|
هوهوةُ الشوارِعِ
|
هوهوةُ الشوارِعِ
يا للهوِ... هكذا دُفعةً واحِدةً تجدُّ نفسكَ في سُدةِ الشوارِعِ! أنتَ لم تُخططْ جيداً إلا لشارِعٍ واحِدٍ.. لعله السؤددَ وتوابلَهُ –على ذاتِ الطريقِ- لعله... لكنما، تداعتِ الشوارِعُ جميعها.. بتجهمِها، وأنصالِها، وحرائقِها... ببذلِها، وأخذِها ووووو و
أنت الآن قُبالةَ شارِعٍ أطرافِهِ كما فخذين، يرتفعان بغتة، وينخفضان ينخفضان ينخفضان... ولا يَلوحُ خلاصٌ البتة –أو هكذا خُيّلَ إليك..-
تمضي... والاحتمالاتُ تنخرطُ في الوثبِ على جُمجمتِكَ المُتآكلةِ.. كُلّ خطوةٍ والتفاتةٍ، تمضي... كما ناموسةٍ تطنُّ ولا يفتِّكُ بتوترِها خلا غرزَ مثقبِها والنهل الشبقي..
ثمة ما يُراكمُ شذىً بمخيّلة، وثمة أنفاقٌ تفتحُ للرُّوحِ أثداءَها الممصوصةَ بالرطوبةِ والنباح...
هيه ها أنت تخرجُ كما طلقةٍ ناشتْ جُمجمةَ طفلٍ ساهٍ في طرائدِ الخيالِ، كضحكتِهِ المُلونةِ بتخُومٍ ملائكيةٍ، ودمعتِهِ المسفوحةِ بإيعازٍ من أبالِسةِ الوجودِ... ثم أنك أفنيتَ عبقاً في الانصرافِ نَهلتْهُ دونما أثرٍ لاغتباطِ ثناياهُ المحفوفةِ بالرغائبِ في أشباهِكَ..
الغريبُ أن شارِعاً آخرَ يقطفُ دبيبك، وفيما أنت تجوسُ وِهادَ الانسجامِ.. يقطفُكَ شارِعٌ ثانٍ وثالثٍ...
9/12/2009م
|
|
|
|
|
|