: باير الهينة دى, والله ما عارف أودي وشى من الناس وين!,
    يا أخي مبحلقين فينا اليوم كلوا?. الله يقطعها دي عيشة دي.
    بتاع المسلات: يا أخوي والله ريشك ده, ما يخارجك منو غير عبد الله بزقة.
    بتاع الريش: ياأخي عبد الله بزقة, عبد الله مرقة, المهم إتخارج.
    بتاع المسلات أعطاه وصف دقيق لدكان بزقة. صاحبنا ما صدق, دفس ريش
    النعام في اللوآري وكسح .

    بزقة وجماعتو قاعدين نفس القعدة. ونسة, جبنة, بزيغ, تفاف, صعوط...
    بتاع الريش: السلام عليكم.
    الجماعة: وعليكم السلام.
    بتاع الريش: يا جماعة وينو عبد الله بزقة?.
    بزقة: حبابك.. بتدور شنو?.
    بتاع الريش: والله عندي ريش النعام ده. وموصيني ليك قالوا بتاخدوا.
    بزقة: يا أخوي نحن ما بنشتري بنقايط.
    بتاع الريش: يازول ما في مشكلة, بس خارجني من ريش الزفت ده.
    بزقة: يا ولاد... الأولاد بسرعة حضروا...
    بزقة: جيهوا عمكم ده. نزلوا بضاعتو دي, وارفعوا ليهو البضاعة.
    الأولاد نزلوا ريش النعام, ورفعوا للراجل العصي بتاعت أخونا. الراجل
    ما صدق إتخارج من ريش النعام ...



    ردم العصي جنب المسلات, والونسة دورت...

    بتاع المسلات: ياخوي أناالعصي دي مابتغباني, شايفها قبل كده.
    بتاع العصي: قايطني بيها عبدالله بزقة, والله عبدالله خازوق بتاعك ده.
    بتاع المسلات: ما قلت ليك, بزقة بيجيهك.
    بتاع العصي, بزهج شديد جدا: ياخي بزقة زفت بتاعك ده, تديهو
    السـجمـ يديكـ الرمآد...



    ود المدير...
                  

05-14-2014, 09:39 AM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    Quote: و نعم النضم و الحكى
    اها دى قعدة
    بس يظهر مشاتراتك كتيرة


    جلال يا حبيب،
    حبابك ألف...
                  

05-14-2014, 09:51 AM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    حكاية بت سافرت امريكا بموضوع زواج وهمي...
    1
    أحوال المعيشة في سودان الأمس كانت أحسن حالاً من سودان اليوم، رغم إنها كانت تعد صعبة
    بمقاييس ذلك الزمان. بدآية الإنقاذ كانت بدآية التدحرج نحو الهاوية. صاحب تردي الأوضاع في
    تلك الفترة طفرة في عالم التكنلوجيا خاصةً في مجال الإتصالآت، وظهرت محلآت الإتصالآت
    كمصدر دخل لتنتشر في جميع أنحاء البلد.

    الجامعات كانت بمثابة فقاسات بيض تخرج بالكميات إلي الشوارع. كمية من العطالة لا يُستهان بها.
    حمَلة شهادات جامعية إستوعبتهم الرقشات والأمجادات، والمِهن الهامشة كمساعدين بصات،
    وسواقين حافلآت، وقس علي ذلك.
    حسن فلنكة ضرب بشهاداته القِبل الأربعة ولم يرجع حتي بخفي حنين. بعد أن يإس من الوظيفة
    إستهوته حكاية التجارة في الإتصالآت، وراح يعمل بإجتهاد حتي تمكن من فتح محل صغير
    للإتصالآت. سوق الإتصالآت كان في إنتعاش في تلك الفترة السبب الذي جعل فلنكة في فترة
    وجيّزة يزوّد محله بجهاز كمبيوتر حيث كانت اجهزة الكمبيوتر عزيزة في تلك الفترة. لم يقف
    طموح حسن فلنكة عند هذا الحد، بل ظلّ متابع لحركة التكنلوجيا حتي تثنى له الدخول إلي
    عالم الشبكة العنكبوتية.
    صاحب تردى الإقتصاد في تلك الفترة موجة الهجرة إلي امريكا الشمالية خاصةً في وسط الشباب،
    فسرت حماها فيهم من جميع انحاء العالم حتي صارت طموح لهم، وأصبحت امريكا محط
    انظارهم وأرض أحلآمهم. سافر العديد من الشباب السودانيون إلي اميركا، فأصبحت تلفونات
    فلنكة تحت الطلب علي الدوام مما حدى به إلي ربطها بالإنتر نت.
    2
    حصلت مشكلة في جهاز الكمبيوتر، وراح فلنكة يبحث عن اخصائي تصليح. مسألة
    تهبش كمبيوتر في ذلك الزمان كانت صعبة ناهيك من ان تكون اخصائي تصليح.
    فلنكة في بحثة الدءوب دله صديق علي مكان تصليح في الخرطوم. إمتطى فلنكة أمجاد
    وصوّب نحوالخرتوم بصحبة الجهاز. في مكان التصليح إستلمت الجهاز شابة في مُقتبل
    العمر وعُنفوان الشباب وقامت باللآزم. سلّمت فلنكة الجهاز بحالة جيّدة شديد ولضيّض،
    وهي تبتسم في وجهه. ردّ فلنكة الإبتسامة بتحويصة لا تخلو من إندهاشة، وشكر لها جهدها.
    فلنكة: معليش يا أُخت، اصل أنا عندي محل بتاع إتصالآت وأحياناً بتواجهني مشاكل في
    جهاز الكمبيوتر. ممكن رقم تلفونك إن كيّس لو حصل عُطُل وإحتجت لخِدماتِك.
    هاجر: جداً يا اخي... دا رقم تلفوني وأنا إسمي هاجر، إتفضّل إتصل في ايّ وكِت.
    فلنكة: شكراً ليكي... إتفضلي دا رقم تلفوني، وأنا إسمي حسن فلنكة.
    هاجر، وهي تبتسم إبتسامة خفيفة: شكراً ليك.
    أصبح فلنكة كلما واجهته مشكلة يهاجر عبر أسلآك التلفون إلي هاجر، حتي تأصلت
    بينهم صدآقة عرف فلنكة من خلآلها أنّ هاجر أحد الخرجيين الذين لفظتهم الجامعات
    للشارع، وهي تشتغل في المحل مؤقتاً لحين الحصول علي شغل في مجالها. عرف
    ايضاً أنّ ظروف أهلها صعبة وأنها زولة حربيّة وتفتيحة تكافح وتناضل من أجل
    توفير لقمة العيش الحلآل لهم. حسن فلنكة كان مُعجب جداً بتعاملها الراقي
    وطموحاتها البعيدة المدى، وفدائيتها في الإقتحام.
    رآقت فكرة محل الإتصالآت لهاجر، فستشارت فلنكة في الأمر. فلنكة ما قصّر
    وبشهامة اولآد البلد وقف معاها. إستدانت هاجر مبلغ من المال، ثُمّ وبمساعدة
    فلنكة إستطاعت أن تفتح محل إتصالآت لِتتوسع العلآقة بين هاجر وفلنكة
    وتصبح تبادل منافع تجارية.
    3
    لآحظ فلنكة الرغبة المُلحة من الشباب في الهجرة إلي بلآد العم سآم. إستطاع فلنة
    أن يتحصل علي معلومات بخصوص هذا الشأن، وعرف أنّ التقديم يتم عن طريق
    (اللوتري). عن طريق الإنتر نت عرف فلنكة طريقة التقديم، ومواعيد التقديم ثُمّ
    أضاف اللوتري لتجارة إتصالآته.
    قدّم حسن فلنكة لمجموعة من الناس وقع لبعضهم اللوتري وسافروا لأمريكا.
    بعدها تجارة التقديم للوتري أصبحت وآآآرة مع فلنكة.

    دآر الحديث التالي بين خريجين عطالة علي قارعة الملل.
    البلعوطي: يا صديق بنج يا اخي ما نشوف حكاية أمريكا دي، قرفنا من قعدة الضللة يا عمّك.
    صديق بنج: يا عمّك قال ليك في فكي في الحاج يوسف كهربتو وآصلة، ضربة وآحدة
    يخلي ليك بلكاتك في السما. والله صحي. يا عمّك نجرب، هو زآتو البنج بقى عدم اليومين ديل.
    بلعوطي: يا حبيب فكي شنو؟؟؟ قالوا في وآحد اسمو حسن فلنكة بيقدم للناس فلنكتو حطبا تش،
    مُوبااالغة. يا راجل فلنكة دا قاليك زي وليم تيل رميتو اصلو ما بتجلي. والله صحي.
    بنج: كدا في السلك يا عبد، والموضوع إتحلآ... نقدم عن طريق فلنكة ونديها جكّة بفكي الضي.
    بلعوطي: لكن يا عمّك لو ضربت، الحكاية دي ما بتحتاج كنجالآت.
    بنج: يا عمّك خليها علي ربّك بيحلها. ما طوالي بنكون قاعدين راسنا دآقي جرس، وفجأة
    نضرب بنج من حيث لا نحتسب. ارح نمشي لعمّك الضي، خير البِر عاجله...

    صديق بنج: سلآمات يا حاج الضي.
    حاج الضي: اهلاً... مرهبا وِلآدي...اقُوُدُا.
    بنج: يا حاج الضي جايينك في غرد.
    حاج الضي: نقضاهو ليكم طب، وِلآدي...اقُوُدُوا.
    بنج: يا حاج دايرين نمشي امريكا.
    حاج الضي: نوديكو طب...ناس كُطااااار وديناهم يا وِلآدي... اقُوُدُوا.
    بنج: يديك العافية يا حاج...أمسك دا البياض.
    حاج الضي:كتّر خيرك يا ولدي... بس بااادين لُومان تااادو بغادي ما تنسونا من الدورارات...
    أمسك يا ولدي، دي سبأأ طمرات، تاكل كل يوم هبة مأأ الريق لمُدة خمسة ايام. أيييي، خمسة
    ايام، بأأد دآك تروه المقابلة... اسمأ ولدي، وِكتين ينطوك الإذِن طوالي تاكل الهبتين الفضلو
    فِشآن تسبِت الإذن قوي.,,
    صديق بنج: كتّر خيّرك يا حاج الضي.
    حاج الضي: شكراَ وِلآدي بي تروهو طب وِلآدي... ما تقُوُدووو...
    بنج: شكراً يا حاج.
    البلعوطي: يا فردة عمّك دا مالو شابكنا اقُوُدوو، اقُوُدووو، قايل نفسو طبيب اسنان، واللآ شنو؟؟؟
    بنج: يا بلعوطي أسكت يا اخ، الزول دا ما يسمعك...

    صديق بنج: السلآم عليكم يا شباب.
    ــ: وعليكم السلآم.
    بنج: يا شباب بسأل من وآحد إسمو حسن خشبة هنا.
    ــ: حسن خشبة؟؟؟!!! والله يا اخي حسن خشبة دا ما بنعرفو.
    بنج: الزول دا عندو محل إتصالآت هنا، وبيقدم لأمريكا.
    ــ: قصدك حسن فلنكة.
    بنج: بسسس، ياهو زآتو.
    ــ: يا عمّك فلنكة ما فورمايكا... شايف كشك العصير الهنآآآآك دآآآك...
    الدكان اللِصقو طوالي دا دُكان الخشب زآآآتو...
    بنج: شكراً.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــ
    بنج: السلآم عليكم.
    حسن فلنكة: وعليكم السلآم.
    بنج: يا اخي دآير حسن فلنكة.
    فلنكة: ايوا أنا فلنكة... ايّ خِدمة؟؟؟
    بنج: يا اخي دايرين نقدم لأمريكا، لو في طريقة.
    فلنكة: جداً. جيب لي صورتين ومعلوماتك.
    بنج: بس!!!؟
    فلنكة: ايوا...تدفع رسوم التقديم، ولو كنت من المحظوظين بعدين نتحاسب.
    بنج: جداً يا حبيب، ما عندك تعطيل.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    بلعوطي: يا بنج ما في خبر من فلنكة.
    بنج: ابداً والله.
    بلعوطي: غايتو لو ظبطت، إلا نعمل ليك كشف يا فردة.
    بنج: يا اخي خليها تظبط كان نتفكا من العذاب دا... دا منو العارض دا كمان... الو مرحبا.
    ــ: السلآم عليكم... ممكن اكلم صديق بنج؟؟؟
    بنج: ايوا معاك بنج.
    ــ: يا زول ألف مبروك... خلآس فتحت معاك.
    بنج: الله يبارك فيك... الفتحت دي كِرتِلة واللآ شنو؟؟؟... إنت منو يا حبيب؟؟؟
    ــ: يا صديق أنا حسن فلنكة، ووقع ليك اللوتري.
    بنج: يا زول إنت جادي !!!؟؟؟
    فلنكة: والله صحي... الموآفقة ياها دي قدآمي، تعال بسرعة.
    بنج: يا سلآلآلآلآم يا فلنكة، الوآحد ما عارف يشكرك كيف؟؟؟ أنا في الطريق، هسّع بجيك.
    فلنكة: أوكي... في إنتظارك.
    بلعوطي: ألف مبروك يا فردة، بس بعدين ما تنسى أخوك.
    بنج: يا عمّك دي يحلوها كيف؟؟؟. إنت عارف أخوك سخانتو دآقة ألِف.
    بلعوطي: يا فردة بتتباصر. ارح نمشي للزول دا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    وقع اللوتري لصديق بنج وهو خاوي علي عروشه. مفلّس عدمان المِليّنة،
    والمسألة فيها حق تزاكر، وحق اتعاب فلنكة، ومصاريف سفر وغيرها.
    أصبح صديق علي إتصال دائم مع فلنكة في محاولة لإيجاد طريقة للسفر.
    كانت هاجر احد الذين قدموا للوتري لكن لم يحالفها الحظ، فإقترح فلنكة
    علي صديق بنج أن يتزوجها زواج وهمي.
    بنج: يا فلنكة يا اخي هسع دي يحلوها كيف؟؟؟ أخوك سخانتو تلحم.
    فلنكة: أسمع... في بِت انا بعرفا عندها رغبة شديدة جداً تمشي امريكا،
    وانا ممكن اقنعا تدبر ليك المصاريف لو إنت إتزوجتها زواج وهمي.
    بنج: يا اخي أنا ما عندي مانع لو هي وآفقت. المهم اشتت من البلد دي.
    فلنكة يرفع سماعة التلفون: الو... هاجر.
    هاجر: أهلاً بيك يا حسن.
    فلنكة: أسمعي... عندي ليك خبر.
    هاجر: خبر شنو!؟؟؟
    فلنكة: عندي وآحد صاحبي وقع ليهو اللوتري، وما عندو مصاريف السفر،
    وهو مستعد يتزوجك زواج وهمي وتمشو السفارة، لو ادوكِ تأشيرة تدفعي
    ليهو حق التزاكر والمصاريف وتسافرو مع بعض.
    هاجر: خلآس يا حسن، بس كدي اديني فُرصة أفكر في الموضوع.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    4
    إتصلت هاجر علي فلنكة وأبدت موافقتها. أصبح هنالك إتصال بين صديق بنج وهاجر،
    وإستطاعوا أن يستخرجوا قسيمة زواج. قبل الذهاب للسفارة صديق بنج اصرّ علي هاجر
    لآزم يسجلوا زيارة لشيخ الضي. إستلموا التمرات وعملت هاجر بوصية حاج الضي.
    ببركة تمرات حاج الضي حسب إعتقاد بنج منحت السفارة تأشيرة لهاجر. قامت
    هاجر ببيع المحل لزوم تدبير السفر.
    هاجر: لكن يا ناهد أنا ما بقدر أسافر بالطريقة دي. الناس يقولوا علي شنو؟؟؟
    ناهد: أها طيّب عايزة تسافري كيف؟؟؟
    هاجر: لا... عشان أسافر الناس لآزم يعرفو رسمي إني متزوجة. يعني زوآج بإشهار.
    يا اختي الناس يقولوا علي شنو، كان سافرت سااااكت كدي؟؟؟
    امال: خلآس، اعملي إشهار للزواج.
    هاجر: يلآ... دي اعملآ كيف؟؟؟ إنت عارفة ما ممكن اعملآ عن طريق صديق.
    امال: يا زولة ولآ صديق، ولآ بنج.
    ناهد: يلآ يا امال ورينا الحل يا شاطرة.
    امال: شاطرة ونُص وخمسة... شوفي يا زولة تتصلي علي حسن فلنكة،
    وتوريهو إنّك إتعرفت علي وآحد في امريكا عن طريق النت، وإتقدم ليكي
    ووافقتِ وراح يعملوا العقد طوالي عشان تسافري مع بنج.
    ناهد: طيّب العقد دا ما لآزم يكون فيهو أهل عريس وكدا.
    امال: يلآ... نقوم عن طريق صديق بنج نأجر مجموعة من الخريجين
    الماليين البلد دي يعملوا فيها أهل العريس.هاجر: فكرتك دي كويسة بس صعبة شوية.
    امال: يا اختي ولآ صعبة، ولآ حاجة. إتصلي علي فلنكة فهميهو إنّك إتقدم ليكي
    وآحد من امريكا عرفتيهو عن طريق النت، وخلي بنج يشوف لينا شلة الخريجين،
    وحقهم مدفوع.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    هاجر: ياسلآلآلآم يا حسن. يا اخي ما تتخيل الإمور إتسهلت كيف؟؟؟. تصدق إتعرفت
    علي وآحد عن طريق النت في امريكا. قلت يمكن يساعدني لمان أمشي هناك وفضلت
    علي إتصال معاهو. يلآ، قام رسّل أهلو يتعرفو علي اهلي. بعد حصلت المعرفة صارحني
    وإتقدم لي رسمي، وبعد العقد حا اسافر مع بنج.
    فلنكة: ألف مبروك يا هاجر. والله عشان إنت بت حلآل أهو ربنا سهلآ عليكِ، والفنان علي انا.
    هاجر: ههههه، فنان شنو يا حسن؟؟؟
    فلنكة: لا... الحفلة دي ما لآزم. يا زولة والله نعمل ليكِ ربّة ما حصلت. هو إنت هيّنة واللآ لينة؟؟؟
    هاجر: يا زول خير... عن إزنك يا حسن، معاي خط تاني.
    جداً، بس عليك الله وريني المواعيد لمان تحددو.
    هاجر: جداً يا حسن، الله معاك... ألو معاي منو؟؟؟
    بنج: أيوا يا هاجر...أنا صديق بنج.
    هاجر: اها، عملتو شنو؟؟؟
    بنج: الجماعة جاهزين، بس إنتو تحددو.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    5
    بنج: يا اب طربوش أهو دا مكان المناسبة، وصلنا.
    اب طربوش: ديشااااك، يا ابو الشباب ديل عاملين صيوان عديييل كدا!!!
    بنج: يا جماعة ظبطو الموضوع كويس. ما عايزين ايّ ربكة.
    طُصآبة: يا زول ما تخاف، نحن أهل العريس بنجضما ليك تب. بس الكنجالآت أهمّ شي.
    بنج: الكنجالآت أهي في جيبي، ما تخاف.
    طُصابة: يا حاج حامد ظبّط العِمّة كويس، ما تنسى إنّك أبو العريس.
    حاج حامد: أبو العريس واللآ أبو القدح؟؟؟ إنت صدقت يا حبة!!!؟.
    حسن فلنكة: أهلاً، أهلاً يا جماعة إتفضلوا.
    بنج: يا ابو الحُسن، كيف؟؟؟ أنا جيت مع أهل العريس. طبعاً الراجل حايكون فردة هناك، وكدا.
    فلنكة: بنتنا دي أوعكم تقصروا معاها.
    بنج: يا راجل دي بين العين والرموش. والله صحي.
    الهبوب هامساً في أُذن طُصابة: أسمع يا مان، الزول القاعد جنب الصبارة دآآآك
    بيعرفني، فأحسن إتحارج. يا اخي دا أبو العكلتة زاتا، وبيعمل شخشخة في الفلم لو كحلني.
    طُصابة: يا راجل!!!
    الهبوب: والله صحي. يا طصة دا لوكحلني معاناتا أكلنا نيم.
    طُصابة: كان كدا إتخارج يا هبة. ما تنسى تودي لمحمود العِمّة والجلآبية بتاعاتو،
    وحضِر المعلوم. نحن بنعقد للزول الوهم دا ونجي طوالي.
    حاج الزين: يا جماعة إتفضلوا. وينو المازون؟؟؟
    حاج الطاهر: المازون تراهو دا، جاهز.
    حاج الزين: يلآ يا شيخنا، كُلو تمام أبدأ.
    المازون: الفآآآتحة.
    الجماعة: مبروك، مبروك، مبروك. وإنطلقت زغاريد النساء
    في ارجاء الحِلّة..
    نسمات الشتاء تدآعب خصلآت شعر العروس وهي جالسة في الكوشة،
    وحسن فلنكة قابض جو الحفلة وآخر بهرجة.
    كلّ الإمور عدت بسلآم والمراسم كانت قمة في التنظيم، والحفلة كانت في السلك.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    بعد ان ودعهم فلنكة وأهل العروس إعتلى سلم الطائرة صديق بنج وهاجر، وبعد
    رِحلة طويلة بين طيات السحاب هبطت الطائرة في مطار جون إف كندي بمقاطعة
    كوينز في المدينة الصاخبة نيويورك. تحققت الأحلآم لتبتلع المدينة الهائجة المائجة
    صديق بنج وهاجر. شقت هاجر طريقها في غابة نيويورك تحمل بين طيات نفسها
    طموحاتها وأمالها، وراحت تزاحم الملآيين بعزيمتها التي لا تلين. إستطاعت هاجر
    أن تتأقلم مع البيئة الجديدة الغريبة عليها، وتعرفت علي بعض الأُسر السودانية في
    نيويورك. إحتضنتها تلك الأُسر، فأصبحت تقضي جُلّ وقتها في العمل وتستقل
    وقت فراغها في زيارة الأُسر السودانية.
    هاجر بشخصيتها القوية وادبها الجم، وروحها المرحة إستطاعت أن تخلق لنفسها
    وضع محترم في وسط السودانيين، فأحبها الجميع.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    نادر: يا عواطف البت الكانت معاكم قبل يومين دي من وين؟؟؟
    عواطف: البِت ياتا يا نادر؟؟؟
    نادر: البِت الكانت بتتونس مع شادية في البلكونة.
    عواطف: قصدك هاجر؟؟؟
    نادر: هي إسمها هاجر؟؟؟ ياها زاتا.
    عواطف: يا نادر دي اريتا بِتي، ادب، واخلآق، وزوق. بِت!!! بس نقول الكمال لله.
    إلآ إنت بتسأل منها ليه؟؟؟
    نادر: بصرآحة كدا، البِت دي عجبتني، ولو وآفقت طوالي بتزوجا.
    عواطف: خلآس يا نادر، خليني انا إتكلم ليك معاها... غايتو كان وآفقت، تكون أُمّك دآعية ليك.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    6
    نادر: الو... كيفكم يا هاجر؟؟؟
    هاجر: تمام... كيف إنت؟؟؟
    نادر: مشتاق ليكم، والله. عايزين حآجة قبل ما اجي البيت؟؟؟
    هاجر: عليك الله اغشى معاك وول مارت جيب لينا دايبر، ولبن، وسيميلآك،
    ولدك البكاي دأ ما أداني فُرصة أمرق من البيت...
    .
    .

    ود المدير...
                  

05-14-2014, 11:03 AM

ismeil abbas
<aismeil abbas
تاريخ التسجيل: 02-17-2007
مجموع المشاركات: 10789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    يا سلام ما شاء الله حكى طاعم....... بوست مفضل بعد ألأرشفة...تحياتى وتقديرى.
                  

05-14-2014, 08:34 PM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: ismeil abbas)

    Quote: مبدع ياود المدير ... قضيت سهرتى عندك بمزااااج يامعاويه ...
    تسلم يااااااخ


    سلآمات أخي ملهم.

    تسلم من كل شر وبلاء،
    وإن شاء الله نسهر ونتسامر معاك فوق القويز
    في رحاب عروس الرمال.


    شكراً ليك كتير...
                  

05-14-2014, 08:40 PM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    جبنة خالتي عآشآ بت أحمد...

    منتصف النهار, الصمت يلف المكان حتى لكأنك تسمع ضجيجه يأتيك من جميع أنحاء الباوقة, فأشجار
    النخيل ساهمة, والقماري مسترخية فوقها, والأغنام متفيئة ظلآلها تقصع جرتها من حين إلى آخر. بداء
    يشق هذا الصمت صوت فندك بت أحمد وقد بدأت في دق البن الذي ما زال بعض منه في القلاية فوق
    النار...
    بدأت بت أحمد جالسة فوق البنبر وقد تدلت محفضتها حتى لآمست الأرض, وأمامها المنقد, وعلى
    يمينها صفيحة ماء, وبجانبها الهبابة والشرغرغ على الأرض بجانب الصينية التي حوت الفناجين
    تتوسطهن القداية بألوانها الزآهية, وصحن ينضح بعجوة ود لقاي مع عروق جنزبيل. توقفت بت أحمد
    عن دق البن ليعود الصمت يلف المكان مرةً أخرى, وبدأت تحرك القلاية فوق النار, في هذه
    اللحظة طارت قمريّة مصفقة جناحيها في الهواء ثمّ أستقرت على صبيطة تمر قوقت لفترة من
    الزمن وصمتت. عاد الهدوء يعم المكان مرةً أخرى لتقطعه بت أحمد وقد بدات تحكي عن
    زمن جميل مضى وهي توزع لنا فناجين الجبنة. قطع حكي بت أحمد, صوت حمارة في الخارج,
    واتى صوت ود اللحمرمخترقاً الصمت: سلآم يا بت أحمد. كيف قيلتو؟.
    بت أحمد: مرحب حبابك ود اللحمر. أدخل أشرب لك فنجان جبنة.
    ود اللحمر: لا لا كتّر خيرك. سادر على الحواشات.
    ثم تواصل بت أحمد الحكي وقلي البن وقد بدات حبيبات العرق تسيل في مجاري شلوخها
    وهي تحكي وتبتسم بين الفينة والأُخرى, وتصب لنا الجبنة نحتسيها فيمازج طعمها حكاوي
    بت أحمد الجميلة لتصبح عابقة في مكنون ذاكرتنا دوماً تذكرنا بت أحمد بعد أن رحلت
    مع السمحين...
    الآ رحم الله خالتي عآشا كما يحلو لأهلنا نطق الإسم على هذا النحو, ورحم
    جميع من رحل من أهلنا الطيبين.
    خواطر محزونة.


    ود المدير...
                  

05-14-2014, 08:48 PM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    حكايتي مع الشايقي في القطر...


    توطئة...

    كان رجل لطيف وظريف جداً. صورة طبق الأصل لشخصية بت ميدوب في رواية
    المرحوم الطيّب صالح (موسم الهجرة إلى الشمال). عليه، الرجاء عدم المؤاخذة في
    إيراد العبارات التى جرت على لِسانه مع بعض التحفظ...

    بداية شتاء العام 1984 ، رصيف محطة اتبرا يعج بالمسافرين والمودعين، وبابور
    قطر كريمة يستعد للتوجه للخرتوم. بوفية المحطة مزدحم بالمسافرين، عشان الباسطة
    طبعاً بالسمنة وكده في بوفية محطة عطبرة. في هذه الأثناء، كنا أنا وصديقي نجوب
    الرصيف جيئةً وذهاباً في محاولة لتحديد مكان في إحدى عربات القطر نتسلل إليهِ
    عند ساعة الصفر.
    كنا كِلآنا يفضل السفر على (السطح)، نحب التسطيح لأنه مُريح ومجان، يعنى لاغلبة
    مسافرين، لا غلبة كماسرة، لاغلبة عساكر، لكنه في ظروف الشتاء صعب جداً نسبة
    لأنّ سقط صحراء العتمور ولفح زمهريره لايُحتمل.

    اتبرا جميلة، وحلوة، وناسها طيبين...
    ونحن نتسكع فوق الرصيف أذكر الكثير من ناس اتبرا يعرفوننا ونعرفهم، الواحد فينا
    زي السيّد علي الناس تنادى فينا يمين وشمال، ونحن مستمتعين بالونسة معهم وكذلك كنا
    نستمتع بمغازلة الحسناوات المطلات من خلال نوافذ القطر.
    حددنا عربية ونمرنا عليها مظبوط جداً. خالية من الإضاءة كحال جميع عربات القطر
    الأُخرى وسطح يعنى ما فيها كنب ولا كراسي. بمجرد إطلاق الصافرة وتحرك القطر
    قفزنا إلى داخل العربة التى كانت مليئة بالركاب.

    تحرك القطر. الناس في العربة فى حالة صمت والظلام يتسكع في فضاءها إلا من بعض
    بصيص الضوء يأتي وميضاً من خلال نوافذ العربة عندما يمر القطر بالقرب من عِمدان الكهرباء
    في المحطات. هذا البصيص لايعطيك فرصة كافية لِتميّز ملامح الركاب داخل العربة.

    حِليل القطر...
    القطر جميل وبيفتح مجال للتعارف والتآلف والونسة، السبب الذى يجعل الرحلة نوع من
    المتعة رغم مشقة السفر في ذلك الزمان.
    المُهم، عمنا الشايقي ده هو البدا الونسة وكمان إستلمها يا قول أهلنا. شايقى ذو نسب في
    الشايقية عميق وغريق، يعنى شايقى صِرف. لكنة شايقية عميقة وإنبهال فى الونسة لأبعد
    حد ومفردات، جعلتنى والله العظيم أكون فى قمة المتعةالسبب الخلانى أشاركو الونسة لى
    شقاوتى.




    أها، عمنا دا بداء يتكلم عن العِرِس فى زمنو وما يصحبه من
    إستعدادات، وتحضيرات، وهوايل.
    قال مبتداءً حديثه بقسم غليظ لِيثبت أنّ كلامه حقائق: وحات سيدي، العرس فى الزمن
    العلينا دا لغاويس ساكت. عِلِى زمنا أكان زمن زين، الزِرِيعىِ دى يقعدِن الحريم يسوّن
    فيها قبل شهر.
    وأحد سالوا: يا حاج الزريعة بتسوبيها شنو؟
    ردَّ عليهو:هى عان نفر ده كمان، ضيفان الرماد بتدور تخلى خشُمُن ناشف. مِيا بيدوروا
    يشربو. وواصل، ودق الرِيحِى دا كمان نضمو برا! بيجيبو الضفرة، وبِت السودان، وبِت
    القِسيس ويلُخُو الدِلكِى والخُمرة. وحات سيدى، يومو اليجيبوها ليك، يجيبوها تريانىِ تنقط
    من الدِهِن والكركار والرِيحِىِ، وبتدور لك عنقريب نصيح وكرابو شديد ويفُرشولك فوقو
    العتنيبىِ الملونىِ وتقول كدى........
    أنا على شقاوتي قلت ليهو: يا حاج عليك الله هسع ده كلام ده؟. ده عذاب. يا عمنا هسع
    الريحة بقت بخاخ( عمنا طبعاً راخى أضانو وبيسمع والواطه ضلام)، عندك توليت، ومرايات،
    وتجيك لابسة فستان النوم، والسرير دبُل نضيف ومفروش مليان مخدات والمرتبة إسفنج
    ( عمنا راخى أضانو ويصنّت) على اليمين يا عمنا المرتبة شِدة ما ليّنة تغتس فيها إنت
    والمراة التقلعكن ما تتعرف. طوالى فى الحتة دى عمنا قاطعنى بصوت عالٍ شقَّ الضلام:
    نان شِن الفايدىِ ما ودَر صُلُبا. إنفجرت الضحكات فى الضلام من من جميع أنحاء العربة.
    وأنا سكتَ ساااااكت، وتانى أصلى ما فتحتَ خشمى معاهو، رغم إنه واصل ونستو، وكان
    كل مرّة فى أثناء كلامو بيتعرض لى وهو ما قادر يشوفنى في الضلام: قُتَ لِى كيفِن المرتبة
    يا المطموس، شغلتكُن دىِ شغلة طرطشِىِ ساكت. ويواصل: أها عارفين، تروح السوق،
    تجيبلها توبين بنقالي، وتجيبلك كمان طِرقِىِ اللت زراق لى أُمها، النسابىِ كمان ليها مكانىِ،
    المِطيميس قالىِ العنقريب كيفنو؟ والله حِكايِ! وِلادة الزمن ده اصليِ وِلادِيِ مبشتنىِ ساكت.
    أنا ماسك خشمي على، وصاحبي الضحك كاتلو عدييييل كده. قلت له هامساً: أسمع يا فردة،
    أنا الواطة قبل تفتح حا أزوغ بالرااااحة للسطح، إن شاء الله البرد يكتُلنى، بس عمك الشايقي
    ده أصلو ما بخليهو الصباح يشوفنى.

    قبل الشمس ماتشرق إتسللتَ بالرااااحة، وكان الناس في حالة هجعة في تلك اللحظات، وعمنا
    أتاريهو صااااحى وشاعر بحركتى اوّل ما مشيت على باب العربة طوالى قال لي: بتدور
    تِنسرِق منى يا الأغلـ..... أمانِىِ ماك ممسوخ، قُتلِىِ المرتبة كيفنها؟ عِرِفتنىِ بدور ازُرك
    وِكتين الواطة تصبح، مُو كدى؟.
    الناس في العربية إنبهلوا بالضحك، وأنا بسرعة إتخارجتَ للسطح، وإضطريت أقطع
    المسافة المتبقية للخرتوم في برد لا يعلمه إلا الله.


    ود المدير...
                  

05-15-2014, 01:18 AM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    تـنـقـورة، وحُـمـارة أُمـحُـومـد ود يـأسـيّـن البـيـضـاء...

    الغربة قطعة من الجحيم. نستنشقها حميم وزفيرها زمهرير. كلما طالت الأيام والسنين في سواءها،
    رمت بشررٍ كالقصر في مساحات النفس، فأهاجت الحنين وزادت الأنين جراء البعد عن مراتع
    الصباء ومسارح اللهو الجميل.
    الحنين للوطن والأهل ورائحة التراب، والمكان، والزمان، ما هو إلا خمر خندريس يزيدها الفراق
    ولوعته تعتيق.
    والله إنى ليعتصرني الحُزن والألم وتكتم العبرة أنفاسي، وتحتبس الدموع في محاجري عندما أخرج
    من المنزل في الصباح الباكر وأجد أثآر المطر التي تكون قد هطلت ليلاً خِلسةً دون أن أستشعر
    وقعها أو أسمع رعدها، أو يخطف بصري برقها...

    السوق الكبير في اتبرا. دكان خدر الكعيك، أو دكان المدير ود الشيخ، مُلتقيان أو نقطتا تجمع للأهل
    قبل التوجه لكلٍ من بربر، العبيدية، أو مُشرع الباوقة. يتركون ودائعهم هناك ويدخلوا السوق لِقضاء
    حوائجهم، ثم يتجمعوا في إنتظار مواعيد قيام بص العبيدية الذي ليس له مواعيد مُحددة، إنما يبدأ
    الرحلة بإكتمال جمعهم، وينصاع سائقه لِرغباتهم وطلباتهم...

    : عليك الله، غشنا دار مالي النسوق البِنيات معانا.
    : هوي يا ولدي، هوي لاتنسنى بعدين بدور لي سِميكات من مولود في بربر.
    : عليك الله غشنى ناس فلان في القدواب، عندى عندهم غرد.
    : يا ولدي لاتنسى وصيتى ليك، حِويجاتي الفى القمبرات.
    : أو يكون في بِكاء في عنيبس. كل البص يغشو بى سواقن.
    السواق يلبى الطلبات في صبر غريب، والركاب أكثر صبراً من السواق مستمتعين بالونسة والتعليق.
    كثيرأً ما حملني هذا البص لمشرع بنطون الباوقة برفقة هاؤلاء الناس الطاعمين، أتحمل معهم عناء
    ومشقة الرحلة. أستنشق رائحة الدخان المنبعث من البص وما زال أزيز ماكينته يدغدغ سمعي.
    هناك تعامل مباشر مع الناس، وإلفة غريبة بيني وبين هذا البص العجوز الذي يضعنى فوق
    المشرع بعد أن يكون قد إستنفذ طاقته كلها.

    ما أن يقترب البص من المشرع، حتى تلوح الباوقة في الأفق البعيد. جنّة مُدهمة، تبدو وكأنها على
    ربوة للناظر أليها من الشرق لِعلو القيفة. فوق المشرع يتواصل التعامل المباشر مع الناس والطبيعة.
    ندخل الرواكيب، نشرب الشاي ونروى ظمأنا من الأزيار التي قد دُفِن نصفها في الأرض ونبتت
    النجيلة في أطرافها، ونترقب وصول البنطون، الذي بمجرد وصوله تسمع:
    : يا زول أوّعَ السِقالة.
    : عليك الله يا جنا تعال نزّل معاي كراتين المنقة ديل.
    : يا ناس ده شنو ده؟ ماتخلو اللوري ده ينزل.
    وهكذا...
    الأمواج تتلاطم على الشاطئ و(بدير) يحلق في الفضاء ونظره الحآد موجه للماء في حالة تأهُب
    للإنقضاض على سمكة، ولايخلو الشاطئ في فصل الشتاء من (أُم قيردون) تركض خلف الحشرات
    الصغيرة وتلعب بذنبها، وفجاة تطير مصحوبة رفرفة جناحيها بصوتها الجميل المألوف...

    يشق البنطون عُباب النهر للضفة الغربية فتطأ أقدامنا أرض قريتنا الحبيبة، فنواصل مشوارنا سيراً
    على الأقدام متجهين شمالاً مع مجرى النيل في شارع ضيّق وسط غابات النخيل وحيضان البرسيم
    ونبات الحلفا الحآد الجوانب. نسمع شقشقة الطيور وقوقاي الدباس فينداح في أسماعنا كأحلى (سيمفونية)،
    ونستنشق عبير نوار الليمون والبرتكان فيضاهئ أفخم العطور الباريسية. نتعايش مع الطبيعة مباشرة،
    نحسها في كل شئ ونلمسها في كل الأشياء حولنا.

    نصل ديار الأهل، نطايبهم ويطايبونا، نستقصى أخبارهم ونبثهم أخبارنا.
    القرية يلفها الهدوء الذي تخترقه أصوات الطبيعة من حين إلى حين فتسمع نهيق حمار، ثمّ بعد صمت
    خوار ثور في الجزيرة، قوقاي القماري وأصوات العصافير تطرق سمعك من حين إلى حين، مرور
    النسيم العليل يأتيك بوشوشة جرايد النخيل. الطبيعة تحادثك وتناغمك، تتحدث اليك وأنت تصغى إليها.

    حمارة أُمحومد ود ياسين البيضاء في مربطها، يعرفها جميع ناس البلد كأنما هي فرد منهم، وتنقورة حمارة
    العوض ود حاج الخليفة أكثر شهرة منها. أعلام في البلد يتعامل معهن الناس بإلفة ومودة كأنهن فلذات أكبادهم.
    إذا أصاب إحداهنَّ مكروه يحدثوك: تنقورة الليلة عيانة. أو البيضاء البارح قرصانة، ولا يهداء لهم بال حتى ينعمن بالشفاء.

    الطبيعة وحيواناتها ونباتها تتجاوب معنا. تمرهندي ونبق (السِت) قطوفُه دآنية لايبخل علينا بشئ ، وقد علّقت
    (أُم دال دلو) أعشاشها في أطرافه كما النجف. (السِت) كانت تدفن علب اللبن في الأرض وتملأها بالماء حتى
    تشرب منها السحالى الهائمة في فناء دارها. تلحظنا دائماً ببسمة كانت مطبوعة على مُحياها الجميل.
    في اليل عندما نستلقى فوق العناقريب في الحوش يتجلى القمر بينات الضفائر فنناجيه ويحكي لنا عن سنين مضت،
    وناس سمحين قد عمروا الديار ثمّ مضو ليتركو بصماتهم على أشجار النخيل الباسقة. في اليل عندما نذهب للنيل
    ينعكس القمر لُجيناً على صفحته، مغازلاً المياه الرقراقة والخُضرة المنبسطة على الضفاف.
    أصوات الهوام والحشرات والحيوانات المتوحشة لاتخطئ سمعك، الصمت في ظلام اليل البهيم يهمس للأحاسيس
    حتى تستشعره كائناً حي يسكن في أغوار كهوف النفس. الطبيعة بكلياتها تجاذبنا أطراف الحديث، تلمس أحاسيسنا
    وتملاء نفوسنا إلفة وخوف، فنستشعرها في كُلّ الأشياء ونظل دوماً نتجاوب ونتفاعل معها. نسمات الفجر تدغدغ أرواحنا،
    فتصحينا فجراً لِتصحى معنا الطبيعة بكلياتها، آذان الفجر، صياح الديكة، تغريد العصافير، النبات يفلق الأرض ويخرج
    للفضاء الرحب، قطرات الندى تبلل ثغور الزهور الباسمة، أصوات الحيوانات أصوات الأهل في صباحات فجر جديد.
    الطبيعة تتناغم وتتفاعل في أبهى وأجمل صورها مع إشراقات الصباح الباسم.

    نودع الأهل والأحباب ونقفل راجعين إلى اتبرا ( المدينة القاطرة ).
    صافرات الوابورات وأزيزها لايخطئ سمعنا، حركة العمال الدءوبة، العجلات، الروح الإجتماعية العالية.
    عطبرة مدينة في هيئتها وقرية في تعاملها وإجتماعياتها.
    الطبيعة تحشد جيشها بسحب دآكنة يحدوها صوت الرعد مزمجراً في الفضاء، وبرق ينير لها الطريق يرشدها إلى
    مكان مدينتنا الحبيبة. ثمّ نبداء في الإستعداد كي نصد هجمة الطبيعة الجاسرة. نخشخش السباليق، ونفتّح المجاري،
    ثمّ نضاير كلنا في أوضة وآحدة حتى القطط والبهائم. كلنا في إتصال مباشر مع الطبيعة التي تمطرنا بوابلها وعندما
    يشتدّ وقعه علينا تسمع الحبوبات يجأرن بالدعاء ونده الأولياء الصالحين، ثمّ تهداء بعد أن تكون قد خلّفت سيول
    جارفة لاتستطيع بعض حيط الجالوص الصمود في وجهها فتستسلم. يبداء الناس في تفقد أحوال بعضهم البعض،
    وفتح المجاري مباشرةً لنهر النيل.

    النيل نفتقده كثيراً في الغربة، طبيعته الساحرة ومناظره الخلابة.
    الغربة عبارة عن مُدُن وآجمة وبلاد جآمدة مدلول الصنعة فيها يطغى على جمال الطبيعة. أكوام من بنايات
    الأسمنت الشاهقة والأرض المسفلتة، والأنوار الباهرة، الجو الخانق المحشو بدخان عوادم السيارات. الغربة
    ليست بها سماء، فالسماء قدحُجبت بسبب الأضواء الصارخة، وصوت الطبيعة إبتلعه زخم الغربة وهرجها
    ومرجها. بلاد الغربة بلاد مسعورة لاترحم، لذلك لاتترك لك مجال للتفكير والتأمُل. فهي دائماً سالبة للأفكار
    بهمومها ومتطلباتها التي لاتنقطع. الغربة ليست فيها أرض، فالأرض قد حجبتها طبقات الظلط والزفت
    فمنعتها تتنفس وتنتشي عندما يصيبها وأبل أو طل. لذلك ليست هناك خيوط أشواق وحنين تشدنا إليها، أو
    رائحة تراب تهيج الحنين في نفوسنا لأحضانها . نتمنى دوماً أن نفلت من براثنها وأن نخرج من تحت حُطامها.

    للوطن رائحة تسرى في دواخلنا فيجرفنا الحنين ويطول بنا الأنين فنتكئ على أحزاننا
    في الغربة ونحلم بالرجوع لنعانق الطبيعة في براحات الوطن الحبيب...


    ود المدير ...
                  

05-15-2014, 08:57 PM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    Quote: Mohamed Hassen Abdallah · الأكثر تعليقا · Gamal Abdel Nasser High School Khartoum
    سلام ياود المدير .... وجعتني حكاية أمآت طه ....
    والملحات الأكلوها الشاويشية عرفتهآ إلا لسان الطير
    أل في الكسرة البايتة دي شنو ؟


    سلآمات يا محمد.

    يا أخي لسان الطير دا بيقوم بروس وشكله قريب
    للملوخية، ودايماً بيقوم في الجروف أو في حيضان
    البرسيم. بيتعمل مفروك ومع الكسرة ما تديهو الجنبك.
    أنا شخصياً زمان لآمن يكون غدانا بلسان طير من
    البيت ما بمرق...
                  

05-15-2014, 09:03 PM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    أجمل أيام العُمر...

    الحنين إلى ما مضى من الزمان ضرب من الوفاء، فالإنسان الوفي دوماً يحن إلى أيامه الخوالي
    حنين البكرة إلى حوارها. عندما يتقدم بنا العمر نحِن إلى ميعة الصِباء وذكرياته الجميلة ونقوم
    بإجترارها من مخزون الذآكرة. تلك الأزمان الجميلة الناضرة، أزمان عنفوان الشباب وتباريح
    الهوى:
    أزمان امرح في بُرد الشباب على مسآرح اللهو بين الخُرّد العِيّن
    والعود أخضر والأيام مُشرقةً وحالة الأُنس تُغري بى وتُغريني
    في ذِمّة الله محبوبٌ كُلِفت به كالريم جيداً وكالخيروز في اللِيّنِ...

    لم تكن المواصلات تصل إلى قريتنا في ذلك الزمان، ونحن كنا قد صعدنا مدارج الثانوي
    العالي. كان لا بُدّ أن نشق طريقنا بين حيضان نبات البرسيم وباسق النخيل إلى حي الداخلة
    بعد أن نكون قد إستمعنا إلى برنامج نفحات الصباح الذي كانت تقدمه المرحومة ليلى المغربي،
    لنركب المواصلات من حي الداخلة إلى المدرسة. كان التعليم المصري يؤدي دوره في
    السودان بصورة جيّدة، حيث إحتضنتنا مدرسة الأهلية المصرية المختلطة بعطبرة.

    كانت هي معنا في نفس المدرسة. جميلة جذآبة بحيث لا تُخطئها العين، وفوق كل هذا وذاك
    رسمية لأبعد الحدود حتى أنّ الطلبة كانو يسمونها (العسكري)، ولا يتجرأ وآحد منهم ان
    يتفوه معها بِبنت شفاة. الذي كان يجمعنا بها أنا وصديقي في بعض الأحيان البص الذي يوصلنا
    للمدرسة، حيث كانت محطتنا وآحدة. ربطتها زمالة المدرسة بواحدة تربطنا بها صلة قرآبة
    من حي الداخلة ايضاً، فكانت الظروف تجمعنا أحياناً في بص وآحد. بغض النظر عن ظروفنا
    المادية كطلبة، كنا نرى أنه لِزاماً علينا إذا جمع البص شملنا معاً أن ندفع. برغم حذرنا الشديد
    منها لكننا كنا نضطر لدفع أُجرة البص حيث أنه لايمكن أن ندفع لقريبتنا بمعزل عنها. كانت
    تمتعض وتتضايق عندما ندفع مما يسبب ضيق لزميلي الذي يبدي لي سخطه عندما نكون وحدنا.
    كنتُ أقول له: لايمكن ان ندفع لقريبتنا دون ان نشملها معها!، ولا يمكن أن ندفع أجرتنا فقط!.
    عندما أظهر الإحتجاج مراراً، قلت له: أترك الأمر لى.

    تصادفنا في البص، وعندما بدأ الكمساري في تحصيل القروش أدخلت يدي في جيبي متظاهراً
    بأنني سأقوم بدفع المبلغ، وفي ذات الوقت نظرت إليها وقد بدأت علآمات الضيق في وجهها.
    عندها أحجمت، وقلت لها: أدفعي إنت حق أربعة لو الحكاية دى مضايقاك. فما كان منها إلا
    أن دفعت المبلغ. عاتبني صديقي بعد أن نزلنا. قلت له: يأخي إنت أنا إتصرّف تعاتبني، تزعل
    هي تشتكي؟ أمرك عجيب!!. المهم كررت معها نفس الحكآية في المرّة الثانية والثالثة، وفي
    المرّة الرابعة عندما تظاهرت بأنني سأدفع ونظرت إليها تبسمت في إستحياء وخجل وصرفت
    وجهها عني. دفعت للكمساري، وعندما نزلنا قلت لها: يا شيخة نحن زملاء، كون إنه تدفعي
    إنت أو ندفع نحن ما فيها حآجة، بعدين زميلتك دى بتربطنا بيها صلة قرآبة.
    أصبح هنالك إنفراج طفيف في العلاقة بيننا. أي بمعنى إننا أصبحنا نتبادل السلام ولأ بأس من
    كلمتين تلآته إذا دعت الحالة لذلك، وعادةً ما يكون الحذر الشديد هو ديدن الكلآم المختصر
    بيننا.





    هكذا مرّت الأيام رتيبة هادئة، تجمعنا بها احياناً في المواصلآت، نحادثها إذا دعت الحالة
    وسنحت الفرصة، حديث دائماً يكون مختصر وجآد وسريع، ومشوّب بالحذر الشديد. لم أكن
    ارى فيها غير لوحة جميلة ذات قيّمة عآلية في متحف للآثار لا يتسنى لى غير النظر إليها من
    من على البُعد. لم تحدثني نفسي يوماً بإقتناء هذه اللوحة، لأنّ محدودية إمكانياتي كطالب
    لا تسمح بذلك، لكن مشاعري بدأت تنازع قناعاتي وتتفلت من قبضتها.
    مجال الصمت كان هو المجال الأوسع بيننا حيث أنّ النُطق بالكلمات كان محدود. بدأت
    الأحاسيس والمشاعر تتحرك فجاش الصمت بروائع الحديث. حاولت جاهداً أن أكبح جماح
    مشاعري تجاهها لكن دون جدوى. أصبحت حركاتها الخجولة وجديتها المفرطة كتاب مفتوح
    لي، أقرأ فيه شعورها نحوى وهي تعبر عما يختلج في صدرها
    بصمت ينطق بأعذب العبارات ويمطر بيني وبينها رزاز المحبّة والإلفة. تبادلنا اسمى آيات
    الغرام بلغة الصمت التى كانت أبلغ من لغة الكلآم، حيث عبّرت عما يجيش في دواخلنا بأبلغ
    تعابير العيون وقسمات وجهها وضاح المُحيا، خاصةً عندما يخط الخجل على صفحة خدودها
    بماء وردها الأحمر عبارات كنتُ احب ان أراها دوماً. تحدثنا وتفاكرنا وتوصلنا إلى قناعة
    تآمة بانّ بحار المشاعر عندما تتدفق حباً في بيادر القلوب تعجز أمامها متاريس الواقع التى
    تنبئ بانّ التواصل أمراً مُحآل...


    إنتهت سِنى الدراسة، وافترقنا فِراق صامت. مرّت السنين وتوالت الأحداث عآصفة لترمى
    بإخواننا الفلسطينيين خارج حدود وطنهم ليفتح لهم وطننا الحبيب ذراعيه ويحتضنهم. إستقبلهم
    أهلنا في السودان إستقبال حاشد على إمتداد محطات السكة الحديد، حتى وصلوا إلى محطة
    عطبرة حيث خرجت المدينة عن بكرة إبيها ليخضب أهلها أيدي الفلسطينيين القابضة على الزناد
    بخضاب الحناء، ويستقبلوهم بفرحة عمّت كلّ أرجاء المدينة. كُنتُ وصديقي نجوب رصيف
    المحطة مع الحُشود العطبراوية محيين أهلنا الفلسطينيين، فإذا بى أجدها فجاة أمامى وجهاً لوجه.
    عندما رايتها إنسلخت من الجو المحيط بى، واصبحت لا أرى إلا هي، ولا أسمع غير صوتها
    الذي لم أسمعه منذ سنين. لم أتمالك نفسي وناديتها نـ..... فلم تقوى على إحكام قبضتها على
    الكتب التي كانت تضمها بيديها إلى صدرها، فتبعثرت على الرصيف.
    جلست على الرصيف. إلتقطت الكتب وارجعتها لها. ضمتها إلى صدرها وردت تحيتى. تبادلنا
    بعض الكلمات التي أنسانيها جور السنين وصمتنا. كنت حينها لا أسمع ولا أرى إلا هي أمامي
    وصمتها يضج بحديث طويل عن تلك السنين التى مضت دون لُقيا. شعرت بيد صديقي تجذبني
    من بين تلك الظلآل لتعيدني إلى عالم الرصيف الذي كان يموج بالبشر، وتنتزعني خارج محيط
    الذهول الذي أحاطني.
    إبتعدنا أنا وصديقي لنفترق أنا وهي مرةً أٌخرى.

    كنا في كُلية العلوم بجامعة القاهرة فرع الخرطوم مستخدمين المضارب نتقاذف الكرة بيننا على
    الطاولة. أخطأتها ليحرز صديقي هدف وتسقط مني الكرة على الأرض. إلتقطت الكرة من على
    الأرض، وعندما إعتدلت واقفاً بُهت عندما وجدتها أمامي وجهاً لِوجه!!!. ناديتها: نـ.... فردت:
    معاوية!!!... عندها إنتزعتني رؤيتها من عالمى لِتهيم بى في عالمها، فأصبحت لا أرى غير
    ذلك الوجه الموشح بالجمال ولا أسمع غير ذلك الصوت الذي يحملنى إلى عوالم السحر والأمانى
    المستحيلة، فغدوت أُضاحك القمر في وجهها الجميل، وأُغازل النيل في خدها الآسيل وأستكين
    إلى هدئة الليل وقد عسعس في شعرها المخملى الطويل، والتمس طريقى إلى دواخلها بين دواعى
    الخجل المرسوم على وجهها حين تغض الطرف وتغمض عينيها عن رمشٍ يمطرنى بوابل سهآمٍ
    تجندل في دواخلي جيش الفتوة وعنفوان الشباب.
    إفترقنا من غير موعد وكِلآنا يمنى النفس باللقاء، لكن إرادة المولى أبت إلآ أن يكون هذا اللقاء
    لقاءً ختامى ومفترق طريق بينى وبينها لتبقى الذكري عآلقة في الوجدان...


    ها انا ذا اليوم أتنسم عبق الذكريات وأجترها من حوصلة ذلك الزمن الجميل، وأنا قابع في ركن
    قصى من أرض المهجر آملاً في ان أرجع إلى مراتع الصِباء أبكى الأطلآل وأردد مع شيخي
    محمد سعيد العباسي:
    يا عهد جيرون كم لى فيك من شجنٍ بآدٍ سقاك الرضى يا عهد جيرون
    ولا يزال النسيم الطلقُ يحملُ لي ريّا الجناب ويرويه فيرويني
    والآن مذ جذبت عني أعنتهاهذا الظباء وولت وجهها دوني
    وعارض العارضين الشيب قلت له أهلاً بمن رجحت فيه موازيني
    كففتُ غرب التصابى والتفت إلى حلمي ولم اكُ في هذا بمغبون
    وصرتُ لا أرتضي إلا العُلى أبدا ما قد لقيت من التبريح يكفيني....


    معاوية المدير...
                  

05-15-2014, 09:12 PM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    حــكــايــة ديــك الــبــطــانــة ...

    الخبر الأكيّد قالوا البُطآنة اترشّت
    وساريتاً تبقبق للصباح ما اتفشت
    هاج فحل أُم صريصر والمنايح بشّت
    وبت أُم ساق على حدب الفريق إتعشّت

    ما أجمل البُطانة واروعها حينما يُصيبها وآبلٌ او طل... يمتدّ في عرصاتها بساط الخضرة حتى يعانق
    الأُفُق في المدى البعيّد، ويُثقِل الإخضرار فروع اشجارها حتى تكاد تلآمس الأرض... تسبح الطيور في
    سمائها الرحب وتغني فوق أشجارها، وتُغازل الفراشات ازهار حشائشها، ويشق صمتها في هداءة الليل
    أصوات المزامير، ويرفع حُدآة إبلها عقيرتهم بجميل الدوبآي...

    منتصف النهآر... الشمس في كبد السماء ترسل أشعتها للأرض التي تذفر الرطوبة من باطنها إثر
    أمطآر أصابتها ليلة البآرحة. حاج التوم رآقد في الرآكوبة متوسد يده اليسرى ويده اليمنى على
    صدره، مستغرق في نوم عميق لِيأتيهِ صوت ديك حآجة السُرّة مخترقاً زخم الأحلآم الجميلة التي
    كان سابح في عالمها... إنتفض حاج التوم من فوق العنقريب ليستعد لِصلآة الصُبُح فإذا به يُفاجأ
    بانّ الوقت منتصف النهار!!!
    حاج التوم: الله يقطع حِسّك يا ديك الشوم... على باليميّن نحن ديك حآجة السُرّة ده مسّخ علينا
    البطانة، وعيشتا.
    ردت حآجة الشآم من داخل التُكُل على زوجها: كحوش!... كحوش يا يابا تنكشح فيهو كبريتة تعدمو
    اسم الريّشة المسّخ علينا البطانة وسُكنتا.
    ردت عليها حآجة السُرّة من خلف الحصير: يايمّة، شآحدا اللانآم لا أكل الطعآم... الكبريتة تنكشح في
    جدادآتك المهيآت المسنوحآت ديل.
    حاج التوم: علي الحرآم يا حآجة السُرّة، ديكك ده أنا يوم كان ما.....
    قبل يتم حاج التوم كلامو ظهر كحوش في مطاردة عنيفة مع جدادآت حاجة الشآم. بسرعة شديدة
    الجدادات دخلن تحت عنقريب حاج التوم وخرجن من الجانب الآخر، لكن كحوش المتمرس نطّ فوق
    العنقريب ومرّ بسرعة للجآنب الآخر من خلآل صدر حاج التوم، ثمّ بقفذة بهلوانية تمكن من إحدى
    الجدادات... عفسها... قامت وهي منتشية تنفض في ريشها بينما كحوش فحط الأرض برجله وقبل ان
    يبدأ يعوعي صآح فيه حاج التوم: الله يخربك يا ديك الشوم... كر... كر... طيّر الله يطيرك يا المسنوح...


    الليل هادئ، وساكن...والقمر اطلّ بخطيً متثاقلة انهكها إنقضاء الشهر العربي، وفحل أُم صريصر هائج
    تسمع صوته في كل مكان وقد إمتزج بغوغاي القعوي... اصوات الحيوانات المتوحشة تشق الظلآم بين
    الفينة والأخرى، وكحوش قد إعتلى حصير زريبة الغنم في دوام حراسة ليلية لجداد الفريق من الصبرة.
    أيضاً يقوم كحوش في ساعات النهار بمراقبة الحِديّة، وإرسال إنذار مُبكّر للجداد إذا ظهرت في كبد
    السماء...
    حاجة الشآم تحمل حزمة حطب فوق راسها متجهة نحو التُكُل لعواسة كسرة الغداء... قبل ان تصل، الجمتها
    المفاجاءة عندما ات كحوش متحكّر فوق راس الخٌمارة... حاولت تبعده بالراااحة حتى لا يُحدث مالا تُحمد
    عقباه... إتجهت نحوه بحذر شديد، ولكن قبل ان تصله كان قد أفرغ معدته في داخل الخٌمارة...
    حاجة الشام: إنت يا يابا شاحدة المولى، يتلمن فوقك صُبار الدنيا والعالمين يعدمنك نفاخة النار... طييير
    تطير ما ترِك...
    حاجة السرة من خلف الحصير: يا يمة، شاحداه ما جاحداهو... الصُبار يختن جداداتك مُلآح...



    حاج التوم وهو يتمطق في الكِسرة بملآح الشرموط بتلذذ شدييييد...
    : يا ولية الكسرة دي، مخمراها بمرقة جداد!!!؟
    حاجة الشام: يا راجل مرقة الجداد بجيبها من وين كمان؟؟؟
    حاج التوم: والله كان ما أخاف الكِضب، طعما جداد، جداد!!!
    حاجة الشام: هي الغبى اليغباك... قول مشتهيلك جداد سااااكت، جداد شنو كمان الفي الكسرة؟؟؟
    حاج التوم: عارفة... اليومين ديل بسايس في حاج الخزين، اكن يضبح كحوش يريحنا مِنّو...
    حاجة الشام: السُعلوّة دي بتخليهو يضبحو؟
    حاجة السرة من خلف الحصير: يا مرة، السُعلوّة التخلي راسك ضقلوم...
    حاجة الشام: هووووي يا حاجة السرة أسمعي... وحات نضري ديكك ده كان جا تاني مطفر بجاي،
    اختو ليك لحم في حلة...
    حاجة السرة: شِن قدّرك يا المسنوحة!!!
    حاج التوم: آنسوان كفى خلآس...
    حاج الخزين: علي الحرآم... باكر من الصباح الديك ده أمشي ابيعو في البندر...
    فجاة ظهر كحوش في مطاردة عنيفة وعراك دامي مع احد ديوك الحِلّة الذي تخطى خط التماس الفاصل بينه
    وبين منطقة كحوش... بسرعة إنتقلت المعركة من ارضية الحوش إلى تبروقة حاج التوم ليحمى وطيسها
    فوق عنقريب عِدّة حاجة الشام... تبعثرت العِدّة علي الأرض، وطفّر الديك الدخيل من فوق الحصير، وتبعه
    كحوش لِتدور المعركة خارج السوّر وسط دهشة الجميع...
    حاج الخزين: اكان ما اصبّحك يا كحوش في البندر، ابقى ما ود ابوي...

    مع نسمات الصباح بعد ان ادى حاج الخزين صلآة الصبح، وشرب الشاي، بدأ في تجهيز حمارته للذهاب
    للبندر. وضع السرج على ظهر الحمارة، وأحكم ربط السدّار، ثمّ ذهب لإحضار المُخلآية بينما كحوش ملقى
    علي الأرض مكتوف الرجلين، وباقي الجداد يراقب الموقف من داخل الحظيرة بعيون لاتخلو من الخوف
    والرُعب... وضع حاج الخزين الُبآدة فوق السرج، وعلّق المّخلآية بالجنب اليمين بينما علّق كحوش بالجنبة
    الشمال من كرعيه في عكف السرج، وراسه مدلدل للأرض...
    بدأ منظر البطانة يختفي تدريجياً من ناظر كحوش وهو يرآه بالمقلوب... اغرى الطريق المنبسط حمارة
    حاج الخزين، وبدأت تسرع الخُطى لِتخُج كحوش خج السيح والريح حتى كادت مصارينه تصل حلقه
    وأصبح صوته متقطعاً... كاااك...كااااا...كاااااك...كككك... آآآ آه...
    وصلت الحُمارة البندر... أفزع صوت العربات وضجيج البندر كحوش، فطفق يصفق بجناحيه في الهواء
    محاولاً الصياح بصوته المبحوح...كاااااااااااااك...ككك...آآآه...آآآآ...آه ... وبسرعة إبتلع الجو المشحون
    بأزيز ماكينات السيارات، ومُلغم بدخاخين عوادم الركشات صوت كحوش، وبدأ كحوش كالمسطول من
    جراء رآئحة البنزين والغبار، والضجيج، وحركة البشر، والمواتر، والكوارو... فهو لم يعتاد علي مثل
    هذا الجو المشحون بالضجيج والمدهون بالتلوّث... أصبح كحوش لايرى أمامه غير خيوط من الخيال
    ونجوم تسبح في الفضاء من حوله في عِزّ النهار...
    وضع حاج الخزين كحوش على الأرض... كحوش مُنهك لدرجة انه يبدو كأنه مريض من زمن بعيد
    السبب الذي جعل الناس يكونو فيه من الزاهدين، لدرجة انه علّق أحدهم لحاج الخزين قائلاً: يا حاج
    فطيستك دي، ما في زول بيشتريها مِنّك...
    مضى الوقت، وبدأ السوق ينفضَّ، وكحوش مازال مُصاب بالدوآر ويبدو في حآلة قريبة للإغماء... شدّ
    حاج الخزين الحمارة وعلّق كحوش من رجليه في نفس الوضع مدلدل، كرعيه للأعلى وراسه للأسفل،
    وبدأ رحلته قافلاً للبطانة...

    كحوش في وضعه المدلدل وراسه الدايش، أصبح يرى البندر رِهآب...رِهآب، وحمارة حاج الخزين
    منطلقة زي حجر النِبلة في الشارع بعد أن أخدت راحتها في البندر وضربت كلّ العلوق الذي زودها به
    حاج الخزين... كلما إقتربت الحمارة من البطانةزودت السرعة، وكلما زودت السرعة أحدثت رجّة في
    راس كحوش وأصابت جسمه بالرضوخ.
    وصل كحوش البطانة في حآلة بين الحياة والموت... فكَّ حاج الخزين وثاق كحوش وأطلق سرآحه...
    لكن كحوش ظلّ طريح الأرض في المكان الذي أنزله فيه حاج الخزين من ارضية الحظيرة وهو في
    حآلة قريبة للإغماء...
    تناقل جداد البطانة خبر وصول كحوش من البندر... تركت جدادة بت الخير بيضها الذي كانت رآكضة
    فوقه وإتجهت نحو حظيرة جداد حاجة السرة لتعرف خبر البندر من كحوش... ديك سلمان سايق معاهو
    جداداتو التلاتة ومتجه نحو كحوش... جدادة بت الصعيد وسواسيوها رفضن ينتظرن جداد حاجة خديجة
    حتى يتم الإفراج عنه من الحظيرة... كلّ جداد البطانة يمم صوب حظيرة حاجة السرة ليسمع من كحوش
    حديث البندر المثير، وعجائب ما راى هناكـ...
    أصبح كحوش محاط بالجداد من كل جانب وهو منبرش على الأرض، والجميع في إنتظار ان يفيق ليمتعهم
    بجميل الحديث عن عجائب البندر...
    فتح كحوش عينيه ثمّ أغمضهن بهدوء، ليفتحهن مرّةً أُخرى ويلقي نظرة على اسرآب الجداد المحيط به
    إحآطة السِوار بالمعصم... مازال ضجيج البندر يحدث رجّة في راس كحوش... اسرعت جدادة حاجة
    السرة خارج الحظيرة، ثمّ عادت بكوب ماء وثلاث حبات عيش... ساعد ديك سلمان كحوش على النهوض
    وقامت جدادة حاجة السرة على مساعدته لبلع حبات العيش...

    بعد ان بلع كحوش حبات العيش، بدأ يفيق تدريجياً، وما ان عاد إلى كامل وعيه حتي وجد نفسه مُحاط
    بجداد البطانة من كل جانب!!!
    سألهم كحوش بإندهاش: مالكم! في شنو!؟؟؟... نعال ما في عوجة!؟؟؟...
    ردو عليو: عرفنا إنك رجعت من البندر، وجينا عشان تحكي لينا عن البندر والحاجات الشفتها في البندر!!!
    كحوش: اوّل قلولكم انا في البندر شُفتَ حاجة!!!... وحات خوتكم انا مشيت مدلدل، وجيت مدلدل!!!...



    ود المدير...
                  

05-16-2014, 10:40 AM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    حبــــوبتي فاطــنة بت ميـــدوبــ ...


    كلما صدح الغناي مُردداً:

    قايمي الصباح متكفلتي شايلي الحِليلىِ على المُراح...
    تراءت لِي صورة حبوبتي فاطنة بت ميدوب أمامي. (مُتقرقبة بقُرقابها الأسود )
    والحِليلة في يدها اليُمنى, تداعبها نسمات الصباح وقد بدأت الطيور تعزف
    الحانها الجميلة فوق أغصان شجرة حرازتها واشرابّتَ غنيماتها يتصايحن
    كأنما يؤدن لها تحية الصباح. تبدأ تحلب وقد فاحت رائحة المُراح في جنبات
    المكان ممزوجة برائحة البرم, ونوار الليمون والبُرتُكان.أراها ماثلةً أمامي
    وقد حلبت اللبينة ثمَّ توجهت بخطىً قد أثقل وقعها مر الدهور والأزمان
    معتمدة على دفارتها نحو شجرة الحِناء النابتة بجوار (المارقون) وقد
    تدلى من أحد أغصانها سِعن اللبن. تسكب فيه اللبينة, وتجلس فوق البنبر
    وتبدأ في خش اللبن.
    أذكرها وهي جالسة فوق عنقريب صغير قريب من الأرض, أمامها
    براح واسع ممتد حتى الجنينة حيث لايوجد سور ولا سياج, ونحن نلعب
    مثيرين الغبار, وهي تبتسم من بين ما خلّف لها الزمن من أسنان. إبتسامة
    يتفجّر من خلالها إحساس بالرضاء عن النفس. إحساس بأنها قد أدت
    رسالتها في الحياة وهي ترى أحفادها أمامها يمرحون في سعادة وحبور.
    ثمَّ تنهض وتدلف متوجهة الى داخل المارقون الذي تتوسطه شِعبة تساعد
    العرش على التماسُك, قد حفرت (الدنانين) أجحارها فيها مُشاركة
    بت ميدوب المكان برفقة (الزرازير) التي هى الأُخرى طول النهار في
    حالة دخول وخروج من خِلال الطاقات في عملٍ دؤوب لِجلب الطعام
    لصغارهن, لايهدأ لهن بال إلا بعد أن ترتمي الشمس في أحضان الغروب.
    ما ضجرت بت ميدوب يوماً ولا تضايقت من هذه الرفقة. ثمّ تفتح
    السحارة لتأخذ شئ فتفوح رائحة السحارة في جنبات المارقون وقد
    عبقَ في جنباتها عطر بت السودان ورائحة الصندل والمحلبية وحتى
    رائحة (الحنوط) الذي إحتفظت بِهِ بت ميدوب في السحارة مع كفنها
    إستعداداً للرحيل. رائحة السحارة هي رائحة بت ميدوب. ما زلتُ أشتمها
    كلما عصفت بى الذكريات المحزونة والحنين للزمان والمكان.
    أذكرها في عِزّ الهجير وهى تقلّب سعون العجوة حتى تتعرض لأشعة
    الشمس, ثمّ تتوجه إلى عنقريبها تحت ضل الحِناء. نعم شجرة حِناء,
    ووالله كنا نتسلق أغصانها. الأرض كانت مِعطاءة, والنفوس كانت صآفية
    كما النسمات تحتَ أشجار الجزائر...

    هكذا عاشت حبوبتي بت ميدوب. معتمدة على نفسها في كل شئ حتى
    بعد أن تجاوزت المئة. ثمّ رحلت في هدوء. وبعد رحيلها غادرت
    الزرازير والدنانين المكان, وآثرت الحِناء السقوط على البقاء من بعدها,
    وأصبح المكان لاهو المكان ولا الزمان هو الزمان بعد رحيل بت ميدوب
    والناس السمحين اللذين ابت البركة إلآ أن تتمسك بأكفانهم وترحل معهم
    بلا رجعة...
    كانت الباوقة بخيرها, وكنتُ أتعجب وأقول لأُمي: يا يُمّة البلد, ما شاء
    الله خيرها كتير!!. فترد عليَّ قائلة: يا ولدي الخير ما راح مع أهلو,
    زمآن كُنا لامن تهب الهبوب الصباح ندلي كِرعينا فوق التمُر!!!...

    أيِّ زمان هذا الذي نعيش فيه الآن؟؟؟... خنقتني العبرة في لحظة
    طرح هذا الســــــؤال...



    ود المدير...
                  

05-16-2014, 08:02 PM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    Quote: ود المدير
    سلام وتحايا

    متابعين


    ود الباهي سلآم.
    حياك الغمام يا رجل.
    والله مشتاقين،
    ومشكور علي المتابعة...
                  

05-16-2014, 08:09 PM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    حـكـايـة ود الـكـرآر ... بـيـن الـعـادات والـتـقـالـيـد ...

    منتصف النهار...
    البلد في حالة غيبوبة من السخانة، والصمت مخيّم علي المكان. حيضان البرسيم تزفر بُخار
    من مسامها كما الساونا. الكرار ود حِتيل يتقطر عرق وهو يقرع الموية مع أخيه الخزين.
    الكرار ود حِتيل إشتُهِر في القرية بالحمق، والزهج، وعدم الصبر، والمشاكل.
    الكرار للخزين: يا زول ما تعصِر إيّدك دي تخلينا نتفكّه من الحِرّة دي.
    الخزين: ما تراني قاعد اخدِم. اكتر من كدي ابقى مكنة!؟
    الكرار: المكنة التتكسّر لك فوق رويسك دا طوبة، طوبة. انا قُتلك ابقى مكنة؟!
    الخزين: غايتو بس، اخير الزول يسكُت.
    ما كان من الكرار بعد هذه الكلمة إلآ ان رشع الخزين بالطين، وفي لحظة كان الخزين واقع
    في حوض الطين والكرار من فوقه، ودارت معركة حآمية بين الأخوين...


    حاج الزين (ينادي): يا حاج العوض... حاج العوض...
    حاج العوض: مرحب حبابك، حباب حاج الزين... ابقى لآ داخل ...
    حاج الزين: لا، لا... ابقى مارق إنت. وِلآد حِتيل ديل مِتلآقطين. أمرُق بِسرآعك النغشي
    حاج العبيد، ونمشي نتفِقُن.
    حاج العوض: أُه... فترنا نِحن من الكرار ومِحنو...
    يتجهو نحو بيت حاج العبيد.
    حاج الزين: يا حاج العبيد... حاج العبيد... وِلآد الكرار ديل مِتكاتلين أمرُق النمشي عليهُن.
    حاج العبيد: تااااني!!! والله فترنا ضُمّة.. اها امشاكُن فِسراع، فشآن انا بدور إجي إندلى علي
    الفريق التِحتاني...
    يخرج ثلآثتهم، ومعهم الخزين متجهين نحو بيت الكرار...

    طق...طق...طق...
    الكرار: مِنو في الباب؟... افتح يا ولد... الحاج، يا ولد ما تفتح الباب... يا ولد يفتح راسك،
    افتح الباب...
    الكرار ينبح، والحاج فتح الباب من اوّل نهرة، والجماعة كانوا جُوّا البيت...
    : الســـلآم عليكم يا الكرار...
    الكرار: مرحب حبابكم.. في شنو، اها... مالكم؟...
    حاج العبيد: الخزين اخوك ده، جبناهو وجيناك، بيدور يقع لك فوق راسك.
    الكرار: الزول ده الخِدمة كُللللها تاكِلآ علي أكتافي ديل... يضرب كتفيه بشدّة...
    حاج الزين: يا الكرار اخوي إنت طوّل بآلك، واصبر. إيآك الكبير.
    الكرار: الكبير ده عاد يسوّهو لعبة؟!!! انا يقول لي مكنة!!!...
    حاج العوض يهمس للخزين: عليك الله امش علي اخوك ده اقعلوا فوق راسو. والله نحن ما فاضيين
    للنبيح البينبح فيهو ده... امش عليهو حِلنا...
    الخزين يتقدم نحو الكرار ويسلّم علي راسه.
    الكرار: تاني العادة دي لا تعود لك... فاهم...
    حاج العبيد: اها، عاد نحن النمشي... عشان انا بدور إندلى علي التِحتانية..
    الكرار: علي بالطلآق ما تمرقوا بلآ عشا... يا ولد اقِفل الباب.
    الحاج بسرعة شديدة قفل الباب.
    الكرار: الرضيّة، يا مرا... العشا... العشا جيبوهو قوآم... يا مرا ما تتحركي... يا بنوّت...
    البنتاوي اليشقكن.. جيبن العشا ده بِسرآع...الخ...

    دكان حاج الصديق هو مُلتقى الجماعة يومياً بعد صلآة العِشا...
    حاج الصديق: اها، الجماعة البارح تفقتُوّهُن؟
    حاج العبيد: ايييي، وعليك امان الله، الكرار، اكان ما إتعشينا، اكان كُلنا لحقنا الأستبالية.
    حاج الصِديّق (ضاحكاً): اخيرلكم تتعشوا فطير بي لبن، مالآ تتبتنوا.
    احد صِبيان الفريق حضر للدُكان لبعض الأغراد. بايعه حاج الصديق، ورجع للونسة.
    حاج الزين: دحين ده ما ود بلّة الولدوهو زمن البحر جاب السمك العميان؟؟
    حاج العوض: لا،لا...دآك اخوهو. ده انا بالحيل بتظكروا. ده ولدوهو في السنة العضى فيها
    الكرار حمارتو في اضانا يوما الحرنت، وابت تنط الجدول.
    حاج العبيد: الكرار!!! الكرار، بعد سُوآتو السواها لينا في الحج. انا عاد تاني ماني حالف
    ما اباريهو تب.
    حاج الصديق: مالوا؟...سوّا شنو في الحج كمان؟؟؟
    حاج العبيد: ها زول اسكُت سآكت... عليك امان الله، مشينا نشرب لنا شاهي عِن وآحد يماني
    مسويلوا كفتيرة اللت شاهي. إنت يالكرار وهو لآبس إحراموا، ضاق الشاهي، وقال لليماني:
    شاهيك ده بارد. اليماني قالوا: يا زول البراد فوق الجمر. كيف تقول بارد؟. الكرار قالوا:
    يا زول قُت لك بآرد. اليماني قالوا: يا زول هذا الشاي اكثر من هذا يصير نار!!!. عليك امان
    الله، الكرار مسك الكُباية، وقال لليماني: اها...اها...اها... وغسّل وشيهو بالشاي.
    حاج الصديق كاد يطير من العنقريب من شِدّة الضحك...

    منزل الكرار في حالة عدم وجوده، يكون هادئ. حاجة الرضيّة، وبناتها الثلآثة، والخير الإبن
    الصغير للكرار عايشين في امان الله ما يتوتروا ويتعكر صفاهم إلا عندما يكون الكرار موجود
    في البيت. الحاج الإبن الكبير للكرار دائماً يكون مع والده في الحواشة. يتوجه إليها بعد ساعات
    المدرسة التي رفض الكرار التحاقه بها رغم شطارته، لولا تدخل عمّه الشاذلي المحامي في
    الخرتوم. الحاج إشتهر في الفريق بأنه سريع جداً في تقفيل القريق، نسبةً لانّ الكرار يدفعه دفعاً
    عندما تِنفتح قريقة في الحيضان ساعة السقي. تسمع الكرار: يا ولد اجِر... ما تتحرك يا خملة...
    إنت من يوم ما مشيت المدرسة، انا عِرِفتك ما بتقضالك غرد... اسرع يا بجم، الموية دي كلها
    رآحت، تروح روحك... والحاج شغال زي المكنة، وبسرعة الصاروخ حتي اصبح القريقة البيسدوها
    اربعة رجال في ساعة، هو يسدها براهو في اقلّ من ساعة.
    في حالة وجود الكرار بالمنزل، دايماً تكون الكهربا ضاربة. وعادي ممكن تلقى حلة المُلآح
    مفننة في وسط الحوش، نسبةً لانّ المُلآح مِلحه ناقص او زايد زيادة بسيطة، ويا ويل حاجة الرضية
    وبناتها لو سُكّر الشاي كان ناقص. حاجة الرضية بنت عم الكرار، تزوجها علي مبدأ غطي قدحك.
    صامته لا تتحدث كثيراً، صابرة علي الكرار وعمايله. لسان حالها يقول: يا ريت لو قدحا دآك
    اليوم خلوهو كاشف، بدل كشف الحال الباقي عليها. الحاج ود الكرار بعد نجح للجامعة عمّه
    الشاذلي ارسله للدراسة في مصر، وفي الإجازات من البنطون للحواشة علي طوّل، والكرار في
    كل صغيرة وكبيرة يعيره بالقرآية... إنت اصلك مِمآ مشيت للقرآية في مصر بقيت خايب،
    وخِدمتك بقت ماياها...

    قضى الحاج سنين الدراسة وتخرّج ثمّ رجع للبلد.
    الصباح... حاجة الرضية تقلي في البُن، وعِدة الجبنة جنبها. الكرار جالس فوق العنقريب صامت
    ووجهه مُكفهِر بلا سبب. جو البيت مكهرب في وجوده كالعادة. الحاج حضر ليشرب شاي الصباح
    مع الوالد والوالدة.
    الحاج (مُصبحاً): صباح الخير...
    الكرار (مستغرب): صباح الخير!!! كمان دي خياسة جديده دي!!!؟؟؟ ده إياهو العلموك ليهو في
    قشر المشيت إتقشرته فيها دي!!! والله قال صباح الخير، قال!!! كدي تاني اللسمعك تقول كدي.
    جلس الحاج ويبدو انه يريد مصارحة والده في امرٍ ما، لكنه ملآوذ ومتوتر لدرجة. قال محدثاً
    نفسه: الموت حق والحياة باطلة. الزول دا انا إتوكل واكلموا، زي ما تجي، تجي...

    الحاج: يا ابوي انا...
    الكرار: اها مالك بعد صباح الخير الجبتها دي. والله قال صباح الخير، قال!!! الله يخربك يا الـخـايـب.
    حاجة الرضية، المرا الهدية، صامتة تسمع في الكلآم وتقلي في البُن، حيث لايحق لها التدخُل بأعوج
    او عديل.
    الحاج: يا ابوي انا داير...
    الكرار: داير شنو؟ ما تقول.
    الحاج: يا ابوي داير اعرّس.
    الكرار: كلآم زين. صافية بِت أعمّك الخزين دي راجياك.
    الحاج: يا ابوي لكن...
    الكرار: لكن شنو؟ بِت اعمّك، وإنت اولى بيها.
    الحاج: يا ابوي لكن... لكن... انا ما بحبها.
    الكرار، مستعدلاً في جلسته كأنما لدغته ضئيلة من الرقش في انيابها السُمُّ ناقع: قلت شنو؟ دي الخيابة
    العلموك ياها في قشِر...!!!
    الحاج: يا ابوي...
    الكرار: البو... الخيابة البتقول فيها دي، الدخلآ شنو في العرس كمان؟؟؟!!!
    حاجة الرضية قاعدة وصامته كانّ الكلآم لا يعنيها...
    الحاج: يا ابوي كيف إتزوج وآحدة ما بحبها؟؟؟...
    الكرار: يا ولد حبآك دقر... قافزاً من العنقريب، ومشيراً بأُصبعيه في وجه حاجة الرضية بالقرب
    من عينيها حتي كاد يفقعهما... اوّل أُمّك المِتل العقرب دي، انا وكت عرستها كنت بحبها؟؟؟!!!...



    ود المدير...

    (عدل بواسطة معاوية المدير on 05-16-2014, 08:19 PM)

                  

05-16-2014, 08:15 PM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    ،


    ونواصل إن شاء الله...
                  

05-17-2014, 10:59 AM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    حـكـايـتـي مـع سـواق الـحـافـلـة الـنـيـسـان...

    ليه بنهرب من مصيرنا نقضي أيامنا في عذاب؟
    ليه تقول لي إنتهينا ونحن في عِزّ الشباب!!!

    ألآ رحم الله الفنان العملاق أبراهيم عوض.
    المصير... هذه الأُغنية بكلماتها ولحنها وادءاها دون شك ترقى إلى مصاف العالمية...
    أما أُغنية (يا سلوى قلبي شن سوى) فهي مدار ونستنا اليوم. بالرجوع إلى سنين
    الثمانيات الجميلة، ومدينة بحري الحبيبة إلى نفسي. ملاذ أُمسياتي الجميلة، ومبعث
    مُعاناتي التي كنت أستمتع بها في موقف المواصلات بعد أن أكون قد قضيت
    وطري من بحري وقررت الرجوع إلى حلفاية الملوك...

    أذكر في الثمانيات ظهر شريط للفنان أبراهيم عوض مسجل من حفلة كان طالع
    في الكفر طلعة صح. يعني تجي فايت بجنب أيّ كُشك بتاع حاجة باردة تسمع
    الشريط شغال. سعد قشرة أكشاكو طول اليوم مدورة الشريط، وكذلك السوق
    العربي. المركبات العامة في الزمن داك ما كانت تخلو من الشريط، والجماعة
    العازفين لعبوا فيهو جيتارات لعب نضيف بتاع معلمين جد.
    في واحد في الشريط ما أذكر إذا كان أبراهيم عوض أو غيره كان يقول:
    ونشكر الإخوة الذين أتو إلينا من كوستي. بالله العظيم، كان ما تخت كراعك
    في عتبة الحافلة إلا تسمع: يا سلوى قلبي شن سوى، والجيتارات دي تدقلك
    جووووة قلبك. الشريط أكان شرط عديييل كده، والأيام كانت أيام حُبُكانات
    وعذاب...


    أذكر بعد أن قضيت أُمسية جميلة في بحري توجهت لموقف مواصلات الكدرو
    لأجد الموقف كالعادة قيامتو قايمة، وعجاجو رابط في السماء. وقفتَ وأسفي
    في عيوني ودرب الرجعة ما عرفتو. فجاة ظهرت حافلة نيسان (سفيليان).
    بمناسبة النيسان. النيسان طبعاً في السودان الزمن داك كان طالع في الكفر،
    وكانت الواري النيسان تعد وسيلة سفر بعد تعديلها لبصات سفرية.
    مرّة كنا مسافرين من اتبرا للخرتوم، فإذا بالنيسان يوحل في رمال صحراء
    العتمور. نزلنا سلكنا مكان اللساتك والمساعد رمى الصاجات والنيسان
    قال كدي دفر، وتسمع المكنة، مسويلها كوز حنين يبعث في النفس الشجى.
    فجاة النيسان نتر وطلع من الوحل وكشح الرمال وراهو خلاها عاكلة في
    السماء زي الدخان. معانا واحد أدروب قال: هييييع، ورفع عكازو في
    الهواء أخدلوا مقصين تمام التمام وقال: دا الهديد والا بلاش!!!.
    المقص نوع من العرضة بيعملها ملك الروك (الفيس) وملك البوب
    (مايكل جاكسون)، وأعتقد أخدوها مننا وأدخلوا عليها بعض التعديلات،
    فأصبحوا يفتحوا المقص للآخر بدل فتحة نص عندنا...

    المهم... نرجع لحافلتنا النيسان. لكن عاد هي ما حافلة! وحاتكم كرت كرتونة
    جديدة لنج. لمان جات فايتة بجنبي لمان قلبي قال وححح، وإتمنيت آخد لي
    فيها سحبة. وقفت الحافلة وكميّة من الناس أُوووووور جو كابسنها وأنا في
    نصهم.
    الكمساري قال: بالرآحة يا جماعة، نحن ما شغالين.
    الناس شتتو من حوالينها والسواق دوّر. إتجه نحو المحطة الوسطى، وقف
    في المحطة الوسطى والناس برضو أُووووووور كبسوهو، راح عامل
    نفس الحركة. الكمساري برضو قال: بالرآحة ما قلنالكم ما شغالين!.
    تآني جو بجنب المجلس عملوا نفس الحركة، مشوا وصلوا ميدان عقرب،
    وجو بالجنبة التانية، وقفوا جنبي وأنا أصلي قنعت من خيراً فيهن والناس
    زاتُن المرة دى ما كبسوهن.
    أها وكت شعروا بالهدوء والإطمئنان، الكمساري فتح الباب وكورك:
    الكدرو النفر بخمسين، خمسين الكدرو، خمسين الكدرو...
    أنا كبست المقعد القدآم، وفنترب نطيت جوّة.
    إتحكرتَ في مقعد النص الصغير البين السواق والمقعد اليمين. الحافلة
    إتستفت تب ومافي زول مشمع كل زول في مقعد، والكندشة ضآربة، والشريط
    بتاع أبراهيم عوض القلتو ليكم شغااال تش، والحافلة سااااقطة وسمحة.
    والله في اللحظة ديك أنا كنتَ مستمتع جنس متعة! كأني ماشي هواي،
    وشعرت بنفسي إني أكتر زول محظوظ في الدنيا.
    تحركت الحافلة مع أنغام الجيتارات وصوت أبراهيم عوض المميز. بديت
    أحس بمتعة الرحلة وتمنيت الحافلة ما تقيف زاتو. إتوهطتَ في قعدتي
    بمزاج شديد جداً وإستعديت لأجمل مشوار في حياتي.
    قلت بيني وبين نفسي: الله يقطع الدفارات، والكُدُر، والملح ويقطع يومن.
    الليلة أنا حا أصل البيت مُنتشي عديل كده.

    أها أنا في عِزمتعتي، الكمساري ما شهدنا، وصلتنا ميدان عقرب قام:
    طق، طق، طق، يلا يا جماعة خلسونا.
    إستعدلت عشان أطلّع القروش من جيبي، أكان واحد مسلّط إبن لزينة
    وقف على حيلوا وقال: أسمعوا يا جماعة. ما في زول يدفع خمسين قرش،
    طرادة بس حق المشوار. نحن الخمسين كان بندفعها لكن عشان حركاتن
    البايخة العملوها دي ندفع حق المشوار بس 25 قرش النفر.
    في كم نفر كده قاموا عملوا شوشرة ووقفوا في صف الراجل، والحكاية
    جاطت.
    الكمساري: يا جماعة من الأوّل ما قلنالكم خمسين النفر!.
    الزول المسلّط: ما كان عندنا مشكلة لكن حركاتكم الإستفزازية العملتوها
    دي ما حركات ولاد ناس.
    وأحد تاني قام: يا جماعة الزول دا كلاموا صح.
    طرادة بس.
    طوالي السواق جنّب وقّف الحافلة، ووطى صوت المسجل بحيث إنو الصوت
    أصبح مُنخفض جداً.
    السواق: يا جماعة ما إتفقنا بخمسين؟!.
    نطّ واحد مسلط تاني: يا أبو الشباب سوق سواقتك، إنت بتحلم، خمسين شنو؟.
    وأحد مسلط تاني: يا زول طرادة بس، كان ما عاجبك كشك البوليس قدامنا في
    سعد قشرة.





    المهم الحكاية جاطت والسواق أصبح مُرغم يمشي الكدرو بالطرادة.
    الراجل بالله العظيم مادي بوزو وداير ينفجر من الزعل، وكتم ما قادر
    يتكلم، قابض في الدركسون ومنفخ جضوموا وعيونوا متل الشرار، وأنا
    كل مرّة أديهو كحلة سريعة وأعمل فيها ما شايفو، ونفسي أمد إيدي على
    صوت المسجل. الناس في الحافلة أصبحوا في حالة صمت رهيب جداً،
    وصوت الشريط أصبح خافت تسمعوا جاي من بعييييد، وأنا نفسي يرفعوا
    صوت المسجل. الكمساري يخلص في القروش بلا نفس وكهربا تقيلة
    ضاربة في أجواء الحافلة.
    بعد مسااافة كدي جاني إحساس إنو السواق روّق شوية قمت طوالي
    وبصوت مهذب جداً فيهو مُراعاة شديدة لحالتو قلت ليهو: يا أبن العم
    لو سمحت، ممكن ترفع صوت المسجل شوية؟
    بحلق فيني بغضب وعيونو زي الشرار وقال لي: آها... وطآخ راح
    قافل المسجل. كمان عندك نفس تسمع يا ثقيل؟!!!
    طوالي أنا رُحتَ مقطم ومسكتَ خشمي علي، ليعود الصمت ويسكن
    أرجاء الحافلة، وترتفع فولتات الكهرباء في الجو.
    بعد شوية واحد من الناس الوراء ظنيتو برضو داير يسمع الشريط،
    والا يغلغل السواق ما عارف؟ قال للسواق: يأبن العم، الزول الجنبك
    دا ما تشغلوا الشريط.
    السواق فتحلوا زي الترتيب، ما عشموا بنص كلمة. ليعود الجو ويزداد
    شحنات كهربائية.
    وأحد كورك بصوت مسموع، قصد يسمع السواق: يا جماعة الزول دا
    ما كتّر خيرو الخلالكم المكيف فاتح، دافعين طرادة وكمان تتشهو؟!.
    السواق طااااخ راح قافل المكيف. بعد شوية صاحبنا الإسبب في قفل
    المكيف كورك للكمساري: قرصة قبلك، يا أبن العم.
    عرفنا إنو ركّب فينا فلم بقفل المكيف بعد عرف نفسو نازل. فرتك
    خلانا في عِز الحر.
    واحد قال : بالله عليكم الله شوفوا الزول الثقيل البايخ دا؟. وعاد الصمت
    من جديد يعم المكان...



    بيني وبين نفسي قلت: السواق دا الليلة أصلوا ما بخليهو.
    قمت قلت ليهو: ياعباس يا أخي إنت الليلة هايج كده مالك؟ ما تروق
    المنقة شوية.
    سكت، وبعد مساااافة قال لي: إنت ساكن وين في الكدرو؟.
    قلت ليهو: في طرف الكدرو.
    سكت، وأنا سكتَ. اها بديت أفكر أدخل ليهو من طريق آخر.
    بعد مساااافة براهو قال لي: إسمك منو يا إبن العم؟
    قلت ليهو، والحديث كان داير بيني وبينو بصوت خافت وبمنتهى الجدية:
    معاوية المدير.
    قال لي: يعني إنت مُصِر تتساخف على والا شنو؟!.
    قلت ليهو: والله لاسخف، ولا حاجة بالجد إسمي معاوية المدير.
    قال لي: ما سمعت بالإسم ده قبل كدا في الكدرو؟!.
    قلت ليهو: بصراحة أنا ما من الكدرو، من الحلفايا.
    قال لي: طيّب، بتعرفني من وين؟
    قلت ليهو: ما بعرفك.
    قال لي: طيّب، العرفك بإسمي شنو؟!.
    قلت ليهو: بصراحة، شكلك كده يا عباس يا عبد السلام.
    سكت مسااافة، وقال لي: والله لكن إنت زول شِديد خلاس، أنا
    إسمي عباس وجدي إسمو عبد السلام.
    بسرعة شديدة جداً، قلت ليهو: طيّب دوّر لي المسجل والمكيف
    عشان عباس وعبد السلام.
    سكت... وشعرت إنو زي الداير يضحك وكتم الضحكة.
    فجاة ضحك، وهزّ رأسو وقال لي: آها دورناهن ليك.
    قلت ليهو: كتّر خيرك يا عباس.
    قال لي: أسمع، خلي الهواء البارد ده يضربك، وأسمع المسجل
    وإنت ساكت ما تعمل لي شوشرة.
    بسرعة قلت ليهو: ليه إنت داير تزاكر، ما سايق حافلة؟.
    نظر لي شذراً، ومازالت أثار الضحكة بادية على مُحياه.
    قال لي: قلت لي ساكن وين؟
    قلت ليهو: أنا بنزل كيلو 8 لكن ساكن جنب المدرسة.
    قال لي: وكت نجي قصاد بيتكم وريني.


    أها... لمان جينا قصاد البيت، قلت ليهو: بس قبلك هنا يا عباس.
    ظيييييط، وقّف الحافلة...
    قال لي: لكن والله فشيت لي وجعتي.
    واحد من الركاب قال لي: كتّر خيرك كتير يا ظريف.
    قلت ليهو: بعد أنا وصلت أهلي... إن شاء الله عباس دا يوقفلكم
    المكنة زاتها.
    عباس إنفجر بالضحك... وأنا نازل سمعتو قال لي وهو ضاحك:
    يا زول إتخارج هي...


    ود المدير...
                  

05-17-2014, 10:40 PM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    Quote: هاءالدين برعي الصاحب · Omdurman
    يا معاويه والله ابداع و امتاع.
    طبعا حكاية عبدالله بزقه دي عايشناها مع اخونا ثابت الله يطراه بالخير.
    ياخ انا حانقلهم الفيسبوك لو ماعندك مانع.


    بهاء الدين يا صاحب،
    يا أخي ابسط حاجة أقدما ليك إني أقوليك، ليك مُطلق
    الحرية في النقل لأيّ جهة. أفضالك علينا كتيرة يا بهاء الدين،
    وأهو فرصة الوآحد يردلك منها النذر اليسير.

    ياسلآم يا ريت ثابت يكون متابع معانا، هذا الصديق
    الجميل أشتهيه بشدة والله العظيم.

    عاطر التحايا للوِليدآت...
                  

05-18-2014, 09:04 PM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    حـكـايـة ود الـمـامـور مـع ود الـكـرآر ...


    التساب كان غير عادي في ذلك العام.
    النيل طمح حتي إمتلأ حوضه ليهدد القرية
    الوديعة المرتمية في أحضانه. تمرة بحر النيل
    بت شيخنا الفوق القيفة وشتلاتا التلآتة لم
    يقون علي الصمود امام الموج المتلآطم والهدآم،
    فستسلمنَ للعِرِق العنيف ليكسحن شمالاً مع التيار.
    مُنتصف النهار. النيل في هيجانه، والأرض تنفث
    بوخ حار من احشاءها مع رائحة البرسيم.
    الكون كله في حالة مقيل وسكون. الفراشات
    مرتخية فوق نوآر البرسيم، ودحش الجقود
    متمدد تحت تمرة ود الحاج، والزرازير مختبئة
    بين أغصان الأشجار، وكل فجاج الأمكنة قابعة
    في كهف السكون عدا النِعمة بت ود المامور،
    فقد كانت تنهب الأرض نهباً تحت أشعة الشمس
    الحارقة التي تقيها لفح سمومها الأشجار بين
    الفينة والأُخرى. البخار المنبعث من حيضان
    البرسيم يتخلل جسم النِعمة مثل الساونا وقد بدأت
    تتصبب عرقاً وهي تخب فوق تقانت الحيضان
    وتحاول جاهدة أن تتجنب الجضوّل ودُرآب الحرِت
    وهي تقطع إنقاية وِلآد بابكُوّر، بينما صوت ساقية
    ود البدوي يطرق سمعها آتٍ من الضفة الغربية
    كأنه يندب حظها. وآصلت النِعمة سيرها إلي أن
    دخلت ضُل الحرازة لتجد الضأن والماعز مسترخيات
    في المُرآح من شِدة وهج الهجير...

    توجهت النِعمة مباشرةً إلي التُكُل لتجد أُمها قاعدة فوق
    الصاج تعوس في كِسرة الغدا.
    حسينة: بِسسسسسم الله ... النِعمة !!! يا بِت الجابك
    شنو في القلآية دي ؟؟؟
    النِعمة: يا يُمة أنا ود الكرار دا ماني دايرا، ماني دايرا، ماني دايرا.
    حسينة: كدي يا بِتي، قولي يا الرسول . ود الكرار مالو ؟؟؟
    النِعمة: أنا ود الكرار دا من يوم عرستوني ليهو وقّف رقبتي دي عصا،
    ونشّف ريقي. يعلم الله.
    حسينة: يا بِت كدي قولي يا ود حمدتو ... في شنو ؟؟؟
    النِعمة: يا يُمّة خسمتك بالله تفكوني من ود الكرار دا.
    قُتلِك ماني دايرا، ماني دايرا، ماني دايرا.
    حسينة: جي يا يُمّة... إنت ود الكرار الِيلكم ما اتعرف !!!؟،
    ونحن فترنا من مناقرتكم.
    النِعمة: بس خلآس، فكوني مِنّو انا ماني دايرا، ماني دايرا، ماني دايرا.
    حسينة: كِدي قنِبي اشربيلِك موّية، و وريني الحاصل شنو؟؟؟.
    بلآ ماني دايرا !!!.
    النِعمة: هو كان في التِحتانية مع الرُجال، برفعو في ساقية
    ود النفاري من التساب. أها، جا البيت وفات علي الزير
    التحت الجوآفة يشرب، لِقالو سِوسِيّوة وآقعة في الزير،
    وقال كدي من يومو إتنفض فوقي.
    حسينة: اوّل إنت خليتِ الزير كاشف فِشآن شنو ؟؟؟
    النِعمة: أنا ما خليتو كاشف. مغتياهو، وقِحف الجداد
    مالياهو موّية لي ود عينو، عِلآ ظنيت جنوّن الجقود
    جو لقطو الجوآفة، وشربو، وفاتو خلوهو كاشف.
    حسينة: نان إنت ما كان تفقديهو!!!.
    النِعمة: نان أنا فايقة ؟، مِياني كنت في التُكُل بسوي في
    ملآحي... أكان جا خافِس فوقي وإتنفض!!!. وكت فتحت
    خشمي رديت عليهو قال لي، هسّع دي تمرقي تمشي أهلِك!!!.
    حسينة: خلآس... كدي اصبري لآمن يجي ابوك.
    النِعمة: أنا غايتو ود الكرار دا، ماني دايرا، ماني دايرا، ماني دايرا...

    حسينة: أها أبوكِ تراهو جا. حِس حمارتو تحت الحرازة.
    ود المامور: يا حسينة... غداك جاهز ؟؟؟
    حسينة: أها، خلآس قربت... بس اللكمل الطرقات ديل.
    ود المامور: النِعمة!!! يا بت الجابك من بيتك شنو ؟؟؟
    حسينة: بري يا يابا، تراها جات شاكية من ود الكرار.
    ود المامور: في شنو كمان؟؟؟. نحن بس تبقى شغلتنا
    إنت و ود الكرار ؟؟؟!
    حسينة: يعلم الله فترنا !.
    ود المامور: كدي سويلنا تُرمة ناكُلآ.

    بعد أن شهقت النِهارية إستعداداً للزفير مرةً أُخرى، وبِقت
    الوآطة العِصيّر، وإعتدل الجو بعض الشي درع ود المامور
    جلآبيتو ولفّ عِمّتو، وحقب سيفو في كتفو الشمال، والعنجاوي
    المُو خمج في إيدو اليمين، قال كدي كورك للنِعمة.
    ود المامور: النِمعة ... يا بِت.
    النِعمة: هووي يا ابوي.
    ود المامور: تعالي مِنسلّة لا جاي.
    النِعمة بصوت مُنخفض لأُمها: ما ود الكرار دا. أنا ماني دايرا،
    وماني دايرا، وماني دايرا.
    الشمس مائلة جهة الغروب في الطريق إلي مخبئها، وبعض
    نسمات تداعب أشجار النخيل من حِينٍ إلي آخر، وقد بدأ النشاط
    يدِب في نفوس الكائنات الحيّة، فخرج الناس إلي حواشاتهم ومُشهادهم.
    ود المامور والنِعمة متوجهين نحو بيت ود الكرار عبر حواشات البرسيم
    وقد إستعادت الفراشات حيويتها وراحت تتنقل بين زهور البرسيم.
    الماحي: ود المامور كيف حالكُم ؟؟؟ ماشين وين ؟؟؟ نعال ما عندكم عوجة ؟؟؟.
    ود المامور: لا، لا... ما عندنا عوجة. عليك الله اجدع لي قبضة برسيم
    لنعجاتي تحت الحرازة. أنا وآصل ود الكرار وجاي.
    الماحي: خير تب... بس إنتو نعال ما عندكم عوجة ؟؟؟.
    ود المامور: قُتلك ما عندنا عوجة !!!.
    الماحي: سمح خير أها...
    العوض: عارف، ود المامور دا الليلة مُو برآهو!!!... والله صحي.
    الماحي: مِيا الجماعة مِتكاتلين... آ زول والله ود الكرار دا جَنب بالحيل.
    العوض: حتان كمان بت ود المامور ماها قاعدة تقصّر... والله صحي.
    الماحي: الزول دا الليلة دآرع سيفو وحاقب سوطو!!!. الله يستُر.
    العوض: غايتو بس النرمي اضانآ، والله يسوي الفيها خير...

    بدأ ود المامور يدُق في الباب، فستجاب له صوت ود الكرار من الدآخل.
    ود الكرار: مرحبا... حبابك... ابقى لآ دآخل.
    مرّت ثوانٍ ولم يدخل أحد...
    ود الكرار متوجهاً نحو الباب: لآ حولآ... يا زول ما قُنالك ادخُل...
    باب السجم دا فاتِح...
    فتح ود الكرار الباب ليجد ود المامور أمامهُ وجهاً لِوجه...
    ود الكرار: مر... مرحبا... ادخل... ادخلو، ابقا لا داخل.
    ود المامور: لا، لا ماني داخل... شوّف يا ود الكرار، دِي النِعمة،
    وامسك السوط دا في إيّدك. تاني كان قالت بِغِم ما عليك إلا تجيب
    لي لحما في قُفّة... النِعمة، يا بِت فُوتِي ادُخلي علي بيتك، امشي...
    ود الكرار: سمِح كدي ادخل اشربلك موية.
    ود المامور: لا، لا أنا صآد فوق دربي دا.
    ود الكرار: سمِح اللقدِمك لآ قدآم!!!.
    ود المامور قفل رآجع دون أن يرد علي ود الكرار، و ود الكرار
    ظلّ سائر بجانبه. مرّت دقائق ظلّ ود المامور صامت لا يتكلم بينما
    كانت هذه الدقائق كأنها سنين بالنسبة لود الكرار، حتي ظنّ أنّ
    ود المامور فقد القُدرة علي الكلآم. فجأةً توقف ود المامور، وقبض
    بيده علي السيف ثمّ إلتفت نحو ود الكرار.
    ود المامور: اسمع يا ود الكرار... شُوّف... علي بالطلآق بالتلآتة
    يا ود الكرار النِعمة دي تجي شاكية مِنّك تقول رفَعَتَ عليها السوط
    ساكت بالغلت، إلا يا ود الكرار أقطّعِك بالسيف دا حِتّة، حِتّة...
    أمِش أرجع بيتك، وامسِك خشمك دا عليك...


    ود المدير...
                  

05-18-2014, 09:20 PM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

                  

05-19-2014, 10:01 PM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    Quote:
    اهو ده ياقريبي ،،
    المن زمان راجينو نحنا...
    عله والله دمعة امات طه ما مسحا الا...
    سايق الفضية...
    زول تحفة..
    وانت ذاتك تفاحة...
    ودرويش قال بمناسبة تفاحة
    تفاحة حجرية بيروت
    شكل الظل في المراة
    وصف.....الاولي
    ونرجسة الرخام...
    شاف حكيك الطاعم
    مرق كلام راقد في مرقدو ليهو تلاتين عاما..


    قريبي عبد العزيز،
    يا أحي شكراً كتير علي المجاملة اللطيفة
    ووالله مقصرين معاك اليومين ديل.

    يا أخوي اعزرنا...

    شكراً يا قريبي...
                  

05-21-2014, 01:08 AM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    حـكـايـتـي مـع كُـمـسـاري الـقـطـر الـرُبـاطـآبـي ...

    رغم إنها كانت جميلة ومستحيلة عشقها جميع الناس وسهروا الليالي يحلمون بالوصول
    إليها، إلآ انني لم أعشقها ولم تكن لديّ الرغبة في إقامة علآقة معها.
    عطبرة هي حبي الأوّل والآخير. ما فكرت يوماً في ان ابارحها أو أرحل عنها، تلقيت
    مراحلي التعليمية في مدارسها. لم يكن لي كبير غرد في تحصيل العلم. المواد التي
    احببتها ما كنت برضى بغير النمرة الكاملة فيها، والمواد المكجنا كان في زول جآب فيها
    صفر زيّ بحرد مِنو عدييييل كده. عشان كده ما كان عندي كبير غرد لا في الجميلة
    ومستحيلة، لا في الحنينة السُكّرة. لكن قدماي ساقتني للحنينة السُكّرة إزعاناً لرغبة الوالدة
    عليها رحمة الله التي رفضت إتفاقي معها علي إكمال الثانوي العالي والبقاء بعطبرة.

    غادرت عطبرة مرغماً بصحبة مجموعة من أبناءها للإلتحاق بالحنينة السُكّرة. بعد ان إنتهينا
    من إجراءآت التسجيل، حقبت شنطتي ومرقتها في كِنانة لزيارة صديق لي كان يعمل في مصنع
    السُكّر هناك. بعد ان قضيت 12 يوم في كنانة رجعت للخرطوم ومن موقف الباصات ذهبت
    لأخي في مكان عمله، وهناك عرفت انه ذهب إلي عطبرة، ومن هناك علي محطة السكة الحديد.
    ارجيت القطر في المحطة، ويا سطح جآك زول. مرقتها في عطبرة من غير ان أحضر محاضرة
    وآحدة في الجامعة، أو حتي اشوف قاعة المحاضرآت. بقيت كتير جداً أمرق من البيت ماشي
    الجامعة يواتيني القطر في محطة الخرتوم اخفس فوق راسو، ويا اتبرا جآك زول. أها، بعد دآك
    إشتغلت في مصلحة المخازن والمهمات حتي شويّة بديت ايقّن علي الخرتوم.

    في العام 87، وقد بدأت تباشير العيد الكبير تهل، جهّزت نفسي للسفر لمدينتي الحبيبة عطبرة لقضاء
    العيد بين الأهل. في محطة بحري قابلت عدد من ابناء عطبرة في قطار الشوق. الشي الغريب في
    الأمر، لقيت الجماعة كلهم مُجمعين علي السفر في بطن القطر!!!؟ علماً بأنهم من مرتادي السطوح.
    يا جمآعة!!! والله السفر المافوق السطح ده لآ سفر لآ حآجة. الحاصل شنو؟؟؟.
    قالوا لي: يا زول نحن جايبين معانا كوشتينة وعندنا تزاكر. اقطع لك تزكرة وتعال معانا.
    قلت ليهم: لو كنت عارف من بدري كنت جبت تصريح من المصلحة. انا بركب معاكم لكن تزكرة
    ما بقطعا، وبعرف شغلي مع الكمساري كويّس.

    تحرك القطر، وربعنا الكوشتينة فوق شنطة سمسونايت من النوع الكُبار، وتعال شوّف الونسة،
    والقرقرآب، والتعليقات، وتخفيف الدم لزوم كان في جكس وكده. ضاربين بهجة صح. فجأة اشوف
    ليك الكمساري من هناااااااك ومعاهو البوليس جايين. بالرااااااحة إنسرقت من وسط الجماعة،
    وكنا رآكبين في تالتة الممتازة. العربات الممتازة دي زماااان جابوها ناس النميري، وفعلاً كانت
    ممتازة لكننا لم نحافظ عليها، وبكل اسف لم نحافظ علي السكة الحديد. في العربية كان القزاز بتاع
    الباب مكسور، وفي مجموعة من الشباب وآقفين جنب الباب. اها، انا تسللت من خلآل فتحة الباب
    الكان فيها القزاز لخارج القطر، وبقيت خارج العربية قاعد فوق السلم، وسامع الكمساري ضارب
    حِجة مع الجماعة وقطّعم تزاكر. بعد فات الكمساري تسللت لداخل العربية، ومشيت واصلت
    كشتينة مع الجماعة مخلوطة بخفة دم لزوم مغازلة الجكس وكده.

    في المرور التاني أشوف ليك جماعتي جايين من هناااااك، والمرّة دي معاهم المفتش كمان.
    طوااااالي مشيت علي السلم، وانا قاعد فوق السلم سامِعُن بيتكلموا مع الجماعة. فجأة اخدولهم
    صنّة طوييييلة، وانا قعدت السلم سخّنت معاي والسفاية بقت تشيل وتكتح في وشّي، لكن
    لُكت الصبر لحدي ما إطمأنيت إنهم فاتوا، رفعت راسي وسألت الجماعة الواقفين جنب الباب:
    الجماعة ديّل فاتوا ؟؟؟
    فإذا بالكمساري يقول لي: لا، لا ما فُتنا. تعال لي بجوّة يا المبروك.
    في تلك اللحظة تمنيت الوآطة تنشق وتبلعني.
    اها، الجماعة ساقوني معاهم في المرور، وبقيت زي معروضات الجريمة. العسكري باقي فوقي
    عشرة التقول كاتل أبوهو، والكمساري اوآت يلقالوا زول ما قاطع تزكرة يقولوا:اها بتقطع واللآ
    ترافق إخيّك دا؟؟؟.
    الناس في القطر يشيلوا ويبحلقوا فيني، والجكس بتحِت تِحِت يضحكوا سااااكت، وانا بيني وبين
    نفسي اقول: يا جماعة دي شقاوة شنو الوقعت فيها دي ؟؟؟ ما كنا مستورين في السطوح
    لا عساكر لا كماسرة. البوليس لآعب معاي مآن تُو مآن، وفي حآجة كبيرة قالت للكمساري:
    أجآد ولدي تخليهو. قال ليها: يا حآجة ده وقعتو طِيّنة معاي. كل هذا والمفتش يتبسم بهدوء في
    ثقة تآمة. الكمساري كلما يمر علي ناس للتحصيل يقول: تمام، تزاكركم تمام، مُش زي زولنا
    ده، وطوالي يروح حاكي قصتي. لقيناهو لآبد في السلم. نبشني نبيشة صح.




    اها، بعد إنتهوا من المرور قفلوا رآجعين لقمرتهم وانا معاهم. القطر عن بكرة ابيه أتفرّج في
    زرتي. لمان جينا فايتين بجنب أصحابي حاولوا يحلو المعضلة لكن الكمساري رفض وقال
    لهم بمساخة شديدة جداً: اوّل هو اخير منكم بشنو؟؟؟ نِهارت مو دآير يقطعلوا تسكرة. والجكس
    يكحلن فيني بطرف العيون، ومكنكِشاااااات بالضحك. غايتو إتمرمطة جنس مرمطة!!!، وإتبهدلتة
    جنس بهدلة!!! بس المخير الله في مُلكوا العظيم يا قول حبوبتي.
    دخلنا القمرا. الجماعة إحتلوا مقاعدهم وانا وآقف والبوليس منضرب في صفحتي تقول انا كاتل
    مدير السكة الحديد. الجماعة عندهم تمرهندي ونبق فِرش، قعدوا يمزمزوا وانا إتفرّج. التمرهندي
    شكلوا مُغري، ونفسي دخلت فيهو. قلت وحآت ربي دي رظآلة وزلعة مِني، هسّع دا وكت تمرهندي
    ونبق؟؟؟!!!

    الكمساري قال لي: هسّع اكان اخيرلك تقطع لك تسكرة زي رفاقتك، واللآ اخيرلك البهدلة دي؟؟؟
    مِن الآكسنت بتاعو عرفت إنّو رُباطابي.
    قلت ليهو: هسّع بقطع.
    قال لي: بعد شنو؟. عآن ها البقطع!!! وكت فيك فايدة هن قدُر ما كان تقطع مع رفاقتك.
    ويمزمز في التمرهندي والنبق. دخلّت إيدي في جيبي عشان اطلّع القروش. طوالي قال لي:
    خل قروشك في محلهِن زوووول دايِرِن ما في.
    بيني وبين نفسي قلت: بالله شوف الزول المسيخ دا!!! قروشك؟ ما قروش السكة الحديد!!!.
    المفتش ما حرّك خشمو بكلمة. كلّ حركات خشمو كانت محصورة في طحن التمرهندي والنبق،
    وهو يستمع.
    بالرغم من مساخة الكمساري، مرقت القروش من جيبي وقلت ليهو: هآك اقطع لي تزكرة.
    قال لي: يقققققطع نفسك. إنت وكت بتعرف للنفر دا، ما قطعتها قبل تدخل في القطر مآلك ؟؟؟
    ما عرفت اقول حاجة، وانا مادي ليهو القروش وهو ياكل في التمرهندي.
    قال لي: إنت قالولك القطر دا السكة حديد ساوياهو وقِف ؟ نِهارت جيّت إتفوججت وسويتلك لعب
    كشتونة مع رفاقتك بلآ تسكرة!!!
    بيني وبين نفسي قلت: يا جماعة دي مصيبة شنو الوقعت فيها دي؟!!! البتحلني من الزول دا شنو؟
    قلت ليهو: خلآس هآك اقطع لي تزكرة.
    طوالي قال لي: ما خلآس... القال لك خلآس منو؟ إنت وكت داير تقطع لآبد في السلم عشان شنو؟
    مرّت لحظة صمت لا تسمع فيها إلآ مضغ التمرهندي والنبق قطعها الكمساري وقال لي: المرّة دي
    انا بقطع لك التسكرة، لكن تاني كان شُفتك حايم في القطر دا بلآ تسكرة بخزّق لك عويناتك ديل.
    قلت: الحمد لله، ومديت ليهو القروش.
    قبل يقطع التزكرة، المفتش نضم لأوّل مرّة، وسألني: إنت من وين؟
    قلت ليهو: من عطبرة.
    قال لي: ود منو في عطبرة؟
    قلت ليهو: ود محمد عثمان المدير.
    طوالي المفتش قال: يا سلآلآلآلآلآم، إنت ود المرحوم المدير؟؟؟
    عندها سمعت الكمساري يترحم علي والدي، ورايته يغلق دفتر التزاكر.
    المفتش قال لي: اقعد.
    قلت ليهو: لا، خليني وآقف.
    قال لي: طيّب امسك مني التمرهندي والنبق ديل، وما ترجِعِن.
    مسكت التمرهندي والنبق.
    المفتش قال لي: كان دآير تقعد معانا هنا اقعد، وكان دآير تمشي تقعد مع رفاقتك امش.
    قلت ليهو: بمشي اقعد مع رفاقتي، لكن لآزم اقطع تزكرة.
    الكمساري قال لي: يا سلآلآلآلآم ود المدير!!! امش اقعد مع رفاقتك التسكرة خلها.
    قلت ليهو: والله العظيم ما اقطع تزكرة ما امرق من هنا.

    الكمساري قطع لي التزكرة. دفعت حقها، ومرقت والعبرة تكاد تقتلني. جدعت للجماعة التمرهندي
    والنبق فوق الشنطة، وما تبقى من مسافة لعطبرة شعرت كأنها دهوّر، ومن يومها قررت ان لا
    اصرّح بإسم الوالد في مثل هذه المواقف...
    ربي ارحمهما كما ربايني صغيرا...



    ود المدير...
                  

05-21-2014, 01:46 AM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    مباااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااالغه...
    ياراجل يا بديع، تستحق النشر الفاخر....
                  

05-21-2014, 09:04 AM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: Khalid Elmahdi)

                  

05-22-2014, 00:17 AM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    Quote:
    يا سلام ما شاء الله حكى طاعم....... بوست مفضل بعد ألأرشفة...تحياتى وتقديرى.


    إسماعين يا راجل يا فاضل
    أنت دوماً في الخاطر. أسأل
    الله أن يجمعني بك في ساعات الخير.

    مشكور علي طلتك التي عطرت
    المكان...
                  

05-22-2014, 03:07 AM

عبدالعزيز عثمان
<aعبدالعزيز عثمان
تاريخ التسجيل: 05-26-2013
مجموع المشاركات: 4037

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    سلام علي ودالمدير شيخا للحكايين
    سعيد باني احد حيرانه وندامي مجلسه الفخيم
    سؤال،،هذا حكي له طقوسه،علك في ام طرقا عراض دي وجدت له فيزيين تواقين...
    يا حسرة توزع المنافي اجمل ثمارنا،ولا تجد لها من حواريين..
    ارح،،،في حضرة مجلسك يطيب الجلوس
    تسلم ...
                  

05-22-2014, 03:15 AM

عبد المنعم سيد احمد
<aعبد المنعم سيد احمد
تاريخ التسجيل: 10-13-2003
مجموع المشاركات: 11824

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: عبدالعزيز عثمان)

    1533892_609862805727891_1807838917_n.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

05-22-2014, 03:18 AM

عبد المنعم سيد احمد
<aعبد المنعم سيد احمد
تاريخ التسجيل: 10-13-2003
مجموع المشاركات: 11824

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: عبد المنعم سيد احمد)

                  

05-25-2014, 05:14 AM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: عبد المنعم سيد احمد)

    قـالـت عِـنـدهـا حـسـآسـيّـة !!! ... والله صـحـي ... !

    قبل ان ابدأ العمل اخذت قهوتي وبدأت احتسيها بمزاج وانا أستمع (للدِسبآتشر) وهي
    توزع في (الكوّلآت). الكوّلآت جمع كوّل حسب مصطلحاتنا كسودانيين، فنحن نقوم
    بتعريب اللغة الإنجليزيّة قدر الإمكان حتي تتناسب وظروف المهنة التي نؤديها، فالكوّل
    هو تحديد الدِسباتشر لِمحل (التِرِب)، والدِسباتشر هي الموظفة القاعدة في سنتر الشركة
    تتلقى الكوّلآت من الكستمر، وهم الزباين، والتِرِب هو الكوّل بعد وصوله للتكاسي من
    الدِسباتشر عبر الراديو. في سودانيتنا نجمع التِرِب علي تِرِبآت، والكوّل علي كوّلآت، جمع
    تكسير علي ما اظن، او جمع تيسير علي ما أعتقد.

    المهم... يا قول تبارك.
    فتحت الراديو، وبديت العمل بإعلآم الدِسباتشر بموقعي في المدينة، ورحت استمتع بقهوتي.
    لم يمضي زمن طويل حتي ندهتني الدِسباتشر، وادتني كوّل في المستشفى. ذهب للمستشفى،
    ولم إنتظر طويل حتي ظهرت الزبونة بنت الأصفر. تقدمت نحو العربيّة وفتحت الباب الخلفي.
    ادخلتها و قفلت الباب، ثمّ فتحت الباب الأمامي وحيتني بإبتسامة رددت عليها بأحسن منها علي
    نسق إذا حُييتم بتحيّة، ثمّ جلست في المقعد الأمامي.

    طبعاً كجزء من المِهنة لآزم تدخل مع الكستمر في عشرة ونسة.
    بديت الونسة مُتسآئلاً: مالكم، نعال ما عندكم عوجة؟؟؟... طبعاً السوداني عآدي ممكن يشوفكم
    شايلين جنازة، ويسأل: مالكم، نعال ما عندكم عوجة؟؟؟!!!
    ردّت الخوآجيّة: كان لابُدّ من مقابلة الدكتور، رغم إنها حالتها تحسّنت كتيّر من الأوّل.
    سألتها من الأعراض التي تعتريها؟
    قالت لي: بتكون نآيمة ومتعمّقة في النوم، فجاةً تصحى مخلوعة، وتقعد تِنكرش وتحكحِك في
    جسمها، وتعضعض في نفسها. !!!
    بيني وبين نفسي قلت: أُمّك، خلي بآلك دي جنها كلكي المطيّرة عِويناتا وصآمة خشُما دي !!!
    يمرقني منها اللآ نآم، لآ أكل الطعآم...
    قلت ليها: يمكن عندها نفسيآت !؟
    قالت لي: إحتمال رغم إني مستبعدة حكاية النفسيآت دي. لكن ميّن عآرف؟؟؟
    قلت ليها: الأكل كيف؟ بتسفسف كويّس؟
    قالت لي: نعم، بتاكل كويّس، بس الشي المحيرني!!! إنها أصبحت ما عندها نفِس للشكولآتا البيضا،
    رغم إنها كانت تموووووت فيها!!!.
    بيني وبين نفسي قلت: مقدرة يا ناس المصارين البُيُض.
    سألتها: عندكم مقابلة تانية مع الدكتور؟
    قالت لي: نعم، وإحتمال يعملوا ليها صورة أشِعة. بس الصورة مُكلّفة جداً، وإذا حدد الدكتور إنها
    تحتاج لعمليّة التكلفة حا تكون أكبر.
    قلت ليها: علآقاتها الإجتماعية كيف، هل قاعدة تطلع تتفسح وكده؟
    قالت لي: ما عندها مشكلة بتاعت إجتماعيات، بس أنا بخاف عليها شدييييد، وما بخليها تمرق براها.

    وصلنا البيت... الخوآجيّة حاسبتني وادتني 3 دولارآت تِب. التِب هو المبلغ الذي يرفدك به الزبون
    بعد المبلغ الفي العدآد، وبيدلعوهو التكاسة يقولوا ليهو (التبتبوني). مهم جداً بالمناسبة. شكرت
    الخواجيّة، وقلت ليها: إن شاء الله ربنا يكتب سلآمتا، وتشوفي جديد وِلِيداتا.
    شكرتني الخواجيّة، وقالت لي: من خشّمك ولبآب السما. عِم مِساءً.
    نزلت بنت الأصفر. فتحت الباب الخلفي شالتا، وقبل أن تغادر إذا بها تفتح خشُما لأوّل مرّة
    وتقول: نِيآو، نِيآو، نِيآو... !!!
    ما عرفتها شكرتني، واللآ شتمتني !!!. في تلك اللحظة تذكرتَ أطفال بلآدي الذين يموتون بفقر
    الدم، وسوء التغذية. أو نتيجة لإنعدآم حُقن الملآريا، والتي قد تكون موجودة أحياناً لكن وآلد
    الطفل لا يستطيع دفع قيمتها، فتقتله الحسرة هو والأُم قبل أن يفارق فلذة كبدهما الحياة.
    حينها، لعنت الظُلم والظالمين، وشعرت بأنني في حوجة لكوب قهوة آخر...



    ود المدير...
                  

06-01-2014, 04:50 AM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    Quote:
    مباااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااالغه...
    ياراجل يا بديع، تستحق النشر الفاخر....


    ود المهدي يا صديق،
    أخبارك والأسرة الكريمة ؟.


    راجيك في الكِريبة...
                  

06-01-2014, 05:46 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    عارف يا ود المدير كتار بفتكرو حكيك دا من عرصات الخيال ..
    ولكن هي حكاوى وأحداث وأسلوب حياة واقعية يعيشها الناس على طول ضفاف سليل الفراديس ..
    الملفت للانتباه أن هذه اللوحة بتشكيلتها وخطوطها وألوانها وااااحدة على طول شريط النيل ..
    لا تلمس تبادين أو اختلاف سوى بين أسماء الأشخاص..
    أمتعتني.
                  

06-03-2014, 09:01 PM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: محمد على طه الملك)

    إشـتـهـيـت الـحـلآق... والله صـحـي ...



    يا حليل أيام زمان، زمن الزمن زيّن، والشَعَر مغتي الإضنين .
    زمن الإستعدادآت للعيد تبدأ قبل شهر. كان عيد رمضان، إرهاصات
    البسكويت و الكعك، وكان
    عيد الضحيّة، إرهاصات اب اربعة يا قول نسوان النضُر.
    الأفران نيرانا ملهلِبة و الصواني تطاقش
    علي الفرن. تسمع: خبزتو ؟؟؟ كان خبزتو ادونا صوانيكم،
    والشنافات شغالآت: خبِيز فلآنة !!! برِي
    بس طُوّب الكماين. في عيد الضحيّة تسمعِن: خروّف ناس
    سعدية، يخربو جلطة كركار تجلُطا في
    راسا ما مرقا ليها. الترزية مكبسين فوق المكن الوآحد لو
    رموا جنبو قنبُلة ما يتلفِت، و في سوق البهايم
    تسمع الطلآق وآقف لمّبة، وأُماتنا المِسيكيِنات في تكلتِن
    و عُواستِن ما جايبات خبر. في السوق المقصات
    كلما تجي قِدآم دُكان أقمشة تسمعا ظِيييييييييطك في طاقات القماش.
    ناس النِعلآت شغالين، وناس البرسيم
    شغالين، حاجات التسالي، المطاعم، الحلوآني، المواصلآت...إلخ،
    السوق في حركة دآئبة لا يهدأ غباره
    إلا بعد دخول العيد.
    كنا أكتر الناس سعادة بالعيد و نحن في أيام جهلنا.
    يسوقونا للترزي، ونطلع مِنو بجلآبية كرت ترزي.
    بروُّد العيد كان أهمّ حاجة، لكننا كنا نهابه عندما يقع
    العيد في الشتاء. كان عندنا برودين مُهمات في السنة،
    برود العيد، والبرود بعد حلآقة العيد. يا حِليل الحلآق.
    فارقتو فُرآق الطريفي لجملو. كنا نمشي ننتظر
    دورنا في الحلآق. نقعد فوق الكرسي قدآم المرآيا التي
    وُضعت لغيرنا من الناس الكُبار، و يبدأ الحلآق
    يجعل مكنته التي تشبه فكين راس النِيّفة تعمل العجب في روسينا.
    الشعر ينزل فوق الرقبة مع العرق
    والـوسـخ ويسبب لينا ضيّق، ويقرِصنا، إضافة لظعطات
    المكنة المتوآلية، وقرضات المقص الحآرة،
    وهرشات الحلآق عندما يصيبنا النعاس والراس يقع فوق السدُر.
    الحلآقين كانوا دايماً يهرشونا وينهزرونا
    عندما تنزل قملة، قملتين مع الشعر. الحلآق بعد يحلق للوآحد
    عادي بعدو بيقعِد التاني يجزو زي الماحصل
    شي. لا بنعرف ايدز، لا يحزنون.
    والله صحي...

    في فترة من فترات عمرنا
    الحلآقين ضربتُم بوّرة العدو.
    أصبح سوق الحلآقة في حالة كساد بعد ان جلب
    لنا الغرب موضة الخنفسة. خنفسنا الشعر،
    ولِبسنا الشارلستونات، وأصبح اجعص خُلآل
    يدخل في شعرنا
    الشعر جب يبلعو. بقينا نسمع بوني أم، والبِي جيز،
    وتينا تشارلز، وبوب مارلي، والحلآقين زآتُم
    خنفسو بعد
    قِنعوا من خيراً فيها. كنا في البحر الوآحد يغتس
    و يجي بآقي مع نفضة للشعر في الهواء علي
    طريقة نفضة
    شامي كابور. قاصرنا الأدروبات في الشَعَر و
    الخُلالآت التي كانوا بارعين في صناعتها.
    الصينيين النجيضيين
    إنتهزوا فُرصة الخنفسة، ودفسوا العالم
    بالخُلالآت مع إنهم شعرهم سبيبي. كنا
    باقيين في شعرنا عشرة. سبيبة
    وآحدة ما بنخليها تنزل من راسنا، وكان
    الوآحد حنّ علي الحلآقين ورآح للحلآق
    واسالوا الشعر المتطاير، اليوم
    التاني الجكس يجوك: يخسي عليك يا ود المدير،
    يعني حلقت مآلك ؟؟؟.
    بعد زمن رجعنا من شرنقة الخنفسة إلي يرقة
    الحِلآقة تاني. إستيقظ الحلآقين من فترة
    البيات التي فُرضت عليهم
    ليظهروا بمظهر جديد. اليافطة بدل دُكان حلآق،
    بقى مكتوب عليها صالون حلآقة. المكنة راس
    النِيّفة حلّت محلها
    وآحدة بالكهربا معاها المطواة البسنوها بالجِلدة
    المعلقة في باب الصالون لزوم القطعيّة.
    ممكن تلقى صورة لفريق
    الهلآل أو المريخ معلقة في الصالون.
    أو صورة لمصطفى النقر مع صورة لنجلآ فتحي
    و عادل إمام. قطعة نضيّفة لتقيك من لسع الشعر،
    بخاخ كلونيا، بُودرة و فرشاة. الصالون نضيّف
    و الحلآق دايماً
    بتكون عندو شِلّة بتاعت ونسة. الزبون تلقائياً
    بيكون دخل في الونسة التي غالباً ما تكون
    في مجال الكورة أو السياسة.
    مسألة الحِلآقة أصبحت نوع من البرنامج الممتع،
    والحلآقين بقو يظبطوا حلآقة مُبالغة.
    والله صحي...

    دآرت عجلة الزمن لتدخلنا إلي دآئرة الهموم.
    دخلنا مجال العمل، وبدينا مشوار البحث
    عن شريكة الحياة الزآخر بالأحلآم الوردية
    التي تقودك بدورها للتفكير في الغربة لزوم
    تصليح الوضع و كِدا. فترة الخطوبة
    وضطدت علآقتنا بالحلآقين اكتر. الونسة مع
    الحلآقين فرآيحيّة، والوآحد فينا بيكون مطمئن
    جداً للحلآق بعد يكون حلق عندو مرتين تلآتة،
    والحلآق عِرِف الإستايل بتاعو. صالونات
    الحلآقة بقت زي الصالونات الأدبية.
    الوآحد فينا أصبح حتي لو ما دآير يحلق بيرافق
    صاحبو للحلآق كي يمتع نفسو بالحوارات
    التي تتم في داخل صالون الحلآقة.
    الغربة حلم كان يراودني تحقق لأعتلي
    سلم الطيارة و شعري في كامل هيئته لم
    ينقص سبيبة وآحدة.
    إستمرّ التواصل مع الحلآقين في الغربة.
    صالونات الحلآقة في الغربة شبيهة
    بصالونات الحلآقة في بلدنا.
    الحلآق في الغربة برضو عندو شِلّة أُنس
    سوا كان جاميكي أو زلمي وهم الجنسين
    البنتعامل معاهم.
    سبق أن حلقت كم مرّة في صالون بتاع إيطالي،
    وأكاد أجزم إنو حكاية شلة الأُنس دي فكرتا
    نابعة من الحلآقين الإيطال.
    الراجل عندو شِلّة بتاعت ونسة مبالغة...

    بعد الزواج حضرت زوجتي لِتمشي معي
    خُطى الغربة التي كُتبت علينا، وبعد
    دآك الجراكيك الإتنين إنضموا للركب،
    والحكاية بقت فيها نِقة من ثلآثتهم، وانا بقيت
    ما عارف القاها من العدو واللآ من
    الوفد المرافق له ؟؟؟!!!. علآمات التصحُر بدأت
    تظهر في نُص الكانكوج حيث أصبح الشعر
    خفيييييف
    جداً السبب الذي أفسد عليّ الونسة مع
    الحلآق حيث أصبح تركيزي كلو محصور
    في منطقة التصحر. بكون مرآقب الحلآق
    مُراقبة لصيقة جداً طُول فترة الحلآقة،
    وبمجرد ما يمشي علي المنطقة الصحراوية
    أنا طوالي الرجفة تمسكني،
    واقولوا: لالالالالالاأأأآ، المحلة دي لا تعصر
    عليها شديد، بس خلي الشعر كلو يكون
    موزون عليها.
    بعد فترة لقيت إنو الصِلة بيني و بين الحلآق
    إنقطعت، و الحكاية أصبحت
    لا تتعدى وقفة خمسة دقايق قدآم المرآيا
    اقضي فيها علي الشِعيرآت الفضلن
    لاصقات في جنبات الراس. كان ختيت
    الرحمن في قلبي وكشحت الشِعيرآت
    من الموس في صينيّة وقعدت فوقِن،
    لومكم بي تب بحسِبِن.
    والله صحي.
    لله ما أعطى، و ما أخذ.
    إنا لله و إنا إليه رآجعون...
    .
    .
    .
    ود المدير...
                  

06-04-2014, 10:43 PM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    Quote: هههه ـ ود المدير غلبنّو اتناشر ساعة بى فطورن وغداهن تقولي شنو؟


    عبد المنعم يا زول يا سمح.
    جبتلك ناس سمحين بالحيل،
    والصورة تبعث في النفس الشجى والحنين.

    ألف شكر علي الرفد....
                  

06-07-2014, 01:31 PM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    حـكـايـة حـاج سـومـيـت مـع الـخـوآجـيّـة...


    إنطلقت زغرودة فرح صاخبة من بيت حاج سوميت مسافرة عبر بيوت الحِلة لترطضم
    بالجبل القابع في الناحية الغربية ليترجمها بدوره ويردها للحِلة في شكل صدى غازل
    كلّ أُذن صاغية أو لآهية ليخبرها أنّ الكرير ود حاج سوميت نجح للجامعة. ثمّ أعقبتها
    زغرودة ثانية وثالثة لِيتدافع أهل الحِلة إلى بيت حاج سوميت وحاجة البِخيتة لمباركة
    نجاح ولدهن الكرير.

    إستطاع الكرير بذكائه ونباهته أن يجتاز المرحلة الجامعية بتفوق ليواجه مرحلة من أصعب
    المراحل في حياته، ألا وهي رحلة البحث عن العمل. رغم تفوقه لكنه فشل في الحصول على
    عمل. تذكر الكرير في غمرة محنته تلك الزغرودة التى إرتدّت من قمة الجبل يوم نجاحه
    وهو يرى آماله العراض ترطضم بجبال المحسوبية والرشاوي والفساد وترتدَّ إليه خاسئة
    وهي حسيرة.
    إلتحق الكرير بشركة (لآف)، وأصبح مدوّر طاحونة مع الخريجين في الأزقة والحواري،
    والكل منهم يفكر في المخارجة إن شاء الله لوآق الوآق وقد توزعوا على الركشات والأمجادات
    والهايسات ما بين سواق غدير وكمساري شِفِت.

    بعد عدة محاولات إستطاع الكرير أن يصل إلى إقناع حاج سوميت وحاجة البخيتة بفكرة
    السفر إلى أمريكا البقت حلم الوليدات لحدهن، زي ما بتردد بت الحاج دايماً في الحِلة.
    حاجة البخيتة مرقت الدِهيبات الداخراهن لليوم النفر ده وحاج سوميت رسّل البلد باع
    عيدان الأرض والبِقيرات بعد أن حصل الكرير على التأشيرة لأرض الأحلآم.
    مرّت الأيام كالخيال أحلآم ليجد الكرير نفسه في رحلة بين طيات السحاب كانت نهايتها
    في مطار (جى آف كندي). إستقبله الأصحاب وأولاد البلد، وطوالي أخدوهو على
    الشقة. بعد فترة رآحة لمدة ثلاثة أيام ما كان على الكرير إلا أن ياكل نارو ويواصل رحلة
    البحث عن العمل التي بداءها في السودان.
    الجماعة ما قصروا معاهو، شبكوهو ليك وصايا: شوف يا الكرير، البلد دى هنا ما زي
    السودان. ماتمشي تعمل فيها قلبك حار يشوتوك.
    : أسمع يا مان، الجماعة ديل هنا لو إشتغلوا معاك مفكات أعمل فيها ما سامع يا مان
    إقنور زم.
    : أعمل حسابك من الـ42 وهارلم، والبرونكس يا مان دي محلات ختره.
    أصبح الكرير متسكع بين البرادوي في منهاتن، وفلتون إستريت في بروكلن من دكان
    يماني لدكان يماني حتى تحصل على شغل مع أحد اليمانية.
    لم يكن الكرير مرتاح للشغل مع اليماني، نسبةً لأنّ اليماني بيبيع القناني. ظلّ مداوم مع
    اليماني على مضض إلى أن تحصل على شغل مع يهودي في دكان لبيع الملابس
    (ديسكاونت). أصبح الكرير مرتاح للشغل الحلال رغم إنه ساكن في برونكس والشغل
    في بروكلن وبيقضي يومو كلو من ترين لترين.

    أبو صلعة أصبح وآفد رسمي على حاج سوميت وحاجة البخيتة من قِبل الكرير. الكرير
    يشيل ويرسل، والحاجة ما مقصرة مع الحاج تشيل وترشد فيهو شى دمعة جداد، شى
    لحمة محمرة، شى قراصة بالسمنة والسُكّر، تُرمسة الشاي مطنبجة اليوم كلو وسُكريّة
    السُكّر مقوزة سُكّر، والحاج يشيل ويطعِم ويجغم،و يضرب في المِلحات والقراريص
    والزلابيا. سكريهو طاير السماء، والدغت رادمو حد الردم، والرطوبة مخلياهو يجرجر
    في كرعيهو يااااا الله. الكرير يشيل ويرسل في أب صلعة، وقدر ما يضرب تلفون
    الحاج يشتكي من الأمراض.

    مرّت السنين وبداء الكرير يفكر في الوالد والوالدة والبلد، ودرب الرجعة. لكن يرجع كيف؟
    لو رجع بدون ورق ما عندو طريقة تاني يدخل أمريكا. طيّب يعمل شنو؟
    الجماعة نصحوهو إنو يتزوج زواج بيزنيس. والفكرة وقعت للكرير تب.
    في رحلة البحث عن عروس ورق، التقى الكرير بمليسا. مليسا فتاة في مُقتبل العمر وعنفوان
    الشباب، ممشوقة القوام، على قدرٍ كافٍ من الجمال، خفيفة الظل، وتعمل في مجال التمريض.
    ده كلووووو الكرير ما عندو فيهو غرد، لكن مغرود بالحيل في الورق. إتفق الكرير مع
    مليسا على 2000 دلار.
    بدأت إجراءت المحاكم وكان لابُد أن تتخللها لقاءات بين الكرير ومليسا. دوّرت التلفونات
    بيناتهن، وهاك يا لقاءات في المقهى الفلاني، في الحديقة الفلانية، في شقة مليسا في
    منهاتن، ومدورين نقاش جاد بخصوص الورق. تكررت اللقاءات وبدأت الكُلفة تترفع
    شويّة شويّة إلى أن شعر الكرير بعواطفه تنجرف نحو مليسا. ظلَّ الكرير يقاوم عواطفه
    التي إعتبرها من عمل الشيطان، لكن يبدو أنّ شيطان العاطفة تملك مليسا من الجانب
    الآخر، ظلت هي الأُخرى تحاول طرد الهواجس من دواخلها.
    أصبحت كلما ترى الكرير تزداد ضربات قلبها فتردد بينها وبين نفسها: اووووه نو...
    اوووووه ش........ت...


    كان لابُدّ من البوح والمصارحة لتصبح أُسطورة أبو الداردوق جد جد. بدل زواج الورق
    أصبحت مليسا زوجة الكرير شرعياً، لتتحول بقدرة قادر من مراة ورق، لمراة راجل.
    كان لابُد للكرير أن يشتقّ من إسمه إسم يكون خفيف على أولاد وبنات جون نسابتو. فقام
    بتعديل إسمه إلى (كرج سوما) بدل الكرير ود سوميت.
    بعد عدة إتصالات تردد فيها الكرير بمصراحة الوالد، إتوكل وراح فاكي ليهو البص.ثارت
    ثورة حاج سوميت، والحاجة تحاول أن تهدي ثورته من خلف دموعها لكن دون جدوى.
    صلايب السكري زادت والدغت طار السما، والمُسكن الوحيد كان أب صلعة.

    بعد أن تحصل الكرير على الجنسية قرر أن يصحب زوجته لزيارة البلد والأهل. حاول
    الكرير المستحيل لإقناع والده السماح له أن يأتي برفقة زوجته لكن باءت كلّ محاولاته
    بالفشل الزريع، وإنفتحت الواسطات والأجاويد على حاج سوميت.
    حاج العوض: يا حاج سوميت إستهدى بالله. يازول البتسوي فيهو ده غلط، والزواج أصلوا
    قسمة ونصيب.
    حاج سوميت: يا حاج العوض ده كلام ده! دايرني كمان أخليهو يجيب لي الكافرة في البيت؟.
    حاج العوض: يا حاج سوميت الله يرضى عليك لاتكسر خاترو، الولد مشتهيكم وداير يجي
    يشوفكم.
    حاج سوميت: اليجى برا. الكافرة دى لاتجي معاهو.
    حاج العوض: عاد ده كلام ده يا حاج سوميت؟ كمان هو مو دايركم تشوفو مرتو.
    حاج سوميت: شافا بلا يخمها. كمان قال أسما مريسة! شفته المصيبة الوقعت فوقنا يا حاج
    العوض!؟. كافرة وأسمها مريسة ودايرني أدخلا بيتي؟ أنا عاد مانى حالف الكافرة مابتجي
    داخلة هنا.
    المهم بعد رجّة، وبعد تحنيس حتى وافق حاج سوميت أن تحضر مليسا مع الكرير.

    زفّ الكرير الخبر لمليسا التي لم تستطيع أن تتمالك نفسها من الفرحة، فهي في شوق شديد
    جداً لزيارة السودان والتعرف على أهل الكرير رغم علمها برفض حاج سوميت لها. تعلمت
    مليسا بعض المفردات العربية، وقامت بتجميع كميّة من الأدوية وموازين للسكري والدغت
    لتأخذها معها لمساعدة الناس في البلد.
    في اليوم المحدد شدّ الكرير ومليسا الرحال للسودان. كان الكرير طوال الرحلة يحاول تهيئة
    مليسا للوضع في بيتهم ، وإستقبال والده لها الذي سيكون في غاية البرود. مليسا كانت متفهمة
    الوضع تماماً ومهيئة نفسها للتعامل مع الصعاب التي ستواجهها.
    حطت الطائرة في مطار الخرطوم، وظهر الكرير ومليسا. كان إستقبال الأهل للكرير حافل جداً،
    عداء والده الذي إستقبله إستقبال عادي جداً، في نفس الوقت الذي إستقبل فيه مليسا إستقبال بارد
    جداً. سلّم عليها بطرف أصابعينو، ولم يخفي كِجنته لها.

    مرّت الأيام رتيبة، وجو البيت مكهرب في الوقت الذي تحاول فيه مليسا كسر الرتابة وإزالة
    الحواجز بينها وبين نسابتها، وحاج سوميت موجوع وجع شديد جداً وكلما سنحت له الفرصة
    مع الكرير يعاتبو: ده آخر تربيتنا ليك يالكرير! تجيب لنا كافرة في البيت؟
    الكرير: يا أبوي لكن...
    حاج سوميت مقاطعاً: لكن شنو؟ شوف، تانى وكت تدور تجينا تجى براك. الكافرة دى لاتجيبا
    لينا.
    كلما يحاول الكرير يتفاهم مع أبوه، حاج سوميت يقاطعو: أها داير تقول شنو؟ بعد جبلنا كافرة
    غزيتا في البيت!. الكافرة دى المرّة الجاية ما تجى معاك. كرهو ليك الإجازة.
    قرر الكرير السفر إلى بورتسودان لمدة إسبوعين في مهمة، بينما آثرت مليسا أن تقعد مع
    نسابتها في فترة غياب زوجها.

    حاجة البخيتة ما زالت متوصية بالحاج الذي يبدو إنه في يوم من الأيام ضرب ضرب شديد
    جداً في زلابية الحاجة وتورت فوقو السكري والدغت والنحار وجميع أنواع الأمراض. حاولت
    مليسا بحكم خبرتها في مجال التمريض المساعدة لكن حاج سوميت حلف الكافرة ما تقربو.
    بعد إشتداد المرض عليهو أقنعوهو بأن ياذن لمليسا فوافق على مضض.
    بدأت مليسا معه العلاج بروح ملآئكية ترد الروح والغمّة تزيلا، وقامت بوضع برنامج يومي
    كامل لحاج سوميت يبداء بوجبة خفيفة في الصباح البآكر تعقبها تمارين رياضة خفيفة، مع
    المداومة الكاملة على قياس الدغت والسكري. وجبة الغداء تقدم له مع مراعاة القيمة الغذائية
    بعيداً عن مهيجات الدغت والسكري وكذلك العشاء. كانت مليسا تقوم بكل هذا بروح طيّبة
    جعلت حاج سوميت يرتاح لها من جووووه قلبو، وكان يكون دوماً في حالة تشوق شديد لتمارين
    الصباح الرياضية التي كانت عبارة عن السير لمسافات تتخللها عشرة ونسة ظريفة بين الحاج
    ومليسا، يحاول فيها حاج سوميت تعلم بعض مفردات الإنجليزية من مليسا، ومليسا تشيل وتحفظ
    في كلامو وهي تمازحه وتضاحكه مرددةً بعض المفردات التي تسمعها منه بلكنة مكوجنة،
    وحاج سوميت يقول لها ضاحكاً: أمانة ماك ممسوخة.
    وهي تردد: ممخوسة هاج، ممخوسة.
    حاج سوميت كان عطشان وجاهو الري. فرهد وإنتعش وضاق طعم العافية بعد أن فارقته سنين
    عددا. أصبح اليوم كلو دارش ونسة مع مليسا، وعادت البهجة لجو البيت، كما عادت الصحة
    لحاج سوميت، وأصبح يفر سن سن بسبب وبلا سبب ضارباً بالقاعدة عرض الحائط.

    بعد أن قضى الكرير مهمته ورجع، ذهب ليجلس مع الحاج في الديوان، وكان قد لاحظ عليه
    علامات الإرتياح وسريان الصحة في جسمه.
    سأل الكرير والده مستفسراً: أها يا أبوي، إن شاء الله الكافرة دى تكون إنسترت معاك، في
    سفرتي دى؟
    ردّ عليهو حاج سوميت بسرعة وهو متعجب غاية العجب: كآفرة!!! يا ولدي على بالطلاق
    كافرة أُمّك المدموسة بهناك دى... والله قال كافرة قال!!!!!!!!!...



    ود المدير...
                  

07-07-2014, 10:22 AM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    Quote: عارف يا ود المدير كتار بفتكرو حكيك دا من عرصات الخيال ..
    ولكن هي حكاوى وأحداث وأسلوب حياة واقعية يعيشها الناس على طول ضفاف سليل الفراديس ..
    الملفت للانتباه أن هذه اللوحة بتشكيلتها وخطوطها وألوانها وااااحدة على طول شريط النيل ..
    لا تلمس تبادين أو اختلاف سوى بين أسماء الأشخاص..
    أمتعتني.


    متعك الله بالصحة والعافية يا ملك،
    ورمضان كريم.

    بالحيل يا ملك، كلآمك في محلو ياها تفاصيل حياتنا علي
    ضفاف سليل الفراديس، وأصدقك القول بعض هذه الحكاوي
    واقعية، قمت فيها بتغيير الأسماء فقط.

    مودتي...
                  

07-15-2014, 10:10 PM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    حكاية اللصة ...

    صيف 1987...

    في إجازة عيد الفطر سافرت مع مجموعة من الزملاء لمدينة حلفا الجديدة
    لحضور مرآسم زواج زميل لنا في مصلحة المخازن والمهمات، وكان أحد
    الزملاء قد وجّه لنا دعوة لزيارته في مدينة كسلا. توجهنا من حلفا الجديدة إلي
    كسلا في عِزّ الصيف عبر البُطانة حيث نزل بنا الباظ في وادٍ جاف صحراوي
    يبدو كضفتي النهر. سألت الراكب بجانبي، عن الوادي، فأجابني هذا مجرى
    نهر اللتبراوي، عندها قفذت إلي ذهني صورة المقرن. ليس مُقرن الخرتوم بل
    مقرن عطبرة حيث يعانق اللتبراوي النيل عناق حآر في الجزء الجنوبي الغربي
    من مدينتي الحبيبة اتبرا. إسترسلتُ في الذكريات مع هذا النهر المجنون والنيل
    الذي ترعرعت علي ضفتيه.
    الذي يميّذ عطبرة عن بقية مُدُن السودان الترآبط الإجتماعي، لكنها إرتبطت
    في ذِهن البعض بالكتاتيح والهبايب. أذكُر عندما تجي كتآحة مقلّعة من الجهة
    الجنوبية الشرقية حيث يقع حي الطِليّح آخر أحياء عطبرة من تلك الجهة، أهلنا
    يقولوا، الليلة اللتبراوي وقع ، يعني نهر اللتبراوي جا مندفع من أعلى مرتفعات
    الحبشة، فهو لا يأتي في صمت ولا يهدأ حتي ينتهي موسم الفيضان.
    اللتبراوي في طريقه لملآقاة النيل يجرف ايّ شئ يصادفه في مجراه من أخشاب
    وحيوانات وهوام، وزوآحف، إضافة إلي كلّ مخزونات ذلك الوادي الجاف الذي
    قطعته في الطريق إلي أرض القاش.

    عطبرة أعشقها حدّ الثمالة، تلك المدينة المترآبطة الأحياء كما الجسد الوآحد إذا
    إشتكت الحصايا تداعت لها الدآخلة وبقية أحياء عطبرة بالسهر والألم حتي
    تتعافى.
    وُلدت وترعرعت علي شاطئ النيل في قرية السيالة حيث كان إرتباطنا بالنيل
    إرتباط مباشر، فقد كان مسرح لهونا علي مدآر السنة، عندما ينحسر نتخذ رماله
    ميادين للعب كرة القدم، وعندما يهيج ويمتلئ مجراه في موسم التساب يحلو لنا
    صراع أمواجه، نتسابق نحو الأخشاب التي يقذف بها اللتبراوي في جوف النيل.

    عندما يهيج النيل في زمن التساب مدفوعاً باللتبراوي دائماً ما يصاحب هيجانه
    إشاعة بأنه قد جلب من جنوب الوادي تمساح عُشاري ليسكن شُدر السُنُط الكابي
    فوق الخبوب، أو إنه قذف بأصلة إلي البر لتختبئ في غابات السُنُط والطلح مترصدة
    بهايم الفريق.

    الظلآم دآمس وأشجار النخيل علي ضفة النيل الشرقية تبدو وكأنها عمالقة من قوم
    عاد وثمود. النيل يفوّر ويموّر ويزمجر في جوف الظلآم كأنه مارد أُسطوري حبيس
    كهف في جوف الجبال، وقد بدأت الجزيرة بالضفة الغربية سابحة في خط متعرّج
    بين أمواج النيل الهادرة وظلمة الليل البهيم كأنها سفينة عملاقة حطمتها ريحٌ عقيم.
    سرت الإشاعة كسريان الرعشة في الجسد المحموم بأنّ النيل قد قذف بأصلة إلي
    بر الأمان. أصبح الناس في حالة ترقُب وحذر، مِن الوآطة تبقى المِغيّرِب يضايروا
    الشُفّع والغنيمات، فتظل القرية تسبح في ظلآم دآمس يتسكع في فضاءها الصمت
    فلا تسمع غير بعض الأصوات المتقطعة التي تخترق جدار الصمت بين الفينة والأُخرى
    صادرة من هوام الأرض والحيوانات المتوحشة، وكـلآب الحِلّة. إنقطعت تماماً
    أصوات الأطفال وما عادوا يلعبون شدّت وشليل في زقاقات الحِلّة.
    طلقت إشاعة بأنّ اللصلة إفترست عتود ود المنصوري عندما كان يرعى أغنامه
    في غابات الطلح شرق القرية بالقرب من حرازة ناس الملك.

    مجالس القرية أصبح الحديث فيها عن اللصلة، حيث ترك الناس الحديث في السياسة
    والرياضة وأصبح همهم الأوّل والأخيّر اللصلة وكيفية القضاء عليها.
    النعمان: النصيح، آ زول علي الحرام إشتهيت نبيح منصور اللبرق.
    النصيح: بارك الله في اللصلة، خلتو من المِغيرب يلزم اهلو، أوّل من ضنب الكديس
    يتغتا يمشي يترُسا عيش ويجي ينبح في الشوارع، أنا اللبرق أنا الشافو خلو، أرقد
    يا عيش أنا جرابك. هلآ، هلآ الليلة رقد وآطا !!!.
    النعمان: قالوا النصيبة دي بلعتلها عتوداً هِيّل المناصير !!!.
    ود العوض: آ زول علي اليمين في ناس شافوها، قالوا فتحت خشُما هن قدُر، والخشُم
    شيّن وملآن لغاويس، وقالت كدي جب زلقتو في بطُنا !!!.
    النعمان: الخرآآآآآآبة، بلآ ياخُدا !!!.
    النصيح: والله حجرتنا المرقة، ترانا بقينا من الوآطة تمغرب نلزم اهلنا. يعلم الله صلآة
    العِشا دي خليناها.
    ود العوض: المخيّر الله !!!؟؟؟.

    مُنتصف النهار، النيل يفوّر ويموّر مهدداً الحِلة التحتانية. الناس والحيوانات والطيور،
    وهوآم الأرض، الكُل في ثبات عميق عدى بت الصعيد وقد بدات تتصبب عرقاً وهي
    متجهة نحو منزل الرحمة بت خير السيّد.
    بت الصعيد: سلآم هوي يا الجُوّة، الرحمة كيفِنكُن ؟؟؟
    الرحمة: حباب بت الصعيد، أدُخلي لا جُوّة.
    بت الصعيد: احييييييا من دي القلآية !!!، الحقني بمِهية مويّة.
    الرحمة: نحن عآد من يقع اللتبراوي دا بلآ يولّع فوقنا الوآطة ويلملم فوقنا اللصل،
    والتماسيح ماني خابرالو جيّهة.
    بت الصعيد: يا دِي، قالوا، بلعتلها وِليداً للمناصير!!!.
    الرحمة: هووووي يا بت الصعيد، جيهي خباراتك، الشي عتود.
    بت الصعيد: العتود بتبلعو والجنا بتبلعو، وإنت برآك اكان لمّت فيك، بعتنيبتك
    البتضفري فيها دي بتبلعك.
    الرحمة: يا يُمّا مِتنافضاها . يا بركة سيدي، تبلعك إنت يا الماعندك طعم.
    بت الصعيد: وكت ما عندي طعم بالعاني لشنو ؟؟؟ ما تبلعك إنت الطاعمة.
    كدي سوّن لي غدا، اللزم اهلي قبال تمغرب.

    الحِلة تسبح في ظلآم دآمِس، والسكون مُخيّم علي الوجود حتي يخيل إليك أنّك
    تتحسسه وتلمسه بجوارحك، والأرض تنفُث من داخلها بخار ممزوج برُطوبة
    يتخلل الملآبس مصحوباً برائحة البرسيم والخدار. مجموعة من رِجال الحِلّة
    يتسامرون فوق عتبة دُكان عثمان الترزي.
    الزين: يا جماعة اللصلة خبرا شنو ؟؟؟.
    السِميد: آ زول امسينا بالله، هسّع الشي دي طاريها مالك ؟؟؟.
    خير الله: قالوا شافوها مِنبطحة في جدول المشروع.
    الحِويج: آ زول ود الصِعيل حلف قال، شاف أترا في شارع الدومة زي لِستِك
    المجروس.
    السِميد: البلآ الياخُدا ... سجم أُم البتلم فيهو، وحات الله.
    ود العوض: هسّع البتودينا اهلنا شِنِي ؟؟؟. إن شاء الله تلِم فيك يا السِميد تنطويلك
    في رقبتك البلا رقبة السُقدة دي.
    السِميد: إن شاء الله تلِم فيك إنت يا المقبوح تعدِمك نفاخة النار. القبحة فوقك.
    في هذه اللحظة بدأ شبح إتنين من شباب القرية يلوح في الضلآم.
    الحاج: ديل مِنُنُ ديل، البتبنوا في الضُلُمة دي ؟؟؟. يا جنوّن اللصلة دي ما سمِعتوبا ؟؟؟.
    ود العوض: التاج !!! يا جنوّن ماشين وين ؟؟؟.
    إقترب التاج من ود العوض وهمس في أُذنه.
    ود العوض: والله دي عوجة كبيرة خلآس !!!.
    السِميد: في شنو ؟؟؟.
    ود العوض: قالوا اللصلة في تُكُل ناس ود الخليفة .
    السِميد: هلآ، هلآ يا ود العوض، جاتك في بطُن بيتك. إسركن تب.

    إنسرب الخبر عبر الظلآم الدامس في حيشان القرية ليطرق اسماع الكبار والصغار.
    بدأ ناس الحِلة التوجه نحو بيت ود الخليفة تحت ستار الحيطة والحذر من جميع الزُقاقات،
    وهُم مدججين بالعكاكيز والأسلحة البيضاء.
    النصيح، هامساً: حاج جبريل، سمعت الخبر ؟؟؟
    حاج جبريل: ايوا، سِمِناهو .
    النصيح: الله يستُر .
    حاج جبريل: اسلة دا أنِي نارِف نأدبوا كويس .
    النصيح: كيفِن يا حاج جبريل ؟؟؟!!!.
    حاج جبريل: ايوا،،، دا نِزام بتااُوا إندي أنا.
    النصيح: يا زوووول !!!؟؟؟.
    حاج جبريل: تشوف، انِي أخُت كُراااي دا للسلة في خشمو، ولما يبلأ نُس الكراع بسكيني
    دا بأرِف كيف نودبوا.

    وصل النصيح وحاج جبريل إلي بيت ود الخليفة الذي كان مستّف بجمع غفير من
    ناس القرية. الظلآم دآمس، واللصلة تتحرك بجسمها الكبير في داخل التُكُل، والكُل
    في إنتظار ود الزبير الذي عُرِف في الحِلة بالتصدى للمرافعين والتماسيح واللصل،
    وجميع الحيوانات المتوحشة والـكِـلآب السعرانة التي تهدد أمن الحِلة، فهو الوحيد
    الذي يملك بندقية خرطوش ويجيد النيشان.
    النصيح: يا جماعة كدي فِجوا لحاج جبرين دا اليدخل عليها.
    حاج جبرين: قلت شنو يا النسيه ؟؟؟
    النصيح: ما قلت بتوضبا !!!؟؟؟.
    حاج جبرين: يا النسيه اخوي اسلة دا بتأ بهر مُش في إختِساسي، اني نأرِف نودِب
    اسلة بتأ خلا. اي والله. أهو ود الزبير وسل، خليهو يشوف شُقلوا مأها.

    الظلآم يكاد يبتلع الحِلة، والخوف أصبح مزروع في كل مكان، والكُل صوّب بصره
    نحو ود الزبير وهو قد عمّر بندقيته وإنكبّ عليها منشناً نحو اللصلة التي كانت تبدو
    وكأنها ملتوية في خُمارة العجين. نسمة رقيقة هبت في المكان و ود الزبير قد أحكم
    تنشينه علي اللصلة وأُصبعه قد لآمس الزناد، وقلوب الجميع كادت تبلغ الحناجر
    في هذه اللحظة الحاسمة، فجأة وسط دهشة الجميع عدل ود الزبير عن تنشينه وهبّ
    واقفاً بهامته الفارهة، وتقدم نحو التُكُل. الكُل في حالة ذهول تام، والدماء كادت أن
    تتجمد في العروق عندما بدأ ود الزبير يتقدم نحو التُكُل.

    دخل ود الزبير التُكُل في هدوء تام، وأحكم قبضتة علي اللصلة وسط دهشة الجميع،
    وراح يجرها خارج التُكُل !!!.
    صاح حامد العولآق صيحة شقت حُجُب الظلآم لتتفجر في أفاق الحِلة ممزوجة
    بضحكته المألوفة: هاهاهاهاهاهاهههههههههههههه، تقروقة الصلآة.

    ود المدير...
                  

07-22-2014, 09:37 PM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    Quote: Abazer Deshab · International University of Africa
    ود المدير يا عجيب .. حضور ومتابعة


    سلآمات يا عبد العزيز.

    مشور علي المتابعة،
    وكل عام وأنت ومن تحب بألف خير...
                  

07-25-2014, 12:32 PM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

    حكاية السماك والجرّة، وحيكومة السجم...

    الليل الهادئ مرخي سُدوله علي القرية المُرتمية في احضان النيل، ونسمات الشتاء البارد تتلآعب بجدائل
    النخيل، والقمر في وسط السماء يسكب نوره علي الرمال بينما خيط سحابة ضلت طريقها من زمن الخريف
    ترسم حوله لوحة تشكيلية متعددة الزوايا. هدئة الليل يخترقها من الفينة للأُخرى صوت شبكة عبد النبي عند ما
    يلقيها في النهر، وصوت ارجله وهو يخوض في الماء البارد. بعض الأحيان يخترق صوت عبد النبي
    السكون مُردداً:
    قالوا الحجيج قطع
    قاصد نور البُقع
    قلبي زآد وجع
    وحماني القيد منع.
    آآآآآه، توعدنا يا رب العالمين. ثمّ يسحب الشبكة للبر وقد علقت بها بعض الطحالب وخشاش البحر من عيدان
    صغيرة وبعض أعشاب. ثمّ يعاود الكرّة والرماي يكنس في قاع البحر إلي أن إستعصت عليه في مرّة من المرآت.
    راح عبد النبي يحاول مجتهداً أن يسحب الرماي للبر، لكن دون جدوى.
    عبد النبي: إنا لله... كرّنت.
    لم يكن هنالك خيار امام عبد النبي غير ان يغتس داخل النهر البارد لسحب الشبكة. راح عبد النبي
    يحاول معالجة الشبكة من بين أطراف السار الحآدة وقد تخدّر جسمه من البرد حتى ما عاد يشعر بوخذه. وضع
    عبد النبي شبكته علي كتفه بعد ان سحبها للبر وقفل راجعاً إلي منزله.
    أطفاله الصغار نائمين وكل وآحد مُلتف حول نفسه كما الثعبان من شدة البرد. والدتهم الروضة ما زالت
    صاحية في إنتظار زوجها.
    عبد النبي: الوِلآد نامو؟
    الروضة: ايِّ.
    عبد النبي: ولِعي لي حطبات بدور إدفأ وأطقطق لي ودكات فوق كرعي ديل.
    الروضة: الكبريت كِملت، وباقي الحطبات الفضلن بدور اسويلكم بيهِن سخينة بصل الصباح.
    عبد النبي: إنا لله... اللهُمّ لا اعتراض في حُكمك يا رب.
    إنتكأ عبد النبي فوق حبال العنقريب وراح في ثبات عميق ولم يشعر إلا واطفاله يلعبون من شِدة التعب.
    عبد النبي: الروضة.
    الروضة: ايّ آ الزين.
    عبد النبي: حسب الرسول وينو؟؟؟
    الروضة: مرق بعد صلآة الصبح. قال رايح يخدم في حواشة حاج مسعود.
    عبد النبي: إنا لله... الجنا قبل سنتين كان مفروض يمِش المدرسة، عِلآ ضاقت علينا الحِيّلة.
    الروضة: قول الحمد لله.
    عبد النبي: الحمد لله... عِلآ الولد الدراسة بالحيل بيدورا، بس ما عندنا ليها قُدرة...



    عبد النبي: الخزين... يا اخوي البصلآت ديل ما تزيدِن.
    الخزين: حرّم يا عبد النبي انا اديتك اكتر من حقك.
    عبد النبي: عارف، الليلة في قهوة ود بلول سِمِعلك وِلآد حاج الماحي يسوو في بريدك يا البشير.
    آآآآآآآآخ يا انا. كِدي ارِملك بصلة فوق البصلآت ديل آ زوّل.
    الخزين: اها، هآك. البصل دا زآتو الحيكومة بتدور تغليهو اليومين ديل.
    عبد النبي: كتّر خيّرك. إنت يا الخزين، هِي الحيكومة دي بُكانا وين؟
    الخزين: عارف التمرات الوهبِن ليك حاج الصِديّق؟
    عبد النبي: الله يرحمو. أها مآلِن؟
    الخزين: أها وكِت تقطعوهِن، دحين مافي ناساً بيجو يشيلو منهِن الضريبة؟
    عبد النبي: ايِ. وحات خُوّتك آ الخزين وكِت يشيلوا ضريبتُن دي قدر الشِويّة البتفضِل محل نوديها ما نخبِر!!!
    الخزين: اها ديل التمر البيلموهو كلوووو بيودوهو لناس الحيكومة في الخرتوم.
    عبد النبي: إنا لله... وحيكومة السجم الفِي الخرتوم دي نفرا شنو؟؟؟
    الخزين: ديل يا عبد النبي ناس نضيفيين بياكلوا اللكِل السمِح، ويشربو الموية السااااقطة، سُمااااان وشبعانين،
    الوآحد كان وقع مِنو الجنيه ما بدنقِر يرفعوا، شِدّة ما هُن تغيانين.
    عبد النبي: إنا لله!!! دا كلللللو من تمرتي؟؟؟
    الخزين: تمرتك وتمري، وتمر الناس ديل لي حدهم. عارف يا عبد النبي كان ما ناس الحيكومة ديل،
    لووومك بي نحن ما بنعيش العِيّشة المبشتنة دي.
    عبد النبي: بلآ يا خُدُن.
    الخزين: يا زول ما تقول كدي. علي الحرآم يسمعوّك محل تغتس ما تتعرف.
    عبد النبي: إنا لله!!! اها، سكتنا...

    عبد النبي: الروضة الحقيني بي تُرمة، وهاكِ امسكي البصلآت ديل.
    الروضة: كتّر خيّرك.
    عبد النبي: عآرفة... الليلة الخزين قال لي كلآماً شيّن بالحيل.
    الروضة: في شنو؟؟؟
    عبد النبي: قال تمُرنا قاعدين يشيلوهو ناس الحيكومة، وقال كان ما هُن حالتنا ما كان بتكون كدي.
    الروضة: ناس الحيكومة ديل مِنُن كمان؟؟؟
    عبد النبي: ها زوّلة، ديل ناس قالوا مانعين بالحيل الوآحد فقهتو قدُر فقهة تور حاج مسعود،
    وكعبين. الزول كان فتح خشمو ساكت يلحقوهو أُمات طه.
    الروضة: يعني هُن المبشتِنِننا البشتنة دي؟؟؟
    عبد النبي: ايِّ، هُن.
    الروضة: يا يابا يتبشتنوا يا بركة من جعل محمد نبي.
    عبد النبي: يا مرا هوي، امسكي خشمك دا لا يسمعوكِ، كان سمعوك بيجمو رايتك.
    الروضة: اها سكتنا... الله يقدرنا علي خشُمنا...


    القمر المتخبئ خلف اشجار النخيل مُلقئ بضؤه عليها، جاعل ظلآلها منعكسة
    علي حجرة البحر، حيث بدأت كأنها ظلآل عمالقة من إرم ذآت العِماد.
    إخترق صوت عبد النبي حُجُب الصمت وهو يردد:
    شوقك شوى الضمير.. بطراك مناي أطير
    انا حِبو من صغير.. بريدك يا البشير
    مولانا يا قدير يا عالي يا كبير
    يا جابر الكسير.. دبرنا يا بصير
    بي أحسن.. التدبير
    راجيــك.. مستجير
    بي فضلك الكثير.. جود يا كريم بي خير
    انصرنا يا نصير يسر لنا العسير
    ثنيت بالبشير.. محمد النذير
    شفيع القمطرير.. يوم زنّة الهجير
    والشمس تستدير.. ويجري العرق خرير
    وتتفلت ام زفير.. جــــــانا النبي الأمير
    بي كفو حين يشير.. يخمد حمو ألسعير.

    آآآه، يا رب العالمين تعدل ختوتي وازور الحبيب.
    ظلّ عبد النبي يلقي بالرماي في النهر مستعيناً بخبرته الطويلة في مجال الصيد،
    لكن دون جدوى. في كل مرّة تنضمّ خيوط الرماي علي بعضها البعض في الماء البارد، ثمّ يسحبها
    عبد النبي للبر لينظفها من ما علق بها من خشاش البحر، ثمّ يعاود الكرّة إلي ان شعر في بعض
    المرآت بثقل في الشبكة السبب الذي جعله يحشد كلّ خبرته في مجال الصيد لسحبها للبر.
    عبد النبي: إنا لله... يا رب العالمين وبركة الصالحين ما تشرُم.
    ثمّ بمباصرة شديدة جداً سحب عبد النبي الشبكة للبر. يا لهول المفاجاءة.
    عبد النبي: إنا لله... الليلة يا عبد النبي امانة ما إتعشيت.
    بدلاً من السمكة فقد سحب عبد النبي جرّة فخارية لبر الأمان.
    عبد النبي: إنا لله... دي قطع شك يا من المهدية، يا من التركية السابقة. الليله يا عبد النبي امانة ما غِنيّت.
    اخرج عبد النبي الجرة من الشبكة وراح يتأملها.
    عبد النبي: اولاً بالتبادي، المدرسة البتلاهيبا دي يا حسب الرسول تب بوديك ليها، وإخيانك زيّن بجيِهُن واكسيهُن.
    يا الروضة بدل توب وآحد، إشتريهِن ليكي إتنين.. لي رقبتي دي بشتري عراقيين وسروالين، وعِمّة
    وجلآبية لصلآة الجمعة، وامِسكك من إيّدِك يا الروضة ونروح نزور الحبيب علية الصلآة والسلآم.
    احكم عبد النبي قبضة يده علي غطاء الجرة، ثمّ تمتم بكلمات في السر، وازاح الغطاء، فإذا بمارد ينفلت
    من الجرّة بسرعة البرق ثمّ ينتشر في أُفُق السماء.
    عبد النبي: إنا لـ..... ثمّ وقع مغشياً عليه في الحال.
    افاق عبد النبي من صعقته ليرى المارد وقد سدّ ما بين المشرقين.
    عبد النبي: إنا لله... يا رب العالمين تمرقني مِنّو.
    المارد بصوت اجش: إنت منو يا زول؟؟؟
    عبد النبي: آآآ.... انا... انا!!!
    المارد: ايوا إنت.
    عبد النبي: ااا... انا... انا عبد النبي.
    المارد: يا سلآلآلآلآلآم يا عبد النبي. 25 سنة يا عبد النبي!!! 25 سنة،
    وانا مقهور؟؟؟. إنت يا عبد النبي قدمت لي اكبر خدمة في حياتي.
    عبد النبي: انا!!!؟؟؟
    المارد: ايوا إنت يا عبد النبي، إنت دا25 سنة وانا نفسي مكتوم، ما قادر إتنفس،
    ما قادر إتحرك. يا سلآلآلآم يا عبد النبي الحُريّة طعمها جميل، والظلم طعمه مُر.
    ربنا يغتِس حجرهم زي ما غتسو حجري.
    عبد النبي، متمتماً: ديل قطع شك بيكونوا ناس حيكومة السجم القِدرو عليهو.
    المارد: قلت شنو؟؟؟
    عبد النبي: لا، لا، ما قلت حاجة.
    المارد: الله يدمرهم، ويقصّر اجلهم. انا ما عارف اشكرك كيف يا عبد النبي؟؟؟
    ما بقدر اجازيك يا عبد النبي. يا عبد النبي اطلب ايّ حاجة وانا انفذها ليك في الحال.
    ايّ حاجة يا عبد النبي. الحاجة النفسك فيها يا عبد النبي قولها، وانا خدآمك بين ايديك. إنت تأمر يا عبد النبي.
    عبد النبي: قلت لي ايّ حاجة في نفسي؟؟؟
    المارد: ايوا يا عبد النبي. اطلب وانا انفذ في الحال مهما كان الطلب.
    عبد النبي: والله يا شيخنا انا بالحيل مغروّد في زيارة الرسول عليه الصلآة والسلآم.
    دحين بدورك تسوي لي كبري بين بورسودان وجدّة، اكان أقدر اصل ازور.
    المارد: كبري بين بورسودان وجدّة، دي يا عبد النبي كتيّرة انا ما بقدر عليها.
    كدي شوفلك حاجة تكون اسهل شويّة.
    عبد النبي: سمِح، وكت ما بتقدر علي دي، طيرلنا حيكومة السجم دي أكان حِويلتنا تنعدل شويّة.
    المارد: ااااااآآآ... قلت لي شنو يا عبد النبي؟؟ بتدورلك كبري بين بورسودان وجدّة مُو كدي؟؟؟
    كبري مُش دا طلبك، دحين دا مُو طلبك القلتو ؟؟؟...
                  

07-29-2014, 11:32 PM

معاوية المدير
<aمعاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاياتي كولها ... (Re: معاوية المدير)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de