سياحة في حقل ألغام محجوب شريف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 12:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-01-2014, 04:07 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سياحة في حقل ألغام محجوب شريف

    http://www.gulfup.com/?PpP8d2
                  

11-01-2014, 04:09 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    يُعتبر محجوب شريف من شعراء العامية السودانية القلائل الذين نالوا محبة واحترام قطاع كبير جدًا من الشعب السوداني، وذلك بسبب مواقفه الإنسانية المناصرة، على الدوام، لحقوق الطبقات المسحوقة، ورفضه الدائم للأنظمة الديكتاتورية، إضافة إلى مواقفه النضالية المعروفة، وتعرضه الشخصي للاعتقال عدة مرات على أيدي الأنظمة التي عاداها بشكل مباشر. تميز محجوب شريف بمواقفه المبدئية الواضحة جدًا تجاه القضايا الوطنية والإنسانية، وانحيازه التام للجماهير والشعب، مما جعله شخصية محبوبة جدًا، ومن الصعب تعريض شخصية ذات جماهيرية شعبية مثله للنقد دون توقع نوبة عارمة من الرفض والاستياء، ولهذا أعتبر هذه القراءة النقدية سياحة في حقل ألغام؛ لاسيما وأننا -كسودانيين- نعشق رموزنا إلى حد التقديس، حتى وإن لم نستشعر هذا الأمر بشكل واضح ولم نعترف به؛ فالغالبية لا تتقبل النقد أو المساس برموز بعينها تراها أو تعتبرها أيقونات لها ثقلها التاريخي والثقافي. وحيث أنني ضد مفهوم القداسة التي تعني –ضمن ما تعنيه- تعطيل النقد، وأرى أنه لا شيء فوق النقد على الإطلاق، فإنني قررت خوض معركتي الخاصة في نقد تجربة الشاعر محجوب شريف بصورة موضوعية للغاية.
                  

11-01-2014, 04:12 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    في البدء وقبل كل شيء، وحتى يكون نقدنا مبنيًا على قواعد ثابتة وراسخة، يتوجب علينا معرفة أن شاعرنا محجوب شريف لم يكن سوى شاعرًا غنائيًا، ولم يكن شاعرًا(!) ولفهم هذه النقطة علينا معرفة الفارق الأساسي والجوهري بين: الشعر والشعر الغنائي، فكثير منا قد لا يرى فوارق كبيرة وجوهرية بين الشعر الغنائي والشعر، وقد نعتقد أن الشعر الغنائي ما هو إلى شعر تم تلحينه وغناؤه، ولكنه في نهاياته القصوى ليس شيئًا آخر غير شِعر!. هؤلاء قد يعتمدون في رأيهم هذا على أن عصب الحياة الشعرية يكمن في الموسيقى والإيقاع الذي يجعل أي شعر قابلًا لأن يكون مادة غنائية، ولكن ذلك ليس صحيحًا، أو ليس دقيقًا إلى حد كبير. والحقيقة أن الشعر الغنائي غنائي من داخله؛ حتى وإن لم يتم تلحينه وغناؤه، والشعر غير الغنائي لا يمكن أن يكون غنائيًا حتى وإن تم تلحينه وغناؤه؛ فالفكرة هنا ليست في التلحين والغناء أو حتى قابلية التلحين والغناء، وإنما في البناء الكلي أو الداخلي للقصيدة ، وهو ما يمكن أن يحدد شكل القصيدة بمعزل عن العوامل الخارجية.
                  

11-01-2014, 04:14 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    وفي هذا المعنى تقريبًا يقول كريس روبلي، محاولًا توضيح الفارق بين الشعر والشعر الغنائي من وجهة نظره كممارس للموسيقى والشعر: "الشعر الغنائي قد يكون كلامًا شعريًا، والشعر قد يكون عملًا غنائيًا، ولكن نادرًا ما يجتمع الاثنان. وبطبيعة الحال؛ فإنه ليس من الجيد أن نكون دغمائيين كليًا حيال أي شيء، ولكن بشكل عام فإن نجوم موسيقى الروك يكتبون قصائد سيئة من الناحية الشعرية، وبالمقابل فإن الشعراء أيضًا يكتبون قصائد سيئة من الناحية الغنائية. وأعتقد أن حتى بول سيمون وراندي نيومان قد اعترفا بذلك إلى حد كبير. الشعر يجب أن يعتمد حصرًا على الكلمات فقط بما فيها من أصوات ومعانٍ وغموض؛ وحتى المسافة بين الكلمات. بالتأكيد، فإن الشعر الغنائي يمكن أن يعتمد على كل هذه العوامل ليكتسب قوته، ولكنه بالإضافة إلى ذلك فإنه مدعوم بتلك التجربة الصوتية الغامضة المُسماة (موسيقى). ولأن القصائد الغنائية تمتلك ذلك الدعم الموسيقي، فهي لا تعمل جيدًا في الغالب عندما تكون مشحونة بشكل مفرط بالمُحسنات البديعية المطولة أو التجريدية. وغالبًا ما تعمل الموسيقى على إلهائنا عن الاهتمام بمعاني الكلمات التي قد تبدو مبتذلة في ذاتها. أحيانًا فإن الأكثر حماقة ######افة في موسيقى البوب يعتبر هو الأكثر ذكاءً."
                  

11-01-2014, 04:16 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    ما يحاول روبلي قوله فيما سبق أن الشعر الغنائي في احتفائه بالموسيقى قد يعمل على تجاهل المعاني التي تحملها الكلمات التي يستخدمها، فلا يكون اهتمام الشاعر بالكلمة من حيث معناها بقدر ما ينصب على الكلمة من حيث موسيقاها، وترابط هذه الموسيقى مع موسيقى الكلمة التي قبلها؛ لينجح في النهاية في خلق نسق مموسق من خلال البنية اللغوية التي يمكن تشبيهها بالنوتة الموسيقية، بحيث يصبح بالإمكان استشعار اللحن والموسيقى عند مجرد قراءة القصيدة الغنائية، حتى دون الحاجة إلى تلحينها وأدائها غنائيًا.
                  

11-01-2014, 04:18 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    قد نختلف أو نتفق مع ما ذهب إليه روبلي، ولكن الفكرة الأساسية من كل ذلك هو محاولة فهمنا للفارق الأساسي والجوهري بين الشعر الغنائي والشعر؛ فالشعر الغنائي في حقيقته يحتفي بالموسيقى، وليس بالإيقاعية التي تتوفر أيضًا في الشعر غير الغنائي، وفي حين يمكن لأي ملحن أو موسيقار أن يصنع من أي قصيدة أو نص شعري قطعة موسيقية مغناة، فإن هذا لا يتدخل أبدًا في بنية النص الشعري نفسه، فغالبية كلمات أغاني الفنان الراحل مصطفى سيد أحمد لم تكن في الحقيقة قصائد غنائية، ولكنه نجح في تلحينها وقدمها كنموذج غنائي مختلف في تجربته الفنية، وهذا ما كان يميز تجربته فعلًا، في حين يعتمد عدد كبير جدًا من الموسيقيين والمطربين فيما يقدمونه من أعمال غنائية على أشعار غنائية في الأصل، ذات موسيقى جيدة، ومعان أقل جودة. وهذا ما يجعلنا نتساءل: هل يمكن عقد مقارنة بين الشاعر الغنائي والشاعر غير الغنائي من الناحية الإبداعية فعلًا، أم هذه المقارنة قد تؤدي بنا إلى الإجحاف في حق أحدهما؟
                  

11-01-2014, 04:22 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    من وجهة نظرنا الخاصة؛ فإن محجوب شريف شاعر غنائي دون شك، وهو في ذلك يختلف عن معاصريه من بقية الشعراء، من أمثال الشاعر محمد الحسن سالم حُميِّد، ومحمد طه القدَّال وغيرهما، والحقيقة أنهما من مدرستين مختلفتين تمامًا؛ ففي حين أن ما يقدمه محجوب شريف يعتبر شعرًا غنائيًا، فإن ما يقدمه كل من القدَّال وحُمِّيد يعتبر شعرًا(!) على أن الفارق بين شعر حُميِّد والقدَّال فارق أسلوبي لا أكثر، وهو ما يجعلنا نضعهما تحت تصنيف واحد، ونضع محجوب شريف في تصنيف آخر مغاير ومختلف تمامًا؛ فشعر حُمِّيد يمتاز بالأسلوب السهل الممتنع المستمد من عمق الثقافة السودانية بكل مكوناتها المادية والوجدانية، كما يمتاز شعره بالتصوير الدرامي أو السينمائي للمشهد، وهكذا يجب أن يكون الشعر الملحمي، الذي يسرد القصة في قالب شعري، وكمثال على ذلك، ما نجده في قصيدة (السُّرَّة بت عوض الكريم) التي جاء في بدايتها:
    جات داخلة زي مرقة غضب من جوف حليم في زمن صعبْ 
    رمت السلام زي شنطة من كتف المسافر بتعب 
    زي ردخة رَّب: "الله يا رب" 
    قعدت على طرف العنقريب المحاذي الواطة
    ضايرت التراب، كُسَر العويش الفوقو شالت بإصبعا 
    وشختت شخيت: "الله يا رب"

    هذا تصوير سينمائي بجدارة؛ حتى أننا قادرون على تخيل المشهد بكل تفاصيله الحركية. كما أننا نجد الأسلوب السهل والممتنع متمثلًا في جوانب عديدة، كما في قوله: "جات داخلة زي مرقة غضب" فاستخدامه لجدلية (الدخول والخروج) في سياق التوصيف كان من السهولة الممتنعة، بحيث تصور لنا كيف كان دخولها قويًا ومندفعًا وغاضبًا في الوقت ذاته، تمامًا كما يكون غضب الحلم عندما يخرج من صدره، وكذلك في قوله: "رمت السلام زي شنطة من كتف المسافر بتعب" وهذا تصوير مدهش، بحيث يشبه إلقاء السلام بإلقاء المسافر لحقيبة سفره، ويضيف إلى ذلك عنصر التصوير الواقعي في قوله: "زي ردخة رَّب"، وكلمة (رَّب) هنا تمثيل أو تجسيد لصوت إلقاء الحقيبة. وهكذا يكون شعر حُميِّد تعبيرًا نموذجيًا عن الأسلوبية السهلة والممتنعة
                  

11-01-2014, 04:25 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    في حين يمتاز شعر القدَّال بالالتصاق بالثقافة السودانية البحتة على مستوى اللغة وعلى مستوى التصاوير، حتى ليكاد القارئ غير السوداني لا يفهم سطرًا منها؛ بل وإن كان القارئ سودانيًا ومن مكوَّن ثقافي مغاير لثقافة البطانة التي يستخدمها القدَّال كمادة لقصائده، فإنه بالضرورة لن يفهم الكثير مما يقرأه في شعره. ونجد هذا الالتصاق الثقافي الحميم في شعره كما في قصيدة (مسدار أبو السرة لليانكي) التي يقول في بدايتها:
    أُماتي القبيل بي حنهن لجني: كَرفة وقلدة
    كيف شوق اللبن رجنّي
    حزنًا جاني في ميع الصبا يلجني
    اطلع مني يا جلدي المنمل جني
    واطلع مني يا حزنًا بقى مكجني 
    خلني ابدا مسداري
    وأودي قفايا لي دارًا بقت مي داري
    جيتَ وجلدي بيني وبين عضايا الشحمة
    إلا النار بقت قدامي
    جلدي الليلة بيني وبين عضايا المافي
    إلا تراني شوال الكِبس
    نِفِّيخ جراريب الورم
    هدانّي في جلدي الورم قولن لي
    ولا صحي الورم عضاني
    سفريتك مي في النية 
    وماها الكانت محرية
    خابراك عِرِّيف
    زم العربان ولّا قيام الوردية
    مالك تريان ومندي كاسي الكتان والهندي
    قولك ككيف ترجى البيشان ولا الغربة البزندي
    برق العِبدلي الوزني يا طاش يا جاب المزن
    وفرِّق يا الضيف فعل الغضبان أم فرفيرات الحزن

    هذه هي ببساطة ثقافة البطانة ولغتها التي تستعصي على الفهم لمن لم يكن جزءًا من هذه الثقافة حصرًا، وهذا هو شعر القدَّال الذي قد يستغرب البعض أن يكون شعرًا يتغنى به المغنون؛ إلا أن هذه القصيدة تغنت بها مجموعة عقد الجلاد؛ بل وأبدعت في غنائها. تأتي مدرسة القدَّال لتختلف عن مدرسة حُميِّد بكونها مدرسة الشعر الممتنع، وذلك باستعصامها بعناصر ثقافية شديدة أو موغلة في المحلية والخصوصية، وهذا النوع له محبوه ولاشك، ولكنه يظل شعرًا فئويًا أو جهويًا إلى حد كبير جدًا، وهذا ما يجعل القدَّال وشعره، محاطًا بشعبية لا تكاد تخرج عن الدائرة الثقافية التي جاء هو منها. ويأتي شعر محجوب شريف ليمثل التيار السهل في الشعر، بحيث يكون شعره من النوع البسيط. غير أن البساطة والسهولة في هذا المقام ليستا ميزة؛ بل هو تمايز لا أكثر. بمعنى أن النسق التبسيطي الذي يستخدمه محجوب شريف يجعل شعره متمايزًا ومختلفًا عن شعر غيره، ولكن لا يجعله متميزًا عنه بالضرورة. وإلى هذا الحد فإننا نرى الاختلافات الأساسية التي يمثلها كل شاعر من هؤلاء متنقلًا بين السهل الممتنع الذي يُمثله حُميِّد، ثم الممتنع الذي يمثله القدَّال؛ والسهل الذي يمثله محجوب شريف. ومن هنا نرى أن شعر حُميِّد قد يكون شعرًا متوسط الجماهيرية، بينما يكون شعر القدَّال شعرًا فئويًا، في حين أن شعر محجوب شريف هو شعر جماهيري لأنه يصل إلى الجميع ببساطته المتناهية.
                  

11-01-2014, 04:27 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    هذا التنصيف المبدئي لا يحسم أي قضية لصالح أي مدرسة من هذه المدارس على الإطلاق، لأن هذه المدارس مدارس أسلوبية وحسب، ولكنه فقط يوضح لنا -على المستوى الأسلوبي- ما تمثله وظيفة الأسلوب والدلالات اللغوية لكل مدرسة شعرية على حدة، وإلى أي مدى قد يُسهم الأمر في تفسير الجانب الإحصائي لجماهيرية لكل شاعر أو كل مدرسة. على أن الأمر هنا لا يختص بالجودة الشعرية، ففئوية شعر القدَّال لا تعني أن شعره أقل جودة من شعر حُميِّد، ولا بساطة وجماهيرية شعر محجوب شريف تعني أفضليته على شعر حُميِّد أو القدَّال. ولكن ورغم هذا التصنيف الأسلوبي، فإن شعر كل من حُميِّد والقدَّال لا يمكن أن يكون مقاربًا بأي حال من الأحوال لشعر محجوب شريف، والعكس صحيح أيضًا، وذلك بوضع اختلاف البنية التركيبية في الاعتبار، وسوف نأتي على توضيح هذه النقطة لاحقًا، ولكن ما يهمني هنا الآن أن نوضح وبشكل مبدئي أن حُميِّد والقدَّال يقبعان –رغم الاختلافات الأسلوبية بينهما- في خندق شعري واحد، بينما يقبع محجوب شريف منفردًا في خندق آخر تمامًا.
                  

11-01-2014, 04:30 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    أرى أننا بوضع مقارنة بين مجموعة من شعراء الشعر (حُميِّد والقدَّال كمثال) مع مجموعة من الشعراء الغنائيين (بمن فيهم محجوب شريف)، فإننا نظلم المجموعة الأولى ولاشك، ونقلل من قدرهم، وذلك على الرغم من اعترافنا بأهمية وجماليات الشعر الغنائي بصورة عامة ومبدئية، ولهذا فإننا لا يمكن أن نجري مقارنة بين شعر عبد الرحمن الأبنودي وشعر سيد حجاب في الأدب المصري مثلًا، وعدم قدرتنا على خلق مقارنة من هذا النوع لا يجعلنا نعتقد على الإطلاق بتميز أحدهما على الآخر، وإنما يعني أن كل شعر متمايز ومختلف تمامًا عن الآخر، بحيث لا تصح المقارنة بينهما. على أننا عندما نتكلم عن الشعر -كجنس أدبي- فقد لا نتذكر سيد حجاب، ونحن نذكر عظماء الشعر المصري من أمثال الأبنودي وغيره، والأمر ببساطة يتمثل في أن الشعر الغنائي ليس تابعًا للأدب؛ بل تابع للفن. وسوف يندهش البعض من هذا التفريق، ولكن هذا الاندهاش يزول عندما نعرف أن مصطلح الفن هنا يقصد به حصرًا ما يتعلق بالموسيقى والغناء، وليس الفن كمفهوم عام وقيمة إنسانية ينضوي تحتها الأدب، لأن الأدب بكل أشكاله وأجناسه ليس سوى أحد فروع الفنون، مثله في ذلك مثل الفن الغنائي والفن الموسيقي. ومن حسن الحظ أن الأدب السردي الروائي لم يدخل بكلياته إلى الفن السينمائي، رغم اعتماد السينما على الأعمال الروائية في كثير جدًا من الأحيان، ولكن يعود الفضل في ذلك إلى مهنة السيناريست في عالم السينما التي توازي الفعل الروائي السردي في الأدب؛ ولذا فإن السيناريو ليس عملًا روائيًا، والسيناريست ليس روائيًا، ولهذا –أيضًا- فإن كاتبًا مثل أسامة أنور عكاشة لا يعتبر روائيًا، على الرغم من عظمة أعماله الدرامية دون شك.
                  

11-01-2014, 04:33 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    قلنا إن الشعر في مجمله يحتوي على الإيقاعية، وهي أهم ما يميز الجنس الشعري على الجنس السردي، ولكن هذه الإيقاعية لا تجعلنا بالضرورة ننظر لأي قصيدة على أنها قصيدة غنائية، هذا لا يمكن على الإطلاق، حتى ولو تم إخضاع النص الشعري للتلحين، فهذا لا يجعل من النص نصًا غنائيًا. وثمة أمثلة كثيرة جدًا لقصائد غير غنائية تم استخدامها لأغراض التلحين والغناء، وأيضًا قصائد غنائية لم تنل حظها من التلحين والغناء. ولنأخذ مثالًا لشعر غير غنائي تم تلحينه وغناؤه، لنعرف الفارق النوعي الكبير بين الشعر والشعر الغنائي، فعندما نقرأ قصيدة (رجعلك قليبي المهضلم) للشاعر محمد طه القدَّال، والتي يقول في بدايتها:
    رجعلك قليبي المهضلم
      يراجع صنوف الغناوي العصية
    يراجع معاك الكلام القبيل استباك
    الكلام المبهرج وخاوي
    الكلام المزيف
    ولا فيه غير احتلام وانفصام
    تموت الحروف يوم تقوم القصائد
    مقام الطبول والبخور
    بشوفك جرايد شواكر حوامد
    ولا هامي فيها
    عليها المصائب تمام التمام
    مغايص بتفرم حشاها
    وغبائن بتنفخ بطون البسفو التراب
    وحايح لهيب تلهلب وتكوي الجلود
    أتف القصائد
    إذا ما القصائد دايرة ليك البُكا
    البِصاحب رضا السردار
    وأتف القصائد إذا ما القصائد
    بتنزل مُريدة وتسبح بحمد الذي
    ابتلاك وهداني الودار

    أو عندما نقرأ قصيدة كقصيدة (نوره) لمحمد الحسن سالم حُميِّد، وهي من القصائد غير الغنائية، والتي يقول في بدايتها:
    وقتين يضيع عرق الجباه الشم شمار في مرقة
    آه يا نوره آه
    من دربك إتوَّر نفس خيل الصبر
    فتَّر خطاوي الشوق وراك
    ساعة الشموس الغُر تهضلم
    تلحق الصِح في المغارب
    يستر الضو الكهارب
    تستر المدن الضبابية السرابية الكآبة
    حائط التيه والطشاشات فوق كفيِّك
    يم عوارض مو دعاشة
    ماها شبورة وتقيف
    جاي ليك يا نوره غيمة
    تملا ماعونك خريف
    يملا عينيك ويفضِّل
    يروي جواك العطاشى

    هاتان القصيدتان للقدَّال وحُميِّد لم تكتبا للغناء ولاشك، رغم أنهما تحتفظان بالإيقاعية التي تميز الشعر، ولكن هذه الإيقاعية مكرسة للشعر وليس للغناء والموسيقى، كما في كثير من القصائد غير الغنائية التي تم إخضاعها لتجربة التلحين والغناء كبعض قصائد عاطف خيري (سيناريو اليابسة) و(شهيق) أو قصيدة الصادق الرضي (غناء العزلة ضد العزلة) وغيرها
                  

11-01-2014, 04:34 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    على العكس من قصائد الشعر الغنائي التي يمكن اكتشاف موسيقاها الخاصة داخلة في تركيبتها كعجينة واحدة، تمامًا كما في قصيدة (حنبنيهو) لمحجوب شريف، والتي تغنى بها الفنان الراحل محمد وردي، وتقول بعض كلماتها:
    حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي 
    وطن شامخ وطن عاتي 
    وطن خيِّر ديمقراطي 
    وطن مالك زمام أمره 
    ومتوهج لهب جمره 
    وطن غالي 
    نجومه تلالي في العالي 
    إرادة .. سيادة .. حرية 
    مكان الفرد تتقدم قيادتنا الجماعية 
    مكان السجن مستشفى 
    مكان المنفى كلية 
    مكان الأسرى وردية 
    مكان الحسرة أغنية 
    مكان الطلقة عصفورة 
    تحلق حول نافورة 
    تمازج شُفَّع الروضة 

    ولعلنا نكتشف تأثير موسيقى القصيدة الداخلية-الذاتية على الموسيقى الخارجية، بحيث يمكننا القول بسهولة إن موسيقى القصيدة أثرت سلبًا، وبشكل ملحوظ للغاية في موسقة الأغنية وتلحينها. قد لا يتفق معي كثيرون حول هذه النقطة، غير أنني أفضل قراءة هذه القصيدة على أن أستمع إليها مُغناة، لأن الأغنية قد أخذت من رونق القصيدة وعفويتها الموسيقية، وعلى أي حال فهذه نقطة أخرى لا تعنينا مناقشتها هنا.
                  

11-01-2014, 04:35 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    هنالك -في الحقيقة- الكثير من القصائد التي تم استخدامها في الغناء دون أن تكون قصائد غنائية؛ وبالتالي دون أن يمكننا إطلاق صفة الغنائية على شعرائها، وشعر كل من حُميِّد والقدَّال يصنف -بارتياح شديد- ضمن الشعر غير الغنائي، كما أنهما بطبيعة الحال ليسا شاعران غنائيان، وربما كانت تلك واحدة من إبداعات الفنان مصطفى سيد أحمد الذي نجح في تطويع القصائد العصية على التلحين وجعلها قابلة للتلحين والغناء، معتمدًا في ذلك على مهارته الموسيقية وحدها، وليس على مادة القصيدة الموسيقية.
                  

11-01-2014, 04:36 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    وإلى هذا الحد نفهم أن الشعر الغنائي هو شعر يكتب ليغنى تمامًا كما هو اسمه، حتى وإن لم يتم تلحينه وغناؤه، فإن بنيته الموسيقية المتجاوزة لإيقاعية الشعر المعتادة تجعله كذلك ولاشك، بخلاف الشعر غير الغنائي الذي لا يسمح لنا إيقاعه الداخلي برؤيته على نحو موسيقي أو غنائي على الإطلاق؛ بل يظل في إطاره الشعري كما هو. ومن الظلم الكبير أن نقارن بين أشعار القدَّال مثلًا وأشعار محجوب شريف، فشعر الأخير أقل قيمة دون شك. على أن القيمة المقصودة هنا ليست بالضرورة قيمة المعنى والدلالة، ولكننا نعني القيمة الشعرية كبناء فكري وفلسفي، وليس لغوي إيقاعي وحسب؛ إذ أننا لو راجعنا قصيدة (حنبنيهو) التي سبق الإشارة إليها أعلاه، سوف نجدها تنضح بالمعاني الجميلة والراقية جدًا، ولكن هذه المعاني الجيدة تم وضعها في قالب بسيط وساذج للغاية؛ إلى الدرجة التي احتمل معها موسيقى راقصة من داخلها، هي ذات الموسيقى الراقصة التي نجدها في قصيدة رثائية كتبها الراحل محجوب شريف في قصيدته (يا والدة يا مريم) والتي يقول في بدايتها:
    يا والدة يا مريم يا عامرة حنية
    أنا عندي زيك كم يا طيبة النية
    بشتاق وما بندم اتصبري شوية
    ماني الوليد العاق لا خنت لا سراق
    والعسكري الفرّاق بين قلبك الساساق
    وبيني هو البندم والدايرو ما بنتم
    يا والدة يا مريم 

    وكذلك ما نجده في القصيدة المشهورة التي تغنى بها المطرب محمد منير، وكانت السبب في تسميته بشاعر الشعب، والتي تقول كلماتها:
    الاسم الكامل: إنسان
    الشعب الطيب والديَّ
    الشعب حبيبي وشرياني
    أداني بطاقة شخصيّة
    من غيرو الدنيا وقبُّالو
    قدامي جزائر وهميّة
    لا لون
    لا طعم
    ولا ريحة
    وأيام مطفيّة مصابيحها
    زي نجمة بعيدة ومنسيّة
    المهنة: بناضل وبتعلم
    تلميذ فى مدرسة الشعبِ
    المدرسة فاتحه على الشارع
    والشارع فاتح في قلبي
    وأنا قلبي مساكن شعبيّة
                  

11-01-2014, 04:38 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    والواقع أن الناظر في قصائد محجوب شريف قد يلحظ بساطة الخيال الإبداعي فيها، بحيث لا نجد في قصائده ما يسمى بالخيال المركب، أو الخيال التصويري، أو الخيال الفلسفي؛ وعلى العكس من ذلك فإن خياله يكاد يكون فقيرًا. وأنا شخصيًا لا أعتبر ذلك معيبًا في شعر محجوب شريف من حيث أنه شعر غنائي؛ فالشعر الغنائي في الواقع ليس مطلوبًا منه ذلك، فأدوات الخيال والتصوير والعمق الفكري هي أدوات أكبر من وظيفة الشعر الغنائي ولا تتناسب معه. وإن نحن اعتمدنا فقط على النماذج الواردة من شعره هنا فإننا قد نقف على أنيميا الخيال الإبداعي في شعره، كما في قوله: "أيام مطفيَّة مصابيحها زي نجمة بعيدة ومنسية" فهو يحاول أن يقول إنه بدون الشعب ستكون أيامه مظلمة، وسيكون منعزلًا ووحيدًا كنجمة بعيدة ومنسية. في الحقيقة هذا خيال أقرب إلى الخيال الطفولي، لا يختلف عن قوله في قصيدة (حنبنيهو): "وطن غالي. نجومه تلالي في العالي".
                  

11-01-2014, 04:40 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    ولكي نكون منصفين؛ فإنه لا يتوجب علينا توقع أكثر من هذا الخيال البسيط في شعر غنائي أو من شاعر غنائي، لأن البساطة هنا هي قيمة في حد ذاتها، ولا تقل قيمتها عن قيمة الموسيقى داخله. ولهذا فإن أغلب أشعار محجوب شريف يمكن أن تصنف على أنها من فن الأُرجوزة الذي تمثل فيها البساطة والموسيقى قيمتين أساسيتين واعتباريتين. وإذا أخذنا الفارق بين الأُرجوزة والقصيدة فإننا قد نقف على نتائج مثيرة للدهشة، ولهذا فإن الدكتور مهدي لعرج تناول "الحديث عن الأرجوزة في استقلالها عن القصيدة، فقد خلط كثير من القدماء والمعاصرين بينهما." على اعتبار أن الأرجوزة والقصيدة ليستا شيء واحد؛ بل هي فن من فنون الشعر. وبصورة أكثر وضوحًا فإن الشعر جنس أدبي مخالف لجنس السرد، وهذا الجنس الأدبي المسمى شعرًا يندرج تحته عدد من الفنون الشعرية، منها القصيدة ومنها الأرجوزة، وفي حين يمكننا اعتبار الأرجوزة شعرًا أو فنًا شعريًا، فإنه لا يمكننا اعتبارها قصيدة، فهل يمكننا تصنيف إبداع محجوب شريف فعلًا كأرجوزات لا كقصائد؟ سأترك هذا الأمر لزمرة النقاد الجادين ليبحثوا حول هذا الأمر بشكل أكثر توسعًا.
                  

11-01-2014, 04:42 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    الخيال المتوفر في شعر محجوب شريف هو من نوع الخيال البسيط، بالإضافة إلى ذلك النوع من الخيال الذي يمكن تسميته بالخيال الممكن، أو خيال الإمكان، ومثال ذلك كما في قوله: "تلميذ في مدرسة الشعب. المدرسة فاتحة على الشارع. والشارع فاتح في قلبي وأنا قلبي مساكن شعبية." هذا النوع من الخيال يُستخدم فيما يسمى بأسلوب الاستتباع اللفظي؛ بحيث أن اللفظة تستدعي لفظة أخرى في ذات السياق، فيأخذ من جملة: (المدرسة على الشارع) الكلمة الأخيرة (الشارع) ليبني عليها جملة جديدة: (الشارع فاتح في قلبي)، لتكون هذه الجملة الجديدة مفتاحًا يأخذ منها كلمته الجديدة (قلبي) ويبني منها جملته التالية: (وقلبي مساكن شعبية)، وهكذا يمكن أن تتكرر عملية الاستتباع لتكون صورة بسيطة جدًا للفكرة. هذا الأسلوب شائع بشكل أكثر تأسيسًا فيما يسمى بالشعر الحلمنتيشي أو الهزلي، لأنه أسلوب يعتمد على التشويق والإدهاش والمفاجأة عبر تتبع إمكانيات توظيف كل نهاية جملة في كل بداية جملة جديدة، وهو نوع من العبث اللفظي الذي لا يجدر بالشعر الاهتمام به، ولا يعول عليه كثيرًا.
                  

11-01-2014, 04:44 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    على أننا قد نتفهم تمامًا عبارة مثل: (المدرسة فاتحة على الشارع) فنحن في السودان نستخدم مثل هذا التعبير؛ عندما تكون البوابة الرئيسية للمبنى مطلة على شيء ما نقول: "هذا المبنى فاتح على هذا الشيء." أي مطل عليه، ولكن (الشارع فاتح في قلبي) هي جملة مفارقة تمامًا لا معنى لها على الإطلاق؛ فالشارع في الحقيقة لا يفتح على شيء. وفي القصيدة ذاتها نقرأ هذا البيت: (من غيرو الدنيا وقبالو) الشاعر هنا يتكلم عن الشعب الذي أعطاه بطاقة شخصية، فيقول إنه من غير هذا الشعب يصبح بلا قيمة. هذا المعنى المستخلص من الأبيات، ولكن لو حاولنا أن نفهم معنى عبارة (وقبالو) في هذا السياق فهل لها معنى فعلًا؟ لأن الضمير المتصل في كلمة (غيرو) التي تعني (غيره) في الفصحى عائدة على (الشعب)، ومن البديهي أن الضمير في كلمة (قبالو) التي تعني (قبله) في الفصحى أن تعود على الشعب ذاته أيضًا، فما معنى العبارة إذن؟ (من غير الشعب ومن قبله أصبح بلا قيمة)! الحقيقة أن الجملة لا معنى لها، فهي غامضة لأن كلمة (قبالو) لا معنى لها في هذا السياق؛ بل هي لفظة زائدة جاءت لأغراض الموسيقى الشعرية لا أكثر.
                  

11-01-2014, 04:46 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    إن الموسيقى الشعرية عند أي شاعر غنائي يعتبر هاجسًا مؤرقًا جدًا، إلى الدرجة التي تجعل النص نفسه مسرحًا لاستعراض موسيقي على حساب المعنى الداخلي، وليس المعنى العام. فكما رأينا قبل قليل أمكننا استخلاص المعنى العام دون التدقيق في المعنى الداخلي الذي يتمثل في الترابط بين الكلمات، وهذا مصادق لما قاله روبلي تمامًا، والسبب في قدرتنا على استخلاص المعنى العام لا يعود في الحقيقة إلى موهبتنا نحن الشخصية في الاستنكاه وسبر غور المعاني؛ بل يعود إلى بساطة المعنى ووضوحه الشديدين في النص الغنائي، كشرط أساسي قد يصل إلى درجة الوظيفية. ومن عيوب الهوس الموسيقي في الشعر الغنائي: التكرار وعدم الاتساق اللغوي. فعندما نقرأ قصيدة مثل قصيدة (عشَّة كلمينا) نجد أن الشاعر يضطر إلى التكرار لملء الفراغات الموسيقية في النص، حتى ولو كان ذلك على حساب المعنى، فنجد يقوله مثلًا:
    نحن شعب أوسطة
    يلا جيبو مونة
    نبني .. نبني .. نبني
    مسرحًا ونادي
    مصنعًا .. وبوسطة
    حرب لا لا لا
    كبري إستبالية

    إن الضرورة الموسيقية هنا تتجلى بوضوح شديد، كما أن البساطة أيضًا تتجلى في هذه القصيدة، كما ليس في أي قصيدة أخرى، وهذا الأمر –بالتأكيد- بعيدًا عن المعنى العام الذي قد يكون رائعًا وساحرًا، ولكن الإبداع الشعري في العموم يكمن في قولبة الأفكار الجيدة في قالب جيد أيضًا، وهو قالب المعالجة الشعرية، وعندما يكون القالب مشوهًا وبهذه السذاجة، فإن هذا يكون خصمًا من رصيد الفكرة، بحيث تتحول فكرة رائعة كهذه الفكرة إلى ما يشبه نشيد للأطفال، ولنواصل في القراءة:
    صالة للثقافة
    تسرح الغزالة
    جنبها الزرافة
    ركَ قمري طار

    الشاعر يدعو في بداية قصيدته إلى ضرورة بناء الوطن، وتكلم عن ضرورة بناء المسارح والنوادي والمصانع ومكاتب البريد وتشييد الكباري والمستشفيات وصالات ونوادي ثقافية، وهذا كله مفهوم ومتسق تمامًا، ولكن ما علاقة الغزالة والزرافة هنا؟ هل يتكلم عن بناء أو إنشاء حدائق للحيوان مثلًا؟ وماذا عن جملة: ركَّ قمري طار؟ وكيف يمكن أن تفهم حركة القمري بين (الرك) الهبوط والطيران؛ لاسيما مع اضطرار الشاعر إلى حذف حرف (الواو) الذي كان من شأنه أن يشير إلى التعاقبية (ركَّ قمري وطار)؟ الحقيقة أن المعنى هنا مضلل جدًا، وليس بينه وبين ما قبله رابط موضوعي يمكن الاعتماد عليه؛ إلا في سياق النسق التبسيطي الساذج ذاته.
                  

11-01-2014, 04:47 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    ونرى التكرار يعود مرة أخرى في القصيدة:
    قيرة .. قيرة .. قيرة
    نطَط الصغار
    صفّق الترولي طمّن القطار
    حلقت وحلقت حمامة المطار
    كل طلقة بينا نحن تبقى وفرة
    سمسماً وبفرة
    سكراً وشاي
    تتروسايكلين
    جاي .. وجاي .. وجاي
    مافي حاجة ساي
    كله عنده دِين كله عنده راى
    بور وبورسودان بارا والجنينة
    عبري ولا واو
    حاجة مش كويسة
    كل زول براو
    هي سودانا بكرة من سودانا ناو
    تكتب انت تقرا
    تعرف السياسة
    في محل حراسة
    حجرة الدراسة
                  

11-01-2014, 04:50 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    أما عن عدم الاتساق اللغوي، فنجد أمثلة له في القصيدة السابقة كما في قوله (هي سودانا بكرة من سودانا ناو) والتي استخدم فيها كلمة (ناو) التي يقصد بها كلمة now الإنجليزية، ومن الواضح أنه اضطر إلى اللجوء إلى هذه الحيلة اللغوية تماشيًا مع ضرورات القافية والوزن الموسيقي، على أننا لو أعدنا قراءة الجملة، فإننا نجدها مفهومة في سياقها العام فقط، بينما لا معنى لها في سياقها الداخلي الخاص، لأن عبارة (سودانا بكرة من سودانا الآن) لا معنى لها على الإطلاق. ولكننا نفهم أن المعنى العام هو (سودانا بكرة أحسن من سودانا الآن) ولكن الشاعر أسقط تمامًا اسم التفضيل، وأصبحت الجملة مشوهة، وكأن أحدنا يقول: Hey, Our Sudan tomorrow than our Sudan now

    إنها كارثة لغوية تغافل عنها الشاعر، وتغافل عنها محبوه أيضًا. إلا أن عيوب عدم الاتساق اللغوي تمتد إلى أن تشمل جوانب أخرى مثل الاضطرار إلى إقحام كلمات وألفاظ فصحى في الشعر العامي، وذلك في مثله مثلًا:
    أبسط ما تتمنى: حمامة وطفل رضيع 
    وعامل مصنع 
    فول بالجبنة وحبة زيت 
    تلك العمه وجلابيتك 

    وكذلك قوله:
    هم في عيونها برق 
    الما بحس ما بهم 
    والخان همومه سرق
    هذا المرتب تب
    ما بسدها الفرقة

    وهنالك أمثلة كثيرة على مثل هذا النسق الخليط من العامية والفصحى، ولكنه نسق لا يختص بمحجوب شريف وحده؛ بل ولم يكن هو أول من سن هذه السنة. إنه نسق مستشرٍ إلى درجة أن القارئ السوداني تصالح معه، وأصبح بالتقادم نسقًا مقبولًا بشكل عام! ولكننا نعرف أن الخطأ لا يمكن أن يكون صحيحًا بالتقادم، ولا بالاتفاق.
                  

11-01-2014, 04:51 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    ما يهمني التأكيد عليه في الختام، هو أن محجوب شريف لم يكن سوى شاعر غنائي، وليس أكثر من ذلك، وهو في ذلك يحفظ مكانه بين الشعراء الغنائيين، ولكن ليس له مكان في لائحة الشعراء السودانيين، عندما يكون الحديث عن الأدب السوداني بشقيه النثري السردي والشعري. هذا الأمر لا يجب أن يُفهم على أنه تقليل من شأن محجوب شريف؛ فالشعر الغنائي هو جزء أصيل من الثقافة السودانية، والشعراء الغنائيون لهم مكانتهم المميزة في قلوب الجماهير ولاشك، ولكن فقط أقول هذا من باب وضع كل شيء في مكانه، بعيدًا عن التقديس والتضخيم.
                  

11-01-2014, 04:51 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    إن النقد من شأنه أن يقوِّم صورة الأدب والثقافة في المجتمع، وعندما تكون صورة الأدب والثقافة لمجتمع ما فإن هذا من شأنه أن يرتقي بهذه الثقافة لتنافس بين قريناتها من الثقافات الأخرى؛ لاسيما وأننا نشهد عصر العولمة التي تتقاطع فيها الثقافات وتتلاقح بصورة مستمرة ودائمة. ولابد لنا من اللحاق بركب هذا العصر ومواكبة التطور بكل أشكاله وصوره، متجاوزين تلك المعوقات التي تحول دون ذلك. وفي اعتقدي الشخصي فإن هذه المهمة جديرة بالاحترام والاهتمام بعيدًا عن معوقات القداسة وأسطرة الرموز.
                  

11-01-2014, 04:52 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    وحتى نتمكن من نقد وتقييم تجربة محجوب شريف الشعرية، يجب أن يتم تقييمها في فئتها الغنائية، جنبًا إلى جنب مع أشعار حسين بازرعة، هاشم صديق، محمد بشير عتيق، محجوب سراج، سيف الدسوقي وغيرهم من نخبة شعراء الأغنية السودانية، فبين هؤلاء يمكن تقييم تجربة محجوب شريف الشعرية، لنستطيع أن نحكم عليها بشكل موضوعي، بعيدًا عن حبنا الشخصي له ولمواقفه الإنسانية التي لا يكاد يختلف عليه أحد. هذه الخطوة تهتم فقط بإعادة تصنيف تجربة محجوب شريف باعتبارها تجربة غنائية وليست شعرية أدبية، وإلى هذا الحد فإنني أدعو النقاد الجادين إلى تقييم ونقد محجوب شريف داخل هذا الإطار الغنائي.
                  

11-01-2014, 04:53 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    (انتهى)
    الباب الآن مفتوح للنقاش
                  

11-01-2014, 06:53 AM

عوض محمد احمد

تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 5566

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    الاخ هشام ادم

    سلام

    اين الالغام؟
    لا ارى اي الغام.
    بل ارى نقدا ادبيا مشروعا و بصيرا و مضئيا
    و ارى بين ثنايا النقد اعزازا و احتراما لتجربة الشاعر الكبير

    فقط لدي ملاحظتين ارجو ان تكونا صائبتين
    1. قصيدة يا والدة يا مريم لم تكن رثاءا لوالدة الشاعر بل صيغت عند زيارتها له
    في سجن كوبر غداة اعتقاله بعد انقلاب يوليو 1971م
    2. يبدو انك اعتمدت على نص الشعب حبيبي الذي غناه محمد منير. منير اختصر نص الشريف
    و غير فيه بعض الابيات. في النص الاصلي لا توجد حكاية قلبي مساكن شعبية
                  

11-01-2014, 07:16 AM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: عوض محمد احمد)



    سلام أيها الباحث عن الخلود!
    حقل ألغام؟ أم سهل ممتنع؟
    يا هشام التفرد ليس معناه صناعة الجدل. إنت استراتيجياتك قديمة شديد في النجاح.
    وبعدين ماح تضمن ليك أي مجد أو خلود. قد تشتهر، وكل شي. حتى الآن لم أقرأ لك
    أحسن من روايتك الفازت بجائزة الطيب صالح وطبعاً نسيت اسمها لأنها ما أنا كارنينا
    ولا الحرب والسلام أو حتى العجوز والبحر. أكتب مثلها وسوف تشتهر على المضمون.
    لكن مشاكسة الخالدين أمثال محجوب وحميد والوارف الحي قدال لن تضمن لك الخلود.
    أقلع الشاعر عن الخلود فاستقامت أوزانه.

                  

11-01-2014, 02:34 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20358

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: mustafa mudathir)

    هناك خطأ ما !!

    إزيك يا هشام وكيف الحال ..

    أولا تجربة محجوب شريف مفتوحة على النقد والإستقراء العميق, سواء في نواحيها الشعرية أو, بصورة أشمل, كمنتج إنساني واحد ذي تجليات مختلفة, شعرية وسياسية ومجتمعية الخ ..

    ثانيا.. وكما تكون تلك التجربة مفتوحة للنقد والإستقراء.. فمن حق الناس تناول ذلك النقد والإستقراء دونما أن ترفع في وجوههم التهم المسبقة والظنية من قبيل عنوانك "سياحة في حقل الغام محجوب شريف" .. ليس لمحجوب حقل الغام, ولا للذين قد يخالفونك في إجتهادك هذا, رتب عسكرية في دولة محجوب شريف البوليسية !!

    ثالثاً احس بخلل مريع في ذائقتك الشعرية, أو هي على الأقل مختلة, في حدود هذه النوعية من الشعر .. وحقيقة تعجبت كثيراً من ذلك, فأنت مثقف من طراز ممتاز ما جعلني أتساءل عن الأسباب المحتملة لهذا الخلل والذي عزوته في النهاية لحالة من الإغتراب التام عن الدارجية السودانية ومنتجاتها .. الامر اشبه ما يكون بأحد أصدقائي المصريين عندما يفاجئني وأنا اقرأ في العمل نصا لمحجوب شريف أو حميد أو القدال.. فيدفعه الفضول لقراءة سطر سطرين قبل ان يبدي عدم رضاه التام:

    هو ايه ده, يعني ايه هي سودانا بكره من سودانا ناو ؟!!!

    ساعود للتعليق التفصيلي, وأتمنى أن أتوافر على الزمن المناسب حجم التعليق المفصل

    مودتي
                  

11-01-2014, 02:50 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: محمد حيدر المشرف)

    على سبيل التحية والمتابعة، يا هشام.
                  

11-02-2014, 09:37 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20358

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    تم نقل المداخلة لاسفل وحتى نحفظ الترتيب الزمني للمداخلات

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 11-02-2014, 10:07 PM)

                  

11-01-2014, 03:49 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20358

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    على سبيل الإستهداء بمقاربات أخرى نحو "محجوب شريف" ..
    أو محجوب ما بين "فقر الخيال" و "عبقرية الكلمة"
    أو هو, محجوب, ما بين "أرستقراطية الادب" و "وإشتراكية القصيدة" ..
    أو ..
    !
    ما الذي يليق بالشعر. ما الذي لا يليق به؟!!
    ما الشعر في نهاية المطاف؟!
    ياتو "كائن أعلى" من الأهل ؟!!

    كلها محاور سنعود اليها, بيد أن "قبالو" لا تعود للشعب إلا في حالِ عادت القصيدة لمحمد منير أو وردي الصغير!!
    فالتي كتبها محجوب تعود للحزب الشيوعي السوداني ..


    ----------------------------------------------------------------------------------....
    الشاعر ضمير عصره
    دراسة نقدية لديوان الشاعر محجوب شريف "الأطفال والعساكر"
    د. جيلى عبدالرحمن
    لديوان الشاعر محجوب شريف الذى عمل على أصداره المكتب الثقافى لإتحاد الطلاب السودانيين فى الإتحاد السوفياتى فى عام 1974(؟). حينها كان الراحل يعد فى رسالة الدكتوراة فى معهد جوركى للأدب بموسكو. والحق يقال أن الأخ سليمان محمد إبراهيم، المسؤل الثقافى للإتحاد حينها، كان السباق بطرح فكرة إصدار الديوان وتابع الفكرة بإصرار، وهو الذى وقف خلف فكرة هذا التقديم الذى سطره الراحل.
    لا نبالغ إذا قلنا أنَّ هذا الديوان- وهو بعض من شعر صاحبه- يمثل قمة للفن الثورى الأصيل الذى يتكامل فنياً وديمقراطياً فى السودان، وانفجر كالإعصار فى خضم المد الجماهيرى الذى توجه شعبنا بإنتفاضة 19 يوليو 1971م. إنه من ظواهر الطبيعة الإجتماعيَّة إذن... تلك التى بدأت مخاضها بالثورة المهديَّة، واستكملت حلقة صاعدة فى ثورة 1924م.، ثم تبوأت قمة جديدة بانبثاق الحركة الوطنيَّة- والماركسيَّة بالذات- بعد الحرب العالميَّة الثانيَّة لتصفيَّة الإستعمار البريطانى... ثم إستكمال الثورة الوطنيَّة الديمقراطيَّة... وأخذت خصائصها الجديدة تستبين فى عاصفة اكتوبر 1964... ولا نقول أن هذا الفن قد انفجر إعصاراً عاتياً فى السبعينات من باب التزويق البيانى... فنحن نعنى بذلك أن راياته المشرعة، وسماته فى الشكل والمحتوى قد اكتسبت نوعيَّة وميلاداً جديدين.
    لم يجث هذا الفن على ركبتيه، أو ينكس رأسه، وكما يحلو لمحجوب شريف أن يقول لم ينكسر سيفه... والسيف هذا لا يتقلده نبيل من سلالة الإقطاع أو "محلق" نجيب من قبائل الهدندوة... فمثل هذه السيوف والجياد قد ولى زمانها... ولكن سيف الشعر أحمر صقيل، رمز يستمده من التراث الشعبى ويغنيه بدلالات إنسانيَّة زاخرة... والعشيقة التى ينافح عنها هذا السيف هى سماء الخرطوم، ونقاوة التربة، وشرف الوطن... وإن كانت ثمة ولهى فى إنتظاره فإنها تلتحم بالسماء والتربة والشرف، وإلا فليس بينه وبينها من واصل... وإذا كان هذا الفن لم ينحسر بالردة... وإنما ردها على أعقابها، ووضعها فى قفص الإتهام... بل غدا قاضياً يسترجع الأوضاع المقلوبة الى نظامها الصحيح... ويحشو البنادق بالرصاص ليسددها الى صدور الخونة... ويرفض فى اباء المقولة الخاسرة بتركيع الثورة- مما سنوضحه بشئ من التفصيل فيما بعد- نقول أنَّ هذا السيف لا يستجدى الأمل، أو يدق النحاس لواهنين وجلين، ولكنه شاهد وضمير عصره... فهو يحيل الحلم الى حقيقة... ويخوض معركة كتب فيها للشهيد أن يكون عريساً، والصرخة زغرودة، والمتهم قاضياً... ويخلع عن المجرم رتبته وأوسمته ليقبع فى مكانه من القمامة ملطخاً بالدم، وقد علقت على رقبته المشنقة التى نصبها للشرفاء.
    بالأحضان نستقبل هذا الديوان الذى يطرب أفئدتنا بنغم الوطن، وعبق دم الشهداء... ولن نقف لدى الهنات التى قد يتعرض لها الشعر حينما ينظم قصائده فى السجون وقد شح الورق، أو ما يبدو فى الديوان من نبرة عاليَّة تقرب حيناً من الهتاف أو التكرار... فهذه الهنات لا تقلل بحال من المكانة المرموقة، والركائز الفنيَّة التى أرساها الشعر فى مسيرته الثوريَّة.
    فى قصيدتين من قمم الديوان يؤكد محجوب شريف إنسانيته... بل تنسكب أضلعه فيهما- ألماً وأملاً- يمتزجان فى ديالكتيكيَّة الصراع، وهما "الحب والثورة" و "رسالة الى مريم محمود" وكأنما يقول بهما فى نقاء ثورى مؤثر- بعد إستنفار الهمم، ورفع راية التحدى والعصيان- ها أنا ذا إنسان بسيط، واله محب، كأعمق ما يكون العشق والشوق... فليست تلك العواطف نصيبكم وحدكم أيها الشعراء العاكفون فى محراب العزلة... لا... إننا نعتقها وهى تثرى بنا، ولكن حبى يعانق الثورة، مريم تجسد الأم السودانيَّة الأصيلة التى لا ترضى "الشين" والعار لإبنها... إن الرمز يرتفع ويسمو حتى تصبح حبيبتة وأمه كل ما يملكه من تراث وشمم وذكريات
    مشتاقلك كثير والله
    وللجيران وللحل
    كمان قطر النضال ولى
    وغالى علىَّ ادلى
    ليس هذا موقفاً أجوفاً يريد تسجيله ولكنه يشتاق كثيراً إليها- ويقسم والى الجيران والبيوت... ولن يدع قطار النضال فدون ذلك المنية المعنويَّة... ولمن يترك رفاقه؟ ما أخساها من عودة!
    هل يقبع محجوب شريف وراء القضبان راضياً فى تفاؤل سلبى؟ أم أنه دنيا تموج بالحياة والذكريات والدفء، واللوعة... الحاضر هنا إمتداد الماضى... والمستقبل حصيلتهما... ونداؤه لرفيقته عشق ثورى، لم تعرفه الرومانتيكية الخياليَّة الغارقة فى الذات، والذات وحدها!
    محطة... محطة بتذكر
    عيونك ونحن فى المنفى
    وبتذكر مناديلك
    خيوطها الحمرا... ما صدفة
    وبتذكر سؤالك لي
    متين جرح البلد يشفى
    ومتين تضحك سما الخرطوم
    حبيبتنا ومتين تصفا؟
    مثل هذا الحب ينبع من قلب إنسانى، لا يتسع لإنسانه فقط... ولكنه يستوعب هموم الفقراء الذين من أجلهم سيق الى السجن، إنه الحب، القضيَّة، الموقف... وليس ثمة عموميَّة فقد نسج العلاقة بالخيوط الحمراء، بسؤالها عن الجرح الأحمر، وسماء الخرطوم التى يعكر صفوها الإكفهرار... وتفيض إنسانيته فيصفح عنها حتى لو نسيته أو ذرفت على غيمته الدموع... ولكنه يحرضها عليه ان القى سيفه وخان الثورة... ولعمرى ليس من إلتزام أوثق، أو إنسانيَّة ثوريَّة أصفى من ذلك السمو... وطرح السؤال فى حد ذاته تعبير دراماتيكى عما يكابده... إنه يضوى النقيض بالنقيض... ويتغلغل داخل الحدث فيمنحه تأثيراً وبلاغة نفاذتين..."اننى سوف أصفح عن ضعفك... ولكن إياك أن تقبلى ذلتى وهوانى
    أسامحك لو نسيتينى وأهنتينى
    وبكيتى علىَّ
    لو فى يوم رميت سيفى
    ورفعت إيدىَّ
    وخنت الثورة... جيت والذلة فى عينىَّ
    حرام عينيك بناغمونى ويرحبو بىَّ
    حرام إيديك ينومن تانى فى إيدىَّ
    ليست سادية تستهويه، أو تعذيباً نفسياً... ولكنها طهارة ثوريَّة، صدق مشروع، فإن تدنس فى وحل الخيانة... فهيهات أن تدغدغه ألفة.
    القطار يرمز للإندفاع، والمنفى رمز للقهر المفروض، والسيف يرمز للمقاومة، والحوار تعبير عن الصراع والإصرار اللذين يقنعان فى فنية وصدق، والقوافى رقيقة وتتناثر داخل القصيدة "يقربنا ويعذبنا" "أشيل شيلى"، "نسيتينى، وأهنتينى " فتكسبها عذوبة وهمساً... ومن ديالكتيكيَّة العلاقة... والمقابلة، والنقيض يعاهد قمر ليله
    وحياة أمنا الخرطوم
    أشيل شيلى وأشد حيلى
    وأموت واقف على حيلى
    وأقولك يا أعز الناس
    على الوعد القديم جايين
    وبين الثورة والسكين
    شيوعيين
    حتى الموت شيوعيين
    هل فى هذه الجهارة زعيق يؤذى الآذان المرفهة؟ إنها لم تعتد على ذلك الزهو النابى بعد أن إستمرأت الكلمات الصقيلة، واختفت وراء الإستعارات المبتسرة، والضباب المفتعل... ولكن محجوباً يخدش أوجهها الرقيقة ويصرخ... شيوعيين، حتى الموت شيوعيين!
    ان هذا الفن يعلن عن سمة جديدة هى وضوح الرؤيَّة الشعريَّة أو ما نسميه بالجهارة الثوريَّة... وهى تختلف تماماً عن التلخيص الكلاسيكى والعظات التى عرفها بعض الشعر العربى فى مطلع هذا القرن فى السودان من مباشرة فى شعر العباسى وعبدالله عبدالرحمن وغيرهما... لقد عانت هذه المباشرة من اوبئة السطحيَّة والتقرير فى التعابير الجاهزة والحكم، والعظات واللجوء الى بطون الكتب، ولذا فإنها افتقدت الحيويَّة والتعبير الصادق عن الواقع بتناقضاته العديدة.
    وتختلف هذه المباشرة الجديدة عن الواقعيَّة السودانيَّة التى اقتحمت الخمسينات... وفرضت شرعيتها وقتئذ... لأنَّ تلك الواقعيَّة لم تتخلص من الشعارات العامة، والإغراق فى التفاصيل، ورسم الواقع فوتغرافياً "الطين والأظافر، قصائد من السودان... مثلاً" رغم دورها الطليعى فى ارواء الشعر العربى بنكهة الواقع ومذاقه... والإندماج فى الصراع الطبقى الذى لم يكن بهذا الحجم والتحديد... والإستقطاب، وإذا أخذنا الفيتورى "أغانى أفريقيا" كمثل أكثر نموذجية لواقعيَّة الخمسينات فإننا نرى أفريقيا رؤيَّة ضبابيَّة ذهنيَّة... والتفاصيل الدالة على القارة من العموميَّّة بحيث لا تشير الى تجربة حية معاشة... ان أفريقيا تفتقد الأبعاد الطبقيَّة والصراع الإجتماعى...إنَّ واقعيَّة الخمسينات قد إنفجرت فى مهد الحركة الثوريَّة وأدت وظيفتها دون ريب... ولكن وضوح محجوب شريف يتلألأ على قمة نضوجها ومعاركها الضاريَّة.
    كانت معظم النهايات فى قصائد الخمسينات فجائيَّة ومفتعلة... نهاية سعيدة قطعاً "أشبه بالاكلشيهات" ولكن الأمل هنا يتغلغل منذ البيت الأول... و إذ تصادف ان كانت النهاية أكثر دوياً... فلأنها تتويج لما سبقها من نسيج فنى.
    إنَّ هذا الأمل ليس إعتباطياً خالصاً مقحماً ولكنه تكوين عضوى ديناميكى.
    ما هى الأدوات الصياغيَّة التى عبر بها الشاعر عن تجربته النابضة فى قصيدة "الحب والثورة"؟
    لقد عبر بالتفاصيل التى تشبه الشعيرات الدقيقة، وبالمونولوج الداخلى، والحوار وتداعى المعانى، مما أكسب القصيدة حيوية فائقة، ودينامية. وفى مهارة تتنوع القوافى والتفاعيل، وتتموسق فى بناء أوركسترالى... وهذه إنتصارات للشعر الجديد... ولكن الصفة الجريئة التى أعلنت مولدها الفنى هى هذه "الجهارة الثوريَّة" التى تجسد نفسها فى مقاييس ومواصفات فنية جديدة.
    و"رسالة الى مريم محمود" تلك الأم البسيطة من ملايين الأمهات فى السودان، قد ارتقى بها الشاعر من دلالة تجسد العلاقة الخاصة بين إبن وأمه الى دلالة عامة، رمز أكثر شمولاً وفعاليَّة، وعمقاً. وهذا الشمول ينطلق من الخاص الى العام، من الجزئى الى الجوهرى... فتتخطى القصيدة فى النهاية- وقد إستمدت كل تكوينها من العواطف الإنسانيَّة، واللقطات والأدوات البسيطة- هذا المنطق الخاص لتصبح تجربة شاملة ينفعل بها المتلقى... فقد لخصت تجربته ان لم تكن زودته بتجربة جديدة أغنته عن مكابدتها، وأطرها محجوب من خلال مقاطع مركزة قصيرة... تثبت نهايتها "الميم الساكنة" المأساة، وتفصح عن أبعادها وعذاباتها.
    إنَّ هذه القصيدة تشهد على أن الشاعر لا تقوده نظرة دوقماتيكيَّة، أو صوفيَّة بلهاء... فلم يختصر عواطفه ولم يلغها... وإنما على العكس تماماً لقد عمقها وعاد كالطفل فى حضن أمه يناغيها ويقبلها... وتمسح دموعها بقلبه حينما يقف "العسكرى السراق" بينه وبين قلبه "الساساق".
    أية عذوبة تفيض بها هذه المناجاة؟! وهل كان يمكن للغة أخرى أن تقتحم جدران القلب، وتتسرب فيه بمثل هذه التلقائيَّة، والبساطة، والبراءة، ان لم تكن لغة الشعب التى إختارها محجوب أداة صياغيَّة له؟
    يا والدة يا مريم
    يا عامرة حنية
    أنا عندى زيك كم
    يا طيبة النية؟
    بشتاق وما بندم
    إتصبرى شوية
    يا والدة يا مريم
    لم يكن تركيز المقاطع فى تفعيلتين أو ثلاث... مصادفة... ولكنها عفوية الحديث الى "مريم" بالتحديد لكى تعى ما يريد أن يشئ به إبنها فى أذنيها... وذكر إسم الأم لم يأت عفو الخاطر أيضاً... وإنما هو ترديد لكلمة عذبة تضرب فى تاريخ الشاعر النفسى من ناحية، وتمنح هذه الإنسية المجهولة مكانتها ووزنها أيضاً فيتغلغل حديثه فى قلبها، ويسر لها "بأعقد" ما فى القضيَّة التى تعجز عن فهمها بأبسط كلمات الدنيا وضوحاً وسطوعاً
    مانى الوليد العاق
    لا خنت لا سراق
    والعسكرى الفراق
    بين قلبك الساساق
    وبينى، هو البيندم
    والدايرو ما بنتم
    يا والدة يا مريم
    وقبل أن يسوق لها الأمثال بود الزين وفولاذية رفاقه، والتضحيات الأسطوريَّة تسيل أمام القصيدة فى عفويَّة رائقة، لا تعمل فيها... بل تمس جذور الوجدان الإنسانى وتهزه هزاً عنيفاً
    عارف حنانك لى
    راجيك تلولينى
    دايماً تقلدينى
    وفى العين تشيلينى
    ألقاهو عز الليل
    قلبك يدفينى
    ضلك على مشرور
    قَّيّلت فى سنينى
    ويتحدث عن قلبها الذى تدفأ به، وظلها الذى لاذ فى رحابه من هجير الحياة ثم يبادلها الحب نفسه... وهو الإخلاص المتفانى لإبن بار بشعبه... فكيف لا يمر بأمه، أو يقول لها أف، أو ينهرها... لقد فرض عليه هذا الفراق اللاإنسانى... فرضه العسكرى حين بذل إنسانيته، ولكن محجوباً فى خضم هذه العاطفة يصفعه، فلن يتم للدركى ما يريد
    أنا لو تعرفينى
    لو تعرفى الفينى
    أنا كم بحبك كم
    والعسكرى الفراق بين قلبك الساساق
    .. وبينى، هو البيندم
    والدايرو ما بنتم
    يا والدة يا مريم
    ويغوص الشاعر فى عواطف إنسانيَّة خالصة... تكشف فجأة عن بطولة الصمود... ليس صموداً بلا ثمن أو رحلة فى الخلاء، ليست بطولة زائفة... وإنما الألم حتى النخاع... دون أن يستسلم أو تخور قواه... ما يمنحه لمريم هو ذلك القلب الكبير الذى أفعم بأحزان شعبه وأشواق
    طول النهار والليل
    فى عينى شايلك شيل
    لكنى شادى الحيل
    والخوف على داهم
    هاك قلبى ليك منديل
    الدمعة لما تسيل
    قشيها يا مريم
    وإذا كان "ود الزين" وحيد أمه لم يقف ليودعها، فقد اختطفه القتلة، فالشاعر لن يجلب العار لأمه لو سقوه الدم... وبقية القصيدة نصب للشهد، لن تنساه الأجيال... لوحة لا يرسمها لمريم محمود وحدها... وإنما لتاريخ البطولات.
    ولاشكَّ أن هاتين القصيدتين سوف تظلان بناءً شامخاً فى أدبنا السودانى.
    السمة الثانيَّة التى يؤكدها محجوب شريف هى الرفض... إنه يرفض الواقع، والموت الذى فرض بأسنة الرماح، وحبال المشانق... وتأتى به يحيل الحلم حقيقة، والحقيقة حلماً... وتلك أداة صياغيَّة جديدة من خلال الوحدة العضويَّة بينهما، فالموت والحياة، والحلم والحقيقة فى تداخل جدلى تصبح فيه اللوحة تجسيداً لشئ لا يتطرق اليه الشك
    صدقنى أنا لقيتو امبارح
    لا بحلم كنت ولا سارح
    كان باسم وشامخ كالعادة
    نفس الخطوات البمشيها
    نفس الكلمات الوقادة
    ويستبعد كل ما حدث من إستشهاد وبسالة عبدالخالق ورفاقه... ومن أكاذيب الراديو والصحف الصفراء المقيتة، الفزع من السونكى والكابوس الذى خيم على الخرطوم، ثم يعود الى الرفض مرة أخرى فى هذا الحوار الذى يعبق حيوية، وواقعية، فى لغة بسيطة ودود
    يا خينا إزيك
    أهلاً مرحب... أيوة اتفضل
    نادانى
    سلمت بقلبى وأحضانى
    راجل نكتة... عميق ومهذب
    رائع جداً... وإنسانى
    ولما جمعنى وشجعنى
    سألتو بدهشة عن الحاصل
    لقد رسم هذا الحوار شخصيَّة عبدالخالق العميقة، المهذبة، الرصينة... العادى أن يسأل الغائب من بقى على قيد الحياة... ماذا سيحدث، أو يبعث الشاعر للشهيد بكلمات العزاء والمواساة... ولكن غير العادى أن يكون الغائب أكثر حضوراً أو ثباتاً، ووعياً حين يسأله عن الحاصل... هذه لغة الفن المعجزة، ولمسة الفنان الحقيقيَّة التى تحضر الحدث تحضيراً درامياً... ويؤكد بذلك الرفض، وينفى الموت... فالعمر لا يحسب بالزمن المحدود... ولكن بما يخلفه الإنسان من وجود حقيقى.
    - قاطعنى... بتعنى الإعدام
    - الشعب يقرر مين الحى والميت مين
    ثم يوصيه بالحذر واليقظة والإقدام، ويمتلئ الشارع مرة أخرى بالناس والعمال والطلائع والمنشورات... وهنا أيضاً يعيد الشارع لشعاراته والى نسقها الصحيح، ويضع الأمور فى نصابها، ويبعث فى الحياة الإيقاع والإنسجام والمنطق.
    لم يكن رفض الشاعر ميتافيزيقياً أو ذهنياً... وإنما هو رفض واع بقوانين التاريخ، وحركة التطور، وديمومة الحياة... وفى "أغنية لعبدالخالق" يرسم محجوب لوحة فذة حقاً... لم يسبقه إليها أحد... وإذا تناولناها فنياً فإنها تفوق من الناحية الدراميَّة كل تحليل جمالى
    الفارس معلق... ولا الموت معلق
    حيرنا البطل
    يا ناس الحصل
    طار بى حبلو حلق
    فج الموت وفات... خلى الموت معلق
    انتصر عبدالخالق على الموت... هذه جملة عادية قد ترد الى ذهن أى مواطن، ولكن كيف جسدها شاعرنا فى صورة حسيَّة نابضة، كبانوراما حية؟ الموت وعبدالخالق لم يكونا صنوين... عبدالخالق شق الموت وخلفه معلق... خلف المشنقة والقتلة ومعهما الخزى والموت... وطار محلقاً كالملاك... ليس الى السماء، وإنما ليهبط فى الحزب الشيوعى.
    الشاعر لا يرفض الموت لأمنية أو رغبة... وإنما عن وعى عميق كما أسلفنا... ان عبدالخالق يستمد بقاءه من الحزب الذى شيد صرحه، كما أن الحزب هو إمتداد لعبدالخالق... إذن فالموت هنا شئ عارض، وثانوى، ومفروض... والجوهرى أن عبدالخالق هبط وعاد اليه العزم، والنبض والتصميم ليس بقوة خارجة عن نطاق الطبيعة، وإنما بإصراره الإنسانى وإرادته وإختياره
    فى عينينا بات
    وسط الناس نزل
    فى الحزب الشيوعى
    تحت الأرض بذرة
    وفوق الشمس هامة
    بالحزب الشيوعى
    ومن كل الوسايد
    وفى نبض القصايد
    اعتبره حبيبى عايد
    من بين الشدائد
    فى هوج الليالى
    راحة الكان بلالى
    فى الشارع علاقة
    طال فى الدنيا قامة
    وزاد فى العين وسامة
    الرفض وإدراك الإمتداد التاريخى ركيزتان لفن الشاعر- بل والشعر الذى تفجر فى السبعينات- ولكنهما يندرجان تحت سمة أعم... سمة الشاعر الفنيَّة، وليس بالشعارات العامة، والعبارات الزاعقة، ويلح الشعر على سمتى الرفض والإمتداد، ويزيدهما جلاءً، ويعمق من دلالتهما الإنسانيَّة فى قصائد أخرى.
    فى قصيدته عن شهيد الطبقة العاملة الخالد "الشفيع" يغبطه ويغبط رفيقة حياته فاطمة على هذا الموت... إنَّ موت الشفيع مهرجان، عرس حقيقى... هذا المأتم يغدو عرساً لأنَّ الحياة تنفجر بالإستشهاد وتتوهج... هذا رفض واع لموت ملفق
    واحلالى أنا واحلالى
    اريتو حالك يابا حالى
    أموت شهيد جرحى بيلالى
    الشفيع يا فاطمة فى الحى
    فى المصانع وفى البلد حى
    سكتيها القالت: أحى
    ما حصاد والأخضر النى
    راضى عنه الشعب والدى
    ومات شهيداً أنا واحلالى
    وأحمد يرمز الى الإمتداد، الجيل الذى وهبه الشفيع حياته... فليس العرس هنا إستحلاباً لأمل خلاب، أو دعوة خطابيَّة طنانة... ولكنه حقيقة تصوغها الحياة ذاتها... متجسدة فى إنسان من لحم ودم الشهيد، نبؤة الشاعر فى إستقرائه وإستجلائه للمستقبل
    أحمد.. أحمد تكبر تشيل
    الجواد والسيف الطويل
    خط أبوك بالدم النبيل
    كل صفحة وصفحة اكليل
    ومات شهيد واحلالى
    ويطور محجوب شريف بهذه القصيدة الأهازيج التى إنبثقت فى ثورة 1924 ويجعل من ينبوعها رياً وزاداً له بعد أن إنتقلت الثورة من فئة البورجوازيَّة الصغيرة الى "الورش والسكة الحديد، والعرق، والزيت والمصانع"
    كان ثوار 1924 يغنون لأم الضفائر
    يا أم الضفائر قودى الرسن
    أصله موتاً فوق الرتاب
    بالشباب الناهض صباح
    قوى زندك وموت بإرتياح
    واصفى فليحيا الوطن
    كان رصاص أو كان بالحراب
    ودع أهلك وأمش الكفاح
    فوق ضريحك تبكى الملاح
    وفوق ضريح الشفيع الذى يرهب الأعداء مجرد وجوده لا تبكى الملاح ولكن يطلقن الزغاريد لليوم المقبل السعيد...
    وثمة سمة لهذا الشعر تكاد تكون السمة الرئيسة للديوان... وهى التحريض الثورى... وتؤدى اللغة فى التحريض دور الطبول والنحاس والهتاف والزغاريد، يطوعها الشاعر ويستخدمها فى إتقان ومهارة... وتتحمل "اللهجة العاميَّة" حينما تشد كل أوتارها، ويستغل ما تختزنه من كنوز ما تمور به التجربة الحديثة من عمق، وتعقيد، وأصالة، ووعى. الشاعر يطرح أكثر قضايا شعبه معاصرة من خلال العاميَّة... ولكن كلمات من قاموس "الفصحى" ولغة الكتب والجرائد تتسلل خلسة لترصع كلمات أخرى من صميم البيئة، وليس ثمة غرابة هنا بين التداخل فى لهجة المدينة والقرية، والكلمات الفصحى لأنَّ هذا التداخل تعبير عن الإلتحام الطبقى الثورى للعمال والفلاحين والمثقفين. ولذا فإنَّ لغة الشاعر تعبر عن هذه "الجبهة" ان صح التعبير، ومن ناحية أخرى فإنَّ لغته ترتقى الى مستوى النظرية التى يبشر بها وهى تعنى التحديث والتغير الإجتماعى.
    والموسيقى الداخلية... والقوافى الباطنيَّة فى قصيدة "اكتوبر" ليست ترصيعاً وتنويعاً زخرفياً، ولكنها وظيفة جديدة للغة فى تعشقها لفكرة التحريض، إنها مارش حماسى لا يثير الغناء فقط، ولكنه يحث على الإستشهاد؟
    اكتوبر ديناميتنا
    ديناميتنا ساعة الصفر
    ركيزة بيتنا
    لون الشارع
    طعم الشارع
    قبضة سيفنا
    وطولنا الفارع
    ويواصل الشاعر لمساته وموسيقاه الداخليَّة، والإنسجام فى القافيَّة الذى يكاد يشبه التطابق ويحيل النبرة الى نغم خالص أشبه برقصة أسطوريَّة حول النار... والغريب أننا لا نحس فيها بأدنى تكلف... وعلى العكس نستشعر ضرورتها الفنية
    قامتنا
    قيامتنا
    عمرنا الباقى لو متنا
    لمن نبنى جبهتنا
    وشعبنا نحن غيرتنا
    حقيقتنا وجبيرتنا بصيرتنا ومسيرتنا..الخ.
    ولعلَّ قصيدة "الدفتر الأول" مثال رائع أيضاً لشعر التحريض الثورى وهو كما قلنا سمة رئيسة للديوان... يتحدى فيها الشاعر الراص والسجان... ويخاطب قوافل الشهداء وهى تمضى حاملة الرايات فى مقاطع موجزة ومركزة
    ملينا الدفتر الأول
    حنملا الدفتر الثانى
    بكل عزيز وإنسانى
    حنملا الدفتر المليون
    ونتحول
    رجالاً هدوا كتف الموت
    وما هم شمسنا الحية
    أناشيد ثورة يوميَّة
    ويتداخل تحدى السجان مع رفض الموت فيصيران تحدياً واحداً مزلزلاً
    ولسه ولسه عبدالخالق المغوار
    يقود الصف
    ونحن وراه كف فوق كف
    وهاشم قاطع الحدين
    لسه ولسه يملا العين
    وإذا كنا فى مجال الإيماء للسمات الجديدة التى يحملها هذا الشعر فلا شكَّ أنَّ سمة البشارة والبشرى من أبرز ملامح الديوان... وتتمثل كنموذج فى قصيدتى "أغنية حب الخرطوم" و"يابنوتنا غنن"، وحين يشجب الشاعر الحزن لا يستجدى الغناء أو يفتعله... ولكنه يغنى الإستشهاد حقيقة... يقف فى الطليعة حاملاً قيثارة، ودموعه فرح ومهرجان وعرس
    غنى يا خرطوم وغنى
    شدى أوتار المغنى
    ضوى من جبهة شهيدك
    أمسياتك واطمئنى
    لماذا تغنى الخرطوم؟ للريح التى هبت وشبت فى أوجه الخونة... للشهداء الذين عادوا... وعادت معهم أفواج المناضلين من المنافى... هل هى عودة أسطوريَّة... أم أنَّ الفنان يحيل الحلم حقيقة؟ هذا هو السحر الذى بقى فى الفن الرفيع
    ونحن يا ست الحبايب
    من ثمارك
    فى دروب الليل نهارك
    وقبل ما يطول إنتظارك
    نحن جينا
    وديل انحنا القالو فتنا
    وقالو للناس انتهينا
    جينا زى ما كنا حضنك... يحتوينا
    كنا نود أن نقف قليلاً لنحلل ذلك التكثيف النغمى فى قصيدة "عريس الحمى" التى استغل فيها الشاعر ببراعة قافية واحدة ليصور لنا لحظة من أشق اللحظات وأعنفها، لحظة الإستشهاد... ليحيلها زفافاً وهتافاً... فكيف يتحول الألم أملاً، والصرخة زغرودة، واليأس ثورة؟ هذه رؤية الفنان الباسل الذى آمن بشعبه ولم ينكس رايته... ولكننا ندع القارئ للديوان ليستكشف التأثير، وسحر اللغة، والتحضير الدرامى للحدث، وواقعيَّة الحوار.
    ولن نتعرض للقصائد الفصيحة... وما قد تتضمنه من هنات فى اللغة أو النغم أو القافيَّة فليس هذا مجال مقارنة الفصيح بالعامى... فالشاعر قدد شق درباً جديداً فى شعر العاميَّة، أو قل الأدب الشعبى الجديد.
    ولنتذوق معاً حلاوة النغم وروعة الإصرار، والموسيقى الخالصة فى هذه الأبيات من قصيدة "أهلاً أهلاً بالأعياد" حيث يخاطب التاريخ
    سجل انحنا
    برغم جرحنا
    إجتزنا المحنة
    ونحن الليلة أشد ثبات



    لماتعود للبلد الهولك
    لي خرطومك وامدرمانك
    وتـــــــرجع
    ذي ما العيد بيسافر ويرجع
    وتمـــــرق
    ذي شمس الله اللازم تطلع
    وتنبـــــع
    ذي ما النيل ابتدا في المنبع
    كل البلد الهولك يصحو
    يصبح صبحو
    وينصح جرحو
    ينصح جرحو ويصبح صبحو

    أيوب خليل ميرغني
    المملكة العربية السعودية

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 11-01-2014, 03:58 PM)

                  

11-01-2014, 05:49 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: محمد حيدر المشرف)

    الأخ عوض محمد أحمد
    تحيِّاتي

    أشكرك على صبركَ على قراءة المقال المُطوَّل وعلى ملاحظاتكَ حول بعض مما جاء فيه، والحقيقة كانت لدي مُشكلة في الحصول على دواوين الرحل محجوب شريف رغم سعيي لذلك بصدقٍ وجدِّية، وربما كان ذلك واحدة من أكبر المشكلات التي واجهتني في سبيل استعراض تجربة الراحل محجوب شريف بشكل كامل حتَّى أتمكن من تقييمها بشكل أكثر دقة، الأمر الذي دعاني إلى الاكتفاء بتناول ملاحظتي النقدية القائمة في أساسها على التفريق بين الشعر الغنائي والشعر، في محاولةٍ مني لوضع إنتاج الراحل محجوب شريف في موضعه المناسب، بحيث لا يتم اعتباره من شعراء السودان بل من شعرائه الغنائيين، وكانت هذه الملاحظة هي مناط اهتمام المقال طولًا وعرضًا، وأتمنى أن أكون قد وُفقتُ في تبيان وجهة نظري حول هذه النقطة. أمَّا بالنسبة لملاحظتكَ الأولى فيما يتعلق بمناسبة قصيدة (يا والدة يا مريم)، فأعتقد أن ثمَّة لبسًا في الموضوع، فأنا لم أقل أبدًا أنَّ القصيدة رثاء من محجوب شريف لوالدته، بل قلته (هي ذات الموسيقى الراقصة التي نجدها في قصيدة رثائية كتبها الراحل محجوب شريف في قصيدته (يا والدة يا مريم) والتي يقول في بدايتها) فالقصيدة رثائية ولاشك، فهي في رثاء الرائد محمد أحمد الزين عضو مجلس انقلاب 19 يوليو، ولم أذكر أنها في رثاء والدته. عمومًا هي ملاحظة تعني أنكَ قرأتَ المقال بتدقيق وتمحيص، وهذا ما يُحمد لكَ، فلكَ مني كل الشكر والامتنان على ذلك.

    مودتي واحترامي
                  

11-01-2014, 05:50 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    الأخ محمد حيدر المُشرَّف
    تحيِّاتي

    أشكرك مبدئيًا على قراءة المقال وعلى رغبتكَ في مُناقشة بعض مما جاء فيه، وفي انتظار تعليقك التفصيلي حتى تكتمل لدي الصورة بشكل كامل، ولكن من حيث المبدأ استغربتُ قدرتكَ على الطعن في ذائقتي الشعرية، ودفعني ذلكَ إلى التساؤل حول إمكانية الطعن في الذائقة الشعرية أو الفنية لأي شخص، إذ أنَّه لا يوجد معيار يُمكنك الرجوع إليه لمحاكمة ذائقة الآخرين لأنها -ببساطة- ذائقتهم الخاصة، ولكن وحتى تكتمل الصورة لدي فإنني في انتظار تعليقكَ التفصيلي. كما أشكركَ على إرفادنا بالقراءة النقدية الخاصة بالدكتور جيلي عبد الرحمن.

    مودتي لك
                  

11-01-2014, 05:51 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)


    العزيز عبد الحميد البرنس
    تحيِّاتي

    أشكركَ على المتابعة ولك مني كل الود والتقدير
                  

11-01-2014, 05:51 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    الأخ مصطفى مدثر
    تحيِّاتي

    شكرًا على المتابعة والتعليق
                  

11-01-2014, 05:50 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: محمد حيدر المشرف)

    أهلا هشام

    قلت سيدي:
    Quote: ولعلنا نكتشف تأثير موسيقى القصيدة الداخلية-الذاتية على الموسيقى الخارجية


    ما هو تعريفك للموسيقى الداخلية؟

    و ماذا تقصد بإضافة صفة "الذاتية"؟ إليها؟

    إذ ان تلك الإضافة تفترض-بالضروة-موسيقى داخلية "غير ذاتية"،

    و هذا أيضا يفترض تعريف تلك الموسيقى غير الذاتية.

    كما سينسحب الأمر على "الموسيقى الخارجية"،للتساؤل "المشروع" عن إمكانيات وجود "موسيقى خارجية-ذاتية" من عدمها.

    هذا التعريف مهم،لأنه يجعل القارئة تتعرف على كيفية تطبيق "الموسيقى الداخلية-الذاتية"، على نصوص محجوب شريف الشعرية التي استشهدت بها في دراستك.

    أرقد عافية
                  

11-01-2014, 11:17 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20358

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    امكانية الطعن في ذائقة أحدهم الشعرية ؟!!


    نعم يا هشام, أستطيع أن أطعن في ذائقة زميلي المصري الذي حدثتك عنه طالما كان المجال المحدد هو نص شعري بالدارجية السودانية لحميد, القدالو ومحجوب شريف الخ ..


    ..
    أرجو مراجعة كتابتك حول قصيدة "بطاقة شخصية" على ضوء ما تفضل به د.عوض والفروقات الكبيرة بين ما تغنى به "محمد منير" والنص الأصلي .. وعلى ضوء إشارتي لحقيقة أن الحزب وليس الشعب هو ما يرجع اليه الضمير في "قبالو" ..

    ..
    أتمنى كثيرا أن تتاح لي الفرصة لنقاشك حول هذا الموضوع ..

    تحياتي
                  

11-02-2014, 01:10 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: محمد حيدر المشرف)

    الأستاذ أُسامة الخوَّاض
    تحيِّاتي

    استفساركَ "المشروع" عن تعريفي للـ"موسيقى الداخلية" هل يعني ضمنيًا وجود تعريف مُتفق عليه للـ"مموسيقى الخارجية"؟ أعني أنه إذا كان هنالك فهم عام للموسيقى الخارجية، فإنه بإمكاننا معرفة معنى الموسيقى الداخلية. أمَّا عن وصف "الذاتية" فهي ليست "إضافة" وإنما مُعادل للداخلية، أي بإمكانك استخدام توصيف (موسيقى داخلية) أو (موسيقى ذاتية) للشعر في مُقابل الموسيقى الخارجية. وعلى أي حال فإن الأمر يعتمد ببساطة شديدة على موسيقى الشعر، وموسيقى الآلات، فموسيقى الشعر قائمة على اعتماد تراتبية الألفاظ المُستخدمة في النص؛ بحيث ينتج تتابعها إيقاعًا وموسيقى من داخلها، دون الحاجة إلى استخدام آلالات موسيقية، وذلك كما يظهر من قصيدة (يا والدة يا مريم) أو قصيدة (عشَّة كلمينا)، فمن السهولة اكتشاف هذه الموسيقى الداخلية (الذاتية) بمجرد قراءة القصيدة، وفي بعض الكتابات السردية النثرية تُوصف بعض الفقرات النثرية بأنها لغة شعرية أو شاعرية، لما ترتب على تتابع الألفاظ فيها من توليد موسيقى بينها أثناء قراءتها، أمَّا الموسيقى الخارجية فهي عملية أكاديمية تعتمد على النوتة الموسيقى في تلحين العمل الشعري بحيث يختفي المقطع الشعري لتظهر عوضًا عنه "الجملة الموسيقية" أو كيف سيتم أداء هذه العبارات والألفاظ في الغناء، وهو ليس بالضرورة أن يعتمد على موسيقى الشعر نفسه، وهي العملية التي يستخدمها الملحنون ويُطبقونها حتى على القصائد غير الغنائية كما فعل ذلك مصطفى سيد أحمد في قصيدة (بناء العزلة ضد العزلة) أو كما تقدَّم من أمثلة في المقال. الفكرة الأساسية من كل ذلك: إنَّ موسيقى قصيدة (حنبنيهو) الداخلية .. أثرت بشكل سلبي على عملية التلحين الخارجية، وبالتالي كانت النتيجة "أغنية" سيئة التلحين ساهمت (في رأيي) في إتلاف القصيدة نفسها.

    مودتي
                  

11-02-2014, 01:14 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    الأخ محمد حيدر المُشرَّف
    تحيِّاتي

    للأسف؛ لا يُمكنك الطعن في ذائقته الشعرية، لأنك بهذا تُطالبه بأن يتذوق ما لا يُمكنه أن يتذوقه أصلًا، هذا الأمر أشبه بأن تُطالب شخصًا بأن يرى (ما لا يراه خيرًا في مجتمعه) خيرًا (!!) هذا الجدال الثقافي يُعتبر مُشكلة كبيرة فعلًا وإلا لما كان السؤال قائمًا: (لماذا لا يتذوق المستمع العربي الغناء السوداني أو الأدب السوداني؟) وتتناسل عنه أسئلة أخرى كثيرة، وهو سؤال مُؤرق في الحقيقة، لأنه وأمام تلك التقاطعات الثقافية لا نجد مسألة الذائقة الثقافة عائقًا كبيرًا لدى الكثيرين في قبول نتاج الآخر. الشخص المصري لن يتقبَّل أي إنتاج أدبي أو فني سوداني ببساطة لأنه لا يحمل داخله آليات تذوقها، وأيضًا لأن الآليات التي يملكها لا تتيح له تقبل هذا المُنتج المُختلف. ولكن هل هذا يعني أن هذا الشخص المصري بلا ذائقة فنية أو أدبية؟ بالتأكيد لا. الأمر الآخر إن الطعن هنا ليس للشخص المصري، وإنما لي أنا شخصيًا عزيزي المُشرف، وقد أبديتَ تعجبكَ من ذائقتي أنا الشخصية في فهم وتقبل عبارة (هي سودانا بكرة من سودانا ناو)، وهذا ما قلتَه حرفيًا:
    Quote: احس بخلل مريع في ذائقتك الشعرية, أو هي على الأقل مختلة, في حدود هذه النوعية من الشعر .. وحقيقة تعجبت كثيراً من ذلك
    والحقيقة أنني لا أرى الأمر مًتعلقًا بالذائقة أبدًا فهي جُملة لا معنى لها ولا أعرف أن السودانيين يحذفون اسم التفضيل في كلامهم. أمَّا بالنسبة لاختلاف قراءتنا لكلمة (قبالو) التي تأولها على أنها "الحزب" وليست "الشعب" فهي فيها محاولة (لا أراها حميدة) لقولبة الشاعر محجوب شريف وحبسه في إطار حزبي ضيق، ولكن وبصرف النظر عن هذا المعنى فإنك مطالب بإفهامنا المعنى الذي من المفترض أنه لا يُمكن أن يُفهم إلا من خلال السياق:
    الاسم الكامل: إنسان
    الشعب الطيب والديَّ
    الشعب حبيبي وشرياني
    أداني بطاقة شخصيّة
    من غيرو الدنيا وقبُّالو

    فهل من المعقول أن يُشير الضمير المتصل في (قبالو) على شيء غير مذكور في الأبيات السابقة؟ أين هو الحزب فيما تقدَّم من أبيات حتى يكون المعنى أنَّ الحزب هو الذي قباله وليس الشعب حسب قراءتي (وأعتقد حسب قراءة الأغلبية)؟ محجوب شريف هذه الأبيات كان يتكلم عن الشعب (الشعب الطيب والديَّ) وكذلك (الشعب حبيبي وشرياني) ثم قال (من غيرو الدنيا وقبالو) فبأي حجة تُريدني أن أفهم أن المقصود هنا هو الحزب؟ أنا قد أتفهم أن يكون هنالك اختلافًا بين النسخة التي تغنى بها محمد منير والنسخة الأصلية للقصيدة، وقد اعترفتُ بوجود هذه المشكلة ومواجهتي لها منذ أن بدأتُ فكرة الخوض في تجربة محجوب شريف الشعرية، وكل ما كان يُصادفني في مواقع الإنترنت كانت هي هذه النسخة المُستخدمة في هذا المقال، وكلها تنسبها بهذا النص للشاعر محجوب شريف، على أنني لم أجد في قراءة الدكتور جيلي عبد الرحمن، وليتني أطلع على النسخة الأصلية للقصيدة لنرى استخدام الشاعر لكلمة (قبالو) فيها.

    لك مني الشكر والتقدير
                  

11-02-2014, 04:48 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20358

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)



    هشام سلام ..
    وعلى عجالةٍ, ونحو "الدوام" .. هذا هو أقرب نص لما كتبه محجوب شريف ..
    ولك أن تعتمد على ذاكرني في هذا المجال تماما ..

    الاسم الكامل .. انسان
    والشعب الطيب والدي
    الحزب حبيبي وشرياني
    اداني بطاقة شخصية
    من غيرو الدنيا وقبالو
    قدامي جزاير وهمية
    لالون لاتطعم و لاريحة
    وايام مطفيا مصابيحا
    زي نجمة بعيدة ومنسية

    المهنة... بناضل و بتعلم
    تلميذ في مدرسة الشعب
    المدرسة فاتحة علي الشارع
    والشارع فاتح في القلب
    والقلب مساكن شعبية

    وديني محل ما توديني
    شرد اخواني واخواتي
    فتش اصحابي وجيراني
    خليني في سجنك وانساني
    في سجنك جوه زنازين
    ارمينيوكتف ايدي
    علشان مستقبل انساني
    من اجل الناس الطيبين
    وعشان اطفالنا الجايين
    والطلع ماشي الوردية
    وحياة الشعب السوداني
    في وش المدفع تلقاني
    قدام السَنكي حتلقاني
    وانا بهتف تحت السكين: الثورة .. طريقي
    وايامي محدودة
    و تحيا الحريه

                  

11-02-2014, 02:07 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: محمد حيدر المشرف)

    أهلا استاذ هشام

    شكرا على ردك.

    ارى انك قد دخلت فعلا في منطقة ملغومة،و هنا أجاري عنوان مقالتك.و انما أعني خلطك بين مسألتين :
    المسالة الأولى :
    العلاقة بين مصطلحات الموسيقى الداخلية و الخارجية و الايقاع،

    المسالة الثانية هي العلاقة بين الغناء و بين بحور الشعر.

    المسالة الاولى طرحت في النقاش الطويل الذي أثارته قصيدة النثر العربية.و الذي يتجدد من آن الى آخر منذ ظهور قصيدة النثر .
    و شعر محجوب شريف لا علاقة له إطلاقا بهذ النقاش ،فانت قد أقحمت تلك المصطلحات بشكل أقل ما يقال عنه أنه "أوف بوينت "،و هنا تجدر الاشارة إلى ما أثارته مقالات احمد عبد المعطي حجازي أخيرا من نقاش عن "القصيدة الخرساء".

    المسالة الثانية هي هل ان هنالك بحورا شعرية معينة "تصلح للغناء " أكثر من غيرها أم لا؟و سأورد مقتطفا طويلا بعض الشيئ ،حتى نعطي القارئة مثالا على كيفية طرح سؤال "صلاحية بعض البحور الشعرية " لأناشيد الاطفال:
    Quote: يذهب باحثون في مجال أدب الأطفال إلى أن البحور المناسبة للنص الشعري الموجه للأطفال هي البحور الخفيفة والقصيرة القابلة للإنشاد والغناء، وقد استخدم شاعر الطفولة العربي سليمان العيسى الوزن الموسيقي الخفيف الرشيق، الذي لا يتجاوز ثلاث كلمات، أو أربعا في كل بيت من أبيات القصيدة (02) ، وهو نموذج يحتذى به في شعر الأطفال العربي المعاصر، (03) والمتتبع لشعره الموجه للأطفال يلحظ سيادة البحور الخفيفة، كما يلحظ اعتماده بشكل أساسي على مجزوءات البحور، لما توفره من ثراء في الإيقاع، وهو ما يجعل شعره أكثر نفاذا إلى قلوب الصغار وآذانهم .

    وإذا كان باحثون في هذا المجال ذهبوا هذا المذهب فإننا نرى آخرين عارضوا تخصيص الشعر الموجه للأطفال ببحور معتقدين أن البحور كلها تصلح لهذا الشعر . (04)
    غير أن المتتبع للشعر الموجه للأطفال سواء عند رواده الأوائل أمثال أحمد شوقي ، وعثمان جلال ، وكامل كيلاني ، أو عند من جاؤوا بعدهم يلحظ سيادة الأوزان الخفيفة الرشيقة ، فأحمد شوقي ينظم أكثر من خمسين بالمائة من حكاياته الشعرية من بحر الرجز في صيغته التامة أو المجزوءة، وكذلك فعل عثمان جلال وكامل كيلاني وسليمان العيسى، وجاءت بقية قصائدهم موزعة على البحور الخفيفة والقصيرة والسريعة . (05) وقد قام الباحث فالح فلوح بإحصاء الأوزان في سبعة وثلاثين نشيدا للشاعر سليمان العيسى نظمها على البحور الخفيفة المجزوءة ، فوجد أن مجزوء الخبب والمتقارب يحتلان المرتبة الأولى بإثنين وعشرين نشيدا ، ثم مجزوء المديد بأربعة أناشيد ، وثلاثة أناشيد لكل من مجزوء الرجز ومجزوء البسيط ، وكان لكل من مجزوء الوافر والرمل نشيدان، وللهزج نشيد واحد. (06)

    وانطلاقا من هذه الإحصاءات نرى أن الأوزان الخفيفة السريعة الإيقاع هي الأنسب لهذا اللون من الشعر ، لأنها تريح الشاعر كما تريح المتلقى الصغير، وتساعد على إيصال فكرة القصيدة ، وصورها ولغتها بسهولة ويسر، مما يسهل عليه فهمها وحفظها، لهذا اعتمدت أهازيج الأطفال في الموروث الشعبي على الألحان العفوية البسيطة وأوجدت لها أوزانا قريبة من أوزان الشعر العربي الخفيفة، الأمر الذي دفع ببعض الشعراء إلى استثمارها في مجال الكتابة للأطفال "لأنها تضع بين أيدينا وثيقة هامة تؤكد على ضرورة الالتزام بالبساطة والعفوية عند تقديم النص الشعري ليسهل حفظه واستظهاره، ومن ثم بقاء أثره ممتدا إلى ما بعد فترة الطفولة "(07)
    http://revues.univ-ouargla.dz/index.php/numero-08-2009/960-2013-05-14-09-18-22http://revues.univ-ouargla.dz/index.php/numero-08-2009/960-2013-05-14-09-18-22http://revues.univ-ouargla.dz/index.php/numero-08-2009/960-2...-2013-05-14-09-18-22

    و ساعود لمواصلة النقاش.
    ارقد عافية.

    (عدل بواسطة osama elkhawad on 11-02-2014, 02:19 PM)

                  

11-02-2014, 05:08 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: osama elkhawad)

    مرحباً أخي هشام!
    حقيقةً مع الاحترام والتقدير الكبير لشخص
    محجوب شريف، لكنّني أتّفق تماماً مع ما ذهبت
    إليه!
    محجوب شريف كتب اسمه في ضمير الشعب
    بعاطفته الوطنيّة الكبيرة أولاً،
    وليس فقط بقصائده،
    مع التأكيد بأن قصائده تضمّنت رسالةً مكثّفةً
    انطوت على (تلك العاطفة)، ولم يكن صعباً على المواطن
    البسيط أن يتلقّاها ويُدركها!
    بغضّ النظر عن مفهوم الشعر الغنائي عند المختصّين،
    أنا أرى أنه من خلال شعر محجوب شريف،
    يبدو في بساطة المعاني التي تحملها المفردات،
    المسوقة عبر أسلوب التّقرير والتعبير المباشر
    عن الشعور، وإن كان لا يخلو من الصور،
    لكنها صور فوتوغرافية،
    ليس يربط بينها إلا رابط الشعور الإنساني المتدفّق
    عبر كلمات القصيدة!

    ومن ناحيةٍ أخرى يحقّ للأخوة الشيوعيين
    أن يحبّوه وأن يُبالغوا في حبّه،
    إذ إنّه استطاع عبر التعبير عن موقفه العاطفي من
    الحزب ورموزه، أن ينسج مظلّة من الإيقاع
    الشعري الغنائي الجميل، تستثير رابطة الانتماء
    إلى الحزب العتيد، في مرحلةٍ من تاريخ الحزب
    تميّزت بالركود، وهي المرحلة التي امتدّت
    منذ عام 1971م لحدّ هذه اللحظة!
    شعر محجوب شريف، مسوقٌ أصلاً
    في سياق حزبي وطني سياسي!


    Quote: الاسم الكامل .. انسان
    والشعب الطيب والدي
    الحزب حبيبي وشرياني
    اداني بطاقة شخصية
    من غيرو الدنيا وقبالو
    قدامي جزاير وهمية
    لالون لاتطعم و لاريحة
    وايام مطفيا مصابيحا
    زي نجمة بعيدة ومنسية
                  

11-02-2014, 05:16 PM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: osama elkhawad)

    أستاذ هشام ادم
    سلام
    ...
    بدايةً : أجدني اتفق تماماً مع ما ذكره الأخ المشرّف حول ان المقصود بكلمة قبالو هو الحزب الشيوعي
    وذلك إستناداً علي النص الأصلي للقصيدة حيث لا يوجد تكرار بكلمة الشعب بل ان الكلمة التالية كانت (الحزب)
    حيث ورد نص القصيدة هكذا :

    الاسم الكامل
    إنسان
    الشعب الطيب والديّا
    الحزب حبيبى وشريانى
    أدانى بطاقة شخصيّه
    من غيره الدنيا وقباله
    قدامى جزائر وهميّه
    لا لون..
    لا طعم..
    ولا ريحه
    وايام مطفيّه مصابيحها
    زي نجمه بعيده ومنسيّه
    المهنه:
    بناضل وبتعلم..
    تلميذ فى مدرسة الشعبِ
    المدرسة..
    فاتحه على الشارع
    والشارع فاتح فى القلبِ
    والقلب..
    مساكن شعبيّه
    ودينى محل ما تودينى
    شرّد اخواتى واخوانى
    فتش أصحابى وجيرانى
    خلينى فى سجنك…
    وانسانى
    في سجنك جُوّه زنازين
    أرمينى وكتّف ايديّا
    من أجل الشعب السودانى
    وعشان أطفالنا الجايين..
    والطالع ماشى الورديّه
    وحياه الشعب السودانى
    فى وش المدفع
    تلقانى
    قدام السونكى
    حتلقانى
    وانا بهتف تحت السكين
    الثوره طريقى وايامى
    معدوده
    وتحيا الحرّيه
    ..
    اما فيما يخص كلامك حول الجزئية الخاصة بالشارع فاتح في قلبي
    وإستنكارك لكيفية فهم فتح الشارع في قلب إنسان بالمعني الذي نقصده كسودانيين ، فلا أجد ان هناك ما يدعو للإستغراب
    فشيء بديهي معرفة ان الشاعر لا يقصد المعني الحرفي للجملة و القول بان الشارع فاتح في قلبه بمعناه المكاني و إنما هو استخدام مجازي زيو و زي غيرو بمعني انو الشارع قريب من قلبه لا أكثر !
    و لا أجد مبرر منطقي لمحاولة الحفر و الغوص في أشياء هي من البديهيات ولا تحتمل تحميلها فوق طاقتها !
    كما انني إستغربت جدا لقولك انك حاولت جاهدا ان تعثر علي النصوص الكاملة و الأصلية للراحل محجوب شريف و لكنك لم تُوفّق في ذلك و لذا فإنك إعتمدت علي بعض النصوص الشائعة و المتداولة في الوسائط !
    ولكن ألا تتفق معي ان تأسيس عمل نقدي او بحثي او أياً كان، لا ينبغي له الاعتماد علي ما يتناقله الناس او عن ما هو شائع او قيل، بل ينبغي ان تسبقه دراسة و تتبُع للمادة المراد نقدها بحيث تُؤخذ المادة من مصادرها و من ثم تُبني
    الرؤية النقدية علي النصوص الحقيقية وبذا تأخذ الدراسة او الرؤية شيء من الجدّية او الموضوعية ، اما ان نعتمد في تقييم شخص ما و نصدر احكاماً بشأنه دون الرجوع لمنتوجات الأدبي فأنا أري فيها ظلم كبير للشخص من جانب و من
    جانب آخر فإن الرؤية النقدية في حد ذاتها تفقد أهميتها و يتحول كاتبها الي مجرد حاطب ليل ، يجمع الغث و الثمين و يُعمل عليه أدواته دون تحقق.

    عموماً ، لك خالص الود و الاحترام
    و دمت بخير
                  

11-02-2014, 09:06 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20358

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    ما أشبه المقدمة الرائعة ل "هرطقات" بدساتير الديكتاتورية, راودني الخاطر!!!

    لا تعتمد هرطقات هشام آدم, وأتطلع جدا لقرائتها, على تقصي الآراء النقدية وإنما تكتفي بالقاء الضوء عليها لا أكثر ولا أقل. الأكثر من ذلك أن "هرطقات" تسعى لنسف حركة النقد, بكل منهجياتها القائمة, من خلال تكريس الحقيقة القائلة أن النقد الأدبي ليس صناعة أكاديمية بفدر ما هو عملية إستقراء عميق للنص الأدبي. وهنا يحتفي هشام آدم بالمنتج الإبداعي إحتفاءً مدوياً جدا إذ يخصه بكينونة منفردة ومستقلة وخارجة تماما عن سطوة المبدع, وسطوة النقد على حد السواء ..

    ونعم, أتفق تماماً مع مقدمة هشام آدم لهرطقاته.. فالمنتج الإبداعي, في مداراته القصوى, ليس تجلياُ أعلى لذات الشاعر فحسب, بل هو تجلي أعلى وأشمل لمجموعة الأفكار السائدة في المجتمعات المعنية بالتجلي أولا, والمجتمعات الإنسانية جميعها بصورة شاملة .. وبحيث يكون المجتمع هو مصدر الابداع من جهة, ومصبه من جهه ثانية, ومنتهاه من جهة أعلى .. هذه الفكرة تخلع على المنتج الأدبي حيوية فائقة يالتأكيد. حيوية لا يجوز معها التقييد المباغت الذي فاجأنا به هشام آدم, وبأكاديمية فائقة يحسد عليها, وأستاذية مقعرة, لحيوية نص "عشه كلمينا, ماري حدثينا" ..

    تلك الحيوية الدافقة في مجالها الحيوي, يباغتها هشام آدم حتف نقده, حاملا مسطرة أستاذ العربي, أن تبسط له يدها للجلد. وماري المسكينة لا تعلم فيم غضب عليها هذا الموظف الحكومي القادم من البعيد!! كل ما فعلته المسكينة أن إحتفت بهذه المعاني, ولامست وجدانها, وخاطبت قضاياها, وإستدعت محيطها الجغرافي. بل وتجلى لسانها فيها "هي سودانا بكرة, من سودانا ناو" ..

    هسع ده ما أشبه بعملية إعتقال تعسقي للنص بعدما ضبط متجليا في دواخل ماري؟!! لا يليق به ذلك كما يقول هشام آدم .. ذلك ما لا يليق بالشعر .. ياخي ان شالله ما لاق !!! .. وين كلامك عن أن فكرة النص الابداعي في مستوياتها العليا لا تحصك كناقد منهجي, بل ولا تخص محجوب شريف ذات نفسو .. وانما تنحصر عند عشه و ماري اللتان تمثلان المتلقي والمجال الحيوي للنص ؟!!

    ما أشبه المقدمة الرائعة لهرطقات بدساتير الديكتاتورية يا هشام ..راودني الخاطر !!
                  

11-02-2014, 10:07 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20358

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    الشعر الغنائي والشعر التاني!!

    إستند هشام آدم على الأخ الخواجة كريس روبلي في قولبة وتأطير الشعر الغنائي بعيدا قوالب الشعر الحقيقي .. واتفق مع كريس روبلي تماما أن نجوم الروك يكتبون قصائد سيئة جدا ولكن, ولله الحمد والمنه, الحال ليس كلك مع نجوم الحقيبة !!

    ندعو الرجل او لنستدعيه مجازا, حافي حالق, لهوالم ابوالصلاح وسيد عبدالعزيز والبنا وبطران وعتيق والعبادي .. نستدعيهو مجازا لعوالم خليل فرح عشان يفهم حاجة !!

    الحالة السودانية متميزة بخصوصياتها وسياقاتها التاريخية ومنتجها الابداعي ما يجعل من الاستضاءة بالخواجة كريس روبلي أشبة بالبحث عن قطعة النقد المفقودة في شارع مظلم غير الذي قد ضاعت فيه.. وتلك عبثية لا يجدي معها قوة بطارية كريس روبلي!!!
                  

11-02-2014, 10:40 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20358

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: محمد حيدر المشرف)

    أتفق كثيرا مع هشام آدم في الاختلاف النوعي لقصيدة محجوب وحميد والقدال .. واتفق أن هناك مميزات كثيرة مشتركة بين قصيدة القدال وحميد, ذلك على اصعدة عديدة لا مجال لسردها جميعا ولكن نكتفي بالصورة الشعرية الممتدة في مقابل اللقطات السريعة والتى تحفل بها قصيدة محجوب ..

    ما نختلف حوله هو كالآتي
    القيمة الفنية لهذه الاختلافات الموجودة بالفعل وبصورة عامة فيها (استثثناءات كثيرة ..) .. يقيني أن سلسلة من اللقطات الشعرية القصيرة والمشاهد قد تعادل, بل وتتفوق على بانورامية صورة شعرية كثيفة ..

    استشهد هشام بجزئية من ام اليتامى ..واستشهد بها على أن تسلسل الصور الشعرية القصييرة وتتابعها, قد شكلت في مجموعها صورة واقعية كثيفة التفاصيل والأحزان الانسانية العظيمة ..

    انظر للمقدمة المباغتة والسلسة جدا في ذات الوقت ..
    وتلك هي عبقرية محجوب في تشكيل مشاهد إنسانية كثيفة جدا من صور حية قصيرة ومشاهد انسانية جدا مختصرة في كلمة او اتنبن .. والشاهد أن المتلقي سيستقر في ذهنه, وتترسخ تماما, هذه االلوحة الشعؤية المتكاملة
    انظر
    "شقشق مقص في ليل .. نامت خلايق الله ..
    اتباصرت مكنة
    ماكوكها يتقدّل
    بين خيطها والإبرة
    زي ما القلب ساساق
    الخطوة ساساقة
    وعيونها منتبهة
    تباري زقزاقها
    لا شك ولا شبهة
    والسترة أشواقها
    والشفع القصر
    والدمعة رقراقة
    يا حليل شريك العمر
    الدنيا فراقة
    اتيقنت أحسن
    من تبقى نقناقة
    شقشق مقص في ليل
    نامت خلايق الله


    النص كاملا
    .........................
    بيت العمل والبيت
    فصّد جبينها عرق..
    أم اليتامى بكت
    لمن حسابها فرق
    ماهية تمشي السوق
    مركب مصيرها غرق
    حق اللبن والزيت
    الكسرة والكراس
    هم في عيونها برق
    الما بحس ما بهم
    والخان همومو سرق
    هذا المرتب تب
    ما بسدها الفرقة..
    القعدة في المكتب
    والإمضا في الورقة
    العبرة في الخبرة
    الأيدي لو تعمل
    جرح الزمن ببرا
    اتباصرت مكنة
    ماكوكها يتقدّل
    بين خيطها والإبرة
    زي ما القلب ساساق
    الخطوة ساساقة
    وعيونها منتبهة
    تباري زقزاقها
    لا شك ولا شبهة
    والسترة أشواقها
    والشفع القصر
    والدمعة رقراقة
    يا حليل شريك العمر
    الدنيا فراقة
    اتيقنت أحسن
    من تبقى نقناقة
    شقشق مقص في ليل
    نامت خلايق الله
    طاير سُقد حلّق
    في بيتها واتدلّى
    تدّي الولاد بصة
    وتجرب القصة
    وتقلّب الحلة
    جاهز عمل بكرة
    أسأل تقاريرها
    السرية والسمعة
    هل ركلست يوماً
    حتى ولو جمعة
    مشكورة في المكتب
    مستورة في الحِلة
    رغم الشجن هبت
    لم تعرف الذلة
    ما فارقت سرباً
    تتفهم الموقف
    تستدرك العلة
    ولم تعد أماً
    مسكينة بتشفِّق
    تفرتق وترتق
    قُصاصة في إيدها
    كالوردة بتبتِّق
    ريانة منشرحة
    هدِم قدِم يصبح
    في لمحة كم طرحة
    لا بد من تكية
    لا بد من بكية
    لا بد من غمدة
    لا بد من سرحة
    أنعم بها أماً
    بين العمل والبيت
    يا مرحىَ يا مرحى

    وللمداخلة بفية ..

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 11-02-2014, 10:50 PM)
    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 11-02-2014, 10:55 PM)

                  

11-02-2014, 10:45 PM

ملهم كردفان
<aملهم كردفان
تاريخ التسجيل: 02-16-2013
مجموع المشاركات: 4742

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: محمد حيدر المشرف)

    متابعه وتحيه وثناء الخالد محجوب شريف وتحيه لهشام وضيوفه الأكارم
                  

11-03-2014, 06:40 AM

singawi

تاريخ التسجيل: 02-18-2002
مجموع المشاركات: 2226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: محمد حيدر المشرف)

    محمد حيدر المشرف

    القومة ليك ياخي
                  

11-03-2014, 07:30 AM

singawi

تاريخ التسجيل: 02-18-2002
مجموع المشاركات: 2226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: singawi)

    Quote: والحقيقة كانت لدي مُشكلة في الحصول على دواوين الرحل محجوب شريف رغم سعيي لذلك بصدقٍ وجدِّية، وربما كان ذلك واحدة من أكبر المشكلات التي واجهتني في سبيل استعراض تجربة الراحل محجوب شريف بشكل كامل حتَّى أتمكن من تقييمها بشكل أكثر دقة


    الأخ هشام

    تحية واحترام

    أدهشني كلامك المقتبس أعلاه وأنت تدعونا لسياحة في حقل ألغام محجوب شريف وهو من هو .. خاصة وأنت تفتتح طرحك بصورة كتابك الهرطقات مما يوحي بأن الطرح سيكون تطبيق عملي لما في الكتاب من نظرية نقدية جديدة سعيت بجد للحصول على الكتاب للإطلاع عليها ولم أفلح حتى الآن وأخشى أن حماسي قد يقل إن كان طرحك الحالي هو تطبيق لما في الكتاب . وسبب الدهشة هو كيف لصاحب الهرطقات أن يدلف لعالم محجوب شريف تحت ظلال كتابه الهرطقات وهو لا يملك دواوين محجوب شريف أو يعايش التجربة ويلم بتفاصيلها . أدهشتني جراءتك سابقاً وأن ترد على البروف أمين بثبات تحسد عليه وتدهشني الآن بطرحك هذا فقد كنت أحسب أن الهرطقات سيجُب ما قبله .
                  

11-03-2014, 07:44 AM

سيف اليزل الماحي

تاريخ التسجيل: 12-26-2006
مجموع المشاركات: 2909

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: محمد حيدر المشرف)

    .


    سلام لصاحب البوست والضيوف

    أنا يعجبني شعر القدال، ذلك أول ما سمعته وقرأت له في بداية إهتمامي بالشعر ..
    وللآن أترنم بقصائده وأطرب لها، وأنا لست من سكان البطانة ولا نشأت في ضواحيها!

    شعر محجوب شريف يجعلني أتفكر فيه، اتمعنه، كقيمة شعرية، سيحدث ذلك ولو كان كاتبه من الصين!

    يقول:
    صادر من الليل النجم
    صادر من البحر الجذر
    أشطب ولا تقبل عذر
    وش الصباح
    قصقص جناحين الرياح
    جمد شرايين الحياة
    وأنفي الأمل
    الغي اكتشاف النار
    وتقسيم العمل!
    المحتمل تلقى الملاذ يا بهلوي

    مثلا هذه القصيدة تجعلني أتفكر وأضحك!

    .
                  

11-03-2014, 09:27 AM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: سيف اليزل الماحي)

    Quote:
    ما يهمني التأكيد عليه في الختام، هو أن محجوب شريف لم يكن سوى شاعر غنائي، وليس أكثر من ذلك، وهو في ذلك يحفظ مكانه بين الشعراء الغنائيين، ولكن ليس له مكان في لائحة الشعراء السودانيين، عندما يكون الحديث عن الأدب السوداني بشقيه النثري السردي والشعري. هذا الأمر لا يجب أن يُفهم على أنه تقليل من شأن محجوب شريف؛ فالشعر الغنائي هو جزء أصيل من الثقافة السودانية، والشعراء الغنائيون لهم مكانتهم المميزة في قلوب الجماهير ولاشك، ولكن فقط أقول هذا من باب وضع كل شيء في مكانه، بعيدًا عن التقديس والتضخيم


    الخطوط تحت الجمل في الاقتباس أعلاه من عندي أن مصطفى مدثر.
    تقديس وتضخيم؟ محجوب لم يكن يسمح بذلك!
    حقو تضيف لكتابك السجمان دا، أن هناك شعراء غنائيين يمكن أن يقوموا بنجر قصيدة، وليس في ذلك عيب. فمثلاً قصيدة محجوب التي يقول فيها: محطة محطة بتذكر حديتك ونحنا في المنفي وبتذكر سؤالك لي متين جرح البلد يشفي... الخ عندما خرجا من السجن محجوب و وردي اتصل وردي بالحلنقي لأنه لا يريد أني يضيع لحنه فقام الحلنقي، الرجل الحاذق ، وريما تحت الدوش في صباح جميل قام بإبدال كلمات محجوب بكلمات غنائية جميلة حفظت اللحن من الضياع: يلاا ويلا وتعال يلا نهاجر في بلاد الله...ومحجوب لم يعترض ولم يحتج لأن و دي لم يرد ضياع لحنه. الحلنقي برضو شاعر غنائي ومحجوب كذلك ولكنهما شعراء من غير صفة غنائي التي أنت مصر عليها وليس لك دليل على مصدرها ولا أنت شاعر ولا علاقة لك ولو معرفة أكاديمية بالشعر وتصنيفاته. إقرا ادناه كيف سيكرم هذا الشاعر الذي ليس هو سوى شاعر غنائي كما تقول. وتعلّم شيئاً من قصائده المترجمة للأنجليرية التي أعرف ضعفك فيها، وبطّل حكاية انك وصلت لمجرد فوزك مع روائي آخر (طه جعفر) بنصف جائزة الطيب صالح التي بفضل سيادة نوع تفكيرك الذاتي أصبحت تصدر من جهتين وليس معروفاً ايهما الأقيم:
    إقرأ هنا وتعلم شيئاً فأنت لا زلت يافعاً في الأدب ولا معرفة لك بالفن على الاطلاق:
    http://yamustafaya.blogspot.ca/2014/11/hey-buffoon.html

                  

11-04-2014, 10:49 AM

جلالدونا
<aجلالدونا
تاريخ التسجيل: 04-26-2014
مجموع المشاركات: 9387

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: محمد حيدر المشرف)

    اراك عصي الدمع شيمتك الصبر
    و امطرت لؤلآ من نرجس و سقت وردا
    هام ذاك النهر يستلهم حسنا
    ثلاث من الشعراء هاموا فى محاريب الشعر
    وحلق فى سماوات الابداع بنبض كلماتهم
    من صاغها لحنا يسرى فى الوجدان مع كل دفقة نبض
    فهل انتفت شاعريتهم
    الشاعر محكوم بالبيئة و الظرف
    زمانا و مكانا
    شاء قدر الشريف ان يستلهم شعره من ماساة امة

    الحبيبة و طن و شعب
    الام وطن وشعب
    الامنية وطن وشعب
    و الاحلام وطن وشعب
    محل السجن مستشفى
    محل الطلقة عصفورة
    الشريف اخضع ادواته و منها شاعريته
    لقضية يؤمن بها .. عاش لها و مات من اجلها
    موسومة يأمة و بلد
    وحدة موضوع
    لا قرين لها
    فى السابقين
    و اظنها لن تتكرر فى اللاحقين




    (عدل بواسطة جلالدونا on 11-04-2014, 10:53 AM)

                  

11-04-2014, 08:41 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: محمد حيدر المشرف)

    أخوي محمد حيدر المُشرَّف إنت بتقرا بأضنيك ولا ما قاعد تقرا أصلًا؟
                  

11-03-2014, 04:15 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20358

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    الأخ العزيز سنجاوى ..
    تحية حب وتقدير ..

    والحديث سيطول عند الحديث عن الشعر والغناء والعلاقة العضوية بينهما في الكثير من الثقافات والتي تصل لمرحلة لا يكون الشاعر الا مغنيا .. وأحسب أن محمد الحسن سالم حميد سيتقلب في قبره من جواء مصادرة صفة غناء عن شعره, وكان يحسب نفسه تربالا مغنيا .. كما ولا أحسب القدال كان يشير لغير الشعراء حينما "غنى" عن المغنين المطاليق .. وفي البال يا صديقي: صوت طاغور المغني

    صوت طاغور المغني؟!!
    هل كانوا يمنحون نوبل للمغنين ؟!!

                  

11-03-2014, 04:19 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: محمد حيدر المشرف)

    الأستاذ أُسامة الخوَّاض
    تحيِّاتي

    اسمح لي أن أعتمدَ في تعليقي على مُداخلتكَ الخاصة بموضوع الموسيقى الداخلية للشعر والموسيقى الخارجية على مُداخلة سابقة لي موقع آخر ردًا أو تعقيبًا على مُلاحظة قريبة جدًا مما تفضلتَ به، كان صاحبها يرى ما تراه واعتمدَ في ذلك على قصيدة البردة للبُصيري، وأرى أن ردي هناك قد يصلح للتعقيب على مُداخلتكَ هنا:
    Quote: يا عزيزي الشعر في الأصل يمتاز عن النثر بالإيقاع ولو راجعنا التعريفات التي ارتضاها اللغويون للشعر لعرفنا أنه كل نظم "موزون" ومُقفَّى، وهذا الوزن هو ما نُسميه بالإيقاع الشعري، فكل شعر يحمل إيقاعًا داخله، غير أن الشعر الكلاسيكي له بحور معروفة وقصيدة البردة للبوصيري التي استشهدتَ بها هي من بحر "البسيط"، فالقصيدة يبدأ مطلعها:
    أمِن تذكر جيرانٍ بذي سلمٍ *** مزجت دمعًا جرى من مقلة بدمِ
    على وزن:
    مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ ** مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ

    وهي حسب الوزن ليست شعرًا غنائيًا كما قد يكون الشعر الذي من بحر الهزج الذي على وزن:
    مَفَاْعِيْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ ** مَفَاْعِيْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ
    كقول الشاعر:
    كفى ما كان من هجرٍ *** فقد ذقتم وقد ذقنا

    أو من بحر الوافر الذي على وزن:
    مُفَاْعَلَتُنْ مُفَاْعَلَتُنْ مُفَاْعَلَتُنْ ** مُفَاْعَلَتُنْ مُفَاْعَلَتُنْ مُفَاْعَلَتُنْ
    كقصيدة التي تُنسب إلى الإمام الشافعي:
    دع الأيام تفعل ما تشاءُ ** وطب نفسًا إذا حكم القضاء

    فموسيقى الشعر شيء، وإيقاعه شيء آخر .. على أن كل شعر (بما أن فيه إيقاع) فهو سهل التلحين والغناء، ولكنه ليس بالضرورة أن يكون شعرًا غنائيًا لذلك فقط، فالقصائد التي على بحر الطويل مثلًا في الغالب لا تبدو عليها الغنائية (رغم قابلية تلحينها، لأن أي كلام حتى وإن لم يكن موزنًا قد يكون قابلًا للتلحين) وبحر الطويل على وزن:
    فَعُوْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ فَعُوْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ ** فَعُوْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ فَعُوْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ
    كما في معلقة امرئ القيس المشهورة
    قفا نبكي لذكرة حبيبٍ ومنزلٍ *** بسقط اللوى بين الدخول فحوملِ

    فالأمر ليس بالمعروف كما تظن يا عزيزي وربما كان ذلك سبب خلط البعض في هذا المقال، وعلى سبيل الاستسهال فإن قصيدة كقصيدة:
    دجاجي يلقط الحب *** ويرجي وهو فرحان
    هي قصيدة غنائية من داخلها حتى وإن لم يتم تلحينها .. فالقصيدة الغنائية تنضح بالموسيقى وليس فقط بالإيقاع .. والفرق بين الإيقاع والموسيقى كبير جدًا، فالإيقاع قد يكون متوفرًا حتى على مستوى المفردة أو العبارة، ولهذا قد تجد الإيقاع في أي مقطع من السرديات كما هو موجود في كثير من الأمثال الشعبية التي تزخر بالإيقاع اللغوي مثل قولهم: (وافق شنٌ طبقة) وكذلك (وعلى نفسها جنت براقش) وكذلك (كاد المريب أن يقول خذوني) وكذلك (يداكَ أوكتا وفوكَ نفخ) وغيرها، فهي في الأصل أمثال سردية ولكنها تزخر بالإيقاع حتى ليظن البعض أنها شطور من أبيات شعرية، رغم أنها ليست كذلك حسب علمي.

    أمَّا الموسيقى فأمر مختلف تمامًا، فالمسألة هنا لا تعتمد فقط على تراتبية الألفاظ وإنما تراتبية الإيقاعية ذاتها، فالإيقاع المتواصل هو ما يولد الموسيقى بحيث نتمكن من تكوين جملة موسيقية كاملة من مجموعة من الأبيات المتتالية دون خلل أو هنَّة في أيٍ من أجزائها (من البداية للنهاية) حتى دون الاعتماد على التوليفة الموسيقية الخارجية، أي دون مدَّات (كما في الآهات أو المواويل) ودون وقفات (كما يُسميِّه أهل الفن بالـ"قرار")

    على أن أي كلام (سواء أكان به إيقاع أم به موسيقى أم منعدم الإيقاع والموسيقى) فهو قابل للتحلين، فبإمكان أي مُلحن مُبدع أن يأخذ كلامي المبذول هنا ويصيغ منه لحنًا يُمكنه أن يُغنى، دون أن يعني ذلك أن كلامي هذا غنائي بالضرورة.

    أرجو أن أكون قد نجحتُ في إيصال الفكرة

    مُلخص الكلام والفكرة عزيزي أُسامة الخوَّاض
    هنالك فارق كبير (حسبما أرى) بين الإيقاع والموسيقى (داخل القصيدة) فأي قصيدة لابد أن يكون لها إيقاع، ولكن هذا لا يعني أن أي قصيدة بالضرورة فيها موسيقى، أما الموسيقى الخارجية (التلحين) فهي مسألة منفصلة تمامًا عن ذلك، فبإمكان المُلحن الجيد أن يُلحن أي "كلام" حتى وإن خلا تمامًا من الإيقاع والموسيقى. فقصيدة مثل (عم عبد الرحيم) بها إيقاع ولكن ليس بها موسيقى على الإطلاق، وهي في ذلك تختلف تمامًا عن قصيدة (عشَّة كلمينا) التي تنضح بالموسيقى لدرجة أنك تشعر بهذه الموسيقى لمُجرَّد قراءتها حتَّى أنني أزعم أنه ليس بالإمكان قراءة القصيدة دون موسقة.

    تحياتي لك

    (عدل بواسطة هشام آدم on 11-03-2014, 05:06 PM)

                  

11-03-2014, 04:23 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    الأخ أمير أيوب
    تحيِّاتي

    أشكركَ على تزويدي بالنص الأصلي للقصيدة الراحل محجوب شريف، والحقيقة أنني لم أكن على علم أبدًا بهذا النص الأصلي، واعتمدتُ في قراءتي النقدية على النص المشهور (الذي تغنى به محمد منير) وهذا تقصيري مني أعترف به، ولكنني بحثتُ كثيرًا عن دواوين للراحل محجوب شريف وطلبت من بعض الأصدقاء أن يزودوني بها، ولم أتمكن من ذلك، ورغم ذلك فإنني لم آخذ القصائد إلا من مصدر ظننته موثوقًا وهو موقع (موسوعة التوثيق الشامل)
    http://www.tawtheegonline.com/vb/############.php?f=738http://www.tawtheegonline.com/vb/############.php?f=738


    أمَّا قولكَ:
    Quote: اما فيما يخص كلامك حول الجزئية الخاصة بالشارع فاتح في قلبي
    وإستنكارك لكيفية فهم فتح الشارع في قلب إنسان بالمعني الذي نقصده كسودانيين ، فلا أجد ان هناك ما يدعو للإستغراب
    فشيء بديهي معرفة ان الشاعر لا يقصد المعني الحرفي للجملة و القول بان الشارع فاتح في قلبه بمعناه المكاني و إنما هو استخدام مجازي زيو و زي غيرو بمعني انو الشارع قريب من قلبه لا أكثر !

    فهذا بالتحديد ما أشرتُ إليه في المقال عندما قلتُ حرفيًا:
    Quote: إن الموسيقى الشعرية عند أي شاعر غنائي يعتبر هاجسًا مؤرقًا جدًا، إلى الدرجة التي تجعل النص نفسه مسرحًا لاستعراض موسيقي على حساب المعنى الداخلي، وليس المعنى العام. فكما رأينا قبل قليل أمكننا استخلاص المعنى العام دون التدقيق في المعنى الداخلي الذي يتمثل في الترابط بين الكلمات، وهذا مصادق لما قاله روبلي تمامًا، والسبب في قدرتنا على استخلاص المعنى العام لا يعود في الحقيقة إلى موهبتنا نحن الشخصية في الاستنكاه وسبر غور المعاني؛ بل يعود إلى بساطة المعنى ووضوحه الشديدين في النص الغنائي، كشرط أساسي قد يصل إلى درجة الوظيفية.


    وتقول:
    Quote: و لا أجد مبرر منطقي لمحاولة الحفر و الغوص في أشياء هي من البديهيات ولا تحتمل تحميلها فوق طاقتها !
    فهذه هي وظيفة النقد يا عزيزي (الحفر والغوص)

    مودتي لك
                  

11-03-2014, 04:24 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    الأخ محمد حيدر المُشرَّف
    تحيِّاتي

    كل ما حاولتُ قوله في قراءتي النقدية لمُنتج الراحل محجوب شريف لا يخرج عن مُلاحظتين لم أعتقد أن أيًا منهما محل نزاع على الإطلاق:
    1) أن شعر محجوب شريف "بسيط" وأن هذه البساطة وظيفة قائمة في حد ذاتها
    2) أن شعر محجوب شريف "غنائي" وأنَّ هذه الغنائية ليست مُعيبة

    فيما يتعلق بتعليقاتكَ الخاصة حول "ملاحظاتي" على بعض العبارات الواردة في "ليراكس" محجوب شريف، فهذا يدخل في القراءة الخاصة بي أنا، فأنا أُقدِّم قراءتي الخاصة وفهمي الخاص لبعض أشعار محجوب شريف وهي بذلك تدخل في ذائقتي الشخصية. عبارة (هي سودانا بكرة من سودانا ناو) عبارة "مُشاترة" جدًا، حتى على مستوى المُتلقي "عشَّة" و "ميري"، ففي حين قد تفهم "ميري" معنى كلمة "ناو" المُقحمة في النص عنوة، فإن "عشَّة" قد لا تفهمها أبدًا، ولا أعتقد أنه لو قال (هي سودانا بكرة أحلا من سودانا ناو) سوف يتعارض ذلك مع ذائقة "عشَّة" و "ميري"

    أمَّا بخصوص ما أسميته بالشعر الغنائي والشعر "التاني" فبباسطة شديدة يا عزيزي هنالك شعر أدبي (بمعنى أنه ينتمي إلى جنس الأدب) و هنالك شعر غنائي (بمعنى أنه ينتمي إلى جنس الغناء) والأدب والغناء (لاهما) يتقاطعان في مملكة أكبر تُسمى (الفنون) وبإمكانك الرجوع إلى الرسم التوضيح أدناه، ففيه تصور عام للفكرة ورغم أنه ليس تصورًا كاملًا إلا أنه يكفي لشرح فكرتي على نحو مُقارب قليلًا، علمًا بأن مكانة محجوب شريف وكل الشعراء الغنائيين تقبه بارتياح في خانة "الرجز" الموضحة في الرسم:

    croki.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    مودتي
                  

11-03-2014, 04:49 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    تأكيد حضور ومتابعة.
                  

11-03-2014, 05:07 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: عبد الحميد البرنس)

    الأخ صلاح عباس فقير
    تحيِّاتي

    أشكركَ أولًا على قراءة المقال، وأتفق معك فيما ذهبتَ إليه، ولا أعتقد أن أحدًا قد يختلف معنا حول شخصية الراحل محجوب شريف الإنسانية، فمما لاشك فيه أن الراحل كان عاشقًا للوطن وللشعب وكان يحلم بعالم أفضل له ولنا جميعًا، ولم يكتف بالحلم بل بذل فعليًا ما في وسعه لتحقيق ذلك. هذا الجانب الإنساني لا يكاد ينكره أحد تقريبًا، ولا أتناوله في هذا المقال؛ فهذا المقال يتناول تجربته الشعرية التي أرى أنها غنائية بسيطة جدًا تكاد تخلو من الخيال الإبداعي، وهذه البساطة هي مطلوبة في الشعر الغنائي إلى حد ما؛ رغم أن هنالك من الشعراء الغنائيين من أبدعوا في استخدامهم للخيال الإبداعي في قصائدهم الغنائية وهذا متوفر بكثرة في العديد من شعر "الحقيبة" وحتى فيما بعد تلك الحقبة. على أنَّ الفكرة الأساسية التي أُحاول إثباتها هنا أنَّ القصيدة الغنائية هي ليست تلك القصائد التي تم تلحينها والغني بكلماتها، بل القصيدة الغنائية هي غنائية قائمة بذاتها حتى وإن لم تتعرَّض للتلحين والغناء.

    تحياتي لك
                  

11-03-2014, 05:08 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    الأخ ملهم كردفان
    تحيِّاتي لك

    مرحبًا لك وأشكركَ على المُتابعة

    مودتي
                  

11-03-2014, 05:09 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    الأخ سنجاوي
    تحيِّاتي

    علَّقتُ سابقًا على موضوع عدم امتلاكي لدواوين الراحل محجوب شريف، وذلك في ردِّي على الأخ أيوب، فبإمكانكَ الرجوع إلى تلك المُداخلة. وعلى كل حال فإنَّ ما حاولتُ الوصول إليه من أفكار أو ملاحظات لا يحتاج إلى الحصول على دواوين الراحل كلها، وقد لخصَّتُ هذه الأفكار في نقطتين أساسيتين هما:
    1) شعر محجوب شريف "بسيط" وهذه البساطة مطلوبة ومقصودة
    2) شعر محجوب شريف "غنائي" ووصف أشعاره بأنها غنائية ليس شيئًا مُعيبًا فالحلنقي شاعر غنائي، ولا أعتقد أنه يُنكر ذلك أو يعتبره معيبًا

    الآن: هل تختلف معي حول أيٍ من هاتين النقطتين؟


    Quote: أدهشتني جراءتك سابقاً وأن ترد على البروف أمين بثبات تحسد عليه وتدهشني الآن بطرحك هذا فقد كنت أحسب أن الهرطقات سيجُب ما قبله .

    وأنا أدهشتني طريقة ربطكَ للموضوعين (!!)
                  

11-03-2014, 05:10 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    الأخ سيف اليزل الماحي
    تحيِّاتي لك

    أُقدِّر رأيكَ جدًا، ولكنني عندما قرأت ديوان "نفاج" لأول مرَّة منذ مدة طويلة شعرت بالإحباط ، محجوب شريف كشاعر غنائي قد لا يكون من شعارئي المفضلين، ولكن تُعجبني له بعض القصائد بعينها، كما يُعجبني نفسه الثوري الذي يبدو في "كل" قصائده تقريبًا، وهذا يعكس جانب الرسالية التي حملها محجوب شريف في حياته (حتى الخاصة)، وبالتالي فإنني أعتبره شاعرًا غنائيًا مسؤولًا ومُلتزمًا إلى حد بعيد.

    مودتي لك
                  

11-03-2014, 05:11 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    الأخ مصطفى مدثر
    تحيِّاتي

    شكرًا لمرورك

    مودتي
                  

11-03-2014, 05:48 PM

الصادق اسماعيل
<aالصادق اسماعيل
تاريخ التسجيل: 01-14-2005
مجموع المشاركات: 8620

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    هشام آدم
    سلام

    عندي سؤال لك وللنقاد عموماً

    هل يلزمني تصنيفكم للشعراء كمتلقي (عادي ساكت) في شيء.

    بمعنى آخر، إعادة إكتشاف أن بشرى الفاضل شاعر قصصي ومحجوب شاعر غنائي، وبكري الرمتالي (شاعر أنادي مشهور بالنسبة لي أنا فقط) شاعر مرايس، وحميد شاعر فحل (توصيفات المرحوم صديقي معتز).
    كل هذه الاكتشافات أنا كمتلقى للشعر هل تفيدني في "ذائقتي الشعر"؟

    والسؤال ليكم برضه كنقاد:
    يا خي ما دام سميتوه كله شعر، وسميتوا الناس البيقول "الكلامات دي" شعراء، فلزوم التصنيفات دي الداخلية دي شنو؟ هل هي للأغراض البحثية، أم لأغراض "التجنيس"؟
    و
    أخيراً السؤال "الخالد":
    ما الشعر؟


    خاطرة عنت لي وأنا أقرأ كلامك يا هشام:
    لَكَم أدهشني حسن الزبير وهو يقول:

    القليب الراسمو حنة
    يبدو من قلبك أحنّ
    بيه داير تمتحنّا
    ونحن في أمرك مِحنّا

    وهو عندي في مقام:

    هنا، عند مُنْحَدَرات التلال، أمام الغروب وفُوَّهَة الوقت،
    قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِ،
    نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ،
    وما يفعل العاطلون عن العمل:
    نُرَبِّي الأملْ.

    فتأمل ما يُفكّر فيه "العادي".
                  

11-03-2014, 06:37 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: الصادق اسماعيل)

    الأخ الصادق إسماعيل
    تحيِّاتي

    Quote: هل يلزمني تصنيفكم للشعراء كمتلقي (عادي ساكت) في شيء.
    أحييكَ على هذا السؤال الجميل والرائع بكل صدق، والإجابة باختصار هي: لا

    ولو أنَّك قرأت كتاب الهرطقات لعرفتَ أنني أرفض فكرة النقد "الأكاديمي" أو "المنهجي" جملة وتفصيلًا، لأنني أعتبر النقد تجربة شخصية يقوم بها المُتلقي أيًا كان، وفيما يلي بعض الإشارات التي جاءت في مًقدمة الكتاب حول هذه النقطة بالتحديد:
    Quote: إن هذا الكتاب ببساطة شديدة يحاول أن ينسف الحركة النقدية العربية الحالية بكل منهجيتها القائمة، ليقر حقيقة واحدة هي مناط اهتمامنا وملاحظتنا، وهذه الحقيقة تتلخص في أن النقد الأدبي ليس صناعة أكاديمية؛ بل هو تجربة قرائية متفردة وشديدة الخصوصية، يهدف في الأساس إلى مشاركة المتعة، المتحصل عليها من قراءة النصوص الجيدة، مع الآخرين، وهو -على ذلك- ليس محاولة لفرض الرؤى على الغير، لأن ذلك ما يسير عليه النقد المعاصر اليوم بطريقة أو بأخرى، حتى وإن تم إنكار ذلك واستبعاد احتمالاته. وكما أن الكتابة الإبداعية تهدف إلى فتح تساؤلات ذهنية عاصفة، من شأنها أن تحرك رواكد الحركة الاجتماعية والسياسية والثقافية؛ فإن النقد، في إحدى تجلياته، يراد منه أن يفتح قدرًا موازيًا من التساؤلات، ليست بأقل من تلك التي تفتحها الكتابة الإبداعية على أي حال؛ إذ أن فكرة النص الإبداعي، في أعلى مستوياتها، لا يتدخل في تكوينها أو تشكيلها المبدع، ولا الناقد الأكاديمي على حد سواء؛ وإنما القارئ وحده، وهنا يأتي النقد ليمثل عصا الكفيف التي لا ترشد صاحبها على الطريق؛ بل تحول دون تعثره فقط.

    Quote: وتكمن خطورة المناهج النقدية، حسب اعتقادنا، في كونها مناهج أكاديمية، بحيث يتصور البعض أنه من العبث الاعتراض على رأي أو قراءة أو تنظير نقدي قائم على منهجية أكاديمية. فهذه المنهجية، في الحقيقة، تحول النص إلى عمل أكاديمي لا يمكن النظر إليه من زوايا أخرى أكثر اتساعًا، وأقل تعقيدًا مما تفترض هذه المنهجية، إلا عبر قراءة منهجية أخرى موازية، ليصبح النقد في النهاية عملًا نخبويًا مناطًا بأصحاب المؤهلات الأكاديمية، وبعض الملمين بمناهج النقد ومدارسه دونًا عن سواهم.


    الآراء أو المُلاحظات النقدية الواردة هنا (أقصد في هذا المقال) تُعبِّر عن رأيي أنا الشخصي، وبالتالي فهي ليست مبنية على رؤية منهجية لأنني في هذا الكتاب ضد النقد المنهجي أصلًا، وقد أضأتَ لي بمُداخلتكِ هذه إضاءة تُحمد عليها كثيرًا، إذ ربما يأتي سخط البعض من الآراء الواردة هنا باعتبارها آراءً منهجية، أو الاعتقاد بأنني أطرح رؤى منهجية جديدة. والحقيقة أن الرؤية المنهجية الوحيدة التي يطرحها كتاب الهرطقات هي "اللامنهجية" ومحاولة إقحام غير المُتخصصين في العملية النقدية، وأعتقد أنه من المُفيد فعلًا قراءة الكتاب كاملًا للوقوف على الأطروحة بشكل كامل وأكثر شمولية..

    مودتي
                  

11-03-2014, 06:50 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    الاستاذ هشام
    سلامات

    شكرا على ردك و سأعود إليه بتفصيل أكثر مع إكمال مداخلتي السابقة،و ملاحظات آخرى.

    لكن لفت نظري تعليقك النقدي الآتي نصه:
    Quote: فقصيدة مثل (عم عبد الرحيم) بها إيقاع ولكن ليس بها موسيقى على الإطلاق


    أولا كون تلك القصيدة تخلو من "الموسيقى" حسب زعمك النقدي،فهذا يعني ببساطة شديدة،دون الدخول في تعقيدات "العروض"،انها قصيدة نثر!!

    ثانيا:
    دعنا نلج عروضيا في المقطع الافتتاحي ل"عم عبد الرحيم":
    Quote: فتّاح يا عليم
    رزّاق يا كريم
    صلى على عجل

    مسْتفْعلنْ فعولْ
    مسْتفعلنْ فعولْ
    مسْتفْعلنْ فعوْ
    بالاضافة إلى الموسيقى التي يحدثها توافق "يم".
                  

11-03-2014, 07:16 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20358

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    هشام سلامات
    هناك ملاحظات "فادحة"

    اذن الشعر, كجنس أدبي, محصور في الكلاسيكي والتفعيلي والحر والمربعات !!

    الا ترى معي فداحة هذه المداميك المدرسية وهي تقسم الفنون كما "المرارة" ؟!!
    اليس من المدهش أن شاعراً بحجم عاطف خيري سيقف طويلا جداً خارج هيكلك التنظيمي هذا لادراجه في خانة .. خانة ماذا؟! الحر؟! ربما ! .. لا أعلم !!

    هاشم صديق ؟!!
    حميد ..
    القدال ..
    و ..
    والدوش شخصيا .. الدوش شخصيا !!!
    يحي فضل الله
    أزهري
    و ..
    خليل فرح


    ثم أن هناك خطأ فادح جدا ..
    أنت بذلك تضع كل الشعر الغنائي في سلة الرجز ؟!!
    بل وجميع الشعر الدارجي .. تصور ؟!!

    الأفدح من كل ذلك هو إشاراتك المتكررة "للبساطة" بصورة سالبة وكأنها جنس خيالي أدنى من "التعقيد" و "التركيب"
    وهي , بحسبك, دليلٌ لفقر الخيال!!

    الم يخطر ييالك أن ثمة عبقرية ما في البساطة ؟!!
    أو لماذا فكرتك عن "البساطة" بسيطة جدا, كما يمكن أن تعبر عنها أنت بمفهومك عن البساطة ؟!!!

    هي ملاحظات "فادحة" جدا ..
    تحتاج للكثير من المداخلات !!

    منها, على سبيل المثال, إستهجانك البالغ لمزج الدارجية بالفصيح من الكلام ..
    ذلك المزج الذي, لو لم يكن, لما طلعت للوجود "توما" لعثمان البشرى !!
    مودتي
                  

11-03-2014, 07:55 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: محمد حيدر المشرف)

    أُسامة الخواض
    تحيِّاتي

    لن أخوض معكَ في جدال طويل حول "شعر النثر" لأن هذا الأمر يتطلب بوستًا منفصلًا، ولكن لا أفهم كيف جاز لكَ وزن شعر تُسميه أنت بأنه "نثر" وتُرى حسب وزنك الذي هو:
    مسْتفْعلنْ فعولْ
    مسْتفعلنْ فعولْ
    مسْتفْعلنْ فعوْ
    فإلى أي بحر يتبع هذا الوزن؟


    بانتظار عودتك
                  

11-03-2014, 08:02 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    الأخ محمد حيدر المُشرَّف
    تحيِّاتي

    يا عزيزي قلتُ لكَ إن الرسم التوضيحي "غير مُكتمل" ولكنه فقط يكفي لتوضيح أين يكون الشعر الغنائي وتحت أي تصنيف .. الشعر الغنائي لا يُمكن (من وجهة نظري) أن يكون أدبًا لأنه تابع للفن الغنائي، وتسمية هذا النوع من الشعر بهذا الاسم ليس من باب الاعتباط أبدًا. ولا أدري من أين لكَ استنتاج أن عاطف خيري وحُميد والقدال وأزهري سيكونون خارج هذا التصنيف (؟) أمَّا عن الدوش ويحيى فضل الله فالحقيقة أنني أحتاج إلى مُراجعة أعمالهم أولًا قبل أن أقضي بذلك، فأنا لم أقرأ لهما الكثير. ولا أدري من أين "أيضًا" استنتجتَ أن الشعر "الدراجي" كله داخل في الرجز (؟) لا أدري يا عزيزي، ولكن لا أظنكَ من أتباع النص حرفًا بحرف، فما لم أقله أنكره، وما قلتُه تأوله حسب هواك، لا يُمكنكَ إطلاق أي أحكام بشكل جزئي هكذا خارجًا عن مُجمل المقال وسياقه وفكرته العامة التي أحاول إيصالها، أما هذا الاجتزاء فهو غير محمود إلا إذا بنيتَ رأيك بصورة انطباعية وليست لديك الرغبة في إزالتها (أو ربما تحاول إثبات هذه الصورة الانطباعية)

    أمَّا بالنسبة للبساطة، فلا أدري إن كان يتوجب عليَّ فعلًا إعادة ما قلتُه أم لا، ولكن فقط أكتفي بتذكيركَ بما جاء في المقال من إشارات إلى هذه النقطة تحديدًا:
    Quote: ولكي نكون منصفين؛ فإنه لا يتوجب علينا توقع أكثر من هذا الخيال البسيط في شعر غنائي أو من شاعر غنائي، لأن البساطة هنا هي قيمة في حد ذاتها، ولا تقل قيمتها عن قيمة الموسيقى داخله.

    Quote: والواقع أن الناظر في قصائد محجوب شريف قد يلحظ بساطة الخيال الإبداعي فيها، بحيث لا نجد في قصائده ما يسمى بالخيال المركب، أو الخيال التصويري، أو الخيال الفلسفي؛ وعلى العكس من ذلك فإن خياله يكاد يكون فقيرًا. وأنا شخصيًا لا أعتبر ذلك معيبًا في شعر محجوب شريف من حيث أنه شعر غنائي؛ فالشعر الغنائي في الواقع ليس مطلوبًا منه ذلك

    Quote: ومن الظلم الكبير أن نقارن بين أشعار القدَّال مثلًا وأشعار محجوب شريف، فشعر الأخير أقل قيمة دون شك. على أن القيمة المقصودة هنا ليست بالضرورة قيمة المعنى والدلالة، ولكننا نعني القيمة الشعرية كبناء فكري وفلسفي، وليس لغوي إيقاعي وحسب

    وعلى هذا فإنني أرى أن شعر محجوب شريف (وأي شعر غنائي آخر، فالأمر ليس حصرًا على أشعار محجوب شريف فقط) لا يُمكن بأي حال من الأحوال (حسبما أرى) أن يكون محل مُقارنة بالأشعار غير الغنائية الأخرى، لأن القيم التي سوف تُرجح كفَّة النوع الأخير هي القيمة الشعرية كبناء فكري وفلسفي (كما جاء في المقال) بالإضافة إلى البناء الأدبي (احترازًا من البناء الفني في النوع الغنائي) والحقيقة أنني لا أرى أي فارق جوهري بين قصيدة مثل:
    عشة كلمينا ** ميري فهمينا
    وبين قصيدة كقصيدة:
    دجاجي يلقط الحبَ ** ويجري وهو فرحان

    الفارق الوحيد هو أنَّ هالة محجوب شريف "الإنسان" القدسية طغت على كلماته البسيطة وجعلت البعض يتصورون في شعره ما ليس فيه (رغم أني أوافقهم في إنسانية ورسالية شعر محجوب شريف)، ولكنني لا أتفق معهم مثلًا في أن أي شعر غنائي قد يكون به عمق فكري أو فلسفي كالذي يخلعونه على شعر محجوب شريف ، ومن يفعلون ذلك (في رأيي) إمَّا أنهم متعصبون حزبيًا أو عاطفيون مُنجذبون إلى محجوب شريف الإنسان. أما بالنسبة لاستهجاني لدمج الفصحى بالعامية فهو مرده إلى ذائقتي الشخصية، ولا أدري لماذا تحاول أن تفرض عليَّ ذائقتكَ الخاصة(!) الفارق بين رأيي الشخصي، ورأيك الشخصي عزيزي المُشرَّف أنني لا أفرض عليكَ رأيي، بينما تفعل أنتَ ذلك، بدليل أنني لم أطلق أية أحكام على رأيك الشخصي، لأنني أحترم لكَ رأيكَ الشخصي، ولكنكَ تستخدم ذائقتك الشخصي لتحاكم به آرائي الشخصي، وتطلق عليها النعوت يمنة ويسرى كتوصيف "فادحة" الذي كررته أكثر من مرَّة، فأرجو أن نتعلَّم احترام الرأي الآخر أثناء النقاش، فهذا أفضل على ما أعتقد.

    مودتي
                  

11-03-2014, 08:18 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20358

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    ما مشكلة "دجاجي يلقط الحب" يا هشام ؟!!

    يبدو ان هناك لغة مفقودة ما بيني وبينك .. لذلك اجد ان لهجتك المتذمرة, شيئا ما, مفسرة تماماً ..
    عموما ارى أن الكتابة للاطفال مسألة معقدة جدا ..
    وهي كذلك حتماً ..

    لا توجد حدود فاصلة للإبداع ..
    وليس من شجرة عائلة ينسب البها المبدع هذا او ذاك ..
    والا لكان السؤال الحقيقي: ما الإبداع ؟!!

    قلت, بعضمة هرطقاتك, أن الجال الحيوي للنص, وأعني المتلقي, هو كل شيء .. وهو كذلك .. ففيم هذا الذي أنت فيه الآن؟!
                  

11-03-2014, 08:23 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20358

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: محمد حيدر المشرف)

    ثم أني لا اعلم كيف لا يكون فقر الخيال عيبا عند شاعر, وحتى لو كان شاعراً غنائياً ساي؟!!
                  

11-03-2014, 09:29 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: محمد حيدر المشرف)

    يا عزيزي المُشرَّف ليست هنالك مشكلة على الإطلاق، لماذا تُصر على أن تُوجد أو تصوَّر لنفسك وللآخرين بأنَّ هنالك "مشكلة؟ الفكرة ببساطة هي أن كلا القصيدتين "بسيط" من الناحية التركيبية والفكرية والفلسفية ما يُخرجهما من التصنيف "الأدبي" للشعر كوظيفة أساسية للأدب. ولكن عندما تتكلَّم فجأة عن "الإبداع" فأنتَ هنا تخلط خلطًا غريبًا، فمن قال لكَ أنني لا أرى محجوب شريف (أو أي شاعر غنائي) مُبدعًا؟ الإبداع ليس حصرًا على الشعر الأدبي فقط، بل في كل تصنيف من التصنيفات الواردة في الرسم التوضيحي (وحتى تلك التي سقطت سهوًا) الإبداع موجود وحاضر، فالتلحين إبداع، والرجز إبداع، والرواية إبداع، والتمثيل إبداع وووو إلخ. فلماذا هذا الخلط؟

    أمَّا قولكَ:
    Quote: قلت, بعضمة هرطقاتك, أن الجال الحيوي للنص, وأعني المتلقي, هو كل شيء .. وهو كذلك .. ففيم هذا الذي أنت فيه الآن؟!
    فببساطة لأنني مُتلقٍ أيضًا (!!)

    أمَّا بالنسبة لفقر الخيال، فهو ليس عيبًا في الشعر الغنائي على الإطلاق، لأنَّ البساطة أساسًا قيمة بحد ذاتها في الشعر الغنائي، ولكن فقر الخيال في الشعر الأدبي معيب للشاعر من وجهة نظري، ولا أعتقد أنني على استعداد لأقرأ نصًا أدبيًا شعريًا أو نثريًا يخلو من الخيال، هذا أنا .. فانظر لرأيكَ أنت
                  

11-03-2014, 10:43 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    الأخ: Elsadig Abdelbagi Fadul
    Quote: الغنائية في شعر محجوب معروفة للغاشي والماشي والوقوف عندها لا يعتبر سياحة في الالغام
    تخيَّل معي أنَّ هذه النقطة التي يعرفها "الغاشي والماشي" نتجادل حولها منذ يومين ولم نتفق حولها حتَّى، وهنا في هذا الحوار من يرفضون التفريق بين الشعر الأدبي والشعر الغنائي، وربما لم يكونوا من "الغاشيين" ولا من "الماشيين" (!!) ولكن الجيِّد في مُداخلتكَ هذه أنكَ (مثلي) تعترف بغنائية شعر محجوب شريف، وهذا ما لم أتوقع أصلًا أن يكون محل خلاف، ولكن المحك الحقيقي سيكون في التصنيف: هل عندما تحاول سرد قائمة بشعراء الأدب السوداني سوف تضع محجوب شريف بينهم؟ إن كانت إجابتك بـ"نعم" فأنتَ لم تفهم المقال ولم تستوعبه، وإن كانت إجابتك بـ"لا" فأنتَ (مثلي) تفهم أنَّ مكانه الطبيعي سيكون بين شعراء الأغنية السودانية، وليس بين شعراء الأدب السوداني، ببساطة لأن الشعر الغنائي لا يدخل ضمن "الأدب" بل يدخل ضمن "الفن" .. ولا أعتقد أن هذه النقطة معروفة للـ"غاشي" و "الماشي" وهذا هو مربط الفرس
                  

11-04-2014, 03:07 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    عزيزي هشام
    أهلا و سهلا

    قلت سيدي:

    Quote: لن أخوض معكَ في جدال طويل حول "شعر النثر" لأن هذا الأمر يتطلب بوستًا منفصلًا، ولكن لا أفهم كيف جاز لكَ وزن شعر تُسميه أنت بأنه "نثر" وتُرى حسب وزنك الذي هو:
    مسْتفْعلنْ فعولْ
    مسْتفعلنْ فعولْ
    مسْتفْعلنْ فعوْ
    فإلى أي بحر يتبع هذا الوزن؟

    ليست المسألة جدالا حول "قصيدة النثر"،و لكن هي نفي لما قلت به حول أن "عم عبد الرحيم" ليس فيها موسيقى.
    و أخشى ما أخشى،أن تقوم بسحب الأمر كله،أي "انعدام الموسيقى"،على قصائد حميد و القدال و غيرهم من الشعراء الذين غنى لهم مصطفى سيد أحمد،معتبرا ان مقدرات مصطفى في التلحين هي التي جعلت من تلك القصائد "عديمة الموسيقى" في رأيك أغنيات؟

    الأمر سيدي ليس كذلك تماما.
    تلك القصائد فيها موسيقى مثلها مثل "دقيت ليهو ما ردّا"،و "القطار دوّر حديدو"،و "حنِّي علي أنا يا ستّي".

    لكن الفرق أن ما غناه مصطفى لا ينتمي إلى "نمط الغناء السائد".فمواضيعه أحيانا غير نمطية،و حتى قصائد الحب،ذات صور شعرية معقدة و "غامضة" على المتلقي التقليدي.
    و تلقي تجربة الشعر العربي المعاصر بظلال كثيفة على معظم تلك التجارب الشعرية المكتوبة بدارجية تقترب كثيرا في نماذج منها من تجربة شعر التفعيلة من خلال طريقة بناء الصورة الشعرية و تعدد التفاعيل و التنقل بين البحور الشعرية.

    نأتي إلى المقطع الاستهلالي \الافتتاحي ل"عم عبد الرحيم".
    ذلك المقطع من بحر "الرجز"،الذي حاولت ان تنسب جل خطاب محجوب شريف إليه.
    هل تنطلق تلك النسبة من المفهوم السلبي السائد حول بحر الرجز باعتباره "حمار الشعراء"؟
    و إن كان كذلك ،فهل هذا يعني -ضمناً-ان كل خطاب محجوب شريف الشعري،أو جله ، عبارة عن "أراجيز"؟
    و ما وجاهة ذلك المفهوم السلبي حول بحر الرجز ،إذا كان أن واحدة من روائع الشعر العربي قديمه و حديثه كتبت ببحر الرجز؟

    تلك الرائعة هي "أنشودة المطر"لبدر شاكر السياب.
                  

11-04-2014, 05:12 AM

أبوذر بابكر
<aأبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    أخانا هشام بن آدم

    كيفنك

    غايتو كان داير نصيحتى
    وداير زى ما بقولو تجعلنى صليح ليك

    وبدون تفاصيل كتيرة
    خليك من النضمى فى الشعر والشعراء

    واخير ليك حاجاتك القاعد تقول فيها ديك
                  

11-04-2014, 01:19 PM

singawi

تاريخ التسجيل: 02-18-2002
مجموع المشاركات: 2226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: أبوذر بابكر)

    Quote: علَّقتُ سابقًا على موضوع عدم امتلاكي لدواوين الراحل محجوب شريف، وذلك في ردِّي على الأخ أيوب، فبإمكانكَ الرجوع إلى تلك المُداخلة
    الأخ هشام

    تحياتي واحترامي

    ما تداخلت معك إلا لأنك علقت سابقاً على موضوع عدم إمتلاكك لدواوين القامة محجوب شريف .. ومداخلتي السابقة احتوت اقتباس لتصريحك الغريب هذا .. تزول الغرابة إذا حصرت
    سياحتك في نص بعينه أو ديوان بعينه لكنك بشرتنا بسياحة في ألغام محجوب شريف .

    Quote: وعلى كل حال فإنَّ ما حاولتُ الوصول إليه من أفكار أو ملاحظات لا يحتاج إلى الحصول على دواوين الراحل كلها، وقد لخصَّتُ هذه الأفكار في نقطتين أساسيتين هما:
    1) شعر محجوب شريف "بسيط" وهذه البساطة مطلوبة ومقصودة
    2) شعر محجوب شريف "غنائي" ووصف أشعاره بأنها غنائية ليس شيئًا مُعيبًا فالحلنقي شاعر غنائي، ولا أعتقد أنه يُنكر ذلك أو يعتبره معيبًا
    الآن: هل تختلف معي حول أيٍ من هاتين النقطتين؟

    يعني هسة الأفكار أو الملاحظات التي توصلت ليها تحت ظلال الهرطقات هي: (1) ان شعر محجوب شريف بسيط .. (2) أن شعر مجوب شريف غنائي ؟؟؟؟؟ والغالطك منووو ..
    لقب محجوب شريف هو ( شاعر الشعب ) والشعب دا في غالبه هو البسطاء الذين عبر عنهم بالبساطة التي اكتشفتها أنت يا بشرانا . اذاً تمخض الجبل فولد فأراً .. لم تفدنا بشيء
    لكنك جئتنا بما لم تستطعه الأوائل حين زعمت أن صاحبنا شاعر غنائي وليس بشاعر .... وبهذا نستطيع أن نصنف الشعراء من لدن امرؤ القيس ولي جاي بأن فلان شاعر فخر
    وليس بشاعر وعلان شاعر غزل وليس بشاعر لله درك .
    Quote:
    Quote: أدهشتني جراءتك سابقاً وأنت ترد على البروف أمين بثبات تحسد عليه وتدهشني الآن بطرحك هذا فقد كنت أحسب أن الهرطقات سيجُب ما قبله .

    وأنا أدهشتني طريقة ربطكَ للموضوعين (!!)
    ربطي للموضوعين سره جراءتك في كليهما فأنت في الحالين تفترض أن المتلقي صفحة بيضاء تستطيع أن تكتب فيها ما تشاء دون أن تطرف لك عين
    نصيحتي إن جاز لي النصح .. أبقى عشرة على كلام أخينا الشاعر ( أبو ذر بابكر ) فأنت هنا تعرض برة الدارة وعلاقتك بالشعر ضعيفة ومنهجك النقدي زهدني في الهرطقات .
                  

11-04-2014, 02:28 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: singawi)

    الأستاذ أسامة الخوَّاض
    تحيِّاتي

    يبدو أنَّني مُضطر لإعادة ما قلتُه من قبل.

    يا عزيزي هنالك فرق بين "الإيقاع" وبين "الموسيقى" في الشعر، قصيدة عم عبد الرحيم بها إيقاع، وأي قصيدة سواء أكانت غنائية أم غير غنائية بها "إيقاع" ولكن ما يُميِّز أو يُمايز الشعر الغنائي هو "الموسيقى" إضافةً إلى الإيقاعية التي فيه. ومسألة التحلين والتغني بأي قصيدة لا تجعل القصيدة غير الغنائية غنائية، بمعنى أنَّ قصيدة عم عبد الرحيم ليست قصيدة غنائية رغم أن الراحل مصطفى سيد أحمد لحَّنها وتغنى بها، وكذلك قصيدة غناء العزلة ضد العزلة للصادق الرضي ليست قصيدة غنائية رغم أنَّ مصطفى سيد أحمد لحنَّها وتغنى بها، والأمر ذاته ينطبق على قصائد كثيرة جدًا مما غناها مصطفى سيد أحمد كقصيدة القدَّال مسدار أبو السرَّة لليانكي هذا لا ينفي أبدًا أن هذه القصائد، بها "إيقاع" (وإلَّا لما كانت قصائد شعرية من الأساس) ولكنها لا تحتوي على "موسيقى" وهذا ما يجعلها خارجة عن الشعر الغنائي. الشعر الغنائي هو غنائي ليس لأنه تم تلحينه والغني به، بل لأنه يحتوي على موسيقى داخله (هذا بالإضافة إلى الإيقاع) وسواء أتم تلحين القصيدة الغنائية أو لم يتم فهي تبقى غنائية (مسألة التلحين والغناء هنا ليست بذات قيمة تُذكر أبدًا) القيمة الأساسية هنا هي (البناء التركيبي للقصيدة) .. والإيقاع يُمكن أن يُوجد بشكل أو بآخر حتى في السرد (النثر) ولكنه ليس شرطًا له، وهذا ما يُمايز الشعر عن النثر، ولو بحثتَ جيدًا في تعليقي هذا ربما ستعثر على أكثر من جملة أو عبارة بها "إيقاع"، ولهذا فهنالك فارق كبير بين "الإيقاع" وبين "الموسيقى" في الشعر. انظر إلى بيت الشعر هذا:
    مَالِ للجمالِ مَشيُهَا وئيدا ** أجندلًا يحملنَّ أم حَديدا
    وهي على وزن:
    مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ ** مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ

    فهي من بحر الرجز وبحر الرجز ينضح بالموسيقى كما هو واضح جدًا، ومثله كذلك ما كان من بحر منهوك الرجز، كقول ابن نباتة المصري:
    فدي قمرْ ** عقلي قمرْ
    ثم غدرْ ** لمَّا قدرْ
    فلا وزرْ ** ولا مفرْ
    يا مَن شهرْ ** سيف الحَوَرْ
    على البشرْ ** فما فترْ

    ومثله كذلك ما كان من بحر الهزج كقول الشاعر:
    أيا سيدة الناس ** لقد قطَّعتِ أنفاسي
    ويا ديباجة الحسن ** ويا رامشة الآسي
    يلوموني على الحب ** وما بالحب من باس
    وهي على وزن:
    مَفَاعِيْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ ** مَفَاعِيْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ

    وهذه الأبيات تُحدث عن نفسها تمامًا، فهي غنائية وموسيقية لدرجة يصعب معها قراءة الأبيات دون موسقة، أمَّا الشعر الذي لا يُمكن أن يُعتبر غنائيًا فهو إيقاعي بالضرورة وإلَّا لما كان له وزن ولا بحر، ولكنه بلا موسيقى، وذلك كالقصائد من بحر الطويل كخمرية ابن الفارق التي يقول فيها:
    شربنا على ذكر الحبيب مُدامةَ ** سكرنا بها قبل أن يُخلق الكرمُ
    لها البدر كأس وهي شمس يُديرها ** هلال وكم يبدو إذا مزجت نجم
    ووزنها:
    فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن ** فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن

    فيظهر تمامًا الإيقاع ولكنه ليس موسيقيًا ولا غنائيًا (هذا لا يعني أبدًا أنه لا يُمكن أن تُلحن أو يُتغنى بها) وكذلك الأمر ما كان من بحر البسيط، كقول الشاعر:
    أنكرتُ من ودكم ما كنتُ أعرفه ** ما أنتم لي كما كنتم تكونونا
    لا شيء عندي يُغني ولا حُسنٌ ** فالمحسنون سواءٌ والمسيئونا
    ووزنها:
    مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ ** مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ

    وهكذا نرى الفرق الواضح والكبير بين "الإيقاع" وبين "الموسيقى" في الشعر ، والخلط بينهما يخلق مُشكلة كبيرة جدًا ، على أنني أوضحتُ من قبل أن أي مُلحن قدير ومُجيد بإمكانه أن يُمسك الجريدة، ويُلحِّن مقالًا نثريًا ناهيكَ عن شعر موزون، فعملية التلحين لا تعني أي شيء هنا غير إبداع المُلحن، ولكنها لا تتدخل في تصنيف القصيدة إلى غنائية أو غير غنائية، فالقصيدة الغنائية غنائية في ذاتها ببنائها، والقصيدة غير الغنائية غير غنائية في ذاتها ببنائها.


    مودتي
                  

11-04-2014, 02:30 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    الأخ أبوذر بابكر
    تحيِّاتي

    أشكركَ على النصيحة

    مودتي
                  

11-04-2014, 02:33 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    الأخ السنجي
    تحيِّاتي

    تقول:
    Quote: يعني هسة الأفكار أو الملاحظات التي توصلت ليها تحت ظلال الهرطقات هي: (1) ان شعر محجوب شريف بسيط .. (2) أن شعر مجوب شريف غنائي ؟؟؟؟؟ والغالطك منووو
    المُغالطني (على الأقل في البوست دا) اللي قاعد أتناقش معاهم لي 3 أيام .. اللي شايفين إنه مافي فرق بين "الإيقاع" وبين "الموسيقى" في الشعر، والمعترضين على إنه في شعر "غنائي" وشعر "غير غنائي" واللي ناكرين انعدام الخيال الأدبي في شعر محجوب شريف.

    تقول:
    Quote: لقب محجوب شريف هو ( شاعر الشعب ) والشعب دا في غالبه هو البسطاء الذين عبر عنهم بالبساطة التي اكتشفتها أنت يا بشرانا . اذاً تمخض الجبل فولد فأراً .. لم تفدنا بشيء
    ولكن "بساطة" شعر محجوب ليس لهذا السبب، بساطة شعر محجوب شريف تكمن في البناء التركيبي لقصائده، واللقب جاء "نتيجة" لهذا الأمر، فلا تضع النتيجة كسبب وتقول في النهاية (تمخض الجبل) .. الشعر الحلمنتيشي شعر "شعبي" وبسيط وبيصل لكل أفراد وفئات الشعب، ولكن لم نسمع بشاعر حلمنتيشي لُقب بشاعر الشعب، لماذا؟ هنا الموضوع ما عنده علاقة بالمبنى ولكن عنده علاقة بالمعنى، بالإضافة إلى شخصية الراحل محجوب شريف نفسها اللي كانت متسقة تمامًا مع الكلام اللي بيكتبه، فاللقب لم يكن اعتباطًا، ولكنه ليس سببًا بل نتيجة.

    Quote: لكنك جئتنا بما لم تستطعه الأوائل حين زعمت أن صاحبنا شاعر غنائي وليس بشاعر .... وبهذا نستطيع أن نصنف الشعراء من لدن امرؤ القيس ولي جاي بأن فلان شاعر فخر وليس بشاعر وعلان شاعر غزل وليس بشاعر لله درك
    هنا ابتديت تجوِّط الحاجات وتقولني كلام ما قلته، وتنقل أفكار ما أفكاري أصلًا، إيه علاقة "موضوعات الشعر" بالموضوع بتاعنا هنا؟ إنكارك لكون الشاعر محجوب شريف شاعر "غنائي" هو في حد ذاته "الجديد" الذي أتيتُ به، والغريب في الموضوع إنك في بداية كلام تساءلتَ باستنكار "والغالطك منوووو" والرد بناءً على كلامك الأخيرة هو: "إنت!"

    Quote: ربطي للموضوعين سره جراءتك في كليهما فأنت في الحالين تفترض أن المتلقي صفحة بيضاء تستطيع أن تكتب فيها ما تشاء دون أن تطرف لك عين
    نصيحتي إن جاز لي النصح .. أبقى عشرة على كلام أخينا الشاعر ( أبو ذر بابكر ) فأنت هنا تعرض برة الدارة وعلاقتك بالشعر ضعيفة ومنهجك النقدي زهدني في الهرطقات
    آرائي هنا تُعتبر آراء شخصية، وأنا لم أفرضها على أحد، والجرأة التي تتكلَّم عنها ببساطة هي إحدى حقوقي، فمن حقي أن أُدافع عن أفكاري إلى أن يثبتَ لي خطؤها. المشكلة الوحيدة هنا هي أن الغالبية العظمى من الناس ما عندها إحساس حقيقي بمسألة "حرية الرأي والتعبير" وتأخذ الموضوع بشكل شخصي وبحساسية شديدة (ما عارف ليه) ... عمومًا أشكرك على نصيحتك اللي هي نصيحة الأخ أبوذر بابكر، ويُؤسفني فعلًا أن تزهد في كتاب الهرطقات من مقال واحد لم يُعجبكَ، ولكنه حقك بكل تأكيد .. فقط أحببتُ أن أُصحح لكَ معلومة غائبة عنك (أنا ضد المنهجية في النقد، وبالتالي زهدكَ في الكتاب بسبب "منهجي النقدي" أعتبره من باب "المديدة حرقتني" فما جاء في هذا الكتاب لا يُعتبر منهجًا، بل هو مُجرَّد رأي شخصي وقراءة شخصية تخصني أنا وحدي. الغريب في الأمر أنك ترفض نقدي لشعر محجوب دون أن أمتلك دواوينه كلها، في حين أنك ترفض كتاب الهرطقات ولم تقرأ غير مقال واحد فقط (!!)

    مودتي

                  

11-04-2014, 02:14 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20358

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    حسناً يا عزيزي هشام ..
    تبقت نقطتان وحتى يكتمل إختلافنا ...

    الأولى تفريقك بين المعني الداخلي والمعنى العام !!
    هل لهذا الحديث صلة بإحتمالات التأويل .. بمعنى أن يكون المعني الداخلي "الباطني" هو المناط بعمليات التأويل ويحمل الترميز اللازم للتأويل ؟!
    وبالتالي يكون "المعنى الداخلي"مما إختص به النص قراءه العلماء ..
    وبالضرورة, كذلك, يكون المعنى العام هو المعنى "الظاهر" للناس كافة .
    ولا كيف ؟!!

    الثانية..
    قلت:
    Quote: فمن قال لك أنني لا أرى محجوب شريف (أو أي شاعر غنائي) مُبدعًا؟

    واتهمت الرجل بفقر الخيال واستطردت :
    Quote: أمَّا بالنسبة لفقر الخيال، فهو ليس عيبًا في الشعر الغنائي على الإطلاق،


    بمنطوق هذه العبارات, أنت لا ترى علاقة إذن بين الإبداع والخيال. أليس كذلك ؟!!

    انتهت تقريبا مداخلاتي ..
    مودتي

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 11-04-2014, 02:17 PM)

                  

11-04-2014, 03:08 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: محمد حيدر المشرف)


    الأخ محمد حيدر المُشرَّف
    تحيِّاتي

    بخصوص سؤالكَ عن "المعنى الداخلي والمعنى الخارجي" فبحسبما فهمتُ من سؤالكَ أو استفساركَ أُورد لكَ بعضًا مما جاء في مُقدمة الكتاب مما تناول هذه النقطة (أي ما يتعلَّق بالتأويل واحتمالاته):
    Quote: النص الأدبي مرتبط عضويًا بالناص، أي بكاتبه، فهو -على ذلك- بحسب فهمنا وتصورنا، علاقة إنتاج ذهني، علاقة تفاعل وانفعال بين النص والناص، وفهم الناص لنصه هي مضمنة في هذه العملية؛ فالنص الإبداعي في أساسه، وكذلك أي عمل إبداعي، ليس سوى نتيجة مادية أو تمظهر مادي لحالة العصف الذهني للناص أو المبدع، ولهذا قال البعض إن اللغة اختراع بشري نابع في أساسه من حاجة الإنسان للتعبير عما بداخله. وبإمكان المبدع التعبير عما بداخله بالكتابة أو النحت أو الرسم أو حتى باستخدام جسده؛ كالرقص مثلًا. فهي عملية تفريغ لطاقة إبداعية خلاقة، وعلى هذا فإن أي عمل إبداعي هو خلاق، بصرف النظر عن التحليلات النقدية التي قد تتناوله؛ إما بالتبخيس أو التقديس، أعني بالقدح أو المدح.

    Quote: علينا أن نتساءل: هل يجب أن يكون للعمل الإبداعي مراد أو معنى؟ والإجابة المبدئية على هكذا سؤال من وجهة نظرنا هي: نعم! أنا أعتقد ذلك؛ بل وأعتقد أنه يجب أن يكونَ كذلك، فلا يمكن أن يكون العمل الإبداعي خاليًا من معنى، وإلا لما أصبح فعلًا إبداعيًا، لأن الإبداع يتطلب الوعي ويشترطه، وإني لأفترض أنه يجب أن يكونَ أي عمل إبداعي ذا معنى، حتى وإن لم نفهمه؛ بل حتى وإن لم نتمكن من الاتفاق حوله، وهو تمام المعنى المقصود بالآية القرآنية: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا} ، ولهذا فإننا ضد تصنيف الأعمال الفنية إلى: فن هابط وفن راق، لأن ذلك مستند في نهاياته القصوى على فهومنا نحن الخاصة، وطريقة تلقي كل منا للفن بشكل عام، وعندما يصل الأمر إلى حد الفهوم الشخصية؛ فإننا نقول: "هنالك فن هابط وفن راق بالنسبة إلينا." وهذا هو بالتحديد ما يجعل الناص يحتكر الفهم دونًا عن التأويل؛ فالتأويل مفتوح على فهومنا، والفهم منغلق على مرادهِ، فنحن في الحقيقة لا نفهم النص؛ بل نؤوله على المضان، وهذا مشاع للجميع.

    أرجو أن أكون قد فهمتُ سؤالكَ جيدًا، وأرجو (إن كان ذلك صحيحًا) أن تكون هذه الاقتباسات مُرضية لتساؤلاتك، وإني لأنصحكَ بشدة بقراءة الكتاب، فكثير جدًا من الأسئلة التي تدور في رأسكَ (كسؤالكَ عن الخيال والإبداع) والعلاقة بينهما مُضمنة وبشكل تفصيلي في ثنايا الكتاب، ولقد أفردتُ مساحة خاصة بالخيال وكذلك لمسألة الإبداع.

    ولكن وبشكل عام أراكَ تقرأ كلامي المبذول هنا بنوع من التسطيح، فأنا أقول بأنَّ أشعار محجوب شريف (والشعر الغنائي عمومًا) تفتقر إلى "الخيال الإبداعي" وكان لهذا أن يحسم الأمر بالنسبة إليكَ دون أن يُحوجكَ إلى السؤال، واقرأ معي هذه الفقرة من المقال:
    Quote: والواقع أن الناظر في قصائد محجوب شريف قد يلحظ بساطة الخيال الإبداعي فيها، بحيث لا نجد في قصائده ما يسمى بالخيال المركب، أو الخيال التصويري، أو الخيال الفلسفي؛ وعلى العكس من ذلك فإن خياله يكاد يكون فقيرًا. وأنا شخصيًا لا أعتبر ذلك معيبًا في شعر محجوب شريف من حيث أنه شعر غنائي؛ فالشعر الغنائي في الواقع ليس مطلوبًا منه ذلك، فأدوات الخيال والتصوير والعمق الفكري هي أدوات أكبر من وظيفة الشعر الغنائي ولا تتناسب معه. وإن نحن اعتمدنا فقط على النماذج الواردة من شعره هنا فإننا قد نقف على أنيميا الخيال الإبداعي في شعره
    فأنا لم أتكلم عن خلو شعر محجوب شريف من الخيال كُليًا فالخيال موجود ولكنه خيال بسيط إنما تكلَّمتُ عن الخيال الإبداع، وهو هنا: الخيال المُركب، الخيال التصويري، الخيال الفلسفي وهي في مجملها خصائص الخيال الذي يمتاز به العمل الأدبي. الخيال الإبداعي مطلوب في الشعر ومطلوب في الرواية القصيرة ومطلوب في الرواية ومطلوب في أدب الرحلات وفي أدب الأطفال، ولكنه غير مطلوب في الشعر الغنائي، لأن انعدام الخيال (في الشعر الغنائي) قيمة في حد ذاته، وهو ما يُعادل لنا مفهوم "البساطة" غير المعيبة، ولهذا ضربتُ أمثلة بشعر حميد والقدال لنقف على فكرة الخيال الإبداعي التصويري منه والمركب والفلسفي، ومقارنته بالبساطة المبذولة في شعر محجوب شريف.

    حسنًا، الآن: لنحاول الإجابة على سؤالك: "هل توجد علاقة بين الخيال والإبداع؟" الإجابة على هذا السؤال تستلزم معرفة عن أي نوع من أنواع الفنون نتكلَّم أولًا؟ فالخيال الإبداعي مُستخدم في الفن التشكيلي (مثلًا) ولكن ماذا عن المدرسة الواقعية في الفن التشكيلي؟ ألا يوجد أي إبداع مثلًا في البورتريهات؟ الحقيقة أنه لا يوجد أي خيال إبداعي في فن البورتريهات مثلًا، ولكنه رغم ذلك يُعتبر عملًا إبداعيًا، كيف؟ ولماذا؟ لأن انعدام الخيال جزء أساسي من الإبداع هنا، فإذا تدخل الخيال الإبداعي خرجت اللوحة من البورتريه إلى لوحة تشكيلية أخرى، قد تكون تجريدية، أو تكعيبية أو سريالية أو أي شيء آخر، ولكنها لن تعود بورتريه any more وفرسَّام البورتريه مجبور على الالتزام بالواقع "كما هو" ليُحاكيه "كما هو"، وهذا يكون -بالتأكيد- خصمًا من رصيد خياله الإبداعي، ولكن هذا الخصم يكون رصيدًا إضافيًا لواقعية عمله التشكيلي، وهذه هي النقطة الأساسية، فانعدام الخيال (في مكانه الصحيح) هو إبداع لأنه لو وُجد خيال إبداعي في شعر محجوب شريف، لأصبح محجوب شريف شاعرًا أدبيًا، ولم يعد شاعرًا غنائيًا.

    أتمنى يا عزيزي أن تقرأ كتاب الهرطقات، للمزيد من الإضاءة حول هذه النقطة


    مودتي
                  

11-04-2014, 08:15 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    Quote: حقيقة قرات الموضوع اولا هنا، ووجدته في "سول" فعلقت عليه تعليقي ذاك، وحيث اني لم اقرا "هرطقاتك" بعد، فلي تعليق اخر، وسوال ( اكتب من الايباد واجد صعوبة في وضع الهمزات على الواو والياء وفي تشكيل الكلمات):
    العنوان يشي باستباق غريب، وهو توقع الهجوم عليك لرايك هذا، ويبدو انك تضع في تصنيفك ان الشعراء الغناءيين في مرتبة ادنى من الشعراء، وانك هنا تريد انزال الشاعر محجوب شريف من منزلته بين الشعراء الى مجرد شاعر غناءي، او ان الشاعر الغناءي في الاساس ليس شاعرا بتعريفك انت للشعر، ولكنه يسمى ( بضم الياء وفتح الميم) شاعرا مجازا.

    وسوالي
    ما هو الشعر؟ ومن هو الشاعر؟

    الأخ الصادق إسماعيل
    تحيٍّاتي

    لأسباب تقنية أجهل أسبابها، لم أستطع الرد على مُداخلتكَ هذه في مكانها؛ فاسمح لي أن أُعقِّب على كلامكَ هنا.

    أولًا: فيما يتعلق بأنَّني أضع الشعراء الغنائيين في مرتبة أدنى من الشعراء، فالمسألة فيها تفصيل حتى لا يحدث خلط بين العام والخاص، فالمسألة بشكل عام ليست مسألة أدنى وأعلى أبدًا، ولكن الفكرة ببساطة هي إنزال الشيء في منزله المُناسب، فإذا اتفقنا على غنائية شعر محجوب شريف (وهذا ليس معيبًا على الإطلاق) كان من البديهي أن يكون مكانه الطبيعي بين شعار الأغنية السودانية، وليس بين الشعراء الأدبيين، وقد أوضحتُ الفكرة بالتفريق بين الشعر الأدبي والشعر الغنائي أنَّ الأول ينتمي إلى الأدب بينما الثاني ينتمي إلى الفن، وإلى هذا الحد فإن المسألة ليست فيها إنزال أو تبخيس ولا مكانة أعلى ومكانة أدنى. هذه النقطة بالتحديد تدخل في مسألة الخاص (الذائقة الشخصية) فبإمكانكَ أنت أن ترى علو منزلة الشعر الغنائي على الشعر الأدبي أو العكس، ويحق لي الأمر ذاته، وليس بإمكان أحدٍ أن يُحاكم ذائقتكَ أو أن يعترض عليها. وأنا بشكل شخصي أرى أن أي مقارنة بين شعر محجوب شريف (وأي شاعر غنائي آخر) مع شعر أي شاعر أدبي آخر يُعتبر ظلمًا كبيرًا للطرفين لأنها ستكون مُقارنة في غير محلها، الأمر هنا كأن تقارن بين رواية من روايات المُبدع نجيب محفوظ مثلًا، بسيناريو من سيناريوهات المُبدع أُسامة أنور عكاشة، فأُسامة أنور عكاشة لا يكتب رواية، كما أن نجيب محفوظ لا يكتب سيناريوهات (لاحظ معي أن بعض الأعمال الروائية تمت مُعالجتها سينمائيًا فيما بعد، وهذا الأمر أشبه بالشعر الأدبي الذي يتم تلحينه وغناؤه، فهذا الأمر لا يجعل من الشعر الأدبي شعرًا غنائيًا، ولاحظ أن عددًا من السيناريوهات لم تحظ بمُنتج يحوِّلها إلى عمل سينمائي أو درامي فظلَّت حبيسة الأدراج ولكنها وهي في درجها ستظل "سيناريو" حتى وإن لم تُعرض كعمل سينمائي أو درامي) ولكننا نعتبر أسامة أنور عكاشة مبدعًا، كما أن نجيب محفوظ مبدع، ولكن كل منهما مبدع في مجاله، والمقارنة بينهما ظلم لهما، وعندما نتكلم عن الأدب المصري فمن الجهل أن تسرد أسامة أنور عكاشة ..

    أمَّا إن سألتني عن رأيي الشخصي في الفارق بين الشعر الأدبي والشعر الغنائي، فأنا سوف أنحاز إلى الشعر الأدبي دون شك، فهو –من وجهة نظري- أهم لديَّ من الشعر الغنائي (دون أن يعني ذلك تبخيسًا لحق الشعر الغنائي)، ولكنه سيظل رأيي الشخصي فقط .. محجوب شريف برأيي لم يُضف للأدب السوداني أي شيء، وما ينبغي له أن يفعل (كما أن أسامة أنور عكاشة لم يضف للأدب المصري شيئًا)، لأنه في الأصل ليس شاعرًا أدبيًا، بينما في رأيي الشخصي أضاف كثيرًا للغناء السوداني وللشعر الغنائي في السودان. (إلا إذا حاولنا أن نتكلَّم عن الأدب السوداني في واحدة من موضوعات الشعر مثلًا كالشعر الثوري أو الحماسي أو شعر المقاومة، فهذا أمر آخر) وأنا لم أقل إن الشاعر الغنائي ليس شاعرًا، أنا قلت إن الشاعر الغنائي هو فقط شاعر غنائي ويجب أن يُضاف هذا التوصيف لزامًا احترازًا من الخلط بينه وبين الشعر الأدبي، وهذا كضرورة إضافة وصف "قصيرة" على الرواية للتفريق بينها وبين الرواية، حتى لا نُضطر إلى وصف الرواية بأنها رواية طويلة في مقابل الرواية القصيرة؛ فالرواية هي رواية، ولكن ما لم تنطبق عليه شروط الرواية فهي رواية قصيرة (وهذا موضوع آخر يطول الكلام عنه، وهو مُفصَّل في الكتاب)، فالشعر في الأساس شعر أدبي لأن له وظيفة أدبية، ولكن لمَّا كان هنالك نوع يُخالف وظيفة الشعر الأساسية (وهو تطور طبيعي في كل الأجناس الأدبية والفنون) كان لزامًا أن يتم التفريق بينهما بتوصيف الفرع عن الأصل. فنقول: شعر وشعر غنائي، ويكون المعنى (شعر أدبي وشعر غنائي)

    ثانيًا: بالنسبة لسؤالكَ عن الشعر والشاعر، فإنني أقول (وهذا رأيي الشخصي) إن التعريف الكلاسيكي عن الشعر صحيح، ولكنه أصبح غير دقيق الآن، وعلى هذا فإن هذا التعريف يصف حالة مُعينة من الشعر، ولكن في العموم فإن الشعر هو كل كلام يحمل فكرة أو مجموعة من الأفكار يأتي في نسق إيقاعي متراتب، فأي كلام ليس له إيقاع هو مجرَّد (كلام) فقط ولكنه ليس من الشعر في شيء .. والشاعر هو من يمارس فن الشعر سواء بتعريفه الكلاسيكي القديم أو التعريف الجديد ..

    مودتي
                  

11-04-2014, 08:24 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20358

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    حتما سأقرً هرطقات لو مد الله في الآجال يا هشام ..

    يبدو لي أنني كنت مخطئاً في ظني أن هذا البوست فصلا من فصول هرطقات ..
    ولكن, وللأمانة, ذلك لا يعفيك من الذي أثبته في أول هذا البوست من تقدمة قدمتها لتقدم للقاريء "هرطقات" وفكرتها المركزية ..
    فما أتيته هنا مفارق لخط هرطقات العام ..
    ولقد أرهقتنا في البحث عما كان الكاتب "هشام آدم" هنا يتماهى مع مع فكرة هرطقات العامة أم هو مستقل تماما عنها !!

    ..

    في مجمل نقاشنا لم أقتنع بكثير مما اورده من ردود على مداخلاتي ..
    هذا أضعف موضوع يجادل فيه هشام آدم ومذ قرأتك أول مرة في هذا الإسفير ..
    فاقد للادوات ومرتبك وفقير جدا في الامكانيات التي, وبالتأكيد, لا يمكن لها أن تقيم أود سياحة في حقل الغام اسماعيل حسب الدائم, ناهيك عن محجوب شريف!!

    مودتي

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 11-04-2014, 08:28 PM)

                  

11-04-2014, 08:50 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: محمد حيدر المشرف)

    Quote: في مجمل نقاشنا لم أقتنع بكثير مما اورده من ردود على مداخلاتي

    أمر طبيعي ألا تقتنع ، بل هو أمر صحي جدًا


    Quote: فاقد للادوات ومرتبك وفقير جدا في الامكانيات التي, وبالتأكيد, لا يمكن لها أن تقيم أود سياحة في حقل الغام اسماعيل حسب الدائم, ناهيك عن محجوب شريف!!

    لا تعليق أبدًا :-)
                  

11-04-2014, 09:38 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    عزيزي هشام
    سلامات
    قلت سيدي:
    Quote: انظر إلى بيت الشعر هذا:
    مَالِ للجمالِ مَشيُهَا وئيدا ** أجندلًا يحملنَّ أم حَديدا
    وهي على وزن:
    مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ ** مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ


    أولا:
    إيراد البيت،كما تفضلت أعلاه،يخلق منه نتيجة للتصحيف الذي قمت به،بيتا مكسورا.

    ثانيا:
    البيت "الصحيح"الموزون هو :
    Quote: ما للجمال مشيها وئيداً أجندلاً يحملن أم حديدا


    ثالثا:
    فالبيت تكون "كتابته العروضية" كالتالي:
    ما للجمال مشْيها وئيدن أجنْدلنْ يحْملْن أمْ حديدا

    و بالتالي فوزنه هو:
    مسْتفْعلنْ متفْعلنْ متفْعلنْ_____متفْعلنْ مسْتفْعلنْ فعولنْ
    و ليس:
    Quote: مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ ** مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ


    كن بخير.
                  

11-05-2014, 02:14 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: osama elkhawad)

    الأستاذ أُسامة الخوَّاض
    تحيِّاتي

    أشكركَ على تنبهي للخطأ الكتابي غير المقصود في البيت، فالصحيح أنه "ما للجمال" وليس "مال الجمال" .. والبيت هو كما ذكرتَه أنتَ:
    ما للجمالِ مشيها وئيدا *** أجندلًا يحملن أم حديدا

    والحقيقة أنني لم أكن أرغب أن تُدخلنا إلى دهاليز علم العروض والتفعيلات حتى لا يشعر القراء والمُتابعون لهذا البوست بالملل، فهو علم مستغلقٌ وموغل في الغموض لمن لا يعرف عنه شيئًا، فالوزن الأصلي لبحر الرجز هو كما أشرتُه إليه في مُداخلتي السابقة:
    مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ *** مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ
    هذا هو الوزن الأصلي لبحر الرجز (وهو ما أردتُ الاستشهاد به في صلب الموضوع) ولم تكن بي رغبة للخوض في تفاصيل أعمق من ذلك لنتطرق إلى زحاف الرجز وأنواعه، وأنتَ تعلم –أستاذي- أن تفعيلة (مستفعلن) في بحر الرجز (وغيره طبعًا) يُصيبها الخبل والخبن والطي، فتحوِّل مستفعلن إلى: متفعلن ومستعلن ومتعلن(!) واضطراب الرجز كل هذا الاضطراب هو ما جعل كثيرًا من المهتمين بالعروض والشعر يُشبِّهون الرجز بالنثر؛ بل وذهبوا أبعد من ذلك عندما أطلقوا عليه لقب (حمار الشعراء)، ولا أدري أين قرأتُ ذلك تحديدًا، ولكني أتذكر أني قرأت نقلًا عن أبي العلاء المعري أنه جعل الشعر من بحر الرجز أقل قدرًا من غيره لهذه (ولغيرها من الأسباب)، وعلى أي حال فطالما أن لديكَ هذه الرغبة في الإمساك بهذه الجزئية فلا بأس، وتقطيع البيت السليم هو على النحو التالي:
    مَاْلِلْجِمَاْ / لِمَشْيُهَاْ / وَئِيْدَنْ *** أَجَنْدَلَنْ / يَحْمِلْنَأَمْ / حَدِيْدَنْ
    |0|0||0 - ||0||0 - ||0||0
    ||0||0 - |0|0||0 - ||0||0
    (وهي على الوزن الذي ذكرتَ فعلًا) ولكنها ما تزال من بحر الرجز (في أبحر الأرجاز بحر يسهل ***مستفعلن مستفعلن مستفعلن)

    مودتي
                  

11-05-2014, 04:33 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    شكرا عزيزي هشام على الرد

    عموما النقاش حول العلاقة بين الموسيقى الخارجية و الداخلية و "الإيقاع" نقاش طويل،لكنه من النقاط الجوهرية التي اعتمدت عليها في "مقاربتك" لخطاب محجوب شريف الشعري.
    و اسمح لي أن أشكرك على إثارة الموضوع،و إن اختلفنا في "بعض"الاسس النقدية التي استندت عليها.

    و لذلك أرجو أن يتركز النقاش حول مناقشة ما قلت به،و الإتيان ببديل نقدي يوضح نقاط الاختلاف و الالتقاء.

    بعض المشاكل التقنية منعتني من طرح وجهة نظري كاملة،و أرجو أن أعود بعد حلها.

    كن بخير.
                  

11-05-2014, 05:08 AM

ابراهيم حسين

تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 330

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    الاخ هشام
    - ساتوقف معك فقط بالعنوان الخاص بطرحك . فمحجوب شارك الشعب علي اصعدة كثيرة في مجملها تنفح احساسا جياشا ولم هذا العنوان الذي ينافي الاحساس الذي يتخلل المسام وكانك في معركة ؟
    كما ان حتي للالغام شروط فهي لابد ان تكون محمية بنيران مباشرة وذات عمق مناسب كثافة وارتفاعا والاهم ان لها من عنصر المفاجاة ما قتل ومنها المدبر وغير المدبر الذي تلعبه الصدفة كما ان المساحة التي عليها اللغم ليس بالضرورة لها شكل معين وهل هي للدفاع ام الهجوم . هب انك سائحا غير تائه اربط لنا بين خصائص هذة الالغام وخصائص الشاعر محجوب شريف
    مع كامل المودة
                  

11-05-2014, 07:08 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: ابراهيم حسين)

    الأستاذ أسامة الخوَّاض
    تحيِّاتي

    لا بأس؛ سأكون بانتظارك لحين حل المشكلة التقنية ، وشكرًا لكَ على النقاش الجميل والمُفيد حتى الآن

    مودتي
                  

11-05-2014, 07:11 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    الأخ إبراهيم حسين
    تحيِّاتي


    لا أعرف لماذا يُصر البعض على التوقف عند "القشور" دون الخوض في جوهر الموضوع المطروح: "لماذا هرطقات؟"، "لماذا حقل ألغام؟" الأمر يشي بأنَّ البعض ربما لم يقرأوا حتَّى مُقدمة المقال الذي جاء فيه بشكل واضح جدًا سبب اختياري لعنوان المقال:
    Quote: ومن الصعب تعريض شخصية ذات جماهيرية شعبية مثله للنقد دون توقع نوبة عارمة من الرفض والاستياء، ولهذا أعتبر هذه القراءة النقدية سياحة في حقل ألغام

    فالألغام المتوقعة هنا لا علاقة لها -في الحقيقة- بمحجوب شريف ولا بشعره، ولكن بمُحبي محجوب شريف ومن يُقدسونه لدرجة يصعب معها تقبلهم لفكرة "نقد" أعماله، واعتبار أن أي عملية نقد موضوعية* قد تعني التقليل من شأنه أو الطعن فيه بشكل مباشر أو غير مباشر، ولكن يبدو أنَّ لدينا موروثًا سيئًا من المفاهيم المغلوطة عن "العملية النقدية" وخلطًا كبيرًا لدى الكثيرين منَّا بين ما هو عام وما هو خاص، وما حدث من البعض هنا، وفي منابر أُخرى ما هو إلا تجسيد لهذه الألغام التي أعنيها.


    ---------------------
    (*) الموضوعية هنا تعني التفريق بين الناص ونصه، وكثير من الناس يربط بين الناص ونصه بحيث أنه يعتقد أن أي نقد يتم توجيهه إلى النص يمس الناص بصورة مباشرة، وكأن النقد الموضوعي لديهم هو الاحتفاء المجاني إذا كان الشخص له مكانة، أو التقريع المجاني إذا لم يكن كذلك. بحيث أنه لا يُمكن لدى كثيرين أن يتقبلوا فكرة الإطراء على أعمال مُبدع مُنتمي إلى المؤتمر الوطني مثلًا، وربما يعتبرون ذلك نوعًا من العمالة، أو نوعًا من التطبيع(!)
                  

11-05-2014, 10:23 AM

singawi

تاريخ التسجيل: 02-18-2002
مجموع المشاركات: 2226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    الأخ هشام
    بداية أشكر لك رحابة صدرك ونفسك الهادئ
    قلت :
    Quote: المُغالطني (على الأقل في البوست دا) اللي قاعد أتناقش معاهم لي 3 أيام .. اللي شايفين إنه مافي فرق بين "الإيقاع" وبين "الموسيقى" في الشعر، والمعترضين على إنه في شعر "غنائي" وشعر "غير غنائي" واللي ناكرين انعدام الخيال الأدبي في شعر محجوب شريف
    الغالطوك في الإيقاع والموسيقى وانه في شعر غنائي وغير غنائي ما غالطوك في بساطة شعر محجوب ولا في أنه شاعر غنائي .. وعودي أنا في الغلاط دا هو أن الإيقاع هو أساس الموسيقى في الشعر وهو العامل الأساسي في وزن الشعر وما التفعيلات إلا نقرشات موسيقية تطول وتقصر لتشكل الموسيقى الداخلية للنص .. وبناءا عليه فالشعر كله غنائي لا يوجد شعر غير غنائي حتى الشعر الجاهلي الوعر يصلح للتغني به هذا اذا اتفقنا على تعريف ما هو الغناء .. فالحداء غناء والدوبيت غناء والإلقاء الشعري غناء ولا يشترط أوركسترا ولا طمبور ليسمى غناء .. لا أعرف مالذي يجعل نص ( صه يا كنار وضع يمينك في يدي ) شعر غنائي ونص معلقة لبيد ( عفت الديار محلها فمقامها .. بمنى تأبد غولها فرجامها ) غير غنائي .. جرب التغني بمعلقة لبيد بنفس اللحن .. هكذا حفظت المعلقة وأنا في المرحلة الثانوية . نسيت اشير لكلامك عن انعدام الخيال الأدبي لمحجوب شريف وارجع لكلامك عن ( والشارع فاتح في قلبي ) وصف تلك الصورة البديعة بأنه كلام لا معنى له دليل على أن الخلل في تذوقك وليس في خيال محجوب شريف .
    Quote: ولكن "بساطة" شعر محجوب ليس لهذا السبب، بساطة شعر محجوب شريف تكمن في البناء التركيبي لقصائده، واللقب جاء "نتيجة" لهذا الأمر، فلا تضع النتيجة كسبب وتقول في النهاية (تمخض الجبل) .. الشعر الحلمنتيشي شعر "شعبي" وبسيط وبيصل لكل أفراد وفئات الشعب، ولكن لم نسمع بشاعر حلمنتيشي لُقب بشاعر الشعب،
    تمخض الجبل دي لأنه بساطة شعر محجوب هي من المعلوم بالضرورة وهي السهل الممتنع وسر عظمة محجوب وسر لقبه .. الشعر الحلمنتيشي شعبي وبسيط ولكن مواضيعه في معظمه ذاتية فكاهية يعبر فيها الشاعر عن نفسه وليس عن هموم الشعب .. مع الإقرار أن اللقب جبة يلبسها كل من استحقها وكانت على مقاسه .
    Quote: Quote: لكنك جئتنا بما لم تستطعه الأوائل حين زعمت أن صاحبنا شاعر غنائي وليس بشاعر .... وبهذا نستطيع أن نصنف الشعراء من لدن امرؤ القيس ولي جاي بأن فلان شاعر فخر وليس بشاعر وعلان شاعر غزل وليس بشاعر لله درك
    هنا ابتديت تجوِّط الحاجات وتقولني كلام ما قلته، وتنقل أفكار ما أفكاري أصلًا، إيه علاقة "موضوعات الشعر" بالموضوع بتاعنا هنا؟ إنكارك لكون الشاعر محجوب شريف شاعر "غنائي" هو في حد ذاته "الجديد" الذي أتيتُ به، والغريب في الموضوع إنك في بداية كلام تساءلتَ باستنكار "والغالطك منوووو" والرد بناءً على كلامك الأخيرة هو: "إنت
    لم أقولك ما لم تقله بل استندت على قولك المقتبس أدناه
    Quote: ما يهمني التأكيد عليه في الختام، هو أن محجوب شريف لم يكن سوى شاعر غنائي، وليس أكثر من ذلك، وهو في ذلك يحفظ مكانه بين الشعراء الغنائيين، ولكن ليس له مكان في لائحة الشعراء السودانيين ، عندما يكون الحديث عن الأدب السوداني بشقيه النثري السردي والشعري
    إقرارك بأن محمود شريف شاغر غنائي وإنكارك أنه ليس من الشعراء السودانين يعني أنه ليس بشاعر لأننا متفقين على أنه سوداني ... إذا أنت تقول ( بجراءة ) أن الشاعر الغنائي ليس شاعر مما يمكنني أن أنسب لك أن شاعر الحماسة مجرد شاعر حماسة ولكنه ليس بشاعر ( يا مثبت العقل والدين )
    ختاماً قلة حماسي وزهدي في الهرطقات لأن كل صاحب فكرة هو أفضل من يطبقها وأنت بشرتنا بفكرة تهدم كل النقد الأدبي بتاريخه ورجاله ثم فاجأتني بهذا الطرح المتسرع .
    دم بخير
                  

11-05-2014, 11:59 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20358

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    Quote: أخوي محمد حيدر المُشرَّف إنت بتقرا بأضنيك ولا ما قاعد تقرا أصلًا؟



    هذه المداخلة المتأخرة والتي زج بها (بين المداخلات) , متأخراً, ألأخ والصديق العزيز هشام آدم ...لفتت إنتباهي لإحتمال وجود شيء في مجمل مداخلاتي قد يشيء بقراءة الإضنين ... مجمل مداخلاتي هي كما ساورده أدناه, وسأدافع عنها وعن صياغها وسياقها "ما وسعنى" لدرء هذه الشبهة ..كما وسأورد, لاحقاً, ردود الأخ هشام على تلك المداخلات, سأوردها ومن ثم التعليق عليها والقاء الضوء على مواقع الضعف البائن فيها .. وليس من عادتي التعليق على الردود وتقييمها عند ادارتي للحوارات الذكية "كما أدعوها" .. وهي تلك الحوارات التي آنس في طرفها الآخر خلوه التام او حتى النسبي من الدوغمائية .. إلا أن الحال هنا ليس كذلك.

    ---------------------------------
    محجوب ما بين "فقر الخيال" و "عبقرية الكلمة"
    أو هو, محجوب, ما بين "أرستقراطية الادب" و "وإشتراكية القصيدة" ..
    أو ..
    !
    ما الذي يليق بالشعر. ما الذي لا يليق به؟!!
    ما الشعر في نهاية المطاف؟!
    ياتو "كائن أعلى" من الأهل ؟!!

    ...................

    أرجو مراجعة كتابتك حول قصيدة "بطاقة شخصية" على ضوء ما تفضل به د.عوض والفروقات الكبيرة بين ما تغنى به "محمد منير" والنص الأصلي .. وعلى ضوء إشارتي لحقيقة أن الحزب وليس الشعب هو ما يرجع اليه الضمير في "قبالو" ..

    ---------------------

    ما أشبه المقدمة الرائعة ل "هرطقات" بدساتير الديكتاتورية, راودني الخاطر!!!

    لا تعتمد هرطقات هشام آدم, وأتطلع جدا لقرائتها, على تقصي الآراء النقدية وإنما تكتفي بالقاء الضوء عليها لا أكثر ولا أقل. الأكثر من ذلك أن "هرطقات" تسعى لنسف حركة النقد, بكل منهجياتها القائمة, من خلال تكريس الحقيقة القائلة أن النقد الأدبي ليس صناعة أكاديمية بفدر ما هو عملية إستقراء عميق للنص الأدبي. وهنا يحتفي هشام آدم بالمنتج الإبداعي إحتفاءً مدوياً جدا إذ يخصه بكينونة منفردة ومستقلة وخارجة تماما عن سطوة المبدع, وسطوة النقد على حد السواء ..

    ونعم, أتفق تماماً مع مقدمة هشام آدم لهرطقاته.. فالمنتج الإبداعي, في مداراته القصوى, ليس تجلياُ أعلى لذات الشاعر فحسب, بل هو تجلي أعلى وأشمل لمجموعة الأفكار السائدة في المجتمعات المعنية بالتجلي أولا, والمجتمعات الإنسانية جميعها بصورة شاملة .. وبحيث يكون المجتمع هو مصدر الابداع من جهة, ومصبه من جهه ثانية, ومنتهاه من جهة أعلى .. هذه الفكرة تخلع على المنتج الأدبي حيوية فائقة يالتأكيد. حيوية لا يجوز معها التقييد المباغت الذي فاجأنا به هشام آدم, وبأكاديمية فائقة يحسد عليها, وأستاذية مقعرة, لحيوية نص "عشه كلمينا, ماري حدثينا" ..

    تلك الحيوية الدافقة في مجالها الحيوي, يباغتها هشام آدم حتف نقده, حاملا مسطرة أستاذ العربي, أن تبسط له يدها للجلد. وماري المسكينة لا تعلم فيم غضب عليها هذا الموظف الحكومي القادم من البعيد!! كل ما فعلته المسكينة أن إحتفت بهذه المعاني, ولامست وجدانها, وخاطبت قضاياها, وإستدعت محيطها الجغرافي. بل وتجلى لسانها فيها "هي سودانا بكرة, من سودانا ناو" ..

    هسع ده ما أشبه بعملية إعتقال تعسقي للنص بعدما ضبط متجليا في دواخل ماري؟!! لا يليق به ذلك كما يقول هشام آدم .. ذلك ما لا يليق بالشعر .. ياخي ان شالله ما لاق !!! .. وين كلامك عن أن فكرة النص الابداعي في مستوياتها العليا لا تحصك كناقد منهجي, بل ولا تخص محجوب شريف ذات نفسو .. وانما تنحصر عند عشه و ماري اللتان تمثلان المتلقي والمجال الحيوي للنص ؟!!

    ما أشبه المقدمة الرائعة لهرطقات بدساتير الديكتاتورية يا هشام ..راودني الخاطر !!

    -------------------

    الشعر الغنائي والشعر التاني!!

    إستند هشام آدم على الأخ الخواجة كريس روبلي في قولبة وتأطير الشعر الغنائي بعيدا قوالب الشعر الحقيقي .. واتفق مع كريس روبلي تماما أن نجوم الروك يكتبون قصائد سيئة جدا ولكن, ولله الحمد والمنه, الحال ليس كلك مع نجوم الحقيبة !!

    ندعو الرجل او لنستدعيه مجازا, حافي حالق, لهوالم ابوالصلاح وسيد عبدالعزيز والبنا وبطران وعتيق والعبادي .. نستدعيهو مجازا لعوالم خليل فرح عشان يفهم حاجة !!

    الحالة السودانية متميزة بخصوصياتها وسياقاتها التاريخية ومنتجها الابداعي ما يجعل من الاستضاءة بالخواجة كريس روبلي أشبة بالبحث عن قطعة النقد المفقودة في شارع مظلم غير الذي قد ضاعت فيه.. وتلك عبثية لا يجدي معها قوة بطارية كريس روبلي!!!

    ------------------

    أتفق كثيرا مع هشام آدم في الاختلاف النوعي لقصيدة محجوب وحميد والقدال .. واتفق أن هناك مميزات كثيرة مشتركة بين قصيدة القدال وحميد, ذلك على اصعدة عديدة لا مجال لسردها جميعا ولكن نكتفي بالصورة الشعرية الممتدة في مقابل اللقطات السريعة والتى تحفل بها قصيدة محجوب ..

    ما نختلف حوله هو كالآتي
    القيمة الفنية لهذه الاختلافات الموجودة بالفعل وبصورة عامة فيها (استثثناءات كثيرة ..) .. يقيني أن سلسلة من اللقطات الشعرية القصيرة والمشاهد قد تعادل, بل وتتفوق على بانورامية صورة شعرية كثيفة ..

    استشهد هشام بجزئية من ام اليتامى ..واستشهد بها على أن تسلسل الصور الشعرية القصييرة وتتابعها, قد شكلت في مجموعها صورة واقعية كثيفة التفاصيل والأحزان الانسانية العظيمة ..

    انظر للمقدمة المباغتة والسلسة جدا في ذات الوقت ..
    وتلك هي عبقرية محجوب في تشكيل مشاهد إنسانية كثيفة جدا من صور حية قصيرة ومشاهد انسانية جدا مختصرة في كلمة او اتنبن .. والشاهد أن المتلقي سيستقر في ذهنه, وتترسخ تماما, هذه االلوحة الشعؤية المتكاملة

    ------------------

    هشام سلامات
    هناك ملاحظات "فادحة"

    اذن الشعر, كجنس أدبي, محصور في الكلاسيكي والتفعيلي والحر والمربعات !!

    الا ترى معي فداحة هذه المداميك المدرسية وهي تقسم الفنون كما "المرارة" ؟!!
    اليس من المدهش أن شاعراً بحجم عاطف خيري سيقف طويلا جداً خارج هيكلك التنظيمي هذا لادراجه في خانة .. خانة ماذا؟! الحر؟! ربما ! .. لا أعلم !!

    هاشم صديق ؟!!
    حميد ..
    القدال ..
    و ..
    والدوش شخصيا .. الدوش شخصيا !!!
    يحي فضل الله
    أزهري
    و ..
    خليل فرح


    ثم أن هناك خطأ فادح جدا ..
    أنت بذلك تضع كل الشعر الغنائي في سلة الرجز ؟!!
    بل وجميع الشعر الدارجي .. تصور ؟!!

    الأفدح من كل ذلك هو إشاراتك المتكررة "للبساطة" بصورة سالبة وكأنها جنس خيالي أدنى من "التعقيد" و "التركيب"
    وهي , بحسبك, دليلٌ لفقر الخيال!!

    الم يخطر ييالك أن ثمة عبقرية ما في البساطة ؟!!
    أو لماذا فكرتك عن "البساطة" بسيطة جدا, كما يمكن أن تعبر عنها أنت بمفهومك عن البساطة ؟!!!

    هي ملاحظات "فادحة" جدا ..
    تحتاج للكثير من المداخلات !!

    منها, على سبيل المثال, إستهجانك البالغ لمزج الدارجية بالفصيح من الكلام ..
    ذلك المزج الذي, لو لم يكن, لما طلعت للوجود "توما" لعثمان البشرى !!-

    -----------------------------------

    ما مشكلة "دجاجي يلقط الحب" يا هشام ؟!!

    يبدو ان هناك لغة مفقودة ما بيني وبينك .. لذلك اجد ان لهجتك المتذمرة, شيئا ما, مفسرة تماماً ..
    عموما ارى أن الكتابة للاطفال مسألة معقدة جدا ..
    وهي كذلك حتماً ..

    لا توجد حدود فاصلة للإبداع ..
    وليس من شجرة عائلة ينسب البها المبدع هذا او ذاك ..
    والا لكان السؤال الحقيقي: ما الإبداع ؟!!

    قلت, بعضمة هرطقاتك, أن الجال الحيوي للنص, وأعني المتلقي, هو كل شيء .. وهو كذلك .. ففيم هذا الذي أنت فيه الآن؟!

    ---------------------------

    ثم أني لا اعلم كيف لا يكون فقر الخيال عيبا عند شاعر, وحتى لو كان شاعراً غنائياً ساي؟!!

    ----------------------

    حسناً يا عزيزي هشام ..
    تبقت نقطتان وحتى يكتمل إختلافنا ...

    الأولى تفريقك بين المعني الداخلي والمعنى العام !!
    هل لهذا الحديث صلة بإحتمالات التأويل .. بمعنى أن يكون المعني الداخلي "الباطني" هو المناط بعمليات التأويل ويحمل الترميز اللازم للتأويل ؟!
    وبالتالي يكون "المعنى الداخلي"مما إختص به النص قراءه العلماء ..
    وبالضرورة, كذلك, يكون المعنى العام هو المعنى "الظاهر" للناس كافة .
    ولا كيف ؟!!

    الثانية..
    قلت:
    Quote: فمن قال لك أنني لا أرى محجوب شريف (أو أي شاعر غنائي) مُبدعًا؟

    واتهمت الرجل بفقر الخيال واستطردت :
    Quote: أمَّا بالنسبة لفقر الخيال، فهو ليس عيبًا في الشعر الغنائي على الإطلاق،

    -----------------------------------

    بمنطوق هذه العبارات, أنت لا ترى علاقة إذن بين الإبداع والخيال. أليس كذلك ؟!!
    ----------------------------------------

    حتما سأقرً هرطقات لو مد الله في الآجال يا هشام ..

    يبدو لي أنني كنت مخطئاً في ظني أن هذا البوست فصلا من فصول هرطقات ..
    ولكن, وللأمانة, ذلك لا يعفيك من الذي أثبته في أول هذا البوست من تقدمة قدمتها لتقدم للقاريء "هرطقات" وفكرتها المركزية ..
    فما أتيته هنا مفارق لخط هرطقات العام ..
    ولقد أرهقتنا في البحث عما كان الكاتب "هشام آدم" هنا يتماهى مع مع فكرة هرطقات العامة أم هو مستقل تماما عنها !!

    ..

    في مجمل نقاشنا لم أقتنع بكثير مما اورده من ردود على مداخلاتي ..
    هذا أضعف موضوع يجادل فيه هشام آدم ومذ قرأتك أول مرة في هذا الإسفير ..
    فاقد للادوات ومرتبك وفقير جدا في الامكانيات التي, وبالتأكيد, لا يمكن لها أن تقيم أود سياحة في حقل الغام اسماعيل حسب الدائم, ناهيك عن محجوب شريف!!

    مودتي

    -----------------------

    والحديث سيطول عند الحديث عن الشعر والغناء والعلاقة العضوية بينهما في الكثير من الثقافات والتي تصل لمرحلة لا يكون الشاعر الا مغنيا .. وأحسب أن محمد الحسن سالم حميد سيتقلب في قبره من جواء مصادرة صفة غناء عن شعره, وكان يحسب نفسه تربالا مغنيا .. كما ولا أحسب القدال كان يشير لغير الشعراء حينما "غنى" عن المغنين المطاليق .. وفي البال يا صديقي: صوت طاغور المغني

    صوت طاغور المغني؟!!
    هل كانوا يمنحون نوبل للمغنين ؟!!
                  

11-05-2014, 01:27 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: محمد حيدر المشرف)

    الأخ محمد حيدر المُشرَّف
    تحيِّاتي

    مُداخلتي تلك كانت ردًا على مُداخلتك التي قمت بتعديلها وكان بها ما يدفعني إلى هذا السؤال فعلًا
    فهل تتذكر مُداخلتك السابقة (قبل التعديل)؟

    عندما اكتشفتُ تعديلك حاولتُ أن أُعدَّل مُداخلتي أيضًا، ولكنني لم أجده في ذيل المُداخلات (حيث من المُفترض أن يكون) فظننتُ أنه ربما لم يُنشر وتناسيتُ الأمر

    عمومًا، مرحبًا بكَ في النقاش مرَّة أخرى، ولكن لا أدري: ما الذي يجعل دفاعك عن آرائك المبثوثة هنا حقًا طبيعيًا (وهو كذلك فعلًا)، في حين أنَّ دفاعي عن آرائي تصفها بالدوغمائية (نفس أفهم الحكاية دي)

    نقطة ما قبل الأخيرة: أشكرك بالتأكيد على سرد كل مُداخلاتك دفعة واحدة، ولكن هذه الآراء يجب أن تؤخذ في "سياق" النقاش

    نقطة أخيرة: لمصلحة النقاش الجاد والموضوعي ولفائدتي وفائدتك وفائدة مُتابعي الحوار .. أتقدَّم إليكَ باعتذار عن تلك المُداخلة، وأتمنى أن يكون حوارنا التالي قائمًا على الاحترام المُتبادل لآراء بعضنا البعض

    (عدل بواسطة هشام آدم on 11-05-2014, 01:29 PM)

                  

11-05-2014, 03:30 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    الأخ سنجاوي
    تحيِّاتي

    تقول:
    Quote: الغالطوك في الإيقاع والموسيقى وانه في شعر غنائي وغير غنائي ما غالطوك في بساطة شعر محجوب ولا في أنه شاعر غنائي
    يبدو أنك لستَ مُتابعًا جيدًا لمُجريات النقاش هنا، فحواري مع الأخ محمد المشرَّف كان قائمًا في أجزاء كبيرة عن موضوع "بساطة شعر محجوب شريف" وعلاقة الخيال بالإبداع، وحواري مع الأستاذ أسامة الخواض كان يدور حول نقطة الموسيقى "الداخلية" للقصيدة والتي لها دور كبير جدًا وتأثير مباشر على موضوع (هل محجوب شريف شاعر غنائي أم لا) وما يعنيه ذلك لاحقًا أو ما يترتب عليه.

    تقول:
    Quote: الإيقاع هو أساس الموسيقى في الشعر وهو العامل الأساسي في وزن الشعر وما التفعيلات إلا نقرشات موسيقية تطول وتقصر لتشكل الموسيقى الداخلية للنص .. وبناءا عليه فالشعر كله غنائي لا يوجد شعر غير غنائي حتى الشعر الجاهلي الوعر يصلح للتغني به
    أختلف معك قليلًا، فمن الناحية المبدئية فأنا أرى أن الإيقاع هو أساس الشعر، وليس أساس الموسيقى في الشعر. الشعر به إيقاع، ولكن ليس كل الشعر به موسيقى، والشعر بلا إيقاع لا يُسمَّى شعرًا، بل يتحوَّل مباشرةً إلى نثر. حسنًا، هل أي شعر قابل للتلحين؟ الإجابة هي: نعم، ولكن هل هذا يعني بالضرورة أي دليل على وجود موسيقى في كل أنواع الشعر؟ بالتأكيد لا. لقد أوضحتُ في المقال إن كل شعر يُمكن أن يتم تلحينه والتغني به، دون أن يعني ذلك تصنيف هذا الشعر على أنه شعر غنائي، وكذلك فإن هنالك قصائد غنائية قد لا يتم تلحينها ولا التغني بها، ولكن ذلك لا يعني أبدًا أنها ليست قصائد غنائية، ما يتدخل في تصنيف الشعر على أنه شعر غنائي أو غير ذلك هو (البناء التركيبي للشعر نفسه) .. ومسألة تلحين قصائد والتغني بها يرجع إلى إبداع المُلحن وليس أكثر، فالمُلحن كما يُمكنه أن يُلحن أي قصيدة من أي نوع، فإنه بإمكانه تلحين جزء من حوارنا هذا، وإن حدث ذلك فهذا لن يدل على أن حوارنا غنائي، بل سيدل على إبداع المُلحن. فقط قارن قصيدة (عم عبد الرحيم) بقصيدة (يا والدة يا مريم) .. حاول أن تقرأ أول خمسة أبيات من كل قصيدة وسوف تعرف ما أعنيه بالتفريق بين "الإيقاع" و "الموسيقى" في الشعر، فكل الشعر به إيقاع، ولكن ليس كل الشعر به موسيقى.

    تقول:
    Quote: فالحداء غناء والدوبيت غناء والإلقاء الشعري غناء ولا يشترط أوركسترا ولا طمبور ليسمى غناء
    لو راجعت الرسم التوضيحي الذي وضعته عن فروع الفنون وما ينشق عنها، سوف تجد أنني وضعتُ الموسيقى فرعًا أساسيًا من فروع الفن، ولكنه ينقسم إلى: تلحين، عزف، غناء، توزيع، ورجز. والشاهد هنا في كلامي إن الغناء موسيقى فنية أو عمل فني إبداعي وأن التلحين أيضًا عمل فني إبداعي فقد نسمع مقطوعة موسيقى بلا غناء وقد نسمع غناءً بلا موسيقى (كالإنشاد، والترتيل، والمواويل وغيرها) ولكن لم أفهم كيف يكون (الإلقاء الشعري) غناءً؟ وعلى العموم أنا أتفق معك حول الاقتباس أعلاه بشكل عام

    تقول:
    Quote: لا أعرف مالذي يجعل نص ( صه يا كنار وضع يمينك في يدي ) شعر غنائي ونص معلقة لبيد ( عفت الديار محلها فمقامها .. بمنى تأبد غولها فرجامها ) غير غنائي .. جرب التغني بمعلقة لبيد بنفس اللحن
    هنا تكمن المشكلة! المشكلة أنكَ (وربما آخرين) يرون أن "الشعر الغنائي" هو كل شعر يتم غناؤه. والحقيقة أن لا قصيدة (صهٍ يا كنار) غنائية، ولا معلقة لبيد غنائية أيضًا، تمامًا مثل قصيدة (عم عبد الرحيم) غير الغنائية التي لحنها مصطفى سيدأحمد وغناها. تلحين القصيدة أو التغني بها لا يعني بالضرورة أنها غنائية، هذان وضعان مختلفان تمامًا، القصيدة الغنائية غنائية بذاتها وفي داخلها، حتى وإن لم يتم تلحينها وغناؤها، والقصيدة الأدبية ليست غنائية أبدًا، حتى وإن تم تلحينها وغناؤها.

    تقول:
    Quote: نسيت اشير لكلامك عن انعدام الخيال الأدبي لمحجوب شريف وارجع لكلامك عن ( والشارع فاتح في قلبي ) وصف تلك الصورة البديعة بأنه كلام لا معنى له دليل على أن الخلل في تذوقك وليس في خيال محجوب شريف
    هذه مشكلة أخرى: هل من الممكن فعلًا أن يتدخل أحد في تقييم ذائقتي الخاصة؟ لنفترض مثلًا أنني لا أحب الاستماع لكابلي وأرى أن محمد الأمين يُطربني أكثر، فهل يُمكنكَ أنتَ (كأحد المُعجبين للكابلي) أن تتهمني بالخلل في ذائقتي الخاصة؟ اختلاف الذائقة أمر طبيعي وصحي جدًا يا عزيزي، وليس لأحد أبدًا أن يحكم على ذائقة الآخر. والمشكلة الأخرى أنه لا يُمكن التكلُّم عن الخيال دون الكلام عن المعنى، ولا يمكن الكلام عن المعنى دون الكلام عن التأويل، والتأويل هنا عمل إبداعي خاص بالقارئ وكل شخص بإمكانه أن يؤوِّل الأبيات الشعرية كما يشاء (كلٌ حسب فهمه وثقافته وخياله وذائقته) وأنا شخصيًا أعرف أشخاصًا يُصفقون بحرارة ويحتفون لبعض قصائد عاطف خيري في الوقت الذي إذا سألته عن المعنى فلن يستطيع أن يُجيبك، فقد هو تدهشه الفكرة العامة، ويدهشه استخدام بعض المفردات في أماكن غير متوقعة، ولا أحد يستطيع أن يحجر على أحد حقه في أن يشطح في خياله في أي بيت شعري فيرى فيه ما يراه ليس هنالك معيار موضوعي أبدًا في قراءتنا هي فقط ذائقتنا الخاصة وكفى.


    تقول:
    Quote: تمخض الجبل دي لأنه بساطة شعر محجوب هي من المعلوم بالضرورة وهي السهل الممتنع وسر عظمة محجوب وسر لقبه .. الشعر الحلمنتيشي شعبي وبسيط ولكن مواضيعه في معظمه ذاتية فكاهية يعبر فيها الشاعر عن نفسه وليس عن هموم الشعب .. مع الإقرار أن اللقب جبة يلبسها كل من استحقها وكانت على مقاسه
    قد أتفق معك حول بساطة شعر محجوب شريف، وهذا رأيي أيضًا ولكن الكلام حول هذه النقطة قلتُه قبل ذلك: البساطة قيمة في حد ذاتها في شعر محجوب شريف، ولكن هذه القيمة كانت خصمًا من رصيد أكثر أهمية في الشعر الأدبي ألا وهو الخيال الإبداعي وتكلمتُ عن الخيال الإبداعي في مكانٍ آخر. ولكن أنا أقول إن شعر محجوب شريف كشعر غنائي "يجب" أن يكون بسيطًا، فهذه البساطة في شعره الغنائي هي ما تعطيه رونقه (داخل هذا الإطار) ولكنه ليس سهلًا ممتنعًا، بل سهل ساذج في كثير من الأحيان (وهنالك بعض الحالات الشاذة طبعًا) ولكنني أحكم بما لاحظته في غالبية شعره فقوله مثلًا: (وطن غالي نجومو تلالي في العالي) لا يُمكن أن يكون سهلًا ممتنعًا، ولا أدري لماذا كلما سمعت هذا المقطع بالتحديد أتصور طفلة بضفيرتين تغني وهي تحرك ساعديها بشكل دائري(!) والأمر ذاته مع قوله:
    كبري استبالية
    صالة للثقافة
    تسرح الغزالة
    جمبها الزرافة
    رك قمري طار

    فما هي علاقة "تسرح الغزالة .. جمبها الزرافة" بالمشارع التنموية التي يحلم بها الشاعر متمثلة في: "كبري واستبالية وصالة للثقافة ووو إلخ" وماذا يعني "رك قمري طار"؟ هل تعني "رك قمري وطار"؟ ما دلالة تحليق القمر وعدم تحليقه بكل الموضوع؟ أنا شخصيًا لا أجد أي رابط .. ربما غير يجد رابطًا، لا أدري (!)

    تقول:
    Quote: إقرارك بأن محمود شريف شاغر غنائي وإنكارك أنه ليس من الشعراء السودانين يعني أنه ليس بشاعر لأننا متفقين على أنه سوداني ... إذا أنت تقول ( بجراءة ) أن الشاعر الغنائي ليس شاعر مما يمكنني أن أنسب لك أن شاعر الحماسة مجرد شاعر حماسة ولكنه ليس بشاعر ( يا مثبت العقل والدين )
    اسأله أن يُثبت العقل لا الدين :-)
    حسنًا .. الخلط الذي وقعت فيه هنا هو أنك تتصوّر أن توصيف "شاعر غنائي" هو توصيف "موضوعي" (بمعنى قائم على موضوع الشعر) وهذا فهم خاطئ تمامًا، فتوصيف "شاعر غنائي" هو توصيف "بنائي" أو هيكلي أو تركيبي أو "نوعي" (بمعنى قائم على النوع) وبالإمكان أن يكون هنالك شاعر غنائي يكتب عن الثورة، وشاعر غنائي يكتب عن الحب، وشاعر غنائي يكتب في الحماسة ووو إلخ، وفي المسادير والشاشاي والدوبيت خير مثال على ذلك، فليس هنالك علاقة بين "موضوعات" الشعر، وبين "نوع الشعر" فموضوعات الشعر هي ملك للشاعر الغنائي وللشاعر الأدبي في الوقت ذاته .. النقطة التي يجب أن تستوعبها جيدًا هي أنني حينما أقول: "الشاعر الغنائي ليس شاعر" لا يُمكن أن يكون بالمعنى الذي فهمته أي أنني أنفي شاعريته، هذا فهم خاطئ تمامًا، بل ببساطة أقصد: "الشاعر الغنائي ليس شاعرًا أدبيًا" وهذا يعني أن الشاعر الغنائي ليس له وظيفة بالأدب، وإنما له وظيفة بالغناء ولقد أوضحتُ هذه المسألة أكثر من مرَّة وبالأمثلة. ولو أخذنا على سبيل المثال أشعار سيد حجاب (شاعر غنائي مصري يكتب بالعامية) وقارناه بشاعر مثل عبد الرحمن الأبنودي فإننا سنقول بصورة مبدئية إن كلاهما شاعر، ولكن في حين أن الشاعر الأول شاعر غنائي فالثاني شاعر أدبي .. وعندما نتكلم عن الأدب المصري لن نتكلم أبدًا عن شعر سيد حجاب ببساطة لأن شعره ليس شعرًا للأدب بل لأغراض أخرى كالدراما والغناء والسينما وغيرها، وكذلك الأمر بين نجيب محفوظ وأسامة أنور عكاشة، كلاهما مبدعان في الناحية السردية الحكائية، ولكن نجيب محفوظ روائي، وأسامة أنور عكاشة سيناريست والاثنان يمكنهما تناول الحياة الواقعية أو الفنتازيا أو التراجيديا أو البوليسية أو الخيال العلمي في كتاباتهما فالموضوعات لا علاقة لها بالنوع هنا.

    تقول:
    Quote: ختاماً قلة حماسي وزهدي في الهرطقات لأن كل صاحب فكرة هو أفضل من يطبقها وأنت بشرتنا بفكرة تهدم كل النقد الأدبي بتاريخه ورجاله ثم فاجأتني بهذا الطرح المتسرع
    هنالك نقطة قد تكون غائبة عن الكثيرين، وأنا أراه نوعًا من التسرع في الحكم، فهم يحكمون على الكتاب وهو تقريبًا يأتي في أكثر من 380 صفحة من خلال مقال واحد، هذا بالإضافة إلى أن الكتاب يهتم بشكل أساسي بالنقد الأدبي الروائي وليس الشعري، وربما لا توجد قراءات نقدية في الكتاب سوى: قراءة نقدية لقصيدة (جواب حراجي القط) لعبد الرحمن الأبنودي وقراءة نقدية لبعض أعمال الشاعرة السودانية سارة حسبو وقراءتان نقديتان لشاعرتين خليجيتين بالإضافة إلى هذا المقال، فكتاب الهرطقات يُركز وبشكل أساسي على الفن السردي وليس على الفن الشعري، ولا أعرف أين أو كيف هدمتُ فكرة الكتاب في هذا التطبيق النقدي؟ ولكن على العموم أحترم رأيك ورأي الجميع سواء في هذا المقال أو في كامل الكتاب، ولكن لي رجاء وحيد: أرجو عند حكمك أن تقتصر حكمك السلبي على هذا المقال لا على الكتاب ككل، من باب الإنصاف وليس لشيء آخر

    تحياتي
                  

11-05-2014, 09:20 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    لحين عودة قريبًا
                  

11-06-2014, 08:03 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20358

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: هشام آدم)

    ألأخ العزيز هشام آدم
    تحية طيبة ..

    في هذا البوست لم اقم على الاطلاق بتعديل جوهري في مداخلاتي الا مراجعة خطأ إملائي هنا أو هناك .. كما وقمت بنقل مداخلة كاملة "بضبانتها" للاسفل وحتى يتم الحفاظ على التسلسل الزمني ..

    Quote: لمصلحة النقاش الجاد والموضوعي ولفائدتي وفائدتك وفائدة مُتابعي الحوار, . أتقدَّم إليكَ باعتذار عن تلك المُداخلة


    لمصلحة النقاش أقبل إعتذارك يا عزيزي, وأنسحب من النقاش

    مودتي
                  

11-09-2014, 07:47 AM

Hamid Elsawi
<aHamid Elsawi
تاريخ التسجيل: 09-22-2005
مجموع المشاركات: 3450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: محمد حيدر المشرف)

    Quote: كفتيرة تفك الحيرة
    يابت أحسن من غيرا
    الريح بتهد من حيﻼ
    بتقلل ليﻼ مطيرا
    أمك والصحة بتنزل
    بتمغرب قبل عصيرا
    يا حليﻼ العرق اتصبب
    فصّد والله جبينا


    دي كلمات رغم بساطتها
    لكن لا يمكن ان يقولها
    الا من يشعر بمعانات هذا الشعب
                  

11-09-2014, 07:56 AM

Hamid Elsawi
<aHamid Elsawi
تاريخ التسجيل: 09-22-2005
مجموع المشاركات: 3450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف (Re: Hamid Elsawi)

    Quote:

    د.هاشم ميرغني

    mailto:[email protected]@hotmail.com

    إضاءة (1 ) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    خلف الخطى
    الصاعدة إلى العرش
    ثمة دم ،
    يترقرق في السلالم .
    " عدنان صايغ "

    إضاءة (2 ) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ـ لماذا أكره الأشرار ...ياأبت ؟
    ـ إنه ليس ذنبك يابنيتي ..إنها جغرافية اللغة !
    "فتحي بحيري "

    إضاءة (3 ) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    في اللحظة التي يقرر فيها المرء أن يكون كاتبا ، يتوجب عليه أن يقبل بالخطر الذي يرتبط بكل كتابة حقيقية : الانتماء إلى الضحايا .
    "فاضل العزاوي"
    "بعيدا داخل الغابة"

    الالتفاف المؤازر حول الشاعر محجوب شريف طيلة فترة علته، والحشد الجماهيري العظيم الذي استقبله أمسية الاثنين 19/3/2007 يحتاج لأكثر من قراءة :إذ ما الذي يجعل شاعرا مثل شريف أو درويش ينعم بمثل هذه الجماهيرية الحقيقية؟ ما الذي يجعل قصيدة محجوب شريف ناطقة بهمنا ، ومعفرة بغبارنا المرهق ، ومع ذلك ترفل بكامل بهائها وجمالها؟ بلغة أخرى : كيف استطاعت قصيدة محجوب شريف أن تحاور فظاظة الواقع السياسي دون أن تسمح للهتافي والمباشر والآني والأيديولوجي بالدخول ؟ بمجاز عابر: كيف يمكن ضفر جديلة السياسي /الجمالي (بحيث يصعب التفرقة بين ضفيرة الحبيبة وضفيرة الوطن) ؟

    على امتداد هذا السجن الكبير ـ المسمى مجازا بالوطن العربي ـ تتبدى الحرب ضارية بين النص والسلطة ، الحرب التي يشاركنا آخرون في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ودول عديدة شرف خوضها ، هذه الحرب التي لم تكن الغلبة فيها دائما للنص ، فغالبا ما استطاعت السلطة التسلل إلى قلب النص مشوهة بهاء خضرته ، ودافعة إياه رويدا للهتاف والزعيق ، وبدلا من أن ينشغل النص بفرط كثافته في مواجهة فقر السلطوي وبؤسه انشغل بعراك حاد مع السلطوي بأدوات السلطوي نفسها : اليقين الأصم ، الإجابات الخانقة عن أسئلة المستقبل ، وهم الثورة اللفظية ، الهتاف ، والخطابية العالية ، هكذا في لغة عارية من بروق الباطن وممراته السرية كما تمثل في نصوص شعراء مثل عبدالوهاب البياتي ، سميح القاسم إلخ إلخ .

    في السودان كان الوضع أبهى ، إذ يمكن أن نرصد عددا واسعا من النصوص التي استطاعت أن تدير معركتها مع السلطوي في مختلف تمظهراته دون أن تتزحزح شبرا عن جمالياتها ، أي عن شعريتها كما تمثل في نصوص : القدال، محجوب شريف ، محمد المكي إبراهيم، حميد ، قاسم أبو زيد ، أزهري محمد علي ، عاطف خيري ، ….إلخ إلخ.

    لقد فطنت هذه النصوص إلى تلك الحقيقة الساطعة : لا يستطيع الشاعر ، أن يدير عينيه عن فداحة العذاب إلإنساني ، ولكنه يجهد لإبداع كتابة لاتتزحزح عن جمالياتها شبرا واحدا مع انفتاحها، في نفس الوقت ،على كل ماهو إنساني معفر بتراب الناس وعرقهم ، كتابة تسعى جهدها لردم هوة جدلية الاستاطيقي/الفكري بما يثري الطرفين في آن.

    في هذا المقاربة لن أتطرق لمحجوب شريف إنسانا ، ففي ذلك متسع بهي لعارفيه ومحبيه الكثر ، ولكن سأحاول مقاربة قصيدة محجوب شريف محاولا الإجابة عن السؤال المركزي لهذه المقاربة:
    ما الآليات التي تشتغل عليها قصيدة محجوب شريف لتجدل ضفيرة الجمالي /الدلالي؟ كيف استطاعت قصيدته أن تواصل اجتراح جمالياتها دون أن يغريها قبح السلطة بالتنازل عن بهائها ، أي دون أن تحارب السلطة بأدواتها الركيكة نفسها : الخطاب الزاعق ، الأيديولوجيا الجاهزة ، واليقينية القاطعة ؟ .

    ( 1 )
    إذا كان بابلو نيرودا قد كتب مرة :
    "يسألون
    لماذا لا يتحدث عن الأزهار
    في شعره
    لأنهم لم يروا الدم في الشوارع "
    كاشفا عن هم الثوري في مجابهة قساوة الواقع دون أن يلتفت لجمال الحياة المتمثل هنا في الأزهار، فإن محجوب شريف قد فعل العكس بالضبط : لقد تحدث عن الأزهار لأن الدم في الشوارع ، بمعنى آخر: لقد تحدث عن الأزهار بديلا عن الدم المسفوح في الشوارع ، وعن فضاءات الأغنية بديلا عن وحشة الزنزانة ، وعن شاي الصباح ،والتكية جنب الأغنيات ، واللمة والأم الحنون، بكلمة واحدة : لقد مجد الحياة التي لاتكف لحظة عن تشييد لبناتها الصغيرة الجميلة في مقابل قبح السلطة وخرابها ، كاشفا عن جذر ما هو ثوري حقيقي : الإنساني .

    هنا تكمن إحدى الآليات التي تشتغل عليها قصيدة محجوب شريف : انفتاح القصيدة على الإنساني وحشد جزئياته لمواجهة خواء السلطة وبؤسها ، لقد نجا من فخ الأيديولوجيا بوصفها حزمة يابسة من الأفكار التى تحاول أن تحبس العالم بكل غناه واتساعه في قبضتها، وانفتح على جوهرالإنساني والكوني ، وأثبت عبر نصوصه وسيرته على السواء أن شجرة الحياة خضراء بينما نظريات الحياة رمادية، فدور الأيديولوجيا يكمن في شحذ الوعي ، وإرهاف أدوات النضال دون أن تزعم امتلاكها الخانق لأسئلة الواقع ، أو تملي شروطها على منطق القصيدة ، وكما رصدنا في مقاربة سابقة لبعض النصوص السودانية فإنه ليس من أيديولوجيا جاهزة تؤرق هاجس النص هنا ، وتحرمه جسارة الركض ببراري اللغة ، ما من (فكرنة ) تحتجز أفق القراءة داخلها ، وإن كان من أيديولوجيا فذائبة في غضاريف اللغة بحيث لا تعود هي نفسها خارج النص :
    وبيني وبينك الضحكة
    ورحيق الشاي
    وطعم الخبز والسترة ..
    ومساء النور
    وعمق الألفة
    بين النهر والنخلة
    وغنا الطمبور
    وصدق العشرة بين الأرض
    والإنسان
    وبيني وبينك الفكرة
    وجمال الذكرى والنسيان
    وحسن الظن
    ومشوار الحياة اليوماتي
    مابين الصعب والسهل
    " السنبلاية "
    وهكذا ينفتح النص عند محجوب شريف ليحتضن اليومي والإنساني من جزيئات الحياة المتناثرة: اللمة ، ونسة مسائية دافئة ،قدلة في شوارع أم درمانية عامرة بالحنين ، لثغة طفلة ، شاي مغربية ،طعم الخبز والسترة، مساء الخير ، رحيق الشاي : كل ذلك يلتقطه محجوب شريف ليرفعه لمصاف الغناء البهيج.

    وحتى حين تلجأ السلطة للسجن ـ السجن صورة السـلطة الأكثر هذيانا بتعبير فوكو ،حيث تسوغ السلطة نفسها أخلاقيا بالقول :من حقي أن أعاقبك ـ ، فإن السجن ينفتح على غد زاه لا يراه السجان ، وتحتشد الزنزانة بعناصر الحياة المؤازرة :
    اسمعنا يا ليل السجون
    نحن بنحب شاي الصباح
    والمغربية مع الولاد
    والزوجة
    والأم الحنون
    والأصدقاء
    وإلى اللقاء
    واللمة عند الأمسيات
    والتكية جنب الأغنيات
    والقدلة في السوق الكبير
    افتح زنازينك أهو
    بنفتح شبابيك اليقين
    " جيناك "
    لقد تنبه نص محجوب شريف في وقت مبكر إلى أن " ما يمنح التعبير عن قضية ما شعريته ، إن الارتباط لا يتم بين الإنسان الذي في الشاعر والقضية التي اختارها ، وإنما بين الشاعر الذي في الإنسان والقضية التي استلهمها " كما يقول العلاق ، وهذا ما يمنح نص محجوب شريف ديمومته: القدرة على التقاط نبض اللحظة العابرة ووصله عميقا عبر الحبل السري للقصيدة بكل ما هو إنساني .
    ( 2 )

    إحدى الآليات التي تشتغل عليها قصيدة محجوب شريف هي إذابة الدلالي في مختبر اللغة عبر نقله من مستوى الحدث/ الواقع إلى مستوى الرمز / المجاز ، فقصيدة محجوب شريف لم تكن مهمومة أبدا برسم صورة تسجيلية لفداحة الظلم بقدر ما هي مهمومة باستبطان الظلم ، لاذكر لوقائع أو أسماء محددة بقدر ما هو استبطان لحالات . إنها قصيدة الحالة لا الواقعة ، وحتى عندما يرثي شخصا بذاته ـ مثل عبد الكريم ميرغني ـ فإنه يخرج من حصار الذات إلى أفق الفجيعة العامة بحيث يصعب أن نحدد هل يرثي شخصا أم وطنا :
    النفاجو فاتح ما بين دين ودين
    نفحة محمدية ودفئا كالضريح
    ميضنة كم تلالي
    جيدا في الأعالي مريم والمسيح
    "يابا مع السلامة "
    وحتى عندما تضطر القصيدة لمنازلة السلطوي بأدواته أي بالهتاف المضاد في مثل :
    وطن حدادي مدادي
    ما بنبنيهو فرادي
    ولا بالضجة في الرادي
    ولا الخطب الحماسية
    فإن مجازا واحدا ـ مثل ضربة فرشاة متمرسة ـ يبدو قادرا على إعادتها مرة أخرى لحقل الشعر:
    تحتنا الظلمة تتهاوى
    نخت الفجر طاقية
    " حنبنيهو "

    ( 3)
    من آليات قصيدة محجوب شريف التي تكسبها سيرورتها العذبة انغراس لغتها في غور الشعبي واللغة العامية ، واستثمارها لعذوبة الشفاهية السودانية دون أن يمنعها هذا من مناوشة جماليات الفصحى عبر تهجير المفردة الفصيحة ، والجمل بكاملها وزرعها في قلب تربة عامية لتثمر ورد جماليات مختلفة ،حيث الحدود مفتوحة بين بنية الجملة العامية والفصيحة :
    راحة أيديك تماما متل الضفتين
    ضلك كم ترامى حضنا لليتامى
    وخبزا للذين هم لا يملكون
    بي نفس البساطة والهمس الحنون
    ترحل ياحبيبي
    من باب الحياة لباب المنون
    " يابا مع السلامة "
    أو :
    كل الجروح بتروح
    إلا التي في الروح
    خلي القلب شباك
    نحو الأمل مفتوح
    سرج الأماني حنون
    مهر الليالي جموح
    " نظرة "
    ( 4 )

    من الآليات التي تشتغل عليها قصيدة محجوب شريف : انتباهها المبكر إلى غنائية القصيدة ، إلى الإمكانيات المذهلة للمفردة العامية التي تفتح باب القصيدة توا على فضاء الغناء ، لهذا كانت هذه الغنائية التي تحتفي فيها اللغة بأعراسها .
    بالغناء يقيم محجوب شريف فضاء موازيا لضيق السجن :
    عما قريب
    الهمبريب يفتح شبابيك الحبيب
    والحال يطيب
    يا محمد أحمد تستجم
    والبيت يتم
    تتلم تلم
    تفرح فرح
    تحلم حلم
    كم تطمئن
    "عما قريب "
    وهكذا ففي اللحظة التي ينسد فيها باب السجن ، ينفتح باب الحياة السري عبر مزلاج القصيدة ليزلزل السجان ويفضح خواء عالمه الداخلي . بالغناء يعزل محجوب شريف الدكتاتور عن الحياة :
    مساجينك
    مساجبنك
    نغرد في زنازينك
    عصافيرا مجرحة بسكاكينك
    نغني
    ونحن في أسرك
    وترجف ..
    وأنت في قصرك
    سماواتك دخاخينك
    " مساجينك "
    وهكذا كلما ازدادت السلطة ضراوة ، شحذ النص سكاكينه الأكثر رهافة ، هكذا : كأنما تذبح الطاغية بشفرة وردة ، مثلما نجد في قصائد مثل "سنبلاية " و"عما قريب " و " ياوالدة يامريم " .

    وقد يستحيل النص بكامله إلى غناء خالص تذوب فيه المضامين بلجة الغناء تاركة للإيقاع لملمة شظايا المعنى :
    ......
    ألف ضحكة حلوة
    تسندك بجنبة
    بتمن طبنجة
    أحسن الكمنجة
    أحلى شتل منقة
    أحسن الحليب
    ........
    عشة كلمينا
    ميري ذكرينا
    كل سنكي أحسن
    يبقى مسطرينا
    " عشة كلمينا ..ميري ذكرينا "

    إنه عالم يصالح تناقضاته (شمال /جنوب ، هامش/ مركز ، عرب /أفارقة ) بحضرة الغناء البهيج حيث البشر الطالعون من فداحة تناقضاتهم لمهرجان الغناء مثلما فعل أحد الملك في "الفرقة الموسيقية " :
    حرب لا لا لا لا
    كبري .. إسبتالة
    صالة للثقافة
    تمرح الغزالة
    جنبها الظرافة
    رك قمري طار
    قيرة قيرة قيرة
    "عشة كلمينا ..ميري ذكرينا "
    وهكذا في مقابل لغة السلطة بكل خشونة هذه اللغة وجمودها، وبيروقراطيتها ، ويقينيتها الخانقة المصادرة لكل سؤال يقيم محجوب شريف لغة سيالة مرنة لا تكف عن الهزج :
    يا تلك الترامس
    وينو الصوتو هامس
    كالمترار يساسق
    ويمشي كما الحفيف
    وكم في الذهن عالق
    ثرثرة المعالق والشاي اللطيف
    وتصطف الكبابي
    أجمل من صبايا بينات الروابي
    والظل الوريف
    أحمر زاهي باهي
    ويلفت انتباهي
    هل سكر زيادة أم سكر خفيف
    " يابا مع السلامة "
    بالغناء أيضا استطاع محجوب شريف أن يعلو على وحشة امتهان السجن حيث تمارس السلطة أنقى درجات قمعها ، السجن الذي يمثل المكان الأكثر عداء للإنسان ، فهو مملكة الجلاد الأثيرة ، زيه الرسمي ، وقلعة خوفه ـ ابتداء من معتقلات الداخل في مايو والإنقاذ وانتهاء بغوانتنامو ـ ، ففي السجن كما يقول فوكو " تكف السلطة أن تتخفى ، يسقط قناعها ، وتظهر كيف أنها طغيان مندفع في التفاصيل الأشد تفاهة ، هي ذاتها وبكل وقاحة ، وفي الوقت نفسه كيف هي نقية ، مبررة كلية، طالما أنها تستطيع صياغة نفسها كلية داخل أخلاق تؤطر ممارستها آنئذ يظهر طغيانها وكأنه سيطرة خالصة للخير على الشر " .

    ... يتبقى الكثير مما يمكن قوله عن تجربة محجوب شريف … وهذه الكتابة بمثابة مفتتح لبهاء نصوصه ، آمل أن تتلوها مقاربات من آخرين .


    منقول
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de