عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 07:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-30-2014, 08:31 PM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا

    في صحيفة الحياة اللندنية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 30 سبتمبر 2014
                  

09-30-2014, 08:32 PM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: فتحي الصديق)

    لم يكن «الأمنجي السابق» مخيفاً إلى هذه الدرجة، أللهم إلا من باب أن الناس لم تشهد من قبل مخلوقاً بشرياً يمكنه تغيير لون عينيه مثل حرباء، مع أنهم هم أنفسهم علموا من قبل بوجود طفل ولد لحكمة لا يعلمها سوى سبحانه وتعالى، برأسين. وحتى هذا، لم يروه وهو يسعى بينهم عياناً بياناً، أو في وضح النهار. بل تم نقله إليهم عبر تلك الحكايات المتواترة المنحدرة على مجرى الليالي المقمرة من حياة أسلافهم الموغلة في البُعد والقدم. والرواية التي وردت عن أولئك الأسلاف البعيدين تقول إن رأسه الأولى كانت للكلام مع الناس وعزف الفلوت أحياناً، بينما الرأس الأخرى ظلت مخصصة للأكل وأشياء أخرى مثل بعث القبلات خلسة للفتيات في مجتمع محافظ. ويقال كذلك إن الرأس الأولى كانت تسعفه بالاستماع، إلى ذات نفسه، في لحظات الوحدة القاتلة، حين يبدأ الناس فجأة بالنفور منه، والتعامل معه كمخلوق حيواني ضل طريقه إلى عالم الإنسان مزوداً بكل صفاتهم عدا تلك الرأس الزائدة عن الحد، وكان أكثر ما يثير في نفوسهم خليطَ تلك المشاعر المتكون من الغيظ والحيرة والغل والخوف وحتى الاشمئزاز، عندما يزورونه في أوقات السلم، ويجدونه مستلقياً على السرير برأس مستغرقة في النوم، وأخرى تتفكر في أحوال العالم بعينين جدّ حزينتين. وما أدهشهم حقاً أنه وقع في غرام فتاتين يعدهما الناس عدوتين لدودتين. وكان من المألوف في تلك الأيام رؤية الرأسين وهما تتعاركان فوق ذلك الجسد المنهك بوطيس حربهما الأهلية المستعر صباح مساء.
    وباختصار، ضجر الناس من وجود مخلوق برأسين ما ينفك يثير ذعرهم من حين إلى آخر. ولولا أنهم فكروا لحظتها في بعثه كرسول إلى الممالك المعادية وحركات التمرد في الأطراف البعيدة النائية لرجموه من دون سابق إنذار. إذ كان يسهل عودة أمثال أولئك المارقين إلى التسليم والطاعة برسالة حية مفادها أنه لدينا الكثير من صنف «أب راسين هذا». كان ذلك وحده كفيلاً ببث الرعب في أوصال أكثر الممالك بأساً. ولو أن «الأمنجي السابق» كان بعينيه الشيطانيتين من أحياء ذلك الزمن لصنع مع «أب راسين» أمجاداً في الخارج لا تنسى. ولكن القدر شاء أن يكون «الأمنجي السابق» من أحياء هذا الزمن الذي صار فيه اقتتال الأشقاء كما قال شيخ بابكر خطيب مسجد «الديك أب حبل» من «علامات قيام الساعة». وذلك على ما يبدو ما خلق حظ «شامة الجعيلة» الذي جعلها تعيش «على الرغم من قابليتها الفطرية للخوف من ظلها» في «عصر سيادة الرعب الداخلي»، على حد قول الباحثة في علم المجتمعات سماح السيد نصار في كتاب تصف فيه رحلتهما معاً هي وأمها إلى «نيالا»، على الرغم من التحذيرات السائدة وقتها من خطر ماحق ظلّ يحدق برؤوس المسافرين في أي دقيقة وثانية يدعى و «العياذ بالله» باسم «الثعالب الطائرة ليلاً». وقد عبرت سماح عن حيرتها في الكتاب نفسه حيال المزاج النزق لثعالب مغرمة إلى تلك الدرجة بالرأس البشرية. وقالت «كان الأمر أشبه بلعنة». وفي فصل مؤثر من فصول الكتاب، يدعى «ما صعب على الذاكرة أن تلتقطه»، تحكي سماح قصة «عينين مرعبتين»، ظلت ترافقها على مدى «الخمسين سنة الماضية»، ولم تنجح أبداً في التخلص من ذكراها ومحوها. حتى خلال أكثر أيام عمرها هناءة. قالت «ظل الأمر على الدوام أشبه بنقش على حجر». وقالت إن من الصعوبة بمكان عليها «الآن» وصف تأثير ما كان مجرد «عينين لطفل»، إلا أنه على كل حال «تأثير عميق استغرقني حياة كاملة»، وقالت: «أمي أنفقت شهورها الأخيرة في مستشفى للأمراض العقلية تملي عريضة إلى وزارة التربية والتعليم تفرض على التلاميذ في طابور الصباح الترنم بتعويذات الحماية ضد شر العيون وآثامها عوضاً عن الشدو بالنشيد القومي للوطن.
    كانت شامة في مسعاها ذاك من الجدية بمكان إلى الدرجة التي دفعت بالسيد الرئيس وقتها إلى الدفع برجال أمن على نحو عاجل إلى حبسها داخل إحدى غرف المستشفى جنباً إلى جنب الوجود الشاخص لخمسين زوجاً من العيون البشرية المقتلعة حديثاً». ما أفقدها «عقلها». وقالت سماح: «كانت المرحومة أمي تبعثني وقتها ككتيبة استطلاع ميداني لمراقبة أحد أطفال الجيران مستغلة قدرتي على الرؤية من بُعد بوضوح تام. كان طفلاً عادياً بعينين قاتلتين «في نظر أمي». كانت أمي عادة تضع أذنها من الداخل على باب الشارع منتظرة علامة تحذير صوتي مني تخبرها بالحالة التي عليها عينا طفل ما تنفك تتقلب في الدقيقة الواحدة بألوان الطيف كلها. كنت في نحو السابعة «تحرسني الملائكة»، كما كانت أمي تردد، وكنت غالباً ما ألعب بأعصابها، في مرات عديدة، قائلة كذباً «لقد أقبل يا أمي حاملاً عينيه في يده اليسرى». أو «اليمنى». وهكذا. وذات يوم يزيد وضوحه كلما أوغلت عنه مبتعدة السنوات وتقادم العهد، تركت أمي فجأة ما كانت تطبخ على النار، أخذت شنطة يدها، وقادتني بيدها الأخرى، ولم تقل لي إلى أين نحن ذاهبتان، وكانت رحلة شاقة وطويلة بالقطار، كنا نسمع خلالها ليلاً صرخات استغاثة يائسة ورعب، وكنت ترى نهاراً بقايا رؤوس ملثومة مبعثرة على جانبي السكة الحديد هنا وهناك، وكانت هناك في الخلاء الوسيع المترامي اللانهائي أجساد تسير متخبطة في مشيها، كما لو أنها تبحث عن رؤوسها المنتزعة من دون جدوى، وكان ثمة قس أبيض البشرة، جاء قادماً من اليونان، يجلس قبالتنا، وكان يتحدث العربية كما لو أنه أحد أبناء جلدتنا، يضم إلى صدره بقبضته المكتنزة والمشعرة صليبا مذهباً، ويبتسم كمن يصغي إلى أناس يصنعهم التعب والضجيج الرتيب لعجلات القطار. سأل أمي «أليست رحلة خطرة، يا أختاه». كانت أمي منذ أن وقعت عيناها على سحالي بعيون حزينة دامعة، ومنذ أن أخذ طفل يلتهم أمامها فراشة بعينين خضراوين، قد تأكد لها أن سترى في المستقبل الكثير من رسل الشيطان. لم تجبه. ضمتني إليها. وفكرت «كيف لرجل أبيض سوي يتحدث بلغة القرآن». ضمتني إليها أكثر. وقالت «بسم الله». لم يختف الرجل الذي أخذت ابتسامته تتسع ببطء. سألته عندئذ «وأنت ألا تعلم أنها رحلة محفوفة بمخاطر الثعالب الطائرة، يا رجل». ابتسم قائلاً: «الله يحمي مبعوثيه إلى الناس بكلمة الحق». آنئذ، رمقت أمي السماء الجرداء وراء نافذة القطار المشرعة، بنظرة حزينة، وغفلت راجعة، تخاطب القسيس الغريب «إنه يمهل ولا يهمل»، بينما تحاول مسح دموعها، وتسأل سؤال المصاب المتشكك عن خلاص «أليس كذلك؟». قالت أمي على بعد نصف نهار من الوصول إلى نيالا «يا سماح، لا شيء يخيفني في العالم بعد رؤيتي لعينيه الشيطانيتين». ولحظة أن ساد الصمت في أعقاب النشيج الطويل المبحوح لصافرة القطار المتهادي كنهر عجوز صوب مصبه، أخذت أمي تتمتم قائلة «لا أعتقد أن في نيالا ما يماثل تلك العيون في شيء»، بنبرة خفيضة بدت مثل أحلام لكسيح بالعدو مغمورة بالتشكك والأسى.
    حين توقف القطار، كنا مغمورتين كعاملتين في طاحونة بدائية بالغبار المطحون الناعم المتصاعد من أسفل القطار طيلة أيام الرحلة، وكان جسد القسيس قبلها لا يزال على المقعد المقابل يتأرجح مع الاهتزازات الأخيرة للقطار برأس منزوعة من جذورها ويد لا تزال قابضة على الصليب، وبينما تشتد قبضة أمي على معصم يدي، كمن يضغط على تعويذة الحياة ضد الفناء، رأيتها تبتسم، قائلة «لقد وصلنا الآن إلى نيالا». وكان ذلك في ظنها أكثر مناطق العالم أمناً وبعداً من العيش قرب الوجود اليومي المسموم لعينين شيطانيتين شاء القدر أن يثبتهما و «يا للمفارقة» على وجه طفل. خالي شريف، قال إن شيخ بابكر إمام مسجد «الديك أب حبل» أخبره - من يثق في روايته - أن أحدهم أخبره عن صاحب البقالة عثمان ود الشهيد عن بت بخيت التي وضعت حملها الأخير في سهولة الدفع ببصقة، أن الداية أم سدير قالت إن شامة الجعيلة «التي لم تتابع طبيخها وتركته على النار وأخذت بيد ابنتها سماح وفرت إلى نيالا من دون حتى علم زوجها الغائب، كانت هي المعنية بنكتة السيد الرئيس القائلة «لو تسيبني ما بسيبك». قال خالي شريف إنه شرق بالماء حين سمع بتلك النكتة أثناء جلوسه إلى مائدة في مطعم يدعى «الضحك الحالم في بنفسجيته القصوى».
                  

09-30-2014, 08:37 PM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: فتحي الصديق)

    هذا فصل من رواية ( جسد برأسين) للروائي الناقد الزميل عبد الحميد البرنس قامت صحيفة الحياة بنشره في عددها الصادر صباح اليوم ,



    ----------------------------------
    سعدت كثيراً بالاطلاع علي نص ابداعي سوداني في صحيفة مقروءة مثل الحياة ..وليتك تواصل يا أستاذ في النشر في الحياة وفي غيرها من الصحف العربية ..
                  

09-30-2014, 08:54 PM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: فتحي الصديق)

    Quote:
    لم يكن «الأمنجي السابق» مخيفاً إلى هذه الدرجة، أللهم إلا من باب أن الناس لم تشهد من قبل مخلوقاً بشرياً يمكنه تغيير لون عينيه مثل حرباء، مع أنهم هم أنفسهم علموا من قبل بوجود طفل ولد لحكمة لا يعلمها سوى سبحانه وتعالى، برأسين. وحتى هذا، لم يروه وهو يسعى بينهم عياناً بياناً، أو في وضح النهار. بل تم نقله إليهم عبر تلك الحكايات المتواترة المنحدرة على مجرى الليالي المقمرة من حياة أسلافهم الموغلة في البُعد والقدم. والرواية التي وردت عن أولئك الأسلاف البعيدين تقول إن رأسه الأولى كانت للكلام مع الناس وعزف الفلوت أحياناً، بينما الرأس الأخرى ظلت مخصصة للأكل وأشياء أخرى مثل بعث القبلات خلسة للفتيات في مجتمع محافظ.
                  

09-30-2014, 09:32 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: فتحي الصديق)

    عزيزنا فتحي
    سلامات
    ليك حقين تبتهج
    الأستاذ عبدالحميد البرنس / كاتب شامل و ناقد ومثقف كبير .. بس الدنيا فرندقس
    له ولك التحية والأحترام
                  

10-01-2014, 05:29 AM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: Osman Musa)

    Quote: عزيزنا فتحي
    سلامات
    ليك حقين تبتهج
    الأستاذ عبدالحميد البرنس / كاتب شامل و ناقد ومثقف كبير .. بس الدنيا فرندقس
    له ولك التحية والأحترام

    يا عثمان ..
    هذه الكتابة جديرة بأن تكون هناك , في الصفحات الثقافية للصحف العربية , وهذا الفصل من الرواية من أجمل ما قرأت خلال هذه السنة .
    شكراً ليك كتير على الحضور ,في حضرة البرنس .

    --------------------------------
    وفعلاً هي فرندقس .
                  

09-30-2014, 09:53 PM

امير الامين حسن

تاريخ التسجيل: 02-08-2013
مجموع المشاركات: 329

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: فتحي الصديق)

    Quote: الجعيلة


    هل هى الجعلية ؟
                  

09-30-2014, 10:14 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9476

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: امير الامين حسن)

    البرنس فعلا برنس...

    رجل مبدع ورقيق وحساس...
                  

10-01-2014, 05:14 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 24694

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    سلامات فتحي
    نشر للصديق العزيز البرنس اعمال ابداعية عديدة في هذه الصحيفة العريقة وغيرها من الصحف الكبيرة الاخرى , منذ تسعينات القرن الماضي
    تحية مستحقة للبرنس
                  

10-01-2014, 05:39 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 24694

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: حيدر حسن ميرغني)

    اعمال البرنس عرفت طريقها للنشر منذ بواكير سنوات دراسته بمصر في دوريات ادبية محكمة كانت تفتح للمبدعين الشباب نافذة جديدة للنشر,
    طالعت له دراسة عن شعر صلاح عبد الصبور - إن لم تخني الذاكرة - في مجلة ادب ونقد وكان في (سنة تانية جامعة) فضلا عن دراسة حول ادب نجيب محفوظ على ما اعتقد
    وفوق ده كله كان عضو نشط في جمعية - او - اتحاد الادباء الشباب بمحافظة الشرقية (مكان الدراسة)
                  

10-01-2014, 05:47 AM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: حيدر حسن ميرغني)

    Quote: نشر للصديق العزيز البرنس اعمال ابداعية عديدة في هذه الصحيفة العريقة وغيرها من الصحف الكبيرة الاخرى , منذ تسعينات القرن الماضي
    تحية مستحقة للبرنس

    أهلاً بيك حيدر ,, بركة الشفناك طيب ياخ ,
    أتابع عدد الثلاثاء من صحيفة الحياة منذ فترة ,, وجدت كتابات للأستاذ محمد جميل أحمد والأستاذ عصام أبو القاسم ,
    وفاتتني ولا شك متعة قراءة كتابات الزول الكتاب عبد الحميد .

    -------------------------------
    ما تطول الغيبة بالله .
                  

10-01-2014, 05:51 AM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    Quote: رجل مبدع ورقيق وحساس ,,,

    فعلاً يا سيف .. الرجل مبدع لاشك ,

    عاين للكتابة البتقوم النفس دي على قول عمنا الأستاذ مصطفى مدثر :
    Quote: وباختصار، ضجر الناس من وجود مخلوق برأسين ما ينفك يثير ذعرهم من حين إلى آخر. ولولا أنهم فكروا لحظتها في بعثه كرسول إلى الممالك المعادية وحركات التمرد في الأطراف البعيدة النائية لرجموه من دون سابق إنذار. إذ كان يسهل عودة أمثال أولئك المارقين إلى التسليم والطاعة برسالة حية مفادها أنه لدينا الكثير من صنف «أب راسين هذا». كان ذلك وحده كفيلاً ببث الرعب في أوصال أكثر الممالك بأساً. ولو أن «الأمنجي السابق» كان بعينيه الشيطانيتين من أحياء ذلك الزمن لصنع مع «أب راسين» أمجاداً في الخارج لا تنسى. ولكن القدر شاء أن يكون «الأمنجي السابق» من أحياء هذا الزمن الذي صار فيه اقتتال الأشقاء كما قال شيخ بابكر خطيب مسجد «الديك أب حبل» من «علامات قيام الساعة». وذلك على ما يبدو ما خلق حظ «شامة الجعيلة» الذي جعلها تعيش «على الرغم من قابليتها الفطرية للخوف من ظلها» في «عصر سيادة الرعب الداخلي»، على حد قول الباحثة في علم المجتمعات سماح السيد نصار في كتاب تصف فيه رحلتهما معاً هي وأمها إلى «نيالا»، على الرغم من التحذيرات السائدة وقتها من خطر ماحق ظلّ يحدق برؤوس المسافرين في أي دقيقة وثانية يدعى و «العياذ بالله» باسم «الثعالب الطائرة ليلاً»
                  

10-01-2014, 05:41 AM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: امير الامين حسن)

    Quote:

    هل هى الجعلية ؟

    أظن أنه خطأ مطبعي يا أمير .
    الكلمة أقرب ل ( الجعلية) منها ل ( الجعيلة)


    -------------------------------
                  

10-01-2014, 07:31 AM

محمد عبد الله حرسم
<aمحمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: فتحي الصديق)

    الصديق عبد الحميد البرنس
    ليس كاتبا وناقدا وفنانا فحسب بل هو شفاف وصادق
    وانســـــــــــــــــــــــــــــــــــان نبيل وراق



    اينما كتب واينما هكل نفع ونعتز ونفاخر بزمالته المنبرية

    شكرا فتحى للمتابعة والابتهاج
                  

10-01-2014, 09:32 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: محمد عبد الله حرسم)

    فتحي الصديق أخي:

    غفر الله لك. إذ أعطيتني بأكثر مما أستحق. ومع ذلك، أشكرك إنسانا نبيلا وفاضلا. ودمتم.
                  

10-01-2014, 10:20 AM

عبدالرحمن أحمد السعادة

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 662

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: عبد الحميد البرنس)

    تحية لصاحب البوست وللحضور وللكاتب عبدالحميد البرنس الذي نسأل الله له مستقبلا زاهرا وأدبا صيِّبا بإبداع يعلو به بين الأدباء .
                  

10-01-2014, 10:35 AM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)

    الزملاء الكرام
    الأستاذ محمد عبد الله حرسم
    الأستاذ عبد الرحمن أحمد
    لكما الشكر الجزيل على المرور والتحية ,
                  

10-01-2014, 10:39 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)

    وأبدأ بملاحظة الأستاذ الكريم أمير الأمين حسن، موضحا أنه ليس خطاء طباعيا كما تفضل أخونا فتحي، حتى أنني قمت بتعديله في مرحلة من نسبة الجعلية إلى الجعيلة، حتى أخرجه من محدودية ما هو واقعي، مكتفيا بما يمكن أن تنطوي عليه صيغته الأخيرة من طاقة إيحائية، وللاسم عموما أبعاد أخرى، ربما تكتمل بقراءة السياق الروائي ككل. ويطيب لي هنا الإشارة كذلك أن اسم الرواية ليس (جسد برأسين)، فذلك العنوان من محرر "الحياة"، وقد بعثت الفصل قبل مدة وجيزة على سبيل الاختبار، بينما أعمل على مسودة الرواية المعنية.
                  

10-01-2014, 10:44 AM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: فتحي الصديق أخي:

    غفر الله لك. إذ أعطيتني بأكثر مما أستحق. ومع ذلك، أشكرك إنسانا نبيلا وفاضلا. ودمتم.

    حبابك يا ذوق ,,
    كتاباتك تستحق الاحتفاء بها والله ..

    وخلك قريب
    وواصل معانا هنا عن تجربة النشر في الصحف والمجلات العربية ,,
                  

10-01-2014, 11:18 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: فتحي الصديق)

    عثمان موسى أخي:

    ألا نفقد الأمل حتى آخر نفس. لعل المسألة تتركز جميعا هناك. وما يبدو أحيانا من عقبات محبطة، قد يضعها الآخر على الطريق، ليست في نهاية المطاف سوى هدايا سخية لبناء الذات، فبقدر ما تعلو الحواجز بقدر ما نقفز عاليا. كن بألف خير.
                  

10-01-2014, 12:50 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: عبد الحميد البرنس)

    حياك الله أخي سيف اليزل سعد عمر . وتلك شهادة رجل مليان إنسانية ومعرفة وخبرة عملية بالناس والعالم. أدرك أن قامتي تقصر دونها. شكرا لكل ذلك الكرم.
                  

10-01-2014, 03:21 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: عبد الحميد البرنس)

    الحنين الباعث للحنين

    سُمّي حيدر حنين. لأن كلمة (حنين) كانت لازمة في مخاطبته للناس بمحبة في الزقازيق. هكذا (كما ترى، يا حنين). لكنّ حيدر حسن ميرغني كان أول مَن قدم لي درسا عمليا عن حضور الكتابة الأكثر عمقا في حياة البشر، بواسطة الشغف العميق، بل الشغف الأكثر ندرة من نوعه، بالمقال الأسبوعي للطيب صالح، في مجلة "المجلة"، وأعني المعنون ب "نحو أفق بعيد". كان من المثير للدهشة والحيرة معا، بالنسبة لنا نحن البرالمة، أن نكتشف أن كل تلك الأعداد المتراكمة من المجلة المعنية، في شقة الحنين، كان أساسا بمثابة احتفاء بآخر صفحة منها، في وقت يحتفي فيه الطلاب عادة بأشياء مثل (ساندويتش كبده). تلك القصة، وقد لا يعلم حيدر مدى تأثيرها في مجمل مساري الأدبي اللاحق، جعلتني ألتفت، ومنذ وقت حاسم في تكويني، إلى أهمية الكلمة المسقية بعرق الكاتب والمقدمة إلى قارئه ملفوفة كباقة ورد بجزء عزيز من روحه. ومن كل ذلك، تبدو لي مطالعة اسم حيدر في هذا البوست كعلامة دالة على الطريق. شكرا له.
                  

10-01-2014, 04:42 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: شكرا فتحى للمتابعة والابتهاج


    وشكرا للصديق الكاتب الموهوب والمثابر حرسم على أن الكلمات تضيع مني الآن.
                  

10-01-2014, 06:51 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: عبد الحميد البرنس)

    شكرا، أخي السارد المبدع عبدالرحمن السعادة. ولك عشرة أضعاف ما رغبت لي وأكثر. تحياتي.
                  

10-01-2014, 07:47 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: عبد الحميد البرنس)

    العزيز فتحي الصديق:

    حول تجربتي مع النشر عربيا، قد تكون مختلفة نوعا ما، مقارنة بتجارب سودانيين آخرين، ظللت أسمعهم من حين لآخر، وهم يشكون من ظلم ما يدعونه مراكز ثقافية عربية، أو ما إلى ذلك. ربما لأنني كنت من رحمة القدر بي مشمولا برعاية أناس كانوا بمنأى تام من الزيف. إبراهيم أصلان مثلا، في أول لقاء لي به منتصف تسعينيات القرن الماضي، وكان مسؤول القسم الثقافي، أخبرني أنهم في "الحياة اللندنية" تحكمهم جودة المادة، فقلت وقتها "شن وافق طبقة"، لأن الكتابة كما أراها أمر لا يحتمل الخداع. وقريبا من هذا، تجاهلت دعوة الفيتوري متوسطا لي لدى رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، سمير سرحان وقتها، لنشر كتاب لي، ومع أنه اشترط كذلك مسألة الجودة، إلا أنني أخذت في الأخير بملاحظته القائلة أن المصريين كما اللبنانيين لا يقفون عقبة قبالة الموهبة المصقولة جيدا. على أن النشر كان في بداياته مسألة بالنسبة لي شاقة وعسيرة، فطوال العام الجامعي الأول تقريبا، ظللت أتابع أعداد مجلة أدب ونقد الشهرية، حتى أتلقى منهم ردا على محاولاتي القصصية في باب بريد القراء، وهو ما لم يحدث، إلى أن غدوت ذات يوم سبق رحلتي إلى كندا في مجلس تحريرها. وكانا فريدة النقاش وحلمي سالم من أنبل من يرعى الأجيال اللاحقة لهم بمحبة، وقد منحوهم تلك الثقة وإمكانية تجاوز هفواتهم الأولى. وهنا يكتب حلمي سالم قبل أكثر من عشر سنوات في الحياة اللندنية ما نصّه


    Quote:
    احتفاء بعشرين سنة على صدور “أدب ونقد”






    عندما بدأ الاحتفال, كان المشهدُ مدهشاً. مناسبة الحفل: مرور عشرين عاماً على صدور مجلة “أدب ونقد”. المكان: حزب التجمّع الوطني التقدميّ الوحدوي. الحضور: وجوه حاشدةٌ من الشعراء والأدباء والمثقفين العرب والمصريين. كنتُ أستهلُّ اللقاء بطلب الوقوف تحيةً للروائي السعودي الكبير عبدالرحمن منيف, الذي كان رحل قبل أيام. وكنتُ أستمعُ إلى كلمات: محمد برادة وأحمد عبدالمعطي حجازي ومحمد علي طه وفتحي عبدالفتاح وأنيس البيّاع, ثم أتصفّحُ وجوهَ الأحبة من الحاضرين, شعراء ومثقفين من شتى الأجيال والأقطار العربية, بينما تتناوشني الخواطرُ المتضاربة والمشاعرُ المتلاطمة. قلت لنفسي: ما كلُّ هذا الحبّ لهذه المجلة الفقيرة الشظفة؟ ما هذه المسؤولية الثقيلة التي يضعها هذا الالتفاف الحميم في أعناق محرري المجلة؟ تجيشُ بي الخواطر, فأعيد تذكير نفسي بأن “أدب ونقد” هي المجلة الأدبية الوحيدة التي يصدرها حزبٌ سياسيٌّ مصري, من بين العشرين حزباً, بما في ذلك الحزب الوطني الحاكم! وحين كان المثقف الفلسطيني محمد علي طه يقول إنهم في فلسطين يعتبرون “أدب ونقد” جزءاً من النضال الفلسطينيّ, مرَّ أمام ناظريّ شريطٌ طويلٌ من صور أولئك الذين تحملّوا العبءَ الباهظ (بأقساط مختلفة) طوال الأعوام العشرين من المسيرة الشاقّة الجميلة: الطاهر مكي أول رئيس تحرير لها, عبد المحسن طه بدر, لطيفة الزيات, أمينة رشيد, عبدالعظيم أنيس, صلاح عيسى, محمد روميش, إبراهيم أصلان, ملك عبدالعزيز, كمال رمزي, طلعت الشايب, ماجد يوسف, ناصر عبد المنعم ( أول سكرتير تحرير للمجلة, الذي صار الآن واحداً من المخرجين الشبان اللامعين), إبراهيم داود, صلاح السروي, مجدي حسنين (سكرتير التحرير الذي أبهظه قلبه الغض فمات عن ثلاثة وثلاثين عاماً), إيمان مرسال, مصطفى عبادة. كان أحمد عبدالمعطي حجازي يقول: فلنتضامن مع “أدب ونقد”, ففكرتُ في الملفات الكثيرة الساخنة التي نشرتها “أدب ونقد”, والمناطق المحرّمة التي اقتحمتها كما لم تقتحمها مجلة رسمية أخرى, ودفاعها المستبسل عن حريّة الفكر والاعتقاد والإبداع ووقوفها الجريء في مواجهة وقائع المصادرة (باسم الدين أو باسم السلطة) التي عصفت بحياتنا الأدبية: نجيب محفوظ, فرج فودة, نصر حامد أبو زيد, محمد عبدالسلام العمري, علاء حامد, وليمة لأعشاب البحر, الروايات الثلاث, أحمد الشهاوي, سعيد العشماوي, ناجي العليّ, وغيرهم وغيرهم. وحين كنت أتصفحُ بين الحاضرين وجوهَ: قاسم حداد, عبدالناصر صالح, سيف الرحبي, أمين صالح, فاتحة مرشيد, حمده خميس, فاطمة ناعوت, زهيرة الصباغ, سهير متولي, عبد العال الباقوي, محمود الشاذلي, تركي عامر, ماجد أبو غوش, وسعيد الكفراوي, برقت في نفسي أسماء الأدباء الشباب الذين كان ميلادهم الأدبي الأول بين يدي “أدب ونقد”, أولئك الذين سميناهم مرةً “الورود التي سقيناها”: طارق إمام, سمية رمضان, مدحت منير, نورا أمين, عزة رشاد, شيرين أبو النجا, إبراهيم فرغلي, عبدالحميد البرنس, محمد بركة, الطفلة خلود, أحمد أبو خنيجر, أحمد زغلول الشيطي, محسن يونس, وغيرهم وغيرهم ممن صار معظمهم الساحق في ما بعد في مقدم الحياة الأدبية المصرية والعربية. كانت اللحظة كلها أدفأ من الدفء وأبهى من البهاء. ساعتها تذكرت كم من التهم المتنوعة واجهتها “أدب ونقد” طوال العقدين, بصبر وشجاعة وعمل: بدءاً من تهمة انحيازها الى الأدب الأيديولوجي الزاعق, وانتهاءً بتهمة انحيازها الى الأدب الشكلاني الحداثي وما بعد الحداثيّ, مروراً بتهم الشللية والمصلحية والعلاقات الشخصية, وتهمة التراثية الزائدة تارةً, وتهمة المعاصرة الزائدة تارةً أخرى. كنا نقول لأنفسنا: وهل ثمة شجرة مثمرة بغير طوب يقذفها؟ ونعمل, لكي يتكلم العمل (حتى ولو حفل ببعض الأخطاء التي تشوب كلّ عمل جاد). وحينما تكلم العمل انقشعت الاتهامات كفقاعات الصابون العابرة, وساعتها كنا نردد لأنفسنا كلمات علي قنديل التي نشرناها في أحد “الدواوين الصغيرة”: “وهناك/ يمــكن أن تقابلَ كلَّ من أحببتــهم/ أما الذيــن تودَّ قتــلهم فهم في الخلف/ لا تنظر وراءك/ ومن الأمام يجيء رهط الأنبياء/ ويقرأون قصائد في الناس ثم يهرولون/ لا تستمع/ أنصت/ ولا تغبْ/ اندهش/ واركض وقلْ “لا”/ قــاتــل الله الذين استنعموا/ ما الفرق بين شجيرة والحبِّ؟/ ماذا يفصل الأحلام عن مستفعلن؟/ أو يفصل الإيقاع عن جسد الزمان؟/ في الإمكان أبدع مما كان/ في الإمكان الأبدع/ أبدع مما كان/ في الإمكان”. وحين كانت فريدة النقاش (رئيسة التحرير التي سميتها السيدة التي حربها حربان) تقول: “أحلم بأن يصبح جمهور الثقافة الجادة في حجم جمهور كرة القدم”, كنت أسترجع علاقتي بـ”أدب ونقد”. عرفت “أدب ونقد” منذ عام 1987 . وطوال عقد ونصف العقد كنت أساهم في صنعها, وهي تساهم في صنعي, حتى غدوتُ جزءاً منها وغدت جزءاً مني. ربما مرّت لحظةٌ غضبت منها وغضبتْ مني, شأن كلِّ حبيبين, لكننا سرعان ما تواعدنا: سامحتها وسامحتني. عشرون عاماً. نعم. إنها شابةٌ يافعةٌ, تستحق العرسَ وتنتجه.
                  

10-02-2014, 08:32 PM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: عبد الحميد البرنس)

    -
                  

10-02-2014, 10:02 PM

السيد محمد علي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: فتحي الصديق)

    Quote: فبقدر ما تعلو الحواجز بقدر ما نقفز عاليا.

    تعبير جميل ينم عن قوة العزيمة و الارادة
    شكرا للاخ فتحي للاشارة لهذا الكاتب الهمام
    شكرا لكاتبنا العزيز على هذه الاضاءات الجميلة
                  

10-03-2014, 10:40 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: السيد محمد علي)

    أخي السيد: شكرا لك إذ تمنح كلماتي على تواضعها بالقراءة والتعليق معنى. وعلى ذكر العزيمة وقوة الإرادة، كأُسس وركائز أساسية في مسيرة كل كاتب جاد، لا أكثر حضورا هنا من مثال ماركيز، وقد نصحه أول ناشر توجه إليه، ببيع البطاطا، عوضا عن امتهان مهنة السرد التي أوصلته تاليا إلى جائزة نوبل في الأدب. لا بل وأكثر حضورا هنا، قول الشاعر الكبير صلاح أحمد إبراهيم: رباهُ. إن ما هو أشد من الألم، ومن التعبير عن الألم، ألا وهو التصميم على الوصول.
                  

10-16-2014, 11:30 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: عبد الحميد البرنس)

    أستميحك عذرا، أخي فتحي الصديق، إذ أقوم بإهداء هذا الفصل إلى الشاعر الكبير إسحق الحلنقي.
                  

10-18-2014, 08:38 PM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: عبد الحميد البرنس)

    الحلنقي يا برنس ظلم ظلماً بينأ هنا ..وهو أحد مبدعي بلادي .
    ----------------------------------
    يستحق الحلنقي التكريم والاحتفاء بنصوصه ,,
    ويكفي أنه كتب هذا الغناء المعبر ..

    غـايـب الـسنين الـليله
    مالو غنا العصافير غـلبو
    طراهو زولا كان ولوف
    كم رضا خاطرو وطيبو
    سمع قليبو كـلام حـنين
    هـدهد مـشاعرو ودوبـو
    الـناس سعيدم فى الـحياة
    لا ضاق فراق لا جربو
    وانا حالى فى بعد الوطن
    دفـعنى ضي العين تمن
    -----------------------------------
                  

10-19-2014, 10:51 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 24694

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: فتحي الصديق)

    http://www.sudaneseonline.com/board/233/msg/1188365629.html
    البرنس (رقم) في مراحل تطوير القصة القصيرة في السودان ..تحريض لعودته إلى مناهله
    Quote: القاهرة: حمدي عابدين

    صدر حديثا عن سلسلة آفاق عربية التي تشرف عليها هيئة قصور الثقافة بمصر كتاب «القصة القصيرة في

    السودان» ويضم مجموعة من القصص تمثل أجيال القصة السودانية منذ مرحلة البدايات وحتى مرحلة النضج،

    وتغطي القصص الخريطة السودانية من جنوبها الذي يكتب مبدعوه معظم أعمالهم في باللغة الإنجليزية إلى

    شمالها، كما يتضمن الكتاب عددا من الكتابات القصصية لأديبات من جنوب السودان وشماله. وقد قسم

    الكاتب فؤاد مرسي الذي اختار القصص وقدم لها تقديم الإبداعات القصصية السودانية إلى أربعة أقسام:

    كان الأول عن مرحلة البدايات وضم قصتين الأولى هي «موت دنيا»، وهي تأليف مشترك لمحمد أحمد محجوب

    وعبدالحليم محمد، والثانية «ايمان» لمعاوية محمد نور. وقد حدد مرسي الفترة الزمنية لهذه المرحلة

    بخمسة عشر عاما بدءا من أوائل الثلاثينات حتى منتصف الأربعينات وكان أشهر مبدعيها إلى جانب الكاتبين

    السابقين سيد الفيل وعرفات محمد وبدوي ناصر وعمر عبد الله أبو شمة، الذين غلبت على أعمالهم القصصية

    السمة الرومانسية. أما المرحلة الثانية وكانت مرحلة نضج القصة السودانية، فيرى المؤلف أنها بدأت

    منتصف الأربعينات إلى منتصف الستينات وتميزت قصص مبدعي هذه المرحلة بالتفاعل مع الحياة التي

    يعيشونها بالفعل وكانوا يستمدون شخصيات قصصهم من مآسي المهمشين والفقراء.

    وذكر الكاتب فؤاد مرسي أن أول قاصة سودانية دخلت عالم الإبداع القصصي كانت من بين مبدعي هذا الجيل

    وهي ملكة الدار محمد وقد ساهمت بدور كبير في الابداع السوداني إلى جانب مجموعة من الكاتبات

    السودانيات هن: أمنة احمد يونس وبخيتة أمين مدني وزينب عبدالسلام المحبوب وسلمى أحمد البشير. وقد

    عكست كتاباتهن ملامح المجتمع السوداني في أكثر لحظاتها اشتباكا وحيوية وتدفقا. وذكر مرسي أن أبرز

    أبناء هذا الجيل كان الطيب صالح إلى جانب علي المك وصلاح محمد ابراهيم وأبو بكر خالد والطيب زروق

    ومحمد سعيد معروف وعبدالمنعم أرباب وعبد الله على إبراهيم، ومعهم أديبان من الجنوب هما جاكوب أكول

    وفرنسيس مادينق. وقد تضمن القسم الخاص بهذه المرحلة ثماني قصص للطيب صالح «دومة ودحامد» وجاكوب

    أكول «عودة العاصفة» و«كرسي القماش» لعلي المك و«حكيم القرية» وهي القصة الوحيدة التي مثلت كاتبات

    جيل المرحلة الثانية وكانت لملكة الدار محمد، أما القصص الأخرى فكانت لأبو بكر خالد والطيب زروق

    وعثمان على نور وفرنسيس مادينق.

    أما المرحلة الثالثة التي أطلق عليها فؤاد مرسي اسم «مرحلة التحولات الحداثية»، فقد تضمنت

    قصص «ليالي» لأحمد الفضل أحمد، وحسن الجزولي «رائحة امرأة» و«حملة عبدالقيوم الانتقامية» للدكتور

    بشرى الفاضل و«المخزن» لعثمان الحوري و«سؤال» لمصطفى مبارك و«ربيكا والليل وأنا» لعيسى الحلو.

    وأشار فؤاد مرسي الى ان هذه المرحلة تبدأ منتصف الستينات حتى أوائل الثمانينات. ومن أبرز كاتبات

    وكتاب هذه المرحلة، إلى جانب الكتاب السابقين، سلمى الشيخ سلامة وسعاد عبدالتام وفاطمة السنوسي

    وزينب الكردي ومختار عجوبة. وقد تميزت قصص هذه المرحلة باستلهامها أشكالا فنية جديدة واكبت تطور

    المجتمع السوداني وعبرت عن همومه ومشاكله، لكن غلب على بعض القصص التيار الوجودي، والاتجاه النفسي

    على البعض الآخر، وهناك قصص استفادت من التراث.

    أما المرحلة الرابعة والأخيرة والتي تبدأ حسب وجهة نظر فؤاد مرسي منذ منتصف الثمانينات وحتى الآن

    فقد تضمنت عددا كبيرا من الكتاب السودانيين وهو ما عبرت عنه القصص المختارة التي وصلت إلى عشر قصص

    لكتاب شباب من بينهم عبد الحميد البرنسومها الرشيد وميل كلينسون وإبراهيم بشير وآخرون.

    9/5/2006
                  

10-19-2014, 11:02 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 24694

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: حيدر حسن ميرغني)

    رابط الموضوع المشار إليه بأعلاه
    http://cms.aawsat.com/details.asp?section=19andarticle=361214andissueno=10018#.VEOFoVc0-Lchttp://cms.aawsat.com/details.asp?section=19andarticle=361214and...o=10018#.VEOFoVc0-Lc
                  

10-21-2014, 04:20 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: حيدر حسن ميرغني)

    Quote: يستحق الحلنقي التكريم والاحتفاء بنصوصه ,,
    ويكفي أنه كتب هذا الغناء المعبر ..


    ولا أزيد. على أن جبل البالون يشمخ هازئا من قصر النخيل على قيد خطوة من (إبرة). تلقي الحياة دروسها أحيانا.
                  

10-22-2014, 09:09 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: عبد الحميد البرنس)

    شكرا, الحنين:

    Quote:
    قالت دقات قلبي المتسارعة: "أنا... قادم... من مكان بعيد" وكي أحقق المفاجئة كاملة، وضعت الكف المرتعش أمام "العين السحرية" وقلت: "أخيراً" لكن إمرأة فوق الأربعين تفتح باب الشقة المقابل، وتقول لي: "لا أحد هناك".
    هذا النص بعنوان "عودة" من كتاب "الكاتب عبد الحميد البرنس" المعنون بـ "تداعيات في بلاد بعيدة"، عبارة عن نصوص قصصية كما أشار على غلاف الكتاب.
    والكاتب عبد الحميد البرنس الذي لا نعرف عن سيرته الذاتية شيئاً سوى أنّه يقيم ويعمل في القاهرة منذ عدة سنوات، يبدو عمله الإبداعي الماثل بين أيدينا وكأنه ثمرة من طليعة ثمار الهجرة الإبداعية والثقافية والفكرية الكبرى التي مُنيت بها بلادنا في الـ 15 عاماً الماضية، وقد ظللنا نرصد بعض ما تجود به هذه الهجرة من أسماء وعناوين هي حقاً مواهب وطاقات لم تَتَفجّر إنتاجاً وفعالية إلاّ بالخارج، وفي ظل أجواء ثقافية جد مختلفة عن أجوائنا الثقافية، ولا نود هنا إطلاق قيمة مفادها أنّ كل ما رصدنا من الجودة والعمق بما يفي شرط الإحتفاء، فالمستوى الإبداعي والعمق الثقافي يتفاوت من موهبة إلى أخرى.
    إذن فهناك شئ ما يتخلّق رغم كل شئ، رغم أنّ فرص متابعة ما يتخلّق هناك ضعيفة إلى حد كبير وليس من سبيلٍ يمكِّن من ذلك والشبكة العنكبوتية الإنترنت وما تضج به من منتديات ومواقع بالكاد تمكِّن من متابعة من هو لا يزال على قيد الإبداع ممن هاجر من الأسماء المعروفة.. أمّا الأجيال الجديدة من المبدعين الذين عرفت أعمالهم وأسماؤهم طريقها للنشر لأول مرّة هناك، فمن الصعوبة التوفر على أعمالها ومن ثم متابعة إبداعهم ناهيك عن تقييمه.
    بيد أنّ نصوص عبد الحميد البرنس قد وصلتنا ويبدو أنّه يعمل بمستوى من الدقة على مشروع إبداعي في الفضاء السردي وبإمكانات تشي بمبدع كبير قادم بعمق معرفي وحِنكة حرفية.
    بعض نصوص "تداعيات في بلاد بعيدة" وجدت حظاً من النشر في دوريات مصرية مثل "أدب ونقد" "ورؤي" كما هو مثبت في الكتاب أيضاً هناك تنويه نقدي حول إحدى قصص الكتاب كتبه د. صلاح سروري ونشر في مجلة الثقافة الجديدة جاء في بعضه:-
    "(........) بدهي أنّنا لا نلمح أثراً للرواي ، كما لا نلمح أثر الشخصية محددة الملامح من حيث الشكل الخارجي والصفات الأخلاقية وعالمها النفسي، حتى الإسم غير موجود، وإنّما نتعامل مع مشهد يمثله بشر مجهولون لا يحملون أية سمات، فقط يحملون سمات الإنسان الضعيف الأسيان، في شفافية، ورغم جهلنا بخلفيات الحياة الخاصة لهذه الشخصيات، إلاّ أنّ هذا الإبهام هو الذي يتيح كل التأويلات المُمكنة، مما ينتج لنا نصاً مفتوحاً في مقابل النص المغلق".
    تبقى أن نشير إلى أنّ الكتاب صدر عام 2002م.

    الصادق الرضي

    http://http://www.newkhartoum.net[/QUOTEwww.newkhartoum.net[/QUOTE]
                      

10-26-2014, 11:05 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: حكائية عبدالحميد البرنس .. ثالوث الغربة والوحشة والحنين
    حكائية عبدالحميد البرنس .. ثالوث الغربة والوحشة والحنين


    12-09-2010 04:32 AM
    متواليات سردية تنهض جذوعها وتتمدد عذوقها من بذور التجربة والمشاهدات اليومية التي يغترفها القاص من تدفق مجرى الحياة، ليصوغها بلغة أليفة صافية تتحالف مع أسلوب هادئ مقتصد متضام، يشي بأن المشروع السردي للقاص عبد الحميد البرنس آخذ في إتمام نضجه عبر أشتغالات حكائية متنوعة وتجريب مستمر، يكدح عبره القاص بعزم ليجوهر أسلوبه وصوته الخاص.
    وهكذا فأن السرد قد يبدو في أحيان كثيرة وكأنه لا يحتاج لأية ذريعة لينطلق من أي زاوية قد يرتكنها السارد،سواء أكان ذلك شارعاً مترباً، أو مسكناً صغيراً خاوياً، أو حتى عربة مترو مزدحمة.ليقودنا القاص كل مرة إلى فضاء أنساني مفتوح،تتلاحم فيه سحنات وألسن ومصائر، يجمعها أفق سردي وسيع، لا يشيح فيه المحكي للحظة عن المشترك الأنساني. فتتوالى الحكايات التي كثيراً ما تُظهر الشغف الكبير بتوظيف التقنيات السينمائية، عبر مشاهد تصويرية قد تحتقب الراهن، أو تستدير لتسترجع لحظة مستعادة، أو لتعبر إلى القادم.مع الحرص على تثوير اللقطات بما تحويه من تقاطعات حركية ولغوية ودلالية تأثيرية،وكذلك التنويع في المنظور وزوايا الرؤية،مثل الإطلال على بؤرة المشهد من مسافات وزوايا متعددة، تطمح لكشف دواخل النص والحفاوة بتفاصيله وملامحه الخاصة.حتى أن بعض النصوص قد تبدو أحياناً مثل وثائق فلمية لذوات تعارك الحياة وهي تتأبط غربتها.
    لتتشكل النصوص وفقاً لذلك كمقامات سردية مفتوحة، أو كمنطقة حرة مبذولة للتداخلات الأجناسية، التي تظهر في شكل تبادل طاقوي محتدم بين أجناس أدبية مختلفة،تتفاعل فيه عناصر الخاطرة والأسترجاع ويتقاطع فيه الصوت السيري والسردي والأنفاس الشعرية، مما يفسح مساحات أكبر للإشتباكات الفنية الجمالية المنتجة،التي تتولد من تلك التفاعلات الأجناسية.ولنتأمل على سبيل المثال إعتمالات الذاكرة وتسرب قطرات الذاتي إلى مجرى الإبداعي في نص (شراء لعبة تدعى كيربي)، من مجموعة (ملف داخل كمبيوتر محمول). والذي يحكي فجيعة فقد صديق حميم، تقاذفته المغتربات وفلوات الشتات.حيث لا يحتاج القارئ المتابع لإنتاج القاص عبدالحميد البرنس،وخاصة كتاباته التفاعلية المتاحة عبر منبر سودانيزونلاين،لا يحتاج لكثير عناء ليلمح طيف الراحل سامي سالم وهو يتدثر بشخصية صالح الطيب في ذلك النص.في حضرة إفراغ إبداعي كثيف،يختصر تفاصيل غرس صداقة أخضر سقاه الوجع حتى الذبول..(كان جسده وهو ممدود على فراش موته يحكي ببراعة مذهلة عن كل تلك الملابسات والوقائع والأحداث التي يمكن أن ينطوي عليها التاريخ العريق للفقر والمعاناة).ولنقف قليلاً عند أنتخاب أسم صالح الطيب بدلالتة المكتنزة بالسماحة والسعة ونصاعة الطوية،حيث يظهر أنعكاس الأسماء في مرآة الوجدان لتبدو المقابلة الدلالية بين سامي: صالح، سالم: الطيب، برمزيتها المضمرة التي تجمع بين الراحلين الطيب صالح وسامي سالم في معارج باذخة يستبطنها ذهن القاص.
    ولابد لذلك أن يقودنا بدوره إلى نقطة مركزية كان القاص قد أشار اليها في حوار أجراه معه الأستاذ أحمد ضحية في العام 2004.حيث أكد البرنس على أهمية توفر قدر من الأبهام وعدم المباشرة لخلق نص مفتوح يتيح كل التأويلات الممكنة.مع حرص القاص على التنبيه مراراً إلى خطورة المطابقة بين شخصيات المؤلف والراوي، أو بطل العمل الإبداعي، كأمر فادح قد عانى منه كُتاب في قامة الطيب صالح. وينوه القاص إلى أن ذلك يُشكل بدوره آلية قمع وقتل معنوي للمبدع،خاصة في كنف مجتمع أبوي صارم.وهي رؤية تتماس كثيراً مع مناخ(شراء لعبة تدعى كيربي)، حيث تنبلج عبر السرد تفاصيل أشتغالات القاص الحثيثة، لتوظيف أفق العلاقة بين السيري والسردي والذاتي والأبداعي والأسترجاع وأعتمالات الذاكرة بتمهر مكين لرفد المحكي وتأثيث عوالمه، ليرتفع معمار السرد كما ينبغي له، كنظر متأمل سابر يقدم تأويله الخاص للعالم.
    ولنقرأ في شق آخر ملاحظة الناقد المصري يسري عبدالله حول مجموعة (ملف داخل كمبيوتر محمول)، عن ذلك الحضور البارز لثيمة الأغتراب،كمفهوم سيكلوجي ووجودي في نصوص القاص عبد الحميد البرنس، والتي (تبقى حاوية ظلالاً من غربة الروح التي تهيمن على المجموعة وتشكل مركز الثقل داخلها). حيث ينتبه الناقد إلى أن الغربة في نصوص البرنس ليست بأي حال (رومنطيقية ساذجة تحوي تلك النهنهات العاطفية القديمة،لكنه تشبث بملامح عالم قديم ،ومحاولة أستعادته عبر الذاكرة). وهو ما يعين على التأكيد بأن الأغتراب لا يحضر في نصوص البرنس داخل ذلك الأطار المنمط، كحالة من التهالك والتشكي من صهد هاجرة الغربة،ولكن الفكرة تظل تنسكب عبر النصوص كأجتياحات ذهنية وعاطفية لا تجدي مكافحتها، تمضي لتُشكّل خمائر أفكار وتأملات ورؤى.
    وهو ما يعيدنا كَرة أخرى إلى تقاطعات اليومي والعابر والعادي عبر ذاكرة سردية لاقطة، تنتخب ما تشاء من لقطات حية من دفق الحياة الرازم،حيث تتفاعل الذات مع محيطها الوجودي في مصاهر التجربة، ثم تنبري إبداعياً لتسخير ممكنات اللغوي والتخيلي، للجهر بأسئلتها الوجودية الخاصة.ويبدو ذلك جلياً في ثيمة الأغتراب التي يعلو بها القاص فوق البكائيات والأنسحاق،ليحاورها وينفتح بها على الآخر،دون أن ينكص بها إلى درك الريبة والأنكفاء والتشرنق وأنعدام الفاعلية.فالقاص يمضي ليجعل من الغربة هوية رؤوم يتسع صدرها للغرباء في كل العالم، ليتضاموا ويستقووا ببعضهم على وحشة العالم،على نمط (فالعاشقون رفاق).بل أن الغربة أخاء يمكن أن يوحد الغرباء حتى في ملامحهم وإيماءاتهم: (كنا نسير مثل غريبين حقيقيين)، (لها نظرة الغرباء الحزينة الساهمة) ، (سألته بشيء من حيلة الغرباء ومكرهم) ، (وضحكنا معاً كغريبين من بلاد بعيدة).ليستل القاص من كل ذلك أجابته الخاصة على سؤال لماذا الكتابة متماهياً في ذلك مع كونديرا و بورخيس: أكتب لمجرد أن يخف مرور الزمن،أن معنى العالم على هذا النحو أثقل من أن يحتمل.وهو ربما ما يعيننا على محاولة القبض على ملامح المشروع الإبداعي لعبد الحميد البرنس ،والتي تبدو أقرب ما تكون لسرد فينومينولوجي يعود بالأشياء إلى كنهها ،في محاولة لإدراك العلاقة بين الذات والموضوع،بتسخير طاقات الرؤية والحدس والأستبصار ،دون أقصاء للحس ومدركات الشعور.ونجد أن ذلك غالباً ما يظهر على شكل إرتدادات تأملية تتدبر الوجود بوعي متعمق،مع إعمال لنظر داخلي مستريب يتيح تفكيك المستقرات والتنميطات والقوالب والمسبقات،في محاولة مخلصة للتوفيق بين الذات والوجود دون إصدار أحكام أو تبني أفكار جاهزة.
    وهو ما قد يفسر أنسنة القاص للمكان بشكل لا يتغير إثبات كينونته الفزيقية المادية، بقدر ما يكدح لأقتناص شرطه الأنساني، وهويته البيئية ولحظته الحضارية الخاصة، بإدراك رحب، وبوعي باطني شفيف يعتق ذلك الحيز من ماديته وحياديته ،ليسخره كفضاء مفتوح على الخبرات والممكنات الأنسانية ،التي تمضي لتتدبر جوانية المكان والكائن.ويسلمنا ذلك تلقائياً إلى تلك العناية التي يتغمد بها القاص الكائنات من حوله ، ليتماس معها ويحاورها بما يحفظ لها كينونتها وكرامتها ،فالشجرة ليست خلفية محايدة لمشهد ما، بل هي ذات أليفة ودودة، يعرج تأملها بالراوي إلى منهل بديع (أي سحر أي فتنة، بل أي جمال أجدني سابحاً فيه). وكذلك هو الحال مع العربة الموصوفة بمحبة كأنثى بارعة الجمال، يكفي أن تعبر طريق ما لتأسر العيون وتدير الأعناق.حيث يمضي الراوي ليصف تفجعه من حتمية فراقه لعربته وبيعها لزبون قد لا يرى فيها أكثر من دابة معدنية ذلول: (نظرت إلى موقعها الأليف في المكان.. كان شاغراً هذه المرة،تملؤه الوحشة والسكون وشيء آخر كالفجيعة، حزين وقاتم). ولعل كل ذلك يملك أن يمنح بعض تفسير لحفاوة القاص بإستدعاء عبارة أثيرة تقول بـ (تأمل الأشياء على نحو يخرجها من عاديتها)، وهو عين ما يشير إليه الناقد محمد الربيع وهو يتحدث عن السرد الذي يملك أن يعيد الأعتبار إلى جذوة الأشياء ويستعيدها من العزلة والأهمال.ولعل جميع ما أشرنا إليه فهذه القراءة يمكن أن تعين على التعرف على ذلك النوع من الإبداع،الذي يرتطم بالتجربة الوجودية ليُصدر ذلك الدوي الرصين، الذي لا يشابه بحال تلك الطرقعة والجلبة التي تصدرها المسكوكات الزائفة.
    -إنتهى-


    لمياء شمت
    الرأي العام


    http://www.sudaneseonline.com/news-action-show-id-11147.htmhttp://www.sudaneseonline.com/news-action-show-id-11147.htm
                  

10-29-2014, 09:14 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote:

    عبدالحميد البرنس في "ملف داخل كومبيوتر محمول" . رواية الاغتراب الشامل في العصر الحديث


    للاغتراب حضوره البارز في متن المجموعة القصصية"ملف داخل كومبيوتر محمول"للكاتب السوداني عبدالحميد البرنس، الصادرة حديثاً عن دار"شرقيات"في القاهرة.
    وينشأ الاغتراب هنا بوصفه مفهوماً سيكولوجياً ووجودياً في آن، ممثلاً لما يعرف بالاغتراب الشامل، أي ذلك الذي ينفصل فيه الفرد عن البنية الاجتماعية المحيطة به. وهو ينهض في مواضع عدة على"الغربة"بوصفها مفهوماً مادياً/مكانياً، تتولد عنه تأثيرات سيكولوجية متعددة، تحاصر الذات الساردة، والشخوص المختلفين داخل المجموعة. تتشكل رواية"ملف داخل كومبيوتر محمول"من خمس عشرة قصة، مقسمة على أربعة ابواب: على درب البلاد البعيدة - من كتاب القاهرة الطيبة - أعواد بخور - خاتمة. تشكل الغربة، والنفي، بأوجاعهما القاسية، الهاجس المركزي في الأقسام الثلاثة الآتية على درب البلاد البعيدة - من كتاب القاهرة الطيبة - خاتمة، على تفاوت في ما بين هذه الأقسام في حدة التعبير الجمالي عن هذه الغربة وآلامها.
    ويبقى القسم المعنون"أعواد بخور"بوصفه تمثيلاً جمالياً لحالات إنسانية رهيفة، تضعنا أمام ست حالات، تتوزع ما بين الرغبة، والبوح، وجدل الحياة والموت: غنى - عبور- صدى - وجه - حياة - شبح. غير أنها تبقى حاوية ظلالاً من غربة الروح، تلك التي تهيمن على المجموعة، وتشكل مركز الثقل داخلها. في القصة المركزية"ملف داخل كومبيوتر محمول"، التي تحمل المجموعة اسمها، يبدو السارد هنا في قلب العالم الجديد، بمفرداته المختلفة، لتتواشج مع حالتي الغربة والنفي، مفردات لعالم معقد ومتشابك، تحكمه الأزرار، وتهيمن عليه. وذلك في مقابل نزوع مثالي، رومنطيقي الطابع لدى السارد، فيتجادل في النص عالمان، يشكلان بنيته السردية: عالم مثالي رومنطيقي، يشير إليه المقطع الغنائي الذي يردده السارد:"يا أنيس الحسن يا عالي المكانة، أهدي لي من فضلك نظرة أو برتكانة"، وعالم آخر معقد/متشابك، حداثي الطابع:"شكراً بيل غيتس، أبانا الحديث".
    ويتجادل كلا العالمين أيضاً على مستويي زمن السرد، والرؤية السردية. فثمة تداخلات زمنية داخل القصة، تترواح ما بين الاسترجاع استعادة ما كان، والعودة إلى لحظة الحكي الراهن، لتتشكل عبر هذا الجدل الخصيب ملامح النص الذي تهيمن عليه النوستالجيا من جهة، والنزوع المثالي من جهة ثانية. غير أنها ليست رومنطيقية ساذجة تحوي تلك النهنهات العاطفية القديمة، ولكنه التشبث بملامح عالم قديم، ومحاولة استعادته عبر الذاكرة، تلك التي تظل تهاجر في اتجاه معاكس لذلك النسيان. في"كائن"ينطلق الكاتب من العام والمبهم لتخليق حالة من الأسى الشفيف، بحيث يوظف صيغة التنكير في العنوان. ثم يوظف صيغة الغائب في الاستهلال السردي، لينفتح النص على تساؤل لافت مفاده: أي كائن هذا؟:"أعرفه كما أعرف تماماً صوت بطني لحظة جوع ممض. لا أدري متى وأين وكيف بدأت علاقتي به. لكن المؤكد أنه ظل يلازمني معظم مراحل حياتي المختلفة"ص 13.
    إنه كائن يصحب كل الوجوه المتعبة التي عانت الغربة، وقاست ويلاتها، إنه ظل يلازمنا، حاضر معنا وفينا. وطالما كنا غرباء، سواء أكانت الشخوص من السلفادور، أو بوليفيا، أو السودان، فهم ليسوا سوى جزء من عالم تسكنه العتمة والقساوة:"كان عادة ما يجلس حزيناً يتأملني وأتأمله في صمت. ذات مرة رأيته في القاهرة وهو يطل من عيون أطفال في أسمال بالية كانوا يحدقون من بعد في"فترينة"لعرض الحلويات في شارع مزدحم. أو هكذا خيل إليّ. المشاعر وحدها تطل من العيون. وهو شيء كائن. له ملامح ووجود يحجبه القرب الشديد غالباً. قيل إنه لا يظهر سوى لأناس يعايشون ظرفاً كالذي عايشته معظم أيام عمري. الآن، ما الذي يجعله يلوح لي بيده من وراء مدخل المطعم الزجاجي ذي الإضاءة الخافتة؟"ص 16. إنه شبح الجوع والفقر والاغتراب، يفضي إلى حالة من الإخفاق تكتنف المجموعة، وتشكل أحد ملامحها البارزة. في"خفاء"يبتدئ السارد الرئيس نصه بعبارة دالة:"أشعر كما لو أنها تريد أن تقول لي شيئاً"ص 19، يومئ فيها إلى الشخصية المركزية داخل القصة الفتاة الفيلبينية التي رآها السارد في المستشفى الكندي، ثم يحدث ارتداد زمني إلى الماضي القريب، الذي يسبق تلك اللحظة الراهنة التي بدأ عندها الحكي:"قبلها، قمت بمراجعة مكتب الأمن في المستشفى. سألتهم عما إذا كنت سأعمل الليلة كحارس موفد من الخارج في عنبر المرضى النفسانيين، أم سأذهب لمراقبة أولئك المصابين بداء الصدر؟"ص 19. إن كل شيء يحدث للسارد حارس أمن شرقي في مستشفى كندي يأتي كظل لما تم في البلاد البعيدة، حتى"الأنثى"، التي طال انتظارها تبرق قبل مجيئها بوصفها ذكرى من الوطن البعيد، فيستعيد ذكرى الفتاة التي قبلها خلسة ذات مساء، وأثارت داخله ذكريات عن الحب والرغبة وألم الفراق. ثم يبدأ حارس الأمن الشرقي في التفكير في المرأة الفيلبينية القادمة نحوه كجسد شهواني مثير، غير أن ذكرياته تغلبه في نهاية المطاف، ليتبدل حاله من الرغبة الجارفة تجاه الفتاة الفيلبينية الحزينة القادمة نحوه، إلى التعاطف الشديد معها، حيث لا شك في أن ثمة حباً عظيماً قد أفلت منها، مثلما أفلت منه من قبل.
    يوظف الكاتب تكنيك المفاجأة في قصته"هي"، لنكتشف أن المروي عنه ليس سوى السيارة التي أحبها، متعاطياً معها بحميمية شديدة، مؤنسناً الأشياء، ولو أن النص كان بحاجة إلى تعميق أشد للرؤية السردية، فالاعتماد على المفاجأة وحدها لا يفي بتحقيق الشحنة الانفعالية والفكرية. فهل كان ? مثلاً - لهذا العالم الضاغط مادياً، وروحياً على السارد أثره في بيع السيارة؟
    في"وداع في صباح باهت بعيد"يبدو كل شيء قابلاً للمحو، إلا ما يتبقى في الذاكرة من قسوة الفراق، لنصبح أمام تنويعة أخرى، ولكن أقل حدة، على اللحن السابق ذاته تيمة الاغتراب، وفي صيغ تقنية مختلفة. مثلما نجد في قصة"إني لأجد ريح نهلة"، التي تعتمد على التناص في بنائها الفني، فضلاً عن التوظيف الكلاسيكي للغة فيها، وللموروثين الشعري والديني معاً.
    في"شراء لعبة تدعى كيري"يبدو صالح الطيب، شريك السارد في المنفى والإخفاق معاً، غير أن الكاتب اختار الحكي بضمير الغائب هنا متحدثاً عن شخصيته المركزية، الإنسان النبيل، والكاتب المعذب كما يصفه النص، وكأن المأساة"مأساة الغربة"مكرورة وأبدية خلفتها الغربة، وصنعها النفي، وأوجدها البعاد. ثمة تعبيرات مستهلكة، ومكرورة، مستخدمة في المجموعة، أشير مثلاً إلى جوع ممض، كما بدت جملة"لأنه تعب المنفى"تفسيراً من الكاتب إلى قارئه، ولذا لم يكن من الأجدر استخدامها، حيث إن المعنى كان واضحاً للمتلقي من دون تدخل من الكاتب.
    بعد مجموعتين قصصيتين"تداعيات في بلاد بعيدة"، و"ملف داخل كومبيوتر محمول"يشق عبدالحميد البرنس طريقه في السرد مولعاً بتعرية الهامش في المجتمعات الغربية، مسكوناً بحس فلسفي عميق، يخرج به من حيز الرؤى الأحادية، إلى اتساع الرؤية القصصية وتنوعها.
    وتشير مجموعته الأحدث إلى الوضعية المأزومة للإنسان المعاصر في ظل عالم يحكمه التوحش الرأسمالي، ويستلب فيه الوعي تحت وطأة العالم الجديد، مما يحيل الإنسان/الفرد إلى مسخ شائه أدركه النفي، وغلبته الغربة أينما كان.


    http://daharchives.alhayat.com/issue_archive/Hayat%20INT/2010/11/28/%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%86%D8%B3-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%84%D9%81-%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84-%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A8%D9%8A%D9%88%D8%AA%D8%B1-%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D9%84-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB.htmlhttp://daharchives.alhayat.com/issue_archive/Hayat%20INT/201...%AF%D9%8A%D8%AB.html
                  

10-29-2014, 10:12 PM

عبدالله ود البوش
<aعبدالله ود البوش
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 6700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: عبد الحميد البرنس)

    سلام واحترام اخي فتحي الصديق
    والتحية عبرك للمبدع عبدالحميد البرنس
    وشكرا لك بأن اشركتنا معك هذا الامتاع
                  

10-30-2014, 09:28 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: عبدالله ود البوش)

    ردود لعناية الأستاذة منى سليم

    أشعر أن كتابتك بمثابة بحث في الهوامش والأحاسيس المتناثرة من خلال مواقف بسيطة أو تسجيل لحظة غير عادية في حياة عادية جداً، فهل تراها كذلك ؟ ؟ و هل تعتقد أن مثل هذه الكتابة تشرح العالم والانسان بصورة أفضل؟.
    يطيب لي أن أبدأ مقاربة ذلك السؤال، مؤكدا أن معايشتي لشتى أشكال الغربة والنفي خارج وطني لمدى العقدين، أو يزيد قليلا، قد وضعتني على مستويات متفاوتة من العمق داخل وضعية هامشية أوأخرى، مراقبا سير العالم من حولي عادة تحت وطأة شعور كثيف مركب من الوحدة وتفاعلات الحنين والرغبة المتزايدة في إعادة بناء ما تهدم من جسور تربطني بالعالم على نحو أكثر إنسانية. هنا بدأت أكتشف ما يمكن تسميته "ثراء الهامش وفتنة المُهمل" كمخزون لا ينفد للكتابة، فما يبدو في كثير من الأحيان بحكم العادة والمعايشة اليومية خاليا من جاذبية قد ينطوي على زخم شاعري يتيح لنا فرصة إدراك هذا العالم على نحو مختلف، بل وأكثر اتساقا مع رغباتنا الأساسية كبشر، ولعل مسودة روايتي "خفاء المرئي" تناقش هذه الجزئية على نحو مستفيض مقارنة بما يمكن تسميته بعبارة "سلطة المركز وبريقه الأخَّاذ". الكتابة بحث دائم وشاق.
    مجموعتك الثانية، "ملف داخل كومبيوتر محمول"، يغلب عليها واقع الغربة والغياب أكثر من مجموعتك الأولى، "تداعيات في بلاد بعيدة"، فكنت تستدعي في أكثر من قصة أشخاصا ذهبوا و تتخيل وجود أشخاص، فهل يحتاج الأديب دائماً لتجارب حياتية حتى يكتب؟.
    ربما لأن الأولى تمت كتابتها جوهريا في مصر، أي داخل سياق تاريخي ومجتمعي وثقافي له عوامل مشتركة عدة مع ذلك السياق الذي نشأت فيه داخل السودان، بينما المجموعة الأخرى تمت كتابتها جوهريا في كندا وذلك سياق مختلف على نحو أكاد أقول معه "تماما"، لو لا تركيزي الدائم على إقامة الجسور وتجنب بناء الحوائط بيني وبين الناس، بمعنى أنني أحاول جاهدا البحث في علاقتي مع الآخر على تفاوت درجات تحققاته عما هو مشترك وإنساني. بالنسبة للشق الأخير من سؤالك، أرى وفق تصوري أن أية كتابة قد تنطلق من تجربة ما وليس بالضرورة أن تتطابق كليا معها، فهناك الخيال الذي يعمل على توسيع أبعاد الواقع الضيقة برأيي، كما إننا قد ننطلق مثلا من عالم أحد العميان، لكننا نتجاوزه في سعينا لتكوين أولبناء ما يسمى "النموذج" لاستحضار مواقف وتصورات دلالية من خارج وضعيته المحددة تمت عبر عميان آخرين. أعتقد أن الكتابة عملية معقدة. حتى أن ماركيز يصفها بعملية صنع طاولة من الخشب تستلزم الكثير من الجهد. ليس أمامك سوى العمل الشاق.
    هل العيش في الغربة بمثابة فرصة لتكشف لنفسك عما بداخلك؟.
    نعم، فهناك واقع يكاد أن يكون بالنسبة لك، كما هو الحال في كندا، مجهولا تماما، وعليك أن تعمل على تفكيك شفراته ومغاليقه وأسراره كيما تواصل العيش داخله، وهنا تبرز أهمية القدرة على التكيف، أوالتأقلم، أوغيرها من تلك المسميات، ويزداد الأمر صعوبة هنا، إذا كان واقع الغربة قد حدث بوصفه انتقالا من سياق ثقافي ومجتمعي يتسم بقدر كبير من البساطة، إلى سياق ثقافي ومجتمعي آخر أكثر تعقيدا، لكن التكيف هنا أوهناك يعتمد على منهج الفرد أوحتى الجماعة من حيث القدرة على التفاعل الخلاق وإمكانية التبدل ايجابا وصناعة الآليات الملائمة.
    طلب مني قبل أن يغادرني لآخر مرة أن نكون على اتصال دائم في "الأيام القادمة"، هل اخترت هذا التعبير الوارد في سياق قصة "شراء لعبة تدعى كيربي" للتغلب على قسوة فكرة أن ترى شخصا عزيزا عليك وهو جسد مسجى بلا حراك تبتلعه دوامات الغيبوبة ومن بعدها الموت؟ وهل تعتقد أنك بذلك تخرج من نمط اجترار الذكريات بشكل حزين، وتقول إن التواصل موجود دائماً؟.
    قد يدخل هذا على نحو شديد الوضوح في نطاق تصوري الخاص للكتابة كموقف من العدم، فذلك النص يعطينا في بداياته حقيقة أن شخصا ما قد غادر هذا العالم من غير رجعة، تأشيرة خروج بلا عودة محتملة للحياة، وتلك حقيقة بالغة القسوة على الأقل من باب إدراك الأحياء لها، فما قد ذهب مضى مرة واحدة وإلى الأبد. وما تحاوله الكتابة هنا، كما تشيرين بذكاء، هو محاولة العودة بتلك الشخصية الراحلة في غياهب النسيان بواسطة الذاكرة، وأعتقد من كل هذا البعد من لحظة الكتابة أن الخروج مما أسميتيه "من نمط اجترار الذكريات بشكل حزين" قد تم عبر عدد من الآليات السردية المتاحة، سواء على مستوى السخرية، أوعلى مستوى تقطيع الحدث وتكنيك المونتاج، أوعلى مستوى الإيهام باستمرارية الحياة، لكن الموت الماكر يظل في الأخير ماثلا دائما هناك كحقيقة كونيّة.
    هناك من يقول إن مهمة الكتابة أن تروي تاريخ آلام البشر، باننا نكتب حتى ننكأ الجراح فنكشفها مرة أخيرة و للأبد، فهل هذا ما تفعله ام انك تفتح لأحساسيك مجال على الورق حتى تتنفس و تعيش؟.
    لعلي أتاطبق هنا بقدر أوآخر مع ما جاء في الجزء الأخير من سؤالك، وهو ما أشار إليه الكاتب الايراني صادق هدايت في روايته البومة العمياء بقوله "أنا أكتب فقط من أجل ظلي، الذي سقط على الحائط في مواجهة المصباح، ينبغي أن أقدم نفسي إليه". وهي فكرة بورخيس نفسها "أكتب كيما يخفّ مرور الزمن". ربما لهذا قمت بتصدير مجموعتي الثانية بقول ريلكه "إذا كنت تعتقد أنّك قادر على أن تعيش دون كتابة، فلا تكتب".
    هل القصة القصيرة جدا هى القادرة الآن أكثر من الرواية الطويلة على امتصاص تشابك أحداث أية قضية من خلال التركيز على لقطة هي لب هذه القضية أو منشأ الجراح كما في قصتك القصيرة جدا "وقفة" التي رصدت بها وقفة زوجين شابين وهو يعد في خفاء و حسرة ما تبقى في جيبه من نقود فتمسك هي يده برفق في وسط زحام المترو؟. كما إننا توقعنا أن تتوسع بصورة اكبر في هذا التوجه من القصص المكثفة جدا في مجموعتك الجديدة، لكن العكس هو ما حدث، فما السبب؟ا
    أحاول دائما تجنب وضع المعايير، المعايير تقتل الإبداع، فالأخير على الأقل نظريا يحمل غالبا معياره بداخله الخاصّ، يبني ذلك عبر ركام معايير سابقة داخل نفس النوع، الجدل. لا أكاد أتفق مع تلك المحاولات الرامية إلى تسييد نوع أوآخر في مرحلة أوآخرى، قد لا تتجاوز قصتي بضعة أسطر، وقد تطول لأكثر من أربعين صفحة، لكن معيار القصر أوالطول هنا يتحدد بمزاج النصّ نفسه وقابليته الذاتية. لا أقصد الكتابة لحظة الشروع فيها بصورة معينة، حين تتوقف أتوقف. أكتب النصّ، أزيد تاليا إليه وأحذف منه، قد أكرر ذلك لسنوات، لكنني أكتشف أحيانا وفي اللحظة الأخيرة أن عليَّ بالفعل أن أعود إلى النقطة الأولى، فما تم لم يكن سوى فذلكة عقيمة. كما إن عملية التكثيف هنا مسألة نسبية. تعتمد كا أشرت على ما تفرضه التجربة نفسها. والتكثيف أهميته تنبع وفق تصوري على أنه يجعل من النصّ أفقا مفتوحا للتأويل بحسب الخلفية الثقافية والمعرفية لكل قاريء.
    جاء في قصتك، "إني لأجد ريح نهلة"، أشكال من جماليات التراث والتشبيهات القرآنية ، كيف ترى ذلك؟.
    حسنا، تلك لم تكن بأية حال مجرد جماليات وزخارف ديكورية، فثمة نصوص داخل النص للمتنبي وابن زيدون وابن حزم الأندلسي وغيرها، لكنها تشكل مكوِّنا جوهريا على مستوى البناء المعرفي والنفسي لتلك الشخصية، وهي الشخصية التقليدية السائدة تاريخيا لطالب يدرس في كلية "دار العلوم"، تلك المؤسسة التي أخذ علي الجارم يمتدح فضلها قائلا "وجدت فيكِ بنت عدنان دارا.. ذكَّرتها بداوة الأعراب"، وبنت عدنان هنا المعني بها "اللغة العربية". كما أنها، أي تلك النصوص، كما أتصور، لم تكن ساكنة وسلبية داخل النصّ، بل تمّ قولبة دلالاتها الأصلية بواسطة السياق العام. إنها محاولة تثويرية للتراث نفسه من الداخل، ولا أدري هنا مقدار تحققاتها بدرجة أوأخرى.
    في كل من قصصك يأتي إحساس بالجو العام الذي كتبت به، فهناك "ملف داخل كمبيوتر محمول" التي جاءت أثناء تنقلك بين تنويعات موسيقية شرقية وغربية تفاعلت مع سماعها بالكتابة؟ اما قصة "خفاء" فجاءت وكأنك كتبتها على الموبايل اثناء عملك الليلى، فهل لك طقوس خاصة اثناء الكتابة أو أجواء معينة تستهويك؟.
    في تصوري الخاص، أرى أن مسألة "الجو العام"، مسألة لا علاقة لها هنا بطقس الكتابة، فقد أشرع في كتابة نصّ مثل "خفاء" بينما أتأمّل من بلكونة ما تلك الظاهرة الطبيعية التي يدعونها "جبل المقطم"، أي أكتب عن حدث ما وقع في مكان ما داخل مدينة كندية من موقع ما داخل القاهرة. ولعل الكتابة عن التجربة عن بعد كاف تمنحها ما أسماه ماركيز مرة "جنون الشعر وكيمياء الحنين". لكن "الجو العام" يشكل على هذا النحو بالنسبة لي كقاريء أن يضعني الكاتب منذ الوهلة الأولى داخل ما يمكن تسميته "المعايشة". كقاريء أتوقع أن أحسّ وأتذوق وأتشمم وأنصت لمستويات نبرات الصوت وأتنفس تلك التجربة المقدمة ككتابة. فإذا قمت مثلا بسلوك مباغت كشخصية داخل النص، لا يكفي فقط القول أن هذا الانفجار تم نتيجة مرور عشر سنوات على المعاناة جراء تجربة معينة، فالجملة الوصفية لا تصنع على نحو جوهري جوا عاما، ينبغي معايشة تلك السنوات العشر عبر تخليق العلاقات وثمة حيل هنا لا تحصى.
    كتبت في مجموعتك الأولى قصة "حيْرة"، وهي قصة قصيرة عن معاناة سيدة عجوز تنتظر عودة الابن من الحرب وفي المجموعة الثانية بعد ثماني سنوات جاءت سيدة اخرى من خلال قصة قصيرة جدا هى "وجه" حين توقفت هذه المرة أمام وجه شاب مار بالشارع، فهل هى نفس السيدة؟ و هل انت تستكمل احاسيسك من مجموعة الى اخرى؟.
    لا شك أن هذا السؤال قد باغتني، لكنني حين أتأمّل المسألة الآن عبر هذه المسافة، أكتشف الآن فقط أن الغياب في نصّ "حيرة" كان غيابا مسببا بالحرب، بينما يبدو لي في هذه اللحظة أن الغياب في نصّ "وجه" غيابا غير مسبب ومطلقا، وربما خاليا تماما من إمكانية العودة.
    من أجواء السودان و دفء البيت كتبت "اني لأجد ريح نهلة" "عن هذا الحب الذي وصفته أنه حدث فجأة و كأنه أوان زراعته ثم بدأ يتوغل الى أعماقه السحيقة ثم ومن اجواء الغربة جاءت أماندا التي غابت كما ينفصل عقب السيجارة عن اصبعك و كأنها قصة انتهت بالخيانة؟ فهل تعتقد أن كتابتك تدور بين الاستدعاء و المقارنة و العيش من خلال مجتمعين؟.
    أعتقد أن قصة "إني لأجد ريح نهلة" ذات أجواء صوفية وعوالمها تتسم بذلك القدر من الصفاء والشخصية المرسومة داخلها على قدر عال من النقاء أوالبراءة، إنها لا تزال رهن تكوينها المعرفي الأوليّ، لم يلوثها العالم بشروره بعد، بينما الشخصية الأخرى في "ملف داخل كومبيوتر محمول" تعكس مدى تعقيداتها وتكوينها المعرفي المفارق وتشظياتها النفسية عبر علاقتها مع تلك الفتاة الكندية "أماندا". الشخصية الأولى تغالب غربة مكانية على الأرجح، بينما الشخصية الثانية تكابد وطأة الغربتين الزمانية والمكانية معا.
    إستدعاء "الجسد" ظهر في كتابتك و كأنه يأتي من بعيد بشكل مباغت ثم يرحل سريعاً كما في قصة "عبور" فهل تقصد هذا؟ و هل لديك رؤية حول الكتابة عن "الجسد" أم هى العفوية في كتاباتك بشكل عام؟.
    ذلك سؤال جيد. ومع ذلك، لا أكتب هنا عن الجسد بقصدية. إن الموضوع يفرض نفسه غالبا. لكن الجسد لدي كما أخذت أدرك لاحقا هو في الغالب ذلك الجسد ذي الرغبات المقموعة، جسد غير متحقق، سواء بفعل الكبت أوقلة الحيلة أوالخوف من انتهاك المحظور أوغير ذلك، جسد يعتمد الخفاء كفضاء للتنفس. إنه جسد يعتصره جوع كوني إلى ملامسة الآخر على نحو باعث للأسى.
    أغلب أبطالك وحيدون يجمعهم "حب شجرة على جانب الطريق" أو "الحنين لشخص غائب" فما السبب في كل هذه الوحدة؟ وهل هى رغبة منك لإكمال التواصل بين البشر رغم طبيعة الحياة الاسمنتية السريعة؟ ما هو اكثر إحساس شكلت عليه كتابتك .. "الحنين " ، "الغربة" ، "الحيرة" ام هناك أخرى؟
    عالمي هو في جوهره "عالم المنفيين الغرباء". عالم الرغبة في الإنتماء، الحاجة الماسة لتهدئة وجع الضرورة، الحنين إلى أشياء لم يعد لها من وجود، لوعة الفقد، الشوق للتواصل بين جزر صغيرة يجمع بينها بحر عزلة مالحة مياهه. ربما لهذا يحاول أمثال هؤلاء المنفيين الغرباء التشبث بأشياء مثل شجرة تمنحهم معنى ما لحياتهم. لقد أهلكتهم الذكريات وحوَّلتهم إلى أشباح صور باهتة. وفوق هذا وذاك، أجد أنني لم أقم بإختيار ذلك العالم من كتاب الشقاء بمحض إرادتي. هذا عالم لا تنقذ منه سوى السخرية، أعتقد.
    ما هى اقرب كتاباتك إليك؟
    السطر الأخير من نصّ "صديق"، الذي ورد داخل المجموعة الأولى، ذلك القائل "كانت السماء النجميّة الداكنة بعيدة ونائية تماما". إنها الوحدة الكبرى!.
                  

10-31-2014, 09:19 AM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: عبد الحميد البرنس)

    شكراً ليك يا حيدر ,,
    وشكراً لود البوش .
    و لعبد الحميد التحيات النديات .
                  

10-31-2014, 09:44 AM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: فتحي الصديق)

    ..
    Quote: قد يدخل هذا على نحو شديد الوضوح في نطاق تصوري الخاص للكتابة كموقف من العدم، فذلك النص يعطينا في بداياته حقيقة أن شخصا ما قد غادر هذا العالم من غير رجعة، تأشيرة خروج بلا عودة محتملة للحياة، وتلك حقيقة بالغة القسوة على الأقل من باب إدراك الأحياء لها، فما قد ذهب مضى مرة واحدة وإلى الأبد. وما تحاوله الكتابة هنا، كما تشيرين بذكاء، هو محاولة العودة بتلك الشخصية الراحلة في غياهب النسيان بواسطة الذاكرة، وأعتقد من كل هذا البعد من لحظة الكتابة أن الخروج مما أسميتيه "من نمط اجترار الذكريات بشكل حزين" قد تم عبر عدد من الآليات السردية المتاحة، سواء على مستوى السخرية، أوعلى مستوى تقطيع الحدث وتكنيك المونتاج، أوعلى مستوى الإيهام باستمرارية الحياة، لكن الموت الماكر يظل في الأخير ماثلا دائما هناك كحقيقة كونيّة

    وأنا أقرأ هذه الجزئية من حوارك الصحفي يا عبد الحميد خطرت ببالي هذه الكتابة عن الحياة بعد الموت ..
    سطور من رواية الأستاذ المسرحي الراحل عمر الحميدي ( جزيرة العوض )





    Quote:

    ولأن حياتي كانت طاهرة ــ سوى ذلك الإثم الذي اقترفته مع سعاد في تلك

    اللحظات التي صرت فيها إبليساً، ولأنني استغفرت الله وتبت، والله يقبل التوبة

    وهو الغفور الرحيم، ولأنني أؤمن بالله ورسوله الكريم، وبما أنزل إليه من القرآن،

    وبكل ما يحويه هذا القرآن من أوامر ونواه، فإنني أعتبر نفسي من أهل الجنة
    وعلم ذلك عند الله وحده.

    بعد أن وريت الثرى، وابتعد الناس عني، رأيت جمعاً من الملائكة، وهم

    جمع من الخلق لا يشبهون الخلق في شيء، يقتربون مني، ويهيئون لي

    مكاناً فسيحاً ومريحاً أستجمّ فيه من عناء الحياة، لأنني بعد قليل سوف

    أكون في الحضرة الإلهية، وهذه الحضرة لن أتحدث عنها، لأنها تحتاج الى

    لون من الكتابة يتشكل بزمن لا كالزمان، وبكلمات غير منطوقة أو مكتوبة،

    إنني لا أملك إلا أن أستودعكم الوداع الأخير من مرقدي هناك، لحين أن نلتقي

    أنا وأنتم، وعندها سوف تعجبون كيف إننا كنا مجرد أطياف وأشباح هائمة

    في دنيا الغرور، وإنما هنا كانت الحياة الحقة، وأنا أعرف أن أكثركم لن

    يقنعه هذا اللقاء، ولكن سواء اقتنعتم أم لم تقتنعوا، فسوف نلتقي

    جميعاً، ونتساوى جميعاً، لا يفرق بيننا سوى صالح الأعمال.


    وداعاً... وإلى اللقاء هناك.
                  

10-31-2014, 11:42 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: فتحي الصديق)

    حيّاك الله أخي ود البوش وشكرا لبهاء هذا الحضور.

    العزيز فتحي الصديق:

    دعني أجدد من باب عود إلى بدء شكري. وأضيف شكرا آخر لإضاءة عتمة جهلي بكاتب مثل عمر الحميدي، وقد بدا لي من تلك الأسطر فقط كاتبا يستحق عضّ أصابع الندم للجهل به، فله خيال خصب وأسلوب بديع جذاب ورؤية إنسانية متسامحة ومتجاوزة، وأكثر ذلك الإحساس المرهف بشبحية الحياة وإدراكها أحيانا كطيف، وهو ما جعلني أبحث عنه للمزيد من دون تردد. على أن جدل الحياة والموت له زوايا وطرق لا تحصى. ولا أكتمك سرا إن قلت لك أنني أكتب مترنحا من تأثير ما فرغت من قراءته الآن. يا إلهي، أعني كتاب "السجينة" للمغربية مليكة أوفقير، ووالدها الجنرال محمد أوفقير، الذي تمّ نحره بعد محاولة اغتيال الحسن الثاني عام 1973، وهو الرجل الذي كان الأقوى حتى حسب بعض الدوائر من الملك نفسه، والأخير سجن عائلة أوفقير عشرين سنة، وقد شمل هذا القرار زوجة أوفقير وطفله البالغ من العمر العامين ونصف العام، في ظروف لا إنسانية بالمرة. أعذرني على الاسترسال، لكن ما أراد الكتاب توصيله يتمثل في أن الحياة منحة ربانية وأنه لا يوجد أحد في العالم بقادر على أن ينتزع منّا تلك المنحة سوى الله، بغض النظر إذا كنّا مجردين من سلاح في مواجهة دولة مدججة أو سلطة شمولية كاسحة. ثمة بشر تتلبسهم روح الآلهة لرؤية الضوء ثانية.

    الكتاب هنا:

    http://www.4shared.com/web/preview/pdf/v3CIBvJvhttp://www.4shared.com/web/preview/pdf/v3CIBvJv
                  

11-07-2014, 12:38 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: عبد الحميد البرنس)

    آخر الكلام: خاتمة:


                  

12-05-2014, 12:13 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الحميد البرنس ... شفتك وابتهجتا (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote:
    قصة المنفيان



    عبدالحميد البرنس




    تجمد فور أن رآني أستوقفه ماداً إليه يدي. أخيراً، قال «ألا تزال، تبتسم، يا يوسف؟». عانقني خطفاً. ابتعد. قال «زمن». وهوى بنظرته إلى حافة الرصيف. بدأت أتأمّله. وجدتني لدهشتي لا أحمل شيئاً في داخلي تجاه ما بدر منه في تلك الأيام. رفع رأسه. كانت تمر فتاة. تابعها. عاد يتأمّلني. قلت «كانت رحلتي شاقة». قال «متى حضرت؟». قلت «قبل أيام». كان مضى على وصولي أشهر. أخذنا نتمشّى، ببطء، ولا هدف، بينما لا أنفك أختـلس النظر إليه، من لحظة إلى أخرى، في خضم الضجيج المتصاعد لميدان الفلكي. لمحته في الأثناء يبتسم بمرارة أكثر من مرة. فجأة، قال «ظروفي صعبة». أعقب ضاحكاً «بدأتُ أرتاد موائد الرحمن في رمضان، تصور؟».
    قلت «القاهرة مدينة كبيرة». قال «نعم». ثمة شيء آخر حزين في صوته. كنا نقترب في توافق لا إرادي من مقهى الحريّة. جلسنا هناك على مائدة إلى الداخل. قلت «القاهرة زادت زحاماً». لم يعلق. طلبت من الجرسون زجاجتي ستيلا. شاهدت وجهاً قديماً يجلس على الجانب الآخر من المقهى الكبير. قال «إنه عاطف». وأردف «دعه». قلت «يبدو حزيناً». تجاهل ملاحظتي. عطس. قال «الحمدلله». تابعت احتساء الزجاجة. ضغط بأصابع يديه على حافة المنضدة. بدتْ أظافره مقلّمة. سألني بحياء، بدا غريباً نوعا ماً، شيئاً من المال. قال «ربما مئة». أخرجت المحفظة. أكاد ألمس فضوله. خطر لي أنني لا أكاد ألاحق اندفاعاته منذ أن التقيته. أعطيته ألفاً. لاحتْ على عينيه غلالة دمع. أشحتُ. غمغم. عدت بنظرتي إليه. قال «لعلك تذكر تلك الأيام؟».
    لم ينتظر إجابتي. غرق بالضحك فجأة. وجدتني أضحك معه. أخذ يتشمم الورقات العشر. وضعها داخل محفظة مهترئة. بصوت رُدت إليه أسباب الحياة قليلاً، سألني «كيف سارت بك الحياة في كندا». أردت قول شيء. قاطعني «لم يعد من الرفاق هنا الكثير». أقبل الجرسون وليم. فكرت عند أول الجلسة أن وليم غدا قليل الابتسام. وإن ظلّ محتفظاً إلى حد بعيد بهيئته القديمة. وضع وليم على المنضدة زجاجتين خضراوين أخريين. انصرف صوب زبون كان يجلس وحيداً على مائدة قريبة. لاحظت أن وليم لم يتعرّف عليَّ بعد. قال كمن أدرك مـا كنـت أفـكر فيه «هذا وليم، يا يوسف». قلت «وجوه المقهى نفسها». أومأ برأسه. وهو يمسك ببقايا الزجاجة الأولى. نظرت إلى الكاشير الغارق قبالة مدخل المقهى داخل ما بدا إطراقاً أليفاً. وقد بدا شعره القليل على أطراف رأسه أبيض. قال بعد دقائق أخرى من الصمت «الحياة غريبة». وشرع يعبّ الشراب. كنت أفتقد إلى ضجيج المقهى. كانت الأرضية الأسمنتية ذات الطلاء القاتم مهملة. المراوح لا تزال تئن في الأعلى. حلّ شاب نحيل في مكان ماسح الأحذية العجوز عند جانب المدخل. جاء وليم أكثر من مرة وذهب. عاد هو من الحمّام للمرة الثالثة. ذهبت إلى هناك مرة. كانت الزجاجات تتراكم. قال ناظراً إلى المائدة «هل لديكم مثل هذه الزجاجات في كندا؟».
    ابتسمت. ولم أعلم ما وراء سؤاله على وجه الدقة. ضحك بصوت عال. وجدتني أقول «الزجاج هناك قبائل وأفخاذ وبطون». قال بشيء من الحسرة «لا بد أنها بلاد جميلة». تلوت شيئاً من شعر درويش «طعم العسل في بلاد الآخرين مر». قال «كيف حال الرفاق هناك؟». قلت «نادراً ما أسمع منهم». قال «لم نعد نسمع منهم هنا الكثير». وقال «لا بد أنهم غارقون في الملذات هناك». قلت «للناس أعذار». قال إنه غير مقتنع أن ما عايشه معهم «هنا في القاهرة» أمر لا يستحق عناء السؤال عنه كل هذا الوقت. قال «كنّا رفاقاً». أضاف «تقريباً». ثم نظر إليَّ بعينين بدتا مفرّغتين من كل شيء. سألته إن كان يرغب في العودة إلى الوطن. هزّ رأسه بالنفيّ. لم أشأ أن أسأله «لماذا». قال بعد دقائق أخرى من الصمت «لا يوجد ما يستحق الذهاب. أمي وماتت». بدأت الظلمة تهبط تدريجياً على ميدان الفلكيّ في الخارج. أقبل الجرسون وليم. قال يخاطبه بأريحيّة أدهشتني «لعلك تذكر هذا الأستاذ، يا وليم». وقال يوضح لوليم الغارق في فنجان التذكر «هذا يوسف، يا وليم». أخيراً، بدا كما لو أن وليم لم يسمعه حين قال إنه «للأسف» على وشك الانتهاء من الوردية ويريد أن «يحاسب».
    أخرجت محفظتي. لاحت صورة زوجتي والولدين. ترددت أن أريهم له. شكرني وليم قائلاً بنبرة بدت حميمة «لا تغب عن المقهى هكذا، يا أستاذ يوسف». جاء جرسون آخر. لم أره من قبل. سألته إن كان يرغب في المزيد. قال «نعم». سألت الجرسون، قائلاً «زجاجة واحدة فقط، من فضلك». قال فور انصراف الجرسون الجديد إنه توقف عن الشراب لكنه يعود «اليوم». أقبل الجرسون مراراً وذهب. كنت أقول للجرسون في كل مرة «زجاجة واحدة فقط». بدأ نطقه يثقل. قال «أيام، يا رفيق يوسف». وذهب إلى الحمّام. لم أعد أحسب عدد مرات ذهابه إلى هناك. نظرت إلى الكرسي الذي يشغله بحياد. عاد من الحمّام بشيء من دندنة تلك الأيام. كنت لا أزال أتحدث إلى ماسح الأحذية. قال مقاطعاً إنه يريد «التلميع». نظرت إلى حذائه. كما لو أنه قطع ألف ميل على أرض غبراء. غرق كلانا مجدداً في الصمت. عاد الماسح بالحذاءين. قلت «لا بد لي أن أذهب».
    انحنى يضع قدميه داخل الحذاء. حاسبت الجرسون. نهضنا مغادرين. سألته عن عنوانه بينما يترنح خارج المقهى. قال إنه يفضّل أخذ أجرة التاكسي والسير على قدميه. لم أعلق. أوقفت عربة أجرة. نقدت السائق مقدماً أجره. قال يخاطب السائق «انتظر». أخرج رأسه من النافذة، والعربة بدأت بالفعل في التحرك، وقال «أنا آسف».


    http://alhayat.com/Articles/6004434/قصة-المنفيانhttp://alhayat.com/Articles/6004434/قصة-المنفيانhttp://alhayat.com/Articles/6004434/قصة-المنفيانhttp://alhay...6004434/قصة-المنفيان

    (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 12-06-2014, 10:46 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de