|
|
 صور أبوكرشولا: الدروس والعبر من معركة ذات الصور!!
|
أرى التالي كتعليق على هذه المعركة الحامية حول صور قتلى معركة أبوكرشولة بين مناصري الجبهة الثورية بقيادة صلاح جادات من جهة وموظفو جهاز أمن البشير بقيادة علاء الدين يوسف من جهة أخرى:
--- أبو كرشولا لم تكن صالة سينما بقلب الخرطوم أو ملعب كرة قدم بحي أركويت العاصمي، وإنما كانت أرض معركة حقيقية بها طائرات ودبابات ومدافع وقنابل والصراع حولها يدور بالحديد والنار. والحال كذلك لا بد أن هنالك قتلى وجرحى من الجانبين، وبالتالي لا يمثل إستجلاب صور القتلى العسكريين من هذا الجانب أو ذاك أي دلالة تذكر. عليه لا أرى جدوى من الأساس لإيراد الصور من قبل علاء الدين يوسف، وبالمثل لا أرى أهمية لتكذيبها من قبل صلاح جادات وجماعته رغم ترجيحي لمسألة التلاعب بها.
--- لأولئك المشككين في الراكوبة، يهمني أن أؤكد أن موقفها واضح من النظام ولم تدِع يوماَ ما حياديتها تجاهه حسب علمي. الموقف من النظام لا يقدح في مصداقيتها ما لم تجلب خبراً كاذباً بشكل متعمد وتنسبه لها وهو ما لم يحدث حتى اللحظة حسب علمي أيضاً. لا أعتقد أن الراكوبة يهمها كثيراً تعديل الصور أو العبث بها فالصور مثار النزاع غير ذات أهمية للدرجة التي تستدعي أن تزج بنفسها في معتركها، كما أن المتاح بالنسبة لها من المواد المكتوبة والمصورة التي تقدح في قبح النظام وآلآته العسكرية والأمنية كثيف للغاية بشكل يصعب معه الإعتقاد بأن تورط نفسها في هذه القضية ذات الأهمية التي تقارب الصفر.
--- بشكل عام فإن جلب صور جثث المقاتلين مثل تلك التي عرضها علاء الدين لا يشكل اهمية وليس له فائدة مباشرة حيث أنه لا يدل على الجهة التي ينتمي إليها القتيل أو يوضح هوية القاتل أو يبين الظروف التي تم فيها ذلك. وفي ظني أن ما دفع جماعة صلاح جادات للتشكيك فيها، وهو ما أوافقهم عليه، الميل الهائل للنظام وعناصر أمنه في بذل الأكاذيب بدون وجود أي سقف أخلاقي. ببساطة شديدة من ذا الذي يستطيع تصديق نظام يختطف "مجاهدا" له شأن وسطهم، بل هو نجل أحد قيادييه التاريخيين، لإختلافه معهم ثم يعلنون إبتداءاً من رأس الدولة وحتى أصغر ضابط أمن، يعلنون لوالده بأنهم لا يعلمون عنه شيئاً بينما تشير كل الدلائل بشهادة الوالد نفسه (موسى يعقوب) بأنهم يعلمون كل شيئ!!
--- أعتقد أن للجميع الحق في نشر صور الدمار والخراب الذي تسببه الحرب وكذلك صور القتلى والجرحى، خاصة المدنيين منهم، مع مراعاة تغطية الوجوه أو العلامات الظاهرة مراعاة لمشاعر الناس خاصة أقرباءهم المحتملين؛ بل أظن أن ذلك يمثل عنصراً ضرورياً لكسب تضامن الناس مع الضحايا الأبرياء ومعرفة حجم الكوارث التي تعرضوا لها، وبالتالي تنشيط العمل المعادي للحرب. لقد كنا نسمع عن الحرب في دارفور بيد أننا لم نحس بها بشكل عميق إلا بعد أن رأينا صور الضحايا والدمار، بل أكاد أن اجزم أنه لولا هذه الصور لما وقف العالم الحر وقفته التضامنية تلك مع أهل دارفور ولما تمكن العالم الحر من غل يد المعتدي (على الأقل جزئياً). كمثال فإن الصور التي وردت في الوصلتين الآتيتين بالغة الإيضاح لقبح النظام القائم الذي لا يفلح إلا في قتل مواطنيه وإذلالهم:
WayBack Machine on 4 Jul 2012
Google Cache on 25 May 2013
--- مع أعجابي الشديد بمثابرة صلاح جادات وجماعته، وأنا اتحدث من موقع التضامن معهم، إلا أنني أرى أن يركزوا أكثر على تطوير الرسالة الإعلامية للجبهة الثورية. كمثال بسيط كان يمكن تصوير عملية الإنسحاب الهادئ لقوات الحركة من أبو كرشولا وعرض الشريط بعد دخول الجيش لها؛ ذلك الدخول الذي أعقبته مزاعم من إعلام البشير يأتي من ضمنها أنه دخلها عنوة. عمل ذكي مثل هذا كان يمكن أن يحرج النظام وإعلامه أكثر من إثبات أن صور عضو الأمن علاء الدين تفتقر للمصداقية.
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست