صندوق الزوادة .. حكايات السواقين.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 10:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-23-2014, 05:08 AM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صندوق الزوادة .. حكايات السواقين.

    كنت أنتظر مثلهما مع مجموعة من المرضى في عيادةِ طبيب شهير في وسط البلد، وعلى الرغم من الكدر الذي تصنعه أماكن كالمستشفيات بلونها البغيض، ورائحتها التي تشي بالعِلَل، إلا أنني أحببت حديثهما وراقا لي.
    لم أحفل بدهشةِ المرضى المصريين الذين كانوا يحاولون أن يفهموا ما يدور بين الرجلين، ولعلهم قد توصلوا لحقيقةٍ واحدة، إذ لم يكن هنالك تفسيراً واحداً أن الرجلين لا يتحدثا سوى الهيروغليفية أو إحدى رصيفاتها المنقرضات.
    وكنت الشخص السعيد بينهم. تبادلا حديثهما بصوتٍ عالٍ وبلكنةٍ خشنةٍ أُميّزها، وكأن صوتيهما وفدا إلينا من حجرِ طحين. قال أوفرهما عًمراً واضعاً ساقٍ على ساق:
    "الطاهر ود اللحو سلّمنا الحمْرة في خمسطاشر صباح بي النيسانة {شاحنة نيسان} اللِّيلْة طه أبْ رِسْوة".
    قفزت دهشة إلى وجه الرجل الآخر الذي كان يهرش في ظهره بملف التشخيص الذي صار إلى لفافةٍ سميكةٍ، وقال معترضاً:
    "باقِي لِي يا الحسين أخوي، ود اللحو كان سايق لُو تيمِس قدُوم قِصيِّر! {شاحنة من ماركة التيمِس جدعاء الأنف إن صح الوصف}.
    "إت آ زول أظنك ماك نصيح!" جحظت عيناه برهةً عندما سدّت سيدة مصرية "ماكْنة" مدخل باب العيادة الفسيح وهي تلهث، فأشفقت عليها، إذ لا ريب أنها صعدت الأربع أدوار بقدميها،
    لأنهم كتبوا على باب المصعد بخطٍ رديء {حمولة المصعد ثلاث أشخاص فقط}. قاسمها الحسين باقي لهاثها قبل أن يضيف مقسماً:
    "علي كمان الله ود اللحو أقلّتُوها حديدة ساقَا كانت السفنجة {شاحنة بيد فورد} اللِّيلْة خِدِر قِرْد الطّلِح، إنت الله ما ليك؟ تقول لي قدّوم قِصيَّر والضو حجوج؟"
    {ربما كان يطلق على نفس شاحنة التيمِس اسم المرحوم الضو حجوج صاحب المدرسة المشهورة في أم درمان، ورئيس سابق لنادي المريخ}.
                  

11-23-2014, 05:09 AM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صندوق الزوادة .. حكايات السواقين. (Re: حبيب نورة)

    كان الحديث في المجمل يتناول حياة السائقين، مغامراتهم، ومخاطر الطرق، أنواع الشاحانات في ذلك العهد، وكانت حكاوى غاية في اللطف عن المقاهي وأماكن التزود بالماء والطعام،
    وتلك كانت حكايات أخرى بديعة وجميلة، وانصرفت لهما تماماً، ونسيت أين أكون، إذ لم أشعر بنفسي وأنا أستلّ سجارةً وأشعلتها، فصاحت المساعدة التي كانت تقوم بتدوين مواعيد الكشف ساخطة:
    يا باشمهندس السقاير ممنوع"!. وبالفعل كانت حصيلتي من صندوق الزوادة، بديعة وممتعة، وخرجت منها بالحكاية التالية، وبالفعل أصبحت جزء من روايةٍ أعمل عليها منذ ثلاث سنوات.

    إليكم الحكايات.
                  

11-23-2014, 05:12 AM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صندوق الزوادة .. حكايات السواقين. (Re: حبيب نورة)

    بعد أن تقلبت شاحنته ثلاثة مرات على الأقل في ذلك الطريق الوعر، استغرق ود اللحو وقتاً كبيراً ليتعافَ من الإصابة الخطرة التي حدثت لظهره. لو لم يكن شاباً فتياً وقتها، لما استطاع القيام مرة أخرى من رقدته تلك، مكث في بيته عدة أشهر كانت ثقيلة على قلبه، لأنها ابعدته عن مهنته الوحيدة التي كان يجيدها، فقد كان ود اللحو سائقاً ماهراً، في زمنٍ كان فيه السفر من مدينةٍ لأخرى، يعتبر ضرباً من ضروبِ الإنتحار والمجازفة. كانوا يقضون ما يقارب الأربعين يوماً في رحلة واحدة، قد تطول أحياناً تبعاً لأوضاع الطرق وأحوال الطقس. كانوا يمخرون في تلك الرحلة الشاقة عباب رمال الصحراء، في نهاراتٍ لا تعرف شموسها النوم، ويشقّون أكباد الليالي، وهم يرهنون عيونهم لنجيمات قد تضلّ طريقها هي الأخرى، فيكابدون الأمرين في سبيل الوصول إلى مبتغاهم . أصبحت آلام ظهر ود اللحو شيئاً لا يطاق، بعد برء جرحه البليغ، ولكنه لم يكن يمتلك خياراً آخراً، فانتوى معاودة العمل، وسط مخاوفه من تجدّد الإصابة . كانت تنتظره ثمة أقدار لا يدري كنهها، ولكنه أصر على استئناف عمله مهما يكن.
    فعندما تشاهده في تلك الأيام الخوالي وهو قابضاً على عجلة القيادة بإحكام، والعربة المثقلة بالبشر والبضائع تترنّح في الطرقات كمن أفرط في الشراب، ستعرف كم كان مولعاً بالسفر،
    يغني كحداء الظاعنين الأوائل في حله وترحاله . فلم تكن مكابدة أهوال الأسفار في تلك الأيام، سوى متعةً يصعب الإحساس بحلاوتها على غيره، في الواقع لم تكن السيارات متوفرةً أصلاً.
    أحياناً تمحو رمال الصحراء معالم الطرق التي كان يسلكها ويحتار دليله، وأحيانا تغرورق عيون السماء، وتسحّ المطر هميلاً من علياءها، فتنهل منها الطرق والوديان حتي ترتوي وتسيل،
    فيمكثون أياماً وأسابيعاً حتي تجف الوديان، ومن ثم يواصلون المسير في صعوبةٍ بالغة، وأحياناً يعترضون طريقهم رجالٌ ملثمون يركبون الجمال ويحملون بنادقاً كثيفة الطلقات، مخيفةً،
    يسلبونهم بضاعتهم، فيرضون من الغنيمةِ بالإياب، إن تركوهم أحياءًا. وبعد كل ذلك الضنك، كان ود اللحو يجد في السفر متعة لا تشوبها شائبة، فيمضي فيه بعزمٍ لا تثنيه عنه نائبة ولا رهبة ولا أخطار
    . لم يبالِ بأوجاع ظهره وآلامه، وزأرت عربته اللوري العتيقة بهيبةٍ في وعثاء الطرق، تحصب سكينة الليالي، وتذرو في وجوهها التراب، تصوخ إطاراتها كثيراً، وثياب الغبار الكثيف تنسج خيوط عناكبها في مداخل البصر،
    والسراب المخادع باسطٌ ذراعيه بالرمال، ينبح من بعيد. فيتوهمون أنهم دنوا من مشارف بركةٍ ماءِ منها يستقون وينهلون، ولكنهم لن يبلغوها مطلقاً، فيشتد بأس الحر، وتبلغ القلوب الحناجر،
    ولكنهم قومٌ جُبِلوا على الشدة، وفي الواقع كانت هكذا تمضي حياتهم، وكما يقولون أن الرحيل عز العرب ومبعث فخرهم. ومع ذلك مثلما في الأسفار سبع فوائد، هنالك تصدٍّ مماثل في القوة، ممعن في عبثيته،
    يتدخل بسفورٍ وتآمر ويسلبهم تلك المتعة وفوائدها. كان السائقين في ذلك الوقت الغابر يعتبرون من نجومِ تلك المجتمعات، لأن السيارات لم تكن كثيرة، ف
    ي بلدته لم يكن هنالك سوى أربع سيارات صغيرة يملكها تجار موسرين، بالإضافةِ للشاحنة التي كان يقودها بنفسه. كانوا يعرفون شاحنته من صوتها المميز حتى قبل أن يشاهدوها تقترب،
    وكذك كان ود اللحو سائقاً ماهراً لا تستطيع كثبان الرمال الكثيفة، ولا أوحال الوديان المنتشرة في تلك الأصقاع أن تعيقه من العبور، إلا بالكاد. وكان الركاب، و
    مساعدي السائقين يتباهون بطريقة قيادة السائقين الذين يعملون تحت إمرتهم، ويروون الكثير من القصص التي تظهر تلك المهارة، وكثيراً ما يبالغون في الوصف كالعادة. أينما يوجد المسافرون توجد الحكايات.


    نواصل...
                  

11-23-2014, 05:14 AM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صندوق الزوادة .. حكايات السواقين. (Re: حبيب نورة)

    كانت الرحلة تلك المرة على غير المعتاد. فلم تكن بإتجاه أم درمان التي كانت تتميز بسوقها العامر بالبضائع، ولا نحو أقصى الشمال إلى حلفا، أو الشرق حيث يوجد ميناءي بورتسودان وسواكن،
    أو منطقتي شلاتين وحلايب اللتين يتنازع عليهما المصريون والسودانيون، ويتنازع أهلها على الفتات. كان أغلب التجار في ذلك الوقت يكلفوه بمهام تهريب البضائع من وإلى تلك المناطق التي تكثر أسواقها، وتنشط فيها الحركة التجارية الدؤوبة.
    وبرغم المشاق التي كان يكابدها في الطريق، ولكن كانت لديه الكثير من الوسائل التي تجعل تلك الأسفار أقل صعوبة ومشقة، ومن ضمنها قارورة الخمر التي كانت لا تفارقه منذ أن يبدأ رحلته. قارورة الخمر وعددٌ لا يحصى من النساء
    اللاتي كان يتردد عليهن في مسارِ رحلاته المتعددة كعادة السائقين في تلك الأزمنة. كانت توجد الكثير من المقاهي التي تقدم الماء والشاي والقهوة والطعام الرديء الذي يجعله الجوع طيباً، وغالباً ما تقوم بإعدادها بعض النسوة
    اللاتي كانّ يقطنّ بالقربِ من تلك المقاهي، وكذلك يقدمن بعض المتعة لطالبيها، كالخمر وأجسادهن، والسائقون الذين يترددون على تلك المقاهي كان لهم خليلات ثابتات، وعندما يوقف السائق منهم عربته،
    يقوم بتركها للمساعد الرئيس لكي يقوم بغسلها، والتأكد من وقودها وزيتها وتعبئة إطاراتها بالهواء، بالإضافة لحراستها وتأمين البضاعة التي على متنها بالطبع، وبعد ذلك يذهب إلى مخدعِ فتاته ويقضي معها ليلةً أو ليلتان ومن ثم يعاود المسير.
    هنالك بعض السائقين الذين يقومون بالإشتراكِ في ثمنِ خروفٍ ويقومون بذبحه، ويتركوا لأولئك النسوة مهمة إعداد الطعام، وينهمك أغلبهم في القصفِ واللهو واحتساءِ الخمر والغناء طيلة الليل، وكانت لهم الكثير من النوادر والطرائف
    ، وأحياناً الشجارات العنيفة، التي تحدث عندما يقوم أحدهم بمحاولةِ الإستئثار بفتاةٍ تخصّ أحدهم، وفي بعض المرات تصل تلك الشجارات حدّاً يمكن أن يقتل فيه أحدهم الآخر بسبب فتاة. تلك المغامرات المثيرة
    كانت هي أجمل ما يتحصل عليه هؤلاء السائقين طيلة فترات أسفارهم الطويلة، فيعودوا ليحكوا عنها الكثير المثير من الحكاوى الشيقة، والمبالغ فيها في أغلب الأحوال.


    نواصل...
                  

11-23-2014, 05:16 AM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صندوق الزوادة .. حكايات السواقين. (Re: حبيب نورة)

    في قهوة النسيم، كان هناك ما يقارب العشر رجال، كانوا يتبادلون الأحاديث المتنوعة، وفي الخارج العديد من اللواري السفرية، كان يقوم المساعدين بغسيلها، وبعضهم كانوا يتحلّقون حول نار وضعوا عليها قدراً من اللحم، وهم يرددون أغانٍ معتادةٍ،
    ويعزف أكثرهم مهارةً على آلة الطمبور، ويرددون بعض الأغاني الشعبية اللطيفة. كانوا أحياناً يتشاجرون ويتبادلون الشتائم، حين يتباهى أحدهم بالسائق الذي يعمل تحت إمرته، أو بالعربة التي يقودها. كلٌ يدّع
    ي أن السائق الذي يعمل تحت إمرته هو الأفضل، وعربته هي الأقوى، والأكثر قدرةً على عبور الوديان والصحاري، وتطويع الوحل والرمال. تجلس النسيم على مقعدٍ كبير، لم يستطع إخفاء مؤخرتها الكبيرة التي طالما تغنى بها الكثيرين،
    ووصفوها في جلساتهم الخاصة، وكان الرجال يتحلّقون حولها يعاقرون الخمر، وكانوا يرددون النكات وكذلك الشتائم، ويتحدثون عن سياراتهم وعن قدراتها، وعن بضائعهم وزبائنهم من التجار، وعن المدن التي يقصدونها،
    وعن النساء، وعن الإنجليز الذين كانوا يحكمون البلاد بطولها وبعرضها. لم تكن النسيم تشعر بأدنى خجل من نكاتهم، بل كانت تقوم بمبادلتهم النكات والعهر السافر، ولا تضحك أبداً، و
    لا تهتم أيضاً بثوبها المنسدل عن ساقيها الكبيرين، وتتركهم يتفرّجون في محاسنها غير آبهة، وتتشاغل بتقطيع البصل أو تقشير الثوم، وتفتح القدر الذي كانت تضعه أمامها على الموقد، فتفوح منه رائحةً شهية يسيل لها اللعاب.
    - "يا بنت الغلفاء قتلتينا بالجوع" . ينهرها حسن أوستِن ببذائة . فقامت النسيم بهزّ الموقد، واهتزت معه مؤخرتها وهي تقول له ضاحكة:
    - "إنت يا يابه تاكل زي التور وتمشي البيت تدّي بت النعيم ضهرك".
    - "أنا؟؟ علي الحرام بت النعيم الليل كلو ما بخليها تنوم!".
    - "يابه من شخيرك ما بتنوم!!".

    فتتعالى قهقهات الرجال، ويصفقون بأيديهم في مرحٍ طفولي، ويكثرون من شراب الخمر، ويطالبون النسيم المزيد من الحكايات، فتزيد حماستها بالطبع، وتحكي لهم للمرة الثالثة، حكاية حسن أوستن مع زوجته.
    والغريب في الأمر أنه لا يتورّع عن مشاركتها القصة بعد أن يسكر، ويلعن زوجته الشمطاء، ويضيف للحكاية بعض الأشياء التي لم تحدث أصلاً، ولا ينسى بالطبع أن يذكر لهم بعض أسماء النبتات المقوية
    والخلطات السريّة المفيدة لمثل هذه الحالات، ولكنها لم تفلح معه، ويزداد ضحكهم ومجونهم كثيراً طوال الليل.


    نواصل ....
                  

11-23-2014, 05:17 AM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صندوق الزوادة .. حكايات السواقين. (Re: حبيب نورة)

    يظلّون على ذلك الحال إلى أن يلقى الليل حتفه، وبعد ذلك يتناولون عشاءهم، وينصرفون إلى خليلاتهم، وبعضهم يصعد أعلى عربته أو يقوم بكراء عنقريب من النسيم لينام عليه. أما النسيم فكانت تسبق
    ود اللحو الذي يوافيها بعد أن يتأكد أن الجميع قد ناموا، لأنها كانت قد أعلنت أنها لا تنام مع الرجال، وتكتفي ببيع الطعام، وتمارس القوادة فقط، ولم يكن أحداً يعرف شيئاً عن تلك العلاقة السرية، إلا حسن أوستن كما أقرّ بذلك لود اللحو
    في إحدى سفرياتهم، عندما كانوا ينقلون بضاعة لتاجرٍ إغريقي جشع، كان يحكي لهم طوال الرحلة عن كثرة مديونيته على بعض التجار الجشعين، الذين لا يسددون ما عليهم، وكل ذلك لكي يقوموا بتخفيض أجرة كراء العربة.


    نواصل ...
                  

11-23-2014, 05:19 AM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صندوق الزوادة .. حكايات السواقين. (Re: حبيب نورة)

    كانت رحلة ود اللحو تلك المرة متوجهة لمنطقة جبال النوبة البعيدة، ولولا وجود ذلك الدليل الطاعن في السن _ الذي كان قبل سنوات سائقاً عظيماً _ لأصبح الأمر مستحيلاً عليه، لأنه لم يقُد في تلك الطرق قبل اليوم، ولم يسبق له رؤية تلك المناطق البعيدة،
    ومعرفة تلك المناطق كانت تعتبر ميزةً عظيمةً لحسن أوستن الثرثار، بالإضافة لحكاويه الكثيرة التي كان يسرِّي بها عن السائقين في تلك الأسفار. لم تكن هنالك طُرُقاً معبدة ولا معالمها واضحة، لذا كانوا يلجؤون إلى الدليل في أسفارهم
    ، والبعض كان لا يسافر إلا ليلاً ليهتدي بالنجوم، وبعضهم في ذلك الأمر كانوا شديدي المهارة، يتمتعون بالفراسة، ويخبرون النجوم بطريقةٍ جيدة ومتمرّسة، لأن تلك الطرق غير المعروفة، كانت تتبدّل معالمها طبقاً لحالات المناخ والرياح والمطر.
    ثلاثون صباحاً مضت منذ أن بدأت الرحلة التي بدا أنها لن تنتهي، أتخذت الأرض طابعاً صخرياً، وتبدل شكل الحيوان والطير والمناخ ورائحة الأرض. كذلك أصبح البني آدم بلونٍ آخر أكثر سواداً وزهداً في ارتداء الملابس، أو أكثر إقتصاداً على الأرجح .
    كانت الجبال المشرفة على تلك الطرقات الضيقة الزلقة، تتراص كأشباحٍ من العمالقة، يتباينون في أطوالهم وأحجامهم وأشكالهم. تنظر فتجد بعضها كان أصلعاً أجرداً مثل ماردٍ حليق الرأس، والبعض الآخر كانت كعمالقةٍ سود
    يرتدون عمامات خضراء، ومثلها جلابيب أكثر خضرةً.


    نواصل...
                  

11-23-2014, 05:21 AM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صندوق الزوادة .. حكايات السواقين. (Re: حبيب نورة)

    الطريق الترابي الذي تندلق على جانبيه سجادتين طويلتين من نضير العشب، كانت تتخلله بعض البرك المتقطعة كسبيلٍ مفتوحٍ من الماء، كان وقفاً طبيعياً لعابر طريقٍ ما. قطعان من الأبقار بدت صعبة المراس، وحشيةُ، بقرونها الناتئة الحادة
    ، وأجسامها الرشيقة، وخوارها غير المرحب بصوت العربة المتعبة. كان بضعةٌ من الرعاة كانوا يحملون عصياً ومِدىً وحراباً، وكأنهم يستعدون لقتالٍ مع مجهولٍ ذو شرٍ مستطير. فازدادت كثافة العشب والأشجار تبعاً لذلك. ت
    باينت واختلفت، فمنها ما كان يعانق السماء، ومنها ما جثى على ركبتيه حتى كاد أن يتكوم على الثرى. تشاهد الرجال الذين كانوا يعتلون جوالات وصناديق البضاعة، وقد دبت في أجسادهم العافية، وكأنهم أدركوا صنعاء بعد طول سفر.
    أما في قمرة القيادة، فغالباً ما كان يجلس أحد الأعيان أو التجار الموسرين مجاوراً لود اللحو، وهو يعبث بأزرار البوق النحاسي الثلاثي بمهارةٍ، ويعزف الألحان شجية حنينة، فيخرج بعض الأهالي والنساء والأطفال من بيوتٍ بدائيةٍ مخروطية الشكل،
    صنعت من الحطب والقش، يسددون نظراتهم مستكشفين، فالعربة قد أصبحت مشارف المدينة الكبيرة التي كانوا يقصدونها. تنظر لهؤلاء البشر وهم يظهرون فجأةً على جانبي الطريق الوعر.
    كانت نظراتهم تتخشب وهم يلقونها على العربة المنهكة من طول المسير ووعثاء السفر. كانت أجسادهم مصقولة شبه عارية، على السواءِ، رجال ونساء. فتبرز الأفخاذ والصدور والنحور تلتمع في ضوء الشمس، دون أن يجدوا حرجاً في سترها،
    فيشويها الرجال الذين كانوا يعتلون العربة بنظراتٍ شبقة، وينصرفون إلى غيرها عجِلين. كانت تتخلل الطريق بعض نقاط التفتيش التي كان يشرف عليها في أغلب الأحوال أحد الضباط الإنجليز، وعدد من الجنود السودانيين،
    ولكن الأمر كان يتم بسهولةٍ ويُسر. أصبح الطريق أكثر خطورةً ووعراً من ذي قبل، وكانت العربة تئن وتطقطق مفاصلها بشدة، وكان الطريق ينحدر بغتةً وكأنه يتجه إلى هوة سحيقة،
    ويرتفع بعد ذلك متخذاً شكلاً لولبياً، فتجد نفسك تمضي في شبه استدارة، حتى تكاد تعود القهقرى، وبعد ذلك يصحو من إغماءه فيأخذ مساراً مستقيماً، وكانت العربة المتعبة تترنح وتكحّ لكثرةِ ما تقيأت من دخانٍ
    كان يصحبها ويتناثر حولها كسحابةٍ سوداء قاتمة.


    نواصل ...
                  

11-23-2014, 05:22 AM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صندوق الزوادة .. حكايات السواقين. (Re: حبيب نورة)

    قال حسن أوستن لود اللحو ضاحكاً: "في تلك الليلة بعد أن تعشيت وسكرت، ودّعت النسيم وتمنّيت لها نوماً هانئاً، وقصدت مكان نومي منتشياً، وعندما رقدت على عنقريبي، تذكرت ذلك المسحوق الذي أعطاني إياه المشعوذ الفلاتي
    الفكي محمد ثاني، فضضتُ الصُرّة وتناولت الكثير منه، وقصدت راكوبة النسيم لكي اختبر مدى تأثيره علىّ، وفي الوقت نفسه لكي أجعلها تصمت ولا تتحدث عن ضعفي، وتعايرني أمام السائقين والمسافرين، بقصتي مع زوجتي اللعينة.
    لم تكن قد عادت بعد، ورقدت عارياً على العنقريب وانتظرتها، وبعد قليل سمعت صوتاً، وسررتُ جداً، ولكنه لم يكن سوى صوتك اللعين وأنت تسعلُ، غضبت جداً، وكمنت تحت العنقريب، كنت أظنك أتيت لكي توصلها وترجع،
    ولكن بعد قليل فاحت رائحة العطر، وأدركت أن العاهرة تعدّ نفسها لك، ولم أصدر صوتاً إلى أن فرغتما من الأمر، وسمعتك تودّعها. اتنظرت ساعةً حتى سمعت صوت شخيرها، وعدت أنا الآخر لكي أنام".

    نواصل ...
                  

11-23-2014, 05:23 AM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صندوق الزوادة .. حكايات السواقين. (Re: حبيب نورة)

    ضحك ود اللحو لبرهةِ وهو يلعن حسن أوستن، ولكن الأخير أمره بأن ينتبه للطريق الذي كان قد ازداد وعورةً. كانت العربة تسير في ذات المسار المنحدر بإتزانٍ نسبي، فتستجم أنفاسها المتقطعة، ويهدّيء السائق من روعها قليلاً،
    ولا يلهب ظهرها بالسياط، ويترك ذلك الإنحدار النسبي يأخذ بخطامها، مترفقاً بها. فتشغلهم جميعهم الطبيعة الآسرة الملقاة بإهمال على جانبي الطريق. أشجارٌ ما أنزل الله بها من أغصان، تتداخل وتتشابك وتتعانق أحياناً بكثافةٍ، فلا تجعل ما بينها فُرجاتاً للعيون،
    إن هن أردن ابصارا. وأحياناً تختلف في إلفةٍ، فتشعرك بحنينٍ غامضٍ يشدها لبعضها البعض. تنظر ملياً، فتشاهد ثور وحشيا، أو أرنب برياً كان يحثو ما تيسّر من التراب خلفه، وهو يعدو فزعاً من صوت العربة المنهكة،
    وترى غزال جامحاً يشرد بمقربة، ليدرك باقي قطيع الغزلان الذي أبتعد عن ناظريك فزعاً. والعربة لم تزل تنحدر بحذرٍ بالغ، حتى بلغت مساراً أكثر ضيقاً من سابقيه.
    فيما كان السائق ود اللحو يجاهد لكي يعبره، بكل ما أوتي من خبرة ودرِبة، وحسن أوستن ينصحه ويرجوه أن يتمهّل وينتبه أكثر.
    كان الممر يلتف بحدة تجعل الأمر غاية في الصعوبة، حتى انفجر أحد الإطارات الأمامية وفقدت العربة إتزانها، وبدأت تتهاوى بشكلٍ خطير للغاية ومميت.

    على الأرجح _ إنها النهاية.
                  

11-23-2014, 05:45 AM

عبدالحفيظ ابوسن
<aعبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صندوق الزوادة .. حكايات السواقين. (Re: حبيب نورة)

    حضور
    ومتابعة
    من العنوان قايلها قصص المساعدية .. فصندوق الزوادة مسكن المساعد . يضع فيه ملابسه وعدة الشغل والحلة والسكين والصحن .. ويجلس عليه كربان السفينة في سفره
    واصل يا حبيب الحبيب
    ف للسواقين حكاويهم كما سندباد
                  

11-23-2014, 05:55 AM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صندوق الزوادة .. حكايات السواقين. (Re: عبدالحفيظ ابوسن)

    Quote: من العنوان قايلها قصص المساعدية .. فصندوق الزوادة مسكن المساعد . يضع فيه ملابسه وعدة الشغل والحلة والسكين والصحن .. ويجلس عليه كربان السفينة في سفره


    صباح الخير

    بديعة فعلاً. ربما نسرد بعضها.

    ربك يسهل يا أب سن
                  

11-23-2014, 06:21 AM

خالد عبد الله محمود
<aخالد عبد الله محمود
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 5393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صندوق الزوادة .. حكايات السواقين. (Re: حبيب نورة)



    حبيب نورة المسخوت
    ولكم باكـ يا حبيبنا
    بوستكـ ده داير ليهو قعدة يا عمكـ و مافي طريقة لينا مع ذو الكفل ده في الدوام ..
    بس قلنا نحيكـ و نرحب بيكـ لحدي ما نفضي لكتاباتكـ الطاعمة دي
                  

11-23-2014, 07:19 AM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12477

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صندوق الزوادة .. حكايات السواقين. (Re: خالد عبد الله محمود)

    أخي انت رائع رائع .. حبيب نورة ..
    جسدت لنا رحلة امدرمان دنقلا زمان .. ثلاثة أوربعة ايام سفر ..
    اسعحضار لذلك الماضي ..
    والمساعدين تجدهم كل واحد يفتخر بسائقه :
    ابوضلوع تزانيق ..
    الباجا بي فوق ..
    والعرقي في تندا ..

    التحية حبيب .. واصل .. وعفواً للمقاطعة ..
                  

11-23-2014, 05:30 PM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صندوق الزوادة .. حكايات السواقين. (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    Quote: أخي انت رائع رائع .. حبيب نورة ..
    جسدت لنا رحلة امدرمان دنقلا زمان .. ثلاثة أوربعة ايام سفر ..
    اسعحضار لذلك الماضي ..
    والمساعدين تجدهم كل واحد يفتخر بسائقه :
    ابوضلوع تزانيق ..
    الباجا بي فوق ..
    والعرقي في تندا ..

    التحية حبيب .. واصل .. وعفواً للمقاطعة ..


    علي يا علي
    أشكرك. هي حكاوى _أطعمها_مسكوت عنه.
    أنا عارف منها شوية، لكن (السيك المتواصل علمني ألا أحِت الآتو)

    ومافي مقاطعة، مداخلتك مفيدة للسياق.

    شكرن كتيرن!
                  

11-23-2014, 05:26 PM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صندوق الزوادة .. حكايات السواقين. (Re: خالد عبد الله محمود)

    Quote: حبيب نورة المسخوت
    ولكم باكـ يا حبيبنا
    بوستكـ ده داير ليهو قعدة يا عمكـ و مافي طريقة لينا مع ذو الكفل ده في الدوام ..
    بس قلنا نحيكـ و نرحب بيكـ لحدي ما نفضي لكتاباتكـ الطاعمة دي


    سلامٌ سلامٌ يا أزرق اللون
    مالي أراك "مكفول" القدمين وكأنك في خميس مشيط؟

    تسلم يا صديقي
    غيب وتعال تلقانا نحن يانا نحن
                  

11-23-2014, 09:24 AM

مهند الجيلي بادي
<aمهند الجيلي بادي
تاريخ التسجيل: 10-13-2006
مجموع المشاركات: 324

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صندوق الزوادة .. حكايات السواقين. (Re: حبيب نورة)

    حبيبا ،،

    سلامات وعوافي ،،
    وضحيواتك جميلة،،

    أنعشت صباحي المثقل بالهموم بقراءتك هنا، فجرت في مخيلتي وديان من الصور..
    بهرت من قوة الحبك والمفردة والصورة، كأني هناك..

    لم أرد قطع هذا التواتر، لكنها الدهشة

    هنا ماكث، أستقي من هذا الجمال



    مرفق:
    حبي الكبير
    بـــادي
                  

11-23-2014, 05:33 PM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صندوق الزوادة .. حكايات السواقين. (Re: مهند الجيلي بادي)

    Quote: سلامات وعوافي ،،
    وضحيواتك جميلة،،

    أنعشت صباحي المثقل بالهموم بقراءتك هنا، فجرت في مخيلتي وديان من الصور..
    بهرت من قوة الحبك والمفردة والصورة، كأني هناك..

    لم أرد قطع هذا التواتر، لكنها الدهشة

    هنا ماكث، أستقي من هذا الجمال


    بالتبادي:
    دحين جرّب ركوب اللوري فوق شمساً تصُرْ العين؟

    ياخي أنا سعيد بالتواصل والمحبة المبذولة هنا ده.
    يسعد صباحك دايماً والمساء.

    ما نتحرم منك يا صديق.
                  

11-23-2014, 06:10 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9476

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صندوق الزوادة .. حكايات السواقين. (Re: حبيب نورة)

    يا حبيب نورة

    نهديك أغنية النيسانات التلاتة لحسين الصادق

    إستراحة في ظل هذا الإبداع المميز...
                  

11-23-2014, 07:30 PM

علي دفع الله
<aعلي دفع الله
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 4740

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صندوق الزوادة .. حكايات السواقين. (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    Quote: صندوق الزوادة


    يا اخي انت الزوادة اتسلف ،،،

    الله يخليك يا جميل يا مبدع
                  

11-23-2014, 08:01 PM

عبدالبديع عثمان

تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 295

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صندوق الزوادة .. حكايات السواقين. (Re: علي دفع الله)

    هذا ميدان واسع من الحكاوي والطرائف ويحتاج للمزيد من البحث والتوثيق.


    السواق الذي كان صامتاً طوال اليوم هذا قد ارتفعت عقيرته بالغناء . صوت عذب سلسبيل لا تحسب أنه صوته . يغني لسيارته كما كان الشعراء في الزمن القديم يغنون لجمالهم :

    دركسونك مخرطة وقايم على بولاد
    وغير ست النفور الليلة ما في رقاد

    وارتفع صوت آخر يجاوبه :

    ناوين السفر من دار كول والكمبو ...
    هوزز راسه فرحان بالسفر يقنبه
    أب دومات غرفن عرقه اتنادن به
    ضرب الفجة وأصبح ناره تاكل الجنبة

    ثم نبع صوت ثالث يجاوب الصوتين :

    واوحيحي ووا وجع قلبي
    من صيدة القنص الفترت كلبي
    القاري العلم من دينه بتسلبي
    والماشي الحجاز من جدة بتقلبي

    * مقطع من رواية موسم الهجرة للشمال للأديب العالمي الطيب صالح.
    مع تحياتي
                  

11-24-2014, 05:49 AM

عبيد الطيب
<aعبيد الطيب
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 1801

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صندوق الزوادة .. حكايات السواقين. (Re: عبدالبديع عثمان)

    المنبر كان مارود وِرْدَة، نامن توَّع المِر
    بكتابتك الطاعمة وسردك الرائع وحرفك الأنيق، يستعيد عافيته
    سافرت كثيرا "باللواري" من زمن
    التَّيمس القاقا
    والرملة الحرَّاقة
    ياروحي مشتاقا
    لي السافر مالاقا.....
    مرورا ب بت فورد"السفنجة"
    البلد البيعدة اللا درب لا سكِّي
    أرح أمشيها يا سفنوجنا طيري وركِّي
    والنيسان
    المحبوب بعد ماقمنا ب النيسانا
    بفقد ليمنا ولا بدكنا وبنسانا
    الي "zy"
    عنيترة والزد واي
    مابقرعوا السفَّاي
    نيسانك يا عشاي
    مكتوب علي باي باي
    جميلة حكاويك وطرائفك ياحبيب نورة
    حكايات السواقين وطرائفهم مع الركاب والمساعدية وستَّات القهاوي والرمال والقيزان و.......الخ
    مستمع بقلبي لحكاويك ومستمع بها ،ولي معها ذكريات وطرائف وشجون....
    الرواي والقاص الأستاذ إبراهيم إسحق، كتب عنها أيضا
    شكرا ليك كتير

    (عدل بواسطة عبيد الطيب on 11-24-2014, 05:51 AM)

                  

11-26-2014, 09:43 PM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صندوق الزوادة .. حكايات السواقين. (Re: عبيد الطيب)

    Quote: المنبر كان مارود وِرْدَة، نامن توَّع المِر
    بكتابتك الطاعمة وسردك الرائع وحرفك الأنيق، يستعيد عافيته
    سافرت كثيرا "باللواري" من زمن
    التَّيمس القاقا
    والرملة الحرَّاقة
    ياروحي مشتاقا
    لي السافر مالاقا.....
    مرورا ب بت فورد"السفنجة"
    البلد البيعدة اللا درب لا سكِّي
    أرح أمشيها يا سفنوجنا طيري وركِّي
    والنيسان
    المحبوب بعد ماقمنا ب النيسانا
    بفقد ليمنا ولا بدكنا وبنسانا
    الي "zy"
    عنيترة والزد واي
    مابقرعوا السفَّاي
    نيسانك يا عشاي
    مكتوب علي باي باي


    يا سلام يا سلام يا عبيد، أها دي الحاجات الكانت ناقصاني
    أغاني بسيطة ولذيذة جداً، نقلتنا من مرحلة التغني بالخيل والإبل والدواب عموماً، إلى التغني باللواري، وقوتها وقدرتها على هزيمة الرمال والأوحال ومشاق الطرق
    وهذا موضع فخر لهؤلاء السواقين والمساعدية وحتى الركاب.
    ياخ دي حاجة بديعة، وياريت لو ترجع تحكي لينا شوية.

    مبسوط منك.
                  

11-26-2014, 09:36 PM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صندوق الزوادة .. حكايات السواقين. (Re: عبدالبديع عثمان)

    Quote: هذا ميدان واسع من الحكاوي والطرائف ويحتاج للمزيد من البحث والتوثيق.


    السواق الذي كان صامتاً طوال اليوم هذا قد ارتفعت عقيرته بالغناء . صوت عذب سلسبيل لا تحسب أنه صوته . يغني لسيارته كما كان الشعراء في الزمن القديم يغنون لجمالهم :

    دركسونك مخرطة وقايم على بولاد
    وغير ست النفور الليلة ما في رقاد


    بديع يا عبد البديع
    زي ما قلت في كمية من الحكاوى الطريفة والمليانة سخرية وأدب وصعلكة. أنا جمعت جزء منها، وألفت البعض، لكن في حاجات
    ح أحتفظ بيها لأغراض خاصة، وده ما بمنع إننا ندردش في المساحة دي.

    تشكر على الإضافة الجميلة، وخليك قريب، عشان خاطر الهمبريب.
                  

11-26-2014, 09:31 PM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صندوق الزوادة .. حكايات السواقين. (Re: علي دفع الله)

    Quote: يا اخي انت الزوادة اتسلف ،،،

    الله يخليك يا جميل يا مبدع


    تشكرات يا علي
    القصص دي ممتعة شديد، وبعدين فيها (تييييت) يعني لو كتبتها كلها الموضوع بطلع عامل كده ##########

    شلوخ جد.

    أحييك يا حبيب.
                  

11-26-2014, 09:29 PM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صندوق الزوادة .. حكايات السواقين. (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    Quote: يا حبيب نورة

    نهديك أغنية النيسانات التلاتة لحسين الصادق

    إستراحة في ظل هذا الإبداع المميز...


    الغنية مناااااسبة شديد
    لكن والله يطرشني كان سمعتها، بس للضمان كده بمشي أسمعها في يوتيوب

    تسلم يا سيف.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de