|
|
 مذكرات سائح في غرب السودان
|
* الاهداء *
الى القلوب الطاهرة الرقيقة والنفوس البريئة ، الى انسان دارفور ، الى انسان بلادي بشتى قبائلهم واعراقهم
إلى كل روح سكنت ارض السودان
الآن اهم بفتح الاشرعه سانطلق بسفينتي عرض بحر واسع مظلم هو بحر الحياة
وفي هذه الظلمة لا يضيء إلا قنديل الذكريات ذكريات الأخوة البعيدة
إلى الذين أحببتهم وأحبوني ساكني ضفاف كجا .
المكان : مدينة الجنينه
الزمان : عام 1996 م
بينما انا جالس وحدي في الغرفة الصامتة في مقر ضيافتي ، استعرض رسوم الحياة الخاليه التي تناثرت من شريط ليالي وايامي ، وذهبت بها صفوف الوجود الى اودية النسيان البعيدة النائية ، ها انا انظر الى غيابات الماضي واحدق بظلمات الابد الغامض
، فارى صورا كثيرة تعاقبت على نفسي كغيوم الخريف ، تاره وتحدق فيني تاره ، تتجاوزني الى عوالم اخرى ..
كأنها تسألني مالذي اتى بك الى هذه الديار البعيده ، وتتركني غير ابهه بجوابي ..!
كنت متكئا على كرسي بلاستيكي ارهقته سنين الحياة وظهور من جلسوا فيه ، حتى بات شكله باهتا متهالكا ،تناثرت سيوره بغير انتظامها المعهود ..
كنت جالسا استعرض حوادث هذا اليوم وماقبله ، لعلي اجد فيها ما يستحق الذكر والتعليق ، فلا اجد شيئا يلفت النظر وانما هي حوادث سخيفه ، عاديه لاتقف عندها النفس ولا تثير الوجدان ..!
وبينما انا على هذا الوضع انتبهت الى الساعة ، اقتربت من العاشره صباحا وقد كنت على اتفاق مع صديق على زيارة جبل السلطان والوقوف على معالم المدينة ..
ولكن الصديق يبدو انه اخلف وعده ..!
تركني انتظر حتى انقضى على الاجل المضروب ساعتين ونصف ، وليس يهمني اكان صادقا في عذره عن اخلافه الوعد واخلاله بكرامة الصدق ام كان كاذبا فيما انتحله من عذر ،، فاكتفيت بانه اخلف وكفى ..
ولما اقتربت الساعة الرابعه بالتدقيق تطلعت من خلال النافذه الى الافق لارى الجو واعرف حال الغيوم واحدد هل هناك مجال للخروج ام ان السماء ستنذر بهطول امطار تجعلني حبيس تلك الغرفة اللعينه كيوم امس ..
لم اكن خبيرا كاهل تلك الديار بمعرفتهم عن انواع السحب ، فقد اخبروني من قبل انه يوجد العديد من السحب منها المتحرك ، ومنها الساكن من يخبئ بين طياته مياه غزيره ..!
فاما الاول فلا خوف منه في تلك المنطقه لانه قد اخذ موعدا مسبقا مع منطقة اخري هو في طريقه اليها ، واما الثاني فغالبا لايخلف موعده معهم ..!!
ولكني تأملت ان لاشئ سيحدث ، وعزمت على الخروج ..
لن اظل حبيس بعد هذه اللحظه فاني قد مللت ..!
مللت كل شئ في هذه الغرفه المظلمه اللعينه ، توشحت بمعطفي الازرق ، وحملت في يدي عصاة من الخيزران عسى ان تكون رفيقتي بدل عن صديقي الذي اخلف وعده ..!
تحركت بخطى ثابته ، شققت طريقي بين الحشائش ونبتت الفول السوداني ،،
على بعد بضع كيلومترات يوجد جبل السلطان ، احسست بقربه ، احسست بنظراته ترمقني من بعيد .! وكانما يسألني لما التأخير .!؟
فعادة ما يكون المحطة الاولى لكل من تطأ اقدامه تلك الديار..
سأقدم له عذري ،، ساقول له صديقي اخلفني وعده ،، سيقبل عذري بلا شك ..
مررت بالسوق الكبير ، اناس في كل مكان ، الكل اتخذ موضعا له ،، الجميع مشغولون .. لاتفرق بين الشاري والبائع ، فالبائع قبل ان يبيعك يشجيك بعبارات الترحيب ويتفنن في انتقاء كلماته التي تعبر عن كرمه ،وتعطيك الدافع للشراء منه
، والشاري ايضا يتفنن بانتقاء كلماته التي تعبر عن رضاه ..
وكأنما عملتهم التي يتداولنها هي الطيبه ..!
اصبحت على بعد خطوات من الجبل ، بدأت الحركه تذداد شيئا فشيئا ، هناك جموع متهافته نحو الجبل ،.!
هل كل هؤلاء ضيوف احلو على تلك الديار ؟
تسائلت مع نفسي .. ولكني علمت انهم سكان تلك الديار
فقد الفو زيارة الجبل باستمرار حتى اصبحت عادتهم ، واصبح جزء من حياتهم ..
اسرعت بخطاي نحوه ، تملكني شئ من الخوف وكثير من الارتباك .!
ولكن سرعان ما زال كل ذلك عندما تبسم في وجهي وبلهجة ساكني تلك الديار خاطبني قائلا
جيدا جيت .
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات سائح في غرب السودان (Re: الطاهر الطاهر)
|
=
تحياتي يا الطاهر الطاهر
البرق العبادي الذي شلع مع استهلالكم البوست يشيء بأننا موعودون بـ (حسن نجيلة) آخر..
نجيلة خضراء ممطورة تغطي الأودية والجبال والغدران وترتع فيها الغزلان من كل الألوان.
تسلطن يا رجل ..
و واصل ذكرياتكم في جبل السلطان وسهول السودان وبواديه.
واصل النم ..
نعم النم وليس النميمة، فللأخيرة أهلها الذين تناسلوا وتكاثروا مؤخراً في حوش بكري.
مرحباً بكم .. رغم أننا نحن مثلكم ما نزال نسير في هذا المنبر على أطراف أصابعنا.
وجد آسف أن كنت قد تسببت في قطع وتشويش استرسالكم..
...
..
.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات سائح في غرب السودان (Re: الصادق عبدالله الحسن)
|
الصادق عبدالله
اشكرك عزيزي على حضورك البهي وكلماتك الجميله
هي محاولات لسرد بعض من الذكريات كتبتها على عجالة
تشبيهك لي بكاتبنا الرائع حسن نجيلة والذي ادهشنا بالعديد من كتاباته
يزيدني فخرا واعتزازا وان كنت ارى اني مازلت تلميذا صغيرا اتلقى معرفتي
من اساتذه عظماء امثالهم تفننو في صياغة الحروف فأثرو الساحة بسحر كتاباتهم ..
اجدد تحياتي لك مرة اخرى وامل مرورك باستمرار
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات سائح في غرب السودان (Re: الطاهر الطاهر)
|
* ك ل بس *
استيغظت مفزوعا على صوت بائعة اللبن ،، نظرت اليها بعين واحده والثانيه كانت غارقة في النوم ..!
سألتني اين اضع لك اللبن .؟
لا ادري بما اجبتها ..!
غرقت في النوم مرة اخرى بكلتا عيني ، الى ان اتاني صوت اخر افزعني .. حسبتها هي مرة اخرى ..
اجبتها ان ضعيه في اي مكان ، ولكن الصوت كان مختلفا هذه المره ..!
يازول قوم لبن شنو !!
استدركت انه صوت صديقي النقيب خالد
نظرت اليه بكلتا عيني وسألته
في شنو يازول ؟؟
اجابني الليله مسافرين !
مسافرين وين ؟
ماشين مأموريه
مأمورية شنو يازول انا شغال معاك ؟
يازول قوم شق البلد !
ياخي عليك الله خلينا ننوم ..
يازول انت نايم عمرك كلو عملت شنو؟
دار بيننا هذا الحوار، كنت اظنه يمزح فلطالما علمته مازحا في حياته كثير الهزل ..!
تقلبت في سريري لحظه ثم نهضت ..
تأملت في ذلك الصباح الصحو ، كان صباحا صحوا جميل كايام الربيع ..
والشمس مشرقه سافره .. والسماء مجلوه صقيله تغمرها اشعة الشمس ، فتنعش النفس وتستهوي المشاعر ، وفي النفس شوق الى مناظر البريه الساحره التي طال ماحدثوني عنها..!
تسائلت في نفسي ما الذي يصدني عن الذهاب اليها وانا بها المغرم المفتون ..؟
هكذا حدثتني النفس والساعة تشير الى الثامنة صباحا
تركني النقيب خالد بعد ان حثني على النهوض وتجهيز نفسي ، قبيل ساعة الافطار حيث موعد التحرك ..
مضت قرابة الساعه والنصف اكلملت فيها كل تجهيزاتي ..
ظللت انتظره حتى جاء الاجل الذي ننتظره ، اخذت حقيبتي الصغيره واخذت في يدي عصاتي حبيبتي ..!
بيميني اوصدت باب غرفتي ، وذهبت اليه في مكتبه كانت عقارب الساعة قد اشارت الى العاشره صباحا ..
، في طريقي كانت روائح البصل المحمر تنبعث من بيوت القرية معلنه قرب موعد الافطار ، منيت نفسي بافطار شهي
وصلت اليه بالفعل وجدته قد جهز كل شي العربه التي ستقلنا وجموع العسكر والافطار ..!
تناولنا الافطار ، وجلست في مكتبه اشاهد العسكر يؤدون تلك الطقوس العسكرية استعدادا للتحرك ..
وبعدها انطلقنا كانت العربه من الطراز الالماني القديم ، احسب انها مرسيدس يونومق ..!
كانت ممتلئه بالعسكر ، بدأت تشق طريقها بين المروج الخضراء والروابي الجميله التي تموج بالعشب الجميل وتعبق بها الرياحين البريه ..!
ولما اصبحنا بعيدا عن المدينه وعن لاغية السابله وقرقعت العربات ، وذحمة الماره ، تراءت لي البريه الساحره الجميله ..
والحقول الخضراء الفاتنه ولما اقتربت العربه اكثر فاكثر كانت المروج ساكنه هادئه تحلم باحلام الربيع ..
وكان الفضاء ساجيا وادعا يشابه بحيرة هادئه تصغي لنجوى النسيم في ليلة مقمره ..!
وفي وسط ذلك السكون الشامل المحفوف بالاحلام ، تنبعث الى سمعك من حين لاخر انشودة طائر ، او تغريده ترسلها يمامه قابعة وسط الحشائش.!
او صوت العسكر يتجازبون اطراف الحديث..
كانت ازهار المروج المتناثره في البريه غريره باسمه تشعشعها الشمس وتحركها النسمات..
وكانت تطرز حواشي الافق المنير غمامات صغيره متناثره هنا وهناك ..!
في وسط هذا المنظر الشعري البديع جلست اتوسط العسكر والعربه تسير مسرعة كانها على موعد لن تخلفه كما صديقي الذي اخلف..!!
ظللت افكر باحلام الحياة واتأمل جمال الوجود وطافت بنفسي ذكريات كثيره متتاليه كاسراب الطيور وغصت في عالم الذكرى البعيد ..
بدأت السماء تكتسي باللون الاحمر ، حانت ساعت مغيب الشمس ،، سرقنا الوقت ،، لم امل هذه الرحله برغم طول ساعاتها ..
اسدلت الشمس استارها ، وحان موعد ظهور بطلنا الثاني ..!!
ليل كما تغنى له الشعراء من قبل ..!
بهي هادئ جميل اللون ..
لم يكن حالك الظلام ، زينته نجوم السماء ، اصبح اشبه بلوحه فنيه جميله ..
توقفت بنا العربه في بلدة هادئه وديعه تدثرت بسكون الليل..
لا تسمع فيها غير صياح الديوك وبعض نباح كلاب
اظنها كانت ك ل بس .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: مذكرات سائح في غرب السودان (Re: الطاهر الطاهر)
|
سلامات اخي الطاهر
اسلوب سردك رائع جدا اكتب ياخ بدون فواصل واحكي لينا عن هذة الجنينة المنسية التي حباها الله بجمال فريد والاجمل هم ناس الجنينة
| Quote: كنت على اتفاق مع صديق على زيارة جبل السلطان والوقوف على معالم المدينة |
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات سائح في غرب السودان (Re: الطاهر الطاهر)
|
كانت امسيه جميلة .. رحلة شيقة
الطريق من الجنينه الى ######س ،،
بعد ان وطأت اقدامنا هذه المدينه الوديعه وعند بزوغ فجر يوم جديد انتشر العسكر في كل شوارع هذه المدينه الصغيره فبلا شك ان ساكني تلك المدينه يعرفون هؤلاء القادمون ..!
صحبت صديقي النفيب خالد الى حيث يجلس الضباط زملائه في تلك المدينه ، وصلنا مقرهم ، لم يكن ذلك المقر الفخم ..
بناية عادية لم تختلف عن بيوت المدينه غير انها محفوفه بالعسكر في كل مكان ، عرفني صديقي على بعض الضباط زملاءه قابلونا ورحبو بنا ترحيبا حارا حتى خلتهم يعرفونني ..
من بين اولاءك الضباط كان يجلس ضابطا في العقد الثالث من عمره ، لا تببدو عليه تلك الفظاظه التي يتسم بها اولاءك الضباط كان هاشا باشا اذا تحدث لا تكاد تسمعه حتى تقترب منه..!
لقد هزتني اريحية هذا الرجل الفاضل النبيل الطيب القلب بصوره لم استطع طبع عواطفي فنهضت من مكاني وجلست ازاءه بدأت اتجاذب معه اطراف الحديث ويال المفاجأه ..!
كان اديبا له حظ موفور من بعد النظر ورجاحة التفكير وجمال الاسلوب وعرفته ايضا شاعرا له روح حساسه شاعره واحلام غريبه رائعه وخيال قوي وثاب فاصبحت اقارن بين جلوسي مع رفاقه ومعه
فوجدت انني اذا ماجلست الى زملائه واستمعت احاديثهم شعرت بالملل واني بحاجة الى من يثير عواطفي ويحرك وجداني ويؤجج في داخلي نيران الحياة لانني ارى الخمول يدب في مشاعري ويستحوذ على نفسي كانها انقلبت قبضة من رماد خابيه
اما بجواره فانني احس بعواطف واحاسيسي تتدفق وتتوهج وتجيش كعاصفه من نار واشعر بانني شعله حياة ناميه تضطرم في موقد هذا الوجود
لانه كان يحمل بين جنباته عاصفه ناريه مشتعله تدوي بتيارات الحياة ولم يكن يحمل بركة اسنه تعكس على صفحاتها النائمه اشباح الخيال وظلال الغيوم ولانني كنت اجد في صورة تلك النفس الحساسه الطموح الجياشه بشتى المعاني والصور وذلك القلب الشاعري الملتهب الذي يطبع كل ما يلامسه بطابع من نار
تحدثنا كثيرا لم نكن نضبط احاديثنا تطرقنا لكل شئ تحدثنا عن السياسه ،، ومررنا بالعسكريه ،، ولم ننسى الرياضه وكان اجمل حديثنا عن الشعر والفن
نعم عرفته ولكني في الحقيقه لم اعرفه فانني لم اكتشف مناجم قلبه الذهبيه ولم اطلع على مافي روحه الشجيه من كنوز غريبه قبل اليوم
تمنيت لو اني اعرفه منذ مده صرت اقول له بانك بروف ضل طريقه للعسكريه
فدائما ما كان يبتسم ويهز راسه ..
ماذلت اذكر تلك الجمله الجميله التي قالها لي حينما سألته وقلت له : مثلك ليس هذا مكانه فلما اخترت ان تكون هنا ؟
فاجابني في لهجة ملؤها المراره والالم
( لأنني لم اجد دورا اسخف من هذا امثله في رواية الحياة السخيفه )
ابتسمت حائرا ثم صمت واجما برهة من الزمن ،، ثم اطرقت مكتئبا بعض الشيئ واخرج هو سيجاره اشعلها وانطلق يدخن صامتا
كانت شخصيه غريبه محيره فعلا ،، علمت فيما بعد انه ترك العسكريه وهاجر الى الولايات المتحده الامريكيه وانقطعت اخباره عني ولم ادري ماذا خبأت له الاقدار هناك ولكني حتما سألتقيه ان امد الله في ايامنا وساذكره بجلستنا تلك
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات سائح في غرب السودان (Re: الطاهر الطاهر)
|
* الطينه *
اشعر الان اني غريب في هذا الوجود ، واني ما ازداد يوما في هذا العالم الا وازداد غربه بين ابناء الحياة وشعورا بمعاني هذه الغربه الاليمه ، غربة من يطوف مجاهل الارض ويجوب اقاصي المجهول ثم يأتي الى قومه ويتحدث معهم عن رحلاته البعيده
اني احس في هذه الديار البعيده كاحساس الشاعر لغربته حينما استيغظ قلبه في اسحار الحياة ، حينما يضطجع قلوب البشر على اسرة النوم الناعمة ..
الان ادركت انني غريب بين ابناء بلادي وليت حديثي هل يأتي ذلك اليوم الذي تعانق فيه احلامي قلوب البشر فتترك اغاني ارواح الشباب المستيقظه وتدرك حنين قلبي واشواقه ..
احسست في هذه الديار اني كطائر غريب بين قوم لايفهمون كلمة واحده من لغة نفسي الجميله ..
الان ادركت اني بلبل سماوي قذفت به صروف الحياة في جحيمها .. لم اجد من يهتم لبكاء ونحيب هذا البلبل لم اجد من يدرك اشواق روحه اويستمع انات قلبه الغريب ..
بعد هذه الاعراض ادركت اني اشتقت لدياري ولاهلي ..
حينما وطأت اقدامي ارض مدينه الطينه والتي لم تكن تختلف عن ######س كثيرا غير ان الاخيره اكبر قليلا بالاضافه الى انها تعتبر سوقا كبيرا يعج بالمواطنين من دولتين متجاورتين
كنت قد اتخذت لي مقعدا في سوقها قبالة بائعة شاي تدعى حليمه ..!
طلبت منها قهوة تبسمت ..! ا ادري ما سبب تبسمها ..!!
ربما ارادت ان تريني تلك السن الذهبيه التي تزين فمها !
بادلتها الابتسامه غير ان ابتسامتي كانت مصعه لذلك لم تكن جميله ولكنها لم تنزعج
حاورتني سألتني ادركت اني غريب عن الديار ولكن لم تدري من اين اتيت
ناولتني القهوه امسكت الفنجان بيميني تناولت رشفه واتبعتها باخرى ووضعت الفنجان على الطاوله امامي ..
تبادلنا الحديث مرة اخرى سألتها عن احوالها واحوال هذه البلده ، ابديت لها اعجابي بسنها الذهبيه ، تبسمت مرة اخرى ولكن ابتسامتها هذه اختلفت عن سابقتها ..!
تناولت فنجاني وفي رشفه واحده اجهزت على ماتبقى منه ..
وضعته امامي على الطاوله الصغيره ، مدت يدها وتناولته حسبتها تريد ان تغسله ، قلبته راسا على عقب ..!!
جعلت عاليه سافله وسافله عاليه ، تقطرت بقايا القهوه منه سالت على الصينيه ،محدثه مجرى من القهوه اشبه بوادي كجا عندما تفيض مياهه وتسيل لتروي السهول الخضراء المحيطة بالجنينه وما حواليها
استغربت بل اندهشت
مرة اخرى تناولت الفنجان واصبحت تحدق فيه حتى خلتها تريد ان تخاطبه .. ولكنها لم تخاطبه بل خاطبتني انا قائله
انا شايفه انك جاي من بعيد
وشايفه سحابه راحله يعني انت مشتاق لاهلك
وشايفه كمان ضابط قريبك او صاحبك
وشايفه كمان خطيبتك الحلوه !
جعلتني مشدوها مما رأيت وسمعت منها
لم اكن ادري انها قارئة فنجان بارعه كبراعتها في اعداد الشاي والقهوه ،، لم اكن ادري اني ساجد من يشاطرني حنيني او اقله يعلم به ، لم اكن اظهره ولم ارد ذلك
ولكن فضحني فنجاني .. وفضحتني قارئه الفنجان ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات سائح في غرب السودان (Re: الطاهر الطاهر)
|
عزيزنا وحبيبنا \ اطهرنا اطهرنا ..
Quote: * الاهداء *
الى القلوب الطاهرة الرقيقة والنفوس البريئة ، الى انسان دارفور ، الى انسان بلادي بشتى قبائلهم واعراقهم
إلى كل روح سكنت ارض السودان |
واليك كل التقدير .. والتجلة والاحترام .. ايها الطاهر العفيف . التي اكدتها كلامات
التي اقسم بالله ادمعت عيني .. وهزت كياني . سلمت وسلمت يداك وانت تحرك ما بدواخلنا
تجاه اهلنا المستصعفين الذين لا يملكون غير ايمانهم الصادق بوطنهم وقضيتهم . تسلم يا طاهر
ولي عودة .. ولي قدام .
معذرة يا طاهر انا مشغولة لغاية الاسبوع الجاي بنتهي
من الامتحانات وبشاركك في طرحك الاسثنائي ده .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات سائح في غرب السودان (Re: مني عمسيب)
|
منى عمسيب
يازوله تفتح الروح ضلفتين
كثيرون هم من يفهمون هذه الكتابات
ولكن قليلون من لديهم احاسيس صادقة تجاه ما نكتب ..
انتظر عودتك داعيا الله ان يوفقك في امر دنياك واخرتك
وان يجعل النجاح سمة لا تفارق طريقك ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات سائح في غرب السودان (Re: الطاهر الطاهر)
|
* الطينه *
لم اغادر مقر اقامتي حتى هذه الساعه ، فقد كان نهارا حارا والشمس كادت ان تلامس الارض ..!
مناخ هذه البده يختلف عن غيره ، فهو صحراوي جاف كثير الاتربه ويمتاز بارتفاع حرارة شمسه ،
كان العسكر يعملون على ترتيب وتوزيع وتخزين موادهم التموينيه التي احضرناها لهم معنا ..
عند الساعة العاشره صباحا سمعت طرقات خفيفه على باب غرفتي ..!
كان الطارق احد العساكر ، كان ضخم البنيه ممتلئ الجسم تدل ملامحه انه من ساكني تلك الديار..
كان يدعى بفلو !!
ولا ادري اهو اسمه ام كنيته !!
نظر الي بتبسم واخبرني بان صديقي النقيب خالد ومعه بعض زملائه الضباط متواجدون في السوق ويطلبون مني الذهاب اليهم لمشاركتهم الفطور ..
الم يجدو مكانا غير السوق في هذا النهار الحار؟
تسائلت مع نفسى ..!
شكرت العسكري وانصرف مغادرا الى حال سبيله ..
ظللت محتارا بعض الوقت ، كنت اغالب نفسي واجادلها ..!
بالخارج الشمس حارقه ولكني في نفس الوقت احس بشئ من الضجر والجوع ..!
قد حانت ساعة الافطار وانا اتضور جوعا ..
حسمت امري ونهضت بسرعة فائقه وحملت عصاتي حبيبتي واوصدت باب غرفتي وانطلقت الى السوق وانا افكر بوساويس نفسي ..!!
فالنفس قد وسوست لي بعد الافطار بزيارة حليمة صاحبة السن الذهبية !!
نعم حليمه قارئة الفنجان ..
فمنذ ذلك اليوم وانا لم اقابلها مرة اخرى اشتقت اليها ولحديثها ولفنجانها ..
توجهت صوب السوق كان الجو حارا فعلا كما توقعت تصببت عرقا ، كدت ان اعود ادراجي .!
وصلت الى السوق توجهت مباشرة الى حيث يجلس الاصدقاء ، وجدتهم قد اختارو لهم موقعا يحفظ لهم مكانتهم كضباط ، اعتقد انها كانت راكوبة حواء .!
حواء هذه كانت اجمل النساء الاتي كن في هذا السوق بالاضافه الى نظافة مكانها وطبخها الذي يمتاز بمذاق رائع واهتمامها بمظهرها وراكوبتها حتى اصبحت على لسان كل من ينشد الراحه والاكل الطيب ..
بادرتهم بالتحيه وجلست الى اقرب كرسي وجتده امامي تحدثنا قليلا ثم ما هي الا دقائق معدوده حتى توالت علينا جميع الاصناف من الاكل الشهي التي اعدته حواء وكانت تحضره هي بنفسها ..
فقد حرصت على راحت زبائنها ولكن الملازم اول يوسف كان يساعدها في تناول بعض الاطباق من يدها ولا اظنه اراد مساعدتها بقدر ماكان ينوي ملامسة يدها وتأمل اردافها في ذهابها وايابها ..!!
الملازم اول يوسف كان مشهورا بين اقرانه بسلوكه المشين ، غير انه كان رجل يتمتع بالطرفه وعرف عنه ايضا انه كان شجاع شهم بكل ما تحمله الكلمه ..!!
تناولنا فطورنا واتبعناه بشاي ولكن من صنع يد سعديه جارت حواء فقد حرص الضباط على ان يقسموا اموالهم بين حواء وسعديه ، فالثانيه كانت خبيرة في صنع الشاي ..!
مرت فترة من الزمن اخرج بعضهم علب سيجاير والبعض الاخر اكتفى بالاستماع الى قصص الملازم يوسف وطرافته ..
حدثهم يوسف عن النساء وعن مغامراته في ادغال الجنوب قبل ان ينقلوه الى هذه الديار ، كان الكل يستمعون ويقهقهون ،
اما النقيب حماد كان اكثرهم صرامة وتهكما والتزاما في دينه وخلقه وكان ايضا منضبطا في عمله ومواعيده ..!
نظرت اليه فاذا هو يقوم ناهضا من كرسيه ويحثهم على العوده للحاميه ..!
كان بعضهم يصرون عليه بالجلوس ولكنه لم يعيرهم اهتماما ومضى متقدما
قلت له كيف تمل ياصديقي وحولك هذا المشهد الجميل وامامك حواء وسعديه وغيرهن الاتي لم تخلقهن الحياة الا ليحركن في الناس عبادة الحب والجمال والغرائز والشهوات !!
قال لي مضجرا : الملازم اول يوسف والبقيه عبيد الحياة ، فما الافراح والملذات والاحلام والشهوات سوى اشراك ذهبيه لامعه تنصبها لنا الحياة لتقودنا بها عبيدا مسخرين الى غايتها البعيده الغامضه ..!
ثم مضى في طريقه مخلفا وارئه ضحكات ساخره من زملائه الضباط وجوا اكتساه بعض الملل ..
الا ان يوسف لم يأبه فظل مندفعا يسرد حكاويه ..!
استأذنتهم بالرحيل ..
، سألني النقيب خالد الى اين .؟؟
اخبرته اني ذاهب الى راكوبة حليمة ..!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات سائح في غرب السودان (Re: بدرالدين بابكر مصطفى)
|
الطاهر الطاهر....
حرفك انيق وطاهر.....
واصل التدفق......
فسيل كتابتك وهَّط القلوب
وإتجه صوب الحنايا.......
يا سلاااااام الطينة
هذه ديار الشاعر الرائع والكاتب الطيناوي..
صاحب سمراء لا تتعجلي.......
صاحب "عز الدين وهَم" المجنون الصاحي بفاشر السلطان
"وهمٌ... وصدقت عز الدين ..
ما دوامة تلك المناصب"
واصل ....... حكيك طاعم وسردك جميل ...
والمكان ياله من جنَّة....!
محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات سائح في غرب السودان (Re: عبيد الطيب)
|
ياعبيد الطيب
والله الطينه ناسا طيبين طيبه لابعد الحدود
والله لو اقسمو على الله لابرهم
واني على ذلك من الشاهدين
ياخي في يوم من الايام قالو يصلو صلاة استسقاء
يشهد الله يا عبيد الناس ما انتهت من صلاتا المطر نزل كما لم ينزل من قبل ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات سائح في غرب السودان (Re: محمد مجيدو)
|
يا الله ..
بدر الدين بابكر
عبيد الطيب
حبيبنا مجيدو
انتبهو انا ح افتح فيكم بلاغ شروع في القتل مع سبق الاصرار والترصد
مروركم من هنا كاد ان يوقف قلبي من الفرحة
سعدت كثيرا بمتابعتكم وكلماتكم الطيبه ..
| |
|
|
|
|
|
|
| |
الطاهر الطاهر
الصادق عبدالله الحسن
محمد المعتصم ابوبكر
مني عمسيب
عبد الحميد البرنس
بدرالدين بابكر مصطفى
عبيد الطيب
محمد مجيدو
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست