بنات الشيخ - قصة لنجلاء التوم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 02:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-15-2014, 03:42 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بنات الشيخ - قصة لنجلاء التوم

    استأذنت الشاعرة الكاتبة المبدعة نجلاء التوم في نشر قصتها هذه بالمنابر؛ وقد ارسلتها لي بالبريد، فأذنت لي وها أنذا ابتدر النشر
    ب.
    بنات الشيخ
    عَرفت ديارُ الشايقية، في تاريخ غيوب البركل، بنات الشيخ. سبعة كــلـبات يظهرن مجتمعات ليلة الأربعين في بيت البكا، بعد منتصف الليل، و لا يُطوى فُراش البكا حتي يتحقق الوعد. ساعة الزيارة ناشزٌ تُهمبت الليل، لحظةٌ غلفاء نُشلتْ من جَيب الغيب تدخل فيها الكـلـبات السبع- وكلهن مرضعات ذوات عرج- من الباب الكبير، يتجهن بجنان ثابت إلى نص الحوش. الأعينُ حسيرةٌ، والليلُ مسرحٌ جروُحِيُّ مهيأ لعذاب نظيف. يبدأ عواء حزين، متزن، فيه رضا المعطوب. يتصاعد بدقة إلى الغيبوبة، إلى الرفض، إلى خلية في أقصى نقطة تُستثنى من البتر في الذراع، خلية لا تعرف تصدق البتر، صراخ صراخ صراخ الحوش ماعونه اتمسح، فاض عبر الفرقات بين الأجساد، احتل موضع التحسس الخفيف بين العَرَق وغَبشَة من أصل الجلد، شَفَطَ الفراغات بين ذلك و ذرات العتمة، وبدأت غزوة موجعة تهصر الأبدان بضغط صوتي جسيم يترك كل جسد في بلبلة تخصه. لا يعُد الحزن جنة مشتركة. لكن، هناك رحمة الارتجاف. تحتك الأجساد و رعبها، تحتك مع الهواء كتابة إبَريَّة في دفتر اللهاث: الجسد مكتوب في هالة عَرَضية تحفظه من ذاته.كتابة آلية بلا جوهر، مجرد تسميع، نقل الفرائص إلى الفضاء وبالعكس، إلى مالا نهاية.بعد وهلة تقصر وتطول تُناخ الصرخات في الأنين، هنهنات، شوال العَوَّة في آخره، تسقط آخر صرخة في ميزان النحاس، يميل ما يميل جهة الغيبوبة. عندها يتبقع الهواء بسرابات ظمئية، الليل صحراء ممتدة تنضح تعدد الشمس، لا ظل، والبؤبؤ في حراسة الضوء سجين مشحوط، تقوم ست البكا من مكانها وتجلس في طرف البرش، تنفض من شعرها تراب ورماد تكندكت به منذ ولادتها. تتدحرج الرملات واحدة واحدة إلى مصير مجهول. البؤبؤ يُحصي. الرماد يحُلِّق مشدوداً إلى لا فكاك. تشد المرة القنجة وتتحزم صبر مستعر. تضرب على كتفها لتقول أنها ستشيل الشيلة التقيلة، ثم تستأذن في بكاء أخير عادة ما يكون أمَرَّ من بكاء الساعة الأولى. تطأطي الكـلـبات في خشوع . البكاء الأخير يكذب حاديته، ليس أخيراً، إلا في ربوبية معصومة من الزمن، مطمورة محروقة تنفث دخاخينها في عين القلب .... إن العين لتدمع القلب و القلب يدمع العين، سلخانة شعواء يتهتك فيها الفقد. ذلك لزمن غير معلوم يتواتر فيه الخسف، فجأةً عواء حاد قصير. بنات الشيخ قعدن ولا قامن؟ حركة سرية سريعة في لوحة الخيال من يجرؤ على النظر؟ يتراجع الحزن درجة يحتلها الفزع، يتدحرج صمت المخنوق. هي وهلة، يقطعها صوت كبرى النسوان، صوت مدرب على القتال:
    - كتر خيركن يا بنات الشيخ، انحنا راضين بقسمة ربنا. البكا من الليلة مرفوع. دحين دا لبن من بقرة المرحوم حلال بلال، شيلنو وادنو للنفسا المحرومة، كان هنا كان في تسني، صدقة جارية وأجر ثابت بإذن الله. اذنكن معاكن ولبنا في المشلعيب لا حارس لا رقيب .
    تتردد لولهة ثم تنشب:
    - البكا مرفوع والقدم لا محفور ولا مطبوع.
    ثم يعلق مشلعيب إضافي في مرق الراكوبة توضع فيه ليلياً لسبعة أشهر كورة كبيرة من اللبن تأخذها بنات الشيخ خلسة للنفسا المعسرة في ارض غير معروفة. الصمت الكثيف يضخم صوت الأنفاس طالعة نازلة في الحيرة والشك. كان الشك هو الستارة التي تحمي تلك البقعة المعزولة من القيامة. وفيما تتبع الإجراءات بصرامة كان الجميع، في أعماقهم، يعرفون أنهم نيام، وأن هذه الكلمات تفور في ذاكرة شخص ما يحلمون به. شخص يعرفونه ولا يعرفونه، لكنه يساكنهم في كوابيس متناسخة. لذلك فقط يحرصون على السكون؛ كل حركة لا تنقذ من الكابوس تعضده. فقط الأنفاس- لكن حتى ذلك كثير جداً وخطر- ثقيلة تتدحرج بين غمار الرئة والأنف. رجة مفاجئة تعيد الأعين إلى التحديق في المسافة بين الكلاب و البرش، صوت انفجار داخلي غامض يدرك أنه قلب انفجر من شدة اللحظة، لكن قلب من؟ يا ربي دا قلبي؟ يتعضد الكابوس في حركة معوية تثقب الصمت، تجشؤ؟ الآن؟ تنتفض الكـلـبات، سبعة أعناق مشرئبة قلقة تحرس الفتك .يلمع جلدهن الأسود حتى يقوم شعر النسوان خشيةً و تملأ أعينهن الدموع. يتحلل الأمل في النجاة إلى المزيد من الدموع. في اللحظة التي يسيطر فيها اليأس، الأعين آبار جوفية تتخرج من جوفها غيوم الفضة، تبدأ الكـلـبات بالانسحاب واحدة واحدة مشياً على بقع محفوظة وصولاً إلى الباب. بمغادرة الكـلـبة الأخيرة تشرب الرملة تلك اللحظة بسكينها ولا يتبقى إلا صناج العرج. كورة اللبن الأولى تغيب عن المشلعيب. القلب المنفجر يتابع حركة الصمت في نزفه.عطسة عصبية تكسر دائرة السحر. صوت الليل المألوف يحتل الفراغ المفغور ويتعالى أخيراً شخير أو ظراط أحدهم. الحياة عادت إلى عفونتها الضرورية، والقلوب ارتدت حسيرة إلى الجسوم. عندها يُطوى الفُراش، تُصف العناقريب للنوم، ولا ينام أياً كان على الأرض تلك الليلة، ولا ينام أياً كان؛ خوفاً من كزلك الكابوس.

    (عدل بواسطة Bushra Elfadil on 04-15-2014, 03:49 PM)

                  

04-16-2014, 10:29 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنات الشيخ - قصة لنجلاء التوم (Re: Bushra Elfadil)

    أرجو المساعدة، يجب أن يكون هذا البوست مبنياً على الرفع

    (عدل بواسطة Bushra Elfadil on 04-16-2014, 12:58 PM)

                  

04-16-2014, 10:43 AM

عبيد الطيب
<aعبيد الطيب
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 1800

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنات الشيخ - قصة لنجلاء التوم (Re: Bushra Elfadil)

    Quote: سبعة كــلـبات يظهرن مجتمعات ليلة الأربعين في بيت البكا، بعد منتصف الليل،
    و لا يُطوى فُراش البكا حتي يتحقق الوعد.
    ساعة الزيارة ناشزٌ تُهمبت الليل، لحظةٌ غلفاء نُشلتْ من جَيب الغيب تدخل فيها الكـلـبات السبع-
    وكلهن مرضعات ذوات عرج- من الباب الكبير، يتجهن بجنان ثابت إلى نص الحوش. الأعينُ حسيرةٌ،
    والليلُ مسرحٌ جروُحِيُّ مهيأ لعذاب نظيف. يبدأ عواء حزين، متزن، فيه رضا المعطوب.
    يتصاعد بدقة إلى الغيبوبة، إلى الرفض، إلى خلية في أقصى نقطة تُستثنى من البتر في الذراع


    كتابة رائعة
    أعجبتني هذه الجزئية وتعابيرها الرائعة
    متابعين يا أديبنا دكتور بشري
    محبتي
                  

04-16-2014, 10:43 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنات الشيخ - قصة لنجلاء التوم (Re: Bushra Elfadil)

    بنات الشيخ

    كتابة عاصفة يجد فيها كل قاريء هواه

    بوست مبني على الرفع الذاتي ويستحث
    أقلام النقاد
                  

04-16-2014, 11:19 AM

Tumadir
<aTumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنات الشيخ - قصة لنجلاء التوم (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    البوست ليس مبني على الرفع وحده بل على النبوغ ..يشع من الحكاية ،لغتها ، والشخوص


    وعليه

    فسنرفع البوست

    مع التحية المناسبة لصاحب المقام

    ولصاحية القلم السحري
                  

04-16-2014, 11:38 AM

عبدالعزيز عثمان
<aعبدالعزيز عثمان
تاريخ التسجيل: 05-26-2013
مجموع المشاركات: 4037

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنات الشيخ - قصة لنجلاء التوم (Re: Tumadir)

    ده كلام فات العجب بي غادي...
    الحاكي-ية ،وقف شعرة جلدنا ###### بس...
    زولة،،، خلتنا نقوقل الليل كلو،،عسانا نجد مثل هذا الحكي الحلوو..
    شكرا نجلاء
    شكرا د بشري
                  

04-16-2014, 07:57 PM

omar altom
<aomar altom
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 921

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنات الشيخ - قصة لنجلاء التوم (Re: Bushra Elfadil)

    الاخت.............لأب...............
                  

04-17-2014, 07:03 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنات الشيخ - قصة لنجلاء التوم (Re: omar altom)

    كان الشك هو الستارة التي تحمي تلك البقعة المعزولة من القيامة.
    وفيما تتبع الإجراءات بصرامة كان الجميع، في أعماقهم، يعرفون أنهم
    نيام، وأن هذه الكلمات تفور في ذاكرة شخص ما يحلمون به. شخص
    يعرفونه ولا يعرفونه، لكنه يساكنهم في كوابيس متناسخة. لذلك فقط
    يحرصون على السكون؛ كل حركة لا تنقذ من الكابوس تعضده
                  

04-19-2014, 02:46 AM

omar altom
<aomar altom
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 921

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنات الشيخ - قصة لنجلاء التوم (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    up
                  

04-19-2014, 09:06 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنات الشيخ - قصة لنجلاء التوم (Re: omar altom)

    .توائم نجلاء بين العامية والفصحى مثل قليلين من كتابنا وبحسارة فائقة.
    هنالك صورة كلية في هذا النص يجعله مثل الإيقونة كأن الكاتبة لم تكتبه بل نحتته.

    PS
    أختك كتّابة يا عمر التوم.لم لا تحكي للقراء عن علاقتك بها وبكتاباتها ؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de