|
متى تكف المعارضة عن استقلال جالية واشنطن ؟
|
متى تكفّ المعارضة عن استغلال جالية واشنطن؟!
هاشم الإمام محيي الدّين
حين اجتمع النفرالروّاد الذين أسّسوا الجالية السودانية في منطقة وشنطن ، نظروا بثاقب بصيرتهم ، وحصافة عقلهم ، وجزالة رأيهم ، في أسباب إخفاق المحاولات السابقة لهم في تكوين جالية أو جمعيّة سودانية ، ترعى مصالح السودانيين في وطنهم ومغتربهم ، وتقوم بنشاط اجتماعي يقرّب بينهم ، ويهيء لهم اللقاءات في المناسبات الوطنية والدينية ، فوجدوا أن السبب الرئيس في اختلاف كلمة السودانيين وتفرّقهم هو " السياسة " ،أو إن شئت الدّقة " التسييس " أي حشر الأجندة الحزبية في كل عمل طوعي ؛ لذلك أوصى هؤلاء النفر الكرام بابتعاد الجالية عن أيّ عمل سياسي موالٍ للحكومة أو معارض لها . ورغم صعوبة تنفيذ هذه الوصيّة من الناحية العمليّة ؛ لصعوبة انفصال المرء عن معتقداته وانتماءاته ، أو تأجيلها حين يقوم بأيّ نوع من النشاط ، إلا أنها كانت وصية لا بُدّ منها ، ولو كان من باب تخفيف الغلو في التسييس واتّباع هوى الايدلوجيات . لاشك أن الالتزام ــ إلى حدّ ما ــ بهذه الوصية كان له أثر إيجابي على استقلالية الجالية ، وإن لم يكف تجّار السياسة المعارضون عن محاولاتهم الدؤوبة لاستغلال منبر الجالية الثقافي ، ولكن على استحياء ، فكثير من أعضاء لجان الجالية السابقين ، والمتعاقبين على رئاستها كانوا ذوي مِرَّةٍ ، يصعب تفويت الأجندة الايدولوجيّة والحزبية من وراء ظهورهم . ثُمّ طال الأمد بوصية تجنّب السياسة في عمل الجالية ، فنسيها أعضاء اللجنة أو قل تناسوها ،وصار انتخاب الجالية قائماً على التحالفات السياسية ، فنشط اليساريّون ليبسطوا هيمنتهم على لجنة الجالية ، مستغلين زهد الناس في هذه المنظمات التي لم يجدوا منها ما يدعوهم إلى الاهتمام بها وبنشاطاتها ، أو الحرص على ممارسة حقهم في اختيار لجانها ، ورغم قلّة عدد الشيوعيين بين السودانيين ــ ولاسيّما في منطقة ىواشنطن ــ إلا أنهم أصحاب تاريخ حافل في استغلال الظروف المواتية ، وخبرة طويلة في ركوب صهوة المنظمات القائمة ، أو تكوين منظمات جديدة لا يشترط أن يزيد عدد أفرادها المؤسسين لها عن عدد أفراد لجنتها التنفيذية. بتحالف اليساريين مع رئيسة اللجنة الجديدة للجالية وشيعتها ، استطاعت المعارضة الغافلة عن سبيل الرّشد ، أن تجد لها منبراً تمارس منه ( مكاواتها ) للحكومة ، ولو كانت تحسن مجرد المكاواة لما بقيت الحكومة إلى يوم الناس هذا قابضة على مفاصل الحكم ، ولم تفلح هذه المعارضة الياسئة في شيء غير الوقوف ضد مصالح السودانيين الذين يفترض أن تكون مصالحهم من أولى أولويّاتها سواء أكان ذلك هنا أم في السودان ، فإذا أرسلت الحكومة السودانية موظفين من إدارة الهجرة والجوازات لتسهيل إجراءات تجديد الجوازات ، أو استخراج جوازات جديدة انتفش المعارضون وأفردوا عضلاتهم لمحاربة هؤلاء الجواسيس الذين يريدون أن يجمعوا المعلومات عن السودانيين في المنطقة ، حتّى تعدّ الحكومة لإرهابهم ما استطاعت من الزنازين وبيوت الأشباح . وإذا دفعت الحكومة ببعض موظفي وزارة التخطيط والعمران ؛ لبيع قطع سكنية لمهاجرة أمريكا ، وبأسعار مناسبة ، وتقسيط مريح ، أسوة بغيرهم من مهاجرة الخليج وأوروبا ، توجس المعارضون خيفة أن تستغل هذه الأموال في قتل نوبة الجبال ، وتشريد إنسان دارفور المغلوب على أمره ، وقد بلغت البجاحة بإحدى الجاليات أن شكت هذا الوفد إلى السلطات الأمريكيّة ، زاعمة أنه انتهك قانون المقاطعة الأمريكيّة للسودان ، وطالبت بمحاكمتهم ، ولاشك أن ذلك تمّ باستشارة ( هرّاط ) نيويورك ، المتخصص في تهديد مخالفيه بالقانون الأمريكي ، ما أعظمهم من حرّاس حِراص على مصالح وطنهم الثاني أمريكا !! والمسؤول عن مدارس الجالية ، وهو يساري ، أزبد وأرغى ، وتميّز غيظاً حين علم أن قناة (الشروق )، وهي قناة تلفزيونية سودانية خاصّة ، صوّرت بعض أنشطة المدرسة في غيابه ، أوليس من المحتمل أن تكون هذه مؤامرة على هؤلاء الأطفال الأبرياء ومحاولة لتجنيدهم في الدّفاع الشعبي !! اليساريّون أدرى . ولولا حب ّ السيطرة والهيمنة لما كان لأهل اليسار كبير غرض في تدريس اللغة العربية ودين الإسلام ، فقد كانت الحركات المسلحة ، التي هم وقودها السياسي والثقافي ، إذا احتلت منطقة أو قل حررتها من الجلابة ، عمدت إلى مدارسها فألغت اللغة العربية واستبدلت بها الإنجليزية نكاية في لغة الجلابة وثقافتهم ، وما " كاودا " وكيدها ببعيد . وأغرب من ذلك أنهم هم وذراعهم " منظمة المرأة " يتدخلون في إمامة صلاة العيد ، وما هم من روّادها ، ولا الحادبين على قيامها ، ولكنها شهوة التسلّط ، ونار الغيظ تأكل قلوبهم .ولقد سمعت والله أعلم بحال الراوي ــ وما آفة الأخبار إلا رواتها ــ أنهم يريدون أن يطوّروا صلاة العيد ؛ ليجعلوا منها نشاطاً اجتماعياً ديمقراطياً مكفولاً لكل أحد ، دون أيّ تمييز قائم على الدّين ، أو الجنس ، أو العرق ، أو اللّون ، وحتّى يتم البيان بالعمل ، فقد رشّحوا إحدى اليساريات المحتشمات ــ وكثيرات منهن يراعين الثقافة السودانية في الملبس والسلوك ــ ممن يشهدن صلاة العيد ، وحضور الجنائز ، لإمامة الصلاة ، وطلبوا من الشيخ " الدّالي " إصدار فتوى بذلك ، إلا أن بعض اليساريين يعترضون على تكليف " الدّالي " بهذه المهمة ، زاعمين أنه جمهوري تقليدي ، يدعو إلى قيام دولة دينية ! كل هذه الأخبار في ذمة الراوي ، والله أعلم بحاله ، و بصحتها ! ولما صارت الجالية بتكوينها الجديد في قبضة اليساريين ، بعد تحالفهم مع رئيسة الجلية وشيعتها ، أرادوا أن يذهبوا إلى أبعد مما هم فيه من الغي ، وأن يشركوا بقية الرفاق من الرجال والنساء في الفضل ، فرشحوا الوجوه الشيوعية المعروفة في المنطقة للمجلس الاستشاري ، وقبولهم مضمون طالما أنهم يمثلون مع رئيسة الجالية وشيعتها الأغلبية . ليس تجميع عدد من السودانيين ، وتكوين جالية جديدة بعسير، ولكننا نكره شق الصّف ؛ لذلك ندعو للإصلاح ما استطعنا ، حتى إذا استكبر القوم ، وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم ، لجأنا لهذا الخيار مكرهين . أود قبل أن أبلغ نهاية هذا المقال أن أسأل لجنة الجالية بعض الأسئلة ، وأرجو أن أجد لها جواباً مقنعاً : ما الفائدة من اقحام الجالية في العمل السياسي المعارض مع وجود أحزاب معارضة؟ هل هذه الجالية للسودانيين الأمريكيين الذين انقطعت علاقتهم بالسودان ، ولم تعد لهم فيه مصالح أم أنها لكل السودانيين على اختلاف أنواع إقاماتهم ، وأوضاعهم القانونية ؟ هل لموظفي السفارة الحق في عضوية الجالية أم أن لوائح الجالية تحظر عليهم الانتماء لها ؟ إذا كان السودانيون جميعاً على اختلاف ألوانهم السياسية لهم حق العضوية في الجالية ، فلماذا تتبنى الجالية مواقف بعضهم وتناصب السفارة العداء ؟ هل من واجب الجالية رعاية مصالح أفرادها في السودان ؟ وإذا كانت الإجابة بالإيجاب فكيف يتم رعاية هذه المصالح والجالية تعادي موظفي السفارة ، والموظفين الذين ترسلهم الحكومة لتقديم الخدمات لأفراد الجالية ؟ هل طلبت الحكومة من أالجالية أن تدافع عنها ، أو أن تسخّر منبرها لمؤيدي الحكومة للدفاع عنها ؟ هل منعت السفارة خدماتها من أحد ؛ لأنه يعارض الحكومة ؟ أو ليس من حق السودانيين المقيمين في هذه المنطقة أن يتلقوا خدمات حكومتهم في الخرطوم أم أن القانون الأمريكي يمنع ذلك ؟ الأجوبة على هذه السؤالات هي التي ستحدد موقفنا من الجالية انتماء أو مفاصلة ، وبالله التوفيق .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: متى تكف المعارضة عن استقلال جالية واشنطن ؟ (Re: Hashim Elemam)
|
Quote: ما الفائدة من اقحام الجالية في العمل السياسي المعارض مع وجود أحزاب معارضة؟ هل طلبت الحكومة من أالجالية أن تدافع عنها ، أو أن تسخّر منبرها لمؤيدي الحكومة للدفاع عنها ؟ الجالية مواقف بعضهم وتناصب السفارة العداء ؟ |
سلام الله....الإمام أسئلة تنم عن أن من يطرحها يعيش في كوكب أخر او يدعى العمى وهو مبصر...... وأول مرة أعرف أنك علمانى (لو أدركت أو لم تدرك) عما يحدث في وطنك... فأنت يأخى الكريم تطالبنا بفصل السفارة عن النظام .... وأيضا فصل الجالية السودانية عما يحدث في عازة..... ولو النزاهة في الكتابة أصبحت حليفتك يوما ما ، لما سألت عن فائدة إقحام الجالية في العمل المعارض.... لانك تدرى (وتدعى أنك لا تدرى) أن العكس هو الصحيح.... وطبيعة الأنظمة التسلطية (التى شاب شعر رأسك في موالاتها) هى أيضا التسلط على الكيانات الخدمية خارج الحدود وإفراغها من أى محتوى معارضى...... ودونك جاليات وتجمعات السودانيين من المحيط الى الخليج..... إنحصرت نشاطاتها في إستقبال ووداع وتكريم ووشاحات لقناصل وسفراء النظام..... بل تعدى السفور في إقحام جالية قطر للقيام بالنفرة الكبرى لرئيس النظام لمناصرته في أمر المحكمة الجنائية..... وقد لهثت سفارة النظام في واشنطن لإقحام وتبعية الجالية لها ما لم يلهثه قيس بن الملوح وراء ليلى العامرية..... تارة بالتبرعات النقدية لمدارسها عن طريق وسطاء ومؤلفة قلوبهم ، وأخرى بشراء معدات والتبرع بها من مال الدولة المسروق منذ عام 89 وكل هذا ليس بخافى عليك يا من تدعى برأى بن يعقوب في أمر السفارة..... ولكن يبدو أن الأمانة هى عملة نادرة وكان الأولى بها إمام المصلين في واشنطن..... ولو تُرك الأمر إليك لاقمت إحتفال السفارة بأمر هجليج داخل مقر الجالية وتنسى تماما حديث إقحام السياسة في الجالية.... والله لا أرى في ما تكتبه إلا حديث المطففين....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: متى تكف المعارضة عن استقلال جالية واشنطن ؟ (Re: أسامة خلف الله مصطفى)
|
Quote: فقد ظلّ الرئيس يحتفظ –من باب الوفاء – ببعض الوجوه في حكومته طوال عهد الإنقاذ رغم ما شاب أداء بعضهم من قصور |
هذا المخلوق يتحدث وكأن السودان ورثة لعمر البشير من ابوه ! اذا كان بلد فيها حرية وديمقراطية وقانون .. الشعب هو الذى يحاسب على هذه القصور عبر مؤسساته بما فيها قصور عمر البشير !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: متى تكف المعارضة عن استقلال جالية واشنطن ؟ (Re: Asim Fageary)
|
Quote: أسئلة تنم عن أن من يطرحها يعيش في كوكب أخر او يدعى العمى وهو مبصر...... وأول مرة أعرف أنك علمانى (لو أدركت أو لم تدرك) عما يحدث في وطنك... فأنت يأخى الكريم تطالبنا بفصل السفارة عن النظام .... وأيضا فصل الجالية السودانية عما يحدث في عازة..... ولو النزاهة في الكتابة أصبحت حليفتك يوما ما ، لما سألت عن فائدة إقحام الجالية في العمل المعارض.... لانك تدرى (وتدعى أنك لا تدرى) أن العكس هو الصحيح.... وطبيعة الأنظمة التسلطية (التى شاب شعر رأسك في موالاتها) هى أيضا التسلط على الكيانات الخدمية خارج الحدود وإفراغها من أى محتوى معارضى...... |
والله والله مدهش ورغم اللهمز واللمز الذي جاء في ما كتبت احب اذكرك اولاَ الهجرة والهروب من السودان لم يكن خياراً ولن يكن فقد نال عن من تهمز فيهم ما نال من صنوف المهانه من حكومتك التي استباحت البلد لذا فروا بحثاً عن انسانيتهم..ولكنهم مقدريين لم ولن ينسوا ما بقي من اشباح في الوطن العزيز .. لعلك من صفوة المؤتمر الوطني وجيئت اليها بقصة ملفقة او باللوتري ..هؤلاء جاؤوا قصرا..او ليس من حقهم ان يفضحوا ويعملوا اضعف الايمان لازالة هذا النظام اما الشابات فقد تركوا السودان بحالو بسبب السياط التي الهبت ظهورهن بسبب ما يسمى بقانون النظام العام .. وما زال امثالك يتابعونهم بما يعف عن ذكره اللسان .. استحي يا رجل واترك الجالية وشأنها فهي تكشف عن جرائم الحرب التي كملت اهلنا في السودان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: متى تكف المعارضة عن استقلال جالية واشنطن ؟ (Re: Asim Fageary)
|
Quote: أسئلة تنم عن أن من يطرحها يعيش في كوكب أخر او يدعى العمى وهو مبصر...... وأول مرة أعرف أنك علمانى (لو أدركت أو لم تدرك) عما يحدث في وطنك... فأنت يأخى الكريم تطالبنا بفصل السفارة عن النظام .... وأيضا فصل الجالية السودانية عما يحدث في عازة..... ولو النزاهة في الكتابة أصبحت حليفتك يوما ما ، لما سألت عن فائدة إقحام الجالية في العمل المعارض.... لانك تدرى (وتدعى أنك لا تدرى) أن العكس هو الصحيح.... وطبيعة الأنظمة التسلطية (التى شاب شعر رأسك في موالاتها) هى أيضا التسلط على الكيانات الخدمية خارج الحدود وإفراغها من أى محتوى معارضى...... |
والله والله مدهش ورغم اللهمز واللمز الذي جاء في ما كتبت احب اذكرك اولاَ الهجرة والهروب من السودان لم يكن خياراً ولن يكن فقد نال عن من تهمز فيهم ما نال من صنوف المهانه من حكومتك التي استباحت البلد لذا فروا بحثاً عن انسانيتهم..ولكنهم مقدريين لم ولن ينسوا ما بقي من اشباح في الوطن العزيز .. لعلك من صفوة المؤتمر الوطني وجيئت اليها بقصة ملفقة او باللوتري ..هؤلاء جاؤوا قصرا..او ليس من حقهم ان يفضحوا ويعملوا اضعف الايمان لازالة هذا النظام اما الشابات فقد تركوا السودان بحالو بسبب السياط التي الهبت ظهورهن بسبب ما يسمى بقانون النظام العام .. وما زال امثالك يتابعونهم بما يعف عن ذكره اللسان .. استحي يا رجل واترك الجالية وشأنها فهي تكشف عن جرائم الحرب التي كملت اهلنا في السودان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: متى تكف المعارضة عن استقلال جالية واشنطن ؟ (Re: د.ماجدة ميرغني)
|
كل آراءكم صحيحة فيما يختص بشخوص اعداءكم وسوء سرائرهم ... ولكن يبقى السؤال:
ما جدوى تسييس "الجالية" لو كان اصطفافها مع المعارضة أو الحكومة يفقدها دورها الوظيفي وسط مجتمع الإغتراب؟
هل يحرص الجميع على "جالية" فاشلة وظيفيًا في خدمة المغتربين وتسهيل حيواتهم وحصولهم على الوظائف والتدريب وتعليم أطفالهم ولفت انتباه المجتمع ونيل اعترافه بمساهمة السودانيين في البلد المضيف وغيرها من مهام الجالية؟
... المهم ....
| |
|
|
|
|
|
|
| |