زهايمر الأصابع

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 07:35 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-18-2014, 07:52 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
زهايمر الأصابع



    حبيبي.. قالتها بصوت خجول وبغنج عاشقة..
    حبيبي.. امسكت اصابعه, نظرت في عينيه, ابتسمت بحنان فاض نوارا ونورا في المكان.. مكان واحد وازمنه.. ازمنه بعيدة وغائرة في عمق الروح.
    الروح؟
    وما أدراني وانا القاصرة في منتهى المعرفة.
    جميلة وعينيها الصغيرة تفيض بزرقة الفضاء الذى انسربت فيه معها وكأن درويش يسكن اصابع حبيبي سأقنى بلذة الغمران في فيافي لا عهد لي بها.
    يبدو لي ان هذا العشق واللوعة حدثت ايام الحرب العالمية الأولى؟ أين كانت روحي؟ في أي جسد انسربت؟ شجرة؟ عصفورة؟ فرسه؟ نهر طامي وظامئ؟
    شجرة التفاح تلك ستثمر قريبا.. سمعتها تحكى معه ومازالت اصابعهما متشابكة ومتشبثة بالحياة.. اصابع تقطر بالحب وكنت في كامل نشوتى ورغباتي الدفينه..وانسربت اصابع حبيبي.
    روح رفيقة في ذلك الزمان البعيد.
    انها ازمنه عديده والمكان واحد.
    عايشت طفولتها, سمعتها تنادى امها, لهم ذات {العناقريب}.. ذات {عدتنا}
    رائحة البهارات, رائحة الامومة والطفولة.. الشوارع والشجر والازقة الغريبة والقريبة من القلب.
    في صباها كانت غضه, في عينيها استكانة هي التي حرضت عيوني على التحدي والمضي الى حيث ينبغي وتشتهى مراكبي؟ وما اشهى الابحار على الصحراء.
    عادت بي الى الحربين العالمتين, لم تحكى كثيرا عن السياسة في تلك الفترة.. حكت عن الحرب والنازية طفيفا ولكنها كانت ممسكة بيد اخرى هو حبيبها.. رفيقها.. لم تقل اسمه, لم اسمع اسما..
    انتهت الحرب اذن ووضعت وزرها الثقيل في الذاكرة..
    تغير الحال.. وصار لها بيتا من زوج وثلاثة اطفال.. ولدان توسطهما طفلة حلوة, اخذت من امها نضارة خديها وتمرد عيوني.
    رايتها تضفر شعرها وفاحت رائحة كركار أمي وهى تمشط ضفائري
    ودموعي تشكى قسوة المشط على شعرى الكثيف.
    رافقتها الى الحضانة والى المدرسة والى الجامعة
    اعددت معها ما لزم لزواج بنتها وابنيها
    راعيت معها احفادها..
    كنت شجرة الميلاد الحزينة التي لا يعرف سر شمعاتها الباكية حين ينفض الجمع.. هنا فقط كنت والشجرة صنوان... في كل عام تبكى أشجاري, فى كل ميلاد
    ويسوع يعلم سر حريقي والشمعات اللاتي ينطفئن حالما يطلع الفجر وعلى الجدار مصلوبا حزينا المسيح...
    رافقتها كثيرا للحقول.. قطفت معها التفاح والبرتقال وعدنا سويا تغنى لحبيبها واصابعها تجوس في الفضاء بحثا عن اصابعه.
    لم تجد وقتا لتنتبه الى شمعدانات كانت أصابعي تسيل في انسرابها الى البعيد, تشبك نفسها في اصابعه ومعا نضغط على زناد الحياة.
                  

04-18-2014, 07:56 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهايمر الأصابع (Re: Ishraga Mustafa)



    لم تشتعل اصابعها الا بحكاياتها والابتسامة العريضة .. ابتسمت وهى تسمع مناجاتي:
    {اصابعك التي تقطف ورد اليأس من وجهى ... ما اشهى الرقص... رقصة الفلامنغو التي اعشقها فقط حين تمضى اصابعك خطوة للأمام وارجع انا خطوتين للوراء... اشتهى اصابعك التي تحرضني ان امضى بخطوة واسعة نحو الازل....
    اصابعك التي فلت الحزن من قلبي...
    اصابعك غرست اشجار الحزن في دربي... كل دروبي طاقات تتفجر نهرا تلو نهر... انا أنثى الانهار يا حبيبي.... اصابعك سر من اسرار الخلق واعادة التكوين... اصابعك امواج قلبي... قلبي امواج الدانوب الحزينة..
    اصابعك التي تعيدني طفلة احبو على صدرك جديرة بالغناء وصليل النهر... نهر الوجود..
    اصابعك التي وعدتني ذات قلق حياتي بانها سوف تمسح عن وجهى كل آثار الدموع التي انسكبت والتي سوف تفعل.. وما كنت تظن انها نفس الاصابع التي ستدر حليبها وملحها في عيوني.
    اصابعك حديقة غناء, تثمر في وجهى طفولتك وصباباتك وتقلبات طقسك وبين كل هذا تشهق شجرات قلبي بالحياة وتنتظر موتها واقفة.
    انام وعلى قلبي ابتسامة كلما مشت اصابعك {الهوينا} على وجهى... اصابعك سر الفلوات والضوء. كلما دنت قطوفها لدمعاتي..
    كلما غرست ورده حمراء على خدى... كان صوتي يتهادى من المغارات البعيدة..}

    نقراتها على المنضدة التي بيننا أعادتني من انسرابي.. ثلاثة وجوه حولنا.. صوت بنتها البالغة من العمر ستين عاما تناديها:
    ?Mama. Ich bin da? Wie geht’s dir

    وكأنى اقول لأمي ايضا انا هنا.. كيف حال قلبك؟
    رجلان في منتهى الخمسينات ومبتدأ الحياة
    اصابعها مازالت تهمى في المنضدة التي بيننا..
    المرأة ذات التسعين شجرة تفاح كانت هنا.. فقط لترمى التحية لصغارها الذين صاروا كبارا في قطار الحياة..
    ومازالت أصابعي ممسكة بخيط في الهواء.. خيط يتشظى بناري وأسئلتي
    وتنقر على الباب.. لا لتدخل.. بل لتمضى في سلام دروبها دون خذلان.
    تبا.. لقد قطعوا علينا خيوطنا وانسرابنا عبر مغارات الزمن..
    هناك كان الزمن رحيما وبديعا وبسيطا
    هنا فاحت رائحة الادوية والاقطان المعقمة
    وهناك فاح في قلبي قطنك.. طويل التيلة.. فاحت اصابعك بسر حقول الليل ونقرات الشجن والفنتازيا و....و....مازالت أصابعي نملات تجوس في جسدك لتدخر فيه قمحاتنا لشتاء قادم..
    حبيبي.. لقد نسيت اصبعى الصغير بين أصابعك الشهية و لا تنفك عن اصبعي {حلاوة حربة} الذى تركته لك مع سبق الاصرار والترصد لتسكت به قلقك الطفولي وتنام قليلا....
    سيكتب كل فجر على ظهرك: الحب سيرتنا التى لن تنتهى... لا تخف ان شقاك الى نهرين..
    عند تلك البؤرة سنلتقى حيث يهدر النهر بتوحده ,والسواحل باشواقها لتاتينك لا تغرق بل تغرقنا بالحياة
    الحياة اغنيه عذبة تنسرب بنا فى الفضاءات القصية..... هناك حيث عدت للتو من انسرابى.
                  

04-18-2014, 08:05 PM

لؤى
<aلؤى
تاريخ التسجيل: 06-01-2003
مجموع المشاركات: 14343

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهايمر الأصابع (Re: Ishraga Mustafa)

    شروق
    مساء الـخيـر

    لازالت حروفك زاهية
    لكِ الـتّحيّة

    Quote:
    زهايمر الأصابع

    تعبيـر وجدته يشبه حالـي كُلّـما حاولت العزف







    مودّتـي
                  

04-18-2014, 09:53 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهايمر الأصابع (Re: لؤى)

    زهايمز العزف على العود يشجى ايضا الروح يا لؤى

    وليك اهدى حبيبنا وردى

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de